أمطــار طوفانيـــة تغرق سكيكدة وتخلف خسائـــر معتبــــرة
اجتاهت صباح أمس مدينة سكيكدة أمطار طوفانية تسببت في غلق العديد من
الأحياء السكنية التي غرقت في بحيرات من الماء وحاصرت المئات من العائلات
التي بقيت محبوسة في المنازل لساعات طويلة، كما اجتاحت الفيضانات العديد من
المؤسسات التربوية والاقامات الجامعية بجامعة 20أوت وعدد من المؤسسات
العمومية والخاصة التي أغلقت أبوابها وتوقف بها العمل،
كما أدت الى شلل شبه كلي لحركة المرور عبر الأحياء السكنية المتضررة
جراء هذه الفيضانات العارمة التي لم تشهدها المنطقة من قبل حسب السكان. نصف
ساعة من الزمن كانت كافية لتتحول الجهة الجنوبية من المدينة الى منطقة
منكوبة، ووفقا لاحصائيات الحماية المدنية أن الفيضانات ضربت 14 حيا سكنيا
والعديد من المؤسسات التربوية والاقامات الجامعية وملعب20أوت، حيث
قامت مباشرة بتوزيع أعوانها عبر هذه الأماكن من أجل امتصاص المياه وتقديم
يد المساعدات اللازمة للعائلات وقد علمنا من ذات المصالح ان الامطار
الطوفانية خلفت خسائر مادية تمثلت في أضرار متفاوتة ب19سيارة على كانت
مركونة بحظيرة بحي700 مسكن وأزيد من65محلا تجاريا بمختلف الاحياء السكنية
التي ضربتها هذه الفيضانات. النصر قامت بجولة عبر الأحياء المتضررة وكانت
الوجهة الأولى حي أول نوفمبر المعروف "بمرج الديب" حيث وجدنا الطريق مغلقا
بسبب امتلائه بالمياه، وكانت الحركة به مذبذبة وصعبة جدا لا سيما بالنسبة
لأصحاب المركبات نظرا لارتفاع منسوب المياه وتجاوزها ارتفاع سمك الرصيف،
وقد تعذر على المواطنين التوجه إلى الحي راجلين، مما اضطر بالبعض إلى وضع
ألواح خشبية وقطع من الآجر لاجتياز الرصيف، وتتواجد بمدخل الحي متوسطة صالح
سعدي التي اجتاحتها الفيضانات على مستوى الساحة وحتى المكاتب والعمال
والموظفين لم يتمكنوا من الالتحاق بمناصبهم، والأمر كذلك بالنسبة لثانوية
لوصيف رشيد المجاورة لها، كما أغلقت السيول الطريق المؤدي الى الحي
المتواجد خلف ملعب20 أوت ولم نتمكن من عبوره، وتوجهنا مباشرة إلى حي الاخوة
ساكر بوسط المدينة الذي تحول الى شبه بحيرات ووصل سمك المياه في بعض
العمارات الى أزيد من متر، وقد تعذر على العائلات الخروج من المنازل وبقيت
محبوسة طيلة اليوم ولم تتمكن حتى من جلب المؤونة والقليل من تسنى لها ذلك،
حيث يتم كما قال السكان إيصالها إلى المنازل بواسطة الحبال كما وقفنا عليه
في عين المكان. وحسب إفادات السكان فإن المعاناة تضاعفت أكثر بعد قطع
التيار الكهربائي من قبل الجهات المعنية خوفا من حدوث أي مكروه لهم، وأشار
مواطن بالحي في حديثه للنصر أن عروس كان من الفروض أن تزف لعريسها أمس تعذر
عليها ذلك، وتم تأجيل موكب العروس إلى موعد لاحق، ولم نتمكن من مغادرة
الحي إلا بصعوبة كبيرة نتيجة للمياه التي اجتاحت الطريق الرئيسي للحي ما
جعلنا نعود أدراجنا ونسلك طرق حي عمار شطايبي باتجاه حي700 مسكن الذي وجدنا
سكانه في حالة يرثلها وهم منهمكين في تنظيف الحي. وتحدث المواطنون بمرارة
كبيرة عن هذه الأمطار التي وصفوها بالكارثة التي لم تشهد سكيكدة مثيلا لها
من قبل وكانت بدايتها في حدود السادسة صباحا، أين بدأت الأمطار تتهاطل
بغزارة كبيرة وفي ظرف نصف ساعة تحول الحي الى بحيرة ارتفع خلالها منسوب
المياه الى أزيد من متر وكانت العائلات القاطنة في الطابق الأرضي الأكثر
تضررا، حيث اجتاحتهم فيضانات عارمة لم يتمكنوا من مواجهتها وفروا مباشرة
الى الجيران في الطوابق العليا، وقد تسببت الأمطار والسيول في خسائر كبيرة
تمثلت في اتلاف كلي للأجهزة الالكترونية والكهرومنزلية، والأواني،
والأفرشة، والأثات والقليل من العائلات من تفطنت وقامت بنقل المتاع
والأغراض ووضعها بسلالم العمارات وأضاف السكان أن العائلات تضامنت فيما
بينها وقاموا بكراء جرافة بغرض تنظيف الحي من الأوحال، والشوائب والطين
الذي اجتاح أرجاء العمارات بصورة مخيفة، فيما تكفل آخرون بتسريح البالوعات
من الأتربة. وأبدى سكان الحي سخطهم الكبير لغياب السلطات المحلية والولائية
التي لم تقم حسبهم ولو بزيارة للاطمئنان على العائلات المتضررة ومعاينة
حجم الأضرار التي خلفتها هذه الكارثة الجوية، وأشاروا في هذا الخصوص أنهم
عاشوا فيضانات ممثلة في السنوات الماضية لكن ليس بحجم هذه "الكارثة". وغير
بعيد على هذا الحي شهد القطب الاداري الذي تتواجد فيه مديريات
التربية،التجارة، التخطيط، الطاقة والمناجم نفس الوضعية، حيث اجتاحت السيول
المكاتب ولم يتمكن العمال والموظفون من الالتحاق بعملهم. كما هو الحال
بالاقامة الجامعية رقم 4بالحدائق التي وصل فيها منسوب المياه إلى
حوالي40سنتيم. هذا وعلمنا من مصالح الحماية المدنية أن تخلها عبر الاحساء
المتضررة تواصل الى غاية ليلة امس رفقة ديوان عمال ديوان التطهير من اجل
امتصاص المياه لفك الحصار عن السكان وتمكينهم من الخروج، وبعده يتم تحويل
العملية على مستوى المؤسسات التربوية. هذا وقد علمنا من المكلفة بالاتصال
بالبلدية أن المير قام بزيارة الأحياء المتضررة وتم تسخير الامكانيات
اللازمة لعملية التنظيف. كمال واسطة
تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 03 سبتمبر 2013 17:44
الزيارات: 85
تميزت فترة حكم رئيس الجمهورية الحالي للجزائر عبد العزيز بوتفليقة
بالكثير من الأمور الخطيرة التي لم تشهدها البلاد خلال فترات حكم الرؤساء
الست الذين تعاقبوا على البلاد، حيث كثرت مظاهر الفساد والنهب للمال العام
وتزييف الحقائق والكذب على الرأي العام والشعب في العديد من الأمور
المتعلقة بمستقبل البلاد إلى جانب تراجع مستوى الخطاب الرسمي إلى الحضيض
خاصة مع تولي الوزير الأول عبد المالك سلال لمهمة تسيير شؤون البلاد بسبب
مرض وغياب بوتفليقة عن البلاد، والذي لا يخلو خطاباته الرسمية من الهفوات
والزلات والتي تجعل الحكومة التي يرأسها مسخرة أمام الرأي العام.
كما شهدت الساحة السياسية حالة غير مسبوقة من الانغلاق بسبب احتواء
السلطة لكل الأحزاب النشطة وتأسيس ما يعرف بالتحالف الرئاسي، كما لم تسلم
تلك الأحزاب وخاصة الكبرى من الأزمات والانقسامات .
و شهدت فترة حكم عبد العزيز بوتفليقة انشقاق عديد الأحزاب و ظهور صراعات
بين أعضاء وقيادات الأحزاب منها ما تعرض له حزب التجمع الديمقراطي والذي
مازال مستمرا رغم استقالة الأمين العام أحمد أويحيى وكذا ما تعرض له الحزب
العتيد وتنحية عبد العزيز بلخادم والذي لا يزال يتخبط في صراعات على الكرسي
وقيادة الحزب بالإضافة إلى خروج كل من عبد المجيد مناصرة وعمار غول وبشير
مصيطفى من حزب حركة مجتمع السلم. كما ظهرت ما يعرف بسلطة “الشكارة” وتحكمها
في الانتخابات الرئاسية وبيع الأحزاب لمقاعد البرلمان بالملايير.
حيث شككت أحزاب المعارضة في قدرة الرئيس بوتفليقة على الاستمرار في منصبه
حتى أفريل 2014، ورأت أن صور عودة رئيس بوتفليقة من رحلته العلاجية وبيان
رئاسة الجمهورية الذي يعلن استمرار خضوع رئيس الجمهورية لفترة نقاهة وتأهيل
وظيفي، بأنه يفرض التفكير الجدي في انتخابات رئاسية مسبقة حيث طالب رئيس
الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، الرئيس بوتفليقة “برد السلطة إلى
الشعب عبر تنظيم انتخابات رئاسية مسبقة”، وقال تواتي إن “الصور وبيان رئاسة
الجمهورية، تؤكد أنه في وضع لا يساعده على القيام بمهامه الدستورية، وأفضل
هدية يمكن أن يقدمها الرئيس إلى الشعب، تشفع له كل أخطائه السياسية، هو
تنظيم انتخابات مفتوحة وضمان نزاهتها، هذا أمر مهم للغاية يمكن أن يسجله
التاريخ لصالح الرئيس”.
وقال رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، إن حمس لا تريد التعليق على
مجرد صور غير مشفوعة بالحقائق “ليس لدينا معطيات كافية للحكم على مدى قدرة
بوتفليقة على قيامه بمهامه الدستورية، الأمر مرتبط بالملف الصحي للرئيس،
وهذا أمر يكتنفه الغموض”، واستبعد تطبيق المادة 88 من الدستور “نحن لسنا
متدخلين في نقاش حول مسألة تطبيق المادة 88 من الدستور، لأنها غير قابلة
للتطبيق، ما يهمنا إجراء الرئاسيات المقبلة في ظروف نزيهة”. كما طالب
التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، بإجراء فحص طبي مستقل يكشف حقيقة صحة
الرئيس وقدرته على الاستمرار في منصبه حيث قال “رئيس الدولة غير قادر على
القيام بالحد الأدنى من واجباته، وشؤون البلد تدار بالوكالة، والجزائريون
ومن خلال بعض الصور المقطرة دون وجود صحافة مستقلة، تأكدوا يقينا أن رئيس
الدولة مريض تماما، وجميع البيانات الرسمية المطمئنة لا يمكن أن تكذّب هذا
الواقع”، وأضاف أن هذا الوضع “يعطي لبوتفليقة صفة رئيس افتراضي” .
و أفاد الأمين العام لحركة النهضة، فاتح ربيعي، أن الغموض الذي يسود ملف
الرئيس الطبي لا يسمح لأي طرف بإصدار حكم أو موقف، ودعا الطبقة السياسية
إلى تحمّل مسؤولياتها “ليس مفيدا الآن النقاش حول إعلان حالة الشغور أو
انتظار موعد الانتخابات في موعدها، النقاش يجب أن ينصب على عدم فرض السلطة
لمرشحها، وعلى ضرورات توفير شروط نزاهة الانتخابات المقبلة، ويساهم الرئيس
في ذلك”.
وذكر جبهة العدالة والتنمية، لخضر بن خلاف، أن “الصورة والبيان وجلوس
الرئيس على كرسي متحرك، يثبت أنه مازال مريضا، والسؤال الذي يطرح الآن هل
الرئيس قادر على أداء مهامه الدستورية؟ خاصة ونحن أمام قضايا عالقة وبصدد
دخول اجتماعي ساخن”، وأضاف “على الرئيس مصارحة الجزائريين، ما إن كان
يستطيع استكمال عهدته”، وقال رئيس حزب “جيل جديد”، سفيان جيلالي، أن الرئيس
سيواصل الخضوع لفترة راحة وتأهيل وظيفي، يفسر عدم قدرة الرئيس بوتفليقة
على الاستمرار في منصبه، وهذا يفترض أن يكون كافيا لأن يفتح الطريق أمام
انتخابات رئاسية مسبقة.
ورأى حزب التجديد والتنمية أن “عودة الرئيس بوتفليقة خطوة هامة لتوضيح مدى
قدرته على الاستمرار في منصبه، توازيا مع مخاطر عدم الاستقرار التي تتهدد
البلاد”، وقال بيان للحزب “ينبغي ألا نحجب حقيقة أن المواطنين ينتظرون
حلولا سريعة ومستدامة وتحقيق العدالة الاجتماعية”.
نوال مخطاري |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق