الأربعاء، أغسطس 13

حرب المصطافين

عندما يطرد جزائري من طرف اخيه الجزائري ويصفه باشباه السواح ولتخرج اعمدة الصحافة بخبر وجود سواح مزيفين في البحرالجزائري فتلك ماساة الجزائرين الدي اضحت العنصرية سلاحهم بين الشرق والغرب ولعلا احداث عنابة اكدت ان الجزائر مرشحة للطكائفية العشائرية خاصة وطرد سواح دفعوا اموالاهمليجدوا انفسهم عرايا صباحا خارجين من البحر وكانهم في حرب الجزائر ووسط التساؤلات حول احداث عنابة تبقي الصحافة اكبر تاجر سياسي من الاحداث مادامت لاتحسن سياسة الاخبار لكنها تتقن تجارة الاخبار
بقلم نورالدين بوكعباش

''الجزائر نيوز'' في بيت عائلة الضحية
شطــــايبي تــــودع إلياس بو عزيز وتثور على ''المصطافين المزيفين''
لم يكن سكان قرية شطايبي السياحية، التي تبعد بحوالي 70 كلم عن عنابة، يتوقعون ان يعيشوا اول امس يوما عصيبا، تحولت فيه قريتهم الآمنة والمضيافة الى ساحة عنف وغضب وانقلبت طباع سكانها الطيبين المسالمين، لينتفضوا غضبا وحقدا وكلهم رغبة في الانتقام وارتكاب ما لم يكن يتصوره كل من يعرفهم عن قرب، عقب انتشار خبر مقتل أحد أبناء القرية المحبوبين لدى الجميع، في ظروف مأساوية، وأشعلت شرارة الكراهية والحقد ضد كل من هو غريب عن القرية، حتى وإن كان سائحا مسالما جاء ليستمتع بزرقة البحر وجمال شواطئ شطايبي الخلابة···
عنابة: نور الدين بوكراع/ رضوان علوي
قبل صبيحة اليوم المشؤوم، كانت القرية تستعد لقضاء يوم جميل آخر، وكانت شوارعها تدب بالحركة والنشاط، وألوان رايات افتتاح موسم السياحة والاصطياف ترفرف على طول الكورنيش المطل على شواطئ المدينة السياحية، التي تذكر بموقعها الجغرافي، وسط التلال الخضراء المشرفة على مياه الشواطئ الزرقاء بمدينة ''جنوة الإيطالية''·
كانت الألوان تمتد على طول البصر، مشكلة بشمسيات ولباس المصطافين لوحة مرحة تعج بالحياة والصخب، الصادر عن امواج البحر وضحكات الأطفال والأناشيد الصادرة عن مخيمات العطلة الصيفية، التي اتخذت من غابات وشواطئ مدينة شطايبي فضاءات للراحة والاستجمام لمئات الأطفال والعائلات···
غير بعيد عن مدخل القرية، كان منزل عائلة الأب مختار بو عزيز، الذي نهض باكرا لأداء صلاة الصبح وليستعد لقضاء يوم عادي كسائر الايام، في انتظار نهوض أبنائه الثلاثة، من بينهم إلياس، ابن 22 ربيعا، الولد المحبوب لدى كل سكان القرية، خاصة بعد أن تحصل على الشهادة الجامعية في اختصاص الإعلام الآلي بدرجة جيد، جعلته يحلم بافتتاح أول ناد للانترنت بقرية شطايبي·· كان الجميع يحبه وكان مدلل والديه لطيبته وحسن معشره مع الجميع كبارا وصغارا، إذ كان رياضيا بامتياز يهوي السباحة، وهو ما مكنه من العمل منذ بداية شهر جويلية بمخيم العطلة الصيفية ''النور'' كمدرب للسباحة ومراقب لمجموعة من اطفال المخيم، الذين تعلقوا به وينتظرون كل صباح إطلالته ليأخذهم للسباحة والمرح في البحر·
يروي الأب مختار بوعزيز، الذي التقته ''الجزائر نيوز'' في بيته بعد فاجعة فقدان ابنه إلياس، في جو حزين وكئيب وسط بكاء الأسى لأم الياس ومجموعة كبيرة من سكان القرية واصدقاء الفقيد الياس والعائلة، الذين قدموا لمواساة وتعزية الوالد الحزين لفقدان ابنه، يروي الأب بصعوبة وحزن شديد، انه نهض في حدود الساعة الخمسة ونصف صباحا ليصلي الصبح، حينها سمع حركة مشبوهة فوق سطح المنزل فايقظ ابناءه وابناء الجيران، ليكتشف وجود شخصين لاذا بالفرار، احدهما كان يحمل ساطورا، كانا بصدد تفتيش محتوات المنزل بغرض سرقة شيء ما، الا انهما فوجئا وفرا باتجاه الغابة المقابلة للمنزل، فلحق بهما الجميع، من بينهم الشاب الياس، الذي تمكن من محاصرة احد اللصوص الذي هدده بسكين ان هو تقدم اليه، الا ان الشاب الياس هاجمه بشجاعة تلقى اثرها طعنة سكين في جانبه الايسر سقط اثرها وهو ينزف، ليهرع اليه والده ويحمله على كتفه على مسافة طويلة من الغابة الى الطريق، اين طلب النجدة وانتظر وصول سيارة اسعاف نقلته الى المستشفى الجامعي لعنابة، الا انه لفظ انفاسه في الطريق متأثرا بنزيف داخلي حاد بين ذراعي والده···
خلال هذه الفترة تمكن ابناء الجيران من القبض على الجاني ورفيقه اللذين تعرضا لوابل من الركلات والضرب بشتى الوسائل، قبل ان تصل مصالح الدرك التي انقذتهما من الموت، واقتادتهما الى مكان آمن، لينتشر إثرها خبر مقتل الشاب الياس في كل ارجاء القرية ووسط اصدقاء الياس ومعارفه من شبان القرية، الذين انفجروا غضبا وسخطا وهرعوا الى مقر فرقة الدرك مطالبين بتسليم الجانين للقصاص·· وأمام إصرار عناصر الدرك على تفريقهم توجهت مجموعات منهم الى شواطئ المدينة السياحية بوسط شطايبي، اين قامت بملاحقة عدد كبير من المصطافين من القادمين من ولاية قسنطينة، لاعتقاد الشبان ان الجناة غرباء عن منطقة شطايبي قدموا اليها من قسنطينة، مما أحدث حالة من الذعر والفزع وسط العائلات والمصطافين ، الذين غادروا الشواطئ سيرا على الأقدام خوفا من انتقام الشبان المحتجين، ليخيم على المدينة جو من التوتر والخوف استمر لساعات إلى غاية المساء، حينها تسربت معلومات تفيد أن الجانين من قرية وادي العنب المجاورة التابعة لدائرة برحال بإقليم ولاية عنابة، ليعود الهدوء تدريجيا إلى جميع أحياء المدينة التي بدأت شوارعها تشهد تنقل كبار أعيان القرية والشبان المحتجين باتجاه منزل عائلة الشاب الياس، التي كانت تحت الصدمة، لموساتها وتقديم العزاء لفقدان ابن القرية إلياس·
مصالح الدرك الوطني تعتقل الجانيين
صرح قائد فرقة الدرك الوطني لبلدية شطايبي لـ''الجزائر نيوز''، ان عناصر فرقته القت القبض على الشخصين اللذين هاجما منزل عائلة الشاب الياس بو عزيز، وتم التعرف على هويتهما، و يتعلق الامر بالمدعوين ''ز· ع'' و'' ب· م''، من مواليد 1985 وهما يقطنان بقرية وادي العنب (دائرة برحال)· وأوضح قائد فرقة الدرك أن الموقوفين تعرضا لإصابات وجروح جراء محاولة شباب القرية الانتقام منها، إلا أن حالتهما ليست بالخطيرة·
سكان شطايبي ينددون بالمصطافين المزيفين
بكثير من الحزن والتأثر لمقتل الشاب إلياس بو عزيز، عبر العديد من سكان قرية شطايبي السياحية، عن قلقهم من تزايد حالات الاعتداءات وسرقة السيارات والمساكن والمصطافين، الذين يتعرضون لسلب ممتلكاتهم من طرف من يسميهم سكان قرية شطايبي، بالمصطافين المزيفين، الذين يستغلون كل موسم اصطياف للتسلل بين السياح ويغتنمون كل فرصة تمكنهم من سرقة العائلات المصطافة، وحتى اقتحام مساكن سكان القرية الغائبين، مطالبين مصالح الأمن بتكثيف دوريات المراقبة التفتيش، للحد من دخول الغرباء من القرى المجاورة الى المدينة السياحية، المعروفة بطيبة اهلها وحسن ضيافتهم، التي يبدو ان البعض استغلها لزرع اللاأمن وزعزعة استقرار وراحة السكان والمصطافين·
ومن جهتها أكدت مصالح الدرك الوطني، أن الوضعية عادت الى طبيعتها بعودة الهدوء الى المدينة، حيث لاحظنا تواجد دوريات للدرك الوطني بالشوارع الرئيسية للمدينة، التي كساها الحزن و خيمت عليها الكآبة بعد الحادثة الأليمة لمقتل ابن القرية الحبوب·
هدوء العاصفة
''الجزائر نيوز'' وفي جولة استطلاعية عامة لقرية شطايبي السياحية، لاحظت عودة الأمل إلى القرية والسياح، الذين بدؤوا يزاولون نشاطهم بصفة عادية، وللتأكد من استتباب الأمن قمنا بزيارة إلى مقر فرقة الدرك الوطني التي استقبلنا قائدها بمكتبه، حيث اكد لنا ان القرية لم تتعرض لاي اعمال شغب او اعتداء على السياح، فالسكان تجمهروا امام مقر الفرقة للمطالبة بالقصاص العادل لمقترفي الجريمة ''لكننا تمكنا من تهدئة الوضع وامتصاص غضبهم، خاصة بعد تأكدهم من ان المعتديين من ابناء المنطقة يقطنان ببلدية وادي العنب وهم من ذوي السوابق العدلية، ويتعلق الامر بالمدعو ''ز· ع'' من مواليد ,1985 و ''ب· م'' من مواليد نفس السنة، وهما الآن موقوفين لاستجوابهما والتحقيق معهما قبل احالتهما على العدالة''·
''الجزائر نيوز'' غادرت شطايبي، وهي تحاول استرجاع انفاسها بعد الصدمة استعدادا، لمواصلة مشوارها ونشاطها السياحي للدخول المسابقة الوطنية لأحسن شاطئ على المستوى الوطني···
إليـــاس·· في عيون من عرفوه
إثر الحادث الأليم الدي اهتز له الشارع الشطايبي أول أمس، بعد مقتل الشاب الياس بو عزيز، نتيجة اعتداء إجرامي، تنقلت ''الجزائر نيوز'' الى مكان الحادث، مسقط راس الضحية، شطايبي، القرية السياحية الجميلة التي تبدو حزينة، تبكي فراق ابنها البار الياس، حيث التقينا بعائلته، أصدقاء الدراسة وابناء الحي، الذين تحدثوا الى ''الجزائر نيوز'' بكل تلقائية وصدق،عن الراحل
مختار بوعزيز والد الضحية: ابني اعطاني درسا في الصبر والشجاعة
الزيارة الأولى قادتنا الى عائلة المرحوم بالبيت المتواجد بمدخل شطايبي، الذي وجدناه مكتظا بعائلة واصدقاء المرحوم، اقتربنا من والد الضحية الذي لم يتمالك نفسه، قدمنا التعازي وجلسنا اليه ليحدثنا عن شجاعة ابنه وقوة ايمانه وهو يلفظ انفاسه الاخيرة، ''ابني اعطاني درسا في الصبر والشجاعة لن انساه ابدا''· والدة المرحوم التي انفجرت صراخا و بكاء حين رأت صورة ابنها في اصدقائه وهم يقتربون منها ليقدموا تعازيهم··· بعدها نزلت ''الجزائر نيوز'' الى الشارع الشطايبي تستطلع آراء المواطنين من الحادث الأليم:
رضوان بوسنة
''الياس كان صديق الدراسة، شخصا متواضعا، ذكيا ومحبوبا من طرف الجميع، اشعر بحزن كبير لفراقه''·
عراب عبد الله ـ 71 سنة ـ
''اعرف جيدا عائلة المرحوم بالأخص والده، ذلك الشخص الطيب، أتاسف كثيرا لرحيل ابنه الدي يحترم الصغير قبل الكبير''·
معروف عبد العزيز مؤطر المخيم الصيفي نور
''كنت اعمل رفقة المرحوم الياس كحارس ومدرب سباحة، انه شاب معروف بأخلاقه العالية واحترامه للجميع، لم نكن نسمع صوته ابدا، كان يعمل في صمت بكل جدية وتفان، نشعر بفراغ كبير لفراقه''·
شابي سامي طباخ المخيم الصيفي نور
''الياس شاب لطيف ومؤدب، هو الشخص الوحيد الذي يتناول وجبته في الأخير بعد أن يتأكد ان الجميع قد أخد وجبته''·
بوشراع عيسى تاجر
''رغم انني لست من المنطقة الا انني اسمع كثيرا عن هذا الشاب الذي كان صديقا لرئيسي في العمل''·
عبد الحق بن معروف المشرف العام على مخيم نور
''الياس شاب رياضي جاد في عمله يحرس المصطافين ويدربهم على السباحة، لم يسبب لي اي مشكل في العمل مند تاريخ توظيفه في بداية صائفة ,2008 انه محبوب كثيرا لدى الاطفال الذين كان يدربهم، ومن شدة تعلقهم به اخفيت عنهم خبر وفاته حتى لا يتأثروا، والموكب الجنائزي الرهيب دليل على حب الناس له''·

ليست هناك تعليقات: