خـبـل طباعة إرسال إلى صديق
الاثنين, 11 نوفمبر 2013
عدد القراءات: 56
تقييم المستخدمين: / 0
سيئجيد 
دفع "الجمهور القسنطيني" الأسبوع الماضي الفنان مرسيل خليفة إلى العودة إلى أغنية "مناضلون"، في مشهد مروّع يحيل إلى أن الجزائريين لازالوا يعيشون في سبعينيات القرن الماضي. وليس مرسيل وحده من تعرض إلى دفع مشؤوم من هذا النوع فقبله حاول الجمهور "المنتقى" إجبار الراحل درويش على إنشاد "سجل..." التي تجاوزها الرجل ونساها. فيما يُرغم زوار الجزائر من نجوم الطرب على ترديد الأغاني القديمة والتحاف العلم الوطني، في صورة توحي  للزائر بأننا لازلنا نعيش حرب التحرير.
مواقف من  هذا النوع تقدم الجزائريين كشعب متخلف للضيوف العرب والأجانب، مع أن الجزائر تحصي مئات الآلاف من المتذوقة الذين يتابعون جديد الفن بل ويقرصنونه، إذ تحتل الجزائر مرتبة مشرفة في هذا المجال ! وتحصي متذوقين للآداب يتابعون الاصدارات الجديدة ويقرصنونها أيضا  و دارسين جادين يلاحقون جديد المعارف بمجهوداتهم الخاصة.
لكن الجزائر ذاتها تحصي مسؤولين يحاولون البرهنة لمسؤوليهم على وطنيتهم العالية فيأتون في مسعاهم بسلوكات محزنة،  فتجد أحدهم  يرغم مطربا أو مطربة على التحاف الراية الوطنية والظهور معه على شاشة التلفزيون، فيضطر المغني إلى الغناء محرجا  وهو يتعرق براية لا تعنيه.
أو تجد أحدهم يردّد على مسامع الضيوف بأن البلاد التي حل بها هي الأعظم في العالم وبأن هذا الشعب لم يخلق الله مثله، وكأن الضيف القادم بلا بلد وكأن بلده إن وجدت بلا راية وبلا شعب. ويتوقع المسؤول بذلك أنه أدى مهمته كمسؤول يحب وطنه ويرضي الذين انتدبوه إلى المهام الجسيمة، وهو الذي كان يفترض أن يقوم بعمله في مكتبه  ويترك أماكن الغناء للغناء وأماكن اللهو للهو وأماكن الرياضة للرياضة.
ثمة استدعاء غريب للسياسة إلى غير مواقعها، وثمة إسراف في ذلك. وثمة استخدام فج. والنتيجة هي هذه الخلطة العجيبة التي نكتشفها عند كل تظاهرة فنية أو ثقافية، والتي تقدم صورة غير حقيقية عن البلاد وعن العباد الذين يقيمون فيها ولا يحتاجون إلى تعبير مأجور عن حبهم لها.
ملحوظة
لا يحتاج الوطن إلى إعلان حب، بل يحتاج كي تستقيم الحياة فيه إلى أشياء بسيطة: الكف عن الكذب مثلا، الكف عن السرقة و الادعاء والكف عن استغباء الناس ضيوفا كانوا أو مقيمين.      سليم بوفنداسة