الأحد، يوليو 23

الحلال والحرام

الحلال والحرام
المصدر: عبد الحكيم بلبطي 2006-07-23



منذ أيام قليلة أفتى حاخامات إسرائيل بشرعية قتل الأطفال والنساء العرب دفاعا عن أطفال ونساء إسرائيل! واعتبروه تماشيا مع تعاليم التوراة·وفي نفس الوقت تقريبا، قالت وزيرة خارجية أمريكا إن الوقت لم يحن بعد لتتوقف إسرائيل عن هجماتها· وتمنت لو أن التقتيل ضد المدنيين يقل··أما رئيس تجار السلاح والنفط جورج بوش، فقد وجد مأساة لبنان حجة جديدة ليحمل المسؤولية إلى سوريا وإيران كونهما راعيتي حزب الله· وهو التحليل الذي وصل إليه بعد القادة العرب·لنتصور لحظة الأمور بشكل آخر:1- كبار الأئمة في العالم العربي والإسلامي يفتون بشرعية قتل الأطفال والنساء الإسرائيليين وقالوا إن القرآن يأمر بذلك·ماذا كان سيحدث؟!2- لو أن مسؤولا رسميا في لبنان أو فلسطين يقول إنه يتعين على المقاومة أن تواصل عملياتها، وتحاول التقليل من استهداف المدنيين· ماذا سيكلفه ذلك من اتهامات؟!إن الذين أتوا بإسرائيل إلى الشرق الأوسط قرروا تقسيم فلسطين إلى قطعتين· وعندما لاحظوا أن للقادمين الجدد شهية لا بأس بها، قرروا مساعدتهم وجعلوا من ''حق المقاومة'' فعلا ''إجراميا إرهابيا''·لن يغيروا في مسار التاريخ· القوة وحدها لم تكن كافية لفرض الأمر الواقع إلى الأبد· وكل شيء ظرفي· فالسياسة الأمريكية في المنطقة وجنون إسرائيل يزيدان في الاحتراق المادي والمعنوي، ويدفعون بالشباب إلى التطرف أكثـر وزيادة الكره·ولن تأتي الحلول، والحمد لله على ذلك، من قرارات رسمية تقضي بأن المقاومة غير قانونية، أو أن ما يقوم به ''الآخر مشروع وله ما يبرره''·إن الصراع هو في الميدان، عبر شوارع بيروت، وحقول الجنوب، وبين حطام غزة· ويزداد مؤيدوه ويزداد معهم الرافضون لفكرة الخضوع لأمر القوي·عندما اختار الشعب الفلسطيني حركة حماس لتكون صاحبة الأغلبية في الحكومة والبرلمان، أعلنت واشنطن أنها تشجع الديمقراطية لكنها لن تتعامل مع منظمة إرهابية· حكمت بالموت على ما كان يمكن أن يكون عهدا جديدا· ودفعت بقواعد الحركة إلى زيادة في التطرف· ثم شجعت إسرائيل على ضرب حماس ومعاقلها ومن ورائها كل المقاومة في المنطقة· إنه السيناريو الذي يسير وفق التخطيط لينتهي بإيجاد تبريرات ضرب سوريا وإيران، بتواطؤ عربي إسلامي على المستوى الرسمي، وبزيادة غضب الشارع وزيادة جيوش التطرف·لقد فتحت أمريكا قبرا في المنطقة، وأيقظت نارا ستأكل حلفاءها في المنطقة، وتقضي على العقلاء· فالمنطق الذي تريد فرضه أنه ''لا حل إلا الحل الأمريكي الإسرائيلي''، والرد الحاسم لن يأتي من العقلاء ولكن من أصحاب الرأي الآخر: ''إنه لا حل إلا بالنار''·

ليست هناك تعليقات: