اخر خبر
الاخبار العاجلة لاكتشاف سكان قسنطينة الاستهزاء التاريخي بقسنطينة في الموقع الرسمي لتظاهرة قسنطينة عاصمة الدعارة العربية حيث قدمت مدينة قسنطينة كمدينة عشقها الحيوان للتعبير على ان سكان قسنطينة حيوانات يدكر ان عبارة هي المدينة التي تصنع-قسنطينية الناس- مثلما قيل، إذ عمرها الإنسان وأحبها الحيوان أيضا تعبر عن الاستهزاء بسكان قسنطينة تالاريخيا يدكر ان موقع قسنطينة عاصمةوالدعارة كلف خزينة الدولة مشروع بناء عاصمة للشرق الجزائري وشر البلية مايبكي
الفقرة الاستهزائية بسكان قسنطينة في موقع قسنطينة 2015
إن
تظاهرة من هذا الحجم ستعطي لأهلها دون شك فرصة اكتشاف مدينتهم أحسن،
والحفر في تراثها وتاريخها الزاخر بالمحطات المضيئة، و تسجيل حضورهم عبر
التاريخ في مثل هذه المواعيد الكبيرة.
تعد قاعة زينيت بقسنطينة
التي توشك أشغالها على الانتهاء وتمتاز بهندسة معمارية أصيلة تجمع بين
الجمال والجودة وتتوفر على تجهيزات ذات تكنولوجيا فائقة التطور (دون أدنى
شك) الهيكل الرائد لتظاهرة (قسنطينة عاصمة للثقافة العربية لعام 2015)·
وتثير هذه القاعة بـ3 آلاف مقعد التي تم إنجازها بحي زواغي بأعالي عين الباي والتي تعد الأولى من نوعها بالجزائر الإعجاب بهيكلها الضخم الذي يأسر القلوب منذ الوهلة الأولى من خلال واجهته الزجاجية وتغطيته بالألمنيوم·
وتعكس قاعة زينيت بقسنطينة التي أطلقت أشغالها منذ حوالي سنة مثلما أوضحه في وقت سابق وزير السكن والعمران والمدينة خلال زيارته لقسنطينة - كامل القوة الصينية وخبرتها- وذلك من خلال التمكن من إنجاز هيكل بـ43 ألف متر مربع خلال 12 شهرا·
عند مدخل المبنى الإداري للقاعة توجد لافتة مكتوب عليها (لم يتبق سوى 40 يوما لتسليم المشروع)، حيث أن شركة تشاينا ستايت إنجنيورينغ كوربورايشن المكلفة بدراسة وإنجاز هذا المشروع (لا تتهاون أبدا مع الآجال المحددة للإنجاز وتعتزم الوفاء بالتزاماتها من خلال تسليم القاعة بتاريخ 15 مارس المقبل) حسب ما صرحت به لوأج صونيا المسؤولة الصينية عن الورشة·
ومثل قرية نمل عملاقة تزدحم الورشة بالعمال حيث تعمل بعض الفرق على تركيب الكراسي بكل من القاعة الكبرى للعروض والقاعة المتاخمة لها بـ150 مقعد، فيما يضع تقنيون إيطاليون آخر اللمسات على نظام الصوت وتعمل فرق أخرى على تركيب اللافتات التوجيهية وباقي تجهيزات هذه الورشة الضخمة وذلك تحت أنغام موسيقى المالوف·
وخارج الورشة ينهي عمال آخرون أشغال الساحة فيما يقوم آخرون بصيانة المساحات الخضراء، في حين يستكمل فريق آخر تزفيت الحظيرة الشرقية لركن المركبات بالمبنى·
وصرح مراد بوطمين مهندس بمديرية التجهيزات العمومية مكلف بمتابعة الورشة (لقد شرعنا في التجارب التقنية لنظام التكييف والمركز الرئيسي لمعالجة الهواء والصوت والأنوار الكاشفة وجهاز الأمن، حيث كانت التجارب كلها مقنعة)·
ويضم هذا المبنى المتربع على مساحة إجمالية بـ60 ألف متر مربع ساحة بـ13800 متر مربع ومساحة مبنية إجمالية بـ43 ألف متر مربع حيث أن هيكله ثلاثي الأبعاد مع إمكانيات تمديد قد تصل إلى 24 مترا في العلو، في حين تصل تغطيته الحديدية إلى 14500 متر مربع·
وأشار السيد بوطمين إلى أن جدران المبنى التي بلغ ارتفاع البعض منها 29 مترا مغطاة بالألمنيوم بشكل كلي حيث تطلبت هذه الورشة الضخمة في ذروة نشاطها تسخير ما لا يقل عن 1000 عامل إذ منذ إطلاق الأشغال يتواجد 200 شخص على الأقل بالورشة 7 أيام على 7·
وبالموازاة مع ذلك يشرف على متابعة الأشغال حوالي 60 مهندسا ومهندسا معماريا تابعين لكل من المؤسسة الصينية ومكتب الدراسات اللبناني دار الهندسة ومكتب الدراسات الجزائري (مكتب دراسات الإنجاز الهندسي للمشاريع) المكلف بهندسة التكييف وإطارات من مديرية التجهيزات العمومية·
كما خضعت قاعة زينيت منذ إطلاق ورشة إنجازها لزيارات مهندسين معماريين ومهندسين خبراء وذلك في إطار العقد الذي يربط صاحب المشروع بدار الهندسة·
كما يعقد كل أسبوعين اجتماع بين صاحب المشروع (مديرية التجهيزات العمومية) وشركة تشاينا ستايت إنجنيورينغ كوربورايشن ومختلف الفرق المتابعة للمشروع وذلك بغية تقييم تقدم الأشغال حسب ما تمت الإشارة إليه·
وأج
يأتي خبر رحيل الكاتبة آسيا جبار ليعطي لغيابها الذي اختارته عمدا، واختفائها من المشهد في السنوات الأخيرة، تتويجه النهائي باعتباره المحطة الأخيرة لمسيرة إبداعية وحياتية كانت مقترنة بمرارة ما، وخيبة زادت من حدتها انكسارات أحلام جيلها من رواد الأدب الجزائري، أو ممن جاءوا بعدهم، ليروا بلدا مستقلا ومزدهرا وديمقراطيا، هي التي كانت تحلم للأطفال بعالم جديد، وللنوارس ببحر صافي الزرقة، وللجزائر ببياض أبهى، ولنساء جبل شنوة بأناشيد. أمازيغية تحمل شجن البحث عن فسحة ضوء في سماء المتوسط المجروحة بالانتظار لما لا يأتي.
ترحل آسيا جبار في صمت، هي التي انزوت في عزلة أخيرة، بعد مرضها، وقبله، تتأمل ما يفعل التاريخ الذي أحبته بشهوده وشهدائه وضحاياه، وبأولئك الحالمين بيوتوبيات تبقى وعدا، وتستعيد ملامح تلك الفتاة التي سكنتها بهواجس الحرية والتمرد والرغبة في الإنتصار للهوامش التي لا صوت لها، وللإرث الشجي لذاكرة حملتها النساء في عزلاتهن المبصومة بالشجن والبحة المجروحة لأصواتهن الطالعة من ليل طويل من القهر والسيطرة والخذلان.
ترحل إذن، كما رحلت مرارا هي المشاءة السادرة في مدن الآخرين، المسكونة بروح الأمكنة وعبقها وروائحها، ترحل هي المفتونة بحفريات الشغف الباحث في طبقات الأحداث، وركام الخسارات عن معنى قد يضيء ليلها القلق، ويجيب عن أسئلتها المنصورة في شقوق الأيديولوجيا وتصدعات المآلات البائسة لوطن خان أحلامه، إذ ها هي تختار المنفى بعد تعريب الجامعة في الستينات وترحل كما رحل جمال الدين بن شيخ، ومحمد أركون، ومحمد ديب، وغيرهم، لتواصل رحلتها في الشهادة على التفاصيل التي تبقى حاضرة.
بمثابرة عجيبة أيضاً بقيت مخلصة لعوالمها، ولبنية واقعية وكلاسيكية في الكتابة، وللحفر في التاريخ ومكره بروح المؤرخة الصبورة، والمناضلة النسوية المدركة لضرورة إعادة قراءة تاريخنا لإسماع أصوات من لا صوت لهم، خاصة النساء اللواتي رمين للصمت والنسيان، ولم يصغ لهن سواء في الماضي أو في الحاضر، من هنا كانت روايتها «بعيدا عن المدينة» غوصا في سير النساء اللواتي صنعن تاريخ الإسلام وساهمن فيه.
تقاسمتها نداءات كثيرة، فلم تكن كاتبة فقط، بل كان شغفها بالسينما وبالأفلام الوثائقية يضاهي ما منحته للكتابة، وأيضاً حبها لفن الفوتوغرافيا، ورغبتها في القبض على اللحظة بكامل امتلائها، وإنقاذها من الزوال والتلاشي، من خلال ألبومات الصور التي وضعت لها مقدمات شفافة، أو تلك الأفلام التي خلدت من خلالها لتراث شفهي يكاد يختفي ويضيع لولا لفتتها الآسرة.
كل هذا هو آسيا جبار، وهي الذهاب الحميمي في سنواتها الأخيرة إلى الذاتي والداخلي من خلال التركيز على السيرة ومنعطفاتها، والعودة بشكل من الأشكال إلى بيت الطفولة والوله، مستعيدة حكاية سفرها المستمر.
برحيل آسيا جبار نفقد صوتا كان يسهر علينا في ليل المنافي، ويحرس الثقافة الجزائرية من الإنقراض والتلاشي، ويُرسخ لتقاليد النقد والمساءلة والاجتهاد. هي رحلة أخرى فقط لتتحدي بالبياض اللانهائي وتطيري في الأفق المفتوح لغناء سيبقى خالدا، نامي في أبديتك البيضاء ولترعاك النوارس والأزرق اللازوردي لمدينة شرشال.
كثيرون فرحوا بوفاة أديبة الجزائر الأولى. كثيرون غنّوا ورقصوا اِحتفاءً بنهاية الكابوس، واِنزياح الهرم الذي كان يحجب عليهم الرّؤية. لقد ماتت آسيا جبار لتبعث الرّوح في ورق ديناصورات الأدب أحاديّة الخليّة، ماتت لتكشف عوراتنا، فلا أرشيف مصوّر ولا كتابي يُثبت اِنتماء الكاتبة إلى هذه الرّقعة من الجغرافيا، لا شيء يؤكد بأنها واحدة منّا، سوى الاسم ومكان المولد، لا علامة بارزة تربطها بمخيلتنا سوى شخصياتها الرّوائية، الهاربة من القهر والنّسيان. كيف نجحوا في محو آسيا جبّار من الذّاكرة الجمعية؟ كان يمكن أن نتجاهلها لو لم تدخل مجمع الخالدين، ولو لم يردّ اَسمها في ترشيحات نوبل، تمامًا مثلما نسينا عائشة لمسين وليلى صبّار وآخريات، فأن تخرج من بلدك، وتحاول أن تؤسس لتجربة أدبية بعيدًا عن أرض المنشأ، فهذا لا يعني بالضرورة أنك ستعود إليها يوما نجمًا «مستغانميًا»، فالنسيان هي الطّريق الأسهل لقتل «الكُتّاب الجزائريين».
هل نحتاج اليوم لإعادة التّذكير بفضل آسيا جبار على الأدب المغاربي إجمالا، والجزائري خصوصا، كلا! فسيرتها متوافرة على كلّ مواقع البحث، على الأنترنيت، وبكلّ اللّغات، ولكن ما لا تحكيه سيرتها هي أسباب قطيعتها مع بلدها الأم، أكثر من ثلاثين سنة! لماذا خرجت فاطمة إيملحاين (الاسم الحقيقي للكاتبة) من الجزائر، مقهورة وذليلة وخائبة. خرجت في فترة تقول عنها الكُتب المدرسية بأنها كانت من أفضل فترات النموّ الثّقافي في البلد، في فترة تلت مباشرة ما كان يسمى «الثورة الثقافيّة».
هل قامت الثّورة لتطرد آسيا جبّار من بلدها؟ تلك الثّورة التي حجزت المفكر اللّبق مصطفى الأشرف في غرفة الصّمت، ودفعت رابح بلعمري إلى السّخرية منها، تلك الثّورة الثّقافية التي لم يستفد منها سوى «إتحاد الكُتّاب الجزائريين»، فبينما كانت آسيار جبّار تحزم حقيبتها، كان كتّاب هذا الإتحاد يتنافسون فيما بينهم للظفر بالسّفريات إلى الخارج، ونيل المقاعد بالقرب من لجان الحزب الواحد. ككلّ كاتب يُغادر مضطرًا الجزائر، لم تجد آسيا من يقف إلى جانبها، لقد أدارت ظهرها للإنقلابيين على الأدب، واِتجهت شمالا، كما فعل محمد ديب، وواصلت الكتابة وأنصفها القارئ الغربي، وعادت إلى بلدها، خصوصا في السّنوات العشر الماضية، كاسم فقط، ليس كجسد، فهي لم تنل تكريمًا في بلدها، في فندق خمس نجوم، كما نالته أحلام مستغانمي، ولم يزرها مسؤول رسمي، كما زار الطّاهر وطار، بل ظلّت فقط اِسما ونصًا تتداوله الألسن القارئة لا غير، وفي لحظة تخيّلنا فيها نهاية القطيعة، مع صدور أول ترجمة قانونية لروايتها الأخيرة، خاب الظّن سريعا، فلا الكِتاب رُوّج له كما ينبغي، ولا القارئ المُشبّع بكليشيهات الثمانينيات تحمّس له، كما لو أن يدًا خفية تسللت لتعتّم على اِسم آسيار جبار في أول ظهور لها باللّسان العربي، وكلّ من تحدث عنها، في الأيام الماضية، خصوصا في المشرق العربي، تأسف لعدم صدور ترجمة لها بالعربية! هكذا إذا غًُيّبت آسيا جبار مرّة أخرى، لا هي فرنسية كاملة الفرنسية، ولا جزائرية بجزائرية كاملة، هناك دائما حلقة ضائعة في علاقتها ببلدها وبلغتها، وماذا يمكن أن نفعل لنردّ لها الاعتبار؟ هي ليست بحاجة إلى بيان صحافي أو تصريح مقتضب من هيئات إعلامية، سيكون العرفان الأهم أن تقوم مؤسسة عمومية بما قامت به المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار، التي اشترت حقوق روايات رشيد بوجدرة وترجمتها إلى العربية، ونحن نقترب من تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، أليس من الأفضل تخصيص شطر صغير من ميزانية الحدث لشراء حقوق روايات آسيار جبار وترجمتها إلى العربية؟ إننا في الانتظار، آسيا جبار في وصاية الجيل الجديد من القراء، وهم أكيد سيردون لها الاعتبار.
قبل رحيل آسيا جبار ببضعة أيام، قرأت الفصول الأولى من روايتها «اختفاء اللغة الفرنسية» منشورات ألبان ميشال سنة2003، وهي رواية عن مغترب يدعى «بركان» يقرر العودة إلى مسقط رأسه بالقصبة، بعد 20 عاما من الغياب «المنفى» فيعيد اكتشاف ذاته، وهو يسير عبر الأزقة العريقة، وقصبة «بيبي لوموكو»، (إحالة للفيلم الفرنسي الشهير الذي أخرجه جولين دوفيفيي، سنة 1937، ومثل فيه الدور الرئيسي الممثل جان غابان، ودارت أحداثه في حي القصبة). ترك «بركان» حياة رغدة ورائه في باريس، وعاد إلى أرض أجداده لإعادة ربط الصلة مع اللغة التي يتكلم بها أهل القصبة، والتي هي مزيج من لهجات متوسطية مختلفة، رغم غلبة العربية عليها. ذكرتني هذه الرواية بنص سردي سابق نشرته بعنوان «تلك الأصوات التي تحاصرني»، والذي جاء على شكل «سيرة ذاتية»، حيث استعادت من خلاله ذكريات الطفولة، وبداياتها مع الكتابة الروائية، منذ روايتها الأولى «العطش»، وصولا إلى رواية «الحب والفنتازيا»، وهي الجزء الأول من رباعيتها التي سُميت لاحقا برباعية الجزائر. فبين رواية «اختفاء اللغة الفرنسية» والنص السردي «تلك الأصوات التي تحاصرني»، تشكل السيرة الذاتية جزءا أساسيا من المتن الروائي، الذي يأخذ المنحى نفسه لروائية تلجأ للغة الفرنسية للتعبير عن مكانة المرأة المسلمة في مجتمع منغلق.
قرأت بعض التصريحات منذ يومين، لمثقفين جزائريين «أداروا ظهرهم لآسيا جبار»، لأنها «أدارت ظهرها لنا» على حد تعبيرهم. وهذه مغالطة كبرى لأناس لم يقرؤوا لها حرفا واحدا حسب اعتقادي. إن فاطمة الزهراء ايملحاين (وهو الاسم الحقيقي لآسيا جبار)، عرفت مسارا نضاليا وثوريا، حيث استجابت لنداء جبهة التحرير الوطني للطلبة، وتركت مقاعد الدراسة، وشاركت في المجهود الثوري. عاشت شديدة التأثير لأن أعمالها لم تترجم إلى اللغة العربية كاملة (باستثناء ثلاثيتها الأولى، التي ترجمها إخواننا المشارقة، ورواية «لا مكان في بيت والدي» التي ترجمها المرحوم محمد يحياتن، وصدرت العام الماضي عن منشورات «سيديا»). وقد عبرت آسيا جبار عن ذلك الألم في حديث مع الروائي واسيني الأعرج.
شخصيا، كنت دائما أسأل عن الأسباب التي تقف وراء توقفها عن الكتابة الروائية بين1967 و1985، واهتديت للإجابة بعد أن قرأت كلمة الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي التي نشرتها الصحف بعد رحيل الكاتبة بيومين، حيث اعتبر أن آسيا جبار انتقلت من الكتابة الروائية النفسية الاستنباطية التي ميزت أعمالها الأولى منذ رواية «العطش»، إلى الكتابة التاريخية لما نشرت رواية «الحب الفنتازيا»، عام 1985، وتطلب ذلك بحثا معمقا في تاريخ الجزائر خلال القرن التاسع عشر، وهو القرن الذي شهد احتلال الجزائر من قِبل الفرنسيين، وبذلك اكتسبت وعيا بتاريخ البلاد وأهميته في فهم أسباب الإخفاق الذي أدى إلى وضعية استعمارية دامت طويلا. ففي «الحب..الفنتازيا»، عادت آسيا جبار لظروف احتلال «الإيالة» (المحروسة) وسقوطها في يد الجنرال «دوبورمون»، وكيف وقع ذلك على وعي فتاة جزائرية فرانكفونية بعد 150 عاما من وقوع الحادثة، تحاول أن تبني ذاتها، من خلال اكتساب «وعي» بالتاريخ. وكأن آسيا جبار تخبرنا أن تعلم اللغة الفرنسية، لا يعني نسيان جرائم «سانت أرنو»، و»بليسييه»، اللذين وردا ذكرهما في الرواية. وقد سارت هذه الرواية على وقع التضاد بين اللحظة الذاتية (الحميمية) واللحظة التاريخية. ومنذ هذه الرواية، لجأت آسيا جبار إلى التاريخي لفهم الآني، مثلما فعلت في روايتها «بعيدا عن المدينة». لقد قرأت تاريخ الإسلام (عبر الطبري بالأخص) لفهم دور المرأة في مسار التاريخ. لقد أعادت بفضل هذه الرواية للمرأة المسلمة مكانتها المسروقة على حد تعبيرها.
ما يعجبني في آسيا جبار، هو هذا الإهتمام بالفضاء اللغوي المتعدد. وعليه أعتقد أن أعمالها الروائية تعتبر بمثابة رد صريح على حماقات دعاة الأحادية الذين انتصرت عليهم، وهزمتهم بعد أن احتضنا رواياتها، وأدمنا على قراءتها بنهم وإعجاب كبيرين.
قرّاء أخبار اليوم يقدّمون اقتراحات لتخطّي أزمة البترول :
تستمرّ أزمة انخفاض أسعار النفط التي تلقي بظلالها على الجزائر بشكل مباشر، الأمر الذي يستوجب إيجاد بدائل تخرج بلادنا من تبعيتها المطلقة للاعتماد التام على مداخيل المحروقات· وتباينت آراء المشاركين في سبر آراء قامت به (أخبار اليوم) حول الموضوع، لكنها اتّفقت حول ضرورة إيجاد مخرج عاجل من هذه الورطة الاقتصادية، مع (وجوب) تخلّي الجزائريين عن (التفنيين المزمن)·
أثار انخفاض أسعار البترول في الأسواق العالمية خلال الأشهر القليلة الماضية تخوّف الجزائريين من تأثيره على الاقتصاد الوطني على اعتبار أنه المصدر الرئيسي فيه، حيث يمثّل 97 بالمائة من مداخيل البلاد، ولا يمكن التخلّص من تبعية الاقتصاد الوطني لقطاع المحروقات وتقلّبات أسعار النفط إلاّ بتطوير قطاعات أخرى خارج المحروقات، حسب ما يراه أغلب المختصّين، لكن ما هو رأي المواطنين البسطاء؟
(ما هي الحلول التي تراها مناسبة في مواجهة أزمة انخفاض أسعار النفط؟) هو السؤال الذي طرحته (أخبار اليوم) على المتفاعلين مع صفحتها الرسمية على (الفايس بوك)، فشدّد بعضهم على ضرورة تغيير أسس الاقتصاد الوطني بتنمية بقّية القطاعات كالفلاحة والصناعة وخلق مصادر إنتاج الثروة، ورأى آخرون أن محاسبة مبدّدي المال العام تغني عن الغاز والبترول والغاز الصخري، وكتب أحد القرّاء أنه (قبل ذلك تغيير ذهنيات غالبية الجزائريين الكسالى السلبيين هواة عقلية رافدة وتمونجي وتستنّى في الكونجي)· واقترح قارئ آخر إعادة هيكلة النّظام الاقتصادي (حلاّ ناجعا كتقسيم الولايات إلى 4 أقطاب، أي 12 ولاية سياحية و18 ولاية فلاحية و14 ولاية صناعية و4 بترو كيمياوية)، وذكر أن (النتيجة من هذا تظهر بعد 4 سنوات من العمل المتواصل وبكدّ وجدّ نحقّق أوّلا الاكتفاء الذاتي للجزائر وبعدها إفريقيا)· ولئن كان من المهمّ جدّا أن يتخلّى الجزائريون عن عقلية (رافدة وتمونجي) فإنه من الواجب على السلطات إيجاد حلول فعّالة وسريعة تسمح للجزائر بتخطّي أزمة البترول بأخفّ الخسائر الممكنة·
رشيدة بوبكر
تسوّل·· فاحشة وشعوذة تمس بحرمة الموتى
* الإسلام يحرم المساس بحرمة القبور
تزايد الحديث خلال الفترة الأخيرة على ظاهرة تعد من أخطر الظواهر والتي مست أماكن يقدسها الدين الإسلامي الحنيف وهي المقابر كمثوى أخير يلاقي فيه الإنسان ربه بعد بلوغ أجله، إلا أن هناك من البشر من سوّلت لهم أنفسهم التعدي على حرمتها وقداستها دون احترام أهلها أو الساكنين بها في مثواهم الأخير من الموتى، بحيث تحوّلت إلى أقطاب تجارية ومقصدا للمتسولين ولم يسلم الوافدون إليها من الاعتداءات ومشاهدة الرذائل بل حتى أنها صارت ملاذا للسحرة من أجل القيام بأفعال السحر والشعوذة والعياذ بالله من دون أن ننسى آفة نبش القبور، هي كلها ظواهر خطيرة أحاطت بالمقابر لما تحمله من تعدٍ على حرمة الموتى عوض أن تكون أماكن للخشوع ومحاسبة النفس·
سمية بن سديرة
بمجرد دخولنا إلى مقبرة العالية بالعاصمة لاحظنا مختلف الصور التي شوهت منظر المقبرة والتي تتلخص في قارورات الخمر والنفايات المترامية هنا وهناك وكانت في أغلبها بقايا الطعام وكل القاذورات التي لم تجد لها مكانا سوى هذا المكان الذي من المفروض أن يكون أطهر مكان يرقد فيه الموتى، حيث الكل يعلم بأن المقابر في الشريعة الإسلامية هي هيبة وحرمة باعتبارها مسكنا للأموات وفرض ديننا الحنيف على واطئيها من المسلمين آدابا من بينها الطهارة، إفشاء السلام على أهل القبور، حيث شدد على احترامها لكن ما نراه اليوم هو عكس ذلك تماما·
تسوّل··· شعوذة ورذائل
سيناريوهات التسوّل والرذائل والشعوذة أصبحت من المظاهر الغريبة عبر المقابر الجزائرية والظاهرة الأخيرة تمثلت في التجارة وهو ما لمسناه في مقبرة العالية التي أصبحت قطبا تجاريا بدون منازع بحيث يأتي الباعة بالأزهار ومختلف الحاجيات من أ بيعها للزائرين·
من دون أن ننسى المتسولين الذين وضعوا بصمتهم بالمقابر وحوّلوها إلى أماكن لكسب الرزق من قبل محترفي التسول والمتاجرة بكلام الله جلّ وعلا مقابل مبلغ مالي دون حياء أو خوفا من الله عز وجل، حيث أصبح متسولو العالية لا يقبلون كل الصدقات التي يتصدقها الناس على أهاليهم والتي تتمثل في الأكل بل باتوا وبكل وقاحة يطلبون المال لاغير حيث قال أحد العاملين في حفر القبور غالبا ما يدخل عمال المؤسسة في مناوشات مع هؤلاء التجار الذين يعودون يوميا إلى نفس المكان لكن دون نتيجة، ذاكرا أنه في أغلب الأحيان الخلافات التي تقع بيننا وبين المتسولين كثيرا ما تنتهي بنا في مراكز الأمن لكن دون جدوى، كما حدثنا على القليل من الكثير مشيرا إلى أن مؤخرا أعوان الحراسة ألقوا القبض على إحدى العجائز كانت تحاول أخذ حفنة من تراب القبور التي يطلق عليها اسم (القبر المنسي)، وهو ما يستغل في الشعوذة، وعن هذه التسمية يقول محدثنا أنها تطلق على القبور التي لم يزرها أهل الميت منذ عدة سنوات، وهو الأمر الذي يجعل معالمها لا تظهر جليا، كما أخبرنا بقصص غريبة حدثت مثل الرجل المتنكر بالزي النسوي يأتي للتسول وتم كشفه من قبل أحد العاملين في المقبرة، إضافة لهذا غياب الرحمة والرأفة بسبب دوس القبور بأقدامهم غير آبهين بحرمة المقبرة دون أن ننسى الحديث عن تحويلها إلى شبه مفرغة، متطاولين بذلك على قداسة المكان، ويحدث كل هذا في ظل صمت السلطات المعنية حيال الموضوع وغيابهم الكلي، وعلى الرغم من علمهم بخطورة الوضع وما يحدث وسط هذه المقبرة إلا أنهم لم يتخذوا أي خطوة لردع هؤلاء الدخلاء على مكان من المفروض أن تكون له حرمته وقداسته كون القضية حساسة تتطلب النظر فيها قبل فوات الآوان·
نبش القبور·· آفة أخرى
كالعادة فإنه ثمة فراغ قانوني شديد في التعاطي مع إشكالية نبش القبور، سواء ما تعلق منها بسرقة أشياء الموتى أو سرقة أجسادهم، إذ أن المشرع الجزائري يعاقب نابش القبر بغرامة مالية، وهي عقوبة كما يتضح غير رادعة على الإطلاق، إذ هي لا تبلغ في أقصاها ثمن جثة واحدة عند بيعها لأحد سماسرة الأعضاء البشرية، أو تجار المخدرات، الأمر الذي دفع إلى استمرار وجود الجريمة، بل وتزايد نشاط مرتكبيها لأقصى درجة، وإزاء هذا الفراغ القانوني، وجب رفع حد العقوبة وتشديدها للحد من هذه الظواهر التي أصبحت تؤرق العديد من الأسر الجزائرية وتضع موتاها في المحك·
كما باتت الظواهر المخلة بالحياء وانتشارها بشكل ملفت للانتباه تحمل تعدٍ على حرمات الموتى في القبور، والمخزي في الأمر كذلك أنها أضحت مكانا لممارسة التجارة وملاذا آمنا للصوص بتصرفاتهم والذين لا يتوانون على مهاجمة أهالي الأموات، والأغرب من ذلك الشجارات العنيفة التي تحصل بين المتسولين بأصوات عالية والكلام الفاحش داخل المقبرة، حيث غيروا الدعاء على الميت وتعدوا على حرمة المقابر بالكلام الفاحش، لكن كل هذا يعود الى نقص الرقابة والأمن، وعلى من يعود اللوم في هذا المقام؟ هل حرمة الموتى أهينت إلى هذه الدرجة وأين هي سلامة الزائرين من كل هذا، أم نية هؤلاء الأصناف احتلال كل الأماكن ولم تسلم حتى المقابر من أفعالهم المشينة·
تسوّل·· فاحشة وشعوذة تمس بحرمة الموتى
* الإسلام يحرم المساس بحرمة القبور
تزايد الحديث خلال الفترة الأخيرة على ظاهرة تعد من أخطر الظواهر والتي مست أماكن يقدسها الدين الإسلامي الحنيف وهي المقابر كمثوى أخير يلاقي فيه الإنسان ربه بعد بلوغ أجله، إلا أن هناك من البشر من سوّلت لهم أنفسهم التعدي على حرمتها وقداستها دون احترام أهلها أو الساكنين بها في مثواهم الأخير من الموتى، بحيث تحوّلت إلى أقطاب تجارية ومقصدا للمتسولين ولم يسلم الوافدون إليها من الاعتداءات ومشاهدة الرذائل بل حتى أنها صارت ملاذا للسحرة من أجل القيام بأفعال السحر والشعوذة والعياذ بالله من دون أن ننسى آفة نبش القبور، هي كلها ظواهر خطيرة أحاطت بالمقابر لما تحمله من تعدٍ على حرمة الموتى عوض أن تكون أماكن للخشوع ومحاسبة النفس·
سمية بن سديرة
بمجرد دخولنا إلى مقبرة العالية بالعاصمة لاحظنا مختلف الصور التي شوهت منظر المقبرة والتي تتلخص في قارورات الخمر والنفايات المترامية هنا وهناك وكانت في أغلبها بقايا الطعام وكل القاذورات التي لم تجد لها مكانا سوى هذا المكان الذي من المفروض أن يكون أطهر مكان يرقد فيه الموتى، حيث الكل يعلم بأن المقابر في الشريعة الإسلامية هي هيبة وحرمة باعتبارها مسكنا للأموات وفرض ديننا الحنيف على واطئيها من المسلمين آدابا من بينها الطهارة، إفشاء السلام على أهل القبور، حيث شدد على احترامها لكن ما نراه اليوم هو عكس ذلك تماما·
تسوّل··· شعوذة ورذائل
سيناريوهات التسوّل والرذائل والشعوذة أصبحت من المظاهر الغريبة عبر المقابر الجزائرية والظاهرة الأخيرة تمثلت في التجارة وهو ما لمسناه في مقبرة العالية التي أصبحت قطبا تجاريا بدون منازع بحيث يأتي الباعة بالأزهار ومختلف الحاجيات من أ بيعها للزائرين·
من دون أن ننسى المتسولين الذين وضعوا بصمتهم بالمقابر وحوّلوها إلى أماكن لكسب الرزق من قبل محترفي التسول والمتاجرة بكلام الله جلّ وعلا مقابل مبلغ مالي دون حياء أو خوفا من الله عز وجل، حيث أصبح متسولو العالية لا يقبلون كل الصدقات التي يتصدقها الناس على أهاليهم والتي تتمثل في الأكل بل باتوا وبكل وقاحة يطلبون المال لاغير حيث قال أحد العاملين في حفر القبور غالبا ما يدخل عمال المؤسسة في مناوشات مع هؤلاء التجار الذين يعودون يوميا إلى نفس المكان لكن دون نتيجة، ذاكرا أنه في أغلب الأحيان الخلافات التي تقع بيننا وبين المتسولين كثيرا ما تنتهي بنا في مراكز الأمن لكن دون جدوى، كما حدثنا على القليل من الكثير مشيرا إلى أن مؤخرا أعوان الحراسة ألقوا القبض على إحدى العجائز كانت تحاول أخذ حفنة من تراب القبور التي يطلق عليها اسم (القبر المنسي)، وهو ما يستغل في الشعوذة، وعن هذه التسمية يقول محدثنا أنها تطلق على القبور التي لم يزرها أهل الميت منذ عدة سنوات، وهو الأمر الذي يجعل معالمها لا تظهر جليا، كما أخبرنا بقصص غريبة حدثت مثل الرجل المتنكر بالزي النسوي يأتي للتسول وتم كشفه من قبل أحد العاملين في المقبرة، إضافة لهذا غياب الرحمة والرأفة بسبب دوس القبور بأقدامهم غير آبهين بحرمة المقبرة دون أن ننسى الحديث عن تحويلها إلى شبه مفرغة، متطاولين بذلك على قداسة المكان، ويحدث كل هذا في ظل صمت السلطات المعنية حيال الموضوع وغيابهم الكلي، وعلى الرغم من علمهم بخطورة الوضع وما يحدث وسط هذه المقبرة إلا أنهم لم يتخذوا أي خطوة لردع هؤلاء الدخلاء على مكان من المفروض أن تكون له حرمته وقداسته كون القضية حساسة تتطلب النظر فيها قبل فوات الآوان·
نبش القبور·· آفة أخرى
كالعادة فإنه ثمة فراغ قانوني شديد في التعاطي مع إشكالية نبش القبور، سواء ما تعلق منها بسرقة أشياء الموتى أو سرقة أجسادهم، إذ أن المشرع الجزائري يعاقب نابش القبر بغرامة مالية، وهي عقوبة كما يتضح غير رادعة على الإطلاق، إذ هي لا تبلغ في أقصاها ثمن جثة واحدة عند بيعها لأحد سماسرة الأعضاء البشرية، أو تجار المخدرات، الأمر الذي دفع إلى استمرار وجود الجريمة، بل وتزايد نشاط مرتكبيها لأقصى درجة، وإزاء هذا الفراغ القانوني، وجب رفع حد العقوبة وتشديدها للحد من هذه الظواهر التي أصبحت تؤرق العديد من الأسر الجزائرية وتضع موتاها في المحك·
كما باتت الظواهر المخلة بالحياء وانتشارها بشكل ملفت للانتباه تحمل تعدٍ على حرمات الموتى في القبور، والمخزي في الأمر كذلك أنها أضحت مكانا لممارسة التجارة وملاذا آمنا للصوص بتصرفاتهم والذين لا يتوانون على مهاجمة أهالي الأموات، والأغرب من ذلك الشجارات العنيفة التي تحصل بين المتسولين بأصوات عالية والكلام الفاحش داخل المقبرة، حيث غيروا الدعاء على الميت وتعدوا على حرمة المقابر بالكلام الفاحش، لكن كل هذا يعود الى نقص الرقابة والأمن، وعلى من يعود اللوم في هذا المقام؟ هل حرمة الموتى أهينت إلى هذه الدرجة وأين هي سلامة الزائرين من كل هذا، أم نية هؤلاء الأصناف احتلال كل الأماكن ولم تسلم حتى المقابر من أفعالهم المشينة·
رفع
المجلس الوطني العلمي للإفتاء التابع لوزارة الشؤون الدينية، أمس، اللّبس
عن الجدل الأخير المتعلق بسكنات (عدل) بعد أن أجاز صيغ البيع بالإيجار،
لخلو عقد البيع من الربا، شريطة تغيير تسمية صيغة البيع بالإيجار إلى صيغة
البيع بالتقسيط·
وأوضحت اللجنة أمس، المنعقدة بدار الإمام بالمحمدية، أن بيع المساكن الممولة من الأموال العمومية من طرف الدولة ممثلة في وكالة عدل للمواطنين على النحو الذي تضمنه المرسوم التنفيذي المذكور أعلاه وتعديلاته: هو أمر جائز لا حرمة فيه، ورفعا لما يعانيه كثير من المواطنين من الحرج الشديد والضيق والعنت بسبب أزمة السكن التي يعاني منها كثير من الناس، خاصة وأن هذا الحرج واقع في أمر ضروري؛ والضروريات يغتفر فيها ما لا يغتفر في الحاجيات والتحسينات·
وعن قضيــة زرع الأعضاء، قالت اللجنة في الورشة الثانية التي قامت بها في مجملها جواز زرع الأعضاء مع مراعاة صحة الإنسان في أي صورة من صور التبرع الثلاث وهي: التبرع من حي لنفسه ومن حي لحي آخر، إلى جانب الجواز للتبرع من ميت لحي بمجرد موته وبإذن عام·
ومن جهة أخرى، أشاد وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى بالقرارات التي توصل إليها المجلس الوطني العلمي للإفتاء، ودعا الوزير أعضاء المجلس العلمي لضرورة التفكير من الآن في الشخص الذي سيرأس هيئة الإفتاء الوطني التي قال أن من يرأسها لن يخرج الحاضرين بالمجلس·
وفي هذا الإطار، دعا وزير الشؤون الدينية القائمين على المجلس العلمي إلى اختيار رئيس هيئة الإفتاء يأتي استنادا لشروط المفتي التي حددوها تاركا لهم خيار التزكية لمفتي الجمهورية، في حال ما إذا قرر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن يمنحه هذه الصفة·
وللإشارة، قررت اللجنة المتعلقة بترقية المجلس العلمي إلى هيئة الإفتاء تثمين مبادرة ترقية المجلس العلمي لهيئة وطنية مع الإبقاء على تسميتها، وحدد الأعضاء مقرها بالمسجد الأعظم للجزائر هدفها في الأساس الحد من فوضى الفتاوى وتمثيل الجزائر في المجامع الفقهية العالمية، وتتكون الهيئة من أمناء المجالس العلمية والأئمة والأساتذة الجامعيين·
كما أقرت اللجنة شروط الانتساب لهيئة الإفتاء تتمثل في أن يكون الشخص يفوق الـ 40 سنة نزيه وأن يتسم بالاعتدال الفكري والمكانة المرموقة في المجتمع، وعن مهام هذه الهيئة إصدار الفتاوى والفصل في القضايا الشائكة، وأشارت اللجنة إلى أنه سيتم إنشاء مجلة علمية تبرز مهام الهيئة وتكوين أئمة، كما أردفت اللجنة للاطّلاع بهذه المهام لابد من توفر قانون داخلي يضبط علاقتها، وكذا الدعم المادي لتأدية المهمة والمعنوي لتمكين من الاستفادة من التربصات·
وعن المعايير والتي تم نصها والتي من الضروري أن تتوفر في الإمام المفتي هي الكفاءة الفقهية والصحة الجسمية والعقلية والحظي بالقبول الاجتماعي وضرورة الالتزام بالمرجعية الدينية والوطنية مع الاستفادة من الفقه الإسلامي إلى جانب العمق المشيخي وأن يكون الإمام المفتي محل ثقة بالمنطقة مع إجبارية أن يكون سنه فوق الـ 40 سنة·
عبلة عيساتي
Aussi, et malgré notre insistance, notre interlocuteur ne s'est pas avancé à dire que cette date représente donc l'ouverture officielle de la maternité après une interruption qui aura duré une année environ. D'autre part, toute la journée d'hier, le directeur de la maternité, M. Ahcène Berania en l'occurrence, est resté injoignable et ce sont donc des informations recueillies auprès des responsables activant au niveau de l'hôpital Mohamed Boudiaf d'El-Khroub qui nous ont appris cette décision qui a été prise au cours de la réunion déclenchée pour mettre au point l'organisation de ce transfert et qui s'est déroulée hier matin à la maternité de Sidi Mabrouk en réunissant autour du directeur de la santé et de la population de la wilaya, pilote de l'opération, tous les responsables des structures sanitaires qui ont été mobilisées pour garantir un succès total à cette action délicate qui se fera au moyen d'ambulances médicalisées et pourvues d'un encadrement médical des plus compétents.
Le mutisme observé jusqu'à présent par les responsables concernés autour de la date d'ouverture de la maternité de Sidi Mabrouk fait penser que celle-ci est étroitement liée à la réussite de l'opération de transfert des GHR, opération, comme l'ont indiqué des spécialistes, qui présente des dangers certains pour la santé des malades.
Aussi, et selon nos informateurs, sont impliqués dans l'opération de transfert, outre les deux structures directement concernées, d'autres établissements sanitaires comme le Chu de Constantine, l'hôpital El-Bir, l'hôpital de Zighoud Youcef, etc.
Et d'ajouter que, suite à son initiative personnelle, «une décision a été prise en concertation avec le directeur des Services agricoles de délivrer des cartes de fellah aux petits éleveurs possédant plus de 6 bovins, ce qui n'était pas le cas auparavant». A savoir que les 1.200 éleveurs recensés dont 850 hors sol (sans assiette foncière) produisent 3 millions de litres de lait par an, avec 6.100 têtes, «une production nettement inférieure au besoin local», précise notre interlocuteur.
Une opération fortement saluée par les petits éleveurs, à l'image de M. Messelem, éleveur de 19 bovins à Chettaba, région montagneuse située à Aïn Smara. «J'élève mes bovins dans une étable communale et pour bénéficier de l'aide de l'Etat, je devais présenter un acte de propriété d'une assiette foncière, une condition qui a paralysé tous les petits éleveurs qui exercent ce métier depuis des générations et qui le font dans leur habitation même». Et d'ajouter, «même pour signer une convention avec l'Onalait, je devais, comme garantie, hypothéquer un terrain». Et, M. Boufrah Abdelhamid, un autre petit éleveur, présent hier à la chambre de l'agriculture, manifestement très content de l'obtention de sa carte de fellah, «je vendais ma production à la laiterie publique à 34 DA le litre seulement, et grâce à cette aide de 12 DA, je la vends maintenant à 46 DA, et ce qui n'est pas négligeable pour un petit éleveur comme moi». Et de souligner un autre problème, «nous les petits éleveurs, bien que notre production par vache laitière est nettement plus grande, nous ne jouissons pas des mêmes avantages accordés aux grands éleveurs de plus de 200 vaches, et qui, eux, n'hésiteront pas à sacrifier leur cheptel en cas de problème». D'autre part, et en sus des 6.000 DA à payer pour la visite du vétérinaire et les 1.000 DA le prix d'un simple vaccin, le petit éleveur, privé de moyens, doit affronter les prix exorbitants de l'aliment du bétail.
Une association de producteurs de lait a tenu dernièrement son assemblée générale et attend son agrément, toutefois les petits éleveurs n'y ont pas été conviés, chose qu'ils ne comprennent pas. Pour ce qui est du secteur agricole en général, M. Kadri nous a fait savoir que le programme FNDA, lancé en 2014, a relancé son soutien aux chambres froides de 2.000 à 10.000 mètres cubes de contenance et à l'irrigation d'appoint. Et de souligner «le manque en surface agricole utile (SAU), au niveau de la wilaya de Constantine et qui est estimée à 131.000 hectares, de loin inférieure aux 344.000 hectares de la wilaya de Sidi Bel-Abbès, à titre d'exemple, toutefois notre production céréalière est à saluer avec 70 quintaux/hectare». Aussi, on apprendra que les 7.000 fellahs que compte la wilaya de Constantine à travers les 10 filières inscrites dans le secteur agricole vont incessamment bénéficier de cartes magnétiques établies à partir d'un fichier exhaustif de fiches signalétiques des fellahs, classées selon le code de l'activité concernée (01 pour la céréaliculture, 50 pour l'élevage de bovins, à titre d'exemple), nous a appris le secrétaire général de la chambre agricole de Constantine.
Selon le maire, ni les commerçants réguliers, qui sont soumis à une concurrence déloyale et bousculés jusqu'au seuil même de leurs magasins, ne trouvent leur compte (et ils sont parfaitement dans leur droit de protester et réclamer que l'ordre civique prévu par les lois et règlements soit rétabli), ni les structures anciennes et nouvelles que sont les marchés de proximité qui sont en train dêtre ouverts progressivement ne sont productifs, ni la propreté et l'hygiène ne sont préservées, du moment que la qualité des produits qui se vendent dans la rue échappe à tout contrôle. «Et nous sommes arrivés à un point tel que le marché informel est devenu un véritable cancer qui menace la santé de la population en rongeant l'économie de la ville», a souligné encore le maire.
Dans leur stratégie, les opérateurs ont commencé par la rue emblématique d'El-Khroub, la fameuse rue «Tandja», située dans la vieille ville, et ils se sont employés à expliquer aux commerçants informels qu'ils ont des stands qui les attendent dans le vieux marché de la ville, celui de l'Emir Abdelkader qui est actuellement vide, que les autorités peuvent les aider à se porter candidats pour des stands dans les nombreux nouveaux marchés de proximité qui vont bientôt ouvrir, etc. Et naturellement, cette opération n'a pas plu à beaucoup de commerçants informels qu'elle a visés et nombre d'entre eux se sont énervés, mais sans grande conséquence, ont témoigné des citoyens qui ont assisté aux opérations de démantèlement. Le professeur Aberkane est revenu pour mettre les choses au point en disant que l'opération qui a été déclenchée hier a été préparée depuis longtemps déjà et les secteurs impliqués ont tenu à ce qu'elle soit menée dans le respect absolu de la loi. «Après avoir recensé tous les marchands informels qui ont squatté les rues et les trottoirs de la ville, nous avons tenu à leur adresser d'abord des mises en demeure de libérer les lieux, et cela bien longtemps avant le déclenchement de l'opération laquelle a été décidée une fois qu'il fut constaté que ces mises en demeure ont été superbement ignorées par les intéressés», a encore expliqué le président de l'APC, ajoutant que ces derniers ont été informés hier que la police urbaine qui a été instruite pour nettoyer toutes les rues de la ville des installations commerciales informelles qui les encombrent sévira contre les éventuels réticents et que les autorités de la ville sont également déterminées à appliquer la loi pour réprimer tous ceux qui contreviennent à la loi et à l'ordre public», a terminé le P/APC d'El-Khroub.
Tissemsilt
Pour faire face à une forte demande
17.500 bonbonnes de gaz butane écoulées
Plus de 17.500 bouteilles de gaz butane ont été écoulées dans la wilaya de Tissemsilt dans les trois derniers jours marqués par de fortes chutes de neige, a-t-on appris dimanche auprès du directeur de wilaya de l’énergie.
Le centre enfûteur de wilaya a livré un total de 5.800 bouteilles de gaz butane par jour à toutes les communes de la wilaya en accordant la priorité aux zones éloignées et non raccordées au réseau de gaz de ville, a indiqué Ghaouti Reguieg.
Le même centre a mobilisé, durant les trois derniers jours, trois équipes travaillant en H/24 pour satisfaire la demande des habitants. La perturbation dans l’opération d’approvisionnement en gaz butane dans certains points de vente à travers la wilaya et les longues files relevées devant le centre enfûteur du chef-lieu de wilaya sont dues à la demande croissante, notamment de la part des aviculteurs, a-t-il expliqué.
Les services communaux de Layoune, Bordj Emir Abdelkader, Sidi Abed et Khemisti ont mis leurs moyens de transport à la disposition du centre enfûteur de gaz butane en vue de faciliter l’approvisionnement en cette énergie au profit des zones éloignées, a-t-il ajouté.
Eu égard à la demande croissante sur le gaz butane dans la wilaya lors des dernières intempéries, une cellule de crise a été installée au niveau du centre enfûteur présidée par le premier responsable du secteur qui est assisté de représentants de la Sûreté de wilaya, selon la même source.
Les services de la direction de l’énergie ont pris, en collaboration avec le centre enfûteur et en prévision de la saison hivernale, des dispositions préventives pour un approvisionnement régulier en cette source énergétique dont celle de mobilisation de 18 camions de transport de bonbonnes de gaz par l’unité de wilaya de Naftal et de 16 camions pour le transport du gaz butane brut à partir du complexe de production à Arzew (Oran) vers le réservoir principal du centre enfuteur de bonbonnes du chef-lieu de wilaya. Les présidents d’APC sont également appelés à offrir des moyens de transport nécessaires pour assurer un approvisionnement quotidien de la population. Mohammadia
124 constructions illicites à démolir recensées
En effet, quelque 53 citoyens parmi ceux dont les habitations érigées de façon illicite dans les parages du mont de la forêt Les Planteurs qui surplombe la ville de Mohammadia dans la wilaya de Mascara, viennent d’être destinataires par le biais d’un huissier de justice, d’un avis de démolition de ces constructions illicites.
Il est précisé que 71 autres citoyens en défaut dans ce même contexte, concernés par ces mesures, seront saisis également très prochainement. Ces constructions illicites édifiées en cachette, les week-ends surtout, ont été recensées par une commission spécialisée mixte constituée des services des forêts, des services de la daira, des services de l’APC et autres services de la police de l’urbanisme.
Certains contrevenants sont poursuivis par la justice et soumis à une amende de plus de 5 millions de cts. D’autres poursuites judiciaires sont en cours à la lumière de plaintes déposées contre ces derniers par les autorités municipales qui ont sommé les mis en cause de procéder personnellement à la démolition des habitations qu’ils ont réalisées contrairement à la loi et sans autorisation au préalable.
Il y a lieu de signaler que ce phénomène perdure depuis près de cinq années alors qu’il a pris une sérieuse ampleur en raison d’un laxisme flagrant et une importante négligence exprimés par les pouvoirs locaux qui n’ont pas barré à temps le chemin à cette hémorragie dans la réalisation de la construction illicite et l’urbanisme anarchique dont de nombreux imposteurs ont su tirer de précieux profits financiers dans une entière discrétion.
Par ailleurs, les propriétaires et autres acquéreurs de ces habitations illégales menacent de s’opposer à toute opération de démolition qu’entreprendraient les services communaux concernés et en cas où ils viendraient mettre à exécution les différentes mesures prises.
«De nombreuses familles risqueraient de se retrouver à la rue, au clair de lune, sans toit, exposées aux intempéries», déclare un père de famille concerné par ces démolitions. «Alors que des logements sont achevés à la ville nouvelle et demeurent toujours fermés sans être distribués», ajoute un autre avec indignation.
Un autre de conclure: «Nous sommes conscients de la transgression de la loi mais que nos élus nous accordent un logement. Nous ne demandons que notre droit inaliénable de citoyen algérien digne de ce nom».
A.Heddadj
124 constructions illicites à démolir recensées
En effet, quelque 53 citoyens parmi ceux dont les habitations érigées de façon illicite dans les parages du mont de la forêt Les Planteurs qui surplombe la ville de Mohammadia dans la wilaya de Mascara, viennent d’être destinataires par le biais d’un huissier de justice, d’un avis de démolition de ces constructions illicites.
Il est précisé que 71 autres citoyens en défaut dans ce même contexte, concernés par ces mesures, seront saisis également très prochainement. Ces constructions illicites édifiées en cachette, les week-ends surtout, ont été recensées par une commission spécialisée mixte constituée des services des forêts, des services de la daira, des services de l’APC et autres services de la police de l’urbanisme.
Certains contrevenants sont poursuivis par la justice et soumis à une amende de plus de 5 millions de cts. D’autres poursuites judiciaires sont en cours à la lumière de plaintes déposées contre ces derniers par les autorités municipales qui ont sommé les mis en cause de procéder personnellement à la démolition des habitations qu’ils ont réalisées contrairement à la loi et sans autorisation au préalable.
Il y a lieu de signaler que ce phénomène perdure depuis près de cinq années alors qu’il a pris une sérieuse ampleur en raison d’un laxisme flagrant et une importante négligence exprimés par les pouvoirs locaux qui n’ont pas barré à temps le chemin à cette hémorragie dans la réalisation de la construction illicite et l’urbanisme anarchique dont de nombreux imposteurs ont su tirer de précieux profits financiers dans une entière discrétion.
Par ailleurs, les propriétaires et autres acquéreurs de ces habitations illégales menacent de s’opposer à toute opération de démolition qu’entreprendraient les services communaux concernés et en cas où ils viendraient mettre à exécution les différentes mesures prises.
«De nombreuses familles risqueraient de se retrouver à la rue, au clair de lune, sans toit, exposées aux intempéries», déclare un père de famille concerné par ces démolitions. «Alors que des logements sont achevés à la ville nouvelle et demeurent toujours fermés sans être distribués», ajoute un autre avec indignation.
Un autre de conclure: «Nous sommes conscients de la transgression de la loi mais que nos élus nous accordent un logement. Nous ne demandons que notre droit inaliénable de citoyen algérien digne de ce nom».
A.Heddadj
Les postulants non convoqués d’un côté et les souscripteurs appelés à payer la première tranche de l’autre
Pagaille devant les locaux de l’AADL
Les deux bureaux de l’Agence de l’amélioration et du développe
ment du logement (AADL), ont été hier pris d’assaut par des souscripteurs mécontents du programme 2013, engagé par cet opérateur immobilier public. En effet, une véritable anarchie régnait hier devant le siège de cette agence, la journée coïncidant avec le versement de la première tranche de ceux qui viennent de recevoir l’ordre de versement, ainsi que les réclamations de ceux qui n’ont pas été convoqués à cause d’un dossier non complet. Les responsables de la direction régionale de l’AADL ont cru que le problème allait être réglé après l’ouverture du deuxième bureau de versement situé près du rond-point Pépinière, mais contrairement aux espérances, le désordre était toujours de mise au niveau des deux bureaux. Sur place, on a pu constater la foule nombreuse qui s’est rassemblée devant les portes de la direction régionale, au point où la chaîne humaine qui s’était formée s’étirait jusqu’aux escaliers et même dans la rue, pour espérer accéder pour voir le chargé de l’examen des dossiers. Pour les autres souscripteurs munis du fameux ordre de versement (OV), la situation n’était pas plus convenable, altercations entre citoyens et policiers, anarchie et évanouissements. Alors que tout pouvait entrer dans l’ordre si les files d’attente étaient organisées.
Selon l’un de ces contestataires : «Comment se fait-il que des jeunes célibataires de 20 ans soient convoqués et moi à l’âge de 40 ans avec une famille de 4 personnes, je dois attendre l’ADDL 3. Ce n’est pas juste». Un avis qui a été partagé par la foule qui s’est réunie devant les bureaux de l’agence régionale, dont le directeur M. Senouci, a assuré que les noms devaient figurer sur le site de l’AADL le 20 janvier dernier, ce qui n’a pas été le cas, d’où le rassemblement des postulants.
Selon des données chiffrées, 4.000 souscripteurs à l’AADL 2, sur un total de 30.000 à Oran, n’ont pas reçu leurs convocations qui leur permettent de retirer les ordres de versement de la première tranche de 21 et 27 millions de cts. Par ailleurs, 10.000 postulants n’ont pas complété leurs dossiers, indique-t-on de même source. Pendant ce temps, 3.000 souscripteurs à l’AADL 2 ont d’ores et déjà versé la première tranche de leurs logements respectifs qui sont actuellement en construction du côté d’Ain El Beida, avec un taux d’avancement mitigé d’un chantier à un autre.
La Direction régionale de l’AADL a, pour rappel, commencé à accueillir les souscripteurs convoqués à partir du 7 décembre 2014 pour leur remettre les ordres de versement, à raison de 1.000 inscrits par jour, sur un total de 30.000 souscripteurs. Tous les souscripteurs devaient être convoqués avant la fin décembre. M. Senouci avait alors précisé que selon les instructions du ministère de l’Habitat, toutes les demandes éligibles seront acceptées, à condition que les souscripteurs répondent aux conditions édictées, à savoir bénéficier d’un salaire mensuel compris entre 24.000 et 108.000 dinars, n’avoir jamais bénéficié d’un logement ou d’une quelconque aide de l’Etat et résider dans la wilaya d’Oran.
Jalil M.
https://fr-fr.facebook.com/Constantine2015
حسب المعــــطيات التي بحوزتنا فإن قضية المشاريع المجمدة والفاشلة تشكل الأساس ضمن هذه التركة، خاصة وأن المواطنين ينتظرون التغيير على أحر من جمر. تعد البلديات الشمالية للولاية الأكثر تضررا، والبداية بوضعية مشروع إعادة الاعتبار الطريق الوطني رقم 75 الذي عزل أكثر من 10 بلديات في فترات سابقة على غرار كل من تالة ايفاسن، ماوكلان، بوعنداس، ايت تيزي، ايث نوال اومزادة، وغيرها بسبب أشغاله التي ضلت تسير بوتيرة سلحفاتية ، وما إن انتهت الأشغال بعدما استنزفت أزيد من 170 مليار في أشطره الثلاثة إلا وظهرت مشاكل أخرى متمثلة في حدوث انزلاقــــات كبيرة في عدة نقاط على غرار ما حدث في مدخل مدينة تيزي نبراهم لتعود صخرة سيزيف كما يقال إلى القاع وتبدأ رحلة العذاب من جديد لسكان يجرون أذيال اليأس يوميـــا عبر هذه الطرقات المهترئة، ناهيك عن وضعية الطرقات الولائية والبلدية التي تؤرق يوميات السكان. يضاف إلى ذلك مشاريع الصحة التي لازالت حبرا على ورق على غرار مشروع مستشفى متعدد الخدمات ببلدية تالة ايفاسن الذي رصد له ما يزيد عن 14 مليار سنتيم منذ أكثر من أربع سنوات ولم يجسد بعد، إضافة إلى مستشفى بسعة 60 سريرا ببلدية بوعداس الذي هو الآخر محل حديث منذ مدة دون التجسيد، وهذه عينات فقط لمشاريع كبرى كثيرة ما تزال حبرا على ورق رغم تعاقب عهدات عليها لكنها لم تر النور بعد.
أميار سابقون: ميزانية 7 إلى 10 ملايير لبلديات بأكملها غير كافية لبعث التنمية
خلال حديثنا لبعض من الأميار الذين كانـــــوا على رأس المــــــجالس البلديات المتضــــررة خلال العهدة الماضية، أجمعوا على قضية الميزانية التــــي كانت محصورة في صـــدقات الولاية والتي تتراوح في معـــظم الأحـــــوال بين 7 إلى 10 ملايير لبــــلدية بأكملها، وذلك في ظل غياب مصادر للدخل، ما جعلها تغرق في الديون، وهو الأمــــر الذي ساهم في عرقلة العـــمليات التنموية، بل وســــاهم في إفراز تركة ثقيلة ستشكل حسب هؤلاء حجـــر عثرة للمــــجالس القادمة، وخاصــة في ظل استمرار تــــسيير هــــذه البلدية بذات الميـــــزانية المذكورة.
وتوقع محــــدثونا بأن تكون المهمة أصعب من ســــابقتها، إذا علــــمنا -يضيـــف هؤلاء- بأن تصـــعيدات المـــواطنين بكل أشكالها قد تفاقمت في الآونة الأخـــــيرة، وهو الأمر الـــــذي سيفــــرز بـــدوره ضغطا آخرا حتما ســـــيؤزم الوضــــع أكثر، في ظل النـــقائـــــص الكثــــيرة سيما في البلديات المعـــزولة، وأشـــارت مصادرنا بأنه سبــــق وأن رفع أزيد من 15 رئيس بلديـــــة راية الاستسلام خلال العهدة الماضية معلنين عجزهم عن مواصلة الطريق بسبب الظروف المذكورة.
واعتبرت العائلات المشتكية أن عملية إقصائها بمثابة حقرة وتهميش في حقها خاصة أن الإقصاء جاء بعد 8 أشهر من الإعلان عن القائمة الأولية، الفترة التي ظنت هذه العائلات أن حلمها تحقق ومشكل السكن لديها قد حل قبل أن تتفاجأ بإقصائها خاصة أن لجنة الطعون تجاوزت المدة المحددة لها قانونا لدراسة الطعون. وأعابت في ذات الوقت التغيير الذي حدث بالقائمة الأولية التي حسبهم أقصت أسماء تستوفي شروط الاستفادة وأفادت 10 أسماء جدد لم تتضمنها حتى القائمة الإضافية، مضيفين بأن دراسة الطعون لم تراع الحالة الاجتمـــــاعية المزرية للمقصين ولا حتى العامل الدائــــم والمتعاقد بحجة تجاوز الراتب 24 ألف دج في حين تضمنت القائمة الجديدة أسماء ليست لها أولوية أو أحقية الحصول على السكن حسب المقصين الذين رفعوا نداءهم للسلطات العليا لإيفاد لجنة تحقيق لإنصافهم واسترجاع حقهم المهضوم.
أوضح بيان صادر عن مؤسسة بريد الجزائر أمس، أن هذه الخدمة متاحة عبر كامل مكاتب البريد باستعمال الرمز البريدي السري .
وأضاف ذات المصدر أن هذه الخدمة تتيح للزبون إمكانية تحصيل حوالته الدولية على مستوى أي مكتب من مكاتب البريد المتواجدة عبر الوطن بحسب اختياره .وفي هذا الشأن، أكدت مؤسسة بريد الجزائر أن طريقة الدفع هذه تتميز بـ البساطة والسرعة ، مشيرة إلى أنه ما على الزبون المستفيد إلا أن يتقدم إلى مكتب البريد ومعه الرمز السري، الذي تزوده به الجهة المرسلة، بالإضافة إلى بطاقة إثبات هويته السارية المفعول .وذكر ذات المصدر أن خدمة الدفع الإلكتروني للحوالات الدولية الخاصة بالنظام المالي الدولي تأتي تجسيدا للوعود التي أعلن عنها المناجير الأول لبريد الجزائر مع نهاية سنة 2014 فيما يخص إطلاق خدمات إلكترونية جديدة مطلع العام 2015 .كما سيكون هذا الإجراء فاتحة لمجموعة أخرى من الخدمات الإلكترونية الجديدة والابتكارية التي سيتم توفيرها تدريجيا للزبائن .
الأخيرة
فيما يخص جرائم القتل سجلت ذات المصلحة، خلال نفس السنة، قضية واحدة تورط فيها شخصان تم إيداعهما الحبس المؤقت، وفيما يخص المساس بالآداب العامة سجلت، خلال السنة الماضية، 31 قضية في جرائم المساس بالآداب العامة،تورط فيها 71 شخصا، من بينهم 10 نساء و13 قاصرا.
أما فيما يخــــص الجرائــــم ضد الممتلكات فقد تم تسجيل 446 قضية في تم حل 171 منــــها، تورط فيها 257 شخص من بينهم 05 نساء و29 قـــاصـــرا، وفي جرائم السرقــــة الموصوفـــــة سجلــــت 135 قضية منها 57 قضية تــــورط فيها 90 شخصا، من بينهم امرأة و11 قاصرا تم إيداع 40 منهــــم الحبس المؤقت، واستفاد 31 من استدعاء مبــــاشـــــروخص 07 بالإفــــراج، وبقي 10 في حالة فرار.وسجلــــت 147 قضيـــة فـــــي جرائـــم الماسة بالأشخاص حلت منهـــــا 123 قضيــــة تـــــورط فيــــها 139 شخـــــص من بيــــنهم 12 امرأة وقاصر واحد، تم إيداع 02 منهــــم الحبـــــس المـــؤقــــت واستفـاد 68 من استدعاء مباشر.أما في جرائم المخدرات فقد تم حجز 10 كلغ و767.67 غرام من المخدرات و 44 نبتــــــة قنــــب، 56118 قــــرص مهلوس و97 غراما مسحــــوقا من الكوكايين من 34 قضية تورط فيها 51 شخصا من بينهم امرأة، تم إيداع 41 منهم الحبـــــس المــــؤقت واستفــــاد 03 مــــن الإفــــراج وبقي 04 في حالة فرار.وفي اطار حمــــاية الاقتصـــــاد الوطنــــي، سجلت المصلحة خلال سنة 2014، قضيتين في جرائم أخرى ذات طابع اقتصــــادي ومالــــــــي، تورط فيها 09 أشخاص من بينهم امرأتان.
تعتبر الكثير من النساء الجزائريات أن الحلي الجزائرية أصيلة وجميلة وأنيقة في المناسبات خاصة، لدرجة أنها قد تعوض أي حلي أخرى وإن كانت من الذهب خاصة المحبات للحلي التقليدية، إلا أنهن لم ينكرن أن المجوهرات كلها لها سحر خاص، تليق بكل لباس، لذا فلهن الاختيار بينها حسب ما يرتدينه، وزدن أن الأناقة و البريستيج يكونان بالذهب رغم غلائه، لكنهن مع ما يرينه في المسلسلات التركية التاريخية خاصة دفعهن إلى وجهة أخرى للمجوهرات، التي نالت شهرة واسعة وبشكل سريع خطفت الأضواء من أنواع الحلي الأخرى لتنافسها في المناسبات والأفراح الجزائرية، وحتى في الأيام العادية حيث تنوعت المجوهرات والاكسسوارات التركية لتشمل الأشكال البسيطة التي تلائم العمل والدراسة والفسحات..
قالت وردة أنها تحب ارتداء المجوهرات البسيطة في الأيام العادية كسلسال ذهبي رقيق، لكن وهي في الطور الثانوي وعائلتها بسيطة وهناك معها خمس أخوات يشاركنها المصاريف كما أشارت إليه، فأبوها ليس بمقدوره أن يشتري لكل واحدة حلي من الذهب، لذا هي تكتفي بارتداء السلسال لكن من الفضة، وتضيف أنها مع أول ظهور للحلي التركية في الأسواق الجزائرية لم تتمالك نفسها من شراء سوار مرصع بالأحجار، قالت رغم أن ثمنه كان باهظا بالنسبة لها والمقدر 3599 دينار، فهي لم تستطع جمع المبلغ إلا بعد ثلاثة أشهر من التوفير والتسول من أخواتها كما أحبت وصف حالتها، وكذا خدمتهن وقالت لقد أعجبت أخواتي بفكرة خدمتهن لإعطائي شيء من مصروفهن وهن لا يعلمن ما أريد فعله به، لكن رغم كل شيء أحب ارتداء الحلي التقليدية في الأعراس فحسب خاصة الفضة مع الجبة القبائلية روعة. .
ورأى الكثيرون أن أكثر شيء ساعد على تحفيز الجزائريات على الإقبال على المجوهرات التركية والمقلدة الآتية من المشرق، هو التأثير الكبير للمسلسلات التركية وعلى وجه الخصوص التاريخية منها، فإن تأثير الدراما التركية الوافدة على الجزائر على غرار الدول العربية الأخرى، لم يشمل فقط الألبسة والموضة، والتسريحات وغيرها،وإنما للحلي أيضا نصيب من هذا الاكتساح الثقافي الذي أنشأته الدراما التركية في المجتمع الجزائري، وفيه تظهر البطلات على شاشة التلفزيون في أعلى درجات الأناقة والإغراء بتناغم الألبسة مع الحلي المرصعة بالأحجار بمختلف الألوان، التي جذبت عيون الجزائريات إليها فتيات أو سيدات. تحدثت، لطيفة، صاحبة الخامسة والأربعين عاما، لـ وقت الجزائر ، عن لهفتها الكبيرة لاقتناء المجوهرات بشكل عام، وقد ذكرت أن خلال مشاهدتها لمسلسل حريم السلطان ، شد انتباهها وإعجابها الحلي التي كانت ترتديها البطلات، وفي بادئ الأمر توقف الإعجاب على تمني الحصول عليها، فهي لا تعرف أن هناك محلات خاصة بها، إلا حين حط بها القدر في إحدى المحلات بباب الزوار، وقالت كنت حابة بزاف تكون عندي كيما قلادة السلطانة هيام، التي زادتها المجوهرات أناقة، ولم أكن أعرف أنها تباع في الأسواق والمحلات الجزائرية، إلا حين هبطت من الترامواي في إحدى محطات باب الزوار، لأفاجأ بمحل خاص ببيع مجوهرات تركية، وفي الحقيقة فرحت كثيرا، ومباشرة توجهت إليه، وكانت الأسعار حقيقة غالية ولم أكن أحمل ذلك اليوم ما يكفي لشراء قلادة أو طقم، فاكتفيت بخاتم، سعره 2400 دينارا فيه حجر أزرق لامع. . وقد انتشرت المحلات الخاصة ببيع المجوهرات و الإكسسوارات التركية بشكل خاص، في مختلف شوارع العاصمة، متخذين من أسماء الأبطال والبطلات التركيات أسامي لمحلاتهم، وكذا الاستعانة بصور الممثلات المشهورات في الدراما التركية، على غرار السلطانة هياموخديجة والسلطانة مريم وغيرهن، وهي بالتأكيد تغري العديد من الفتيات والنسوة وهو ما يظهر جليا في حياتهن اليومية والمناسبات. قد قال، كمال، صاحب احد المحلات هذه أن الإقبال على شرائها كبير لا سيما في المناسبات، ومنهن من تشتري دون أن تفاوض في السعر، وهناك من تلاحقه حتى يخفض لها، وأضاف أن الزبونات لا يقتصرن على الشراء فقط وإنما هناك منهن من تطلب كراء الأطقم كاملة، وذلك بترك بطاقات الهوية عنده، لأنه وحسب ما أضافه اعتبرنها غالية، بينما قالت صبرينة، إنها مولعة بالحلي التركية لكنها أشارت إلى أن أثمانها غالية وليست في متناول الجميع، لكنها تبقى بديلا عن الذهب الغالي أيضا، خاصة وأنها موضة اليوم. من جهة أخرى قالت، سلمى، إنها تفضل شراء قطعة ذهب أو حلي تقليدية جزائرية، خير من أن تصرف مالها في حلي لا يؤمن لها مستقبلا، وقالت لو كان ثمنها معقولا لاشتريتها فهي جميلة، وتعجبني، لكن أن أصرف عليها مبالغ ليست في متناول الميسوري الحال فإنه من التبذير، أفضّل التوفير لشراء قطعة ذهب على اقتنائها، فلقد رأيت إسوارة فقط من الحلي التركية تباع بـ 3000دينارا، وهي غالية بالنسبة لي على الأقل ..
تحولت تجارة العملة الصعبة بالأسواق الموازية من نشاط ممنوع إلى نشاط تجاري عادي تتردد عليه شخصيات معروفة من مختلف طبقات المجتمع. بسبب تساهل قوات الأمن مع هؤلاء التجار جعلهم يتوسعون في الشوارع التي تشتهر ببيع العملة الصعبة بالعاصمة كشارع السكوار وسوق رضا حوحو المعروفة بـ كلوزيل بالعاصمة وبيع العملة أمام مرأى السلطات.
في محاولة لرصد آخر تطورات سعر العملة الصعبة في الأسواق الموازية بالجزائر. انتقلت وقت الجزائر إلى سوق كلوزال بالعاصمة أين خصص بعض التجار نشاطهم التجاري في بيع مختلف الألبسة والأحذية الخاصة بالرجال والنساء وتحديد ركن من محلهم لبيع العملة الصعبة بالسعر المعمول به في السوق السوداء كالأورو والدولار والجنيه الإسترليني. اقتربنا من محل بمدخل السوق حيث نجد شابين يبيعان أحذية خاصة بالرجال. ولكن بمجرد سؤالهما عن تجار العملة بالسوق. قال أحدهما: هذا المحل معروف بهذه التجارة بيع وشراء كل أنواع العملة الصعبة. حيث قال آخر نعمل وفق ما ينص عليه منطق السوق السوداء لبيع الأوراق الأجنبية. لا نلتزم بأي قانون لأن قانون البيع والشراء معروف عندنا ولا أحد يستطيع أن يخترقه سوى بعض الأطراف التي تتعامل مع بعض الزبائن المعروفة في هذا المجال كرجال الأعمال وتجار الطرابندو كما يسمونهم. هي السياسة التي أجبرت الدولة هؤلاء التجار عليها والتي تعمدت على عدم فتح مكاتب صرف خاصة يتعامل بها الأفراد في البلدان العربية والأجنبية. وعن سعر الأورو في الوقت الحالي. قال كمال. س تاجر عملة بالسوق. أن الأورو شهد في الفترة الأخيرة ارتفاعا جنونيا حيث فاق سعره في السوق السوداء 160 دج. في حين لا يتجاوز سعره في البنك 120 دج، مؤكدا بأن السر في صعود السعر إلى هذا الحد يكمن في أن العملة الصعبة مفقودة بشكل كبير من السوق الجزائرية. وأن الكمية المتداولة ضعيفة جدا. الأمر الذي أتعب كاهل تجار العملة في سوق سكوار ومختلف الأماكن التي تشهد بيع الأوراق الأجنبية في بلادنا. وأردف التاجر مراد. ك قائلا نتعامل مع زبائن خاصة. وليس من مصلحتنا أن يرتفع سعر الأورو. ولكن مقتضيات السوق هي التي تأمر وتنهى في الأسعار .من جهة أخرى، انتقلنا إلى سوق السكوار أين التقينا مراد 39 سنة الذي أكد لنا أن سوق العملة الصعبة في بلادنا يشهد ارتفاعا ملحوظا لأسباب عديدة قد تكون لكثرة الطلب عليه من قبل فئة معينة من المجتمع منها السياسية التي تلجأ إلى تغيير الدينار إلى العملة الصعبة والسفر إلى الخارج أو الهروب تفاديا لأي طارئ قد يحدث في البلاد. وهو ما جعل السوق تشهد نقصا كبيرا في تداول عملة الأورو وشبه نفادها من السوق. وهذا يعتبر تهريبا يمارس من قبل شخصيات معروفة في الطبقة السياسية والاجتماعية. كما ربط بعض التجار ارتفاع الأورو إلى هذا المستوى بارتفاع سعر الذهب في الأسواق العالمية. وعن النشاط غير الشرعي لتجارة الأموال على الأرصفة. ذكرت مصادر أمنية أن المختصين في بيع العملة تجدهم يحملون رزما من الدينار الجزائري ويخفون العملة الأجنبية. ولا يظهرونها إلا لزبائنهم. ولهذا يستحيل توقيفهم متلبسين في ظل الفراغ القانوني السائد في بلادنا. إنها حيلة التجار للإفلات من العقوبات القانونية.
الخبير الاقتصادي عبد الرحمان مبتول: على الدولة فتح مكاتب خاصة لصرف العملة
من جهته دعا الخبير الاقتصادي عبد الرحمان مبتول الى ضرورة انتهاج سياسة الثقة بين المواطن والدولة للصيرورة اليومية باعتبار أن تراجع أسعار النفط بدولار واحد نتج عنه خسارة بـ700 مليون دولار، بينما يساهم انخفاض الأسعار بـ35 دولارا في تحويلات مالية بين المنتجين والمستهلكين بـ3 ملايير دولار يوميا، مفيدا بأن الانخفاض يؤثر على معظم البلدان المصدرة للنفط وإن كان ذلك بدرجات متفاوتة. ودعا مبتول في تصريح لـ وقت الجزائر إن غياب أكشاك تضمن تداول العملة الصعبة بطريقة قانونية تابعة للخواص وبعيدة عن تجار العملة بسوق السكوار وكلوزال مرتبط أساسا بالتحفيزات التي يجب أن تبعتها الدولة للشباب باعتبار أن عائدات التجارة في العملة لا يمكن لأحد أن يتنبأ بها، حيث بإمكانك أن تربح كما يمكنك أن تخسر حسب تقلبات سعر العملة في البنوك والأسواق العالمية.. فالمهنة بالنسبة للكثير مليئة بالمخاطر والمغامرة، لأن مزاوليها لا يخضعون لأي قانون ولا يملكون سجلات تجارية بإمكانها أن تحفظ لهم حقوقهم وتقيهم شر المغامرة التي لا تكون محمودة العواقب في كل مرة، مؤكدا أن التاجر في غالب الأحيان يتعامل مع من يعرفهم، ومن لا يعرفه غالبا يتعامل معه بتحفظ، فقد تكون مثلا الأموال مسروقة أو الشيكات بدون رصيد
وغيرها من المصاعب التي قد تعترض طريق هؤلاء التجار، خاصة أن المكسب غير مضمون، فقد يحدث أن يربح التاجر 30 ألف يورو في اليوم وفي أيام أخرى قد لا يحقق أي مكسب.
وفي الأخير وجه الخبير الاقتصادي نداء للسلطات المختصة من أجل إقامة مكاتب لصرف العملة مرخصة وفتح سجلات تجارية لحماية أصحابها، خاصة أن الجزائر مع الانفتاح الاقتصادي صارت في أمسّ الحاجة لمثل هذا النشاط الذي فرض نفسه، والبنوك عندنا لا تستطيع بمفردها أن تلبي كل احتياجات السوق، وهذا نلمسه مثلا في مواسم الحج والعمرة أو عندما يكون أحدنا مجبرا على العلاج أو الدراسة في الخارج، وأكد لنا المتحدث أن نداءه يشكل مطلبا يتقاسمه مع الذين يطالبون بترسيم وترخيص النشاط عبر مكاتب قانونية تضمن للزبون حقه وللدولة حقها في الضرائب على غرار ما هو معمول به في العديد من الدول العربية والأوروبية.
أكد سكان أقبية حي المنظر الجميل في حديثهم مع وقت الجزائر أنهم ينتظرون حصتهم من الترحيل منذ سنوات، خاصة بعد أن تم إقصاؤهم من جميع عمليات الترحيل التي استفادت منها البلدية في السنوات الأخيرة، إلا أن تماطل السلطات المحلية في إدراجهم ضمن قائمة المرحلين ضمن العملية السابعة عشرة المعلن عنها مؤخرا، في إطار عملية إعادة الإسكان التي باشرتها المصالح الولائية منذ الصائفة الماضية، دفعهم إلى التفكير في أساليب أخرى للتعبير عن انشغالاتهم واختيار الشارع لإسماع معاناتهم الطويلة داخل أقبية مظلمة لا تصلح حتى لتربية الحيوانات.
وفي السياق ذاته، قال ممثل العائلات، إن الوضع بات لا يحتمل السكوت عنه، بالنظر إلى الوضع المزري الذي تعيشه هذه العائلات داخل تلك الأقبية القديمة التي يعود تاريخ تشيدها للعهد الاستعماري، مما جعلها عرضة للتشققات والتصدعات، بالإضافة إلى انعدام أدنى ضروريات العيش الكريم فيها، دون الحديث عن الرطوبة العالية التي يتحملونها والتي تتسبب لهم في العديد من الأمراض الصدرية والجلدية، ناهيك عن الانتشار الرهيب للجرذان وشتى أنواع الحشرات التي تسبب الهلع خاصة للأطفال الصغار.
وأمام هــــذا الوضع، طالب السكان بضرورة التعجيل في تحديد تاريخ لاستفادتهم من عملية الترحيل التي سطرتها الولاية، موضحين أنهم لن يسكتوا في حالة عدم إدراج أسمائهم ضـــــمن قائمة المرحلين خلال الأيـــــام القادمة، بالنظر إلى تأزم أوضاع حياتهم التي تزداد سوءا يوما بعد يوم، خاصة في فصل الشتاء أين تتـــــسرب مياه الأمطار المتســـــاقطة إلى داخــــل تلك الأقبية مشــــكلة بركا من المياه والأوحال.
وأضاف محدثونا أنه كان من المفروض على السلطات المحلية أن تقوم بهذا النوع من الأشغال في الصيف من أجل تفادي العديد من المشاكل التي تعرقل السكان وتعيق المؤسسة المنجزة للمشروع، حيث أن هذه الأشغال تزامنت مع فصل الشتاء، سيما أن هذا الأخير عرف تهاطلا لكميات معتبرة من الأمطار. واشتكى سكان حي 1680 مسكن من انعدام المواصلات بالقرب من حيهم، حيث أن هؤلاء يضطرون يوميا الى قطع مسافة طويلة مشيا على الأقدام للوصول إلى محطة الحافلة، وهذا بسب عدم وجود البعض من خطوط النقل والتي تعتبر مفقودة تماما، على غرار خطي الحراش وجسر قسنطينة، مما يجعل المواطن مضطرا إلى التوجه نحو محطة القطار التي تبعد عن جميع التجمعات السكانية بالبلدية، أو البحث عن سيارة أجرة بمبالغ مالية معتبرة، لا يقوى على تحمل مصاريفها يوميا.
وفي سياق متصل، اشتكى سكان حي الكحلة من انعدام المرافق الرياضية، الثقافية ومساحات للعب، خاصة مع التوسع العمراني الكبير الذي شهدته المنطقة مؤخرا، وهو الأمر الذي جعل شباب الحي يطالبون بمثل هذه المرافق بسبب أهميتها في حياتهم اليومية، ومن شأن هذه المرافق أن تقلل من تنقلهم للبلديات المجاورة من أجل ممارسة هواياتهم المفضلة خصوصا منها كرة القدم. وأشار قاطنو حي الكحلة إلى مشكل افتقار المنطقة لمختلف المرافق الصحية وحتى الصيدليات، حيث يضطرون إلى قطع مسافات طويلة من أجل تلقي العلاج وشراء الأدوية، وهو الأمر الذي يفرض عليهم في الكثير من المرات تقبل الأمر والانتظار إلى غاية اليوم الموالي من أجل التوجه إلى أقرب مرفق صحي أو مستشفى.
ولهذا يناشد سكان بئر توتة السلطات المحلية وعلى رأسها والي العاصمة، عبد القادر زوخ، بضرورة انتشالهم من الوضعية التي يعيشونها وبرمجة مشاريع تنموية تصب في الصالح العام، من شأنها أن ترفع وتيرة التنمية في المنطقة التي تعتبر معزولة ولا تنتمي الى بلديات العاصمة بسبب النقص الفادح في مختلف الهياكل.
وقت الجزائر: مازال متحف العقاد، الذي أنشأتموه بمبادرة شخصية، يعمل على حماية الهوية الفلسطينية في غزة من التخريب والسرقة، هل من توضيح أدق؟
وليد العقاد: أسستُ هذا المتحف عام 1975، وكان العمل سريا، بسبب وجود الاحتلال الإسرائيلي. وقد ظهر الى النور كمعلم حضاري وثقافي هام في فلسطين بعد دخول السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994، ليكون أرشيفا دائما للآثار المكتشفة في فلسطين. أما عن ظروف إنشائه، فقد كانت باسم الغيرة الوطنية، كنت أرى الاحتلال يقوم بالتدمير والتخريب وسرقه تراثنا، لذلك فإن عملي هذا واجب وطني هو أقل ما يقدمه فلسطيني لشعبه ووطنه.
ما هي محتويات المتحف؟ وهل تمكنتم من تحديد أعمار المقتنيات؟
يحتوي هذا المتحف على العديد من المقتنيات الأثرية التي تعود الي فترات تاريخية عديدة، منها العصر الكنعاني، ومن موجودات هذا العصر رأس تمثال عمره التاريخي 4500 ق.م، يليه العصر البرونزي 3300-1200 ق.م ومن موجودات هذا العصر رؤوس رماح وخناجر مصنوعة من البرونز. ثم يليه العصر الحديدي 1200-332 ق.م وتوجد داخل المتحف جرة من الفخار تعود الى هذا العصر. يليه العصر اليوناني 332-63 ق.م، ومن موجودات هذا العصر شاهد قبر يوناني كتب عليه بالحروف اليونانية القديمة. ثم العصر الروماني 63 -324 م، ومن وجودات هذا العصر مطاحن من صخور البازلت وجرار من الفخار وسراج. يليه العصر البيزنطي 324 م، ومن موجودات هذا العصر أعمدة من الرخام وتيجان توجد عليها نقوش وزخارف هندسية وتابوت من الرصاص اللين يعود الي شخصية مهمة في ذلك العصر. أما الفترة الاسلامية فمن موجودات هذا العصر نقود من الذهب والفضة والنحاس، تعود الى عدة فترات مختلفة، منها الأموي والعباسي والفاطمي والأيوبي والعثماني. وفيما يخص بعض المقتنيات التي تخص الجزائر، توجد صورة قديمة عمرها خمسون عاما تعود إلى فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر الشقيقة، يظهر فيها جنود فرنسيون وهم يعتقلون شبانا ينتمون إلى الثورة الجزائرية، وتوجد كذلك نقود جزائرية قديمة.
كيف حميتم المتحف من الغارات الإسرائيلية المدمرة الماضية؟
بالنسبة الى حماية المتحف من الغارات الاسرائيلية المدمرة، فقد كنت أقوم بوضع بعض المقتنيات التي تتأثر بفعل القصف الشديد في ملاجئ تحت المنزل (ملاجئ خاصة) للمحافظة عليها، ورغم ذلك تأثرت بعض المقتنيات الأثرية وخاصة الفخارية أثناء القصف المجاور للمتحف.
ما هي الصعوبات التي تلاقونها في عملكم؟
عدم توفر الإمكانيات اللازمة للتنقيب، بسبب الحصار المفروض علينا، وعدم وصول خبراء في علم الآثار للمساعدة في الكشف عن بعض المواقع الأثرية في قطاع غزة، كذلك عدم توفر الدعم المادي لبناء متحف يليق بهذه القطع الاثرية التي لا تقدر بثمن، حتى تأخذ كل قطعة حقها في العرض والمشاهدة.
هل يضايقكم الاحتلال أو يعرقلكم؟ ما هي نوع هذه المضايقات أو العراقيل؟
نعم، دائما، نتعرض لمضايقة الاحتلال أثناء التنقيب، خاصة في المناطق الحدودية الشرقية الغنية بالمواقع الأثرية، حيث توجد في هذه المناطق أرضيات فسيفساء لكنائس بيزنطية ومبان قديمة تعود إلى حضارات عديدة، يقوم الاحتلال دائما بإطلاق النار علينا في هذه المناطق خاصةأثناء عملية التنقيب.
كيف هي الزيارات الأجنبية للمتحف؟ وهل هناك مبادرات تعاون؟
يقوم العديد من الوفود الأجنبية بزيارة المتحف، منها وفد أمريكي من جامعة هارفارد الأمريكية ووفد يوناني، ووفود فرنسية عديدة، وقد زار المتحف أيضا وفد روسي وآخر بريطاني وثالث هولندي، كانوا دائما يبدون إعجابهم بالمتحف كونه تأسس بجهد ذاتي وشخصي، ومن قوت أولادي، وحتى هذه اللحظة لم تكن هناك أية مبادرة تعاون، خاصة لإنشاء متحف يليق بهذه المقتنيات، فقد كنت دائما أناشد كل المؤسسات المحلية والدولية من أجل بناء متحف يكون صرحا تاريخيا لفلسطين العريقة.
هل هناك عمل توثيقي للمتحف؟
نعم، حيث أصدرت منظمة التحرير الفلسطينية كتابا عن المتحف بعنوان متحف العقاد ورقة طابو وشاهد حضاري على آثار فلسطينية كنعانية عريقة ، وصدرت العديد من العناوين في جريدة القدس والحياة والأيام تخص المتحف، والعديد من فضائيات العالم قامت بزيارة إلى المتحف وتصويره وتوثيقه وعمل لقاءات تلفزيونية معي لتعريف العالم بحضارة وتاريخ فلسطين، كما أقوم بإصدار بعض المنشورات والمطويات التي توضح قصة هذا المتحف ومحتوياته.
كلمة أخيرة..
أناشد كل إنسان المحافظة على تراثه الوطني، وعلي حضارته وتاريخه، لأن المحافظة على الحضارة والتاريخ محافظة على الارض والوطن والهوية.
ويترأس الهيئة، التي تم تنصيبها في شهر سبتمبر من السنة الماضية، الصحفي والبرلماني السابق، ميلود شرفي، وهي السلطة التي ينتظر منها دور كبير، يتمثل أساسا في مراقبة وضبط سوق الإعلام السعي البصري في الجزائر، التي تزخر حاليا بأكثر من 20 قناة تلفزيونية.
هذا هو حال مواطنة ورد في شهادة ميلادها الأصلية، خطأ فادح حيث دوّن اسمها زينب لكن نسبت لجنس ذكر ، وهو ما أدخلها في دوامة تصحيح خطإ هي في غنى عنه بين المستشفى الذي ولدت فيه وأروقة المحاكم.
الوزيرة أضافت بأن الأعمال التي ستترجم لاحقا لأكبر أديبات الجزائر، ستنتج أيضا على شكل روايات مسموعة ، وهو ما يسمح لها بتحقيق الإنتشار المنشود، والتعرف على أعمال الراحلة باللغة العربية لمن لم يسبق له أن قرأ لها.
هكذا تسبّبت عملية حفر جوانب مسجد الأمير عبد القادر بقسنطينة لترميمه في طمس الكثير من أسسه، ليصبح أهم معلم إسلامي في الجزائر مهددا بالضّياع..!
الاخبار العاجلة لاكتشاف سكان قسنطينة الاستهزاء التاريخي بقسنطينة في الموقع الرسمي لتظاهرة قسنطينة عاصمة الدعارة العربية حيث قدمت مدينة قسنطينة كمدينة عشقها الحيوان للتعبير على ان سكان قسنطينة حيوانات يدكر ان عبارة هي المدينة التي تصنع-قسنطينية الناس- مثلما قيل، إذ عمرها الإنسان وأحبها الحيوان أيضا تعبر عن الاستهزاء بسكان قسنطينة تالاريخيا يدكر ان موقع قسنطينة عاصمةوالدعارة كلف خزينة الدولة مشروع بناء عاصمة للشرق الجزائري وشر البلية مايبكي
الفقرة الاستهزائية بسكان قسنطينة في موقع قسنطينة 2015
لمدينة التي تصنع-قسنطينية الناس- مثلما قيل، إذ عمرها الإنسان وأحبها الحيوان
http://www.qasantina2015.org/ar/%D9%85%D8%B1%D8%AD%D8%A8%D8%A7-%D8%A8%D9%83%D9%85/
نص مقالة مدينة قسنطينة
تطل قسنطينة من عليائها مدينة للسماء. هي التي حباها الله طبيعة خلابة، إذ تم بناؤها على صخر منقسم لجزئين، في الوقت الذي يعبر وادي الرمال كهوفها وأدغالها ليجعل منها آية للجمال، وهو الأمر الذي دفع بساكنتها وزوارها للوقوع تحت سطوتها من اللحظة الأولى. ويكفي اليوم أن تتوقف قليلا عند أعتابها لتجد هذه المدينة التي ألهمت الفلاسفة، الكتاب والمبدعين، من كل أرجاء الأرض، وذلك عبر مئات السنين التي عرفت نشأتها الضاربة في التاريخ.
وهي المدينة التي تصنع-قسنطينية الناس- مثلما قيل، إذ عمرها الإنسان وأحبها الحيوان أيضا، إذ تعشش النسور على مرتفعات صخرها وتجد فيه ملاذا آمنا لها ولطبيعتها الأ
آمنا لها ولطبيعتها الأولى. كما استرعت اهتمام الرحالة، الفنانين والمغامرين العابرين لها، بالإقامة فيها. وهو المناخ الذي ينفتح أيضا على طقوس كثيرة للفرح والنشرة وغيرها من أشكال الحياة في تفاصيلها الكبيرة والصغيرة.
إن
تظاهرة من هذا الحجم ستعطي لأهلها دون شك فرصة اكتشاف مدينتهم أحسن،
والحفر في تراثها وتاريخها الزاخر بالمحطات المضيئة، و تسجيل حضورهم عبر
التاريخ في مثل هذه المواعيد الكبيرة.
إن قسنطينة لا تعتمد على احد لتكون، إنها
تنحت رجالها وهاماتها على طريقتها الخاصة. هي التي تهبك شعورا بالرهبة
حينا، بالإبداع والتجلي حينا أخر، لكنها في نهاية المطاف تقود خطوتك ح
تقع قسنطينة بموقع خيالي رائع، إذ تطل من جهة على البحر الأبيض المتوسط و من جهة أخرى على إفريقيا. وهي قريبة من الشرق والغرب، الأمر الذي خولها لان تكون أرضا للحضارات، للديانات و للتسامح الإنساني الكبير. إن تسمية قسنطينة صالحة لكل الأزمنة والأمكنة، إذ يكفي أن تبحث في العالم لتجدها مضيئة وبهية ومنتسبة للإرث الإنساني العريق. وعليه، فان قسنطينة تنتمي لبهجة البشرية، وهذا ليس غريبا على مدينة تعبر من أجمل هبات الله.
إنجاز معماري رائع من أجل إشعاع ثقافي دائم
- الاثنين, 09 فبراير 2015
وتثير هذه القاعة بـ3 آلاف مقعد التي تم إنجازها بحي زواغي بأعالي عين الباي والتي تعد الأولى من نوعها بالجزائر الإعجاب بهيكلها الضخم الذي يأسر القلوب منذ الوهلة الأولى من خلال واجهته الزجاجية وتغطيته بالألمنيوم·
وتعكس قاعة زينيت بقسنطينة التي أطلقت أشغالها منذ حوالي سنة مثلما أوضحه في وقت سابق وزير السكن والعمران والمدينة خلال زيارته لقسنطينة - كامل القوة الصينية وخبرتها- وذلك من خلال التمكن من إنجاز هيكل بـ43 ألف متر مربع خلال 12 شهرا·
عند مدخل المبنى الإداري للقاعة توجد لافتة مكتوب عليها (لم يتبق سوى 40 يوما لتسليم المشروع)، حيث أن شركة تشاينا ستايت إنجنيورينغ كوربورايشن المكلفة بدراسة وإنجاز هذا المشروع (لا تتهاون أبدا مع الآجال المحددة للإنجاز وتعتزم الوفاء بالتزاماتها من خلال تسليم القاعة بتاريخ 15 مارس المقبل) حسب ما صرحت به لوأج صونيا المسؤولة الصينية عن الورشة·
ومثل قرية نمل عملاقة تزدحم الورشة بالعمال حيث تعمل بعض الفرق على تركيب الكراسي بكل من القاعة الكبرى للعروض والقاعة المتاخمة لها بـ150 مقعد، فيما يضع تقنيون إيطاليون آخر اللمسات على نظام الصوت وتعمل فرق أخرى على تركيب اللافتات التوجيهية وباقي تجهيزات هذه الورشة الضخمة وذلك تحت أنغام موسيقى المالوف·
وخارج الورشة ينهي عمال آخرون أشغال الساحة فيما يقوم آخرون بصيانة المساحات الخضراء، في حين يستكمل فريق آخر تزفيت الحظيرة الشرقية لركن المركبات بالمبنى·
وصرح مراد بوطمين مهندس بمديرية التجهيزات العمومية مكلف بمتابعة الورشة (لقد شرعنا في التجارب التقنية لنظام التكييف والمركز الرئيسي لمعالجة الهواء والصوت والأنوار الكاشفة وجهاز الأمن، حيث كانت التجارب كلها مقنعة)·
ويضم هذا المبنى المتربع على مساحة إجمالية بـ60 ألف متر مربع ساحة بـ13800 متر مربع ومساحة مبنية إجمالية بـ43 ألف متر مربع حيث أن هيكله ثلاثي الأبعاد مع إمكانيات تمديد قد تصل إلى 24 مترا في العلو، في حين تصل تغطيته الحديدية إلى 14500 متر مربع·
وأشار السيد بوطمين إلى أن جدران المبنى التي بلغ ارتفاع البعض منها 29 مترا مغطاة بالألمنيوم بشكل كلي حيث تطلبت هذه الورشة الضخمة في ذروة نشاطها تسخير ما لا يقل عن 1000 عامل إذ منذ إطلاق الأشغال يتواجد 200 شخص على الأقل بالورشة 7 أيام على 7·
وبالموازاة مع ذلك يشرف على متابعة الأشغال حوالي 60 مهندسا ومهندسا معماريا تابعين لكل من المؤسسة الصينية ومكتب الدراسات اللبناني دار الهندسة ومكتب الدراسات الجزائري (مكتب دراسات الإنجاز الهندسي للمشاريع) المكلف بهندسة التكييف وإطارات من مديرية التجهيزات العمومية·
كما خضعت قاعة زينيت منذ إطلاق ورشة إنجازها لزيارات مهندسين معماريين ومهندسين خبراء وذلك في إطار العقد الذي يربط صاحب المشروع بدار الهندسة·
كما يعقد كل أسبوعين اجتماع بين صاحب المشروع (مديرية التجهيزات العمومية) وشركة تشاينا ستايت إنجنيورينغ كوربورايشن ومختلف الفرق المتابعة للمشروع وذلك بغية تقييم تقدم الأشغال حسب ما تمت الإشارة إليه·
وأج
- التفاصيل
- نشر بتاريخ: الإثنين، 09 فيفري 2015 21:05
ترجمة عمر شابي
ألقت
الكاتبة الجزائرية هذا الخطاب عند دخولها الأكاديمية الفرنسية، يوم 22
جوان عام 2006 و هو منشور بالكامل بالفرنسية على الموقع الرسمي للأكاديمية.
السيدات و السادة أعضاء الأكاديمية
أريد
أولا ذكر الشاعر جان كوكتو، الذي جرى استقباله هنا في أكتوبر 1955، في نفس
التاريخ الذي دخلت فيه المدرسة العليا للأساتذة بباريس، و هو ما يتذكره
اثنان أو ثلاثة من الذين درسوا معي و صديقاتي، الحاضرين اليوم بيننا. جان
كوكتو إذن بسمو و عذوبة غير متكلفين في كتاباته و صوره، قال في مقدمة
خطابه:" يجب علي أن أتجنب كلمات المناسبات، التي يدفعنا نحوها لاشعوريا
المكان التاريخي".
هل
أتجنب كلام المناسبات بدوري؟ المجازفة بالنسبة لي أكبر: لست أملك ظرافة و
لا حمية جان كوكتو، المحتفى به طيلة حياته في المجتمعات الرفيعة و وسط
الجماهير المتنوعة. على الأقل الكلمات الأولى لشاعر ألف قصيدة حقول- الغناء
التي ألقاها في هذه القاعة بالذات، تأتي إلي لأعبر لكم عن تشكراتي لأنكم
قبلتموني إلى جانبكم. صوت كوكتو هذا يتدخل كهامس في مسرح، يسمح لي بالسيطرة
على تصلب ناشىء من حيائي أمامكم.
لأن
هذا المكان يسكنه الكثيرون من الذين كانوا على مدار أربعة قرون تقريبا
يتناوبون في عمل ذؤوب على اللغة الفرنسية، و حملتهم إلى هنا أعمالهم ذات
الطبيعة العلمية، الخيالية، الشعرية أو القانونية. وسط هذا الشعب من
الحاضرين/ الغائبين، الذين نسميهم إذن " الخالدين" أختار كملاك حارس ثان،
دونيس ديدرو، الذي لك يكن مثل فولتير، أكاديميا، لكن شبحه سيكون لي و هذا
ما أحسه، الظل الحارس.
"تهيأ
لي، كتب الفيلسوف سنة 1751، أنه ينبغي أن أكون بالمرة في الداخل و
الخارج". و هكذا حدد ديدرو مساره بينما هو ينهي رسالته عن الصم البكم.
أستعير
منه زاوية المقاربة هذه، لأضع نفسي " في آن واحد في الخارج و في الداخل"
لأقوم بالثناء كما جرت العادة على من سبقي في الجلوس على الكرسي رقم 5
العميد جورج فيدل.
- تحدثت آسيا جبار عن مسار و شخصية جورج فيدل مطولا و لن نترجم هذا الجزء من كلمتها لضرورات المكان، و بعده واصلت.
هناك
قصة أخرى أيتها السيدات و السادة و هي تابعة للسابقة...اسمحوا لي بالتحدث
عنها الآن: فرنسا على مدار أكثر من نصف قرن واجهت الحركة العالمية التي لا
تراجع فيها المتعلقة بتصفية استعمار الشعوب، و حدث أن جرى على الأرض التي
ولدت بها ترك إرث كبير من حياة البشر الذين جرى سحقهم، و تضحيات خاصة و
عامة لا عد لها، و هذا مؤلم على جانبي التمزق.
كان
الأمر يتعلق أيضا بمواجهة أكثر اتساعا لأوروبا مع كل العالم الثالث، و على
فلاسفة التاريخ أن يقدروا لماذا أخذت الحربان العالميتان جذورهما دون شك
في أن ألمانيا و هي قوة توحدت سنة 1870 وجدت نفسها مستبعدة من التقسيم
الكولونيالي لأفريقيا في القرن التاسع عشر.
أفريقيا
الشمالية في زمن الإمبراطورية الفرنسية- كبقية أفريقيا بالنسبة لمستعمريها
الإنكليز، البرتغاليين أو البلجيكيين- عانت طيلة قرن و نصف بالتمام من سلب
خيراتها الطبيعية.و
من تدمير أساساتها الاجتماعية، و بالنسبة للجزائر، الإقصاء من التعليم
بلغتي هويتها، البربرية الضاربة في جذور التاريخ، و اللغة العربية، التي لم
أتمكن حينها من ملاحظة خاصيتها الشعرية إلا في آيات القرآن التي بقت عزيزة
علي.
الإستعمار جرح كبير عاشه أجدادي لأربعة أجيال يوما بيوم
السيدات و السادة، الاستعمار عاشه أجدادنا يوما بيوم على مدى أربعة أجيال على الأقل، و كان جرحا كبيرا!
جرحا
فتح البعض ذاكرته مؤخرا، و بخفة من خلال مسخرة الحسابات الانتخابية. قبلها
في 1950 ضمن "خطاب حول الاستعمار" بين الشاعر الكبير إيمي سيزار بنفس
كلماته القوية، كيف أن الحروب الكولونيالية في أفريقيا و آسيا، و بالفعل
"نزعت غطاء الحضارة" و "وحشت" كما قال أوروبا.
في
قلب حرب الجزائر من جهتي، على العكس استفدت من حوارات دافئة مع المعلمين
الكبار لسنوات الخمسينات: لويس ماسينيون، دارس للإسلام من نوعية نادرة،
لأجل أبحاث حينها حول التصوف النسوي في القرون الوسطى، المؤرخ شارل أندري
جوليان الذي كان عميدا لي في جامعة الرباط في حوالي 1960، و أخيرا عالم
الاجتماع المستعرب جاك بيرك الذي وقف إلى جانبي و يا للحسرة مباشرة قبل
موته في قلب العنف الإسلامي خلال العشرية الماضية المسلط على المثقفين في
الجزائر.
سأضيف إلى هذه القائمة، الصديق السابق الذي لا يظهر غاستون بونور الذي من
مصر جاء لينهي حياته العملية كأستاذ في المغرب. كان واحدا من القلائل الذين
شجعوني في بداياتي كروائية، و هو ما فعل في وقت متاخر الشاعر بيار
إيمانويل الذي أخذ مكانه بينكم.
أنتهي
بالخصوص إلى ذكر امرأتين أعطتاني القوة لأكون ما أنا و أقصد مؤلفة تكتب
بالفرنسية: احداهما السيدة بلاسي، في مدرسة البليدة، بقراءتها البسيطة لشعر
بودلير- كان عمري 11 سنة-، الأخرى في باريس، الأستاذة دينا دريفوس التي
مررت لي من خلال دراسة ديكارت و كانط شيئا من الصرامة، كنت في التاسعة
عشر...
أريد
أن أضيف، و أنا أفكر في الكثير من الجزائريات اللاتي يكافحن اليوم من أجل
حقوقهن كمواطنات، اعترافي بجميل جيرمان تيليون، التي سبقتنا جميعا،
بأعمالها في الأوراس، كان ذلك في الثلاثينات، و بعملها الحواري في خضم
معركة الجزائر سنة 1957، و أيضا لكتابها "الحريم و أبناء العم" الذي كان
لنا منذ الستينات "الكتاب المضيء"، عمل واضح الرؤية أكثر مما هو مثير
للجدل.
مثل
جورج فيدل، توجهت للفلسفة. متحمسة، كنت في الواحدة و العشرين، بالمنزلة
الرفيعة لابن رشد، ابن رشد هذا العبقري الأندلسي الذي أحيت جرأة تفكيره
الموروث الغربي، لكن و حين تعلمت الإنكليزية، اللاتينية و الإغريقية، و
مثلما رغبت دون جدوى في تحسين عربيتي الكلاسيكية، كان علي أن أقلص من طموحي
و القبول مكرهة لأصير مؤرخة. في هذا المنحى أحادية اللغة الفرنسية التي تم
فرضها في الجزائر المستعمرة، كانت تريد تقليل قيمة اللغات الأم، و تدفعنا
أكثر للبحث عن أصولنا.
و
هكذا أقول نبضت "رغبتي الملحة في اللغة"، لغة متحركة، لغة أصنع إيقاعاتها
لأقول لنفسي أو لأعبر على أنني لا أحسن الحديث لنفسي، و إلا يا للأسف
أحيانا في الجرح... و إلا في الصراع بين لغتين، لا بين ثلاث لغات، و في هذا
المثلث غير المتساوي الأضلاع، على مستويات قوة أو توضيح مختلفة علي أن أجد
مركز توازني أو اهتزازي لأضع كتابتي، و أجعلها تستقر بدل المخاطرة بجعلها
تهرب مني.
اللغة
الفرنسية، لغتكم أيتها السيدات و السادة، صارت لغتي، على الأقل كتابة،
الفرنسية إذن مكان تنقيب لأعمالي، فضاء لتأملاتي أو لأحلامي، هدف لطوباويتي
ربما، و لأقول حتى أنها إيقاع تنفسي اليومي: ما أريد وضعه الآن أو أن أبقى
خيالا واقفا على عتبتكم.
أتذكر
العام الماضي في جوان 2005، اليوم الذي انتخبتموني فيه عضوا لأكاديميتكم
أجبت الصحفيين الذين كانوا يريدون معرفة رد فعلي قائلة "كنت سعيدة لأجل
الفرنكوفونية في البلاد المغاربية". الرصانة تفرض نفسها، لأنه تملكني إحساس
فيزيائي تقريبا أن أبوابكم لن تنفتح لي وحدي، و لا لكتبي فقط، لكن لظلال
زملائي التي لا تزال حية- كتابا، صحفيين، مثقفين، نساء و رجال الجزائر
الذين دفعوا في عشرية التسعينات حياتهم ثمنا للكتابة، و لعرض أفكارهم أو
فقط لأنهم مارسوا التعليم... باللغة الفرنسية.
منئذ، بفضل الله بدأت بلادي شيئا فشيئا تكوي جراحها.
أبوليوس و ترتوليان و القديس أوغسطين عظماء من بلادي
سيكون
ربما مفيدا أن نذكر أنه في طفولتي في الجزائر تحت الاستعمار (كانوا
يسمونني حينها "فرنسية مسلمة") بينما هم يعلموننا أن "أجدادنا الغاليين (من
بلاد الغال)" في تلك الفترة تحديدا الغاليين، أفريقيا الشمالية (التي
نسميها أيضا نوميديا) أرضي العريقة كانت لديها كتابة ادبية رفيعة النوعية،
باللغة اللاتينية...
سأذكر
ثلاثة أسماء كبيرة: أبوليوس، المولود سنة 125 بعد المسيح في مادور
(مداوروش الحالية بسوق أهراس) في شرق الجزائر، كان طالبا في قرطاج ثم في
أثينا، يكتب باللاتينية، يلقي محاضرات رائعة بالإغريقية، له أعمال أدبية
كثيرة، أبرزها "الحمار الذهبي أو التحولات"، و هي رواية عن التشرد، حافظت
حيويتها، و حريتها و قهقهاتها على عصرنة عجيبة... يا لها من ثورة، ينبغي
ترجمتها للعربية الشعبية أو الأدبية، لا يهم، الأكيد أن ذلك سيكون لقاحا
منقذا يجب القيام به الأصوليات من كل حدب التي ظهرت اليوم.
بينما
ترتوليان الذي ولد وثنيا في قرطاج سنة 155 بعد المسيح، و الذي اعتنق
المسيحية فيما بعد، فهو مؤلف لحوالي ثلاثين عملا منها دفاعاته ذات الصرامة
النقية و يكفي أخذ جملتين أو ثلاثة التي برزت من القرن الثاني المسيحي و
اللاتيني لتبدو كأنها فجة و كأنها كلمات خطيب منبر يبغض النساء و غير
متسامح من أفريقيا. مثلا لنأخذ مقطعا من تأليفه "عن حجاب العذارى" و فيه
هذا التأكيد: " كل عذراء تكشف نفسها –يكتب ترتوليان- تتعرض لنوع من
الدعارة !" و في مكان آخر يقول " منذ أن كشفتم عن رأس هذه الفتاة، لم تعد عذراء كاملة في نظرها".
نعم،
لنترجمه بسرعة إلى العربية، لنثبت لأنفسنا، على الأقل أن الهوس بكره
النساء التي تختار دائما الجسد الأنثوي كقضية ليست فقط تخصصا "إسلاميا".
في
منتصف القرن الرابع، مرة أخرى في الشرق الجزائري ولد أكبر أفريقي من ذاك
الزمن القديم، و لا شك أنه كذلك في كل أدبنا: أوغسطين، ولد لأبوين بربريين
تأثرا باللاتينية... و لا فائدة من التطرق لتفاصيل مسار معروف لأب الكنيسة
هذا: تأثير أمه مونيك التي تتبعته من قرطاج حتى ميلان، و نجاحاته الفكرية و
المجتمعية، ثم مشهد الحديقة الذي اهتدى إثره، و عودته إلى منزل والده في
تاغاست، و بداياته كقسيس في هيبون (عنابة الحالية) و أخيرا كفاحه الطويل
لما لا يقل عن عشريتين، ضد الدوناتيين، من البربر الذين اعتنقوا المسيحية،
لكنهم بقوا متصلبين بشدة في انشقاقهم.
بعد
عشرين سنة من النضال ضد هؤلاء الذين كانوا بمثابة "المسيحيين الأصوليين"
في وقته و الذين كانوا على اتصال مع أتباعهم الذين يتكلمون البربرية، اعتقد
أوغسطين أنه هزمهم: بالتحديد تصور أنه انتصر عليهم سنة 418 في قيصرية (
شرشال) موريطانيا (مدينة عائلتي و جزء من طفولتي). كان مخطئا. بعد ذلك
بثلاثة عشر سنة، مات سنة 431 في هيبون التي حاصرها الوندال الذين جاؤوا من
إسبانيا و الذين على سواحلها قاموا خلال عام واحد بتدمير كل شيء تقريبا.
هكذا
يشكل هؤلاء الكتاب الكبار جزء من تراثنا، ينبغي أن تتم دراستهم في
الثانويات المغاربية: باللغة الأصلية أو في ترجمات فرنسية و عربية.
إبن رشد و إبن عربي و إبن خلدون فضلوا المنفى خدمة للعلم
علينا
التذكير أنه لقرون رافقت العربية انتشار اللاتينية و الإغريقية في الغرب
حتى نهاية القرون الوسطى. بعد 711 و حتى سقوط غرناطة سنة 1492 عربية
الأندلسيين أنتجت أعمالا جليلة من مؤلفيها ابن بطوطة الرحالة المولود في
طنجة، ابن رشد الفيلسوف الذي شرح أرسطو ليرد على الغزالي، و أخيرا المتصوف
الكبير في الغرب الإسلامي إبن عربي، الذي سافر من بجاية غلى تونس و منها
عاد إلى قرطبة ثم إلى فاس، العربية كانت حينها أيضا لغة علوم ( طب، فلك،
رياضيات و غيرها). و هكذا ففي لغة الآخر (البدو من الجزيرة العربية أدخلوا
البربر في الإسلام ليغزوا معهم إسبانيا) كان أجدادي الأفارقة يكتبون و
يخترعون. آخرهم وجه للحداثة يرمز للقطيعة كان ابن خلدون الذي ولد بتونس، و
كتب تاريخه عن البربر في الجزائر، في منتصف القرن الرابع عشر و أنهى حياته
سنة 1406 في المشرق، كما فعل تقريبا قبله بقرنين ابن عربي.
بالنسبة
لهذين العبقريين المتصوف الأندلسي و المتشكك مخترع علم الاجتماع كانت لغة
الكتابة محركا لهما، هما ينتميان للعالم، اختارا المنفى على موطنهما على أن
يتركا التأليف.
فيم تنفعني اليوم لغتي الفرنسية؟ أطرح السؤال على نفسي بصراحة مذ كان عمري 20 سنة، لقد اخترت تدريس التاريخ المغاربي في الجامعة.
مثل
العميد فيدل أحب في هذه المهنة حرية الفكر التي تضمنها، و كذا الاتصال
بالمفكرين الشباب لنوصل لهم ما نحب، و نبقى يقظين معهم لأنهم يوجهون
بوصلتنا بينما نحن نتقدم في السن. لم أفعل بعد كل شيء سوى أنني مددت في عمر
نشاط والدي الذي كان معلما في الثلاثينات في قلب جبال الجزائر، وحيدا في
مدرسة لا تصل إليها الطريق، يعلم الأطفال بالفرنسية، و يضيف دروسا للكبار
من جيله، يضمن لهم تكوينا سريعا في الفرنسية و يهيئهم بذلك لمزاولة وظائف
صغيرة في الإدارة لكي تحصل عائلاتهم على مواد منتظمة.
منذ الخامسة عشرة انتميت إلى مفهوم ساخن للأدب." أكتب لأتعرف على نفسي" يقول الشاعر هنري ميشو، و تبنيت بصمت هذه المقولة.
الكتابة
صارت لدي نشاطا ليليا في الغالب، بأي حال نشاطا دائما، بحث تتقطع معه
الأنفاس... أكتب بحمية "الاجتهاد" يعني بالبحث المصوب نحو ماذا، نحو الذات
أولا. أتساءل، مثل من ربما بعد كل شيء مثل بطل أبوليوس المتحول الذي سافر
إلى تيساليا، سوى أنني لا أريد أن أحتفظ من هذا التقارب الرنان بغير حركة و
تسكع لوسيوس، نظير المؤلف، ابن بلدي قبل تسعة عشر قرنا...
هل تتساءلون عما إذا كنت أكتب متحولة، مقنعة و هذا القناع الذي لا تريدون مع ذلك نزعه هل هو اللغة الفرنسية؟
منذ
عقود لم تعد هذه اللغة عندي لغة للآخر- تقريبا جلدي الثاني، أو لغة
متغلغلة في داخلي، نبضاتها ضد خفقات القلب، قريبة جدا من الشريان التاجي،
ربما تحيط بعقبك بعقدة خيط متدلية، لتصنع إيقاع مشيتك (لأنني أكتب و أمشي،
يوميا تقريبا في حي سوهو أو على جسر بروكلين)... و لا أحس حينها سوى بنفسي
سوى عينان تنظران وسط عالم عملاق يولد. فرنسيتي تصير طاقة باقية تساعدني
على تجرع الفضاء الأزرق الرمادي، كل السماء.
كان
يمكن أن أصبح في نهاية السبعينات بالمرة سينمائية بالعربية و روائية
بالفرنسية. رغم فيلمي الطويلين، الذين أحتفي بهما في البندقية و برلين، لو
أنني أصررت على الكفاح ضد ذكورية الممسكين بسينما الدولة في بلادي، بصورها
الكاريكاتورية من الماضي، و صورها الشعبوية المثيرة للأسى، كنت سأختنق كما
كان مصير العديد من السينمائيين الذين تم تكوينهم بجدية. هذا العقم الهيكلي
كان ينبىء في العمق في الجزائر بموجة اللاتسامح و العنف الذين عرفتهما
عشرية التسعينات. كنت إذن سأغامر بالعيش صماء و عمياء بطريقة ما، لأنني
ممنوعة من الإبداع المرئي-المسموع.
لكن
من خلال استطلاعي لأخذ ذاكرة نساء الجبال في الظهرة بالعربية و أحيانا
البربرية المستعملة كصمام لذكريات الذبيحة المؤلمة تلقيت صدمة نهائية. كانت
عودة للمنابع، لأقل حتى انه كان درسا أخلاقيا و جماليا من نساء من أعمار
مختلفة من قبيلة أمي، كن يتذكرن حياتهن أيام حرب الجزائر، و أيضا حياتهن
اليومية. تحررت ألسنتهن مع صور مفاجئة، نصف كتابات، مرة و غريبة، تترك
إيمانا قويا أو مطمئنا كنبع ماء يغسل و يمحي الأحقاد.
نساء جبل شنوة أعدن لي بصيرتي و فرنسيتي تنورت بهن
تعلمت
الرؤية من جديد، و مع رغبة في التوصيل بطريقة شبه فرجيلية لهذا الواقع،
استعدت الوحدة الداخلية، بفضل تلك الكلمات المحفوظة من اخواتي، و حيائهن
اللامعلوم، و أيضا الصوت الأصيل الذي بدأ يختمر في قلب فرنسية كتابتي، و
هكذا مسلحة أو متصالحة اتجهت نحو آفاق رحبة.
هناك
على الضفة الجنوبية التي تركتها، من ينظر بعد الآن إلى كل امرأة التي لم
تكن لها من قبل حق النظر، تمشي بخطى صغيرة مطأطأة، عيناها نحو الأسفل، تغطي
وجهها، جبهتها و كل جسدها بثياب شتى، من صوف و حرير و قفاطين؟ أجساد
متحركة صارت بينما كان تمدرس البنات من كل الأعمار مفروضا في أصغر قرية
فيما يبدو تحت الرقابة بصورة أشد؟
المهندسة
المعمارية الشابة في نوبة نساء جبل شنوة، تعود إلى منطقة طفولتها، نظرتها
إلى القرويات تطلب تبادل الكلام، و تتداخل حواراتهن.
هل
من الصدفة أن كل أعمال النساء في السينما تضيف للصوت و للموسيقى و لنبرة
الأصوات المأخوذة و المفاجأة بعدا أكثر عمقا من الصورة ذاتها؟ كما لو أنه
ينبغي الاقتراب أكثر من الشاشة، و ملئها، لكن الصوت مملتىء، حاد كصخرة، هش و
غني كقلب بشر.
هكذا
توجهت للعمل في مجال الصورة و الصوت، لأنني كنت أقترب من لغة أم لا أريد
رؤيتها إلا في الفضاء، أرغب في أخذ هيئتها نهائيا، لغة كضربة الشمس تصنع
إيقاعا خارج أجساد المرأة الماشية، الراقصة ، التي دائما في الخارج، تحد
أساسي.
أما
بالنسبة للفرنسية في نهاية أي ترحال بشري يمكن أن نصنع ظفيرة للغة تبدو
واضحة في نسيج أصوات أخواتي؟ كلمات كل لغات العالم تتلامس، تتهجأ، تطير مثل
سنونوة تصنع عشها. نعم الكلمات يمكن أن تتنفس، لكن شكل رسمها، لا يلغي أجسادنا الحاملة للذكريات.
القول
دون تصنع أن كتابتي بالفرنسية تحمل بذور أصوات و إيقاعات الأصل، مثل
الموسيقى التي جاء بيللا بارتوك ليسمعها سنة 1913 حتى في قمم الأوراس. نعم
لغة كتابتي تنفتح على المختلف، تتخفف من محظورات الاختراق، تتمطط لكي لا
تبدو كغطاء مائدة مملوء تشده خيوط الصمت.
فرنسيتي
تنورت منذ عشرين سنة من ليلة "نساء جبل شنوة" و بدا لي أنهن لا زلن يرقصن
من أجلي في مغارات سرية، بينما يشع البحر المتوسط عند أقدامهن، إنهن
يحيينني، يحمينني. حملت إلى ما وراء الأطلسي ضحكاتهن، صور "شفا" - نطقتها
بالعربية- يعني للشفاء. لأن فرنسيتي، مغلفة بالمخمل، لكن أيضا بأشواك لغات
كانت مخفية، ستجعل ربما جروح الذاكرة عندي تندمل.
السيدات
و السادة، أنها رغبتي الأخيرة في "الشفاء" لنا جميعا، لنفتح واسعا "كتاب
الشفاء" -نطقتها أيضا بالعربية- كتاب شفاء (الروح) لإبن سينا، المسلم من
اصفهان الذي كان سباقا للعلم في شتى تخصصاته، فاجأ قبل بيك دو لا ميراندول
بأربعة قرون القراء و العلماء المتابعين...
لا
يمكنني من أجل أن أختم، ألا ألتفت نحو فرانسوا رابلي " العابر الكبير
للطرقات الخطرة" كما يسمى، رابلي إذن الذي كان في مونبيليي يدرس الطب،
انغمس في كتب الشفاء. و في رسالته من غارغونتيا إلى بنتاغريال سنة 1532، أي
قبل قرن من إنشاء الأكاديمية من قبل الكاردينال دوريشليو قدم النصيحة
بتعلم " أولا الإغريقية، ثانيا اللاتينية، بعدها العبرية للآداب المقدسة، و
العربية لنفس السبب" و أضاف غارغوتيا سريعا للبرنامج " القانون المدني،
أريد أن تعرف عن ظهر قلب كل النصوص الجميلة".
و
لهذا أتصور أيتها السيدات أيها السادة أنه في هذه اللحظة فوق رؤوسنا
يتحاور فرنسوا رابلي في الأعالي مع ابن سينا، بينما أضحك أنا هنا تجاه
العميد فيدل الذي بفضلكم أخلفه اليوم.
- التفاصيل
- نشر بتاريخ: الإثنين، 09 فيفري 2015 22:40
غابت آسيا جبار يوم الجمعة الفارط عن ثمانية وسبعين عاما وفقدت الجزائر برحيلها آخر "مؤسسي" الرواية الجزائرية المكتوبة بالفرنسية.
طفلة شرشال التي قالت:»أكتب ضدّ الموت، أكتب ضدّ النسيان. أكتب على أمل أن أترك أثراً ما، ظلاً، نقشاً في الرمل المتحرّك، في الرماد الذي يطير وفي الصحراء التي تصعد» عادت إلى أرضها بعد رحلة مجد لا تنقصه إلا جائزة نوبل.في هذا العدد من كراس الثقافة تمنح النصر الكلمة لكتاب قرأوها واشتغلوا على منجزها، وتترجم نص خطاب دخولها إلى الأكاديمية الفرنسية، كما تكشف عن آخر أعمال الكاتبة وتسلط على علميها السينمائيين.
طفلة شرشال التي قالت:»أكتب ضدّ الموت، أكتب ضدّ النسيان. أكتب على أمل أن أترك أثراً ما، ظلاً، نقشاً في الرمل المتحرّك، في الرماد الذي يطير وفي الصحراء التي تصعد» عادت إلى أرضها بعد رحلة مجد لا تنقصه إلا جائزة نوبل.في هذا العدد من كراس الثقافة تمنح النصر الكلمة لكتاب قرأوها واشتغلوا على منجزها، وتترجم نص خطاب دخولها إلى الأكاديمية الفرنسية، كما تكشف عن آخر أعمال الكاتبة وتسلط على علميها السينمائيين.
محمد ساري: من البداية مَوْقعَت نفسها في صف النساء المتحديات الطامحات إلى عالم جديد محمد ساري
تعتبر أسيا جبار الكاتبة الجزائرية التي وظّفت أكبر قدر من
الشخصيات النسائية، وذلك ابتداءً من روايتها الأولى «العطش» سنة 1957. كتبت
هذه الرواية في ظرف شهر وهي لا تزال طالبة في المدرسة العليا للأساتذة في
«سافر» الفرنسية. وقد عرفت هذه الرواية عند صدورها رواجا كبيرا وتوّجت
بجائزة أدبية. الشخصية الرئيسية «نادية»، عشرون سنة، تقضي صيفا في محطة
سياحية، أغلب زوارها من المعمرين. فتاة شقراء، ميسورة الحال، أمها فرنسية
وأبوها جزائري عربي. من البداية، مَوْقعَت أسيا جبار نفسها في صف النساء
المتحديات، المقاومات، الرافضات لوضعهن، الطامحات إلى عالم جديد، يعتقهن من
قيد التقاليد الأسرية واستبداد الذكورة، باسم قداسة ثقافة الأجداد
التليدة. في السنة الموالية، أي في 1958، تنشر أسيا جبار رواية ثانية
«المتلهفون»، وتضع شخصيتها الرئيسية في السياق نفسه، بتغيير الفضاء. تركز
على العمران الداخلي لعائلة عربية مسلمة محافظة. «دليلة»، الشخصية
المحورية، تنتفض ضد الانغلاق وتتحدى محيطها، وبالأخص والدة زوجها. تشترك
الروايتان في توظيف شخصيات نسائية شابة، تتقاسمها عواطف متناقضة ولكنها
متجاذبة: ثقافة الجماعة التقليدية التي تصقل هوية مُتجذّرة في التاريخ
والثقافة الوافدة عبر الفرنسي الغازي، المختلفة، الحاملة لرياح التغيير وإن
كانت قاسية ومدمرة. صراع مرير بالنسبة للمرأة الشابة المتعلمة التي تختلط
بثقافة الغير، هذه الثقافة التي حرّرت المرأة من التقاليد البالية، ولكنها
تدرك اختلافها مع هذا «الأجنبي»، ثقافة ودينا وتاريخا.
تَعمّق هذا الشرخ في روايتها الثالثة «أطفال العالم الجديد»، حيث تتحدّث عن رجال ونساء يشتركون في الكفاح من أجل تحرير الجزائر. تتشكل الرواية من خمس فصول تحمل عناوين أسماء نسائية. تنبني القصة على تداخل حيوات ومصائر شخصيات عديدة. إنها أصوات متعددة، تتعايش وتتصارع. ابتعدت الكاتبة هنا عن القوالب الجاهزة، خاصة منها السياسية. أعطت أهمية كبرى لأصوات النساء، نساء متفرجات على اشتعال نار الثورة، يردن المشاركة ولكن أغلب الرجال يرفضن إقحامها في الحرب الدائرة، لا يرونها قادرة على ذلك، بل يرون أن أفضل مكانها هو البيت والشؤون المنزلية وتربية الأولاد.
تروي أسيا جبار قصصا عن المرأة الجزائرية العامة، ولا تنساق خلف الحالات الفردية النادرة لنساء شاركن جنبا إلى جنب مع الرجل في الكفاح المسلح ضد الاستعمار. هن قليلات مقارنة إلى ما كان ممكنا، لو سمح الآباء والأزواج والإخوة للمرأة أن تحقق اندفاعها وحماسها في أرض الواقع الملتهب.
لم تهمل أسيا جبار ذاتها وحياتها الخاصة كأول فتاة عربية في قريتها تعتب باب المدرسة الكولونيالية وسط أبناء وبنات المعمرين. السرّ في ذلك أن أباها كان يشتغل مدرسا في تلك المدرسة. فسمح لابنته البكر بالتعلّم ودرس الخروج بلا «حايك» حتى وهي فتاة مراهقة نمت أنوثتها التي تعوّد حراس شرف القبيلة إخفاءها داخل أسوار مسيّجة. ومع ذلك لم يسمح لها بقيادة الدراجة، حتى وهي صغيرة لا تزال في الابتدائي وفي ساحة المدرسة، بسبب بروز فخذيها، تقليدا لبنات المعمرين. هناك شعرت الطفلة الصغيرة بالاختلاف وقيد الانتماء. في الثانوية، كانت فتاة جزائرية تأتي إلى المؤسسة متوشحة بحايك أبيض إلى غاية الساحة، وغالبا ما تأتي برفقة حارس من العائلة ولو كان طفلا صغيرا. ولكن أسيا جبار وجدت أبا متفهما وأما حضرية مدينية تقدّس العلم والمعرفة، مما كسّر جميع الحواجز، حتى وجدت نفسها طالبة في المدرسة العليا للأساتذة بفرنسا وهي لم تخرج بعد من المراهقة.
أسيا جبار مؤرّخة أيضا، فكانت أوّل من حفر في أرشيف الإستعمار الفرنسي لتحدّثنا عن محرقة «أولاد رياح» التي قام بها الجيش الفرنسي في 1845 في منطقة الونشريس، حيث أبيدَت قبيلة بأكملها. لم تكن هذه الجريمة النكراء، البشعة، معروفة على المستوى العام. وحدهم المؤرخون يعرفون تفاصيلها المأساوية. استعانت بالأرشيف وروت الحكاية بتفاصيل الروائية القادرة في روايتها «الحب، الفانتازيا» التي صدرت سنة 1985.
كما عادت إلى الفترة الإسلامية الأولى في «بعيدا عن المدينة المنوّرة،1992» لتزور التاريخ الإسلامي، وبالأخص أولئك النساء المقاومات، بشخصياتهن القوية وعلمهن الرصين. إنه جواب على الاتهامات المتسرعة بالاغتراب والانسلاخ عن الجذور العربية الإسلامية. خاصة بعد إنجاز فيلمها الرائع حول «نوبة نساء جبل شنوة» حيث عادت إلى الثقافة الأمازيغية العتيقة، عبر الأغاني والأناشيد والمدائح المصاحبة للأفراح والأتراح والتي لا تزال نساء منطقة «شنوة» تتغنى بها في المناسبات. فجاء الفيلم ليحي ثقافة شفهية تكاد تندثر أمام زحف تكنولوجيا الاتصال وشلال الهوائيات الغربية بمغرياتها الخارقة.
لم تطفئ أسيا جبار ظمأها للحديث عن المرأة والمقاومة. فنشرت رواية-سيرة «امرأة بلا قبر، 2002»، حول زليخة يمينة عوداي، المجاهدة الشهيدة التي قاومت الاستعمار إلى جانب زوجها، متحدية بطش الجيش الفرنسي واستبداد التقاليد، لترفع السلاح وتختلط بالمجاهدين. حاصرها الجيش الفرنسي في الجبال بأعالى شرشال، قادها إلى السجن. عذّبت وقتلت ودفنت في مكان مجهول، لا يعرف أحد مكانه إلى اليوم. أخفاها العسكريون خجلا من عار جريمتهم البشعة ضد امرأة شجاعة، ربما ذكرتهم ببطلتهم المقدسة جان دارك، فسارعوا إلى إخفاء جثتها صونا للعار والفضيحة. كيف يعذبون امرأة ويقتلونها، هم الذين نصبوا أنفسهم جيشا عاتيا يقهر الرجال الصناديد مثلهم. فكيف ينحط بهم فعلهم الشنيع إلى هذا المستوى، مثلما فعلوا مع المجاهدة إيغل لاحريز وغيرها.
وفي روايتها الأخيرة «لا مكان في دار أبي»، عادت أسيا جبار إلى سيرتها الذاتية، لتحدثنا بالتفاصيل الممتعة عن مسيرتها الدراسية، وتلك الحياة المتفردة وسط المجتمع الأوربي وكيف قاومت التطرفين، تطرف الفرنسيين حتى مع واحدة تريد أن تدخل عالمهم وثقافتهم، وتطرف المجتمع التقليدي الذي لا يرى بعين الاستحسان تعلم المرأة وخروجها إلى فضاء الرجال. ولكن أسيا جبار قاومت وناضلت إلى أن أصبح اسمها متداولا كل سنة في قائمة المرشحين لنيل جائزة نوبل للآداب، كما انتخبت عضوا في الأكاديمية الفرنسية ضمن الخالدين في معبد العلم والمعرفة. فلنخلدها نحن بدراسة أعمالها وتحليلها وترجمتها (أنوّه هنا بالترجمة التي قام بها محمد يحياتن لروايتها الأخيرة) والرواج لها كي يتسنى للجزائريين قراءة رواياتها والوقوف على مواقفها النيّرة.
تَعمّق هذا الشرخ في روايتها الثالثة «أطفال العالم الجديد»، حيث تتحدّث عن رجال ونساء يشتركون في الكفاح من أجل تحرير الجزائر. تتشكل الرواية من خمس فصول تحمل عناوين أسماء نسائية. تنبني القصة على تداخل حيوات ومصائر شخصيات عديدة. إنها أصوات متعددة، تتعايش وتتصارع. ابتعدت الكاتبة هنا عن القوالب الجاهزة، خاصة منها السياسية. أعطت أهمية كبرى لأصوات النساء، نساء متفرجات على اشتعال نار الثورة، يردن المشاركة ولكن أغلب الرجال يرفضن إقحامها في الحرب الدائرة، لا يرونها قادرة على ذلك، بل يرون أن أفضل مكانها هو البيت والشؤون المنزلية وتربية الأولاد.
تروي أسيا جبار قصصا عن المرأة الجزائرية العامة، ولا تنساق خلف الحالات الفردية النادرة لنساء شاركن جنبا إلى جنب مع الرجل في الكفاح المسلح ضد الاستعمار. هن قليلات مقارنة إلى ما كان ممكنا، لو سمح الآباء والأزواج والإخوة للمرأة أن تحقق اندفاعها وحماسها في أرض الواقع الملتهب.
لم تهمل أسيا جبار ذاتها وحياتها الخاصة كأول فتاة عربية في قريتها تعتب باب المدرسة الكولونيالية وسط أبناء وبنات المعمرين. السرّ في ذلك أن أباها كان يشتغل مدرسا في تلك المدرسة. فسمح لابنته البكر بالتعلّم ودرس الخروج بلا «حايك» حتى وهي فتاة مراهقة نمت أنوثتها التي تعوّد حراس شرف القبيلة إخفاءها داخل أسوار مسيّجة. ومع ذلك لم يسمح لها بقيادة الدراجة، حتى وهي صغيرة لا تزال في الابتدائي وفي ساحة المدرسة، بسبب بروز فخذيها، تقليدا لبنات المعمرين. هناك شعرت الطفلة الصغيرة بالاختلاف وقيد الانتماء. في الثانوية، كانت فتاة جزائرية تأتي إلى المؤسسة متوشحة بحايك أبيض إلى غاية الساحة، وغالبا ما تأتي برفقة حارس من العائلة ولو كان طفلا صغيرا. ولكن أسيا جبار وجدت أبا متفهما وأما حضرية مدينية تقدّس العلم والمعرفة، مما كسّر جميع الحواجز، حتى وجدت نفسها طالبة في المدرسة العليا للأساتذة بفرنسا وهي لم تخرج بعد من المراهقة.
أسيا جبار مؤرّخة أيضا، فكانت أوّل من حفر في أرشيف الإستعمار الفرنسي لتحدّثنا عن محرقة «أولاد رياح» التي قام بها الجيش الفرنسي في 1845 في منطقة الونشريس، حيث أبيدَت قبيلة بأكملها. لم تكن هذه الجريمة النكراء، البشعة، معروفة على المستوى العام. وحدهم المؤرخون يعرفون تفاصيلها المأساوية. استعانت بالأرشيف وروت الحكاية بتفاصيل الروائية القادرة في روايتها «الحب، الفانتازيا» التي صدرت سنة 1985.
كما عادت إلى الفترة الإسلامية الأولى في «بعيدا عن المدينة المنوّرة،1992» لتزور التاريخ الإسلامي، وبالأخص أولئك النساء المقاومات، بشخصياتهن القوية وعلمهن الرصين. إنه جواب على الاتهامات المتسرعة بالاغتراب والانسلاخ عن الجذور العربية الإسلامية. خاصة بعد إنجاز فيلمها الرائع حول «نوبة نساء جبل شنوة» حيث عادت إلى الثقافة الأمازيغية العتيقة، عبر الأغاني والأناشيد والمدائح المصاحبة للأفراح والأتراح والتي لا تزال نساء منطقة «شنوة» تتغنى بها في المناسبات. فجاء الفيلم ليحي ثقافة شفهية تكاد تندثر أمام زحف تكنولوجيا الاتصال وشلال الهوائيات الغربية بمغرياتها الخارقة.
لم تطفئ أسيا جبار ظمأها للحديث عن المرأة والمقاومة. فنشرت رواية-سيرة «امرأة بلا قبر، 2002»، حول زليخة يمينة عوداي، المجاهدة الشهيدة التي قاومت الاستعمار إلى جانب زوجها، متحدية بطش الجيش الفرنسي واستبداد التقاليد، لترفع السلاح وتختلط بالمجاهدين. حاصرها الجيش الفرنسي في الجبال بأعالى شرشال، قادها إلى السجن. عذّبت وقتلت ودفنت في مكان مجهول، لا يعرف أحد مكانه إلى اليوم. أخفاها العسكريون خجلا من عار جريمتهم البشعة ضد امرأة شجاعة، ربما ذكرتهم ببطلتهم المقدسة جان دارك، فسارعوا إلى إخفاء جثتها صونا للعار والفضيحة. كيف يعذبون امرأة ويقتلونها، هم الذين نصبوا أنفسهم جيشا عاتيا يقهر الرجال الصناديد مثلهم. فكيف ينحط بهم فعلهم الشنيع إلى هذا المستوى، مثلما فعلوا مع المجاهدة إيغل لاحريز وغيرها.
وفي روايتها الأخيرة «لا مكان في دار أبي»، عادت أسيا جبار إلى سيرتها الذاتية، لتحدثنا بالتفاصيل الممتعة عن مسيرتها الدراسية، وتلك الحياة المتفردة وسط المجتمع الأوربي وكيف قاومت التطرفين، تطرف الفرنسيين حتى مع واحدة تريد أن تدخل عالمهم وثقافتهم، وتطرف المجتمع التقليدي الذي لا يرى بعين الاستحسان تعلم المرأة وخروجها إلى فضاء الرجال. ولكن أسيا جبار قاومت وناضلت إلى أن أصبح اسمها متداولا كل سنة في قائمة المرشحين لنيل جائزة نوبل للآداب، كما انتخبت عضوا في الأكاديمية الفرنسية ضمن الخالدين في معبد العلم والمعرفة. فلنخلدها نحن بدراسة أعمالها وتحليلها وترجمتها (أنوّه هنا بالترجمة التي قام بها محمد يحياتن لروايتها الأخيرة) والرواج لها كي يتسنى للجزائريين قراءة رواياتها والوقوف على مواقفها النيّرة.
بوداود عميّر: الناطقـــة الرسميـــة باســـم الصمـــت
هل كان علينا الانتظار إلى غاية سنة 2014، لنشهد أول ترجمة
عربية لأحد آخر أعمال آسيا جبار، ويتعلق الأمر برواية «لا مكان في بيت أبي»
بمبادرة من الكاتب والمترجم الراحل محمد يحياتن، ولكن بعد ماذا؟، بعد نحو
ستة عقود حافلة بالتأليف والإبداع والانجازات التاريخية والمعرفية، أثمرت
قصصا وشعرا ومسرحا ودراسات تاريخية، وعشرات الأعمال الروائية ابتداء من
«العطش» عام 1957، وانتهاء برواية «لا مكان في بيت أبي» عام 2007، وهي
الأعمال التي تُرجمت إلى أكثر من عشرين لغة عبر العالم.
لعل آسيا جبار أكثر الكُتاب الجزائريين تتويجا بمختلف الجوائز الأدبية العالمية ومن مختلف دول العالم: فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، الولايات المتحدة الأمريكية... وغيرها من الدول، وهي أكثرهم ترشيحا لجائزة نوبل للآداب في العشر سنوات الأخيرة، كما أنها المرأة المغاربية والعربية الأولى التي دخلت الأكاديمية الفرنسية الشهيرة، وهي الإفريقية الثانية بعد الشاعر السنغالي ليوبول سيدار سنغور التي تلتحق بهذه الأكاديمية العلمية المرموقة.
جميع هذه الانجازات العظيمة التي بوأتها قامة أدبية سامقة نالت اعتراف العالم، أكاد أجزم أن لا أحد من الكُتاب الجزائريين قديما وحديثا استطاع أن يحققها، آسيا جبار من طينة الكِبار، هؤلاء الذين لا يتكلمون كثيرا، لا يبحثون عن الأضواء ولا يسعون إليها، مواقفها وانجازاتها الأدبية هي وحدها الكفيلة بالتحدث عنها، هي الناطقة الرسمية باسم صمتها ورؤيتها الاستشرافية لمستقبل الأشياء.
هل حال أسلوب ولغة الكِتابة لدى آسيا جبار العصي على الإدراك أحيانا، دون الاقتراب من ترجمة أعمالها؟ أم هي رغبة خاصة من الكاتبة نفسها، أملتها اعتبارات معيّنة كما أورد بعض الناشرين الجزائريين، هل حال سوء الفهم لدى بعضنا في اعتراف العالم وفرنسا بالتحديد، من خلال انتخابها عضوا في الأكاديمية الفرنسية، إلى توجّس غير مبرر، أفرز مواقف مشككة في هوية الكاتبة والتزامها.
هل كان سيتغير موقفهم هؤلاء، لو قرأوا نص كلمتها سنة 2006، الذي ألقته أمام نخبة من كِبار الأكاديميين والكُتاب الفرنسيين في حفل انتخابها، يصغون إليها بإمعان وهي تسرد بلغتها الراقية امتدادات الجزائر الضاربة في تاريخ الحضارات، عن محاولات الاستعمار طمس الشخصية الجزائرية في بعدها العربي والأمازيغي، عن «اللغة العربية التي واكبت انتشار اللغة اللاتينية واليونانية في الغرب إلى نهاية القرون الوسطى»، عن إسهامات ابن بطوطة، ابن رشد، الغزالي، ابن العربي وابن خلدون في التراث العالمي، كما أوردت ذكرهم لفظا عربيا سليما. وعن الحضارة العربية الإسلامية التي أنتجت علوما ومعارفا، قالت: «بعد سنة711 وحتى سقوط غرناطة عام 1492، أنتجت الأندلس روائع الكُتب، الرحالة ابن بطوطة المولود في طنجة، ابن رشد الذي استند إلى فلسفة أرسطو في ردّه على الغزالي، وأخيرا أعظم صوفي في تاريخ الشرق: ابن العربي، انتقل من بجاية الى تونس، وسرعان ما عاد إلى قرطبة ثم فاس. كانت اللغة العربية أيضا، لغة العلوم والمعرفة (الطب، والفلك، والرياضيات، الخ)... وهكذا، حدث شيء جديد في لغة الآخر (البدو العرب أدخلوا البربر للإسلام ليفتحوا معا أسبانيا) سيكتب ويبدع بها أجدادي الأفارقة، آخرهم وجه من وجوه الحداثة، إنه ابن خلدون، المولود في تونس، والذي كتب تاريخ البربر في الجزائر، في منتصف القرن الرابع عشر، وافته المنية عام 1406 في الشرق، تماما مثل ابن عربي منذ ما يقرب من قرنين من الزمان. بالنسبة لهذين العبقريين: الصوفي الأندلسي ومؤسس علم الاجتماع، حوّلتهما لغة الكتابة إلى مواطنين من العالم، فضّلا المنفى عن أراضيهما، بدلا المنفى عن كتاباتهما».
ماتت آسيا جبار، معها كنا نترقب كل سنة انجازا أدبيا عالميا، لعل اسمها يرتفع عاليا ذات إعلان لجائزة نوبل للآداب، قد يعيد ترتيب موقعنا في خريطة الأمم المتحضرة، مع غيابها سنتوقف قليلا عن الحلم، لأن لا أحد من كتابنا الآن يمكنه، على الأقل في اللحظة الراهنة للأشياء، أن يملأ فراغا حقيقيا في أن نكون أو لا نكون.
لعل آسيا جبار أكثر الكُتاب الجزائريين تتويجا بمختلف الجوائز الأدبية العالمية ومن مختلف دول العالم: فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، الولايات المتحدة الأمريكية... وغيرها من الدول، وهي أكثرهم ترشيحا لجائزة نوبل للآداب في العشر سنوات الأخيرة، كما أنها المرأة المغاربية والعربية الأولى التي دخلت الأكاديمية الفرنسية الشهيرة، وهي الإفريقية الثانية بعد الشاعر السنغالي ليوبول سيدار سنغور التي تلتحق بهذه الأكاديمية العلمية المرموقة.
جميع هذه الانجازات العظيمة التي بوأتها قامة أدبية سامقة نالت اعتراف العالم، أكاد أجزم أن لا أحد من الكُتاب الجزائريين قديما وحديثا استطاع أن يحققها، آسيا جبار من طينة الكِبار، هؤلاء الذين لا يتكلمون كثيرا، لا يبحثون عن الأضواء ولا يسعون إليها، مواقفها وانجازاتها الأدبية هي وحدها الكفيلة بالتحدث عنها، هي الناطقة الرسمية باسم صمتها ورؤيتها الاستشرافية لمستقبل الأشياء.
هل حال أسلوب ولغة الكِتابة لدى آسيا جبار العصي على الإدراك أحيانا، دون الاقتراب من ترجمة أعمالها؟ أم هي رغبة خاصة من الكاتبة نفسها، أملتها اعتبارات معيّنة كما أورد بعض الناشرين الجزائريين، هل حال سوء الفهم لدى بعضنا في اعتراف العالم وفرنسا بالتحديد، من خلال انتخابها عضوا في الأكاديمية الفرنسية، إلى توجّس غير مبرر، أفرز مواقف مشككة في هوية الكاتبة والتزامها.
هل كان سيتغير موقفهم هؤلاء، لو قرأوا نص كلمتها سنة 2006، الذي ألقته أمام نخبة من كِبار الأكاديميين والكُتاب الفرنسيين في حفل انتخابها، يصغون إليها بإمعان وهي تسرد بلغتها الراقية امتدادات الجزائر الضاربة في تاريخ الحضارات، عن محاولات الاستعمار طمس الشخصية الجزائرية في بعدها العربي والأمازيغي، عن «اللغة العربية التي واكبت انتشار اللغة اللاتينية واليونانية في الغرب إلى نهاية القرون الوسطى»، عن إسهامات ابن بطوطة، ابن رشد، الغزالي، ابن العربي وابن خلدون في التراث العالمي، كما أوردت ذكرهم لفظا عربيا سليما. وعن الحضارة العربية الإسلامية التي أنتجت علوما ومعارفا، قالت: «بعد سنة711 وحتى سقوط غرناطة عام 1492، أنتجت الأندلس روائع الكُتب، الرحالة ابن بطوطة المولود في طنجة، ابن رشد الذي استند إلى فلسفة أرسطو في ردّه على الغزالي، وأخيرا أعظم صوفي في تاريخ الشرق: ابن العربي، انتقل من بجاية الى تونس، وسرعان ما عاد إلى قرطبة ثم فاس. كانت اللغة العربية أيضا، لغة العلوم والمعرفة (الطب، والفلك، والرياضيات، الخ)... وهكذا، حدث شيء جديد في لغة الآخر (البدو العرب أدخلوا البربر للإسلام ليفتحوا معا أسبانيا) سيكتب ويبدع بها أجدادي الأفارقة، آخرهم وجه من وجوه الحداثة، إنه ابن خلدون، المولود في تونس، والذي كتب تاريخ البربر في الجزائر، في منتصف القرن الرابع عشر، وافته المنية عام 1406 في الشرق، تماما مثل ابن عربي منذ ما يقرب من قرنين من الزمان. بالنسبة لهذين العبقريين: الصوفي الأندلسي ومؤسس علم الاجتماع، حوّلتهما لغة الكتابة إلى مواطنين من العالم، فضّلا المنفى عن أراضيهما، بدلا المنفى عن كتاباتهما».
ماتت آسيا جبار، معها كنا نترقب كل سنة انجازا أدبيا عالميا، لعل اسمها يرتفع عاليا ذات إعلان لجائزة نوبل للآداب، قد يعيد ترتيب موقعنا في خريطة الأمم المتحضرة، مع غيابها سنتوقف قليلا عن الحلم، لأن لا أحد من كتابنا الآن يمكنه، على الأقل في اللحظة الراهنة للأشياء، أن يملأ فراغا حقيقيا في أن نكون أو لا نكون.
ميلود حكيم: حرست الثقافة الجزائرية من التلاشي في ليل المنافي
يأتي خبر رحيل الكاتبة آسيا جبار ليعطي لغيابها الذي اختارته عمدا، واختفائها من المشهد في السنوات الأخيرة، تتويجه النهائي باعتباره المحطة الأخيرة لمسيرة إبداعية وحياتية كانت مقترنة بمرارة ما، وخيبة زادت من حدتها انكسارات أحلام جيلها من رواد الأدب الجزائري، أو ممن جاءوا بعدهم، ليروا بلدا مستقلا ومزدهرا وديمقراطيا، هي التي كانت تحلم للأطفال بعالم جديد، وللنوارس ببحر صافي الزرقة، وللجزائر ببياض أبهى، ولنساء جبل شنوة بأناشيد. أمازيغية تحمل شجن البحث عن فسحة ضوء في سماء المتوسط المجروحة بالانتظار لما لا يأتي.
ترحل آسيا جبار في صمت، هي التي انزوت في عزلة أخيرة، بعد مرضها، وقبله، تتأمل ما يفعل التاريخ الذي أحبته بشهوده وشهدائه وضحاياه، وبأولئك الحالمين بيوتوبيات تبقى وعدا، وتستعيد ملامح تلك الفتاة التي سكنتها بهواجس الحرية والتمرد والرغبة في الإنتصار للهوامش التي لا صوت لها، وللإرث الشجي لذاكرة حملتها النساء في عزلاتهن المبصومة بالشجن والبحة المجروحة لأصواتهن الطالعة من ليل طويل من القهر والسيطرة والخذلان.
ترحل إذن، كما رحلت مرارا هي المشاءة السادرة في مدن الآخرين، المسكونة بروح الأمكنة وعبقها وروائحها، ترحل هي المفتونة بحفريات الشغف الباحث في طبقات الأحداث، وركام الخسارات عن معنى قد يضيء ليلها القلق، ويجيب عن أسئلتها المنصورة في شقوق الأيديولوجيا وتصدعات المآلات البائسة لوطن خان أحلامه، إذ ها هي تختار المنفى بعد تعريب الجامعة في الستينات وترحل كما رحل جمال الدين بن شيخ، ومحمد أركون، ومحمد ديب، وغيرهم، لتواصل رحلتها في الشهادة على التفاصيل التي تبقى حاضرة.
بمثابرة عجيبة أيضاً بقيت مخلصة لعوالمها، ولبنية واقعية وكلاسيكية في الكتابة، وللحفر في التاريخ ومكره بروح المؤرخة الصبورة، والمناضلة النسوية المدركة لضرورة إعادة قراءة تاريخنا لإسماع أصوات من لا صوت لهم، خاصة النساء اللواتي رمين للصمت والنسيان، ولم يصغ لهن سواء في الماضي أو في الحاضر، من هنا كانت روايتها «بعيدا عن المدينة» غوصا في سير النساء اللواتي صنعن تاريخ الإسلام وساهمن فيه.
تقاسمتها نداءات كثيرة، فلم تكن كاتبة فقط، بل كان شغفها بالسينما وبالأفلام الوثائقية يضاهي ما منحته للكتابة، وأيضاً حبها لفن الفوتوغرافيا، ورغبتها في القبض على اللحظة بكامل امتلائها، وإنقاذها من الزوال والتلاشي، من خلال ألبومات الصور التي وضعت لها مقدمات شفافة، أو تلك الأفلام التي خلدت من خلالها لتراث شفهي يكاد يختفي ويضيع لولا لفتتها الآسرة.
كل هذا هو آسيا جبار، وهي الذهاب الحميمي في سنواتها الأخيرة إلى الذاتي والداخلي من خلال التركيز على السيرة ومنعطفاتها، والعودة بشكل من الأشكال إلى بيت الطفولة والوله، مستعيدة حكاية سفرها المستمر.
برحيل آسيا جبار نفقد صوتا كان يسهر علينا في ليل المنافي، ويحرس الثقافة الجزائرية من الإنقراض والتلاشي، ويُرسخ لتقاليد النقد والمساءلة والاجتهاد. هي رحلة أخرى فقط لتتحدي بالبياض اللانهائي وتطيري في الأفق المفتوح لغناء سيبقى خالدا، نامي في أبديتك البيضاء ولترعاك النوارس والأزرق اللازوردي لمدينة شرشال.
سعيد خطيبي: أدارت ظهرها للإنقلابيين على الأدب وواصلت الكتابة
كثيرون فرحوا بوفاة أديبة الجزائر الأولى. كثيرون غنّوا ورقصوا اِحتفاءً بنهاية الكابوس، واِنزياح الهرم الذي كان يحجب عليهم الرّؤية. لقد ماتت آسيا جبار لتبعث الرّوح في ورق ديناصورات الأدب أحاديّة الخليّة، ماتت لتكشف عوراتنا، فلا أرشيف مصوّر ولا كتابي يُثبت اِنتماء الكاتبة إلى هذه الرّقعة من الجغرافيا، لا شيء يؤكد بأنها واحدة منّا، سوى الاسم ومكان المولد، لا علامة بارزة تربطها بمخيلتنا سوى شخصياتها الرّوائية، الهاربة من القهر والنّسيان. كيف نجحوا في محو آسيا جبّار من الذّاكرة الجمعية؟ كان يمكن أن نتجاهلها لو لم تدخل مجمع الخالدين، ولو لم يردّ اَسمها في ترشيحات نوبل، تمامًا مثلما نسينا عائشة لمسين وليلى صبّار وآخريات، فأن تخرج من بلدك، وتحاول أن تؤسس لتجربة أدبية بعيدًا عن أرض المنشأ، فهذا لا يعني بالضرورة أنك ستعود إليها يوما نجمًا «مستغانميًا»، فالنسيان هي الطّريق الأسهل لقتل «الكُتّاب الجزائريين».
هل نحتاج اليوم لإعادة التّذكير بفضل آسيا جبار على الأدب المغاربي إجمالا، والجزائري خصوصا، كلا! فسيرتها متوافرة على كلّ مواقع البحث، على الأنترنيت، وبكلّ اللّغات، ولكن ما لا تحكيه سيرتها هي أسباب قطيعتها مع بلدها الأم، أكثر من ثلاثين سنة! لماذا خرجت فاطمة إيملحاين (الاسم الحقيقي للكاتبة) من الجزائر، مقهورة وذليلة وخائبة. خرجت في فترة تقول عنها الكُتب المدرسية بأنها كانت من أفضل فترات النموّ الثّقافي في البلد، في فترة تلت مباشرة ما كان يسمى «الثورة الثقافيّة».
هل قامت الثّورة لتطرد آسيا جبّار من بلدها؟ تلك الثّورة التي حجزت المفكر اللّبق مصطفى الأشرف في غرفة الصّمت، ودفعت رابح بلعمري إلى السّخرية منها، تلك الثّورة الثّقافية التي لم يستفد منها سوى «إتحاد الكُتّاب الجزائريين»، فبينما كانت آسيار جبّار تحزم حقيبتها، كان كتّاب هذا الإتحاد يتنافسون فيما بينهم للظفر بالسّفريات إلى الخارج، ونيل المقاعد بالقرب من لجان الحزب الواحد. ككلّ كاتب يُغادر مضطرًا الجزائر، لم تجد آسيا من يقف إلى جانبها، لقد أدارت ظهرها للإنقلابيين على الأدب، واِتجهت شمالا، كما فعل محمد ديب، وواصلت الكتابة وأنصفها القارئ الغربي، وعادت إلى بلدها، خصوصا في السّنوات العشر الماضية، كاسم فقط، ليس كجسد، فهي لم تنل تكريمًا في بلدها، في فندق خمس نجوم، كما نالته أحلام مستغانمي، ولم يزرها مسؤول رسمي، كما زار الطّاهر وطار، بل ظلّت فقط اِسما ونصًا تتداوله الألسن القارئة لا غير، وفي لحظة تخيّلنا فيها نهاية القطيعة، مع صدور أول ترجمة قانونية لروايتها الأخيرة، خاب الظّن سريعا، فلا الكِتاب رُوّج له كما ينبغي، ولا القارئ المُشبّع بكليشيهات الثمانينيات تحمّس له، كما لو أن يدًا خفية تسللت لتعتّم على اِسم آسيار جبار في أول ظهور لها باللّسان العربي، وكلّ من تحدث عنها، في الأيام الماضية، خصوصا في المشرق العربي، تأسف لعدم صدور ترجمة لها بالعربية! هكذا إذا غًُيّبت آسيا جبار مرّة أخرى، لا هي فرنسية كاملة الفرنسية، ولا جزائرية بجزائرية كاملة، هناك دائما حلقة ضائعة في علاقتها ببلدها وبلغتها، وماذا يمكن أن نفعل لنردّ لها الاعتبار؟ هي ليست بحاجة إلى بيان صحافي أو تصريح مقتضب من هيئات إعلامية، سيكون العرفان الأهم أن تقوم مؤسسة عمومية بما قامت به المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار، التي اشترت حقوق روايات رشيد بوجدرة وترجمتها إلى العربية، ونحن نقترب من تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، أليس من الأفضل تخصيص شطر صغير من ميزانية الحدث لشراء حقوق روايات آسيار جبار وترجمتها إلى العربية؟ إننا في الانتظار، آسيا جبار في وصاية الجيل الجديد من القراء، وهم أكيد سيردون لها الاعتبار.
حميد عبد القادر: انتصرت على دعاة الأحادية
قبل رحيل آسيا جبار ببضعة أيام، قرأت الفصول الأولى من روايتها «اختفاء اللغة الفرنسية» منشورات ألبان ميشال سنة2003، وهي رواية عن مغترب يدعى «بركان» يقرر العودة إلى مسقط رأسه بالقصبة، بعد 20 عاما من الغياب «المنفى» فيعيد اكتشاف ذاته، وهو يسير عبر الأزقة العريقة، وقصبة «بيبي لوموكو»، (إحالة للفيلم الفرنسي الشهير الذي أخرجه جولين دوفيفيي، سنة 1937، ومثل فيه الدور الرئيسي الممثل جان غابان، ودارت أحداثه في حي القصبة). ترك «بركان» حياة رغدة ورائه في باريس، وعاد إلى أرض أجداده لإعادة ربط الصلة مع اللغة التي يتكلم بها أهل القصبة، والتي هي مزيج من لهجات متوسطية مختلفة، رغم غلبة العربية عليها. ذكرتني هذه الرواية بنص سردي سابق نشرته بعنوان «تلك الأصوات التي تحاصرني»، والذي جاء على شكل «سيرة ذاتية»، حيث استعادت من خلاله ذكريات الطفولة، وبداياتها مع الكتابة الروائية، منذ روايتها الأولى «العطش»، وصولا إلى رواية «الحب والفنتازيا»، وهي الجزء الأول من رباعيتها التي سُميت لاحقا برباعية الجزائر. فبين رواية «اختفاء اللغة الفرنسية» والنص السردي «تلك الأصوات التي تحاصرني»، تشكل السيرة الذاتية جزءا أساسيا من المتن الروائي، الذي يأخذ المنحى نفسه لروائية تلجأ للغة الفرنسية للتعبير عن مكانة المرأة المسلمة في مجتمع منغلق.
قرأت بعض التصريحات منذ يومين، لمثقفين جزائريين «أداروا ظهرهم لآسيا جبار»، لأنها «أدارت ظهرها لنا» على حد تعبيرهم. وهذه مغالطة كبرى لأناس لم يقرؤوا لها حرفا واحدا حسب اعتقادي. إن فاطمة الزهراء ايملحاين (وهو الاسم الحقيقي لآسيا جبار)، عرفت مسارا نضاليا وثوريا، حيث استجابت لنداء جبهة التحرير الوطني للطلبة، وتركت مقاعد الدراسة، وشاركت في المجهود الثوري. عاشت شديدة التأثير لأن أعمالها لم تترجم إلى اللغة العربية كاملة (باستثناء ثلاثيتها الأولى، التي ترجمها إخواننا المشارقة، ورواية «لا مكان في بيت والدي» التي ترجمها المرحوم محمد يحياتن، وصدرت العام الماضي عن منشورات «سيديا»). وقد عبرت آسيا جبار عن ذلك الألم في حديث مع الروائي واسيني الأعرج.
شخصيا، كنت دائما أسأل عن الأسباب التي تقف وراء توقفها عن الكتابة الروائية بين1967 و1985، واهتديت للإجابة بعد أن قرأت كلمة الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي التي نشرتها الصحف بعد رحيل الكاتبة بيومين، حيث اعتبر أن آسيا جبار انتقلت من الكتابة الروائية النفسية الاستنباطية التي ميزت أعمالها الأولى منذ رواية «العطش»، إلى الكتابة التاريخية لما نشرت رواية «الحب الفنتازيا»، عام 1985، وتطلب ذلك بحثا معمقا في تاريخ الجزائر خلال القرن التاسع عشر، وهو القرن الذي شهد احتلال الجزائر من قِبل الفرنسيين، وبذلك اكتسبت وعيا بتاريخ البلاد وأهميته في فهم أسباب الإخفاق الذي أدى إلى وضعية استعمارية دامت طويلا. ففي «الحب..الفنتازيا»، عادت آسيا جبار لظروف احتلال «الإيالة» (المحروسة) وسقوطها في يد الجنرال «دوبورمون»، وكيف وقع ذلك على وعي فتاة جزائرية فرانكفونية بعد 150 عاما من وقوع الحادثة، تحاول أن تبني ذاتها، من خلال اكتساب «وعي» بالتاريخ. وكأن آسيا جبار تخبرنا أن تعلم اللغة الفرنسية، لا يعني نسيان جرائم «سانت أرنو»، و»بليسييه»، اللذين وردا ذكرهما في الرواية. وقد سارت هذه الرواية على وقع التضاد بين اللحظة الذاتية (الحميمية) واللحظة التاريخية. ومنذ هذه الرواية، لجأت آسيا جبار إلى التاريخي لفهم الآني، مثلما فعلت في روايتها «بعيدا عن المدينة». لقد قرأت تاريخ الإسلام (عبر الطبري بالأخص) لفهم دور المرأة في مسار التاريخ. لقد أعادت بفضل هذه الرواية للمرأة المسلمة مكانتها المسروقة على حد تعبيرها.
ما يعجبني في آسيا جبار، هو هذا الإهتمام بالفضاء اللغوي المتعدد. وعليه أعتقد أن أعمالها الروائية تعتبر بمثابة رد صريح على حماقات دعاة الأحادية الذين انتصرت عليهم، وهزمتهم بعد أن احتضنا رواياتها، وأدمنا على قراءتها بنهم وإعجاب كبيرين.
رئيسة حلقة محبي الكاتبة آمال شعواطي للنصر
القديس أوغسطين موضوع رواية لم تكتمل لآسيا جبار
كشفت الكاتبة و الباحثة أمال شعواطي، رئيسة حلقة أصدقاء
الروائية آسيا جبار ، بأن هذه الأخيرة كانت قد أعلنت أمام مرتادي النادي عن
مشروع روايتها الجديدة، التي خصصتها للقديس أوغسطين.
و تذكرت صاحبة «جزائريات قصر أمبواز» كيف أن الراحلة أسيا جبار، قد أعلنت خلال لقاء خصت به ناديهم بباريس، بأن مشروعها الأدبي الجديد الذي سيلي مؤلفها الأخير «بوابة الذكريات» سيكون رواية حول القديس أوغسطين، لما أولته من اهتمام كبير لفلسفة وفكر هذا القديس.
و بدا اهتمام أسيا جبار جليا بهذا القديس ذو الأصول الأمازيغية، المولود بتاغست (سوق اهراس)، في الكثير من أعمالها و مداخلاتها و محاضراتها، حيث رددت اسمه في عديد المناسبات الأدبية و الثقافية المهمة، إلى جانب رواد الفلسفة و الأدب و الرواية و بشكل خاص شخصيات من ذاكرة مسقط رأسها الجزائر و هي التي أبدعت دائما في المزج بين الذاكرة و التاريخ، حيث قالت عام 1969 أن» البلد دون ذاكرة كامرأة بلا مرآة جميلة، لكنها تجهل ذلك، و رجل يبحث في الظلام، لا يصدّق بأنه ضرير».
فاهتمام أسيا جبار بأوغسطين، برز في عديد من أعمالها النثرية، و نصوصها الخطابية و حتى الشعرية، و الذي بينته الباحثة و الناقدة بجامعة إيلينوي الأمريكية «زيمرا كلاريس» بإحدى دراساتها التي خصصتها لهذه الأديبة و عضو الأكاديمية الفرنسية، حيث تحدثت عن تأثير شخصية أوغسطين في أعمال أسيا جبار التي أوردت أيضا اسمه في الأبيات الأولى من قصيدتها الموسومة «المنفي» و التي قالت فيها «أعرف شيشرون باللاتنية مثل معرفتي أوغسطين البربري الذي قرأت بلغته سوقراط و حتى خطابات إيزوقراط.
و تكرّر ذكر القديس الجزائري المولد في عديد الدراسات النقدية الغربية التي ناقشت مختلف النصوص الأدبية لأسيا جبار التي كانت تسترجع ذاكرة هذه الشخصية في عديد المقامات الفكرية و الثقافية المهمة، مثلما فعلت يوم انتخابها كأول عضو عربي بالأكاديمية الفرنسية عام 2006، أين قدمت نبذة عن تاريخ أوغسطين، قائلة بأنه في منتصف القرن الرابع ولد في الشرق الجزائري أكبر إفريقي من ذلك الزمن القديم، و لا شك أنه كذلك في كل أدبنا: أوغسطين...و تحدثت عن بداياته كقسيس في هيبون و كفاحه الطويل ضد الدوناتيين من البربر الذين اعتنقوا المسيحية لكنهم بقوا متصلبين في انشقاقهم، و الذي ظن أنه انتصر عليهم في قيصرية (شرشال) المدينة التي قضت بها الأديبة جزء من طفولتها، ليدرك بعدها بأنه كان مخطئا و يموت عام 431 بهيبون التي حاصرها الوندال القادمين من اسبانيا و الذين حطموا كل شيء فيها تقريبا في مدة سنة.و أكدت الباحثة و النفسانية آمال شعواطي بأن مشروع رواية أوغسطين كان يعني الكثير بالنسبة للأديبة، لكنها تجهل إن كانت قد جسدته قبل وفاتها أم لا، لانقطاع أخبار الروائية منذ فترة طويلة.
مريم/ب
و تذكرت صاحبة «جزائريات قصر أمبواز» كيف أن الراحلة أسيا جبار، قد أعلنت خلال لقاء خصت به ناديهم بباريس، بأن مشروعها الأدبي الجديد الذي سيلي مؤلفها الأخير «بوابة الذكريات» سيكون رواية حول القديس أوغسطين، لما أولته من اهتمام كبير لفلسفة وفكر هذا القديس.
و بدا اهتمام أسيا جبار جليا بهذا القديس ذو الأصول الأمازيغية، المولود بتاغست (سوق اهراس)، في الكثير من أعمالها و مداخلاتها و محاضراتها، حيث رددت اسمه في عديد المناسبات الأدبية و الثقافية المهمة، إلى جانب رواد الفلسفة و الأدب و الرواية و بشكل خاص شخصيات من ذاكرة مسقط رأسها الجزائر و هي التي أبدعت دائما في المزج بين الذاكرة و التاريخ، حيث قالت عام 1969 أن» البلد دون ذاكرة كامرأة بلا مرآة جميلة، لكنها تجهل ذلك، و رجل يبحث في الظلام، لا يصدّق بأنه ضرير».
فاهتمام أسيا جبار بأوغسطين، برز في عديد من أعمالها النثرية، و نصوصها الخطابية و حتى الشعرية، و الذي بينته الباحثة و الناقدة بجامعة إيلينوي الأمريكية «زيمرا كلاريس» بإحدى دراساتها التي خصصتها لهذه الأديبة و عضو الأكاديمية الفرنسية، حيث تحدثت عن تأثير شخصية أوغسطين في أعمال أسيا جبار التي أوردت أيضا اسمه في الأبيات الأولى من قصيدتها الموسومة «المنفي» و التي قالت فيها «أعرف شيشرون باللاتنية مثل معرفتي أوغسطين البربري الذي قرأت بلغته سوقراط و حتى خطابات إيزوقراط.
و تكرّر ذكر القديس الجزائري المولد في عديد الدراسات النقدية الغربية التي ناقشت مختلف النصوص الأدبية لأسيا جبار التي كانت تسترجع ذاكرة هذه الشخصية في عديد المقامات الفكرية و الثقافية المهمة، مثلما فعلت يوم انتخابها كأول عضو عربي بالأكاديمية الفرنسية عام 2006، أين قدمت نبذة عن تاريخ أوغسطين، قائلة بأنه في منتصف القرن الرابع ولد في الشرق الجزائري أكبر إفريقي من ذلك الزمن القديم، و لا شك أنه كذلك في كل أدبنا: أوغسطين...و تحدثت عن بداياته كقسيس في هيبون و كفاحه الطويل ضد الدوناتيين من البربر الذين اعتنقوا المسيحية لكنهم بقوا متصلبين في انشقاقهم، و الذي ظن أنه انتصر عليهم في قيصرية (شرشال) المدينة التي قضت بها الأديبة جزء من طفولتها، ليدرك بعدها بأنه كان مخطئا و يموت عام 431 بهيبون التي حاصرها الوندال القادمين من اسبانيا و الذين حطموا كل شيء فيها تقريبا في مدة سنة.و أكدت الباحثة و النفسانية آمال شعواطي بأن مشروع رواية أوغسطين كان يعني الكثير بالنسبة للأديبة، لكنها تجهل إن كانت قد جسدته قبل وفاتها أم لا، لانقطاع أخبار الروائية منذ فترة طويلة.
مريم/ب
آسيا جبار سينمائية
العطش الذي يطل على نافذة الصبر
تتعالى أصوات النساء في المغارة، في جبل شنوه النساء يعزفن
نوبة الحرية والإنعتاق، بينما تواصل ليلي رحلة البحث عن أخيها الذي افتقدته
في حرب التحرير، تجالس النسوة باحثة عن الخيط المؤدي لاقتفاء أثر المفقود،
تتجول في أزرقة القرية غير مكثرة بعيون الرجال الذين وخز شعورهم برؤية هذه
المرأة تقتحم مجالهم، ليلي تعود إلى موطن الطفولة وهاجس الحرب التحريرية
مازال يسكنها، تحاول استذكار ما حدث من خلال الحديث مع العجائز الحاملات
لكل الذكريات بكل ما تحمل من مآسي والقليل من الأفراح في مجتمع رجالي بدرجة
الامتياز، خزان الذاكرة الجماعية الذي يختزل كل سنوات العذاب و القهر الذي
عاشته هذه النسوة.
تنظر آسيا جبار في هذا الفيلم إلى المرأة الجزائرية من الداخل، تعيد لها الكلمة ، لقد كانت هذه الكاتبة المتعددة المواهب، التي نهلت من كل الفنون، كتابة، مسرح و سينما، أن تقدم في هذا الفيلم من خلال الغوص في مكنونات سيدات جبل شنوه، من خلال المهندسة ليلى التي تعود إلى مسقط رأسها ومن خلال النسوة تعيد إحياء ذكريات الماضي، الفيلم الذي أنتج سنة 1977، يعد أول تجربة للكاتبة في عالم الفن السابع.
قبل أن تقف خلف الكاميرا، لم تكتب أسيا جبار لمدة طويلة وكأن بالمكالمات قد علقت و لم تعد تؤدي المعنى، وفقدت القوة على وصف وضعية النساء الجزائريات، في ظل حرمانهم من الكلمة، فاختارت أن تكون لسانهم، من خلال ليلي المهندسة الجزائرية لتغوص في الماضي وتنخرط في أوساط العجائز وحتى الشابات.
تعود ليلى رفقة زوجها الذي يجلس على كرسي متحرك اثر حادث حصان، تعود إلى حيها الأول ومنطقتها المسماة «شرشال»، حيث يقف جبل شنوه محاذيا البحر حيث سواحل مدينة تيبازة، فيلم أخرج اللغة من محيطها الضيق ، كما تقول آسيا جبار:» عملي في السينما هو مظهر من الإبداع مع اللغة العربية، اللغة الحية، اللغة الشاسعة، بفضل الصور أخرجت اللغة من فضائها القديم المغلق، لقائي بلغة طفولتي التي أنجزت بها الفيلم «.
و تنتصر آسيا جبار في هذا الفيلم للنساء، بعد أن وضعت الرجل في وضعية الصامت غير المتحرك في صورة رجل ليلي، وهي صورة غير معتادة سواء في السينما الجزائرية أو حتى في الواقع المعاش، كسرت طابو الرجل و حصرت مجاله في كرسي متحرك، بينما تركت المجال واسعا ليلي من أجل التحرك في أزقة القرية لقد استعادت حريتها ، وكيانها الذي أختزله الرجل في أقل مساحة ممكنة، نسق الفيلم ينطلق من نهاية الأحداث التي تكون نقطة البداية بالعودة إلى الوراء، في إشارة ذكية للكاتبة، على أن التاريخ هو المنطلق الذي نفسر به الحاضر و أساسه نبي المستقبل، بواسطة ستة مشاهد تعيد رسم الحياة في هذه القرية ، المنغلقة على نفسها و المكبلة بتقاليد وضع أسسها الرجل، جبار تقدم في هذه التجربة السينمائية، مزيجا من الصمت و الكلمة، من الذاكرة و الإبداع، الحاضر و الماضي في تعايش.
لم تتوقف التجربة السينمائية لآسيا جبار عند « نوبة سيدات جبل شنوة» وإنما كانت لها تجربة أخرى مع فيلم وثائقي» الزردة أو الأغاني المنسية « التي حاولت أن تقدم صورة عن وحشية الاستعمار في بلدان المغرب العربي الفيلم الذي أنتج سنة 1982، اشتركت في كتابة السيناريو مع زوجها مالك علولة ، و اعتمدت فيه آسيا جبار بالدرجة الأولى على الأرشيف مع مقاطع شعرية بإلقاء مسرحي، وهذا يحيلنا على تجربة آسيا جبار في الكتابة المسرحية حيث سبق لها ان كتبت مسرحية» الفجر الدامي « التي أخرجها الفقيد مصطفى كاتب.
وتقول الكاتبة في بداية الفيلم « الزردة الحفلة المشرفة على الموت ن نمتلكه، ويدعونا إدراكه ، بالرغم من الصورة التي قدموها عنا ، ورغم نظراتهم القاتلة، حاولنا نزع اللثام على وضع احتقروه»، كما ان المرأة كانت حاضرة في المشهد الأول و الأخير من الفيلم وهي الخزان الذي منه تنطلق كل شرارات النصر :» الذاكرة امرأة، ملثمة و عينها على الطريقة وحدها تركز حاضرنا «.
ومن تلك الذاكرة تنطلق روح جديدة من الماضي لتعيد الروح على شعوب المغرب العربي، ورغم مرور السنين غير أن جبار ظلت محتفظة بحرج المستعمر الذي ظل يدمي قلبها إلى أن كف عن الخفقان.
ع - قد
تنظر آسيا جبار في هذا الفيلم إلى المرأة الجزائرية من الداخل، تعيد لها الكلمة ، لقد كانت هذه الكاتبة المتعددة المواهب، التي نهلت من كل الفنون، كتابة، مسرح و سينما، أن تقدم في هذا الفيلم من خلال الغوص في مكنونات سيدات جبل شنوه، من خلال المهندسة ليلى التي تعود إلى مسقط رأسها ومن خلال النسوة تعيد إحياء ذكريات الماضي، الفيلم الذي أنتج سنة 1977، يعد أول تجربة للكاتبة في عالم الفن السابع.
قبل أن تقف خلف الكاميرا، لم تكتب أسيا جبار لمدة طويلة وكأن بالمكالمات قد علقت و لم تعد تؤدي المعنى، وفقدت القوة على وصف وضعية النساء الجزائريات، في ظل حرمانهم من الكلمة، فاختارت أن تكون لسانهم، من خلال ليلي المهندسة الجزائرية لتغوص في الماضي وتنخرط في أوساط العجائز وحتى الشابات.
تعود ليلى رفقة زوجها الذي يجلس على كرسي متحرك اثر حادث حصان، تعود إلى حيها الأول ومنطقتها المسماة «شرشال»، حيث يقف جبل شنوه محاذيا البحر حيث سواحل مدينة تيبازة، فيلم أخرج اللغة من محيطها الضيق ، كما تقول آسيا جبار:» عملي في السينما هو مظهر من الإبداع مع اللغة العربية، اللغة الحية، اللغة الشاسعة، بفضل الصور أخرجت اللغة من فضائها القديم المغلق، لقائي بلغة طفولتي التي أنجزت بها الفيلم «.
و تنتصر آسيا جبار في هذا الفيلم للنساء، بعد أن وضعت الرجل في وضعية الصامت غير المتحرك في صورة رجل ليلي، وهي صورة غير معتادة سواء في السينما الجزائرية أو حتى في الواقع المعاش، كسرت طابو الرجل و حصرت مجاله في كرسي متحرك، بينما تركت المجال واسعا ليلي من أجل التحرك في أزقة القرية لقد استعادت حريتها ، وكيانها الذي أختزله الرجل في أقل مساحة ممكنة، نسق الفيلم ينطلق من نهاية الأحداث التي تكون نقطة البداية بالعودة إلى الوراء، في إشارة ذكية للكاتبة، على أن التاريخ هو المنطلق الذي نفسر به الحاضر و أساسه نبي المستقبل، بواسطة ستة مشاهد تعيد رسم الحياة في هذه القرية ، المنغلقة على نفسها و المكبلة بتقاليد وضع أسسها الرجل، جبار تقدم في هذه التجربة السينمائية، مزيجا من الصمت و الكلمة، من الذاكرة و الإبداع، الحاضر و الماضي في تعايش.
لم تتوقف التجربة السينمائية لآسيا جبار عند « نوبة سيدات جبل شنوة» وإنما كانت لها تجربة أخرى مع فيلم وثائقي» الزردة أو الأغاني المنسية « التي حاولت أن تقدم صورة عن وحشية الاستعمار في بلدان المغرب العربي الفيلم الذي أنتج سنة 1982، اشتركت في كتابة السيناريو مع زوجها مالك علولة ، و اعتمدت فيه آسيا جبار بالدرجة الأولى على الأرشيف مع مقاطع شعرية بإلقاء مسرحي، وهذا يحيلنا على تجربة آسيا جبار في الكتابة المسرحية حيث سبق لها ان كتبت مسرحية» الفجر الدامي « التي أخرجها الفقيد مصطفى كاتب.
وتقول الكاتبة في بداية الفيلم « الزردة الحفلة المشرفة على الموت ن نمتلكه، ويدعونا إدراكه ، بالرغم من الصورة التي قدموها عنا ، ورغم نظراتهم القاتلة، حاولنا نزع اللثام على وضع احتقروه»، كما ان المرأة كانت حاضرة في المشهد الأول و الأخير من الفيلم وهي الخزان الذي منه تنطلق كل شرارات النصر :» الذاكرة امرأة، ملثمة و عينها على الطريقة وحدها تركز حاضرنا «.
ومن تلك الذاكرة تنطلق روح جديدة من الماضي لتعيد الروح على شعوب المغرب العربي، ورغم مرور السنين غير أن جبار ظلت محتفظة بحرج المستعمر الذي ظل يدمي قلبها إلى أن كف عن الخفقان.
ع - قد
آسيا جبار أشاعت الثقافة المحلية في العالم
بقلب هش / بلغة عامرة
عبد السلام يخلف / جامعة قسنطينة
«أنا لست رمزا. نشاطي الوحيد يتمثل في الكتابة. كل واحد من
كتبي يمثل خطوة في سبيل فهم الهوية المغاربية ومحاولة للدخول في عالم
الحداثة. على غرار كل الكتّاب فأنا أستعمل ثقافتي وأجمع بين الكثير من
أنواع المخيال». آسيا جبار
رسم بيكاسو لوحة تحمل اسم «غرنيكا» وهو اسم لقرية اسبانية تم تدميرها خلال الحرب الأهلية الاسبانية. غيبت القرية من الجغرافيا لكنها دخلت التاريخ وذاك ما فعلته آسيا جبار بجبل شنوة وأماكن أخرى ذكرتها في كتاباتها. هذه الأماكن التي يتحول كل ما يحدث فيها إلى أسطورة، وكل ما يحدث فيها يحدث بشكل مغاير تماما لما هو عليه في أماكن أخرى من العالم. حتى الرقص الذي هو في أماكن أخرى للتسلية أو للجنون الإبداعي والفني، هنا بالجزائر يتحول رقص النساء إلى أداة للتحرر الفيزيائي وانفتاح الجسد على ذاته في تحد لا يحده حد.
تكمن قدرة الكاتبة آسيا جبار في التعامل مع الكثير من الفنون في نفس الوقت، السينما، الرسم، الموسيقى، الفوتوغرافيا والفسيفساء. تحدثت عن بيكاسو في «الحب والفنتازيا» وخصصت للفنان دولاكروا حيزا كبيرا بل كتابا يحمل عنوان إحدى لوحاته «نساء الجزائر في مخدعهن». إنها تنقل المحلي إلى العالمية، تقول روح المرأة الجزائرية بلغة المرأة العارفة التي تهتدي إلى اللغة بأدواتها وإلى الفلسفة المعاصرة بأبوابها. الجندر أو النسوية هي آلة العصر التي تدافع عن دور المرأة في الحياة المعاصرة بكافة أبعادها وخاصة السياسية والاجتماعية منها. كتبت بنفس عامر نصا طويلا يمشي متوازيا مع لوحة الفنان لكنه تكملة لما لم يقله دولاكروا أو لكل ما قاله في صمت. هي تعرف جيدا حديث النساء، لهوهن في المخادع، حزنهن الدفين، سجنهن في الهودج، سلطة الآباء.
كل ما يحدث في المجتمع الجزائري ممثلا في عالم النساء يصبح مخبرا للثورة على السلطة البائدة بأنواعها بدءا من السلطة الأبوية وعجرفة الفكر والتاريخ المزيف.
تكتب آسيا جبار عن نفسها في نهم بيوغرافي وتقول تفاصيل حياتها اليومية، تحكي ما رأت. هل بذلك تفضح نفسها وتعري هويتها؟ إنها لا تقوم بذلك سوى بهاجس نقل ما هو محدود إلى العالم المفتوح وما هو محلي إلى فسحة ما هو كوني، عالمي ، إنساني. إنها بكيمياء اللغة وسحر المفردات تحوّل تجربتها الخاصة إلى تجربة إنسانية، والتي بدورها تصبح مرآة عاكسة لوجه كل من يقف أمامها. هوية امرأة في قرية جزائرية نائية هي في النهاية هوية كل نساء العالم، صوت من لا صوت لهن. تتكفل الكاتبة بإبداع صورة ذات موضوع تقوله بالشكل الذي ترتضيه وباللغة التي تتقنها جيدا. إنها تتحدث إلى الآخر بلغة الأخريات المغيبات، المسبيات، المسلوبات الهوية.
كسرت آسيا جبار طابوهات مجتمع يرى أن صوت المرأة عورة. منذ الوهلة الأولى فاجأته حين قالت: أنا. والأنا سيف بتار لا يهدأ ولا يستريح. سيف ديموكليس الذي يهدد الرقاب في كل لحظة. كذلك لغة آسيا جبار. لغة الجبابرة.
تبدأ كاتبتنا من الخصوصيات الصغيرة، من التفاصيل التي تعرفها المرأة وتحفظها جيدا لكنها جزء من شخصيتها، من هويتها، ولهذا تخفيها عن الآخر (الآخر دوما هو الجحيم بلغة سارتر) لكن جبار تقولها بكل طلاقة وصراحة وتفتح. تقول المرأة في الخدر، المرأة المنزوية في البيت، التي تمر في صمت والتي لا يذكرها الرجل خارج المنزل وإذا ما ذكرها فبقوله «المرا حاشاكم». ترسل الكاتبة عطرا نفاثا لا يسكته رجل ولا يقف في وجهه مستبد، دكتاتور، مجتمع رجالي.
يتجلى الحضور المحتشم للمرأة في التفاصيل التي لا تعرفها المجتمعات الأوروبية وخاصة الاستعمارية منها. في فيلم «نوبة نساء جبل شنوة» تحكي الراوية المجهولة عن طفولتها: «كنت طفلة عربية صغيرة تذهب إلى المدرسة للمرة الأولى في صباح خريفي، يدها بيد أبيها». هذه هي الصورة المحلية التي نقلتها آسيا جبار في خطابها يوم دخولها إلى الأكاديمية الفرنسية. الذهاب للمدرسة معجزة آنذاك وهذه المعجزة تأخذ كافة معانيها داخل صرح الأكاديمية.
كان والدها مدرسا ينتمي إلى الطبقة البرجوازية الصغيرة والتحقت هي بالمدرسة في وقت كان الجزائريون يمنعون من قراءة لغة أجدادهم بقوة القانون أو يتوقفون عند شهادة الأهلية المخصصة لهم. لذا فإن لغة كاتبتنا في الحقيقة هي لغة مأخوذة من المستعمِر، أي من ثقافة أخرى لا تقاسم الجزائريين نفس القيم.
كل شيء يحدث بسرعة كبيرة. ما يجري على خارطة الجزائر البعيدة في التاريخ وفي اللغة تسوقه الكاتبة وتضعه أمام الآخرين صورة عالمية يتعلمون منها معاناة الآخر من خلال التفاصيل اليومية. وهنا تكمن براعة آسيا جبار التي لم تتحدث يوما لغة الآخر حتى ولو أنها استعارت منه الأبجدية.
أثرت فيها دراستها الأكاديمية، وبقراءتها لأعمال الكتاب الفرنسيين الكبار أرادت أن تكتب بلغة متعالية، لغة المستعمِر لكنها في نفس الوقت نهلت من اللغات الثلاثة التي كانت تتوالد في محيطها الاجتماعي وهي العربية الفصحى والدارجة والأمازيغية. تركيبة معقدة زادت من براعة الكاتبة في امتلاك أدوات ضالعة في القدم والتاريخ للتعبير عن حاجة آنية أو نقاش حول دور اللغة وانحناءاتها حين الضرورة.
كلما ذكر اسم آسيا جبار لا أستطيع أبدا أن أتخيلها مديرة لمركز اللغة الفرنسية والدراسات الفرنكوفونية بجامعة لويزيانا أو أستاذة كرسي للأدب بجامعة نيويورك بل أراها دوما طفلة صغيرة تمسك بيد أبيها وهي في طريقها إلى المدرسة. لم تذهب إلى مكان آخر غير الجزائر، هي التي تقول حجم الألم وشكل الفرح ونكهة الثورة على الأوضاع. لقد تعلم الآخرون الكثير عن الجزائر بفضل هذه المرأة كما تعلموا عن أدب العالم العربي كثيرا بفضل سلمى خضراء الجيوسي من جامعة كولومبيا والتي كانت لي معها محادثات بالجزائر العاصمة منذ كذا سنة. نساء من طينة الخالدات.
لقد وصلت ثقافتها المحلية إلى أمريكا بوجه يطرح الإشكالية بصراحة وقد عبّر عن ذلك الكاتب الأمريكي «وليام غاس» حين حصول آسيا جبار على جائزة «نوستاد» بأوكلاهوما وهي الجائزة التي تمنح لكل كاتب ذي مسيرة شجاعة قائلا: «لقد أماطت اللثام عن هذه الثقافة المحجوبة وتحدثت عنها من دون شطط، من دون أن تجرح عفة شخصياتها ولكن بقلم لا يرحم ولا يدع جانبا أي شيء من هذه الجريمة البشعة».
كل كتاباتها تنطلق من المحلي، من تاريخ الجزائر القديم منه والحديث مرورا بكل مراحله، من التراث القديم ثم العربي ثم الاستعماري ثم ما بعد الاستعماري وكل ما مكن من تشكيل القوة عبر التاريخ والمأساة عبر الزمن وخاصة منها مأساة المرأة. تقول كاتبتنا أن هناك أقاليم عديدة في الذاكرة الجزائرية ولهذا منحت للمرأة لسانا كي تقول به ما خفي من أنساق هذه الذاكرة، ما يؤرقها وما يورق فيها من بهجة وألم.
هي مثقفة تملك ذاتها وتحتج على عمليات السب والسلب والاستلاب التي تتعرض لها المرأة عبر التاريخ. المرأة في عرفها ليست شيئا ماديا كالمتاع ولذا ثارت على السلطة الأبوية وفضلت الثورة والمنفى الاختياري ثم القسري في مرحلة لاحقة. فرت بجلدها كي تبقي على صوت المرأة عاليا، كي يبقى الصوت الذي يولد في دواوير ومداشر الجزائر حيا في شكل صدى يتردد في جامعات أمريكا ويقول أن الأنا تصرخ هناك في مكان ما من الدنيا فاسمعوها. وكأني بها تؤثث لذلك الإصغاء بجمع شتات الذاكرة المتمثلة في الأغاني الشعبية وتقديمها للآخرين من أجل فهم أحسن وأعمق لظروف الثورة الجزائرية ومعاناة شعب تحت السياط.
تشبثت آسيا جبار باختياراتها منذ الوهلة الأولى ولذا قررت في سن العشرين أن تدرّس بالجامعة تاريخ المغرب العربي وتعود بحكاياتها إلى أبوليوس صاحب الحمار الذهبي. في «الحب والفنتازيا» تقوم بإحياء الموتى ومنحهم لسانا يتحدثون به لقول التاريخ كما رأوه وعايشوه منذ الحملة الفرنسية على الجزائر ثم تتدخل هي كي تعطي رأيها وتقدم موقفها في سرد بيوغرافي يخلق عالمين متوازيين. لكل عالم متحدث يقول ما رآه في قريته، في كل القرى التي هي الجزائر. حين يكتب الآخرون عن الأبطال وسيرتهم وكذا مسيرة الرجال في المقاومة، تكتب آسيا جبار عن بطلاتها في الحياة اليومية، ليس بالجهد والنضال بل بالجروح التي تبقى عالقة بالروح وبالجسد، بالذاكرة التي هي رمز المقاومة حين تحفظ وتحافظ على ما رأت. كل إنسان بما رأى.
مشكلة الآخر في اللغة التي تبدأ من سياسات المستعمِر في محاولة تجريد الجزائريين من لغتهم ومن شخصيتهم ومن هويتهم. تتحدث كاتبتنا بالأنا، الأنا المقاومة التي تقف على عتبة تدمير اليوتوبيا التي يبنيها المستعمِر، الأنا التي على عتبات الصراع من أجل الهوية ولكن الصراع الذي أداته فتاكة، صارمة، قاطعة وهي الكتابة. هذا النقاش الذي هو اليوم لب خطاب الدراسات ما بعد الكولونيالية وجزء من الأدوات التي نفخ فيها إدوارد سعيد من روحه قبل أن يمضي.
«بياض الجزائر» المخصص لبعض الكتّاب الذين اغتالتهم حرب الإرهاب وما أكملوا منجزاتهم الأدبية، هي كتابة محلية متعلقة بالجزائر وأشيائها الجهنمية التي تقول مرحلة الألم والوحدة والأنانيات لكنها كتابة عارفة لا علاقة لها بالآنية والحدث السياسي والأدب الاستعجالي. لقد ركبت آسيا جبار هذه التيمة كي تحاول أن تتحدث عن الانتماء لثقافة عالمية عابرة للقارات والهويات تماما كما الصواريخ، ترفض التقسيم التقليدي للمجتمعات وتوزيع الأدوار فيها تبعا لحدود سوسيولوجية وسياسية بالية. الصراع هو صراع عالمي، صراع المرأة في كل مكان، ثورة تتماهى معها كل الكائنات الضعيفة التي تتوق لشيء من الضوء. لشيء من الكرامة.
تكمن المحلية في شكل حياة المرأة وتمظهراتها ودورها في الأنساق العامة للحياة. «بعيدا عن المدينة» هي مساحة تطلع منها النساء وفي الوقت الذي يؤرخ الرجال للأحداث تختفي المرأة خلف الحجب، تتوارى في صمتها. تطلع آسيا جبار من قامتها وتمنحها لسانا (سواء المرأة التي أسلمت أو التي لم تسلم)، المرأة كما تتصورها، المخلوق الذي يجب أن يقول شيئا ما دام رأى كل شيء. يجب على المرأة أن تتخلى عن دور الشاهد الصامت. لم تترك المرأة وراءها آثارا مكتوبة ولذا تحاول هي أن تعيد تشكيل تلك الأصوات الضائعة في الهباء، الصرخات المهمشة والمخنوقة.
الحالة تتمثل في صورتين محليتين، صورة الرجل الذي يكتب التاريخ وصورة المرآة التي تحكي القصص. هل هناك تقابل؟ لا ترضى كاتبتنا سوى بمعادلة العدالة وإعادة توزيع الأدوار التي يكون للمرأة فيها نصيب. وبقدر ما قالت التفاصيل التي تصنع الشخصية والهوية بقدر ما قالت أن ذلك يجب ألا يتحول إلى قناع يختفي وراءه أعداء التغيير وعبدة الدكتاتورية. هكذا فرضت آسيا جبار نفسها ونفحة كتابتها التي تتغذى من روافد عدة، من التاريخ الذي تجيد التعامل معه كتخصص أكاديمي، من الحكي الذي أخذته من الذاكرة والمحيط، من نظرتها الشاعرية للحياة والمتحررة من القيود بشتى أنواعها.
هنا تكمن العظمة. واصلت الكاتبة تشبثها بالخصوصية في خطابها أمام الأكاديمية الفرنسية، فهي لم تخجل، بل بالعكس، حين حدثتهم عن اللغة العربية والعرب، عن ابن خلدون مخترع علم الاجتماع المعاصر، عن ابن عربي كبير المتصوفة، عن ابن رشد مترجم فكر أرسطو، عن ابن بطوطة الرحالة العالم، عن ابن سينا وكتاب الشفاء وعن السكان البربر الذين شاركوا في فتح العالم للإسلام.
هي مثل هؤلاء تماما، وتلك قدرتها على مواجهة الآخر، بثوبها المحلي وبلغة أجدادها. هي مثل ابن خلدون وابن عربي اللذين اختارا المنفى عن الأرض ولكن ليس عن اللغة.
هل تذكرون حكاية محمد ديب؟ حكاية مالك حداد؟ هذا الأخير الذي كتب: يقول الناس «مّا» في الوقت الذي أنادي «ما مير»، وتلك حكاية أخرى.
رسم بيكاسو لوحة تحمل اسم «غرنيكا» وهو اسم لقرية اسبانية تم تدميرها خلال الحرب الأهلية الاسبانية. غيبت القرية من الجغرافيا لكنها دخلت التاريخ وذاك ما فعلته آسيا جبار بجبل شنوة وأماكن أخرى ذكرتها في كتاباتها. هذه الأماكن التي يتحول كل ما يحدث فيها إلى أسطورة، وكل ما يحدث فيها يحدث بشكل مغاير تماما لما هو عليه في أماكن أخرى من العالم. حتى الرقص الذي هو في أماكن أخرى للتسلية أو للجنون الإبداعي والفني، هنا بالجزائر يتحول رقص النساء إلى أداة للتحرر الفيزيائي وانفتاح الجسد على ذاته في تحد لا يحده حد.
تكمن قدرة الكاتبة آسيا جبار في التعامل مع الكثير من الفنون في نفس الوقت، السينما، الرسم، الموسيقى، الفوتوغرافيا والفسيفساء. تحدثت عن بيكاسو في «الحب والفنتازيا» وخصصت للفنان دولاكروا حيزا كبيرا بل كتابا يحمل عنوان إحدى لوحاته «نساء الجزائر في مخدعهن». إنها تنقل المحلي إلى العالمية، تقول روح المرأة الجزائرية بلغة المرأة العارفة التي تهتدي إلى اللغة بأدواتها وإلى الفلسفة المعاصرة بأبوابها. الجندر أو النسوية هي آلة العصر التي تدافع عن دور المرأة في الحياة المعاصرة بكافة أبعادها وخاصة السياسية والاجتماعية منها. كتبت بنفس عامر نصا طويلا يمشي متوازيا مع لوحة الفنان لكنه تكملة لما لم يقله دولاكروا أو لكل ما قاله في صمت. هي تعرف جيدا حديث النساء، لهوهن في المخادع، حزنهن الدفين، سجنهن في الهودج، سلطة الآباء.
كل ما يحدث في المجتمع الجزائري ممثلا في عالم النساء يصبح مخبرا للثورة على السلطة البائدة بأنواعها بدءا من السلطة الأبوية وعجرفة الفكر والتاريخ المزيف.
تكتب آسيا جبار عن نفسها في نهم بيوغرافي وتقول تفاصيل حياتها اليومية، تحكي ما رأت. هل بذلك تفضح نفسها وتعري هويتها؟ إنها لا تقوم بذلك سوى بهاجس نقل ما هو محدود إلى العالم المفتوح وما هو محلي إلى فسحة ما هو كوني، عالمي ، إنساني. إنها بكيمياء اللغة وسحر المفردات تحوّل تجربتها الخاصة إلى تجربة إنسانية، والتي بدورها تصبح مرآة عاكسة لوجه كل من يقف أمامها. هوية امرأة في قرية جزائرية نائية هي في النهاية هوية كل نساء العالم، صوت من لا صوت لهن. تتكفل الكاتبة بإبداع صورة ذات موضوع تقوله بالشكل الذي ترتضيه وباللغة التي تتقنها جيدا. إنها تتحدث إلى الآخر بلغة الأخريات المغيبات، المسبيات، المسلوبات الهوية.
كسرت آسيا جبار طابوهات مجتمع يرى أن صوت المرأة عورة. منذ الوهلة الأولى فاجأته حين قالت: أنا. والأنا سيف بتار لا يهدأ ولا يستريح. سيف ديموكليس الذي يهدد الرقاب في كل لحظة. كذلك لغة آسيا جبار. لغة الجبابرة.
تبدأ كاتبتنا من الخصوصيات الصغيرة، من التفاصيل التي تعرفها المرأة وتحفظها جيدا لكنها جزء من شخصيتها، من هويتها، ولهذا تخفيها عن الآخر (الآخر دوما هو الجحيم بلغة سارتر) لكن جبار تقولها بكل طلاقة وصراحة وتفتح. تقول المرأة في الخدر، المرأة المنزوية في البيت، التي تمر في صمت والتي لا يذكرها الرجل خارج المنزل وإذا ما ذكرها فبقوله «المرا حاشاكم». ترسل الكاتبة عطرا نفاثا لا يسكته رجل ولا يقف في وجهه مستبد، دكتاتور، مجتمع رجالي.
يتجلى الحضور المحتشم للمرأة في التفاصيل التي لا تعرفها المجتمعات الأوروبية وخاصة الاستعمارية منها. في فيلم «نوبة نساء جبل شنوة» تحكي الراوية المجهولة عن طفولتها: «كنت طفلة عربية صغيرة تذهب إلى المدرسة للمرة الأولى في صباح خريفي، يدها بيد أبيها». هذه هي الصورة المحلية التي نقلتها آسيا جبار في خطابها يوم دخولها إلى الأكاديمية الفرنسية. الذهاب للمدرسة معجزة آنذاك وهذه المعجزة تأخذ كافة معانيها داخل صرح الأكاديمية.
كان والدها مدرسا ينتمي إلى الطبقة البرجوازية الصغيرة والتحقت هي بالمدرسة في وقت كان الجزائريون يمنعون من قراءة لغة أجدادهم بقوة القانون أو يتوقفون عند شهادة الأهلية المخصصة لهم. لذا فإن لغة كاتبتنا في الحقيقة هي لغة مأخوذة من المستعمِر، أي من ثقافة أخرى لا تقاسم الجزائريين نفس القيم.
كل شيء يحدث بسرعة كبيرة. ما يجري على خارطة الجزائر البعيدة في التاريخ وفي اللغة تسوقه الكاتبة وتضعه أمام الآخرين صورة عالمية يتعلمون منها معاناة الآخر من خلال التفاصيل اليومية. وهنا تكمن براعة آسيا جبار التي لم تتحدث يوما لغة الآخر حتى ولو أنها استعارت منه الأبجدية.
أثرت فيها دراستها الأكاديمية، وبقراءتها لأعمال الكتاب الفرنسيين الكبار أرادت أن تكتب بلغة متعالية، لغة المستعمِر لكنها في نفس الوقت نهلت من اللغات الثلاثة التي كانت تتوالد في محيطها الاجتماعي وهي العربية الفصحى والدارجة والأمازيغية. تركيبة معقدة زادت من براعة الكاتبة في امتلاك أدوات ضالعة في القدم والتاريخ للتعبير عن حاجة آنية أو نقاش حول دور اللغة وانحناءاتها حين الضرورة.
كلما ذكر اسم آسيا جبار لا أستطيع أبدا أن أتخيلها مديرة لمركز اللغة الفرنسية والدراسات الفرنكوفونية بجامعة لويزيانا أو أستاذة كرسي للأدب بجامعة نيويورك بل أراها دوما طفلة صغيرة تمسك بيد أبيها وهي في طريقها إلى المدرسة. لم تذهب إلى مكان آخر غير الجزائر، هي التي تقول حجم الألم وشكل الفرح ونكهة الثورة على الأوضاع. لقد تعلم الآخرون الكثير عن الجزائر بفضل هذه المرأة كما تعلموا عن أدب العالم العربي كثيرا بفضل سلمى خضراء الجيوسي من جامعة كولومبيا والتي كانت لي معها محادثات بالجزائر العاصمة منذ كذا سنة. نساء من طينة الخالدات.
لقد وصلت ثقافتها المحلية إلى أمريكا بوجه يطرح الإشكالية بصراحة وقد عبّر عن ذلك الكاتب الأمريكي «وليام غاس» حين حصول آسيا جبار على جائزة «نوستاد» بأوكلاهوما وهي الجائزة التي تمنح لكل كاتب ذي مسيرة شجاعة قائلا: «لقد أماطت اللثام عن هذه الثقافة المحجوبة وتحدثت عنها من دون شطط، من دون أن تجرح عفة شخصياتها ولكن بقلم لا يرحم ولا يدع جانبا أي شيء من هذه الجريمة البشعة».
كل كتاباتها تنطلق من المحلي، من تاريخ الجزائر القديم منه والحديث مرورا بكل مراحله، من التراث القديم ثم العربي ثم الاستعماري ثم ما بعد الاستعماري وكل ما مكن من تشكيل القوة عبر التاريخ والمأساة عبر الزمن وخاصة منها مأساة المرأة. تقول كاتبتنا أن هناك أقاليم عديدة في الذاكرة الجزائرية ولهذا منحت للمرأة لسانا كي تقول به ما خفي من أنساق هذه الذاكرة، ما يؤرقها وما يورق فيها من بهجة وألم.
هي مثقفة تملك ذاتها وتحتج على عمليات السب والسلب والاستلاب التي تتعرض لها المرأة عبر التاريخ. المرأة في عرفها ليست شيئا ماديا كالمتاع ولذا ثارت على السلطة الأبوية وفضلت الثورة والمنفى الاختياري ثم القسري في مرحلة لاحقة. فرت بجلدها كي تبقي على صوت المرأة عاليا، كي يبقى الصوت الذي يولد في دواوير ومداشر الجزائر حيا في شكل صدى يتردد في جامعات أمريكا ويقول أن الأنا تصرخ هناك في مكان ما من الدنيا فاسمعوها. وكأني بها تؤثث لذلك الإصغاء بجمع شتات الذاكرة المتمثلة في الأغاني الشعبية وتقديمها للآخرين من أجل فهم أحسن وأعمق لظروف الثورة الجزائرية ومعاناة شعب تحت السياط.
تشبثت آسيا جبار باختياراتها منذ الوهلة الأولى ولذا قررت في سن العشرين أن تدرّس بالجامعة تاريخ المغرب العربي وتعود بحكاياتها إلى أبوليوس صاحب الحمار الذهبي. في «الحب والفنتازيا» تقوم بإحياء الموتى ومنحهم لسانا يتحدثون به لقول التاريخ كما رأوه وعايشوه منذ الحملة الفرنسية على الجزائر ثم تتدخل هي كي تعطي رأيها وتقدم موقفها في سرد بيوغرافي يخلق عالمين متوازيين. لكل عالم متحدث يقول ما رآه في قريته، في كل القرى التي هي الجزائر. حين يكتب الآخرون عن الأبطال وسيرتهم وكذا مسيرة الرجال في المقاومة، تكتب آسيا جبار عن بطلاتها في الحياة اليومية، ليس بالجهد والنضال بل بالجروح التي تبقى عالقة بالروح وبالجسد، بالذاكرة التي هي رمز المقاومة حين تحفظ وتحافظ على ما رأت. كل إنسان بما رأى.
مشكلة الآخر في اللغة التي تبدأ من سياسات المستعمِر في محاولة تجريد الجزائريين من لغتهم ومن شخصيتهم ومن هويتهم. تتحدث كاتبتنا بالأنا، الأنا المقاومة التي تقف على عتبة تدمير اليوتوبيا التي يبنيها المستعمِر، الأنا التي على عتبات الصراع من أجل الهوية ولكن الصراع الذي أداته فتاكة، صارمة، قاطعة وهي الكتابة. هذا النقاش الذي هو اليوم لب خطاب الدراسات ما بعد الكولونيالية وجزء من الأدوات التي نفخ فيها إدوارد سعيد من روحه قبل أن يمضي.
«بياض الجزائر» المخصص لبعض الكتّاب الذين اغتالتهم حرب الإرهاب وما أكملوا منجزاتهم الأدبية، هي كتابة محلية متعلقة بالجزائر وأشيائها الجهنمية التي تقول مرحلة الألم والوحدة والأنانيات لكنها كتابة عارفة لا علاقة لها بالآنية والحدث السياسي والأدب الاستعجالي. لقد ركبت آسيا جبار هذه التيمة كي تحاول أن تتحدث عن الانتماء لثقافة عالمية عابرة للقارات والهويات تماما كما الصواريخ، ترفض التقسيم التقليدي للمجتمعات وتوزيع الأدوار فيها تبعا لحدود سوسيولوجية وسياسية بالية. الصراع هو صراع عالمي، صراع المرأة في كل مكان، ثورة تتماهى معها كل الكائنات الضعيفة التي تتوق لشيء من الضوء. لشيء من الكرامة.
تكمن المحلية في شكل حياة المرأة وتمظهراتها ودورها في الأنساق العامة للحياة. «بعيدا عن المدينة» هي مساحة تطلع منها النساء وفي الوقت الذي يؤرخ الرجال للأحداث تختفي المرأة خلف الحجب، تتوارى في صمتها. تطلع آسيا جبار من قامتها وتمنحها لسانا (سواء المرأة التي أسلمت أو التي لم تسلم)، المرأة كما تتصورها، المخلوق الذي يجب أن يقول شيئا ما دام رأى كل شيء. يجب على المرأة أن تتخلى عن دور الشاهد الصامت. لم تترك المرأة وراءها آثارا مكتوبة ولذا تحاول هي أن تعيد تشكيل تلك الأصوات الضائعة في الهباء، الصرخات المهمشة والمخنوقة.
الحالة تتمثل في صورتين محليتين، صورة الرجل الذي يكتب التاريخ وصورة المرآة التي تحكي القصص. هل هناك تقابل؟ لا ترضى كاتبتنا سوى بمعادلة العدالة وإعادة توزيع الأدوار التي يكون للمرأة فيها نصيب. وبقدر ما قالت التفاصيل التي تصنع الشخصية والهوية بقدر ما قالت أن ذلك يجب ألا يتحول إلى قناع يختفي وراءه أعداء التغيير وعبدة الدكتاتورية. هكذا فرضت آسيا جبار نفسها ونفحة كتابتها التي تتغذى من روافد عدة، من التاريخ الذي تجيد التعامل معه كتخصص أكاديمي، من الحكي الذي أخذته من الذاكرة والمحيط، من نظرتها الشاعرية للحياة والمتحررة من القيود بشتى أنواعها.
هنا تكمن العظمة. واصلت الكاتبة تشبثها بالخصوصية في خطابها أمام الأكاديمية الفرنسية، فهي لم تخجل، بل بالعكس، حين حدثتهم عن اللغة العربية والعرب، عن ابن خلدون مخترع علم الاجتماع المعاصر، عن ابن عربي كبير المتصوفة، عن ابن رشد مترجم فكر أرسطو، عن ابن بطوطة الرحالة العالم، عن ابن سينا وكتاب الشفاء وعن السكان البربر الذين شاركوا في فتح العالم للإسلام.
هي مثل هؤلاء تماما، وتلك قدرتها على مواجهة الآخر، بثوبها المحلي وبلغة أجدادها. هي مثل ابن خلدون وابن عربي اللذين اختارا المنفى عن الأرض ولكن ليس عن اللغة.
هل تذكرون حكاية محمد ديب؟ حكاية مالك حداد؟ هذا الأخير الذي كتب: يقول الناس «مّا» في الوقت الذي أنادي «ما مير»، وتلك حكاية أخرى.
أيّها الجزائري تخلّص من عقلية رافدة وتمونجي
- الاثنين, 09 فبراير 2015
تستمرّ أزمة انخفاض أسعار النفط التي تلقي بظلالها على الجزائر بشكل مباشر، الأمر الذي يستوجب إيجاد بدائل تخرج بلادنا من تبعيتها المطلقة للاعتماد التام على مداخيل المحروقات· وتباينت آراء المشاركين في سبر آراء قامت به (أخبار اليوم) حول الموضوع، لكنها اتّفقت حول ضرورة إيجاد مخرج عاجل من هذه الورطة الاقتصادية، مع (وجوب) تخلّي الجزائريين عن (التفنيين المزمن)·
أثار انخفاض أسعار البترول في الأسواق العالمية خلال الأشهر القليلة الماضية تخوّف الجزائريين من تأثيره على الاقتصاد الوطني على اعتبار أنه المصدر الرئيسي فيه، حيث يمثّل 97 بالمائة من مداخيل البلاد، ولا يمكن التخلّص من تبعية الاقتصاد الوطني لقطاع المحروقات وتقلّبات أسعار النفط إلاّ بتطوير قطاعات أخرى خارج المحروقات، حسب ما يراه أغلب المختصّين، لكن ما هو رأي المواطنين البسطاء؟
(ما هي الحلول التي تراها مناسبة في مواجهة أزمة انخفاض أسعار النفط؟) هو السؤال الذي طرحته (أخبار اليوم) على المتفاعلين مع صفحتها الرسمية على (الفايس بوك)، فشدّد بعضهم على ضرورة تغيير أسس الاقتصاد الوطني بتنمية بقّية القطاعات كالفلاحة والصناعة وخلق مصادر إنتاج الثروة، ورأى آخرون أن محاسبة مبدّدي المال العام تغني عن الغاز والبترول والغاز الصخري، وكتب أحد القرّاء أنه (قبل ذلك تغيير ذهنيات غالبية الجزائريين الكسالى السلبيين هواة عقلية رافدة وتمونجي وتستنّى في الكونجي)· واقترح قارئ آخر إعادة هيكلة النّظام الاقتصادي (حلاّ ناجعا كتقسيم الولايات إلى 4 أقطاب، أي 12 ولاية سياحية و18 ولاية فلاحية و14 ولاية صناعية و4 بترو كيمياوية)، وذكر أن (النتيجة من هذا تظهر بعد 4 سنوات من العمل المتواصل وبكدّ وجدّ نحقّق أوّلا الاكتفاء الذاتي للجزائر وبعدها إفريقيا)· ولئن كان من المهمّ جدّا أن يتخلّى الجزائريون عن عقلية (رافدة وتمونجي) فإنه من الواجب على السلطات إيجاد حلول فعّالة وسريعة تسمح للجزائر بتخطّي أزمة البترول بأخفّ الخسائر الممكنة·
رشيدة بوبكر
ماذا يحدث بمقابر الجزائر؟
- الاثنين, 09 فبراير 2015
* الإسلام يحرم المساس بحرمة القبور
تزايد الحديث خلال الفترة الأخيرة على ظاهرة تعد من أخطر الظواهر والتي مست أماكن يقدسها الدين الإسلامي الحنيف وهي المقابر كمثوى أخير يلاقي فيه الإنسان ربه بعد بلوغ أجله، إلا أن هناك من البشر من سوّلت لهم أنفسهم التعدي على حرمتها وقداستها دون احترام أهلها أو الساكنين بها في مثواهم الأخير من الموتى، بحيث تحوّلت إلى أقطاب تجارية ومقصدا للمتسولين ولم يسلم الوافدون إليها من الاعتداءات ومشاهدة الرذائل بل حتى أنها صارت ملاذا للسحرة من أجل القيام بأفعال السحر والشعوذة والعياذ بالله من دون أن ننسى آفة نبش القبور، هي كلها ظواهر خطيرة أحاطت بالمقابر لما تحمله من تعدٍ على حرمة الموتى عوض أن تكون أماكن للخشوع ومحاسبة النفس·
سمية بن سديرة
بمجرد دخولنا إلى مقبرة العالية بالعاصمة لاحظنا مختلف الصور التي شوهت منظر المقبرة والتي تتلخص في قارورات الخمر والنفايات المترامية هنا وهناك وكانت في أغلبها بقايا الطعام وكل القاذورات التي لم تجد لها مكانا سوى هذا المكان الذي من المفروض أن يكون أطهر مكان يرقد فيه الموتى، حيث الكل يعلم بأن المقابر في الشريعة الإسلامية هي هيبة وحرمة باعتبارها مسكنا للأموات وفرض ديننا الحنيف على واطئيها من المسلمين آدابا من بينها الطهارة، إفشاء السلام على أهل القبور، حيث شدد على احترامها لكن ما نراه اليوم هو عكس ذلك تماما·
تسوّل··· شعوذة ورذائل
سيناريوهات التسوّل والرذائل والشعوذة أصبحت من المظاهر الغريبة عبر المقابر الجزائرية والظاهرة الأخيرة تمثلت في التجارة وهو ما لمسناه في مقبرة العالية التي أصبحت قطبا تجاريا بدون منازع بحيث يأتي الباعة بالأزهار ومختلف الحاجيات من أ بيعها للزائرين·
من دون أن ننسى المتسولين الذين وضعوا بصمتهم بالمقابر وحوّلوها إلى أماكن لكسب الرزق من قبل محترفي التسول والمتاجرة بكلام الله جلّ وعلا مقابل مبلغ مالي دون حياء أو خوفا من الله عز وجل، حيث أصبح متسولو العالية لا يقبلون كل الصدقات التي يتصدقها الناس على أهاليهم والتي تتمثل في الأكل بل باتوا وبكل وقاحة يطلبون المال لاغير حيث قال أحد العاملين في حفر القبور غالبا ما يدخل عمال المؤسسة في مناوشات مع هؤلاء التجار الذين يعودون يوميا إلى نفس المكان لكن دون نتيجة، ذاكرا أنه في أغلب الأحيان الخلافات التي تقع بيننا وبين المتسولين كثيرا ما تنتهي بنا في مراكز الأمن لكن دون جدوى، كما حدثنا على القليل من الكثير مشيرا إلى أن مؤخرا أعوان الحراسة ألقوا القبض على إحدى العجائز كانت تحاول أخذ حفنة من تراب القبور التي يطلق عليها اسم (القبر المنسي)، وهو ما يستغل في الشعوذة، وعن هذه التسمية يقول محدثنا أنها تطلق على القبور التي لم يزرها أهل الميت منذ عدة سنوات، وهو الأمر الذي يجعل معالمها لا تظهر جليا، كما أخبرنا بقصص غريبة حدثت مثل الرجل المتنكر بالزي النسوي يأتي للتسول وتم كشفه من قبل أحد العاملين في المقبرة، إضافة لهذا غياب الرحمة والرأفة بسبب دوس القبور بأقدامهم غير آبهين بحرمة المقبرة دون أن ننسى الحديث عن تحويلها إلى شبه مفرغة، متطاولين بذلك على قداسة المكان، ويحدث كل هذا في ظل صمت السلطات المعنية حيال الموضوع وغيابهم الكلي، وعلى الرغم من علمهم بخطورة الوضع وما يحدث وسط هذه المقبرة إلا أنهم لم يتخذوا أي خطوة لردع هؤلاء الدخلاء على مكان من المفروض أن تكون له حرمته وقداسته كون القضية حساسة تتطلب النظر فيها قبل فوات الآوان·
نبش القبور·· آفة أخرى
كالعادة فإنه ثمة فراغ قانوني شديد في التعاطي مع إشكالية نبش القبور، سواء ما تعلق منها بسرقة أشياء الموتى أو سرقة أجسادهم، إذ أن المشرع الجزائري يعاقب نابش القبر بغرامة مالية، وهي عقوبة كما يتضح غير رادعة على الإطلاق، إذ هي لا تبلغ في أقصاها ثمن جثة واحدة عند بيعها لأحد سماسرة الأعضاء البشرية، أو تجار المخدرات، الأمر الذي دفع إلى استمرار وجود الجريمة، بل وتزايد نشاط مرتكبيها لأقصى درجة، وإزاء هذا الفراغ القانوني، وجب رفع حد العقوبة وتشديدها للحد من هذه الظواهر التي أصبحت تؤرق العديد من الأسر الجزائرية وتضع موتاها في المحك·
كما باتت الظواهر المخلة بالحياء وانتشارها بشكل ملفت للانتباه تحمل تعدٍ على حرمات الموتى في القبور، والمخزي في الأمر كذلك أنها أضحت مكانا لممارسة التجارة وملاذا آمنا للصوص بتصرفاتهم والذين لا يتوانون على مهاجمة أهالي الأموات، والأغرب من ذلك الشجارات العنيفة التي تحصل بين المتسولين بأصوات عالية والكلام الفاحش داخل المقبرة، حيث غيروا الدعاء على الميت وتعدوا على حرمة المقابر بالكلام الفاحش، لكن كل هذا يعود الى نقص الرقابة والأمن، وعلى من يعود اللوم في هذا المقام؟ هل حرمة الموتى أهينت إلى هذه الدرجة وأين هي سلامة الزائرين من كل هذا، أم نية هؤلاء الأصناف احتلال كل الأماكن ولم تسلم حتى المقابر من أفعالهم المشينة·
- التفاصيل
- نشر بتاريخ: الإثنين، 09 فيفري 2015 21:43
اختارت آسيا جبّار أن تنام في شرشال، عكس محمد ديب الذي فضّل برد الشمال ومحمد أركون الذي رقد بجوار الجزائر.
فضّلت أن تنام قرب والدها لتطفئ غضبه القديم من الرياح التي داعبت ساقيها في رحلتها الكونية، ومن الدرّاجة التي أخذتها إلى حيث أحبّت وارتضت.
وباختفاء آسيا جبّار تطوى صفحة من تاريخ الجزائر الثقافي، صفحة الجيل المؤسّس للرواية الجزائرية المكتوبة بالفرنسية، أو ذلك الجيل الممزّق بين هويته الجزائرية ولغة اكتسبها وتحوّلت إلى أداته الرئيسية في التعبير. والمأساوي في وضع هذا الجيل أنه اصطدم بالسلطة الكولونيالية ولم يجد “مكانته” في الدولة الوطنية التي قامت بعد الاستقلال. فاختار محمد ديب المنفى، وواصل كاتب ياسين المقاومة والتمرّد، وتخلى مالك حداد عن الكتابة وانتهى موظفا تعيسا في وزارة الثقافة حتى مات بالصمت والسرطان.
لم تستطع الجزائر المستقلة استيعاب كافة أبنائها، لا سيما النخبة المثقفة، ولم تكن السلطة التي قامت وقتها مستعدة لسماع طيور تغرد خارج السرب، لم تكن مهيأة لتقبل الاختلاف والتعدد. كما لم يكن المناخ ملائما لبروز كتاب في حجم ديب أو مفكرين كمحمد أركون. و تحول الساسة و رجال العسكر إلى رموز المجتمع وقادته الذين لا يحتاجون من “المثقف” سوى أن يكون مساندا ومؤيدا و مبشرا برجاحة التوجه. وكان على الكاتب والمثقف أن يختار مجراه، فاختارت آسيا جبار الذهاب إلى العالم مدرّسة مرموقة في فرنسا وأمريكا وروائية انتهت في مجمّع الخالدين في فرنسا، انتساب سيثير الجدل هنا، خصوصا حين تجاهر بأن الفرنسية تحولت إلى لغة روحها وأنها فشلت في تعلم العربية، وربما نسي الغاضبون أن جبّار كانت تتحدث داخل الأكاديمية الفرنسية التي احتضنتها. وربما تأخذ بعض المثقفين الحماسة إلى انتقاد كتاب جزائريين كتبوا بالفرنسية، لتصريح أو لموقف، وينسون أن الفرنسية هي اللغة النافذة في جزائر اليوم، وأن الذين يكتبون أو يتحدثون بالعربية لا زالوا يثيرون السخرية في الجزائر وليس في فرنسا!
اختارت آسيا جبار أن تنام في شرشال. ستأتي مغمضة العينين، تمسك يد أبيها وتهمس: لم تصبني رياح العالم بمكروه، ها أنا أعود إليك كاملة مكتملة.
فضّلت أن تنام قرب والدها لتطفئ غضبه القديم من الرياح التي داعبت ساقيها في رحلتها الكونية، ومن الدرّاجة التي أخذتها إلى حيث أحبّت وارتضت.
وباختفاء آسيا جبّار تطوى صفحة من تاريخ الجزائر الثقافي، صفحة الجيل المؤسّس للرواية الجزائرية المكتوبة بالفرنسية، أو ذلك الجيل الممزّق بين هويته الجزائرية ولغة اكتسبها وتحوّلت إلى أداته الرئيسية في التعبير. والمأساوي في وضع هذا الجيل أنه اصطدم بالسلطة الكولونيالية ولم يجد “مكانته” في الدولة الوطنية التي قامت بعد الاستقلال. فاختار محمد ديب المنفى، وواصل كاتب ياسين المقاومة والتمرّد، وتخلى مالك حداد عن الكتابة وانتهى موظفا تعيسا في وزارة الثقافة حتى مات بالصمت والسرطان.
لم تستطع الجزائر المستقلة استيعاب كافة أبنائها، لا سيما النخبة المثقفة، ولم تكن السلطة التي قامت وقتها مستعدة لسماع طيور تغرد خارج السرب، لم تكن مهيأة لتقبل الاختلاف والتعدد. كما لم يكن المناخ ملائما لبروز كتاب في حجم ديب أو مفكرين كمحمد أركون. و تحول الساسة و رجال العسكر إلى رموز المجتمع وقادته الذين لا يحتاجون من “المثقف” سوى أن يكون مساندا ومؤيدا و مبشرا برجاحة التوجه. وكان على الكاتب والمثقف أن يختار مجراه، فاختارت آسيا جبار الذهاب إلى العالم مدرّسة مرموقة في فرنسا وأمريكا وروائية انتهت في مجمّع الخالدين في فرنسا، انتساب سيثير الجدل هنا، خصوصا حين تجاهر بأن الفرنسية تحولت إلى لغة روحها وأنها فشلت في تعلم العربية، وربما نسي الغاضبون أن جبّار كانت تتحدث داخل الأكاديمية الفرنسية التي احتضنتها. وربما تأخذ بعض المثقفين الحماسة إلى انتقاد كتاب جزائريين كتبوا بالفرنسية، لتصريح أو لموقف، وينسون أن الفرنسية هي اللغة النافذة في جزائر اليوم، وأن الذين يكتبون أو يتحدثون بالعربية لا زالوا يثيرون السخرية في الجزائر وليس في فرنسا!
اختارت آسيا جبار أن تنام في شرشال. ستأتي مغمضة العينين، تمسك يد أبيها وتهمس: لم تصبني رياح العالم بمكروه، ها أنا أعود إليك كاملة مكتملة.
سليم بوفنداسة
ماذا يحدث بمقابر الجزائر؟
- الاثنين, 09 فبراير 2015
* الإسلام يحرم المساس بحرمة القبور
تزايد الحديث خلال الفترة الأخيرة على ظاهرة تعد من أخطر الظواهر والتي مست أماكن يقدسها الدين الإسلامي الحنيف وهي المقابر كمثوى أخير يلاقي فيه الإنسان ربه بعد بلوغ أجله، إلا أن هناك من البشر من سوّلت لهم أنفسهم التعدي على حرمتها وقداستها دون احترام أهلها أو الساكنين بها في مثواهم الأخير من الموتى، بحيث تحوّلت إلى أقطاب تجارية ومقصدا للمتسولين ولم يسلم الوافدون إليها من الاعتداءات ومشاهدة الرذائل بل حتى أنها صارت ملاذا للسحرة من أجل القيام بأفعال السحر والشعوذة والعياذ بالله من دون أن ننسى آفة نبش القبور، هي كلها ظواهر خطيرة أحاطت بالمقابر لما تحمله من تعدٍ على حرمة الموتى عوض أن تكون أماكن للخشوع ومحاسبة النفس·
سمية بن سديرة
بمجرد دخولنا إلى مقبرة العالية بالعاصمة لاحظنا مختلف الصور التي شوهت منظر المقبرة والتي تتلخص في قارورات الخمر والنفايات المترامية هنا وهناك وكانت في أغلبها بقايا الطعام وكل القاذورات التي لم تجد لها مكانا سوى هذا المكان الذي من المفروض أن يكون أطهر مكان يرقد فيه الموتى، حيث الكل يعلم بأن المقابر في الشريعة الإسلامية هي هيبة وحرمة باعتبارها مسكنا للأموات وفرض ديننا الحنيف على واطئيها من المسلمين آدابا من بينها الطهارة، إفشاء السلام على أهل القبور، حيث شدد على احترامها لكن ما نراه اليوم هو عكس ذلك تماما·
تسوّل··· شعوذة ورذائل
سيناريوهات التسوّل والرذائل والشعوذة أصبحت من المظاهر الغريبة عبر المقابر الجزائرية والظاهرة الأخيرة تمثلت في التجارة وهو ما لمسناه في مقبرة العالية التي أصبحت قطبا تجاريا بدون منازع بحيث يأتي الباعة بالأزهار ومختلف الحاجيات من أ بيعها للزائرين·
من دون أن ننسى المتسولين الذين وضعوا بصمتهم بالمقابر وحوّلوها إلى أماكن لكسب الرزق من قبل محترفي التسول والمتاجرة بكلام الله جلّ وعلا مقابل مبلغ مالي دون حياء أو خوفا من الله عز وجل، حيث أصبح متسولو العالية لا يقبلون كل الصدقات التي يتصدقها الناس على أهاليهم والتي تتمثل في الأكل بل باتوا وبكل وقاحة يطلبون المال لاغير حيث قال أحد العاملين في حفر القبور غالبا ما يدخل عمال المؤسسة في مناوشات مع هؤلاء التجار الذين يعودون يوميا إلى نفس المكان لكن دون نتيجة، ذاكرا أنه في أغلب الأحيان الخلافات التي تقع بيننا وبين المتسولين كثيرا ما تنتهي بنا في مراكز الأمن لكن دون جدوى، كما حدثنا على القليل من الكثير مشيرا إلى أن مؤخرا أعوان الحراسة ألقوا القبض على إحدى العجائز كانت تحاول أخذ حفنة من تراب القبور التي يطلق عليها اسم (القبر المنسي)، وهو ما يستغل في الشعوذة، وعن هذه التسمية يقول محدثنا أنها تطلق على القبور التي لم يزرها أهل الميت منذ عدة سنوات، وهو الأمر الذي يجعل معالمها لا تظهر جليا، كما أخبرنا بقصص غريبة حدثت مثل الرجل المتنكر بالزي النسوي يأتي للتسول وتم كشفه من قبل أحد العاملين في المقبرة، إضافة لهذا غياب الرحمة والرأفة بسبب دوس القبور بأقدامهم غير آبهين بحرمة المقبرة دون أن ننسى الحديث عن تحويلها إلى شبه مفرغة، متطاولين بذلك على قداسة المكان، ويحدث كل هذا في ظل صمت السلطات المعنية حيال الموضوع وغيابهم الكلي، وعلى الرغم من علمهم بخطورة الوضع وما يحدث وسط هذه المقبرة إلا أنهم لم يتخذوا أي خطوة لردع هؤلاء الدخلاء على مكان من المفروض أن تكون له حرمته وقداسته كون القضية حساسة تتطلب النظر فيها قبل فوات الآوان·
نبش القبور·· آفة أخرى
كالعادة فإنه ثمة فراغ قانوني شديد في التعاطي مع إشكالية نبش القبور، سواء ما تعلق منها بسرقة أشياء الموتى أو سرقة أجسادهم، إذ أن المشرع الجزائري يعاقب نابش القبر بغرامة مالية، وهي عقوبة كما يتضح غير رادعة على الإطلاق، إذ هي لا تبلغ في أقصاها ثمن جثة واحدة عند بيعها لأحد سماسرة الأعضاء البشرية، أو تجار المخدرات، الأمر الذي دفع إلى استمرار وجود الجريمة، بل وتزايد نشاط مرتكبيها لأقصى درجة، وإزاء هذا الفراغ القانوني، وجب رفع حد العقوبة وتشديدها للحد من هذه الظواهر التي أصبحت تؤرق العديد من الأسر الجزائرية وتضع موتاها في المحك·
كما باتت الظواهر المخلة بالحياء وانتشارها بشكل ملفت للانتباه تحمل تعدٍ على حرمات الموتى في القبور، والمخزي في الأمر كذلك أنها أضحت مكانا لممارسة التجارة وملاذا آمنا للصوص بتصرفاتهم والذين لا يتوانون على مهاجمة أهالي الأموات، والأغرب من ذلك الشجارات العنيفة التي تحصل بين المتسولين بأصوات عالية والكلام الفاحش داخل المقبرة، حيث غيروا الدعاء على الميت وتعدوا على حرمة المقابر بالكلام الفاحش، لكن كل هذا يعود الى نقص الرقابة والأمن، وعلى من يعود اللوم في هذا المقام؟ هل حرمة الموتى أهينت إلى هذه الدرجة وأين هي سلامة الزائرين من كل هذا، أم نية هؤلاء الأصناف احتلال كل الأماكن ولم تسلم حتى المقابر من أفعالهم المشينة·
سكنات عدل حلال·· بشرط··
- الاثنين, 09 فبراير 2015
وأوضحت اللجنة أمس، المنعقدة بدار الإمام بالمحمدية، أن بيع المساكن الممولة من الأموال العمومية من طرف الدولة ممثلة في وكالة عدل للمواطنين على النحو الذي تضمنه المرسوم التنفيذي المذكور أعلاه وتعديلاته: هو أمر جائز لا حرمة فيه، ورفعا لما يعانيه كثير من المواطنين من الحرج الشديد والضيق والعنت بسبب أزمة السكن التي يعاني منها كثير من الناس، خاصة وأن هذا الحرج واقع في أمر ضروري؛ والضروريات يغتفر فيها ما لا يغتفر في الحاجيات والتحسينات·
وعن قضيــة زرع الأعضاء، قالت اللجنة في الورشة الثانية التي قامت بها في مجملها جواز زرع الأعضاء مع مراعاة صحة الإنسان في أي صورة من صور التبرع الثلاث وهي: التبرع من حي لنفسه ومن حي لحي آخر، إلى جانب الجواز للتبرع من ميت لحي بمجرد موته وبإذن عام·
ومن جهة أخرى، أشاد وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى بالقرارات التي توصل إليها المجلس الوطني العلمي للإفتاء، ودعا الوزير أعضاء المجلس العلمي لضرورة التفكير من الآن في الشخص الذي سيرأس هيئة الإفتاء الوطني التي قال أن من يرأسها لن يخرج الحاضرين بالمجلس·
وفي هذا الإطار، دعا وزير الشؤون الدينية القائمين على المجلس العلمي إلى اختيار رئيس هيئة الإفتاء يأتي استنادا لشروط المفتي التي حددوها تاركا لهم خيار التزكية لمفتي الجمهورية، في حال ما إذا قرر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن يمنحه هذه الصفة·
وللإشارة، قررت اللجنة المتعلقة بترقية المجلس العلمي إلى هيئة الإفتاء تثمين مبادرة ترقية المجلس العلمي لهيئة وطنية مع الإبقاء على تسميتها، وحدد الأعضاء مقرها بالمسجد الأعظم للجزائر هدفها في الأساس الحد من فوضى الفتاوى وتمثيل الجزائر في المجامع الفقهية العالمية، وتتكون الهيئة من أمناء المجالس العلمية والأئمة والأساتذة الجامعيين·
كما أقرت اللجنة شروط الانتساب لهيئة الإفتاء تتمثل في أن يكون الشخص يفوق الـ 40 سنة نزيه وأن يتسم بالاعتدال الفكري والمكانة المرموقة في المجتمع، وعن مهام هذه الهيئة إصدار الفتاوى والفصل في القضايا الشائكة، وأشارت اللجنة إلى أنه سيتم إنشاء مجلة علمية تبرز مهام الهيئة وتكوين أئمة، كما أردفت اللجنة للاطّلاع بهذه المهام لابد من توفر قانون داخلي يضبط علاقتها، وكذا الدعم المادي لتأدية المهمة والمعنوي لتمكين من الاستفادة من التربصات·
وعن المعايير والتي تم نصها والتي من الضروري أن تتوفر في الإمام المفتي هي الكفاءة الفقهية والصحة الجسمية والعقلية والحظي بالقبول الاجتماعي وضرورة الالتزام بالمرجعية الدينية والوطنية مع الاستفادة من الفقه الإسلامي إلى جانب العمق المشيخي وأن يكون الإمام المفتي محل ثقة بالمنطقة مع إجبارية أن يكون سنه فوق الـ 40 سنة·
عبلة عيساتي
par A. M.
« Le transfert des parturientes, notamment celles présentant des
grossesses à haut risque (GHR), de hôpital Mohamed Boudiaf d'El-Khroub vers la
maternité de Sidi Mabrouk débutera demain mercredi et s'étendra sur plusieurs
jours. Et c'est à partir de mercredi donc que la maternité en question reprendra
normalement ses activités. Mais pas totalement. Il faut attendre la fin de
cette opération pour que l'activité reprenne totalement», nous a appris hier
une source proche de cet hôpital qui a précisé que le nombre de malades à
transférer n'est pas encore connu à cause des mouvements d'entrées et de
sorties qui se font journellement et qui font que leur nombre change chaque
jour.
Aussi, et malgré notre insistance, notre interlocuteur ne s'est pas avancé à dire que cette date représente donc l'ouverture officielle de la maternité après une interruption qui aura duré une année environ. D'autre part, toute la journée d'hier, le directeur de la maternité, M. Ahcène Berania en l'occurrence, est resté injoignable et ce sont donc des informations recueillies auprès des responsables activant au niveau de l'hôpital Mohamed Boudiaf d'El-Khroub qui nous ont appris cette décision qui a été prise au cours de la réunion déclenchée pour mettre au point l'organisation de ce transfert et qui s'est déroulée hier matin à la maternité de Sidi Mabrouk en réunissant autour du directeur de la santé et de la population de la wilaya, pilote de l'opération, tous les responsables des structures sanitaires qui ont été mobilisées pour garantir un succès total à cette action délicate qui se fera au moyen d'ambulances médicalisées et pourvues d'un encadrement médical des plus compétents.
Le mutisme observé jusqu'à présent par les responsables concernés autour de la date d'ouverture de la maternité de Sidi Mabrouk fait penser que celle-ci est étroitement liée à la réussite de l'opération de transfert des GHR, opération, comme l'ont indiqué des spécialistes, qui présente des dangers certains pour la santé des malades.
Aussi, et selon nos informateurs, sont impliqués dans l'opération de transfert, outre les deux structures directement concernées, d'autres établissements sanitaires comme le Chu de Constantine, l'hôpital El-Bir, l'hôpital de Zighoud Youcef, etc.
par A. E. A.
40 anciens travailleurs de l'ex-office ORVE, et qui sont constitués
actuellement en quatre SARL, ont tenu hier un sit-in devant le cabinet du wali
pour « réclamer les actes de concession toujours bloqués au niveau de la
direction des domaines ». Selon le représentant des protestataires, « nous
sommes 40 travailleurs agricoles activant actuellement dans une exploitation de
680 hectares, situés dans la commune de Benbadis, et nous écoulons le plus
normalement du monde nos produits agricoles, car nous sommes tous titulaires de
cartes professionnelles et nous avons tous signé les cahiers des charges auprès
de l'office national des terres agricoles (ONTA), ce qui nous a donné le droit
de bénéficier du crédit de campagne R'fiq pour le financement de notre production
». Notre interlocuteur ajoute avec dépit que là s'arrête l'avantage qui leur
est accordé parce que, dira-t-il, « avec le retard enregistré dans la
délivrance par les domaines des actes de concession, nous nous trouvons privés
de l'autre crédit attribué par les banques, à savoir le crédit Ettahadi, qui
donne droit au financement, non pas de la campagne agricole, mais la
réalisation de projets nouveaux, à l'instar de hangars, de création d'autres
activités parallèles, d'extension de superficie ou de locaux ». Et de faire
remarquer que « l'acte de concession est indispensable et incontournable ». Non
sans préciser que dans ce cadre, « nous avons également tous les OK et accords
possibles et imaginables, de la commission des investissements de wilaya, de la
direction des services agricoles, de l'ONTA et il ne nous manque en la matière
que ce fameux acte de concession pour travailler plus et développer davantage
notre production ». Notre interlocuteur rappellera que « le groupe a déjà
organisé, il y a près de trois mois, un rassemblement ici même et des
représentants ont été reçus par le chef de cabinet du wali, qui nous avait
rassuré en affirmant que le directeur des domaines, lui avait dit que ce n'est
qu'une question de temps et la situation sera débloquée. Malheureusement, nous
attendons toujours et la situation n'a pas bougé d'un iota depuis. Pourtant,
nous demandons juste notre droit », a-t-il conclu.
par R. C.
« Les événements qui ont bouleversé Ghardaïa ont porté un coup fatal à
l'artisanat local, qui avait déjà ses propres maux», nous a avoué M.Brahim
Allout, promoteur et créateur, venu de la wilaya de Ghardaïa exposer, du 08 au
16 février, ses créations'' au musée public national des arts et expressions
culturelles traditionnelles Ahmed Bey. La vedette de l'exposition, c'est bien
entendu le tapis sous ses différents styles et appellations, style Beni
Yezguen, la gandoura mozabite, le tapis du M'Zab et le tapis de mariage. « Le tapis,
tissé exclusivement par les femmes, ne constitue pas, contrairement à toute
idée reçue, notre gagne pain, mais c'est notre philosophie de combattre le
vide», précise notre interlocuteur qui ajoute : «le tapis a toujours existé sur
un fond rouge bordeaux, les sœurs chrétiennes installées par la suite dans la
vallée l'ont développé en introduisant des fonds plus clairs, le beige et le
blanc ». D'autres produits sont exposés, des capes de laine brodée, des
bibelots et des maquettes en terre cuite, des miniatures en cuivre, des
veilleuses, des objets décoratifs fabriqués à partir de la rose des sables,
etc
La maroquinerie n'a pas été oubliée, avec des cartables décorés par des
paysages de Ghardaïa, des sandales, des ceintures, des poufs aux couleurs chatoyantes
ce qui n'était pas le cas auparavant. M.Brahim Allout n'a pas manqué de saisir
cette occasion de faire partager le goût d'une boisson naturelle très prisé à
Ghardaïa avec les constantinois. Une infusion d'herbes à base de Serghine''
appelée Takroïte'', réservée aux jeunes mariées et qui procure bien-être et
énergie, ainsi que des désodorisants naturels à base de la même plante.
Concernant le volet commercialisation, il nous a déclaré avec amertume : «notre
tapis est, par sa qualité, très prisé partout, j'ai même reçu une commande de
1000 tapis de la part d'un marocain, mais il m'était impossible de l'honorer
avec les complications des démarches administratives».
par R. C.
Très attendue par les professionnels, l'aide ou le soutien de 12 DA/litre
octroyée par l'Etat à la filière lait a été débloquée ces derniers jours après
un gel décidé par le ministère, et qui a duré plusieurs mois, nous a appris, hier,
le SG de la chambre d'agriculture de la wilaya de Constantine, M. Kadri Chems
Eddine.
Et d'ajouter que, suite à son initiative personnelle, «une décision a été prise en concertation avec le directeur des Services agricoles de délivrer des cartes de fellah aux petits éleveurs possédant plus de 6 bovins, ce qui n'était pas le cas auparavant». A savoir que les 1.200 éleveurs recensés dont 850 hors sol (sans assiette foncière) produisent 3 millions de litres de lait par an, avec 6.100 têtes, «une production nettement inférieure au besoin local», précise notre interlocuteur.
Une opération fortement saluée par les petits éleveurs, à l'image de M. Messelem, éleveur de 19 bovins à Chettaba, région montagneuse située à Aïn Smara. «J'élève mes bovins dans une étable communale et pour bénéficier de l'aide de l'Etat, je devais présenter un acte de propriété d'une assiette foncière, une condition qui a paralysé tous les petits éleveurs qui exercent ce métier depuis des générations et qui le font dans leur habitation même». Et d'ajouter, «même pour signer une convention avec l'Onalait, je devais, comme garantie, hypothéquer un terrain». Et, M. Boufrah Abdelhamid, un autre petit éleveur, présent hier à la chambre de l'agriculture, manifestement très content de l'obtention de sa carte de fellah, «je vendais ma production à la laiterie publique à 34 DA le litre seulement, et grâce à cette aide de 12 DA, je la vends maintenant à 46 DA, et ce qui n'est pas négligeable pour un petit éleveur comme moi». Et de souligner un autre problème, «nous les petits éleveurs, bien que notre production par vache laitière est nettement plus grande, nous ne jouissons pas des mêmes avantages accordés aux grands éleveurs de plus de 200 vaches, et qui, eux, n'hésiteront pas à sacrifier leur cheptel en cas de problème». D'autre part, et en sus des 6.000 DA à payer pour la visite du vétérinaire et les 1.000 DA le prix d'un simple vaccin, le petit éleveur, privé de moyens, doit affronter les prix exorbitants de l'aliment du bétail.
Une association de producteurs de lait a tenu dernièrement son assemblée générale et attend son agrément, toutefois les petits éleveurs n'y ont pas été conviés, chose qu'ils ne comprennent pas. Pour ce qui est du secteur agricole en général, M. Kadri nous a fait savoir que le programme FNDA, lancé en 2014, a relancé son soutien aux chambres froides de 2.000 à 10.000 mètres cubes de contenance et à l'irrigation d'appoint. Et de souligner «le manque en surface agricole utile (SAU), au niveau de la wilaya de Constantine et qui est estimée à 131.000 hectares, de loin inférieure aux 344.000 hectares de la wilaya de Sidi Bel-Abbès, à titre d'exemple, toutefois notre production céréalière est à saluer avec 70 quintaux/hectare». Aussi, on apprendra que les 7.000 fellahs que compte la wilaya de Constantine à travers les 10 filières inscrites dans le secteur agricole vont incessamment bénéficier de cartes magnétiques établies à partir d'un fichier exhaustif de fiches signalétiques des fellahs, classées selon le code de l'activité concernée (01 pour la céréaliculture, 50 pour l'élevage de bovins, à titre d'exemple), nous a appris le secrétaire général de la chambre agricole de Constantine.
par A. Mallem
L'Assemblée populaire communale d'El-Khroub vient de prendre le taureau
par les cornes en décidant de sévir contre le marché informel. Hier, une grande
opération d'éradication des marchés informels, qui ont envahi les rues et les
trottoirs de la ville, a été déclenchée dans cette deuxième ville de la wilaya
de Constantine. Cette opération coup-de-poing, qui a été préparée avec soin, a
été menée conjointement par les services techniques de la mairie aidés des
agents de la direction du Commerce, des services de l'Urbanisme, de la police
urbaine et du bureau communal de l'hygiène. «Il fallait la faire pour mettre un
peu de propreté et d'ordre dans la ville», a soutenu hier le président de
l'APC, le professeur Abdelhamid Aberkane, que nous avons joint par téléphone.
«Parce que, a poursuivi notre interlocuteur, le phénomène s'est étendu dans le
centre-ville et les quartiers périphériques d'une façon alarmante, occupant
tous les espaces par où passent les citoyens et gênant la circulation».
Selon le maire, ni les commerçants réguliers, qui sont soumis à une concurrence déloyale et bousculés jusqu'au seuil même de leurs magasins, ne trouvent leur compte (et ils sont parfaitement dans leur droit de protester et réclamer que l'ordre civique prévu par les lois et règlements soit rétabli), ni les structures anciennes et nouvelles que sont les marchés de proximité qui sont en train dêtre ouverts progressivement ne sont productifs, ni la propreté et l'hygiène ne sont préservées, du moment que la qualité des produits qui se vendent dans la rue échappe à tout contrôle. «Et nous sommes arrivés à un point tel que le marché informel est devenu un véritable cancer qui menace la santé de la population en rongeant l'économie de la ville», a souligné encore le maire.
Dans leur stratégie, les opérateurs ont commencé par la rue emblématique d'El-Khroub, la fameuse rue «Tandja», située dans la vieille ville, et ils se sont employés à expliquer aux commerçants informels qu'ils ont des stands qui les attendent dans le vieux marché de la ville, celui de l'Emir Abdelkader qui est actuellement vide, que les autorités peuvent les aider à se porter candidats pour des stands dans les nombreux nouveaux marchés de proximité qui vont bientôt ouvrir, etc. Et naturellement, cette opération n'a pas plu à beaucoup de commerçants informels qu'elle a visés et nombre d'entre eux se sont énervés, mais sans grande conséquence, ont témoigné des citoyens qui ont assisté aux opérations de démantèlement. Le professeur Aberkane est revenu pour mettre les choses au point en disant que l'opération qui a été déclenchée hier a été préparée depuis longtemps déjà et les secteurs impliqués ont tenu à ce qu'elle soit menée dans le respect absolu de la loi. «Après avoir recensé tous les marchands informels qui ont squatté les rues et les trottoirs de la ville, nous avons tenu à leur adresser d'abord des mises en demeure de libérer les lieux, et cela bien longtemps avant le déclenchement de l'opération laquelle a été décidée une fois qu'il fut constaté que ces mises en demeure ont été superbement ignorées par les intéressés», a encore expliqué le président de l'APC, ajoutant que ces derniers ont été informés hier que la police urbaine qui a été instruite pour nettoyer toutes les rues de la ville des installations commerciales informelles qui les encombrent sévira contre les éventuels réticents et que les autorités de la ville sont également déterminées à appliquer la loi pour réprimer tous ceux qui contreviennent à la loi et à l'ordre public», a terminé le P/APC d'El-Khroub.
Tissemsilt
Pour faire face à une forte demande
17.500 bonbonnes de gaz butane écoulées
Plus de 17.500 bouteilles de gaz butane ont été écoulées dans la wilaya de Tissemsilt dans les trois derniers jours marqués par de fortes chutes de neige, a-t-on appris dimanche auprès du directeur de wilaya de l’énergie.
Le centre enfûteur de wilaya a livré un total de 5.800 bouteilles de gaz butane par jour à toutes les communes de la wilaya en accordant la priorité aux zones éloignées et non raccordées au réseau de gaz de ville, a indiqué Ghaouti Reguieg.
Le même centre a mobilisé, durant les trois derniers jours, trois équipes travaillant en H/24 pour satisfaire la demande des habitants. La perturbation dans l’opération d’approvisionnement en gaz butane dans certains points de vente à travers la wilaya et les longues files relevées devant le centre enfûteur du chef-lieu de wilaya sont dues à la demande croissante, notamment de la part des aviculteurs, a-t-il expliqué.
Les services communaux de Layoune, Bordj Emir Abdelkader, Sidi Abed et Khemisti ont mis leurs moyens de transport à la disposition du centre enfûteur de gaz butane en vue de faciliter l’approvisionnement en cette énergie au profit des zones éloignées, a-t-il ajouté.
Eu égard à la demande croissante sur le gaz butane dans la wilaya lors des dernières intempéries, une cellule de crise a été installée au niveau du centre enfûteur présidée par le premier responsable du secteur qui est assisté de représentants de la Sûreté de wilaya, selon la même source.
Les services de la direction de l’énergie ont pris, en collaboration avec le centre enfûteur et en prévision de la saison hivernale, des dispositions préventives pour un approvisionnement régulier en cette source énergétique dont celle de mobilisation de 18 camions de transport de bonbonnes de gaz par l’unité de wilaya de Naftal et de 16 camions pour le transport du gaz butane brut à partir du complexe de production à Arzew (Oran) vers le réservoir principal du centre enfuteur de bonbonnes du chef-lieu de wilaya. Les présidents d’APC sont également appelés à offrir des moyens de transport nécessaires pour assurer un approvisionnement quotidien de la population. Mohammadia
124 constructions illicites à démolir recensées
En effet, quelque 53 citoyens parmi ceux dont les habitations érigées de façon illicite dans les parages du mont de la forêt Les Planteurs qui surplombe la ville de Mohammadia dans la wilaya de Mascara, viennent d’être destinataires par le biais d’un huissier de justice, d’un avis de démolition de ces constructions illicites.
Il est précisé que 71 autres citoyens en défaut dans ce même contexte, concernés par ces mesures, seront saisis également très prochainement. Ces constructions illicites édifiées en cachette, les week-ends surtout, ont été recensées par une commission spécialisée mixte constituée des services des forêts, des services de la daira, des services de l’APC et autres services de la police de l’urbanisme.
Certains contrevenants sont poursuivis par la justice et soumis à une amende de plus de 5 millions de cts. D’autres poursuites judiciaires sont en cours à la lumière de plaintes déposées contre ces derniers par les autorités municipales qui ont sommé les mis en cause de procéder personnellement à la démolition des habitations qu’ils ont réalisées contrairement à la loi et sans autorisation au préalable.
Il y a lieu de signaler que ce phénomène perdure depuis près de cinq années alors qu’il a pris une sérieuse ampleur en raison d’un laxisme flagrant et une importante négligence exprimés par les pouvoirs locaux qui n’ont pas barré à temps le chemin à cette hémorragie dans la réalisation de la construction illicite et l’urbanisme anarchique dont de nombreux imposteurs ont su tirer de précieux profits financiers dans une entière discrétion.
Par ailleurs, les propriétaires et autres acquéreurs de ces habitations illégales menacent de s’opposer à toute opération de démolition qu’entreprendraient les services communaux concernés et en cas où ils viendraient mettre à exécution les différentes mesures prises.
«De nombreuses familles risqueraient de se retrouver à la rue, au clair de lune, sans toit, exposées aux intempéries», déclare un père de famille concerné par ces démolitions. «Alors que des logements sont achevés à la ville nouvelle et demeurent toujours fermés sans être distribués», ajoute un autre avec indignation.
Un autre de conclure: «Nous sommes conscients de la transgression de la loi mais que nos élus nous accordent un logement. Nous ne demandons que notre droit inaliénable de citoyen algérien digne de ce nom».
A.Heddadj
Tissemsilt
Pour faire face à une forte demande
17.500 bonbonnes de gaz butane écoulées
Plus de 17.500 bouteilles de gaz butane ont été écoulées dans la wilaya de Tissemsilt dans les trois derniers jours marqués par de fortes chutes de neige, a-t-on appris dimanche auprès du directeur de wilaya de l’énergie.
Le centre enfûteur de wilaya a livré un total de 5.800 bouteilles de gaz butane par jour à toutes les communes de la wilaya en accordant la priorité aux zones éloignées et non raccordées au réseau de gaz de ville, a indiqué Ghaouti Reguieg.
Le même centre a mobilisé, durant les trois derniers jours, trois équipes travaillant en H/24 pour satisfaire la demande des habitants. La perturbation dans l’opération d’approvisionnement en gaz butane dans certains points de vente à travers la wilaya et les longues files relevées devant le centre enfûteur du chef-lieu de wilaya sont dues à la demande croissante, notamment de la part des aviculteurs, a-t-il expliqué.
Les services communaux de Layoune, Bordj Emir Abdelkader, Sidi Abed et Khemisti ont mis leurs moyens de transport à la disposition du centre enfûteur de gaz butane en vue de faciliter l’approvisionnement en cette énergie au profit des zones éloignées, a-t-il ajouté.
Eu égard à la demande croissante sur le gaz butane dans la wilaya lors des dernières intempéries, une cellule de crise a été installée au niveau du centre enfûteur présidée par le premier responsable du secteur qui est assisté de représentants de la Sûreté de wilaya, selon la même source.
Les services de la direction de l’énergie ont pris, en collaboration avec le centre enfûteur et en prévision de la saison hivernale, des dispositions préventives pour un approvisionnement régulier en cette source énergétique dont celle de mobilisation de 18 camions de transport de bonbonnes de gaz par l’unité de wilaya de Naftal et de 16 camions pour le transport du gaz butane brut à partir du complexe de production à Arzew (Oran) vers le réservoir principal du centre enfuteur de bonbonnes du chef-lieu de wilaya. Les présidents d’APC sont également appelés à offrir des moyens de transport nécessaires pour assurer un approvisionnement quotidien de la population.
Mohammadia Pour faire face à une forte demande
17.500 bonbonnes de gaz butane écoulées
Plus de 17.500 bouteilles de gaz butane ont été écoulées dans la wilaya de Tissemsilt dans les trois derniers jours marqués par de fortes chutes de neige, a-t-on appris dimanche auprès du directeur de wilaya de l’énergie.
Le centre enfûteur de wilaya a livré un total de 5.800 bouteilles de gaz butane par jour à toutes les communes de la wilaya en accordant la priorité aux zones éloignées et non raccordées au réseau de gaz de ville, a indiqué Ghaouti Reguieg.
Le même centre a mobilisé, durant les trois derniers jours, trois équipes travaillant en H/24 pour satisfaire la demande des habitants. La perturbation dans l’opération d’approvisionnement en gaz butane dans certains points de vente à travers la wilaya et les longues files relevées devant le centre enfûteur du chef-lieu de wilaya sont dues à la demande croissante, notamment de la part des aviculteurs, a-t-il expliqué.
Les services communaux de Layoune, Bordj Emir Abdelkader, Sidi Abed et Khemisti ont mis leurs moyens de transport à la disposition du centre enfûteur de gaz butane en vue de faciliter l’approvisionnement en cette énergie au profit des zones éloignées, a-t-il ajouté.
Eu égard à la demande croissante sur le gaz butane dans la wilaya lors des dernières intempéries, une cellule de crise a été installée au niveau du centre enfûteur présidée par le premier responsable du secteur qui est assisté de représentants de la Sûreté de wilaya, selon la même source.
Les services de la direction de l’énergie ont pris, en collaboration avec le centre enfûteur et en prévision de la saison hivernale, des dispositions préventives pour un approvisionnement régulier en cette source énergétique dont celle de mobilisation de 18 camions de transport de bonbonnes de gaz par l’unité de wilaya de Naftal et de 16 camions pour le transport du gaz butane brut à partir du complexe de production à Arzew (Oran) vers le réservoir principal du centre enfuteur de bonbonnes du chef-lieu de wilaya. Les présidents d’APC sont également appelés à offrir des moyens de transport nécessaires pour assurer un approvisionnement quotidien de la population.
124 constructions illicites à démolir recensées
En effet, quelque 53 citoyens parmi ceux dont les habitations érigées de façon illicite dans les parages du mont de la forêt Les Planteurs qui surplombe la ville de Mohammadia dans la wilaya de Mascara, viennent d’être destinataires par le biais d’un huissier de justice, d’un avis de démolition de ces constructions illicites.
Il est précisé que 71 autres citoyens en défaut dans ce même contexte, concernés par ces mesures, seront saisis également très prochainement. Ces constructions illicites édifiées en cachette, les week-ends surtout, ont été recensées par une commission spécialisée mixte constituée des services des forêts, des services de la daira, des services de l’APC et autres services de la police de l’urbanisme.
Certains contrevenants sont poursuivis par la justice et soumis à une amende de plus de 5 millions de cts. D’autres poursuites judiciaires sont en cours à la lumière de plaintes déposées contre ces derniers par les autorités municipales qui ont sommé les mis en cause de procéder personnellement à la démolition des habitations qu’ils ont réalisées contrairement à la loi et sans autorisation au préalable.
Il y a lieu de signaler que ce phénomène perdure depuis près de cinq années alors qu’il a pris une sérieuse ampleur en raison d’un laxisme flagrant et une importante négligence exprimés par les pouvoirs locaux qui n’ont pas barré à temps le chemin à cette hémorragie dans la réalisation de la construction illicite et l’urbanisme anarchique dont de nombreux imposteurs ont su tirer de précieux profits financiers dans une entière discrétion.
Par ailleurs, les propriétaires et autres acquéreurs de ces habitations illégales menacent de s’opposer à toute opération de démolition qu’entreprendraient les services communaux concernés et en cas où ils viendraient mettre à exécution les différentes mesures prises.
«De nombreuses familles risqueraient de se retrouver à la rue, au clair de lune, sans toit, exposées aux intempéries», déclare un père de famille concerné par ces démolitions. «Alors que des logements sont achevés à la ville nouvelle et demeurent toujours fermés sans être distribués», ajoute un autre avec indignation.
Un autre de conclure: «Nous sommes conscients de la transgression de la loi mais que nos élus nous accordent un logement. Nous ne demandons que notre droit inaliénable de citoyen algérien digne de ce nom».
A.Heddadj
|
|
Les postulants non convoqués d’un côté et les souscripteurs appelés à payer la première tranche de l’autre
Pagaille devant les locaux de l’AADL
Les deux bureaux de l’Agence de l’amélioration et du développe
ment du logement (AADL), ont été hier pris d’assaut par des souscripteurs mécontents du programme 2013, engagé par cet opérateur immobilier public. En effet, une véritable anarchie régnait hier devant le siège de cette agence, la journée coïncidant avec le versement de la première tranche de ceux qui viennent de recevoir l’ordre de versement, ainsi que les réclamations de ceux qui n’ont pas été convoqués à cause d’un dossier non complet. Les responsables de la direction régionale de l’AADL ont cru que le problème allait être réglé après l’ouverture du deuxième bureau de versement situé près du rond-point Pépinière, mais contrairement aux espérances, le désordre était toujours de mise au niveau des deux bureaux. Sur place, on a pu constater la foule nombreuse qui s’est rassemblée devant les portes de la direction régionale, au point où la chaîne humaine qui s’était formée s’étirait jusqu’aux escaliers et même dans la rue, pour espérer accéder pour voir le chargé de l’examen des dossiers. Pour les autres souscripteurs munis du fameux ordre de versement (OV), la situation n’était pas plus convenable, altercations entre citoyens et policiers, anarchie et évanouissements. Alors que tout pouvait entrer dans l’ordre si les files d’attente étaient organisées.
Selon l’un de ces contestataires : «Comment se fait-il que des jeunes célibataires de 20 ans soient convoqués et moi à l’âge de 40 ans avec une famille de 4 personnes, je dois attendre l’ADDL 3. Ce n’est pas juste». Un avis qui a été partagé par la foule qui s’est réunie devant les bureaux de l’agence régionale, dont le directeur M. Senouci, a assuré que les noms devaient figurer sur le site de l’AADL le 20 janvier dernier, ce qui n’a pas été le cas, d’où le rassemblement des postulants.
Selon des données chiffrées, 4.000 souscripteurs à l’AADL 2, sur un total de 30.000 à Oran, n’ont pas reçu leurs convocations qui leur permettent de retirer les ordres de versement de la première tranche de 21 et 27 millions de cts. Par ailleurs, 10.000 postulants n’ont pas complété leurs dossiers, indique-t-on de même source. Pendant ce temps, 3.000 souscripteurs à l’AADL 2 ont d’ores et déjà versé la première tranche de leurs logements respectifs qui sont actuellement en construction du côté d’Ain El Beida, avec un taux d’avancement mitigé d’un chantier à un autre.
La Direction régionale de l’AADL a, pour rappel, commencé à accueillir les souscripteurs convoqués à partir du 7 décembre 2014 pour leur remettre les ordres de versement, à raison de 1.000 inscrits par jour, sur un total de 30.000 souscripteurs. Tous les souscripteurs devaient être convoqués avant la fin décembre. M. Senouci avait alors précisé que selon les instructions du ministère de l’Habitat, toutes les demandes éligibles seront acceptées, à condition que les souscripteurs répondent aux conditions édictées, à savoir bénéficier d’un salaire mensuel compris entre 24.000 et 108.000 dinars, n’avoir jamais bénéficié d’un logement ou d’une quelconque aide de l’Etat et résider dans la wilaya d’Oran.
Jalil M.
https://fr-fr.facebook.com/Constantine2015
بعد رفض سوناطراك توقيف الحفر في البئر الثانية:
الغاز الصخري يحدث فتنة
م. رياض
باشر المعتصمون أمام مقر دائرة عين صالح بتمنراست - منذ أزيد من شهر - إضرابا مفتوحا عن الطعام، ابتداء من يوم أمس، احتجاجا على مواصلة شركة سوناطراك عمليات الحفر الخاصة بالاكتشاف عن الغاز الصخري في البئر الثانية، حيث لم تشفع كل الاحتجاجات والاعتصامات واللقاءات المتواصلة مع ممثلي الحكومة في التوصل إلى حل لوقف الحفر في الابار الاستكشافية الخاصة بالغاز الصخري الذي قال عنه المسؤولون الجزائريون بانه لا مفر منه مستقبلا، لتأمين مستقبل الاجيال القادمة. فهل سيشفع اضراب المعتصمين عن الطعام بعين صالح في توقيف التنقيب عن الغاز الصخري، في وقت تؤكد مصادر أمنية انه لم يبق امام المحتجين بعين صالح إلا الحل الامني من اجل فض الاعتصام وتفريق المتظاهرين، بعدما تم تدعيم القوات المرابطة بالمنطقة بقوات أمنية إضافية، خصص عدد كبير منها لحماية المناطق النفطية على تراب عين صالح.لأميار يرثون تركة ثقيلة والمواطنون ينتظرون التغيير
بلديات بسطيف غارقة في الديون ومشاريع عدة مجمدة منذ سنوات?
سليم. خ
يتواجد العديد من الأميار عبر بلديات ولاية سطيف سيما في المناطق المعزولة في حيرة من أمرهم بعدما باءت كل محاولاتهم لتحريك عجلة التنمية بالفشل، كما فوجئوا بتركة ثقيلة جعلتهم يتخبطون بين مطرقة المطالب الإجتماعية وسندان الديون والمشارع المجمدة والتي تعود أسبابها الى فشل سياسات سابقة في تسيير هذه البلديات.حسب المعــــطيات التي بحوزتنا فإن قضية المشاريع المجمدة والفاشلة تشكل الأساس ضمن هذه التركة، خاصة وأن المواطنين ينتظرون التغيير على أحر من جمر. تعد البلديات الشمالية للولاية الأكثر تضررا، والبداية بوضعية مشروع إعادة الاعتبار الطريق الوطني رقم 75 الذي عزل أكثر من 10 بلديات في فترات سابقة على غرار كل من تالة ايفاسن، ماوكلان، بوعنداس، ايت تيزي، ايث نوال اومزادة، وغيرها بسبب أشغاله التي ضلت تسير بوتيرة سلحفاتية ، وما إن انتهت الأشغال بعدما استنزفت أزيد من 170 مليار في أشطره الثلاثة إلا وظهرت مشاكل أخرى متمثلة في حدوث انزلاقــــات كبيرة في عدة نقاط على غرار ما حدث في مدخل مدينة تيزي نبراهم لتعود صخرة سيزيف كما يقال إلى القاع وتبدأ رحلة العذاب من جديد لسكان يجرون أذيال اليأس يوميـــا عبر هذه الطرقات المهترئة، ناهيك عن وضعية الطرقات الولائية والبلدية التي تؤرق يوميات السكان. يضاف إلى ذلك مشاريع الصحة التي لازالت حبرا على ورق على غرار مشروع مستشفى متعدد الخدمات ببلدية تالة ايفاسن الذي رصد له ما يزيد عن 14 مليار سنتيم منذ أكثر من أربع سنوات ولم يجسد بعد، إضافة إلى مستشفى بسعة 60 سريرا ببلدية بوعداس الذي هو الآخر محل حديث منذ مدة دون التجسيد، وهذه عينات فقط لمشاريع كبرى كثيرة ما تزال حبرا على ورق رغم تعاقب عهدات عليها لكنها لم تر النور بعد.
أميار سابقون: ميزانية 7 إلى 10 ملايير لبلديات بأكملها غير كافية لبعث التنمية
خلال حديثنا لبعض من الأميار الذين كانـــــوا على رأس المــــــجالس البلديات المتضــــررة خلال العهدة الماضية، أجمعوا على قضية الميزانية التــــي كانت محصورة في صـــدقات الولاية والتي تتراوح في معـــظم الأحـــــوال بين 7 إلى 10 ملايير لبــــلدية بأكملها، وذلك في ظل غياب مصادر للدخل، ما جعلها تغرق في الديون، وهو الأمــــر الذي ساهم في عرقلة العـــمليات التنموية، بل وســــاهم في إفراز تركة ثقيلة ستشكل حسب هؤلاء حجـــر عثرة للمــــجالس القادمة، وخاصــة في ظل استمرار تــــسيير هــــذه البلدية بذات الميـــــزانية المذكورة.
وتوقع محــــدثونا بأن تكون المهمة أصعب من ســــابقتها، إذا علــــمنا -يضيـــف هؤلاء- بأن تصـــعيدات المـــواطنين بكل أشكالها قد تفاقمت في الآونة الأخـــــيرة، وهو الأمر الـــــذي سيفــــرز بـــدوره ضغطا آخرا حتما ســـــيؤزم الوضــــع أكثر، في ظل النـــقائـــــص الكثــــيرة سيما في البلديات المعـــزولة، وأشـــارت مصادرنا بأنه سبــــق وأن رفع أزيد من 15 رئيس بلديـــــة راية الاستسلام خلال العهدة الماضية معلنين عجزهم عن مواصلة الطريق بسبب الظروف المذكورة.
بعد أن أقصتها لجنة دراسة الطعون
90 عائلة بسور الغزلان تطالب بلجنة تحقيق
حكيمة. ح
تعيش أزيد من 90 عائلة أقصتها لجنة دراسة الطعون من قائمة المستفيدين من حصة 488 مسكن اجتماعي ايجاري التي تم توزيعها شهر ماي من السنة الفارطة ببلدية سور الغزلان، حالة غضب واستياء بعد أن انقلبت فرحة العائلات باستفادتها من سكنات إلى حزن كئيب تملّك أفرادها الذين تلقوا صدمة قوية لإقصائهم من القائمة الجديدة التي أفرجت عنها لجنة دراسة الطعون بعد 8 أشهر من توزيع السكنات.واعتبرت العائلات المشتكية أن عملية إقصائها بمثابة حقرة وتهميش في حقها خاصة أن الإقصاء جاء بعد 8 أشهر من الإعلان عن القائمة الأولية، الفترة التي ظنت هذه العائلات أن حلمها تحقق ومشكل السكن لديها قد حل قبل أن تتفاجأ بإقصائها خاصة أن لجنة الطعون تجاوزت المدة المحددة لها قانونا لدراسة الطعون. وأعابت في ذات الوقت التغيير الذي حدث بالقائمة الأولية التي حسبهم أقصت أسماء تستوفي شروط الاستفادة وأفادت 10 أسماء جدد لم تتضمنها حتى القائمة الإضافية، مضيفين بأن دراسة الطعون لم تراع الحالة الاجتمـــــاعية المزرية للمقصين ولا حتى العامل الدائــــم والمتعاقد بحجة تجاوز الراتب 24 ألف دج في حين تضمنت القائمة الجديدة أسماء ليست لها أولوية أو أحقية الحصول على السكن حسب المقصين الذين رفعوا نداءهم للسلطات العليا لإيفاد لجنة تحقيق لإنصافهم واسترجاع حقهم المهضوم.
بريد الجزائر
إطلاق خدمة الدفـــع الإلكتـــرونــــي للحوالات البريدية
ساسي.ب
أطلق بريد الجزائر، بداية من الفاتح فيفري 2015، خدمة الدفع الإلكتروني للحوالات الدولية إي.آف.آس / إي.أم.أو الخاصة بالنظام المالي الدولي.أوضح بيان صادر عن مؤسسة بريد الجزائر أمس، أن هذه الخدمة متاحة عبر كامل مكاتب البريد باستعمال الرمز البريدي السري .
وأضاف ذات المصدر أن هذه الخدمة تتيح للزبون إمكانية تحصيل حوالته الدولية على مستوى أي مكتب من مكاتب البريد المتواجدة عبر الوطن بحسب اختياره .وفي هذا الشأن، أكدت مؤسسة بريد الجزائر أن طريقة الدفع هذه تتميز بـ البساطة والسرعة ، مشيرة إلى أنه ما على الزبون المستفيد إلا أن يتقدم إلى مكتب البريد ومعه الرمز السري، الذي تزوده به الجهة المرسلة، بالإضافة إلى بطاقة إثبات هويته السارية المفعول .وذكر ذات المصدر أن خدمة الدفع الإلكتروني للحوالات الدولية الخاصة بالنظام المالي الدولي تأتي تجسيدا للوعود التي أعلن عنها المناجير الأول لبريد الجزائر مع نهاية سنة 2014 فيما يخص إطلاق خدمات إلكترونية جديدة مطلع العام 2015 .كما سيكون هذا الإجراء فاتحة لمجموعة أخرى من الخدمات الإلكترونية الجديدة والابتكارية التي سيتم توفيرها تدريجيا للزبائن .
الأخيرة
أمن الولاية يسجل 1042 قضية في القانون العام:
تـــورط 38 امرأة و62 قاصــرا فــــي عــــدة جرائــــــم بأدرار
م.رياض
تورطت 38 امرأة و62 قاصرا في قضايا سجلتها المصلحة الولائية للشــــرطة القضائية بأدرار، خلال السنة المنصرمة، من ضمـــــن ألف و42 قضيـــة في جرائم القانون العام.فيما يخص جرائم القتل سجلت ذات المصلحة، خلال نفس السنة، قضية واحدة تورط فيها شخصان تم إيداعهما الحبس المؤقت، وفيما يخص المساس بالآداب العامة سجلت، خلال السنة الماضية، 31 قضية في جرائم المساس بالآداب العامة،تورط فيها 71 شخصا، من بينهم 10 نساء و13 قاصرا.
أما فيما يخــــص الجرائــــم ضد الممتلكات فقد تم تسجيل 446 قضية في تم حل 171 منــــها، تورط فيها 257 شخص من بينهم 05 نساء و29 قـــاصـــرا، وفي جرائم السرقــــة الموصوفـــــة سجلــــت 135 قضية منها 57 قضية تــــورط فيها 90 شخصا، من بينهم امرأة و11 قاصرا تم إيداع 40 منهــــم الحبس المؤقت، واستفاد 31 من استدعاء مبــــاشـــــروخص 07 بالإفــــراج، وبقي 10 في حالة فرار.وسجلــــت 147 قضيـــة فـــــي جرائـــم الماسة بالأشخاص حلت منهـــــا 123 قضيــــة تـــــورط فيــــها 139 شخـــــص من بيــــنهم 12 امرأة وقاصر واحد، تم إيداع 02 منهــــم الحبـــــس المـــؤقــــت واستفـاد 68 من استدعاء مباشر.أما في جرائم المخدرات فقد تم حجز 10 كلغ و767.67 غرام من المخدرات و 44 نبتــــــة قنــــب، 56118 قــــرص مهلوس و97 غراما مسحــــوقا من الكوكايين من 34 قضية تورط فيها 51 شخصا من بينهم امرأة، تم إيداع 41 منهم الحبـــــس المــــؤقت واستفــــاد 03 مــــن الإفــــراج وبقي 04 في حالة فرار.وفي اطار حمــــاية الاقتصـــــاد الوطنــــي، سجلت المصلحة خلال سنة 2014، قضيتين في جرائم أخرى ذات طابع اقتصــــادي ومالــــــــي، تورط فيها 09 أشخاص من بينهم امرأتان.
غلاء الذهب كان لصالحها
بعد المسلسلات، المجوهرات التركية تغزو الجزائر
حياة فلاق
شكلت المجوهرات بكل أنواعها، التقليدية المصنوعة من الفضة والنحاس، من الذهب، أو حتى المقلدة قبلة مهمة للنساء الجزائريات، لا يكدن يستغنين عنها في الأيام العادية ناهيك عن المناسبات، والملاحظ في السنوات الأخيرة الاجتياح الكبير للحلي التركية لمختلف الأسواق الشعبية، المراكز التجارية والمحلات التي أصبحت تضع تسميات تركية لمحلاتها لجلب الزبونات، خاصة أسامي شهيرات المسلسلات التركية.تعتبر الكثير من النساء الجزائريات أن الحلي الجزائرية أصيلة وجميلة وأنيقة في المناسبات خاصة، لدرجة أنها قد تعوض أي حلي أخرى وإن كانت من الذهب خاصة المحبات للحلي التقليدية، إلا أنهن لم ينكرن أن المجوهرات كلها لها سحر خاص، تليق بكل لباس، لذا فلهن الاختيار بينها حسب ما يرتدينه، وزدن أن الأناقة و البريستيج يكونان بالذهب رغم غلائه، لكنهن مع ما يرينه في المسلسلات التركية التاريخية خاصة دفعهن إلى وجهة أخرى للمجوهرات، التي نالت شهرة واسعة وبشكل سريع خطفت الأضواء من أنواع الحلي الأخرى لتنافسها في المناسبات والأفراح الجزائرية، وحتى في الأيام العادية حيث تنوعت المجوهرات والاكسسوارات التركية لتشمل الأشكال البسيطة التي تلائم العمل والدراسة والفسحات..
قالت وردة أنها تحب ارتداء المجوهرات البسيطة في الأيام العادية كسلسال ذهبي رقيق، لكن وهي في الطور الثانوي وعائلتها بسيطة وهناك معها خمس أخوات يشاركنها المصاريف كما أشارت إليه، فأبوها ليس بمقدوره أن يشتري لكل واحدة حلي من الذهب، لذا هي تكتفي بارتداء السلسال لكن من الفضة، وتضيف أنها مع أول ظهور للحلي التركية في الأسواق الجزائرية لم تتمالك نفسها من شراء سوار مرصع بالأحجار، قالت رغم أن ثمنه كان باهظا بالنسبة لها والمقدر 3599 دينار، فهي لم تستطع جمع المبلغ إلا بعد ثلاثة أشهر من التوفير والتسول من أخواتها كما أحبت وصف حالتها، وكذا خدمتهن وقالت لقد أعجبت أخواتي بفكرة خدمتهن لإعطائي شيء من مصروفهن وهن لا يعلمن ما أريد فعله به، لكن رغم كل شيء أحب ارتداء الحلي التقليدية في الأعراس فحسب خاصة الفضة مع الجبة القبائلية روعة. .
ورأى الكثيرون أن أكثر شيء ساعد على تحفيز الجزائريات على الإقبال على المجوهرات التركية والمقلدة الآتية من المشرق، هو التأثير الكبير للمسلسلات التركية وعلى وجه الخصوص التاريخية منها، فإن تأثير الدراما التركية الوافدة على الجزائر على غرار الدول العربية الأخرى، لم يشمل فقط الألبسة والموضة، والتسريحات وغيرها،وإنما للحلي أيضا نصيب من هذا الاكتساح الثقافي الذي أنشأته الدراما التركية في المجتمع الجزائري، وفيه تظهر البطلات على شاشة التلفزيون في أعلى درجات الأناقة والإغراء بتناغم الألبسة مع الحلي المرصعة بالأحجار بمختلف الألوان، التي جذبت عيون الجزائريات إليها فتيات أو سيدات. تحدثت، لطيفة، صاحبة الخامسة والأربعين عاما، لـ وقت الجزائر ، عن لهفتها الكبيرة لاقتناء المجوهرات بشكل عام، وقد ذكرت أن خلال مشاهدتها لمسلسل حريم السلطان ، شد انتباهها وإعجابها الحلي التي كانت ترتديها البطلات، وفي بادئ الأمر توقف الإعجاب على تمني الحصول عليها، فهي لا تعرف أن هناك محلات خاصة بها، إلا حين حط بها القدر في إحدى المحلات بباب الزوار، وقالت كنت حابة بزاف تكون عندي كيما قلادة السلطانة هيام، التي زادتها المجوهرات أناقة، ولم أكن أعرف أنها تباع في الأسواق والمحلات الجزائرية، إلا حين هبطت من الترامواي في إحدى محطات باب الزوار، لأفاجأ بمحل خاص ببيع مجوهرات تركية، وفي الحقيقة فرحت كثيرا، ومباشرة توجهت إليه، وكانت الأسعار حقيقة غالية ولم أكن أحمل ذلك اليوم ما يكفي لشراء قلادة أو طقم، فاكتفيت بخاتم، سعره 2400 دينارا فيه حجر أزرق لامع. . وقد انتشرت المحلات الخاصة ببيع المجوهرات و الإكسسوارات التركية بشكل خاص، في مختلف شوارع العاصمة، متخذين من أسماء الأبطال والبطلات التركيات أسامي لمحلاتهم، وكذا الاستعانة بصور الممثلات المشهورات في الدراما التركية، على غرار السلطانة هياموخديجة والسلطانة مريم وغيرهن، وهي بالتأكيد تغري العديد من الفتيات والنسوة وهو ما يظهر جليا في حياتهن اليومية والمناسبات. قد قال، كمال، صاحب احد المحلات هذه أن الإقبال على شرائها كبير لا سيما في المناسبات، ومنهن من تشتري دون أن تفاوض في السعر، وهناك من تلاحقه حتى يخفض لها، وأضاف أن الزبونات لا يقتصرن على الشراء فقط وإنما هناك منهن من تطلب كراء الأطقم كاملة، وذلك بترك بطاقات الهوية عنده، لأنه وحسب ما أضافه اعتبرنها غالية، بينما قالت صبرينة، إنها مولعة بالحلي التركية لكنها أشارت إلى أن أثمانها غالية وليست في متناول الجميع، لكنها تبقى بديلا عن الذهب الغالي أيضا، خاصة وأنها موضة اليوم. من جهة أخرى قالت، سلمى، إنها تفضل شراء قطعة ذهب أو حلي تقليدية جزائرية، خير من أن تصرف مالها في حلي لا يؤمن لها مستقبلا، وقالت لو كان ثمنها معقولا لاشتريتها فهي جميلة، وتعجبني، لكن أن أصرف عليها مبالغ ليست في متناول الميسوري الحال فإنه من التبذير، أفضّل التوفير لشراء قطعة ذهب على اقتنائها، فلقد رأيت إسوارة فقط من الحلي التركية تباع بـ 3000دينارا، وهي غالية بالنسبة لي على الأقل ..
بينما الحكومة عاجزة عن إرساء نظام مصرفي واضح
مــلايــيــــر مـــــن الأورو والــــــدولار بيــن السكــــوار و كلــــوزال
هدى حوحو
تتضارب التهم حول خلفيات عدم إنشاء مكاتب صرف قانونية للقضاء على أسواق الصرف الموازية. في وقت أصدر بنك الجزائر قوانين لإنشاء هذه المكاتب ليرمي بالكرة في ملعب الخواص الذين رفضوا تجسيد المشروع بسبب القوانين الصارمة التي قيدتهم بتسعيرة شبابيك البنوك، إذ يقدر هامش الربح فيها بـ1 بالمائة. ليبقى الاقتصاد الوطني هو المتضرر الأكبر من هذه الأسواق.تحولت تجارة العملة الصعبة بالأسواق الموازية من نشاط ممنوع إلى نشاط تجاري عادي تتردد عليه شخصيات معروفة من مختلف طبقات المجتمع. بسبب تساهل قوات الأمن مع هؤلاء التجار جعلهم يتوسعون في الشوارع التي تشتهر ببيع العملة الصعبة بالعاصمة كشارع السكوار وسوق رضا حوحو المعروفة بـ كلوزيل بالعاصمة وبيع العملة أمام مرأى السلطات.
في محاولة لرصد آخر تطورات سعر العملة الصعبة في الأسواق الموازية بالجزائر. انتقلت وقت الجزائر إلى سوق كلوزال بالعاصمة أين خصص بعض التجار نشاطهم التجاري في بيع مختلف الألبسة والأحذية الخاصة بالرجال والنساء وتحديد ركن من محلهم لبيع العملة الصعبة بالسعر المعمول به في السوق السوداء كالأورو والدولار والجنيه الإسترليني. اقتربنا من محل بمدخل السوق حيث نجد شابين يبيعان أحذية خاصة بالرجال. ولكن بمجرد سؤالهما عن تجار العملة بالسوق. قال أحدهما: هذا المحل معروف بهذه التجارة بيع وشراء كل أنواع العملة الصعبة. حيث قال آخر نعمل وفق ما ينص عليه منطق السوق السوداء لبيع الأوراق الأجنبية. لا نلتزم بأي قانون لأن قانون البيع والشراء معروف عندنا ولا أحد يستطيع أن يخترقه سوى بعض الأطراف التي تتعامل مع بعض الزبائن المعروفة في هذا المجال كرجال الأعمال وتجار الطرابندو كما يسمونهم. هي السياسة التي أجبرت الدولة هؤلاء التجار عليها والتي تعمدت على عدم فتح مكاتب صرف خاصة يتعامل بها الأفراد في البلدان العربية والأجنبية. وعن سعر الأورو في الوقت الحالي. قال كمال. س تاجر عملة بالسوق. أن الأورو شهد في الفترة الأخيرة ارتفاعا جنونيا حيث فاق سعره في السوق السوداء 160 دج. في حين لا يتجاوز سعره في البنك 120 دج، مؤكدا بأن السر في صعود السعر إلى هذا الحد يكمن في أن العملة الصعبة مفقودة بشكل كبير من السوق الجزائرية. وأن الكمية المتداولة ضعيفة جدا. الأمر الذي أتعب كاهل تجار العملة في سوق سكوار ومختلف الأماكن التي تشهد بيع الأوراق الأجنبية في بلادنا. وأردف التاجر مراد. ك قائلا نتعامل مع زبائن خاصة. وليس من مصلحتنا أن يرتفع سعر الأورو. ولكن مقتضيات السوق هي التي تأمر وتنهى في الأسعار .من جهة أخرى، انتقلنا إلى سوق السكوار أين التقينا مراد 39 سنة الذي أكد لنا أن سوق العملة الصعبة في بلادنا يشهد ارتفاعا ملحوظا لأسباب عديدة قد تكون لكثرة الطلب عليه من قبل فئة معينة من المجتمع منها السياسية التي تلجأ إلى تغيير الدينار إلى العملة الصعبة والسفر إلى الخارج أو الهروب تفاديا لأي طارئ قد يحدث في البلاد. وهو ما جعل السوق تشهد نقصا كبيرا في تداول عملة الأورو وشبه نفادها من السوق. وهذا يعتبر تهريبا يمارس من قبل شخصيات معروفة في الطبقة السياسية والاجتماعية. كما ربط بعض التجار ارتفاع الأورو إلى هذا المستوى بارتفاع سعر الذهب في الأسواق العالمية. وعن النشاط غير الشرعي لتجارة الأموال على الأرصفة. ذكرت مصادر أمنية أن المختصين في بيع العملة تجدهم يحملون رزما من الدينار الجزائري ويخفون العملة الأجنبية. ولا يظهرونها إلا لزبائنهم. ولهذا يستحيل توقيفهم متلبسين في ظل الفراغ القانوني السائد في بلادنا. إنها حيلة التجار للإفلات من العقوبات القانونية.
الخبير الاقتصادي عبد الرحمان مبتول: على الدولة فتح مكاتب خاصة لصرف العملة
من جهته دعا الخبير الاقتصادي عبد الرحمان مبتول الى ضرورة انتهاج سياسة الثقة بين المواطن والدولة للصيرورة اليومية باعتبار أن تراجع أسعار النفط بدولار واحد نتج عنه خسارة بـ700 مليون دولار، بينما يساهم انخفاض الأسعار بـ35 دولارا في تحويلات مالية بين المنتجين والمستهلكين بـ3 ملايير دولار يوميا، مفيدا بأن الانخفاض يؤثر على معظم البلدان المصدرة للنفط وإن كان ذلك بدرجات متفاوتة. ودعا مبتول في تصريح لـ وقت الجزائر إن غياب أكشاك تضمن تداول العملة الصعبة بطريقة قانونية تابعة للخواص وبعيدة عن تجار العملة بسوق السكوار وكلوزال مرتبط أساسا بالتحفيزات التي يجب أن تبعتها الدولة للشباب باعتبار أن عائدات التجارة في العملة لا يمكن لأحد أن يتنبأ بها، حيث بإمكانك أن تربح كما يمكنك أن تخسر حسب تقلبات سعر العملة في البنوك والأسواق العالمية.. فالمهنة بالنسبة للكثير مليئة بالمخاطر والمغامرة، لأن مزاوليها لا يخضعون لأي قانون ولا يملكون سجلات تجارية بإمكانها أن تحفظ لهم حقوقهم وتقيهم شر المغامرة التي لا تكون محمودة العواقب في كل مرة، مؤكدا أن التاجر في غالب الأحيان يتعامل مع من يعرفهم، ومن لا يعرفه غالبا يتعامل معه بتحفظ، فقد تكون مثلا الأموال مسروقة أو الشيكات بدون رصيد
وغيرها من المصاعب التي قد تعترض طريق هؤلاء التجار، خاصة أن المكسب غير مضمون، فقد يحدث أن يربح التاجر 30 ألف يورو في اليوم وفي أيام أخرى قد لا يحقق أي مكسب.
وفي الأخير وجه الخبير الاقتصادي نداء للسلطات المختصة من أجل إقامة مكاتب لصرف العملة مرخصة وفتح سجلات تجارية لحماية أصحابها، خاصة أن الجزائر مع الانفتاح الاقتصادي صارت في أمسّ الحاجة لمثل هذا النشاط الذي فرض نفسه، والبنوك عندنا لا تستطيع بمفردها أن تلبي كل احتياجات السوق، وهذا نلمسه مثلا في مواسم الحج والعمرة أو عندما يكون أحدنا مجبرا على العلاج أو الدراسة في الخارج، وأكد لنا المتحدث أن نداءه يشكل مطلبا يتقاسمه مع الذين يطالبون بترسيم وترخيص النشاط عبر مكاتب قانونية تضمن للزبون حقه وللدولة حقها في الضرائب على غرار ما هو معمول به في العديد من الدول العربية والأوروبية.
تعيش ظروفا اجتماعية مزرية داخل أقبية مظلمة
68 عائلة بحي المنظر الجميل تهدد بالاحتجاج
حسيبة تيراش
هددت 68 عائلة قاطنة بأقبية العمارات بحي المنظر الجميل ببلدية عين البنيان الواقعة غرب العاصمة، بالاحتجاج أمام مقر الولاية، تنديدا بالأوضاع الاجتماعية المزرية التي تعـــــيش فيها منذ سنوات طويلــــة، وللمطالبــــة بترحيلها إلى سكنات لائقة في أقرب الأوقات.أكد سكان أقبية حي المنظر الجميل في حديثهم مع وقت الجزائر أنهم ينتظرون حصتهم من الترحيل منذ سنوات، خاصة بعد أن تم إقصاؤهم من جميع عمليات الترحيل التي استفادت منها البلدية في السنوات الأخيرة، إلا أن تماطل السلطات المحلية في إدراجهم ضمن قائمة المرحلين ضمن العملية السابعة عشرة المعلن عنها مؤخرا، في إطار عملية إعادة الإسكان التي باشرتها المصالح الولائية منذ الصائفة الماضية، دفعهم إلى التفكير في أساليب أخرى للتعبير عن انشغالاتهم واختيار الشارع لإسماع معاناتهم الطويلة داخل أقبية مظلمة لا تصلح حتى لتربية الحيوانات.
وفي السياق ذاته، قال ممثل العائلات، إن الوضع بات لا يحتمل السكوت عنه، بالنظر إلى الوضع المزري الذي تعيشه هذه العائلات داخل تلك الأقبية القديمة التي يعود تاريخ تشيدها للعهد الاستعماري، مما جعلها عرضة للتشققات والتصدعات، بالإضافة إلى انعدام أدنى ضروريات العيش الكريم فيها، دون الحديث عن الرطوبة العالية التي يتحملونها والتي تتسبب لهم في العديد من الأمراض الصدرية والجلدية، ناهيك عن الانتشار الرهيب للجرذان وشتى أنواع الحشرات التي تسبب الهلع خاصة للأطفال الصغار.
وأمام هــــذا الوضع، طالب السكان بضرورة التعجيل في تحديد تاريخ لاستفادتهم من عملية الترحيل التي سطرتها الولاية، موضحين أنهم لن يسكتوا في حالة عدم إدراج أسمائهم ضـــــمن قائمة المرحلين خلال الأيـــــام القادمة، بالنظر إلى تأزم أوضاع حياتهم التي تزداد سوءا يوما بعد يوم، خاصة في فصل الشتاء أين تتـــــسرب مياه الأمطار المتســـــاقطة إلى داخــــل تلك الأقبية مشــــكلة بركا من المياه والأوحال.
سئموا الوعود المطلقة من طرف المنتخبين في كل مرة
سكــــان بئر توتــــة يطالبــــون بمـــشاريع تنمويــــة
ما يزال سكان بلدية بئر توتة بالعاصمة يعانون من انعدام العديد من المشاريع التنموية التي من شأنها أن تدفع بعجلة التنمية بالمنطقة، مطالبين المنتخبين المحليين بضرورة تجسيد وعودهم التي أطلقوها قبل ترؤس المجلس البلدي وتجسيد المشاريع الخاصة بكل من التهيئة، الهياكل التربوية، المرافق الرياضية، التجارية والترفيهية. قال سكان حي 1680 مسكن ببئر توتة بالعاصمة خلال حديثهم مع وقت الجزائر إن أشغال التهيئة التي انطلقت فيها السلطات المحلية لم يتم الانتهاء منها بعد، حيث تحولت مسالك الحي إلى مجرد حفر وأوحال وأتربة مليئة بمياه الأمطار، وهو الأمر الذي أصبح يعيق حركة تنقل السكان، خاصة فئة الأطفال الصغار الذين يمرون من تلك الطرقات من أجل الالتحاق بمقاعد الدراسة، ويصلون في حالة يرثى لها في غالب الأوقات.وأضاف محدثونا أنه كان من المفروض على السلطات المحلية أن تقوم بهذا النوع من الأشغال في الصيف من أجل تفادي العديد من المشاكل التي تعرقل السكان وتعيق المؤسسة المنجزة للمشروع، حيث أن هذه الأشغال تزامنت مع فصل الشتاء، سيما أن هذا الأخير عرف تهاطلا لكميات معتبرة من الأمطار. واشتكى سكان حي 1680 مسكن من انعدام المواصلات بالقرب من حيهم، حيث أن هؤلاء يضطرون يوميا الى قطع مسافة طويلة مشيا على الأقدام للوصول إلى محطة الحافلة، وهذا بسب عدم وجود البعض من خطوط النقل والتي تعتبر مفقودة تماما، على غرار خطي الحراش وجسر قسنطينة، مما يجعل المواطن مضطرا إلى التوجه نحو محطة القطار التي تبعد عن جميع التجمعات السكانية بالبلدية، أو البحث عن سيارة أجرة بمبالغ مالية معتبرة، لا يقوى على تحمل مصاريفها يوميا.
وفي سياق متصل، اشتكى سكان حي الكحلة من انعدام المرافق الرياضية، الثقافية ومساحات للعب، خاصة مع التوسع العمراني الكبير الذي شهدته المنطقة مؤخرا، وهو الأمر الذي جعل شباب الحي يطالبون بمثل هذه المرافق بسبب أهميتها في حياتهم اليومية، ومن شأن هذه المرافق أن تقلل من تنقلهم للبلديات المجاورة من أجل ممارسة هواياتهم المفضلة خصوصا منها كرة القدم. وأشار قاطنو حي الكحلة إلى مشكل افتقار المنطقة لمختلف المرافق الصحية وحتى الصيدليات، حيث يضطرون إلى قطع مسافات طويلة من أجل تلقي العلاج وشراء الأدوية، وهو الأمر الذي يفرض عليهم في الكثير من المرات تقبل الأمر والانتظار إلى غاية اليوم الموالي من أجل التوجه إلى أقرب مرفق صحي أو مستشفى.
ولهذا يناشد سكان بئر توتة السلطات المحلية وعلى رأسها والي العاصمة، عبد القادر زوخ، بضرورة انتشالهم من الوضعية التي يعيشونها وبرمجة مشاريع تنموية تصب في الصالح العام، من شأنها أن ترفع وتيرة التنمية في المنطقة التي تعتبر معزولة ولا تنتمي الى بلديات العاصمة بسبب النقص الفادح في مختلف الهياكل.
صاحبه، وليـــــــــــد العقــــــــــاد لـ وقــــــــــت الجــــزائـــــــــــــر :
متحــف العقـــاد يكـــافــــح الاحتــلال الإســـرائـيـلي بالتـــــاريـــخ
سألته: خالدة. م
تزوره حاليا وفود أمريكية وأروبية.. كان في أواسط السبيعينيات مشروعا اقتطعت ميزانيته من قوت أسرة العقاد الفلسطينية، وشغل جزءا من بيتها العائلي في غزة.. تحول حاليا الى مشروع وطني ولكنه يستمر بمجهود فردي من العائلة، التي تقوم بدور مزدوج: مباشرة التنقيبات رغم خطورتها ورد الفعل الاسرائيلي العنيف، وحماية الهوية الفلسطينية هناك أيام القصف المدمر الذي عرفه القطاع أكثر من مرة..وقت الجزائر: مازال متحف العقاد، الذي أنشأتموه بمبادرة شخصية، يعمل على حماية الهوية الفلسطينية في غزة من التخريب والسرقة، هل من توضيح أدق؟
وليد العقاد: أسستُ هذا المتحف عام 1975، وكان العمل سريا، بسبب وجود الاحتلال الإسرائيلي. وقد ظهر الى النور كمعلم حضاري وثقافي هام في فلسطين بعد دخول السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994، ليكون أرشيفا دائما للآثار المكتشفة في فلسطين. أما عن ظروف إنشائه، فقد كانت باسم الغيرة الوطنية، كنت أرى الاحتلال يقوم بالتدمير والتخريب وسرقه تراثنا، لذلك فإن عملي هذا واجب وطني هو أقل ما يقدمه فلسطيني لشعبه ووطنه.
ما هي محتويات المتحف؟ وهل تمكنتم من تحديد أعمار المقتنيات؟
يحتوي هذا المتحف على العديد من المقتنيات الأثرية التي تعود الي فترات تاريخية عديدة، منها العصر الكنعاني، ومن موجودات هذا العصر رأس تمثال عمره التاريخي 4500 ق.م، يليه العصر البرونزي 3300-1200 ق.م ومن موجودات هذا العصر رؤوس رماح وخناجر مصنوعة من البرونز. ثم يليه العصر الحديدي 1200-332 ق.م وتوجد داخل المتحف جرة من الفخار تعود الى هذا العصر. يليه العصر اليوناني 332-63 ق.م، ومن موجودات هذا العصر شاهد قبر يوناني كتب عليه بالحروف اليونانية القديمة. ثم العصر الروماني 63 -324 م، ومن وجودات هذا العصر مطاحن من صخور البازلت وجرار من الفخار وسراج. يليه العصر البيزنطي 324 م، ومن موجودات هذا العصر أعمدة من الرخام وتيجان توجد عليها نقوش وزخارف هندسية وتابوت من الرصاص اللين يعود الي شخصية مهمة في ذلك العصر. أما الفترة الاسلامية فمن موجودات هذا العصر نقود من الذهب والفضة والنحاس، تعود الى عدة فترات مختلفة، منها الأموي والعباسي والفاطمي والأيوبي والعثماني. وفيما يخص بعض المقتنيات التي تخص الجزائر، توجد صورة قديمة عمرها خمسون عاما تعود إلى فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر الشقيقة، يظهر فيها جنود فرنسيون وهم يعتقلون شبانا ينتمون إلى الثورة الجزائرية، وتوجد كذلك نقود جزائرية قديمة.
كيف حميتم المتحف من الغارات الإسرائيلية المدمرة الماضية؟
بالنسبة الى حماية المتحف من الغارات الاسرائيلية المدمرة، فقد كنت أقوم بوضع بعض المقتنيات التي تتأثر بفعل القصف الشديد في ملاجئ تحت المنزل (ملاجئ خاصة) للمحافظة عليها، ورغم ذلك تأثرت بعض المقتنيات الأثرية وخاصة الفخارية أثناء القصف المجاور للمتحف.
ما هي الصعوبات التي تلاقونها في عملكم؟
عدم توفر الإمكانيات اللازمة للتنقيب، بسبب الحصار المفروض علينا، وعدم وصول خبراء في علم الآثار للمساعدة في الكشف عن بعض المواقع الأثرية في قطاع غزة، كذلك عدم توفر الدعم المادي لبناء متحف يليق بهذه القطع الاثرية التي لا تقدر بثمن، حتى تأخذ كل قطعة حقها في العرض والمشاهدة.
هل يضايقكم الاحتلال أو يعرقلكم؟ ما هي نوع هذه المضايقات أو العراقيل؟
نعم، دائما، نتعرض لمضايقة الاحتلال أثناء التنقيب، خاصة في المناطق الحدودية الشرقية الغنية بالمواقع الأثرية، حيث توجد في هذه المناطق أرضيات فسيفساء لكنائس بيزنطية ومبان قديمة تعود إلى حضارات عديدة، يقوم الاحتلال دائما بإطلاق النار علينا في هذه المناطق خاصةأثناء عملية التنقيب.
كيف هي الزيارات الأجنبية للمتحف؟ وهل هناك مبادرات تعاون؟
يقوم العديد من الوفود الأجنبية بزيارة المتحف، منها وفد أمريكي من جامعة هارفارد الأمريكية ووفد يوناني، ووفود فرنسية عديدة، وقد زار المتحف أيضا وفد روسي وآخر بريطاني وثالث هولندي، كانوا دائما يبدون إعجابهم بالمتحف كونه تأسس بجهد ذاتي وشخصي، ومن قوت أولادي، وحتى هذه اللحظة لم تكن هناك أية مبادرة تعاون، خاصة لإنشاء متحف يليق بهذه المقتنيات، فقد كنت دائما أناشد كل المؤسسات المحلية والدولية من أجل بناء متحف يكون صرحا تاريخيا لفلسطين العريقة.
هل هناك عمل توثيقي للمتحف؟
نعم، حيث أصدرت منظمة التحرير الفلسطينية كتابا عن المتحف بعنوان متحف العقاد ورقة طابو وشاهد حضاري على آثار فلسطينية كنعانية عريقة ، وصدرت العديد من العناوين في جريدة القدس والحياة والأيام تخص المتحف، والعديد من فضائيات العالم قامت بزيارة إلى المتحف وتصويره وتوثيقه وعمل لقاءات تلفزيونية معي لتعريف العالم بحضارة وتاريخ فلسطين، كما أقوم بإصدار بعض المنشورات والمطويات التي توضح قصة هذا المتحف ومحتوياته.
كلمة أخيرة..
أناشد كل إنسان المحافظة على تراثه الوطني، وعلي حضارته وتاريخه، لأن المحافظة على الحضارة والتاريخ محافظة على الارض والوطن والهوية.
على شاكلة القرار المتعلق بآثار العراق
مجلس الأمن يعد مشروع قرار لحظر الاتجـــار بآثـــار سوريــة
ق.ث
تتجه الأمم المتحدة الى حظر الاتجار بالآثار من سورية، والتهديد بفرض عقوبات على كل من يشتري آثارا أو نفطا من تنظيم داعش او جبهة النصرة.وسيحظر القرار كافة أشكال الإتجار بالآثار من سورية ويؤكد مجددا حظرا يفرضه المجلس على الآثار العراقية منذ نحو عشر سنوات. كان تقرير للأمم المتحدة قد ذكر في نوفمبر الماضي أن داعش تنهب الآثار في سورية والعراق، وأن هناك أدلة أيضا على أن التنظيم المتطرف يشجع نهب وتهريب الآثار ثم يحصّل ضرائب من سارقيها. لكنه قال إن من الصعب جدا تقدير حجم الأموال التي جناها. وسيصدر القرار بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجعله ملزما قانونا ويعطي المجلس سلطة تطبيق القرارات باستخدام العقوبات الاقتصادية أو القوة. لكنه لا يجيز استخدام القوة العسكرية.مقـــر لسلطـــة ضـــبط السمــعي البصـــري
أخيرا، تم فتح مقر جديد ومؤقت لسلطة الضبط السمعي البصري، سيكون في شارع ديديوش مراد رقم 117 الجزائر العاصمة، رغم أن تشكيلتها الكاملة لا زالت مجهولة.ويترأس الهيئة، التي تم تنصيبها في شهر سبتمبر من السنة الماضية، الصحفي والبرلماني السابق، ميلود شرفي، وهي السلطة التي ينتظر منها دور كبير، يتمثل أساسا في مراقبة وضبط سوق الإعلام السعي البصري في الجزائر، التي تزخر حاليا بأكثر من 20 قناة تلفزيونية.
تصريحات جاب الله عادية ..
إعتبر رئيس حركة مجتمع السلم حمس ، عبد الرزاق مقري، في اتصال هاتفي مع وقت الجزائر أن التصريحات التي أطلقها رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، ودعا من خلالها شريكه في تنسيقية الانتقال الديمقراطي، حركة حمس ، إلى عدم الخوض في مسألة التفاوض مع السلطة بشكل منفرد بالكلام العادي ، مؤكدا عدم تخليه على مبادرة التنسيقية، وقال إن تحركات حزبه الأخيرة، لن يكون لها أثر سلبي على قوة وانسجام المعارضة في تمسكها بتنسيقية الحريات كإطار منظم للمعارضة في البلادما سرّ غياب بن يونس..؟
غاب، أمس، وزير التجارة، عمار بن يونس، عن أشغال الملتقى الوطني لإطارات وزارته الذي تم تنظيمه بفندق الاوراسي، بالجزائر العاصمة، بالرغم من أنه كان مبرمجا أن يشرف بنفسه على افتتاح هذا الملتقى، ما جعل الحاضرين ينتظرونه ساعات طويلة، عملا بتوجيهات المشرفين على الملتقى الذين أكدوا حضوره ولو في ساعات متأخرة، إلا أن ذلك لم يحدث، ما دفع بالكثير أن يتساءل عن المانع الذي جعل عمار بن يونس يغيب عن الملتقى؟عيــــسى يتحفّــــظ عـــن خليفــــة بــــربـــارة
تحفظ وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، خلال إشرافه على افتتاح الملتقى الدوري للمجالس العلمية الوطنية للإفتاء، عن الإدلاء باسم مرشحه لمنصب مدير عام للديوان الوطني للحج، وذلك خلفا للشيخ بربارة، المقال من منصبه، مشيرا إلى أنه اقترح شخصا ما على الرئاسة، دون أن يذكر إسمه، وقال أقول فقط إنه عضو أساسي في البعثة الوزارية التي سترافق الحجاج إلى البقاع المقدسة من اجل كراء العمارات، للحجاج الجزائريين، وهو من بين 12 عضوا يلتحق بهم الوزير وطاقمه فيما بعد، ليكونوا 15 عضوا .شهادة ميلاد باسم أنثى وجنس ذكر..!
لا تزال الأخطاء في الوثائق الحالة المدنية تؤرق المواطن، حتى بعد أن أصبح الحصول عليها بطريقة رقمية في كل البلديات، لترفع الوهن على المواطن في التنقل إلى مسقط رأسه، إلا أن الخدمة خلقت طريقا آخر لسعي المواطن وراء تصحيح الأخطاء الواردة فيها.هذا هو حال مواطنة ورد في شهادة ميلادها الأصلية، خطأ فادح حيث دوّن اسمها زينب لكن نسبت لجنس ذكر ، وهو ما أدخلها في دوامة تصحيح خطإ هي في غنى عنه بين المستشفى الذي ولدت فيه وأروقة المحاكم.
رباعـــين يبحـــث عــن هويــــته الــــسيــــاســـــيـــــة..!
تحدث، أمس، رئيس حزب عهد 54، علي فوزي رباعين، كثيرا عن المعارضة في الجزائر، وقال إنه على خلاف كل المعارضين ظل يعارض منذ كان طالبا، إلى أن وصل إلى القول إنه إذا كان بن فليس الذي كان في السلطة يسمى على حد تعبير الصحافة معارضا، وأنا الذي كنت أعارضه، فمن أنا؟ ، ولأن الصحافيين ابتسموا على هذا التساؤل، فقد تفطن رباعين لما قال، وختمها ضاحكا من أنا؟ من أنا ، وهذا دليل بحسب ما علق به بعض طويلي اللسان، على أن رباعين اختلطت أوراقه وما عاد يعرف هويته السياسية .أعمـــال آســيا جبـــار بالعربيـــة..
قالت وزيرة الثقافة، نادية لعبيدي، إن الوزارة التي تسير شؤونها، تفكر في ترجمة أعمال الراحلة، آسيا جبار، التي لم تترجم بعد إلى العربية، وهي الأديبة والروائية التي غادرت العالم أول أمس بباريس.الوزيرة أضافت بأن الأعمال التي ستترجم لاحقا لأكبر أديبات الجزائر، ستنتج أيضا على شكل روايات مسموعة ، وهو ما يسمح لها بتحقيق الإنتشار المنشود، والتعرف على أعمال الراحلة باللغة العربية لمن لم يسبق له أن قرأ لها.
بنايات فوضوية تقطع ممرات شاحنات المياه والغاز بدوار جبور
مصلى مقبرة الشيخ بن حليمة يتحول فجأة إلى مسكن بالمحمدية
لم يسلم دوار جبور الواقع جنوب مدينة المحمدية في ولاية معسكر الذي تتوزع
في منحدراته و مرتفعاته نحو 500 عائلة من صور الحيازة غير المشروعة للعقار
بإقدام أحد السكان على الإستحواذ على مساحة يعكف على محاولة تشييدها ليقطع
بذلك الممر الرئيسي عن المارة والراجلين، فضلا عن تعذر مرور شاحنات التزود
بقارورات غاز البوتان واقتناء الماء الشروب، فضلا عن ذكر الحالات
الإستثنائية كنقل المرضى وعبور سيارات الأجرة
وغيرها رغم المناشدات التي توجه بها السكان إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي
في وقت سابق دون أن تجد مجيبا يردع المخالفين، بينما دعا بعضهم إلى فتح
تحقيق عن الجهات التي مكنت أحد السكان من الإستفادة من تسهيلات أتاحت له
تحويل موقع مصلى مقبرة الشيخ بن حليمة إلى مسكن فردي وتشييد جدران أقام
خلفها بمعية أفراد عائلته من عموم تنامي نحو 500 مسكن فوضوي .
ويطرح السكان ظاهرة رمي النفايات والقاذورات المنزلية والصلبة كإحدى النقاط
السوداء كوجه سلبي أضر كثيرا بالنسيج العمراني كونه يهدد الصحة العمومية
دون مراعاة لمخلفات الوضعية على المحيط البيئي .المعاينة قادتنا إلى فضاء
المنطقة التي لا تكاد تقل وصفا عن معايشة الأهالي لحالة غياب المسؤولية
وتواري كلّي للمنتخبين المحليين الذين كانوا قد تلقوا مناشدات متكررة بغية
انتشال المنطقة من تراكمات الإهمال بعد أن طالت قتامة الصورة السوداء مدفن
المنطقة، فقد لجأ السواد الأعظم من السكان إلى رمي نفاياتهم في المقبرة
التي أخفت شواهد بعض قبور الموتى و بات الموقع مرتعا لشتى أنواع الزواحف
كالثعابين و الجرذان، فضلا عن تسجيل حالات تحلل جيف بعض الحيوانات بعد
نفوقها
وانبعاث روائح كريهة يتعذر معها قدوم الزوار للترحم على ذويهم .موقع المدفن
الذي يقع في شبه منحدر تضررت بعض قبوره وتناثرت عنها التربة والحجارة
وبرزت منها عظام بعضها قبل أن يسارع بعض سكان الجوار إلى إعادة ترميمها .
.هذا و طالب السكان بفتح تحقيق حول أسباب توقف مشروع تسييج المقبرة بعد
تولي المقاول إنجاز جزء يسير فقط دون أن يحظى ذلك بمتابعة تقنية من طرق
المصلحة المختصة على مستوى البلدية .بعضهم أبلغنا بأن شطرا من الغلاف
المالي يناهز حدود 170 مليون سنتيم لم يتم إتمامه لتسييج محيط المقبرة، وهو
مطلب تغاضت سلطات البلدية عن التجاوب معه في انتظار ما يأمل فيه السكان
وهو تسليط الضوء من طرف والي معسكر على المشروع غير المكتمل لطالما كانت
مشاريع صيانة المقابر وتسييجها محل عشرات المراسلات والتعليمات.
اسماعيل خلادي
هكذا تسبّبت عملية حفر جوانب مسجد الأمير عبد القادر بقسنطينة لترميمه في طمس الكثير من أسسه، ليصبح أهم معلم إسلامي في الجزائر مهددا بالضّياع..!
Constantine Capitale Arabe de
la Culture 2015
This email
address is already subscribed, anyway a welcome email has been resent. Thank
you.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق