الأربعاء، أبريل 27

الاخبار العاجلة لاكتشاف سكان قسنطينة بظاقات الدعوات ارسمية لحضور درس اسلامي لداعية عربي وبطاقات الدعوات ثثير شهوات سكان قسنطينة الانسانية يدكر ان حافلات تلفزيون قسنطينة غزت شارع قصر الثقافة لتنقل مراسيم خطبة اسلامية لداعية سياسي ومن غرائب الصدف انقطاع التيار الكهربائي على محلات مدخل عبان رمضان واصحاب الدعوات الرسمية يحتلون كابري الخليفة في انتظار خطاب الزعيم الاسلامي ويدكر ان العوات الرمسية وزعت سريا بين اعضاء مديرية الشؤؤن الدينية بينما حرم المواطنين من دخول قاعة كابري الخليفة بسبب اشتراط اقامة الصلوات الخمس واداء الزكاة ومعاشرة اعضاء نظارة الشؤؤن الدينية والاسباب مجهولة


اخر خبر
الاخبار العاجلة   لاكتشاف سكان قسنطينة    بظاقات الدعوات   ارسمية لحضور درس   اسلامي لداعية  عربي وبطاقات الدعوات  ثثير شهوات   سكان قسنطينة الانسانية يدكر ان  حافلات تلفزيون قسنطينة غزت شارع  قصر الثقافة لتنقل مراسيم خطبة اسلامية لداعية  سياسي ومن غرائب الصدف انقطاع التيار الكهربائي على محلات مدخل عبان رمضان واصحاب الدعوات الرسمية  يحتلون كابري الخليفة في انتظار خطاب الزعيم الاسلامي ويدكر ان  العوات الرمسية وزعت  سريا بين اعضاء مديرية الشؤؤن الدينية بينما حرم  المواطنين من دخول قاعة كابري الخليفة بسبب  اشتراط اقامة الصلوات الخمس واداء الزكاة ومعاشرة  اعضاء نظارة الشؤؤن الدينية والاسباب مجهولة
اخر خبر
الاخبار  العاجلة لاخضاع  الصحافيتين سهام سياح وازدهار فصيح  لدروس اعداد النشرات الاخبارية  في اداعة ام البواقيعبر موظفي القناة الاولي من  صحافيي  نشرة الواحدة والصحافية سهام سياح تكتشف ان طريقة اخبار النشرات  المحلية تعيش اخطاء فادحة وتعلن ان  الاسبوع الدراسي باداعة ام البواقي  سوف يسمح لكل صحافية بتحضير نشرة اداعية  من اجال الحصول على  شهادة  حضور في التربص الاعلامي  ويدكر ان  معهد  اداعة ام البواقي  لتكوين الصحافيين   سوف ينقل اقسام  الاخبار من  المعالجة البدائية لاخبار الجزائرالعميقة الى المعالجة الالكترونية  المختصرة لمشاكل الجزائر العميقة والاسباب مجهولة
اخر خبر
الاخبار  العاجلة لاكتشاف الباحثة الجامعية سعاد بودماغ   فشل تجربة الترميم  لمشاريع قسنطينة وتعلن ان مشكلة الاتصال سبب فشل الترميمات وتعلن ان  الترميمات  من اجل التظاهرة وليس ترميمات من اجل المدينة يدكر ان  ممثلة مديرية الثقافة جميلة حداد   انفعلت غاضبة بعد اعلان الباحثة الفشل الرسمي لترميمات قسنطينة وحاولت اتهام المحاضرة بالجهل الثقافي  لتختتم حديثها ان اجتماع مغلق سوف يعقد غدا بوزارة السكن من اجل مواصلة الترميمات  علما ان  موظفة مديرية  الثقافة جميلة حداد رفضت كشف اسرار الترميمات  خوفا من اقلام الصحافة الجزائرية ويدكر ان  الباحثة الجامعية استندت في دراستها الجامعية على  التقنيات  الهيكيلية في الترميمات المعاصرة بينما  فضلت موظفات  مديريات الثقافة المكلفات بالترميم ان   الترميمات  لم تفشل ولم تنجح   وشر البلية مايبكي





2 مليار دج قيمة الديون التي تم مسحها
إعفاء أزيد من 60 بالمائة من منتسبي كاسنوس من تسديد الإشتراكات
قام صندوق الضمان الاجتماعي لغير الأجراء بوهران بإعفاء أزيد من 60 بالمائة من المدينين من غرامات تسديد الاشتراكات ليصل المبلغ المالي الكلي الذي تم مسحه إلى أكثر من 2 مليار دج حسب ما أفادت به مديرة وكالة الصندوق لوهران كريمة بن حجار. وقد استفاد المدينون من هذا الإعفاء في اطارالتسهيلات الاستثنائية التي جاء بها قانون المالية التكميلي 2015 سواء بالنسبة للأشخاص الذين يمارسون نشاطا دون تغطية أو بالنسبة لأرباب العمل حيث تشجعهم على تسوية وضعيتهم في مجال الضمان الاجتماعي.وتسمح هذه التسهيلات للمنخرطين الذين لم يسووا وضعيتهم بتسطير جدول لتسديد ديونهم مع إعفائهم من غرامات تأخير تسديد الاشتراكات.
وكانت وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي قد حددت يوم 31 مارس 2016 تاريخ نهاية هذا الإجراء التسهيلي إلا أن تعليمة وزارية جديدة مددت تاريخه إلى أجل غير مسمى.وقد وجهت السيدة بن حجار بهذه المناسبة نداء إلى المدينين "باغتنام الفرصة الجديدة" و التقرب من وكالات صندوق الضمان الاجتماعي لغير الأجراء من أجل تسوية وضعيتهم. و قد جاء قانون المالية التكميلي لسنة 2015 بجملة من التسهيلات الاستثنائية أتت بثمارها حيث أقنعت منذ دخولها حيز التطبيق في يوليو 2015 ما يزيد عن 7.300 من غير الأجراء بولاية وهران للاشتراك لدى الصندوق المذكور مقابل 2.800 في العام الماضي. وقد شملت التعليمة الوزارية الجديدة غير الأجراء الذين تم شطبهم من السجل التجاري حيث يمكنهم دفع الاشتراكات الخاصة بسنوات نشاطهم مع إعفائهم من غرامات تأخير تسديد الاشتراكات. وك



http://www.eldjazairsahafa.com/photo/65555.jpg


في اطار ترقية الإستثمار بالبلديات
70 مليار سنتيم لدعم 8 مشاريع موجهة للهصاب العليا
في إطار برامج الإستثمار ودعمه إعـتمدت اللجنة المحلية لترقية الإستثمار بولاية تلمسان رسميا ما لا يقل عن ثمانية مشاريع للتنمية موجهة لمناطق الهضاب العليا التي تضم عدة بلديات تقع معظمها بجنوب وجنوب شرق تلمسان على غرار سبدو وعين تالوت والقور...وغيرها، حيث تم تخصيص مبلغ معتبر بلغ نحو سبعة ملايير دينار تستفيد منها أيضا البلديات ذات الطابع الجبلي التي تعاني هشاشة وتأخرا في التنمية وعجزا في تطبيق بعض البرامج لاسيما تلك المتعلقة بالجانب الاجتماعي، كما يهدف المشروع أيضا إلى إعطاء الوجه الحقيقي للتنمية المحلية وإعادة تأهيل جميع المناطق بالولاية ومن تم تقليص هامش تباين التنمية من جهة لأخرى، كما ستسمح هذه المشاريع المسطرة المتعلقة بمختلف الشعب الاقتصادية حال تجسيدها بتوفير ما لا يقل عن 600 منصب شغل لدى فئة الشباب الحاملين لشهادات علمية وأصحاب مؤهلات أو آخرين دون تأهيل علمي.
ومن بين هذه المشاريع الاقتصادية الاستثمارية إنجاز وحدة لإنتاج تجهيزات الطاقة الشمسية كمشروع نموذجي رائد بالولاية يندرج ضمن سياسة الدولة الرامية إلى تنويع مصادر إنتاج الطاقة لاسيما المتجددة منها ووحدة أخرى لرسكلة الزيوت المستعملة التي اختيرت بلدية العريشة لإنجازه الذي يندرج ضمن برنامج الحفاظ على البيئة، إلى جانب وحدة لغسل الرمل ببلدية القور جنوب شرق الولاية، وهو مشروع أيضا فريد من نوعه يسمح بإنتاج أجود أنواع الرمل الموجه للبناء والأشغال العمومية، كما ستنجز أيضا ببلدية تيرني التي تعتبر هي الأخرى من الجهات المعنية بالبرنامج وحدة لتحويل الزجاج ووحدة أخرى للحلويات ووحدتين للنسيج نصف المصنّع والمصنّع، في حين ينتظر أن ينجز على مستوى بلدية بني بوسعيد الحدودية التي تم إدراجها ضمن الجهات المعنية فيما يتعلق بهذا البرنامج الاستثماري مشروع وحدة لتحويل الطحالب الغذائية ذات النوعية العالية من حيث مكوناتها لاسيما مادة البروتين، وهو مشروع ذو تكنولوجيات عالية، وأيضا وحدة لإنتاج المنظفات الصديقة للبيئة التي لا تحتوي على مواد كيماوية. وقد كانت أيضا ذات اللجنة التي وافقت على هذه المشاريع قد عالجت إمكانية إنجاز مشاريع أخرى تتعلق بإنجاز مواقف السيارات التي ينتظر تجسيدها في كل من بلديتي تلمسان وشتوان التي تعتبر أكبر التجمعات السكنية في محيط عاصمة الولاية بالنظر إلى حالة الازدحام التي تشهدها مختلف شوارع تلمسان بهدف تنظيم حركة المرور بالولاية التي أصبحت صعبة للغاية نتيجة الكم الهائل من المركبات التي تسير بها يوميا، وهو مشروع من شأنه أن يستوعب مئات السيارات في مساحة صغيرة جدا وعلى عدة طوابق. سايح رفيق

 
تفاقم نشاط البيع الفوضوي وأسواق مغلقة منذ سنوات
أكثر من 30 سوقا مغطاة غير مستغلة
أوردت مصادر مسؤولة بمديرية التجارة ارتفاع حجم الخسائر المالية الناجمة عن عدم استغلال الأسواق المغطاة التي لا تزال مغلقة منذ سنوات، وأوضحت ذات المصادر أنه تم إحصاء 30 سوقا مغطاة غير مستغلة أغلبها ببلدية وهران، كما أنها تتوفر على جميع المرافق الضرورية. وحسب ما أوضحته ذات المصادر فإن سبب بقاء هذه الأسواق مغلقة عدم توزيعها على التجار مما انجر عنه تفاقم نشاط البيع الفوضوي، حيث إن حجم مداخليها يفوق بكثير من مداخيل الأسواق المغطاة التي صرفت الملايير لإنجازها لتتحول في الأخير إلى أماكن مهجورة أمام الباعة الفوضويين الذين يوزعون نشاطهم عبر الأرصفة والطرقات متسببة في عرقلة حركة المرور وسير الراجلين، فضلا عن التهرب الجبائي التي تسجله مصالح الضرائب التي لم تتمكن لحد الساعة من ضبط الرقم المخفي لحجم هذه الأعمال التجارية غير الشرعية.
من جهة أخرى صرح بعض التجار أن تفاقم نشاطات عملية البيع الفوضوي خلال السنوات الأخيرة بات يقلقهم كثيرا موضحين أنهم يمارسون نشاطهم بصفة قانونية ويدفعون مستحقات الضرائب المفروضة عليهم وتكاليف الكراء. بالمقابل مداخيلهم تبقى ضئيلة مقارنة بنشاط الباعة الذين لا يدفعون ثمن كراء المحلات ولا المستحقات الجبائية كما أنهم يعرضون منتوجاتهم بأسعار منافسة مما يجعل بضاعتهم تعرف كسادا على حد تعبيرهم. يحدث هذا في الوقت الذي لا تتوفر فيه عديد البلديات على أسواق مغطاة رغم الكثافة السكانية حيث تعد التجارة الفوضوية الممول الوحيد للسكان أين تعرض مختلف المنتجات الاستهلاكية منها ما هو غير مطابق لمعايير الإنتاج وأخرى منتهية الصلاحية، ناهيك عن مخلفات عملية البيع، حيث يلجأ الباعة إلى رمي الأوساخ على حافة الأرصفة والطرقات دون مراعاة الصحة العمومية خاصة مخلفات البيع الناجمة عن الخضر والفواكه.


http://www.eldjazairsahafa.com/photo/65567.jpg

 
بعد 3 سنوات فقط من استغلاله
الفرز الإنتقائي للنفايات لحاسي بونيف على وشك الإمتلاء
حذرت مديرة تسيير مراكز الردم التقني للنفايات لولاية وهران دليلة شلال من "الامتلاء السريع جدا" لأحواض مراكز الردم التقني لا سيما مركز حاسي بونيف معتبرة أن هذا الوضع يجعل من الفرز الانتقائي للنفايات ضرورة. ولدى تدخلها خلال يوم دراسي لتقييم تجربة الفرز الإنتقائي من المصدر للنفايات المنزلية بعد مرور سنة عن إطلاقها من قبل المنظمة غير الحكومية "أر 20" أبرزت السيدة شلال بأن الحوض الأول لمركز الردم التقني لحاسي بونيف أصبح مشبعا بعد ثلاث سنوات فقط من استغلاله في حين أن مدة مثل هذه المنشآة محددة بزهاء عشر سنوات.
ومن المفترض أن يستغل الفضاء المتوفر على مستوى المراكز الثلاثة للردم التقني لولاية وهران والمتواجدة بحاسي بونيف والعنصر وأرزيو (الذي تم استلامه حديثا) إلى غاية عام 2030 و"بعد ذلك يتعين إيجاد قطع أرضية أخرى لإنشاء مراكز جديدة للردم التقني" كما قالت نفس المتحدثة خلال هذا اللقاء الذي انتظم بمقر الولاية.وأشارت الى أن الفرز الانتقائي يبقى البديل الأحسن لضمان استغلال عقلاني للأحواض المتوفرة. "إذا ما اخترنا التسميد للنفايات العضوية التي تمثل 60 بالمائة من القمامات المنزلية إضافة إلى نحو 30 بالمائة من النفايات الجافة (الورق والبلاستيك والمعادن) لن يبقى سوى كميات قليلة من النفايات الموجهة للردم" تضيف السيدة شلال. من جهته ذكر مدير مكتب "أر 20 ميد" رشيد بسعود بأن التجربة النموذجية للفرز الانتقائي من المصدر للنفايات المنزلية التي انطلقت على مستوى حيي "عدل المشتلة" و"العقيد لطفي" اللذين يضمان زهاء 40 ألف نسمة قد سمحت بجمع أزيد من 300 طن من النفايات القابلة للرسكلة في ظرف سنة واحدة.ورغم بعض الصعوبات المسجلة خلال هذه التجربة قدم السيد بسعود حصيلة ايجابية لا سيما فيما يخص انخراط السكان في هذا المسعى ومساهمتهم الفعالة في الفرز الانتقائي لنفاياتهم.وبهدف توسيع هذه التجربة النموذجية عبر مختلف الأحياء بوهران تم التوقيع على اتفاقية في هذا السياق بين مكتب "أر 20 ميد" والوكالة الوطنية للنفايات. ولدى هذه الأخيرة تجربتين بارزتين في مجال الفرز وهما "أحياء نظيفة فرز انتقائي" التي مست 13 ولاية (21 حيا) و"الإدارة تساهم في الاسترجاع" التي شاركت فيها عشر هيئات وزارية .ويحضر مكتب "أر 20 ميد " أيضا مشروعا جديدا للتحسيس يحمل إسم "التربية المواطنة الفرز الانتقائي" والذي سيمس أحياء "سيدي الهواري" و"ابن سينا" و"الصباح" على أن يمتد طيلة سنة. وك


يقطنون بنايات هشة تعود للحقبة الإستعمارية
سكان نهج 9 "الرقّ" يطالبون بترحيلهم إلى سكنات لائقة
يناشد سكان حي نهج 9 الرق المعروف باسم " خشة البغل" الواقع بعاصمة الولاية غليزان، السلطات المحلية لانتشالهم من الوضع الكارثي والمزري الذين يعيشون فيه منذ سنوات بعدما أصبحوا يقطنون في بنايات قصديرية هشة لا تصلح للإقامة فيه. وحسب الشكوى الموجهة للسلطات الولائية التي تلقت الجريدة نسخة منه فإنهم يعيشون في هذا الحي منذ الحقبة الاستعمارية تحت أسطح من صفيح وحول مياه الصرف الصحي بسبب اهتراء قنواتها أصبحت تشكل خطرا كبيرا على أطفالهم ، كما يعانون اهتراء طرقات الحي التي تتحول أثناء تهاطل الأمطار إلى أوحال يصعب المشي عليها ، مضيفين في نفس الوقت أنهم قدمت لهم عدة وعود لترحيلهم إلى سكنات لائقة، لكنها لم تجسد حسبهم على أرض الميدان .
كما اوضح السكان أن هناك عدة لجان تحقيق إدارية زارتهم ما بين فترة سبعينيات القرن الماضي وسنة 2005 لتسجيلهم قصد وضعهم في قائمة الأحياء المرحلة، لكن الوضع لازال على ما هو عليه، ما جعلهم يطالبون والي الولاية بالتدخل قصد ترحيلهم إلى سكنات لائقة تتوفر فيها ضروريات الحياة الكريمة. غيلام محمد

http://hostbk.net/sahafa/assets/archives/27-04-2016/pdf.jpg


Constantine - Travaux d'aménagement de la cité «El Gammas»: Des retards qui provoquent la colère des habitants
par A. M.
Pointée du doigt par la population de la cité ‘El Gammas', la société pluridisciplinaire de travaux, SOPT, fait encore parler d'elle, dans cette agglomération populeuse. Les riverains lui reprochent, en effet, une extrême lenteur dans les travaux d'aménagement qui lui ont été confiés par la direction de l'Urbanisme. « A part l'éclairage public qu'elle a mené à bon escient et qu'elle vient d'accomplir à 80 % environ, les autres travaux de revêtement des trottoirs, de réalisation des regards et avaloirs n'avancent pas du tout. Et pour le revêtement des trottoirs, n'en parlons pas : tout juste si elle a réalisé une quinzaine de mètres, durant cinq mois ! » », nous ont confié hier, indignés, des citoyens de la cité des ‘800 logements'.

Le président de l'association de cette cité, M. Boukhelia Smain, en l'occurrence, n'a pas hésité à reprocher à cette entreprise, outre sa lenteur, son manque de présence sur le terrain. « Tout le monde peut attester que cette entreprise ne travaille pas », nous a-t-il déclaré, hier, en indiquant que « les citoyens de la cité constatent, chaque jour, que les quelques ouvriers qui ont été affectés au chantier des trottoirs se contentent de faire acte de présence, sur le chantier. Ils viennent à 9h, tout en restant les bras croisés, en sirotant des cafés, et ils repartent à 13h, sans avoir rien fait. C'est franchement désolant et tous les riverains sont en train de dénoncer cet état de faits qui les pénalise en premiers», a déclaré notre interlocuteur.

Contacté hier, le directeur de la SOPT, M. Bensalhia, s'est abstenu de répondre à notre question concernant ce chantier, se contentant de nous orienter, vers la daïra, en nous conseillant de contacter M. Braia, le secrétaire général, ou bien, dit-il, de voir avec le maître d'œuvre du chantier, la direction de l'Urbanisme de la wilaya. C'est ce que nous avons fait. Malheureusement, M. Braia nous a répondu carrément qu'il n'était pas au courant de ce problème. Pour ce qui concerne le directeur de l'Urbanisme, M. Aribi, qui vient tout juste d'être désigné à ce poste, nous ne l'avons pas trouvé à son bureau, hier matin, parce qu'il était sorti sur le terrain. Toutefois, et de la discussion que nous avons pu avoir avec des cadres de la direction de l'Urbanisme, il ressort qu'il y a un malaise entre cette direction et l'entreprise communale SOPT, malaise qui résulterait d'un problème de paiement de situations de travaux. « Il est logique que nous ne pouvons régler des travaux, sans avoir vérifié si ces derniers ont été menés, selon les normes réglementaires », nous a confié en effet, un cadre de la direction qui n'a pas voulu révéler son nom. Un autre, estimant que les plaintes des habitants de ce quartier d''El-Gamas' sont tout à fait justifiées, nous révéla que sa direction, non plus, n'est pas satisfaite des travaux menés par la SOPT, dans ce quartier. Et tout le monde a fini par dire qu'il faut laisser un peu de temps, au nouveau directeur de l'Urbanisme pour lui permettre de prendre en charge ce dossier afin de le régler, dans l'intérêt des habitants concernés. Quant aux informations répandues par les habitants d'‘El-Gamas' et faisant savoir que la direction de l'Urbanisme a adressé des mises en demeure, à la SOPT, à propos de ce chantier, personne, dans cette direction, n'a pu les confirmer formellement.


http://www.annasronline.com/images/images/meziani/2015/2016-04-21.gif



http://www.annasronline.com/images/images/meziani/2015/2016-04-23.gif




http://www.annasronline.com/images/images/meziani/2015/2016-04-23.gif


http://www.annasronline.com/images/images/meziani/2015/2016-04-24.gif


http://www.annasronline.com/images/images/meziani/2015/2016-04-25.gif


http://www.annasronline.com/images/images/meziani/2015/2016-04-26.gif


http://www.annasronline.com/images/images/meziani/2015/2016-04-27.gif

27 سنة على رحيله المأساوي


صالح زايد.. محاولة ضد النسيان
بعد صمت سنوات في حق الكاتب والإعلامي الراحل صالح زايد «17 نوفمبر 1946/ 02 نوفمبر 1989»، عاد أواخر شهر مارس إلى واجهة المشهد الثقافي والإعلامي من خلال ندوة تكريمية في مدينته سكيكدة، وهذا بمبادرة من بعض أصدقائه وزملائه، الذين اجتهدوا وعملوا على رد الاعتبار له وإخراجه وإخراج مساره وسيرته الأدبية والإعلامية على وجه الخصوص إلى واجهة النور وبكثير من الاعتراف.
«كراس الثقافة» من جهته ارتأى أن يستعيد فتى الجريدة الذي طالما غرد على صفحاتها في فسيفساء من الفكر والأدب والتحليل والقراءات، وهذا من خلال هذه الشهادات التي تستذكر وتستعيد تاريخ وعطاءات الراحل في حقل الثقافة الإعلام.
صالح زايد، الذي اختار نهاية تراجيدية في يوم خريفيّ 2 نوفمبر 1989، إذ أهوى بحياته من على أحد جسور مدينة قسنطينة، يعود اليوم محمولا على أكتاف الاعتراف.
إستطلاع/ نوّارة لحــرش
مخلوف عامر/ كاتب وناقد
كان يؤمن بأن للمثقف رسالةً من واجبه أنْ يؤدِّيها على أكمل وجْه
«وإذا كانَتِ النّفُوسُ كِباراً/تَعِبَتْ في مُرادِها الأجْسامُ». التقيت بالمرحوم «صالح زايد» في بعض المناسبات، ولا أدَّعي أني عرفتُه معرفة عميقة لأن معرفة مماثلة تتطلب معاشرة أطول، لا تكفيها الملتقيات وإن تعدَّدت. لكني عرفته أكثر من خلال متابعة مجلة «المجاهد» التي كانت –يومها- تحتضن مجموعة من الأسماء التي أعرفها، وكان «صالح» ينشر فيها بانتظام. فتارة يقوم بتغطية الأحداث من خلال رسالة سكيكدة، وتارة يُساهم في مناقشة ما يُطرح من ملفَّات كما في ملفيْ «الثقافة» و»إعادة كتابة التاريخ».
والذي يعود إلى كتاباته، بإمكانه أنْ يدرك بسهولة كيف كان هذا الإنسان يتَّقد وطنية، خاصة وأننا كُنَّا -يومئذ- في عزِّ الشباب نتحرَّك تحث مظلة الخطاب السياسي/ الإيديولوجي وقد اختارت بلادُنا في سبعينيات القرن الماضي النهج الاشتراكي، وكان الالتزام سيد الموقف. حتى إن الوطنية صارت مرادفة للالتزام.
وقاده التزامُه وما تمليه الروح الوطنية عليْه إلى أنْ يؤمن بأن للمثقف رسالةً من واجبه أنْ يؤدِّيها على أكمل وجْه. ذلكم ما جعله حريصاً على متابعة التحوُّلات في الوطن وخارجه. ولم يكن يتردَّد في التعبير عن رأيه بجرأة نادرة. لعلَّ مصدرها ثقة بالنفس اكتسبها من مطالعاته الكثيرة. إذْ كان سبَّاقاً إلى قراءة ما يثير من إصدارات جديدة كما يسارع إلى عرض أيِّ كِتاب يجد فيه مبتغاه أو يُقدِّر أن محتواه يستحق التعميم. حصل ذلك مثلا: مع كِتاب: روجيه غارودي، «في سبيل حوار حضاري»، وكتاب «عالم حنَّا مينة الروائي» لــمؤلفه «كامل الخطيب»، وكتاب «مدخل نظري وعملي إلى الصحافة اليومية والإعلامية» لـــ»سامي ذبيان».
فعندما طُرح ملف «الثقافة» كتب يُحذِّر من الطفيليين الذين يحرفون النقاش عن مساره الصحيح، لأن الخطر –في نظره- لا يأتي من التقدمي الواضح ولا من الرجعي الساطع، إنما يأتي من الذين لا لوْن لهم ويميلون حيث النعماء تميل. يقول: «فلنحذرْ إذن، من تغيير دفة النقاش إلى القضايا الثانوية على حساب القضايا الأساسية للثقافة، ولنعمل ضد رجحان كفة الانتهازية، وضد كل دعوة تبارك أوضاع الجهل والأمية»/مجلة المجاهد، الجمعة 12 ديسمبر 1980، العدد-1062ص:42.
فأما عن كتابة التاريخ فقد كتب حلقات مطوَّلة، عبَّر فيها عن موقفه بصراحة. فهو يرى أن المستعمِر وإنْ طردناه، إلا أنَّ مخلَّفاته مازالت مترسِّبة في واقعنا، لذلك لا يصحُّ أن نختزل التاريخ في فترة بعينها ولو كانت الثورة المسلَّحة المجيدة بل من الضروري أن ندرس التاريخ في شموليته وألاَّ نطمئنَّ إلى المراجع الفرنسية وحْدها. لأن الاستعمار يلجأ إلى ديكور اللغة وإضفاء الشرعية على مخلَّفاته. وأن كتابة التاريخ مسؤولية كل مثقَّف وإنْ كان للمُختصِّين دور أساسي. ففي ذلك مسألة تثقيفية وتربوية أيْضاً. يقول: «إن كتابة تاريخ الثورة المسلحة يندرج ضمن الرغبة الأكيدة التي تعتمل في نفس أي مثقف جزائري نزيه، ولا ينبغي أن يرتكز السعي إلى هذه الكتابة المعقَّدة على اختزال المراحل التاريخية وحصرها في مرحلة قصيرة، وبالتركيز على توقيت اندلاع الثورة المسلحة، بل ينبغي أن ينصب الاهتمام أيضاً على الدراسة والبحث عن جذور الاستعمار التاريخية بالكشف عن مراحله المختلفة، وتعريتها تعرية كاملة لأنه من حق الأجيال القادمة أن تعرف الحقيقة التاريخية دون التواء أو لف أو دوران»/مجلة المجاهد الجمعة 24 أكتوبر 1980، العدد 1055 ص :32.
ومما يثير الإعجاب لدى «صالح زايد» وعْيُه الحاد وقدرته على الاستيعاب والتلخيص بلغة دقيقة لا تخلو من ومضات أدبية جميلة وتعليقات بها وخزات من السخرية أحياناً. لقد كان إنساناً مفعماً بالحيوية والنشاط ولم أتخيَّل -لحظة- أنه سيغادرنا بطريقة مفجعة.

السعيد بوطاجين/ كاتب وناقد ومترجم
كان يتخذ المواقف انطلاقا من تموقعه وقناعته ومن رؤيته لطبيعة الإبداع ووظيفته
لا يمكن أن نفيّ المرحوم زايد صالح حقه في هذه الورقة الموجزة، ذلك أن ما كتبه خلال سنين من الجهد يستدعي وقفة خاصة للإحاطة بمنجزه المتنوع، سواء كصحفي، أو كمهتم بالقضايا الثقافية والفكرية بشكل متواصل، وفي ظرف تاريخي حساس له خصوصياته وضوابطه. لذا سأركز على نقطة واحدة: رؤيته للأدب والنقد في ظرف تاريخي محدد: السبعينيات. وخصوصا في مجالات الكتابة، فقد اهتم الراحل بعدة مجالات وموضوعات متباعدة أحيانا، ومتقاربة في حالات ومنها على سبيل التمثيل: التحقيق الصحفي، الحوار الصحفي، عرض الكُتب، التغطية الصحفية، الأدب النقد الأدبي، المسرح، الفنون الجميلة الصحافة الثقافية، الأنتروبولوجيا اللغة، الرحلة، التاريخ، الخ، كما كتب كثيرا في الأدب، مقارنة بالتخصصات الأخرى التي لم يهملها أبدا.
ففي الأدب والأيديولوجية: يمكننا تأسيسا على بعض الطرح الوارد في عدة مواقف، معرفة منطلقات زايد صالح في تصوّر الأدب ووظيفته. هناك أوّلا هذا الفهم الذي يربط الإبداع، كيفما كان جنسه، بالمسألة الأيديولوجية أحيانا، وبالالتزام تحديدا (راجع على سبيل المثال مقاله الموسوم: معرض الكتاب العراقي بالجزائر، نموذج حي للثقافة الثورية العربية، المجاهد الأسبوعي، عدد 971  سنة 1979)، وهي الرؤية التي تواترت بداية من نهاية الستينيات في الجزائر، وازدادت حضورا بشكل أعمق في السبعينيات ومطلع الثمانينيات، قبل أن تخفت تدريجيا بفعل المتغيرات التي شهدها البلد ومنها التراجع عن الثورات الثلاث التي ميزت كثيرا من الكتابات السردية والشعرية، إضافة إلى حلول منظورات مضادة للمنظورات التي كانت سائدة، ومن ثمّ انحسار المواقف السابقة إلى درجة دنيا مقارنة بما عرف من قبل، ومع أن الكاتب لا يربط الأدب بالأيديولوجيات دائما إلاّ أن له ميلا إلى هذا المنحى، ولهذا الميل مسوّغاته إن نحن ربطناه بزمن الكتابة، وقد يكون وضع المقالات في سياقاتها التاريخية أمرا مهمّا لمعرفة جذور التوجه.
كان الكاتب لا يعرض الوضع الأدبي بشكل واصف أو ناقل ليلعب دور المتفرج، بل يتخذ موقفا انطلاقا من تموقعه وقناعته، ومن رؤيته لطبيعة الإبداع ووظيفته. وكان هناك دائما في مقالات صالح زايد ميل إلى جهة اليسار، إلى الأدب كما فهمه لوكاتش وغولدمان والمدافعون عن التوجه الاشتراكي، وكما فهمه من قبل الأديب الروسي مكسيم غوركي، والطاهر وطار وبن هدوقة لاحقا.
كما انصب اهتمام الكاتب على واقع النقد في الجزائر في السبعينيات ومطلع الثمانينيات، وهي حقبة اتسمت، في أغلب الحالات، بصراع ما بين اليمين واليسار، ما بين ما اصطلح عليه آنذاك الكتابة التقدمية التي كانت لها منطلقاتها وأهدافها وما سُمي الكتابة الرجعية التي تميزت بمقوماتها الفكرية.
هناك إشارات مفتاحية إلى واقع الحال: انعدام التخصص، القراءة السريعة للمنجز، إهمال النص والتعامل مع منتجه انطلاقا من مواقف قبلية لا علاقة لها بالإنتاج الأدبي كقيمة مستقلة عن الأشخاص، الصراع غير الأدبي الذي أغفل الأدب واهتم بصاحبه كمادة لا علاقة لها بالمقوّمات الفنية والجمالية للنص.
كما هناك إشارات كثيرة إلى مفهوم النقد، وهذه النقطة بالذات كانت من صلب اهتماماته الأدبية، والواقع أنه عالجها من المنطلقات السابقة التي اعتبرت النشاط الأدبي امتدادا للواقع والصيرورة، للدور الذي يمكن أن يلعبه في تقوية الفكر، بصرف النظر عن القضايا الجوهرية التي تميزه عن الممارسات الفنية الأخرى.
ويُفهم من طرحه أن الفعل النقدي إضافة إلى مقوّماته القاعدية المتعلقة بالشكل والمضمون، ليس تسجيلا فحسب لمواقف فكرية ذات علاقة بالجانب الأيديولوجي، بل علاقة بالمجتمع والوطن والأمة والعصر والمصير.
الظاهر أيضا أن هناك تمييزا عارفا بالخصوصيات، وبالمهنة النقدية في حد ذاتها، لذا أكد صالح زايد على المرض المزمن الذي لازم فعل القراءة في فترة مخصوصة، والواقع أن ذلك ما حصل فعلا في بعض الجرائد التي ظلت بؤرة لخصومات، أو منبرا للدعاية السياسية التي أصبحت تتحكم في الأدب والفن، قبل أن تظهر الرقابة وتقوم بتصفية كبيرة لكل ما كان لا ينسجم مع التوجه العام، على شاكلة ما ذكره ميخائيل بولغاكوف في روايته الموسومة «ألف وتسعمائة وأربعة وثمانون».
تستدعي قراءة كتابات المرحوم زايد صالح عدة اعتبارات ضرورية لفهم منطلقاته، مقاصده، وطريقة تفكيره في فترة تفصلنا عنها قرابة أربعين سنة: الإلمام بكل ما كتبه للخروج بنتيجة واضحة. أن نأخذ زمن الكتابة وزمن القراءة. سياق إنتاج الخطاب النقدي. التحولات المركبة التي عرفها المجتمع والأشكال التعبيرية الدالة عليه. الموازنة بين ما كتب في الثمانينيات وما يكتب اليوم. محاولة تطبيق مواقفه على المنجز الحالي.
خليفة بن قارة/ كاتب وإعلامي
اجتهد واجهد نفسه كثيرا لتوصيل أفكاره وقناعاته
لست مؤهَّلا للحديث عن كتابات المبدع صالح زايد، كما أنه لا يمكنني الخوض في خصوصيات هذا الرجل الوقور والجسور، الذي لم أرَه يوما إلا مبتسما أو ضاحكًا، ومدافعا عن فكرته، لأني لم أكن ملازما له كما كان بعض الزملاء، الأقدر مني عن الكلام عنه، ولهذا ستكون كلمتي فقط انطباعية، عن زميل دراسة شاءت الأقدار ألا تتجاوز العِشْرةُ فيها عامًا واحدا، ولذا أراني أقول بأمانة، إنني سأكون آخر من يحق له الكلام، عن الراحل زايد صالح نظرًا للفترة القصيرة التي قضيناها معا، على مدارج الجامعة، كان ذلك قبل اثنيْن وأربعين عاما، حينما بدأنا سنتنا الجامعية الأولى، ونحن نزهو بأننا سنكون الدفعة الأولى، التي تتعرّب فيها كلية العلوم السياسية والإعلامية، والتقيْنا في إحدى القاعات الجامعية بجاكارتي القريبة من جامعة الجزائر المركزية.
أتينا الجامعة في ذلك الموسم الجامعي من مناطق شتّى من الوطن، لا يعرف أحدنا الآخر، وبعضنا ما يزال مُراهقا، على المستوى الفكري على الأقل، يحاول كلّ منا اكتشاف هذا العالم الجديد، الذي حلمنا به منذ كنا صغارًا، وفي حالة البحث تلك وجدنا صالح، كان يبدو رجلا كبيرا برغم تقاسيم وجهه الشابة، فقد ورثه معهد العلوم السياسية والإعلامية من المدرسة العليا للصحافة، بعدما تعثّر به العام، وكان ذلك حظًّا سعيدًا لنا، فقد جعلناه دليلنا الجامعي. كان يضحك بطريقة الكبار عندما نسأله يقول بعضنا إنه مُعتز بنفسه كثيرا ويقول آخر إنه ينظِّر، ويقول ثالث إنه يتفلسف، فعلا كان فيلسوف أقسام جاكارتي وحكيمها، ولكننا لم نكنْ نهتم يومها بعالم الأفكار ولا بسمو المعاني كما كان يفعل، كان يجتهد ويُجهِد نفسه كثيرا، لتوصيل فكرة هذا المفكِّر، أو إقناعنا بالإصغاء لما يقوله ذلك المفكِّر، وكنا لا نعير ذلك كبير اهتمام، فنحن تحت صدمة الدخول إلى الصرح الجامعي الذي طالما استهوتنا الحرية التي تكاد مطلقة في حرمه، ولكننا كنا نسعد كثيرا حينما نجلس إلى حلقة يُديرها ويزرع فيها كثيرا من الأفكار التي كانت تبدو لبعضنا غريبة أو نراها لا تعنينا، بحكم وُلوجِنا الجامعة لأول مرة، وقدومنا من مؤسسات تربوية تعتمد الحفظ والتلقين، أكثر من اعتمادها على احتكاك الأفكار ومناقشتها.
قد يكون «صالح» اكتشف أن تلك الجلسات لم تعد ترقْه، لأنها لم ترقَ إلى طموحه الفكري، بعدما وجد نفسه فيها، هو المتحدِّث والمناقش والمُختلِف أيضا، فاتّخذ لنفسه وجهة أخرى، حيث يمكن أن يظفر بجلساء افتراضيين، نحا إلى الصحافة عساها تُوصِله إليهم وبدأ الكتابة في أهم الجرائد، «النصر» «الشعب»، «المجاهد»، حيث وضع بذرته الأولى لتُثمِر بعد حين، وبدأ اسم «زايد صالح» يُشرِق من هذه الجرائد، التي كانت المحضن والحضن الدافئ، لكل الذين اتّخذوا الحرف العربي مجدافهم نحو الإبداع، في بحر سياسي وثقافي متلاطم، ورغم أن زملاءه في الدراسة، اتّجه كلٌّ إلى وِجهة عمل ألهته، وهم ما زالوا على مقاعد الدراسة، فإنه يمكنني القول إن الكثير منهم كان يشعر بالفخر والاعتزاز، لأنه زامل أو يزامل صاحب ذلك الاسم، الذي أضاء بكتاباته كثيرا من زوايا المجتمع المنسية، ولكن هذا الشعور بالانتساب إلى رجلٍ أصبح بين أترابه كبيرا، شاء القدر أن يهتز ويحس الجميع بالانكسار لهول ما بلغهم ذات يوم من أخبار تُحزِن، فقد أُخبِروا أن نجمهم الذي يضيئون به وقتهم قد انطفأ، فقد وصلهم خبر وفاة زميلهم ورفيقهم صالح زايد، وأنه انتقل إلى الرفيق الأعلى، ولن يروه في هذه الحياة أبدا، وبين من كذّب الخبر وبين مَن لم يُصدِّق، ذُهِل الجميع حينما تأكدوا أنه سافر إلى حيث لا رجعة ولم يعد صالح زميلا نراه يوزّع كل يوم، ابتسامته الطفولية تحت شوارب رجولية سوداء.
هذه كلمات عابرة في حق زميل عزيز ترجّل سريعا وغادرنا مسرعا، لا شك أن المختصين ممن اطّلعوا على كتاباته في الصحافة الوطنية، في تلك الحقبة أو ممن لديهم مخطوطات لم نطّلع عليها، سيكون لهم القول الفصل.
نسيمة بن عبد الله/ كاتبة
صاحب نظرة ثاقبة وكلمة حرة
كان يوما خريفيا مفجعا ذلك اليوم الذي نزل فيه خبر انتحار الإعلامي والمفكر صالح زايد، لم نصدق الذي حدث ولكنه حدث. لقد حمل صالح زايد الجرح ورحل والجرح فينا ما رحل. عبر صفحات جريدة «النصر» تعرفتُ على قلمه وكنتُ أتابع ما ينشر بشغف. كان صاحب النظرة الثاقبة والكلمة الحرة.
كان المجتمع في تلك المرحلة في حِراك ثقافي وفكري كبيرين، وكان زايد يقول رأيه، يُصرح بمواقفه دون مواربة. من الأدب إلى الفن إلى السياسة إلى الفكر، كان يتنقل فيبدع حيث حط قلمه الرِحال وكنتُ أقتفي آثاره عبر الجرائد الوطنية التي كتب فيها: «المجاهد الأسبوعي، الشعب، النصر» كان مساره واضحا، كان ملتصقا بالبسطاء. حاملا همهم رسالةً آمن بها وفاءً لطفولته.
كانت سكيكدة مسقط رأسه في أعماقه حيث ارتحل فتابع ونقل حركيتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. حاور الشباب المبدع وقدم قراءات في كتاباتهم إيمانا منه أن هذا الشباب لابد أن يأخذ فرصته ولابد أن تسمع كلمته. دافع عن القضايا الوطنية والعربية إدراكا منه أن هذه الأمة لابد أن تقوم قبل فوات الأوان، فمن «قضية الثقافة» إلى «قضية وموقف» كان مسكونا بالهم الثقافي، يدافع بشراسة عن الفكر الحر في وقت راحت فيه الظلامية تبسط رداءها على الساحة، كان صالح زايد قلمًا يأبى الصمت، ولا يداري حروفه تحت أي ظل، وكما روحه الثائرة كان قلمه نورا ساطعا، شمسا لا يغطيها ظلام الليل ولو طال. ولأن روح صالح زايد كانت شفافة وعقله كان متفتحا وفكره كان متوقدا استشرف الآتي واختار الرحيل قبل أن تترصده رصاصة غدر في ناصية من النواصي ويسفك دمه من لا ضمير له.
رحل صالح زايد حاملا الجرح في صدره من طفولة بائسة إلى شباب عانى فيه المطاردات إلى عالم الإعلام متنقلا من صحيفة إلى أخرى. كان الطائر المهاجر دوما، عرف الاستقرار وما عرف السكون، ورغم عذابات روحه ظل قلمه مشعا حتى آخر لحظة من عمره.
شريف بوشنافة/ صديق الكاتب
حياته حملت ملامح التراجيديا والمعاناة النفسية
الأديب والإعلامي صالح زايد «رشيد»، كان شخصا بسيطا ومتواضعا إلى أبعد الحدود، وقامة أدبية واسم خط حضوره في عالم الأدب والإعلام، ثم اختار مصير الغياب وفضل أن يضع حدا لحياته شاعر ومثقف ومفكر له تميزه الكبير. يحضرني باستمرار كصديق رافقته في أصعب مراحل حياته رغم فارق السن بيننا، خاصة بعد انهياره العصبي الذي أدخله مستشفى الأمراض العقلية بــ»الحروش» الذي مكث به أكثر من مرة، وكنت أنا من يدخله إلى المستشفى ومن يتكفل بإخراجه.
حياته حملت ملامح التراجيدية والمعاناة النفسية، كان عميق التفكير والتأمل، على إيقاعات هدير الأمواج والصمت القاتــل، على ضفـــة الشاطــئ الكبير بأعالي جبــال سطورة في مدينة سكيكدة.
كثيرا ما كان يصطدم بذكريات الطفــولة التي عاش فيها الفقــر المدقــع، تلك الطفولــة التي لم يعشها كغيــره والتي تشبــه لحد كبير طفولــة بطــل رواية «البؤساء» للكاتب فيكتور هيغو إبان الثورة الفرنسيــة. في ذلك الفضــاء يعبر بطريقتــه الخاصــة عن عدم رغبته في تذكر طفولته التي لا يحبها نتيجة المعاناة الكبيرة التي عاشها. إذ فتح عينيه عند ولادته على اكتشاف أن والده في عِداد المفقودين أثناء تواجد الاستعمار الفرنسي بالجزائر وبعدها تزوجت أمه. كما يستحضر أيضا قصــة حب بريئــة حطمها مفهوم الصراع الطبقي من طرف والد الفتاة التي تعلق قلبه بها، هذا الأب الذي لا يحب الفقراء ولا حتى المعربين، مسؤول باللجنة المركزية للحزب الحاكم الذي كان يسوق لخِطابٍ اشتراكي يرتكز على كفاح البرولتاريا، الطبقات العُمالية. حيث كان هذا الأخير سببا في إقالتــه من جريدة «المجاهد الأسبوعية» التابعة للحزب المذكور، كما كان وراء أول انهيار عصبي له نتيجــة المضايقات الرهيبة، إن لم نقل الإرهابية في حق صالح زايــد الذي تعرض لكل أنواع المضايقات البوليسية وغيرها، (كون الشخص الذي حرك ذلك اســم كبير في هرم السلطة آنذاك)، والذي لم يكن مشغولا حينها بقضايا البلاد ولا حتى بالعباد بقدر ما كان مشغولا بإبعاد ابنته عن هذا المثقف الثائر المُعرب الذي دفعه للمعاناة أيضا من البطالة، ليضطر من حين لآخر أن يقدم دروسًا لفرع الخدمات الاجتماعية لشركة سوناطراك.
عاش فقيرا ومتمردا ومات كــذلك عاش لثلاثيــة: «عشق البحر بغداد التاريخية، وابن خلدون». ابن الشاطئ الكبير بسطورة تدرج من تلميذ في الزاويـــة القرآنية إلى ممـــرن في مدرسة الإرشاد ولأسباب اجتماعية توظف كمعلم بإحدى المدارس الابتدائية، بعدها واصل تعليمه عن طريق المراسلة ليدخل جامعة العلوم السياسية والإعلام بالعاصمة. ثم من صحفي في جريدة «المجاهد الأسبوعية» الناطقة باسم جبهة التحرير، إلى صاحب عمـــود «قضيــة وموقف» في جريدة النصـــر.
كتب الراحل عددا كبيرا من المقالات في شتى المجالات الثقافية والفنية وحتى الفكريــة، كما أهتم أيضا بابن خلدون والمثقف الجزائري عبد الحميد مزيان. كان يخاطب العمالقة بمبادئه الراسخة وكلماته الجريئة دون مجاملة أو محاباة أو تملق، ورغم معاناته كان الألم أيضا حافــزا إيجابيا في حياتــه البائســة، الألم الذي صقل له تلك الشخصيــة القائمة على مبدأ التحدي لكل الصراعات، ومن ثم فهو يجمع كل قِواه أمام ذكرى والديه وطفولته بقوة كبيرة ليثبت وجوده معتمدا على تواصله بأصدقائه الذين لم يتركوه ولو للحظة.
كثيرا ما كان يبقى مركزا على صوت الأمواج يتأمل البحر مطولا، يتناول سيجارة «أفراز» ليرمي نصفها وكأنه يريد الثـأر من كل ما سبق ذكره من خلالها ثم يستعد للتواصل مع أصدقائه وأحبائــه الأحياء منهم والأموات. يلتقي البشير الإبراهيمي كي يتمتع بقوة اللغـة عنده، يغازل توفيق الحكيم بمسرحه الذهني ويخاطب ستانيلافسكي في أصول التمثيل عنده، ويهتم بإعجاب كبير بتمرد كاتب ياسين على الجميع من المعربين والمفرنسين. لم يخفِ أبدا اندهاشه من شجاعــة مايكوفسكي.
كان أيضا يكتب ويكتب كثيرا من المقالات في النقد المسرحي، فقد كان متتبعا جيدا لحركة المسرح الهاوي والمحترف. ولسعة إطلاعه على هذا الفن، أُوكلت له حصة حول المسرح العالمي بالإذاعة الوطنية في برنامج «مغرب الشعوب»، كما أجرى عددا من الحوارات المهمة مع بعض الأدباء والكُتاب والمفكرين، كان أبرزها حواره مع روجي غارودي الذي تواصل على مدار سلسلة من 13 حلقة. كتب في أدب السجون كما أعد دراسات في أدب البحر إلى أن كتب رواية «البحر»، تناول الواقع الثقافي الجزائري بشكل كبير، فكان مهرجان «مسرح الهواة» من ضمن اهتماماته، كتب عن المقاومة اللبنانية والقضية الفلسطينية والصحراوية. كتب أيضا في «أجواد» المسرحي عبد القادر علولــة، الذي احتك به أثناء حياته الطلابية، واستشهد بإنسانية جلول لفهايمي وسكينة المسكينــة، ولا يخفي اعترافــه بعبقريــة كاتب ياسين (الذي احتك به أيضا لسنوات)، وهو يعري حُكام العرب ويغني له «يا مسلمين أشحال عندكم من سلاطين، يا أخوان الشياطين»، يسخر من أشباه المثقفيــن الفرنكوفونيين غير الجديين مستحضرا مقاطع من أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام.
بالإضافة إلى كتاباته في الصحافة له عدة إسهامات ثقافية من خلال المشاركات في ملتقيات أدبية وفكرية، منها: ملتقى «الأدب والثورة»، ملتقى «العيد آل خليفة» ملتقى «الفكر الإسلامي» وغيرها من ملتقيات ومؤتمرات توسعت على خارطة المشهد الأدبي والثقافي الجزائري.
يقضي صالح زايــد الأسابيع بالشاطئ الكبير بين البحر والغابــة المتواجدة بأعالي جبال سكيكدة، زاده البصل والطماطم رفقــه أصدقائه الكُتاب، يكتب أشياء مذهلــة في الأدب والمسرح وحتى في بعض المسائل الفكرية ذات القيمة العاليــة، حينها يضع كل أصدقائه في الغطاء الذي كان يستعمله حين يشعر بالبرد ليلا، مع العلم أن أصدقاءه من مختلف الأجناس ومختلف الديانات واللغات، ليعود بعدها إلى المدينة.
ذات صباح ركب سيارة أجرة من سكيكدة إلى قسنطينة، كان في كامل قواه النفسية ولم يكن يبدو عليه في تلك الأيام أي قلق أو استياء، وحين وصل إلى قسنطينة فضل أن يغادر العالم من إحدى جسورها المعلقة.
صالح زايد الذي فضل أن يغادر هذا العالم بطريقته الخاصة ويضع حدا لكل أنواع المعاناة، لازال حيا عند من عايشوا معاناته وألمه، لكن مؤسف حقا هذا الصمت الذي أُحيط به، وكأنه عملية إلغاء أو تناسي مقصودة لاسم كبير في الساحة الثقافية والإعلامية بالجزائر. فهل يا ترى مازال هناك من يخشى صالح زايد كاسم وفكر وقلم حتى وهو غائب عن هذا العالم؟.

بسيكودراما

لماذا كلما  ألقى أحدهم بكلمات هناك، أصابنا الغضب هنا؟
لماذا، نفرد لهم الصفحات الأولى والكلمات الأولى والوقت كل الوقت؟
لماذا نشير إليهم دائما، لماذا نستعير ألسنتهم في الفرح وفي الغضب، في الحب  الكامن وفي الحقد المعلن؟
لماذا نسعى دوما لنبرهن لهم أننا لا نخشاهم. لماذا نشتمهم ونتشبّه بهم؟
لماذا نتمسك بلغتهم شبه المنقرضة ونرفض لغة العالم. لماذا نطارد قنواتهم بصحوننا، ولماذا نستجير بالقراصنة لنراهم؟
نعرف أنهم قساة القلوب، لم يكتفوا بدمنا المسكوب  وهاهم يخترعون الأذى الرمزي، كأن يبعدوا أحسن لاعب في منتخبهم الوطني لأنه منا، أو يحرموا كتابنا من جوائزهم الوجيهة، كأن يقللوا من شأننا أمام من هم أقل وجاهة منا أو يشوشوا على صوتنا في مسارح الأمم، لكننا لا نتعب من انتظار كلمات طيبة منهم أو توبة عن ذنب لا يرونه ذنبا.
هم، أيضا،  لا يكفون عن النظر إلينا. هم، أيضا، مرضى مثلنا، كلّما اشتموا رائحتنا مسّهم هوس. تخيفهم أسماؤنا وترعبهم جيناتنا الشقية المترجمة على ملامح أطفالهم. هم أيضا لا يستطيعون العيش دون التلصّص على مطبخنا وعلى حديقتنا. هم أيضا لا يستطيعون العيش دون التفكير فينا. هم أيضا يحتاجون إلى “عدو حميم” يحبونه حين يصيبهم التعب من إيذائه.
لم يخرجوا من الحرب تماما، لم يتقبلوا فقداننا، لم يشفوا منا (ونحن أيضا).
الأحقاد تنجب الحب أحيانا. وفي حالتنا وحالتهم لا يسمي الحب نفسه حبا لأنه مستخلص من  “أزهار الشر” فأجهد نفسه في البحث عن صفة  لا تُخجل قائلها.
لا عليهم ولا علينا، فالحرب لا زالت تدور في لاوعينا. حرب لا يصدق المنهزم فيها أنه انهزم ولم يتكيف المنتصر فيها مع وضعه الجديد.
لم يمض كل إلى غايته. لم ننتبه إلى الوقت طيلة هذا الوقت. لم نجرب النسيان الضروري للذهاب دون التفات إلى الخلف.
هذه الحالة  لا تعالج في مصحات التاريخ. هذه الحالة تتطلب  أدوية لم تستخدم بعد. العلاج النفسي للشعوب والأمم أصعب من علاج الأفراد، لأنه يحتاج إلى وقت، يحتاج إلى صدمات واختفاء أجيال.
سليم بوفنداسة

المشرط والجثة

غاب جورج طرابيشي في وقت كانت الحاجة إليه أشدّ، أي في مرحلة نكوص الذات العربية إلى مراحل بدائية، حالة تقتضي وجود مُبصرين بمشارط تحليل ومعارف تمكن من التشخيص و التبويب، أي تستدعي  وجود أكثر من جورج طرابيشي. مع أن ذلك يبدو غير قابل للتحقيق، لأن طرابيشي ينتمي إلى سلالة انقرضت في عصرنا.
لم يتوقف الرجل عند الماركسية، التي انتهى فيها الكثير من مجايليه، ولم يعتنق مذهبا وينصرف له، بل خاض في الفلسفات والمعارف والآداب دارسا وناقدا ومحللا ومترجما، لم يكتف بنقل الفلسفة الغربية إلى العربية، لم يكتف بتشريح الآداب والفنون، لم يكتف بفحص الذات العربية، متسلحا  في كل ذلك بعدة معرفية جبارة، فهو الذي أخضع الرواية العربية للتحليل النفسي، وهو الذي قرأ العلاقة المأزومة بين الشرق والغرب عبر أبطال “فاتحين” حاولوا النيل من الغرب بتأنيثه من عصفور  الحكيم  الذي حمّل بائعة تذاكر السينما ما لا تطيق، إلى بطل سهيل إدريس المعتد الواقع تحت وطأة الشعور بالذنب في الحي اللاتيني إلى مصطفى سعيد الذي يغرز سكاكينه في سباياه الواقعات تحت تأثير سحره وبخوره، وهو الذي رفع الحجاب عن نجيب محفوظ، وكشف كيف “خدع” الروائي العظيم  القراء الذين لا “حيلة” لهم  بكتابة ظاهر للعامة ومستتر للخاصة في تحليل أمّن عليه محفوظ ذاته.
وهو قبل ذلك وبعده من تصدى لمشروع الجابري في نقد العقل العربي في سجال معرفي رفيع لا نظير له في العصر الحديث.
لقد أخضع طرابيشي المخيال العربي للتحليل وكذلك فعل مع النخب ليصل إلى مكمن الداء، أي أنه شخص المشكلة العربية لذلك خيب مساعي الباحثين عن مواقف سياسية آنية، هو الذي يعرف ما تعنيه “الطائفية” في التاريخ الإسلامي المعذب. أي أنه كان يعرف المآلات وهو  يعيد قراءة التاريخ ويشير صراحة إلى المرض الذي يرفض العرب الشفاء منه، لذلك كان من العبث أن ننتظر من طرابيشي إصدار البيانات أو النزول إلى غبار المعارك كما فعل فلاسفة الميديا الذين أفسد التلفزيون أحوالهم وزادت عليهم شبكات التواصل الاجتماعي، والذين هم في حاجة إلى الاستلقاء على الأريكة شأنهم شأن النخب السياسية والشعوب العظيمة المعصوبة جماعيا.
حسبه أنه شرّح الذات (الجثة) العربية وترك قاعدة «بيانات» للأجيال الجديدة من الباحثين، إن وجدوا.
سليم بوفنداسة

مُربون يشتكون من السلالات الرديئة والوسطاء بقسنطينة: 70 مليون لتر من حليب الأبقار تضيع سنويا بين المقاهي و محلات صغيرة

يجمع العديد من مربي الأبقار المنتجة للحليب بولاية قسنطينة، على فشل مشاريع تكثيف السلالة و عدم تحقيق الاكتفاء من المادة الأولية للمساهمة في الصناعات التحويلية، و ذلك بسبب ارتفاع نفقات الإنتاج و نشاط الدخلاء، حيث يطالبون بتدخل السلطات للحد من المضاربة في أسعار الأعلاف و إقصاء الوسطاء المحتكرين للسوق، و هو واقع سلطت عليه «النصر» الضوء من خلال «روبورتاج» تعمّق في مشاكل هذه الشعبة، و نقل رأي الفاعلين و المسؤولين في مجال إنتاج الحليب و الفلاحة بالولاية.
 روبورتاج: خالد ضرباني
كانت بداية استطلاعنا من إحدى المستثمرات الفلاحية بمزرعة عيساني عمار سابقا، و تحديدا بمنطقة المرجة الواقعة بين صالح دراجي و الخروب، أين التقينا بمسعود حلمي فلاح و مربي أبقار منذ سنة 1971 و مالك لـ27 بقرة، وجدناه منهمكا رفقة أبنائه في تنظيف الأبقار بعد حلب القطيع و تجميع المادة في صهريج شاحنة صغيرة كانت مركونة أمام المستودع لدى وصولنا، و كانت أول نقطة طرحها المربي هي انخفاض هامش الربح في سعر الحليب، رغم رفع الوزارة للسعر المرجعي من 34 دج إلى 36 دج
 و زيادة دينارين في قيمة الدعم، أي من 12 دينارا إلى 14 دينارا في اللتر.
خسارة بـ 15 دينارا عن تربية كل بقرة
و يطرح المربون إشكالا آخر يتعلق بتأخر الاستفادة من الدعم منذ عدة أشهر، و ذلك بسبب طول إجراءات إرسال ملفاتهم من طرف شركات التحويل إلى الديوان الوطني متعدد المهن للحليب قبل تحديد قيمة الدعم و التأشير على الاستفادات، حيث تصل المدة أحيانا إلى حوالي 5 أشهر، و حتى الملبنات التي تمون بالمادة الأولية من طرف المربين لا تسدد مستحقات السعر المرجعي للمعنيين قبل شهر، و هو ما يؤثر على تغطية تكاليف تربية الأبقار مقارنة بمعدلات الاستهلاك اليومي للبقرة الواحدة.
و يقول «عمي مسعود» الذي قام بتدوين معدلات التكاليف اليومية التي ينفقها على القطيع قبل وصولنا إلى المستثمرة، أن البقرة الواحدة تستهلك يوميا ما قيمته 360 دج من الأعلاف المنتجة من مادة الذرة، و 111 دج من مادة الصفصفة و قرابة 45 دج تبن، كما أن الأجرة اليومية لثلاثة عمال يتولون تربية الأبقار في المستثمرة تقدر بـ 3000 دج، فيما  تصل تكاليف البيطري لحوالي 10 آلاف دج في الشهر، بمعدل 14 دج للبقرة الواحدة يوميا، مع حساب التكلفة اليومية لاستعمال الطاقة و المقدرة بحوالي 15 دج للرأس.
مقابل ذلك تقدر مداخيل إنتاج 20 لترا من الحليب للبقرة الواحدة بـ 960 دج، فيما يبلغ مجموع مصاريف تربية الرأس  974 دج، و هو ما يعني تسجيل خسارة بـ 15 دج على تربية كل بقرة يوميا،
 و ذلك دون حساب مدة حلب البقرة المحددة علميا بـ7 أشهر و كذا مدة بلوغ البقرة الصغيرة مرحلة الحلب بعد حوالي 27 شهرا من ولادتها، و التي ينفق عليها المربي خلال هذه الفترة دون مقابل كإنتاج، علما أن هذه التكاليف تختلف من مربي إلى آخر حسب عدد الرؤوس و مدى توفر الإمكانيات، خاصة بالنسبة للمربين الذين لا يملكون قطعا أرضية، و هو ما يضاعف النفقات من خلال اقتناء كل المواد و الأعلاف من السوق.
العجول لتجنب الإفلاس
و يؤكد منتجو الحليب الذين تحدثنا إليهم، أن العديد من المربين قاموا ببيع رؤوس الأبقار و اعتزلوا نهائيا مهنة تربية هذا النوع من الماشية، مرجعين الأسباب إلى ارتفاع التكاليف و انخفاض مردود المربي، ما اضطر الكثيرين للتوقف عن النشاط و بيع الثروة الحيوانية للجزارين في شكل لحوم، فيما يراهن المربون القلائل المتشبثون بالمهنة على الإنتاج الحيواني و خصوصا «العجل» في ظل الإجماع على فشل إنتاج الحليب، حيث يقوم العديد منهم بالمحافظة على تربية الأبقار الصغيرة، و هو ما وقفنا عليه خلال جولتنا بالعديد من اصطبلات تربية الأبقار، حيث لاحظنا أن المواليد الجدد يُحاطون بنوع من العناية الخاصة من خلال عزلهم عن بقية الأبقار البالغة، نظرا لهشاشة «العجل» خاصة خلال الشهور الأولى، مع الحافظة على كميات معينة من الحليب لتغذيته.
و يحرص المربون على إرضاع العجول بـ 4 لترات من الحليب كل اليوم خلال الأسبوع الأول و الثاني بعد الولادة، و بـ 6 لترات في اليوم ما بين 20 و 30 يوما، فيما يتم وضع قطعان البقر الصغيرة بمكان جاف و غير معرض للتيارات الهوائية، إلى جانب إطعامها بكميات قليلة من العلف بعد 20 يوما من ولادتها لكن بعد شرب الحليب، و هي مراحل يتبعها المربون منذ ولادة «العجل» رغم التكاليف الملقاة على عاتقهم، حيث أوضح لنا المعنيون أن تربية الأبقار الصغيرة هو الاستثمار الوحيد المتبقي من المهنة، من خلال بيعها بعد شهور من ولادتها، سواء لمربين آخرين أو لبائعي اللحوم، من أجل تعويض الخسائر الناجمة عن التربية الحيوانية و إنتاج الحليب.
وسطاء يعرقلون النشاط و المتابعة الصحية هاجس المهنيين
بدوار الزناتية على بعد كيلومترات عن بلدية عين اعبيد، استقبلنا المستثمر بلواعر عزيز مربي لـ 35 بقرة و قطيع من الأغنام و مالك قطعة أرضية تتربع على مساحة 25 هكتارا يستغلها في الفلاحة، و خلال تعمقنا معه في مناقشة مشاكل المربين طرح لنا نقطة مهمة تتعلق بالصعوبات التي يواجهها أصحاب المهنة بخصوص علاج الأبقار، حيث قال أن بعض البياطرة يرفضون، حسبه، التنقل إلى المستثمرات لمعالجة الحيوانات المريضة خاصة في الفترات الليلية، فضلا عن تقديم مختصين في الصحة الحيوانية علاجات «خاطئة» أدت في كثير من الأحيان إلى موت الماشية، حيث يقترح المربون في هذا الإطار إبرام عقود موثقة مع البياطرة لضمان حق المتابعة الصحية للأبقار المريضة من خلال إلزام المختصين بالتنقل إلى مكان المستثمرات و تقديم خدمة صحية، مقابل حق البيطري في تحديد سعر المعاينات، حسب التوقيت الذي يتدخل فيه للمعاينة.
و قال المربون أن النشاط الموسمي أثر سلبا و بشكل كبير على مردودهم، و ذلك بدخول العديد من الوسطاء على الخط و ممارستهم لمهنة تربية المواشي بشكل موسمي في الأعياد و المناسبات و غيرها، و ذلك بحثا عن الربح، و يتعلق الأمر، غالبا، بأشخاص تحصلوا على قروض «أنساج» و دخلوا ميدان تربية المواشي رغم عدم الاختصاص، حيث شدد أصحاب المهنة على ضرورة إعداد كل من يريد دخول الشعبة، دراسة مسبقة على المديين المتوسط و البعيد فيما يتعلق بتربية المواشي.
و أضاف محدثونا أن العديد من الوسطاء يقومون بشراء العجول من المربين بأثمان منخفضة لا تتجاوز 3 ملايين سنتيم للعجل، ثم يبيعونها بأثمان مرتفعة لا تقل عن 10 ملايين سنتيم بعد تسمينها لبضعة أشهر، و هو ما يعتبره المربون احتيالا مقارنة مع التكاليف التي يتكبدونها، محملين الجهات المعنية مسؤولية التخلي عن أصحاب المهنة، حيث اقترحوا إنشاء مشاتل لتربية الحيوانات تابعة للدولة، بحيث يتم شراء العجول من طرف الأخيرة مباشرة من المربي و بأثمان معقولة، و من ثم تسويقها في شكل لحوم، ما من شأنه تخفيض أسعار هذه المادة التي تعرف ارتفاعا كبيرا في الأسواق، مبدين استعدادهم للتخلي عن قيمة الدعم في حالة مرافقة السلطات المعنية للمربي بصفة جدية، على حد قولهم.
مربون يقعون ضحايا لمستوردي السلالات الرديئة
و تعتمد تربية الأبقار على أسس علمية و فيزيولوجية لكل سلالة الحيوانية، كشرط أساسي لنجاح الاستثمار، و هو ما اطّلعنا عليه من خلال تفاعلنا مع المربين و التعمق في ظروف و شروط التربية، حيث أوضحوا أن هناك ثلاثة أنواع من الأبقار يتم اقتناؤها حسب مشروع المربي إن كان لإنتاج الحليب، أو لتكثيف السلالة المنتجة للحم، حيث يتم استيراد أنواع الرؤوس عادة من فرنسا أو ألمانيا، و يتعلق الأمر خاصة بسلالة «بريمولستاين» ذات البقع السوداء و البيضاء و المناسبة لإنتاج الحليب، فيما تعتبر سلالة «موبيليار» الملونة بالأبيض و الأحمر، و كذا «فليق في» التي يغلب عليها الأصفر، من السلالات المعروفة بإنتاج اللحوم ذات النوعية الجيدة، و هي مؤشرات علمية أجمع المربون المختصون على مراعاتها من طرف المستثمرين في اقتناء الأبقار.
و أخبرنا المعنيون أن العديد من المستوردين الذين لا تربطهم أي علاقة بالمهنة، يأتون بأبقار ذات سلالات رديئة و غير منتجة للحليب، حيث يقومون ببيعها لمربين بأسعار لا تقل عن 30 مليون سنتيم للبقرة، مشددين على ضرورة فرض رقابة على رؤوس الأبقار المستوردة، خاصة و أن العديد من المربين تكبدوا خسائر فادحة، و قال لنا أحد المعنيين أنه قام سنة 2011 باقتناء 25 رأسا مقابل 28 مليون سنتيم عن كل بقرة مستوردة من الخارج و مرفوقة بشهادة تحاليل طبية تم إجراؤها في الميناء، إلا أنه اكتشف بعد إجراء معاينات طبية للقطيع أن الحيوانات تعاني من مرض معدي خطير، دفع البياطرة على إثرها بتحرير أمر بالذبح و تم بيع القطيع للجزارين، ما كبد المربي خسائر مالية كبيرة. و للخروج من هذا الوضع، يقترح المربون إجراء تلقيح اصطناعي بين السلالتين المحلية و المستوردة، للخروج بنوع جديد من الأبقار المنتجة للحليب يغني الجزائر عن الاستيراد و يتلاءم مع مناخ بلادنا.
رئيس المجلس الجهوي متعدد المهن لشعبة الحليب محمد عشي
شعبة منتجي الحليب مهددة بالزّوال
يرى رئيس الجمعية الولائية لمنتجي الحليب و المجلس الجهوي متعدد المهن للشعبة محمد بشير عشي، أن تأخر تنصيب المجلس الوطني كان سببا في تأجيل طرح انشغالات المربين و مشاكل المهنة كقطاع استراتيجي في مجال الفلاحة، داعيا الدولة إلى مرافقة جادة للمربي خاصة و أن الشعبة مهددة حسبه بالزوال في ظل الظروف الحالية.و يؤكد عشي أن الإنتاج الحالي لحليب الأبقار يقدر بحوالي 90 مليون لتر سنويا على مستوى الولاية، 35 بالمائة منها يتم تجميعها لصالح وحدات التحويل من بينها ملبنة «نوميديا»، و ذلك بموجب عقود تربطها مع العديد من المربين بقسنطينة، فيما يتم بيع نسبة 65 بالمائة المتبقية لأصحاب المقاهي و محلات بيع الحليب و مشتقاته بالأحياء، و يُوجّه جزء منها للاستهلاك الشخصي، حيث أشار محدثنا في هذا الإطار إلى أن استمرار استعمال الملبنات للمسحوق يعني بأن الكميات المجمعة من حليب الأبقار غير كافية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في المادة الأولية، مضيفا بأن عدد الرؤوس الحلوب بالولاية غير مضبوط بصفة علمية، و هو ما يعيق، حسبه، إعداد إحصائيات دقيقة عن كمية الإنتاج.
و يدعو عشي إلى وجوب تنظيم الشعبة من حيث الجمعيات و مجالس الإدارة، معتبرا تنصيب المجلس الوطني لمهنة الحليب أساس حل المشاكل التي يتخبط فيها المربون، حيث أوضح أن المجلس و بعد إنشائه في 1995، تم تجميده بعد ثلاث سنوات من ذلك، رغم تنصيب المجالس الولائية و الجهوية سنة 2012 و وعود وزير الفلاحة بتشكيله في ديسمبر الماضي، و هو ما لم يتم حسب عشي الذي قال أن مهمة المجلس دراسة مشاكل ملف تربية الأبقار و إنتاج الحليب، و كذا اقتراح الحلول على الوزارة التي تتولى بدورها تبني المقترحات و اتخاذ التدابير اللازمة لحلحلة مشاكل الشعبة.
 كما ذكر محدثنا بأنه قد عقد سلسلة من الاجتماعات بين أعضاء المجالس الجهوية و الوزارة منذ شهر أوت الماضي، أين تمت مناقشة العديد من النقاط المتعلقة بمشاكل المربين و إنتاج الحليب، و التي توجت باتخاذ العديد من قرارات الدعم التي أقرتها الوزارة مؤخرا، منها إعطاء الأولوية للمربي في الاستفادة من مادة النخالة مباشرة من المطاحن و بأسعار مدعمة قدرت بـ1550 دج للقنطار، إضافة إلى الاتفاق على رفع سعر الحليب بـ2 دج في اللتر و رفع الدعم من 12 دج إلى 14 دج.
بالمقابل حددت قيمة الدعم بالنسبة لإنتاج الأعلاف الخضراء أو ما يعرف بـ»لونسيلاج» بـ1000 دج عن إنتاج كل متر مكعب، إلا أن المربي لا يزال، كما يضيف السيد عشي، يتخبط في مشاكل عديدة تتعلق بعدم توفر أماكن تربية الأبقار و عدم امتلاك غالبية المربين لقطع أرضية، مؤكدا أنه لا يجب ربط إنتاج الحليب بحلقة التغذية الحيوانية فقط، و إنما على الجهات المسؤولة مرافقة المربي بإنشاء هياكل استثمارية خاصة بتربية الأبقار، من خلال تسهيل الحصول على قروض بنكية، لمتابعة السلسلة الإنتاجية للبقرة.
رئيس الغرفة الفلاحية لولاية قسنطينة بلبجاوي محمود
مشاريع تشغيل الشباب أخرجت المهنة من المزرعة
يرى رئيس الغرفة الفلاحية لولاية قسنطينة بلبجاوي محمود، أن مشاريع دعم و تشغيل الشباب أخرجت مهنة تربية الأبقار من المزرعة، مؤكدا على ضرورة التركيز على مادة الألياف في التغذية الحيوانية، و التي مصدرها العشب الطبيعي الأفضل حسبه من الأعلاف المستوردة في إنتاج الحليب.
بلبجاوي قال أن دخول مؤسسات دعم و تشغيل الشباب مجال تربية الأبقار و إنتاج الحليب، أخرج المهنة من المزرعة ما أدى إلى انتعاش تجارة الأعلاف المستوردة، و هو ما وقفنا عليه ميدانيا من خلال تطرق العديد من المربين إلى مشكل الوسطاء، وكذا ممارسة المهنة من طرف أشخاص غرباء و غير مختصين في هذا المجال، موضحا أن غالبية المربين حاليا يعتمدون على التغذية المركزة المستوردة من الخارج و المنتجة عادة من مادتي الذرة و السوجا، مشيرا إلى أن هذه المواد و إن كانت منتجة نوعا ما لمادة الحليب إلا أنها قد تتسبب في حدوث اختلالات تتعلق أساسا بالاجترار، ما قد يؤدي إلى انعدام التوازن الصحي لدى البقرة، فضلا عن ارتفاع أسعارها في الأسواق بالنظر إلى عامل العرض و الطلب الخاص بنشاط المستوردين.
و أكد رئيس الغرفة الفلاحية في هذا الإطار على ضرورة الاعتماد على تغذية حيوانية طبيعية تحتوي على مادة الألياف المهمة جدا لإنتاج النوعية و الكمية الكافية من الحليب، مضيفا أن العشب سواء الأخضر أو المجفف كالخرطال مثلا الذي يتم جنيه قبل وصوله مرحلة الجفاف، هو المصدر الأساسي للألياف كأحسن تغذية طبيعية للأبقار المنتجة للحليب، و ذلك في إشارة منه إلى ضرورة توفر الأرض كشرط أساسي لتربية المواشي و إنتاج الحليب، و التي من شأنها ضمان استمرارية نشاط المربي كخزان لإنتاج الأعلاف و تجنب التبعية للمستوردين، حيث ذكّر بقرارات الدعم الأخيرة الرامية إلى تشجيع الفلاحين على زراعة الأعلاف لتوفير بدائل عن المواد المستوردة في السوق، و هو ما قد يخلق تنافسية في الأسعار مستقبلا تمكن المربي من اقتناء التغذية الحيوانية بأثمان معقولة لا تؤثر على مردود نشاطه، و قال أنه يجب أن يكون هناك تنسيق بين منتجي الأعلاف أو المزارعين و المربين لضمان استمرار مصدر التغذية الحيوانية، و بالتالي ضمان إنتاج جيد و كمية كافية لتغطية الطلب على مادة الحليب.
الأمين الولائي لاتحاد الفلاحين الجزائريين سليمان عوان بقسنطينة
سيطرة  مستوردين على التغذية الحيوانية أخلط أوراق المربين
أرجع الأمين الولائي لاتحاد الفلاحين الجزائريين سليمان عوان مشاكل شعبة منتجي الحليب، إلى سيطرة مستوردين خواص على التغذية الحيوانية دون الاهتمام بالإنتاج الوطني، مضيفا أن مشاكل الشعبة هي نفسها التي يتخبط فيها الفلاحون المنتجون للحبوب في بلادنا، حيث دعا إلى ضرورة تدخل الدولة من خلال التحكم في نشاط بيع الأعلاف عن طريق مراقبة نشاط «المونوبول».
و أوضح محدثنا أن المستوردين يعيدون تسويق كل أنواع التغذية الحيوانية بأسعار حرة يقومون بتحديدها وفقا لأرباحهم الشخصية، و دون مراعاة ظروف و تكاليف تربية هذا النوع من الثروة الحيوانية التي أثقلت كاهل المربي، خاصة و أن سعر الأعلاف المركزة مثلا يقدر بـ4000 دج للقنطار، و هو ما يعني أن تكلفة الأعلاف اليومية لمربي 20 بقرة مثلا تستهلك 2 قنطار في اليوم، تصل إلى 8000 دج، و ينتقد الأمين الولائي عدم تحكم الدولة في أسعار المادة الأولية و يرى أن نجاح الشعبة يرتكز على دعم أسعار الأعلاف من خلال مراقبة نشاط المستوردين.
و ذكر السيد عوان أن النقابة رفعت اقتراحات للوزارة خلال دورة المجلس الوطني لسنة 2015، تمحورت حول العديد من النقاط المهمة منها ضرورة استغلال مساحات الأراضي غير المزروعة في إنتاج الأعلاف، من خلال إدخال زراعة التغذية الحيوانية في الدورة الفلاحية، و هو الاقتراح الذي توج بإقرار الدعم مؤخرا من طرف الدولة على زراعة هذه المادة المهمة في تربية الأبقار و إنتاج الحليب.
إضافة لذلك اقتُرح خلق سوق نظامية للأعلاف مفتوحة لكل الأطراف من أجل خلق تنافسية و تخفيض الأسعار، و كذا اعتماد التقنيات الحديثة في زراعة الأعلاف مع مكننتها لتكثيف إنتاج المادة، إضافة لتشديد الرقابة على نشاط مستوردي المواد الأولية للتغذية الحيوانية من ناحية السعر و النوعية و غيرها، مع إقحام دواوين الحبوب في عملية استيراد المادة الأولية و تطوير زراعة بذور الأعلاف، إلى جانب إنجاز مشاتل لإنتاج الأبقار الحلوب التي تتلاءم مع المناخ المحلي، حيث خلص الأمين الولائي إلى أن شعبة تربية الأبقار و إنتاج الحليب مهددة بالزوال، في ظل الظروف التي يعاني منها المربي حاليا.
مدير المصالح الفلاحية لولاية قسنطينة ياسين غديري
أنتجنا 100 مليون لتر من الحليب في سنة  و على المربين قطع الطريق أمام الوسطاء
رمى مدير المصالح الفلاحية لولاية قسنطينة الكرة في ملعب المربين، و قال أنه على ممارسي هذه المهنة تنظيم أنفسهم في جمعيات أو تعاونيات من أجل النهوض بالشعبة من جهة، و قطع الطريق أمام الوسطاء و الدخلاء من جهة أخرى، مؤكدا أن نجاح النشاط مرهون بالدور الفعال للمربي مقابل المجهودات الجبارة التي قامت بها الدولة في هذه المجال، على حد قوله.
مدير القطاع ذكر أن عدد رؤوس الأبقار الحلوب على مستوى الولاية يقدر بـ 33 ألف و 890 بقرة حسب آخر الإحصائيات التي قامت بها مصالح المديرية، فيما يقدر عدد المربين بـ2906، حيث أنتجت قسنطينة أزيد من 100 مليون لتر من الحليب خلال سنة 2015، و تم تجميع ما يفوق 30 مليون لتر في حين تم تسويق الكميات المتبقية بمحلات بيع الحليب و مشتقاته، المقاهي و توجيه جزء منها إلى الولايات المجاورة خاصة بالنسبة للمناطق الواقعة على الحدود مع الولاية، و أكد المسؤول في هذا الإطار أن قرارات الدعم التي أقرتها وزارة الفلاحية مؤخرا جريئة نظرا لأهمية الشعبة، و ذلك بهدف الرفع من إنتاج الحليب الطازج و التقليل من فاتورة استيراد المسحوق المستعمل في إنتاج المادة، على حد قوله.
و أوضح مدير الفلاحة أن الدعم ارتكز على محاور أساسية ذكر منها تحديد أسعار مادة النخالة، منح الدعم المالي في ما يخص زراعة الأعلاف و كذا التكفل الصحي المجاني الخاص بكل عمليات تلقيح الأبقار لمكافحة داء الكلب و الحمى القلاعية، إضافة إلى اقتطاع عينات لإجراء التحاليل و هي كلها عمليات تتكفل بها المصالح الفلاحية كدعم للمربي، مضيفا أن هناك نظاما جديدا لتسديد مستحقات المربين و منتجي الحليب، سيشرع في العمل به ابتداء من الفاتح أفريل، حيث من المنتظر أن تتكفل المصالح الفلاحية بعملية تسديد المستحقات على مستوى المديرية مباشرة، فيما تتعامل الأخيرة مع المحولين فيما بعد، في إطار تسهيل إجراءات الحصول على المستحقات و التقليل من مدة انتظار الملفات الخاصة بها، كما أكد المسؤول أن نجاح الشعبة مرهون بالدور الفعال للمربي خاصة و أن الدولة قامت بمجهودات كبيرة في هذا المجال.


Constantine - Sites archéologiques, le grand oubli !
par A. Mallem
Quel a été le parent pauvre parmi les secteurs de la culture qui a bénéficié plus ou moins de la manne financière de 700 milliards de centimes allouée à la manifestation « Constantine, capitale de la culture arabe 2015 » ? La question a été posée hier à l'émission hebdomadaire « Forum » de la radio régionale de Constantine et les invités sur le plateau de l'émission ont, à l'unanimité, désigné le secteur de l'archéologie. Et de faire le constat que les sites archéologiques de la wilaya qui dépassent le nombre de 450, « ces témoins de notre histoire, qui sont la source de notre mémoire, des pages de notre identité, sont totalement délaissés et livrés à la dégradation », ont dénoncé les animateurs de l'émission. Cette édition du « Forum » a invité sur le plateau un chercheur en archéologie spécialisé dans les anciennes civilisations qui est en même temps représentant de l'Office de gestion et d'exploitation des biens culturels protégés (OGEBC), un organisme dépendant du ministère de la Culture, un autre chercheur en archéologie qui est aussi président d'une association locale des « Amis du Palais du Bey de Constantine », et une journaliste.

« Des sommes colossales ont été dépensées dans la manifestation de « Constantine, capitale de la culture arabe 2015 », mais on n'a pas vu les retombées sur le secteur de l'archéologie. On ne voit nulle trace de cette manifestation sur nos sites archéologiques éparpillés à travers le territoire de la wilaya. Et un guide touristique de ces sites n'a même pas été confectionné avec cet argent », a déploré le représentant des « Amis du Palais du Bey de Constantine». Interrogé sur ce nombre pléthorique des sites archéologiques de la wilaya de Constantine qui ne sont pas encore classifiés, le représentant de l'OGEBC dira que son organisme prend uniquement en charge les sites officiellement classés, à l'instar de Tiddis, Massinissa, etc. « Il y a un projet de classification de tous les sites sous l'égide du ministère de la Culture mais il est encore à l'étude », se contenta-t-il de dire en ajoutant que ce travail est rendu difficile par le manque d'archives. « Nous n'avons pas d'archives archéologiques car celles-ci ont été emmenées en France à l'indépendance de l'Algérie. Et cela constitue un véritable handicap quant à la confection d'une feuille de route pour ce travail ».

En matière de guides touristiques, « nos voisins tunisiens sont bien en avance sur nous », ont relevé les participants à l'émission. Et alors que la manifestation «Sfax, capitale de la culture arabe» n'a pas encore démarré chez eux, ont-ils constaté, ils ont confectionné déjà un guide volumineux et luxueux décrivant dans les moindres détails leurs sites archéologiques et culturels et qu'ils vont diffuser durant cette manifestation. Et de faire remarquer encore que « c'est une association privée qui l'a fait ». En ce qui nous concerne, dira un participant, rien de tel n'a été fait durant notre manifestation. Pire encore, nos sites archéologiques, à l'instar du tombeau de Massinissa au Khroub, ont été laissés complètement à l'abandon et à la dégradation par absence de tout système de gardiennage. Démunis de tout moyen de dissuasion, les gardiens qui leur avaient été affectés ont été souvent agressés par des visiteurs et des groupes d'individus marginaux. Sur cette question, le représentant de l'OGEBC a avoué que son organisme non plus ne possède pas de moyens pour la prise en charge du gardiennage et il fera retomber cette tâche sur la commune.

مُربون يشتكون من السلالات الرديئة والوسطاء بقسنطينة: 70 مليون لتر من حليب الأبقار تضيع سنويا بين المقاهي و محلات صغيرة

يجمع العديد من مربي الأبقار المنتجة للحليب بولاية قسنطينة، على فشل مشاريع تكثيف السلالة و عدم تحقيق الاكتفاء من المادة الأولية للمساهمة في الصناعات التحويلية، و ذلك بسبب ارتفاع نفقات الإنتاج و نشاط الدخلاء، حيث يطالبون بتدخل السلطات للحد من المضاربة في أسعار الأعلاف و إقصاء الوسطاء المحتكرين للسوق، و هو واقع سلطت عليه «النصر» الضوء من خلال «روبورتاج» تعمّق في مشاكل هذه الشعبة، و نقل رأي الفاعلين و المسؤولين في مجال إنتاج الحليب و الفلاحة بالولاية.
 روبورتاج: خالد ضرباني
كانت بداية استطلاعنا من إحدى المستثمرات الفلاحية بمزرعة عيساني عمار سابقا، و تحديدا بمنطقة المرجة الواقعة بين صالح دراجي و الخروب، أين التقينا بمسعود حلمي فلاح و مربي أبقار منذ سنة 1971 و مالك لـ27 بقرة، وجدناه منهمكا رفقة أبنائه في تنظيف الأبقار بعد حلب القطيع و تجميع المادة في صهريج شاحنة صغيرة كانت مركونة أمام المستودع لدى وصولنا، و كانت أول نقطة طرحها المربي هي انخفاض هامش الربح في سعر الحليب، رغم رفع الوزارة للسعر المرجعي من 34 دج إلى 36 دج
 و زيادة دينارين في قيمة الدعم، أي من 12 دينارا إلى 14 دينارا في اللتر.
خسارة بـ 15 دينارا عن تربية كل بقرة
و يطرح المربون إشكالا آخر يتعلق بتأخر الاستفادة من الدعم منذ عدة أشهر، و ذلك بسبب طول إجراءات إرسال ملفاتهم من طرف شركات التحويل إلى الديوان الوطني متعدد المهن للحليب قبل تحديد قيمة الدعم و التأشير على الاستفادات، حيث تصل المدة أحيانا إلى حوالي 5 أشهر، و حتى الملبنات التي تمون بالمادة الأولية من طرف المربين لا تسدد مستحقات السعر المرجعي للمعنيين قبل شهر، و هو ما يؤثر على تغطية تكاليف تربية الأبقار مقارنة بمعدلات الاستهلاك اليومي للبقرة الواحدة.
و يقول «عمي مسعود» الذي قام بتدوين معدلات التكاليف اليومية التي ينفقها على القطيع قبل وصولنا إلى المستثمرة، أن البقرة الواحدة تستهلك يوميا ما قيمته 360 دج من الأعلاف المنتجة من مادة الذرة، و 111 دج من مادة الصفصفة و قرابة 45 دج تبن، كما أن الأجرة اليومية لثلاثة عمال يتولون تربية الأبقار في المستثمرة تقدر بـ 3000 دج، فيما  تصل تكاليف البيطري لحوالي 10 آلاف دج في الشهر، بمعدل 14 دج للبقرة الواحدة يوميا، مع حساب التكلفة اليومية لاستعمال الطاقة و المقدرة بحوالي 15 دج للرأس.
مقابل ذلك تقدر مداخيل إنتاج 20 لترا من الحليب للبقرة الواحدة بـ 960 دج، فيما يبلغ مجموع مصاريف تربية الرأس  974 دج، و هو ما يعني تسجيل خسارة بـ 15 دج على تربية كل بقرة يوميا،
 و ذلك دون حساب مدة حلب البقرة المحددة علميا بـ7 أشهر و كذا مدة بلوغ البقرة الصغيرة مرحلة الحلب بعد حوالي 27 شهرا من ولادتها، و التي ينفق عليها المربي خلال هذه الفترة دون مقابل كإنتاج، علما أن هذه التكاليف تختلف من مربي إلى آخر حسب عدد الرؤوس و مدى توفر الإمكانيات، خاصة بالنسبة للمربين الذين لا يملكون قطعا أرضية، و هو ما يضاعف النفقات من خلال اقتناء كل المواد و الأعلاف من السوق.
العجول لتجنب الإفلاس
و يؤكد منتجو الحليب الذين تحدثنا إليهم، أن العديد من المربين قاموا ببيع رؤوس الأبقار و اعتزلوا نهائيا مهنة تربية هذا النوع من الماشية، مرجعين الأسباب إلى ارتفاع التكاليف و انخفاض مردود المربي، ما اضطر الكثيرين للتوقف عن النشاط و بيع الثروة الحيوانية للجزارين في شكل لحوم، فيما يراهن المربون القلائل المتشبثون بالمهنة على الإنتاج الحيواني و خصوصا «العجل» في ظل الإجماع على فشل إنتاج الحليب، حيث يقوم العديد منهم بالمحافظة على تربية الأبقار الصغيرة، و هو ما وقفنا عليه خلال جولتنا بالعديد من اصطبلات تربية الأبقار، حيث لاحظنا أن المواليد الجدد يُحاطون بنوع من العناية الخاصة من خلال عزلهم عن بقية الأبقار البالغة، نظرا لهشاشة «العجل» خاصة خلال الشهور الأولى، مع الحافظة على كميات معينة من الحليب لتغذيته.
و يحرص المربون على إرضاع العجول بـ 4 لترات من الحليب كل اليوم خلال الأسبوع الأول و الثاني بعد الولادة، و بـ 6 لترات في اليوم ما بين 20 و 30 يوما، فيما يتم وضع قطعان البقر الصغيرة بمكان جاف و غير معرض للتيارات الهوائية، إلى جانب إطعامها بكميات قليلة من العلف بعد 20 يوما من ولادتها لكن بعد شرب الحليب، و هي مراحل يتبعها المربون منذ ولادة «العجل» رغم التكاليف الملقاة على عاتقهم، حيث أوضح لنا المعنيون أن تربية الأبقار الصغيرة هو الاستثمار الوحيد المتبقي من المهنة، من خلال بيعها بعد شهور من ولادتها، سواء لمربين آخرين أو لبائعي اللحوم، من أجل تعويض الخسائر الناجمة عن التربية الحيوانية و إنتاج الحليب.
وسطاء يعرقلون النشاط و المتابعة الصحية هاجس المهنيين
بدوار الزناتية على بعد كيلومترات عن بلدية عين اعبيد، استقبلنا المستثمر بلواعر عزيز مربي لـ 35 بقرة و قطيع من الأغنام و مالك قطعة أرضية تتربع على مساحة 25 هكتارا يستغلها في الفلاحة، و خلال تعمقنا معه في مناقشة مشاكل المربين طرح لنا نقطة مهمة تتعلق بالصعوبات التي يواجهها أصحاب المهنة بخصوص علاج الأبقار، حيث قال أن بعض البياطرة يرفضون، حسبه، التنقل إلى المستثمرات لمعالجة الحيوانات المريضة خاصة في الفترات الليلية، فضلا عن تقديم مختصين في الصحة الحيوانية علاجات «خاطئة» أدت في كثير من الأحيان إلى موت الماشية، حيث يقترح المربون في هذا الإطار إبرام عقود موثقة مع البياطرة لضمان حق المتابعة الصحية للأبقار المريضة من خلال إلزام المختصين بالتنقل إلى مكان المستثمرات و تقديم خدمة صحية، مقابل حق البيطري في تحديد سعر المعاينات، حسب التوقيت الذي يتدخل فيه للمعاينة.
و قال المربون أن النشاط الموسمي أثر سلبا و بشكل كبير على مردودهم، و ذلك بدخول العديد من الوسطاء على الخط و ممارستهم لمهنة تربية المواشي بشكل موسمي في الأعياد و المناسبات و غيرها، و ذلك بحثا عن الربح، و يتعلق الأمر، غالبا، بأشخاص تحصلوا على قروض «أنساج» و دخلوا ميدان تربية المواشي رغم عدم الاختصاص، حيث شدد أصحاب المهنة على ضرورة إعداد كل من يريد دخول الشعبة، دراسة مسبقة على المديين المتوسط و البعيد فيما يتعلق بتربية المواشي.
و أضاف محدثونا أن العديد من الوسطاء يقومون بشراء العجول من المربين بأثمان منخفضة لا تتجاوز 3 ملايين سنتيم للعجل، ثم يبيعونها بأثمان مرتفعة لا تقل عن 10 ملايين سنتيم بعد تسمينها لبضعة أشهر، و هو ما يعتبره المربون احتيالا مقارنة مع التكاليف التي يتكبدونها، محملين الجهات المعنية مسؤولية التخلي عن أصحاب المهنة، حيث اقترحوا إنشاء مشاتل لتربية الحيوانات تابعة للدولة، بحيث يتم شراء العجول من طرف الأخيرة مباشرة من المربي و بأثمان معقولة، و من ثم تسويقها في شكل لحوم، ما من شأنه تخفيض أسعار هذه المادة التي تعرف ارتفاعا كبيرا في الأسواق، مبدين استعدادهم للتخلي عن قيمة الدعم في حالة مرافقة السلطات المعنية للمربي بصفة جدية، على حد قولهم.
مربون يقعون ضحايا لمستوردي السلالات الرديئة
و تعتمد تربية الأبقار على أسس علمية و فيزيولوجية لكل سلالة الحيوانية، كشرط أساسي لنجاح الاستثمار، و هو ما اطّلعنا عليه من خلال تفاعلنا مع المربين و التعمق في ظروف و شروط التربية، حيث أوضحوا أن هناك ثلاثة أنواع من الأبقار يتم اقتناؤها حسب مشروع المربي إن كان لإنتاج الحليب، أو لتكثيف السلالة المنتجة للحم، حيث يتم استيراد أنواع الرؤوس عادة من فرنسا أو ألمانيا، و يتعلق الأمر خاصة بسلالة «بريمولستاين» ذات البقع السوداء و البيضاء و المناسبة لإنتاج الحليب، فيما تعتبر سلالة «موبيليار» الملونة بالأبيض و الأحمر، و كذا «فليق في» التي يغلب عليها الأصفر، من السلالات المعروفة بإنتاج اللحوم ذات النوعية الجيدة، و هي مؤشرات علمية أجمع المربون المختصون على مراعاتها من طرف المستثمرين في اقتناء الأبقار.
و أخبرنا المعنيون أن العديد من المستوردين الذين لا تربطهم أي علاقة بالمهنة، يأتون بأبقار ذات سلالات رديئة و غير منتجة للحليب، حيث يقومون ببيعها لمربين بأسعار لا تقل عن 30 مليون سنتيم للبقرة، مشددين على ضرورة فرض رقابة على رؤوس الأبقار المستوردة، خاصة و أن العديد من المربين تكبدوا خسائر فادحة، و قال لنا أحد المعنيين أنه قام سنة 2011 باقتناء 25 رأسا مقابل 28 مليون سنتيم عن كل بقرة مستوردة من الخارج و مرفوقة بشهادة تحاليل طبية تم إجراؤها في الميناء، إلا أنه اكتشف بعد إجراء معاينات طبية للقطيع أن الحيوانات تعاني من مرض معدي خطير، دفع البياطرة على إثرها بتحرير أمر بالذبح و تم بيع القطيع للجزارين، ما كبد المربي خسائر مالية كبيرة. و للخروج من هذا الوضع، يقترح المربون إجراء تلقيح اصطناعي بين السلالتين المحلية و المستوردة، للخروج بنوع جديد من الأبقار المنتجة للحليب يغني الجزائر عن الاستيراد و يتلاءم مع مناخ بلادنا.
رئيس المجلس الجهوي متعدد المهن لشعبة الحليب محمد عشي
شعبة منتجي الحليب مهددة بالزّوال
يرى رئيس الجمعية الولائية لمنتجي الحليب و المجلس الجهوي متعدد المهن للشعبة محمد بشير عشي، أن تأخر تنصيب المجلس الوطني كان سببا في تأجيل طرح انشغالات المربين و مشاكل المهنة كقطاع استراتيجي في مجال الفلاحة، داعيا الدولة إلى مرافقة جادة للمربي خاصة و أن الشعبة مهددة حسبه بالزوال في ظل الظروف الحالية.و يؤكد عشي أن الإنتاج الحالي لحليب الأبقار يقدر بحوالي 90 مليون لتر سنويا على مستوى الولاية، 35 بالمائة منها يتم تجميعها لصالح وحدات التحويل من بينها ملبنة «نوميديا»، و ذلك بموجب عقود تربطها مع العديد من المربين بقسنطينة، فيما يتم بيع نسبة 65 بالمائة المتبقية لأصحاب المقاهي و محلات بيع الحليب و مشتقاته بالأحياء، و يُوجّه جزء منها للاستهلاك الشخصي، حيث أشار محدثنا في هذا الإطار إلى أن استمرار استعمال الملبنات للمسحوق يعني بأن الكميات المجمعة من حليب الأبقار غير كافية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في المادة الأولية، مضيفا بأن عدد الرؤوس الحلوب بالولاية غير مضبوط بصفة علمية، و هو ما يعيق، حسبه، إعداد إحصائيات دقيقة عن كمية الإنتاج.
و يدعو عشي إلى وجوب تنظيم الشعبة من حيث الجمعيات و مجالس الإدارة، معتبرا تنصيب المجلس الوطني لمهنة الحليب أساس حل المشاكل التي يتخبط فيها المربون، حيث أوضح أن المجلس و بعد إنشائه في 1995، تم تجميده بعد ثلاث سنوات من ذلك، رغم تنصيب المجالس الولائية و الجهوية سنة 2012 و وعود وزير الفلاحة بتشكيله في ديسمبر الماضي، و هو ما لم يتم حسب عشي الذي قال أن مهمة المجلس دراسة مشاكل ملف تربية الأبقار و إنتاج الحليب، و كذا اقتراح الحلول على الوزارة التي تتولى بدورها تبني المقترحات و اتخاذ التدابير اللازمة لحلحلة مشاكل الشعبة.
 كما ذكر محدثنا بأنه قد عقد سلسلة من الاجتماعات بين أعضاء المجالس الجهوية و الوزارة منذ شهر أوت الماضي، أين تمت مناقشة العديد من النقاط المتعلقة بمشاكل المربين و إنتاج الحليب، و التي توجت باتخاذ العديد من قرارات الدعم التي أقرتها الوزارة مؤخرا، منها إعطاء الأولوية للمربي في الاستفادة من مادة النخالة مباشرة من المطاحن و بأسعار مدعمة قدرت بـ1550 دج للقنطار، إضافة إلى الاتفاق على رفع سعر الحليب بـ2 دج في اللتر و رفع الدعم من 12 دج إلى 14 دج.
بالمقابل حددت قيمة الدعم بالنسبة لإنتاج الأعلاف الخضراء أو ما يعرف بـ»لونسيلاج» بـ1000 دج عن إنتاج كل متر مكعب، إلا أن المربي لا يزال، كما يضيف السيد عشي، يتخبط في مشاكل عديدة تتعلق بعدم توفر أماكن تربية الأبقار و عدم امتلاك غالبية المربين لقطع أرضية، مؤكدا أنه لا يجب ربط إنتاج الحليب بحلقة التغذية الحيوانية فقط، و إنما على الجهات المسؤولة مرافقة المربي بإنشاء هياكل استثمارية خاصة بتربية الأبقار، من خلال تسهيل الحصول على قروض بنكية، لمتابعة السلسلة الإنتاجية للبقرة.
رئيس الغرفة الفلاحية لولاية قسنطينة بلبجاوي محمود
مشاريع تشغيل الشباب أخرجت المهنة من المزرعة
يرى رئيس الغرفة الفلاحية لولاية قسنطينة بلبجاوي محمود، أن مشاريع دعم و تشغيل الشباب أخرجت مهنة تربية الأبقار من المزرعة، مؤكدا على ضرورة التركيز على مادة الألياف في التغذية الحيوانية، و التي مصدرها العشب الطبيعي الأفضل حسبه من الأعلاف المستوردة في إنتاج الحليب.
بلبجاوي قال أن دخول مؤسسات دعم و تشغيل الشباب مجال تربية الأبقار و إنتاج الحليب، أخرج المهنة من المزرعة ما أدى إلى انتعاش تجارة الأعلاف المستوردة، و هو ما وقفنا عليه ميدانيا من خلال تطرق العديد من المربين إلى مشكل الوسطاء، وكذا ممارسة المهنة من طرف أشخاص غرباء و غير مختصين في هذا المجال، موضحا أن غالبية المربين حاليا يعتمدون على التغذية المركزة المستوردة من الخارج و المنتجة عادة من مادتي الذرة و السوجا، مشيرا إلى أن هذه المواد و إن كانت منتجة نوعا ما لمادة الحليب إلا أنها قد تتسبب في حدوث اختلالات تتعلق أساسا بالاجترار، ما قد يؤدي إلى انعدام التوازن الصحي لدى البقرة، فضلا عن ارتفاع أسعارها في الأسواق بالنظر إلى عامل العرض و الطلب الخاص بنشاط المستوردين.
و أكد رئيس الغرفة الفلاحية في هذا الإطار على ضرورة الاعتماد على تغذية حيوانية طبيعية تحتوي على مادة الألياف المهمة جدا لإنتاج النوعية و الكمية الكافية من الحليب، مضيفا أن العشب سواء الأخضر أو المجفف كالخرطال مثلا الذي يتم جنيه قبل وصوله مرحلة الجفاف، هو المصدر الأساسي للألياف كأحسن تغذية طبيعية للأبقار المنتجة للحليب، و ذلك في إشارة منه إلى ضرورة توفر الأرض كشرط أساسي لتربية المواشي و إنتاج الحليب، و التي من شأنها ضمان استمرارية نشاط المربي كخزان لإنتاج الأعلاف و تجنب التبعية للمستوردين، حيث ذكّر بقرارات الدعم الأخيرة الرامية إلى تشجيع الفلاحين على زراعة الأعلاف لتوفير بدائل عن المواد المستوردة في السوق، و هو ما قد يخلق تنافسية في الأسعار مستقبلا تمكن المربي من اقتناء التغذية الحيوانية بأثمان معقولة لا تؤثر على مردود نشاطه، و قال أنه يجب أن يكون هناك تنسيق بين منتجي الأعلاف أو المزارعين و المربين لضمان استمرار مصدر التغذية الحيوانية، و بالتالي ضمان إنتاج جيد و كمية كافية لتغطية الطلب على مادة الحليب.
الأمين الولائي لاتحاد الفلاحين الجزائريين سليمان عوان بقسنطينة
سيطرة  مستوردين على التغذية الحيوانية أخلط أوراق المربين
أرجع الأمين الولائي لاتحاد الفلاحين الجزائريين سليمان عوان مشاكل شعبة منتجي الحليب، إلى سيطرة مستوردين خواص على التغذية الحيوانية دون الاهتمام بالإنتاج الوطني، مضيفا أن مشاكل الشعبة هي نفسها التي يتخبط فيها الفلاحون المنتجون للحبوب في بلادنا، حيث دعا إلى ضرورة تدخل الدولة من خلال التحكم في نشاط بيع الأعلاف عن طريق مراقبة نشاط «المونوبول».
و أوضح محدثنا أن المستوردين يعيدون تسويق كل أنواع التغذية الحيوانية بأسعار حرة يقومون بتحديدها وفقا لأرباحهم الشخصية، و دون مراعاة ظروف و تكاليف تربية هذا النوع من الثروة الحيوانية التي أثقلت كاهل المربي، خاصة و أن سعر الأعلاف المركزة مثلا يقدر بـ4000 دج للقنطار، و هو ما يعني أن تكلفة الأعلاف اليومية لمربي 20 بقرة مثلا تستهلك 2 قنطار في اليوم، تصل إلى 8000 دج، و ينتقد الأمين الولائي عدم تحكم الدولة في أسعار المادة الأولية و يرى أن نجاح الشعبة يرتكز على دعم أسعار الأعلاف من خلال مراقبة نشاط المستوردين.
و ذكر السيد عوان أن النقابة رفعت اقتراحات للوزارة خلال دورة المجلس الوطني لسنة 2015، تمحورت حول العديد من النقاط المهمة منها ضرورة استغلال مساحات الأراضي غير المزروعة في إنتاج الأعلاف، من خلال إدخال زراعة التغذية الحيوانية في الدورة الفلاحية، و هو الاقتراح الذي توج بإقرار الدعم مؤخرا من طرف الدولة على زراعة هذه المادة المهمة في تربية الأبقار و إنتاج الحليب.
إضافة لذلك اقتُرح خلق سوق نظامية للأعلاف مفتوحة لكل الأطراف من أجل خلق تنافسية و تخفيض الأسعار، و كذا اعتماد التقنيات الحديثة في زراعة الأعلاف مع مكننتها لتكثيف إنتاج المادة، إضافة لتشديد الرقابة على نشاط مستوردي المواد الأولية للتغذية الحيوانية من ناحية السعر و النوعية و غيرها، مع إقحام دواوين الحبوب في عملية استيراد المادة الأولية و تطوير زراعة بذور الأعلاف، إلى جانب إنجاز مشاتل لإنتاج الأبقار الحلوب التي تتلاءم مع المناخ المحلي، حيث خلص الأمين الولائي إلى أن شعبة تربية الأبقار و إنتاج الحليب مهددة بالزوال، في ظل الظروف التي يعاني منها المربي حاليا.
مدير المصالح الفلاحية لولاية قسنطينة ياسين غديري
أنتجنا 100 مليون لتر من الحليب في سنة  و على المربين قطع الطريق أمام الوسطاء
رمى مدير المصالح الفلاحية لولاية قسنطينة الكرة في ملعب المربين، و قال أنه على ممارسي هذه المهنة تنظيم أنفسهم في جمعيات أو تعاونيات من أجل النهوض بالشعبة من جهة، و قطع الطريق أمام الوسطاء و الدخلاء من جهة أخرى، مؤكدا أن نجاح النشاط مرهون بالدور الفعال للمربي مقابل المجهودات الجبارة التي قامت بها الدولة في هذه المجال، على حد قوله.
مدير القطاع ذكر أن عدد رؤوس الأبقار الحلوب على مستوى الولاية يقدر بـ 33 ألف و 890 بقرة حسب آخر الإحصائيات التي قامت بها مصالح المديرية، فيما يقدر عدد المربين بـ2906، حيث أنتجت قسنطينة أزيد من 100 مليون لتر من الحليب خلال سنة 2015، و تم تجميع ما يفوق 30 مليون لتر في حين تم تسويق الكميات المتبقية بمحلات بيع الحليب و مشتقاته، المقاهي و توجيه جزء منها إلى الولايات المجاورة خاصة بالنسبة للمناطق الواقعة على الحدود مع الولاية، و أكد المسؤول في هذا الإطار أن قرارات الدعم التي أقرتها وزارة الفلاحية مؤخرا جريئة نظرا لأهمية الشعبة، و ذلك بهدف الرفع من إنتاج الحليب الطازج و التقليل من فاتورة استيراد المسحوق المستعمل في إنتاج المادة، على حد قوله.
و أوضح مدير الفلاحة أن الدعم ارتكز على محاور أساسية ذكر منها تحديد أسعار مادة النخالة، منح الدعم المالي في ما يخص زراعة الأعلاف و كذا التكفل الصحي المجاني الخاص بكل عمليات تلقيح الأبقار لمكافحة داء الكلب و الحمى القلاعية، إضافة إلى اقتطاع عينات لإجراء التحاليل و هي كلها عمليات تتكفل بها المصالح الفلاحية كدعم للمربي، مضيفا أن هناك نظاما جديدا لتسديد مستحقات المربين و منتجي الحليب، سيشرع في العمل به ابتداء من الفاتح أفريل، حيث من المنتظر أن تتكفل المصالح الفلاحية بعملية تسديد المستحقات على مستوى المديرية مباشرة، فيما تتعامل الأخيرة مع المحولين فيما بعد، في إطار تسهيل إجراءات الحصول على المستحقات و التقليل من مدة انتظار الملفات الخاصة بها، كما أكد المسؤول أن نجاح الشعبة مرهون بالدور الفعال للمربي خاصة و أن الدولة قامت بمجهودات كبيرة في هذا المجال.

بنت قسنطينة العذراء» التي تحوّلت إلى منتزه للمغتربين: جــلال..بلديــة لا تزيد مداخيلهــا عن 50 مليونـــا

تقع بلدية جلال جنوب مقر ولاية خنشلة بنحو 75 كيلومترا على مشارف صحراء ولاية بسكرة مرورا بالطريق الوطني رقم 83، تتربع فوق قمة جبلية صخرية و تبلغ مساحتها الإجمالية 452 ألف كيلومتر مربع، تتميز بطابعها شبة الصحراوي الجاف إذ أكثر من ثلثي المساحة رملية قابلة للاستصلاح و الشطر المتبقي جبلي ذو طابع رعوي، ينحدر سكانها الذين يبلغ عددهم حوالي 5 آلاف نسمة من ثلاثة عروش هي بني عمران، لعشاش، وأولاد تيفورغ، تضم العديد من القرى و المشاتي تيزينت، تاممايت، ايث بلقاسم و الفيض الأبيض.
روبورتاج :خالد ضرباني * تصوير : الشريف قليب
بلدية جلال أو كما يحلو للسكان تسميتها «بالبنت العذراء لقسنطينة»، هجرها العديد من السكان نظرا للعزلة و التهميش الذي عانت منه القرية في مراحل سابقة، و تحولت مساكنهم المبنية بواسطة الحجارة إلى أطلال في ما يشبه الآثار القديمة، إضافة إلى اهتراء الطريق الوحيد المؤدي إليها، و الذي يتميز بمنعرجاته الضيقة التي تشكل خطرا على مستعملي الطريق خاصة أولئك الذين لا يعرفون المنطقة، كما تزخر المنطقة بمناظر طبيعية خلابة و آثار رومانية ترجع بحسب الكتابات و النقوش إلى عصور ما قبل التاريخ، و تشكل الأودية المحاطة بالجبال الصخرية صورا سياحية تستهوي الزوار من كل أنحاء الوطن، خاصة المغتربين الذين يفضلون قضاء عطلهم بالمنطقة المعروفة بنشاط تربية المواشي، و كذا اهتمام أهلها بالفلاحة كتوجه أساسي في هذه الجهة التي لا تتواجد بها مصانع أو مؤسسات، حيث يطالب أهل المنطقة من السلطات المحلية دعم سكان القرية المهتمين بخلق وحدات صناعية مصغرة في الحرف التقليدية كالغزل و الفخار و صناعة الزرابي و غيرها، فضلا عن المطالبة بتكثيف عمليات التشجير في جهة تتميز بجبالها الجرداء و بانعدام الاخضرار في الوسط العمراني.
و بالرغم من شح الموارد المالية على البلدية، فقد تمكنت الأخيرة بفضل المشاريع القطاعية و إعانات الولاية من قطع أشواط كبيرة بخصوص التنمية، و ذلك من خلال إنجاز قاعات العلاج و فتح فروع إدارية و شق المسالك الريفية، و استفادت أغلب العائلات من خدمة الغاز و الماء بنسبة تجاوزت 80 بالمائة، ناهيك عن توزيع استفادات البناء الريفي الغالب على الطابع العمراني لبلدية جلال، و الشروع في حملات غرس الأشجار حيث لاحظنا على طول جوانب الطريق بمدخل القرية، غرس ما يقارب 1100 شجيرة من نوع التوت في إطار عمليات تكثيف الغطاء النباتي شبه المنعدم، سوى بمحاذاة بعض السكنات التي تتواجد بجوارها بساتين الخضار و أشجار الفواكه، و كذا على ضفاف «واد العناصر» الذي يشق طريقه وسط الجبال.     
قريـــة عمرهـــا  3000 سنــة
موقع بلدية جلال ما بين جبال صخرية لم يمكننا من رؤية منظر القرية لدى اقترابنا من المنطقة العمرانية، إلا بعد وصولنا إلى المدخل الشمالي أين لفت انتباهنا وجود صخور من الحجم الكبير على الجانب الأيمن للطريق، مترامية بمنخفضات الجبال التي امتدت إلى غاية وسط القرية، و بعد المرور عبر منعرجات ضيقة أين صادفنا وجود بعض المحلات المتخصصة في بيع الشواء، حيث كانت لحوم الخرفان معلقة في مداخل هذه المطاعم الصغيرة، خاصة و أن المنطقة معروفة بتربية أجود أنواع سلالات «الكباش»، وسط ديكور شبه صحراوي جاف و مناظر طبيعية رائعة، قبل أن نصل إلى وسط البلدية المعروفة «بجلال القديمة» التي تتربع  فوق هضبة صخرية، بها العديد من البناءات القديمة المبنية بواسطة الحجارة و التي كانت مهدمة بعد مغادرة السكان لها، في حين تتواجد بمحاذاتها سكنات أغلبها ريفية تملكها العائلات التي تقطن حاليا بالمنطقة، تتميز ببساطة إنجازها في أماكن متفرقة و بنوافذها الصغيرة تقع العديد منها على ضفاف «واد العناصر» الجاف الذي يتوسط القرية، تتواجد على حوافه العديد من بساتين الخضراوات و الفواكه و أشجار النخيل التي زادت في منظر المدينة جمالا، خاصة و أن المنطقة تقع وسط بيئة صحراوية جافة تنعدم فيها الرطوبة و الغطاء النباتي، سوى بعض النباتات التي تنمو في الأوساط التي تعاني نقص الأمطار كالحلفة و الشيح و السدرة، و هي نباتات ذات قيمة غذائية جد مفيدة يعتمد عليها ملاك المواشي كمورد أساسي للأعلاف بمثل هذه المناطق.
و ما لا يعرفه الكثير من العامة عن المنطقة، أن بلدية جلال مصنفة ضمن التراث الوطني و ربما حتى العالمي، و ذلك نظرا لقدم و عراقة المنطقة التي يعود تأسيسها إلى أزيد من 3000 سنة حسب السلطات المحلية و العارفين بالمنطقة، كما يصطلح عليها القدماء بتسمية «البنت العذراء لقسنطينة»، و هو وصف لم نجد تفسيرا  لدى السكان عن خلفياته و سر العلاقة بين بلدية قرية تقع في بوابة الصحراء بولاية خنشلة و عاصمة الشرق قسنطينة عدا  تواجد جلال القديمة فوق هضبة صخرية منقسمة إلى نصفين، في صورة مكررة و تشبه إلى حد كبير مدينة الضخر العتيق قسنطينة، و هو ما قد يكون ربما الرابط الأساسي الموجود في التسمية بين المنطقتين، في حين تؤكد أسطورة المنطقة أن سبب اتخاذ السكان للهضبة الصخرية المرتفعة مكانا لبناء سكناتهم، يرجع إلى كون المنطقة كانت تتواجد بها عصابات قطاع الطرق عبر الطريق و الشعاب الواقعة أسفل المنطقة، ما اضطر العائلات آنذاك إلى الصعود نحو القمم المرتفعة تجنبا للمضايقات و الاعتداءات من طرف هذه الجماعات. كما تعتبر المنطقة مركزا   للزوايا و منارة للعلم و المعرفة، أنجبت العديد من العلماء و الإطارات الذين يتولى الكثير منهم مناصب هامة في الدولة،  و ساهمت عزلة المنطقة في جعل المعرفة و حفظ القرآن التوجه الأساسي لسكان المنطقة خاصة من فئة الشباب، و روي لنا أن بعض المسؤولين في الجيش الفرنسي إبان الاستعمار، كانوا يرسلون المتخاصمين و أصحاب قضايا النزاعات إلى شيوخ و أعيان المنطقة للإفتاء و حل الخلافات.
80 بالمائة من السكان يشتغلون في البناء
قبل دخولنا إلى وسط بلدية جلال، انعطفنا يمينا باتجاه طريق مرتفع ما بين جبل صخري و منحدرات على ارتفاع عشرات الأمتار فوق الطريق المؤدي إلى المدينة القديمة، توغلنا بعدها في المنطقة بحوالي 1 كيلومتر فقط مررنا بقرية «الفيض الأبيض» ثم وصلنا إلى تجمع سكني ريفي ثانوي يسمى «عين الصفاء»، يقع على بعد عشرات الأمتار من «واد العناصر» الذي غمرته الفيضانات في الأمسية التي غادرنا فيها المنطقة بعد أن كان جافا تماما خلال تواجدنا ذاك اليوم في بلدية جلال، يتوسط عين الصفاء و أحد الجبال الذي كان يقابلنا في الضفة الأخرى بينما كانت البساتين و الأشجار متربعة على طول مسار «الواد»، في ديكور امتزج بين الطبيعة الصحراوية و الصخور العملاقة يتوسطها شريط نباتي أخضر، بمحاذاة السكنات المبنية بواسطة الحجارة فيما كانت أخرى مهجورة و مهدمة، خاصة و أن الحجارة المستعملة في البناء من النوع الأحمر وكأن الأمر يتعلق بآثار قديمة.
تحدثنا مع قلة من السكان الذين التقينا بهم جالسين على حافة محل ربما الوحيد على مستوى قرية عين الصفاء، و كان أول انشغالاتهم هو مشكل البطالة خاصة و أن المنطقة ريفية صحراوية معزولة تنعدم بها مؤسسات و إدارات سوى بعض مكاتب و مراكز القطاع الخدماتي الضرورية، حيث يشتغل العديد من سكان المنطقة في مجال تربية المواشي في حين يقتصر النشاط الفلاحي في البساتين على الاكتفاء الذاتي فقط.
حيث علمنا من أهل المنطقة أن حوالي 80 بالمائة من العاملين يشتغلون في مجال البناء، و هي الحرفة الأولى المعروفة في المنطقة نظرا لتنامي مشاريع البناء الريفي و عدم توفر مناصب العمل، حيث يعتبر الوظيف العمومي الجهاز الوحيد للتوظيف حسب السلطات المحلية، في حين تراهن الأخيرة على مشروع استصلاح المحيطات في الجهة الجنوبية للبلدية، و الذي عين بشأنه مكتب دراسات من الجزائر العاصمة لتقسيم 800 هكتار من إجمالي أزيد من 75 ألف هكتار من الأراضي الصحراوية الجافة، و توزيعها على الشباب لخلق نشاط فلاحي و اقتصادي بهدف التقليل من حدة البطالة، بحيث يستفيد كل شاب من مساحة 10 هكتارات.
الاستصلاح هو الحل
تعتبر جلال ثاني أبعد بلدية عن عاصمة الولاية بـ70 كيلومترا إلى الجنوب، و هو الإشكال الذي يؤرق سكان المنطقة في تنقلاتهم اليومية سواء للعمل أو لقضاء حاجياتهم في ظل انعدام شبه تام لوسائل النقل بالمنطقة، وذلك بسبب رفض الناقلين النشاط على هذا الخط نظرا لانعدام كثافة سكانية كبيرة، و كذا لقلة الحركة من و إلى هذه الناحية التي تقع على مشارف الصحراء، حيث لم نلاحظ طيلة تواجدنا بالبلدية و تجولنا بكل المحاور و التجمعات السكنية لا حافلات نقل و لا سيارات أجرة، سوى بعض مركبات الفرود التي تعتبر الوسيلة الوحيدة للتنقل في القرية و ضواحيها. كما تتميز الجبال الصخرية للمنطقة بتواجد طبقات على حوافها في منظر طبيعي خلاب، فيما كانت حجارة ضخمة مترامية من حين لآخر على جوانب الطريق أسفل جرف الجبال، و كأن الأمر يتعلق بانهيارات صخرية حدثت في أوقات معينة، كما لاحظنا بعض المطاعم الواقعة بمنعرجات مدخل البلدية، مبنية تحت سفوح الجبال الصخرية في شكل شرفات كان العديد من المرتادين جالسين بها على كراسي في الهواء الطلق، تطل مباشرة على الطريق المؤدي إلى وسط جلال على بعد أقل من 1 كلم.
و تعد بلدية جلال من أفقر بلديات الولاية نظرا لانعدام موارد مالية أو مرافق ذات مداخيل، و هو ما يضطر مصالح البلدية للاعتماد في جميع النفقات تقريبا على إعانات الولاية، حيث تعتمد الخزينة في شق التمويل على موارد جد محدودة و ذات مردودية ضعيفة لا ترقى إلى مستوى النفقات و إنجاز المشاريع، حيث أكد رئيس البلدية في هذا الشأن أن الهوائيات التابعة لمتعاملي الهاتف النقال و كذا رخص البناء، هي الموارد الأساسية للخزينة، و قال أن المداخيل السنوية لا تتجاوز 50 مليون سنتيم في السنة، حيث يتم تسديد أجور الموظفين و النفقات الإجبارية المتعلقة بفواتير الغاز و الإنارة العمومية للمقرات التابعة للبدية، من نفقات الدولة التي تمنحها الولاية، و هو ما اضطر مصالح البلدية إلى التوجه نحو جرد كل الأملاك العمومية المنتجة للمداخيل، و ذلك من أجل خلق موارد مالية و تدعيم الميزانية.
مشاريع للتخلص من هاجس نقص المياه
منذ تنصيب المجلس الشعبي البلدي الحالي سنة 2007 و بفضل المشاريع القطاعية و إعانات الولاية، تم إنجاز أكثر من 100 مشروع أغلبها في مجالات تموين السكان بمياه الشرب و الغاز الطبيعي، حيث تم تموين كل السكنات الواقعة بوسط جلال و التجمع الثانوي فيض لبيض بهذه المادة منذ حوالي 5 سنوات، فيما توقفت أشغال ربط تجمعات عين الصفاء و الصمعة و حديدان التي انطلقت في 2014، من طرف المقاولة المكلفة بالمشروع على مستوى التجمعين الأولين، أين تم إنجاز القناة الرئيسية و لم يتبق سوى إيصال السكنات بالشبكة. و بخصوص المؤسسات التربوية فبلدية جلال تتوفر على ابتدائية و متوسطة و هو ما يكفي لاستيعاب أعداد كل المتمدرسين في هذين الطورين من أبناء المنطقة، في حين تراهن البلدية على استلام ثانوية تضم 800 مقعد بيداغوجي و 200 مقعد بالنسبة للداخلي، و التي لا تزال الأشغال جارية بها خلال الموسم الدراسي المقبل، لحل مشكل تنقل تلاميذ الثانوي إلى ششار على بعد حوالي 25 كلم لمزاولة دراستهم، بالرغم من ضمان البلدية للنقل المدرسي المجاني لهذه الفئة من المتمدرسين، كما تتوفر البلدية على مركز صحي مجهز بالعتاد الطبي اللازم، إضافة إلى مصلحة خاصة بأمراض النساء و التوليد و طاقم طبي كافي للتكفل بالانشغالات الصحية لمواطني القرية، حيث أوضح المير أن «جلال» لا تعاني أي نقص في ما يتعلق بالهياكل الصحية، و لاسيما فتح مصلحة للتوليد التي أنهت معاناة الحوامل من التنقل إلى ششار أو خنشلة بحثا عن سرير للولادة.
و يعتبر نقص المياه الهاجس الأكبر بالنسبة لبعض التجمعات السكنية المتبقية، و التي يعتمد سكانها في سقي البساتين المحاذية «لواد العناصر» على مياه الشرب التي تزود بها السكنات، إلا أن البلدية تراهن على القضاء على مشكل نقص التموين من خلال العديد من المشاريع المنجزة وأخرى منتظرة، حيث تم حفر بئر عميقة بمنطقة «عين الكنز» التابعة لبلدية ششار و إنجاز قنوات لتزويد جلال بمياه الشرب على مسافة حوالي 45 كيلومترا، و هي المنشأة التي تم تدشينها من طرف رئيس الجمهورية خلال احتفالية 5 جويلية 2008 و التي دخلت على إثرها حيز الخدمة، إلا أن رئيس البلدية اعترف أن مشكل نقص المياه لا يزال قائما بالرغم من إنجاز هذا المشروع، خاصة بعد انخفاض منسوب مياه هذه البئر من 12 لترا في الثانية إلى 4 لتر في الثانية، و القيام بعملية الضخ على ثلاث مراحل، و هو ما تسبب في حدوث تذبذبات في تموين المواطنين بالمياه بعد ثلاث سنوات من التوزيع العادي و نجاح المشروع، و بالرغم من حفر بئر ثانية و ربطها بأحد الخزانات بغلاف مالي قدر بحوالي 6 ملايير دينار، خاصة و أن المنطقة معروفة بجبالها الصخرية ما صعب من عملية مد القنوات ما بين الصخور، في حين ظل مشكل التموين مطروحا لدى السكان ما استدعى تسجيل مشروع إضافي في مخططات التنمية البلدية لسنة 2016، لجلب المياه من بئر ثالثة على مستوى قرية «بئر حديدان» بقوة ضخ تصل إلى 6 لترات في الثانية، و هو المشروع الذي تراهن البلدية على إنجازه خلال الصائفة المقبلة للقضاء نهائيا على أزمة نقص المياه بالتجمعات السكنية المعنية، فيما أكد رئيس البلدية أن القرى النائية تتواجد بها آبار سطحية بعمق لا يتجاوز 120 مترا، من شأنها تزويد أهالي هذه المناطق المتواجدة في المرتفعات المجاورة لبلدية جلال بهذه المادة الحيوية.    
سكان لا يؤمنون بلغة الاحتجاج رغم قساوة الظروف
يعرف المجلس الشعبي البلدي الحالي برئاسة ابن المنطقة «خميسي فرحاتي»، و المنتخب عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي، استقرارا منذ انتخاب الأخير على رأس البلدية سنة 2007، و ذلك بعد عهدتين تخللتها العديد من المشاريع خاصة في مجالي الغاز و مياه الشرب بصفتهما أكبر انشغالات المواطنين، و من النقائص التي شكلت تحديا بالنسبة للسلطات المحلية، حيث يذكر أن البلدية عرفت في فترات سابقة حالة من الانسداد و عدم التفاهم بين أعضاء المجلس طيلة 15 سنة كاملة، و هو ما أثر سلبا في سيرورة المشاريع التنموية و معالجة انشغالات المواطنين، إلى غاية انتخاب المير و تنصيب المجلس الحالي الذي تمكن في عهدتين من استدراك العديد من النقائص، أهمها الجانب الخدماتي و تحسين الأداء الإداري لصالح المواطن، حيث تعتبر جلال حاليا حسب رئيس البلدية من بين البلديات الرائدة في استخراج الوثائق و البطاقات الرسمية على مستوى الوطن و ليس على مستوى الولاية فقط، حيث تم استخراج أكثر من 50 جواز سفر بيومتري سلم منهم 26 جوازا، إضافة إلى استخراج 14 بطاقة تعريف خاصة بمجتازي شهادة البكالوريا، حيث طافت النصر بمكاتب استخراج الوثائق البيومترية و كذا الحالة المدنية، أين اطلعت على ظروف عمل الأعوان الذين تدعمت مكاتبهم بكل التجهيزات الإلكترونية الحديثة و غير الموجودة ربما بالعديد من البلديات و حتى دوائر أخرى على مستوى الوطن، حيث تمكنت مصالح الحالة المدنية من تحسين الأداء الخدماتي و هو ما يعكس أرقام ملفات الوثائق المنجزة و التي تم تسليمها لأصحابها، و هي أرقام تعتبر قياسية في بلدية جلال مقارنة بعدد السكان الذي لا يتجاوز 5 آلاف نسمة، و كذا بالنظر إلى عدد الطلبات المقدمة من طرف المواطنين المعنيين، في حين شرع في استخراج البطاقات الرمادية من البلدية منذ جانفي 2016، و هو ما خلص المواطنين من معاناة التنقل إلى الدائرة، و بلغ عدد شهادات الميلاد الأصلية «خ12» حوالي 2300 نسخة.
كما منحت مؤخرا استفادات لحوالي 100 مواطن من البناء الريفي من أصل 400 طلب مودع لدى مصالح البلدية، على أن يتم رفع عدد الاستفادات في المستقبل بالنظر إلى انعدام صيغ البناء الأخرى على غرار الاجتماعي أو التساهمي بهذه الجهة، و قد يرجع ذلك إلى انعدام الوعاء العقاري الخاص ببناء عمارات، خاصة و أن المنطقة صخرية و تتميز بكثرة المنخفضات و المرتفعات، ما يشكل عائقا تقنيا بخصوص إنجاز سكنات ذات طوابق، إضافة إلى الطابع الفلاحي لبلدية جلال حيث يتطلع سكانها إلى توسيع استثماراتهم سواء باستغلال المساحات الفلاحية المتاحة، أو تربية المواشي و النحل. 
و اعترف رئيس البلدية أن جلال هي البلدية الوحيدة التي لا يحتج فيها المواطنون، حيث تجدر الإشارة أنه لدى تجولنا في وسط القرية و خلال تحدثنا مع بعض السكان، لمسنا طيبة أهل المنطقة المعروفين بالضيافة و الكرم، كما سجلنا هدوء شبه تام طيلة تواجدنا بالبلدية بالنظر إلى قلة عدد السكان و نقص الحركة من و إلى جلال، و قال المير أن العهدة الانتخابية الثانية كانت بإلحاح شديد من سكان القرية، مضيفا أن عمله يرتكز في غالب الأحيان على العمل الميداني رفقة أعضاء المجلس، للاطلاع عن قرب على انشغالات السكان و معالجة الإشكالات بفعالية، حيث اعتبر النقائص التي يعاني منها المواطن في بلديته من انشغالاته الشخصية، و أكد أن السلطات المحلية تراهن على خدمة المواطن و حل كل النقائص خلال السنوات القليلة المقبلة. 
مرصد فلكي قريبا بقمة «علي الناس»
منطقة جلال معروفة بعلوها عن سطح البحر بمرتفعات تصل إلى أزيد من 2000 متر، تحيط بها العديد من الجبال التي تغطيها الحلفة و الشيح و نباتات أخرى لا تنمو إلا في بيئة شبه صحراوية جافة، و التي يعتمد عليها ملاك قطعان المواشي كمورد أساسي للرعي، كما يذكر أن الاستعمار الفرنسي و حسب سكان المنطقة، اتخذ من مرتفعات المنطقة آنذاك أماكن لمراقبة تحركات المجاهدين و تفادي الهجومات على الجيش الفرنسي، فيما كانت المروحيات العسكرية للمستعمر تحط بهذه المرتفعات لنقل أفراد الجيش و تموين الثكنات المتواجدة بالمنطقة ككل انطلاقا من هذه القواعد المرتفعة.
علو المنطقة جعلها تصنف كأحسن موقع لترصد حركة الكواكب و النجوم، حيث سجلت البلدية مشروعا قطاعيا لإنجاز مرصد فلكي بقمة «علي الناس»، على ارتفاع يصل إلى حوالي 2300 متر فوق سطح البحر، يشرف عليه مهندسون من اليابان و الشيلي و فرنسا و يعمل بواسطة الأقمار الصناعية، حيث تم إعداد البطاقة التقنية من طرف بلدية جلال لتعبيد الطريق المؤدي إلى موقع تنصيب الأجهزة الخاصة بالرصد على مسافة حوالي 36 كيلومترا، استفادت من خلاله البلدية من غلاف مالي إضافي يقدر بـ21 مليار سنتيم لاستكمال الأشغال، في حين تم تخصيص 50 مليار سنتيم لتهيئة الأرضية الخاصة بوضع الهوائيات بقمة «علي الناس».
المشروع تابع للمرصد الوطني لعلم الفلك، من شأنه دعم وسائل تبادل المعلومات بين الأخير و المراصد المتواجدة عبر العالم في مجال مراقبة تحركات النجوم و الكواكب، كما يعتبر مكسبا للبلدية نظرا للأهمية العلمية للإنجاز، و الذي سيحول جلال إلى منطقة يتوافد عليها الطلاب من كل أنحاء الوطن خاصة الشرقية منها، و ذلك لإعداد البحوث و إجراء دورات تكوينية و غيرها.



شاحنـة تتسبـب في اختنـاق مروري لساعــات بشـارع الصومـام

أدى سقوط حاوية من إحدى الشاحنات صباح أمس، على مستوى شارع الصومام مقابل حي كوحيل لخضر بمدينة قسنطينة، إلى اختناق مروري كبير امتد طيلة الفترة الصباحية و شمل عدة محاور أساسية.
و حسب ما أكده شهود عيان فإن حاوية كبيرة لجمع النفايات كانت مثبتة على مقطورة إحدى شاحنات الوزن الثقيل، علقت بمعبر فوقي للراجلين على مستوى حي كوحيل لخضر، ما أدى إلى تضرر طفيف للمعبر و كذا سقوط الحاوية على الطريق في جزئه الرابط بالجهة الشرقية من المدينة، ما تسبب في إغلاق شبه كلي لهذا المعبر و أثّر على السيولة المرورية بشكل كبير جدا، حيث امتدت طوابير السيارات ليصل الاختناق في وقت وجيز إلى مدخل حي بوالصوف، خاصة أن الحادثة وقعت حوالي الساعة الثامنة و النصف صباحا، أين تكثر الحركة. و قد أثارت الحادثة استياء كبيرا لدى السائقين و المواطنين، حيث تساءل البعض عن كيفية السماح بمرور الشاحنة بالرغم من أن الارتفاع القانوني محدد و معروف، كما تحدث البعض عن تأخر رفع الحاوية من الطريق، حيث استغرق ذلك قرابة الساعتين، فيما أكد سائقون بأنهم استغرقوا ساعة من الوقت من أجل قطع مسافة 3 كيلومترات.
ع.م

طلبـة يغلقـون مدخـل الحافـلات بجامعــة الإخـوة منتــوري

قام، زوال أمس، طلبة بجامعة الإخوة منتوري بقسنطينة، بغلق مدخل الحافلات الواقع بالجهة العلوية، احتجاجا على “الاختلال” المسجل على خط تلاغمة، فيما أكد محتجون وقوع بعض المناوشات مع السائقين. و تحدث أعضاء من الفرع النقابي للاتحاد العام الطلابي الحر بالجامعة، عن وقوع بعض المناوشات بين المحتجين و سائقي الحافلات، بعد قيامهم بغلق المدخل الخاص بحافلات النقل الجامعي على مستوى الجهة العليا، لتتم تهدئة الأوضاع بعد تدخل مراقبي الحافلات و ممثلين عن الطلبة، قبل وصول مصالح الأمن، حيث أشار محدثونا إلى أن الطلبة قرروا الاحتجاج بسبب ما وصفوه “الاختلال المسجل على مستوى خط الجامعة- تلاغمة”، كما أعادوا فتح المدخل بعد مدة قصيرة، في حين أضاف بيان صادر عن الاتحاد الطلابي الحر، الذي تبنى مطالب المحتجين، بأن الحادثة وقعت حوالي الساعة الواحدة والنصف زوالا.
وأضاف البيان الذي تسلمت “النصر” نسخة منه، بأن الاتحاد الطلابي الحر قام بمراسلة مدير الخدمات الجامعية وسط عدة مرات بشأن الوضعية “السيئة” للخط المذكور، إلا أنه “يقدم لهم وعودا دون تطبيقها” حسب الوثيقة، التي أضافت بأن “الكثير من الخطوط التابعة لمديرية الخدمات الجامعية- وسط تشهد مشاكل مماثلة”، حيث طالب محررو البيان السلطات المعنية بالتدخل “لوضع حد لمعاناة زملائهم”. و قد تعذر علينا الاتصال بمديرية الخدمات الجامعية- وسط للحصول عن مزيد من التوضحيات حول الموضوع، بالرغم من محاولتنا لأكثر
من مرة.                                   سامي.ح

بلدية قسنطينـة تدرس مراجعــة أسعـار دور الحضانـة

تعتزم بلدية قسنطينة تقديم مقترح جديد للولاية يخص طريقة تسيير دور الحضانة تزامنا مع نهاية عملية ترميم تخضع لها، وذلك لتفادي تكبد ميزانية المجلس مصاريف إضافية.و استنادا لما أكده نائب رئيس بلدية قسنطينة المكلف بالشؤون الاجتماعية، فإن دور الحضانة تكبد خزينة البلدية خسائر مالية كبيرة مقارنة مع الميزانية المخصصة لها، حيث كانت هذه المرافق تقدم فيما مضى، خدماتها مقابل مبالغ مالية رمزية يستفيد منها أشخاص ميسورو الدخل على حساب الفئات الهشة، ما جعل خزينة البلدية تتحمّل هذه المصاريف، في حين لم يتمكن عمالها من محدودي الدخل من تسجيل أبنائهم في هذه الدور، و هو ما اعتبره بالأمر غير المقبول. و أوضح ذات المتحدث أنه و من أجل تجاوز هذه المشاكل، و تجنيب ميزانية البلدية للمصاريف الإضافية، فإنه من المنتظر أن يتم تقديم اقتراح للولاية من أجل إعادة النظر في طريقة تسيير دور الحضانة، فور الانتهاء من إجراء دراسة جدوى حول طريقة عمل هذه المرافق مستقبلا، ليضيف أنه من بين الاختيارات المطروحة منح تسيير دور الحضانة للخواص عن طريق عقود امتياز، أو تحويلها إلى مؤسسات اقتصادية تموّل ذاتيا، و في حال عدم قبول هذين المقترحين، فإنه من المرجح الإبقاء على نفس طريقة التسيير، مع رفع ثمن الخدمة إلى حوالي 5 آلاف دينار شهريا للطفل الواحد. كما كشف ذات المتحدث أن مصالحه خصصت مبلغ 3 ملايير سنتيم من أجل إعادة ترميم دارين للحضانة، و يتعلق الأمر بمؤسسة مسيكة بن زيدة بحي فيلالي، و فاطمة راشي بسيدي مبروك، حيث أكد أن الأشغال أعادت الاعتبار للكتامة، التدفئة، الأرضية إلى جانب تجديد التوصيلات الكهربائية، على أن تنتهي في غضون الأشهر الثلاثة القادمة، لتكون جاهزة لاستقبال الأطفال مع الدخول الاجتماعي القادم.                      
عبد الله.ب
Constantine - Ali Mendjeli: Un mort et un blessé dans une collision
par A. E. A.
Un grave accident de la circulation est survenu, avant-hier, en début de soirée, dans la localité de Guettar El Aich, dans la commune d'El Khroub, causant la mort d'un jeune homme et des blessures à un autre, apprend-on auprès de la Protection civile. Selon le chargé de communication de ce corps, une violente collision entre une motocyclette et une voiture de marque Peugeot 206, s'est produite, lundi, aux environs de 20h20, sur la RN79, dans la localité de Guettar El Aich, entraînant le décès d'un jeune homme et des blessures à un autre. La victime décédée, qui n'était autre que le conducteur de la motocyclette, identifié par les initiales HB, était âgée de 28 ans. Après l'établissement du constat de décès par le médecin légiste, le corps de la victime a été évacué à la morgue de l'hôpital ‘Abdelkader Bencherif', de la nouvelle ville de Ali Mendjeli.

Le blessé, HA, âgé de 23 ans, qui souffrait de graves fractures à la jambe droite, a reçu les premiers secours sur place et transporté au même établissement hospitalier, de la nouvelle ville de Ali Mendjeli. Les éléments de la brigade de Gendarmerie, compétente territorialement, ont diligenté une enquête, à l'effet de déterminer les circonstances exactes de cet accident tragique.


Constantine - Travaux d'aménagement de la cité «El Gammas»: Des retards qui provoquent la colère des habitants
par A. M.
Pointée du doigt par la population de la cité ‘El Gammas', la société pluridisciplinaire de travaux, SOPT, fait encore parler d'elle, dans cette agglomération populeuse. Les riverains lui reprochent, en effet, une extrême lenteur dans les travaux d'aménagement qui lui ont été confiés par la direction de l'Urbanisme. « A part l'éclairage public qu'elle a mené à bon escient et qu'elle vient d'accomplir à 80 % environ, les autres travaux de revêtement des trottoirs, de réalisation des regards et avaloirs n'avancent pas du tout. Et pour le revêtement des trottoirs, n'en parlons pas : tout juste si elle a réalisé une quinzaine de mètres, durant cinq mois ! » », nous ont confié hier, indignés, des citoyens de la cité des ‘800 logements'.

Le président de l'association de cette cité, M. Boukhelia Smain, en l'occurrence, n'a pas hésité à reprocher à cette entreprise, outre sa lenteur, son manque de présence sur le terrain. « Tout le monde peut attester que cette entreprise ne travaille pas », nous a-t-il déclaré, hier, en indiquant que « les citoyens de la cité constatent, chaque jour, que les quelques ouvriers qui ont été affectés au chantier des trottoirs se contentent de faire acte de présence, sur le chantier. Ils viennent à 9h, tout en restant les bras croisés, en sirotant des cafés, et ils repartent à 13h, sans avoir rien fait. C'est franchement désolant et tous les riverains sont en train de dénoncer cet état de faits qui les pénalise en premiers», a déclaré notre interlocuteur.

Contacté hier, le directeur de la SOPT, M. Bensalhia, s'est abstenu de répondre à notre question concernant ce chantier, se contentant de nous orienter, vers la daïra, en nous conseillant de contacter M. Braia, le secrétaire général, ou bien, dit-il, de voir avec le maître d'œuvre du chantier, la direction de l'Urbanisme de la wilaya. C'est ce que nous avons fait. Malheureusement, M. Braia nous a répondu carrément qu'il n'était pas au courant de ce problème. Pour ce qui concerne le directeur de l'Urbanisme, M. Aribi, qui vient tout juste d'être désigné à ce poste, nous ne l'avons pas trouvé à son bureau, hier matin, parce qu'il était sorti sur le terrain. Toutefois, et de la discussion que nous avons pu avoir avec des cadres de la direction de l'Urbanisme, il ressort qu'il y a un malaise entre cette direction et l'entreprise communale SOPT, malaise qui résulterait d'un problème de paiement de situations de travaux. « Il est logique que nous ne pouvons régler des travaux, sans avoir vérifié si ces derniers ont été menés, selon les normes réglementaires », nous a confié en effet, un cadre de la direction qui n'a pas voulu révéler son nom. Un autre, estimant que les plaintes des habitants de ce quartier d''El-Gamas' sont tout à fait justifiées, nous révéla que sa direction, non plus, n'est pas satisfaite des travaux menés par la SOPT, dans ce quartier. Et tout le monde a fini par dire qu'il faut laisser un peu de temps, au nouveau directeur de l'Urbanisme pour lui permettre de prendre en charge ce dossier afin de le régler, dans l'intérêt des habitants concernés. Quant aux informations répandues par les habitants d'‘El-Gamas' et faisant savoir que la direction de l'Urbanisme a adressé des mises en demeure, à la SOPT, à propos de ce chantier, personne, dans cette direction, n'a pu les confirmer formellement.

Constantine - Recrutement des enseignants: 24 484 candidats inscrits au concours du 30 avril
par A. El Abci
Pas moins de 24.484 candidats se sont inscrits pour le concours de recrutement d'enseignants, du samedi 30 avril, dont nombreux contractuels. 902 postes sont offerts pour la wilaya, répartis entre le primaire (608), le moyen (189) et le secondaire (105). C'est ce qu'a indiqué, hier, le secrétaire général de la direction de l'Education de la wilaya de Constantine, Azzedine Baaziz, qui a souligné, que les noms des contractuels « retardataires », ont été envoyés, à Alger et inscrits à l'Office national des examens et concours (ONEC) et ce, sur instruction de la tutelle. Et d'ajouter, que le nombre de candidats, pour ce concours de 2016, est sensiblement plus élevé et dépasse de près de 30%, celui de l'année dernière qui était d'environ 16.000 concurrents. Et ce responsable de poursuivre que la direction de l'Education a désigné 61 centres dans la wilaya, pour le déroulement des épreuves, ainsi que 2.667 encadreurs dont 61 présidents de centres, 61 vice-présidents et 4.434 membres du secrétariat. Et de signaler que le concours sera soumis aux mêmes modalités, prévalant pour l'examen du baccalauréat, à savoir : anonymat des copies, centre de correction de celles-ci, obligatoirement hors wilaya, etc. Toujours selon notre interlocuteur, une cellule de contrôle et de suivi a été installée à la direction de l'Education et présidée par le premier responsable du secteur, assisté du secrétaire général et composée des chefs de services de ladite administration. Et de faire savoir, que les membres de cette cellule assureront une permanence H/24, des centres d'examen et ce, à partir de vendredi prochain.


Constantine - Salah Derradji: Perturbation dans la distribution d'eau potable
par A. Mallem
La localité de Salah Derradji, dépendant de la commune d'El-Khroub, souffre depuis quelques années, à cette même période printanière, de perturbations dans la distribution de l'eau potable. Hier, des citoyens de la cité évolutive des ‘750 logements' de la localité nous ont contactés pour se plaindre et nous décrire leurs difficultés quotidiennes, à cause de cet inconvénient. « Chaque année, à l'approche de l'été, disent-ils, nous sommes confrontés à ce phénomène qui apparaît chez plusieurs locataires de la cité ». Ces derniers constatent amèrement que le liquide précieux ne coule plus dans leurs robinets. Pourquoi ? On ne le sait pas. Et à la commune d'El-Khroub que nous avons jointe, à plusieurs reprises, les services concernés n'ont pu nous fournir la moindre réponse. Les habitants de la cité, en question, qui sont touchés par les perturbations ajoutent que, malgré cet inconvénient, ils reçoivent toujours les factures de consommation, délivrées par la Seaco et établies au forfait. « Il y a même des locataires qui n'habitent pas, encore, les appartements dont ils ont bénéficié, mais auxquels la Seaco délivre des factures et demande le paiement de la consommation d'eau. Et quand d'aventure quelqu'un émet des réclamations, ont-ils indiqué, les agents de cette société lui conseillent de payer, sans rechigner, au risque d'être poursuivi en justice ».

Interrogé, hier, à propos de cette question, le directeur de la cellule de communication de la direction générale de la Seaco, M. Tarek Boughedda, a déclaré que cette localité de Salah Derradji, et celle de Ouled Rahmoune, restent toujours alimentées à l'eau potable, à partir de la source de Oued-Boumerzoug d'El-Gourzi. « Or, a expliqué le directeur de la communication de la Seaco, la conduite qui alimente ces deux localités, date de 1958, de l'époque de la guerre de Libération nationale, a-t-il indiqué. E l'inconvénient, ajoute notre interlocuteur, est que cette conduite traverse des terres privées dont les propriétaires ne manquent jamais de nous poser des difficultés quant à la réparation des fuites qui se produisent. Et c'est le cas, aujourd'hui, où nous avons détecté plusieurs fuites sur la conduite incriminée. C'est pour cela, a dit encore M. Boughedda, que les réservoirs de Salah Derradji ne peuvent pas se remplir et qu'il y a une perturbation dans la distribution ». Toutefois, le représentant de la Seaco a promis que le problème sera réglé dans moins d'une semaine et que l'alimentation régulière de cette région pourra être rétablie, aussitôt les réparations terminées.



Bouira: Une grève d'étudiants se transforme en bataille rangée
par F. H.
Ce qui n'était qu'une grève des étudiants des départements des sciences économiques et des langues et cultures à l'université Akli Mohand Oulhadj de Bouira a pris malheureusement des proportions inquiétantes. Le mouvement de protestation a dégénéré en une bataille rangée entre étudiants et agents de sécurité. Les responsables de cette université semblent dépassés pour avoir laissé les choses leur échapper de la sorte. Certains ont affirmé qu'un étudiant a été blessé et évacué aux urgences de l'hôpital Mohamed-Boudiaf de la ville. Mais, l'information n'a pas été confirmée de source officielle. Par contre, la porte d'un département a été défoncée. Tout a commencé avant-hier quand des étudiants ont entamé une grève ouverte afin de demander des sanctions contre un agent de sécurité qui aurait passé à tabac un étudiant lors des festivités du printemps berbère. Le collectif des étudiants libres a dénoncé dans un communiqué « la violence exercée par de pseudo-agents de sécurité à l'université qui, au lieu d'assurer leur noble tâche afin de garantir une sécurité digne de l'espace universitaire, font dans l'incitation à la violence ». « Nous dénonçons l'agression dont ont été victimes 2 étudiants à l'intérieur d'un amphithéâtre en pleine conférence ». Les étudiants grévistes ont interpellé vivement le recteur de l'université pour qu'il « mette fin à ces dérives qui sont annonciatrices de grandes tensions et de traduire rapidement devant un conseil de discipline le ou les responsables d'agressions ou de comportements contraire à l'éthique ».


Marche des lycéens et collégiens à Adrar: La contestation des dates d'examen s'amplifie
par Bentouba Saïd
La tension était toujours vive        hier à Adrar, deuxième jour du mouvement de protestation des élèves contre la programmation des compositions du troisième trimestre durant la première semaine de juin. Au moment où des collégiens se joignent à la contestation, l'un d'entre eux a été heurté par un véhicule. Gravement blessé, il a été évacué en urgence à l'hôpital par un particulier. En colère, d'autres collégiens se sont mis à lancer des pierres dans tous les sens. Conséquence, des élèves ont été blessés. Les services de l'ordre ont eu toutes les peines du monde pour maîtriser la situation vu le nombre des élèves qui étaient en dans la rue. Plus de 10.000 élèves, lycéens et collégiens, ont marché hier à Adrar. Du jamais vu dans cette ville. Hier en début d'après-midi, la situation était toujours tendue et l'association des parents d'élèves a dénoncé le silence des autorités, tout en rejetant l'entière responsabilité de la détérioration de la situation au ministère de l'Education nationale. L'accès au siège de la wilaya a été fermé le matin suite au sit-in des élèves. Dès 09h, ils se sont rassemblés portant des banderoles disant « non aux examens en juin ». Le mouvement de protestation des lycéens s'est rapidement propagé. Les élèves ont boycotté les cours de la matinée en réponse à l'appel à la mobilisation lancé sur facebook suite à l'échec du dialogue avec le directeur de l'éducation. Le siège de cette direction a été fermé hier. Les élèves refusent catégoriquement la proposition du directeur de l'éducation concernant la programmation des examens en matinée seulement à partir du 05 juin. Les collégiens, à leur tour ont rejoint la contestation dans la matinée, donnant ainsi plus d'ampleur au mouvement. Conséquence : la circulation était bloquée au centre-ville. Un renfort de police a été dépêché devant la wilaya. Les protestataires ont exigé de rencontrer le wali. Leur revendication ? Que la date des compositions de fin d'année soit avancée au début de mai, où le mercure est déjà à plus de 45°C. Les élèves accusent la ministre de l'Education nationale directement de « négligence envers les élèves du sud », indiquent leurs représentants rencontrés près du siège de la wilaya. De leur côté, des députés et des sénateurs d'Adrar soutiennent la revendication des protestataires en soulignant que la gestion d'un pays aussi vaste que l'Algérie exige la décentralisation des décisions. La différence de température entre le nord et l'extrême sud est à plus de 30°C dans la journée, soutiennent-ils. De leur coté, les parents d'élèves accusent la ministre de l'Education de mettre en danger la santé de leurs enfants. « La ministre doit assumer toute la responsabilité de la situation actuelle ». Enfin, notons que certains élèves présents à la marche sous un soleil de plomb ont eu des malaises et ont été évacués à l'hôpital.

ليست هناك تعليقات: