بحضور كافة السلطات المحلية و الآلا ف المواطنين
تشييع جثمان الفقيدين « هارون و ابراهيم» في موكب جنائزي مهيب
13.03.2013
عبد الرحيم -م
رافق
موكب مهيب بعد ظهر يوم الأربعاء؛ جثمان الطفلين « بودايرة هارون» و «
حشيش ابراهيم» - اللذين تم اختطافهما السبت الفارط قبل أن يتم قتلهما و
رميهما بالوحدة الجوارية رقم 17 بعلي منجلي- إلى مثواهما الأخير بمقبرة
زواغي سليمان بقسنطينة وحضر تشييع جنازة المرحومان مواطنون جاؤوا من
مختلف انحاء الوطن من أقارب وأصدقاء و حتى متضامنون بلغ عددهم أزيد من 5
آلاف علاوة على شخصيات عسكرية و أخرى سياسية و والي ولاية قسنطينة « نور
الدين بدوي». ورغم الحزن والأسى و الحرقة التي بدت جليا على وجوه الحضور
غير أن جثمان المرحومين رُفع على زغاريد النساء و هتافات الرجال «الله اكبر
الله أكبر الله أكبر». وكان جثمان الفقيدين قد عرض قبل ذلك لاهل الضحية
بغية وداعهما للمرة الاخيرة، إلا أنه تعسر على الجميع القاء النظرة
الأخيرة على جثمان الراحلين وهذا لكثرة عدد الحاضرين فيما اصطفت السيارات
التي حملت أرقام مختلف ولايات الوطن على طول 06 كلم. نفس الشيء حدث داخل
مقبرة زواغي سليمان، كل واحد أراد لمس نعش الطفلين و حمله على أكتافهم في
صور يسودها الحزن و الاسى على المصير الدي الا اليه. و مواساة لعائلة
الفقيدين، ابدى كل واحد استعداده للمساعدة خصوصا وان الاهالي أناس بسطاء.
لطفل هارون مجتهد في حفظ القرآن وكُرم في رمضان
الطفل هارون الذي قتل بقسنطينة، و هو يستلم جائزته في حفظ القرآن الكريم، شهر رمضان الماضي
هارون من أهل الله و خاصته يلتحق بجوار ربه في جنان الفردوس.
هارون من أهل الله و خاصته يلتحق بجوار ربه في جنان الفردوس.
علماء يؤيدون حملة الشعب يريد تطبيق القصاص: مليونية لإعدام قتلة الأطفال
مطالب بتفعيل عقوبة الإعدام لردع المجرمين
لم يمر خبر اختطاف و قتل الطفلين البريئين هارون و
إبراهيم بمدينة قسنطينة دون أن يثير موجة من الاستنكار و الحزن الذي لفّ
جميع الجزائريين، و يوقظ ضمير الأمهات و الآباء و المواطنين إزاء ظاهرة
اختطاف الأطفال التي أصبحت شبه يومية تترقب أطفال و أبناء الجزائر.
و نتيجة لتكرار هذه الظاهرة التي عايشها مختلف المواطنين و
عايشتها مختلف المدن و المناطق الجزائرية، و حملت عناوين كثيرة من الطفل
البريء ذي الثماني سنوات الذي ألقي في بئر مقتولا، إلى شيماء و صهيب الذين
أغرقا في برميل، مرورا على أسماء في سن الورود أمثال “شيماء”، “مهدي”، و
غيرهما، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتصور مدى الصدمة التي أصابت العديد
ممن تابعو الفاجعة التي ألمت بأهل “إبراهيم” و “هارون”، إثر فقدانهم
لفلذات أكبادهم، إثر عملية الاختطاف التي تعرضا لها قبل أن يتم خنقهما
وقتلهما من قبل شابين لا يتعدى أحدهما عمره 21 سنة، و الآخر يقترب من الـ
38 سنة حسب التحريات التي توصلت إليها الجهات المعنية بمتابعة القضية.
و بمجرد انتشار خبر مقتلهما، انتشرت حملة موسعة بين المواطنين
و الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي تدعو لوضع حد لهذه الظاهرة
المتفشية في المجتمع، و ذلك بتطبيق إجراءات ردعية حقيقية من شأنها أن توقف
هذه الأعمال الإجرامية، و أطلق العديد من شباب “الفايسبوك” حملة تدعو
للقصاص عملا بقول الله عزّ وجل “و لكم في القصاص حياة يا أولي الألباب” و
الدعوة لإعادة تفعيل عقوبة الإعدام.
و نشر كثير من الشباب على صفحاتهم و مواقعهم الإلكترونية
شعارات مثل “الشعب يريد تطبيق الإعدام” و “كفى .. بأي ذنب تذبح و تقتل
فلذات أكبادنا”
و تعالت المطالب بتطبيق عقوبة الإعدام على قاتلي الأطفال في
الجزائر، بصفة استثنائية بحكم أن العمل به مجمد منذ عام 1993 وذلك على
خلفية حادثة اختطاف و قتل الأطفال واحد تلوى الآخر و الذي حصد مؤخرا
إبرايهم و هارون و قبله شيماء و كثير من الأسماء البريئة.
وكتب المئات من الأفراد و الشخصيات و الجمعيات و على صفحات
مواقع التواصل الاجتماعي “أنا مع إعادة تطبيق عقوبة الإعدام لمختطفي
الأطفال”.
و في هذا الشأن، يرى العديد من المشايخ و الفقهاء وجوب تطبيق
هذه العقوبة التي أمر بها الله، و هي عقوبة القصاص التي من شأنها أن تكون
أداة ردع تمنع تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل و تمنع خطر الاختطاف و
القتل عن أطفال و أبناء و فلذات أكباد الجزائريين.
و ساند كثير من الشخصيات الدينية هذا المسعى و هذه الحملة
التي يقوم بها شباب على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل تطبيق “القصاص” على
المجرمين في حق أطفال الجزائر، و نشر الشيخ محمد الهادي الحسني في صفحته
على الفايسبوك يقول: “إن الإسلام أمر بالإعدام في مواطن معدودة، وقد أحاط
تنفيذ هذا الحكم بأشراط تكاد تجعل تطبيقه في حكم النادر، فمن مبادئ ديننا
درء الحدود بالشبهات، والخطأ في العفو خير من الخطأ في العقوبة.كيف يجرؤ
شخص عاقل على طلب إلغاء حكم الإعدام على شخص أجرم في حق طفلين في سن
الزهور.”
ن.عبد الوهاب
بالصور : قسنطينة تودع هارون وإبراهيم بالآهات والدموع
تحت صيحات “الله أكبر” و “الشعب يريد تطبيق القصاص”
تحت صيحات الله
أكبر.. الله أكبر، إنا لله وإنا إليه راجعون، ودعت عائلة إبراهيم و هارون و
أقاربهما و سكان قسنطينة الذين توافدوا بشكل كبير لحضور الجنازة وسط أجواء
يملؤها الحزن بعد نزول خبر قتلها كالصاعقة المدوية التي جعلت بعضهم لا
يستطيع الخروج من الصدمة التي أعقبتها تفاصيل هذه التراجيديا التي ضبط
توقيتها القدر يوم الثلاثاء الماضي.
و مرت الجنازة في أجواء كئيبة
جدا، تحت وقع الشعارات المدوية “بالروح بالدم نفديك يا شهيد” و “لا إله
إلاّ الله و لا حول و لا قوة إلأّ بالله” و “الله أكبر” ممزوجة بصراخ و
عويل النسوة اللائي ودعن نعش فلذات أكبادهن مرددين أهليل تقشعر لها الأبدان
و تدمع لها الأعين.
و قدر عدد المشاركين في الجنازة بعشرات الآلاف من المواطنين، بحيث التزم الجميع بهيبة الجنازة و لم تحدث أية اشتباكات أو تجاوزات.
و خرجت مسيرات بعد الجنازة تطالب
بـتطبيق الإعدام على قاتلي الطفلين رافعين شعارات مثل “الشعب يريد تطبيق
الإعدام” و “القصاص.. القصاص لإبراهيم و هارون” في كل من وسط مدينة قسنطينة
باتجاه المحكمة حيث خرج الرجال والنساء بالالاف مرددين هتافات تطالب
بالقصاص ، كما تظاهر ألاف الطلبة في جامعتي منتوري بوسط قسنطينة وعلي
منجلي بالمدينة الجديدة مطالبين بالاعدام في حق المجرمين .
رفيق شلغوم
كدت أن أعضاءهما لم تُسرق، العدالة تتوعد بأقصى العقوبات وتكشف:
إبراهيـــم وزكريـاء خنقــا ساعــات قليلــة قبــل اكتشـــاف جثتيهمـــا
طابي.ن.الهدى
حالة صدمة وحداد، تسيّد خلالهما الحزن، منذ صبيحة أمس بقسنطينة، التي أمست على وقع خبر مقتل الطفلين هارون زكريا بودايرة (10 سنوات) وإبراهيم حاشيش (9 سنوات) صاحب التسع سنوات اللذين اختطفا زوال السبت الماضي من مقر سكناهما بالوحدة الجوارية 18 بالمدينة الجديدة علي منجلي .قبل أن تكتشف جثتاهما مساء أول أمس، داخل كيس بلاستيكي وحقيبة رياضية خضراء اللون متباعدتين عن بعضهما البعض بإحدى ورشات البناء القريبة من الوحدة الجوارية 17، على بعد كيلومتر من حييهما، ليتم بعدها مباشرة القبض على المجرمين اللذين اعترفا بجرمهما أثناء التحقيق، لتدخل قسنطينة بعدها في حالة حداد على براءة دفعت ثمن تهور وحوش بشرية أطاحت بنفسها بعدما قدم شهود عيان كانوا بالمنطقة، تفاصيل عنهما وهما شابان (21 و38 عاما على الترتيب) لمحهما احد العمال الصينيين وهما يهمان بإلقاء الجثتين، قبل أن يفرا هربا داخل سيارة مجهولة الوجهة بمجرد تنبيهه لزملائه بوجود حركة غريبة بالمكان.
الرأي العام يطالب بإعدام المجرمين شنقا في الساحة العمومية
من جهته، أكد وكيل الجمهورية لدى مجلس قضاء قسنطينة، عبد اللي محمد، خلال ندوة صحفية عقدها صباح أمس، بمقر المجلس، حيث سرد بيانا خاصا بالقضية، موضحا أن التحقيقات الأولية التي باشرها ممثل النيابة، بمجرد اكتشاف الجثتين والتي تضمنت دلائل من تقرير الطب الشرعي واعترافات المجرمين، قد أثبتت أن الطفلين قد قتلا صبيحة العثور عليهما، أي ساعات قليلة قبل اكتشافهما، ما يعني بالمقابل بأنهما كانا على قيد الحياة طيلة الثلاثة أيام التي تلت عملية الخطف، مشيرا إلى أن تفاصيل القضية لا تزال غير مكتملة حتى انتهاء التحقيق، بالرغم من اعتراف الجناة باقتراف الجريمة الشنعاء وخنق الطفلين، فيما لم يقدم أي جديد بخصوص الدوافع الحقيقة للفعل والخلفية التي تقف وراءه حتى تقدم الهيئات المختصة دلائل علمية ، مكتفيا بالتأكيد أن الجثتين لم تتعرضا للتنكيل أو التقطيع كما تم تداوله وبأنه لم يتم المساس بأي عضو من أعضائهما الداخلية أو الخارجية، مضيفا أن القضية منعزلة وتعد فعلاً انفرادياً، حيث توعدت العدالة بتسليط أقصى العقوبات على المجرمين وجعلهما عبرة لكل من تسول له نفسه الاعتداء على البراءة أو غيرها، مشددا على أن العدالة ستطبق في حقهما، نافيا إمكانية الخوض في تفاصيل أكثر لما تستدعيه التحقيقات من سرية.
بالمقابل، يطالب الرأي العام المحلي بتسليط عقوبة الإعدام شنقا في الساحة العمومية للمجرمين، دون رحمة أو تساهل لجسامة ما اقترفت أياديهما ضد صغيرين تساءلوا بأي ذنب قتلا، خصوصا وان أسباب الجريمة لم تتضح بعد فيما لا تزال الشائعات تنوب عن غياب توضيحات رسمية، إذ يتناقل البعض إمكانية أن يكونا قد تعرضا لاعتداء جنسي بنسبة 80 في المائة أو راحا ضحية عملية تصفية حسابات شخصية خلفيتها إقصاء من قوائم السكن التي أعدت من قبل لجان الإحياء، قبل ترحيل عائلتيهما ضمن المئات من حي سوطراكو القصديري قبل أشهر في إطار عمليات إعادة الإسكان .
الفرضيات التي يتداولها الشارع دون أن تؤكدها أو تنفيها الجهات الأمنية، التي أكدت في اتصال هاتفي بالجريدة بأنها لن تقدم أي تعليق حتى استكمال التحقيقات، التي ستكلل بندوة صحفية لشرح خلفيات وتفاصيل القضية.
الطفلان يشيعان في جنازة مهيبة سبقتها وتلتها مسيرات طلابية حاشدة
شيعت جنازة الطفلين زكرياء و إبراهيم، ظهر أمس نحو مقبرة سليمان زواغي بقسنطينة بعدما نقل جثمانهما على متن سيارة حماية مدنية عزلاء دون مرافقة أمنية تذكر، من المستشفى الجامعي ابن باديس أين اخضعا لفحص الطب الشرعي، إلى غاية مدخل منزليهما وبعدها نحو المقبرة، حيث نقلا إلى جوار ربهما في موكب مهيب شارك فيه المئات والمئات من المواطنين ممن تضامنوا قلبا وقالبا مع عائلتي الضحيتين، بالإضافة إلى حضور ممثلين عن السلطات المحلية والولائية، في مشهد محزن ومأسوي خيم عليه الصمت وسبقه عويل وصياح وإغماءات في أوساط ذوي الطفلين، تزامن مع خروج تلاميذ المدارس بكل من المدينة الجديدة علي منجلي ووسط قسنطينة في مسيرات حاشدة، رددوا خلالها شعارات تقشعر لها الأبدان، منددين بغياب الأمن الذي أوصل بحسبهم الأمور إلى ما وصل إليه، خصوصا وان الضحيتين كانا يدرسان بمؤسسة الشهيد موسى حملاوي بقرية بوشبعة التابعة لبلدية عين سمارة، التي تبعد عن مقر سكناهما بحوالي كيلومترين ونصف، ما وصفوه بالاستهتار الصريح بسلامة وحياة التلاميذ الذين عادة ما يضطرون للتنقل على الأقدام من وإلى المدرسة في حال تأخر حافلات النقل المدرسي، فيما لم يسجل أي حضور معلن لعناصر الأمن بالمدينة الجديدة علي منجلي ، وذلك تجنبا لتجدد الصدامات وعودة الاحتجاجات ساعات قليلة بعد اكتشاف الجثتين.
ليلة عنف، تخريب وصدامات عنيفة بين السكان وقوات مكافحة الشغب
خبر مقتل الطفلين إبراهيم وزكريا، لم يمر مرور الكرام، على ساكنة المدينة الجديدة علي منجلي ، التي انفجرت غضبا، بمجرد تأكيد اكتشاف الجثتين اللتين شاع أيضا خبر تعرضهما للتنكيل والتقطيع، حيث عاشت المدينة حربا حقيقة إن صح وصفها خلال الساعات التي تلت ذلك واستمر العنف الذي رافق الاحتجاجات إلى غاية التاسعة ليلا، إذ لم تتوقف أعمال العنف والتخريب التي طالت المنشآت العمومية على غرار مقر البريد، ديوان الترقية والتسيير العقاري وسونلغاز، إلا بعد تدخل قوات مكافحة الشغب التي وبالرغم من أنها لم تقم بأية اعتقالات في صفوف المحتجين، نظرا لحساسية مشاعرهم، إلا أنها وقعت في صدامات عنيفة مع الشباب الغاضب وصلت حد جرح بعض الأعوان وآخرين من السكان، فيما خلفت الفوضى، تخريب العديد من واجهات المحلات التجارية التي طالتها حجارة المحتجين وعصيهم وقضبانهم الحديدية أو أشعلتها ألسنة اللهب التي انطلقت في المكان بعدما أقدموا على إضرام النار في العجلات المطاطية، لترد قوات الأمن بإلقاء قنابل مسيلة للدموع بهدف تفريقهم، خصوصا بعدما اتضح وجود مندسين بينهم عمدوا إلى تأجيج الوضع من خلال إقحام الكلاب والأسلحة البيضاء.
من ناحية أخرى لم تسجل خلال صبيحة أمس، أي يوم دفن الطفلين، أية صدامات أو فوضى تذكر، فيما اقتصرت الاحتجاجات المتفرقة للسكان الذين اعتصموا لبعض الوقت بالقرب من مجلس قضاء قسنطينة، للمطالبة بتطبيق عقوبة الإعدام على الوحشين.
القاتلان شابان في الـ 22 و 38 سنة من العمر.. حوالي 70 ألف مواطن شيعوا جنازة إبراهيم وهارون إلى مثواهما الأخير |
الأربعاء, 13 مارس 2013 18:17 |
في
جو مهيب ووسط حضور جماهيري بعشرات الآلاف، شيع ظهر أمس سكان المدينة
الجديدة علي منجلي بقسنطينة، جثماني إبراهيم وهارون إلى مثواهما الأخير، في
الوقت الذي تمكنت مصالح الأمن من توقيف القاتلين، ويتعلق الأمر بشاب يبلغ
من العمر 22 سنة وآخر في الـ 38 من عمره.. ذكر وكيل الجمهورية لدى مجلس قضاء قسنطينة، في ندوة صحفية نشطها نهار أمس، أن الضحيتين - استنادا لتقرير الطب الشرعي - تم شنقهما حوالي الساعة الثامنة صباحا من يوم أول أمس، وأن هذا كان السبب المباشر في وفاتهما، قبل أن يتم العثور عليهما عند الساعة 13 زوالا بالوحدة الجوارية رقم 17، غير بعيد عن مكان اختطافهما، وذلك بعدما قام القاتلان برميهما داخل كيس أسود وحقيبة. وأوضح في ذات الصدد أن المتهمين في القضية ينحدران من نفس المنطقة، وأنهما اعترفا بالجرم المنسوب إليهما بعد إخضاعهما للتحقيق بعدها تم عرضهما على وكيل الجمهورية، الذي أصدر في حقهما أمر بالوضع رهن الحبس في انتظار محاكمتهما لاحقا، موضحا في ذات الصدد أن باقي التفاصيل سيتم الإعلان عنها في وقت لاحق، بعد التعرف على الأسباب الحقيقية والدوافع التي كانت وراء قيام القاتلين بفعلتهما، التي تدخل - حسب ذات المتحدث - في خانة العمل الإجرامي المنفرد ولا علاقة لها بالإجرام المنظم وعصابات الاتجار بأعضاء البشر. حوالي 70 ألف مواطن شاركوا في تشييع الجنازةوسط حضور جماهيري غير مسبوق تجاوز الـ 70 ألف مواطن، شيع ظهر أمس سكان مدينة قسنطينة جثماني ابراهيم وهارون إلى مثواهما الأخير بمقبرة زواغي سليمان، وكلهم حسرة على الفعل الإجرامي الذي راح ضحيته طفلين لا يعرفان من الحياة إلا ما هو جميل. الطيب، وهو جار الضحيتين، قال: “لم أستوعب بعد حقيقة ما حصل، إنه ضرب من الخيال وإلا كيف يُقتل طفلان بهذه البرودة؟!”. في الوقت الذي طالب كل من حضر الجنازة بالقصاص العادل من الفاعلين وليس بإدخالهما السجن، وهي النقطة التي علت بشأنها العديد من الشعارات والضحيتان يوضعان داخل القبر على غرار “القصاص.. القصاص..”، بينما كانت عبارات “لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله..” على لسان كل من شارك في الجنازة التي تعد الأجواء التي جرت عليها سابقة أولى في تاريخ الولاية. هكذا تم العثور على إبراهيم وهاورنبعد 96 ساعة عن اختفائهما، عاد إبراهيم وهارون للظهور داخل كيس بلاستيكي وحقيبة، تم العثور عليهما من قبل عاملين كان بالقرب من إحدى عمارات الوحدة الجوارية رقم 17، حيث حوالي الساعة الواحدة والربع من ظهر أول أمس توقفت سيارة بيضاء اللون، نزل منها شاب وقام برمي كيس أسود، ثم ابتعد بأمتار ورمى حقيبة وحاول الفرار، غير أن تفطن بعض من كانوا بالمنطقة حال دون تمكنه من الفرار، حيث تم توقيفه بمعية شريكه من قبل شبان الحي الذين هرعوا لتقديم المساعدة بعد سماع طلب النجدة، ليتضح فيما بعد أن من كانا داخل الكيسين هما هارون، الذي يبلغ من العمر 9 سنوات، وصديقه إبراهيم في الـ 10 من عمره. وقد حال تدخل رجال الأمن الذين سجلوا حضورهم على الفور دون قيام شبان الحي وعائلتي الضحيتين من القصاص منهما، حسبما تم جمعه على لسان الكثير ممن عايشوا الحدث. السكان يطالبون بالأمن ويهددون بالتصعيدسكان المدينة الجديدة علي منجلي لم يستوعبوا بعد حقيقة ما حصل بالنظر لحالة الذهول التي يوجدون عليها.. وكأول رد فعل منهم على الفاجعة، طالبوا السلطات المحلية بضرورة الإسراع في إيجاد حل لمشكلة اللاأمن التي تتخبط فيها المدينة الجديدة علي منجلي، وتوفير مراكز أمن كافية ورجال أمن بعدد أكبر من أجل ضمان تنقل أطفالهم، بعيدا عن تربص عصابات الإجرام التي باتت تهدد أمن واستقرار كل من يتجول وسط أحياء وشوارع المدينة الجديدة. وهددوا في ذات السياق بالتصعيد مستقبلا والخروج في مسيرات حاشدة، إن بقيت الأمور على حالها. في الوقت الذي أكد العديد منهم أنه لو كان الأمن متوفرا وتمت الاستجابة لمطلبهم القاضي بالبحث عن الأطفال المختطفين بعد اكتشاف غيابهم فورا، لكان بالإمكان إنقاذهم من مخالب الخاطفين، خاصة أنهم لم يغادروا المدينة الجديدة علي منجلي وظلوا محتجزين بداخلها. عبد الكريم لونيس |
الجنازة تحولت إلى مسيرة للمطالبة بالقصاص
''أعدموا قتلة هارون وإبراهيم''
الخميس 14 مارس 2013
قسنطينة: ف. زكرياء/ صوفيا منغور/ وردة نوري
تقرير الطبيب الشرعي يؤكد مقتل الطفلين في نفس يوم العثور عليهما
شيّعت أمس، في جو مهيب دمعت له السماء، جنازة الطفلين إبراهيم حشيش
وهارون بودايرة البالغين من العمر 7 و9 سنوات، بمقبرة زواغي سليمان، بحضور
الآلاف من المشيعين، والذين رددوا شعارات القصاص والثأر، من خلال الحكم
بالإعدام على الفاعلين، اللذين تم توقيفهما من قبل سكان المدينة الجديدة.هرع المواطنون والمواطنات، منذ الساعات الأولى لنهار أمس، من مختلف أحياء المدينة الجديدة علي منجلي وحتى من وسط مدينة قسنطينة، لحضور جنازة الفقيدين إبراهيم حشيش وهارون بودايرة، اللذين عثر على جثتيهما زوال الثلاثاء بالمدينة الجديدة علي منجلي بعد اختطافهما مساء السبت الماضي بالوحدة الجوارية 18 في وضح النهار.
كان المشهد مروعا وسط حشود المواطنين ودموع العائلات والجيران، حيث تطلّب الأمر أزيد من 20 دقيقة لبلوغ منزل إبراهيم حشيش من باب العمارة حتى باب الشقة التي تقع في الطابق الأرضي، حيث لم نستطع المكوث إلا ثوان قليلة أمام والدته المفجوعة التي كانت مستلقية في شبه غيبوبة وآثار الحمى بادية عليها، خاصة أنها تضع بطانية ثقيلة على جسدها المنهك، حيث لم تقو المسكينة على رفع رأسها من الوسادة في غمرة الإغماءات التي تنتابها كل مرة.
نفس الصور مررنا بها ونحن منجه لمنزل جدة هارون الذي أقيمت به الجنازة في العمارة المقابلة، حيث لم تقو والدته على ذرف دموع أكثر، لكثرة ما بكت وكسى الاصفرار وجهها الحزين متيقنة أن ابنها ''طير من طيور الجنة'' فيما كان حال الجدة أسوأ وهي تردد بصوت هزيل، مرتعش وخافت ''اللي حرقنا ربي يحرقو، نوكلو ربي برك''.
لم تكف 20 شقة في كلتي العمارتين حشود النسوة المتواجدات بعين المكان، دون ذكر جموع آلاف الرجال، ما اضطر أعوان الحماية المدنية للتدخل في ظل تساقط غزير للمطر، من أجل نصب 7 خيام، إلا أن الأمر لم يجد نفعا أمام الجماهير من الرجال والنساء والتي حتى وإن قدمن للتعازي فقد جلبت كل واحدة صغارها في يدها.
قبل وصول جثتي الصغيرين المغتالين كانت شاحنات المساعدات تصل تباعا من الخواص والجمعيات، فيما أحاطت أزيد من 30 حافلة للنقل الجامعي المكان تأهبا لنقل الرجال جنازة الصغيرين نحو مقبرة زواغي سليمان.
السكان أوقفوا أحد الفاعلين وسلّموه لمصالح الأمن
ذكر شباب الحي الذي يقطن به كل من إبراهيم حشيش وهارون بودايرة، أنهم هم من ألقوا القبض على أحد الفاعلين، بعد أن تقفّوا أثرهم، من خلال الأوصاف التي أرشدهم إليها عامل صيني بإحدى ورشات البناء، ليتبين أن المكان الذي ألقيت فيه جثتي الطفلين، هو نفس المكان الذي كانا محتجزان فيه، على بعد 1000 متر تقريبا من منزلهما أين تم اختطافهما، حيث استغل الفاعلان شقة مستأجرة، والتي كانا يمارسان فيها شتى أنواع الرذيلة، لاختطاف الطفلين واغتصابهما قبل أن يقررا التخلص من الجثتين برميهما خلف العمارة، في وضح النهار، بسبب حالة الذعر التي لحقت بهما، حيث تمكّن عامل صيني من التعرف على أحدهما وإرشاد زملائه في الورشة من الجزائريين، الذين بدورهم هرعوا رفقة سكان الحي للقبض على أحدهما وتسليمه لمصالح الأمن.
استقبال جثماني الطفلين بالتكبير والزغاريد
لدى وصول الجثمانين تعالت التهاليل والزغاريد، حيث كبّر الرجال وزغردت النساء وتعالت الهتافات ''الله أكبر'' ''لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله'' فيما هتفت الحشود بعدها بصوت واحد ''الشعب يريد تنفيذ الإعدام''، وسط حالة هستيرية من البكاء والإغماءات وسط النسوة.
لم يمض وقت طويل على إدخال الجثمانين إلى منزلي أهليهما حتى أخرجا وسط حشود يصعب السيطرة عليها، حيث توجهوا بهما إلى ساحة ترابية كبيرة خلف الحي أين تم أداء صلاة الجنازة عليهما والتوجه بهما مباشرة نحو مقبرة زواغي، مما تسبب في شل حركة المرور لأزيد من ساعة بالمدخل الرئيسي لمدينة علي منجلي وعلى طريق مطار محمد بوضياف.
مباشرة بعد مضي الرجال بالجنازة، انطلقت النسوة في مسيرة سلمية طويلة بلغت حوالي 800 متر عبر شوارع المدينة مرورا بالحرم الجامعي، حيث هتفن بشعارات تنديدية بمثل هذه الأعمال الإجرامية.
تلاميذ لم يلتحقوا بمقاعد الدراسة
دخل سكان المدينة الجديدة علي منجلي في حالة هلع، حيث قرروا منع أولادهم من الذهاب إلى المدارس، فيما فضّل آخرون توصيلهم بأنفسهم، كما علمنا أن العديد من المدارس بالمدينة الجديدة أغلقت أبوابها بعد عزوف التلاميذ عن الالتحاق بها من شدة الهلع والخوف، فيما جاب العشرات من تلاميذ الثانوي والمتوسط أرجاء المدينة منددين بالجريمة البشعة، للإشارة، فإن تلاميذ مدرسة موشى حملاوي بقرية بوشبعة التي كان يدرس بها الصغير إبراهيم حشيش تخلو من مقاعد الدراسة منذ السبت الماضي بسبب حالة البسيكوز التي أصابتهم وأصابت أولياءهم، فيما هرع بعض الأولياء إلى المدارس مطالبين وبلهجة حادة تسريح أبنائهم، حيث بدأت مختلف المدارس والمؤسسات التعليمية بتسريح التلاميذ منذ الساعة العاشرة من صباح أمس وطلب منهم المدرسون، حسب بعض الصغار، التزام منازلهم في ذات المساء.
قرابة 10 آلاف مشيّع للطفلين بمقبرة زواغي سليمان
لم تشهد مقبرة زواغي سليمان حشدا من المشيعين كما شهدته أمس، خلال مراسيم دفن الطفلين المغدورين هارون وابراهيم، والتي قدّرتها مصادر أمنية بحوالي 10 آلاف مشيّع لم تتمكن أرض المقبرة من حملهم، ليضطر المئات تسلّق الأشجار، حيث تعالت التكبيرات والمطالبة بالقصاص، وأطلق المشيعون شعارات ''القصاص'' وكذا ''لن نرضى بأقل من حكم الإعدام وتنفيذه''، إضافة للهتاف ''بالروح بالدم نفديك يا شهيد''، وسط تعزيزات أمنية من قبل مصالح الدرك الوطني.
النائب العام: الطفلان قتلا خنقا والجناة مسبوقون قضائيا
أكد النائب العام لدى مجلس قضاء قسنطينة عبد اللي محمد، توقيف المتهمين الضالعين في مقتل الطفلين المختطفين، مباشرة عقب العثور على الجثتين. ويتعلق الأمر بمسبوقين قضائيين، المدعو ''ع.ح''، يبلغ من العمر 38 سنة، والمدعو ''ل.ق'' البالغ من العمر 21 سنة، يقطنان بالوحدة الجوارية 17 بالمدينة الجديدة علي منجلي.
وقد عقد، صباح أمس، النائب العام لدى مجلس قضاء قسنطينة، ندوة صحفية قدم فيها خلاصة جميع التحقيقات وظروف توقيف المشتبهين فيهما في قضية اختطاف وقتل الضحيتين، أين صرح بأن اكتشاف الجثتين داخل الورشة سمح بتوقيف المجرمين من قبل مصالح الضبطية القضائية باستعمال وسائل علمية، واللذان اعترفا بالجرم المنسوب إليهما، رافقتها شهادات لشهود عيان على الجريمة.
وقد اعتبر النائب العام الفعل انفراديا منعزلا ولا علاقة له بالجريمة المنظمة، فيما لا يزال البحث والتحقيق الاجتماعي متواصل حول المتهمين. مشيرا إلى أن ممثلين عن النيابة تنقلوا إلى مكان وجود الجثتين وإلى مصلحة الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي بن باديس في قسنطينة للإشراف على التحريات، حيث أفادت المعلومات الأولية إلى أن قتل الضحيتين كان عن طريق الخنق، في نفس اليوم الذي عثرا فيه عليهما، أي أنهما ظلا على قيد الحياة من يوم الاختطاف الذي وقع مساء السبت، إلى غاية صبيحة يوم الثلاثاء، وهو ما أثبته الطب الشرعي، دون ذبح أو تشويه أو التنكيل بجثتيهما أو المساس بأي عضو من أعضائهما الداخلية أو الخارجية.
ورفض ذات المتحدث الخوض في بعض التفاصيل بالقضية والتي لا تزال العديد من جوانبها غير واضحة بحجة أنها تتعلق بسرية التحقيق، قائلا أن هذه الأفعال الغريبة بعيدة عن المجتمع وليس لها علاقة بالجريمة المنظمة، وهي تحركات شخصية سيتم العقاب عليها لاسيما ضد القصر.
وعن الأسباب الحقيقية وراء الفاجعة، أجاب النائب العام أن ''الباعث'' حسب المصطلح القانوني عن الجريمة لا تزال التحريات فيه متواصلة، وسيؤكد بعد إثبات الدليل العلمي من طرف الجهات المتخصصة، في الوقت الذي قالت فيه مصادر مقربة من التحقيق أن الطفلين تم اغتصابهما قبل خنقهما.
مواطنون يحتجون أمام المحكمة ويطالبون بالإعدام العلني
سادت، مساء أمس، أجواء مشحونة بالغضب والأسى، على تلاميذ الثانويات والإكماليات ببلدية قسنطينة، بعد مقتل المغدورين إبراهيم وهارون، حيث اختار العشرات منهم المشي في مسيرة عفوية بوسط المدينة، انطلقت من أمام بعض الثانويات. مطالبين فيها بالقصاص العلني لسفاحي إبراهيم وهارون إمام الملأ، رافعين شعارات تنديدية. وقد نقل التلاميذ احتجاجهم ومسيرتهم إلى مقر محكمة القطب الجزائي لقسنطينة، انضم إليها العشرات من المواطنين المتواجدين بعين المكان، مرددين عبارات تطالب بتسليط أقصى العقوبات على المجرمين.
الجدير بالذكر أن الفايسبوكيون يتبادلون منذ نهار أمس، رسائل تدعو إلى تنظيم مسيرة حاشدة وسط المدينة خلال الفترة الصباحية من نهار اليوم
توقيف شخصين مسبوقين قضائيين اعترفا بالجرم
القصاص.. القصاص؟!
2013.03.13
والي قسنطينة: ”المتهمان رجل وامرأة”
هارون وإبراهيم خنقا في اليوم نفسه الذي ألقي بجثتيهما
أكد، أمس، النائب العام لدى مجلس قضاء قسنطينة، محمد عبد اللي، أن الطفلين هارون وإبراهيم قتلا خنقا من قبل مجرمين اثنين، يقيمان بالمدينة الجديدة علي منجلي.أشار النائب العام في بيان رسمي تلاه أمام الصحفيين، تجنبا ”للغط وكثرة التأويلات دون المساس بسرية التحقيق”، كما قال إن النيابة العامة ومنذ إخطارها بالواقعة أصدرت تعليمات للضبطية القضائية من أجل تكثيف الأبحاث والتحريات، وبفضل التعاون الفعال وباستعمال الوسائل العلمية تم إلقاء القبض على متهمين اثنين مسبوقين قضائيا، اعترفا بارتكابهما جريمة القتل خنقا في حق الضحيتين، وذلك في اليوم نفسه الذي وجدت فيه جثتي الصغيرين إبراهيم وهارون بالوحدة الجوارية رقم 17، أي أول أمس الثلاثاء، مستطردا أن الفعل الإجرامي معزول ولا علاقة له بالجريمة المنظمة.
لا وجود لأي ذبح أو تنكيل أو مساس بأي عضو من جسميهما
وأشار النائب العام إلى أن ممثل النيابة تنقل شخصيا إلى مكان وجود الجثتين وكذا إلى مصلحة الطب الشرعي، حيث تبين أنه تم خنق الطفلين، وأنه لم يتم ذبح أو تشويه الطفلين أو التنكيل بجثتيهما أو المساس بأي عضو من أعضائهما الداخلية أو الخارجية، وأن الوفاة كانت نتيجة الخنق لاغير.
وبدا النائب العام متحفظا إلى أقصى درجة، وهو يرد على أسئلة الصحفيين، حيث كان يكتفي في كل مرة بأن سرية التحقيق تستوجب عدم الدخول في التفاصيل، وأنه سيعلم الرأي العام من خلال وسائل الإعلام كلما طرأ جديد في التحقيق، مكتفيا بالقول إن المجرمين يقيمان بالقرب من مسكن الضحيتين، وأن الهدف أو الباعث من الناحية القانونية بخصوص قضية الحال سيثبت بالدليل العلمي، وسيطلع عليه الرأي العام في حينه، مشددا على ضرورة أن تسلط العدالة أقصى العقوبة في حق المجرمين، ولو أن بعض مصادر ”الفجر” أوردت أن القضية وراءها اعتداء جنسي من قبل وحشين بشريين، على طريقة ما حدث للصغير ياسر منذ سنوات قليلة بمدينة الخروب، حيث تبين أن جاره اختطفه واعتدى عليه قبل قتله ورميه أمام مسكنه.
ومن حهته، أكد أمس المكلف بالإعلام على مستوى المستشفى الجامعي بقسنطينة النفساني عزيز كعبوش، أن إبراهيم وهارون أزهقت روحاهما خنقا، ولا وجود لأي أثر للتنكيل أو التشويه على الجثتين كما أشيع أول أمس.
”المتهمان رجل وامرأة”
أفاد والي قسنطينة، نور الدين بدوي، أمس، أنه تم توقيف شخصين يشتبه بهما في مقتل الطفلين هارون وإبراهيم بقسنطينة.
وقال بدوي في تصريح للقناة الإذاعية الأولى إن الأمر يتعلق برجل وامرأة أدليا باعترافاتهما الأولية بشأن الحادثة الأليمة التي هزت مشاعر كافة الجزائريين.
توقيف الدراسة بكل المؤسسات التربوية بعلي منجلي
توقفت أمس الدراسة بكل المؤسسات التربوية المتواجدة على مستوى المدينة الجديدة علي منجلي، حيث أغلقت المدارس والمتوسطات والثانويات، وبدت من خلال زيارة ”الفجر” مغلقة وسط حراسة مشددة. كما أفاد عدد من الأساتذة والمعلمين أن التلاميذ والمتمدرسين صاروا لا يركزون بتاتا مع الدروس، ولا حديث بينهم سوى عن هذه الفاجعة، كما أصيب العديد من التلاميذ، خاصة من كانوا يعرفون الصغيرين هارون بودايرة في مدرسة دهشار عمار بالمدينة الجديدة وإبراهيم بمدرسة ابتدائية في السمارة بحالات تأزم وهم بحاجة ماسة إلى نفسانيين ومساعدة من قبل الأولياء.
مسيرات تضامنية بصوت واحد ”نريد القصاص”
عاشت، أمس، قسنطينة على وقع مسيرات تضامنية مع الصغيرين الراحلين إبراهيم وهارون، حيث نظمت مسيرات في المدينة الجديدة علي منجلي، وبوسط مدينة قسنطينة وبالجامعة المركزية قسنطينة 1، حيث رفع مواطنون شعارات تطالب بالقصاص، وضرورة أن تسلط أقصى العقوبات على المجرمين، كما طالبوا بضرورة توفير الأمن، خاصة في الأماكن العمومية والتجمعات السكانية، ورفع المشاركون في هذه المسيرات صورا للطفلين إبراهيم وهارون، وكذا لمن سبقوهم من الأبرياء الذين قتلوا بوحشية على غرار شيماء وسندس وياسر.
تخريب مقر أمن ومحلات، وجرح 3 شرطة وعون حماية
وتخللت عملية العثور على جثتي الضحيتين، أول أمس عمليات شغب وعنف، حيث اعتدى منتفضون على مقر أمن حضري يتواجد بالقرب من الوحدة الجوارية رقم 18، أين يقيم الطفل إبراهيم، حيث أصيب عون حماية مدنية ”ب. رمزي” بجروح، نقل إلى مستشفى علي منجلي الذي استقبل أيضا 3 رجال أمن أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة، وهم ”ب. هشام” 37 سنة، و”ب. محمد الطيب”، 31 سنة، و”م محمد الأمين”، 35 سنة، كما سجلت خسائر مادية أبرزها تحطيم شبه كلي لسيارة الحماية المدنية رونو ماستير، وتخريب مقر أمن وبعض المحلات المتواجدة بالناحية، ولولا التدخل الحازم لرجال الأمن بإطلاق عيارات نارية تحذيرية، واستعمال القنابل المسيلة للدموع لحدثت تجاوزات أخطر ليلة أول أمس.
جنازة شبه رسمية ومقبرة زواغي لم تسع المشيّعين
شيع ظهر أمس الصغيران هارون وإبراهيم إلى مثواهما الأخير بمقبرة زواغي، في جنازة شبه رسمية حضرها مسؤولون مدنيون وعسكريون ومواطنون جاؤوا من مختلف أنحاء عاصمة الشرق، وحتى من ولايات مجاورة على غرار ميلة وسكيكدة وأم البواقي.
وامتلأت مقبرة زواغي بأعالي عين الباي عن آخرها، حيث لم تسع جموع المواطنين وسط أجواء حزن، وقبل ذلك تلقت عائلتا الفقيدين تعازي جموع المواطنين والأهل والجيران، كما حضرت الوزيرة سعاد بن جاب الله ممثلة للحكومة ووالي قسنطينة وعدد من المسؤولين المدنيين والعسكريين إلى منزل الضحيتين لتقديم التعازي.
يزيد. س/ آسيا. س
التلاميذ غادروا المدارس أمس تنديدا بالجريمة والمدينة في حداد |
عدد القراءات: 2699
قسنطينة تودع إبراهيم وهارون بأكبر جنازة
شيعت قسنطينة ظهر أمس الطفلين إبراهيم وهارون في جنازة مهيبة حضرها
الآلاف من المواطنين الذين تنقلوا لمؤازرة العائلتين والتنديد بالجريمة
الوحشية التي أفادت مصادر مطلعة أنها تتعلق باختطاف بغرض الاغتصاب نفذه
حارس حظيرة وتاجر يقطنان بالمدينة الجديدة علي منجلي.
المدينة الجديدة تحولت أمس إلى مأتم مفتوح
وخيمت عليها سحابة من الحزن طالت كل ركن في قسنطينة بل و تجاوز مداها
حدود الولاية، حيث ساد هدوء مخيف المدينة صباحا بعد ليلة مضطربة وكانت
الحركة منحصرة في بعض العمال والطلبة فيما فضل الكثير من الأولياء عدم
السماح لأبنائهم بالخروج إلى الدراسة ومن ذهبوا إلى المؤسسات التربوية
غادروها عند العاشرة بعد أن سرح مديرو المدارس التلاميذ تحت الضغط وبطلب
منهم، حيث أصر الأطفال على المشاركة في مراسيم الجنازة التي حضرها المائات
منهم وقال لنا بعض من تحدثنا إليهم أنهم كادوا يكسرون بوابات المدارس حتى
يسمح لهم بالخروج، كما كانت لطلبة الجامعة تحركات مماثلة داخل المرافق
الجامعية.
تلاميذ المدارس يخرجون في مسيرات و يحتجون أمام المحكمة التلاميذ خرجوا في مسيرات متفرقة من مؤسساتهم التربوية انطلقت من مختلف الوحدات الجوارية لتلتحم بمدخل الوحدة الجوارية رقم 18 أين تجري مراسيم الجنازة، وقد طالبوا بتنفيذ حكم الإعدام على الفاعلين وبتوفير الأمن بالمدينة الجديدة ومنهم من أكد بأن محيط المدارس غير آمن وأنه ومنذ ارتكاب الجريمة يعيش الوسط المدرسي حالة من الرعب أثرت على نفسيات التلاميذ، وكان الأطفال يحملون أغصان الأشجار للتعبير عن سلمية حركتهم الاحتجاجية وهم يهتفون بروح الطفلين، تحرك الأطفال تعدى حيز المدينة الجديدة إلى وسط مدينة قسنطينة أين تجمع عشرات التلاميذ الذين تنقلوا من مختلف الأحياء خاصة بوذراع صالح الحي الأصلي للطفلين للمطالبة بتنفيذ حكم الإعدام على الفاعلين وحماية الأطفال من ظاهرة الاختطاف كما سار عدد قليل بالمدينة احتجاجا على الحادثة، ولاحظنا ونحن نتبع المسيرات أن عددا معتبرا من الأولياء كانوا يتتبعون خطى أبنائهم عن بعد خوفا من تعرضهم لسوء. و ظل الكثير من المواطنين يحومون صباح أمس حول الموقعين اللذين عثر فيهما على جثتي هارون وإبراهيم ولكل روايته حول ما حدث و كيفية اكتشاف الكيس والحقيبة،ليتواصل نشر الإشاعات حول التنكيل بالجثتين ونزع الأعضاء رغم أن النيابة العامة لمجلس قضاء قسنطينة وإدارة المستشفي الجامعي وكذلك والي الولاية قد نفوا الأمر وأكدوا بأن الطفلين قد تم خنقهما، كما ظلت النسوة تتداولن قصة المرأة المنقبة التي خطفت الأطفال و امرأة أخرى يجزمن بأنها شريكة في الجريمة ويقلن أنها قد زارت العائلتين للتجسس، لتنسج روايات مختلفة غطت حالة الهلع السائدة بعلي منجلي إلى درجة أن الأطفال لم يعد يسمح لهم بالخروج إلا بمرافق خوفا من شبح الاختطاف الذي أفادت مصالح الأمن أنه مجرد هاجس وأن الحادثة معزولة ولا تدخل ضمن الإجرام المنظم. المواطنون يطالبون بتنفيذ حكم الإعدام على الفاعلين و باقتراب موعد إخراج الجثتين من المستشفى الجامعي بدأ المواطنون يتوافدون على الوحدة الجوارية 18 لتقديم التعازي حيث لاحظا تنقل آلاف المواطنين بواسطة حافلات وسيارات خاصة وتجمع المعزون في ساحة تتوسط عمارتي عائلتي الضحيتين لأن شقق الحي لم تسع العدد الكبير للوافدين، وفي حدود منتصف النهار ونصف وصلت شاحنتان تقلان الجثمانين لتختلط الهتافات بالتكبير والزغاريد ويطالب المواطنون بتنفيذ حكم الإعدام على الفاعلين وفي ساحة عمومية حتى يكونوا عبرة لغيرهم،وقالت لنا أمهات أن السجن سيكون بمثابة رحلة إستجمامية للمجرمين ولن يطفئ حرقة فعلتهما سوى الإعدام، وقد دارت معظم الأحاديث حول ضرورة التعامل بقسوة مع مرتكبي مثل هذه الأفعال وعبر مواطنون عن الصدمة التي خلفتها الجريمة في نفوس كل الأولياء وقالت لنا سيدات أنهن أصبحن يتوقعن مصيرا مشابها في أية لحظة لأن الجريمة استهدفت قلوب كل الأمهات. الموكب الجنائزي المهول تنقل إلى مقبرة زواغي بعد تأدية صلاة الجنازة على الطفلين في الخلاء على بعد أمتار من موقع الاختطاف، وبالمقبرة كانت أعداد هائلة من المواطنين في انتظار وصول الجثمانين لتهتز قسنطينة للتكبير ولم يسع المكان المشاركين في الجنازة إلى درجة أن عددا كبيرا منهم ظل خارج المقبرة، وقد فتحت أبواب الإقامتين الجامعيتين زواغي سليمان لتسهيل عمليات الركن التي تمت بصعوبة.لتشهد بذلك قسنطينة جنازة غير مسبوقة من حيث وقعها على النفوس وتعاطف الرأي العام مع عائلتي الضحيتين اللذين شاءت الأقدار أن يموتا على يد مجرمين يرجح أن يكونا قد ارتكبا فعلتهما تحت تأثير المخدرات لهول ما فعلا. وفي نفس الوقت كانت مجموعة كبيرة من النساء تجبن الشوارع المجاورة للوحدة الجوارية 18 في مسيرة حزينة.
الطفلان قتلا على يد حارس حظيرة وتاجر من علي منجلي
ووري إبراهيم وهارون التراب لتدفن معهما
حيثيات الاختطاف وتلك اللحظات الأخيرة التي شهدت آخر نفس أنطلق من رئيتهما
وهما يتعرضان للاختناق من وحشين وحدهما يحفظان ملامحهما وهمايقومان بكتم
نفسيهما حتى لا يكشف سر الاختطاف ولا أسبابه التي لم تعد تخفى على العام
والخاص، حتى وإن كانت مصالح الأمن قد فضلت إرجاء الحديث عنها إلى نهاية
التحقيق، فالكل أجمع أمس على أن الأمر يتعلق باغتصاب طال النفوس قبل
الأجسام، وبأن الفاعلين لا يمكن مقارنتهما حتى بالحيوانات، وحسب مصادر
متطابقة فإن الفاعلين الذين يبلغان من العمر 21 و38 سنة من سكان المدينة
الجديدة علي منجلي ، أحدهما يشتغل حارس حظيرة والثاني تاجر، وقد استعملا
شقة شاغرة يؤجرانها لإخفاء الطفلين أين حدث الاعتداء الجنسي قبل أن ينفذا
جريمة القتل خوفا من أن يكشف صراخ الطفل أمرهما سيما وان فرق التفتيش كانت
تمشط محيط العمارة التي يختفيان بداخلها، وهو ما يعطي لمطلب السكان بتفتيش
الشقق نوعا من الشرعية لأن منهم من جزم أن الطفلين لم يخرجا من المدينة
الجديدة .
عائلتا "حشيش" و"بودايرة" ودعتا إبراهيم وهارون بعد أيام من الانتظار والترقب والتوجس مرت وكأنها أعوام لهول ما عاشوه، لحظات عايشنا جانبا منها ونحن نتابع مجريات الحادثة والتحقيق والعثور على الجثتين، ولمسنا تضامنا كبيرا بين الجيران وسكان المدينة والولاية وخوف تخفيه عيون تحاول مواساة العائلة وملامح تتوقع الفاجعة في أية لحظة، لتطوى صفحة الاختطاف وتفتح صفحة الجريمة وقد يعود المتعاطفون إلى حياتهم الطبيعية ويتحول إبراهيم وهارون إلى حلقة في سجل جرائم ومحطة في حياة الكثير من الأطفال الذين لن ينسوا ما حدث بسهولة وقد يرتبط اللعب في تلك الساحة المقابلة للعمارات بمفهوم الموت بالنسبة لأطفال يصعب على عقولهم الصغيرة استيعاب ما حدث ذات سبت من شهر مارس 2013 . سكان علي منجلي يطالبون باسترجاع الشقق الشاغرة والمشبوهة ودع أهل المدينة الجديدة الطفلين وطالبا بأن يعاد النظر في التغطية الأمنية بمدينة تعدادها يتعدى 300 ألف نسمة وبها 20 تجمعا سكانيا ضخما، وقال سكان الوحدة الجوارية 18 أنه آن الأوان لفتح تحقيق بشأن تلك الشقق الموزعة والمغلقة والتي يؤكدون أن الحياة لا تذب بها إلا ليلا في سلوكات مشبوهة جعلتهم يخشون على حياتهم في أية لحظة كما طالبوا بإخضاع الورشات ومن يشتغلون بها لتحريات حتى يسهل التعرف على العمال وطرحوا أيضا إشكالية تلك المحلات الكثيرة التي تنجز أسفل العمارات وتبقى دون استغلال وتتحول إلى أوكار للجريمة ولكل الأفعال، وطرح السكان مشاكل لها علاقة بالإنارة العمومية ونقص المرافق وضعف التغطية بوسائل النقل وتساءلوا لماذا تنجز العمارات ولا يتم التفكير في بناء مرافق مدرسية ابتدائية على الأقل لتحاشي تنقل مئات الأطفال في حافلات قد تتعطل وقد تكون سببا يوما ما في اختطاف جماعي، كلها مطالب تم طرحها على المسؤولين الذين حضروا الجانزة بداية من مدير التربية إلى رئيس ديوان الوالي ونواب بالبرلمان، كما تم التطرق إلى أخرى أمام المقبرة أين حضر الوالي عملية الدفن. الاحتجاجات تخلف إصابات في أوساط الأمن وقد عاد الهدوء إلى علي منجلي طيلة يوم أمس بعد ليلة مضطربة عرفت اختلاط غرباء بالمحتجين والقيام بمحاولات للسطو على مقري البريد و سونلغاز وحرص سكان علي منجلي على التأكيد بأن من قاموا بتلك الأفعال مندسون ولا علاقة لهم بالحركة الاحتجاجية المتعلقة بالجريمة، وسجلت إصابة أفراد من الأمن نتيجة الرشق بالحجارة أفادت مصادر أمنية أن عددهم قليل. نرجس/ك/تصوير:ع. عمور |
الاخبار العاجلة لضياع حقيقة احداث المدينة الجديدة وسط الاشهار الاعلامي الرسمي والاسباب مجهولة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق