الثلاثاء، مارس 7

السيدة دردار هناية رئيس أمن دائرة درارية


سياسيون يرفضون التعامل مع المرأة بمنطق الكوطات
قالوا ان دورها في مجال السياسة مبني على الكفاءة و الاقتدار
رفض عبدالعزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني والرئيس الحالي للتحالف الرئاسي، التعامل بمنطق الحصص أو الكوطات من أجل التمكين للمرأة في الساحة السياسية >لأنه انتقاص من قدراتها<، مفضلا أن تفتك المرأة مكانتها عن طريق الكفاءة والقدرة على الأداء، وهو ما أبدته الأمينة العامة لحزب العمال، وتحفظت حوله نوارة جعفر والوزيرة المنتدبة المكلفة بالأسرة• لطيفة بلحاج وقال بلخادم أمس خلال إشرافه على افتتاح ملتقى حول >تجربة المرأة البرلمانية< بالمجلس الشعبي الوطني >لا يجب أن نظلم المرأة من جديد، أنا ضد الحصص<، وفي نظره فإن >المرأة ليست باقة ورد تزين بها المنصات، بل يجب أن تثبت مكانتها في المجتمع، من منطلق ما تملكه من قدرات، وهذا ما يجب تكريسه كثقافة<• مستغلا الفرصة لكي يوجه تحية عرفان للأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون >لأنها استطاعت أن تثبت مكانتها وتنافس مرشحين رجال في الانتخابات الرئاسية<، وفي تقدير الرئيس الحالي للتحالف الرئاسي، فإن الآراء والمواقف التي تطرحها دوائر فكرية، وإن كانت تختلف فيما بينها، فإنها كلها تلتقي في نقطة واحدة، وهي استحالة تهميش المرأة في كافة مجالات الحياة، وأن الاشكالية لا تكمن حسبه فيما يمنحه الرجل للمرأة من حقوق، كالكفاءة والتأهيل هي المقومات التي يتم على أساسها الفرز، وليس على أساس الجنس• وبحسبه فإن للجميع الحق في التنافس من أجل التموقع في الحياة السياسية، وأنه حان الوقت لتنقية شريعتنا من الشوائب >التي ظلمنا بها مجتمعاتنا والاسلام على حد سواء<، رافضا أن تتحول المرأة إلى مجرد سلعة، مخاطبا الرجال >بأن يتيحوا للمرأة المشاركة في كل مجالات الحياة، وأن لا يمنعوها باسم الدين أو التقاليد<• ونجح بلخادم في أن يركز المداخلات والنقاشات التي ألقاها المشاركون في اليوم البرلماني، الذي نظمته كتل التحالف الرئاسي، حول قضية تخصيص كوطات للمرأة في الحياة السياسية• فقد أيدت لويزة حنون طرح بلخادم، موضحة أن القضية ليست في المرأة أو الرجل، لأن المواطن يصوت على البرنامج وليس على الأشخاص، قائلة إنها ضد سياسة الحصص الخاصة بالمرأة >فهي إهانة لقدرات المرأة< وأنها تؤمن بمبدإ المساواة• وما يعطي مكانة المرأة في أي حزب سياسي، هو كفاءتها وانضباطها ومدى استيعابها لبرامج التشكيلة التي تنتمي إليها، كما أن العهدة النيابية مقدسة لدى المرأة والرجل على حد سواء، >ومن لا يحترمها لا يحترم برنامجه<• واستغلت الأمينة العامة لحزب العمال الفرصة، كي تمرر خطاب حزبها، ما جعل منشطة اليوم البرلماني تطالبها بالاختصار، فقد تطرقت إلى التمييز الذي تعانيه المرأة في عالم الشغل بسبب عقود العمل المؤقتة والابتزاز الذي تخضع له في كل مرة، وذلك راجع كله إلى غياب قانون يحميها، فقانون الأسرة جعلها مواطنة من الدرجة الثانية• وبخصوص مشاركة المرأة في البرلمان، حيث تمثل نسبة 8% قالت حنون >إن ذلك غير كاف وقد يحمل بعض التغليط<، معطية مثالا على المرأة الباكستانية التي تشغل 70% من المناصب في البرلمان، لكنها ما تزال تعيش واقعا مزريا• وخلصت حنون إلى القول بأن المرأة في الجزائر تعاني الحفرة، وإن كانت القوانين عندنا لا تمنعها من الترشح للاستحقاقات، لكن الابتزاز الذي تعانيه في عملها، يجعلها عاجزة عن ممارسة النشاط السياسي، خوفا من أن تفقد مصدر قوتها، وهي ترفض أن تطرح قضية التمثيل النسائي في البرلمان بهذا الشكل، >فالنساء لا يشكلن طبقة على حدى ولسن حزبا سياسيا<• كما أن المساواة بين الجنسين ما تزال غائبة >وما دام السلم لم يسترجع كليا ولم تتحسن الأوضاع المعيشية ستبقى نفس النقائص مطروحة<• ويبدو أن ما ذهب إليه بلخادم وحنون لم يرق كثيرا للوزيرة المنتدبة المكلفة بالأسرة، التي علقت على فكرة نظام الحصص، وقالت إنها مقبولة لدى البعض ومرفوضة لدى البعض الآخر، >إنها تمس في نظرهم بالمبادئ الديمقراطية< قائلة >إن الأمر يتطلب نقاشا موسعا<• ولم تتوان الوزيرة المنتدبة السابقة للجالية في إطلاق النار على نوارة جعفر، حينما قالت لها صراحة >إني لا أوافقكي فكرة تحسن واقع المرأة من ناحية النصوص القانونية< مصرة على ضرورة توفر الارادة السياسية لتغيير القوانين القائمة<• وفي نظرها فإن ما ينقص النساء بالدرجة الأولى هو التضامن فيما بينهم، متسائلة عن سبب تغييب لجنة حماية حقوق المرأة والطفل من القبة السفلى للبرلمان، إلى جانب حرمانها من العضوية في المكاتب الوطنية والتنفيذية لمختلف الأحزاب• في حين اكتفت سفيرة السويد بالجزائر "ايلينا نلسون" التي شاركت في تنشيط اليوم البرلماني بتقديم دور المرأة في السويد، ودافعت على خلاف من سبقوها من متدخلين على سياسة الكوطات، التي عرفت نجاحا ببلادها بدليل تمكن المرأة عن طريقها من احتلال 50% من المناصب الادارية• عميد أول للشرطة مازوني نعيمة لـ "الفجر" تدعيم جهاز الشرطة بالمرأة أحد أهم محاور العصرنة حققت هدفها ورفعت التحدي، واحدة من بنات الجزائر اللائي كن ولازلن بجانب الرجل، مزيلة بذلك الحواجز التي فصلت النساء عن عمل الرجال لفترة طويلة والتي خلقت صورة المرأة التقليدية، فهي مثال تجتمع فيه كل الصفات، صاحبة الوقفة المعتدلة والانضباط في عملها، فمن لايعرفها هي السيدة مازوني نعيمة عميد أول للشرطة، مديرة الدراسات بديوان المديرية العامة للأمن الوطني رئيس خلية النشاط رقم 3• حاورها: نبيل ـ ق ـ ج الفجر: هل لك أن تقدمي للقارئ الكريم مسيرتك المهنية؟ ـ قبل ذلك أقول إن الجزائر عرفت مراحل متقدمة في مجال الشرطة النسائية، أما عن بدايتي في الشرطة فكانت سنة 1973 ضمن الدفعة الأولى برتبة مفتشة شرطة، بعدها مررت بمديرية شرطة الحدود بمطار هواري بومدين ثم الأمن المركزي بالعاصمة في الشرطة القضائية، بعدها تحصلت على رتبة ضابط شرطة عام 1984، حيث عملت طيلة 10 سنوات في الأمن العمومي• وفي عام1991 شغلت منصب مسؤول إدارة تنظيم المرور بتعداد 300 شرطي من مختلف الرتب إلى سنة 1994، حيث شغلت منصب نائب مدير الشؤون الاجتماعية طيلة أربع سنوات، بعدها ارتقيت إلى مصاف عميد شرطة بمديرية التكوين والمدارس ومن ثمة إلى مديرة الدراسات بديوان المديرية العامة للأمن الوطني رئيسة خلية النشاط رقم 03 إلى يومنا هذا برتبة عميد أول للشرطة• الفجر: لو نرجع قليلا إلى الوراء كيف كا ن رد فعل الرجل الشرطي وأنت تحققين تألقا في المسؤوليات؟ ـ لايوجد أي مشكل في التعايش بين الرجل والمرأة في جهاز الشرطة لأن العمل اليومي يكون عن طريق الاتصال المباشر بالاستماع والحوار مع موظفي الشرطة من مختلف الرتب الذين كانوا يعملون تحت مسؤولياتي حتى أتفهمهم جيدا ويفهمونني بوضوح من خلال الأوامر اليومية التي أصدرها، لكن ليس على حساب الانضباط والانصياغ للتعليمات التي تعد من ركائز التنظيم الشرطي في العالم• الفجر: كيف عاشت السيدة مازوني مرحلة الإرهاب؟ ـ بالفعل كانت مرحلة الإرهاب جد صعبة، عايشتها بألم ولكن بإصرار وثبات، أديت رفقة زملائي واجبي المهني الوطني دون خوف أو ريب لم أفشل ولم أهرب ويحضرني في هذا المقام كل شهداء وشهيدات الواجب الوطني، أنحني على أرواحهم الطاهرة بخشوع وتبجيل، طيلة تلك السنوات الصعبة كنت أتخذ احتياطي في الخروج من المنزل والدخول إليه وغيرت مرارا ساعات المرور عبر الأحياء، واتخذت كل هذه الاحتياطات وأنا أؤمن إيمانا واثقا بأننا سننتصر على الإرهاب•• كانت أياما جد صعبة خاصة وأنني كنت أعمل في الميدان باتصال يومي مع المواطنين في الشارع• الفجر: تدعمت الشرطة الجزائرية في الآونة الأخيرة بعدة دفعات من العنصر النسوي من مختلف الرتب كيف ترين هذا؟ ـ عندما انخرطت في جهاز الشرطة كنا فقط 16 امرأة، لا أنكر بأن الأمر كان صعبا ولكن مع مرور الوقت والاحتكاك اليومي الميداني وخاصة في السنوات الأخيرة تدعمت الشرطة بالآلاف من الشرطيات الجامعيات المتحصلات على شهادة الدراسات العليا، معطيات استراتيجية خاصة أن الشرطة لها دور هام وحيوي في العمل الجواري والاستقبال في محافظات الشرطة، وهي تجربة ناجحة جدا استحسنتها مختلف شرائح المجتمع الجزائري من مجتمع مدني إلى المواطن الكريم• الفجر: لنتكلم عن السيدة مازوني كربة بيت؟ ـ عندما كنت في العمل الميداني أستهل عملي على السادسة صباحا حتى الواحدة من يوم غد أحيانا، بالفعل كان التوفيق بين عملي وبيتي خاصة تربية ابنتي التي تبلغ من العمر 12سنة صعبا، لكن الإرادة كانت تحذوني دائما على عدم التفريط في بيتي وعملي، هذه وضعية تقريبا كل النساء العاملات خاصة الشرطيات، إذ أصبحن يتقلدن مهام أمنية تجبرهن على المكوث في العمل طيلة اليوم، كما أن الشرطة الجزائرية تزخر بإطارات في الميدان الصحي، التربوي، التعليمي، الميداني، الإداري وفي كل الميادين والمصالح الشرطية• الفجر: السيدة مازوني عندما تقلدت رتبة عميد أول للشرطة وكنت أول امرأة ارتقت إلى أعلى رتبة في الشرطة الجزائرية كيف كان أحساسك؟ ـ ذلك الموقف ترك في نفسي أثرا عميقا• الفجر: هل من رسالة توجهينها للمرأة الجزائرية بمناسبة عيدها العالمي؟ ـ أتقدم باسمي وباسم كافة إطارات الأمن الوطني بعظيم التهاني بهذه المناسبة إلى كل النساء الجزائريات، وأحثهن على المزيد من الجهود والعمل أكثر في سبيل بناء هذا الوطن• وأهنئ الشرطيات متمنية لهن النجاح في مهامهن النبيلة• وهبت سنوات عمرها الجميل لخدمة الوطن الزهرة دريدي والوجه المشرق للمرأة الفالمية آمنت أنها بالعمل الصادق والتضحيات ستبلغ يوما الهدف الذي رسمته لنفسها، فسارت في طريق مليء بأشواك المغامرة، في مدينة صغيرة، كان وقتها خروج المرأة إلى ميدان العمل أمرا غير مقبول في مجتمع محافظ مثلما هو حال مدينة فالمة سنوات الستينيات، حيث بدأت الزهرة دريدي وهذا هو اسم هذه السيدة التي خاضت ميدان التعليم مبكرا• السيدة دريدي وهبت شبابها وكل سنوات عمرها الجميلة إلى مهنتها التي أحبتها، فنالت بذلك ثقة سكان فالمة الذين كانوا يضعون مصير بناتهم ونسائهم بين أيديها، عندما كانت مديرة متوسطة بفالمة أو خلال المناصب الأخرى التي تقلدتها• الزهرة دريدي من مواليد 11 ديسمبر 1946 بفالمة، من عائلة بسيطة، آمنت مبكرا بأن للمرأة دورا في بناء المجتمع لا يقل أهمية عن دور الرجل، ولهذا كانت من المحظوظات اللواتي نلن شهادة البكالوريا في سنوات الإستقلال الأولى تخصص رياضيات، فاتجهت إلى التعليم تزامنا مع مزاولتها الدراسة الجامعية التي نالت فيها ليسانس حقوق من جامعة عنابة سنوات السبعينيات، إضافة إلى دراسات في العلوم الإدارية• اشتغلت الزهرة دريدي أستاذة لمادة الرياضيات بإكمالية سنة 1966 ثم بالثانوية الوحيدة المتواجدة بفالمة آنذاك، وهي ثانوية "محمود بن محمود" التي كانت تضم طلبة يأتون من الولايات المجاورة كتبسة وسوق أهراس، إضافة إلى أطفال القرى المجاورة، قبل أن تتقلد منصب مديرة متوسطة خاصة بالبنات، فكانت مؤسساتها من أحسن المؤسسات التربوية بفالمة من حيث النظام والمستوى العلمي• إلى جانب هذا كانت السيدة ناشطة في المجال السياسي، حيث كانت عضوة باتحاد النساء الجزائريات ومناضلة بصفوف جبهة التحرير الوطني والتي تقلدت بها مناصب منها عضوة باللجنة المركزية• ودائما في مجال نشاطاتها الاجتماعبة، أسست "جمعية الطفولة المحرومة من العائلة" سنة 1988 التي ساهمت من خلالها بإدماج الأطفال اليتامى والمسعفين في المجتمع وإعادة الاعتبار لهم مدعمة بهذا العمل حي الطفولة المسعفة المتواجدة بهيليوبوليس بفالمة الذي كانت تسعى لدعمه ماليا نظرا لضعف الميزانية المخصصة من طرف الدولة لهذه المؤسسة، وهو الحي الذي كان يضم أطفالا تتراوح أعمارهم بين 6 و18 سنة بالإضافة إلى بنات في سن المراهقة وكل من لم تجد بيتا يأويها• ومهنيا أيضا عينتها وزارة التربية الوطنية مديرة للتربية بولاية الطارف التي بقيت بها إلى غاية 2003، فأجبرها انتقالها إلى ولاية الطارف على الانسحاب من الجمعية، لتعود إلى النشاط الاجتماعي بتأسيسها مؤخرا جمعية ترقية وتطوير الرياضة النسوية بولاية فالمة التابعة للمكتب الوطني المكلف بالرياضة، الجمعية التي تهتم بالنساء سواء في المدينة أو في القرى والمداشر وتريدها السيدة دريدي إطارا لدفع المرأة إلى طريق الحرية والفعل والتقدم، فهي تشرف على تسيير مسبح بمدينة فالمة تؤمه النساء والفتيات من مختلف الفئات العمرية والأوساط الاجتماعية لما للسباحة من تأثير إيجابي على صحة المرأة فيزيولوجيا ونفسيا، حيث خصصت المسبح مساء كل جمعة للنساء، والهدف تقول دريدي هو تغيير الذهنية السائدة والأحكام الخاطئة عن السباحة• وتضيف السيدة أنها ستنظم بمناسبة 8 مارس الجاري مسابقة ولائية في السباحة النسوية تزامنا مع العيد العالمي للمرأة• هلالي نسيمة السيدة دردار هناية رئيس أمن دائرة درارية مثال للقيادة والصرامة في أداء العمل الشرطي اغرورقت عيناها بالدموع حين سألنها كيف عاشت مرحلة الإرهاب وماذا تمثل الجزائر بالنسبة إليها؟ هي مثال للتحدي والصمود، حديثها معنا كان شيقا لم تخل منه كلمات، الأصالة العادات والتقاليد الأخلاق والتربية• السيدة دردار هناية عميد شرطة، أول امرأة جزائرية تتولى منصب رئيس أمن د ائرة على المستوى الوطني وبالضبط أمن دائرة درارية بالعاصمة• نبيل ـ ق•ج ابنة مدينة برج بوعريريج ربة بيت وأم لولد 17 سنة وبنت 15 سنة، استقبلتنا في مكتبها بطبعها الهادئ الذي لمسناه من الوهلة الأولى، تلمح في عينيها صفات القائد من خلال الصرامة والانضباط في العمل بدليل حركية الموظفين داخل المقر كل يؤدي مهامة دون أن يحس الزائر أن هؤلاء تقودهم امرأة، طريقة كلامها ومناقشتها توحي بخبرتها وحنكتها في ميدان العمل الشرطي، هذا المجال الذي كان في وقت مضى حكرا على الرجل ولكنها أثبتت العكس وتولت منصب رئيس أمن دائرة درارية في شهر جويلية 2005• تقول السيدة دردار: "ترجع فكرة الانخراط في صفوف الأمن الوطني إلى أربع وعشرين سنة مضت حين بلغت من العمر 19 سنة، وبالضبط عام 1982 بعد تربص لنحول بعدها مباشرة إلى الدار البيضاء، بعد عامين من العمل انتقلت كمؤطرة بالمدرسة العليا للشرطة ولمدة خمس سنوات من 1984 إلى 1989، لأنتقل مرة أخرى ودائما بالعاصمة إلى مقر الأمن المركزي ولمدة ثلاث سنوات من 1989 إلى 1992"• هذا التنوع في المهام من خلال التحويلات التي حدثت بين التأطير والخدمة النشيطة "service actif" جعلها تكتسب خبرة في الميدان ولاسيما وأن التعامل في الخارج مع المجتمع يتطلب ذكاء وفطنة مع مختلف القضايا التي يصادفها وهو ما عزز مقدرتها في تأدية مهمتها على أحسن وجه دون عقدة أو مركب نقص، وفي هذا الشأن تقول: "لم أواجه أي صعوبة تنقص من إدارتي وعزيمتي في عملي كوني أحببت هذه المهنة كما أنني لم أحس يوما بأي عارض أو مانع وأنا بجانب زميلي الشرطي"• لتأتي سنة 1994 وتشارك في مسابقة ضباط الشرطة لتتوج بهذه الرتبة، وبعد التربص بدأت مهامها لتأتي العشرية السوداء وسنوات الإرهاب حيث لم تترك منصبها بل واصلت بعزم وتحد مناصفة مع أخيها الرجل مكافحة آلة الموت التي حصدت آلاف الضحايا بما فيهم أفراد قوات الأمن الذين كانوا الهدف الأول والمباشر لأولئك المجرمين، فحب الوطن والغيرة عليه كانا كافيين للسيدة دردار لمواصلة مهامها رغم الضغوط النفسية التي عانى منها أفراد الشرطة عامة خلال موجة الاغتيالات التي حصدت ضحايا أبرياء لا لشيء سوى أنهم كانوا يمارسون أنبل وأصعب مهنة وهي ضمان الأمن والطمأنينة• وفي هذا الشأن تقول: "كانت مرحلة صعبة لنا جمعيا نحن موظفو الشرطة فكنا المستهدف رقم واحد للذين أباحوا إراقة دمائنا، وفي تلك الفترة كان المواطنون يتحاشون الكلام معنا والشيء الذي بقي راسخا في ذهني هي لحظة الخروج من البيت حين يسلم علي فلذات كبدي حينها يختلج صدري إحساس بأني لن أراهم ثانية"• وتضيف "كما أن الموظفين الذين يقيمون خارج العاصمة كانت عائلاتهم تفد إلى مقر العمل لزيارتهم والاطمئنان عليهم كما كنا نحن الشرطيات وفي مرات عديدة نحضر لهم الأكل وهذا للثقة التي كانت بيينا فكان لابد أن نتلاحم ونتحد لمواجهة ذلك الكابوس"• بعد عمل دام ست سنوات برتبة ضابط شرطة اجتازت مسابقة محافظي الشرطة بنجاح لتحظى بتولي منصب رئيس الأمن الحضري الثاني بالمحمدية وهذا عام 2001 بقرار تثبيت من طرف فخامة رئيس الجمهورية لتباشر مهام المسؤولية الملقاة على عاتقها بتسيير موظفين من مختلف الرتب، وهذه المرة كانت مهمتها القيادة التي لم تكن بالشيء الصعب عليها وهو ما جعلها تحظى باحترام وإعجاب الجميع ليكلل عملها الدؤوب وتفانيها بربتة عميد شرطة وكأنها كانت في موعد مع القدر والزمن لتحظى بتنصيبها كأول امراة جزائرية على رأس أمن دائرة على المستوى الوطني وبالضبط أمن دائرة درارية في 19 جويلية 2005 بقرار من المدير العام للأمن الوطني وذلك في الاحتفال السنوي بعيد الشرطة• مسيرة حافلة وثرية بالرتب والمناصب على مدى 24 سنة لم تنلها هكذا وإنما هي ثمرة جهدها، وفي هذا الشأن تقول: "ليست الرتبة هي التي تصنع الشخص وإنما هي جزاء العطاء الذي يمده الشخص وهذا مايزيد من رفع معنويات الموظف من أي رتبة كان"• وبخصوص كيفية التوفيق بين العمل والبيت تقول السيدة دردار: "هي مهمة صعبة ولكن الإرادة تحذوني على عدم التفريط ببيتي وعملي وهي تقريبا وضعية كل النساء العاملات خاصة الشرطيات وكلنا لابد أن نولي الأبناء رعاية واهتماما خاصة في الوقت الحالي مع المتغيرات الجديدة التي أفرزتها الثورة المعلوماتية والتطور التكنولوجي في كل الميادين، مما يجعل المهمة صعبة ولكن لابد من الإرادة والمراقبة اليومية والبحث في كل كبيرة وصغيرة تؤثر على الأولاد"• وتضيف: "لابد من الرجوع إلى أصالتنا وعاداتنا وأخلاقنا فهي ركائز المجتمع الجزائري ودرعه الواقي الذي أضحى يتنازل عنه شيئا فشيئا وهو ما عجل بإفرازات سلبية خطيرة أهمها الآفات الاجتماعية كالسرقة، المخدرات، القتل والاعتداءات والتي أضحت سيناريو يميز يوميات المواطن الجزائري"، وحسبها فإن التربية هي أهم وأول سبيل يسلكه الطفل وزرع حقله بمكارم الأخلاق السمحة المستمدة من عقديتنا ويجب التأكيد على المدرسة التي تجب أن يكون المعلم والأستاذ صمام أمان على اعتبار أن الطفل يقضي الجزء الأكبر من وقته في المدرسة بصحبة المربي الذي عليه أن يكون في المستوى وألا يشغل الطفل بمشاكله، مضيفة: "فرحتي الكبرى هي نجاح فلذات كبدي"• أما فيما يخص التعامل مع المواطنين فركزت رئيس أمن دائرة درارية على أن موظفي الشرطة أصبحوا يركزون في مهامهم على العمل الجواري بتقريب المواطن من مختلف مصالح الأمن الوطني والتفكل بانشغالاته، فلم يعد يقتصر دور الشرطي على الردع وإنما تغير ليصبح الوقاية والحماية أولا وقبل كل شيء• "وعليه ـ تضيف ـ عملنا هو السهر والمحافظة على تطبيق القانون وبالتالي توفير إستراتيجية لحماية المواطن"• هكذا كان مشوار السيدة دردار هناية نحو الاحتراف واقتحام عالم الرجال أصحاب البذلة الزرقاء في مجتمع عظيم عظمة رجاله لبلوغ الغايات والأهداف عن قناعة والتزام•

ليست هناك تعليقات: