الأحد، يناير 28

الصحافة فرقتني عن عائلتي ولن أتردد في زيارة إسرائيل





سليمة تلمساني صحفية الوطن لـلمحقق
الصحافة فرقتني عن عائلتي ولن أتردد في زيارة إسرائيل
كان شرطها الأول ألا ننشر صورتها بحجة خوفها من التصفية الجسدية·· اقترن توقيعها بالأخبار الأمنية لذا فضّلت تغيير اسمها خوفاً على العائلة من أن يُصيبها مكروه··تقول بكل جرأة أنها لن تتردد في الذهاب إلى إسرائيل لو وُجهت لها الدعوة ··سليمة تلمساني تكره التطرف لكنها بدأت مشوارها المهني في جريدة تتبنى خطابا إسلاميا متطرفا··تناقضات بالجملة في قصة مثيرة ··
حاورتها : رتيبة بوعدمة
في البداية نود ان نسألك عن سر تخفيك و راء إسم سليمة تلمساني؟
تلمساني هو اسم مستعار لصحفية شابة فرضت عليها الظروف الأمنية التخفي وراء ذلك الإسم حتى تتفادى المخاطر المحدقة بها في وقت كان الصحفيون يتعرضون للتصفية ·
إذن قررت تغيير اسمك في حقبة الإرهاب؟
عندما أحسست أن عائلتي في خطر، وأتذكر الجلسة العائلية التي خيرت إثرها من طرف أفراد العائلة بينهم وبين العمل الصحفي، فقررت التخلي عن اسم العائلة لكي لا أدخلها في دوامة الخوف والمخاطر التي عشتها، وكان الحل الوحيد استعمال اسم مستعار خلالها كانت القطيعة مع العائلة ·
متى التحقت سليمة تلمساني بالساحة الإعلامية؟
البداية كانت في أسبوعية >ليفاي<، حيث كنت أشرف على صفحة البيئة، إلا أنني قررت الالتحاق بجريدة مىْمهٌف'ل َمىلىُُِّّّ مٌ بعدما أصبحت جريدة >ليفاي< تتبع خطابا متطرفا كما اشتغلت في جريدة َىُّفح مٌ قبل أن التحق بجريدة الوطن، وتزامن التحاقي بالطاقم الصحفي لـِ >الوطن < مع بداية الأزمة الأمنية التي شهدتها البلاد · إقترن اسم سليمة تلمساني بالملفات والأخبار الأمنية وتميزت بتحقيق السبق في الأخبار الأمنية؟ أولا يجب أن يعلم الجميع أن تكويني ليس إعلاميا وإنما أحمل شهادة الليسانس في علم البيولوجيا، قبل أن أتخصص في المجال الأمني كتبت كثيرا عن المواضيع المتعلقة بالبيئة وكنت جد مهتمة بهذا المجال، حتى أنني التحقت بجريدة الوطن على أساس الإهتمام بالجانب البيئي · كيف تمكنت من الإنتقال من الكتابة عن البيئة إلى الحديث عن صور الدم والدمار؟ الظروف الأمنية التي شهدتها البلاد فرضت وضعا مغايرا تماما على الصحافيين، حيث وجدت نفسي مجبرة على نقل تقارير يومية عن الجرائم والمجازر التي كانت تحدثت خلالها · فلا يمكن أن أهتم بالمواضيع الخاصة بالبيئة وأنا أرى وأشاهد أمامي عشرات القتلى والجرحى، لكن هذا لم يمنعني من اجراء تحقيقات حول مسألة التلاعب بالعقار · قيل إن المصححين كانوا يعانون من تصحيح مقالات سليمة، هل هذا صحيح؟ لا يمكن لأي كان أن ينكر صعوبة الظروف التي مررنا بها حيث تستحيل في الكثير من الأحيان على الصحفي مهمة القيام بالتغطيات الأمنية في ظروف حسنة وكنا في سباق مع الزمن ونصارع أمرين الأول هو القيام بتغطية الحدث وثانيا هو الإسراع في تسليم مقالاتنا قبل إعلان حظر التجول الذي يمنعنا من الحركة · الجميع لاحظ ارتباط اسم >سليمة تلمساني< بيومية الوطن وعدم التحاقه بجرائد أخرى، ما هو السر وراء ذلك؟ ( تضحك)···، لدي علاقة جد استثنائية مع هذه الجريدة التي لدي فيها ذكريات لا يمكن أن تمحى نت الذاكرة، ولا تسمح لي أن أفكر في مغادرتها · لماذا؟ لم أفكر أبدا في مغادرة الجريدة لأني تعلمت فيها أشياء كثيرة وربما لن تسمح لي الفرصة بإيجادها في جرائد أخرى · مثلا؟ كوني اعتبر نفسي مع عائلتي، لأنني عايشت الكثير من الصحافيين ومسؤولي الجريدة، الظروف الأمنية التي كانت تشهدها البلاد في تلك الفترة وكانت بالنسبة لي >الوطن< المكان >الآمن< بعد القطيعة التي وقعت بيني وبين عائلتي حينها بسبب حالة اللاأمن التي عشناها · يقال إن سليمة تحظى بمكانة متميزة في الجريدة ·· لا، أنا صحفية مثل الآخرين لكن ربما لدي مكانة الصغيرة داخل الجريدة بحكم العلاقة العائلية (كما قلت لك) التي تجمعني بمسؤولي الجريدة خلفتها الظروف الأمنية التي شهدتها البلاد، حيث كنت أخاف من الدخول إلى البيت بسبب رسائل التهديد التي كانت تصلني يوميا، فالجريدة هي عائلتي · في فترة معينة التحق العديد من الصحفيين المعروفين بعدة قنوات أجنبية مثلا كخليفة ضش، لماذا لم تكن سليمة ضمن هؤلاء؟ ذكرت الخليفة ضش، كمثال، أولا مجمع الخليفة كانت بالنسبة لي علامة استفهام كبيرة منذ انطلاقها، حقيقة فكرة الالتحاق بالتلفزيون كانت واردة لكني لا أعتقد بأنني سأكون مرتاحة مثلما أجد نفسي مرتاحة في قاعة تحرير >جريدة الوطن <· ألم تفكري في الالتحاق أو التعاون مع جرائد أجنبية؟ في الحقيقة أنا ضد نشر تقارير حول الحالة الأمنية الجزائرية على صفحات جرائد أجنبية · يتساءل الجميع عن خلفية وصول سليمة إلى المعلومة الأمنية والتي لا يمكن أن تكون في متناول جميع الصحافيين···؟ ما تعليقك؟ تعلمت من تجربتي المهنية أن المسألة الأساسية في مهنة الصحافة هو ربط علاقات جدية مبنية مع الناس أولا ثم تتحول فيما بعد إلى علاقة ثقة يتحول فيها هؤلاء إلى مصادر خبرية، وتعلمين أن المصادر الخبرية في الجزائر هم أشخاص يخافون التصريح لماذا (تساءلت)، لأنهم يخافون من نشر أسمائهم على صفحات الجرائد وفي حال حصل ذلك سيقعون في مشاكل مستقبلا، لذلك يفضلون عدم الكلام، لكن في المقابل إذا تمكن الصحفي من ربط علاقة مبنية على ثقة مع هؤلاء الأشخاص يمكن أن يتحولوا إلى مصادر أخبار بشرط ضمان حماية المصدر وعدم الكشف عن اسمه · ألم يحدث وأن نقلت سليمة معلومة خاطئة هدفها دعاية مغرضة؟ أقول لك أنه نادر جدا، حتى لا أقول أبدا أن حدث وأن تلاعبت المصادر التي أتعامل معها بي وقدمت لي معلومات خاطئة تحمل نية مبيتة · وهل تنكرين أن تحصل الصحفي على المعلومة الأمنية مربوط بمدى علاقته بأجهزة السلطة؟ بالنسبة لي المصالح الأمنية بمختلف أسلاكها مصالح الشرطة، الدرك الوطني، عناصر الجيش، المخابرات، كلها أعتبرها مصادر إخبارية لا غير · اتُهمت بأنك تعملين لصالح أجهزة الأمن الأمر الذي يجعلك تتحصلين على المعلومة من دون صحافيين آخرين؟ لا، أتحدى أيا كان يتهمني بالعمل لصالح جهة أمنية معينة أن يأتي بالدليل لأني أشتغل لصالح جريدتي، وهدفي الأساسي الوصول إلى المعلومة· المهم أن تكون صحيحة، في حال إذا ما نقلت معلومة خاطئة حينها يمكن مناقشتي في المسألة، والشيء الأساسي بالنسبة للصحفي هو نقله لأخبار صحيحة من مصدرها الأصلي· لقد كتبت على أعوان الأمن وكتبت على رجال الدرك الوطني، في هذه الحالة كل واحد منهم يعتبرني أعمل لصالحه دون الآخر! (تتعجب )· إذا في أية خانة تصنفين هذه الإتهامات؟ ببساطة كل صحفي تمكن من الحصول على معلومة أو الوصول إليها يصبح مصدر إزعاج لدى البعض، لهذا تلفق له تهمة التعامل مع جهة معينة، وأنا لا أهتم بهذه الأمور · ورد اسمك في موقع الضباط الأحرار وصنفت ضمن قائمة الصحافيين المجندين في المخابرات، فكيف كان رد فعلك خلالها؟ لم يكن للأمر تأثير كبير عليّ لأني كنت ضمن قائمة الصحافيين المحكوم عليهم بالإعدام من الجماعات المسلحة منذ سنة 2991 وكنت بالنسبة للمتطرفين الإسلاميين أكثر من معارضة بل العدو رقم واحد · هل تمكن الموقع من تشويه سمعتك؟ الوحيد الذي يمكن أن يشوه سمعتي هو القارئ والرسائل التي كانت تصلني منهم وتعبر عن إعجابهم بكتاباتي فالمسألة بالنسبة لي فرحة كبيرة وأكبر رأسمال، وليس ما ينشره الإسلاميون والضباط المنشقين عن المؤسسة العسكرية · ولماذا تبدين منزعجة من الموضوع؟ ما أزعجني حقا هو الكشف عن اسمي الحقيقي عبر هذا الموقع وأنا كنت جد حريصة على عدم الكشف عن اسم عائلتي قصد حمايتها ولكن بعض المتعاونين مع هؤلاء تعمدوا تسريب اسمي وعرضه على الأنترنيت بالشكل الذي يعرض عائلتي للخطر، لو ورد اسم >سليمة تلمساني< لما انزعجت، وأقول لهم إن كان لديهم دليل ضدي بالعمل لصالح المخابرات ما عليهم سوى مواجهتي · ما رأيك في التصنيف الذي ورد في موقع الضباط الأحرار بخصوص الصحافيين؟ الشيء الذي صدمني هو تقسيم الصحافيين إلى صنفين، الصحافيين الضحايا وهم مدراء الجرائد والصحافيين >النكرة< وهم السفاحين كأن أكون أنا سفاحة وسعد بوعقبة صاحب الخبرة ضحية ··مثلا !· ما رأيك في الإسلاميين؟ لدي علاقات جيدة مع الإسلاميين وأنا ضد الإسلامويين المتطرفين · ما رأيك في عنتر زوابري···؟ أقول أنه مجرم وأكثر من مجرم · أجريت حوارا مع أحد مؤسسي الجماعة المسلحة سابقا، كيف وصلت سليمة إلى عمار شيخي؟ لقد أجريت معه حوارا إن لم تخن الذاكرة مرتين عندما خرج من السجن في إطار قانون الوئام المدني، وقد أحضره أحد الأشخاص إلى مقر الجريدة وهو إنسان معروف يشتغل في المؤسسة العسكرية وإثرها (قلت له لو مازلت تنشط ضمن الجماعة المسلحة هل كنت أمرت بتصفيتي، قال حينها نعم كنا في حرب · سليمة أول صحفية نقلت مستندات خاصة بقضية الخليفة وأول من فجر قضية زنجبيل، لماذا أنت السباقة دائما؟ بكل بساطة أنني >أنبش< وأبحث وراء المعلومة· ما ذنبي إذا سلمت لي ملفات من طرف مسؤولين دون غيري من الصحافيين بحكم ثقتهم بي · ألم يحدث وأن وضع على مكتبك ملف هام وسري للغاية وقمت بكتابة تقرير حوله ونشرته كما هو باسمك؟ أبدا وفي حال حصل صدقيني لن أندفع بل أقوم بعمل التحري والتأكد من المعلومات المتضمنة في الملف · هل تخلصت سليمة من عقدة الخوف التي سببتها الحالة الأمنية التي شهدتها البلاد خلال عشرية من الزمن؟ لازلت أعيش في الخوف وأخشى أن يعرف الناس والمحيط الذي أعيش فيه أنني صحفية · لكن الظروف الأمنية تحسنت؟ أظن أن الظروف الحالية أخطر بكثير من الماضية · كيف ذلك؟ تفاقم ظاهرة الجريمة المنظمة وظهور الجماعات المفياوية تضع حياة الصحفي على المحك · ماذا قدمت الصحافة لسليمة؟ ( ترد وتكاد تبكي) لا شيء · لماذا؟ قدمت لها 31 سنة من حياتي ولم تقدم لي شيئا · لكنك صحفية معروفة وأجمع الكثير على قدرتك في الوصول إلى المعلومة؟ اشتهرت باسم غير اسمي وليس أنا · هل أنت نادمة على توقيع مقالاتك باسم مستعار؟ طبعا لأن الصحفي هو الاسم · لماذا لا تكتب سليمة عن السياسة والسياسيين؟ باختصار لأنني اعتبره عالما مزورا ولا يعكس الحقيقة السياسية للمجتمع الجزائري · هل لديك أصدقاء في السلطة؟ نعم، الوزير الطيب لوح، الوزيرة نوارة جعفر، الوزير جمال ولد عباس، الوزير عبد المالك سلال، الوزيرة خليدة تومي · هل سليمة صحفية محررة، محققة أم ناقلة للأخبار؟ مَّىُُِّْْمْ ملَفْه مَِّ سليمة سيدة أم آنسة؟ آنسة · لماذا؟ هذه إحدى الضرائب التي دفعتها من أجل الصحافة·ِ أهم البلدان التي زارتها سليمة؟ أفغانستان وباكستان · ما رأيك في الصحافيين الذين زاروا إسرائيل؟ كنت ضمن جمعية مساندة الصحافيين الذين ذهبوا إلى إسرائيل عندما تعرضوا لحملة شرسة من قبل الدولة · ألا تعتقدين أن زيارتهم إسرائيل بغض النظر عن السبب هو اعتراف بالدولة الإسرائيلية؟ للصحفي الحق في الذهاب إلى أي مكان والمهنة الصحفية تتعدى أي حدود، فإذا أرسلني مدير التحرير إلى إسرائيل غدا قصد القيام بروبورتاج حول وضعية العرب الذين يعيشون في إسرائيل صدقني لن أتردد في الذهاب ولا أعتبر ذلك اعترافا بالدولة الإسرائيلية · أهم الجوائز؟ اختياري من بين أشجع الصحافيين النساء في العالم · السيدة بن ويس هددتك بدفع الثمن غاليا بعد كتابة مقال عن ابنتها ليندة؟ من الأفضل ألا أرد · يقال أنك تملكين شقتين؟ ( تضحك) أبدا، إني أعيش مع أمي والشقة التي نعيش فيها تحصلت عليها في إطار صيغة السكنات التساهمية ولازلت لحد الساعة أسدد أقساط القرض الذي تحصلت عليه من البنك والجريدة والعائلة · كم تتقاضين؟ مبلغا معتبرا لكنه يبقى غير كاف بالنظر إلى المجهود الذي أقدمه · قلتم في جريدة الوطن أن زنجبيل ألقي عليه القبض لكنه طليق؟ أؤكد أنه سلم نفسه · من هو مثالك في الصحافة الفرانكفونية داخل وخارج الوطن؟ المرحوم الصحفي حليم مقداد والصحفية شرين أبو عقلة مراسلة قناة الجزيرة من فلسطين · ما رأيك في الصحافة المعربة؟ أظن أنها تعتمد كثيرا على عنصر الإثارة · ما هي العناوين التي تقرأها سليمة يوميا؟ الخبر والخبر الأسبوعي ومعجبة بجرأة >المحقق <· يقال أنك بصدد إعداد كتاب هل هذا صحيح وحول ماذا؟ بدأت في إعداد كتاب حول المجازر الجماعية التي شهدتها البلاد خلال العشرية الماضية لكنني توقفت لأن اليومية أخذت كل وقتي وتراودني فكرة إعداد كتاب حول قضية الخليفة ومن المرتقب أن أبدأ الكتابة فيها قبل استكمال الكتاب الأول · ما رأيك في مستوى الصحافة في الجزائر؟ لا زلنا بعيدين عن الوصول إلى صحافة تحمل المعايير الدولية
·

ليست هناك تعليقات: