الأحد، أغسطس 3

ويسالونك عن مجزرة بن عبد المالك





قسنطينة عاشت أمس يوما طويلا في انتظار الواقعة تفجير مدرجات ملعب بن عبد المالك بنجاح وسط المخاوف
تهاوت مدرجات ملعب بن عبد المالك رمضان وصارت أثرا بعد عين في لمح البصر بفعل تفجير 75 كيلو غرام من مادة "جيلانيت" 2 استعملتها الشركة الايطالية المكلفة بانجاز خط طرامواي قسنطينة انطلاقا من محطة بن عبد المالك إلىحي زواغي كمرحلة اولى.عملية التفجير التي جرت في موعدها المحدد نف\ت على الساعة الثالثة تماما من زوال أمس 02 أوت لتفتح الطريق امام التجسيد الفعلي للمشروع وقد سبقتها منذ الصباح الباكر عملية ترحيل عائلات شارع قدور بومدوس المحاذية للمدرجات ومنع حركة المرور في محيط التفجير الذي اعتمدت فيه تقنية الهدم إلى الداخل وهو ما جعل كل مخلفات المدرجات من الردم والبقايا الصلبة تسقط في مكانها شاقوليا وكأن قوة خفية أويدا عملاقة ضغطت عليها من الاعلى ودفنتها أرضا مخلفة غبارا كثيفا سرعان ما تلاشى بفعل رش عناصر الحماية المدنية للمكان بخراطيم المياه.اللحظات العصيبة السابقة للتفجير تحولت بعده إلى فرح عارم على وجوه الحاضرين من مهندسين ايطاليين ومسؤوليين بشركة بيتزاروتي وشركة ميترو الجزائر وعناصر الامن والحماية المدنية وبقية السلطات المحلية المدنية والعسكرية وقد أكد الوالي عبد المالك بوضياف مباشرة عقب التفجير وهو يتلقى التهاني على ارضية الملعب التي انتشرت بها قطع صغيرة من الحجارة ان ملعب بن عبد المالك سيعود لخدمة الاسرة الرياضية القسنطينية بأحسن مما كان و"سوف نعيد بناء المدرجات بطريقة عصرية ونجهزها بأحدث الهياكل والمرافق حتى يكون الهدم لاجل بناء الاحسن والأجمل".عملية هدم مدرجات بن عبد المالك استعملت فيها 865 عصا من المتفجرات وضعت على طول خط المدرجات وتحت الاعمدة الخرسانية وقد تم تفجيرها بطريقة متزامنة في لحظة واحدة بعد ثلاث صفارات انذار أطلقتها شاحنات الحماية المدنية التي طوقت الملعب منذ الصباح وحسب مسؤول تقني ايطالي فإن كمية المواد الصلبة التي استهدفها التفجير بلغت ألفي متر مكعب من البناء وقد جرى اخلاء محيط المدرجات على مدار قطر مسافته مئتي متر وحيث تم اخراج 13 عائلة من منازلها المحاذية للمدرجات وذكر السيد يحيوش أحسن مسؤول شركة ميترو الجزائر المتعاقدة مع الايطاليين لانجاز الطرامواي ان العائلات المعنية بالخروج من بيوتها طيلة نهار أمس قامت بذلك طواعية وبتفهم وقد اقترحت الشركة ايواءهم في مكان لائق خلال اليوم لكن تلك الأسر رفضت الاقامة مؤقتا لدى ميترو الجزائر وفضلت جميعها الذهاب لدى الاهل والاقارب.عملية اخلاء الشارع من سكانه ومنع حركة المرور عبره ونقل كل السيارات المتوقفة نحو أماكن بعيدة خلفت حالة من الذعر لدى السكان والمارة وزاد في مخاوف الناس التواجد الكثيف لعناصر الشرطة على كل المداخل المؤدية إلى ملعب بن عبد المالك يمنعون السيارات من المرور واحيانا يفرضون على الراجلين تغيير مسارهم كما امرت الشرطة اصحاب المحلات التجارية بشارع بغريش الخلفي المحاذي لشارع قدور بومدوس باغلاق محلاتهم قبيل التفجير وقال مسؤول ميترو الجزائر "للنصر" ان الشركة اتفقت مع السكان المجاورين للملعب بتعويضهم عن كافة الاضرار التي قد تلحق بناياتهم وممتلكاتهم بفعل عملية تهديم المدرجات وقد لوحظ خلال اللحظات الاولى التي سبقت دوي التفجير عدم اصابة واجهات الفيلات على جانب الطريق وحتى زجاج بعض النوافذ المفتوحة لم يتهشم وقد اعتلى بعض السكان سطوح منازلهم لالتقاط صور للمكان بعد التفجير وحاول آخرون الاقتراب من المكان لمعاينته بعد سماعهم دوي الانفجار ورؤيتهم سحابة الغبار التي تلاشت بسرعة لكن الاحتياطات الامنية ابقت على الطرق مغلقة في وجه حركة المرور وحركة الراجلين مما ترك وسط المدينة بعد ساعة من التفجير خاليا الامن بعض الراجلين والمواطنين الذين يترجون الشرطة للسماح لهم بالعودة إلى بيوتهم.وقد افترشت نسوة الرصيف امام مقر المجموعة الولائية للدرك وعلى طرقات "البيراميد" بانتظار اعادة فتح المسلك أما اصحاب السيارات فلم يسكن امامهم سوى الانتظار أو الطواف بعيدا لبلوغ نقطة توقف قريبة مما أشارا نزعاج بعضهم وقال آخرون أن عملية بسيطة يتم لتحكم فيها داخل محيط صغير جعلت نصف قسنطينة مشلولا مرعوبا دون مبرر حقيقي هذه المخاوف كان لديها مايبررها لدى السكان المجاورين للملعب بعد انقطاع التموين بغاز المدينة عنهم في حدود الساعة الواحدة زوالا (ساعتين قبل التفجير) وسماعهم تحذيرات الشرطة عبر مكبرات الصوت بالابقاء على نوافذهم الزجاجية مفتوحة.تهديم مدرجات بن عبد المالك دون آثار جانبية يزيل عقبة كبيرة على خط سكة حديد الطرامواي ويعلن عن بداية تغيير وجه قسنطينة فلا أحد بعد الآن يمكنه قطع الطريق نحو ملعب بن عبد المالك مستظلا بحائط مدرجات شهدت نوبات من الافراح والاهازيج الرياضية وتطالت منها أصوات أنصار الفرق الرياضية.
ع.شابي

ليست هناك تعليقات: