الاثنين، يوليو 13

الاخبار العاجلة لاكتشاف الجزائريين ان صراع المزابيين ضد عرب الجزائر يعود الى رفض اعيان غرداية اتسيطان العرب القادمين من الولايات الجزائرية بحجة ان ارض ميزاب ملك لقبائل قبيلة غار داية يدكر ان الفرنسين منحوا اسم غرداية نسبت الى امراة تسمي داية كانت تمارس الجنس في غار والاسباب مجهولة


اللجان


  1. لجنةالدعوة و الإرشاد
  2. لجنة الإعلام والتثقيف
  3. لجنة رعاية الصحة و حماية البيئة
  4. لجنة العمران والري
  5. لجنة التربية والتكوين
  6. لجنة دعم نشاطات الشباب وترقيتها
  7. لجنة ترشيد التنمية الاقتصادية و الفلاحية
  8. لجنة متابعة التنمية المحلية
  9. لجنة الشؤون النسوية

المهام الرئيسية للجان المجلس

1. لجنةالدعوة و الإرشاد:

    - تقريب وجهات النظر و تكريس أدب الاختلاف و نبذ التطرف و التعصب.
    - تنسيق الجهود و التعاون في مجال الدعوة و الإرشاد.
    - السعي إلى كل ما يوحد الأمة في الأنظمة الاجتماعية و الأعراف والقضايا المستجدة.
    - العمل على محاربة الآفات الاجتماعية و الأفكار الدخيلة و المنافية للشرع.
    - ترشد المجلس و تؤصّل ما يصدر عنه من قرارات و توصيات و اقتراحات.
    - الاهتمام بحماية مصالح المؤسسات الدينية كالمساجد و المقابر بالتنسيق مع إداراتها المحلية.

2. لجنة الإعلام والتثقيف:

    - وضع خطة إعلامية تخدم المجتمع وتحافظ على أصالته و هويته الثقافية.
    - إرساء قنوات لحوار هادف ومتواصل يجمع كل فعاليات المجتمع.
    - مواكبة المستجدات المحلية والوطنية والعالمية من أجل استغلالها والتجاوب معها.
    - تشجيع و متابعة المبادرات الثقافية المحلية الأصيلة.

3.  لجنة رعاية الصحة و حماية البيئة:

    - مؤازرة ذوي الاحتياجات الخاصة بالتنسيق مع مجمع العشائر و الجمعيات.
    - التنسيق مع الجمعيات التي تنشط في مجال الوقاية من الآفات الاجتماعية، الصحية و البيئية.
    - تنظيم لقاءات و إصدار نشريات تحسيسية حول مواضيع الآفات الصحية و الاجتماعية المطروحة في المجتمع.

4.  لجنة العمران والري:

    - الاهتمام بالآثار والمحافظة على العرف و الطابع العمراني المميز للمنطقة.
    - الإعتناء بالموارد المائية ونظام تقاسيم المياه وحماية واحات النخيل.
    - العمل المتواصل في ميدان التوسع العمراني لتحقيق الاحتياجات السكنية من خلال إنشاء قصور جديدة.

5.  لجنة التربية والتكوين:

    - المحافظة على المؤسسات التعليمية الحرة والعمل على تحسين مستواها وفق تطور المناهج التربوية.
    - الاهتمام بانشغالات المربين.
    - التحسيس بأهمية التمهين في سلك التعليم الرسمي والحر.
    - الاهتمام بالمتفوقين في الدراسة و محاربة ظاهرة التسرب المدرسي في جميع أطواره.
    - تحفيز الأبناء من أجل نيل المراتب العليا في الدراسات الجامعية و التخصصات المهنية.
    - العمل على رفع المستوى التربوي والتعليمي والثقافي للبنت.
    - ترقية أداء جمعيات أولياء التلاميذ والعمل الطلابي.
    - توجيه الطلبة إلى التخصصات العلمية و المهنية حسب حاجيات المجتمع.

6.  لجنة دعم نشاطات الشباب وترقيتها :

    - إنشاء هيئة للتنسيق بين عروض العمل وطلبات العمل.
    - تطوير و ترشيد نشاطات الشباب الرياضية، الكشفية، الفنية و الثقافية.
    -  تشجيع الإبداع الفني و الثقافي و العلمي و الأدبي الهادف و الملتزم.
    - إحياء الرياضات التقليدية و تأطيرها.

7.  لجنة ترشيد التنمية الاقتصادية و الفلاحية:

    - العمل على توجيه الاستثمار في المجالات الصناعية والتجارية و في مجال الخدمات.
    - السعي من أجل إنشاء مناطق فلاحية جديدة، خاصة للنخيل وتشجيع الصناعة الغذائية وتربية الحيوانات.
    - التفكير في إنشاء مؤسسات مالية وفقا لضوابط الشريعة.
    - ترقية الصناعة التقليدية خاصة في البيوت عند العنصرالنسوي. 

8.  لجنة متابعة التنمية المحلية :

    - متابعة انجاز المشاريع و البرامج التنموية.
    - الاتصالات العامة.

9.  لجنة الشؤون النسوية:

 لجنة الشؤون النسوية تتابع و تنظم شؤون المرأة، تضم ممثلات مختلف الهيئات و الجمعيات والتخصصات، دون التدخل في صلاحياتها، وذلك عن طريق الهيئات العرفية و العشائر، و تكون علاقة اللجنة بالمجلس عن طريق المراسلات أو بواسطة الممثل الرسمي الذي سيتم تعينه من بين أحد أعضاء الجماعة و من بين  مهامها الأساسية:
    - تنظيم النشاط النسوي و تأطيره.
    - رفع انشغالات المجتمع النسوي و اقتراحاته إلى المجلس.
    - تبليغ توصيات المجلس و توجيهاته إلى المجتمع النسوي.
    - إصلاح ذات البين والاهتمام بشؤون المرأة.


التعريف بالمجلس

الأهداف


  1. تقوية روابط الأخوّة الإسلاميّة و التّضامن الإنساني محلّيا و وطنيّا.
  2. تنمية التّكافل الإجتماعي و ترقيّة الوعي الجماعي و الحسّ المدني.
  3. تمتين الرّوابط و التّواصل بين الأجيال و تحصينها من الضّعف و التّفكّك.
  4. تقوية الإعتزاز بأصالة الشّخصيّة المزابية لدى الأفراد، كجزء من الشّخصيّة الوطنيّة الجزائريّة المسلمة، مع التّحلّى بالإستقامة في المعاملة و السّلوك.
  5. المحافظة على المقوّمات الثقافيّة و الخصوصيّة الأصيلة، من أعراف و عادات و تراث مادي و معنوي، و العمل على تطويرها و صيانتها من كلّ زيغ و انحراف عن الشّرع الإسلامي.
  6. التّصدّي لكلّ مزايدة أو متاجرة بمقوّمات المجتمع لأي غرض كان حفاظا على وحدته.
  7. توطيد العلاقات الجواريّة الطيّبة بين الأفراد و الجماعات، و المتساكنين، و إصلاح ذات البين و الوقوف أمام أيّ محاولة لزرع بذور الخلاف و النّزاع.
  8. العمل على حماية حقوق المجتمع و تدعيم مطالبه المشروعة، لدى السّلطات المحلّية و المركزيّة، و التّصدّي لكلّ مالا يتوافق مع قيم المجتمع و أصالته و مصلحته العامّة.
  9. ترقية الحسّ المدني و الممارسة السياسيّة بالتّشجيع على المشاركة في النّشاط الجمعوي في إطار مبادئ ميثاق الأعيان.
  10. ترقية المستوى التّعليمي و التّأهيلي لجميع فئات المجتمع و تشجيع الإبداع العلمي و الأدبي و الفنّي الأصيل.
  11. تشجيع ممارسة الأنشطة الرّياضيّة للشّباب و ذلك في إطار منظّم، مهيكل، و ملتزم.
  12. الإهتمام بالتّوسّعات العمرانيّة و الإحتياجات السّكنية في إطار الطّابع العمراني المحلّي الأصيل.
  13. تفعيل الدّور النّسوي في الأسرة و المجتمع و ترقيته بما يخدم التّوازن الإجتماعي المنشود.
  14. ترقية المستوى الصّحي للمجتمع و نشر مبادئ حفظ الصّحة النّفسيّة و الجسميّة في أوساطه.
  15. المساهمة في وضع إستراتيجيّة إقتصاديّة متكاملة و توجيه الإستثمارات في المجالات الحيويّة من أجل مواكبة التّغيّرات الإقتصاديّة الوطنيّة و العالميّة في إطار الضوابط الشّرعية و القانونيّة.
  16. المحافظة على سلامة البيئة و الموارد المائيّة و الغطاء النّباتي و تنميتها.
  17. المساهمة في ترشيد النّشاط السّياحي المحلّي بما يتوافق مع مصالح المجتمع و قيمه و أصالته.

التعريف بالمجلس

مجلس الأعيان المزابيين الإباضيّة لقصر غرداية، هيئة عرفيّة للمجتمع المزابيّ الإباضيّ لقصر غرداية تسعى إلى تحقيق مصلحته العامّة.
التجديد:
تمّ إحياء و تجديد مجلس الأعيان بعد إثراء موسّع و إجراء الإنتخابات لأعضاء المجلس و الجماعة و أمينها بتاريخ 07/07/2006، و تمّ تنصيب المجلس بحضور وجهاء البلدة و ممثلي كلّ الهيئات العرفيّة لقصر غرداية بتاريخ 27/10/2006.
مبادئ المجلس:
  • الإخلاص لله عزّ و جلّ و إبتغاء مرضاته.
  • التمسّك بتعاليم الدّين الإسلامي الحنيف و العقيدة الإسلاميّة الصّحيحة بمنظور المذهب الإباضي.
  • ترسيخ مقاصد الشّريعة الإسلاميّة بحفظ الدّين و النّفس و العقل و النّسل و المال.
  • المحافظة على الثوابت الوطنيّة: الإسلام، العربيّة، الأمازيغيّة، وحدة التراب الوطني، وحدة الشعب الجزائري.
  • التّمسّك بمميّزات الشّخصيّة المزابيّة الأصيلة.
  • الإقرار بالتّعدّديّة السياسيّة و الحرّيات العامّة التي ينصّ عليها الدّستور.
  • التّصدّي بكلّ حزم للأفكار التّغريبيّة و المتطرّفة و الهدّامة.
  • تكريس أدب التّشاور و التّنسيق و الحوار من أجل تحقيق التّوافق في المواقف و تحقيق الأهداف المشتركة التي تخدم المصلحة العامّة للمجتمع بأكمله.
  • الإنصات إلى الإنشغالات و القضايا الواردة من كافة اوساط المجتمع و العمل على معالجتها.

هياكل المجلس:
1)  الجمعيّة العامّة: هو جهاز المداولة و المراقبة.
2)  الجماعة (المكتب): هو جهاز الإدارة و التّنسيق و التّنفيذ.
3)  اللّجان المتخصّصة: هي أجهزة للتّفكير في قضايا المجتمع، تدرس الملفّات المدرجة و القضايا الطّارئة و تقدّم إقتراحات و توصيات بشأنها للجماعة.

علاقة المجلس بالهيئات:
يمثل أعضاء الجماعة المجتمع الغرداويّ في مجلس "باعبد الرّحمان الكرثي".
يعقد المجلس جلسات دوريّة مع مختلف الهيئات العرفيّة لقصر غرداية، من أجل الإستشارة و التّنسيق.
يعقد المجلس جلسة سنوية تقييميّة مع جميع شرائح المجتمع الممثّلة في المجلس.
يعقد المجلس لقاءات تنسيقيّة تشاوريّة مع الأعيان من القصور الأخرى و أعيان المتساكنين لتوطيد العلاقات و النّظر في المصالح العامّة للبلدة بصفة دوريّة و كلّما دعت الضّرورة لذلك.
مجلس الأعيان يمثّل المجتمع المزابيّ الإباضيّ الغرداويّ في العلاقات و المناسبات الرّسميّة و العرفية.



سم الله الرحمن الرحيم
مجلس اعيان قصر آتمليشت (مليكة)
بلدية غرداية
مليكة يوم : الخميس 13 مارس 2014
تقرير أولي حول احداث مليكة
كرونولوجيا أحداث مارس 2014
ما قبل الأحداث : شهدت أحياء من قصر مليكة مضايقات واستفزازات تمثلت في السب والشتم والتي وصلت إلى اعتداءات مسلّحة من بعض المجرمين الذين اتخذوا من حي الحاج مسعود وكرا لهم لممارسة كل أنواع الارهاب والإجرام المنظم وجعل كل ذلك كغطاء لأعمالهم في ترويج المخدرات والممنوعات والتي أضحت انعكاساتها واضحة جليّة في أفعالهم وسلوكاتهم العدوانية والشرسة.
يوم الأربعاء 12 مارس 2014 :
- بداية الأحداث على الساعة 17:00 مساءً توجّه السيدين امحمّد شرع الله وبشير شرع الله إلى مسكن السيد علواني عمر أخويه الضريرين لمعاينة ومساعدتهم في ترميم ما تبقى من مسكنهم الذي تعرّض للتخريب والحرق الكامل من طرف أبناء الحاج مسعود في الأحداث الأخيرة ، حيث تعرّض هذين الشخصين للاستفزاز بالشتم والسب ورمي الحجارة ممّا استدعى دفاعهما عن نفسيهما.
- على الساعة 17:30 تدخّل مجموعة كبيرة من أبناء حي الحاج مسعود تراوح عددهم ما بين 50 إلى 60 شخص محمّلين بكلّ أنواع الأسلحة البيضاء من سكاكين وآلات حديدية وقارورات المولوتوف ممّا يعبّر عن حالة تحضير مسبق حيث قاموا مباشرة بتخريب وحرق كامل لإحدى المنازل بحي بومرافق وهو منزل السيد : شرع الله عيسى ، حيث قام ثلّة من جيران الضحية من إنقاذه وعائلته وإخراجهم بصعوبة من مسكنهم.
- 17:45 صعود حشد كبير من المخرّبين الملثّمين بأعداد هائلة فاقت 100 شخص من حي الحاج مسعود تمركزو بسفح الجبل المطل على حي بومرافق حيث واصلوا أعمالهم الهمجية من الاستفزاز ورمي سكان المنطقة والشباب المدافع عن نفسه وممتلكاته بالحجارة وقارورات المولوتوف الحارقة وقطع الحديد القاتلة ممّا أدّى إلى إصابة أكثر من 15 شخص بإصابات متفاوتة الخطورة .
- 18:00 تدخّل عناصر الأمن مدعّمة بأسلحة مضادة من الغازات المسيّلة للدموع والعيارات المطاطية ، حيث قاموا بمنع أبناء مليكة من المواجهة مع المخربين من حي الحاج مسعود قصد ردّهم وإنزالهم عن سفح الجبل وردعهم عن أعمالهم الهمجيّة .
- 19:10 انسحاب عناصر الأمن بعد عجزهم عن ردّ المخربين من حي الحاج مسعود ليتدخّل أبناء قصر مليكة لحماية ما تبقّى من الممتلكات التي تعرّضت للنهب والتخريب والحرق في مواجهة مباشرة مع هؤلاء المخربين المجرمين من حي الحاج مسعود ، حيث تواصلت المواجهات بين الطرفين إلى ساعات متأخرة من الليل .
الخميس 13 مارس 2014 :
- مواصلة المخربين لأعمالهم الإجرامية من الحرق والنهب والتخريب حيث تمّ إحصاء أكثر من 20 منزل وأكثر من 10 محلات تجارية سرقت وأحرقت وخُرّبت بالكامل، كما سقط أزيد من 30 جريح بمختلف الإصابات الخطيرة بسبب استعمال الآلات الحديدية والزجاجات الحارقة ، إضافة إلى تهجير كل العائلات القاطنة بحي بومرافق بسبب انعدام الأمن النوعي في الحي .
- 12:00 تعرّض حي أغرم ان ودّاي للاعتداء من طرف مخرّبين يتخذون من حي ثنية المخزن وكرا لهم قدموا مدجّجين بالأسلحة البيضاء وقارورات المولوتوف متنقلين على متن وسائل نقل مختلفة، ممّا أسفر عن سرقة وحرق وتخريب أزيد من 10 محلات تجارية .
- 14:00 محاولة اقتحام ابتدائية عبد الرحمن الكرثي الكائن بحي أغرم ان ودّاي بقصر مليكة والتي كانت مأوى للعائلات المتضرّرة من الأحداث الأخيرة فيفري 2014 وذلك من مخّربين من حي ثنية المخزن غير أنّ استماتة شباب من قصر مليكة في الدفاع عن قصر مليكة تمكّنوا من ردّهم وتفريقهم.
- 15:00 اعتداء المخرّبين من حي ثنية المخزن على بعض المحلات والمتاجر بحي ثنية المخزن ، كما تمّ إنقاذ صاحب صيدلية من موت محقّق بأعجوبة بعد إنقاذه من طرف بعض الشجعان بينما لم يسلم محلّه من التخريب والحرق.
ولا تزال الأحداث إلى حدّ الدقيقة تتوالى والاشتباكات تتزايد بين هؤلاء المخربين المعتدين وبين أبناء وشباب قصر مليكة المدافعين عن أنفسهم وممتلكاتهم ما لم يكن هناك تدخّل عاجل وفعّال لاستباب الأمن وردّ المعتدين وحماية سكان قصر مليكة ووممتلكاتهم ، ليتمّ فتح تحقيق كامل وشامل لمحاسبة الأطراف المتسبّبة في تجدّد الأحداث الأخيرة ومعاقبتهم بما ينصّ عليه القانون .
ولا يسعنا إلاّ أن نقول : حسبنا الله ونعم الوكيل
لسبت 11 جويلية 2015

تعزية ومواساة

مجلس الأعيان
بسم الله الرحمان الرحيم

"كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَآ إلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ"

تعــزيــــة ومـواســــاة

  إخواننا رئيس وأعضاء جماعة القرارة المحترمين، إخوتنا الأفاضل في قصر القرارة المكلوم،
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته  وبعد
     فإنه إثر الفاجعة الأليمة التي ذهب ضحيتها عدد معتبر من أبناء القرارة حصدتهم الفتنة العمياء؛ يتقدم إخوانكم أعيان قصر غرداية باسمهم وباسم المجتمع الغرداوي المتألم والمتأثر بالفاجعة، إلى جماعتكم الموقرة ومن خلالكم إلى كل أهلنا في القرارة الجريحة، بأصدق التعازي وأعمق عبارات المواساة، راجين من الله العلي القدير أن يتغمد الضحايا برحمته الواسعة وأن يحشرهم في زمرة الشهداء.
     إخواننا أعيان القرارة الأفاضل، عظم الله أجركم جميعا، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ندعو الله العلي القدير أن يجنب القرارة وأخواتها في وادي مزاب والجزائر كلها الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يبعث الرحمة في القلوب والحكمة في العقول والبصر في البصيرة لتفادي تكرار هذه الأزمة وما انجر عنها، نسألك اللهم رحمتك ونعوذ بك من نقمتك وندعوك اللهم اللطف بنا جميعا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
غرداية يوم الجمعة 23 رمضان 1436 الموافق 10 جولية 2015
رئيس مجلس الأعيان
قارة عمر بكير
الأحد 12 جويلية 2015

بـيـــان 11 جويلية 2015

مجلس الأعيان

بسم الله الرحمن الرحيم

بــــــيـــــــــان

        على إثر الأحداث الأليـمة التي شهدتها منطقة غرداية عموما وبلدية القرارة خصوصا، وما ترتب عنها ولأول مرة، من الضحايا بذلك العدد الكبير، فإن مجلس أعيان المزابيين الجزائريين لقصر غرداية، يترحم عليهم ويدعو الله أن يتقبلهم في زمرة الشهداء؛ كما لا يفوِّت الفرصة ليدعوالـجميع وينادي بإلـحاح إلى ترجيح العقل على العاطفة والتعقل على الاندفاع.  
          إن مـجلس أعيان المزابيين الجزائريين لقصر غرداية، يرحِّب ببيان رئاسة الجـمهورية، ويتبـنى كل قرارات فـخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ويندد بكل الأعمال الإجرامية المقتـَرَفَة في حق الأشخاص والممتلكات، كما يرفض أي مساس بالوحدة  والسيادة الوطنية(تراثا وترابا وشعبا) وفاءا لـمبادئ بيـان أول نوفـمبـر 1954.
         إن ولاية غردايةلتنـتـظر من الزيارة الميدانية للوزير الأول والوفد الـمرافق له، الكثير لتحقيق التطلعات المشروعة لـمواطنيها في الأمن والاستقرار والتنـمية خاصة منهم فئة الشباب، وإن لمجلس أعيان المزابيين الجزائريين لقصر غرداية، الثقة الكاملة في السلطات السياسية للبلاد، ويدعو الله أن يوفِّق قائد الناحية العسكرية الرابعة ـ رغم كل الـمهام التي يتولاها حالياـ في المسؤولية التي أُنيطتْ به بـحيث يتولى شـخصيًّا الإشراف على الإجراءات الأمنية إلى غاية استتـباب الأمن النهائي، وهذا لمـا يشهد له به الكلُّ من القدرة والكـفاءة.
إن الجزائر واحدة موحَّدة بلدُ وَوَقْفُ الشهداء، قادرة على حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والأمنية وغيرها...،
 بما أوتيت من الخبرة والتجربة والعبقرية، وقد شهد لها بذلك العدوُّ قبل الصديق.

غرداية يوم السبت 24 رمضان 1436 الموافق 11 جويلية 2015
رئيس مجلس الأعيان
قارة عمر بكير

http://www.ayanemzabghardaia.org/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81%D8%AD%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3%D8%A9/i
http://www.ayanemzabghardaia.org/%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%A3%D8%AD%D8%AF%D8%A7%D8%AB-%D8%BA%D8%B1%D8%AF%D8%A7%D9%8A%D8%A9/%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%AA/d_p-5

ثاء 18 مارس 2014

بيان حول أحداث غردايةبيان حول أحداث غرداية

مجلس عمي سعيد
مجلس عمي سعيد : بيان حول أحداث غرداية (شهدت مدن ميزاب : غرداية، وبني يزجن، ومليكة، وبونورة، والقرارة، وبريان، في الأيام الأخيرة مأساة فظيعة وفتنة غريبة زلزلت البلاد وحيرت العباد ظلم وعدوان سافر)
مجلس عمي سعيد : بيان حول أحداث غرداية (شهدت مدن ميزاب : غرداية، وبني يزجن، ومليكة، وبونورة، والقرارة، وبريان، في الأيام الأخيرة مأساة فظيعة وفتنة غريبة زلزلت البلاد وحيرت العباد ظلم وعدوان سافر)
مجلس عمي سعيد : بيان حول أحداث غرداية (شهدت مدن ميزاب : غرداية، وبني يزجن، ومليكة، وبونورة، والقرارة، وبريان، في الأيام الأخيرة مأساة فظيعة وفتنة غريبة زلزلت البلاد وحيرت العباد ظلم وعدوان سافر)

ارجوا منكم ان تدلوني اين اجد كتاب اطلس المعجزت للكاتب الصالح خرفي
مع شكري الجزيل
argaz6@yahoo.fr

كلمة المشرف

بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة المشرف :
تصفَّحنا على الشَّبكة العنكبوتيَّة (الأنترنت) المواقع التي تهتمُّ بمزاب (ولاية غرداية)، فلم نجد منها ما تخصَّص في تاريخ هذه المنطقة أو جزءٍ منها، بطريقة تخدُم وتُفيد الباحثين والمؤرِّخين والكتَّاب ومحبِّي الاطِّلاع؛ لهذا فكَّرنا في الإقدام على هذه الخطوة، وركوبِ صِعَابِها، نؤرِّخُ بِصدقٍ من خلالها لجزءٍ عزيزٍ من جزائرنا الحبيبة.
وسعيًا وراء الموضوعيَّة والعمل المنهجي بإخلاص، سنجعلُ موقعَنا هذا يحيط بمنطقة مزاب كلِّه (ولاية غرداية)، شمالِه وجنوبِه، شرقِه وغربِه، عربِه وأمازيغِه، إباضيَّتِه ومالكيَّتِه، وجميع مدنه وقراه، باعتبار المواطنةِ الجزائريَّةِ الموحَّدة الموحِّدة، والإسلامِ الواحدِ الشَّامل للشَّعب الجزائريِّ كلِّه، كما ينصُّ الدُّستورُ الجزائري.
فمرحبًا بكلِّ رأيٍ وفكرةٍ واقتراحٍ ونقدٍ، يبنِي ولا يهدم، يجمعُ ولا يفرٍّق، يصلُ ولا يقطع. فلن نتعامل أبدًا مع أيِّ فكرةٍ تعاكسُ هذا الاتِّجاهَ الذي اخترناه منهجًا لنا، لأنَّ مبدأَنا في عملنا هذا قوله تعالى:
﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفٌوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ ﴾
سورة الحجرات آية13


Category Archives: مدارس ومعاهد

مدرسة النهضة

مدرسة النهضة
تَأَسَّسَت سنةَ 1351ﻫ / 1932م، بِسعيٍ من بَعضِ مُحِبِّي العلم في مدينة العطف (تَجْنِينْتْ)، خَاصَّة السيد:
عمر بن عيسى الحاج أمحمد (رحمه الله)،
وكانت أَوَّل مدرسة عربيَّة حرَّة عصريَّة، متخصِّصة في التعليم الديني والتربيَّة الإسلاميَّة واللغة العربيَّة. يقول عنها الأستاذ: محمد علي دبوز (رحمه الله):
” أنشأوا أوَّل مدرسة عربيَّة عصريَّة حرَّة للتربيَّة الإسلاميَّة والتعليم في الجنوب في سنة 1351 1932م فنجحت نجاحا كبيرا، ووقع إقبالٌ عظيم عليها فغصَّت جَنباتُها بالتلاميذ، وجَنَتْ منها العَطفَاء نتائجَ عظيمةً، ورأى المصلحون في ميزاب ثمارَها ونتائجَ الأساليب الحديثة في التعليم فسارعوا إلى إنشاءِ مثلِها في مدنهم. وللعطفاء فضل السبق إلى هذا وأجر المقتدى به.”
————————————–
نهضة الجزائر الحديثة وثورتها المباركة، الجزء الثاني، ص: 243

الشيخ محمد البرياني

حياة المرحوم:الشيخ محمد البرياني
مولده ونسبه:
في ربيع الثاني 1332م، الموافق لشهر مارس 1914م فجع وادي ميزاب بل العالم الإسلامي في عالم كبير، فريد عصره ووحيد دهره، وسراج مصره، هو قطب الأئمة الشيخ محمد بن يوسف أطفيش رحمه الله ولم ينته شهر مارس من السنة نفسها حتى وضعت السيدة: لالة بنت عمر أولاد داود، ولدا ذكرا أبى والده السيد: امحمد بن عيسى بن الحاج داود أولاد داود- إلا أن يسميه “محمد” رغم أنه يحمل هو نفسه اسم محمد، وأصر على ذلك ليكون ابنه محمودا في الأرض والسماء إن شاء الله، كما قال عبد المطلب في حفيده سيدنا محمد عليه السلام لما سماه محمدا، وتيمنا بفقيد الإسلام، الشيخ أطفيش رحمه الله، رجاء أن يخلفه ف علمه وصلاحه وتقواه وورعه وكانته العلمية بين العلماء، وتخليدا لذكراه، إذ كانت تربطه به صداقة متينة، لأنه كان رحمه الله كان ينزل ضيفا على والده كلما قدم إلى مدينة بريان.
نشأته:
جعل الوالد نصب عينيه أن نجله سمي محمدا ليخلف قطب الأئمة رحمه الله، فآل على نفسه أن ينشأه تنشئة صالحة تجعل منه ذلك الرجل، ويسلك به مسلكا يرتفع به إلى أعلى الرتب إن شاء الله.
ويرجع الفضل في تكوين شخصية محمد العلمية، إلى أمه التي أحسنت تربيته ورعايته في غياب والده الذي كان مسافرا إلى العاصمة من أجل كسب القوت كأغب الميزابيين في ذلك الحين.
فكانت الوالدة رحمها الله تحب وتحترم الشخصيات العلمية في البلدة، وتتعمد إظهار ذلك أمام ولدها وتبين له أن العلم هو الذي يرفع المرء إلى المراتب العليا في الدنيا والآخرة، وتحتم عليه أن يصحب أترابه إلى الكتاب ليشب على حب المسجد ويأخذ قسطه من القرآن الكريم ومبادئ الفقه، كما كانت تصحبه أيضا من حين لآخر إلى دار العلم النسوية لتغرس في نفسه حب العلم وتعوده على طلبه.
وللبيئة دورها في تكوين سخصية محمد البرياني، فقد حظي ببيئة طاهرة خالية من كل المظاهر السلبية، التي تسلب من فطرة الطفل كمالها وصفاءها ونقاوتها وبرائتها وطهرها.
بيئة ترفع العلم والعلماء إلى مرتبة لا يفضلها المال ولا الحسب ولا القوة ولا الولد، ولا أي شيئ آخر.
في هذه البيئة الطاهرة تدرج الطفل محمد حتى بلغ سن السادسة من عمره.
دراسته:
بلغ الطفل السادسة من عمره، وهو سن بداية الدراسة الرسمية المنتظمة. ولكن، هل يجد حاجته من العلم والمعرفة في بلدة لم ترفع الأمية ستارها عنها بعد؟ وانعدمت فيها المدارس ودور العلم، اللهم إلا كتاب واحد اقتصار على تحفيظ قصار الصور من الرقآن الكريم للأطفال.
لهذا رأى والده – وأصاب في رأيه – أن ينقله إلى العاصمة حيث يزاول عمله، فكان ذلك في عام 1920 م حيث تتلمذ للشيخ صالح بن يعقوب، والشيخ الحاج إبراهيم متياز، فإخذ منهما نصيبا وافرا من مبادئ العربية والفقه وختلف علوم المرحلة الإبتدائية وحفظ أجزاء من القرآن الكريم.
كما اعتنى والده بتكوين شخصيته الخلقية والعلمية والإجتماعية، من خلال التوجيهات والنصائح التي كان يمده بها، فكان نعم الولد ونعمك التلميذ، في كل يوم يرى فيه أستاذاه ووالده ما يؤكد المواهب المتعدد في محمد.
فتعهدوا هذه المواهب والإمكانيات المعنوية بالرعاية والإهتمام، حتى يكون رجلا يضيئ كالسراج أمته ووطنه.
ولما أنهى مرحته الإبتدائية، وباقتراح من شيخه نقله إلى القرارة المدينة التي حملت مشعل النهضة العلمية، بعد بني يزجن، لما أفل بدرها قطب الأئمة الشيخ اطفيش رحمه الله.
وفعلا في يوم 1 جوان 1925 م دخل محمد البرياني رفقة تربه الأستاذ: محمد ابن بلحاج بن يامي، القرارة، وهي تعيش مخاض ميلاد معهد الحياة، الذي قاد النهضة العلمية الحديثة في المنطقة.
فكانا من التلاميذ الرواد فيه، والبذور الأولى التي تولاها لشيخ بيوض رحمه الله بالرعاية والاهتمام. خاصة وأنه تشرف باحتضان الشيخ بيوض له في بيته منذ بداية دراسته في القرارة حتى بلوغه.
فتدرج بين فصول المعهد، ينهل من ينابيعه التي لا تنضب، أمثال الشيخ بيوض والشيخ الحاج محمد بن حمو بن الناصر رحمهما الله والشيخ عدون أمدّ الله في أنفاسه.
يحفظ القرآن الكريم وما ما شاء الله من الأحاديث النبوية الشريفة، وهما خير ما يتعلم من علم الله، ويفهم معانيهما بفضل دروس التفسير، وشرح الحديث، وبالإضافة إلى علوم الشرعة كأصول الدين والفقه وأصوله، والميراث والتجويد، والعلوم الغوية من أدب وبلاغة، ونحو وصرف، وإنشاء، وتاريخ، إلى جانب الدروس التربوية والاجتماعية والسياسية التي تركت فيه الآثار الكبرى، فألهبت حماسه ووسعت أفقه، وغرست فيه المثل البعثة، التي تعتبر بحق دارا للتربية والتكوين وليست للإيوء فقط. ففيها يعتمد الطلبة على أنفسهم في طهي طعامهم وغسل ملابسهم، وتنظيف مسكنهم، ويقومون بخحملات جماعية للاحتطاب وجني التمور وأعمال أخرى.
وبالإضافة إلى نشاطه البين في الدراسة، واجتهاده في التحصيل وغرف العلم والتزود به، استعدادا لليوم الذي ينادي فيه منادي الواجب، وواجب الماهمة في النهضة العلمية التي يشهد مخاضها وادي ميزاب، بل القطر الجزائري كله: قلت بالإضافة إلى ذلك كان له نشاط حيوي فعال متعدد الجوانب، اكتملت فيه شخصيته وبرزت مواهبه.
ويتمثل هذا النشاط في مشاركته الفعالة في جمعية الشباب، هذه الجمعية الأدبية الأسبوعية التي تعتبر مدرسة أو معهدا في حد ذاتها، فقد كان من أعضائها الأوائل.
لا سيما أنها كانت تختار أعضائها ممن تتوفر فيهم صفات محددة كالحرية والرزانة وكتمان السر، هي صفات فطر عليها أستاذنا ولله الحمد.
فهذب حنجرته الذهبية فيها من خلال إنشاده الأناشيد الوطنية والحماسية والأدبية وغيرها، التي كان يزين بها جلسات الجمعية، وفيها شحنت نفسه بروح لتضحية والوفاء والإخلاص ودماثة الأخلاق كما تكونت قريحته الأدبية، وفصح لسانه بالخطب والمحاضرات والمناظرت التي كان يثري بها جلسات اجمعية، وقد جمع كل أعماله من خطب ومحاضرات ومقالات وخواطر في كراس خاص يحفظها من الضياع.
وهكذا قضلا في مدينة القرارة عشرين عاما كاملة، لا يرى فيها إلا أمام شيخه يغرف من نبعه، أو منكبا على كتاب يستكشف درره، أو بين إخوانه في عمل تطوعي جماعي، أو أمامهم يطربهم بنشيد شجي، أو فكاهة مسلية، أو كاتبا يخلد حادثة، أو يقيد المتفاني المخلص والتضحية الصادقة.
جهاده في مسقط رأسه:
لما عرف أهل الحل والعقد في بريان تعيين فضيلة الشيخ بيّوض رحمه الله لتلميذه – محمد أولاد داود البرياني – معلما بمدرسة قسنطينة، توجه الشيخ عبد الرحمان بن عمر بكيلي، والسيد الناصر بن عمر كرّوشي، إلى القرارة من الشيخ بيّوض التراجع عن قراره القاضي بتعيين محمد البرياني بالمدرسة الحرة في قسنطينة والشماح له بالتدريس في مسقط رأسه، وهي في حاجة ماسة إليه، وهي أولى به، فأذن الشيخ لتلميذه، وقال له ابدأ بمن تعول.
وفعلا، رجع الأستاذ محمد البرياني إلى مسقط رأسه مليء الوطاب بالعلم والمواهب المتعددة والحيوية والنشاط وحب الخير لأمّته والإصرار على النهوض ببلدته نهضة تلحقها بركب النهضة العلمية الحديثة، فكان له جهاد طويل النفس خاضه على عدة جوانب نذكر منها ما يلي:
أ‌- التدريس:
انضم إلى أسرة التعلم، بمدرسة الفتح التي سبقه إليها الأستاذ:
1- الشيخ صالح بن يوسف لبسيس.
2- الشيخ صالح بن يحي الطالب باحمد.
3- الشيخ عبد الرحمان بن عمر بكلي.
في مارس 1945 م، وكلف باستقبال أطفال السنة الأولى ابتدائي – القسم السابع سابق – ليكون كما يقول الشيخ عبد الرحمان بن عمر بكلي رحمه الله: لك الشرف في كونك أول من يلقن كلام الله للطفل في أول حياته الدراسية – وذلك لبراعته في سياسة الأطفال وترويضهم بروح الدعابة وسعة خاطره للدراسة وتحبيبها إلى نفوسهم، ولما يمتاز به من خط جميل متقن، ونطق سليم للحروف حتى يأخذو عنه الكتابة الصحيحة والجميلة ويحفظوا عنه القرآن الكريم حسب القواعد التجويدية الصحيحة.
فكان نعم المعلم، ونعم الوالد لهؤلاء التلاميذ، يحرضهم على طلب العلم والإعتناء به، ويحبب ذلك إليهم بمكافآته لمن يتقن كتابة حرف أو كلمة، أو جملة، أو يحفظ سورة قرآنية حفظا جيدا صحيحا أو يحسن أداء عمل ما يكلف به.
كما يهتم أيضا بأخلاقهم وهندامهم، يغرس فيهم الأخلاق الحميدة التي يكونون بها خير عنوان ودليل على مدرستهم التي ينتمون إليها، ويراقب فيهم النظافة والتزام الزّي الإسلامي الذي تمتاز به المنطقة. ويمتد اهتمامه الخلقي والتربوي بتلاميذه إلى الشارع والبيت، يحاسبهم على أي خطأ أو مخالفة تبلغه عن أحد تلاميذه، سواء ارتكبها في المدرسة أو في البيت أو في الشارع.
وبقي يرعى هذه الفئة من التلاميذ حتى آخر جوان من سنة 1980 م، أي حوالي ثلث قرن، وكان يقوم بمهام المجير أثناء غياب مدير المدرسة الرسمي الشيخ عبد الرحمان رحمه الله، ثم كلف نائبا للمدير في سنة 1963 م.
فقام بمهامه في هذا المنصب أحسن قيام حتى أقعده المرض فمنعه عن التدريس ومهامه كنائب للمدير.
ب‌- في الجمعية الرياضية البريانية:
ولم تمض سنة واحدة من رجوعه إلى مسقط رأسه – بريان – بعد تخرجه من القرارة حتى شهدت البلدة ميلاد الجمعية الرياضية البريانية سنة 1946 م، فضمّت شباب البلدة، تولّت إصلاحهم وتربيتهم تهذيبهم وجمعهم في جمعية اتخذت من الرياضة سببا لانتزاع اعتراف السلطة الاستعمارية الحاكمة آنذاك والتي كانت تجهض كل محاولة إصلاحية توقظ الأمة من سباتها.
وقد بذل الأستاذ محمد البرياني إلى جانب زملائه، مؤسسي الجمعية جهودا معتبرة حتى ترى النور، ثم عملوا على أن تكون الجمعية أداة لإيقاظ الأمة من سباتها العميق الذي فرضه عليا الاستعمار. فبدأت الإصلاح الاجتماعي، فحاربت الآفات التي تفتك بالأمة وتنخر في جسمها، وعملت على بعث الشعو الديني والوطني من خلال الحفلات الأدبية والفنية من حين لآخر والسهرات الثقافية التربوة التي ترمي بها إلى نشر الثقافة العربية الإسلامية في الأمة واستئصال داء اجهل منها.
تولى الشيخ محمد البرياني منصب الكاتب العام في هذه الجمعية منذ تأسيسها حتى آخر يوم من وجودها وإليه يرجع الفضل في المحافظة على وثائق الجمعية إلى يومنا هذا، وهي تحفظ جزءا كبيرا من تاريخ النهضة الإصلاحية التي شهدتها البلدة.
ج‌- الأعراس:
إذا افتخرنا اليوم بجمال حفلاتنا وأعراسنا، وأفراحنا، وابتعادنا ن كل ما ينافي الدين الإسلامي الحنيف ولا يرضي الله، فإن الفضل في ذلك يعود إلى أولئك الذين كرسوا حياتهم في سبيل تطهير الحفلات من كل ما يسمها بالفساد.
ففي هذا الإطار كان للشيخ محمد البرياني، جهد طويل ومحاولات كبيرة وسعي حثيث، بإنشاد الأناشيد الوطنية والمدائح الدينية والأراجيز التربوية في الأعراس ومختلف الحفلات والمناسبت الدينية والوطنية. والتفت حوه هالة كبيرة من الشباب الصالح، فكون منهم مجموعات صوتية أعجب بها الناس وفرحوا، وطعم ذلك بدروس الوعظ والإرشاد حتى غدت أفراحنا وأعراسنا تقام في جو بريئ طاهر مفعم بالأعمال الثقافية والتربوية والفكاهية الهادفة، دون أن تخرج عن دائرة الين وروحه.
د‌- في حلقة العزابة:
لما رأى أعضاء حلقة العزابة أن الشروط المطلوبة للعضوية في الحلقة، متوفرة في الشيخ البرياني، من علم وصلاح، وعزوب عن الدنيا وزخرها، وحفظ لكتاب الله، إختاروه بالإجماع، فضموه إلى حلقتهم الموقرة حوالي سنة 1960 م.
فكان في مستوى ظنّ زملائه فيه، قام بمسؤولياته في الحلقة كما ينبغي ابتداءا بكتابة محاضر الجلسات، إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المكنر، وخليفة للأئمة في الصلاة، وواعظ في المناسبات الدينية والأعراس والجنائز.
ﻫ- تعليم الصلاة:
وهي سنة حميدة، بها يكون الشيخ البرياني من يشمله قوله صلى الله عليه وسلم: من سن سنة حسنة فله أجره وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.
لأن له فضل ابتكار هذه الطريقة أو السنة الحميدة.
وهي تتمثل في جمع مئات التلاميذ الذين هم في سن البلوغ، أثناء العطلة الصيفية، وتحفيظهم ما يلزم لصلاتهم وتعليمهم أركانها وشروطها وسننها تعليما صحيحا سليما، مزودين بدروس بيانية وافية لل ما يعلم من الدين بالضورة كالعقيدة والطهارات والعبادات بأنواعها.
وكان أول فوج جمعه لتعليم الصلاة بهذه الطريقة في سنة 1952 م، ولا يزال العمل بها جاريا إلى يومنا هذا، وتتطور من حسن إلى أحسن، وسيدوم العمل بها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. والشيخ محمد البرياني مشارك في الأجر الكامل والثواب الوافي، كل تلميذ يتعلم الصلاة بهذه الطريقة إلى يم القيامة.
و‌- أخلاقه:
في الحديث عن أخلاقه أفضل أن أفسح المجال للأستاذ: عبد الله بن صالح الطالب باحمد مدير مدرسة الفتح ليحدثنا عن أهم أخلاقه التي يمتاز بها فهو أعرف بها مني، وأكثر اتصالا به، ومن مرافقيه في أغلب أطوار حياته، يقول حفظه الله:
ومما يمتاز به فقيدنا رحمه الله:
1. صبره الجميل: فكم محنة قاسية حلت به وتعاقبت على حياته، منها العائلية والمادية، وأشدها الأمراض المتسلطة على صحته، فلم يستسلم لليأس، ولا للفشل، واصل نشاطه غمار هذه الشدائد الحادة بإيمان وصبر وثبات.
﴿أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما﴾ –
2. التواضع: – ” من تواضع لله رفعه، ومن عظم نفسه للناس وضعه الله-” صدق رسول الله. لم يتكبر قط على أحد قرنائه, فكانت الابتسامة تعلو محياه كلما لقي أحد تلاميذه أو أصدقائه, يوقر الكبير, ويرحم الصغير, والتلاميذ بدورهم يحبونه ويجلونه.
3. الإخلاص: كان لقب العم البرياني مرادفا لكلمة الإخلاص, يتفانى في سبيل المروءة والأخلاق والحسنة, يقوم بأعماله بنية صادقة, لاسيما حصص التدريس, وفي وأمين مع واجباته المدرسية, ومع تلاميذه, وقد خلد مقولته المشهورة التي يجدر لكل واحد منا أن يتخذها مبدأ له في أعماله –”المدير هو الضمير-” إنها كلمة شاملة لمعنى الإخلاص, يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ” من فارق الدنيا على الإخلاص لله وحده لا شريك له, وأقام الصلاة وآتى الزكاة فارقها والله عنه راض-” صدق رسول الله.
وفاته: 
ألم به مرض عضال –السكري- جعله يتخلى- مرغما- عن كل أعماله في المدرسة, وفي جمعية الفتح, وفي حلقة العزابة, وندرت مشاركته حضوريا في الأعراس والحفلات الدينية والأدبية ثم انقطعت كغيرها من الأعمال ابتداءا من سنة 980 م.
فبقي في بيته يؤنسه كتاب أو مجلة أو شريط درس، أو زميل يحاجثه ويسترجع معه ذكرياته، أو طالب يغرف منه علما ويكتسب خيرة ويتزود منه النصائح والتوجيهات التي يحتاجها في مشوار حياته فكان موجه ومرشد الشباب.
ولم تفقد الأمة فضله حتى آثره الله إلى جواره يوم الاثنين 18 جمادى الثانية 1405 هـ الموافق لـ 12 مارس 1985 م، بعدما اشتد عليه المرض، نقل على إثره إلى المستشفى مدينة غرداية حيث لفظ أنفاسه الأخيرة.
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه، وقيض للأمة من يخلفه في جهاده وتضحياته وإخلاصه. آمين.
بقلم: يوسف بن يحي الواهج
1- أنتهى كلام الأستاذ عبد الله بن صالح الطالب باحمد.


كتاب العزابة

العنوان الكامل: العزابة ودورهم في المجتمع الإباضي بميزاب.
اسم المؤلِّف: اللأستاذ صالح بن عمر اسماوي.
عدد الأجزاء: ثلاث حلقات.
عدد الأبواب: ثلاثة أبواب.
عدد الفصول: أحد عشر فصلا.
عدد الصفحات: 1326 صفحة.
الطباعة: المطبعة العربية، غرداية، ولاية غرداية.
سنة النشر: 1426 ﻫ / 2005 م.تعريف بالكتاب:كتاب: العزَّابة ودورهم في المجتمع الإباضي بميزاب.
هم كتاب قيِّم، يتحدَّث عن حلقة العزَّبة بكثير من التفصيل، يفيد الباحث الأكاديمي والقارئ العادي بمعلومات غنية مفيدة عن هذه المؤسسة الدينية الخالدة.والكتاب في ثلاث حلقات، جاء في كل حلقة منها على الخصوص:

الحلقة الأولى: 
تحدَّث فيها عن تطور الفكر الإنساني وبداية التمذهب في الإسلام، وظهور التكتلات السياسية في العالم الإسلامي، ونشأة المذهب الإباضي وما اتصل به من فرق عديدة، ونشأة نظام العزابة.الحلقة الثانية: تحدث المؤلف في هذه الحلقة عن الهيئات المرتبطة بنظام العزابة، كالمَحاضر، وهيئة إروان، وهيءة الغاسلات، …. وغيرها. كما تحدَّث عن دور العزَّابة في المجتمع الإباضي بميزاب دينيا وثقافيا واجتماعيا.الحلقة الثالثة: في هذه الحلقة واصل الأستاذ المؤلف حديثه عن الدور الديني للعزَّابة في المجتمع، ثمَّ تحدَّث عن هيكلة الحلقة ودور كلَّ عضو فيها، وختم الحلقة بملاحق متصلة بموضوع البحث، وأخيرا فهارس الكتاب.
السلام عليكم بالنسبة لكتاب العزابة كتاب مهم جدا ويحتوي العديد من الحلول لبعض الإشكالات ويحتوي على الدقة إلا أنه عندما تحدث عن براءة الأشخاص لم يبين العلاقة بينها وبين الخطة والهجران فيما يخص التعزير وكذلك لم يبين أصل الخطة وبراءة الهجران وهل يمكن الإجابة عن هذه التساؤلات عبر البريد الإلكتروني

Category Archives: مؤسسات

حلقة العزابة

التعريف:

هي هيئة دينية تتأسس في كل مدينة أو قرية من قرى وادي مزاب، تتخذ من المسجد مقرًّا لها، عُرفت في الم
جت
مع المزابي الإباضي باسم: حلقة أو هيئة العزَّابة، تأسست في وادي
مزاب لتعوِّض قيادة الأمة أو المجتمع بعد سقوط الدولة الرستمية في تيهرت، ونزوح فلول الإباضية إلى الجنوب الجزائري، سدراتة ووارجلان ووادي مزاب.
ولحلقة العزابة نظام وتقاليد ومنهج خاص يسير عليه، تعرف في المراجع ولدى المجتمع المزابي بـ: ” سِيَرِ العزَّابة ” وهي ما يعبَّر لها حديثا بالنظام الداخلي، وعلى أساسه توزَّع المسؤوليات بين أعضائه.
أمَّا ما تعنيه كلمة العزابة، فيقول عنها الأستاذ صالح بن عمر سماوي ما يلي: ” تجمع المراجع المعاصرة تقريباعلى أنَّ معنى العزابة يعني العزوب عن الدنيا ومظاهرها البراقة وملذاتها والانصراف لخدمة المذهب الإباضي والمجتمع الإباضي والدعوة إلى الصلاح وتوجيه الناس وإرشادهم إلى الدين الإسلامي وما فيه المصلحة الجماعية، وينتظمون في هيئة دينية تكوِّن مجلسا أو حلقة يعبَّر عنها عرفا: “العزَّابة ”
تاريخ التأسيس:تأسست حلقة العزابة في أوائل القرن الرابع الهجري، الذي يوافقه القرن العاشر الميلادي، أسَّسها الإمام: أبو عبد الله محمد بن بكر رحمه الله، بطلب من تلاميذه وكبار المذهب الإباضي المحيطين به. READ THE REST OF THIS ENTRY 


Category Archives: شخصيات

الشيخ محمد البرياني

حياة المرحوم:الشيخ محمد البرياني
مولده ونسبه:
في ربيع الثاني 1332م، الموافق لشهر مارس 1914م فجع وادي ميزاب بل العالم الإسلامي في عالم كبير، فريد عصره ووحيد دهره، وسراج مصره، هو قطب الأئمة الشيخ محمد بن يوسف أطفيش رحمه الله ولم ينته شهر مارس من السنة نفسها حتى وضعت السيدة: لالة بنت عمر أولاد داود، ولدا ذكرا أبى والده السيد: امحمد بن عيسى بن الحاج داود أولاد داود- إلا أن يسميه “محمد” رغم أنه يحمل هو نفسه اسم محمد، وأصر على ذلك ليكون ابنه محمودا في الأرض والسماء إن شاء الله، كما قال عبد المطلب في حفيده سيدنا محمد عليه السلام لما سماه محمدا، وتيمنا بفقيد الإسلام، الشيخ أطفيش رحمه الله، رجاء أن يخلفه ف علمه وصلاحه وتقواه وورعه وكانته العلمية بين العلماء، وتخليدا لذكراه، إذ كانت تربطه به صداقة متينة، لأنه كان رحمه الله كان ينزل ضيفا على والده كلما قدم إلى مدينة بريان.
نشأته:
جعل الوالد نصب عينيه أن نجله سمي محمدا ليخلف قطب الأئمة رحمه الله، فآل على نفسه أن ينشأه تنشئة صالحة تجعل منه ذلك الرجل، ويسلك به مسلكا يرتفع به إلى أعلى الرتب إن شاء الله.
ويرجع الفضل في تكوين شخصية محمد العلمية، إلى أمه التي أحسنت تربيته ورعايته في غياب والده الذي كان مسافرا إلى العاصمة من أجل كسب القوت كأغب الميزابيين في ذلك الحين.
فكانت الوالدة رحمها الله تحب وتحترم الشخصيات العلمية في البلدة، وتتعمد إظهار ذلك أمام ولدها وتبين له أن العلم هو الذي يرفع المرء إلى المراتب العليا في الدنيا والآخرة، وتحتم عليه أن يصحب أترابه إلى الكتاب ليشب على حب المسجد ويأخذ قسطه من القرآن الكريم ومبادئ الفقه، كما كانت تصحبه أيضا من حين لآخر إلى دار العلم النسوية لتغرس في نفسه حب العلم وتعوده على طلبه. READ THE REST OF THIS ENTRY 

مَامَّة بنت سليمان بَابَّازْ

باباز مامة بنت سليمان بن ابراهيم” ولدت خلال سنة (1208هـ/1863م). أخرجها الله إلى الوجود في مدينة “غرداية”، وأسلم الباري روحها إليه (1350هـ/1931م). نشأت في جو عائلي مؤمن محافظ ومتفتِّح، وتربَّت تربية إسلامية رفيعة شأن اهتمام العائلات الإباضية المتشبِّثة بإيمانها وعقيدتها وعاداتها وتقاليدها الإسلامية الصحيحة. تعلَّمت القراءة والكتابة بإتقان.
حفظت نصف القرءان الكريم عن ظهر القلب، فهي شغوفة بتعلُّم دينها وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين والمجاهدات المسلمات العفيفات الطاهرات وعلوم الشريعة ومبادئ اللغة العربية ونحوها وصرفها ومبادئ المذهب الإباضي وعقائده وفقهه. حفظت عقيدة التوحيد وحفظتها وعلمتها.
تأثرت بالمؤلفات الإباضية فدرستها فكانت لها نبراسا تستضيء بها وتنوِّر غيرها في المجامع والحلقات.. فصيحة باللسان العربي المبين واللهجة البربرية والكتابة بها، شيوخها كثيرون منهم: الشيخ “الحاج بابكر مسعود القاضي”، والشيخ “بهون بن موسى” والشيخ “باحماني المليكي” والشيخ “أحمد دادي واعمر” وعن زوجها الشيخ “يعقوب الغرناوت” وابنها “الحاج بكير بن عمر موسى واعلي”.
جهادها في الحقل الاجتماعي والسياسي و الاقتصادي ثري ومتنوع، لم تبخل بما لديها لخدمة الإسلام والمجتمع دفاعا عنهما يتفان وإخلاص، وبكل ما أوتيت من قوة، مستغلة مواهبها وعلمها وأوقاتها من أجل ذلك. متفانية في تعليم المجتمع النسوي وتوعيته وترشيده متحمسة لتبصيره وتثقيفه مخلصة في توجيهه، فتحت منزلها كمدرسة لتعليم القرآن الكريم وأحاديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والعقيدة والفرائضREAD THE REST OF THIS ENTRY 

بافضل فاطمة الزهراء

السيِّدة: بافضل فاطمة الز
عملها:هراء من بني يزقن بميزاب، بنت محمَّد المولودة سنة 1920 م بمدينة قالمة، زوجها تفاجيرة محمَّد بن ابراهيم من بني يزقن.
    كانت ممرِّضة مع السيِّدة: مريم عبد اللطيف؛ تقوم بمساعدة زوجها وأخيها بافضل عمر في منزلها بنهج درفان بنواحي بلكور بالعاصمة، تقوم بمعالجة الجنود الجرحى وتحضير الغذاء والأدوية لهم وبغسل ملابسهم.
    وكان أكبر خدمة تقوم بها بمهارة، هي استعمال وسائل تهريب الجنود، بعد تغيير صورهم وملامحهم وإلباسهم لباس النسوة، تأخذهم في سيارة أخيها بافضل عمر إلى مأمن أو إلى مراكزهم، وعلى يدها نجا كثير من الجنود والضبَّاط من قوَّات العدوِّ بتلك الوسائل.
    وتقوم بالاتصالات بين النواحي والقسمات، وبتبليغ الملفَّات وتوزيع المناشير.
منقول من كتاب: دور الميزابيين في تاريخ الجزائر.
 الجزء الثاني، صفحة: 258.
تأليف المرحوم: حمو عيسى النوري.

عبد العزيز مريم بنت عبد العزيز

  عبد العزيز مريم بنت عبد العزيز، المولودة في 04 جويلية 1937 بالجزائر العاصمة، من عائلة عبد العزيز ببني يزقن بميزاب.
    درست في مدرسة الأمومة، ثمَّ زاولت التعلُّم في الابتدائي إلى أن أحرزت على الشهادة الابتدائية، ونظرا لظروف عائلتها المالية، لم تستطع مواصلة دراستها في الثانوي، فأدخلها والدها مدرسة الممرِّضات للصليب الأحمر (قرديم)، إلى أن حصلت على شهادتها.
    ثمَّ باشرت مهمَّتها كممرِّضة في المستشفى الجامعي ثمَّ في القطَّار.
    عملها الثوري قبل طلوعها إلى الجبل وانضمامها إلى جيش التحرير:
    كان والدها يتحدَّث عنها بأنَّها كانت تكتب على الآلة الراقنة في المنزل أوراقا وملفَّات بكلِّ سرِّية، وتبالغ في إخفاء عملها هذا ولا تبوح بكلمة لأحد، ولم نتمكَّن من التعرُّف على شيء من أشغالها واتصالاتها السرِّية. وكان أبوها يغمرها بعطفه وحنانه ويقول:كانت في بيتي وردة حياتي.
    ثمَّ التحقت بالجبل مع زميلتها فتيحة أراتني، وانضمَّت إلى صفوف جيش التحرير بنواحي مسيلة، وشاركت في عدَّة اشتباكات بها، وقامت بتمريض جرحى الجنود والمحاربة معهم، من دون أن تخبر أحدا بشيء من أمرها. READ THE REST OF THIS ENTRY 

بافضل شريفة بنت محمد

 بافضل شريفة بنت محمَّد، المولودة في قالمة من عائلة بافضل في بني يزقن، زوجة الشهيد: جلمامي الحاج محمَّد بن باحمد، التاجر بالحراش.
     عملها:
    كانت بحنب زوجها الشهيد في ساحة الشرف في 30 مارس 1957 م، مسبِّلة وساهرة على إعانته في نواحي الحرَّاش، وعلى أداء مهمَّته النضالية وحفظ أسراره في تنقُّلاته، إلى أن تركها أرملة مع أبنائها الصغار بين أحضان الحاجة وحرب التحرير على أشدِّها، واستمرَّت في العمل فكانت تحت إشارة شقيقتها بافضل فاطمة الزهراء، تمدُّ لها يد المساعدة في إسعاف الجرحى من الجيش وتمريضهم وإرجاعهم بعد الشفاء إلى مراكزهم في سيارة شقيقها بافضل عمر.

منقول من كتاب: دور الميزابيين في تاريخ الجزائر. 
 الجزء الثاني، صفحة: 258.
تأليف المرحوم: حمو عيسى النوري.

Category Archives: عالم المرأة الميزابية

حكمة المرأة المزابية في يومياتها

صعوبة العيش في منطقة جبلية التضاريس، صحراوية المناخ، شحيحة المياه، بعيدة عن مواقع الخصب ومراكز الحضارة، ومناطق التجارة وعبور القوافل، جعلت الإنسان فيها يعتمد على توفِّره له بيئته تلك لتسيير يومياته وتلبية حاجاته الحيوية.
فاستعمل ذكاءه العقلي وجهده العضلي، وما يتوارثه من خبرات وتجارب من سبقه في تلك الأرض، ليتحدَّى بها متاعب الحياة في تلك البيئة، ويذلِّل بها تلك الطبيعة القاسية الشحيحة.
فاجتهد الرجل في حفر الآبار العميقة متتبِّعا أثر الماء حتى تحصَّل عليه، وسحق الصخر حتَّى جعل منه أرضا طريَّة رطبة خصبة تنبت له من بقلها وقثَّائها وفومها وعدسها وبصلها، وتذليل الجبال لبناء بيوت فوقها تأويه وتحميه، وصنع أجنَّة وبساتين ظليلة تقيه حرَّ الشمس، وتضمن له قوته وقت أسرته.
كما شمَّرت المرأة عن سواعدها إلى جانب الرجل، لتساهم بدورها فيما يخصُّها، فتحدَّت الطبيعة والحاجة والجهل بجهد عظيم، يوازي أو يفوق جهد الرجل. بما وفَّرته من جهد عن الرجل حتَّى يتفرَّغ لدوره الموكل إليه فطرة وجبلَّة وشرعا.
فبرعت على الخصوص في استغلال وتوظيف جميع المواد والوسائل الطبيعية والحيوانية والنباتية التي وفَّرتها لها الطبيعة بما في ذلك نعمة الوقت؛ وعلَّمتها صعوبة الحياة وشظف العيش في بيتها كيف تستغلُّ كلَّ جزء من هذه المواد وهذه النعم. حتَّى غدت الاستفادة واستغلال كلِّ شيء في محيطها كبيرا أو صغيرا جليلا أو حقيرا، سلوكا اجتماعية وخلقا متأصِّلا ومبدأ محترما يلتزم به الرجال والنساء والكبار والصغار، تتوارثه الأجيال عبر العصور والقرون. READ THE REST OF THIS ENTRY 

إختبار الحماة كنَّتها

اختبار الحماة كنَّتها في صناعة الصوف1
    كان قديما في وادي مزاب:
     في صباح اليوم الرابع من الزفاف، عندما تنزل العروسة من الطابق العلوي للبيت، حيث غرفة نوم الزوجين وهي لابسة الجربية (تَجَرْبِيتْ)، لتقول لحماتها في أوَّل مقابلة لها معها:
     – صباح الخير، (صْبَاحْ لْخِيرْ أَيَلاَّ).
     تجيبها الحماة:
     – صباح الخير ياابنتي، (أَخِّيرِ أُولْعَافِيه).
    تقول العروسة:
     – ماذا أفعل ياسيِّدتي؟، (بَاتَّا غَ دَدْجَغْ حَمَّالِّيكْ أَيَلاَّ).
     تجيبها حماتها:
     – تَفضَّلي يا ابنتي، لقد أعدَدت لك ماشط الصوف (أَمْشَضْ) وقطعة من الصوف المفروزة، لتصنعي لنا شلَّة من الصوف (اَتْبَانِيتْ نَ ضُّوفتْ). وهي تريد اختبار تمكُّنها في صنعة الصوف، الصنعة الأساسية الرئيسية للمرأة المزابية. READ THE REST OF THIS ENTRY 

Category Archives: تراثيات

لعبة : أَلاَّوَنْ

هي في ميزاب مسامرة عائلية، تتمثل في معرفة أصحاب الحظوظ الجميلة، عن طريق لعبة يقوم بها أحد من الجماعة، يُعرف بالكلام الحكيم والأسلوب الفكاهي، تُجمع بعض الأشياء الصغيرة التي تسمى كل واحدة منها “ألاَّو” وهو مفرد “ألاَّون” وكل “ألاو” هنا يرمز إلى فرد معين من العائلة، وهذا يبقى سرا على بطل اللعبة لا يتعرَّف عليه إلا بعد انتهائها.
تُقدَّم إليه هذه الأشياء، كالخاتم والزهرة وقطعة من السكر … إلخ، فيقول في كل واحدة منها حِكَما ونصائح وأخبارا مختلفة متوقَّعة الحصول وغيرها ترجع إلى صاحب ذلك “ألاَّو”، وفي الأخير تسود القاعة قهقهات وتعليقات تتبعها رشفات التاي مع تذوُّق ما وضع عليه “ألاَّاو” من جبن أو حلويات في أمل اللقاء عند صاحب الحظِّ الذي كلَّفه جمع الأحباب في إحدى المناسبات.
من كتاب: إِمَطَّاوَنْ نَ لْفَرْحْ
للأستاذ: عبد الوهاب حمو فخار، صفحة: 352.

تكروايت

للمجتمع المزابي عادات وتقاليد جميلة ومفيدة ومربية اجتماعية، توارثتها الأجيال عبر القرون والعقود، حافظ عليها بحرص كبير ودافع عنها باستماتة، ولا يزال يفعل مخافة أن تذوب وتندثر وتنقرض من تأثير العوامل الخارجية، كالتطور والتقدُّم والاقتصاد والعولمة العابرة لكل حدود.
من هذه العادات، نتعرَّف اليوم على عادة تقديم مشروب محلِّي الإعداد للعريس في شهر عسله، بنظام وكيفية وطريقة متميِّزة متعارف عليها في كلِّ قرى وادي مزاب، مثل العادات والتقاليد والنظم والسير الأخرى.
ونبدأ حديثنا عن هذه العادة بتعريف معنى كلمة (تَكَرْوَايْتْ)، ثمَّ نقدِّم طريقة إعداده، ثمَّ نتعرَّف على طريقة تقديمه، ثمَّ نتحدَّث عن خصائص المشروب وفوائد هذه العادة الاجتماعية.
1- تعريف (تَكَرْوَايْتْ) الكلمة:
تطلق كلمة (تَكَرْوَايْتْ)، على شيئين هما:
أ‌- وعاء يتَّخذه المزابيون من ثمرة القرعة (نبات من فصيلة اليقطينيات) ويعرف محلِّيا باسم (تَخْسَايْتْ)، يتمُّ إعداد الوعاء للاستعمال، بترك الثمرة موصولة بشجرتها حتى يكتمل نضجها وتجفّ تماما وتتصلَّب قشرتها، ثمَّ تفتح من الجهة العلوية الضيقة بمنشار بكيفية يجعل من القطعة المقطوعة غطاء للوعاء، وبعد ذلك ينزع ما بداخلها من بذور ومواد جافة وتنظَّف جيِّدا حتَّى تصبح خالية تماما.
عند ذلك تصبح هذه الثمرة بعد إفراغها من محتوياتها وعاء يصلح لاستعمالات عديدة، نذكر منها على سبيل المثال:
– وعاء حافظ للسوائل الغذائية والمواد القابلة للذوبان. READ THE REST OF THIS ENTRY 


Category Archives: نساء خالدات

مَامَّة بنت سليمان بَابَّازْ

باباز مامة بنت سليمان بن ابراهيم” ولدت خلال سنة (1208هـ/1863م). أخرجها الله إلى الوجود في مدينة “غرداية”، وأسلم الباري روحها إليه (1350هـ/1931م). نشأت في جو عائلي مؤمن محافظ ومتفتِّح، وتربَّت تربية إسلامية رفيعة شأن اهتمام العائلات الإباضية المتشبِّثة بإيمانها وعقيدتها وعاداتها وتقاليدها الإسلامية الصحيحة. تعلَّمت القراءة والكتابة بإتقان.
حفظت نصف القرءان الكريم عن ظهر القلب، فهي شغوفة بتعلُّم دينها وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين والمجاهدات المسلمات العفيفات الطاهرات وعلوم الشريعة ومبادئ اللغة العربية ونحوها وصرفها ومبادئ المذهب الإباضي وعقائده وفقهه. حفظت عقيدة التوحيد وحفظتها وعلمتها.
تأثرت بالمؤلفات الإباضية فدرستها فكانت لها نبراسا تستضيء بها وتنوِّر غيرها في المجامع والحلقات.. فصيحة باللسان العربي المبين واللهجة البربرية والكتابة بها، شيوخها كثيرون منهم: الشيخ “الحاج بابكر مسعود القاضي”، والشيخ “بهون بن موسى” والشيخ “باحماني المليكي” والشيخ “أحمد دادي واعمر” وعن زوجها الشيخ “يعقوب الغرناوت” وابنها “الحاج بكير بن عمر موسى واعلي”.
جهادها في الحقل الاجتماعي والسياسي و الاقتصادي ثري ومتنوع، لم تبخل بما لديها لخدمة الإسلام والمجتمع دفاعا عنهما يتفان وإخلاص، وبكل ما أوتيت من قوة، مستغلة مواهبها وعلمها وأوقاتها من أجل ذلك. متفانية في تعليم المجتمع النسوي وتوعيته وترشيده متحمسة لتبصيره وتثقيفه مخلصة في توجيهه، فتحت منزلها كمدرسة لتعليم القرآن الكريم وأحاديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والعقيدة والفرائضREAD THE REST OF THIS ENTRY 

بافضل فاطمة الزهراء

السيِّدة: بافضل فاطمة الز
عملها:هراء من بني يزقن بميزاب، بنت محمَّد المولودة سنة 1920 م بمدينة قالمة، زوجها تفاجيرة محمَّد بن ابراهيم من بني يزقن.
    كانت ممرِّضة مع السيِّدة: مريم عبد اللطيف؛ تقوم بمساعدة زوجها وأخيها بافضل عمر في منزلها بنهج درفان بنواحي بلكور بالعاصمة، تقوم بمعالجة الجنود الجرحى وتحضير الغذاء والأدوية لهم وبغسل ملابسهم.
    وكان أكبر خدمة تقوم بها بمهارة، هي استعمال وسائل تهريب الجنود، بعد تغيير صورهم وملامحهم وإلباسهم لباس النسوة، تأخذهم في سيارة أخيها بافضل عمر إلى مأمن أو إلى مراكزهم، وعلى يدها نجا كثير من الجنود والضبَّاط من قوَّات العدوِّ بتلك الوسائل.
    وتقوم بالاتصالات بين النواحي والقسمات، وبتبليغ الملفَّات وتوزيع المناشير.
منقول من كتاب: دور الميزابيين في تاريخ الجزائر.
 الجزء الثاني، صفحة: 258.
تأليف المرحوم: حمو عيسى النوري.

عبد العزيز مريم بنت عبد العزيز

  عبد العزيز مريم بنت عبد العزيز، المولودة في 04 جويلية 1937 بالجزائر العاصمة، من عائلة عبد العزيز ببني يزقن بميزاب.
    درست في مدرسة الأمومة، ثمَّ زاولت التعلُّم في الابتدائي إلى أن أحرزت على الشهادة الابتدائية، ونظرا لظروف عائلتها المالية، لم تستطع مواصلة دراستها في الثانوي، فأدخلها والدها مدرسة الممرِّضات للصليب الأحمر (قرديم)، إلى أن حصلت على شهادتها.
    ثمَّ باشرت مهمَّتها كممرِّضة في المستشفى الجامعي ثمَّ في القطَّار.
    عملها الثوري قبل طلوعها إلى الجبل وانضمامها إلى جيش التحرير:
    كان والدها يتحدَّث عنها بأنَّها كانت تكتب على الآلة الراقنة في المنزل أوراقا وملفَّات بكلِّ سرِّية، وتبالغ في إخفاء عملها هذا ولا تبوح بكلمة لأحد، ولم نتمكَّن من التعرُّف على شيء من أشغالها واتصالاتها السرِّية. وكان أبوها يغمرها بعطفه وحنانه ويقول:كانت في بيتي وردة حياتي.
    ثمَّ التحقت بالجبل مع زميلتها فتيحة أراتني، وانضمَّت إلى صفوف جيش التحرير بنواحي مسيلة، وشاركت في عدَّة اشتباكات بها، وقامت بتمريض جرحى الجنود والمحاربة معهم، من دون أن تخبر أحدا بشيء من أمرها. READ THE REST OF THIS ENTRY 

بافضل شريفة بنت محمد

 بافضل شريفة بنت محمَّد، المولودة في قالمة من عائلة بافضل في بني يزقن، زوجة الشهيد: جلمامي الحاج محمَّد بن باحمد، التاجر بالحراش.
     عملها:
    كانت بحنب زوجها الشهيد في ساحة الشرف في 30 مارس 1957 م، مسبِّلة وساهرة على إعانته في نواحي الحرَّاش، وعلى أداء مهمَّته النضالية وحفظ أسراره في تنقُّلاته، إلى أن تركها أرملة مع أبنائها الصغار بين أحضان الحاجة وحرب التحرير على أشدِّها، واستمرَّت في العمل فكانت تحت إشارة شقيقتها بافضل فاطمة الزهراء، تمدُّ لها يد المساعدة في إسعاف الجرحى من الجيش وتمريضهم وإرجاعهم بعد الشفاء إلى مراكزهم في سيارة شقيقها بافضل عمر.

منقول من كتاب: دور الميزابيين في تاريخ الجزائر. 
 الجزء الثاني، صفحة: 258.
تأليف المرحوم: حمو عيسى النوري.

ابن عبد الله مامة بنت علي

ابن عبد الله مامة بنت علي بن عبد الله مامة بنت علي (اسمها الثوري رشيدة)، المولودة في بلعبَّاس سنة 1940، زوجها: أوزايد عمر بن إبراهيم، من غرداية. عملها: كانت امرأة نشأت بين عائلة ثورية، جميع أفرادها من المجاهدين والفدائيين، وخصوصا إخوتها وخالها، وهو حاليا من سفراء الجزائر، كانت تعينهم في البيت وخارجه في أداء مهمَّتهم والقيام بمأمورياتهم، بنقل أسلحتهم قبل العمليات الفدائية وبعدها. وكان محلُّها مخبأ للفدائيين ومركز اجتماعهم ومستودع أسلحتهم، وكانت تجمع ما تستطيع جمعه من سلاح وعتاد حربي لإرساله إلى الجيش. وكان عملها مباشرة مع المسؤول: بوعزَّة في الولاية الخامسة والمنطقة الثالثة، يكلِّفها بما يجب أن تقوم به من توزيع رسائل المجاهدين في ساحات الشرف يأتي بها مباشرة منهم، وتوزِّع على عائلات الشهداء المنح من تبرُّعات المحسنين وما يرسل إليها من الولاية، وذلك ابتداء من 1955. واستمرَّ نشاطها في أعمالها إلى الاستقلال.
 منقول من كتاب: دور الميزابيين في تاريخ الجزائر.
 الجزء الثاني، صفحة: 259. تأليف المرحوم: حمو عيسى النوري. 

من هم بنو ميزاب

 تسألون عن انتساب إباضية القطر الجزائري إلى ميزاب، وهل النسبة إلى جد، أو إمام، أو مذهب، أو كرامة، أو وطن، وتطلبون شرح هذا وتفصيله.. الجواب:
مما حفظناه وطالعناه وتحققناه قديما إذ ليس لنا سعة من الوقت للمراجعة والبحث.
إن النسبة إلى الوطن والوادي وليس في كلمة (ميزاب) ما يمت بنسب أو سبب إلى إمام، أو كرامة، أو جد، أو مذهب، أو وطن. فدونكم البيان: تعرف هذه الجبال المحيطة بقرى ميزاب في التاريخ بجبال (بني مصعب) ويعرف الوادي الذي عمرت عليه القرى بوادي (مصاب) في التاريخ وبهذا أسماه المؤرخ الشهير ابن خلدون. ومصعب ومصاب واحد فيما ترى. وإنما الفرق بين نطق العرب والبربر. وإفريقيا بعد حملة بني هلال –كما تعلمون- أو بعد الفتح الإسلامي على الأصح عمرت بالعرب الذين زاحموا البربر الأصليين في كل بقعة من أرض إفريقيا، ومن البربر من لا يستطيع نطق العين محققة، وإنما ينطق بها همزة وقد يسهلها إلى الألف. فإذا قال العرب مصعب قال البربري مصأب ولكم على هذا أدلة قاطعة من نطق الأعاجم لهذا الحرف ولغيره من حروف الحلق. وحتى الكتابة فإن حرف العين ساقط عندهم. فلا يكتبون مسعد اليوم إلا مسأد. ثم أن تقارب مخارج الصاد والزاي والضاد من جهة، وتعدد اللهجات والألسنة من جهة أخرى، وتقادم العهد من جهة ثالثة، وكتابة المؤرخين للأسماء بحسب اللهجات التي نقلوا عنها، وفيهم العربي والبربري والإفرنجي من جهة رابعة أوجبت اختلاف اللغات في النطق لهذا الحرف فقالوا ميزاب – مزاب – مضاب – مصاب – مصعب. وأصل الكلمة واحد غير متعدد، هو اسم لهذا الوادي وللجبال المحيطة به، وتستطيعون أن تجدوا لهذا عشرات من الأمثلة في أسماء المدن والأودية والأشخاص. إذا كتبت بأصل عربي كتبت بصيغة، وإذا نقلت عن أصل إفرنجي كتبت بصيغة أخرى حتى تستغلق ولا تفهم في كثير من الأحيان، وحتى تنقطع الصلة بينها وبين أصلها وقد حضرتني عشرات وعشرات من الأمثلة لولا ضيق الوقت لذكرتها، وخذوا على سبيل المثال مدينة (وهران) إذا نقلت عن الفرنسية كانت (أوران) و(تيارت) كان في القديم (تاهرت) ثم حرفت إلى (تيهرت) ولا يستطيع الإفرنجي النطق بهذا الحرف إلا (تيارت) إذ يضطر إلى قلب الهاء همزة مسهلة بعد ياء، وكثيرا ما انتقد العلماء بعض كتاب الشرق الذين يجهلون كثيرا من المدن الإسلامية والأقطار العربية، فإذا كتبوا عنها نقلوا أسماءها عن مؤرخي الأوروبيين فجاءت محرفة لا تدل على مسماها. READ THE REST OF THIS ENTRY 

مدينة غرداية


نشأة غرداية1
بعد العطف وبنورة نشأت مدينة غرداية في سنة 477 هـ وهي في غرب العطف. وكانت أكثر سكَّانا وأحسن موقعا فصارت هي العاصمة الإدارية في ميزاب بعد الاحتلال الفرنسي، والسُّوق الكبرى في الصحراء الكبرى كلِّها. وترى النَّاس يقصدونها من أقصى الشَّمال وأقصى الجنوب ببضائعهم لسوقها النَّافقة، وللتِّجارة الواسعة التي اشتهرت بها.
ومن أوَّل من نزل في غرداية وأنشأها هو الشَّيخ بابا والجمَّة محمد بن يحي، والشَّيخ أبو عيسى بن علوان، وجدُّ أولاد يونس في غرداية وبريان، وقد تزوَّج بنتَ الشيخ باباوالجمة. ثم تلاحق بهم النَّاس حتى بلغوا أربعين رجلا فاختاروا مكان المدينة.وهو جبل منقطعٌ تكتنفه من غربه وشماله وجنوبه جبالٌ منيعة، ويمرُّ وادي ميزاب من شرقه. وفي أعلى الوادي على بعد مِيلَيْن وأقلَّ أراضي واسعة على حافتَّيه للزِّراعة والغراسة. فخطَّطوا المدينةَ أحسن تخطيط. فبنوا المسجدَ أوَّلا وكتَّابَ التعليمِ للصِّغار، ودارَ النَّدوة في المسجد، ثمَّ بنوا حوله السُّوقَ والديارَ، وأحاطوها بسور فيه أبراج عالية محكمة للدِّفاع. ثم صارت تتَّسع شيئًا فشيئًا وتترقَّى إلى أن صارت كما هي الآن مدينة كبيرة راقية.
وكانت عجوزٌ زنَّاتيةٌ تأوي إلى غار في غرب الجبل الذي بُنيت فيه المدينة تُسمَّى (داية) فنُسبَ المكان إليها، فسمِّيَ غار داية. ولمَّا جاء الشَّيخ بابا والجمة وصحبُه انضمَّ إليه الكثيرُ من زنَّاتة الذين كانوا ينصِبون خيامَهم في الوادي لرعي أغنامهم، ويتخذونه مرْبعًا. ومن جملة من انضمَّ إليه هذه العجوزُ وأسرتُها فتعاونوا جميعًا على بناء غرداية، وأَبقَوا لها اسمَها القديم، ولعلَّه للتيَّمُّن (بداية) التي قد تكون من الصالحات. وأهل غرداية يسمُّون داية هذه (لالة ساهلة) ويتيمَّنُون بها ويرونها من الصالحات، وكذلك أهل بريان قد بنوا لها قبَّة جميلة في مدخل المدينة إحياء لذكراها ولازال أَعلى الغارِ قد تُركَ للآثار وبقيتُه رُدِم.
—————————————
1- محمد علي دبوز، نهضة الجزائر الحديثة وثورتها المباركة، الجزء الأول، صفحة:162 READ THE REST OF THIS ENTRY 

مدينة بنورة

نشأة بنورة1
بعد العطف نشأت بنورة، وهي في أعلى جبلٍ منقطعٍ عن السِّلسلةِ الجبلية التي تُجاورُها من الشَّرق، وتستدير بها من ناحية الشَّرق كالسُّور الحصين الذي يزيدُها مناعةً.
ويمرُّ وادي ميزاب من غربها وجنوبها. وقد نشأت مدينة بنورة في سنة 437هـ. ومن أوَّل من عمرها أولاد أبي إسماعيل وهي في الشمال الغربي لمدينة العطف.
وسمع الإباضية في أنحاء المغرب بنشأة المدينتين وانتقال الميزابيين إلى هذه الأماكن المنيعة، فانتقلت إليهم طوائف كثيرة من جنوب المغرب الأقصى، ومن جبل نفوسة، وجربة، ومن جبال أوراس، وجبال بني راشد، وغيرها من أنحاء الجزائر التي اعتصم بها الإباضية خوفا من جور العُبَيْدِيَّين واستبدادهم، فنشأت مدن أخرى.
———————————————
1- محمد علي دبوز، نهضة الجزائر الحديثة وثورتها المباركة، الجزء الأول، صفحة:163. READ THE REST OF THIS ENTRY 

مدينة بنو يسقن

نشأة بنو يسقن1
تكاثرت الهجرة من سدارتة وغيرها، ومن جبال آوراس فنشأت مدينة (بنو يسقن) وبنو مسقن كما ذكر البِكري موجودون في وهران في ذلك الزمن وهم إباضية. ولعل طائفة منهم قد هاجرت إلى ميزاب فأنشأت المدينة فنسبت إليهم. وإنشاء )بنو يسقن( قيل في القرن الثامن وقيل في القرن التاسع.
وبنو يسقن بنيت على جبل تتَّصل به جبال من جنوبه وشرقه، ويمر وادي ميزاب من شماله الشَّرقي، وقد صارت هذه المدينة في بداية النهضة الحديثة لميزاب في القرن الثاني عشر والثالث عشر الهجري العاصمة العلمية لميزاب.
——————————————-
1- محمد علي دبوز، نهضة الجزائر الحديثة وثورتها الباركة، الجزء الأول، صفحة:164 READ THE REST OF THIS ENTRY 

مدينة بريان

نشأة برَّيَّان1
تكاثر السُّكَّان في غرداية وضاقت بأهلها، ووقعت بعض القلاقل. فهاجر منها في القرن التَّاسع قبيلتان: أولاد باخَّة والعفافرة. فسكنوا مدينةَ الأغواط مدَّةً. ثم آثروا السَّكن في نواحي ميزاب قريبًا من أهلهم. فاختار العفافرة مكان برَّيَّان فبنوا فيه المدينة. وهي على جبلٍ منقطعٍ تحوطه جبال منيعة من شرقه، وغربه وجنوبه. وتمرُّ ثلاثة أوديةٍ هي روافد لوادي النساء الكبير من شرقه، وهي أكثر الأودية سيلانا في ميزاب. فلذلك سمي المكان (بَرْرَيَّان) لخصبه وكثرة مياهه. وكان أهل غرداية يقصدونه لرعي أغنامهم. وقد بنوا شبه قريةٍ في أعلى الجبل يتخذونها مخزنا للميرة، ومأوى يلتجئون إليه. ثم بنيت المدينة في ذلك الجبل فنسختها وتوالت الهجرة من غرداية والعطف وبنورة إلى برَّيَّان فكثر سكانها. وتعاونوا جميعا على بنائها وعمارتها.
وكان بناء مدينة برَّيَّان في أوَّل القرن الحادي عشر الهجري. وقد سبقت القرارة في نشأتها، وهي مدينة شعرية جميلة صحية، ذات موقع بديع.
——————————-
1- محمد علي دبوز، نهضة الجزائر الحديثة وثورتها المباركة، الجزء الأول، صفحة:164 READ THE REST OF THIS ENTRY 

مدينة مليكة

نشأة مليكة1
 نشأت مدينة (مليكة) على جبلٍ شرقي غرداية يمرُّ وادي ميزاب من غربه. وكانت نشأتها في سنة 750هـ . وقيل إن أوَّل من نزل بها هو أبو دحمان، ويرُّو بن سليمان.
———————————————-
1- محمد علي دبوز، نهضة الجزائر الجزائر الحديثة وثورتها المباركة، الجزء الأول، صفحة:163
مليكة العليا (آتْ مْلِيشَتْ):
“سبب تسميتها لدى القطب: « ويمكن أن تكون سمّيت لرجال عمروها من بلاد تسمّى مْلِيكَشْ » ومليكش قبيلة أمازيغية منتشرة في شرقي الجزائر. هي آخر المدن الخمس الحالية على وادي مزاب. أسِّست عام 756ﻫ / 1355م، قريبا من أَغَرْمْ أَنْوَدَّايْ شماله وأكثر ارتفاعا منه.
———————————————-
1- من كتاب تاريخ بني مزاب، للأستاذ: يوسف بن بكير الحاج سعيد، ص: 18.



القرن العشرين: العقد السابع

التاريـخالحدث
1965بناء مكتبة القطب ببني يزجن.
1960وفاة الشيخ: عمر بن صالح آت داود، عن عمر يناهز 53 عاما.
08 / 04 / 1960إتفاقٌ بين كافة أعضاء العزابة وشيخ المسجد، على احترام السِّيَر الجاري بها العمل منذ القديم، وسجل الإتفاق في محكمة غرداية يوم: 13 أفريل 1962 م، تحت رقم: 261/67.
1385 – 1965وفاة الأديب الحكيم المجاهد المصلح الشيخ حمو بن عمر لقمان.

القرن العشرين: العقد التاسع

التاريـخالحدث
1986نشوب فتنة بين المتساكنين ( الإباضية والمالكية ) في مدينة غرداية، على خلفية توزيع الأراضي الفلاحية بمنطقة لعديرة ووادي الأبيض.
1984صدور الجزء الأول من كتاب “نبذة من حياة الميزابيين الدينية والسياسية والعلمية من سنة 1505 م – 1962 م” للشيخ: حمو محمد عيسى النوري.
1405 – 1985وفاة الشيخ محمد بن امحمد أولادداود البرياني بمدينة بمسقط رأسه بريان.
1983 متأسيس مسجد عباد الرحمان ببنورة، بمساع من نشطاء ما يسمى بأصحاب السنة آنذاك.
1982 مصدور أول كتاب مزابي يتحدَّث عن المرأة المزابية “المرأة في المجتمع المزابي” بقلم يوسف بن يحي الواهج.
23 ماي 1980 مإقامة مهرجان كبير بالقرارة احتفالا بختم الشيخ بيوض رحمه الله تفسير القرآن الكريم.

القرن العشرين: العقد العاشر

التاريـخالحدث
7 أكتوبر 1996 ماستشهاد الشيخ بالحاج بن عدون قشَّار، في حادث إجرامي ذهب ضحيّته حوالي 36 شخصا، بمنطقة بوتركفين حوالي 40 كلم جنوب مدينة الأغواط.
20 جوان 1996مختم الشيخ بالحاج بن عدُّون قشَّار تفسير القرآن الكريم في سنة 1996م، وأقيم له مهرجان بالمناسبة يوم 20 جوان 1996م بمقام الشيخ حمّو موسى.
24 نوفمبر 1998 موفاة الأديب الشاعر الكبير الدكتور: صالح بن صالح الخرفي، ودفن بمسقط رأسه القرارة.

حقيقة أسماء المدن المزابية

كلمات: تاغـرْدَايْــتْ، آت مليشت، و آت ايزجن، و آت بونور، وتاجنينتْ، وآت ايبرقان، وإيـقرارن.
هي الأسماء الأصلية للمدن السبعة المزابية .
وكلمة: آت، هي قريبة جدا من اللفظة القبائلية: آيت، وهناك العديد من أسماء المدن القبائلية تبتدئ بهذه اللفظة، مادام كل من الإثنين ينتمي إلى الأمازيغية عرقا، و مادامت كلتا اللغتين من أصل واحد .
وقبل أن أبدأ، دعوني أشرح لكم كلمة: آت، أو: آيت، وتعني: آل، أو: بنو، أو: أهل (فإذا ترجمنا مثلا كلمة: بنو هاشم، إلى الأمازيغية، فإننا نقرؤها: آت هاشم.
فكلمة تَـاغَردايت: تعني في اللغة المزابية الأمازيغية: الهضبة الواقعة بجانب الوادي، و هو أدق وصف للمدينة.
أمَّا كلمة: آت مْــليــشْــتْ، فأصلها: كلمة : مليكشْ، ومليكش هي قبيلة أمازيغية، أصلها من بلاد القبائل، وتوجد إلى يومنا هذا مدينة صغيرة في ولاية بجاية تسمى: بني مليكش.
أمَّا آت ايزجن: فهي في اللغة المزابية و كذلك في بقية اللغات الأمازيغية، تعني: النصف، ومعنى آت ايزجن: آل النصف، وسميت المدينة بذلك، لأنها حسب أرجح الروايات تقع في منتصف الطريق تماما بين آت بونور و تغردايت، حيث كانت المدن المتقاربة الوحيدة في وادي مزاب .
أمَّا آت بونور: فهي مدينة نسبت إلى القبيلة، أو العائلة التي أسستها، وهي آت بونور.
أمَّا تاجْنينت: فمعني بالمزابية: المكان المنخفض، أو السهل. و يسهل الملاحظة أن الطريق من آت بونور إلى تاجنينت هو طريق ينخفض تدريجيا.
أمَّا آت ايبرقان: (مع نقطة زائدة فوق القاف)، فهي كلمة تعني في اللغة المزابية: الصوف الوبري، أو الوبر. و قد كانت قبيلة آت عفافرة التي أسست المدينة معروفة بصنع المنتوجات الوبرية، فنسبت المدينة إلى صنعتهم .
أمَّا إيقرارن: (مع نقطة فوق القاف)، فهي لفظة مزابية تطلق على الهضابالصغيرة البيضوية الشكل، ويمكن ملاحظتها بكل سهولة وبكثرة عند المدخل الغربي للمدينة
عن المصعبي، بتصرّ
  • كلمة المشرف

    سعيًا وراء الموضوعيَّة والعمل المنهجي بإخلاص، سنجعلُ موقعَنا هذا يحيط بمنطقة مزاب كلِّه (ولاية غرداية)، شمالِه وجنوبِه، شرقِه وغربِه، عربِه وأمازيغِه، إباضيَّتِه ومالكيَّتِه، وجميع مدنه وقراه، باعتبار المواطنةِ الجزائريَّةِ الموحَّدة الموحِّدة، والإسلامِ الواحدِ الشَّامل للشَّعب الجزائريِّ كلِّه، كما ينصُّ الدُّستورُ الجزائري.
  • أحدث المقالات


https://alkotb.wordpress.com/2012/02/13/%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D8%BA%D8%B1%D8%AF%D8%A7%D9%8A%D8%A9/

مدينة غرداية


نشأة غرداية1
بعد العطف وبنورة نشأت مدينة غرداية في سنة 477 هـ وهي في غرب العطف. وكانت أكثر سكَّانا وأحسن موقعا فصارت هي العاصمة الإدارية في ميزاب بعد الاحتلال الفرنسي، والسُّوق الكبرى في الصحراء الكبرى كلِّها. وترى النَّاس يقصدونها من أقصى الشَّمال وأقصى الجنوب ببضائعهم لسوقها النَّافقة، وللتِّجارة الواسعة التي اشتهرت بها.
ومن أوَّل من نزل في غرداية وأنشأها هو الشَّيخ بابا والجمَّة محمد بن يحي، والشَّيخ أبو عيسى بن علوان، وجدُّ أولاد يونس في غرداية وبريان، وقد تزوَّج بنتَ الشيخ باباوالجمة. ثم تلاحق بهم النَّاس حتى بلغوا أربعين رجلا فاختاروا مكان المدينة.وهو جبل منقطعٌ تكتنفه من غربه وشماله وجنوبه جبالٌ منيعة، ويمرُّ وادي ميزاب من شرقه. وفي أعلى الوادي على بعد مِيلَيْن وأقلَّ أراضي واسعة على حافتَّيه للزِّراعة والغراسة. فخطَّطوا المدينةَ أحسن تخطيط. فبنوا المسجدَ أوَّلا وكتَّابَ التعليمِ للصِّغار، ودارَ النَّدوة في المسجد، ثمَّ بنوا حوله السُّوقَ والديارَ، وأحاطوها بسور فيه أبراج عالية محكمة للدِّفاع. ثم صارت تتَّسع شيئًا فشيئًا وتترقَّى إلى أن صارت كما هي الآن مدينة كبيرة راقية.
وكانت عجوزٌ زنَّاتيةٌ تأوي إلى غار في غرب الجبل الذي بُنيت فيه المدينة تُسمَّى (داية) فنُسبَ المكان إليها، فسمِّيَ غار داية. ولمَّا جاء الشَّيخ بابا والجمة وصحبُه انضمَّ إليه الكثيرُ من زنَّاتة الذين كانوا ينصِبون خيامَهم في الوادي لرعي أغنامهم، ويتخذونه مرْبعًا. ومن جملة من انضمَّ إليه هذه العجوزُ وأسرتُها فتعاونوا جميعًا على بناء غرداية، وأَبقَوا لها اسمَها القديم، ولعلَّه للتيَّمُّن (بداية) التي قد تكون من الصالحات. وأهل غرداية يسمُّون داية هذه (لالة ساهلة) ويتيمَّنُون بها ويرونها من الصالحات، وكذلك أهل بريان قد بنوا لها قبَّة جميلة في مدخل المدينة إحياء لذكراها ولازال أَعلى الغارِ قد تُركَ للآثار وبقيتُه رُدِم.
—————————————
1- محمد علي دبوز، نهضة الجزائر الحديثة وثورتها المباركة، الجزء الأول، صفحة:162
غرداية (تَغَرْدَايْتْ):
    معنى الكلمة الأرض المسطّحة الواقعة على ضفّة مجرى الوادي. أسّست عام 477 ﻫ/ 1085م على جبيل منقطع عن باقي الهضبة، وقيل إنّ تغردايت تصغير لكلمة أَغَرْدَايْ الذي هو الجبل.1
 —————————————
1-من كتاب تاريخ بني مزاب، للأ

ليست هناك تعليقات: