نشر موقع "الجزائر 24" موضوعا لكاتبته.... (وهو اسم مستعار)، ننشره للقراء الكرام حرفيا حتى يطلعون على مستوى الكتابة والكتبة في الوقت الراهن، مع العلم أنّ الزميلين حميدة عياشي وهابت حناشي كتبا عن سلوك الوزير في برنامج تلفزيوني ولم يكتبا، لا تصريحا ولا تلميحا، عن أي زميل أو زميلة..
تجاوز مدير جريدة "الحياة" هابت حناشي وزميله حميدة العياشي حدود اللباقة والمهنية في مقالهما الأخير، حول "غمزة الوزير" في برنامج "نقاط على الحروف" الذي تقدمه الإعلامية "ليلى بوزيدي"، متهمين بطريقة ضمنية، وزير الفلاحة سيد أحمد فروخي الذي كان ضيفا على البرنامج، بأنه كان يقصد من وراء هذا السلوك معاكسة والتغزّل بمقدمته بأسلوب إيحائي.
والمتابع لما كتبه حناشي في مقاله المعنون بـ"ماذا جرى لحميدة العياشي؟"، يدرك أنّ الكاتب أراد بطريقة "دنيئة" أن يكيل تهمة "العلاقة المشبوهة" بين الوزير ومقدمة البرنامج، في شكل خطاب موجه إلى زميله العياشي "آلا تعرف (زعمة) أنّ بعض الوزراء يعشقون بعض السيدات (حتى الموت)، وأن بعضهم يمنحون العشيقة أو العشيقات خدمات وامتيازات بدون حساب!؟".
ولم يتوقف حناشي عند هذا الحد، بل وجّه اتهامات للوزراء والمسؤولين في الدولة، وهو يخاطب زميله حميدة العياشي قائلا "لا أعرف سبب الغرابة أو الاستغراب، وكأنك لا تعرف بأن مثل هذه الغمزة عادية، وتعتبر لا شيء أمام ما يقوم به وزراء آخرين ومديرين سابقين وحاليين".
أمّا الصحفي حميدة العياشي المستقيل من برنامج "نقاط على الحروف"، فحاول أن ينتقم بطريقة أقل ما يقال عنها أنها "خسيسة"، بإثارته لهذا السلوك من قبل وزير الفلاحة، حينما استغرب قائلا "إلا أن الكاميرا ألقت عليه القبض وهو يغمز، أجل يغمز بصورة خدشه للحياء، والغمزة نعرف دلالتها في الثقافة عندنا".
واستفسر العياشي في مقاله المعنون "معقول.. وزير فلاحة ويغمز!" عن سرّ تلك الغمزة محاولا توجيه رأي القارئ نحو فكرة "خبيثة"، ليوهمه أنّ ذاك السلوك لم يكن بريئا، إذ قال "إرنها موجهة لامرأة، دلالتها التغزّل بجمالها ومفاتنها".
بعدها أراد العياشي موازنة القراءة بفرضية أخرى، كي لا يقع تحت طائلة الشبهة، فارضا أنها كانت "موجهة إلى شريك أو متواطئ ومعناها الإشارة إلى التآمر على شيء أو شخص من الأشخاص، وإمّا الدلالة على المزح مع شخص حميم ومقرب؟، وكل القراءات ممكنة فالأستوديو كانت فيه بنات، أما أن يكون فيه مقربون من الوزير ومتواطئون، فهذا مالا نعرفه".
ويشتم من مقال حميدة العياشي رائحة الانتقام من مقدمة البرنامج ومسؤولي قناة "الشروق"، لما خلص في نهاية مقاله إلى أنه "في كل الحالات كانت الغمزة تعبيرا عن نقص في الجدية وعدم احترام للمشاهد والمسؤولية قد تعود على الوزير نفسه، لكن قد تعود أيضا إلى المسؤولين على الحصة مادامت هذه الأخيرة لم تكن مباشرة".
هذه الممارسات "غير الأخلاقية" من قبل أشخاص نصبوا أنفسهم "عرابي" الإعلام في الجزائر، تطرح مجموعة من التساؤلات عن واقع الإعلام وأخلاقيات المهنة، هذه المهنة الشريفة التي تلطخت بـ"عفن" الكوميديين والعملاء والانتهازيين والمتسلقين على أعراض الناس ليلامسوا في الأخير بأفعالهم هذه، قمة الدناءة.