الأحد، يناير 28

اتهمت ''الخبر'' بالـ''التدميرية'' وقاربت بين الصحفي وعنتر زوابريليلة سقوط خليدة تومي في ''فواصل''





اتهمت ''الخبر'' بالـ''التدميرية'' وقاربت بين الصحفي وعنتر زوابريليلة سقوط خليدة تومي في ''فواصل''
المصدر: ع·ابراهيم 2007-01-28




فوتت السيدة خليدة تومي على نفسها فرصة أخرى لتبرير الانطلاقة الكارثية لفعاليات تظاهرة ''الجزائر عاصمة الثقافة العربية''، رغم الإمكانيات الضخمة التي وفرتها الدولة الجزائرية لإنجاح الحدث· فقد بدت أول أمس عبر الحصّة التلفزيونية ''فواصل'' وكأنها جاءت لتخلص ثأرا مبيتا مع الصحافة الجزائرية، عندما اتهمتها بالوقوف على آلام الجزائر كلها و بالعمل على ''تدمير'' كل شيء جميل في هذا البلد· وأمعنت السيدة الوزيرة فيما تعتقده ''صراحة''· وهو في الحقيقة رعونة وتحامل، عندما ساوت بين الصحفي وأمير الـ ''جيا'' عنتر زوابري في عدم التخويف·· ''أنا لم يرعبني زوابري فما بالك بالصحفي''؟في البداية بدت السيدة تومي وكأنها وزيرة ثقافة بلد آخر وتنتمي إلى حكومة تحكم شعبا آخر، عندما رفضت انتقادات الصحافة الجزائرية لعرض الانطلاقة الرسمية جملة وتفصيلا، فبالنسبة إليها الشعب الجزائري، عن بكرة أبيه، أعجب بما حدث في القاعة البيضاوية، وبعملية حسابية بسيطة حد السذاجة، وكنا نعتقد بأن أساتذة الرياضيات بإمكانهم إنتاج معادلات أعقد من هذه وأذكى، راحت تومي تحاول إقناع الرأي العام الجزائري بالمعادلة الفكاهية التالية ''الصحافة تريد أن تمارس الوصاية على الشعب الجزائري لأنها أرادت أن تفشل حفلا حكم عليه هو بالنجاح''؟، وبما أن الأمر كذلك، فإن ضيفة ''فواصل'' يمكنها أن تؤكد على المباشر بأن الصحافة الجزائرية تفصلها هوة كبيرة عن الشعب الجزائري، بدليل أن الحملة التي قالت بأن بعض الصحف قادتها ضد المرشح عبد العزيز بوتفليقة لم تمنعه من الوصول إلى قصر المرادية؟منطق غريب وغبي لم تعد الوزيرة تستحي من إنتاجه في كل مرة تتهم بالتقصير، فشماعة تعليق الفشل موجودة·· صحافة شريرة تهوى تدمير كل شيء جميل في هذا البلد، كما فعلت يومية ''الخبر'' مع تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، إنه الصحفي الذي لا يجب أن يخيفكم كما لم يخيفكم عنتر زوابري·· هل ضاق صدر خليدة تومي بالتعددية إلى درجة المساواة بين الصحفي وأمير الـ ''جيا'' في عدم التخويف؟ هل أعماها الغضب إلى درجة لم تعد معها تفرق بين حرية النقد وبين السب والقذف والشتم، الذي يعاقب عليه القانون، عندما اتهمت يومية ''الخبر'' بالعمل على ''تدمير'' التظاهرة· وبما أن ذاكرة الوزيرة ضمرت إلى هذا الحد نسمح لأنفسنا بتذكيرها بأن جريدة ''الخبر'' كانت أول صحيفة جزائرية حاورت منسق لجنة التنظيم المقال السيد لأمين بشيشي وأفردت له صفحة كاملة، كما أفردت صفحة كاملة لخليفته السيد كمال بوشامة، وأفردت أيضا نفس المساحة للسيدة الوزيرة نفسها عندما شرفتنا ضيفة على ''فطور الصباح''·· لكن بعض البشر هم هكذا ''يأكلون الغلة ويسبون الملّة''·· وبعض المسؤولين هم هكذا، يعشقون الأبواق وماسحي الأحذية، وحلم حياتهم أن يتحول كل الإعلاميين إلى منتمين إلى هذا الفريق أو ذاك·انتهت ''فواصل'' دون أن تقدم السيدة الوزيرة أي تبرير مقنع لتأخّر انطلاق النشاطات المسرحية والسينمائية، التي كانت قد وعدت من على صفحات جريدتنا ''التدميرية'' بأنها ستكون قبل حفل الانطلاق الرسمي، كما لم ترد الوزيرة على سؤال يتعلق بتعهدها بإطلاق ما لا يقل عن 100 عنوان قبل 12 جانفي، وعن تأخر الأشغال على قاعة ''الأطلس''، التي كانت نفس الوزيرة قد وعدت بافتتاحها قبل نفس التاريخ·· وهنا يحق لنا أن نرسم علامة استفهام كبيرة حول الذي يمكن أن تبرر به الوزيرة إخلافها لكل هذه الوعود·· هل منعها الصحفيون ''الزوابريون'' من ذلك؟·· هل الجرائد ''التدميرية'' والصحافة ''التي لا تمثل إلا نفسها'' هي التي حالت بينها وبين وفائها بالتزامتها؟·· طبعا الجواب لا يمكن إلا أن يكون نفيا· لكن السيدة الوزير لا تفكر بمنطقنا نحن المواطنين العاديين، بل بمنطق ''الأنتلجانسيا''، التي تقرأ الأسواني، وتعرف واقع الإعلام في الهند وفرنسا، وتستطيع أن تنتقل من أقصى المعارضة إلى أقصى الولاء للسلطة بسرعة البرق· السيدة الوزيرة كانت ربما تبحث عن الخروج من ''فواصل'' ضحية، وإذا بها تتحول ''جلادا'' على الطريقة القروسطية·· وصدق درويش حين قال ''سقط القناع عن القناع''·

ليست هناك تعليقات: