الأربعاء، مارس 21

عز الدين بوكردوس" مدير عام الشعب



عز الدين بوكردوس" مدير عام الشعب
شـارون سمـح لي بدخـول بيـروت الغربيـة عـام 1982
عمري الإعلامي 40 دقيقة بيت الإعلاميين جميعا من زجاج
يقول عز الدين بوكردوس ، مدير عام يومية >الشعب<، أن الجنرال آرييل شارون هو الذي سمح له بدخول مدينة بيروت أثناء حرب 1982 ، ويصف التلفزيون بالمدرسة الابتدائية التي تخرّج منها أغلب الصحفيّين، كما يقول بأن خطأً في >البرمجة< هو الذي دفع بعض الإعلاميّين الجزائريّين لزيارة إسرائيل، نافيا أن تكون الزيارة بحدّ ذاتها خطأً، ويضيف بأنه حين يحال على التقاعد فسوف يروي >الكثير من الكوميديا السوداء <· حاوره: مرزاق صيادي " المحقق": قرية بوكردوس بأعالي أقبو (بجاية)، متى زرتها آخر مرة؟ عز الدين بوكردوس: نهاية 2006 · أمضيت أكثر من 40 سنة في الإعلام، ما الذي جنيته؟ جنيت أكثر من 40 سنة من المعاناة والتعب والنجاحات، وإذا كان الحساب بعدد السنوات، أقول أنّني أمضيت 40 دقيقة في الإعلام ! سيد بوكردوس، يعيب عليك البعض أنّك دبلوماسي زيادة على اللزوم في إجاباتك··؟ إذا كانت الإجابة الصادقة والصحيحة والتلقائية تعتبر دبلوماسية، فأنا أفشل الدبلوماسيين · من الإذاعة والتلفزيون كصحفي إلى مدير عام لجريدة >الشعب<، هل هذه ترقية أم ماذا؟ هي استمرار لتحمّل مسؤولية الكلمة، الترقية الوحيدة في الصحافة هي أن يكون لك مشاهدين وقرّاء ولو بعدد أصابع اليد الواحدة · > المشهد الثقافي< ملحق لـ>الشعب<، هل هو مشروع إعلامي أم ظرفي مرتبط فقط بسنة الثقافة العربية في الجزائر؟ أنا لا أؤمن بالظروف المصطنعة إلاّ إذا كانت ظروفها صنعها القدر· >المشهد الثقافي< سيستمر بحول الله، وهناك ملاحق أخرى في الإقتصاد والسياسة ستصدر لاحقا · دُعيت إلى التلفزيون مرّات عديدة كمحلل سياسي زمن الأزمة، فهل تغيّر بوكردوس منذ ذلك الوقت؟ في البداية، من الصعب إطلاق كلمة محلل، فأنا مجرّد صحفي يعيش الأحداث ويتأثر بها، ومن هذا المنطلق أتحدث عن الموضوع المراد طرحه، وأعتقد جازما أنّ جزائر 2007 أفضل من جزائر 2006 وهكذا العد عكسيا ·· الخارطة الإعلامية تتجاذبها المصالح والتيارات ·· هل هذا صحيح؟ ** في كل دول العالم لا وجود لصحافة حرّة 100 بالمئة، فكلّ الصحف تقع تحت مسؤولية مؤسسات دولة أو حزبية أو رأسمال، ونادرا ما تكون حرّة · التلفزيون الجزائري محترف أم مجرّد صبي يحبو في السمعي البصري؟ لا أعتقد، فمن تجاوز الـ04 لا زال يحبو، والإحترافية تختلف باختلاف القنوات ومن يملكها، أما من حيث المهنية فيكفي فخرا أن الكثير من إطارات التلفزة مشهود لهم في العالم · هذه ورود ترميها في وجه حمراوي حبيب شوقي؟ أفضل أن أرمي الزملاء بالورد بدلا من الحجارة لأنّ بيتنا جميعا من زجاج، بلا استثناء · ما الذي تقصده بهذا الكلام الأخير؟ أقصد النقد السلبي والإثارة والتشويه أصعب بكثير من النقد الإيجابي والمهنية والحرفية الصادقة ·· معنى هذا أن >الشعب< أفضل من >الخبر< مثلا؟ هذا رأيك، أمّا أنا فأقول أنّنا نكمل بعضنا البعض >الخبر< و>المحقق< وحتّى الجريدة التي اُنشئت بالأمس هي لبنة تضاف إلى صرح الإعلام · مرّ بـ >الشعب< كثيرون، منهم من هو في هرم الدولة الآن، ما الذي تقوله فيهم؟ أقول في الجريدة لا في الأشخاص· الشعب مدرسة كونت أجيالا ولا زالت · بالمناسبة >الشعب< أيضا عرفت تحوّلات منذ أكتوبر 88، كيف رافقت هذه التحوّلات من الداخل؟ التحوّلات هذه لم تكن حكرا على >الشعب<، بل على كل مؤسسات الدولة· المهم أن هذه الصحيفة ما زالت تواصل مسيرتها ولم يحدث لها ما حدث لبعض الصحف التي انزوت في ركن النسيان · هل أضعت سيالتك في زحمة الإدارة؟ آخر ما كتبت يوم استشهاد الرئيس صدام حسين، أقول استشهد لأنه لم يُحاكم في محكمة عراقية ولم يعزله جيشه ولم يُطرد بانتفاضة شعبية· لو حدث هذا ما كتبنا عنه حرفا واحدا · مَنْ مِنَ الشخصيات السياسية والثقافية عرفت وصاحبت في الجزائر وخارجها؟ أعرف كل الذّين تعاقبوا أو مروا في السياسة أو الثقافة أو المجتمع، في الجزائر وخارجها، بحكم مهنتي وليس بسبب عبقريتي، وكل الفضل فيما قمت به يعود للجزائر · نريد أسماء ·· أخشى إن ذكرت البعض يعتبر الآخرون أنّني تجاوزتهم أو غضّيت عنهم الطرف، كلّهم أساتذتي وكلّهم معلمي الأول · سافرت كثيرا·· كم كتابا عاد في حقيبتك؟ نصف الحقيبة لأغراضي الشخصية وهدايا للعائلة ونصفها الآخر للكتب · ما رأيك في تجربة صحفيين يراسلون وسائل إعلامية أجنبية ويعطون الأولوية لـ >مشاكل الجزائر<؟ كل شاة تتعلق من كراعها · ·· والذين زاروا إسرائيل، ما رأيك فيهم صراحة؟ أخشى أن أصفهم بالعمالة وقلّة الوطنية وعدم الإدراك، مع الاعتذار للذين كانوا ضحايا هذه الرحلة المبرمجة، الخطأ في المُبرمج وليس في البرنامج · والذين إذا غادروا التفزيون الى قنوات أخرى يقولون عنه >المحتمة<؟ يكفي أنّه المدرسة الابتدائية كي لا أقول الجامعة التي تخرّجوا منها · ما الذي قاله لك الرئيس بوتفليقة على علو 10 آلاف متر وأنتم عائدون من أمريكا؟ كلمات مجاملة · هل بوتفليقة صديقك؟ هو رئيس كل الجزائريين وأب لهم، وحده يحدّد أصدقاءه · عبد العزيز بلخادم؟ يتحمّل قدره اليوم آيت أحمد؟ شخصية تاريخية عبد الحميد مهري؟ شخصية وطنية وعربية بوكردوس هو أيضا مراسل حرب بداية من أكتوبر 1973 ؟ كنت مراسل حرب رفقة زملاء من الإعلام العمومي آنذاك · هل وقعت حادثة في هذه الحرب؟ حدثت واقعة مأساوية، حيث كادت قذيفة طيران أن تفجّر زميلي المصور ونجا بأعجوبة، لكن القدر كان بالمرصاد فانفجرت به الطائرة في فيتنام · ثم جاء >انقلاب< الخميني في إيران عام 1979 وكنت هناك؟ لم يكن انقلابا، بل كان ثورة قادها شيخ خرج من مغارة التاريخ ودخل القرن العشرين من بابه الواسع والتاريخ هو الحكم · على ذكر التاريخ يقول علي شريعاتي معارض الخميني >إن التاريخ مقبرة مُوحِشة<؟ المهم فيما ذكرت أن هناك رجالا صَنَعُوا التاريخ وهناك رجال من صُنعِ التاريخ · وبعدها الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 82 وغطيت هذا العدوان··؟ سأذكر واقعة ولأول مرة أخرجها للعلن سأسجلها في مذكراتي الخاصة وهي أن الذي سمح لي بدخول بيروت الغربية هو آرييل شارون شخصيا، الذي كان واقفا قرب أحد مسؤولي الكتائب اللبنانية وبالقرب من بوابة الدخول إلى بيروت الغربية، فبينما رفض الكتائبي دخولي بيروت أومأ شارون برأسه علامة قبول بالسماح لي بالدخول · 41 سنة بعد هذا الإجتياح تعود إلى بيروت في عدوان إسرائيلي آخر على بلد الأرز للتغطية الإعلامية كمدير للشعب هذه المرة··؟ ذهبت إلى بيروت مرّات عديدة وعشت حرب المخيمات ونقلت الحرب المشتعلة بين حركة أمل والمقاومة الفلسطينية وقبلها عشت أحداث اختطاف الطائرة الأمريكية (طش )·· متى ستنشر مذكراتك الشخصية؟ حين أحال على التقاعد · طرائف حدثت لك في >الشعب<؟ حين أغادر >الشعب< سأروي لك الكثير من الكوميديا السوداء ·· لو غادرت هذه الجريدة فمن ترّشح من صحفييها لخلافتك؟ وإذا لم يكن من أبنائها، من أرشح؟ متى يرضى عز الدين على بوكردوس؟ حين أموت، وأطلب من اللّه أن يكون راضيا عن ما قدمت

ليست هناك تعليقات: