الثلاثاء، أبريل 12

الاخبار العاجلة لاحتجاج سكان قسنطينة امام كاميرا زاير نيوز في وسط مدينة قسنطينة على تظاهرة قسنطينة والصحافية العاصمية تكتشف ان تظاهرة قسنطينة منتوج جزائري لابناء العاصمة فقط وشر البلية مايبكي


اخر خبر
الاخبار  العاجلة لاحتجاج  سكان قسنطينة   امام كاميرا  زاير نيوز  في وسط مدينة قسنطينة على تظاهرة قسنطينة والصحافية  العاصمية تكتشف ان تظاهرة قسنطينة منتوج  جزائري لابناء العاصمة فقط وشر البلية مايبكي
اخر خبر
الاخبار  العاجلة لاكتشاف  مستمعي  حصة بين الثانويات  الاداعية فضائح  تربوية وعلمية خطيرة في المدرسة الجزائرية والقناة الاولي ثبث مسرحيات واغاني فرنسية من انتاج طالبات  الحرية بقسنطينة والاسباب مجهولة
اخر خبر
الاخبار  العاجلة لاكتشاف الصحافية سهام سياح احتجاج  الدكتور  الجامعي على تظاهرة قسنطينة بعد اكتشافه جهالة بن الشيخ الحسين ومحاضرات الفنادق الجنسية يدكر ان  الحصة الاداعية كشفت الفشل الرسميلتظاهرة قسنطينة الثقافية والاسباب مجهولة



لطيفة داريب

بسبب طبيعة الترميم وتعقيد الإجراءات:

لم يسلم أي معلم مرمم

ابتسمت قسنطينة حينما بلغ مسامعها أنها سترمَّم بمناسبة تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، ولكنها لم تعتقد أنها ستجد نفسها وسط دوامة كبيرة من الإجراءات الإدارية العسيرة وتسوية قانونية بطيئة لمكاتب الدراسات، وأمور أخرى لم تجد لها تفسيرا، أو أنها تخشى أن تكشف عنها. ونحن على مشارف اختتام هذه التظاهرة لم يسلم أي معلم مرمم، وتوقفت أغلب المشاريع. ويرى بعض المهندسين المعماريين المحليين أن ما يحدث في مدينتهم يشكل خطرا على سلامة بناياتها العتيقة، علاوة على قلق قاطنيها، خاصة التجار منهم من بطء العملية التي أثرت عليهم. ووجد المصلون أنفسهم بالخصوص خلال الشهر الفضيل، يقيمون صلاة التراويح في الساحات بعد إغلاق 19 مسجدا وزاوية بوسط المدينة؛ فهل ستحقق عملية الترميم مرامها ولو في وقت بعيد؟.. "المساء" اقتربت من بعض المختصين الذين هم على علاقة بعملية الترميم ورصدت آراءهم.

نهى كوري: لم نسلّم أي معلم مرمَّم

كشفت السيدة نهى كوري، ممثلة الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، لـ "المساء"، عن عدم تسليم أي معلم خضع للترميم إلى غاية اللحظة؛ بسبب العديد من العراقيل التي واجهت فرق العمل، مضيفة أنه تم برمجة 74 مشروعا خلال تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية" قابلة للترميم واختيار 32 مكتب دراسات، من بينها عشرة مكاتب جزائرية محضة ممن كسبت التجربة في هذا الميدان، و13 مكتبا بشراكة جزائرية أجنبية (فرنسي، إسباني، إيطالي وتونسي)، إضافة إلى تنصيب 34 ورشة في المناطق التي تسمح بذلك.
وعدّدت نهى الصعوبات التي تواجه فرق العمل، والبداية بالعراقيل الإدارية؛ حيث تم وبموافقة الوزير الأول، اعتماد صيغة التراضي عوض المناقصة؛ أي أن عملية الترميم تنطلق، ثم تسوَّى الوضعية القانونية للفاعلين. وأضافت أن مشكل التسوية القانونية لم يحل إلا في ديسمبر 2015؛ مما نتج عنه تأخر كبير حتى في الدراسات، حيث إن بعض المكاتب لم تقدم الدراسة لعدم امتلاكها العقد، وبالتالي لم تتلق حقوقها المادية، لتشير إلى أن مشكل التسوية القانونية كان أكثر صعوبة تجاه المكاتب الأجنبية، مما تسبب في توقف العديد من المشاريع، علاوة على اللبس الذي يحيط القانون الخاص بالترميم، وكل هذه الأمور عرقلت عملية الترميم لأكثر من سنة كاملة.
وأشارت المتحدثة إلى أن عدم تسوية الوضعية القانونية للمكاتب نتيجة الاعتماد على صيغة التراضي، أخّر الترميم؛ لأن بداية هذه العملية تنطلق من مكتب الدراسات، الذي يوجه القائمين على الورشات، إلا أن الأمور بدأت تدخل في سياقها العادي والقانوني، بداية من نهاية السنة الماضية.
كما تطرقت نهى للمشاكل الأخرى التي تعرقل عملية الترميم، وأهمها عدم الوصول إلى تفاهم مع الخواص من أصحاب البنايات التي ستخضع للترميم، حيث كان من اللازم الوصول إلى اتفاق مع مالكي السكنات أو المحلات الحرفية والتجارية الخواص، مشيرة إلى أهمية الوصول إلى اتفاق حول إعادة إسكان القاطنين في الأحياء المرممة، وتعويض مالكي المحلات، وهذه الأمور - حسب المتحدثة - لم تجد فرجا إلى حد اللحظة.
أما عن المباني والمعالم التراثية المهددة بالزوال، فأوضحت نهى وجود معالم كان لا بد من تأمينها؛ نظرا لحالتها المزرية والتي تشكل خطرا حتى على المشرفين على ترميمها، مثل زاوية بوعبد الله شريف، التي تعاني من تشققات رهيبة. كما تطرقت المتحدثة لطبيعة مدينة قسنطينة الواقعة على صخر؛ مما يسبب عراقيل أكثر بالنسبة للترميم، حتى إن مكتبا للدراسات أُجبر على إنشاء تيليفيريك في السويقة السفلى لنقل الردوم من منطقة إلى أخرى. كما أكدت المتحدثة صعوبة مهمة الترميم، حيث إن بعض المباني تهدمت نهائيا وردمت.
وطمأنت المتحدثة المتعاملين الذين لم تسوَّ وضعيتهم القانونية بعد، بتدارك الوضع، وبالتالي دفع مستحقاتهم، لتؤكد أن الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، يرافق صاحب مشروع الترميم، المتمثل في ولاية قسنطينة ونائب المشروع مديرية الثقافة بقسنطينة، ويقدم لهما الاستشارة التقنية، ويعاين الورشات التي تعمل في هذا المجال.
كما قدّمت نهى بعض الأرقام المتعلقة بعملية ترميم معالم قسنطينة، فقالت إن الدراسات حول هذه العملية بلغت نسبة 60 بالمائة. أما على مستوى الورشات الـ 34 فقد تم تجاوز المرحلة الأولى منها، في حين بلغ عدد المكاتب القسنطينية 15 من بين 23 مكتبا مشاركا في هذه العملية، وهناك بعض المعالم التي تجاوزت نسبة ترميمها 40 بالمائة.
أما عن المساجد المرممة فقالت نهى إن 8 مساجد من ضمن 12 التي تقع في وسط المدينة، تخضع للترميم، مضيفة أنها لا تعتقد بتسليم أي منها قبل رمضان المقبل، لتشير إلى أنه تم اختيار 18 من الأصناف التي تخضع للترميم، ومن بينها: المساجد، الزوايا، الحمّامات، الفنادق الشعبية، الساحات، السويقة السفلى، القصبة، العمارات، المساكن والدروب. كما سيتم ترميم ثلاثة مواقع خارج المدينة، وهي: تيديس، مقبرة سيجي محمد الغراب وفضاء ماسينيسا، حيث يتم تسييجها، علاوة على الاهتمام مستقبلا بمساجد السويقة وغيرها من المعالم.

نور الدين خلفي: قسنطينة تهدَّم بدل أن ترمَّم!

دق المهندس المعماري نور الدين خلفي وأول رئيس لعمادة المهندسين المعماريين بقسنطينة، ناقوس الخطر؛ حيث أكد تعرّض قسنطينة لعملية هدم، وهي التي تُعد من بين أقدم المدن في العالم (أكثر من ثلاثة آلاف سنة). كما اعتبر أن إطلاق عدة عمليات للترميم دفعة واحدة، خطأ كبير، خاصة أن الأمور تجري بدون تحضير مسبق، ليضيف أن الأمر معقّد أكثر بالنسبة للخواص. وأضاف المتحدث: "كل شيء تم إغلاقه، ولا يمكن تخصيص أموال باهظة لترميم معالم خاصة بدون رضا أصحابها. كما لا أتفهم ترميم حمّام خاص؛ إذ لا يمكن إغلاق الفضاءات الخاصة من دون تحديد تاريخ لإعادة فتحها!". وتحسّر على كل معلم تعرّض للتعرية، ثم ترك جانبا لعدم تسوية الوضعية القانونية للمشرفين على عملية الترميم، ليقول: "من الخطير جدا تعرية مبنى قديم، ومن ثم تركه عرضة للأمطار والرطوبة، وأقدم مثالا عن مسجد الشريف الذي تعرّض للهدم. أما زاوية سيدي عبد الرحمن فقد تمت تعرية سقفها وتركها على هذه الحال"، ليضيف أن مكتب دراسات نزع شرفة من بناية، ثم توقف عن الترميم؛ لأنه لم تسوَّ وضعيته القانونية.
كما عاد للحديث عن صفقة التراضي التي تمت بين الجزائر ومكاتب الدراسات الجزائرية والأجنبية، متأسفا عن العمل بدون وصل طلبية يحدد مهام المكتب وكذا فترة إنجاز العمل، وهو ما لم يتم فيما يخص ترميم قسنطينة، ليؤكد أن أعمال الترميم التي توقفت لن تُستأنف مجددا، مشيرا إلى أنه رفقة أعضاء جمعيته من المهندسين المعماريين بقسنطينة، راسلوا السلطات المختصة، حتى إن خمسة من المحامين تأسسوا بالمجان للدفاع عن المدينة، لكن "لا حياة لمن تنادي!".
وكشف المتحدث عن عدة أمور، معلنا تحمّل مسؤوليته الكاملة في ذلك، فقال إنه تم في بعض الأحياء القديمة، نزع شبكة الأمطار؛ مما يشكل خطرا كبيرا على البنايات القديمة التي تحتوي على طابق تحت الأرض، وبالتالي في حال تساقط الأمطار ستتجه إلى جوف البنايات؛ مما سيؤدي إلى انهيارها، مؤكدا أن قسنطينة ستعرف انهيار عدة بنايات في حال تساقط غزير للأمطار حتى إن أحد أسوار ثانوية "رضا حوحو" تحرَّك من مكانه.
وفي هذا السياق، أكد خلفي أن إعادة واجهات البنايات التي تعود إلى فترة الاستعمار، لم تتم بشكل جدي؛ حيث لم يتم إصلاح التشققات، بل تم دهنها وإخفاء عيوبها. بالمقابل، تحسّر لعدم استشارة المهندسين المعماريين المحليين في هذه العملية، معتبرا أنه رفض الشراكة مع مكتب إسباني؛ لأن هذا الأخير رفض طلبه في رئاسة الفريق العامل في ترميم معالم قسنطينة، ليضيف أن المهندس المعماري الأجنبي يلزمه الحصول على اعتماد من بلده ومن الجزائر؛ كي يعمل في بلدنا، إلا أن كل المهندسين المعماريين الأجانب الذين يعملون في مجال ترميم قسنطينة غير معتمَدين لا في بلدهم ولا في الجزائر.
كما توقف خلفي عند هدم سلالم قسنطينة المصنوعة من الحجر الأزرق الموجود نظيره في روما العتيقة، وتعويضه بحجر هش، ليضيف أن شركة "أكيدوس" الإسبانية المعروفة تابعت العملية لكنها لم تتدخل، ليؤكد فشل تظاهرة قسنطينة حتى إنه لم يتم إلا تسليم قاعة "أحمد باي"، التي قال إنها شُيّدت في أرضية غير مناسبة؛ حيث تقع بين المطار والطريق السريع؛ أي في طريق به ارتفاقات.
وأعاب خلفي عدم ترميم أي قاعة للسينما؛ فكلها مغلقة ومعرَّضة للانهيار، كما انتقل إلى محاولة تحويل عدة منشآت إلى متاحف، مثل مبنى الولاية القديم والمدرسة وسوق الفلاح التي حُطمت سلالمها وتُركت على هذه الحال. كما أضاف أن ترميم الفنادق وعلى رأسها "سيرتا"، يتم بدون رخصة هدم وتقرير المراقبة التقنية، ليختتم حديثه بأهمية مراقبة الدولة لمثل هذه المشاريع الكبيرة، ومعاقبة من يخالف القانون، وأن عمليات الترميم التي توقفت لن تعود، خاصة أننا نعيش في زمن صعب.

لمياء جرادي: لو تم الاستعانة بالمعماريين القسنطينيين لما وصلنا إلى هذا الوصال

قالت لمياء جرادي رئيسة عمادة المهندسين المعماريين القسنطينيين لـ "المساء"، إنه لو تم الاستعانة بالمهندسين المعماريين المحليين حينما اختيرت قسنطينة عاصمة للثقافة العربية سنة 2013، لما تعرضت عملية الترميم لكل هذه العراقيل، فمدينة الجسور المعلقة لوحدها تضم أكثر من أربعة آلاف مكتب دراسات. أما عملية الترميم، في حد ذاتها، فقالت إنها تشبه العملية الجراحية في تعقّدها ودقتها، وهي على خلاف إعادة تهيئة واجهات البنايات القديمة، التي تمت بدون مشكل يُذكر.
ونوّهت المتحدثة بالتغيرات الحاصلة في واجهة الأهرامات وغيرها التي غيرت نوعا ما من واجهة المدينة، إلا أنه لم يتم تسليم أي مبنى مرمم إلى حد اللحظة. كما تطرقت لأهمية ترميم كل المعالم الأثرية بدون ربطها بمناسبة معيّنة، "فلو رُممت قسنطينة منذ زمن لوجدت معالمها في أحسن أبهة بمناسبة هذه التظاهرة"، تضيف المتحدثة.
وتطرقت لمياء لاستياء المواطنين القسنطينيين من الأشغال الجارية بفعل الترميم خاصة التجار منهم، لتضيف: "لا يمكن إغلاق محل لمدة طويلة بدون تعويض صاحبه". كما "لا يمكن البدء في عملية ترميم مسكن يقطن به صاحبه في وقت مبكر من اليوم".

http://www.el-massa.com/dz/media/k2/items/cache/73f4784e0de0af6c47f242c1771263ec_XL.jpg


د. مالك

محمد زتيلي، رئيس دائرة المسرح بالنيابة:

ما أنجز من هياكل ومنشآت كان أهم من البرنامج الثقافي

كشف محمد زتيلي رئيس دائرة المسرح بالنيابة في التظاهرة في تصريح خص به "المساء" أنّ البرنامج الثقافي والفني ومختلف البرامج المماثلة تمت بطريقة مستعجلة تحضيرا وتنفيذا. وتغلبت عليها السلوكيات البيروقراطية والنفعية وهيمنت عليها مجموعات لا علاقة لها بالثقافة بمختلف مجالاتها، الأمر الذي أفقدها العمق والفعالية. فلم تستقطب جمهورا يليق بحجم المصاريف الضخمة التي أنفقت لأجلها والتي كانت معظمها تتم بمنطق تبرير الصرف لا غير. ومن يرجع إلى الصور والأرشيف البرامجي والمحاسبي يدرك حقيقة ما جرى باسم الفن والفكر والتاريخ والملتقيات والتكريمات وهلم جرا.
في هذا الجانب قال زتيلي "تمنيت لو أن منطق تنفيذ المشاريع في مجال التجهيز قد نفذ في مجال النشاطات الثقافية والفنية وغيرها، بمعنى أنّ إنهاء كثير من المشاريع المسجّلة في مجال البنايات والتهيئة والترميم والتجديد والتجهيز قد سطّر وسجل وانطلقت الأشغال بها رغم أنّ الانتهاء والتسليم يأخذ مجراه ووقته إلى ما بعد الانتهاء من التظاهرة بسنة أو سنوات بالنسبة للتي لم تسلم، حتى لا تنجز المشاريع بصورة استعجالية تتسبب في سوء التنفيذ والوقوع في الأخطاء".
وقال المتحدث أنّ أهمية قسنطينة 2015 لا تكمن أبدا في البرنامج الثقافي والفني بقدر ما تكمن في الهياكل والمنجزات القاعدية التي اكتملت، فمكّنت البرنامج من الانطلاق في وقته، والتي هي في طريق الإنجاز والتي أخرجت قسنطينة من وضع مأساوي كانت عليه لسنوات طويلة. حيث فتحت أمامها إمكانية التطلع لمستقبل أفضل. فتجديد المسرح الجهوي بصورة لم يعرفها منذ الاستقلال قد أعطاه فرصة العمل لنصف قرن قادم بطريقة مريحة. كما أن تجديد دار الثقافة "مالك حداد" قد أخرجها من حالة فوضوية مشوّهة إلى وضع مشرف يمكّنها من العمل بمرافق كاملة بناية وتجهيزا. ونفس الأمور يقال عن قصر الثقافة "محمد العيد خليفة".
أما بالنسبة للمسرح وهي الدائرة التي يشرف عليها بالنيابة، أفاد المتحدث أنّها قد فرضت انضباطا ونظاما لسير أشغال تجديده، وكذلك في تطبيق البرنامج بدقة وصرامة وجدوى، بمساعدة إطارات المسرح وعماله ووعيهم وتجندهم، ولولاهم ما نجحت دائرة المسرح في تنفيذ البرنامج المسطر. فوقوف العمال بتخصّصاتهم وتجنّدهم هو الذي مكّن من تقديم قرابة مائة وستين عرضا سواء تلك التي أسند إنتاجها إلى المسارح الوطنية أو التعاونيات والجمعيات، وكذا الأيام المخصّصة للمونولوغ، وأيام مسرح الطفل، وأيام مسرح العرائس، فضلا عن ورشتي  العرائس والمسرح والصحافة، وكذا ندوة "المسرح لدى أحمد رضا حوحو"، وقريبا ندوة "المسرح والجمهور"، وقال أنّ هذا الجهد قد أبرزته التغطية الإعلامية، مبديا ارتياحه لتطبيق البرنامج بدقة وتنظيم محكمين.


ما أنجز من هياكل ومنشآت كان أهم من البرنامج الثقافي


لطيفة داريب - ن. جاوت

ياسر عرفات قانة، مدير دائرة الكتاب والأدب:

خُصص 90 مليار سنتيم للدائرة

أوضح ياسر عرفات قانة مدير دائرة الكتاب، أن دائرته بدأت العمل في نوفمبر 2013، حيث طلب من الناشرين اقتراح النصوص المرشحة للطبع، وهو ما كان؛ إذ تم اقتراح 7000 نص مرت على لجنة انتقاء تضم 19 عضوا، 12 منهم من قسنطينة، من بينهم وغليسي، بوخلخال، يخلف، خمري، ڤشي وكذا إدريس بوذيبة، فوغالي وجميلة زنير. وأضاف قانة أن التوجيهات الأولى كانت للعمل وفق ما تم اعتماده في التظاهرات الثقافية الكبرى السابقة؛ أي طبع ألف عنوان وعنوان. وبعد عام (ديسمبر 2015) تم وضع محضر نهائي بقبول 1200 عنوان، لكن طُلب من الدائرة تقليص العدد إلى 500 عنوان بسبب الميزانية الكبيرة، وتم الاتفاق على توزيع العدد الأول على قسمين، قسم يصدر ضمن التظاهرة، وقسم في إطار صندوق دعم الإبداع، لكن مع ظهور مستجدات أخرى تم التقليص إلى 586 عنوانا.
وواصل قانة سرد مختلف مراحل تجسيد برنامج الدائرة، حيث أوضح أنه على ضوء الميزانية المرصودة قرر مجددا تقسيم الـ 586 عنوانا إلى جزأين، جزء في إطار التظاهرة، وجزء آخر ضمن الصندوق، مشيرا إلى أنه نشر حوالي 200 عنوان، والباقي سيصدر قبل الصيف المقبل، حيث سيتم خلال الأيام القليلة القادمة، التعاقد مع الناشرين في إطار صندوق دعم الإبداع لمواصلة العملية، متوقفا عند الجهد الكبير الذي تتطلبه عملية النشر وكذا المتابعة اليومية. ولم يُخف قانة المشاكل والعراقيل التي تحول دون السير الحسن للعملية، حيث أوضح أن الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة هو المرافق المالي لدائرة الكتاب والآداب؛ شأنه شأن دائرة السينما، عكس الدوائر الفنية الأخرى، وهذا التدبير عطّل من العمل على مستوى الدائرة، حيث سجل تأخرا في دفع مستحقات عدد من الناشرين وكذا المشاركين في البرنامج الأدبي المرافق للتظاهرة. وفي هذا السياق، تحدّث قانة عن تنظيم 20 نشاطا أدبيا، حيث حضر قرابة 40 شاعرا عربيا "ليالي سيرتا"، وقاموا بجولات في ربوع الوطن، إلى جانب الندوات التي استضافها قصر الثقافة "محمد العيد آل خليفة"، ومعرضين للكتاب بوسط المدينة، وعدد من الملتقيات حول الراحلين رضا حوحو والطاهر وطار إلى جانب أيام سيرتا الأدبية. وعن ميزانية الدائرة حدّدها قانة بـ 90 مليار سنتيم، منها 10 ملايير سنتيم مخصصة للبرنامج الأدبي المرافق.

مريم بوعبد الله من دائرة المعارض: حققنا 14 معرضا 

قالت السيدة مريم بوعبد الله، مساعدة السيد محمد جحيش رئيسة دائرة المعارض بتظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015"، إنه تم مؤخرا تنظيم معرضين في سكيكدة، الأول حول الصور، والثاني متعلق بالفن التشكيلي لفناني الشرق الجزائري الذين ينحدرون من 17 ولاية. وأضافت أنه سيتم تقديم عدة معارض في اختتام التظاهرة، من بينها معرض بعنوان: "قسنطينة عبر الفنون"، مشيرة إلى عدم إمكانية تنظيم معرضين، الأول حول الشخصيات الكبيرة لقسنطينة، والثاني حول التراث الأندلسي؛ لعدم جاهزية الفضاء بالنسبة للأول (مدرسة)، وضيق الوقت بالنسبة للثاني، لتضيف أن دائرة المعارض استطاعت تجسيد 14 معرضا من ضمن 16 التي كان من المقرر تنظيمها خلال هذه الفعاليات.

شادية خلف الله (مسؤولة عن المتحف الوطني للفنون والتعابير الثقافية): حدث مهم

قالت السيدة خلف الله لـ"المساء" إنّها كمسؤولة عن المتحف الوطني للفنون والتعابير الثقافية (قصر الباي) وكمختصة في الآثار، ترى أنّ تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015"، حدث مهم، حيث تم برمجة أنشطة ثقافية وعلمية كثيرة، علاوة على إقبال منقطع النظير من طرف الجمهور من مختلف الولايات وحتى الأجانب. وكشفت أنها شاركت كمؤسسة، في تنظيم المعارض خلال هذه التظاهرة، علاوة على استفادة قصر الباي من عمليتين للترميم، من بينهما عملية ترميم الرسومات التي انطلقت الأشغال بها في مارس 2013.
دليلة مالك - ل. داريب - ن. ج

الدوائر الفنية لمحافظة التظاهرة

إجماع على تجسيد البرنامج

مر العام، وجاء وقت التقييم والوقوف عند ما تَحقق من إنجازات وتَجسد من البرنامج. وفي هذا الموضوع، حاولت "المساء" استعراض ما أنجزته كل دائرة فنية، ومعرفة مدى إقبال الجمهور على مختلف الفعاليات، سواء تعلق الأمر بالسينما، الفن الرابع، التراث غير المادي، الكتاب وكذا المعارض، كما سألت مدير الثقافة بالولاية عن رأيه بالتظاهرة وما قدمته لمدينة الجسور المعلقة.

سمير مفتاح: التظاهرة قدّمت الكثير للمدينة

أوضح سمير مفتاح أنّ هذه التظاهرة قدّمت الكثير للمدينة بداية من العدد الهائل للمنشآت الثقافية الجديدة أو حتى المرممة، إضافة إلى العدد الهائل من المؤسسات الفندقية؛ عمومية كانت أو خاصة، وهذا ما يمكّن المدينة من أن تكون واجهة للسياحة الداخلية والخارجية، إضافة إلى الديناميكية التي خلقتها كلّ تلك النشاطات على مدار سنة كاملة، والاحتكاك بين المثقفين والفنانين؛ مما قد يصنع جسورا للعمل المشترك بين أبناء الوطن الواحد مستقبلا وفي شتى الميادين. وأشار إلى أنّ الإعلام الذي له جهات أخرى تشرف عليه، وهي دائرة الإعلام، يبدو أنّ العمل كان شاقا وصعبا عليهم.

عمار كساب، ناشط ثقافي: ميّزها تهميش مبدعي قسنطينة

من جانبه، أوضح عمار كساب أنّ تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية" انتهت تقريبا، لتكون بذلك آخر تظاهرة كبرى تنظَّم في الجزائر بعد سلسلة من التظاهرات التي استعملتها وزارة الثقافة لضخ أموال ضخمة في القطاع، بغرض تطبيق سياسة الهيمنة المطلقة على القطاع الثقافي، مضيفا أنّها آخر تظاهرة بعد انخفاض أموال الريع ولجوء الحكومة إلى سياسة التقشف.
وقال إنّ تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية كلّفت خزينة الدولة ما لا يقل على 185 مليون دولار. ومن أهم ما ميّز التظاهرة تهميش المبدعين من أبناء المدينة العتيقة، حيث أحسوا أنّهم غرباء في مدينتهم، فقام العديد منهم بمقاطعة التظاهرة؛ احتجاجا على الطريقة التي عوملوا بها، معتبرا أنّه مرة أخرى لن يكون هناك أيّ تقرير دقيق من طرف المشرفين على التظاهرة، لمعرفة وقعها الاقتصادي والاجتماعي على المدينة. عمار كساب أشار إلى أنّ هذه التظاهرة التي تُعتبر "أغلى" تظاهرة منذ استقلال البلاد، لم يكن لها أي وقع اقتصادي ولا اجتماعي بما أن القطيعة بين سكان المدينة والتظاهرة كانت كبيرة. وتميّزت عشرات التظاهرات الثقافية بعدم حضور الجمهور، فكانت القاعات فارغة، قدّم فيها الفنانون أعمالهم أمام كَراسيّ فارغة.

صلاح الدين ميلاط: قسنطينة لا يضاف لها

أكّد المسرحي صلاح الدين ميلاط أنّ قسنطينة لا يضاف لها، بل هي التي تضيف، وقال: "قسنطينة أضافت للوطن ما كان يجهله الكثيرون، فمن تكون سيرتا وثقافة نوميديا و2500 سنة من الحضارة؟"، وهو ما جسّدته أعمال مسرحية عن ماسينيسا ويوغرطا وغيرهما. وأشار ميلاط إلى أنّ الجانب المسرحي في تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، كان ناجحا. أما باقي البرنامج فلا علم له به.

المخرج علي عيساوي: أخرجت حفل الافتتاح وكفى

قال عيساوي لـ "المساء" إنه منذ تنظيم حفل افتتاح تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، لم تعد لديه أي علاقة مع هذه التظاهرة؛ لهذا لا يمكنه في الوقت الحالي تقييمها. كما إنه لم يُدع لكي يشرف على حفل الاختتام. بالمقابل، انصب اهتمام عيساوي على إخراج فيلمه الجديد "البوغي" الذي سيعرضه اليوم، ليكون آخر فيلم يُعرض في إطار هذه التظاهرة بقاعة الزينيت، مضيفا أن هذا الفيلم يحكي قصة حب بين نجمة وساعد، وكذا مقاومة قسنطينة للمستعمر، في حين تشارك في هذا الفيلم عدة أسماء حديثة في عهد الفن التاسع، وأخرى ممن تملك الخبرة، ومن بينها: سارة لعلام، عبد الباسط خليفة، حسان بن زراري، جمال دكار، علاوة زرماني، عنتر هلال ومطرب المالوف عباس ريغي، الذي يشارك لأول مرة في فيلم سينمائي، وسيعلب دور ساعد. بالمقابل، كتب سيناريو الفيلم سعيد بولمرقة.

هشام بوسهلة (مسرحي): تشبه الألعاب النارية؛ انتهى مفعولها بنهاية شعلتها

قال المخرج المسرحي هشام بوسهلة إنّ الحديث عن التظاهرة كنشاط جميلٌ وقريب من الجمهور. في افتتاحه كان يشبه الألعاب النارية؛ إذ انتهى مفعوله بنهاية شعلته، أما المدينة العريقة فقد استفادت من هياكل وجماليات قد لا تصلها لولا هذا الحدث. وتابع متسائلا أن المواطن أو الجمهور المستهدَف في هذه التظاهرة؛ من هو؟ وكيف تصله النشاطات؟ وهل استفادت الجاليات العربية الموجودة بقسنطينة والجزائر عموما من أنشطة دولها المشاركة؟ وهل طلبة الجامعات واكبوا سنة التظاهرة؟ وهل تلاميذ المدارس والثانويات استمتعوا وتعلّموا وقرأوا كتبا وشعرا وشاهدوا عروضا؟ وهل تجار المدينة باعوا تذكارا؟ وهل أهل الحرف وجدوا متنفسا لهم؟ وهل الوطن العربي ممثلا بفرقه وسفاراته، أضافوا للتظاهرة؟ وأشار إلى أنّ قسنطينة مكمّلة لتلمسان، وقد سبقتها الجزائر العاصمة. ومن يضع الإحصائيات ويقدّم التقارير هو الوحيد الذي قد يجيب عما قدّمته قسنطينة وما أخذته. وختم تصريحه: ".. أما أنا فأقول قدّمت قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لي، جمهورا، ذات سهرة، شاهد عرض "مايا".

حليمة علي خوجة، رئيسة دائرة التراث غير المادي والفنون الحية: عملنا   بـ30 مليار سنتيم

بلغت ميزانية دائرة التراث غير المادي والفنون الحية 300 مليون دينار، أي 30 مليار سنتيم، وبهذا المبلغ تحقّق الكثير. 180ألف قرص سيتم إصداره، بالإضافة إلى طبع عدة كتب حول المعارض التي أقامتها الدائرة، وقالت حليمة علي خوجة رئيسة الدائرة "أنا أسعد المسؤولين" ذلك أنّ إقبال الجمهور أكثر من رائع وينفى الادعاءات التي مفادها أنّ المجتمع الجزائري والقسنطيني بالخصوص بعيد كلّ البعد عن الحدث الثقافي.
وأوضحت أنّ الميزانية المخصّصة لهذه الدائرة ضئيلة ولا يمكن أن تموّل المعرض الأوّل، ولكنّها وفّقت في أن تكون الاستثناء وتنظّم ثلاثة معارض جيدة، واسترسلت في تصريح خصّت به "المساء" أنّه لو كانت الإمكانيات أوفر لتم طبع كتب أكثر وتسجيل التراث بحجم أكبر، لأنه ما زال الكثير للقيام به، ودعت وزارة الثقافة إلى مواصلة العمل التي انطلقت فيه هذه الدائرة، وضربت مثال تسجيل 60 زجل في 20 قرص وهو ما يعادل 10 بالمائة من المجموع الموجود في هذا النوع الفني.  وتابعت تقول أنّ الدائرة اجتهدت في إعداد ثلاثة معارض، الأوّل هو المعرض الدولي للموسيقى العربية من الأصوات إلى النوبة. حيث تمّ تحديد المفاهيم الخاصة بالموسيقى العربية وكيف دخلت إلى الجزائر وتمركزت في قسنطينة، وكيف نشأت المدارس الثلاثة للنوبة الجزائرية، وتمّ من خلال هذا المعرض التعريف بالمسار التاريخي عبر عدد من المحاضرات القوية قدمها عدد من الأساتذة والمختصين قدموا من عدة بلدان، وتم تكريم عدد من الفنانين وإقامة سهرات فنية في هذا النوع.
والمعرض الثاني "قسنطينة مهد التصوّف الإسلامي والسماع الروحي"، فمدينة الصخر العتيق لا تتميّز فقط بالمالوف بل أيضا بموسيقى أخرى وهي التقليدية الشعبية والوصفان والبنوتات والفقيرات وقد تم تسجيلهم، وتمّ اختيار هذا الموضوع – حسب المتحدّثة- لأنّ كلّ القسنطينيين والجزائريين لديهم ارتباط قوي بالدين الإسلامي الحنيف والسنة النبوية الشريفة والخلق المحمدية والقرآنية المتجذرة في نفوس كل الجزائريين سواء الممارسين أو غير الممارسين فإننا ننتمي إليها، وسجّل 20 قرصا للزاوية الرحمانية، و20 قرصا للزاوية العيساوية، وهذا حفاظا على التراث القسنطيني الروحي، أما المعرض الثالث "تقاليد العائلات القسنطينية والحرف القديمة"  وهو أساسي ذلك أنه سيذكر محاسن العائلات القسنطينية المتشبعة بالموروث الثقافي على غرار الأخلاق الاجتماعية والعائلية والدينية، وكذا الرونق الذي يميز العائلة القسنطينية، وهي مميزات تراعي العنصر الديني والاجتماعي والاقتصادي، وتهتم بالجانب الجمالي كذلك.
وأضافت أنه لضيق الوقت وقلة المال تم تسطير أولويات، تنظيم المعارض وثانيا تسجيل التراث الموسيقي 180قرص من الكلاسيكي والتقليدي والسماع الصوفي  وترميم بعض القطع الموسيقية لمشايخ قسنطينة موجودة عند العائلات، وقدّمت الزاوية الرحمانية 10 مخطوطات والوثائق وتم تحويلها لكتب هي مطبوعة، منها 10 كتب في الطريقة الرحمانية وكتابين في الطريقة العيساوية وهناك أيضا كتاب حول النوبة سيصدر خصيصا بمناسبة تنظيم المعرض الأول "الموسيقى العربية من الأصوات إلى النوبة". وكتاب آخر يتناول موضوع المعرض الثاني وهو موجود كذلك وسيتم طباعته لاحقا، أما الكتب الأخرى الخاصة بالمعرض الأخير سيكون أشبه بموسوعة مصغرة حول عادات العائلات القسنطينية والحرف القديمة.

مراد شويحي، رئيس دائرة السينما: إنجاز 90 بالمائة من الأفلام  والبقية قبل نهاية السنة

أكّد مراد شويحي رئيس دائرة السينما بتظاهرة قسنطينة في تقييم أدائه، أنّ كلّ الأفلام تقريبا تمّ انجازها بنسبة 90 بالمائة، ورغم الصعوبات والعراقيل حيث أمضى المنتجون عقودهم في وقت متأخر، ورغم قرار الوصاية ترشيد النفقات والتقشف، إلاّ أنّ أغلبية المشاريع بدأت ومعظمها أنجز منها فيلم "وسط الدار" الذي تمّ عرضه في فيفري الماضي، كما عرضت مؤخرا أفلام وثائقية في قسنطينة. وقال في تصريح لـ"المساء" أنّه لحدّ الآن هناك ثلاثة أفلام طويلة وخمس أفلام وثائقية وفيلم قصير استكمل انجازها، وسيتم عرضها قبل نهاية السنة، ويوجد فيلم "الحناشية والعشيق" في مرحلة التصوير، كذلك سيتم إعطاء إشارة انطلاق تصوير فيلم "ابن باديس" وآخر عن "أحمد باي".
وإلى جانب العروض، نظمت دائرة السينما ملتقى حول السينما والإنتاج السينمائي بالجزائر يومي 5و6 مارس المنصرم بقسنطينة، وحضره عدد من المخرجين والمنتجين الجزائريين والأجانب، وعلى هامش الملتقى  نظّمت ورشات تكوينية لقيت استحسان الجمهور وإقبالا منه. حتى وإن اختتمت التظاهرة يوم 19 أفريل، لكن المشاريع التي لم تكتمل ستتواصل والدعم المالي موجود ولما يتم الانتهاء من كل المشاريع سينظم بانوراما أو أيام حول الأفلام المنجزة بمناسبة التظاهرة، وعددها 15 فيلما، وقبل نهاية السنة سيتم الانتهاء من كلّ المشاريع، إذ سيتم إعطاء إشارة انطلاق تصوير "ابن باديس" يوم 16 أفريل.

إجماع على تجسيد البرنامج
ن. ج

التظاهرة بعيون المثقفين:

اختلاف في التقيم، وقساوة بعض الأحكام

تباينت آراء المثقفين حول ما قد أضافت تظاهرة عاصمة الثقافة العربية للمدينة خصوصا، وللجزائر عموما، ففيما ثمّن البعض المبدأ تساءل آخرون عن جدوى تنظيم احتفالية بحجم عاصمة الثقافة العربية، ببرنامج عادي لا يرقى للمأمول، وما أضافته هذه التظاهرة لقسنطينة والجزائر وللمشهد الثقافي عموما. كما اتهم فريق آخر القائمين على التظاهرة بعدم إلمامهم بأبجديات العمل المحترف. "المساء" خاضت في الموضوع مع عدد من المثقفين.

الدكتور فيصل الأحمر: الإنسان: العاصمة الوحيدة لكلّ ثقافة

أثار الدكتور فيصل الأحمر كثرة التعليقات حول تظاهرة "قسنطينة عاصمة للثقافة"، وأوضح أنّ الغالب هو توجيه انتقادات معيّنة لقطاع معيَّن أو حتى لأشخاص ممن لهم صلة بالموضوع. والحقيقة أن ما يمكن توجيهه من انتقادات يصب أصلا في المسألة الثقافية عموما، لمشاكل التخطيط الثقافي والإشكاليات المجتمعية التي تنتج فردا جزائريا، يبدو – بدون قصد منه – معاديا للأمر الثقافي، هكذا... لوجه الله...". وأضاف أنّ التظاهرة الثقافية التي تأتي بين حين وآخر كأنّها ضيف ثقيل، لا يمكن تأصيلها، تبقى غريبة مهما اجتهدنا؛ لأنّ جوهر الثقافي هو ما نتبناه بالقلب من خلال اختيار واع وفعل متكرّر يتحوّل إلى عرف أو عادة.. وليس هذا الجوهر مرتبطا بما يأتي من السماء فيسقط على الرأس، أو ما تأتي به القرارات الرسمية وتفرضه على الناس على أمل تبنّيه واحتضانه. وقال: "يبقى أنّ الثقافة تمتلك بعدا بيداغوجيا تربويا، وهي من هذا المنطلق، تخضع لقوّة الاقتراح ولضرورة استحداث برامج وإلزام الناس بها".
لقد جاءت التظاهرة ـ حسب محدّثنا ـ بكثير من الاحتكاك الجميل بين شرائح كثيرة. وقال: "شاركت شخصيا في بعضها كجمهور، وفي البعض الآخر كمحاضر أو شاعر. وأشهد على جوّ شعري حميمي مرت سنوات طويلة لم تعرفه قسنطينة، ولا يمكننا مهما كان هامشنا النقدي والانتقادي أيضا، أن نلغي الدور الإيجابي لهذا النوع من التظاهرات". وأشار الدكتور الأحمر إلى نقطة رآها من أهم ما حدث في قسنطينة وما يحدث في مثيلات هذه التظاهرات؛ والمقصود هو السماح للشباب الواردين حديثا على ميدان الثقافة وحتى الأطفال الصغار الذين لم يحالفهم الحظ فيما سلف، بأن يحضروا أو يروا أو يحتكوا بهذه الأجواء.. من هذا المنطلق ننتهي إلى الوظيفة الأساسية لهذه التظاهرات الثقافية، والتي هي خلق إمكانية للاحتكاك بين شرائح وأطياف يفترض أنّها متباعدة، وأنّ العقبات الطبيعية المعتادة تقف في وجهها.. بدون أن ننسى حصيلة المدن المستفيدة من التظاهرات من البنية والمنشآت القاعدية. وختم كلماته بملاحظة صميمية، مفادها أنّ التكوين الثقافي مهمة الجميع، وأنّ التظاهرات الرسمية ليست سوى خطوة واحدة في مسيرة الألف ميل.

الإعلامي والأديب رابح ظريف: من الصعب الحكم من الآن

من جهته، اعتبر الإعلامي والأديب رابح ظريف، أنّ من الصعب الحكم من الآن على أثر هذا الحدث الثقافي الهام على قسنطينة والجزائر عموما، لكن يمكنُ أن نرصدَ آثار "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية" على مدينة تلمسان مثلا، حتّى نتوقّع ما يمكنُ أن يقدّمه حدث كالذي نتحدّث عنه؛ سواء على قسنطينة أو الجزائر. وأشار إلى أنّ الأمر لا يتعلّق بالجانب الثقافي فقط، إنّما بالجانب الاقتصادي والحضاري والاجتماعي على مدينة شهدت تطوّرا كبيرا قبيل افتتاح الحدث بقليل، وإن كانت بعض المشاريع لم تنجَر بعد فإنّه من الصعب الحكم حاليا على الحدث من كلّ نواحيه. وقال: "علينا أن نتريّث قليلا وننتظر استكمال كلّ المشاريع، ننتظر أيضا اختتام الفعالية وعودة قسنطينة إلى يومياتها السابقة، حتى نكتشف أثر عاصمة الثقافة العربية".
وأوضح أنّه تمّ تسطير برنامج ثريّ جدا، للأسف تزامن مع هبوط حاد لأسعار البترول؛ ما استدعى فرض سياسة التقشف، لكن القائمين على الحدث آثروا سياسة ترشيد النفقات وإعادة ضبط البرنامج بما يتواءم والوضع الاقتصادي العام؛ ما ساهم في استمرار البرنامج الثقافي بشكل عادي، وهو ما يُحسب لوزارة الثقافة ومحافظة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، فالأنشطة لم تتوقّف عن قسنطينة أبدا منذ انطلاق الحدث إلى غاية أيام قليلة قبيل اختتامه، مضيفا: "لكنني أؤكد أنّ منجزا ثقافيا كبيرا تحقّق لمدينة قسنطينة وللجزائر بصفة عامة من خلال هذا الحدث، في مجالات السينما، الأدب، الكتاب، المرافق، الترميمات وغيرها من المنجزات التي لمسناها في الواقع".

سليمان جوادي: سنة ثقافية عادية

لم يُخف الشاعر والأديب سليمان جوادي اعتقاده السابق بأن تكون قسنطينة عاصمة الثقافة العربية أكثر نجاحا وثراء من التظاهرتين المماثلتين السابقتين لها، وهما "الجزائر عاصمة الثقافة العربية" و"تلمسان  عاصمة الثقافة الإسلامية" وتظاهرات كبرى أخرى، كمهرجان الثقافة اﻹفريقية، وهذا بحكم تراكم التجربة أولا، وبحكم إقامتها في مدينة عريقة كسيرتا، وما أدراك ما سيرتا! وأضاف: "لكن مضت السنة عادية بنشاطات لا تختلف كثيرا عما تقدّمه وزارة الثقافة والمؤسّسات التابعة لها على مدار السنة، ولولا نشاطات مميزة مثل ليالي الشعر العربي، لما ميّزنا هذه السنة عن باقي السنوات". وتوقّف جوادي عند استفادة قسنطينة من مرافق جديدة وترميم وتهيئة أخرى ما كانت لتكون لولا هذه التظاهرة، موضحا: "لعل للمقاطعة المعلنة أو غير المعلنة لمثقفي قسنطينة وأدبائها، الأثر البالغ في التقليص من نجاح التظاهرة".

الأديب مرزاق بقطاش: تظاهرة مثل هذه تتطلّب تغطية إعلامية واسعة

الأديب، المترجم والإعلامي مرزاق بقطاش، أوضح، من جهته، أنّه لم يتابع، مع الأسف، وقائع سنة الثقافة العربية بقسنطينة، وتابع في أثناء الرسمي بالإنصات، الخطاب الذي ألقاه المستشار محمد بن عمر زرهوني نيابة عن السيد رئيس الجمهورية وكذلك خطاب السيد عز الدين ميهوبي وزير الثقافة. كما تسنّى له في بعض الأحيان، الاطلاع على بعض الحصص الإذاعية التي نشّطها بعض المختصين في الموسيقى الجزائرية. وأضاف: "من حيث المبدأ، كلّ تظاهرة ثقافية أيّا ما كان مستواها التنظيمي، تضيف شيئا جديدا يخدم الثقافة بصورة عامة ويجلب إليه كلّ من يبحث عن هذا النشاط الفكري أو الفني"، مشيرا إلى اعتقاده بأنّ تظاهرة مثل هذه تتطلّب تغطية إعلامية واسعة؛ من مرئية وإذاعية وصحافية. وفي هذا قال: "كنت أتمنى لو فكّر المنظمون في إنجازات إعلامية تلفزيونية في المقام الأول، تلفت إليها انتباه المشاهدين في الجزائر وفي الخارج؛ ذلك أجدر ألا يجعل من تظاهرة قسنطينة تظاهرة جهوية، بل تظاهرة وطنية عربية وإفريقية وعالمية".

الشاعر علاوة كوسة: الاحتفالية عادت بالخير الثقافي والفني والفكري

الشاعر علاوة كوسة، من جهته، طرح سؤالا وجيها حينما قال: "أيام قليلة تفصلنا عن اختتام تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية بعد عام مليئ بالنشاطات المكثفة والمتوزعة على فنون مختلفة، بين الآداب والمسرح والموسيقى والتراث وغيرها، غير أنّ السؤال الذي يشغل الرأي العام والنخبةَ على وجه الخصوص، هو: "ما الذي أضافته هذه التظاهرة لقسنطينة والجزائر وللمشهد الثقافي عموما؟". وهنا يوضّح أنّ التظاهرة انعكست كما بدا للعيان، على قسنطينة بوصفها المدينة المستضيفة للتظاهرة من حيث عمرانها ممثلا في المرافق الثقافية التي احتضنت النشاطات، وعلى معمار المدينة أيضا بعد ترميم العديد من التحف المعمارية التراثية. وكسبت المدينة مرافق جديدة ستعمّر طويلا بعد اختتام التظاهرة، وهو مكسب للمدينة ولكلّ المثقفين الجزائريين أيضا، والذين يرجون أن تستكمل الجهات الوصية أشغال البناء والترميم.
ومن المكاسب الثقافية أيضا بالنسبة للجزائر، ذكر الأستاذ كوسة الأجواء الثقافية الجميلة التي ميّزت التظاهرة، وخلقت كثيرا من الاحتكاك الفعّال المثمر بين مثقفي الجزائر ومثقفين عرب، وهذا يستوجب على الدوائر الرسمية ووزارة الثقافة بالخصوص، أن ترسّخ هذه التقاليد الثقافية، وتعمل على استمراريتها بعد اختتام التظاهرة. وتابع يقول: "أما عن "الكِتاب" وعملية الطبع التي كنا ننتظرها كبيرة كمّا ونوعا فإننا نقدّر الظروف المحيطة بالتقليل من عدد الكتب التي كان منتظرا طبعها، ولكن نظرا لقيمة هذه المؤلفات فإننا نأمل من وزارة الثقافة أن تستمر في طبعها؛ لأنّ البقاء للكتاب، ولأنّ أدباءنا ومثقفينا أحرقوا أعصابهم وأجهدوا أنفسهم في سبيل تصنيف هذه المؤلفات". وفي ختام القول اعتبر كوسة أنّ تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، عادت بالخير الثقافي والفني والفكري على قسنطينة وعلى الجزائر والجزائريين، وأكّدت فعلا أنّ الجزائر تبقى على الدوام منارة عربية وعالمية للثقافة والإبداع.

الدكتور عبد الله حمادي: عرس في غياب أهل العروسين

فتح الدكتور عبد اللّه حمادي النار على اللجنة التنفيذية للتظاهرة، وقال: "..أمّا سؤالكم فإنّ تظاهرة قسنطينة من سوء حظها، أُديرت من طرف أشخاص ليس لهم علاقة بقسنطينة، وليس لهم علاقة بالثقافة والمثقفين؛ وأعني محافظ قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، فيظهر أنه شخص ليس له علاقة بالثقافة، ولم يسبق له أن أشرف على عمل ثقافي بحجم قسنطينة عاصمة الثقافة العربية". وتساءل كيف لم تعثر السلطة المركزية في قسنطينة على شخصية لإدارة هذه المهمة، وقد انعكس هذا الخلل على مجريات مختلف النشاطات الثقافية؛ إذ غالبا ما لوحظ غياب هذا المحافظ. أما الخلل الثاني الذي أثاره الدكتور وترك أثرا سلبيا على سيْر تظاهرة قسنطينة، فهو تداول على وزارة الثقافة في مدة قصيرة، ثلاثة وزراء؛ مما انعكس سلبا على مجريات التظاهرة. أما الثالث فيتمثّل في المسؤول عن الملتقيات العلمية سليمان حاشي، الذي انفرد بانتقاء عناصر تشاطره الأفكار والجهوية المقيتة، وأشرف على ملتقيات تدار فعالياتها في فندق من خمس نجوم.
وأشار إلى أنّ الهدف منها هو تبرير المصاريف المهولة وليس القصد من ورائها الفائدة العلمية التي تعود على مدينة قسنطينة بالنفع ولا حتى الجزائر؛ فكلّ الملتقيات لا يحضرها إلاّ المدعوّون. وتابع: "أمّا الكارثة الأخرى فهي المنشورات التي كان يُفترض أن تهتم بالدراسات التي تناولت موضوع قسنطينة بالدراسة، لكن في آخر الأمر لاحظ الجميع نشر كتب المسؤولين على مستوى وزارة الثقافة أو مديري الثقافة والمقربين منهم، وبلغت الضحالة أن نُشرت كتب لا تصلح لأي مجال من مجالات الحياة". وتوقّف الدكتور حمادي عند وضع البلدان العربية والدمار الذي لحق باستقرارها؛ مما جعل غياب هذه الدول ينعكس سلبا على شعار "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"؛ فهي عاصمة في غياب الدول العربية. ولخّص هذه التظاهرة في أنّها كانت عرسا في غياب أهل العروسين.


اختلاف في التقيم، وقساوة بعض الأحكام


د. مالك - نوال جاوت

التظاهرة بعيون الإعلاميين:

المنظمون لم يراهنوا علينا

يُجمع الإعلاميون والمتابعون لفعاليات تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، على أن الترويج لها لم يكن في المستوى المطلوب، وهو ما جعل هذه الاحتفالية تمر مرور الكرام في الكثير من محطاتها، ولم يبلغ صداها حتى أقرب المدن إليها. "المساء" خاضت في الأسباب، وسألت المسؤول الأول عن دائرة الاتصال، كما رصدت آراء بعض الزملاء الصحفيين.

محمد كمال بلقاسم، رئيس دائرة الاتصال: لا نتحمّل مسؤولية العزوف الإعلامي

رفع محمد كمال بلقاسم رئيس دائرة الاتصال، مسؤوليته عن العزوف الإعلامي الذي لحق بتظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، بدون أن يبرّر ذلك بإجابة مقنعة. وفضّل، في هذا الحديث إلى "المساء" ـ أن يردّ بإجابات هلامية، إذ لم يكن قادرا على تحديد ميزانية دائرته أو عدد المشتغلين الذين يشرف عليهم، وبدا غير متحكّم في زمام أموره الاتصالية، ذلك أنّ الاستراتيجية التي تبنّاها في أدائه لم تثمر، ورهن الترويج اللازم لتظاهرة وطنية وعربية هامة، ذلك أنه لم ينهل من التجارب السابقة.        

— ما هي أهم ملامح الاستراتيجية الاتصالية التي تمّ تبنيها لإيصال صدى تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015"؟

❊ عكس ما يظنه البعض، لسنا خلية اتصال ولكن دائرة اتصال، وركزنا على الاتصال المؤسساتي، الرامي إلى الدفاع عن التظاهرة وتقاسم القيم التي يرفعها هذا الحدث، إلى جانب التنسيق بين مختلف الدوائر الفنية للمحافظة؛ فكلّ دائرة لديها مكلّف بالإعلام لديه شبكة من الصحفيين اعتاد التعامل معهم.. دورنا التنسيق أكثر من أي شيء آخر، وهذا لم يمنعنا من تنظيم بعض النشاطات الجوارية لخلق نوع من الوتيرة.
وجلّ نشاطاتنا جوارية بالتنسيق مع الهيئات الثقافية تحت وصاية وزارة الثقافة، على غرار ما قمنا به مع الأوركسترا السيمفونية، المركز الوطني للسينما وغيرهما.

— لكن هذه ثالث تظاهرة بهذا الحجم تنظمها الجزائر، وتترجم التزاماتها الدولية، لكنكم تتحدثون عن عدم فهم ماهية تظاهرة قسنطينة؟

❊ المشكل ظهر قبل انطلاق التظاهرة، وهو أهم مرحلة.. عاصمة الثقافة هدية لمدينة قسنطينة في وقت الوالي السابق نور الدين بدوي الذي كان يحمل نظرة استشرافية لها، فقسنطينة كانت تنقصها الهياكل الفندقية والمنشآت الثقافية، فظهرت ضرورة تهيئة المدينة لذلك.. والإعلام كان شريكا، وتمّ الإعلان عن برنامج التظاهرة.

— تقصدون برنامج الثلاثي الأوّل من التظاهرة؟

❊ البرنامج سُطّر من قبل، فكلّ دائرة حدّدت معالم برنامجها وفق ميزانية معيّنة. والجزائر، كما سبق وقلت، نظّمت ثلاث تظاهرات كبرى، وقسنطينة سارت على نفس النهج واتّخذت نفس التدابير.

— وُجّه انتقاد للجانب الاتصالي في التظاهرة، ما تعليقكم؟

❊ هذا العمل يقوم به المكلفون بالإعلام بالدوائر الفنية، ثمّ تعلم به دائرة الاتصال، وهو ما تمّ العمل به خلال تظاهرتي "الجزائر عاصمة الثقافة العربية في 2007" و"تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية في 2009"..

— حسب علمي، لم يتم اعتماد هذه الطريقة في التظاهرتين السابقتين؟

❊ المشكل أنّه ليس لدينا صحافة متخصصة إضافة إلى أنّ فريق العمل تغيّر ثلاث مرات، فالمحافظ الحالي هو ثالث محافظ، وهذا التغيير أثّر على العمل ككل، كما تغيّر رؤساء الدوائر.. ولا بدّ من أخذ كلّ هذا بعين الاعتبار. ونحن محظوظون لأنّنا وصلنا إلى نتيجة مرضية.. فإذا كان هذا فريق عمل لستة أشهر وأنجح التظاهرة، ماذا سيكون الأمر لو عملنا لعامين.

— ردّكم على الانتقادات..

❊ نقص الإعلام لا تتحمله الدائرة، لأنّ المكلفين بالإعلام بالدوائر الفنية الأخرى هم من كان عليهم الترويج للمعلومة.. المشكل الذي واجهنا هو أنّ التغطية الإعلامية للتظاهرة لم تكن في المستوى المرجو كمّا وكيفا، علاوة على أنّ من رافق التظاهرة هم مراسلون لجرائدهم، ولا يمكنهم مواكبة هذه التظاهرة في ظلّ وجود أحداث ومواضيع أخرى فرضت نفسها. وحدث أن نظّمنا ندوات صحفية حضرها إعلاميان أو ثلاثة بسبب زيارات رسمية لوزراء وإطارات أخرى.. ولا نعلم إن كانت المؤسسات الإعلامية لا تملك عددا كافيا من المراسلين أم أنّ المراسلين فضّلوا أنشطة أخرى. والأكيد أنّ المعلومة وصلت إلى قاعات التحرير، لكن لماذا لم يتم أخذها بعين الاعتبار.. لا أعلم، علاوة على أنّ عددا من المؤسسات الإعلامية كانت تبحث عن صفقات من خلال الإشهار، وهو ما لم يكن ممكنا.

— ما الإضافة التي قدّمها الموقع الإلكتروني ومجلة "مقام" التي أوقف ميهوبي صدورها؟

❊ الموقع الإلكتروني في الخدمة، ويتضمّن برنامج التظاهرة مختلف الدوائر الفنية، أما "المقام" فتوقفت بقرار من اللجنة التنفيذية لعدة أسباب، من بينها تكلفتها الباهظة وعدم نجاعتها وضبابية ماهيتها، هل هي نشرية إخبارية أم جريدة رأي. وبدأت في الصدور قبل انطلاق التظاهرة. والانتقادات الموجّهة لها كانت تتعلق بالعاملين بها، فأغلب الصحفيين والمراسلين سعوا للعمل بها، وهو ما لم يكن ممكنا، ولا يمكنني أن أحدّد عددهم؛ لأنّها كانت تحت السلطة المباشرة لمحافظ التظاهرة سامي بن شيخ.
لكن بالموازاة مع ذلك تمّ الاعتماد على جريدة "مدينة نيوز"، وهي نشرية تساير الحدث من حيث التغطية الإعلامية، وتثمّن تراث المدينة وأعلامها، كما تتضمن برنامج فعاليات التظاهرة، ثمّ اتجهنا نحو النسخة الإلكترونية لها، ثم تمّ إطلاق "إذاعة إلكترونية" إلى جانب مواقع التواصل الاجتماعي، على غرار صفحة "الفايسبوك" التي يتابعها حاليا أكثر من 17 ألف متصفح.

— وما الميزانية الموجّهة لدائرة الاتصال؟

❊ ليس هناك ميزانية محدّدة، هي مفتوحة تُقتطع من ميزانية اللجنة التنفيذية لتظاهرة عاصمة الثقافة العربية، فمهمتنا تنسيقية بين الدوائر، وليس من مهامنا الترويج للتظاهرة، كل دائرة عليها ذلك.. وعندما يكون هناك مشروع اتصالي نعرضه على اللجنة التنفيذية التي تُعدّ آمرة بالصرف.. هناك مركزية في اتّخاذ القرار.

— ماذا عن الملصقات الترويجية ومختلف الوسائط الغائبة عن المشهد القسنطيني على بعد أيام قليلة من الاختتام؟

❊ اعتمدنا عليها عند بداية التظاهرة، وبالنسبة لنا انتهت التظاهرة..

— في هذه الحالة لا يمكن الحديث عن اتّباع نفس تدابير 2007 و2011 ونحن لم نستخلص الدروس ولم نتدارك النقائص والأخطاء؟

❊ ليس نفس الفريق من عمل في هذه التظاهرات، وقسنطينة لم تحظ باهتمام الإعلام عكس العاصمة أو تلمسان.. نحن فتحنا الأبواب للإعلام منذ البداية.

— يعني أنّكم تحمّلون المكلّفين بالإعلام بمختلف الدوائر الفنية الخلل المسجّل؟

❊ نحن منسقون فقط بدائرة الاتصال، تحدّثتم عن عدم وجود برنامج واضح المعالم منذ البداية، هذه حقيقة؛ لأنّه على مستوى دائرة الاتصال لا نملكه، وأحيانا لا تصلنا المعلومة. وما زاد الطينة بلة، التغييرات التي شهدها القطاع على مختلف المستويات بداية من المحافظين إلى غاية الوزراء..

— كم عدد الإعلاميين سواء الجزائريين أم الأجانب، الذين غطوا فعاليات التظاهرة؟

.حقيقة، ليس لديّ أي رقم.


رشدي رضوان: الترويج الإعلامي.. الحلقة الأضعف

أكد الإعلامي رشدي رضوان أن الحلقة الأضعف في هذه التظاهرة هي حلقة الترويج الإعلامي لها، وغياب استراتيجية واضحة للتواصل بين القائمين على الفعاليات الثقافية والمتلقي بجميع حساسياته عن طريق وسائل الإعلام الجزائرية والعربية.
وأعرب المتحدث في تصريح لـ "المساء"، عن أسفه في أن تكون الجزائر بخبرتها في تنظيم التظاهرات الثقافية خلال العشر سنوات الأخيرة، غير مدركة لقيمة الإعلام في الترويج للفعل الثقافي وتثمين منجزات الدولة والفرد الجزائري.
وأضاف أنه عندما تغيب أصداء هذه الفعالية الكبرى في المنابر الإعلامية العربية فمن العبث القول إن الجزائر قد نظمت تظاهرة عربية ثقافية كبرى، وأنه عندما لا يسمع المواطن خارج قسنطينة بتظاهرة بحجم عاصمة الثقافة العربية، فأكيد أن الرهان خُسر.

الإعلامي نصر الدين حديد: العتاب موجَّه للمنظمين

من جهته، تساءل الصحفي نصر الدين حديد إن كانت تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية غائبة بفعالياتها أم مغيَّبة من طرف الصحافة والجمهور. وأضاف: "صحيح أنّ الصحافة الجزائرية لا تعطي أولوية كبيرة للثقافة بشكل عام، ولكن في مقابل ذلك لا أملك أيّ إجابة حول الفعاليات الثقافية في قسنطينة ولا ما يدور هناك، بل أكاد أنسى وجود هذه التظاهرة أصلا رغم تنقّلي إلى هناك لحضور فعاليات أيام الفيلم المتوّج بقسنطينة".
وأشار حديد: "لا أدري أيضا إن كانت قسنطينة لم تنل حظها من التغطية الإعلامية، أم أنه لم يكن هناك ما يستحق المتابعة". وأوضح: "أنا هنا لا أقلّل من شأن ما يُعرض في كلّ مجالات الثقافة، ولكن ما أقصده هنا هو غياب الفعاليات والعروض الجديدة التي لم يسبق أن شاهدها الجمهور وكتب عنها المتتبعون". وختم قائلا: "وبالعودة إلى سؤالك قد نلقي اللوم على الإعلام، ونلقي باللوم على الجمهور أيضا، ولكن حصة الأسد من العتب نوجهها للقائمين على هذه التظاهرة".

الإعلامي أمين إيجر: التظاهرة مسّت مجالات متعددة

اعتبر الإعلامي أمين إيجر أنّ تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، حدث مهم، ولا يمكن اعتباره ثقافيا محضا؛ حيث مسّ مجالات متعدّدة. وأضاف أنّ هذه الاحتفالية سمحت لقسنطينة بأن تستفيد من منشآت جديدة، وأن يعاد تأهيل بعض الفضاءات التي من شأنها أن تدعم الحركة الثقافية بالولاية وما جاورها، ناهيك عن فتح المجال أمام المبدعين والفاعلين الثقافيين للعمل أكثر والتجديد.
وأرجع إيجر عدم وصول صدى "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية" إلى مختلف المناطق، إلى فشل الاستراتيجية الاتصالية المعتمدة من طرف القائمين على التظاهرة.

الإعلامي فيصل مطاوي: المنظمون أداروا ظهورهم للإعلام

في نفس الموضوع، أكّد الإعلامي فيصل مطاوي أنّ محافظة تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، أدارت ظهرها للإعلام باعتباره شريكا في إنجاح الحدث. وأضاف في نفس السياق، أن الجمهور هو الآخر عزف عن حضور مختلف النشاطات والبرامج بسبب قلة الإعلام وحتى انعدامه، متسائلا عن عدد من الأنشطة والإنجازات.

الإعلامي سعيد بن زرقة: المانجمت الإعلامي غائب

يعتقد الأستاذ والإعلامي سعيد بن زرقة أنّ أيّ نشاط أو أيّ تظاهرة هو عبارة عن منظومة مكتملة. ويعتبر الإعلام ركنا أساسيا فيها لتقريب الجمهور منها؛ بحكم أنّ الجمهور هو لبنة أساسية في أيّ عمل؛ فيلم بلا جمهور لا يساوي شيئا، وكتاب بلا قراء هو فشل ذريع للكاتب مهما كان نوع المؤلف، ومسرحية بلا جمهور؛ هو جهد مبتور. وأشار بن زرقة إلى أنّ تظاهرة قسنطينة أنتجت أشياء جميلة على مستوى البنية العمرانية والتراثية والفنية. وصدور الكثير من الأعمال السينمائية مثل "البوغي" و"لالة زبيدة وناس" و"وسط الدار" ومؤلفات راقية ومسرحيات متميزة، لكن مسألة تسويق هذا الجميل شهد نكوصا كبيرا. وأرجع محدّث "المساء" الأسباب إلى غياب استراتيجية في المانجمت الإعلامي وفي إشراك الوسائل الإعلامية بكلّ أنواعها. وأضاف أنّ سفارات الجزائر في الدول العربية لم تؤدّ دورها للترويج لهذه التظاهرة. وختم قوله بأنّ نجاح أيّ عمل ليس في حدوثه فقط، بل في تعميمه. والوسيلة الأساسية في الترويج هي الإعلام بكلّ أشكاله. وللأسف لم تستثمر الوسائط التكنولوجية؛ من مواقع وصفحات.

المنظمون لم يراهنوا علينا


نوال جاوت

لخضر بن تركي، المدير العام للديوان الوطني للثقافة والإعلام:

هناك مجموعة تريد الاستيلاء على "الزينيت"

تحدّث السيد لخضر بن تركي المدير العام للديوان الوطني للثقافة والإعلام، لـ"المساء" عن دور هيأته خلال تظاهرة عاصمة الثقافة العربية وأكّد أنّ البرنامج المسطّر جسّد بنسبة مائة بالمائة، مشيرا إلى أنّ ما قدّمه ليس خدمة لشخص أو لأشخاص ولكن حفاظا على صورة البلاد، وقال "النتيجة كانت إيجابية على جميع الأصعدة حيث خدمنا وطننا بإخلاص"، وأوضح أنّ الغلاف المرصود للديوان قدّر بالنسبة للعرض الرسمي والاستعراض الشعبي، الأسابيع الثقافية الولائية والأسابيع الثقافية العربية، والأسابيع الثقافية الدولية، بما يقارب مليار و300 ألف دينار جزائري.

❊❊ يشرف الديوان في إطار تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية" على عدد من الفعاليات، ونحن على عتبة الاختتام، كيف تقيمون المنجز من البرنامج؟

❊ البرنامج الذي سطره الديوان جسّد بنسبة مائة بالمائة، وتمّ تكليف الديوان بتنظيم الحفل الافتتاحي، الاستعراض الشعبي وكذا الحفل الختامي إلى جانب الأسابيع الثقافية العربية والأجنبية والمحلية، وأيضا بعض النشاطات التي كلفنا بها، خاصة في فصل الصيف والشهر الكريم، كل النشاطات المسطرة وتلك التي أضيفت وتلك المبرمجة ضمن رزنامة الديوان وتمّ تحويلها إلى قسنطينة، من بينها تكريم السيدة وردة..الديوان أدى رسالته كاملة ويبقى التقييم فنيا، تقنيا، جماهيريا وإعلاميا من اختصاص مختلف وسائل الإعلام.
❊❊  مثل هذه التظاهرات تصحبها عراقيل، ما ماهية تلك التي تلقاه الديوان؟
❊  العراقيل التي تأتي في إطار الشغل يمكن تحمّلها، لكن العراقيل المفتعلة، هي التي نجد صعوبة في تسييرها، من الطبيعي أن تواجهنا العراقيل والمشاكل، هناك عثرات وهفوات هي من العمل لأنّها عفوية وتحدث، لكن العكس غير مبرّر، فعندما تعمل وتكد ويأتي من يعرقلك عن قصد لتكسيرك فهذا غير مقبول، وعلى الجميع أن يعي بأنّ ضرب مثل هذه المحطات الفارقة في مسيرة الجزائر كذبا وافتراء لا تسيء فقط لشخص أو لمجموعة، بقدر ما تسيء للجزائر، إنّنا نخدم وطننا ونحاول قدر الإمكان صونه، وعندما نقول "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، فهو التزام الجزائر تجاه الهيئات العالمية، وعلينا أن نتجنّد جميعا لتشريفها، هناك من استغل فترات معينة وبحث عن الزعامة ناسين أنّ في الثقافة لا توجد زعامة، ولكن المجتمع هو صاحبها إضافة إلى كون من رغب في فرض نفسه عليه أن يقوم بذلك من خلال العمل وإبراز قدراته، لا بالمؤامرات ومحاولة هدم ما تمّ إنجازه، وفي هذا السياق أذكر من حاول خلق مشاكل من لا شيء بالكذب والافتراء لفائدة من؟، لا ندري.

❊❊  وكيف وجدتم إقبال الجمهور؟

❊  تعاملنا كثيرا مع الوسط الطلابي، حيث فتحنا الأبواب لاستقبالهم وتوفير النقل لهم، وإعطائهم فرصة التقرب أكثر من التظاهرة، علاوة على الجمهور القادم من فئات أخرى، كما خضعنا تجربة رائعة مع برنامج أسبوعي خاص بالأطفال، أعطى ثمارا مشجّعة، حيث حضر العروض ما بين 800 وألف طفل أسبوعيا، وهو ما يعدّ بالنسبة مكسبا هاما، لأنّه من الصعب تنشيط قاعة بحجم "أحمد باي" التي تتطلّب من سنتين إلى ثلاث سنوات لخلق جمهورها وترسيخ تقاليد ثقافية وفنية خاصة بها، في ولاية كانت تفتقد لهذا الأمر، ولا بدّ من وقت لذلك لرفع مستوى القاعة ووضع برنامج يليق بها.

❊❊  وما هو الغلاف المالي الذي رصد للديوان تحت لواء التظاهرة؟

❊  الغلاف قدّر بالنسبة للعرض الرسمي والاستعراض الشعبي، الأسابيع الثقافية الولائية والأسابيع الثقافية العربية، والأسابيع الثقافية الدولية، ما يقارب مليار و300 ألف دينار جزائري، وما قدّم كمستحقات للفنانين الجزائريين المشاركين منذ البداية لأنّ الديوان لم يبدأ العمل منذ 16 أفريل بل خمسة أشهر قبل ذلك، وقدّمنا حوالي 3 آلاف وجبة يوميا، إضافة إلى إقامة أكثر من ألف شخص، وصراحة كانت الأسعار مرتفعة كثيرا في فنادق قسنطينة لقلتها، وهو ما أضر بالميزانية، هناك من تحدّث عن 400 مليار وآخرون عن 300 مليار، نحن لم نصل إلى هذا المبلغ، وبكل مستحقات الفنانين، والأكيد الذي أقوله لجميع قراء "المساء" أن الأرقام كلها صرفت على محيط ثقافي فني جزائري.

❊❊  ما هو الدرس الذي تعلمتموه من تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، بعد أن شاركتم في كبرى التظاهرات التي عاشتها الجزار في السنوات القليلة الماضية؟

❊ الديوان اعتاد على مثل هذه التظاهرات، وفي تظاهرة "قسنطينة" تعلمنا كيف نتفادى عرقلة الأعمال الثقافية والفنية، ونتفادى المؤامرات التي لم نكن معتادين عليها في الفعل الثقافي والفني، لأنّ الإبداع الثقافي في اعتقادي مفتوح للجميع.. كانت هناك خلفيات وأؤكد أنّ هذا لا يساوي0.00000000000001 من قسنطينة، فمجموعة قليلة جدا هي من أساءت لكن إساءتها انقلبت عليها، حتى انّ جريدة خاصة كتبت انّ بن تركي شتم القسنطينيين، وما يعلمه الكثيرون أنّني قدمت إلى قسنطينة وأنا بعمر خمس سنوات ومكثت بها إلى غاية 1963، عشت بها وترعرعت في أزقتها، وعرفت بها مستوى آخر غير السائد اليوم، وتربتي وكذا أخلاقي ومبادئي تحول دون هذا الفعل.
صراحة هناك مجموعة تبحث عن الاستيلاء على قاعة العروض "أحمد باي"، هناك مؤامرة تحاك ضدّها، من أرادها فهي أمامه، فهذه القاعة ليست ملكا لابن تركي. نحن مارون فقط على رأس المؤسسات أما المكتسبات فباقية، وعلى الجميع أن يفهم بانّ هذا الصرح ملك للدولة وللجزائر، وعندما يتقرّر لمن ستؤول لا يمكن الرفض أو الاحتجاج.

❊❊  في اعتقادي كثر الحديث عن هذه القاعة؟

❊  نحن ليس لدينا أي مشكل، أي قرار يتّخذ نحن لسنا ضدّه، لكن الأكيد انّه من السهل الحصول على مفاتيح القاعة ولكن ليس من السهل تسييرها، إذا تقرّر أنّ "أحمد باي" للقسنطينيين، فأنا قسنطيني أكثر من هؤلاء الذين يكيدون، هناك ما يقارب 210 منصب عمل بالقاعة يشغلها القسنطينيون، ومن يصطاد في المياه العكرة، عليهم أن يتأكّدوا أنّ هذه القاعة سواء سيّرها الديوان أم لا فهذا لا يعدّ مشكلة لنا، القاعة مكسب للجزائر وإن كانوا قادرين على تسييرها بشكل جيد فلهم ذلك، ولكن عيب أن نكذب على الرأي العام، تحدّثت وقلت أنّ هناك فئة قليلة اعتبرت تنظيم التظاهرة "زردة كبيرة" ومن حقهم المشاركة فيها، و"زردة" لفظ شائع في قسنطينة، والواقع أنّ الاحتفالية عكس ذلك، بل فضاء ثقافي للعالم والثقافة العربية، هناك من هو رافض وهو حر في ذلك ، لكن أنا أيضا حر في موقفي..لا يمكنني الإساءة أو الإثارة، بل أتمنى ان تكون هناك فضاءات أخرى، المهم وجود فضاءات بنشاط ثقافي وفني مستمر وباقبال كبير وتسيير فني وتقني جديد..اليوم ابن تركي موجود لكن غدا لا احد يعلم والمثل يقول "لو دامت لغيرك ما وصلت إليك"، ومن غير المعقول ما كتب، عشت في قسنطينة بالرصيف حيث كانت عائلتي تملك فندقا، وعرفت "عمي علاوة" و"بوستة" وغيرهما، فكيف لي أن أسب القسنطينيين..

❊❊  في حال أسند تسيير القاعة للديوان، ألا تتخوّفون من عرقلة النشاط بها؟

❊  قاعة "أحمد باي" ليست إرثا سيتمّ تقاسمه بعد نهاية التظاهرة، بل ملك للدولة، هناك وزارة وولاية تقرّران، وما سيتّخذ علينا أن نطبّقه، ليس هناك صراع أو نزاع، لا أحد يمكنه أن يعرقل عمل الآخر، هناك إثارة لا غير، عندما يتمّ الفصل في القضية على الجميع الانصياع..من المؤسف طرح مثل هذه القضايا بأسلوب دنيء.

❊❊  بم نختم سيدي؟ 

❊  أملي أن نرفع من مستوى إعلامنا لأنّه عندما يكتب أو يبث لشخص واحد وفي بلد واحد ولكن للعالم جميعا، الإعلام اليوم لم يعد محليا، بل اتّخذ أبعادا عالمية، لابدّ من رفع المستوى حيث ولى زمن الإثارة، وعندما نسيء لمؤسسة ما فإنّنا نسيء للوطن، نحن مع النقد الإيجابي البنّاء، فبالنسبة لي الإعلام هو المرآة العاكسة لما أقوم به، هناك أناس لا يقرأون بتفكير ضيق لا يبني المجتمع ولا ينفع، لابدّ من الوصول إلى إعلام تثقيفي.  

هناك مجموعة تريد الاستيلاء على "الزينيت"



نوال جاوت

الوالي حسين واضح لـ"المساء":

تظاهرة قسنطينة هي المنطلق وليست النهاية

أكّد السيد حسين واضح والي قسنطينة أنّ مدينة الجسور المعلقة ربحت رهانها خلال تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، مشيرا إلى أن ما أنجز من هياكل عالمية الطراز يعكس عظمة المدينة، فيما أوضح أنّ قاعة العروض الكبرى "احمد باي" مرفق يفوق إمكانيات قسنطينة وهو ملك للجزائر، وكشف بالمقابل عن استقبال المشاريع المتبقية من التظاهرة على غرار المكتبة الحضرية ومتحف الفنون، بحر هذا العام.

❊❊ اختتام عاصمة الثقافة العربية على الأبواب، في اعتقادكم هل حقّقت قسنطينة أهدافها؟

❊ أكيد، حيث مكّنت قسنطينة من الاستفادة من مشاريع ذات طراز عالمي كانت تفتقدها، وهذا يحسب للرئيس بوتفليقة شخصيا الذي زار قسنطينة 17 مرة، وهذا في حدّ ذاته تقدير خاص، فقبل سنوات لم يكن هناك هياكل استقبال من الطراز العالمي، على سبيل المثال كنا نحتار أين نستقبل ضيوفنا، لم يكن لدينا فندق يعكس عظمة هذه المدينة، اليوم لدينا فنادق من 5 و4 نجوم، "الماريوت" من 5 نجوم، 4 فنادق من 4 نجوم و5 فنادق من 3 نجوم، وذلك عندما نستثني العشرة فنادق من 3 و4 نجوم الموجودة في طور الانجاز، ودون احتساب فندق "سيرتا" الذي يرمّم ليكون فندقا فوق العادة "بلاص".
حتى أنّني عرضت على الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم استضافة المنتخب الوطني، فاليوم يمكننا استقبال أي منتحب أو فريق حتى "ريال مدريد"، وفي مختلف المجالات السياسية، الرياضية وكذا الفنية والثقافية، في السابق كنا نستقبل الفنانين في ملعب "ابن عبد المالك رمضان" وهو ما كان يرفضه البعض، ولدينا حاليا قاعة العروض الكبرى "أحمد باي" التي تعدّ من أروع المنشآت الثقافية، زيادة على أنّ كلّ من قدّم عرضه فيها أكّد تميّزها، ونفس الشيء بالنسبة للتظاهرات العلمية والأكاديمية، وهذا يزيد المدينة شهرة وأناقة.
وخرج المشاركون العرب والأجانب في فعاليات التظاهرة بانطباع رائع عن المدينة وما تزخر به على غرار الولايات المتحدة الأمريكية خلال أسبوعها الثقافي. هذا يدلّ على أنّ بلدنا آمن وله ثقل إقليمي ودولي، ونفس الشيء حدث عند زيارة وزير خارجية انغولا للمدينة، حيث جال بها وتوقّف عند القطب الميكانيكي دون برمجة مسبقة، كما زار مصنعا للأدوية وكذا مكتبة جامعة قسنطينة، فانبهر أيما انبهار سواء للإمكانات المتوفّرة أو للتسهيلات المقدّمة وحتى تسيير الجماعات المحلية وأكّد عظمة الجزائر وهو نفس انطباع جميع من زار قسنطينة.

❊❊ تحدّثتم عن استفادة قسنطينة من قاعة عروض كبرى "أحمد باي"، لكنّها تفتقد لإطار قانوني يسيّرها. هل للولاية موقع في مستقبل القاعة؟

❊ مباشرة بعد انتهاء الأشغال بالقاعة، كان لابدّ من التفكير في هيئة تستغلها ولو ظرفيا في انتظار الفصل في مستقبلها. وكلّف الوزير الأوّل الديوان الوطني للثقافة والإعلام بتسييرها مؤقتا لما يملكه من خبرة وتجربة وكذا تجهيزات تقنية وفنية، خاصة وأنّ هذا المرفق يفوق إمكانيات قسنطينة، لأنّه ليس دار ثقافة، بل ملك للجزائر وله بعد وطني.
نسمع هنا وهناك أحاديث متعلّقة بالقاعة، لكن بكلّ صراحة، هذا الصرح بثقله يتجاوز كثيرا مستوى هيئة محلية، ولا أعتقد أنّ مديرية الثقافة رغم خبرة مسؤولها يمكنها ذلك. هو مرفق كبير وليس ملحقة دار ثقافة أو مكتبة - كما قلت-. من جهة أخرى على المؤسسة المسيّرة أن تكون ذات صبغة تجارية لتبقى قائمة بذاتها، وريثما تطرح القضية للنقاش ويطلب رأيي في الموضوع سأعطيه، وبالنسبة لي الديوان إلى غاية اليوم هو المسيّر.

❊❊ انتقد البعض بهتان التظاهرة، خاصة في جانبها الإعلامي والذي لم يبلغ المأمول، ما تعليقكم؟

❊ لم يكن هناك صدى كاف وواف. وهذه التظاهرة ليست نهاية في حدّ ذاتها، بل منطلق لتنمية شاملة، وبالنسبة لنا السنوات القادمة هي سنوات ثقافية بامتياز وبدون انقطاع.

❊❊ التظاهرة سمحت بتكريس تقاليد ثقافية جديدة..؟

❊ المؤكّد أنّ المرافق المنجزة لم تتوقّف عن النشاط ليوم واحد بما فيها نهايات الأسبوع. ربّما الشيء الوحيد الذي طرح هو بعد قاعة "احمد باي" عن وسط المدينة. لكن توفّر وسائل النقل اسقط هذا الطرح. النشاط المتواصل لم يقتصر على القاعة الكبرى بل شمل المسرح وقاعتي "مالك حداد" و"محمد العيد آل خليفة".

❊❊ وماذا عن المشاريع الثقافية المتبقية، على غرار المكتبة الحضرية ومتحف الفنون؟

❊ في المنطلق ونظرا لضيق الوقت، كان علينا تحديد الأولويات في انجاز المشاريع أو تأهيل بعض المنشآت، ليتسنى للتظاهرة أن تجري في ظروف عادية جدا. كان من الممكن أن نكتفي بمشروعين فقط هما القاعة الكبرى والمسرح الجهوي، لكن فضّلنا برمجة مشاريع أخرى، والحمد لله استلمنا القاعة والمسرح ودار الثقافة "مالك حداد" وقصر الثقافة "آل خليفة". هناك مشاريع أخرى تعيد الاعتبار للمدينة كإعادة تأهيل الأرصفة والممرات وكذا الإنارة والمباني وتهيئة حافة الأودية، مداخل المدينة والمساحات الخضراء وكنا في الموعد.
صنّفنا المشاريع في 3 فئات، الفئة الأولى وهي المستعجلة، الفئة الثانية هي ملحقات دار الثقافة وعددها ست وسيتم تسليم 4 منها شهر جوان المقبل. وأنا شخصيا لا اعتبرها ملحقات ولكن دور ثقافة بأتمّ معنى الكلمة كتلك المتواجدة بعلي منجلي والخروب اللتين من المرتقب أن يدشّنهما الوزير الأوّل خلال زيارته المرتقبة. إلى جانب تدشين المكتبة الحضرية الكبرى باب القنطرة خلال شهر جويلية أو أوت، كما انتهت الأشغال بـ"المدرسة" وستدشن هي الأخرى هذا الشهر، ونفس الشيء بالنسبة لمركز الفنون (مقر الولاية القديم) حيث ستدشن هي الأخرى شهر جوان القادم.
أما متحف الفنون فأسندت الأشغال به لشركة بلجيكية تخلّت عنها، شأنه في ذلك شأن قصر المعارض المحاذي لقاعة العروض الكبرى، حيث تخلت عنه شركة الانجاز الاسبانية، وألغيت الصفقتان بالتراضي وسنطلق قريبا مناقصة لإتمام الأشغال.
تبقى أشغال تأهيل القطاع المحفوظ، وهي المباني القديمة، المساجد والزوايا. هنا الوضع مختلف تماما لأنّه لا يتعلّق بالبناء ولكن بالترميم وخصوصيته، وما يتطلّبه من وقت ربّما يمتد لسنوات..هو شيء طبيعي، وهناك نوع من الانزعاج بالنسبة للمساجد، ولكن ليس لدينا خيار آخر، فإذا لم ننطلق فيها سنصعّب الأمور وتكون النتائج وخيمة.
عند انطلاق الأشغال، واجهنا مشكلا قانونيا يكمن في تناقض نصين قانونيين، قانون التجارة وقانون الصفقات العمومية، وتمّ طرح القضية على الوزير الأوّل الذي فصل سريعا في الأمر لخصوصية الوضع، وسيتمّ استئناف الأشغال قريبا.

❊❊ ما تعليقكم على ما تمّ تداوله حول تصريحات السيد لخضر بن تركي المدير العام للديوان الوطني للثقافة والإعلام، في حق المدينة؟

❊ قرأت ما كتب في الموضوع، وهذا لا يعني أنّ الرجل أدلى بهذه التصريحات أو قصد ما كتب، لأنّني أعرفه وأعرف ما يملكه من حس بالمسؤولية. ربّما تمّ تأويل ما قاله، وكلّنا ضحايا ما يكتب من حين إلى آخر. لا أظنه من الذين يمسّون بكرامة الآخرين أو يخوض في مواضيع حسّاسة..

تظاهرة قسنطينة هي المنطلق وليست النهاية
دليلة مالك

"المساء" تجسّ نبض الشارع القسنطيني

الصدى لم يبلغ كل القسنطينيين

عرفت تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، على مدار عام كامل، العديد من النشاطات الفنية والإبداعية، منها التي كانت مكسبا هاما للمدينة على غرار ترسيم بانوراما الفيلم العربي المتوَّج كاحتفالية للفن السابع لم يسبق لقسنطينة أن عرفتها من قبل. كما غنمت صرحا ثقافيا راقيا، يتمثل في قاعة العروض الكبرى أحمد باي (الزينيت)، غير أن هذه المكاسب يجب تثمينها من خلال إقبال الجمهور على مختلف الفعاليات المدرجة. "المساء" جسّت نبض الشارع القسنطيني حيال الموضوع، فكان هذا الاستطلاع... أجمع عدد كبير من القسنطينيين على أن معظم الأحداث الثقافية التي نُظمت طيلة التظاهرة، لم تلق الصدى الإعلامي اللازم، فالمعلومة قلّما تصل إلى مسامعهم في وقتها، وأحيانا يتفاجأون بما يشاهدون في نشرات الأخبار، التي تقدم تغطية لبعض النشاطات أو السهرات الفنية وهم لا يدرون أنها حدثت في مدينتهم.
يقول مواطن يقطن وسط المدينة، إن سبب عدم إقبال الناس قد يرجع إلى كون معظم الأنشطة تنظَّم في قاعة الزينيت الواقعة خارج المدينة والتي لا يذهب إليها سوى من يملك سيارة، فوسائل النقل غير موجودة في تلك المنطقة. وبالنسبة له فإن التظاهرة لم تقدم له برنامجا يهمه، ولم تأت له بنجم أو شخصية ثقافية أو فنية مرموقة. وتساءل مواطن آخر، وهو إطار بمؤسسة عمومية، عن جدوى تنصيب شاشتين عملاقتين في قلب المدينة من دون تقديم المواعيد الثقافية المنتظرة في أسبوع مثلا، فالأمر يساعد الناس على تحضير أنفسهم والذهاب إلى حفل أو مشاهدة عرض سينمائي أو مسرحي. كما تحدّث على الملصقات العملاقة التي من المفروض أن تكون عند مدخل كل المرافق الثقافية، على غرار قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة ودار الثقافة مالك حداد، والمسرح الجهوي، والتي لا بد أن تحيَّن مع كل نشاط.
والتقت "المساء" بعدد من الطالبات يدرسن بجامعة منتوري، تحدثن عن التظاهرة بشكل إيجابي؛ ذلك أنهن استفدن من النقل الجامعي لحضور عدد من الفعاليات، وهي الوسيلة التي راهن عليها الديوان الوطني للثقافة والإعلام لاستقطاب جمهور أكبر ونوعي، وأعربن عن أمنيتهم في استمرار هذه الأنشطة حتى بعد نهاية التظاهرة، ذلك أنها ترفع عنهم ضغط الدراسة للترويح عن أنفسهم. وقالت واحدة منهن إن التظاهرة كانت فرصة للأخذ من الثقافات الأخرى وتوسيع دائرة مداركها. ويقول متحدث يشتغل بمحل لصناعة الجوزية، إن التظاهرة جلبت له الكثير من الزبائن من العديد من الولايات، واكتشفها العديد من العرب المشاركين. وقال بفخر إن الفرصة كانت سانحة لترويج الصناعة التقليدية التي تتميز بها مدينة الجسور المعلقة. كما عزّزت من ربح مادي وفير. وعن سؤالنا إن كان يحضر بعض الفعاليات رد بأن الوقت لم يسعفه، خاصة أن عدد الطلبيات تضاعف في هذه الفترة. وأفضى الشاب (س.أ) أنه كان حريصا على متابعة الكثير من الفعاليات، وكان من الأوفياء لهذا الموعد، إذ يعتز بمدينته، وذكر أن التوافد الجماهيري كان متواضعا، وأحيانا يكون قياسيا، خاصة بالنسبة للعائلات. وأعاز الأمر كون الأسرة القسنطينية غير متعودة على هذه الكثافة من البرامج الثقافية.

الصدى لم يبلغ كل القسنطينيين

نوال جاوت/ دليلة مالك/ لطيفة داريب

الجزء الاوّل
مناورات الأيام الأخيرة في أكبر تظاهرة شهدتها قسنطينة

تجاذبات واختلافات حول التنظيم والإنجازات

يُسدل الستار الأسبوع القادم على تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، لتُختتم بذلك فعاليات وتفاعلات عام من الثقافة أثير حولها كثير من القيل والقال، وحرب من التصريحات والتصريحات المضادة. وكما بدأت، بل وقبل أن تبدأ أصلا، شكلت تظاهرة قسنطينة "استثناء" من حيث ما دار حولها؛ سواء ما تعلّق بالأموال المرصودة إلى تنظيمها وتسيير فعالياتها، أو ما صاحبها من تجاذبات داخل وخارج مدينة الصخر العتيق والجسور المعلقة، والدهاليز التي لم يكتشفها القسنطينيون سوى مؤخرا من خلال فيلم وثائقي. "حروب" تصريحات ساخنة تواصلت إلى آخر الأيام بين المشرفين والمنظمين من جهة، الذين يكررون ويؤكدون أن التظاهرة حققت أهدافها وتَميُّزها، وأثبتت نجاحها رغم الأعاصير والعراقيل وحملات التشويه التي يقودها الذين لم يتمكنوا من تحقيق "أهدافهم" ورغباتهم، وكانوا ينظرون إلى التظاهرة من باب "الزردة" أو الوليمة الكبرى إلى حد من طمع منهم في الاستيلاء على قاعة "زينيت" (أحمد باي)...
... هؤلاء، حسب المنظمين، وبدل أن يتعاونوا على البر والمساعدة والمشاركة تخندقوا في الظل ليحركوا خيوط الابتزاز ويقودوا حملات التشويه، ومن جهة أخرى، أولئك الذين يعتبرون التظاهرة مرت بدون صدى ولم تترك أثرا فعليا لا في مجالات الثقافة نفسها ولا حتى في انعكاسها التنموي وفي تحريك يوميات القسنطينيين، الذين ظلوا يملأون المقاهي ويغلقون دكاكينهم ومغازاتهم مع غروب كل شمس، لتنام المدينة العجوز باكرا كعادتها. ويستدلون على ذلك بتعاقب ثلاثة وزراء على القطاع في عام واحد؛ أي على إدارة التظاهرة... وذهب بعضهم إلى حد الغلو بأنها لم تقدم إضافة ملموسة لقسنطينة رغم الأموال الكبيرة التي رُصدت لها، هذا ربما ما دفع والي قسنطينة السيد حسين واضح، إلى إبراز رسالة قوية في هذا الحوار الذي ننشره اليوم (الجزء الأول المخصص للتظاهرة)، تؤكد لـ "المساء" التي أعدت ملفا مطولا حول تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، أن التظاهرة هي منطلق للتنمية الشاملة في مختلف القطاعات وليست نهاية في حد ذاتها. وعدّد الإنجازات التي تم إثراء قسنطينة بها، وباتت مكاسب لا يراها طبعا الذين ينطلقون من أحكام مسبقة وأحكام جاهزة (ذكرها في الحوار).

تجاذبات واختلافات حول التنظيم والإنجازات

ليست هناك تعليقات: