الخميس، أغسطس 14

يا سعد انت تاجر في الصحافة ام عميل بالصحافة

متاعب مهنية !
2008.08.14
حجم الخط:
سنوات الإرهاب والضغط على الصحافة والصحافيين جعلت هذه المهنة تنحصر لسنوات في فيطوهات السلطة، سواء في الفنادق الأمنية أو في دور الصحافة، التي تحولت إلى سجن محترم ! هذا الوضع الأمني الذي عاشته الصحافة هو الذي أدى إلى انقطاعها شبه الكلي عن واقع الحياة اليومية في الجزائر العميقة، وتحولت الصحافة إلى ما يشبه "البياركي" الأمني لمصالح الأمن أو نشرات خاصة للأحزاب المعتوهة والمحنطة في هياكل الدولة أو بقايا الدولة .. ! وفي أحسن الأحوال، تحولت الصحف إلى مساحات لفضائح الحكم والحكام أو فضائح المجتمع عبر أخبار المنوعات.. ! واختفت من الصحف الوطنية على مختلف أنواعها بعض الألوان الصحفية، مثل التحقيق وصحافة التحريات وطغت الأخبار الأمنية، البياركية والتعاليق والأحاديث الصحفية لأشباه السياسيين في الأحزاب، إلى درجة أن الناطقين الرسميين للأحزاب تحولوا إلى نجوم سياسية يتنقلون بتصريحاتهم وصورهم بين العناوين.. ! وباتت الصحافة حبيسة دار الصحافة ووقائع الحياة في نادي الصنوبر ومقرات الأحزاب وفي أحسن الحالات مراقد النواب في المراقد الوطنية، التي تسمى ظلما بالمجالس الوطنية ! أما الداخل الوطني بوقائعه المختلفة فلا وجود له في الصحافة وفي أحسن الحالات سلم أمر التعبير عنه لمراسلين صحفيين قليلي التجربة ولا يعرفون من الصحافة إلا وقائع إقدام السيد الوالي أو المير أو قائد الشرطة والدرك ! والقافز في هؤلاء المراسلين هو الذي ينجح في تحويل صفة المراسل الصحفي إلى مبتز محترم ! هذا الوضع الشاذ للصحافة الوطنية هو الذي حول الصحف إلى نسخ من بعضها، إشهارا وأخبارا وطباعة وإخراجا .. حتى بات القارئ وكأنه يقرأ صحيفة واحدة لهيئة تحرير واحدة ممثلة في العديد من العناوين ! والمضحك في هذه الوضعية أن العديد من الصحافيين في هيئات التحرير والمراسلين بمختلف الصحف يتبادلون فيما بينهم الأخبار القليلة والشحيحة بواسطة المايل .. لتخرج في الصحف بنفس العبارات ونفس الوقائع حتى يخيل للقارئ أن الأمر يتعلق بتوزيع أخبار من طرف وكالة أنباء وحيدة مثل وكالة الأنباء الجزائرية عندما يتعلق الأمر بالأحداث الرسمية، فالأمر نفسه بالنسبة للأحداث المتعلقة بالأخبار الأمنية والمنوعات .. وما يكتبه المراسلون في الولايات.. ! هذه الزوايا التي تحنطت فيها الصحافة المكتوبة سنوات هي التي جعلت الجهود المهنية المبذولة لا تثمر كما يجب، إلا في القليل من الصحف الخاصة !سعد بوعقبة

موازاة مع عودة الإقبال على الخيممئات المصطافين والعائلات يبيتون في العراء بالكورنيش الجيجلي
تتحوّل العديد من الفضاءات العمومية والأرصفة وحظائر السيارات على طول الكورنيش الجيجلي بالجهة الغربية للولاية، مع مطلع كل ليلة، إلى مراكز اصطياف في الهواء الطلق، حيث يضطر مئات المصطافين والعائلات إلى المبيت في العراء.هذه الوضعية وقفنا عليها في جولة قادتنا ليلا عبر شواطئ العوانة وزيامة منصورية التي تشكل الكورنيش المذكور؛ ففي المساحة المحاذية لشاطئ العوانة والتي يجري استغلالها منذ بداية موسم الاصطياف كحظيرة للسيارات، وجدنا مجموعات من المصطافين في شكل أفراد وعائلات حطت رحالها بالمنطقة، وشرعت في حجز أماكن لقضاء ليلة من ليالي عطلتها، حيث يلجأ أغلبية هؤلاء إلى ركن سياراتهم فوق تلك المساحة على مسافات متباعدة، قبل أن يقوموا بنشر الأفرشة بمحاذاتها. وأشار أحد المصطافين وجدناه رفقة زوجته وأبنائه، ''لقد تحتم علينا قضاء الليلة هكذا لأننا لم نعثر على شقة أو غرف لكرائها. وحتى بعض المرافق التي عرضت علينا كانت أسعارها مرتفعة ولا تتلاءم ووضعنا المعيشي''. من جهته، أوضح قاطنون بمحاذاة الشاطئ المذكور، بأن عشرات المصطافين والعائلات يقضون يوميا لياليهم في العراء في هذه المساحة. وبينما كنا نسير على طول منعرجات الكورنيش والساعة تشير إلى الحادية عشرة ليلا، كانت أغلب المساحات المحاذية له والتي هيّئت في إطار مشروع توسيع الطريق تتوفر على مصطافين، بعضهم فضلوا السهر على طريقتهم الخاصة، وآخرون استلقوا على أفرشة وركنوا للراحة. وهو نفس المشهد الذي كان يميز ضفاف وادي دار الواد المحاذي للكهوف العجيبة. وفي مدينة زيامة منصورية، المحاذية لولاية بجاية، ازدادت ظاهرة الاصطياف في العراء استفحالا، حيث لا يكاد يخلو شارع أو فضاء عمومي من مصطافين مستلقين على الأرض، كما هو الشأن بميناء الصيد البحري للمدينة الذي اصطف بأجزاء منه عشرات الشباب القادمين من مختلف الولايات الداخلية، في حين لجأ البعض الآخر إلى رصيف محلات الشباب التي أنجزت مؤخرا، وآخرون اتخذوا من إحدى المساحات الواقعة بين حيي عزيرو و18 فيفري كفضاءات لنومهم. وبالتجمع السكني بوبلاطن المحاذي للشاطئ الأحمر وقفنا على محلات تحولت إلى مراقد للمصطافين. وبالموازاة مع النقص الفادح في مرافق الاستقبال بالكورنيش الجيجلي، والذي لا يتوفر سوى على هياكل تُعد على أصابع اليد الواحدة، اختارت مئات العائلات القادمة من مختلف الولايات وحتى من المهجر، قضاء عطلتها في الخيم، بعد العزوف الذي كانت تشهده هذه الأخيرة خلال السنوات الماضية بسبب الوضع الأمني. وقد وقفنا على ذلك بكل من مخيم الولجة وأفتيس التابعين لشركة ''ماجي كلوب'' المختصة في الخدمات السياحية، أين تقيم أزيد من مائتي عائلة داخل خيم من مختلف الأحجام، حيث عبرت العديد من العائلات عن ارتياحها لهذا النوع من الاصطياف، مثلما أشارت سيدة قدمت من البليدة اعتادت الاصطياف بجيجل منذ أزيد من 20 سنة، بأنها تجد متعة كبيرة، وهي تتخذ من خيمتها الصغيرة التي نصبت في أحد أطراف مخيم الولجة، وهذا هروبا، تضيف، من جدران الإسمنت التي تقبع فيها طيلة السنة رفقة أبنائها. من جهته، أوضح مسير الشركة المذكورة بأن هناك إقبالا كبيرا من قبل العائلات للإقامة داخل الخيم، وأن طاقة المخيمين لم تعد تتسع لتلبية كافة الطلبات في هذا المجال. ولم يخف، المتحدث، العراقيل التي تصادفه يوميا والتي كادت أن تؤدي إلى غلق المخيمين. 


المصدر :جيجل: م. منير

ليست هناك تعليقات: