السبت، مارس 31

جلطي تستقيل: تومي لم تستشرني في شيء رغم أنني معينة بمرسوم رئاسي





ما يحدث بداخل أروقة وزارة الثقافة يشبه تماما كرة الثلج التي تكبر كلما تدحرجت.. كنا نقول إن استقالة المنسق العام لتظاهرة عاصمة الثقافة العربية، كمال بوشامة، قبل أسابيع، ستكون الطلقة الأخيرة في رأس التظاهرة.. وعلى العموم في رأس النشاط الثقافي الذي تؤطره وزارة الثقافة.. لكن الظاهر هو أن عاصفة الاستقالات لم تهدأ.. وها هي تثور مرة أخرى بخبر استقالة الدكتورة ربيعة جلطي، المستشارة المكلفة بالدراسات والتلخيص بوزارة الثقافة.وعلى ما يبدو فإن الدكتورة جلطي فضلت العودة إلى عملها الجامعي، وذلك ما تضمنته فحوى الاستقالة التي حصلنا على نسخة منها.. لكن، وللوصول إلى خلفيات هذه الاستقالة، وجهنا جملة من الأسئلة للدكتورة جلطي، لتحدثنا عن الدوافع والدواعي التي جعلتها ترمي المنشفة.. ­ لنبدأ من آخر محطة.. لماذا هذه الاستقالة المفاجئة؟ ما هي الخلفيات؟ على كل حال، هناك اختلاف، وكل واحد حر في رؤية المردودية الثقافية التي يستطيع أن يقدمها للبلد، أعتقد أن مهمتي في الجامعة كأستاذة محاضرة يسمح لي بمناخ حيوي، علمي وثقافي، يساعد على المتابعة والممارسة الثقافية والإبداعية بشكل راق، عميق وحر.. ثم لماذا الاستقالة؟ حتى أكون معك صريحة وجدت نفسي إذا شئنا مقصاة، متجاهلَة "بفتح اللام" من المشاركة المباشرة في الأسابيع الثقافية، وكذا فيما يتعلق بلجنة الكتاب في تظاهرة الجزائر عاصمة للثقافة العربية، وأنا التي، وبكل تواضع، نشرت أغلب كتبي في المشرق العربي، أيضا أنا بهذه الاستقالة لا أريد إزعاج أي شخص في الوزارة، لأنه ومنذ فترة طويلة بدأت أدرك أن تصوري للعمل وطريقة تعاملي مع التسيير الثقافي مختلفة عما يجري، وما هو قائم، واحتراما لكل رأي وتصور في العمل فضلت أن أنسحب. ­ ألا تتصورين أن هذه الاستقالة جاءت متأخرة، خاصة بعد كل الأخبار التي كنا نسمعها من حين لآخر عن خلافك مع الوزيرة؟ ليست متأخرة، لأن الإنسان لا يحكم بالنوايا، أنا مع التأني، وانسحابي جاء بعد دراسة وتأمل عميق في هذا المحيط.. أعتقد أنني وصلت إلى نتيجة، وهي أنني لا أستطيع تقديم شيء انطلاقا من رؤيتي الخاصة.. ­ كيف هي طريقة عمل الوزيرة خليدة تومي؟ والله.. هذا السؤال تستطيع طرحه على الوزيرة شخصيا، لكن إذا سألتني رأيي فيما يجري، فتقديري هو أنني لم أطلع على أي ملف من ملفات تظاهرة الجزائر عاصمة للثقافة العربية، ومع أنني مستشارة في الوزارة بمرسوم رئاسي، وادعي بكل تواضع بأنني الوحيدة التي لها علاقة مباشرة مع الأدب العربي، باعتباري مجازة في هذا الباب. هل أنت نادمة على هذه الاستقالة؟ تضحك.. لقد أجبت عن سؤالك الجميل هذا... على العكس تماما أنا أشعر براحة وصدق مع ذاتي، لأني أخذت الوقت الكافي للتأمل قبل اتخاذ القرار، ولن أندم على شيء. ­ ماذا عن عودتك إلى الجامعة؟ أولا أعتقد أن مسألة تسيير الثقافة يحتاج إلى إبداعية والخروج من سلاسل البيروقراطية الثقيلة، وهي تحتاج إلى الفطنة والحرية المنضبطة، بالنسبة لي الجامعة هي القلب النابض للمجتمعات منذ زمن أفلاطون وسقراط.. وفيها سأجد حريتي بلا شك. هل تتصورين أن سلسلة الاستقالات هذه، بما فيها استقالتك، ستؤثر على عمل الوزيرة؟ على كل حال، أتمنى للوزيرة والذين معها التوفيق، والمهم أني كنت صادقة مع نفسي في اتخاذ هذا القرار. ميلود بن عمار:

ليست هناك تعليقات: