الاثنين، يناير 8

الاخبار العاجلة لاكتشاف سكان قسنطينة الاختفاء الفجائي لسيارات الشرطة الجزائرية وشاحنات المساجين الجزئارية مند ارتفاع اسعار البنزين ويدكر ان الهيئات الرسمية الجزائرية تستعمل سيارات استهلاكية للبنزين ومن غريب الصدف ان التبدير الاقتصادي انتقل من الادارة الجزائرية الى الهيئات الامكنية الجزائرية ويدكر ان الجزائريون غاضبون من الحواجز الامنية العقابية التي تتسسب في تبدير بنزين السيارات ويدكر ان الجزائر تعيش تقشف الفقراء وتبدير اغنياء رئاسة الجمهورية والاسباب مجهولة

اخر خبر
الاخبار    العاجلة لاكتشاف سكان    قسنطينة الاختفاء الفجائي لسيارات    الشرطة   الجزائرية   وشاحنات    المساجين   الجزئارية مند ارتفاع   اسعار البنزين   ويدكر ان    الهيئات  الرسمية   الجزائرية تستعمل سيارات   استهلاكية   للبنزين    ومن غريب   الصدف ان   التبدير الاقتصادي    انتقل من الادارة   الجزائرية الى الهيئات   الامكنية   الجزائرية ويدكر ان   الجزائريون  غاضبون من الحواجز الامنية   العقابية   التي تتسسب في تبدير   بنزين   السيارات ويدكر ان   الجزائر   تعيش تقشف   الفقراء وتبدير اغنياء   رئاسة الجمهورية والاسباب  مجهولة  




اخر خبر
الاخبار    العاجلة     لاكتشاف الجزائريين     التناقض الاقتصادي في   قانون المالية   فبينما تحصل وزارات الدفاع والداخلية على    اعلي    الايرادات    المالية    ثم تاتي وزارة   المجاهدينومن غريب   الصدف ان قانون   المالية   2018يعترف   بضريبة الثروة بطريقة غير مباشرةوكم   انه يضم رسوم   جبائية جديدة   بلدية   ويدكر ان  االدولة   الجزائرية   فضلت تدعيم وزرات الدفاع   والداتخلية  خوفا منن  الربيع العربي بينما فضلت    سلخ جيوب  المواطن من اجل   بقاء   رجال المصالح احياء في مقابر   الجمهورية والاسباب  مجهولة



اخر  خبر
الاخبار   العاجلة   لاستنجاد    تجار رحبة    الجمال    بصحيفة   النصر    من اجل انقاد تجارتهم   الشعبية والاسباب   مجهولة


















































































































الجزائر- رخص مكتب رئيس المجلس الشعبي الوطني، للإدارة بمباشرة الإجراءات اللازمة لاستعادة السيارات التابعة لحظيرة البرلمان من برلمانيين سابقين تقلدوا مناصب مسؤولة داخل قبة زيغود يوسف.
وبحسب ما كشف عنه مصدر مسؤول من داخل الغرفة السفلى للبرلمان في تصريح خص به موقع "سبق برس"، فقد أعطى مكتب السعيد بوحجة الضوء الأخضر لإدارة البرلمان للقيام بالإجراءات اللازمة لاستعادة السيارات التي لازالت في حوزة بعض البرلمانيين الذين تقلدوا مسؤوليات سابقة، للاستفادة منها.
وبدأت الإدارة في الإجراءات الخاصة بعملية الاسترجاع من خلال اتصالها بالمعنيين، فيما كشف  المصدر ذاته عن تسليم قائمة  بعدة سيارات فخمة لمصالح الأمن لأجل حجزها بعدما رفض المستفيدون منها إرجاعها.
وتضع إدارة البرلمان سيارات الحظيرة من نوع "فولكسفاغن باسات"، "بوجو 508" و"سيترواين"، تحت تصرف  الرئيس ونوابه ورؤساء اللّجان ورؤساء الكتل، بحصة تصل إلى سيارتين لكل مسؤول، على أن يتم إعادتها إلى حظيرة الهيئة فور انتهاء عهدته البرلمانية وفقدانه للمنصب.
ويعمد النواب -بحسب  المصدر ذاته- للاحتفاظ بسيارات البرلمان، لما تتيحه لهم من امتيازات في الطرقات على غرار عدم توقيفهم في الحواجز، بسبب لوحة الترقيم المميزة لهم واحتواء السيارة على المنبه الضوئي "جيروفار".

الخلع في الجزائر .. نجاة أم مأساة؟

تسجيل 6 آلاف حالة سنويا ودعوات متواصلة لمراجعة قانون الأسرة الجزائري

خديجة بودومي- الجزائر- مجلة ميم 
باتت أروقة العدالة الجزائرية مسرحا لحكايات غريبة وعجیبة، تجسد واقعا مريرا لجملة الأسباب التي باتت تفكك الرابطة الزوجیة المقدسة، فبعدما كانت المرأة الجزائرية، في وقت سابق، لا تلجأ لطلب التطليق إلا إذا بلغت أقسى مراحل المعاناة، صارت اليوم، ومع التعديلات التي مست قانون الأسرة لسنة 2005، تخلع نفسها لأسباب مقنعة وأخرى تافهة.

الخلع بين الظلم والتحرر .. الأسر الجزائرية في خطر

عرفت ظاهرة الخلع مؤخرا انتشارا كبيرا في المجتمع الجزائري، حيث أصبح وسيلة شرعية تستعملها المرأة كحق للخروج من  عدة ضغوط  في العلاقة الزوجية، وباتت ترى في الخلع حلا لشراء حريتها حسب نظرتها، وتكسير القيود التي تفرض عليها من طرف الزوج. ترى فيه منفذا ومتنفسا خاصة بالنسبة للنساء اللواتي استنفدن جميع الطرق لحل مشاكلهن الزوجية, ولم يبق أمامهن سوى الحديث بلغة المال والدخول إلى المحاكم من أوسع الأبواب لطلب الخلع، فوقائع المجتمع تحكي عن ظلم تتعرض له النساء، فيفضلن التضحية بالمادة مقابل الظفر بالحرية ورد الاعتبار إليهن في المجتمع، ليصطدمن في النهاية بنظرة المجتمع غير المنصفة للمرأة الخالعة لزوجها التي لا تغفر أبدا عملا من هذا القبيل.
في حين يرى البعض أن أسباب الخلع تعود للنزعة التحررية التي سادت في الآونة الأخيرة لدى النساء الجزائريات، وما تبعها من استقلالية اقتصادية كعامل ساهم في تنامي هده الظاهرة.

المادة 54 .. هكذا تشتري المرأة  الجزائرية حريتها

تنص المادة 54 من قانون الأسرة الجزائري أنه “يجوز للزوجة دون موافقة الزوج، أن تخلع نفسها بمقابل مالي، وإذا لم يتفق الزوجان على المقابل المالي للخلع يحكم القاضي بما لا يتجاوز قيمة صداق المثل وقت صدور الحكم”. أما التطليق فتنص عليه المادة 53 التي تجيز للزوجة أن تطلبه لأسباب عشرة حددها النص، منها الهجر في المضجع فوق أربعة أشهر والحكم على الزوج عن جريمة فيها مساس بشرف الأسرة وارتكاب فاحشة، والشقاق المستمر بين الزوجين.

الظاهرة في ارتفاع  وقانون الأسرة الجزائري في عين الإعصار



عمار خبابة
يقول الحقوقي والقانوني عمار خبابة في تصريح لمجلة “ميم”: “مع الاسف كان تعديل قانون الاسرة الجزائري بأمر صادر من رئيس الجمهورية سنة 2005 دون مناقشة داخل البرلمان سببا مباشرا لازدياد حالات الخلع، فقد انصب هذا التعديل على جملة من المواد أربكت البناء القانوني لنص قانون الاسرة الصادر بعد نقاش طويل عريض لعديد السنوات وعلى مستوى العديد من المنابر.
فالتعديل اطلق يد المرأة في الخلع حيث اصبح الخلع قرارا تتخذه الزوجة دون موافقة الزوج، وعدلت كذلك المادة التي تنص على السكن، اذ جعلت من سكن الحاضنة حقا مطلقا لا شروط ولا قيود له، بل من الطرافة ان الزوجة التي كانت حال الزواج دون مسكن وتسكن بيتا قصديريا، بعد الخلع يلزم الزوج بتوفير مسكن ملائم وان تعذر عليه ان يدفع للمطلقة الحاضنة مبلغا ماليا لإيجار مسكن”
وفي هذا الصدد يضيف عمار خبابة، أن المحاكم الجزائرية باتت تعج بقضايا الخلع لعديد الأسباب منها التافهة ومنها المقنعة, إلا أن الضحية هم الأبناء، الأمر الذي يستدعي الإسراع في تعديله ووضع حد لتفكك الاف الأسر الجزائرية

الاف حالة خلع سنويا، ورابطة حقوق الإنسان تدق ناقوس الخطر

دق رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، هواري قدور، ناقوس الخطر بشأن ارتفاع حالات الخلع في الجزائر التي بلغت حسبما كشفه لمجلة”ميم” أكثر من 6 الاف قضية سنوية، قائلا: “نتابع باهتمام ظاهرة الطلاق في الجزائر التي تتعدى ست حالات طلاق في كل ساعة، بمعدل أكثر من 60.000 حالة سنويا، مما يؤكد بان هذه الظاهرة من شأنها أن تضر بالأسرة واستقراها وبالمجتمع خلال الأعوام القليلة القادمة.”


هواري قدور
و في هذا السياق، قال هواري قدور أن الأسرة تبنى على ركيزتين، هما الرجل والمرأة ولابد من وضع قيود إجرائية وموضوعية، حتى لا يستغلان سهولة إجراءات الطلاق والخلع لهدم بيتهما و بنية الأسرة، الخلية الأولى في المجتمع، لأتفه الأسباب، وعليهما بالتفكير مطولا والبحث في كل الحلول الممكنة من أجل إعادة المياه إلى مجاريها، قبل الإقدام على خطوة للهدم بدل البناء، مشيرا أنه لا بد من تدخل المشرع لوضع قيود وشروط بالنسبة لفك الرابطة الزوجية بالطلاق والخلع، فكلاهما يتم دون موافقة الطرف الآخر،
وحول اسباب ارتفاع حالات الخلع في الجزائر, قال هواري قدور أنه ناتج عن عدة اسباب منها عنف الأزواج إلى جانب تراكم أسباب أخرى جنسية ونفسية واجتماعية مختلفة.
وعليه دعت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان إلى مراجعة قانون الاسرة لوضع جملة من الإجراءات والشروط من أجل الحد من ظاهرة الطلاق والخلع، وكذا تكوين مختصين في الاستشارات الزوجية والأسرية، لمعالجة المشاكل والخلافات في وقتها قبل أن تتفاقم وتصل إلى أروقة المحاكم.

الخلع حق للمرأة .. وسببه فراش الزوجية

تؤكد استاذة علم الإجتماع، زهرة فاسي، أن المجتمع الجزائري مخطئ في الصورة التي يضعها بشأن المرأة التي تطلب الخلع بأنها امرأة متحررة وهدفها هو فك الرابطة الزوجية لأتفه الأسباب, وحول الظاهرة تقول الأستاذة فاسي في تصريح لمجلة ميم: “الخلع موضوع قديم جديد، وقبل الحديث عنه يجب الحديث عن حالات الطلاق التي بلغت 50 ألف حالة سنويا، فلماذا عندما نسمع هذا الرقم لا تثار ضجة وعندما تقرر امراة خلع نفسها تثار ضجة؟ لأن قرار الطلاق كان يقرره الزوج في حال وجود اسباب تحل بالعشرة الزوجية وهذا في رأي المجتمع أمر عادي”.


زهرة فاسي
وفي هذا الصدد, نبهت الأستاذة فاسي إلى الأسباب الحساسة التي تحتم على المراة خلع نفسها وهي الطابوهات التي كانت تتكتم سابقا عن ذكرها بحكم الإنغلاق الذي كان يسود المجتمع، وفي مقدمة الأسباب فراش الزوجية، قائلة: “في الماضي كان موضوعا مسكوتا عنه لان المفتي رجل والداعية رجل والإمام رجل وكلهم متسترون. بينما المراة في العشرة الزوجية تعنف وتسلب حقوقها وكأن من يعيش معها وحش، فهناك من يجدن أزواجا مرضى بطلب محرمات وهناك مرضى نفسانيون، فعندما تصد كل ابواب النجاة والحلول لاتجد المراة سوى النفاذ من ذلك الواقع المرير وهذا حق من حقوقها، وأنا شخصيا لم التق بامراة طلبت الخلع دون سبب مقنع”

ضعف الوازع الديني وعدم الشعور بالمسؤولية ساهما في في ارتفاع معدل الخلع

يقول المستشار السابق لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية، عدة فلاحي، في تصريح لمجلة “ميم”، ان “الرابطة الزوجية في الاسلام قائمة على الود والرحمة كما اشارت الى ذلك الاية الكريمة “وجعل بينهما مودة و رحمة” و في كثير من الحالات حينما تسقط هذه القاعدة يكون الانفصال لعدم القدرة على مواصلة العشرة المشتركة”


عدة قلاحي
وفي هذا الإطار يضيف عدة فلاحي أن هذه القاعدة تزعزعت في العقود الاخيرة بسبب طبيعة العصر الحديث وما يشكله من ضغوطات مادية ونفسية مشيرا أن المنظمات الدولية والدول عمدت الى وضع ميكانيزمات تقلل من ضرر فك الارتباط، وبالخصوص الضرر الذي قد يلحق بالمرأة، بل توسعت رخصة الخلع التي اقرها الاسلام نفسه واضحت مقننة، الامر الذي شجع المراة في اخذ المبادرة حتى ربما تتخلص من استبداد الرجل وعنفه في سلوكاته معها او مع ابنائها، او انها لا تجد توافقا نفسيا وجنسيا بينها وبينه.
وحول أسباب انتشار الظاهرة، بقول المستشار السابق لوزارة الشؤون الدينية الجزائرية ان الاستقلال المادي وتوفر فرص العمل للمرأة شجعا المراة الجزائرية على الاستغناء عن الرجل الذي يتحمل المسؤولية الكبرى في عجزه لاحتواء المرأة التي بلغت مستوى من الوعي ومن النضج، الذي يحتم عليه تغيير طريقة واسلوب التعامل معها، مضيفا: “و لكن في نفس الوقت لا يمكن ان ننسى بان ضعف الوازع الديني وعدم الشعور بالمسؤولية وتحمل تبعاتها كذلك ساهما في ارتفاع معدل الخلع الذي يبقى علاجا وحلا لا يجب الرجوع اليه دائما، و الا فقدت الخلية الاولى للمجتمع وهي الاسرة مكانتها، وبالتالي يفقد المجتمع مركزيته الصلبة”

إعادة النظر في إجراءات الطلاق ضروري في الجزائر

دعا الأمين العام لأول نقابة لأئمة المساجد بالجزائر، جلول حجيمي، في تصريح لمجلة “ميم”، إلى إعادة النظر في اجرءات الطلاق  في الجزائر، مشيرا أنها باتت تشكل خطرا حقيقيا على الاسرة بسبب القوانين التي فتحت الباب واسعا أمام انتشار ظاهرة الخلع في الجزائر، قائلا: “المرأة هي الأم والأخت والبنت، والدين أولى بالدفاع عنها وتعزيز مكانتها، ولكن لما القوانين تساهلت بات الخلع رخصة تستعملها المراة لأتفه الأسباب”


جلول حجيمي
كما انتقد حجيمي  المشرّع الجزائري الذي استند في تقنين قانون الأسرة على مزيج من المذاهب، بدل الاعتماد على المرجعية الشرعية الوطنية المالكية، قائلا: “الخلع كان اقل بسبب عدة معطيات منها المذهب المالكي المتشدد بخلاف غيره فاخذوا بمذهب اقل حدة فسهل الخلع، زد عليه التساهل في الخلع”
وفي هذا الصدد, أكد محدثنا أن أئمة الجزائر لا يتوانون في توعية المصلين بخطورة ظاهرة الطلاق وانعكاساتها على تماسك الأسرة الجزائرية من خلال التأكيد على وجوب طاعة الزوجة، وحل المشاكل في اطارها الاسري، وتفعيل قوى الخير في المحافظة على لبنات الاسرة.
الوسوم

مجلة ميم










https://i0.wp.com/meemmagazine.net/wp-content/uploads/2018/01/16324112673_6482a5c2e2_b.jpg?resize=780%2C405&ssl=1

المادة 54 .. هكذا تشتري المرأة  الجزائرية حريتها

تنص المادة 54 من قانون الأسرة الجزائري أنه “يجوز للزوجة دون موافقة الزوج، أن تخلع نفسها بمقابل مالي، وإذا لم يتفق الزوجان على المقابل المالي للخلع يحكم القاضي بما لا يتجاوز قيمة صداق المثل وقت صدور الحكم”. أما التطليق فتنص عليه المادة 53 التي تجيز للزوجة أن تطلبه لأسباب عشرة حددها النص، منها الهجر في المضجع فوق أربعة أشهر والحكم على الزوج عن جريمة فيها مساس بشرف الأسرة وارتكاب فاحشة، والشقاق المستمر بين الزوجين.



http://www.annasronline.com/images/images/2017/2017-5/culture/elhargua.gif




كيـف سافـر "الحمـص دوبـل زيـت" إلـى أوروبــا وأمريكـا

ذواقـــــة فرنسيـــــــــــــون طلبــــــــوا شــــــــــراء ســــــــــر الوصفــــــــــة
عندما  تطأ   قدماك المكان المسمى الرحبة، بقسنطينة،  لن تخطفك رائحة الشواء أو أصوات باعة للبيتزا و هتافات «لدلالة» فقط، بل سيشد انتباهك أصحاب مطاعم بسيطة وضيقة تعجُّ بالزبائن في درب عتيق مظلم، يستقبلونك بالترحيب لتناول أشهر أطباق المدينة على الإطلاق منذ القرن الـ19، بعبارة  «اتفضلْ حمص دوبل زيت على الجمر»، يستقبلك أصحاب المطاعم وبعد تناول الطبق، ستكون بداية لقصة حب لا ترتبط بفن الأكل والتذوق، فقط، وإنما بتاريخ المكان والزمان والحمص العابر للقارات.
روبورتاج/ فاتح خرفوشي
يقف عمي علي منتصبا رغم سيل السنين والأحداث التي عايشها ، عمر أفناه في الحفاظ على سرِّ ذوق «الحمص دوبل زيت» يحمل بصمته، بباب محله الذي لا يتجاوز المترين عرضا والأربعة طولا، يسكب الحمص من قدر كبير للزبائن المتلهفين لتذوق طعم  لا  يعتبر البهارات القادمة من الهند عبر درب الحرير، ولا حتى نوعية حبات الحمص و زيت الزيتون، ولا   الجمر  ما يصنع  المذاق  غير العادي لهذا الطبق على بساطته،   بل يرجع سرَّه لحب مهنة «الحمامصي» والتفاني في إعداد البقوليات التي تعود أصولها ــ حسب أغلب القراءات والأبحاث ــ إلى فلسطين القديمة، «فسحر المذاق الخاص  والحبات التي تذوب بمجرد وضعها بالفم ليست ميزة كل حمص يباع بالرحبة»، يقول عمي علي،  الذي أضاف أن  القائم على طهي الطبق الشهي يملك السر في نفسه.
لم يخف الرجل الذي جاوز الستين من عمره مرور الكثير من الصحفيين على محله لإجراء حوار، ورفضه للغالبية، حسب هواه، لكنه قرر أن يفتح قلبه لـ»النصر» والحديث عن قصص هذا الحمص الذي تجاوزت سمعته الحدود، ووصل  حتى أمريكا وأوروبا،   مستهلا حديثه الشيق إلينا بترحمه على روح «معلمه» حسين بوكعباش المعروف باسم عبدالعزيز، الذي افتتح محل بيع الحمص القسنطيني العام 1935، تحديدا، ويبدأ رحلته معه نهاية سنوات الستينيات، لكنه لم يكن  يعلم  أنه يقبل  على تركة ثقيلة الحمل  المحافظة عليها بمثابة صون   إرث وعرض وشرف الأجداد، عوامل يراها اختفت في حاضرنا،   فلاح أحد أصبح قادرا  على على حمل المشعل بعده بما في ذلك من هم من محيطه الأقرب.
أمريكي اندهش للمذاق وفرنسي عرض عليه صفقة
سألنا عمي علي عن الحمص دوبل زيت بقسنطينة، وتجاوز سمعته أبواب المدينة السبعة، فضحك هامسا أنه وصل مدن بألمانيا و فرنسا ومنها  ليون ومارسيليا ، وتجاوز عتبة   عاصمة الضباب لندن  ودخل ولايات أمريكية في الطرف الآخر من المحيط الأطلسي، فحمص المدينة صار ماركة عالمية وطبقا تقليديا بامتياز لقسنطينة، ولا يكاد يذكر في المجالس إلا وارتبط بالجسور المعلقة، مشيرا أن الكثيرين اضطروا لتجميده في الثلاجات وأخذه إلى بلاد الغربة وأكله هناك، أو تقديمه هدية للذين تعذر عليهم القدوم للبلاد، وقال هذا  الحمامصي  المشهور أن المغتربين والأجانب، على حد سواء، يزورونه دوريا للتمتع بأكله تدفئ الجسم وتجعلك تسافر بمذاق عذب رغم بساطه المكونات، وقصَّ علينا طرفة مع أمريكي مقيم بفرنسا، جلبه بعض الشباب من «الشالي»   إلى الجزائر، و الذي عندما تذوق «حمص دوبل زيت» بكامل البهارات والحشيش والزيت اندهش، فطلب صحنا ثانيا وثالثا، ثم نهض وقال لعمي عمي «خجلت من طلب صحن رابع».
كما أسرَّ لنا ابن قرية «الجناح» بجيجل، رجوعا للأصل، أن ذات الأمريكي قد يكون صديقا لـ»أنريكو ماسياس» أو التقى به يوما ما، فذكر له  قصة تناوله للحمص بمدينة قسنطينة، مكان مولده.
وعن حكاياته مع الأجانب، دوما، رجع عمي علي بالذاكرة إلى الوراء قليلا، عندما زاره أحد الفرنسيين وعرض عليه العمل لديه في مدينة ليون الفرنسية، وآخر بمرسيليا، مكان تواجد الكثير من الجزائريين وبلاد المغرب العربي الكبير، لكنه استهزأ بالعرض وردَّ عليه «أولا أنت من يعمل لديَّ وليس العكس فأنا صاحب المهنة والسرّ، وثانيا لو كنت أريد العمل في المهجر لسافرت لما كنت شابا، انتهى الحديث..».
سرُّ الذوق وجماليته عند عمي علي بخصوص هذا الطبق الذي يتهافت عليه الجميع، خاصة في الشتاء، لم يتوقف لدى الأجانب والمغتربين عند هذا الحد، بل وصل لمسامع مجموعة من الذوَّاقة الفرنسيين الذين زاروا قسنطينة مؤخرا، ومكثوا بفندق «إيبيس»، غير بعيد عن رحبة لجمال، ودخلوا المكان بمعية دليل سياحي محلِّي أثار فضول القادمين من فرنسا بخصوص هذا الحمص العالمي، وبالفعل، دخل الذواقة كل المحلات تقريبا لمعرفة السر والحديث إلى أصحاب المهنة، انتهاء بعمي علي، الذي كان صاحب المفاجأة الكبرى ــ حسب ما ذكره ــ بذوق خاص يتميَّز عن غالبية «الحمامصية» الآخرين،  حيث طلبوا منه، كما يؤكد منحهم الوصفة السحرية السرية للحمص خاصته، إلا أنه رفض، وعرضوا عليه المال فرد مستهزئا أنه يقدم استضافته مجانا حمصا طريا، أما الأموال فليست هاجسه.
 «وزراء و فنانون وصحفيون لامعون  من زبائني»
وعن تسليم  المشعل لأولاده وأفراد عائلته بخصوص إعداد  هذا الطبق القسنطيني بنفس الطريقة التي عوّد عليها الزبائن، رد عمي علي أنه لا يخفي سرا بعدم إتقان الزوجة لطبخ الحمص على شاكلته، بل إن صهره احتج على زوجته  واستغرب عدم إتقانها للوجبة على طريقة والدها، ما اضطره لتعليمها، مؤخرا، غير أن اثنين من أبنائه  تعلما الحرفة ويتحكمان بشكل جيد فيها، خلافا لابن أخيه وعدد آخر من أفراد العائلة الذين لم يقدروا على  فنون صنع الحمص دوبل زيت كما يجب، وامتد هذا الطبق القسنطيني المشهور إلى ولاية سطيف وتحديدا بئر العرش، عبر ابنه، فيما افتتح آخر محلا بالمدينة الجديدة علي منجلي.
سؤالنا عن أبرز الأسماء والمسؤولين الذين زاروا محل عمي علي وكانوا زبائن دائمين جعله يتحفظ بشكل كبير، قبل تراجعه قليلا، مرجعا الأمر إلى ضرورة الحفاظ على الحياة الشخصية للمعنيين، ولم ينف زيارة وزراء ومسؤولين أمنيين في أعلى مستوى له، إلى جانب الفنانين والسياسيين وحتى الإعلاميين، وقال أن أبرز وجه إعلامي زاره كان كمال علواني، بل وصار زبونا دائما على تناول الحمص لديه.
الحمص يستوي للية على الفحم و الخبرة تتكفل بالباقي
من بين أسرار الحمص دوبل زيت في قسنطينة، بمحل عمي علي على سبيل المثال لا الحصر، أن القدر الوحيدة التي تطعم الزبائن ليوم كامل وشاق تحضَّر ليلا، لتترك حتى تستوي على نار هادئة، وعند الصباح الباكر يفتتح الرجل المحل مجددا، وسر آخر من أسراره هو الاطلاع على القدر ومعرفة ما ينقص الأكلة الشهية بمجرد إلقاء نظرة أولى  عليها، سواء من ناحية إضافة الماء أوالتوابل وغيرها، ليبدأ التوافد على المحل الصغير خاصة من العمال بالأسواق و»الحمّالة»، حيث أن تناول صحن واحد من الحمص كفيل بمنح من يستهلكه الكثير من الطاقة والدفء كونه غني بالنشويات والبروتين، إضافة إلى البصل والحشيش المقطع والخلِّ والليمون أحيانا.
تنهد عمي علي قائلا «قديما كان المحلُّ يعج بالزبائن على غرار رحبة الجمال، كنا كثر والحمص مطلوب بقوة، غير أن الصبر الكبير والاحتمال لم تعد ميزة الجيل الحالي، فأغلق الغالبية ونقص الزبائن، ربما بسبب عمليات الترحيل المتكررة والتوجه نحو علي منجلي،  مشيرا «أنا أيضا أفكر مرات في الرحيل والبحث عن محل آخر، لو قرر الوالي منحنا محلات أكثر ملاءمة واتساعا، لنتوسع في الرزق، أدعو الوالي عبدالسميع سعيدون لزيارتنا وتناول صحن حمص، والاستماع لمشاكلنا لو سمح».
بالصدفة، ولدى توديع عمي علي، قاطعنا زبون معترضا على مغادرة هذا الحمامصي لأنه يعتبره من معالم مدينة قسنطينة والرحبة تحديدا، وعدم نشر رسالته للوالي، فيما تساءل ثلاثة آخرون عمن نكون، وبعد الاطلاع على الأمر قدم فاروق وكمال ولمين أنفسهم، ليتبين أنهم من ولاية أم البواقي واعتادوا على المرور برحبة الجمال وعمي علي للتمتع بالحمص دوبل زيت الفريد من نوعه، على غرار الكثيرين من ولاية سطيف، سكيكدة، عنابة، قالمة، تيزي وزو، العاصمة، وكل الجزائر، فيما باح لنا رجل الحمص الأول خلال محاورتنا له أن لديه زبونا يزوره دوريا من مدينة الباهية وهران وزوجته وأبناءه.
غادرنا محل عمي علي ودرب رحبة لجمال، بقسنطينة، الأشهر على الإطلاق بسبب  هذه الوجبة الشتوية، وشهرتها التي بلغت عنان السماء ولفَّت القارات، وهو يودعنا بابتسامة قوية عمرها نصف قرن وزعت على كل من مرَّ بهذا الدرب، تاركين المزيد من الأسئلة والإبهام حول أكلة بسيطة تحوّلت إلى أسطورة يتم تداولها في العالم، صنعها الشغف وحب المهنة والنية والتفاني ليكون «الحمص دوبل زيت» حقا سرًّا من أسرار مدينة  ترفض البوح  بكل أسرارها لأهلها وزوارها.       
ف/خ






http://www.annasronline.com/images/images/2017/2017-5/culture/amisalah.gif






http://www.annasronline.com/images/images/2017/2017-5/culture/amisalah.gif2.gif


http://www.annasronline.com/images/images/2017/2017-5/culture/amisalah.gif1.gif





http://www.annasronline.com/index.php/2014-08-17-13-22-10/2014-09-14-21-55-41/87201-2018-01-07-21-19-09

كيـف سافـر "الحمـص دوبـل زيـت" إلـى أوروبــا وأمريكـا

ذواقـــــة فرنسيـــــــــــــون طلبــــــــوا شــــــــــراء ســــــــــر الوصفــــــــــة
عندما  تطأ   قدماك المكان المسمى الرحبة، بقسنطينة،  لن تخطفك رائحة الشواء أو أصوات باعة للبيتزا و هتافات «لدلالة» فقط، بل سيشد انتباهك أصحاب مطاعم بسيطة وضيقة تعجُّ بالزبائن في درب عتيق مظلم، يستقبلونك بالترحيب لتناول أشهر أطباق المدينة على الإطلاق منذ القرن الـ19، بعبارة  «اتفضلْ حمص دوبل زيت على الجمر»، يستقبلك أصحاب المطاعم وبعد تناول الطبق، ستكون بداية لقصة حب لا ترتبط بفن الأكل والتذوق، فقط، وإنما بتاريخ المكان والزمان والحمص العابر للقارات.
روبورتاج/ فاتح خرفوشي
يقف عمي علي منتصبا رغم سيل السنين والأحداث التي عايشها ، عمر أفناه في الحفاظ على سرِّ ذوق «الحمص دوبل زيت» يحمل بصمته، بباب محله الذي لا يتجاوز المترين عرضا والأربعة طولا، يسكب الحمص من قدر كبير للزبائن المتلهفين لتذوق طعم  لا  يعتبر البهارات القادمة من الهند عبر درب الحرير، ولا حتى نوعية حبات الحمص و زيت الزيتون، ولا   الجمر  ما يصنع  المذاق  غير العادي لهذا الطبق على بساطته،   بل يرجع سرَّه لحب مهنة «الحمامصي» والتفاني في إعداد البقوليات التي تعود أصولها ــ حسب أغلب القراءات والأبحاث ــ إلى فلسطين القديمة، «فسحر المذاق الخاص  والحبات التي تذوب بمجرد وضعها بالفم ليست ميزة كل حمص يباع بالرحبة»، يقول عمي علي،  الذي أضاف أن  القائم على طهي الطبق الشهي يملك السر في نفسه.
لم يخف الرجل الذي جاوز الستين من عمره مرور الكثير من الصحفيين على محله لإجراء حوار، ورفضه للغالبية، حسب هواه، لكنه قرر أن يفتح قلبه لـ»النصر» والحديث عن قصص هذا الحمص الذي تجاوزت سمعته الحدود، ووصل  حتى أمريكا وأوروبا،   مستهلا حديثه الشيق إلينا بترحمه على روح «معلمه» حسين بوكعباش المعروف باسم عبدالعزيز، الذي افتتح محل بيع الحمص القسنطيني العام 1935، تحديدا، ويبدأ رحلته معه نهاية سنوات الستينيات، لكنه لم يكن  يعلم  أنه يقبل  على تركة ثقيلة الحمل  المحافظة عليها بمثابة صون   إرث وعرض وشرف الأجداد، عوامل يراها اختفت في حاضرنا،   فلاح أحد أصبح قادرا  على على حمل المشعل بعده بما في ذلك من هم من محيطه الأقرب.
أمريكي اندهش للمذاق وفرنسي عرض عليه صفقة
سألنا عمي علي عن الحمص دوبل زيت بقسنطينة، وتجاوز سمعته أبواب المدينة السبعة، فضحك هامسا أنه وصل مدن بألمانيا و فرنسا ومنها  ليون ومارسيليا ، وتجاوز عتبة   عاصمة الضباب لندن  ودخل ولايات أمريكية في الطرف الآخر من المحيط الأطلسي، فحمص المدينة صار ماركة عالمية وطبقا تقليديا بامتياز لقسنطينة، ولا يكاد يذكر في المجالس إلا وارتبط بالجسور المعلقة، مشيرا أن الكثيرين اضطروا لتجميده في الثلاجات وأخذه إلى بلاد الغربة وأكله هناك، أو تقديمه هدية للذين تعذر عليهم القدوم للبلاد، وقال هذا  الحمامصي  المشهور أن المغتربين والأجانب، على حد سواء، يزورونه دوريا للتمتع بأكله تدفئ الجسم وتجعلك تسافر بمذاق عذب رغم بساطه المكونات، وقصَّ علينا طرفة مع أمريكي مقيم بفرنسا، جلبه بعض الشباب من «الشالي»   إلى الجزائر، و الذي عندما تذوق «حمص دوبل زيت» بكامل البهارات والحشيش والزيت اندهش، فطلب صحنا ثانيا وثالثا، ثم نهض وقال لعمي عمي «خجلت من طلب صحن رابع».
كما أسرَّ لنا ابن قرية «الجناح» بجيجل، رجوعا للأصل، أن ذات الأمريكي قد يكون صديقا لـ»أنريكو ماسياس» أو التقى به يوما ما، فذكر له  قصة تناوله للحمص بمدينة قسنطينة، مكان مولده.
وعن حكاياته مع الأجانب، دوما، رجع عمي علي بالذاكرة إلى الوراء قليلا، عندما زاره أحد الفرنسيين وعرض عليه العمل لديه في مدينة ليون الفرنسية، وآخر بمرسيليا، مكان تواجد الكثير من الجزائريين وبلاد المغرب العربي الكبير، لكنه استهزأ بالعرض وردَّ عليه «أولا أنت من يعمل لديَّ وليس العكس فأنا صاحب المهنة والسرّ، وثانيا لو كنت أريد العمل في المهجر لسافرت لما كنت شابا، انتهى الحديث..».
سرُّ الذوق وجماليته عند عمي علي بخصوص هذا الطبق الذي يتهافت عليه الجميع، خاصة في الشتاء، لم يتوقف لدى الأجانب والمغتربين عند هذا الحد، بل وصل لمسامع مجموعة من الذوَّاقة الفرنسيين الذين زاروا قسنطينة مؤخرا، ومكثوا بفندق «إيبيس»، غير بعيد عن رحبة لجمال، ودخلوا المكان بمعية دليل سياحي محلِّي أثار فضول القادمين من فرنسا بخصوص هذا الحمص العالمي، وبالفعل، دخل الذواقة كل المحلات تقريبا لمعرفة السر والحديث إلى أصحاب المهنة، انتهاء بعمي علي، الذي كان صاحب المفاجأة الكبرى ــ حسب ما ذكره ــ بذوق خاص يتميَّز عن غالبية «الحمامصية» الآخرين،  حيث طلبوا منه، كما يؤكد منحهم الوصفة السحرية السرية للحمص خاصته، إلا أنه رفض، وعرضوا عليه المال فرد مستهزئا أنه يقدم استضافته مجانا حمصا طريا، أما الأموال فليست هاجسه.
 «وزراء و فنانون وصحفيون لامعون  من زبائني»
وعن تسليم  المشعل لأولاده وأفراد عائلته بخصوص إعداد  هذا الطبق القسنطيني بنفس الطريقة التي عوّد عليها الزبائن، رد عمي علي أنه لا يخفي سرا بعدم إتقان الزوجة لطبخ الحمص على شاكلته، بل إن صهره احتج على زوجته  واستغرب عدم إتقانها للوجبة على طريقة والدها، ما اضطره لتعليمها، مؤخرا، غير أن اثنين من أبنائه  تعلما الحرفة ويتحكمان بشكل جيد فيها، خلافا لابن أخيه وعدد آخر من أفراد العائلة الذين لم يقدروا على  فنون صنع الحمص دوبل زيت كما يجب، وامتد هذا الطبق القسنطيني المشهور إلى ولاية سطيف وتحديدا بئر العرش، عبر ابنه، فيما افتتح آخر محلا بالمدينة الجديدة علي منجلي.
سؤالنا عن أبرز الأسماء والمسؤولين الذين زاروا محل عمي علي وكانوا زبائن دائمين جعله يتحفظ بشكل كبير، قبل تراجعه قليلا، مرجعا الأمر إلى ضرورة الحفاظ على الحياة الشخصية للمعنيين، ولم ينف زيارة وزراء ومسؤولين أمنيين في أعلى مستوى له، إلى جانب الفنانين والسياسيين وحتى الإعلاميين، وقال أن أبرز وجه إعلامي زاره كان كمال علواني، بل وصار زبونا دائما على تناول الحمص لديه.
الحمص يستوي للية على الفحم و الخبرة تتكفل بالباقي
من بين أسرار الحمص دوبل زيت في قسنطينة، بمحل عمي علي على سبيل المثال لا الحصر، أن القدر الوحيدة التي تطعم الزبائن ليوم كامل وشاق تحضَّر ليلا، لتترك حتى تستوي على نار هادئة، وعند الصباح الباكر يفتتح الرجل المحل مجددا، وسر آخر من أسراره هو الاطلاع على القدر ومعرفة ما ينقص الأكلة الشهية بمجرد إلقاء نظرة أولى  عليها، سواء من ناحية إضافة الماء أوالتوابل وغيرها، ليبدأ التوافد على المحل الصغير خاصة من العمال بالأسواق و»الحمّالة»، حيث أن تناول صحن واحد من الحمص كفيل بمنح من يستهلكه الكثير من الطاقة والدفء كونه غني بالنشويات والبروتين، إضافة إلى البصل والحشيش المقطع والخلِّ والليمون أحيانا.
تنهد عمي علي قائلا «قديما كان المحلُّ يعج بالزبائن على غرار رحبة الجمال، كنا كثر والحمص مطلوب بقوة، غير أن الصبر الكبير والاحتمال لم تعد ميزة الجيل الحالي، فأغلق الغالبية ونقص الزبائن، ربما بسبب عمليات الترحيل المتكررة والتوجه نحو علي منجلي،  مشيرا «أنا أيضا أفكر مرات في الرحيل والبحث عن محل آخر، لو قرر الوالي منحنا محلات أكثر ملاءمة واتساعا، لنتوسع في الرزق، أدعو الوالي عبدالسميع سعيدون لزيارتنا وتناول صحن حمص، والاستماع لمشاكلنا لو سمح».
بالصدفة، ولدى توديع عمي علي، قاطعنا زبون معترضا على مغادرة هذا الحمامصي لأنه يعتبره من معالم مدينة قسنطينة والرحبة تحديدا، وعدم نشر رسالته للوالي، فيما تساءل ثلاثة آخرون عمن نكون، وبعد الاطلاع على الأمر قدم فاروق وكمال ولمين أنفسهم، ليتبين أنهم من ولاية أم البواقي واعتادوا على المرور برحبة الجمال وعمي علي للتمتع بالحمص دوبل زيت الفريد من نوعه، على غرار الكثيرين من ولاية سطيف، سكيكدة، عنابة، قالمة، تيزي وزو، العاصمة، وكل الجزائر، فيما باح لنا رجل الحمص الأول خلال محاورتنا له أن لديه زبونا يزوره دوريا من مدينة الباهية وهران وزوجته وأبناءه.
غادرنا محل عمي علي ودرب رحبة لجمال، بقسنطينة، الأشهر على الإطلاق بسبب  هذه الوجبة الشتوية، وشهرتها التي بلغت عنان السماء ولفَّت القارات، وهو يودعنا بابتسامة قوية عمرها نصف قرن وزعت على كل من مرَّ بهذا الدرب، تاركين المزيد من الأسئلة والإبهام حول أكلة بسيطة تحوّلت إلى أسطورة يتم تداولها في العالم، صنعها الشغف وحب المهنة والنية والتفاني ليكون «الحمص دوبل زيت» حقا سرًّا من أسرار مدينة  ترفض البوح  بكل أسرارها لأهلها وزوارها.       
ف/خ













كيـف سافـر






مهاجرات إفريقيات.. مآسٍ على أرصفة الجزائر

غنية توات- الجزائر- مجلة ميم 
“عائشة” رعية مالية تعيش بالجزائر منذ ما يزيد عن خمس سنوات، تروي كيف اختارت رفقة زوجها الأراضي الجزائرية في سنة 2012، لتغيير نمط عيش بائس عرفته في بلدها “النيجر”، قائلة: “اعتقدنا أن أوضاعنا الاجتماعية ستتحسن مع اقتراب حلم الوصول إلى الضفة الأخرى من العالم الأوروبي، لكن اكتشفنا أن التوجه لهذه الأخيرة بات مستحيلا، بسبب المبالغ الضخمة التي يطلبها منا أعضاء الشبكات المختصة التي حاولت استغلالنا في أمور غير شرعية”.
وقالت عائشة”: “نعيش منذ سنوات بالجزائر، وهمنا الوحيد هو كيفية ربح المال من اجل العيش الكريم، خاصة مع ميلاد ابنتنا مليكة، حيث نقتات من الصدقات التي نجمعها من مهنة التسول، من بداية كل صباح إلى نهاية المساء، بعد أن فشل زوجي في إيجاد عمل بسبب وضعيتنا غير القانونية”، وأضافت: “نحن نعيش جيدا هنا بالجزائر ولا نريد العودة إلى بلادنا، فبالرغم من قسوة الحياة في شوارع هذه المدينة الكبيرة، إلا أنها تبقى خيرا بكثير من بلدنا الأم”.
أما “كريمة” التي التقينا بها رفقة زوجها “محمد” جالسة وهي تتسول بشارع ديدوش مراد  بالجزائر العاصمة، وبيدها رضيع لم يتجاوز عمره 6 أشهر، فرضت تبادل أطراف الحديث معنا، قبل أن يفتح لنا زوجها قلبه حول كيفية التحاقهم بالجزائر، التي وصفها بالصعبة جدا، انطلاقا من بلدهم “النيجر” جراء صعوبة المسالك بالصحراء، مؤكدا أنهم جاؤوا منذ سنة 2015، لتحسين أوضاعهم المعيشية، على غرار الآلاف من النيجيريين، ولم تكن لهم أية نية في  الذهاب إلى أوروبا.
وأكد “محمد” انه يعيش رفقة زوجته بمخيمات نصبت بواد بالمنطقة المسماة “بومرداس”، وهي ولاية ساحلية تقع في الشمال الجزائري، حيث يقطعان مع ابنيهما يوميا ومنذ الصباح الباكر ما يزيد عن 59 كلم للالتحاق بعاصمة الجزائر للتسول في شوارعها، باعتبارها أسهل مهنة للحصول على المال الذي يكفيه لسد ريق عائلته الصغيرة، قبل العودة إلى بيته الذي اعتبره “أفضل بكثير من العيش ببلدهم بسبب الفقرة وغياب الإمكانيات الضرورية، وهذا برغم مخاطر يواجهونها يوميا من قبل أطراف وشبكات تحاول التحرش بنسائهم”، مضيفا أن زوجته تكون معه أينما يكون ولا يمكن تركها للحظة، قبل أن يتطرق إلى حلمه المتمثل بالبقاء بالجزائر وعدم مغادرتها لأي بلد أوروبي على خلفية الأخبار التي تصلهم من أصدقائه حول كيفية التلاعب بهم من قبل شبكات “الدعارة” أو شبكات تحترف المخدرات حيث تستغل الأفارقة من اجل الربح السريع.
ونفس ما روته كريمة لمجلة “ميم”، حيث كانت جالسة غير بعيد عن محمد وزوجته، تطلب صدقات المارة بشارع ديدوش مراد، وأكدت أنها تأتي كل صباح رفقة زوجها والعشرات من النيجريين من منطقة بومرداس للتسول.
ولدى سؤالها عن سبب جلوسها لوحدها، أكدت أنها وسيلة لربح المال أكثر، ولهذا تبتعد عن زوجها الذي يتفقدها بين الحين والآخر خوفا عليها من قوات الأمن، أو من جهات معتادة على استغلال النساء من اجل الاستيلاء على أموالهن أو المتجارة بهن، على غرار فتيات كثيرات وقعن ضحية أطراف ليتم استغلالهن في الدعارة والتسول لجلب المال، قبل أن يرمين للشارع رفقة أطفالهن فتلتقطهم السلطات الأمنية الجزائرية ويعاد ترحيلهم إلى بلدانهم.



3 آلاف امرأة إفريقية استغلت في الدعارة


السيد هواري قدور
وحسب كريمة، فإن الكثيرات من المهاجرات اضطرتهن الظروف إلى الارتماء في أحضان “الدعارة” من أجل العيش، “وقد ساهم في ذلك، حسب الحقوقي هواري قدور والقيادي البارز في الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان، في تصريح لمجلة “ميم”، طموح هؤلاء الأفارقة وسعيهم إلى الثراء بشتى السبل، سواء بجمع أموال تساعدهم على الوصول إلى الضفة الأخرى، ما جعل الجزائر تتحول إلى  مستنقع للدعارة وتجارة الجنس، حيث تستغل شبكات المتاجرة بالبشر نساء كثيرات في التسول والدعارة بشكل قسري، بدليل إحصاء أكثر من 3 آلاف امرأة افريقية استغلت في ذلك”، يضيف محدثنا.

مخاوف مجتمعية


محمد حديبي
اعتبر النائب البرلماني السابق والقيادي في جبهة العدالة والبناء الإسلامية، محمد حديبي، في تصريح لمجلة “ميم”، أن” عدم تنظيم هذه الهجرة غير الشرعية أضرّ بحقوق الشعب الجزائري ودولته، وأضرت حتى بحقوق المهاجرين في حد ذاتهم، فانتشارهم عبر الوطن واحتكاكهم بالشعب بثقافتهم وبسلوكياتهم، أثرت في القيم الجزائرية الأخلاقية، ودفعته إلى التطرف أكثر في التعاطي مع الظاهرة، نظرا لدخول مجرمي ومنتحلي الصفة في وسط المهاجرين، وأصبحوا ينشرون جرائم لم يعهدها الشعب الجزائري، تصل إلى حد القتل أو الخطف أو السرقة أو النصب والاحتيال والمتاجرة في كل شي من الممنوعات، بما فيه عالم الدعارة، وتجارة العملة المزورة والنصب على أملاك وعقارات المواطنين، ونشر الشعوذة بمستوى عال وخطير لم يعشه الشعب سابقا، يستعمل فيه خطف وقتل الأطفال لاستعمالهم قربانا” يقول حديبي مشيرا أن هؤلاء الأفارقة تورطوا حتى في طقوس شيطانية في استخراج المعادن النفيسة والكنوز، فأصبحت الدولة في عبء كبير.
وحسب محمد حديبي، وجد رجال المال والأعمال في المهاجرين، ضالتهم، يللتخلص من اليد العاملة الجزائرية، حيث وجدت الحكومة نفسها تحت ضغط رجال منتدى أرباب العمل الذي يطلق عليه “FCE” لاستغلال الأفارقة بأجر ضعيف ودون حماية قانونية.

مشاكل صحّية
أكد الدكتور مرابط الياس، رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، أن وصول الأفارقة بأفواج هائلة  لدول المغرب العربي والجزائر خاصة، لم يسمح لهم بالرعاية الصحية والتكفل بهم، رغم أن هناك فرقا طبية تعمل على التنقل إلى أماكن تواجدهم.


الدكتور الياس مرابط
وتأسف “مرابط”، في تصريح لمجلة “ميم”، من تهرب الأفارقة من التنقل للمراكز الصحية، خوفا من تهجيرهم إلى بلدانهم الأصلية، ما يشجع على بروز حالات مرضية، خاصة في وسط  الحوامل والأطفال، في ظل عدم تعميم السلطات الجزائرية المخيمات الخاصة للتكفل بهم، معتبرا  أن احتكاك الأفارقة بالجزائريين يسمح بتنقل الأمراض بسهولة لهم لعدم حصانتهم، ونفس الشيء بالنسبة للجزائريين الذين يواجهون أخطار بروز  أمراض خطيرة منتشرة بدول إفريقية في أوساطهم، على غرار مرض “الشيبونبونيا” الذي ينتقل عن  طريق الحشرات.
وتخوف الدكتور “مرابط” من عودة انتشار “الملاريا” أيضا إلى الجزائر بشكل كبير، رفقة مرض “الايدز” المنتشر بدوره بقوة بإفريقيا بحكم العلاقات الجنسية والممارسات السلبية، في ظل غياب التحسيس والمراقبة الصحية.

رئيس نقابة الأئمة: الإحسان 


الامام جلول حجيمي
يرى الإمام جلول حجيمي، ورئيس النقابة الوطنية المستقلة للائمة بالجزائر، في تصريح لمجلة “ميم”، أنه على الدولة الجزائرية التكفل بهؤلاء الأفارقة من كل النواحي، عبر فتح أبواب الشغل للقادرين منهم، وترعى مرضاهم ونساءهم وأطفالهم، باعتبار إن إكرام الضيف من شيم الشعب الجزائري، خاصة ونحن نشاهد  أفرادا في المجتمع يعتنون بهم عناية طيبة ويقدمون لهم ما يستطيعون، حتى بدفع زكاتهم لهم لمساعدتهم.

وحسب الإمام حجيمي، فإن تعنيفهم قليل جدا لكن في أوساطهم متهورون وبعضهم مرضى ويستغلون في أفعال كثيرة، وبعضهم يراهم خطرا على المجتمع والصحة، وهنا يبرز دور مصالح الدولة للتكفل بهم وتأطيرهم وتسوية أوضاعهم، والإحسان لهم  هو “إرجاعهم إلى أوطانهم في ظروف طيبة”.

التمييز العنصري
قال صالح دبوز، محام وناشط حقوقي، لمجلة “ميم”، إن: “الجزائر دولة إفريقية قبل كل شيء، ولهذا  فهي ملزمة باستقبال اللاجئين الوافدين من دول الجوار والدول التي تنتمي جغرافيا إلى نفس القارة التي تنتمي إليها الجزائر، خاصة أننا كنا ننادي سابقا إلى تطوير محور التعاون جنوب- جنوب لمواجهة هيمنة دول الشمال”.


المحامي صالح دبوز
وأوضح دبوز أن “اغلب اللاجئين يسعون للعبور إلى أوروبا، أما الذين يبحثون عن فرصة عمل في الجزائر فهم ممن يطلب العيش بعرق الجبين، وكلنا لاحظنا امتهانهم مهنا مفيدة جدا للاقتصاد الوطني رغم بساطتها، مثل البناء والفلاحة والحراسة وتصليح الأحذية وغيرها من المهن الشاقة، وهم عادة يقدمون مجهودات جبارة مقابل أجرة زهيدة جدا”.
وقال الناشط الحقوقي عن توغلهم في شبكات إجرامية، أن نسبة هؤلاء لا تتجاوز نسبة الجزائريين أنفسهم رجالا ونساء من الذين اختاروا النشاط الإجرامي، سواء كان ذلك الاختيار طواعية أو بسبب أوضاع اجتماعية مزرية، وفي هذه الحالة يجب أيضا أن يعاملوا بنفس الطريقة التي يعامل بها المواطن الجزائري أو حتى المواطن الأجنبي من أصول أوروبية أو عربية أو آسيوية.

ويعتقد دبوز أن التركيز على نساء الجالية القادمة من دول الجوار للجنوب الجزائري، ومحاولة إيهام الرأي العام أنهن ينشطن في الإجرام وربما الإيحاء أن ذلك يشكل خطرا على المجتمع الجزائري ، “أمر غير مقبول، وهو يثبت تورط بعض الجهات في تصرفات عنصرية خطيرة جدا لتبرير سياسة طرد بعض اللاجئين من الجزائر”.

الأفارقة مظلومون
اعتبر الحقوقي عمار خبابه، في تصريح لـ”ميم”، أن الأفارقة جاؤوا مقهورين مظلومين، ودفعتهم الظروف للهجرة وترك أوطانهم على غرار الآلاف من الجزائريين المتواجدين في كل أنحاء العالم.


عمرخبابه
واعتبر خبابه هؤلاء المهاجرين ضحايا، “وعلى الشعب الجزائري استقبالهم بما يستطيع، فليسوا كلهم مجرمين، فهناك أشخاص أسوياء ويريدون عملا، ولا يمكن أن نضعهم كلهم في سلّة واحدة، أو نجعلهم شماعة نعلق عليها فشلنا وبعض الآفات الموجودة في المجتمع، فعلى السلطات الجزائرية أن تعاملهم كما يعامل كل المهاجرين في كل أنحاء العالم، ولا يمكن السير بمنطق اليمين المتطرف في فرنسا حول النظرة الأجنبية، فهؤلاء اضطرتهم ظروف الحرب والمجاعة والمرض للهجرة، وعلينا التعامل معهم بمنطق إنساني ووفق معايير دولية، مع أهمية الاستعانة بالمنظمات الدولية غير الحكومية التي تسهر في الميدان، فهي ظاهرة عالمية، والذي بيته من زجاج لا يرمي غيره بالحجر”، يضيف محدثنا.
وقال الحقوقي الجزائري: “لنا أبناء يقومون بالهجرة السرية، ولا نتمنى أن يعاملوا معاملة سيئة، لذا لا ننهى عن خلق ونأتي بمثله”، مؤكدا أن للجزائر سبعة حدود، فهي مركز عبور كل الفئات وعلينا التعامل بإنسانية معهم”.

 “الحقرة” مرفوضة


فاروق قسنطيني
من جهته، أكد المحامي الجزائري والرئيس السابق للجنة الاستشارية لحقوق الإنسان، فاروق قسنطيني،  في تصريح لـ”ميم”، أنه يجب التعامل مع هؤلاء الأفارقة بالطريقة الملائمة، باعتبار أن الجزائر ممضية على اتفاقيات دولية تلزمها أن تستقبلهم بالإمكانيات اللازمة، مع أهمية عدم “ممارسة الحقرة”، لكن في نفس الوقت فإنهم مجبرون على احترام النظام العام الجزائري وعدم تخريب القانون وعدم التعدي على القانون والابتعاد عن الأعمال الإجرامية.


أكثر من 100 مليون أورو لترحيل 30 ألف إفريقي
أنفقت الجزائر منذ 2014، أكثر من 100 مليون أورو في عمليات ترحيل شملت 30 ألف مهاجر غير شرعي، بينهم 28 ألف امرأة وستة آلاف طفل من أصل 100 ألف، لما أفرزوه من “نتائج خطيرة”، باعتراف وزير الداخلية الجزائري، نور الدين بدوي، خلال المؤتمر الوزاري الثاني لمجموعة الاتصال حول مسالك الهجرة غير الشرعية في المتوسط، في تونس شهر جويلية الماضي.
الوسوم

مجلة ميم



في وثيقة سرية.. الخارجية الإماراتية تطرح 8 توصيات للتعامل مع تونس

دعت الوثيقة إلى تحريك جمعيات ومواقع إعلامية داخل تونس ضد حركة النهضة


كشف موقع “عربي 21” وثيقة سرية صادرة عن وزارة الخارجية الإماراتية، تحت عنوان “محددات إدارة الأزمة مع تونس والخطوات اللازمة لاحتوائها”. الوثيقة صدرت بتاريخ 27 ديسمبر 2017 في علاقة بقرار الحكومة التونسية منع هبوط الطائرات الإماراتية في كافة المطارات التونسية بعد منع التونسيات بصفة فجئية من دخول الإمارات والسفر عبر خطوطها الجوية .
وفي تشخيصها للأزمة رأت الوثيقة أن الجهات الرسمية في تونس وجدت نفسها في مأزق، بين الحفاظ على علاقاتها مع الامارات “كأبرز الشركاء الاقتصاديين”، وبين “جملة مزايدة سياسية للضغط على الرئيس الباجي قائد السبسي وحكومة يوسف الشاهد من أجل دفع تونس إلى التحالف مع قطر وتركيا والقطع مع سياسة الحياد النسبي الذي اتخذته تونس من الأزمة الخليجية”.
واعتبرت الوثيقة أن الحملة ضد الإمارات تروّج “لشائعات مفادها أن الإمارات تسبق خطة خليجية لمعاقبة تونس بسبب انفتاحها على الدوحة وأنقرة، وبالتالي شحن الرأي العام للاصطفاف مع قطر وتركيا”.
وعلقت الوثيقة على موقف وزير الخارجية التونسي، واعتبرت أن تصريحاته بشأن  تلقيه اتصالا من المسؤولين في الإمارات واعتذارهم، مجرد ادعاء، ووصفت موقفه بـ”المتشدد.”  
الوثيقة دعت المسؤولين الإماراتيين و الإعلام في البلاد إلى اعتماد جملة من الرسائل كبراهين أمام الرأي العام فيما يتعلق بالأزمة مع تونس، أهمّها أن الإمارات مارست حقا سياديا للحفاظ على أمنها.
وحثت الوثيقة على أن لا يمسّ الخطاب الإعلامي من المرأة التونسية “كونها تحظى بتقدير مبالغ فيه من المجتمع التونسي”، فالمشكل يتعلق بفئة محدودة من النساء، حسب الوثيقة.
واستشهدت الوثيقة بندوة نظمتها إحدى الجمعيات التونسية بعنوان “المرأة و الإرهاب”، واعتمدتها مصدرا للمعلومات عن عودة التونسيات من بؤر التوتر.
وجاء في الوثيقة 8 توصيات لاحتواء الأزمة مع تونس:
التوصية الأولى
“استبعاد فرضية الاعتذار لتونس؛ كون الاعتذار يُسيء لصورة دولة الإمارات؛ لأن الأمر يتعلق بقرار أمني سيادي يجب التمسك به، وعدم الالتفات إلى مطالب الاعتذار”.
التوصية الثانية 
“الانتباه إلى الطريقة التي يُوظف بها “إخوان النهضة” هذه الأزمة، وكيف يهاجمون دولة الإمارات، فسُمية الغنوشي هاجمت دولة الإمارات، وربطت القرار السيادي الإماراتي بكونه ضد ما سمته “الربيع العربي”. والسبسي وحكومته لا ينتبهون إلى أن طلب اعتذار من دولة الإمارات يخدم مصلحة حركة النهضة، التي ستوظّف تصعيد الأزمة لإعادة الانتشار داخليا قبل الانتخابات المقبلة.”
التوصية الثالثة
“من المهم لوزارة الخارجية الإماراتية أن تربط بين قرارها وفكرة التدخل الأمني الوقائي والاستباقي، وأن تعتبر أن القرار يدخل ضمن الإجراءات الأمنية الاحترازية المؤقتة، التي قد تُرفع بعد زوال الخطر، فالأمر يتصادف مع حركة تنقل المقاتلين الإرهابيين الأجانب عبر المطارات، كما أنه يتصادف مع المعلومات التي تشير إلى أن تنظيم داعش أصدر أوامره بتوظيف النساء في عملياته الإرهابية، بعد الحصار المضروب على المقاتلين الإرهابيين الذكور”.
التوصية الرابعة
“الانتباه إلى أن الإضرار بموقف حزب نداء تونس سيصب في مصلحة حركة النهضة، لذلك يوصى بعدم إضعاف موقف الرئيس السبسي وحزبه، ومن هنا ضرورة ابتعاد الخطاب السياسي والإعلامي الإماراتي عن أي تهديد مباشر أو غير مباشر لمصالح التونسيين المقيمين في الإمارات، الذين يُقدر عددهم بنحو 28 ألفا”.
التوصية الخامسة
“الاستمرار في تكرار التوضيح الإماراتي بخصوص أن دولة الإمارات تقدر عاليا أواصر الصداقة والأخوة مع أشقائها في تونس، وأنها تُكنّ بالغ الاحترام لمكانة المرأة التونسية في بلدها، ودورها الريادي والتقدمي في جميع المجالات، وأنها حريصة على أن تظل تونس بلدا صديقا لدولة الإمارات”.
التوصية السادسة
“استمرار الترحيب الإماراتي بتصريحات الناطقة باسم الرئاسة التونسية سعيدة قراش، التي قالت فيها إن ما يحدث بين تونس والإمارات لا يرقى إلى حدود الأزمة الدبلوماسية، وإن الأمور بينهما لا تُدار بروح عدائية، وكذلك إبراز تصريحات السفير التونسي في الإمارات، التي قال فيها إن العلاقات الإماراتية التونسية متينة وصلبة، وهي أقوى من أي إشكالية ظرفية”.
التوصية السابعة
“الابتعاد الإعلامي عن مهاجمة زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى تونس “لأن الحكومة التونسية سترد بأن هذا قرار سيادي”.
التوصية الثامنة
“من الممكن تحريك جمعيات ومواقع إعلامية داخل تونس لقلب النقاش ضد “النهضة”.




الوسوم

دواجة العوادني

عضو فريق مجلة ميم التحريري، تختص في المواضيع السياسية والحقوقية






















https://meemmagazine.net/2017/11/28/%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%87%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1/

معاناة الأمهات العاملات في الجزائر

فضلن الإستقرار الأسري في ظل قوانين مجحفة لا تراعي حاجيات الأم والطفل

مجلة ميم/ الجزائر – خديجة بودومي 
لم تعد مواصلة المرأة لعملها بعد الزواج شرطا أساسيا لعقد قرانها، حيث أفرزت التحولات التي شهدها المجتمع الجزائري في ما يخص ولوج المرأة لسوق العمل وتعدد مسؤولياتها، انعكاسات سلبية، بسبب عدم استقرارها الأسري واتهامها بالإهمال في ظل قوانين لا تراعي ظروف المرأة، وفي مقدمتها فترة عطلة الأمومة 

المرأة العاملة بين مطرقة مصروف البيت وسندان تربية الأطفال 

يعرف مجال عمل المرأة في الجزائر منحى تصاعديا خلال السنوات الفارطة في إحصائيات تؤكد تبوّء المرأة الجزائرية مناصب هامة في الدولة، إلى جانب وجود نسبة كبيرة فاقت عدد الرجال، خاصة في قطاع التعليم والتعليم العالي والصحة. إلا أن هذا الكم الهائل من النساء العاملات أفرز إشكالية معاناة عدد معتبر منهن بسبب صعوبة التوفيق بين العمل في البيت وخارجه.
وعلى هذا الأساس، ارتأت مجلة “ميم” الحديث مع بعض العاملات حول الموضوع

السيدة بوبنية أستاذة تعليم متوسط: “عشت سنوات من المعاناة والنتيجة إصابة أبنائي بالأمراض”
تروي لنا أستاذة التعليم المتوسط  بمحافظة بومرداس شرق الجزائر، السيدة بوبنية، تجربتها مع عملها وتربية أبنائها، حيث قالت لمجلة “ميم”: في الحقيقة، للأستاذة حق الاستيداع عاما إلى خمس سنوات لتربية الأبناء، هذا فقط للتي تكفيها أجرة زوجها، أما المسكينة المضطرة للعمل، فتترك ابنها ذي الثلاثة أشهر للحاضنة، مستفيدة من ساعتي الإرضاع في الأماكن القريبة، إلا أن المدارس لا تأخذ بهذا القانون”
وعن تجربتها، قالت الأستاذة “لديّ ثلاثة أبناء، وكنت أدرّس وأكمل دراساتي، والحقيقة أنّني أصبحت قاسية القلب، فكلما كان لديّ أبناء وهم صغار أغطيهم وأحملهم عند جدتهم في الشتاء والأمطار والبرد، وهي إحدى الأسباب التي جعلت ابنتي تصاب بالتهاب الرئة. وأحمل الثانية ذات العام إلى الحضانة، حيث آخذها معي في الحافلة”.



غنية حليمي الصحفية : “الضغط أثر على نفسيتي وعلى عملي”
ومن جهتها روت السيدة غنية حليمي، وهي صحفية، تجربتها مع العمل في الصحافة، وهي المهنة التي تتطلب الكثير من التركيز، ومع تربية ابنها ذي السنة. حيث تحدثت عمّا تعانيه مع أعباء ومسؤوليات  البيت، وأكدت أن صعوبتها تفوق بكثير ما تواجهه خلال عملها طيلة اليوم، فأكثر ما يجهد المتحدثة أثناء يومها ليست تلك الساعات التي تقضيها في الجريدة، وإنما تكمن في مسؤوليات البيت التي “لا تنتهي”، فبين توظيب البيت وتنظيفه، وإعداد وجبة الفطور، وبين تنظيف الملابس، وتحضير وجبات الطعام، وكذا متابعة احتياجات الزوج، تجد السيدة غنية نفسها جدّ منهكة، -كما تقول- أكثر بكثير مما ينهكها العمل في المؤسسة، وهو ما جعلها فعلا تعتبر أن المكوث في البيت عمل، تماما كأي عمل خارجه.
بالمقابل، انتقدت محدثتنا العطلة القصيرة التي تستفيد منها العاملة في الجزائر والمقدرة ب98 يوما والتي لا تكفي الابن ليأخذ القسط الكافي من الرعاية. حيث اضطرت غنية إلى الاستعانة بمربية.


59 بالمائة من الموظفين الجدد في المؤسسات العمومية نساء 

انتقلت نسبة النساء العاملات في الوظيفة العمومية بالجزائر من 26 بالمائة عام 2016، لتناهز مع نهاية عام 2017 نسبة 38.47 بالمائة. 22.1 بالمائة فقط في مناصب سامية للدولة، بمعدّل تطوّر قدّر بـ 0.61 سنويا، وهي نسبة متثاقلة.
وتتوزع هؤلاء العاملات على قطاع التربية الوطنية بنسبة 55.6، والصحة العمومية بـ 54.52 بالمائة، أمّا قطاع التعليم العالي فبنسبة 46 بالمائة والقطاع القضائي 44.68 بالمائة.
وعلى النقيض من هذه النسب المرتفعة، تسجل المرأة حضورا ضعيفا جدا في الأسلاك الأمنية وذلك بنسبة 6.5 بالمائة في الأمن الوطني و3 بالمائة في الحماية المدنية و22.7 بالمائة في الجمارك و10.7 بالمائة في المؤسسات العقابية.
هذا، ولا تتعدى نسبة إسهام المرأة في سوق العمل في ما يتعلق بالشق الاقتصادي والمقاولة 19 بالمائة. وهي نسبة ضئيلة جدا تعمل الجزائر على رفعها وتطمح في هذا الشأن إلى بلوغ 59 بالمائة.

98 يوما عطلة أمومة ولا مجال لتمديدها 

ترفض الحكومة الجزائرية تمديد عطلة الأمومة المقدرة قانونا ب98 يوما في ظل مطالب تدعو إلى ضرورة تمديدها من باب مراعاة العامل النفسي للمرأة مثلما هو مطبق في عديد البلدان. يأتي هذا في وقت يؤكد فيه مسؤولون أنه لا يوجد أي مشروع لمراجعة عطلة الأمومة في شقها المتعلق بمدة التوقف عن العمل القابلة للتعويض من باب أن  الجزائر اعتمدت هذا الإجراء المكرس في قانون العمل، على غرار ما هو معمول به في جميع الدول.

 الجامعة الجزائرية تراعي عمل الأستاذة وتساعدها في المحافظة على منصبها

قال عبد الحفيظ ميلاط، المنسق الوطني للمجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي، في تصريح ل”مجلة ميم” أن الجامعة الجزائرية توفر كل أجواء الراحة للأساتذة، مما يجعلهن في منأى عن فقدان مناصبهن قائلا : “المشكل غير مطروح تقريبا في الجامعة لأن عدد ساعات العمل في الجامعة يتراوح بين 3 إلى 12 ساعة أسبوعيا، وبالتالي فالأم المرضعة الموظفة كأستاذة جامعية، تجد الوقت الكافي لرعاية الرضيع والتمسك بعملها في نفس الوقت، أو بتعبير آخر يمكنها التوفيق  بين الالتزامين”.


الدكتور ميلاط
بالمقابل، عاب النقابي عبد الحفيظ ميلاط  القوانين المنظمة للعمل في الجزائر والتي لا تتيح للمرأة وقتا كافيا للعناية بأسرتها قائلا
“عطلة الأمومة المقدرة ب 3 أشهر لا تكفي المرأة. خاصة بالنسبة لرعاية الرضيع الذي يحتاج رعاية كبيرة من قبل الأم طيلة فترة الرضاعة التي تمتد لأكثر من سنتين. كما أن تطور الأسرة الجزائرية من الأسرة الكبيرة المكونة من الجد والجدة وحتى الأعمام، إلى الأسرة الصغيرة المكونة من الوالدين والأطفال فقط ساهم في تفاقم هذه المشكلة.
لذلك نجد أنه في الكثير من البلدان قد تم تمديد عطلة الأمومة إلى 6 أشهر، وفي بلدان أخرى الى غاية سنتين. مضيفا أن الأم العاملة بعد انتهاء عطلة الأمومة المقدرة ب 3 أشهر تجد نفسها بين خيارين صعبين، إما ترك رضيعها عند دور الحضانة أو سيدات يقمن بهذه المهمة، أو ترك عملها للاعتناء برضيعها”.

5 بالمئة من موظفات الإدارة قدمن استقالتهن للتفرغ لأسرهن 

يقول ممثل النقابة الوطنية لمستخدمي الإدارة العمومية ورئيس الاتحادية الوطنية لعمال البلديات، عز الدين حلاسة، في تصريح لمجلة “ميم”،


الأستاذ عز الدين حلاسة
“المرأة  في الإدارة الجزائرية تلعب دوراً قيادياً في أكثر من موقع، وعليه يمكن أن توصف المرأة بالمحاربة فيما يختص بالمحاولة لتحقيق التكامل في جميع الأدوار التي تقوم بها، وهذا ما يغني تجربة المرأة القائدة.”
كما أشار إلى أن الموظفة في الإدارة الجزائرية تمثل 70 بالمئة من مجموع العمال المقدر بمليون ونصف عامل، وقد أثبتت جدارتها في تولي مناصب قيادية، إلا أن هناك معوقات تحول دون تمكن هذه الأخيرة من أداء مهامها على أكمل وجه، خاصة بالنسبة للموظفات المتزوجات اللواتي يجدن صعوبات بالموازاة مع القيام بواجباتهن داخل البيت وخارجه.
وفي هذا السياق، سلط السيد حلاسة الضوء على ما تعانيه الموظفة المستفيدة من عطلة الأمومة المقدرة ب 98 يوما، مشيرا إلى أن أغلبهن غير راضيات على الفترة التي تمنح لهن، مما يضطر العديد منهن إلى إضافة أشهر أخرى للعناية بأبنائهن، فيما تجد أخريات أنفسهن مجبرات على تقديم استقالتهن والتفرغ للأبناء.
وكشف عن أن نسبة 5 بالمئة من الموظفات بالإدارة الجزائرية يستقلن لعديد الأسباب، في مقدمتها التفرغ للعائلة، وهي أسباب -يقول محدثنا- مقنعة نظرا للمدة القصيرة التي يقضينها خلال فترة عطلة الأمومة.

الحكومة لن تستجيب لمطلب تمديد عطلة الأمومة بدون ظغط من الجمعيات 



النائب نورة خربوش
أكدت النائب السابق بالبرلمان الجزائري وصاحبة المقترح  المتعلق بتعديل القانون 90-11 المتضمن قانون علاقات العمل في اتجاه دعم المرأة العاملة وحماية وترقية حقوقها الوظيفية، نورة خربوش، في حديث لمجلة “ميم”، أن  فكرة هذا المقترح الذي قوبل بالرفض سنة 2016 من طرف الحكومة جاء بعد شكاوى رفعتها عشرات الموظفات، حيث تمحورت أغلبها حول قصر المدة التي تقضيها المرأة بعد فترة الولادة، مما ينعكس سلبا على حالتها النفسية والأسرية.
وقالت نورة خربوش إن مقترحها للحكومة تمثل في رفع مدة عطلة الأمومة إلى 6 أشهر، وتخصيص عطلة إضافية للمرأة العاملة مع كل عطلة مدرسية للتكفل بالأبناء ورعاية المتمدرسين منهم.
وذكرت السيدة خربوش أنه في ظل هذا التعديل تستفيد المرأة العاملة من عدة عطل، خاصة أثناء الإصابة ببعض الأمراض المزمنة أو أمراض العمل المقعدة عن العمل.
وطالبت بتخصيص منحة جزافية تقدر بخمس الأجر القاعدي المضمون لكل امرأة عاملة متزوجة تعويضا عن المهمة الأسرية المضنية في حال الخروج إلى العمل الوظيفي.
لكنها ذكرت بأن القرار قوبل بالرفض بحجة ما يترتب عنه من أموال ترهق الخزينة العمومية، إلا أن عددا معتبرا من العاملات لجأن لحيل غير قانونية تمتد لفترة ستة أشهر، وبالتالي تكبد الخزينة العمومية أموالا أكثر.

من جهة أخرى، أكدت خربوش أن مطلب تمديد عطلة أمومة ضروري، نظرا للعدد المعتبر للنساء اللواتي تقدمن باستقالتهن، منادية بتفعيل دور الجمعيات للضغط من أجل تغيير القوانين.

رضوان. ق

في تحد واضح لقرارات وزير التعليم العالي والبحث العلمي

طلبة قسم «المكتبات» يغلقون كلية الحضارة بوهران

أقدم طلبة قسم علوم المكتبات بجامعة وهران أمس، على غلق مدخل كلية العلوم الانسانية والعلوم الإسلامية، في حركة احتجاجية أعلنوا خلالها عن دخولهم في إضراب مفتوح، كرد فعل على تصريحات وزير التعليم العالي والبحث العلمي.
وكشف ممثل الطلبة المحتجين في تصريح لـ«المساء» بأن قرار الخروج للشارع واللجوء إلى غلق مدخل كلية العلوم الانسانية ولعلوم الإسلامية، جاء على خلفية تصريح وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار، التي قال من خلالها بأنه لن يتم السماح للطلبة المتخرجين الحاصلين على شهادة علوم المكتبات بالعمل في قطاع التربية، معتبرا هذا القرار «غير منطقي» في وقت يفترض فيه ـ حسبه ـ «الدفاع عن خريجي قسم علوم المكتبات وإدراجهم ضمن التخصصات المطلوبة في قطاع التعليم».
كما ذكر المتحدث بأن أرضية المطالب التي تم تسليمها للوزارة لم يتم الرد عليها منذ الموسم الجامعي الماضي، «وبقيت حبرا على ورق، في وقت لم يتم فيه استقبال ممثلي الطلبة للحديث عن المشاكل المطروحة، وفي مقدمتها مطلب فتح التوظيف للمتخرجين من قسم المكتبات في القطاعات الإدارية، إلى جانب الرفع من الرتب الخاصة بالموظفين من حاملي شهادة علوم المكتبات التي تبقى محصورة في 4 رتب ضمن السلم الخاص بالترقيات..»، مشيرا إلى أن الإضراب الذي دخل فيه طلبة قسم المكتبات «سيتواصل إلى غاية تدخل الوزارة لحل المشاكل المطروحة من قبل خريجي هذا الفرع البالغ عددهم بجامعة وهران نحو 800 طالب».
وفي تحد واضح لتعليمة الوزير التي تتوعد كل من يقدم على غلق أبواب الجامعة في إطار الحركات الاحتجاجية بإجراءات درعية صارمة تصل إلى حد الطرد والمتابعة القضائية، اعتبر ممثل الطلبة بأن هذا القرار «لا يخدم التوجه الديمقراطي لحق الاحتجاج والإضراب».



ترامب : أنا عبقري راجح العقل جدا

  • PDF
مايكل وولف : ما كشفته سيطيح بالرئيس الأمريكي
نار وغضب ..  بداية عاصفة للسنة الجديدة !
ترامب : أنا عبقري راجح العقل جدا
نار الأزمات التي تلاحق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال عام من توليه الرئاسة الأميركي يبدو أنها ستتأجج أكثر بعد نشر كتاب نار وغضب للصحافي مايكل وولف إذ يُنتظر أن يثير الكتاب في الأيام المقبلة مزيداً من العواصف بوجه الرئيس الأمريكي حتى إن بعضهم يتوقع أن يشكّل الكتاب نقطة تحوّل في ولاية الرئيس.
ق.د/وكالات
الأزمة الأبرز التي يواجهها ترامب بعد نشر الكتاب تتمثل في التشكيك بصحته العقلية ما قد يُشكل مدخلاً جديداً لإطاحته من البيت الأبيض وهو ما دفع الرئيس الأمريكي إلى الرد سريعاً مشدداً على استقراره العقلي وذلك بعدما كان وزير خارجيته ريكس تيلرسون قد أعلن أنه لم يشكك يوماً في أهلية ترامب العقلية وأن لا سبب لذلك.
عبارة نار وغضب التي اشتهر ترامب باستخدامها في حربه الكلامية ضد كوريا الشمالية واختارها الصحافي الأميركي مايكل وولف عنواناً لكتابه قد تكون التوصيف الأدق للمرحلة المقبلة فبعد الحرب الإعلامية التي أشعلها الكتاب بين ترامب ومستشاره الاستراتيجي السابق ستيف بانون الذي يُنظر إليه على أنه مهندس أجندة ترامب الانتخابية من المنتظر أن يثير الكتاب في الأيام القليلة المقبلة مزيداً من العواصف بوجه ترامب مع مباشرة الكونغرس الاستماع إلى شهادات اختصاصيين نفسيين لتقييم أهليته الذهنية للقيام بمهام رئيس الولايات المتحدة.
ومسألة أهلية الرئيس الذهنية ناقشها وولف في كتابه ونقل عن لسان بانون الذي كان أبرز اللاعبين في البيت الأبيض قبل أن يطرده ترامب في  اوت الماضي أن ترامب فاقد السيطرة على الأمور. كذلك نقل وولف الذي تردّد على البيت الأبيض في فترة إعداد الكتاب عن أفراد آخرين في الحلقة الضيقة المحيطة لترامب أنه يتصرف كالأولاد الصغار.
مستقبل الرئيس على المحك
وقال مايكل وولف مؤلف كتاب ينتقد العام الأول للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض إن ما كشفه الكتاب سيضع حدا على الأرجح لبقاء ترامب في المنصب.
وأضاف لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن كتابه (نار وغضب: داخل بيت ترامب الأبيض) خلص إلى أن ترامب ليس كفؤا لتولي الرئاسة وأن هذه النتيجة أصبحت رأيا واسع الانتشار.
وتابع في مقابلة أذيعت السبت أن المذكور في كتابه يوضح للجميع أن ترامب _لا يستطيع أداء مهمتهس وهذا هو إطار الاعتقاد والإدراك الذي _سيؤدي في نهاية المطاف إلى انتهاءة هذه الرئاسةس.
وتوقع مايكل وولف أن يضع ما كشفه الكتاب حداً على الأرجح لبقاء ترامب في المنصب. وأضاف وولف في حديث لراديو بي.بي.سي أن كتابه خلص إلى أن ترامب ليس كفوءاً لتولي الرئاسة وأن هذه النتيجة أصبحت رأياً واسع الانتشار مشيراً إلى أن المذكور في كتابه يوضح للجميع أن ترامب لا يستطيع أداء مهمته وهذا هو إطار الاعتقاد والإدراك الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى انتهاء هذه الرئاسة وفق قوله.
كذلك قال وولف في مقابلة تلفزيونية الجمعة إن نسبة مائة في المائة من العاملين مع ترامب يشككون في قدرته على تولي منصب الرئاسة. وذكر في كتابه أن ترامب لم يتعرف على أقرب أصدقائه وأنه يكرر الكلام الذي سبق أن قاله من دون سبب. وأضاف وولف أن العاملين في البيت الأبيض يصفون ترامب بأنه صبياني لأنه دائماً بحاجة إلى من يمتدحه ويريد أن يكون هو مركز كل شيء . وبعدما قال ترامب إنه لم يسمح لوولف بدخول البيت الأبيض ولم يتحدث معه بخصوص الكتاب رد وولف عليه: ماذا كنت أفعل هناك لو أنه لم يكن يريدني أن أكون هناك. لقد تحدثت يقيناً مع الرئيس وكان على علم بما كنت أفعله . وأضاف أنه تحدث مع ترامب ثلاث ساعات خلال الحملة الانتخابية وبعد تنصيبه.
ترامب  يرد بقوة
وصوّر الكتاب الوضع في البيت الأبيض بأنه فوضوي متحدثاً عن أن ترامب لم يكن مستعداً للفوز بالرئاسة في 2016 وأن مساعديه يسخرون من قدراته. وبعدما ندد ترامب بالكتاب واصفاً إياه بأنه مليء بالأكاذيب عاد أمس للقول عبر تويتر : طوال حياتي كانت أهم صفتين لي الاستقرار العقلي وكوني ذكياً جداً مضيفاً تعليقاً على الموضوع: لعبت هيلاري كلينتون هذه الأوراق بجد شديد وكما يعلم الجميع غرقت في النيران . وتابع ترامب: تحولت من رجل أعمال ناجح جداً إلى نجم تلفزيوني لأصبح رئيساً للولايات المتحدة (في أول محاولة لي). وأعتقد أن من شأن ذلك أن يؤهلني لأكون ليس غير ذكي ولكن عبقرياً... وعبقرية مستقرة جداً! .
وفي السياق نفسه أكد تيلرسون أنه لم يشكك أبداً في صحة ترامب العقلية. وقال تيلرسون الذي يُعتقد أنه وصف ترامب بالأحمق العام الماضي لقناة سي أن أن : ليس هناك ما يجعلني أشكك في قدراته العقلية معتبراً أن ترامب نموذج مختلف عن رؤساء الماضي وأعتقد أن هذا ثابت ولهذا السبب اختاره الشعب الأميركي .
خطر آخر يحيط بترامب تحدث عنه كتاب وولف وهو الطموحات السياسية للمحيطين بالرئيس أبرزهم ابنته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر وكذلك السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هيلي. وأثار الكتاب تساؤلات عن حقيقة طموحات إيفانكا في أن تكون أول امرأة تنتخب رئيسة للولايات المتحدة لتكون أول يهودي يحتل أعلى منصب في البلاد. وفي هذا السياق كان لافتاً ما جاء في الكتاب من أن فريق ترامب في الحملة الانتخابية صُدم وذعر من فوزه.
كذلك أشار وولف في كتابه إلى هيلي التي يُنظر إليها في دائرة ترامب على أنها طموحة وأكثر ذكاء بكثير من الرئيس وفق الكتاب الذي جاء فيه أيضاً أن هيلي توقعت بحلول أكتوبر الماضي أن مدة ترامب ستستمر في أحسن الأحوال لفترة واحدة . ويُعتقد أنها يمكن أن تكون وريثته وهو ما رأته الدائرة الداخلية للرئيس كخطر نظراً لوجهات نظر هيلي المعتدلة نسبياً وبالتالي باتت هيلي معرضة للطرد بعدما أصبحت تشكل تحدياً لترامب.

Scènes d’incivisme à Haï El Yasmin et Es-Sabbah: El Bahia perd de sa prestance

El Bahia et malgré les efforts consentis a beaucoup perdu de sa prestance. L’indifférence de certains responsables locaux a donné l’opportunité aux agissements anarchiques, pourtant réprimés par les textes de loi qui régissent la gestion des communes. Effectivement, les habitants de la ville la plus visitée, lors de la saison estivale, s’adonnent à certains comportements tout à fait inciviques, entre autres, ces importants comptoirs commerciaux où tout et rien se vend dans l’illégalité, encore moins du contrôle. Ce décor hideux caractérise les plus grands axes de la ville. Il faut dire que ce commerce anarchique, le moins que l’on puisse dire, de par les conditions d’hygiène, provoque dans la majorité des cas, des maladies, intoxications et parfois des décès. En dépit de son statut de ville industrielle, Oran demeure parmi les wilayas où les aspects de la ruralisation sont visibles à l’œil nu, notamment au niveau des quartiers peuplés.
Certains citoyens osent même procéder à l’élevage des animaux en milieu urbain, à l’image de la cité Haï El Yasmine. Autre image de la dégradation de la ville, ces rues éventrées, notamment en période pluviale où toute la ville se transforme en un véritable bourbier, en raison de la dégradation du revêtement des chaussées, les rendant ainsi inaccessibles. En dépit de moult appels de la population en direction des services concernés, par la prise en charge de ces préoccupations, ceux-ci sont restés sans écho. Outre cela, on retiendra aussi le manque criant de la couverture par l’éclairage public dans de nombreux quartiers et cités de la ville. Une situation qui favorise la recrudescence de la criminalité. Une autre situation désastreuse pour les habitants de plusieurs cités et quartiers, l’absence de réseaux de gaz de ville, contraignant ainsi les ménages à endurer le calvaire à la recherche du gaz butane. Outre la clochardisation et la ruralisation de la ville, vient s’ajouter le fléau de la délinquance et la guerre des gangs entre les quartiers. Une situation difficile à digérer pour une tranche de population, qui avait pris l’habitude de vivre dans la quiétude.


GestionDechetLa ministre de l'Environnement et des Energies renouvelables, Fatima Zahra Zerouati a annoncé, jeudi à Alger, que des études ont été lancées pour mettre en place de nouveaux mécanismes permettant de réduire les quantités de déchets destinées aux décharges publiques.

Lors d'une séance plénière consacrée aux questions orales au Conseil de la nation, sous la présidence de M. Abdelkader Bensaleh, la ministre a fait état de la possibilité de réduire de 50% les quantités de déchets destinées aux décharges publiques en mettant en place les mécanismes adéquats pour le recyclage des déchets solides. "Nous ne pouvons continuer à polluer davantage notre environnement au vu des engagements internationaux pour la réduction des émissions de gaz à effet de serre", a-t-elle souligné, précisant que le secteur s'attèle à l'examen des modalités de réactivation des projets de recyclage. Dans ce cadre, le secteur a programmé 188 projets de centres d'enfouissement technique (CET) dont 89 ont été réalisés. Soulignant que la durée de vie d'un centre d'enfouissement est de 25 ans, elle a indiqué que plusieurs centres ont atteint un taux de saturation de 90% en seulement 3 ans de leur mise en service en raison des grandes quantités de déchets. Elle a ajouté, dans ce sens, que le secteur à pour objectif de transformer ces décharges publiques en pôles industriels qui assurent la matière première à diverses activités en adoptant les normes internationales en matière de gestion des déchets. Pour réduire de 50% les quantités de déchets destinés aux décharges publiques, la ministre a exhorté les citoyen à recycler les déchets ménagers, notamment le plastique et le carton et appelé les PME, notamment dans le domaine de l'artisanat, à exploiter ces matières premières.Mme. Zerouati a évoqué, dans ce sens, une convention avec les centres d'enfouissement permettant aux PME de récupérer les déchets solides et organiques qui peuvent être exploités dans la production des engrais, importés actuellement de l'étranger. La ministre de l'Environnement a souligné "l'urgence" d'intégrer les directeurs concernés au niveau des secteurs des Ressources en eaux, de l'Energie, de l'Industrie, du Commerce et autres dans la Commission  en charge de l'examen de la situation des décharges publiques à travers le territoire national. Plus de 28 milliards DA ont été investis entre 2000 et 2015 dans la réalisation d'entreprises et d'infrastructures, a-t-elle rappelé. Relevant une similitude dans le mode de vie des habitants des zones rurales et celui des habitants des villes, ce qui a induit une charge supplémentaire pour les décharges publiques, la ministre a indiqué, à titre d'exemple, que les décharges publiques de la wilaya de Médéa reçoivent 740 tonnes de déchets par jour provenant de 64 communes rurales, avec un taux de tri avoisinant celui d'Alger. Les projets de création des CET et la gestion des déchets en Algérie sont confrontés à plusieurs obstacles dont le principal est le refus affiché par les citoyens quant à l'implantation de tels centres dans leurs localités. A ce propos, la ministre a indiqué que cet objectif ne peut être concrétisé qu'en faisant impliquer le citoyen dans cette démarche, ajoutant "nous avons besoin de l'adhésion du citoyen dans le processus du développement". Mme Zerouati a estimé que le fait que les représentants du peuple ne jouent pas le rôle de médiateur pour l'incitation du citoyen à s'impliquer dans ces projets d'intérêt général entraine des accumulations qui impacteront et retarderont, pour plusieurs années, les projets programmés. La ministre a déploré par ailleurs l'existence de plusieurs décharges sauvages que le secteur œuvre à éradiquer dans les zones urbaines et des belles régions montagneuses. Interpelée sur l'existence d'une décharge sauvage dans la commune de Tablat à Médéa, la ministre a précisé que le projet de réalisation d'une décharge contrôlée à Ouled Saci dans la commune de Tablat, et dont le coût s'élève à 15 milliards de DA, a été gelé, à l'instar des plusieurs autres projets en raison de la situation financière que connait le pays. Après plusieurs mesures juridiques et administratives entamées, de 2009 jusqu'en 2011, en vue d'affecter un terrain pour les besoins d'aménagement de la décharge et l'indemnisation, la ministre a affirmé que "le foncier est un grand problème qui se pose au niveau de la wilaya de Médéa, que la procédure requiert des années (...), déplorant qu'à défaut d'alternatives, le problème prend de plus en plus de l'ampleur. A ce titre, les services de l'environnement suivent la situation de cette décharge sauvage, dans le cadre d'une approche globale, tout en prenant plusieurs mesures en vue de limiter le préjudice à l'environnement, notamment par l'installation de clôture tout autour de la décharge sauvage pour limiter son expansion, le nettoyage des sols, la fermeture des accès pour éviter le déversement anarchique des déchets et la soumission du déversement à une autorisation des autorités locales. En matière de gestion des déchets, la wilaya de Médéa a bénéficié de 02 CET, dont un est entré en exploitation depuis mars 2017 alors que les travaux ont atteint 90% pour le deuxième. La wilaya a bénéficié en outre de 4 autres décharges, opérationnelles depuis 2014, outre la réalisation et l'équipement du siège de la direction de l'Environnement ainsi que l'ouverture d'une maison de l'environnement et la création de 450 clubs verts.


ليست هناك تعليقات: