الجمعة، سبتمبر 20

الاخبار العاجلة لاكتشاف الجزائرين ابناء حريم بايات الجزائر في سجلات الحالة المدنية بالمدن الجزائرية والاسباب مجهولة

Arrêt pour maintenance du téléphérique

Des milliers de passagers pénalisés

Taille du texte normaleAgrandir la taille du texte
le 19.09.13 | 10h00 Réagissez
zoom | © PHOTO: el watan

Il s’agit de la seconde opération programmée en l’espace de moins de six mois, ce qui laissé le champ libre à toutes les supputations.

Le téléphérique de Constantine a-t-il vraiment des problèmes techniques sérieux au point de déclencher deux arrêts pour maintenance en l’espace de moins de six mois ? C’est la question qui était sur toutes les lèvres, hier, suite à la mise à l’arrêt des télécabines. Une décision qui a surpris surtout les usagers de ce moyen de transport, notamment parmi les habitants des cités Ziadia, Sarkina, Sakiet Sidi Youcef, Emir Abdelkader, Soreco et Djebel Ouahch. C’est dire qu’ils sont des milliers qui vont être pénalisés pour un bon moment, sachant que le délai de cette intervention n’a pas été avancé. Cela leur rappelle aussi les déboires qu’ils ont vécus pendant près de trois mois, lors de la dernière opération menée au mois de mars dernier.
Comme ce fut le cas durant le printemps, des files de citoyens attendant vainement hier un hypothétique taxi se sont formées dès la matinée au rond-point de la cité Emir Abdelkader, en l’absence du moindre moyen de transport pour le centre-ville. Une aubaine que plusieurs chauffeurs de taxis et autres fraudeurs ont saisie pour faire «monter les enchères». Sur cet arrêt, les rumeurs ont fait le tour de la ville, faisant état d’une panne qui aurait touché la station motrice. Interrogé hier sur ce point, le directeur de l’ETC, Abdelhakim Kharchi, a nié formellement ce qui se dit sur une éventuelle panne. «Il s’agit d’une opération de maintenance que nous avons lancée sur la base d’une rapport établi par le directeur d’exploitation des télécabines qui préconise le lancement d’une série d’interventions nécessaires pour une meilleure marche de ce moyen de transport très sensible», affirme-t-il, réfutant au passage toutes les allégations sur un manque d’entretien des télécabines. Il s’agit surtout, selon le même responsable, de la sécurité des passagers avant tout.
Questionné sur les affirmations de certains spécialistes qui avancent que le téléphérique de Constantine ne peut être qu’un moyen touristique et non un moyen de transport, car il n’est pas adapté au climat de la ville, notamment durant l’été où des température de 62°C sont enregistrés dans les télécabines, notre interlocuteur dira qu’il s’agit d’un projet qui a fait l’objet d’études sérieuses avant d’être approuvé par le ministère des Transports, et que le problème de la température se pose dans tous les moyens de transport. En dépit de ces problèmes d’entretien qui demeurent toujours nécessaires et surtout prévisibles, il est à noter l’absence de solutions de rechange efficaces, surtout pour les habitants de la cité Emir Abdelkader. Ces derniers estiment que le nombre de minibus de l’ETC mis à leur disposition lors de la dernière interruption est toujours insuffisant.                                                     


S. Arslan et Yousra Salem
 
 
 الخبر” تتجوّل في ”توب كابي سراي” باسطنبول
الحرملك وحكايات عشق و”هُيام” بين ”حريم السلطان”


 
لا يمكن لسائح أن يزور عاصمة دولة العثمانيين دون أن يعرّج على قصورها ومساجدها، إلا أن قصر ”توب كابي سراي” أو كما يعرف بـ«الباب العالي” يبقى الوجهة المفضلة لملايين السياح، خاصة أنه اكتسب شهرة منقطعة النظير بعد بث المسلسل التركي ”حريم السلطان”، الذي يروى سيرة السلطان سليمان القانوني. بمنطقة السلطان ”أحمت” مثلما ينطقها الأتراك، أو السلطان أحمد في اسطنبول، عند القرن الذهبي يطل ”الباب العالي” على بحر مرمرة، وكل من يزور تركيا سيجد نفسه مجبرا على الوقوف أمام الباب العالي، لاستكشاف بقايا سلاطين العثمانيين.
  قبل زيارتنا إلى تركيا وبمجرد طرحنا الموضوع على هئية تحرير الجريدة، أصر مديرها على أن نزور قصر ”توب كابي” الذي احتضن بين جدرانه قصة المسلسل التركي الشهير ”حريم السلطان”، خاصة وأن الأخير أثار موجة من النقد لدى أهل الاختصاص والإعلاميين في تركيا، مع أنه استقطب ملايين المشاهدين في الوطن العربي.
«توب كابي” محمد الفاتح يرسو بخلافته في اسطنبول
في اليوم الأول من وصولنا إلى اسطنبول، أصرينا أن تكون أول محطات زيارتنا إلى قصر ”توب كابي”، لاكتشاف ”عرين” السلطان الذي ألهم وأبهر الملايين من المشاهدين عبر عدة بلدان. ورغم أن زيارتنا تزامنت مع يوم رمضاني حار، كان العطش فيها شغلنا الشاغل، إلا أن ذلك لم يثن من عزيمتنا في الولوج إلى قصر احتضن سحر الجمال الشرقي على مرّ عقود.
بمجرد وصولنا أحسسنا برهبة أمام الباب العالي، والذي شيدت بجانبه خطوط بزخرفة وتنميق لا مثيل لهما يعود تاريخهما إلى 1478م. القصر الذي شيّده السلطان العثماني محمد الفاتح بعد دخوله القسطنطينية، واتخذ من اسطنبول عاصمة لدولته في أواخر القرن الرابع عشر الميلادي، ليصبح منذ ذلك الحين مقراً للسلاطين العثمانيين الذين تعاقبوا على كرسي الخلافة بالإمبراطورية العثمانية وطيلة سنوات حملاتها للفتوحات الإسلامية.
ظننا في البداية أننا لن نجد إلا السياح العرب، الذين اتخذوا من تركيا وجهة سياحية مفضلة بعدما غزت الدراما التركية شاشات التلفزيون، إلا أنه وجدنا سياحا من كل بقاع الأرض، أتوا ليقفوا على أطلال العثمانيين.
ولجنا القصر من الباب الرئيسي ”الباب الهمايونى” أو كما يسمى بباب السلطنة، حيث كان بعض العسكر على مشارف البوابة العملاقة، الأمر الذي يعطي للزائر فكرة عن الأهمية التي توليها السلطات التركية لهذا القصر الذي يعد جزءا لا يتجزأ من ذاكرة الأتراك.
حدائق غنّاء وجنة اللّه في الأرض..
بعد اجتياز البوابة الرئيسية تراءت إلينا حدائق القصر الغنّاء، بأشكال وتصميمات مختلفة بشكل أوحى على ما يحتضنه ”توب كابي” من أسرار عبق التاريخ، وعلى جنبات الممر الرئيسي كان السياح يتساقطون الواحد تلو الآخر على العشب، بعدما أنهكهم التعب، فالقصر كما أكدت دليلتنا السياحية ”كارولينا” يتربع على مساحة كبيرة، ولا يمكن لأي شخص مهما بلغت طاقة تحمّله التجوال بكامل القصر في يوم واحد، حتى إنه في زمن السلاطين كانت هناك عربات خاصة تجرها الخيول للانتقال من جناح إلى آخر، وعندما تتجول داخله تحس أنه لن ينتهي، فهو مدينة بحد ذاتها.
وللقصر طرقات طويلة ومباني مترامية هنا وهناك، وكان أول مبنى دخلناه هو قصر العدل، هذا الجناح الذي اتخذه قاضي تلك الحقبة مقرا له، حيث كان يستقبل شكاوى الناس وتظلماتهم، وبين يديه يقف المتخاصمون ليعدل بينهم، وفي أعلى الحجرة كانت هناك نافذة وحيدة بشبابيك ذهبية. وحسب رسومات علقت في الحجرة، فإن السلطان سليمان كان في كثير من الأحيان يقف خلف النافذة ولا يظهر سوى ظله خلف الشباك، ليرى بأم عينيه مدى عدالة القاضي في الحكم بين المتخاصمين، كما هي الفرصة ليسمع ويرى المظالم والشكاوى التي ترفعها الرعية، بعيدا عن التقارير التي تصله من ديوانه الخاص.
بعد جولة قصيرة داخل مبنى العدل خرجنا لنواصل استكشاف القصر اللغز، غير أن ما كان يشغل بالنا في تلك الزيارة هو متى نصل إلى ”الحرملك”. أثار انتباهنا بعد الخروج من دار العدل مدخنات على شكل دائري ارتفعت من مبنى مقابل، ليتضح فيما بعد أن المبنى هو مطبخ القصر الذي كان عدد عماله فقط يقارب الألف، يعملون ويجتهدون لتقديم وجبات يومية لكل من يتواجد في القصر، خاصة السلطان وحاشيته بالإضافة إلى الضيوف الذين كانوا دائمي التردد على القصر.
في ساحة قصر ”توب كابي” ينتصب عمود رخامي على علو يقارب 3 أمتار، وضع أعلاه رمح ووضعت أدراج للوصول إليه، وأثناء أخذنا للصور أمامه، كان سائح يتبادل أطراف الحديث مع مرافقته اتضح من لهجته أنه لبناني، ودون أي مقدمات خاطبني قائلا: ”هي ساعة شمسية تبرز لك عبر الكرة الأرضية المنقوشة، وبظل الرمح يمكن معرفة أي بقعة من الأرض بالنهار بالليل”، ثم أضاف ضاحكا، هذا ما قرأت عنه، شكرته كثيرا على المعلومة، فكل سائح محترم يعرف على الأقل ما هو بصدد زيارته. والمثير أنه لما علم أنني من الجزائر سمى لي بعض المدن كوهران وقسنطينة التي نطقها بكلمات ”مكسرة”، وأكد لي أنه حاول في عديد المرات زيارة أرض المليون ونصف مليون شهيد، لكن تعقيدات الحصول على التأشيرة حالت دون ذلك.. تأسفت له بابتسامة داعيا له أن يتمكن من زيارتنا، وأنا في نفسي أقول: ”حتى الأجانب لم يسلموا من بيروقراطيتنا”.

أهلا وسهلا بك في ضيافة السلطان سليمان
دخلنا بابا آخر بعد استراحة قصيرة في إحدى حدائق القصر، فالحرارة كانت مرتفعة، وهناك الكثير ممن خانتهم قواهم وأنهكهم الصوم، إلا أن كل ذلك يهون في سبيل الوصول إلى حجرة ”هيام”.
أشارت علينا دليلتنا السياحية بالدخول إلى الحمام للاغتسال، علّ ذلك يخفف عنا، وكم كانت دهشتنا كبيرة لدى دخولنا إلى الحمام الذي وجدناه أحسن بكثير من الحمامات ودورات المياه المتواجدة بأفخم فنادقنا، والشعار الذي يرفعه المشرفون على القصر هو توفير كل الراحة للسياح، وهنا يكمن اللغز في نجاح التجربة السياحية التركية.
مباشرة بعد ذلك، وجهتنا مرافقتنا إلى قاعة كبيرة زيّنت مدخلها آيات قرآنية، وداخلها كان هناك سرير ضخم منمق بغطاء أحمر ياقوتي، فصل بينه وبين الرواق بحائط زجاجي، واكتشفنا أنها ”مضيفة” السلطان سليمان، حيث كان يستقبل الضيوف العاديين وعامة الناس للنظر في شؤونهم، وهو مستلق على سريره، الذي يتسع لـ15 شخصا على الأقل، ولدى سؤالنا عن ذلك قيل لنا: ”ببساطة لأنه السلطان سليمان”، لذا فالظاهر أن سلطاننا المبجل لم يكن يقتنع بأي شيء عادي، سواء في النساء أو اللباس وحتى المرقد.

رائحة الرسول وأثار الأنبياء.. أقداس المسلمين
خرجنا من قاعة سرير السلطان، لنتوجه بعد ذلك للمتحف الذي يحوي على بقايا أغراض الرسول محمد صلى اللّه عليه وسلم، وعلى بعد أمتار منه، كان صوت شجي يرتل القرآن الكريم ترتيلا، ظننا في بداية الأمر أنه صوت مسجل لأنه لم يكن يتوقف بتاتا، إلا أنه بعد دخولنا وجدنا إماما تركيا جالسا في صحن الدار، يتلو آيات بيّنات من الذكر الحكيم. وعلى من يرغب في الدخول إلى المتحف احترام قدسيته، خاصة من حيث الهندام، إذ يشترط على كل امرأة ترغب في الدخول وضع ”شال” (لحافة) لستر ما تيسر من جسدها، وكان الوضع أكثر تعقيدا لمجموعة من السائحات الأوروبيات اللاتي قدمن من أوكرانيا، حيث وجدن أنفسهن مجبرات على وضع عدة ”شالات” على الجسم الواحد.
مجرد الدخول إلى الصالة يجعلك تشعر برهبة، ربما لحاجيات الرسول عليه الصلاة والسلام التي لا تقدر بثمن. صحيح أنه سبق لنا وأن شاهدناها عبر التلفزيون أو الأنترنت، ولكن أن تقف أمامها فذلك شعور آخر، ومهما وقفت تتأمل آثار قدم رسول اللّه محمد، أو قدح الماء الذي شرب منه، فإنك لن تمل، وحتى غير المسلمين ممن كانوا يشاركونا في استكشاف المكان، أبانوا احتراما كبيرا لسيد الأنام.
 أخذنا نتفحص بقايا مقتنيات الرسول عليه الصلاة والسلام، والتي جلبت من شبه الجزيرة العربية كهدايا للسلاطين العثمانيين، وحفظت في خزائن زجاجية، تعرض للزوار، خاصة خلال شهر رمضان، ومن بينها نعل الرسول الكريم وعمامته وجبّته وأثر القدم اليسرى التي أحضرت من القدس من قبة الصخرة، بالإضافة إلى صورة عن الرسالة التي بعثها الرسول الكريم إلى هرقل عظيم الروم، ومكحلته التي كان يستعملها لتكحيل عينيه الشريفتين وعمامته، وكذا بردة ابنته فاطمة الزهراء رضي اللّه عنها، وبقايا من شعر لحيته، وختمه.  ولم تقتصر المقتنيات المعروضة على حاجيات الحبيب المصطفى فقط، بل إن بعض آثار الأنبياء وضعت هي الأخرى كعمامة سيدنا يوسف عليه السلام وعصا موسى وبقايا من ذراع نبي اللّه داوود وضعت داخل ذراع ذهبي، بالإضافة إلى مفتاح وباب الكعبة المشرفة.
أما في الغرفة الثانية فكانت عباءة سيدنا الحسين تتوسّط لوحا خشبيا كبيرا، في حين عرضت سيوف رسول اللّه وعلي بن أبي طالب وعمر رضي اللّه عنه وغيرهم من الصحابة الكرام، وكم كان بودّنا أن نأخذ صورا للذكرى، لكن إدارة المتحف تمنع ذلك.
ويولّد متحف أثار الرسول جدلا في الأوساط الإسلامية، خاصة وأن هناك أصواتا اتهمت تركيا باستغلالها للترويج لسياحتها، في حين يذهب آخرون للتشكيك في أن تكون تلك الآثار تخص الرسول عليه الصلاة والسلام، في وقت اتخذ آخرون من المكان فرصة للتبرك والدعاء، ورغم كل هذا، إلا أن ذلك لم يمنعنا من اقتناء ألبوم صور يضم آثار الرسول، على سبيل الذكرى.
ونحن نتجول في المكان استرقنا السمع من سيدة سورية كانت تشرح لابنتها قيمة وأهمية آثار الرسول، إلا أن ابنتها كانت تردد باستمرار ”ماما إمتى بنروح ع حريم السلطان؟”.

«الحرملك” وعشق حريم السلطان
خرجنا من متحف آثار الرسول الكريم ونحن نتساءل في حال بقيت هذه الآثار عند العرب، لحتما كانت الآن في المزاد العلني تنتقل من أمير إلى آخر. ورغم أن التعب قد نال مراده منا، إلا أننا أصرينا على دخول ”الحرملك”، أو ”قصر الحريم” ولو بالحبو، بعد أن دفع لنا مرافقونا ثمن التذكرة التي تقارب 20 أورو.
هنا بين جدران ”الحرملك” عاش السلطان سليمان، رفقة والدته وزوجاته ومحظياته وجواريه وخدمه وغيرهم، وهنا نسجت قصة ”حريم السلطان”.
عشرات الغرف والصالات مرتبطة ببعضها البعض، أفنية وشرفات تطل على ساحة ”الحرملك”، معظمها كانت مزيّنة بنقوش ورسوم مميزة في ديكور مطابق تماما لما شاهدناه في المسلسل، كالمدخنات وشبابيك الغرف.
دخول ”الحرملك” كان محرما على الجميع باستثناء السلطان وأفراد الأسرة الحاكمة، وحتى الخدم الذين كانوا يسهرون على راحة السلطان وحريمه، كانوا من النساء، باستثناء بعض الغلمان ممن تربوا داخل القصر وتم ”إخصاؤهم”، حتى يستطيعوا التجوّل بحرية أمام الحريم.
وحسب دليلتنا، فإن ”الحرملك” كان يضم 400 جارية موزعات على عدة أجنحة، وكان هناك جناح خاص يقع في الطابق الأول مخصص للجاريات المحظيات ممن اختارهن السلطان. وعملية الاختيار كانت تتم في الفناء الداخلي، حيث يمر السلطان خلف شباك يحيط بالفناء، ومن ورائه يختار ”جواريه”.
وكانت ساحة الفناء تطل على حدائق غنّاء، ولدى اقترابنا من ”الشرفة” لمحنا أسفلها مسبح حجري كان بعض العمال بصدد ترميمه، ولدى سؤالنا عنه، أخبرتنا ”مرافقتنا” أنه مسبح أنشأه السلطان لجواريه، وكان يستمتع برؤيتهن يسبحن فيه من أعلى الغرف المطلة عليه، ولكن السؤال الذي طرحناه، ”هل الجواري كن يسبحن بالمايوه الغربي أو بالمايوه الإسلامي؟”.
واصلنا استكشاف معالم الحرملك، بينما كان كل رجل يمنّي نفسه ويحسد السلطان سليمان، بينما تمنّت كل واحدة هناك أن يعود بها الزمن إلى عصر سليمان لتكون إحدى جواريه، حتى تنافس هيام.
ورغم مرور قرون وقرون، إلا أن غرف ”الحرملك” حافظت على ديكورها وتصميمها الذي يتطابق في كل أرجائه، وببعض الغرف عرضت تماثيل ومجسمات لشخصيات عاشت فيها. وبين أركانها نسجت قصة الحب بين سليمان وهيام، وعرف صراع الحريم أوجّه، حول من تنفرد بالسلطان وتؤثر فيه. غادرنا ”الحرملك” بعدما نال التعب منا، ونحن نحمل أنفسنا على صور لمظاهر الحياة التي عاشها السلطان العثماني.


خلّف جدلا واسعا وأخرج أردوغان عن صمته
”حريم السلطان”.. المسلسل الظاهرة في الدراما التركية

 «حريم السلطان” أو ”القرن العظيم” مسلسل تاريخي تركي يحكي جانبا من حياة عاشر سلاطين الدولة العثمانية وأعظمهم سمعة وقوة.
 المسلسل أخذ الجانب العاطفي للسلطان سليمان القانوني، ابن السلطان سليم الأول، وأثار المسلسل الشارع التركي بـ70 ألف شكوى ضده أرسلت للمجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون التركي.
استطاع ”حريم السلطان” أن يتحوّل إلى حديث المدن العربية، ليحقّق نسب مشاهدة غير مسبوقة. ويعدّ أحد أكثر المسلسلات تميّزاً في صناعة الدراما التركية، وليصبح أحد أكثر الأعمال تميّزاً بما يحمله من إثارة اجتماعية وتباينات تاريخية موثّقة، كان لها تأثير مباشر في حبكة درامية تشدّ المشاهد وتجعله يعيش أيام السلطان سليمان، بكل ما فيها من حكايات وراء الكواليس وفي خبايا القصور العثمانية في تلك الفترة. ويتناول المسلسل قصة الصراع الذي كان قائما داخل الحرملك بين حريم السلطان، وكيف استطاعت الجارية روكسلان ”هيام” أن تفرض نفسها وتنفرد بالسلطان سليمان، بل وتؤثر في قراراته، ما جعلها تدخل في صراع مع والدة السلطان وزوجته الأولى.
وظلّ المسلسل، عبر أجزائه الثلاثة، يستقطب نسب مشاهدة عالية، في وقت تعالت الأصوات في تركيا بضرورة وقف بثه، لأنه شوّه الصورة التاريخية للسلطان سليمان القانوني وصوّره على أنه ”زير” نساء.
النجاحات التي حققها عرض الجزء الأول من حريم السلطان، بما يزيد عن عشر لغات ولملايين المشاهدين حول العالم، حفّز إدارة الإنتاج لتطعيم ”كادر” المسلسل بنجوم من العيار الثقيل لأجزائه التالية، فالأرباح التي حققها المسلسل تشفع للمبالغ التي يتقاضها النجوم الذين يعرف عنهم بأنهم يستلمون أجورهم عن كل حلقة يمثلونها.
وبلغ أجر الممثل خالد أرجنش، الذي لعب دور البطولة السلطان سليمان، 25 ألف دولار، وأصبح يتقاضى في الموسم الثالث للمسلسل 2012/2013، حوالي 33 ألف دولار أمريكي (أكثر من 300 مليون سنتيم) للحلقة الواحدة، بينما وصل أجر مريم أوزرلي، وهي التي لعبت دور السلطانة هيام، 17 ألف دولار (أكثر من 170 مليون سنتيم) مقابل الحلقة الواحدة.

موقع تصوير المسلسل يثير جدلا
أثار موقع تصوير المسلسل جدلا واسعا، فهناك من يقول إن المسلسل صوّر في قصر ”توب كابي سراي”، وهناك من يؤكد أنه صوّر في قصر آخر، بسبب عدم سماح السلطات التركية باستغلال الحرملك.
ونفت وسائل إعلام تركية بأن يكون قصر ”دولمة باشا”، المطل على البوسفور، قد استخدم لتصوير أي مشاهد، وهذا لحرص منتجي العمل على الاقتراب من مواقع القصة الحقيقية.

انسحاب ”هيام” يرهن نجاح الجزء الرابع من ”حريم السلطان”
ذكرت بعض التقارير التركية أن السبب الحقيقي وراء انسحاب النجمة التركية مريم أوزرلي، الشهيرة بالسلطانة ”هيام”، من تصوير الجزء الرابع من مسلسل حريم السلطان يعود إلى غضبها من تجاهل مُنتج المسلسل لها، بعدما باع حلقات المسلسل لعدد من القنوات الفضائية العربية، حيث حصل بطل العمل خالد أرجنش ”السلطان سليمان” على نسبة من المبيعات تقدر بنصف مليون دولار، وهو ما أغضب ”هيام” بشكل كبير، وجعلها تتخذ قرار الرحيل إلى ألمانيا حيث وضعت المُنتج وشركته بموقف مُحرج. وشنّت الصحافة التركية هجوماً فور بدء عرض الإعلان الترويجي للجزء الرابع من المسلسل التركي ”القرن العظيم”، المعروف في العالم العربي بـ«حريم السلطان”، على صناع العمل، متوقعين أن تتقلص نسبة مشاهدته كثيراً، مثلما حدث في الحلقات الأخيرة من جزئه الثالث، حينما غابت عنها مريم أوزرلي، في دور السلطانة هيام، وجاءت بدلا منها فهيدة جوردوم، المشهورة بدور ”زهرة” في مسلسل ”أسميتها فريحة”.
وذكرت تقارير صحفية تركية أن العمل فقد بريقه تماماً بعد انسحاب ”هيام”، التي شكّل غيابها فراغاً كبيراً، وقد علق النقاد بأن فهيدة لا تتمتع بجاذبية هيام، ما جعل العديد من المعلنين ينسحبون من العمل.

أردوغان أمر بوقف عرض المسلسل لأنه شوّه صورة سليمان القانوني
وجّه رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، انتقادات مباشرة للمسلسل أثناء خطاب له في نوفمبر 2012، على اعتبار أن ”حريم السلطان” لا يقدّم الصورة التاريخية الحقيقية للسلطان سليمان القانوني، عاشر السلاطين العثمانيين وأقواهم حُكما، واصفا إياه بـ«السلطان الذي قضى 30 عاما من عمره على ظهر الخيول في إطار الحروب والفتوحات”، مضيفا: ”ليس لدينا أجداد مثلما يجري تصويرهم في المسلسل”. وأصدر البرلمان التركي، شهرا بعد ذلك، قرارا بتوقيف عرض الجزء الثالث من ”حريم السلطان” على القنوات التركية ”إلا بشكل مختصر”، بسبب عريضة طالبت بتوقيف المسلسل، ”بسبب تشويه صورة السلطان سليمان القانوني”.  كما تقدّم مواطن تركي يدعى عمر فاروق بيلديرجي، نهاية السنة الماضية، بطلب إلى البرلمان التركي لاستصدار قانون يحظر بث مسلسل ”حريم السلطان” في وسائل الإعلام التركية، وذلك ضد التعرض للسلاطين العثمانيين وحماية مكانتهم، حيث اعتبر العمل الفني إهانة للتاريخ التركي.

انطلاق بث الجزء الرابع أول أمس
شرعت القناة التركية ”ستار.تي.في”، أول أمس، في بث الجزء الرابع من مسلسل حريم السلطان، وأبانت الحلقة الأولى من العمل أن الجزء الرابع سيشهد صراعاً قوياً بين الأمراء والإخوة الثلاثة، وهم الأمير ”مصطفى” ولي العهد والأمير ”سليم” والأمير ”بايزيت” على عرش أبيهم السلطان سليمان. كما سيشهد القصر التحاق جارية جديدة بالحرملك كهدية قادمة من مدينة البندقية، سوف يكون لها دور بارز في أحداث المسلسل.

الجزء الثالث في قناة ”بلاي حكايات”
 تبث الفضائية المصرية ”بلاي حكايات” على القمر الصناعي ”نايل سات” حلقات الجزء الثالث من ”حريم السلطان”، وإلى غاية أمس بثت الحلقة 16، وكانت قنوات خليجية سبقت وأن أعلنت أنها ستشرع في بث الجزء الثلث من هذا المسلسل المثير للجدل، قبل أن تؤجل ذلك في سياق الموقف الذي اتخذته بمقاطعة الإنتاج التركي احتجاجا على موقف تركيا مما يحدث في مصر.


Arrêt pour maintenance du téléphérique

Des milliers de passagers pénalisés

Taille du texte normaleAgrandir la taille du texte
le 19.09.13 | 10h00 Réagissez
zoom | © PHOTO: el watan

Il s’agit de la seconde opération programmée en l’espace de moins de six mois, ce qui laissé le champ libre à toutes les supputations.

Le téléphérique de Constantine a-t-il vraiment des problèmes techniques sérieux au point de déclencher deux arrêts pour maintenance en l’espace de moins de six mois ? C’est la question qui était sur toutes les lèvres, hier, suite à la mise à l’arrêt des télécabines. Une décision qui a surpris surtout les usagers de ce moyen de transport, notamment parmi les habitants des cités Ziadia, Sarkina, Sakiet Sidi Youcef, Emir Abdelkader, Soreco et Djebel Ouahch. C’est dire qu’ils sont des milliers qui vont être pénalisés pour un bon moment, sachant que le délai de cette intervention n’a pas été avancé. Cela leur rappelle aussi les déboires qu’ils ont vécus pendant près de trois mois, lors de la dernière opération menée au mois de mars dernier.
Comme ce fut le cas durant le printemps, des files de citoyens attendant vainement hier un hypothétique taxi se sont formées dès la matinée au rond-point de la cité Emir Abdelkader, en l’absence du moindre moyen de transport pour le centre-ville. Une aubaine que plusieurs chauffeurs de taxis et autres fraudeurs ont saisie pour faire «monter les enchères». Sur cet arrêt, les rumeurs ont fait le tour de la ville, faisant état d’une panne qui aurait touché la station motrice. Interrogé hier sur ce point, le directeur de l’ETC, Abdelhakim Kharchi, a nié formellement ce qui se dit sur une éventuelle panne. «Il s’agit d’une opération de maintenance que nous avons lancée sur la base d’une rapport établi par le directeur d’exploitation des télécabines qui préconise le lancement d’une série d’interventions nécessaires pour une meilleure marche de ce moyen de transport très sensible», affirme-t-il, réfutant au passage toutes les allégations sur un manque d’entretien des télécabines. Il s’agit surtout, selon le même responsable, de la sécurité des passagers avant tout.
Questionné sur les affirmations de certains spécialistes qui avancent que le téléphérique de Constantine ne peut être qu’un moyen touristique et non un moyen de transport, car il n’est pas adapté au climat de la ville, notamment durant l’été où des température de 62°C sont enregistrés dans les télécabines, notre interlocuteur dira qu’il s’agit d’un projet qui a fait l’objet d’études sérieuses avant d’être approuvé par le ministère des Transports, et que le problème de la température se pose dans tous les moyens de transport. En dépit de ces problèmes d’entretien qui demeurent toujours nécessaires et surtout prévisibles, il est à noter l’absence de solutions de rechange efficaces, surtout pour les habitants de la cité Emir Abdelkader. Ces derniers estiment que le nombre de minibus de l’ETC mis à leur disposition lors de la dernière interruption est toujours insuffisant.                                                     


S. Arslan et Yousra Salem
 
 
قريبا.. ”كابتك ولايتك”


 
 وجد السيناتور السابق ورئيس المجلس الشعبي الولائي سابقا، عبد الكريم عباوي، نفسه في ورطة حقيقية بعد أن ركن سيارته داخل الموقف الخاص برئيس جامعة الباز، شكيب أرسلان، هذا الأخير الذي هدد أحد الموظفين بخصم ثلاثة أيام من راتبه بسبب ذلك. السيناتور لم يتمالك نفسه ودخل في مناوشات كبيرة معه، قائلا ”الحمد للّه أن هناك تعديلا حكوميا، وقريبا سوف تحمل أمتعتك وترحل”.

قصر الداي

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى: تصفح، ‏ ابحث
Pix.gif قصر داي الجزائر*
Flag of UNESCO.svg
موقع اليونيسكو للتراث العالمي

468DZA118816.jpg
بلد الجزائر العاصمة، الجزائر
نوع عثماني
معيار اليونيسكو
مرجع [1]
منطقة** القصبة
تاريخ الإدراج
الإدراج 1600  (الجلسة مجهولة)
* الاسم كما ورد على قائمة التراث العالمي.
** المنطقة حسب تقسيمات اليونيسكو.
  • الاسم : قصر داي الجزائر
  • المكان : الجزائر العاصمة، الجزائر
  • تاريخ/حقبة الإنشاء : القرن السادس عشر
  • مستلزمات الإنشاء : حجر، آجر، خشب، ملاط جيري
  • الديكور المعماري : رخام، خزف، خشب محفور، صباغة
  • الحجم : المساحة 4500 متر مربع

الترميم

1979-1986: مشروع ترميم وإعادة تأهيل للقصر من طرف مكتب دراسات بولندي. 2006: تفعيل الدراسة وبداية أشغال الترميم

بناءه

يعد هذا القصر الذي كان إقامة لآخر دايات الجزائر من أجمل المجموعات المعمارية لمدينة الجزائر خلال الفترة العثمانية. كما يعتبر أهم مبنى سكني داخل القصبة التي تضم بالإضافة إلى ذلك، مسجدين وقصرا ثانيا ومخزنا لملح البارود. يقع القصر في الزاوية الشمالية الشرقية للقصبة، وعرف عدة تحولات مع توالي القرون. فبعد بنائه خلال النصف الثاني للقرن 16، احتفظ خلال القرنين 17 و 18 بوظيفة عسكرية كما كان مقرا لمجلس الديوان. وكانت حامية من جيش الانكشارية تحرس القصر. مع بداية القرن 19 قام الداي علي خوجة ببناء قصر له لحمايته من ثورة الشعب.
يمكن الدخول إلى القصر عبر مدخلين رئيسيين. واحد يؤدي إلى الساحة عبر باب مغطى بقبو، أما الثاني فيربط الطريق بباب متعرج المدخل وهو ما يحفظ الحياة الخاصة لساكني القصر، هذه التقنية التي كانت شائعة في العهود القديمة، تستعمل في العمارة السكنية والعسكرية على حد سواء. يؤدي المدخل المكوع إلى قاعة وسطى مزينة بنافورة من الرخام وبقبة نصف دائرية زينت جدرانها بالزليج والصباغات.
تحيط بالساحة المستطيلة التي تشكل نواة القصر أربعة أجنحة مبنية على ثلاثة طوابق. ويضم القصر شقق الداي وجناحا خشبيا صغيرا ذا زخرفة غنية يعرف" بجناح حادثة المروحة "، إضافة إلى مطابخ وحمام وقاعة للموسيقى زين جدارها الداخلي بقوس وأعمدة صغيرة. أما جناح "الحريم" وهو مكان مستقل ومخصص للنساء فيوجد في الشمال الغربي للقصر وينتظم حول صحن صغير فوق الديوان والمخزن.
تتكون المربعات الخزفية التي تزين جدران القصر أساسا من تشكيلات نباتية وزهرية تستقي أصولها من الفن الإيطالي وقد جلبت خاصة من تونس إلى ظلت تربطها علاقات تجارية بحرية وطيدة ومستمرة. في حين جلب الباقي من إيطاليا وهولندا وإسبانيا.

اصول فنه

يمكن البحث عن مصادر التأثير في الخزف التونسي وفي الفنون الأندلسية والتركية والفارسية أو الأوروبية. وبالفعل فالتقنية من إبداع الصناع الأندلسيين الذين استقروا بحي القلالين. وقد اختلطت التأثيرات الفارسية والأناضولية والسورية بالعناصر الأندلسية بعد وصول 80000 من المسلمين الذين طردوا من الاندلس سنة 1610 من طرف فليب الثاني إلى تونس. ولا نتوفر من الفترة التركية على معطيات مؤكدة باستثناء الاحتمال بان تلمسان كانت تنتج المربعات الخزفية الصغيرة المختومة السوداء والخضراء والصفراء وبعض الألواح الخزفية بمشبكات هندسية التي نجدها في بعض المنازل الجزائرية. يشهد القصر على حقبة مهمة من تاريخ الجزائر المعاصر، وبالفعل فقد وقعت تحت أعمدته سنة 1827 "حادثة المروحة" التي وجهها الداي حسين للمبعوث الفرنسي وأخذها الفرنسيون كذريعة لتوجيه حملة عسكرية ضد الجزائر. وخلال الفترة الاستعمارية بدل الجنرال دوبورمون بنية القصر لتحويله إلى مقر لإقامته. وقد تم تقسيم القصبة إلى جزأين بعد أن اخترقها طريق كما عزلت عن باقي المباني المجاورة.[1][2]




قصر داي الجزائر

  • الاسم : قصر داي الجزائر
  • المكان : الجزائر العاصمة، الجزائر
  • تاريخ/حقبة الإنشاء : القرن السادس عشر
  • مستلزمات الإنشاء : حجر، آجر، خشب، ملاط جيري
  • الديكور المعماري : رخام، خزف، خشب محفور، صباغة
  • الحجم : المساحة 4500 متر مربع
  • ترميم :
    1979-1986: مشروع ترميم وإعادة تأهيل للقصر من طرف مكتب دراسات بولندي. 2006: تفعيل الدراسة وبداية أشغال الترميم
يعد هذا القصر الذي كان إقامة لآخر دايات الجزائر من أجمل المجموعات المعمارية لمدينة الجزائر خلال الفترة العثمانية. كما يعتبر أهم مبنى سكني داخل القصبة التي تضم بالإضافة إلى ذلك، مسجدين وقصرا ثانيا ومخزنا لملح البارود. يقع القصر في الزاوية الشمالية الشرقية للقصبة، وعرف عدة تحولات مع توالي القرون. فبعد بنائه خلال النصف الثاني للقرن 16، احتفظ خلال القرنين 17 و 18 بوظيفة عسكرية كما كان مقرا لمجلس الديوان. وكانت حامية من جيش الانكشارية تحرس القصر. مع بداية القرن 19 قام الداي علي خوجة ببناء قصر له لحمايته من ثورة الشعب.
يمكن الدخول إلى القصر عبر مدخلين رئيسيين. واحد يؤدي إلى الساحة عبر باب مغطى بقبو، أما الثاني فيربط الطريق بباب متعرج المدخل وهو ما يحفظ الحياة الخاصة لساكني القصر، هذه التقنية التي كانت شائعة في العهود القديمة، تستعمل في العمارة السكنية والعسكرية على حد سواء. يؤدي المدخل المكوع إلى قاعة وسطى مزينة بنافورة من الرخام وبقبة نصف دائرية زينت جدرانها بالزليج والصباغات.
تحيط بالساحة المستطيلة التي تشكل نواة القصر أربعة أجنحة مبنية على ثلاثة طوابق. ويضم القصر شقق الداي وجناحا خشبيا صغيرا ذا زخرفة غنية يعرف" بجناح حادثة المروحة "، إضافة إلى مطابخ وحمام وقاعة للموسيقى زين جدارها الداخلي بقوس وأعمدة صغيرة. أما جناح "الحريم" وهو مكان مستقل ومخصص للنساء فيوجد في الشمال الغربي للقصر وينتظم حول صحن صغير فوق الديوان والمخزن.
تتكون المربعات الخزفية التي تزين جدران القصر أساسا من تشكيلات نباتية وزهرية تستقي أصولها من الفن الايطالي وقد جلبت خاصة من تونس إلى ظلت تربطها علاقات تجارية بحرية وطيدة ومستمرة. في حين جلب الباقي من ايطاليا وهولندا واسبانيا.
يمكن البحث عن مصادر التأثير في الخزف التونسي وفي الفنون الأندلسية والتركية والفارسية أو الأوروبية. وبالفعل فالتقنية من إبداع الصناع الأندلسيين الذين استقروا بحي القلالين. وقد اختلطت التأثيرات الفارسية والأناضولية والسورية بالعناصر الأندلسية بعد وصول 80000 من المسلمين الذين طردوا من الأندلس سنة 1610 من طرف فليب الثاني إلى تونس. ولا نتوفر من الفترة التركية على معطيات مؤكدة باستثناء الاحتمال بان تلمسان كانت تنتج المربعات الخزفية الصغيرة المختومة السوداء والخضراء والصفراء وبعض الألواح الخزفية بمشبكات هندسية التي نجدها في بعض المنازل الجزائرية. يشهد القصر على حقبة مهمة من تاريخ الجزائر المعاصر، وبالفعل فقد وقعت تحت أعمدته سنة 1827 "حادثة المروحة" التي وجهها الداي حسين للمبعوث الفرنسي وأخذها الفرنسيون كذريعة لتوجيه حملة عسكرية ضد الجزائر. وخلال الفترة الاستعمارية بدل الجنرال دوبورمون بنية القصر لتحويله إلى مقر لإقامته . وقد تم تقسيم القصبة إلى جزأين بعد أن اخترقها طريق كما عزلت عن باقي المباني المجاورة.
قائمة المراجع
Broussaud, (général), Les carreaux de faïence peints dans l’Afrique du Nord, Paris : Librairie Plon, « Collection du centenaire de l’Algérie », 1930
Marçais, G., L’architecture  musulmane d’occident, Tunisie, Algérie, Espagne et Sicile, Paris : Arts et Métiers Graphiques, 1957
« Le palais du Dey d’Alger, splendeur et décadence  » in Algeriantourism [en ligne]
Disponible sur (consulté le 08/04/08)



قصر حريم السلطان PDF طباعة إرسال إلى صديق
الاثنين, 04 فبراير 2013 17:49
الدخول إلى توب كابي ودهاليزه وغرفه التي لا تعد، هو دخول إلى التاريخ بأثر رجعي إلى حد ما. من هنا مرّت مئات السنين بأسرارها وأفراحها وأحزانها وانتصاراتها وإخفاقاتها. وثمة على الحيطان علامات الزمن الذي انقضى، كما حبات الرمل المتسربة ما بين أصابع البدو، وهناك ذكريات وأخطاء ترتسم على البنايات القادمة من الماضي. كان جزء من التاريخ البشري ينسج في هذه الربوع الغامضة التي صنعت مجد الإمبراطورية العثمانية قبل أن يسكنها الوهن وتغدو مثل المريض، كما شاء الوقت أن يسميها بعد عصر من الأنوار.
لا يمكن دخول توب كابي بلا أسئلة عالقة في البال منذ الدايات والبايات والبشغوات والغرامات والفعل “ترّكه” الذي بقي الأجداد يرددونه، دون أن يعرفوا معناه وأصله أحيانا. و«تركو” بتسكين الراء، يعني في المتداول جرّده من ممتلكاته، نسبة لبعض ممارسات الأتراك العثمانيين في حق السكان الذين احتموا بهم قبل مئات السنين.
ليس هذا موضوعنا. لقد تذكرت ذلك بمجرّد ولوج الغرف الأولى، حيث مظاهر البذخ الفاحش الذي حياه السلاطين تباعا. كانت الأواني والهدايا والمقتنيات والألبسة عبارة عن عوالم من الحكايات السحرية التي حيكت حول الجنيات والقصور الخرافية التي لم تكن كذلك. قصر حريم السلطان ليس إلاّ صورة عما اعتقدناه خيالا جامحا من عبقرية الجدات، وتلك خلاصة قبلية.
كل شيء يتنفس ذهبا ولؤلؤا
على يمين المدخل الرئيس، أي بعد دارا لسعادة، تتوزع القاعات الأربع المخصصة لبعض الأغراض: ألبسة السلطان وخدمه الصغار الذين كانوا يصطحبونه في الأسفار: أحزمة من الحرير المرصع بالذهب والياقوت وألبسة أوربية فاخرة تعود إلى القرن الثامن عشر يكون السلطان محمد الثاني قد جلبها عندما بدأت السلطنة تفقد بعض معالمها بالتراجع عن أصولها وعن ذاتها. كان الانفتاح على اللباس الغربي ونواميسه أمارة من أمارات التنازل عن تركة التاريخ.
قرب القاعة المذكورة تتكئ الخزينة على قائمة من العلامات التي لا تقل غموضا: التخت الذهبي الذي يزن قرابة 280 كغ، وسيف السلطان سليمان وما أطلق عليه اسم الغنائم المختلفة، وهي عبارة عن ساعات وخواتم وأباريق وتحف تم الحصول عليها عن طريق الهبات أو عن طريق الحروب والفتوحات. يعود تاريخ التخت الذهبي إلى أواسط القرن الثامن عشر، وهو مرصع بالزبرجد. هناك كان يجلس السلطان محمد السادس... أي على ملايير الليرات التي كانت رهن السلطنة الإسلامية الكبرى التي شارفت الهند والسند، ولا شيء إطلاقا عن القرصنة، لا توجد أية إشارة إلى تاريخ البحرية العثمانية ودورها في تبييض الغنائم، كأن المشرفين على توب كابي يضمرون ذلك خوفا على صورة تركيا الأتاتوركية الجديدة، أو كأنهم يخشون الاصطدام بجزء من ماضي الأجداد. جزء لا يحبونه كثيرا.
وليس بعيدا عن التخت الذهبي المدهش يركن تخت الأبانوس الذي بلون النمر، الدال على الجاه والقوة، وقد استقدمه في القرن السادس عشر السلطان مراد الرابع عند ذهابه إلى بغداد، ثم تخت الشيخ ندور المزيّن بـ 25000 لؤلؤة، إضافة إلى الزبرجد والذهب والياقوت، ويعتقد أنه كان هدية من نادر، شاه إيران، إلى السلطان محمد الأول.
في الغرفة المجاورة ميداليات وهدايا من الخزف الصيني، وهي، بحسب الدليل السمعي، هبات من جهات مختلفة: ميداليات بريطانية من الملكة فيكتوريا إلى السلطان عبد العزيز، وسام الشرف الفرنسي الذي قلد به السلطان عبد الحميد الثاني، أوسمة من الفاتيكان وأستراليا وبلغاريا واسبانيا وإيران. ثم هدايا عبارة عن صناديق وأقلام ومرايا ومجموعة من الأواني الذهبية وأباريق مرصعة بالياقوت وهبات هندية من الذهب والياقوت والزمرد، وقلنسوة من القرن السادس عشر لحماية الرقبة، ومجموعة من الكؤوس والفناجين والتحف الزجاجية المجبولة من الكريستال المذهب الذي يتخلله الزمرد والياقوت.
وتحت رقم 333 نجد شمعدانات تزن 100 كغ ذهبا، وقد زينت في القرن التاسع عشر، كما يعتقد أنها أرسلت إلى قبر الرسول (صلعم) في عهد السلطان عبد المجيد، ثم استعيدت في الحرب العالمية الثانية لأسباب غير مذكورة. كما يمكن أن نتساءل عن سرّ إرسالها إلى هناك تحديدا، وتحت رعاية من؟ وبأية ضمانة؟ ولماذا؟
علامات... علامات
من التحف التي تستحق عناية خاصة ما عرض في الفناء الرابع، وهي تعود بنا إلى شيء من العوالم البعيدة: سيف عثمان بن عفان. كيف سافر إلى هناك عبر العصور والمسافات؟ سيف ذهبي كتبت عليه سورة الفاتحة، به زمرد وياقوت، وقد اكتشفته الإمبراطورية العثمانية في النصف الثاني من القرن السادس عشر، دون أية تفاصيل أخرى تشير إلى مكان الاكتشاف وزمانه وطبيعته، ما يفتح أبواب الشك والتأويلات التي قد تقترب من الحقيقة، كما يمكن أن تجانبها في غياب المرجع والأدلة القطعية.
أما سيف السلطان سليم الأول فهو عبارة عن قطعة ذهبية تحصل عليها بعد فتح بلاد فارس، وقربه خنجر توب كابي: قطعة أثرية شهيرة عالميا، على مقبضه أحجار زمرد كبيرة واستثنائية كما يرى العارفون. وقد صنع بإيعاز من السلطان محمود الأول هدية للشيخ نادر (1740)، لكنه توفي قبل استلامه. طوله لا يتعدى ثلاثين سم. لكنه أتقن إتقانا وزيّن بتؤدة وعبقرية، ما جعله من أثمن التحف وأشهرها، خاصة بعد استعماله في أحد الأفلام العالمية.
كما يمكن مشاهدة ملعقة الألماس المعروفة التي يعتقد أنّه تمّ العثور عليها في جهة ما (سنة 1679)، وهي تزن 86 قيراطا، إضافة إلى عدد آخر من الملاعق الصغيرة المصنوعة من الألماس (46 ملعقة)، وليس بعيدا عن هذه التحف المتلألئة عرضت زينة تاج السلطان سليم الثالث (1789-1807): زمردتان كبيرتان تتوسطهما ياقوتة فريدة حمراء، التاج إياه من الذهب المرصع بالألماس والأحجار الكريمة، وهناك كؤوس ذهبية يتخللها الألماس، وكانت تستعمل في مناسبات الزواج داخل الحرم الذي لا يختلف عن فكرة مثالية يتعذر تحيينها.
السرير الذهبي الموجود يسار المدخل هو هالة أخرى من الهالات المحيرة، صنع في القرن الثامن عشر خصيصا لأبناء ولي العهد، وهو من بعض الخشب المرصع بالذهب والزمرد والياقوت، وقد قدرنا طوله بمتر واحد وعرضه بـ 40 سم وارتفاعه بـ 60 سم. كان ولي العهد ينام هناك في ممالك الخيال البعيدة التي نقلتها كتب الطفولة.
القاعة العجيبة
يجب الاعتراف بعبقرية الأتراك وقوة إدراكهم لمفهوم العلامات وقيمتها في بناء الشخصية وصناعة السياحة. ذلك ما يمكن استنتاجه من خلال زيارة خزينة الأسلحة ودار حفظ الأمانات المقدّسة. كيف تسنى للسلاطين جمع تلك الذاكرة هناك؟ لا يمكن الخروج من هذه الجهة دون طرح مئات الأسئلة. لكن اليقين الوحيد الذي لا مناص من الإقرار به هو أن الأمة التركية لها ما تفتخر به أمام الشعوب والحضارات لأن لها ما يكفي من الإرث لتأكيد وجودها.
بأي علامة نبتدئ؟ سيف النبي داوود عليه السلام الذي يعود إلى القرن العاشر قبل الميلاد، ثم عصى موسى القادمة من القرن الثالث عشر قبل الميلاد. تلك العصا التي فلقت البحر الأحمر وصنعت المعجزات ليست سوى عود متواضع بطول متر ونصف تقريبا، يتخلله فرع قصير في الجهة العليا، وهي ليست كالعصي الحالية، تلك التي يتفنن الرعاة والحرفيون في صناعتها بوقار، بقدر ما تشبه أي عود من الخيزران لا شأن له، أي من تلك الأعواد الملقاة هنا وهناك، تلك التي لا تلفت الانتباه لبساطتها وعدم تميزها. لكنها مثيرة بسبب شحنتها الدلالية التي أضفاها عليها القرآن الكريم ومختلف الحكايات التي أسطرتها. إنها من تلك الآيات التي أحببت أن ألتقط لها صورة، لولا الممنوعات الكبرى.
التصوير ممنوع في جهات كثيرة من القصر العظيم. وها رأس النبي سيدنا يحيى الذي جيء به من مكان ما في عهد السلطان محمد الفاتح، وهناك جمجمته، ثم هيكل ذراعه في قالب نحاسي، وقربه عمامة النبي يوسف عليه السلام التي ترجع إلى القرنين الرابع عشر والخامس عشر قبل الميلاد. كيف قاومت هذه العمامة كل هذه القرون لتستقر في قصر الحريم كإحدى المعجزات؟ يجب على العقل أن يقاوم ضغط الصورة وتأثيراتها، وعليه أن يتساءل. وكيف قاومت كل هذه الآثار دون أن يغلبها الوقت؟
وثمة قرب هذه الغرابة أثر قدم الرسول عليه الصلاة والسلام، وقد بدا لنا الأثر المقولب طويلا وعريضا لرجل ذي بنية قوية، مع أن الأثر ذاته وجد في المسجد النووي بدمشق، باتجاه المسجد الأموي يسارا، في سوق الحامدية الشهير. هل هناك علاقة بين الأثرين؟ لا شيء يدل على المجاورة في المدونات الموجودة في قصر توب كابي.
لن تنتهي العناصر السحرية هنا، وهي غريبة ومثيرة للدهشة بسبب ما يحيط بها من قداسة دينية وتاريخية: من هذه التحف النادرة المحفظة الأصلية للحجر الأسود، وهي من الذهب والفضة، وقد أتى بها السلطان عبد العزيز (1861-1876) إلى مدينة إسطنبول، إضافة إلى مصراع باب التوبة العائد إلى العصر العباسي، وقد استقدمه مراد الرابع بتاريخ 1629. ثم ميزاب الكعبة الذي كان يقسم مياه الأمطار، وقد أحضر في عهد مراد الرابع أيضا. وهناك مفاتيح الكعبة: وهي أربعة مفاتيح تعود إلى العصرين العباسي والمملوكي على ما ذكر في السجلات.
ومن التحف التي تشد البصر وتربك هدأته سيف الصحابي الجليل الزبير بن العوام، وقد جيء به في القرن السابع عشر كما تدل على ذلك الملاحظة التي كتبت في الأسفل. وهناك في مكان العرض المحاذي لهذه القاعة المثيرة علامات عن الرسول ( صلعم)، وهي علامات ممتلئة دلاليا: البردة النبوية في صندوق طوله 120 سم، ويقال إن السترة جاء بها السلطان سليم الأول في سنة 1517 م. وأمام البردة محفظة السنجق الشريف (علم الرسول “علم عقاب”) ومحفظة لحية النبي التي أحضرت في أواخر القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر، بالإضافة إلى محفظة سنّ الرسول التي جاء بها السلطان محمد الرابع (1648-1687)، ثم محفظة نعل الرسول الكريم التي جلبت في القرن الثامن عشر للسلطانة الأم برتونيال. وقربها الحلية النبوية الشريفة وختم الرسول (صلعم)، وبعض من شعره أيضا، لنقل شعيرات قصيرة جدا تم وضعها في صندوق زجاجي. ليس هذا فحسب، قصر الحريم يقدم المفاجآت تباعا... هناك حريم السلطان سليمان كما في المسلسل الشهير، وهناك الذاكرة البشرية، وهناك الطبقية والتمييز، وما لم تقله الأفلام والكتب، إنما نحس به ونحدسه، وذاك ما سنتناوله في الحلقة القادمة ببعض الصور من داخل القاعات المليئة بالجمال والألغاز.
- يتبع
إسطنبول، في 23 جانفي 2013
السعيد بوطاجين

العثمانيين فى الجزائر
faroukfaouzi
14:46 - 2010/05/29معلومات عن العضو 
المبحث الأول: مدينة الجزائر خلال الحكم العثماني.
كانت مدينة الجزائر أيام الاحتلال الروماني تعرف باسم "ايكسيوم" ثم خرجت أثناء هجمات الوندال وثورات البربر وأصبحت مقرا لقبيلة بربرية تدعى "بني مزغنة" وفي القرن العاشر ميلادي، الرابع هجري أسس بلكين بن زيري بن مناد الصنهاجي مدينة لقبها "بجزائر بني مزغنة".
وأخذ نمو الجزائر يتزايد إلى أن هاجمت القبائل العربية سهول متيجة فاستولت قبيلة الثعالبة على جزائر بني مزغنة وسكنتها، ولما وضعت الدولة الزيانية تكالب الإسبان على سواحل إفريقيا واحتلوا الجزائر وأسسوا حصنا على إحدى صخورها "البينون" .
ونتيجة للضغوطات الإنسانية على سكان الجزائر استنجدوها بالأخوين عروج وخير الدين بربروس للتخلص من الخطر الاسباني المحدق بهم، لأنهم على علم بعدم قدرتهم على مواجهة الجيوش المسيحية، وذلك بسبب ضعفهم وصراعاتهم الداخلية . وعندما نجح عروج في القضاء على شيخ المدينة سالم التومي ونصب نفسه حاكما عليها، حرض الإسبان أنصاره للتخلص من عروج وأتباعه، وشنوا بدورهم حملة عليهم 1516م باءت بالفشل. وحملة أخرى في 1518 نجحت في القضاء عليه، كما وجهوا حملة جديدة على مدينة الجزائر سنة 1519 للقضاء على خير الدين ورفاقه باءت هي الأخرى بالفشل. قام أهل الجزائر في أثرها بتحريض من خير الدين بطلب الحماية من السلطان العثماني في مقابل الانطواء تحت لواء الدولة العثمانية وهو ما لقي القبول عنده، وقام بمساعدة الجزائر بألفي من الجند الانكشاري وبمثلها من المتطوعين وتعيين خير الدين بايلربايا على الجزائر وذلك أواخر 1519م .
قد اتخذ خير الدين مدينة الجزائر عاصمة له، وفي عهده وعهد خلفائه اتخذت مركزا منبعا، تحطمت أمامه كل الهجومات الاسبانية وغيرها، حتى أطلق عليها المدينة التي تقهر، أو المدينة المحروسة، ودار الجهاد، ودار السلطان ولم تنجح سوى الحملة الفرنسية في سنة 1830م في احتلالها .
أولا: موقع مدينة الجزائر.
تقع مدينة الجزائر بين خطي عرض 36.46 شمالا وخط طول 3.3 شرقا، وبالتالي تقع في إقليم وسط البلاد، جناحها الغربي الإقليم الوهراني، وجناحها الشرقي الإقليم القسنطيني .وهي مدينة بحرية مبنية على شاطئ البحر على قاعدة واسعة نسبيا في شكل نصف دائرة على هضبة سريعة الانحدار .
ويمتد إقليم مدينة الجزائر من دلس شرقا، إلا تنس غربا، ومن ساحل البحر شمالا، إلى سفوح الأطلس البلدي جنوبا، وتضم إقليمي الساحل ومتيجة مع بعض الامتدادات في بلاد القبائل والتيطري . وقد تحولت من مرسى صغير، يلجأ إليه الصيادون ويؤوى إليه المسافرون كمحطة ثانوية عند هبوب العواصف إلى مرسى كبير يستقبل مختلف السفن والبضائع، ويقصده التجار من الداخل والخارج.
كما تحولت من قرية مجهولة وعرة المسالك معلقة على صدر الجبل، إلى عاصمة البلاد، كثيرة العمران وافرة السكان .
وقد كان للمدينة خمسة أبواب هي:





ثانيا: أبواب مدينة الجزائر:
أ- باب عزون:
نسبة إلى أحد الثوار من الأهالي اسمه عزون، ثار ضد الحاكم التركي، وحاصر المدينة لكنه قتل من طرف الأتراك. وباب عزون من أهم أبواب المدينة، ومنه كان يدخل القادمون من الجنوب والشرق ومن السهل المتيجي. وكان له جسر يرفع أثناء الخطر .
ب- باب الجديد:
يقع في الجهة الجنوبية الغربية يدخل منه القادمون من البليدة والغرب .
ج- باب الوادي:
نسبة إلى الواد الذي يمر بجانب المدينة، يفتح هذا الباب على الشمال أو الطريق التي تمر بجبل بوزريعة، وهو أقل الأبواب أهمية، ينتهي بجسر يرفع وقت الخطر .
د- باب الجزيرة:
وسمي بباب الجهاد، لأنه الباب الذي كان مخصصا لدخول وخروج القراصنة. وهو أشد الأبواب متانة ومناعة، تقع بجانبه عدة ثكنات للانكشارية البحرية .
و- باب الديوانة:
ويسمى أيضا باب البحر، أو باب السردين كان مخصصا للتجارة البحرية، ولقد علقت بهذا الباب خمسة أجراس، قيل بأنه جيء بها من مدينة وهران سنة 1708م وعلقت على باب الديوانة تخليدا لذكرى الإنتصار على الإسبان واسترجاع مدينة وهران .
كل هذه الأبواب كانت كبيرة الحجم متقنة الصنع، مرصعة بالحديد، تغلق قبل غروب الشمس بقليل وتفتح بعد طلوع الشمس بقليل، يكثر بها الحراس، وتشتد بها الحراسة حتى لا ينسل منها إلى المدينة مشبوه فيه وتحاديها القلاع والثكنات، وكان داخل هذه الأبواب أبواب أخرى ثانوية مثل البابين الداخليين بالقصبة العليا والباب الداخلية فيما وراء باب الجزيرة أو الدزيرة .(انظر الملحق رقم:01).
ثالثا: مراحل الحكم العثماني.
وكما ذكرنا سابقا أن مدينة الجزائر قد دخلت تحت الراية العثمانية هذا ما اكسبها نوعا من الحماية، وأبعدها عنها الكثير من الأطماع خاصة الاسبانية، واستمر الحكم العثماني للجزائر من عام 1509م الى غاية الاحتلال الفرنسي عام 1830م. حيث اجمع المؤرخون على تقسيم هذه الفترة الطويلة من الحكم إلى أربعة عهود وهي كالتالي:
أ- عهد البايلربايات (1519م-1587م)
وبدأ حكام مدينة الجزائر يطلق عليهم هذا اللقب ابتداء من 1519م، وهو التاريخ الذي دخلت فيه مدينة الجزائر تحت راية الحكم العثماني بصفة رسمية، وكان أول من حمل هذا اللقب هو "خير الدين" استنادا إلى الفرمان الذي أصدره السلطان العثماني "سليم الأول"، أن يكون التعيين رسميا من طرف السلطان .
كما لمعت في هذه الفترة عدة شخصيات نذكر منها: "صالح رايس" الذي قام باسترجاع وتحرير بجاية، ووضعوا حدا لأطماع الإسبان، وطردوا منها بصفة نهائية سنة 1555م .
ولقد تولى هذا المنصب (منصب بايلرباي) ثمانية عشر شخصا من الأتراك أولهم كما ذكرنا سابقا خير الدين (1519م-1534م) وآخرهم حسن فنزيانو (1583م-1587م) ، وتميزت هذه المرحلة من الحكم أن معظم من شغل هذا المنصب هم من طائفة رياس البحر الذين كان ابلغهم من رفاق خير الدين .
ب- عهد الباشاوات (1587م-1659م)
في سنة 1587 تم إلغاء نظام البايلربايات، واستبدله بنظام الباشاوات وهذا التغيير عين من قبل السلطان العثماني "مراد الثاني"، حيث اصدر فارمان إلغاء نظام البايلربايات واستبداله بهذا النظام، فاخذ الباب العالي بإرسال الباشاوات لحكم مدينة الجزائر ابتداء من 1587م ، وكان هؤلاء الحكام يديرون شؤون الدولة بمعاونة اللجنة الاستشارية مؤلفة من: وكيل الخرج، الخزناجي، خوج الخيل والأغا، وفي هذه المرحلة كان الباشاوات يعينون لثلاث سنوات .
وأول باشا عين طبقا لهذا التنظيم الجديد هو "دالي احمد باشا" (1587-1589م) وتداول على هذا المنصب أربعة وثلاثون حاكم منهم من شغل المنصب لمرتين مثل "حسين الشيخ" (1613م-1616م)، وكان آخرهم الباشا "إبراهيم" (1656م-1659م) .
ج- عهد الأغاوات: (1659م-1671م)
انتقل النظام من الباشاوات إلى الآغاوات، وكان هذا عام 1659م، وكان الأغاوات ينتخبون من الفرق الانكشارية لمدة شهرين قمريين لهذا كانوا يعرفون ب "أغا المقريين"
ولكي لا يستأثر بالأغا بالسلطة فقد تقرر أن يستعين الحاكم بالديوان العالي . وقد تميز هذا العصر بمحاولة انفصال الجزائر عن الدولة العثمانية ، ضف إلى ذلك النظام لم يدم طويلا، فالأغا يتولى الحكم كما اشرنا سابقا لمدة شهرين ثم يعزل، لذا تشبث الأغا بهذا المنصب ورفضوا التنازل عنه مما أدى إلى عزلهم بطريقة غير طبيعية كالقتل وأول من تولى هذا المنصب هو "خليل أغا" (1659-1660م) وجاء بعده ثلاثة أغوات كان آخرهم "علي أغا" (1665م-1671م) .
د- عهد الدايات (1671م-1830م):
نتيجة الأوضاع التي شهدها عهد الأغوات من النزاعات الشخصية والمؤامرات والانقلابات ضد بعضهم البعض والاغتيال حتى أن كثيرا من ولاة هذا العهد عزلوا أو قتلوا أو ابعدوا بعد شهرين أو أقل من تعيينهم في مناصبهم، وأدت هذه الحالة إلى ظهور طبقة الرياس واختفاء نظام الأغاوات وظهور عهد الدايات 1671م، والذي دام طويلا واندمج فيه الجنود الانكشارية بطائفة الرياس واختفى الصراع بينهما. وتمكن بعض الدايات من الاستقرار في الحكم مدة طويلة خاصة في القرن الثامن عشر، وكانت هناك بعض التنظيمات تحد من سلطة الداي في أوائل هذا العصر، ولكن في العصور المتأخرة حكموا حكما مطلقا وأصبح للداي الحرية المطلقة في الحكم والإدارة والتفاوض مع الدول الاجنبية وعقد المعاهدات السلمية والتجارية، ويعلن الحرب والسلم ويستقبل الممثلين الدبلوماسيين الأجانب، ومنه يعد عهد الدايات بداية لعهد الاستقلال الكامل للدولة الجزائرية عن الدولة العثمانية ولم تبقى إلا بعض الشكليات ، وأول من تولى هذا المنصب هو الداي الحاج باشا (1671م-1682م) وجاء يعده أربعة وعشرون دايا كان آخرهم الدي حسين باشا (1818م-1830م) والتي كانت فترة حكمه أطول من الفترات في عهد الدايات .
رابعا: أوضاع مدينة الجزائر قبيل حكم الداي حسين.
تميزت أوضاع مدينة الجزائر قبيل الداي حسين الاضطرابات وتجاوزات الأتراك على مستويات متعددة، فسياسيا كان نظام الحكم متوترا فالدايات يتعرضون للانقلابات والقتل منذ بداية حكمهم سنة 1671م وقتل منهم ستة عشر داي، كما أنها لم تسلم من الاضطرابات الداخلية المتكررة من فترة إلى أخرى ففي غضون سنة (1813م-1814م) قام بأي وهران بثورة على مدينة الجزائر وزحف على رأس جيشه شرقا حتى وصل إلى مكان لا يبعد عن المدينة بأكثر من ثلاثة فراسخ، وبعد انتصارات وهزائم تمكن الداي "عمر باشا" الذي كان يشغل منصب الأغا في تلك الفترة من قمعها واسر بأي وهران وإعدامه .
إضافة إلى سخط الأتراك، فثارت فرق الجيش المتواجدة بقسنيطنة وقررت إسقاط الداي، وفي 30 نوفمبر 1817 وصل إلى المدينة الجزائر جيش يتكون من أربعة آلاف أو خمسة آلاف جندي فاستقبلوا بنيران المدافع فاضطر الثورات إلى التراجع وإقامة معسكرهم بعيدا عن المدينة، ولكن هذا المعسكر اختفى في اليوم التالي ، ونتيجة لهذه الاضطرابات أمر الداي علي خوجة (1817-1818) بان ينقل مقر إقامته من القصر السابق إلى القصبة، أعلى نقطة في المدينة في سرية تامة، وفي الليل، أيضا عمل علي باشا على الزيادة في تحصين القصبة وتزويدها بمئة مدفع آخر وبالإضافة إلى حرسه التركي كون فرقة قوية من الكراغلة والحضر وأخرى من الزنوج، وحرص على أن تكون الفرقة التركيبة اضعف الفرق في الجيش والحاميات على حد سوى، حتى لا تستطيع أن تقوم بأي حركة ضده ، ولم يغفل عليه أن جعل بينهم جواسيس يلتقطون له إخبارهم .
أما على الصعيد الاجتماعي فكانت مدينة الجزائر تعاني من اجتياح الطاعون منذ 1817م هذا الوباء الذي لم تبتلى به منذ عشرين سنة، واستمر في الفتك بحياة الناس، ففي شهري أوت وسبتمبر 1817 كان يؤدي بحياة مائتين شخص يوميا من مدينة الجزائر .
وشهدت هذه الفترة تناقصا في عدد الأتراك يوميا وهذا بسبب الإعدام والطرد وغير ذلك فمنهم من عاد إلى وطنه تلقائيا ، كما أن الداي علي خوجة وضع خطة تقضي على الانكشارية نهائيا من المدينة وعمل على اخذ أطفال اليهود من دويهم وإرغامهم على اعتناق الإسلام والقيام بالحراسة في القصبة، وترسل البنات إلى خدمة حريمه، وقد أثار هذا اشمئزاز جميع المسلمين لأن دينهم لا يرضى بأعمال من هذا النوع .
وفي عام 1816 حصرت غارة اللورد ايكسموث على مدينة لجزائر التي دمرت جزءا من مباني المدينة وخربت عددا من الراكب البحرية من ضمنها "البورتقيزية" التي أسرها الرايس حميدو من البرتغال عام 1802، واضطر الداي عمر باشا على إمضاء صلح مهين مع انجليزا، فأطلق جميع الأسرى المسيحيين بالمدينة وأعاد المبالغ المالية التي تم بها شراء الأسرى قبل دلك وتنازل عن المطالبة بالاتاوات .
وقدر محتوى الخزينة في الفترة التي سبقت عهد الداي حسين (1817م) بخمسين دولار اسباني وهو مبلغ ضخم لأن الدولار الاسباني كان يساوي في تلك الفترة 3.4 فرنك فرنسي ، وتم تحويل هذه الخزينة بما فيها إلى مقر السلطة الجديدة .
أما الأوضاع الخارجية لمدينة الجزائر قبيل عهد الداي حسين خاصة مع جيرانها تونس والمغرب وطرابلس كانت على حال حسنة، فعلاقة مدينة الجزائر مع تونس تحسنت بعدما كانت في اشد توترها وانطفأت نار الفتنة في عهد علي خوجة الذي عمل على تحسين العلاقة ونسيان الماضي وأحقاده، وكذلك مع المغرب وطرابلس وهذا ما تدل عليه التبرعات التي بعث بها مولاي سليمان سلطان المغرب، والمراكب الذي بعث به يوسف باشا من طرابلس، وهي التبرعات التي جاءت إلى مدينة الجزائر بعد المعركة المؤلمة مع الانجليز . أما مع الدول الأجنبية فكانت الأوضاع تتأرجح من دولة إلى أخرى، فمع الانجليز فقد بناهج من خلال حملة اكسموث على المدينة 1816م، أما اسبانيا فمند سنة 1815 وهي تبدل جهودا مستمرة من اجل تسوية معقولة لقضية الديون ولكن دون جدوى نظرا لتحفظ الجزائر بحقها في تسديد هذه الديون ولو بالالتجاء إلى القوة، لذلك طلبت الحكومة الاسبانية من قنصلها بمغادرة المدينة ، وكانت الدولة الأحسن حظا هي الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تحظى بالاحترام من الحكومة الجزائرية، وهذا ما يفسر احترام البحارة الجزائريين للسفن الأمريكية التي كانت تتجول في مناطقها بعكس السفن الأخرى التابعة للدول الأجنبية والتي كانت تعرض للتفتيش .
المبحث الثاني: الداي حسين باشا
قبل أن نبدأ في استعراض تفاصيل حياة الداي حسين باشا، يجدر بنا الإشارة إلى نقص المصادر التي تتحدث عن هذه الشخصية بالذات، إذ قلما نجد كتابا تناول هذا الموضوع بالتفصيل، إذ نكتفي بتقديم خطوط عريضة وعامة على هذه الشخصية، لا تكفي للوصول إلى تعريف واف وكاف.
أ- حياته:
هو حسين خوجة بن علي، وقيل ابن الحسن، آخر دايات الجزائر ، ولد بقرية فورلا "vurla" الواقعة على الشاطئ الجنوبي لازمير ، أما عن سنة ولادته فهناك تضارب في التواريخ، فهناك من يقولانه كان في 1764 ، 1767م أو 1773م ، وهو من عائلة تركية أصلية، نشأ باسطنبول حيت تلقى مبادئ القراءة والكتابة واكتسب تدريبا عسكريا في المدارس العسكرية أهله لأن يصبح من رجال المدفعية بالجيش العثماني ، وأكتسب مهارة في تلقي المدافع وتصويبها، فأصبح بذلك طبجيا ماهرا وقد اكتسب هذه المهارة من أبيه الذي كان ضابطا في الفرقة المدفعية (الطبجية).
وقد وصفه المؤرخ الفرنسي "اغسطين جال" في الحديث الذي دار بينه وبين الداي حسين في الفندق الذي كان يقيم فيه عند زيارة الداي حسين لباريس في سنة 1831م على النحو التالي: "...قامة متوسطة يميل إلى السمنة...، وله هامة عظيمة وواضحة المعالم، وله لحية بيضاء طويلة ذات تموجات ذهبية، يعلوها شارب أكثر سوادا وكأنه يشكل قوسين للحية، وكل ذلك يضيف وسامة إلى ملامح وجهه.
وللباشا عينان هادئتان، نصفهما مختبئ وراء نظارات، ولم يكن حسين متجهما ولا جامدا، فهو يحب الضحك والحكاية، وله طيبة يمكن أن تكون ساذجة تجعله محبوبا أكثر لدى الناس وكانت ملامحه لطيفة وجذابة" . (انظر الملحق رقم:02).
أما احمد الشريف الزهار فقال عنه "كان قوي النفس لا يتزعزع لعظام الأمور، ولا يتضعضع لنواب الدهور، أما سرية في أهل البلد، وأهل مملكته فقد سار فيهم سيرة حسنة لأهل الجزائر، فقد كان يعفو عن الجرائم، ويصفح عن الزلات" .
كما كان يتميز بالوفاء في القيام بالالتزامات، وكان معروفا في كامل أنحاء أوربا وانه لا يوجد بلاط واحد اشتكى من أن حسين قد خرق المعاهدات التي ابرمها سواء مع القوى أو الضعيف .
وقد ظل أثناء ذلك منتظما في حياته مقتصدا في معيشته متواضعا في مظهره متقيدا بأحكام الشريعة الإسلامية ميالا إلى القضايا الأدبية والمسائل الشعرية محبا لاستظهار القرآن ساهرا على أحوال أسرته وراعيا لأخيه الذي كان يقيم معه، معتنيا ببناته الثلاثة (عائشة، حفيظة، أمينة) .



ب- وصوله إلى الحكم:
سمح له عمله بالجيش أن يترقى في سلك الاوجاق إلى عضو بالديوان، مما سمح له أن يصبح وكيل حوش ، ثم تولى منصب خوجة الخيل في عهد عمر باشا (1814م-1817م) وظل محتفظا بهذا المنصب واستطاع أن يكسب ثقة الداي علي خوجة (1817م-1818م) وأصبح محل ثقته ولما أنهى وظيفته العسكرية تعاطي مهنة التجارة ونجح فيها نجاحا باهرا، فأصبح غنيا في مدة قصيرة، ثم اسند إليه الداي علي باشا منصب كانت الدولة وكلفه بتسيير ممتلكاتها .
اسند إليه منصب الداي في أول مارس 1818م بوصية علي خوجة الذي وافته المنية بسب مرض الطاعون الذي أصاب المدنية في أواخر شهر فيفري 1818م وذلك لمهارته في معالجة الأمور وخبرته الإدارية ومعرفته بتصريف أمور الدولة أثناء توليه منصب خوجة الخيل في عهده . كما أن الانكشارية انتخبوه بالإجماع دايا على الجزائر، فرفض حسين باشا هذا التشريف ولكن إلحاح الانكشارية جعله يقبل ذلك كرها فخاف على نفسه .
وقد نال رضى رجال الديوان واكتسب ثقة الموظفين بالدولة وضباط الجيش وقد وجد المساعدة في ذلك من صهره الحاج مصطفى بن مالك، هذا وقد توجه وفد من الشخصيات من بينهم أعضاء الديوان لحمل خطاب توليته لسلطان باسطنبول.
مع الهدايا التقليدية المعتادة، وعادوا بفرنان التولية والخلعة فأقيمت الأفراح بالجزائر، ونال رضى عامة الناس ، واختار هو الآخر القصبة مقرا له، حيث توفرت الشروط الأمنية ، حيث كان يقوم على حراسته مع مساعديه فرصة من الجند الانسكندري وجماعة من رجال زواوة .
وبعد مبايعته قام بعزل وزراء على خوجة وطردهم من البلاد، كما أعاد أطفال اليهود إلى آبائهم وأعاد أيضا قسما من الأموال التي أخذت من الأتراك الذين كانوا قد هربوا إلى المناطق الأخرى، وفي عهده رجعت الأمور إلى عهدها السابقة ، وعمل منذ توليه منصب الداي لمدة اثني عشر سنة (1818م-1830م) على تنظيم أمور الدولة والسهر على إقرار النظام وتصريف شؤون البلاد ومن مقر إقامته الدائم بحصن القصبة .
وكانت نهاية حكم الداي حسين باشا بتوقيع معاهدة التسليم 05 جويلية 1830م، غادر الداي حسين بمقتضى نص التسليم مدينة الجزائر، فاستقل سفينة جان دارك بعد غروب الشمس يوم 10 جويلية 1830م برفقة 108 من إفراد أسرته وحاشيته واستقر "بلييفون" بايطاليا في 24 أكتوبر 1830م. التي أقام بها ثلاث سنوات، ثم تحول إلى الإسكندرية بمصر على نية أداء فريضة الحج، فأقام بها في 23 سبتمبر 1833 معتزلا السياسة في أحد القصور التي خصصت له مع حاشيته، إلى أن وافته المنية عندما كان خارجا من المسجد في 30 أكتوبر 1838م عن سن يناهز الثلاثة والسبعين سنة .






اهم
بنود معاهدة الاستسلام التي قدمها الداي لفرنسا لقد كلفت بالبحث عنها من
طرف الاستاذ ولقد وجدت صعوبة كبيرة في ايجاد المعلوومات ولما وجدتها اردت
ان افيدكم معي

أولاً: نص الوثيقة




1- يسلم حصن القصبة وجميع الحصون لأخرىالتابعة للجزائر وكذلك ميناء هذه المدينة إلى الجيوش الفرنسية هذا الصباح علىالساعة العاشرة حسب توقيت فرنسا.2- يتعهد قائد جنرالات الجيش الفرنسي بأنهيترك لسمو داي الجزائر حريته وكذا جميع ثرواتهالشخصية.3-الداي حر في الانسحاب مع أسرته وثرواته الخاصة إلى المكان الذي يعينهوسيكون هو وكامل أفراد اسرته تحت حماية قائد جنرالات الجيش الفرنسي وذلك طيلة المدةالتي يبقاها في الجزائر وستقوم فرقة من الحرس بالسهر على أمنه وأمن أسرته. 4. يضمنقائد الجنرالات نفس المزايا ونفس الحماية لجميع جنود الميليشيا5- تبقىممارسة الديانة المحمدية حرة كما أنه لن يقع أي اعتداء على حرية السكان من جميعالطبقات ولا على دينهم وأملاكهم وتجارتهم وصناعتهم ونسائهم. إن قائدالجنرالات يتعهد بشرفه على تنفيذ كل ذلك وإن تباد لهذه الاتفاقية سيتم قبل الساعةالعاشرة من هذا الصباح وبعد ذلك مباشرة تدخل الجيوش الفرنسية إلى القصبة ثم إلىجميع حصون المدينة. في المعسكر المخيم قرب الجزائر يوم 5 جويلية 1830 إمضاء : كونت دي بورمونتخاتم حسين باشا داي الجزائرثانياً: تعريف بالجهة المصدرة للوثيقة. 1- حسينباشا: تذكر الوثائق أن حسين باشا ولد سنة 1764 في مكان يدعى ندرله وتذكر مصادر أخرىأنه ولد سنة 1773 في أزمير ونشأ في اسطنبول وخدم هناك في المدفعية وترقى فيهابسرعة، وعندما تعرض لعقوبة قاسية سافر إلى الجزائر وانضم إلى أوجاقها وتولى فيهاعدة وظائف قبل أن يصبح وزيراً وصديقاً للباشا الذي سبقه وهو علي باشا وهذا الأخيرهو الذي أوصى بخلافته سنة 1818 . وبعد أن بقي في الحكم اثني عشرسنة وفي المنفىحوالي ثماني سنوات توفي في الإسكندرية سنة 1838 . وإذااعتمدنا على نبذة من البيوغرافيا التي يقدمها رجل معاصر للداي حسين وهو حمدان بنعثمان خوجة فإنه بإمكاننا أن نكون عن هذه الشخصية صورة ولو جزئية. فحسين باشا كمايصفه هذا المصدر هو آخر الدايات الأتراك الذين تتابعوا في حكم الجزائر، وصل إلىالحكم حوالي سنة 1818وهو سليل أسرة عريقة من أصل طيب. امتازبكرم الأصل واستقامة السيرة واتساع معارفه. خدم الجزائر مدة ثلاثين سنة تولى خلالها وظائفمختلفة في الدولة. ويضيف هذا المصدر بأنه بناء على معرفة شخصيةفلا يمكن اتهام حسين باشا بالتكالب على المال والثروة كما أنه - في نظر هذا المصدردائماً- كان حريصاً على حقن الدماء وكان معروفاً في أوربا باحترامه لالتزاماتهومحافظته على عهوده ومواثيقه ولا تستطيع أي جهة أن تتهم حسين باشا بخيانة الاتفاقيةالمبرمة مع الجهات القوية أو الجهات الضعيفة. ويلح حمدان خوجة على إعادة الاعتبار لهذهالشخصية لأن مغادرته للحكم عقب الاحتلال لم تكن بتقصير منه ولكن بأخطاء ارتكبهاأعوانه وميلشياته التي تجاوزتها الأحداث إذ كان كثير من رجاله دون تجربة ودون شجاعةوربما دون ذمة. ويذكر هذا المصدر أنه طيلة حكم الداي حسين بالجزائر كانيفكر في إعادة النظام والانضباط إلى الدولة ولكن كثيراً من التجاوزات كانت قد تأصلتفي المجتمع الجزائري فبل وصول هذا الداي إلى الحكم بسنوات طويلة، غير أن الأيام لمتمهله للقيام بالإصلاحات التي كان يرجو تحقيقها. وفي الأخير يأخذ حمدان خوجة علىحسين باشا تقصيراً واحداً وهو كونه لم يعمل على تفادي الحرب مع فرنسا. ولكنالمؤرخين يظلونغير متفقين في الحكم على شخصية حسين باشا فمنهم من يحمله مسؤولية ما حل بالجزائر منحملة واحتلال ونكبات لأنه - في نظرهم كان أحمقا بغضبه غير الدبلوماسي على القنصلالفرنسي ومعاند وممهمل لاسيما في جانب اتخاذ الحيطة عسكرياً وإسناد القيادة إلى غيىالأكفاء ومنهم من يبرئه من ذلك. 2. المارشال ديبورمون:هوالكونت دي بورمون ( لويس دي شان) ولد سنة 1773 في فرنيي بفرنسا وتوفي سنة 1846 . كانضابطاً في القوات الفرنسية حين قامت الثورة الفرنسية( 1789-1799). وفي هذه المرحلةبالذات هاجر دي بورمون فرنسا ولم يرجع إليها إلا في سنة 1794 حيث حارب ضد نابليونبونابارت ثم استسلم ودخل في صفوفه سنة 1800 ولكن قبل ثلاثة أيام من انهزام هذاالأخير في معركة واترلو التحق دي بورمون بلويس الثامن عشر. وصاروزيراً للحربية في عهد شارل العاشر سنة 1829 وتولى قيادة الحملة الشهيرة ضد الجزائرفي 5 جويلية 1830 وعين مارشالاً سنة 1830 من طرف شارل العاشر وبعد وفاة هذا الأخيررفض الخضوع للويس فيليب وحاول الثورة ضده وفي سنة 1833 استقر في اسبانيا ولم يكنرجوعه إلى فرنسا إلا في سنة 1845 . لم يكن هذا الرجل محترماً من المجتمع الفرنسيفقد كان بعض الفرنسيين ينظر إليه بكونه خان نابليون في معركة واترلو الشهيرة سنة 1815 وقاد حملة مضايقة ضد أسرة البوربون . وإذا كان من الضروري أن نستشف شيئاً عن شخصيةدي بورمون فمن الممكن القولأ أنه كان على نقيض الداي حسين ذا سلوك لا يمكنالاطمئنان إليه ولا التنبؤ بما يخطط له. ثالثاً: المحتويات الموضوعية للوثيقةنصت هذهالوثيقة- حسب الظاهر من نصها- على التسليم الفوري لمدينة الجزائر وجميع المراكزالعسكرية بها وذلك مقابل ضمانات تتمثل في: أـ عدم اعتبار الداي من ضمن أسرى الحرب وكذلكأفراد أسرته وجنوده. ب ـ السماح للداي باختيار منفاه السياسي. ج ـمراعاة حرمة الأملاك الخاصة بالداي حسين وباقي جنوده و أفراد أسرته. د ـالاعتراف بحرمة المقدسات الدينية وكذا احترام الأعراض. ويظهر منخلال القراءة الأولية للوثيقة أن الطرف الفرنسي مزهو بانتصاره ومتأكد من تحكمه فيالأوضاع بحيث نجده يعين المكان الذي يجب التنازل عنه وكذا الوقتوالكيفية.وهناك أيضاً إيحاءات ضمنية في الوثيقة منها: أ ـ عزلالداي من منصب الحكم وتولي القائد العسكري الفرنسيمكانه.ب ـالتلميح بضرورة مغادرة الداي للجزائر وفي ذلك تلميح إلى التخوف من تزعم الداي لحركةالمقاومة من جديدج ـ الوثيقة تعطينا فكرة عن حالة الرعب التي أصابت سكان العاصمة نتيجة الخوفعلى أنفسهم وأموالهم وأعراضهم وكذلك على حرية ممارسة الديانة ومنه تبدو الإشارة إلىحالة الخوف من تجدد الحروب الصليبية ولعل هذا هو الذي كان في ذهن المارشال الفرنسيد ـ البندالذي خصص لضمان حماية الداي وأسرته يلمح إلى احتمال أن يكون هناك ترتيبات للقضاءعلى الداي من طرف الجزائريين أو أن الجهات الفرنسية نفسها كانت تهدد الداية بطريقةالإيحاء بكون حياته وحياة أفراد أسرته مهددة بالخطر في كلحين.هـ ـالوثيقة تعطينا فكرة عن النسيج العمراني لمدينة الجزائر خلال العهد العثماني إذكانت التحصينات العسكرية هي الغالبة على الطابع العمراني وذلك راجع إلى النشاطالعسكري والبحري الذي عرفته بلك المرحلة منالتاريخ.وبالإضافة إلى كل ما سبق ذكره فإن الوثيقة تثير في الذهن التساؤلاتالتالية:1. ماذا كان موقف الداي حسين من الاحتلال؟ هل كان هو موقف المقاتل المستسلمأم المقاتل المنهزم؟ ذلك ما سنفهمه من خلال معاملة المارشال دي بورمونله.2. هلكانت هذه الوثيقة- كما يصوره ظاهرها- عثواً من الطرف المنتصر على الطرف المنهزم أمهي مجرد خدعة للرأي العام الأوربي وكسب الأنصار داخل البرلمان الفرنسي الذي لم يكنكثير من أعضائه يتحمسون لفكرة احتلال الجزائر؟ أم أن الأمر لم يتعد كونه خدعةحرب؟3.ماذا كان مصير ثروات الداي الشخصية وثروات الخزينة الجزائرية التي تتهدتالوثيقة بحفظها؟4. ماهي الدسائس التي كانت تحاك ضد الداي من طرف أعوانه فيالحكم؟بعضهذه التساؤلات سنجيب عنها عند تفحص ملابسات كتابة هذه الوثيقة وكذا مصير بنود هذهالاتفاقية ومدى التزام القوات الفرنسية بها عند دخولالعاصمة.رابعاً: السياق التاريخي لصدور هذه الوثيقة1. بداية غامضة:كان مشروع تقسيم أملاك الإمبراطورية العثمانية الذي قدمهالوزير الفرنس دي بولنياك موضوعا على مكتب الملك شارل العاشر بتاريخ 18 أوت 1829 .وكان هذا المشروع يرمي إلى تحقيق أهدافاستراتيجية داخل أوربا وخارجها والذي يعنينا هنا ما يتعلق بوضع حد للتوتر بينالجزائر وفرنسا والإلحاح في هذا المشروع على تأديب داي الجزائر بعد حادثة المروحةالشهيرةوالإلحاح على مسألة الديون. وقد أعلمالسفير الفرنسي في اسطنبول الباب العالي رسمياً بنية بلاده في القيام بالحملة علىالجزائر وذلك بتاريخ 30 مارس 1830 . وتذكر المصادر التاريخية أن تعليمات سلمت إلىدي بورمون يوم 18 أفريل1830 أمر فيها بتسليم ولاية الجزائر إلى الباب العالي بعد أنيقضي على النظام السياسي القائم بها والهدف من وراء ذلك هو العبير على النواياالحسنة لشارل العاشر مقابل أن تكتفي فرنسا عنذ الضرورة- بالمدن الساحلية لضمانمؤسساتها التجارية بالجزائر. ويظهر أن نية دي بورمون القائد العام للحملةودوسي وزير الحربية كان هي الاستيلاء على الجزائر والاحتفاظ بها، لهذا أمر وزيرالحربية وحدات الأسطول الفرنسي باحتلال الموانئ وأيده دي بورمون الذي سبق وأن أفصحعن نيته من بداية الحملة قائلاً: (إن فرنسا ذاهبة لأخذ الجزائر ولإنشاء مستعمرةفيها ولتأسيس حكومة بها يرأسها أمير فرنسي . وهكذا فقد بدا الغموض على الحملة الفرنسية علىالجزائر منذ البداية وهذا ما نلمسه في الوثيقة التي لم تشر إلى مصير السيادة فيالجزائر ولمن تكون. 2. رد الفعللدى سكان العاصمة ومن حولها: سادت المظالمالمجتمع الجزائري في عهد البايات وكان سكان العاصمة أول المتضررين منها وكان كثيرمنهم يتحين الفرصة لتغيير الأوضاع وقد وجد بعضهم في الجيوش الفرنسية فرصتهم للقيامبما عزموا عليه فمالوا إلى الطرف الفرنسي. ولعل هذا التعاون مع الفرنسيين يعود إلىتاثر الأهالي بالبيانات والمنشورات التي كانت السلطات الاستعمارية توزعها علىالسكان للتأثير على معنوياتهم وإقناعهم بقبول الواقع الاستعماري وبأن الهذف من هذهالحملة هو إنقاذ الجزائريين من ظلم الأتراك. إذا اجلنا الحديث عن المقاومة المسلحة الشعبيةمنها والمنظمة وركزنا على العناصر ذات العلاقة بموضوع وثيقة الاستسلام فإننا نجدالفئة التي تبنتالموقف السياسي ورضيت بالتفاوض مع الاستعمار: وتمثلت هذه في ألمع العناصر من أعيانالعاصمة في مقدمتهم حمدان بن عثمان خوجة وأحمد بوضربة وحمدان بن أمين السكة. ويذكرالمحللون ومنهم سعد الله في كتابه الحركة الوطنية الجزائرية(ج.1) أن أحمد بوضربةكان ينتقد الإدارة الاستعمارية وكان يتمنى التعاون معها مدفوعاً في ذلك بالرغبة فيأن يندمج الجزائريون في الحضارة الأوربية وفي تكوين نطام فرنسي بالجزائر على غرارالأنظمة الأوربية القوية، ولايكون ذلك في رأيه إلا بالاستيلاء على كامل البلاد وفرضالضرائب بقوانين ثابتة ومعقولة على القبائل على أن يعين آغا فرنسياً عليهم لأنهسيخدم فرنسا بإخلاص. واشترط لنجاح هذه الخطة أن تعود المساجد إلى ما كانت عليهفي العهد العثماني لأن ذلك في رأيه سيقلل من نفور الجزائريين من الفرنسيين. وقد عبرأحمد بوضربة عن استعداده للتعامل مع السلطات الفرنسية منذ الوهلة الأولى وهو أحدالذين كانوا مع حمدان بن عثمان خوجة قد تفاوضوا باسم الداي حسين مع السلطاتالفرنسية بشأن شروط الاستسلام . أما الفئة الثانية فقد قامت بالمقاومات الشعبية المسلحة ضدالاستعماروقادت الفئة الثالثة المقاومة المنظمة.ولعل من أقوى الاسباب التي دفعتأحمد بوضربة إلى مساندة فكرة حكم فرنسي للجزائر هو أمله في انتعاش تجارته وخشيةعودة النظام التركي إلى الجزائر الذي يعتبره السبب في كساد تجارته وإلحاق الضرربأفراد أسرتهولسنا نستبعد أن يكون البندالخامس من اتفاقية الاستسلام من إيحاء أحمد بوضربة وحمدان بن عثمان خوجة للدفاع عنمصالحهم الخاصة .- تذكر المصادر التاريخية أن دي بورمون قبل دخوله العاصمةبأيام قليلة استدعى القنصل البريطاني في الجزائر وطلب منه أن يطلعه على أخبار الدايحسين وذكر له أن ( أي تقتيل قد يتعرض له المسجونون الفرنسيون لدى الداي سيدفع الدايوأفراد عائلته رؤوسهم ثمناً لهوتساعدنا هذهالإشارة في حوليات القنصلية البريطانية على فهم الخلفيات التاريخية وراء تركيزالوثيقة على ضمان الحماية للداي وأفراد أسرته خاصة وأن الداي - حسب Sنفس المصدر- قام بتصفية جسدية لعملاء فرنسا الذين كانوا يعملون على توسيع شقة الخلاف بينالأتراك في الجزائر. وتكشف السجلات اليومية للقنصلية البريطانية أنالقوات الفرنسية استغرقت أكثر من أسبوعين(من 14 إلى 30 جوان) في قطع المسافة بينسيدي فرج والتلال المطلة على العاصمة وهذا نظراً للمقاومة العنيفة التي واجهتهموالتي لم يكن وراءها الجيش التركي ولا القوات النظامية وإنما سكان الجبال الذبنتواردوا على المتيجة لمقاتلة الغزاة الفرنسيين وقد كانت تنقصهم المعرفة بأساليبالحرب الحديثة وإلا لاستطاعوا أن يردوا القوات الفرنسية على أعقابها على حد تعبيرالقنصل البريطاني. وكانت خطة الداي حسين تقضي بمواجهة الغزاةالفرنسيين عند أبواب العاصمة حيث توجد الحصون المنيعة والجيش النظامي. ويسجل لناحمدان بن عثمان خوجة الجلسة الأخيرة من مداولات برلمان الداي حسين عند وصول قوات ديبورمون عند أسوارحصن الامبراطور. ويذكر هذا المصدر أن المجلس رفع جلساته واستقر الأمر علىالمقاومة إلى آخر فرد منهم. وقد كانت معركة حصن الإمبراطور على أبواب العاصمة هيالمعركة الحاسمة التي استبسلت فيها الفرق النظامية في القتال ضد الغزاة الفرنسيين. فقد بدأتهذه المعركة في الساعة الثالثة صباحاً واستمرت حتى العاشرة من يوم 5 جويلية 1830ودخل الغزاة الفرنسيون العاصمة على الساعة الواحدة بعد الظهر. وتذكر الحوليات البريطانية أن الداي حسين استشار القنصلالبريطاني عدة مرات مستفسراً عن الغرض الحقيقي للفرنسيين من احتلال الجزائر. وعندماانهزم جيشه استفسر للمرة الأخير لدى القيصل البريطاني عن مدى إمكانيات الصدق فيدعوى دي برمون احترام ممتلكات الجزائريين وعقيدتهم، فكان في جواب القنصل ما يفيد أنالفرنسيين ربما نصدقهم في مثل هذا القول تجاه الأهالي على الأقل أما تجاه الدايشخصياً فذلك أمر لاريب فيه على الإطلاق وعند حصوله على هذا الجواب من القنصلالبريطاني وضع الداي ختمه على الوثيقة التي تتضمن شروط الاستسلام بحضور القنصلالبريطاني الذي حمل تلك الوثيقة في الحين إلى دي بورمون. خامساً: مصير بنود الاتفاق الواردة في الوثيقةطرحنا عند تناول المحتويات الموضوعية للوثيقةجملة من التساؤلات وعدنا بالإجابة عليها وهي: ماذا كان موقف الداي حسين منالاحتلال؟وكيف كان مصيره ومصير أسرته؟وما مصير الثروة الخاصة بالداي وكذا مصيرأموال الخزينة العامة؟وهل كانت هذه الوثيقة عفواً إنسانياً منالغزاة المنتصرين أم مجرد عاية موجهة إلى البلدان الأوربية أم هي مجرذ خدعة حرب؟ونعتقد ان مايوجد بين أيدينا من الوثاق والمصادر يمكن أن يسعفنا ببعض الإجابات عن هذه الأسئلة. جاء فيالرسالة التي وجهها الداي حسين إلى حمدان بن عثمان خوجة خلال صيف 1831مايلي: ( إنمالية الخزينة كانت مفصولة عن نقودي الخاصة وهذا يعرفه جميع الناس، والخزينة استولىعليها الفرنسيون . ويؤكد حمدان خوجة على هذهالمقولة بقولهSad إن حسيت باشا عند مغادرته القصبة لم يمس شيئاً من الأموال التابعةللخزينة العامة ولم يسمح لأحد بفعل ذلك (..) هذه الكمية من الأموال اختفت ولا نعلممن قام بالسطو على هذه الأموال التي يكون أمين السكة ( المدير المالي للداي) أخفاهاعند قصف المدينة. ويمكن أن يكون بعض اليهود قد استفاد من هذه الأموال وأرسلهاإلى ليفورن(إيطاليا) والظاهر- يقول حمان خوجة - أن اليهودي كان قد تآمر مع القائمالمالي الفرنسي للإستيلاء على هذه الأموال. والظاهر أن أموال الداي أيضاً عرفت نفس المصيرالذي عرفته أموال الخزينة العامة، فقد جاء في رسالة بعث بها الداي حسين إلى ملكفرنسا لويس فيلب بتاريخ 25 سبتمبر 1830 مايلي: (لقد رددت أوربا أصداء العنف الذياتهمت باقترافه حيال قنصل فرنسا السيد دوفال ونجم عن ذلك تدمير بلادي وهزيمتي ثمنفيي. إنني أتقبل عن مصيري وأعفو طواعية عن ضياع سلطتي وثرواتي واستقلالي..) ومن قراءةهذا التصريح من الداي حسين نخلص إلى الإجابة عن التساؤل المتعلق بموقف هذا الأخيرمن سقوط السلطة الجزائرية؛ فقد كان موقفه هو موقف المحارب المنهزم وقد عامله ديبورمون على هذا الأساس بتنحيته عن منصبه ثم الاستيلاء على ثرواته الخاصة، وهنايلاحظ الخرق الصريح لبنود وثيقة الاستسلام التي تنص على حماية أموال الداي. أما عنمصير الداي بعد الخروج من حصن القصبة فتذكر المصادر التاريخية أن هذا الأخير انتقلإلى إقامة مؤقتتة في منزل البرتقال ثم نفي بعد ذلك إلى إيطاليا( ليفورن) وكانالداي معزولاً عن الأخبار بالجزائروكذا عن أخبار الأهل والأقارب الذين تركهم وراءهأما عنإمكانية تزعم الداي للمقاومة ضد الجيوش الفرنسية فهذا احتمال له ما يبرره فيالرسالة التي بعث بها الداي إلى المرابط الشيخ سعيد بن موسى وإلى قبيلة بني كراسيلبتاريخ 25 سبتمبر1830 يقول فيها: ( إن رغبتي أن يكون موقفكم مني الآن كما كان شأنكمفي الماضي وأن تكونوا مثلي في كون هدفكم الوحيد هو الاتحاد مع الأشخاص الذين تعرفونعنهم بكونهم شجعاناً وأصحاب عزم ضد أعدائنا...فبعون الله وقوته ستكونون منالمنتصرين.وكذلك نفس الدعوة إلى تغذية روحالمقاومة نجدها في الرسالة التي بعث بها إلىولد أورابح في بجاية والتي يكون بعث بنسخةعنها إلى الحاج أحمد باي في قسنطينة. مصير المقدسات الإسلامية:جاء في رسالةرفعها كل من حمدان خوجة وإبراهيم بن مصطفى باشا إلى رئيس وزارة فرنسا في 3 جوان 1833مايليSad إن دخول الدولة الفرنسوية للجزائر كان بشرط صيانة ديننا وعرضناوأملاكنا وأموالنا وأحترام مساجدنا وشريعتنا. وجاء في الرسالة المذكورة أعلاه إحصاء لأهمالمخالفات التي ارتكبها رواد الغزو الاستعماري الفرنسي في حق المقدسات الإسلاميةومنها: 1. نفي القاضي والمفتي بغير حق والاستيلاء على أوقاف مكة والمدينة. 2. هدمالأملاك الخاصة والعامة بدعوى التوسيع وشق الطرقات دون دفع تعويضات لأصحابها. 3. هدمالمساجد والجوامع وأخذ سواريها( الأعمدة التي يقوم عليها السقف) وأبوابها ورخامهاوزليجها الثمين. ومن المساجد التي جاء ذكرها: جامع السيدة وثلاثة جوامع مساجد صغيرة أخرى كماتم تحويل جامع كتشاوة إلى كنيسة. 4. تم الاستيلاء على المراحيض العموميةوكراؤها للتجار.5.الاستيلاء على مقابر الأولياء والصالحينوتحويلها إلى أغراض تجارية. 6. الاستيلاء على أموال الأتراك المتزوجينبجزائريات بعد أن تم نفيهم إلى الأناضول لأسباب واهية.كل هذا على الرغم من أنه لميرد في شروط وثيقة الاستسلام سوى تسليم القصبة والأبراج التابعة للأملاك العمومية. 7. تحويلالأملاك العامة والخاصة إلى سكنات للعساكر والجنرالات والأطباء وأمثالهم في الجيشالفرنسي دون دفع ثمن الكراء لأصحابها. 8. إتلاف البساتين والأشجار بدعوى شق الطرقاتالعامة نحو الأماكن العالية رغم كون السكان في غنى عنها. 9.حفرالمقابر لأجل استخراج الآجر والأحجار للبناء وكان بعضها يرسل إلى مرسيليا وفيهاعظام الأموات وكان بعضهم يستخرجون رؤوس النساء بشعورهن والرجال بلحاهم. 10- دخلواديار المسلمين وتكشفوا على النساء والحريم. إن الغزاة الفرنسيين الذين قدموا أنفسهم فينبيان بالعربية وزعه عملاء لهم عشية النزول بالجزائريذكرون فيه أن حركتهم كانتتستهدف القضاء على الداي ( الطاغية كما كانوا يصفونه) لم تكن مهمتهم كما وصفوا والنتجة ان بنود وثيقة الاستسلاملم تكن سوى دعاية مجانية لصالح الغزاة الفرنسيين لدى الرأي العام الأوربي وإقناعالبرلمان الفرنسي بشرعية الغزو خصوصاً وأن كثيراً من أعضائه كانت لهم اعتراضات علىتصرفات دي بورمون في الجزائربل مان بعضهم ينادي بتخلي فرنسا عن الجزائر. وهكذاخابت آمال الداي حسين التي كان يعلقها على الحكومة الفرنسية صاحبة شعار الأخوةوالعدالة والمساواة. بل إن هذهالوثيقة لم تكن كما صرح الدوق دو روفيقو لم تكن سوى خدعة حربوجاء شارل ديغول بعد قرن وثلاثين سنة ليؤكد على هذا الغموضالذي لا تزال تثيره وثيقة الاستسلام بقوله : ( إن المسألة الجزائرية لا تزال معلقة منذ مئةوثلاثين سنة)

http://www.barikanet.com/t852-topic


 
 

ليست هناك تعليقات: