الاثنين، يناير 1

kal

وطار يبدد تراثا روائيا؟
سليم بوفنداسة
حين تفرغ من قراءة المذكرات، على نفس واحد، طبعا، ستعرف أن الرجل قد أجرم في حقك كقارىء وفي حق نفسه ككاتب حين أهمل دار الحاج محند أونيس كل هذا الوقت.أخفى الطاهر وطار سيرته الضاجة بأنهار الإبداع طيلة مسيرته الروائية حتى ما إذا بلغ السبعين وقف على قمة سيدي رغيس وشرع في مناداة بنات عمه، حبيباته القديمات اللواتي لم ينطق لسان الحب بينه وبينهن،وظل حبا أعجم لا يفصح عن نفسه لكنه يغذي العروق، تماما كما نادى جده "الباتريارك" القادم من ألف جهة، الجد القوي الجبار الذي يشبه جد غارسيا ماركيز، الجد الذي يدير لعبة الحياة باتقان العارف المحيط بما خفي وغاب، جد يغرس سلالته في المكان ثم يوزعها كيما يخفي لوعة ما، لوعة سيترجمها الحفيد إلى بكاء حار وهو يكتب المذكرات!وبالطبع ستتفرع العائلة إلى أعمام، كل عم حكاية، وأبناء ونساء قويات يدرن أمور العائلة من خلف غلالة ضعفهن المعلن ككل الجزائريات اللائي يروضن الرجل الهائج ويطبخن روحه على نارهن الخفية. "نانا خشيمة" كان يمكن أن تكون أما عظيمة تفرد لها رواية، تماما كما كان من حق الجد محند أونيس على الحفيد أن يفرد له رواية يتمدد فيها ويقيم. وكذلك كان من حق الفتى الذي نجا من عين جده أن ينصف نفسه باللغة القديمة، أن يقيم بيتا لروحه هناك تحت الجبل الذي يأسر أشجارا غريبة، تحت سيدي رغيس حيث البيت الأول هو البيت الأخير، لا تنفع معه الإقامة الصيفية في شنوة ولا في غيرها.لقد أعدت "العائلة" الفتى ليكون الناطق بلسان روحها، لذلك أرسله جده إلى "غورماط" لا ليأتي بالغلال ولكن ليكتشف ذلك الشيء البراق المزركش ، المستطيل والمستدير الذي كان لابد أن يعرف ما هو وأن يرى ما إذا كان يصلح له أو لجده أو للأسرة الكبيرة عموما وما إذا كان يؤكل(!)لكنه سيكون من نصيب الفتى وحده بلا ريب وسيعرف على لسان جده كما سنعرف أن ذلك الشيء الذي عثر عليه وهو عائد من "غورماط" إسمه " القلم " وسيقول له الجد : "ستكون شيخا، وأي شيخ، يا لها من بشارة"." كان جدي يبحث عن وريث لمشيخة أولاد الوطار، وهو لم يكن سوى رئيس قبيلة وجد فيّ بعض الملامح الدالة على أهليتي، بعضها يلحظه من خلال سلوكي وتصرفي، وطريقة نقاشي معه، بالنسبة لباقي أولاده وأحفاده... وبعضها يعيده إلى الصدف وإلى الغيب. فصورتنا عن أنفسنا هي فيلم يتأرجح يتقدم أو يتأخر، وليست ساكنة،يمكن التشبث بها".وبكل نرجسية سيقول لنا الحفيد فيما بعد "ولئن كان إسمي الآن يرفع كل رأس أولاد الوطار وكل الحراكتة بمختلف أعراشهم، ومناطقهم، وكل الجزائريين بمختلف أجناسهم فإن ذلك لم يتم، بغير معاناة مريرة، واستماتة ومكابدة، وليس ببساطة وراحة بال يا جدي العزيز".لكن "السياسة" ستفسد بلا ريب الفتى فتعجنه ويعجنها وينصرف الكاتب إلى تناول الشأن العام في رواياته، الشأن العام بزوره وبهتانه، فتصير الرواية حيلة لمقارعة حياة تتأبى على الحياة نفسها، من رواية إلى أختها ظل وطار يصوغ حياته الثانية خائضا حروبه الدونيكيشوطية، ولم ينتبه إلا وهو على قمة السبعين منهكا من حروبه نصف المنجزة.. فتذكر أنه أهمل بيتا قديما "بيت الحاج محند أونيس".حسنا، سننتظر ما تبقى من السيرة الخفية لعله ينصف ذاته وحسبه ذلك وحسبنا أيضا.
الدخول الى النصر
الإشهار
الأولى
الحدث
محليات
ناس وحوادث
ثقافة
النصر ويكاند
النصر الرياضي
خاصة
الأخيرة


عن رسالة الطاهر وطار الإعتذارية للسفير الأمريكي
لمــاذا لا أريــد أن أصدقــــك؟ ··
بشير مسلم ترى لو وجه السفير الأمريكي الدعوة للروائي الطاهر وطار للحضور في النهار، هل كان سيرفضها؟ .
لست أدري لماذا تبادرت إلى ذهني هذه الفكرة وأنا أقرأ رسالة اعتذار الروائي الكبير الرافضة لدعوة السفير بحجة أنه لا يخرج في الليل إلا نادرا مثلما ورد في رسالته، وقد لا يخبرنا أبدا عن موقفه لو وجهت له الدعوة للحضور في النهار .
ومن لا يعرف بعض الخلفيات التي يتكىء عليها الطاهر وطار، فإنه وبلا شك سيبهر بهذا الموقف الكبير من الروائي العظيم .
ربما قد يكون لهذا الموقف بعض الصدق ونحن لا نطعن فيه، ولكن ما يعرفه الكثيرون عنه من مواقف متقلبة - سنأتي على ذكر بعضها -، يبين عن استراتيجية منتهجة بدقة تعرف كيف تستفيد من المعطيات، وكيف تخفت عندما لا تكون تلعب في مصلحته الآنية، فالرجل ابن متجذر في نظام سياسي كهل، بل كان رقيبا في الحزب الواحد وهي المهمة التي سمحت له بالاطلاع على النفوس والعقول من أقصى البلد إلى أقصاها .
فهل فعلا حرص وطار على عدم تلبية دعوة السفير بدعوى الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة ؟
لماذا انتظر كل هذا الوقت كي يعلن عن موقفه من الحرب التي بدأت منذ سنوات؟. وما هي المشاغل الكبيرة التي كانت تمنعه من القيام بذلك؟ .
وكيف يفكر روائي كبير في الحروب الأخرى التي تشن من هنا وهناك؟ .
ما هي نظرته للحرب الأخرى التي يقودها الغرب على الإسلام وعلى نبيه؟، لماذا لم نسمع له ضجيجا في الصحف وهو الروائي المعروف في الأوساط العالمية؟ .
برأيي أن وطار صورة مكبرة عن واقع نخبة مشلولة ومغشوشة، تـتحرك على واجهة الأحداث بدون أن تترك أثرا واضحا في الحراك العام للحياة اليومية للمواطن الجزائري، صحيح أنه يدير جمعيته الجاحظية منذ أزيد من عشر سنوات، ولكنه يديرها بمنطق أبوي خطير وصلب، وبـيد من حديد، وإن كان ظاهر سياسته فيها لا إكراه في الرأي، وما إفرازات النتائج الأخيرة لمؤتمر الجمعية إلا علامة كبيرة على رغبته المستميتة في توريث نفسه على عرش جمعية تترهل يوميا وتتكهل، ولم نر للأسف خلال هذا المؤتمر معارضة واحدة للمقررات أو التقارير، بل نقول من داخل المؤتمر أنه كلما رأى تجمعا يفوق عدده 4 إلا وقام بتوزيعهم في القاعة خشية من أن يكون في نيتهم التخطيط للانقلاب عليه، وهو الشيء الذي لم يكن واردا أصلا بالنظر لطبيعة المؤتمرين المسالمين الذين يجهلون عن قصد أو عن غيره كل النوايا الحقيقية له، والتي أبان عن جزء منها حين أعلن عن التفكير في تحويل الجمعية إلى مؤسسة نفعية ستدر الملايير .
إن الموقف البسيط للطاهر وطار الذي أعلن فيه عن نشر جزء من مذكراته ثم إبداء نيته في التراجع عن ذلك في حوار مع جريدة >المحقق< بحجة الإضرار بمصالح الدولة، يعطي برأيي نموذجا قارا عما ذهبنا إليه من قبل في أن السياسة التي ينتهجها الطاهر وطار مبنية على تكتيك نفعي أكثر مما هي مبنية على رؤية صادقة تراعي ثقله ككاتب له وزنه وكلمته. هل تجنينا في هذه الورقة على شخص الطاهر وطار؟، ربما سيقول أي أحد أن هذه عملية مـبـيتة لتصفية حساب معه؟. أي نعم إنها عملية تصفية حساب مع جيل كامل أورثنا الهزال والحقد والنميمة، منحنا تاريخا ملطخا بالوهم والعصاب .
لم يعلمنا أي شيء سوى التقهقر والتشكي، فعندما تدخل مقر الجاحظية وتقابل وطار لن يستقبلك سوى بكلام عن ضعف ميزانيته وشح مصادر التمويل، المال·. المال، فرغم الإمكانيات الضخمة التي يحوزها، ورغم المصادر المتنوعة الداعمة له، ليس أقلها ما تمنحه إياه الشاعرة الكويتية سعاد الصباح من دعم مالي لكي يصدر مجلة التبيين، وللأسف تخرج بذلك الشكل المخزي .
هذا الجيل الذي يستنسخ نفسه باستمرار، ويجد دائما الطريقة المثلى للترويج والدعاية ولا يكف عن إثارة المزيد من أفكار لا تمت بصلة إلى الإشكاليات الخطيرة التي تعاني منها الجزائر، فهل أوقف الروائي وطار نفسه في خضم التفاعلات التي تهم مصيرنا؟، ماذا يكتب حقيقة منذ روايته اللاز؟، وهل أسهمت بقية رواياته في التغيير المنشود الذي يطمح إليه كل كاتب صادق تجاه مجتمعه؟ .
منذ السبعينات - وعلى رأسهم الطاهر وطار-، لم تقد هذه النخب المجتمع سوى إلى الغرق في أتون التخلف والانهيارات المتتالية، لا خطاب ثقافي عالي، لا رواية تفتح الأبواب علينا، ولا شاعرا كبيرا نلتف حوله، لا رمز ثقافي يبشر بجزائر أخرى، أحكموا القبضة على المسار وتحالفوا في ما بينهم كي لا ينحرف القطار قليلا نحو الهامش الصادق .
لذلك تراني لا أريد أن أصدق ادعاءات الروائي الطاهر وطار التي رفض من خلالها دعوة السفير الأمريكي، ولا ألوم هذا الأخير لأنه لا يعرف سوى هذه النخب والتي من المؤكد أنها لم تخبره عن نخب أخرى لطالما أعلنت عليها الحرب من طرف هؤلاء، هذه الحرب التي مثلما قال عنها وطار في رسالته أنه يمقتها .
مليكـة مستظـرف
كتابة المعاناة ومعاناة الكتابة
> مليكة مستظرف< قاصة مغربية متميزة بأتم معاني الكلمة، ليس من حيث كتاباتها الإبداعية التي تفضحالمسكوت عنه في المجتمع المغربي سياسيا، اجتماعيا وأخلاقيا، بشكل دفع بها الى أن تبلغ مرحلة التأسيس لكتابات البوح والفضح والإفصاح عن اللامفكر فيه، بل تجاوزت ذلك الى مرحلة المعاناة القاسية مع مرض خطير أقعدها الفراش الى أن وافتها المنية في بداية شهر سبتمبر الماضي ·
بوداود عميـّـر
انعكس المرض الخطير على حياتها وكتاباتها بشكل جلي، والملفت أن تلك الكتابات المصنفة بكتابات الفضح وتعرية الواقع بارهاصاته، كما أسّس لها روائيا الكاتب الكبير >محمد شكري< من خلال رائعته >الخبز الحافي< باتت ترفع لواءها الآن في المغرب الأقصى أصوات نسائية فرضن وجودهن بامتياز على الساحة الأدبية المغربية وحتى العربية بما يشكل ظاهرة أدبية مغربية بامتياز، من بينهن أشير على وجه الخصوص الى : حدة قادر، منى وفيق، ربيعة الريحان في مجموعاتها القصصية:>مشارف التيه، شرخ الكلام، بعض من جنون< وهناك أيضا الكاتبة وفاء مليح في مجموعتها القصصية الأخيرة >اعترافات رجل وقح <·
عايشت مليكة الموت وعايشها أو كما قال عنها ذات يوم الكاتب المغربي الراحل محمد الزفزاف >أنت تحملين موتك معك<· في سنة 1986 حكم الأطباء عليها بالموت، لكنها استمرت في الحياة، في سنة 1990 أصدر الأطباء مجددا الحكم عليها بالرحيل، لكنها واصلت صناعة الحياةئ ، أما في سنة 1992 فقد أكد الأطباء بما لا يدع مجالا للشك العلمي أنها لن تستطيع الاستمرار باعتبارها تعيش في غيبوبة عميقة، لكنها لم تمت، كما أنها لم ترحل حتى في المرة التي اختارت فيها الرحيل قصدا بمحاولة الانتحار، تقول مليكة في هذا الموقف >فكّرت ذات هزيمة أن أنتحر ابتلعت كميّة من الأدوية لفظني الموت وعدت للحياة بجسد أكثر انهاكا وتعبا، كما ترون الحياة مصرّة عليّ <·
منذئذ صارت تصادق الموتئ>تسخر منه أحيانا بل دائما، بالحلم والحرف والسؤال، هكذا هي الفراشات أبدا تحلق وترقص فرحا على حافة الموت ، لا تأبه لما يحيق بها من أخطار، فقط تتزين بأبهى الألوان، تسافر عبر الحقول والأزهار، تموت حبا في النور، ترقص حوله رقصة الانتماء وتواصل المسير ضدا في القبح و الانتهاء< أو كما قال عنها الكاتب المغربي عبد الرحيم العطري وهو يصف عودتها الى نبض الإبداع والحياة بعد محاولة الانتحار الفاشلة ·
وتقول في حوار أجري معها بخصوص رحلتها مع الموت المتربص بها:> حكم عليّ الأطبّاء بالموت مرّتين ، أبدأ حصّة غسيل الكلى ولا أعرف إن كنت سأعود للبيت على قدميّ أو على ظهري· وما يخيفني حقّا هو الموت الرّمزي كالإقصاء والتّهميش والحصار· هذا هو الموت الحقيقيّ !!<·
وقال الكاتب المغربي >أحمد بوزفور< في بيان رفضه لتسلم جائزة كتّاب المغرب >من بين ما قال أنه يخجل أن يأخذ تلك الجائزة من أخته >مليكة مستظرف< التي تموت تحت أنظار الجميع و هم ساكتون ينتظرون أن تموت نهائيا ليرثوها <·
أطلق عليها الشاعر سعيد هادف اسم >سيدة الإصرار<· فيما كان يقول عنها الشاعر المغربي الراحل >محمد الطوبي< أنها تملك >قوة الفراشة في هشاشتها ولهذا فهي تطير< وقد ألفت >مليكة مستظرف< عملين إبداعين الأول بعنوان >جراح الرّوح و الجسد< وهو عبارة عن عمل روائي والثاني مجموعة قصصيّة تحمل عنوان >ترانت سيس <·
لقد اتخذت >مليكة مستظرف< لنفسها ولإبداعها موقعا آخرا وهو أن تعيش ما بقى لها من دقائق، ساعات، شهور أو سنوات تفضح السائد، تقول المسكوت عنه واللامفكر فيه وتعري القبح، أو كما قالت في حوار أجري معها:>سأحاول نزع بعض الأقنعة وسيرى الجميع كم تبدو وجوهنا كريهة بدون أقنع، لكن الآن أكتفي بابتلاع لساني والصّمت حتّى لا أهدر طاقتي من كثرة الحكي لأنّي لحظة تفجيرها أريدها بركانا وزلزالا·· أريدها صفعة في وجه كلّ مدّعي العفّة من سياسيّين و قوّادين·· الّذين يحيلون أحلامنا إحباطات وأسى <·
تجدر الإشارة الى أن المجموعة القصصية التي ألفتها بعنوان >ترانت سيس< و تعني بالعربية ست وثلاثين يصادف نفس العمر الذي توفيت فيه الكاتبة ·
lien permanent
ajouter un commentaire
0 commentaire(s)
عن رسالة الطاهر و (hhh) posté le mardi 14 novembre 2006 17:30

قراءة في معاهدة الصداقة الجزائرية - الأمريكية
كوندوليزا رايس تعيد لبجاوي وثائق الأرشيف ··
جمال غلاب/ كاتب
بمقر كتابة الدولة لوزارة الخارجية الأمريكية، وأمام الصحافة الدولية، تسلم وزير الخارجية أحمد بجاوي رسميا أرشيف الوثائق المتبادلة بين الدولتين الجزائرية والأمريكية بدءا من سبتمبرمن سنة .1795 إلى هنا الخبر عادي، لكن ما ليس عاديا هو جرأة كوندوليزا رايس عند اقدامها على مثل هذه المبادرة التي لم تجرأ ولا شخصية سياسية أمريكية من قبل على القيام بها ·
لقد سلمت حافظة الأوراق لبجاوي ولسان حالها يحمل الكثير من عبارات التقدير والثناء لما قدمته الجزائر من خدمات جليلة للحكومة الأمريكية في الأيام الأولى لاستقلالها، حيث كانت محاصرة داخليا وخارجيا من طرف اسبانيا التي كانت ترى في النظام الجمهوري الذي سنته الولايات المتحدة خطرا على مستعمراتها في الجنوب - أمريكا اللاتينية -، ومن انجلترا التي كانت دائما ترفض استقلالها وفرنسا المنافس الشرس لها .
ويرجع الفضل لمواطنها ـ جيمس ليندر كاثرت `james leander cathcart ` فهذا الأخير ومن خلال مذ كراته كان أسيرا عند الداي حسين، وقد قضى 10سنوات في الأسر، لكن نظرا لثقافته العالية وحسن أخلاقه عرض عليه الداي الجزائري أكثر من مرة الدخول في الاسلام مقابل عتقه وترقيته وتزويجه ومنحه سكنا ولكنه رفض، وحسب تفسيره وما قدمه من مبررات بقوله : بأنه لا يرفض الاسلام لكن وضعه المتمثل في الرق هو الذي يعيقه، فهو يريد الدخول إلى الاسلام وهو حر وليس عبدا، وبالفعل اقتنع الداي بمبرراته وتركه حرا في قناعاته، ولم يغضب عليه بل رقاه الى أن صار ـ جيمس ـ المواطن الأمريكي رئيسا لديوان الداي· فحسب ما ورد في مذ كرات - جيمس ليندر - أنه في 13 أوت 1795وصلت سفينة اسبانية تحمل رسائل من ـ دونا لد صون جوزيف ـ إلى كل من سكجولد براند السفير السويدي والقبطان ـ أوبرا ين ـ ورسالة الى المستر ـ مونتو جمري ـ وهؤلاء كانوا كلهم في الجزائر اضافة إلى ـ جيمس ليندر ـ رئيس ديوان الداي· وبعد الاطلاع على هذه الرسائل، تم ابلاغ الداي حسين بقدوم السفير لتوقيع معاهدة الصداقة بين الجزائر والولايات المتحدة .
وحسب مذكرات جميس ليندر أن الداي كان غير مرتاح للأمريكيين ولمعاهدتهم، بدليل أنه لما عرضت عليه الرسائل المتعلقة بهذه المعاهدة، حمل ما قد يترتب من مسؤولية الفشل لـ ـ جيمس ليندر ـ، لكن إلمام >جيمس< بمعرفة الداي وطريقة تفكيره حاول تبديد بعضا من غضبه بقوله:> إننا نريد أن تحصل الولايات المتحدة على معاهدة صداقة بنفس الشروط التي استفادت بها هولندا<، وبانفعال أجاب الداي > إذا لم تكن أمريكا تريد الاستفادة من حسن نيتي، فالذنب ذنبها<، فيجيبه رئيس ديوانه ـ جميس ليندر ـ :> نحن نريد أن ندفع، كما نريد أن تشعر الى أي حد تحترمكم امريكا وتقدركم، ولكن في نفس الكفة التي توجد فيها اسبانيا والبرتغال ونابلي التي ظلت على محاربتكم منذ عصور بعيدة· ونحن في بلدنا لا نشعر بعداوة نحو المسلمين، فالمسلمون يستطيعون بناء المساجد ويمكنهم رفع أعلامهم الاسلامية في أمريكا >وهكذا استطاع ـ جيمس ليندر ـ اقناع الداي حسين بقبول دخول السفير الأمريكي الى الجزائر وـ يضيف ليندر انه اثر هذه الموافقة من الداي قام بكتابة رسالة الى السفير الأمريكي ـ دونالصون ـ وضمنها جواز سفر ثم سلمها ـ كجولد براند ـ السفير ـ السويدي ـ الذي قام بدوره باستئجار سفينة لجمهورية راجوازا لكي تحمل الرسالة الى اليكونت وتعود بالسفير الأمريكي وقد تمت هذه الترتيبات في كامل السرية، ومع ذلك علم السفير الفرنسي ـ فاليير ـ بالخبر وقد بعث الى جيمس يطلبه لمعرفة التفاصيل والتقى الثلاثة في بيت السفير السويدي ـ كلا من ـ جيمس ليندر ـ و السفير الفرنسي ـ فاليير وتم اطلاعه على مضمون الرسالة التي بعث بها الى السفير الأمريكي في اليكونت· واثناء اللقاء غضب السفير الفرنسي، لكونه لم يكن يعلم بكل هذه المعطيات ·
وفي يوم الخميس3 سبتمبر 1795 نزل ـ دونالد صون ـ من على ظهر السفينة ورافقه الى البيت المعد له فى دار الخلافة، وبسرعة البرق وفي اليوم الموالي الذي هو يوم عطلة عند الجزائريين ومع ذلك بذل كل طاقاته ـ جيمس ليندر ـ من أجل أن يحصل على موعد للسفير الأمريكي مع الداي وقد نجح في ذلك ·
وبعد ساعتين من استقبال السفير الأمريكي وقبوله مبدئيا، حضّر الداي قائمة من المطالب مقابل الصداقة الأمريكية الجزائرية يضيف ـ جيمس ليندر ـ أنه بعدما تسلم مثل هذه القائمة الثقيلة لتوصيلها الى السفير الأمريكي بمقر اقامته بدار الخلافة، انزلقت رجله على بلاط المرمر، فوقع على الأرض فقال له الداي حسي>ألا تستطيع الوقوف على رجليك ؟< فأجابه ـ جيمس ـ ان ثقل مطالب سعادتك جعلتني أرزح وأسقط على الأرض ـ فانفجر الداي ضاحكا على ما صدر من ليندر رئيس ديوانه .
وبحضور السفير السويدي وبكري كوهين وجيمس ليندر تمت مناقشة مقترحات الداي حيث تم ادخال بعض التعديلات الطفيفة عليها، وعلى جناح السرعة نقلت الى الداي، وما إن اطلع عليها حتى صرخ في وجه رئيس ديوانه·.> ماذا تعني بحمل مثل هذه المقترحات إلي؟ أتريد أن تتخذ مني ألعوبة ؟< فيجيبه جيمس ليندر وهو يرتعد خوفا >كلا يا سيدي فإن هذه مقترحات السفير وليست مقترحاتي ثم أن صلاحيات السفير الأمريكي محدودة ولا يستطيع أن يقدم أكثر من هذا المبلغ وهذا المبلغ أكبر من المبلغ الذي حصلت عليه من الحكومة الهولندية<· ثم قاطعه الداي بجملة لطيفة حتى يخفف من الخوف الذي كان يبدو سافرا على رئيس ديوانه بقوله >إنك كذاب فإن صلاحيات السفير الامريكي وسلطاته في هذه المفاوضات ليست محدودة كما تقول لأن سفير فرنسا أرسل من يخبرني بأنه يحمل تفويضا غير محدود، فيجيب جيمس ليندر: >لو وصفت لسعادتكم السفير الفرنسي بأنه كذاب وجاهل ذلك لأن رئيس الولايات المتحدة نفسه لا يخوله الدستور السلطات التي قالها لك السفير الفرنسي <·
وبعد مفاوضات عسيرة تنازل الداي حسين على الكثير من الشروط لأسباب نجد تفسيرها في تصريحه التالي مخاطبا رئيس ديوانه >إنك تعرف كيف تحتال وتخادع وتقنع، فلو رفضت الآن شروطكم وطردت سفيركم، لكان ذلك مصدرا لكثير من الغبطة والسرور في قلوب أعدائكم <·
وبتاريخ 5ماي 1796 تلقى جورج واشنطن أول رسالة من الداي حسين نقلها له جيمس ليندر إلى فلاد فيا وبهذا الانجاز الرائع تحرر رئيس ديوان الداي من عبوديته وصار حرا طليقا أفاد بخبرته المصالح الأمريكية، حيث تم تعيينه فيما بعد سفيرا في كل من تونس وليبيا .
عن رسالة الطاهر وطار الإعتذارية للسفير الأمريكي
لمــاذا لا أريــد أن أصدقــــك؟ ··
بشير مسلم ترى لو وجه السفير الأمريكي الدعوة للروائي الطاهر وطار للحضور في النهار، هل كان سيرفضها؟ .
لست أدري لماذا تبادرت إلى ذهني هذه الفكرة وأنا أقرأ رسالة اعتذار الروائي الكبير الرافضة لدعوة السفير بحجة أنه لا يخرج في الليل إلا نادرا مثلما ورد في رسالته، وقد لا يخبرنا أبدا عن موقفه لو وجهت له الدعوة للحضور في النهار .
ومن لا يعرف بعض الخلفيات التي يتكىء عليها الطاهر وطار، فإنه وبلا شك سيبهر بهذا الموقف الكبير من الروائي العظيم .
ربما قد يكون لهذا الموقف بعض الصدق ونحن لا نطعن فيه، ولكن ما يعرفه الكثيرون عنه من مواقف متقلبة - سنأتي على ذكر بعضها -، يبين عن استراتيجية منتهجة بدقة تعرف كيف تستفيد من المعطيات، وكيف تخفت عندما لا تكون تلعب في مصلحته الآنية، فالرجل ابن متجذر في نظام سياسي كهل، بل كان رقيبا في الحزب الواحد وهي المهمة التي سمحت له بالاطلاع على النفوس والعقول من أقصى البلد إلى أقصاها .
فهل فعلا حرص وطار على عدم تلبية دعوة السفير بدعوى الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة ؟
لماذا انتظر كل هذا الوقت كي يعلن عن موقفه من الحرب التي بدأت منذ سنوات؟. وما هي المشاغل الكبيرة التي كانت تمنعه من القيام بذلك؟ .
وكيف يفكر روائي كبير في الحروب الأخرى التي تشن من هنا وهناك؟ .
ما هي نظرته للحرب الأخرى التي يقودها الغرب على الإسلام وعلى نبيه؟، لماذا لم نسمع له ضجيجا في الصحف وهو الروائي المعروف في الأوساط العالمية؟ .
برأيي أن وطار صورة مكبرة عن واقع نخبة مشلولة ومغشوشة، تـتحرك على واجهة الأحداث بدون أن تترك أثرا واضحا في الحراك العام للحياة اليومية للمواطن الجزائري، صحيح أنه يدير جمعيته الجاحظية منذ أزيد من عشر سنوات، ولكنه يديرها بمنطق أبوي خطير وصلب، وبـيد من حديد، وإن كان ظاهر سياسته فيها لا إكراه في الرأي، وما إفرازات النتائج الأخيرة لمؤتمر الجمعية إلا علامة كبيرة على رغبته المستميتة في توريث نفسه على عرش جمعية تترهل يوميا وتتكهل، ولم نر للأسف خلال هذا المؤتمر معارضة واحدة للمقررات أو التقارير، بل نقول من داخل المؤتمر أنه كلما رأى تجمعا يفوق عدده 4 إلا وقام بتوزيعهم في القاعة خشية من أن يكون في نيتهم التخطيط للانقلاب عليه، وهو الشيء الذي لم يكن واردا أصلا بالنظر لطبيعة المؤتمرين المسالمين الذين يجهلون عن قصد أو عن غيره كل النوايا الحقيقية له، والتي أبان عن جزء منها حين أعلن عن التفكير في تحويل الجمعية إلى مؤسسة نفعية ستدر الملايير .
إن الموقف البسيط للطاهر وطار الذي أعلن فيه عن نشر جزء من مذكراته ثم إبداء نيته في التراجع عن ذلك في حوار مع جريدة >المحقق< بحجة الإضرار بمصالح الدولة، يعطي برأيي نموذجا قارا عما ذهبنا إليه من قبل في أن السياسة التي ينتهجها الطاهر وطار مبنية على تكتيك نفعي أكثر مما هي مبنية على رؤية صادقة تراعي ثقله ككاتب له وزنه وكلمته. هل تجنينا في هذه الورقة على شخص الطاهر وطار؟، ربما سيقول أي أحد أن هذه عملية مـبـيتة لتصفية حساب معه؟. أي نعم إنها عملية تصفية حساب مع جيل كامل أورثنا الهزال والحقد والنميمة، منحنا تاريخا ملطخا بالوهم والعصاب .
لم يعلمنا أي شيء سوى التقهقر والتشكي، فعندما تدخل مقر الجاحظية وتقابل وطار لن يستقبلك سوى بكلام عن ضعف ميزانيته وشح مصادر التمويل، المال·. المال، فرغم الإمكانيات الضخمة التي يحوزها، ورغم المصادر المتنوعة الداعمة له، ليس أقلها ما تمنحه إياه الشاعرة الكويتية سعاد الصباح من دعم مالي لكي يصدر مجلة التبيين، وللأسف تخرج بذلك الشكل المخزي .
هذا الجيل الذي يستنسخ نفسه باستمرار، ويجد دائما الطريقة المثلى للترويج والدعاية ولا يكف عن إثارة المزيد من أفكار لا تمت بصلة إلى الإشكاليات الخطيرة التي تعاني منها الجزائر، فهل أوقف الروائي وطار نفسه في خضم التفاعلات التي تهم مصيرنا؟، ماذا يكتب حقيقة منذ روايته اللاز؟، وهل أسهمت بقية رواياته في التغيير المنشود الذي يطمح إليه كل كاتب صادق تجاه مجتمعه؟ .
منذ السبعينات - وعلى رأسهم الطاهر وطار-، لم تقد هذه النخب المجتمع سوى إلى الغرق في أتون التخلف والانهيارات المتتالية، لا خطاب ثقافي عالي، لا رواية تفتح الأبواب علينا، ولا شاعرا كبيرا نلتف حوله، لا رمز ثقافي يبشر بجزائر أخرى، أحكموا القبضة على المسار وتحالفوا في ما بينهم كي لا ينحرف القطار قليلا نحو الهامش الصادق .
لذلك تراني لا أريد أن أصدق ادعاءات الروائي الطاهر وطار التي رفض من خلالها دعوة السفير الأمريكي، ولا ألوم هذا الأخير لأنه لا يعرف سوى هذه النخب والتي من المؤكد أنها لم تخبره عن نخب أخرى لطالما أعلنت عليها الحرب من طرف هؤلاء، هذه الحرب التي مثلما قال عنها وطار في رسالته أنه يمقتها .
lien permanent
ajouter un commentaire
0 commentaire(s)
الطاهر وطار من خل (oooo) posté le mardi 14 novembre 2006 17:27

الطاهر وطار من خلال مذكراته "أراه... "الحزب وحيد الخلية... دار الحاج محند أونيسكيف قذف مساعدية بوطار إلى الجحيم فسقط في النعيم
م.ع.كريم
شكل صدور الجزء الأول من مذكرات الطاهر وطار، "أراه..."، حدثا ثقافيا شملت ظلاله أجنحة صالون الجزائر الدولي للكتاب في دورته الحادية عشرة، 2006. ويكفي التذكير هنا بما شهد به مدير دار الحكمة، ناشرة المذكرات، من إقبال عليها ترجمه بيع 300 نسخة خلال سويعات من اليوم الأول من عرضها.يتمحور هذا الجزء من المذكرات حول حادثة "الإحالة السياسية" لصاحبها على "المعاش" أو "الشيخوخة المبكرة"، كما يسميها، من جهاز حزب جبهة التحرير الوطني في النصف الأول من عقد الثمانينيات من القرن الماضي؛ ظروفها، وردة فعل الطاهر وطار إزاءها وانعكاسات ذلك على مساره السياسي والثقافي.الحادثة تبدو مفصلية للغاية في مسار صاحبها، وإلا فأي حادثة أكبر من تلك التي تقود صاحبها إلى شفا الانتحار؟ يحرص وطار في تناوله ظروف إحالته على المعاش "إحالة سياسية واضحة بينة" من حزب جبهة التحرير الوطني، الذي كان يشغل فيه منصب مراقب وطني، على إفادة القارئ وتنبيهه أولا، إلى "مراسلات العسكر" التي تشكو "مما ورد في قصة "الزنجية والضابط" المنشورة في مجلة "الآداب" البيروتية، وتلفت النظر إلى وجود عنصر خطير ضمن إطارات الحزب". وهذه المراسلات لا تخلو، عادة، من أهمية قصوى سواء بالنسبة إلى من توجه إليهم، أم بالنسبة إلى موضوعها. ثم ما بالنا إذا صادفت اتفاقا في الرؤية لدى مسؤول جهاز الحزب الذي "يفضل وجود مشعوذ يكتب الرقى والأحجبة في صفوف جبهة التحرير الوطني على وجود شيوعي... ". وهو ما يفهم منه أن الظروف ناضجة مبدئيا لاتخاذ أي إجراء في غير صالح المشتكى منه.وللولوج إلى قلب الأزمة يحط وطار رحال سرده في النقطة الملتهبة فيها. وهي مؤتمر الشبيبة الخامس؛ حيث يقول "..، وفي هذا المؤتمر انتهت علاقتي الشكلية بحزب جبهة التحرير الوطني. أحرقت سفني ونحرت إبلي وجعلت العدو أمامي والعدو خلفي والعدو على جنبي، ولا بحر حولي أهتم بأمره..." ثم يضيف "أحرقت سفني، نحرت إبلي، وسواء وشى بي الحاج عمارة (شقيق مساعدية) أم لم يش، وسواء أتخليت عن العقل، الذي أوصاني الرفيق صايفي بالوفاء له، أم لا، فقد اصطدمت مباشرة مع محمد شريف مساعدية في الميدان". ولكن كيف حدث ذلك؟تفيد المذكرات بأن ذلك حدث عن طريق التصميم على فتح النقاش عكس رغبة "أنصار الصمت" في قيادة الحزب. لقد كان وطار يتساءل عن جدوى مؤتمر للشبيبة لا يفتح فيه المجال لتضارب الآراء ومناقشة قضايا المشروع الاشتراكي الجاري تنفيذه في المجتمع. وبالتالي تلاقح الأفكار في اتجاه تعزيز مسار المشروع. غير أن الكلمة الأخيرة كانت في النهاية لصالح صف وطار، حيث فتح مجال النقاش وقرأ وطار قصيده الشعبي الذي من بين ما يقول فيه:"هذا خامس مؤتمرات..نجمة ضواية في السما تعلات..حمرا بدم الشهداء توضات..."وبعد هذه الحادثة، لم يبق على جهاز الحزب، حسب المذكرات، سوى فتح "ملف الطاهر وطار" بجميع صفحاته السياسية والثقافية. وهنا يشير صاحب المذكرات إلى "قضية استقبال الوفود الشيوعية العربية في بيتي عندما تزور الجزائر وغيرها". الأمر الذي جعل المسؤول الأول على الحزب في ذلك الوقت يعلق بالقول: "جبهة التحرير تدعوهم ووطار يجتمع بهم". أما فيما يخص الصفحات الثقافية للملف فيذكر وطار قضيتين هما "مشروع تحويل روايته الزلزال إلى فيلم"، وقضية رفض تزكيته لجائزة "اللوتس" التي يرعاها الاتحاد الآفروآسيوي للكتاب. المشروع الأول انتهي إلى الفشل بسبب اعتراض مسؤول اتحاد الكتاب الجزائريين، وهو مستشار لرئيس الحزب، عليه، بسبب انتماء كاتب الرواية للشيوعية. أما الثاني فبسبب عدم مساندة مندوب اتحاد الكتاب الجزائريين لمرشح الجزائر الذي لم يكن غير الطاهر وطار. حينما يصل وطار إلى نقطة الإحالة على المعاش يعلق بالقول: "وضعنا سي محمد شريف في كيس واحد ورمانا في المزبلة". فلقد قضي الأمر إذن: "مبروك عليك لقد سرحوك... إلى الخلف درت!.."وهنا يفيد وطار في مذكراته بأن مسؤول الحزب "... راح يرتب شؤون زملائي. ولا شك أنه كان يستقبلهم بعيدا عن الأعين، بينما تعرضت أنا للجوع... وها إنني أنتحر هاهنا في شاطئ بن حسين في منزلي الصيفي، هذه 22 سنة خلت".وعن تفاصيل "مشروع الانتحار يقول وطار في مذكراته:" أحضرت معي قنينة الحامض، خلطت كمية منها بالنبيذ في انتظار عملية الرحيل إلى العام المريح، فتنفرج كربتي نهائيا. بهذه الوسيلة التي هيء لي أنها المثلى. إذ يكفي أن أغمض عيني وأن أعب كأسا في بطني، ثم أتوجع منتظرا الحدث السعيد: العبور إلى ما وراء الجدار. جلست مستندا إلى الجدار وقارورة الخليط السعيد أمامي..." وهنا تفتح المذكرات مجالا للانخراط في سرد الظروف القسرية التي وجد وطار نفسه فيها، والتي كانت تحتم عليه اختيار واحد من ثلاثة حلول هي:إما الاستسلام للنوم والكسل ورائحة المطبخ، والانتقال إلى ممارسة التجارة والزواج والأولاد... وإما التحول إلى سكير مدمن والتعجيل بما تبقى من أيام الشيخوخة المبكرة المفروضة عليه،وأخيرا الانتحار. وهو الأمر الموشك على الوقوع.وهنا يعلق وطار قائلا "لا بد من إيجاد مخرج ما. لا بد من هيكلة جديدة لهذا الحزب الشيوعي- الطاهر وطار مع الاحتفاظ بخليته الوحيدة. وقبل اتخاذ القرار ومباشرة التنفيذ يطرأ الطاهر وطار على نفسه في هيئة فنان أديب ساحبا إياه إلى الوراء إلى هناك حيث البداية... إلى دار الحاج محند أونيس... وفي ومضة من ومضات الحلم، يستهلك وطار فيها ما يقارب المائة صفحة من السرد الجميل المتسربل بشؤون الطفولة ومشاغلها، متدرجا شيئا فشيئا في اتجاه استعادة الذاكرة العامرة بتفاصيل الحياة من مظاهرها الطفولية البسيطة في القرية المنشأ إلى تعاليق المثقف المدقق في مجالات الأنساب والفيلولوجيا والأنتروبولوجيا الثقافية والجغرافيا الخاصة بعشيرته ومنطقة منشئه... وهو ما يجعل المذكرات بحق، كما سجل الأديب عز الدين ميهوبي، سجلا "يتناول التاريخ بتجلياته والأفراد بأمزجتهم والسياسة بألاعيبها والكتابة بمتاعبها والنضال بانحرافاته والعلاقات الإنسانية باختلاف أهوائها كما لو أن حياة كل إنسان ليست أكثر من دراما فيها شيء من الملهاة والمكابدات..". وهنا ينفتح أفق حياة الطاهر وطار انفتاحه على الحياة عبر المذكرات عوض أن ينفتح على مآل غير محمود، كما ينفتح مرة أخرى، وأحمد، عشير المؤلف في منزله الصيفي، يوقد النور "فقابلته القنينتان، وقابلني ، يقول الطاهر وطار، أنا ديوان فرانسيس كومب" ممتهنو الربيع" فمددت يدي أتصفحه، بعد أن قررت أن أترجمه. وهكذا ابتعد شبح الانتحار نهائيا، وخلفته مهمة جديدة هي التفرغ للأدب وللثقافة العربية في هذا البلد المستهدف".وهكذا أيضا "بعث مسؤول الحزب الطاهر وطار إلى الجحيم فوجده ينبعث في النعيم، ولسان خياله يشير له بـ:" أن كل مسؤول يعين على رأس الحزب وحيد الخلية عبارة عن هداد يحرش الفحل المستسلم للإرهاق متوسلا: زررر، جيب عشاك وعشانا".
الدخول الى النصر
الإشهار
الأولى
الحدث
محليات
ناس وحوادث
ثقافة
النصر ويكاند
النصر الرياضي
خاصة
الأخيرة


lien permanent
ajouter un commentaire
0 commentaire(s)
قنــاة الجزيـرة& (hhh) posté le mardi 14 novembre 2006 17:25

لماذا وكيف؟
مـاذا بــقي من المثـقف؟ !
نعيش ضياعا ايديولوجيا سببه غياب مشروع جدي للمجتمع تصنعه النخب وتنجزه كفاءات براغماتية
فضيل بومالة
يظل سؤال المثقف يطرح عندنا من وجهة نظر انطولوجية·· أي هل يوجد في بلادنا من ينعتون بـ >المثقفين<· والوجود، كما أتصور، يقتضي المعنى والوظيفة والرسالة وليس التكوين والكيان· وللتوضيح هنا، فإن الوظيفة، مجتمعية كانت أم سياسية، مشروطة بالراهن وأدوات الخطاب وآليات الصراع·· كما أن التكوين بمعناه الأكـاديمي لا يعني أبدا اتجــاها خطـــيا نحو بناء المثقـــف كما نتصوره أو تشكيــل >نخب< ما ·
صحيح أن المفاهيم التأسيسية الكبرى التي ميزت >العقل الغربي< خصوصا قد تغيرت أو اتخذت دلالات أوسع، غير أن المشترك فيه، ونحن نتحدث، عن >المثقف< أنه يظل جزء فاعلا ومحركا للوعي الجمعي بل مصدرا لشرعية ما يبحث عنها المجتمع باستمرار· قد يزيد ذلك الفعل وقد ينقص، لكنه يبقى لصيقا بالمثقف·· وغالبا ما توضع على عاتقه رسالات ومسؤوليات أكبر منه أو ليست من صميم عمله أصلا ·
والحقيقة أن مثقف اليوم لم يعد رهينة بيئته أي محدود التدخل والحقل الدراسي سواء أكان منتسبا لفضاء الحضارة أو لعالم التخلف· وذلك ما لم يدركه كثيرنا في >العالم الثالث< مجازا مما عزلنا أكثر رغم وسائل الاتصال والعلومة· مثقفنا صامت أمام قضاياه متحجر أمام قضايا العالم من حوله·· أما المثقف الغربي فيتدخل، كرسالة إنسانية من وجهة نظره، في كل القضايا السياسية والإعلامية والبيئية وحتى طرق التفكير والبرامج المقررة في المدارس والجامعات والقنوات الإذاعية والتلفزيونية· لا يفعل ذلك بالضرورة لمصلحة >دولة< أو >جماعة<·· بل ينطلق من وعيه للإنسانية وتصوره لذاته وللعالم· وفي هذا المقام تحديدا، نادرا ما نجد مثقفا عربيا تخطى الحدود واخترق البنى السوسيولوجية والنفسية والكيانات المختلفة داخل المجتمع الغربي·· حتى وإن كان مقيما داخله يتمتع بجنسيته ومواطنته· لا أخاله من هذه الزاوية انتقل من مستوى المستعمر إلا ليحط رحاله في مستوى >ما بعد المستعمر< بتعبير فرانتز فانون· بينما ألفت، من الجهة الأخرى آلاف الكتب وفتحت عشرات الجامعات ومئات مراكز البحوث والتفكير في مجمل أوروبا وأمريكا الشمالية، من أجل دراستنا وفهمنا وانتاج الاستشارة لنا وفرض خيارات وبدائل علينا ·
وهنا أصل لمحور الإجابة عن سؤال ماذا بقي من المثقف·· والسؤال ذاته ينسحب على السياسي والديني وكل الفواعل الإجتماعيين الآخرين بدون استثناء خصوصا وأن أزماتنا بلغت حد التركيب، وهو أخطر من التعقيد، فإذا كانت >النخبة< متعددة أي نخبا مختلفة في مرجعياتها وتشكلها ومجالات عملها، ولم تعد تعني حصريا النخبة الثقافية المتعلمة بل أصبحت >اقتصادية< و>سياسية< و>دبلوماسية< و>عسكرية< و>رياضية< و>دينية<، الخ، فإن >المثقف< يظل مفهومه واحدا يتمحور حول من يمتهن ويمارس فنون العقل والتفكير والجمال· ورغم نسبية كل مفهوم، فإن المثقف يظل مرتبطا بتلك الأبعاد الثلاثة يعبر عن وجوده من خلالها أيا كان الفضاء الذي يشتغل فيه وعليه، ومن حيث بعده التاريخي وصناعته المباشرة لمعادلتي التغيير والحضارة، يضاف إلى تلك العناصر الذاتية تطويره لأدوات الحراك الاجتماعي والإلتزام بقضايا مجتمعه وأمته والانسانية جمعاء· ولن نستطيع تحديد وتحجيم الذي بقي من المثقف أي من رمزيته وشرعيته وسلطته إلا إذا أدركنا وحددنا مكانته وما هو المنتظر منه في مرحلة من المراحل ·
فإذا انطلقنا من زاوية >غرامشية< حيث يتموقع >المثقف< كموظف داخل البنى الفوقية السياسية أو الثقافية أو الاجتماعية مما يؤهله أن يعطي للمجتمع السياسي الشرعية والولاء من خلال إرسائه لقواعد >الاجماع< داخل نسق ايديولوجي وثقافي موحد، إنه مثقف السلطة القائمة أو التي يجب أن تكون· وبالموازة معه، يطور غرامشي نفسه مفهوم المثقف العصري المناهض لكل أشكال السلطة القهرية· المثقف الملتزم بالإنخراط في سيرورة مختلفة عن سيرورة السيطرة الاجتماعية أو السياسية الداخلية أو الاستعمارية الخارجية· ذلك الإلتزام هو المؤسس للنخبة الجديدة ·
إننا بالنظر لهذين الاتجاهين لمفهوم المثقف عند انطونيو غرامشي، نفتقد ثقافيا وتنظيميا لوظيفته تلك· فلا نملك سلطة بمثقفين يؤسسون لها، يهيكلونها ويدافع عنها (وهو أمر مشروع وطبيعي في التاريخ) بمعنى أن السلطة لا تكسب شرعيتها وقوتها و>الاجماع حولها< من عالم الأفكار والقيم الاجتماعية، وبالتالي لا تحتاج لوظيفة المثقف السلطوي، كما أن المثقف ذاته، وحال ما ينخرط في السلطة، يتكيف آليا بل ويجرد نفسه من رسالته ويصبح >سياسيا< بالمعنى المتخلف، أما عدم انخراطه أو رفضه للهيمنة أو تهميشه لا يعني أبدا أنه سيصبح مثقفا عضويا ملتزما بقضية ما تجاه السلطة والمجتمع معا· أي أننا للأسف لا نعرف لا سلطة المثقفة ولا مثقف السلطة (وكم هي بحاجة لمن يثقفها ويوجهها) ولا المثقف العضوي سواء أكان حزبيا أو نقابيا أو مدنيا من حيث التنظيم والغاية ·
لقد عرفت سلطنا المتعاقبة مثقفين كبارا (م · حربي، ع· مزيان، م· فرعون·· الخ) لكنهم لم يتركوا أثرا يذكر في تلك السلط ·· كما أنهم راحوا ضحية للدهماء من المنتسبين لعالم السياسة، كما أنهم، وما أكثرهم، لم يستطيعوا بناء تيار أو مدرسة أو قوة موازية لها تأثيرها في صناعة واتخاذ القرار، وأخطر من ذلك، فقد نقلوا لعالم >المثقف< أمراض السياسي وسلوكاته المشينة· لقد تحول من مثقف عضوي، انطلاقا من الأمثلة المذكورة، إبان ثورة التحرير إلى مثقف موظف بعد الاستقلال (حالة مالك بن نبي نموذجا )·
إنني أبحث من خلال السؤال أيضا عن >المثقف الجماعي< بلغة بيار بورديو·· المثقف الذي يقبل الاختلاف ويقبل الآخر فكريا من أجل قضية مشتركة سواء أكانت مرتبط بالديمقراطية أو الاستبداد أو التطهير العرقي أو الاستعمار الجديد أو المظاهر الجديدة للحداثة وما بعدها· إن >المثقف الجماعي< لا يفقد الكاتب أو المفكر استقلاليته كما أنه يحصنه من ظاهرة الاستنساخ السياسي أو الثقافي· إن جزائر اليوم تعيش ضياعا ايديولوجيا سببه غياب معالم أي مشروع جدي للمجتمع·· مشروع تصنعه النخب والأفكار البديلة وتشرف على انجازه كفاءات براغماتية غير مهضومة· فسؤال المثقف يبقى أبدا سؤال النقد والرؤية وتحطيم الأصنام الفكرية والسياسية· سيظل يرافق تخلفنا ومحنتنا أيا كان شكل ووظيفة المثقف: مستقلا، عضويا، ملتزما، سلطيا، ذاتيا أم جماعيا· وإذا لم يكن في واحدة من كل هذه، فماذا سيبقى منه؟ !

قنــاة الجزيـرة، ما لهـا وما عليـــها

عندما عرضت >الجزيرة< شريطا مصورا للزرقاوي أدرك المتفرجون كلهم أن أيامه معدودة ··
مرزاق بقطاش
أعترف بادىء ذي بدء أنني أرجع إلى قناة الجزيرة في جميع ما يتعلق بالعراق. أبكي مع إخوتي العراقيين، وألعن مسؤوليهم الذين ارتضوا أن تظل الجزمة الأمريكية فوق رقابهم. إذ ما الفرق بينهم وبين صدام حسين؟ هذا قتل وذبح، وهم قتلوا وذبحوا إخوتهم بمباركة من الأمريكيين وبمساعدة منهم .
لقناة الجزيرة إيجابيات كثيرة لا يمكن أن يجحدها جاحد، لكنها في مقابل ذلك كله، تنطوي على الكثير من النقائص، والعاملون فيها جميعا يسعون إلى تبييض ما هو مسود .
نقطتان أود التركيز عليهما، أولاهما: طبيعة هذه القناة بالذات التي يزعم منشطوها ومسؤولوها سواء بسواء أنهم يتمتعون بالحرية المطلقة في نشراتهم الإخبارية وفي المواضيع الأخرى التي يعالجونها. كيف يستطيع أولئك جميعا أن يكونوا عراض الأكتاف، وذوي ألسنة طويلة لا ينجو منها أحد، وعلى أمتار قليلة منهم تقبع أكبر قاعدة جوية أمريكية في المشرق العربي كله؟ حتى قاعدة (دييغو غارسيا) في المحيط الهندي عبارة عن (قويعدة) ببوارجها وطراداتها البحرية وبطائرات البي .52
هل يريد أولئك كلهم ذر الرماد في العيون؟
يستحيل أن تكون هناك حرية إعلامية في هذه القناة والجزمة الأمريكية فوق رقبتها. الأخبار التي تقدمها في نشراتها قد لا تمر عن طريق المخابرات المركزية الأمريكية وجهاز البنتاغون، ولكن العسس الأمريكيين وأعوانهم في كل صقع يحللون تلك الأخبار دلاليا واستراتيجيا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا وإلى ما غير ذلك من القراءات السميولوجية .
عندما نشاهد بن لادن وهو يدلي بتصريح من تصريحاته النارية في شاشة الجزيرة وقد غطى جميع ما يحيط به ببعض الستائر أو الأقمشة، ندرك تمام الإدراك أنه يريد تبليغ رسائله، ولكنه يعمل المستحيل لكي لا يكتشف أحد المكان الذي يوجد فيه. المتفرج لا يعرف ما إذا كان بن لادن هذا مختبئا في مغارة، أم في كوخ، أم في غابة من الغابات. ومعنى ذلك أنه لا يثق في قناة الجزيرة، وتلك طبيعة الحرب. عندما عرضت قناة الجزيرة شريطا مصورا لأبي مصعب الزرقاوي، أدرك المتفرجون كلهم أن أيامه معدودة. وبالفعل، فقد قتل بعد ذلك ببضعة أيام. وليس معنى ذلك أنني أدافع عن الزرقاوي، بل إنني لم أر فيه خيرا منذ أن نفذ حكم الإعدام في الديبلوماسيين الجزائريين في أرباض بغداد. الجزائر أولا وقبل كل شيء، خاصة في هذا الزمن العربي الذي دخل فيه كل واحد دارته وراح يطل من النافذة على جيرانه وإخوته وهم يقتلون ويشردون وتنتزع لقمة العيش من أفواههم .
إذا أرادت قناة الجزيرة أن تواصل عملها الإعلامي، فذلك شأنها، أما التمويه، والقفز على الحبلين، فإن الشارع العربي يعرفهما معرفة جيدة، بل إنه صار قادرا على تدريسهما في أرقى جامعات الدنيا .
النقطة الثانية التي أود الإشارة إليها ذات علاقة بالعرب والعروبة. العروبة الناقصة أمجها مجا، وأرفضها رفضا قاطعا. أنا من جيل تربى على العروبة والإسلام رغم أن الدماء البربرية تسري في عروقي سريانا. لا يمكنني أن أنكر هذه العروبة في أسمى معانيها وأرقاها، ولكن العروبة التي تتوقف عند حدود الشرق الأوسط، ولا تلتفت إلى الشمال الإفريقي إلا إذا حدثت زوبعة من الزوابع، أو جرى الحديث عن جنرال من الجنرالات، أو سقط العشرات من القتلى والجرحى أو شيء من هذا القبيل- هذه العروبة - لست في حاجة إليها. وما أكثر الشعارات التي تتردد في قناة الجزيرة من مثل :(منبر من لا منبر له)، و (الزعيم الفلاني سيتحدث في المسألة الفلانية). وتتوقف عربة الجزيرة عند حدود مصر بسبب من أن مصر تعيد كتابة تاريخها الحديث عن طريق الجزيرة .
لا أحد في هذه القناة يتجرأ ويقول كلاما غير مناسب في حكام المملكة العربية السعودية والخليج وسوريا وغيرها من بلدان الشرق الأوسط. المنشط الفلاني ترتعد فرائسه وهو يتحدث عن سوريا على سبيل المثال. وقد تسنى لي أن ألاحظ ذلك ذات يوم وأنا في جولة بالشرق الأوسط. تحدث زميلي عن الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر بكل حرية، وسايرته، لكن، ما إن ذكرت حكام سوريا حتى زوى حاجبيه وانصرف عني على الرغم من أننا كنا على مبعدة ألفي كيلومتر عن دمشق. هذه العروبة الناقصة تذكرني ببعض الأمور الأدبية. ولي أن أتساءل الآن: هل التفتت جائزة سلطان العويس للرواية والشعر والنقد، ولو مرة واحدة، صوب المغرب العربي؟ وللقارىء الكريم أن يجيب كيفما شاء له هواه. هذه العروبة الناقصة هي التي لا أحبها في قناة الجزيرة. العروبة إما أن تكون كاملة مكتملة، وإما أن تذهب إلى الجحيم. ذلك أنها الوجه الآخر من هذه العملة المغشوشة التي تروج لها أمريكا في العالم العربي كله. وأشهد الله على نفسي أنني لا أكره أمريكا، بل أمقت سياستها، تلك التي تنتقل من (كنتاكي) و(نيوجرزي) و(كولورادو) وغيرها من الولايات المتحدة لكي تلقي بأثقالها في العراق وفي غير العراق .
قناة الجزيرة مسؤولة عن الخبر الذي تقدمه، كما أنها مسؤولة عن العروبة، أو عن جزء كبير من العروبة. وأعترف مرة ثانية أنني أتابعها في جميع ما يتعلق بالعراق، ولكن، بحذر شديد. فلو سقط العراق -لا قدر الله- لما بقي للجزيرة من أثر، ولما بقي الخليج العربي خليجا. براميل البارود يمكن أن تـنفجر في كل مكان .
lien permanent
ajouter un commentaire
0 commentaire(s)
نوال السعداوي تت (oooo) posté le mardi 14 novembre 2006 17:22

نوال السعداوي تتحامل على أعـمال نجيب محـفوظ وتسخر من قسيمة الزواج
نـوّارة لـحـرش
أطلت نوال السعـدواي مؤخـرا عبر احدى الفضائيات اللبنانية الخاصة وتحدثت لأكثر من ساعتين بكثير من الثقة و الإشكالية المعتادة منها والتي تثيرها في كل تصريحاتها وحواراتها. المعروف أن الدكتورة السعداوي ممنوعة من اجراء الحوارات والظهور على المحطات التلفزيونية والإذاعية في مصر بالإضافة إلى أن كتبها ممنوعة، وهي نفسها ممنوعة من الكتابة في الصحف بسبب جرأة أفكارها، وتمردها على كل ما هو متعارف عليه سواء كان في الدين أو المجتمع أو حتى في السياسة.محاورها اللبناني كان في البداية يركز على أسئلة تتمحور حول الله فقط كي يستفزها ، فما كان منها إلا أن اعترضت على نوعية الأسئلة في بداية الحلقة وتمحورها حول الله فقط ... وقالت لمحاورها : " بأنها سيدة تحفل حياتها بالكثير لتتحدث عنه، تمتلك عقل وتفكير وعلم وأديان وفلسفة وطب و43 كتاباً الفتها خلال رحلتها في الحياة ، فلماذا يحصرها في أسئلة بعينها ؟" وطلبت منه أن يخرج من دائرة هذه الأسئلة .بعدها تشعبت الأسئلة وأخذت اتجاهات أخرى وقد مارست السعداوي جرأة الرد كعادتها فحين سألها الصحفي عن الإلحاد ... نفت السعداوي أن تكون ملحدة وقالت بأنها باحثة في الأديان وبأن رحلة بحثها لم تنته بعد، حتى تصل للحقيقة ثم تختار، وبأنها ترفض أن ترث الدين... وأنها ترى أن الله هو الضمير، وانه لا يخرج من المطبعة، في إشارة للكتب السماوية، وأن الناس البسطاء الذين لا يجيدون القراءة والكتابة يعرفون الله بالفطرة بأنه العدل والخير في الحياة. ثم أردفت :" أننا شعب يخاف من خياله وأن هذا الخوف هو نتيجة حتمية للتوارث في كل شيء وانعدام قدرتنا على الإختيار . وتسأل الصحفي من اين لنا هذه القناعة؟ وتكمل بأن الإيمان بالوراثة ليس إيماناً " ...أيضا تحدثت عن علاقة الإبداع الفكري بالتمرد والفلسفة والطب وعلم الكون ..تحدثت كذلك عن انعدام الضمير في عصرنا هذا، وعن هزائمنا المتكررة أمام إسرائيل، والحكومات الفاسدة التي تسهل لها مهمة هزيمتنا، بمباركة أميركا التي تنهبنا.وأضافت بأن 50% يعيشون تحت خط الفقر في مصر بسبب المشروعات الفاسدة والعولمة وأن العالم العربي يتحكم به حفنة حكام، يحكمون الملايين ويفعلون ما يشاؤون، والأغلبية تجوع ... وبأنها تبحث عن وسيلة لإنقاذ هذه الملايين... وشددت على أن العالم العربي انتهى وبات هناك " شرق اوسط" ... وتساءلت لماذا قتل الناس بالآلاف في جنوب لبنان؟ واجابت نفسها : لأننا لا نفكر.... والجامعات لا تعلم ...!انتقل الصحفي بعدها للحديث عن أول كتاب ألفته بعنوان "مذكرات طفلة اسمها سعاد" كتبته وكان عمرها 12 سنة ... وأعطاها المدرس صفر حينها... وتوجهت إلى كاميرتها عبر الفضائية اللبنانية وقالت له( أي لأستاذها ): "لو سمعت كلامك لما أصبحت كاتبة" . لأن ملاحظته أحبطتها وأفقدتها ثقتها بنفسها، وتحدثت عن التعليم وكيف أن أغلب المدرسين يقتلون الإبداع في الطالب أو التلميذ لأنهم أنفسهم يفتقرون للإبداع ومقهورين... بمعنى أن فاقد الشيء لا يعطيه.وقالت أن من أنقذها كانت والدتها التي وجدت القصة لاحقاً وهي تنظف غرفتها وقرأتها وقالت لها بأنها جميلة، فأستعادت ثقتها بنفسها. وتحدثت عن حبها للطبيعة في كل شيء وكرهها للزينة والكعب العالي منذ ان كان عمرها 10 سنوات، عندما كانوا يلبسونها الكعب العالي ... ويزينونها إستعداداً للقاء العرسان فكرهت الكعب العالي... ولا ترتدي سوى الأحذية المريحة منذ ذلك الحين، وترفض أن تُختصر الأنوثة بالكعب والزينة، وتتساءل هل نختصر الرجولة بالشارب ؟ ....تعلمت من أمها كرامة المرأة ... وأن تترك زوجها إذا تسبب بزعلها ... وأن ترفض تقبل الضرب والإذعان فقط لأجل أن يصرف عليها الرجل... وترى أن المرأة بحاجة للإستقلالية والإعتماد على الذات لكي لا تجد نفسها ضحية تحت رحمة الظلم الذكوري.وروت للصحفي كيف ضربت رجلاً لأنه تحرش بها جنسياً في الأوتوبيس... ونفت أن تكون قد تعرضت للضرب في حياتها لأن والدها لا يعرف الضرب ...وقالت بأن المرأة التي تقبل بأن تُضرب شخصية ضعيفة تستحق الضرب... والمرأة التي تقبل لرئيسها أن يهينها تستحق الإهانة .. وبررت ذلك بأن الناس يعاملونك على حسب شخصيتك. و هي ترى ان تنشئة الفرد هي التي تقرر دوره في الحياة وأننا إذا فقدنا الثقة بأنفسنا في الطفولة سنبقى على هامش الحياة.... وتؤمن بان الإبداع مقترن بالثقة بالنفس... وتساءلت لماذا لم نبتكر شيئاً كعرب منذ زمن طويل؟السادات أحد أسباب الهزيمة يعدها دار اتجاه الحديث نحو السياسة و رجالاتها وقد تحدثت عن السادات وقالت بأنه أحد أسباب الهزيمة الاقتصادية والعسكرية و للأمة العربية، وبأنه شجع موضوع التدين الزائف (معروف عن السادات بأنه شجع الحركات الدينية المتطرفة في فترة حكمه) وقالت عنه بأنه أخرج مصر من الوطن العربي ... وبأنه سجنها لأجل أرائها ... ولأنها كانت ضد سياسته ... وقالت بأسف " صدقت السادات واتسجنت "... وعن حسني مبارك قالت بأنها مختلفة معه تماما في سياسته الاقتصادية والسياسية ، أنها رشحت نفسها أمامه لأنها صدقت بأنه سيغير قانون الإنتخابات... وأنها انسحبت من الترشيح لأنه لم يعدل المادة 76 ... وقاطعت الانتخابات وأصدرت بياناُ ...وعندما سألها الصحفي : تاريخ مصر كيف سيصنفك؟أجابته بأنها غيرت حياة ناس شباب ممن قرأوا كتبها ... سواء كانوا رجالاً أم نساء ... واتهمت المجتمع بأنه يقمع ولا يربي .وهاجمت تعظيم الفرد عندما تحدثت عن نجيب محفوظ : وقالت أن هناك مبالغة ف

ليست هناك تعليقات: