الثلاثاء، يناير 30

العقيد أحمد بن الشريف في حوار لـ''الخبر''

العقيد أحمد بن الشريف في حوار لـ''الخبر''
سأقترح على بوتفليقة إلغاء وزارة المجاهدين
منظمة المجاهدين ووزارتهم مثل المريض بالسرطان / مافيا السياسة والمال تسللت إلى أوساط الأسرة الثورية / يوجد 50 ألف مجاهد مزيف، 1000 منهم بولا


المصدر: حاوره: م· شراق / ب· كمال
2007-01-30


فجرتم من جانبكم، قضية المجاهدين المزيفين انطلاقا من ولاية الجلفة واستحدثتم هيئة لشن الحرب على هؤلاء، كيف جاءت المبادرة؟
الأمر وصل درجة من الخبث، سرقة ورشوة خاصة بولاية الجلفة، الأمر تجاوز كل الحدود، وهذا شيء خطير لا يمكن السكوت عنه أبدا·
وأين تريدون الذهاب بالمبادرة؟
أريد أن أقول شيئا، وزارة المجاهدين أشبهها بشخص أصيب بالسرطان ولم يستشر طبيبا في بداية المرض، هؤلاء ''فاتهم الحال'' ولا يستطيعون حل مشكل كبير بهذا الحجم، لأن الأمور تجاوزتهم، لذلك، قلنا نبحث عن أشخاص طاهرين ومجاهدين حقيقيين للعمل من أجل الخروج من هذه ''الشبكة'' أعطيكم مثالا عن هذا ''المرض''، الانتخابات في الجلفة، 70 بالمائة منها تزور في كل مرة، هذا خبث تقف من ورائه مافيا سياسية ومالية·
وما موقع منظمة المجاهدين في كل ما ذكرت؟
منظمة المجاهدين أو وزارة المجاهدين·· نفس الشئ، نحن قررنا أن نجمع الناس الطاهرين من الولايات التاريخية الست، لعقد مجلس وطني لهيئتنا، قبل أن نتصل بالرئيس بوتفليقة· ومسؤول منظمة المجاهدين في الجلفة أصبح ''ألكابون'' يشري المسؤولين، ·· تصوروا مطبوعة الاعتراف بالانضمام إلى أسرة المجاهدين تباع بـ10 ملايين سنتيم في الجلفة ، وكذلك الأمر في القبائل، وكانت في السابق تباع بـ50 ألف دينار، ''عجب'' أين كانت الدولة، الناس أصبحت تطبع تلك الأوراق بمبالغ مالية باهضة·
لقيتم مساندة أو دعم من قبل مسؤولين في السلطة؟
نحن أخذنا المبادرة من أجل إعادة المياه إلى مجاريها الطبيعية، نحن مجاهدون يشهد لنا الجميع، وقد اتصل بي مجاهدون من وهران وخنشلة وسيدي عيسى ومن جميع القطر الجزائري، وليست لنا علاقة لا من قريب ولا من بعيد بحزب الأرندي، ولكننا نمشي في طريق المجاهد عبد العزيز بوتفليقة وبلخادم، من أجل تقوية الآفالان وإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي، وهناك 1200 متقاعد من الجيش في الجلفة وحدها طلبوا مني ترأس الهيئة في سبيل إنشاء قوة تساعد السلطات في أداء عملها في هذا الخصوص·
تتحدث عن المافيا السياسية والمالية، من هؤلاء الذين يشكلونها؟
تريدون الأسماء، أنا لا أخاف غير الله· هناك رئيس المافيا كان مع بلونيس ككاتب وارتكب مجازر مروعة في ناحية دار الشيوخ، وهناك شخص آخر يلقب بشارون وهو ''خلاط'' كبير، كما قال لي، عنه أحمد بن بلة· وبحوزتي دلائل مكتوبة عنهما من وقت الاستعمار، وقد بعث المستعمرون بأخيه من أجل التآمر على الآفالان، ولي إثبات بختم ''لاصاص'' لكن أمره انكشف من قبل جماعة الأوراس، هذا كله من أجل القول بأن في ولاية الجلفة وحدها هناك 1000 مجاهد مزيف، وقد احترت للتناقضات بين وزير المجاهدين والأمين العام لمنظمة المجاهدين في تقديرهما لعدد المجاهدين المزيفين، فشريف عباس يقول إن هناك بين 8 إلى 10 آلاف مزيف منذ 1962، وعبادو يقول رقما مخالفا ويكتفي بعدد المنخرطين في المنظمة والمقدر بـ 100 ألف، وهذه التناقضات تدل على غياب التنسيق بين الهيئتين، وأنا أقول إنه بعد موت الرئيس الراحل هواري بومدين تركنا 75 ألف مجاهد، عجبا كيف منذ وفاة بومدين إلى يومنا هذا يتضاعف العدد بهذا الشكل، عدد هائل جدا من المزيفين التحقوا بقوائم المجاهدين، كيف لم يخطر على بال أحد هذا الخطر؟ أقول لكم إنه بعد الاستقلال هناك من لم يتجاوز سنه 15 سنة منحت له بطاقة مجاهد·· أعاهدكم بأنه يوجد أكثـر من 50 ألف مجاهد مزيف في ظرف العشرين سنة الأخيرة، وإذا سهلت علي الحكومة والدولة الأمور، سآتي بكل هذا العدد، وإلا سأعود إلى بيتي، وأقول لكم حينها ''أبقاو على خير''·
أنت على صلة بالرئيس بوتفليقة، فهل حدثته في الموضوع؟
نلتقي دوما، هو رفيقي، وأقف إلى جانبه ما دمت حيا، أحب من أحب وكره من كره· لكني أعود لقضية المجاهدين المزيفين، لماذا لم تعالجها الدولة؟ أنا أريد أن أساعد بلدي، لا أطلب لا مسؤولية ولا شيء آخر، لا باس علي، أنا فلاح والحمد لله، وأنا الوحيد في الجزائر الذي منح ديوان الحبوب 2000 قنطار من القمح·
ما هي الخطوة القادمة بالنسبة للهيئة؟
سوف نقوم بجمعيات عامة في كل الولايات التاريخية، نختار عن كل ولاية 20 ممثلا، تحسبا لعقد المجلس الوطني للهيئة·· أوضح فقط أن التاريخ غير المزور يقول إن هناك خمس ولايات تاريخية فقط، أما الولاية السادسة فاستحدثت بعد وقف القتال، وهذا هو الأصح، أنا بن الشريف الذي أقول ذلك·
أثار مشروع اتفاق الصداقة بين الجزائر وفرنسا، مؤخرا، تجاذبات سياسية، ما رأيكم فيه كثوري؟
أقول شيئا، شيراك محظوظ، لأنني لم التق به أيام الثورة، وإلا قتلته، وإنما الشيء الخطير الذي لم يحدث في أي بلد، هو القتل والنهب الذي مارسه الاستعمار في حق الجزائريين، ضروري جدا أن تعتذر فرنسا عن جرائمها، لماذا يطالبون الأتراك بالاعتذار عن الجرائم التي ارتكبوها ضد الأرمن وينسون اعترافهم بما ارتكبوه في بلادنا؟ ميشال دوبري مثلا وهو أب جون لوي دوبري الذي زار الجزائر مؤخرا، كان عدوا لدودا للجزائر، وهو صديق لشيراك، أما إن أراد ابنه إصلاح غلطات أبيه فهذه فرصة لا تعوض، ولا أظن أننا نحقد عليهم بعدها·
وعما أثير حول المسؤولين مزدوجي الجنسية؟
أنا حساس جدا في هذه المسألة، هناك وزيران في الحكومة الحالية مزدوجا الجنسية وأبناؤهما يدرسون في أمريكا، أنا هاجمت بومدين عندما كان حيا بخصوص مزدوجي الجنسية ومنعت إعطاءهم مناصب المسؤولية، طبعا أنا لست ضد من يتزوج من الفرنسيات أو من الأمريكيات أو غير ذلك، لكني لا أتسامح مع من يخرب البلاد·
كمجاهد، ما رأيكم في قانون المجاهد والشهيد ساري العمل به حاليا؟
لدي مآخذ، ابن المجاهد بإمكانه الحصول على ورقة لشراء سيارة، وابن الفلاح محروم منها، هذا شيء من عدم المساواة بين الشباب ويخلق الطبقية، هذا لا يجوز، يجب أن يعامل كل الجزائريين على قدم المساواة، ولست مع إعطاء المجاهدين امتيازات على حساب الآخرين، ولدي فكرة، سأقترح على الرئيس بوتفليقة مستقبلا إزالة تسمية وزارة المجاهدين، إلى متى تبقى هذه الامتيازات·· بركات، يكفى إنشاء هيئة تضم ''قدماء الحرب''·· ولدينا احتياط هام من الجيش يمكن استخدامه في حالة حرب·
أنت فلاح، وتعلم أن ضجة كبيرة أثيرت حيال استنزاف الأراضي الفلاحية، كيف ترى ذلك؟
هذه المسألة ''قاستني بزاف'' هناك أشخاص يتنازلون بالجملة عن الأراضي الفلاحية عند الموثقين، لكن هذه غلطة الدولة، لماذا سكتت في بادئ الأمر، ثم زجت بالناس في السجون، على الدولة تحمل مسؤوليتها وإصلاح غلطتها إذا كانوا فعلا ثوارا فليصححوا غلطتهم ويخرجوا الناس من السجون·
دائما بخصوص الفلاحة، هناك اتهامات للعديد من الناس، على أنهم حولوا أموال الدعم الفلاحي لأغراض أخرى؟
كوارث تحدث بخصوص الدعم الفلاحي، في الجلفة كارثة لم يأت بها زمان، لقد تم سرقة 100 مليار تحت غطاء الدعم الفلاحي، المقاول يسرق والمسؤول الفلاحي يسرق ''كلهم بانديا''، و''البانكا'' لا تقدم الدعم إلا مقابل 10 بالمائة من قيمة الدعم، كذلك الأمر بالنسبة للولاة الذين تعاقبوا على الولاية، باستثناء الوالي الحالي ''خدام'' والوالي الذي سبقه· والولاة الذين تحدثت عنهم لهم فيلات في العاصمة ومستعد لتقديم أسمائهم واحدا بواحد، قلت أنا لا أخاف غير الله، لقد ذقنا مرارة الاستعمار ومرارة بناء الوطن، وليس لنا عقدة·
يقال إنك مهندس فكرة، بناء حديقة التسلية لبن عكنون؟
استغرق الأمر ثلاث سنوات فقط حتى أقنعت الرئيس الراحل بومدين بجدوى بناء حديقة للتسلية، حينها كنت متيقنا من أن الغابة الموجودة فيها الحديقة ستصبح كلها ''بيطون'' لذلك خممت على العاصميين وقلت، لماذا لا يخرجوا في نهاية الأسبوع ليتنعموا، أقول فقط إن الوالي الذي دشن الحديقة في نهاية السبعينات، رحمه الله، قيل له إنه ينقص واحد بيننا، إنه أحمد بن الشريف، أما في الجلفة فقد اعتقد البعض بأنني مجنون عندما شرعت في غرس 14 مليون شجرة، وأنتم ترون اليوم مصير الأراضي الفلاحية والغابات تأكل أمام مرأى الجميع· وأقول لكم إن لدي مشروعا، يمكن الجزائر من الاستغناء عن استيراد القمح بعد خمس سنوات، لكن الفكرة لم يأخذ بها لأنها ببساطة اقترحها بن الشريف، ومستعد لإعطاء الدولة الخطوط العريضة للمشروع الذي يتركز على الفلاحة الصحراوية·

ليست هناك تعليقات: