الثلاثاء، مارس 7

والي العاصمة يدعو إلى التهدئة والأمن يفتح تحقيقا


تأجيل محاكمة مراسل "الفجر"الى 20 مارس
بعد الدعوة التي رفعها ضده الصندوق الوطني للتأمينات
أجلت محكمة الجلفة، مساء أمس، محاكمة مراسل "الفجر" طلال ضيف لجلسة 20 مارس 2006 وهذا لتبليغ المديرة مسؤولة النشر القضية التي كانت قد رفعتها إدارة الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية ضد طلال ضيف بعد فتحة لملف هذه الادارة وكشفه بالادلة والوثائق عن التلاعبات والخروقات القانونية الحاصلة عبر بعض المصالح• مراسل "الفجر" الذي جاء المحاكمة مرفوقا بالوثائق وبمصدره والمتمثل في مسؤول الأمن الداخلي السابق (قصار عبد الرحمن)، وقد شهدت قاعة الجلسات حضور متميز لممثلي الصحف الوطنية• من جهته تساءل طلال ضيف عن دوافع المتابعة في الوقت الذي كان يفترض من ادارة الصندوق ان تفتح تحقيقا لتمسك بالأسباب التي هي وراء التسيب والتلاعب اللذين تعرفهما هذه الادارة•


السيدة دردار هناية رئيس أمن دائرة درارية
مثال للقيادة والصرامة في أداء العمل الشرطي

اغرورقت عيناها بالدموع حين سألنها كيف عاشت مرحلة الإرهاب وماذا تمثل الجزائر بالنسبة إليها؟ هي مثال للتحدي والصمود، حديثها معنا كان شيقا لم تخل منه كلمات، الأصالة العادات والتقاليد الأخلاق والتربية• السيدة دردار هناية عميد شرطة، أول امرأة جزائرية تتولى منصب رئيس أمن د ائرة على المستوى الوطني وبالضبط أمن دائرة درارية بالعاصمة• نبيل ـ ق•ج ابنة مدينة برج بوعريريج ربة بيت وأم لولد 17 سنة وبنت 15 سنة، استقبلتنا في مكتبها بطبعها الهادئ الذي لمسناه من الوهلة الأولى، تلمح في عينيها صفات القائد من خلال الصرامة والانضباط في العمل بدليل حركية الموظفين داخل المقر كل يؤدي مهامة دون أن يحس الزائر أن هؤلاء تقودهم امرأة، طريقة كلامها ومناقشتها توحي بخبرتها وحنكتها في ميدان العمل الشرطي، هذا المجال الذي كان في وقت مضى حكرا على الرجل ولكنها أثبتت العكس وتولت منصب رئيس أمن دائرة درارية في شهر جويلية 2005• تقول السيدة دردار: "ترجع فكرة الانخراط في صفوف الأمن الوطني إلى أربع وعشرين سنة مضت حين بلغت من العمر 19 سنة، وبالضبط عام 1982 بعد تربص لنحول بعدها مباشرة إلى الدار البيضاء، بعد عامين من العمل انتقلت كمؤطرة بالمدرسة العليا للشرطة ولمدة خمس سنوات من 1984 إلى 1989، لأنتقل مرة أخرى ودائما بالعاصمة إلى مقر الأمن المركزي ولمدة ثلاث سنوات من 1989 إلى 1992"• هذا التنوع في المهام من خلال التحويلات التي حدثت بين التأطير والخدمة النشيطة "service actif" جعلها تكتسب خبرة في الميدان ولاسيما وأن التعامل في الخارج مع المجتمع يتطلب ذكاء وفطنة مع مختلف القضايا التي يصادفها وهو ما عزز مقدرتها في تأدية مهمتها على أحسن وجه دون عقدة أو مركب نقص، وفي هذا الشأن تقول: "لم أواجه أي صعوبة تنقص من إدارتي وعزيمتي في عملي كوني أحببت هذه المهنة كما أنني لم أحس يوما بأي عارض أو مانع وأنا بجانب زميلي الشرطي"• لتأتي سنة 1994 وتشارك في مسابقة ضباط الشرطة لتتوج بهذه الرتبة، وبعد التربص بدأت مهامها لتأتي العشرية السوداء وسنوات الإرهاب حيث لم تترك منصبها بل واصلت بعزم وتحد مناصفة مع أخيها الرجل مكافحة آلة الموت التي حصدت آلاف الضحايا بما فيهم أفراد قوات الأمن الذين كانوا الهدف الأول والمباشر لأولئك المجرمين، فحب الوطن والغيرة عليه كانا كافيين للسيدة دردار لمواصلة مهامها رغم الضغوط النفسية التي عانى منها أفراد الشرطة عامة خلال موجة الاغتيالات التي حصدت ضحايا أبرياء لا لشيء سوى أنهم كانوا يمارسون أنبل وأصعب مهنة وهي ضمان الأمن والطمأنينة• وفي هذا الشأن تقول: "كانت مرحلة صعبة لنا جمعيا نحن موظفو الشرطة فكنا المستهدف رقم واحد للذين أباحوا إراقة دمائنا، وفي تلك الفترة كان المواطنون يتحاشون الكلام معنا والشيء الذي بقي راسخا في ذهني هي لحظة الخروج من البيت حين يسلم علي فلذات كبدي حينها يختلج صدري إحساس بأني لن أراهم ثانية"• وتضيف "كما أن الموظفين الذين يقيمون خارج العاصمة كانت عائلاتهم تفد إلى مقر العمل لزيارتهم والاطمئنان عليهم كما كنا نحن الشرطيات وفي مرات عديدة نحضر لهم الأكل وهذا للثقة التي كانت بيينا فكان لابد أن نتلاحم ونتحد لمواجهة ذلك الكابوس"• بعد عمل دام ست سنوات برتبة ضابط شرطة اجتازت مسابقة محافظي الشرطة بنجاح لتحظى بتولي منصب رئيس الأمن الحضري الثاني بالمحمدية وهذا عام 2001 بقرار تثبيت من طرف فخامة رئيس الجمهورية لتباشر مهام المسؤولية الملقاة على عاتقها بتسيير موظفين من مختلف الرتب، وهذه المرة كانت مهمتها القيادة التي لم تكن بالشيء الصعب عليها وهو ما جعلها تحظى باحترام وإعجاب الجميع ليكلل عملها الدؤوب وتفانيها بربتة عميد شرطة وكأنها كانت في موعد مع القدر والزمن لتحظى بتنصيبها كأول امراة جزائرية على رأس أمن دائرة على المستوى الوطني وبالضبط أمن دائرة درارية في 19 جويلية 2005 بقرار من المدير العام للأمن الوطني وذلك في الاحتفال السنوي بعيد الشرطة• مسيرة حافلة وثرية بالرتب والمناصب على مدى 24 سنة لم تنلها هكذا وإنما هي ثمرة جهدها، وفي هذا الشأن تقول: "ليست الرتبة هي التي تصنع الشخص وإنما هي جزاء العطاء الذي يمده الشخص وهذا مايزيد من رفع معنويات الموظف من أي رتبة كان"• وبخصوص كيفية التوفيق بين العمل والبيت تقول السيدة دردار: "هي مهمة صعبة ولكن الإرادة تحذوني على عدم التفريط ببيتي وعملي وهي تقريبا وضعية كل النساء العاملات خاصة الشرطيات وكلنا لابد أن نولي الأبناء رعاية واهتماما خاصة في الوقت الحالي مع المتغيرات الجديدة التي أفرزتها الثورة المعلوماتية والتطور التكنولوجي في كل الميادين، مما يجعل المهمة صعبة ولكن لابد من الإرادة والمراقبة اليومية والبحث في كل كبيرة وصغيرة تؤثر على الأولاد"• وتضيف: "لابد من الرجوع إلى أصالتنا وعاداتنا وأخلاقنا فهي ركائز المجتمع الجزائري ودرعه الواقي الذي أضحى يتنازل عنه شيئا فشيئا وهو ما عجل بإفرازات سلبية خطيرة أهمها الآفات الاجتماعية كالسرقة، المخدرات، القتل والاعتداءات والتي أضحت سيناريو يميز يوميات المواطن الجزائري"، وحسبها فإن التربية هي أهم وأول سبيل يسلكه الطفل وزرع حقله بمكارم الأخلاق السمحة المستمدة من عقديتنا ويجب التأكيد على المدرسة التي تجب أن يكون المعلم والأستاذ صمام أمان على اعتبار أن الطفل يقضي الجزء الأكبر من وقته في المدرسة بصحبة المربي الذي عليه أن يكون في المستوى وألا يشغل الطفل بمشاكله، مضيفة: "فرحتي الكبرى هي نجاح فلذات كبدي"• أما فيما يخص التعامل مع المواطنين فركزت رئيس أمن دائرة درارية على أن موظفي الشرطة أصبحوا يركزون في مهامهم على العمل الجواري بتقريب المواطن من مختلف مصالح الأمن الوطني والتفكل بانشغالاته، فلم يعد يقتصر دور الشرطي على الردع وإنما تغير ليصبح الوقاية والحماية أولا وقبل كل شيء• "وعليه ـ تضيف ـ عملنا هو السهر والمحافظة على تطبيق القانون وبالتالي توفير إستراتيجية لحماية المواطن"• هكذا كان مشوار السيدة دردار هناية نحو الاحتراف واقتحام عالم الرجال أصحاب البذلة الزرقاء في مجتمع عظيم عظمة رجاله لبلوغ الغايات والأهداف عن قناعة والتزام•

والي العاصمة يدعو إلى التهدئة والأمن يفتح تحقيقا
مقتل شاب على يد شرطي يفجر غضب شباب زرالدة
أعلنت المديرية العامة للأمن الوطني عن فتح تحقيق في مقتل أحد المواطنين بمدينة زرالدة أول أمس على يد عون أمن بمقر أمن دائرة زرالدة، وقد أصدرت المديرية العامة للأمن الوطني أمس بيانا توضح فيه خلفية اعمال الشغب والتخريب التي قامت بها مجموعة من الشباب أول أمس ومست أملاكا عمومية وخاصة، وجاء في البيان أنه في يوم 5 مارس وفي حدود الساعة الثالثة وعشرين دقيقة صباحا قام المواطن (أ•ف) البالغ من العمر 30 سنة بالاعتداء على أعوان أمن مقر أمن الدائرة باستعمال ساطور حيث تسبب في اصابة ثلاثة منهم بجروح، اثنان في حالة خطيرة• وأكد المصدر أن الشرطي الذي كان يؤدي مهامه أثناء الحادثة استعمل سلاحه واطلق عيارات أصابت الشاب المعتدي الذي نقل من طرف مصالح الحماية المدنية الى مستشفى زرالدة أين لفط أنفاسه الأخيرة• واضاف البيان أن أعوان الشرطة الثلاثة الذين تعرضوا للاعتداء تم نقلهم الى نفس المستشفى ومنه الى المستشفى المركزي للأمن الوطني في انتظار نتائج التحقيق القضائي الذي فتح أمس لتحديد ملابسات الحادث• من جهته فضل والي العاصمة اصدار بلاغ آخر يدعو فيه مواطني ومواطنات زروالدة للتحلي بالهدوء والمساهمة في تهدئة الأوضاع تفاديا لتصعيد آخر، واعتبر والي العاصمة أن الحدث الذي عاشته زرالدة أول أمس تم استغلاله وبتحريض من بعض الأشخاص في اثارة أعمال شغب مست أملاكا عمومية وخاصة• وجاء في البيان أن هذه الأعمال التخريبية قامت بها مجموعة من الشباب وصفهم بغير الواعين• وعاد بيان ديوان ولاية الجزائر الى تفاصيل الحادثة التي فجرت أعمال الشغب وأثارت غضب بعض سكان زرالدة وجاء فيه أن أحد المواطنين اقتحم مقر امن الدائرة في ليلة الخامس مارس وهاجم أعوان الأمن أثناء أدائهم مهامهم أدى الى اصابة اثنين منهم بجروح متفاوتة الخطورة• واعتبر البيان أن الشرطي الذي اطلق عيارات نارية صوب المعتدي كان في حالة الدفاع الشرعي بعد اصابة زملائه بجروح خطيرة استدعت نقلهما الى المستشفى حيث يوجدان حاليا تحت رعاية طبية مكثفة• وكانت ردة فعل شباب زرالدة عن الحادث عنيفة جدا دفعت بالسلطات الى وضع تعزيزات أمنية لمواجهة التصعيد وقد قام الشباب بحرق مقر بنك التنمية المحلية وتخريب مقر قسمة الافلان ومقر البريد في أعمال أشبه بالانتفاضة استمرت لمدة معتبرة وتمثتلت في مواجهات بين الشباب الغاضب وقوات الأمن التي عملت على التحكم في الوضع تفاديا لأي انفلات آخر ولم تعرف بعد الاسباب التي دفعت بالشباب الى التهجم على أعوان أمن مقر أمن دائرة زرالدة في الساعات الأولى من صباح أول أمس في انتظار نتائج التحقيق القضائي• نسيمة•ع


ليست هناك تعليقات: