كانت المدينة تتوفر على معامل للتقطير يعود تاريخها إلى 05 قرون مضت طباعة إرسال إلى صديق
الجمعة, 10 مايو 2013
عدد القراءات: 72
تقييم المستخدمين: / 0
سيئجيد 
خالتي خيرة آخر عجوز توفيت منذ سنتين ودفنت معها حرفة تقطير الزهور بالبليدة
يعد تقطير الزهور من أهم عادات وتقاليد مدينة الورود البليدة ، إذ يعود تاريخها إلى 05 قرون مضت ، لكن هذه الحرفة التي تتزامن مع فصل الربيع  غابت عن بيوت البليديين رغم أن اسم الولاية أي مدينة الورود ارتبط بكثرة الأزهار والورد فيها ، وتعد خالتي خيرة قرجاج  التي توفيت منذ سنتين آخر عجوز تتقن تقطير الزهور وبكميات كبيرة ، بحيث كانت تضع من منزلها ورشة  لهذه الحرفة وتحول إلى مثابة معمل يستقطب الزبائن من كل الجهات لاقتناء ماء الزهر  وكانت خالتي خيرة تقتني مختلف الزهور لتقطيرها بتعدد أنواعها وروائحها الجميلة ،لكن بعد وفاتها دفنت معها هذه الحرفة التي تترامى جذورها إلى خمسة قرون خلت .
وفي هذا السياق يطالب العديد من البليديين خاصة منهم الذين يهتمون بتراث المنطقة بإدراج تقطير الزهور ضمن تخصصات مراكز التكوين المهني حتى يتسنى للأجيال الجديدة تعلمه والحفاظ على تراث الأجداد بالإضافة إلى جملة الفوائد التي يمتاز بها تقطير الورود سواء للتجميل أو للعلاج  .
وحسب أحد المهتمين بتراث المدينة فإن التقطير كان يشمل عدة مجالات منها تقطير ماء الورد  والجواهر العطرية مثل ماء زهر البرتقال ، ومع الاهتمام الكبير بالورود والزهور بالمتيجة نتج عنه معامل تقطير لجواهر مختلف النباتات منها الورد ، لكن هذه المعامل اختفت مع وفاة المقطرين وكانت آخرهم خالتي خيرة .
وحسب نفس المصدر فإن معامل تقطير ماء الورد كانت تتواصل من منتصف شهر أفريل إلى النصف الأول من ماي ، و هذا الماء الزهري يأتي من الماء المكثف المستخرج من جهاز التقطير  وهو عبارة عن وعاء نحاسي الجزء السفلي منه يتعرض لحرارة تنتج البخار الذي يخترق الورود الموضوعة في مسطح آلة التقطير ، وهذا البخار المكثف يسترجع في وعاء ويتحول إلى ماء الورد ،بالإضافة إلى ذلك فإن آلة التقطير توضع أربع ساعات على النار وهو الوقت الضروري لتبخر الماء وتكثفه في انتظار تحوله إلى قطرات ماء معطرة ،كما يمكن بنفس الطريقة الحصول على زيوت جوهرية من الأزهار .
ويشير نفس المتحدث إلى أن عملية التقطير يجب أن تتم في أوعية غير قابلة للصدأ أي من النحاس حتى لا تفسد لون المادة الأولية وكذا الرائحة .
وفي السياق ذاته تستخدم زيوت الأزهار في التجميل التي تعطي للوجه والجلد حيوية بصورة عامة ، كما يستخدم ماء الورد في الطبخ لتعطير الحلويات وسلطات الفواكه ورفع مذاق المربى بالورد ، أما على المستوى الغذائي فإن الورود غنية بالفيتامين « سي « وهي ميزة تضمن لها مكانة مرموقة في الطبخ البليدي خاصة والجزائري عامة  ، كما يعالج ماء الورد بعض الأمراض كالصداع  كما يعد مهدئا إذا أضيف للحليب أو الشاي،وفي الإطار ذاته  يدخل ماء الورد ضمن عادات الأعراس بمدينة الورود بحيث يعد آخر عطر تحمله العروس معها وهي تغادر بيت العائلة نحو بيت زوجها ، كما ترش به العروس قبل مغادرتها لبيت أهلها .
نورالدين -ع