اخر خبر
الاخبار العاجلة لمطالبة وزيرة الثقافة من مسيري قسنطينة اهمال المشاريع الثقافية الكبري والاهتمام بثقافة عمارات المدينة الجديدة من توفير قاعات سينما وقاعات الكينغ فو والتسلية العاطفية يدكر ان قسنطينة لاتملك قاعةسينما ولابيت للدعارة ولامراكز للتسلية الجنسية والاسباب مجهولة
اخر خبر
الاخبار العاجلة لاكتشاف الصحافية حياة بوزيدي في حصة منتدي الاداعة ظاهرة غياب الطلبة وغياب الاساتدة وغياب البرامج التربوية الجامعية في حصة منتدي الاداعة ومدير الجامعة الاسلامية يؤكد ان وزيرة التعليم بن غبريط اصدرت قرارات تاريخية بطرد الاساتدة وشر البلية مايبكي
اخر خبر
الاخبار العاجلة لاختلاط شخصية حياة بوزيدي على ضيوف منتدي الاداعة بين وصف سيدة وانسة واستادة يدكر ان الصحافية حياة بوزيدي من اقدم صحافيات قسنطينة ومن اصغر صحافيات اداعة قسنطينة سنا والاسباب مجهولة
اخر خبر
الاخبار العاجلة لمطالبة الصحافية حياة باضافة ساعة ثالثة لحصة منتدي الاداعة حتي تشبع رغبات الصحافيين الجزائريين بقسنطينة والاسباب مجهولة
اخر خبر
الاخبار العاجلة لاكتشاف سكان قسنطينة انتدخل وزيرة الثقافة في بلدة الخروب كشف ان وزيرة الثقافة رفضت فكرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية شكلا ومضمونا لكن السؤال لمادا ترمممدينة قسنطينة اداكانت تظاهرة قسنطينة سوف تلغي في الاسابيع القادمة والاسباب مجهولة
اخر خبر
الاخبار العاجلة لاكتشاف الصحافية حياة بوزيدي في حصة منتدي الاداعة ان مراسل صحيفة المساء بقسنطينة يقدم نفسه كطالب جامعي فهل سوف تكشف الايام ظاهرة الصحافيين المزييفين في الجزائر والاسباب مجهولة
اخر خبر
الاخبار العاجلة لمطالبة وزيرة الثقافة من مسيري قسنطينة اهمال المشاريع الثقافية الكبري والاهتمام بثقافة عمارات المدينة الجديدة من توفير قاعات سينما وقاعات الكينغ فو والتسلية العاطفية يدكر ان قسنطينة لاتملك قاعةسينما ولابيت للدعارة ولامراكز للتسلية الجنسية والاسباب مجهولة
http://www.fespress.net/news1246.html
http://majles.alukah.net/t65423/

قيام السلطات الإماراتية بحملات مداهمة لعدد من بيوت المساج والتدليك بإحدى مدن الإمارات لمخالفتها شروط مزاولة المهنة أثار نوعا من الاستهزاء والاستهجان.
وكأن «حاميها لا يعرف حراميها»، فكل من يعيش في الإمارات سواء كان من أهلها أو من المقيمين على أرضها أو القاصدين لها لأغراض سياحية أو تجارية أو غير ذلك يعرف أنها الأولى في مراكز المساج والتدليك في الوطن العربي، وباتت تنافس محلات البقالة الموجودة في كل شارع من شوارع «دبي» و«أبوظبي» على وجه التحديد بشكل معلن وملفت للنظر وبعكس الإمارات الأخرى المستترة بعناوين مخالفة لم يتم ممارسته.
الشرطة التي تحمي الدعارة في «دبي» وأكثر من 50% من بيوت المساج والتدليك على مستوى الدولة، وجهت صفعة ناعمة لإحدى شبكات الدعارة المنافسة لها والتي تعمل في «دبي» لصالح حكام إمارة «رأس الخيمة» بعدما زاد نشاطها بشكل سلبي على المصالح المشتركة بينها وبين الشبكات التابعة لحكام «دبي».
إحدى الوكالات السياحية الوهمية المسجلة في إمارة «رأس الخيمة» اعتبرتها «دبي» نوعا من تجاوز حكام «رأس الخيمة» للخطوط الحمراء بينهما ومحاولة لقضم جزء من كعكة الدعارة بين الإماراتين فوجهت لها صفعة لردعها وإنذار خفي لـ«أبوظبي» من منازعتها في حصتها الدعارية المقننة سياحيا من خلال أكثر من 500 فندق في المدينة تضم أكثر من 400 محل للمساج تديره روسيات وغربيات ومصريات، فضلا عن المرخص تجاريا من قبل دائرة التنمية الاقتصادية بـ«دبي» والذي توضحه الإحصائية المرفقة.
المراقبون لهذه البيوت يعتبرون الحملة ما هي إلا نوعا من دغدغة «دبي» للمنظمات الحقوقية الدولية والتي تضع «دبي» في مراتب متقدمة في الاتجار بالبشر بعد صدور تقرير أمريكي جديد يتهم الإمارات بالاتجار بالبشر وبعد تفعيل دعوى قضائية مقامة الآن ضد حاكم «دبي» أمام محكمة فدرالية في «كنتاكي» تتهمه بالاتجار بالأطفال.
وتزامن ذلك مع ما تناولته وسائل الإعلام الغربية والمحلية مؤخرا من فضيحة اغتصاب طفل فرنسي من قبل أربعة إماراتيين أحدهم مصاب، وتستر شرطة «دبي» على المجرمين لانتسابهم لعوائل مقربة من حاكم «دبي».
قصة مراكز المساج في الإمارات طويلة وارتبطت بالطفرة العمرانية التي شهدتها البلاد في العقد الماضي وبات وجود ناد صحي في كل فندق أمرا عاديا، بل إن هذا النشاط ازدهر في العاصمة نفسها وهي التي ظلت متحفظة علي انفتاح «دبي» لسنوات، وإذا كانت الدوائر الرسمية لا تصرح بعدد هذه المراكز بالإمارات فإن ما يؤكده الواقع أنها باتت منتشرة بشكل كبير فإلي جانب المصرح له بالنشاط في الفنادق والمنتجعات، هناك في أحياء «دبي» الشعبية في «البراحة» و«نايف» و«القصيص» و«النهدة» و«الممزر» و«الجميرا» و«الكرامة» بدبي وفي «النخيل» برأس الخيمة وغيرها من الأماكن التي تعج بالأسيويين تنتشر هذه المراكز التي باتت عنوانا لتسهيل الرذيلة لراغبي المتعة الحرام من الوافدين الأسيويين وبعض العرب فضلا عن شباب المدارس الثانوية.
السلطات المختصة الإماراتية من جهتها تخفي الأعداد الحقيقية لبيوت المساج وتمنع وسائل الإعلام في التحدث عن الظاهرة وتكتفي بنشر خبر صحفي للأجهزة الأمنية والصحية للتنويه على يقظتها وحرصها على الصالح العام بقيامها بمداهمات هنا وهناك لعدد محدود من هذه البيوت.
في محاولاتنا الدؤوبة لتقصي أبعاد هذه البيوت دققنا بالنظر في دليل الاتصالات الهاتفي وجدنا أن هناك نحو 722 مركزا مشبوها بالإمارات يتخذ عناوين «التدليك والمساج والصحة والجمال والرشاقة» ستارا لممارسة البغاء والرذيلة تحت عين «ولي الأمر» الجهات المرخصة.
يقول «راشد سالم» من «دبي»: في صيف عام 2005 قرر مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية في «رأس الخيمة» إغلاق المراكز الصحية بالإمارة، و بعد أقل من أسبوعين صدر قرار حاكم الإمارة بالاستغناء عن خدمات المسئول ليكتشف بعدها أن هذه المراكز المشبوهة المنتشرة في الإمارة الفقيرة مملوكة بشكل غير مباشر لمسئول كبير، وأن كل العاملين بها علي كفالته بشكل شخص.
ولم يستطع المسئول، الذي ترك البلاد بعد ذلك وبحث عن فرصة عمل بالخارج، الإفصاح عن سبب إقالته، وأسر لمقربين أن السبب هو خلاف شخصي علي طريقة إدارة الدائرة مع الحاكم الجديد الذي جاء علي جثة شقيقه الذي ظل وليا للعهد ونائبا للحاكم علي مدي عقود.
«محسن السكري» قاتل الفنانة اللبنانية «سوزان تميم» في «دبي» صيف عام 2008 ارتكب جريمته بعد ساعات قضاها مع ساقطة التقطها من النادي الصحي الملحق بالفندق الذي نزل به قبل ارتكاب الجريمة.
لا تحتاج النوادي الصحية في الإمارات لكثير من المال أو الجهد، كل المطلوب هو رخصة مزاولة النشاط، شريطة أن يكون المالك أو «الكفيل» موظف نافذ في وظيفة حساسة أو مسؤول قريب من صناع القرار، فضلا عن عدد من الفتيات الأسيويات الفقيرات اللائي يرضين بالعمل في هذه المهنة المشبوهة ليبدأ بعدها المشروع الذي يدر الآلاف شهريا.
تقول «م.س» ربة منزل في «رأس الخيمة» أنها سمعت بقصة المراكز الصحية أول مرة من صديقتها التي أبلغتها أن ابنها يذهب لهذه المراكز مرة كل أسبوع مع أصدقاءه الطلاب في المرحلة الثانوية، وأن ما يحدث في هذه المراكز بات حديث الطلاب في المدارس وتضيف «م.س» أن صديقتها أبلغتها أن كثير من الجرائم ترتكب في هذه المراكز بل أنها باتت ملتقى المنحرفين من الشباب لممارسة الأعمال المنافية بعيدا عن رقابة الأهل.
ويقول «راشد» البالغ من العمر 17 عاما من سكان «رأس الخيمة» أن بالإمارة عددا من الأماكن التي تجذب المنحرفين ففنادق الدرجة الثالثة مكان مفضل للعشرات من طلاب المرحلة الثانوية مقابل مبالغ تبدأ من 50 درهم وتصل إلي 500 درهم حيث توفر هذه الفنادق الرخيصة الفرصة لراغبي المتعة الحرام مقابل تأجير الغرف لساعات محددة.
ويضيف «راشد» أن موضة المراكز الصحية أصبحت قديمة بعد أن بزغ نجم الفنادق الشعبية وما تقدمه من خدمات يقبل عليها طلاب المرحلة الثانوية وبعض طلاب الإعدادي، ويقول أن كل هذه الأنشطة المشبوهة تتم تحت أعين أجهزة الأمن المشغولة طوال الوقت بمراقبة «الفيسبوك» و«تويتر» ومحاربة الإصلاحيين واستضافات المثليين والفاسدين على أراضيها والترويج للمغنيات المثيرات للجنس والجدال مما ساهم بشكل كبير في ضياع آلاف من الشباب وانصرافهم إلي هذه الأماكن التي باتت متاحة للجميع في ظل تراجع دور المسجد والمدرسة فضلا عن البيت، بعد انشغال الأبوين بالبيزنس ورحلات الشتاء والصيف إلي شرق أسيا.
ويؤكد «عصام» مدرس التاريخ الذي عمل في التدريس بالإمارة منذ أكثر من 20 عاما أن طلابه لا يخفون ارتكابهم مثل هذه الجرائم بل أنهم يتباهون فيما بينهم وأثناء اليوم الدراسي بالذهاب للمراكز الصحية وفنادق الدرجة الثالثة التي يتزايد عددها باستمرار، يقول «عصام» اكتشفت ذلك بعد أن لاحظت أن طلابي في الصف الثاني الثانوي ينام غالبيتهم أثناء الحصة، ولأن العلاقة بيني وبينهم بها قدر من الصداقة سألت عن السبب فقال أحدهم أننا نذهب علي فترات لهذه المراكز والفنادق، وأكد أن نصف عدد الطلاب بالفصل يلتقون هناك في الليالي التي يتفقون علي الذهاب فيها، وأضاف أن الأهل علي علم بهذه الأماكن ولا يعترضون علي انصراف الطلاب إليها.
«أم سعود» من جهتها وقفت أمام قاضي الجنايات تدافع عن ابنها البالغ من العمر 17 عاما، والذي تورط في قضية إتجار بالمواد المخدرة كشفت للمحكمة في مارس/آذار الماضي أن ابنها بدأ مرحلة الضياع من خلال التردد علي هذه المراكز، وأن احتياجه للمال أوقعه في شباك الضياع بعد أن التقطته عصابة ترويج المواد المخدرة, وقالت الأم أن ابنها ضحية لهذه المراكز التي تسببت في ضياع العشرات وأضافت، لدي الكثير الذي يكشف سبب ضياع مستقبل ابني لكنني لا أستطيع البوح به فقد عشنا سنوات عمرنا دون أن نسمع عن مثل هذه الجرائم التي لم تكن تخطر علي عقل أحد، لكن ما شهدته البلاد من انفتاح خلال السنوات الماضية بات يهدد العديد من الأسر.
لم تعد خطورة هذه البيوت المستترة وراء الدعارة حكرا على مقاراتها فحسب بل تجاوزتها بوسائل دعايتها والترويج لخدماتها المتنقلة للمنازل والبيوت، وراحت بعض الأسر توظف خادماتها في هذه المهنة بمبررات إنسانية واهية ومؤخرا أعلن في «الرياض» كذلك عن حملات مرتقبة لإغلاق 90% من مراكز المساج، واكتظت وسائل التواصل الاجتماعي «تويتر» بتحذيرات تحمل عنوان «احذروا فتيات المساج والتدليك» وسردا لقصص مؤلمة ومخزية للعفة والطهارة بعدما انتشرت في المجتمع مؤسسات ترعى الرذيلة وتحميها وتقننها بصورة غير مسبوقة.
http://nahyanbastards.wordpress.com/
http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=572284
تحريض القصر على الفسق و الدعارة
http://www.djazairess.com/echorouk/30070
حاملون للسيدا وشواذ جنسيا يديرون بيوت الدعارة
الشروق تخترق شبكات المتاجرة بالجنس في الجزائر
ما ستقرأونه في السطور القادمة.. ليس كلاما من نسج الخيال لملء صفحات الجرائد، فكل حرف موثق بالأشرطة والأدلة الدامغة.. وما الدافع من هذه المغامرة الصحفية التي كانت مقززة وخطيرة، في بعض الأحيان ليس التشهير أو الإساءة لمنطقة ما أو أشخاص بعينهم أو للسير على نهج الصحافة الصفراء.. وإنما لدق ناقوس الخطر بعد أن بلغ السيل الزبى ودعوة أصحاب القرار سواء كانوا على دراية أم لا وكل أفراد ومؤسسات المجتمع للتصدي للخطر الأكبر من الإرهاب..
لقنبلة الموقوتة التي يحترق فتيلها أكثر كلما أُسقط بفتاة أخرى في وحل الرذيلة.. "الشروق اليومي" اخترقت شبكات الدعارة في الجزائر وسجلت إعترافات باروناتها ونقلت شهادات فتيات وسيدات احترفن أقدم مهنة في تاريخ المرأة واتخذناها تجارة مربحة...
*
بداية التفكير في خوض مغامرة اختراق شبكات الدعارة، كانت بعد أن أثار تقرير لمصالح الدرك الوطني الكثير من علامات الإستفهام.. وكان التقرير يتعلق بمعالجة ثلاث قضايا دعارة وتفكيك شبكة عهر ومتاجرة بالنساء بمغنية المدينة الواقعة على الحدود الجزائرية المغربية وتبعد 63 كلم عن عاصمة ولاية تلمسان خلال السنة الجارية.. لنتساءل هل استفحلت ظاهرة الدعارة والعهر حتى تنتظم المتاجرات بشرفهن وأعراضهن في شبكات وتنظيمات..؟؟
*
*
"خيرة المروكية".. "أشهر من نار على علم" في عالم الدعارة
*
*
سؤال قادنا إلى مدينة مغنية الحدودية ولا نقصد الإساءة لهذه المدينة العريقة التي تزخر بالشرفاء والعائلات العفيفة و إنما التقارير الأمنية تشير إلى تحول شبكات التهريب إلى الدعارة إثر تشديد المراقبة الحدودية ما أدى إلى زيادة حدة الدعارة بالمنطقة وبعد اتصالات مكثفة مع مجموعة من أعيان المنطقة والعارفين بخباياها، تمكنا من ربط الإتصال بأحد الزبائن السابقين لهؤلاء العاهرات الذي ابدى استعدداه للتعاون معنا.. وبحذر كبير، التقينا بمن سيكون دليلنا في عالم شبكات الدعارة بفندق وسط مدينة مغنية.. استقبلنا بحفاوة، إلا أن الخوف والحذر بدا واضحا في ملامح وجهه لنحاول تبديد مخاوفه بدردشة خفيفة حول أوضاع مدينة مغنية قبل أن يطلب منا "يوسف"، وهو الإسم المستعار الذي اخترناه لمرافقنا بناء على طلب منه أن نشرح له كيف يمكنه مساعدتنا.. فأخبرناه "..بمجرد وصولنا إلى مغنية والتحدث حول شبكات الدعارة، كرر جميع من التقيناهم اسم "خيرة المروكية" المهربة السابقة والرقم واحد حاليا في عالم الدعارة.. فهل تعرفها وهل يمكنك ان توصلنا إليها..؟؟"، ليرد مبتسما "ومن لايعرف خيرة المروكية.. والوصول إليها سهل، ولكن من اجل أن تقضي ليلة مع إحدى عاهراتها وفقط.. أنتم يستحيل أن تصلوا إليها بهويتكم الحقيقية"، وبعد أخذ ورد لأكثر من ساعتين، قررنا أن ننتحل شخصية مبعوثين من هيأة رسمية من العاصمة قصد التقصي في الشكاوى التي رفعتها ضد اشخاص ذوي نفوذ.
*
*
رنات "نانسي عجرم" شفرتهم السرية.. جزائريون مغاربة صينيون زبائنها
*
*
ليتصل "يوسف" بخيرة المروكية هاتفيا وكانت أغنية الإنتظار بهاتفها أغنية لنانسي عجرم "يا واد يا ثقيل" لترد "آلو.. يوسف.. كي راك العزيز"، وبعد ان أخبرها بأمرنا وإمكانية زيارتها، رفضت وفضلت ان يكون عبر الهاتف وامام إلحاحنا قطعت الخط.. ليعرض علينا الإتصال هاتفيا بعاهرة اخرى تدعى "عواطف" وهي الأخرى رنة الإنتظار بهاتفها أغنية ل"نانسي عجرم"، إلا انها ردت عليه تخبره أنها مشغولة مع زبون، لنحاول الإتصال بثالثة تدعى "نجية" وهي الأخرى رنة الإنتظار بهاتفها أغنية لنانسي عجرم، وكأن أغاني هذه المطربة اللبنانية اصبحت شفرة سرية بهواتف العاهرات وعند رد "نجية" على "يوسف" اخبرته أنها سافرت لوهران من اجل إسعاد جماعة مغتربين جاءوا خصيصا من فرنسا من اجلها على حد تعبيرها...
*
*
وبعد هذه المحاولات الفاشلة، حاول يوسف أن يقنعنا باستحالة مقابلة المتاجرات بالنساء بقوله: "هذه المتاجرات الثلاث التي كنت أتعامل معهن، وكنا يدبرن لي فتيات لممارسة الجنس.. لأفضل لكم أن تلتقوا بالعاهرات البسيطات.. يمكنكم محاورتهن بسهولة، فهن منتشرات بالفنادق والطرقات ليلا.."، إلا أن إصرارنا عليه للقاء رؤوس الشبكات دفعه لمعاودة الاتصال ب"خيرة المروكية"، وأكدنا لها أننا هنا من اجلها وسنساعدها حتى نكشف المبتزين.. لتجهش "خيرة المروكية" بالبكاء وينقطع الخط.. نعاود الإتصال بها وتخبر يوسف بأنها موافقة، وتحدد الموعد عند الساعة العاشرة، وكانت الساعة تشير حينها إلى الثالثة والنصف زولا، متحججة أنها تقوم بتنظيف شامل للمنزل ولايمكنها استقبالنا الآن... الساعات مرت طويلة، قضيناها رفقة يوسف الذي حدثنا عن كيفية تحويل بارونات تهريب المازوت والكيف بالمنطقة إلى الدعارة في فنادق بنوها بأموال التهريب وجمعوا فيها نساء من مختلف مناطق الوطن ومن المغرب ليسعدوا جزائريين ومغاربة وحتى صينيين...
*
*
في بيت "خيرة المروكية".. شبان في المدخل وفتيات مستلقيات في صالون فاخر جدا
*
*
في سيارة أجرة انتقلنا في حدود التاسعة والنصف ليلا إلى منطقة تقع عند الحدود الغربية لمدينة مغنية، أين ارتجلنا من سيارة الأجرة وسط حي مظلم به عشر بنايات أو أقل تتوسطهن بناية من ثلاثة طوابق بدهان أحمر.. يتوقف أمامها مرافقنا ليخاطبنا "وصلنا.. هذه هي دار خيرة المروكية".. ثلاثة شبان يخرجون من المستودع اسفل البيت، يسلم عليهم "يوسف" الذي يعرفونه حسب طريقة حديثه معهم، ليفتحوا لنا الباب قائلين "هن في انتظاركم.. تفضلوا"، ولأن البيت ليس فيه رواق، دخلنا مباشرة إلى غرفة الجلوس، أين كانت شابتان مستلقيتين على أريكة فاخرة جدا، إحداهن بتبان ملتصق على جسدها وقميص يكشف اكثر مما يستر، أما الأخرى فكانت ترتدي لباس الراقصات المصريات في اللون الأبيض، وبمجرد دخولنا هربن إلى غرفة مجاورة، لتصرخ "سيدة" من المطبخ المجاور للصالون "البنات.. هذا الشاب انتاعي انا"، أي هذا الشاب من اجلي أنا، ليتدخل "يوسف" ويخبرها أنني مبعوث من العاصمة قصد مساعدتها لا غير، ليقدم لي يوسف السيدة بقوله "هذه مدام خيرة المروكية".. كانت بفستان نوم أسود، أشبه مايكون بلباس الراقصات المصريات.. وجهها مرسوم بكل أنواع الأصبغة، وشعر قصير بلون أصفر فاقع، وبشرة برونزية تميل للسواد.. تستقبلنا في قاعة الجلوس المؤثثة بأفخر قطع الأثاث والتحف.. ومظاهر الثراء لا تعكسها حيثيات فيلتها وحسب، وإنما حتى أطنان الذهب التي كانت تعلقها من أساور وعقود وكأنها محل مجوهرات متنقل...
*
*
بنات يهربن من بيوتهن ل"خيرة المروكية" قبل أن يسرقهن تجار آخرون
*
*
طلبنا من "خيرة" أن تروي لنا قصتها بالتفصيل، وكيف دخلت إلى هذا العالم.. فقالت "أنا كنت امرأة جزائرية عادية ولست مغربية كما يلقبونني.. أنا ولدت هنا وابنة شهيد.. ربما تقدمي في السن غيّر ملامحي.. فأنا كنت جميلة جدا.. كنت فاتنة الجمال.. تزوجت في سن ال15 بزوج لم يعمل يوما.. فطلبت منه أن يتركني أخرج للعمل فرفض.. طلبت الطلاق وعمري 36 سنة، لأني لم اتحمل مشهد أبنائي يموتون جوعا.. تطلقنا بالتراضي وترك لي البيت.. اتصلت بإخوتي السبعة في فرنسا حتى اذهب إليهم فرفضوا أن أجلب أبنائي معي.. عملت كمنظفة في مقهى ومطعم وفي البيوت لأطعم ابنائي، وكنت في كل مرة أتعرض للمساومات الجنسية من قبل أرباب العمل... وفي زوية تعلمت قواعد التهريب واشتغلت كمهربة ملابس على الحدود المغربية الجزائرية ونقلت المواد المهربة داخل ملابسي لبيعها في أسواق وهران.. ولكن بعد تشديد المراقبة على الحدود وكثر حجز المواد المهربة، مارست الدعارة من اجل أن اكبر أبنائي.. فالإبتزاز الجنسي يلاحقني أينما ذهبت، فلماذا أبيع نفسي دون مقابل.. وأبنائي يموتون جوعا".. ونفت أن تكون تتاجر بالبنات أو أنها تمارس الدعارة حاليا في بيتها، وعن البنات الأربع اللائي وجدهن في البيت بملابس فاضحة والشبان عند مدخل الفيلا، قالت "هذه ابنتي المتزوجة ولها ابن وتبلغ من العمر 28 سنة، وهذه أختها الصغرى 17 سنة، وهذه إبنة أختي 19 سنة، أما الشبان الثلاثة فهم أولادي.. وهذه "وردة" آويتها بعد ان هربت من بيتهم، لأن كبير مافيا النساء أراد ان يخطفها بعد أن رفضت الزواج منه.. يعرفه جميع سكان مغنية يتزوج النساء، ثم يطلقهن ويتاجر بهن في الدعارة"، وتتدخل "وردة" وهي تظهر آثار ضربات بالسكين على يدها وبعض مناطق جسدها: "تهجم علي أكثر من ثلاث مرات.. شوهني بسكينه، لأني رفضت الزواج منه.. تهجم على بيتنا وضرب والدتي بالمطرقة.. بلغت عنه الشرطة ولم يلق عليه القبض.. أنا منذ ثلاثة اشهر هاربة هنا".
*
*
شاذة جنسيا ومصابة بالسيدا.. تتاجر بالنساء وتروع السكان
*
*
وما إن تحدثت وردة.. علا صوت "خيرة" قائلة "المافيا في كل مكان.. أنا تهجمت عليا "قوين تخدم النسا" أي شاذة جنسيا أربع مرات في بيتي، فمنذ حوالي سبعة أشهر حاولت قتلي بالسيف هنا في بيتي وكانت ثملة، لهذا تغلبنا عليها أنا وأبنائي وربطناها وسلمناها للشرطة، وعندما وقفنا أمام وكيل الجمهورية اكتشفت انها مسبوقة قضائيا ب26 قضية في الدعارة والضرب والإعتداء وحيازة المخدرات، وقالت في التحقيق أنها تعمل عندي كعاهرة وشربت الخمر عندي.. كذبا وبهتانا.. وجهها مشوه بالكامل وتتاجر بالنساء هي ورفيقها وهي مصابة بالسيدا، وأخوها مات منذ أيام بالسيدا وهي الآن في حالة فرار من السجن.. جاءت منذ ثلاثة أشهر هي وثلاثة شباب وضربت إبني بالسكين في رأسه، وتقرير الطبيب الشرعي موجود.. هي متواطئة مع جهات نافذة.. أنا أعيش في كابوس، فبابي مغلقة ولا أنام بسببها.. اصبح الكل يعرفها وكل من رآها يهرب ويبلغ عنها.. أردتم كيف أعيش فاسمعوا إذن.. يتهجمون علي.. يهددوني بالقتل وآخرون يطلبون مني الرشوة ولا أحد يحميني.. ماذا فعلت؟؟.. اردت أن أكبر ابنائي حتى لايجوعوا.. 17 سنة لم أنم من اجل أبنائي.. وأنا اتحدى اليوم الجميع..أ تحدى هذه الشاذة المصابة بالسيدا والأمن والدولة والجميع من اجل أولادي.. أنا أفعل أكثر من العاهرات والمتاجرين بالبنات إن لم أجد بماذا اشتري الدواء لإبني وهو يموت أمامي... أنا لم أصبح أحس أني امرأة.. هموم الدنيا حولتني إلى رجل.. أحب أن اشرب.. أحب الذهاب إلى المخمرة.. أحب أن أعيش وانسى".
*
*
متسولات مساجد في النهار.. وعاهرات أرصفة في الليل
*
*
ثورة "خيرة المروكية" دفعتنا لمغادرة المكان، خاصة وأنها مصابة بمرض الصرع والقلب، لنتوجه لرصد شكل آخر من الدعارة.. عاهرات الأرصفة في ليل مغنية.. هنا بالعشرات في احياء شعبية معروفة عند العام والخاص.. وهن العاهرات الأقل ثمنا ويقصدهن ذوو الدخل المحدود.. الساعة تجاوزت منتصف الليلة وشابة في الثلاثينات عند مدخل احد فنادق مغنية.. شجار ومشادات كلامية بينها وبين احد أعوان الأمن بالفندق.. نقترب أكثر ليتضح الأمر أنها عاهرة رصيف تحاول ان تدخل للفندق لإصطياد زبون وقضاء ليلتها هناك.. إلا ان عون الفندق ينهرها بعبارات "مكانك في الشارع.. متسولة وعاهرة رصيف.. تبحثين عن شكارة درهم.. عندي بنات يكفونني والزبائن قلائل.. عندي من لا أستطيع دفع أجرتهن".. نقترب منها اكثر لتخبرنا انها كانت تعمل عنده واليوم طردها من الفندق واستبدلها بغيرها.. وعن كم كانت تتقاضى، قالت "كل ليلة وخيرها.. كنت أتقاسم معه 50 بالمائة من المبلغ.. فالغرفة بالإضافة للبنت قيمتها 9000 دج وأنا أربح 4500 دج.."، حفظنا ملامح الفتاة وترقبناها.. فبعد حوالي عشرين دقيقة مرت سيارة لتقلها.. عدنا في الغد لنفس المنطقة لنكتشف أن نفس الفتاة ترتدي "جلابة" متكئة على بوابة المسجد، تمد يدها للمارة.. إنها متسولة في النهار.. عاهرة في الليل.. ويخبرنا مرافقنا أن مثلها كثيرات.
*
*
"فنادق" للدعارة تجاور المقابر ومقامات الأولياء الصالحين!
*
*
والعجيب في أمر الفنادق المنتشرة في مغنية بصورة ملفتة للإنتباه والتي تعلو منها الموسيقى الصاخية وتملأ مداخلها فتيات من مختلف الأعمار بملابس تصف وتشف وتكشف.. أن أغلبها تجاور المساجد والمقابر وأضرحة الأولياء الصالحين.. وتبقى اسعار العاهرات في الفنادق هي الأغلى، إذ تترواح بين 9000 دج و15 ألف دينار في حين لا تتعدى قيمة ليلة واحدة مع العاهر في بيوت الدعارة 5000 دج في حين تأخذ عاهرات الأرصفة 1000 دج إلى 3000 دج .. كلما استطاعت أن توقف سيارة ومسامرة صاحبها لبعض الساعات أو اللحظات.
http://blog.amin.org/assi/2011/12/21/%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%B1%D9%82%D9%8A%D8%B9-%D8%BA%D8%B4%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%83%D8%A7%D8%B1%D8%A9/
موضوع ممتاز أخي سامح وأظن أن هذه الأمور
منتشرة وفي كل البلدان ولكن أظن أنها كانت سرية الآن انحدر العالم ومن
إحدى علامات يوم القيامة الفجور أعاذنا الله وأدعو لجميع بنات المسلمين
بالستر والعافية وأن يبعدهن عن طريق الحرام أظن أن هذا أيضا يترجم من
ناحية سياسية من وجهة نظري فهو استعمار ثقافي
السلام عليكم ورحمة الله
السلام عليكم
عيادات خطيره
الصراحة لا أعرف ما أقول في هذا الموضوع …سلمت يداك على هذا الطرح الراقي …
ولكن بخصوص مقالي الجريده أعلم أن الأغنيه لماجده الرومي ومن كلمات
الشاعر نزار قباني … ولكن بسبب عطل طرأ في النت لم أستطع تنزيل الأغنيه
والحين نزلتها … شكرا لمرورك والتعليق ….
\\
تعقيب حتى في أمريكا والدول الغربيه المتحرره جدا باتوا يشجعون بناتهن على الحفاظ على عفتهن …
اسرائيل عدو الله بلا كلام ، ولكن اذا كان
هذا تقييمك لعيادات ترقيع غشاء البكارة هناك ، فكيف تقيم وجودها في
البلدان الاسلامية والعربية ؟!!!! وهي بالفعل موجودة .
مساء الخير
السلام عليكم
اخي الفاضل
شكرا لك على طرح هذا الموضوع الهام
يعطيك العافيه سامح
السلام عليكم ورحمة الله
http://benbadis.org/vb/showthread.php?t=2101
http://elmouhami.weebly.com/uploads/5/3/5/2/5352585/memoire_1.pdf
http://metlili-chaamba.com/vb/showthread.php?t=49176
كل مدينة جزائرية اصل او حدث استخلصت منه تسميتها ..فما قصة تسمية كل مدينة
راح نحاول نضع سر تسمية كل مدينة وياريت كل واحد يقطن في مدينة من مدن الوطن الحبيب مايبخلش علينا
بالرد
نبدا على بركة الله
اصل تسمية الجزائر*
الجزائــــــــــر جمع جزيرة, اسم علم لمدينة على ضفة البحــــــر, بين افريقية و المغرب, بينها و بين بجاية أربعة أيام. كانت من خواص بلاد بني حماد بن زيري بن مناد الصنهاجي. و تعرف بجزائـــــــر بني مزغناي, و ربما قيل لها جزيرة بني مزغناي, و قال أبو عبيـــد البكري: " جزائر بني مزغناي مدينة جليلة قديمة البنيان فيها آثار للأول عجيبة وآزاج محكمة تدل على أنها كانت دار ملك لسالف الأمم وصحن الملعب الذي فيها قد فرش بحجارة ملونة صغار مثل الفسيفساء فيها صور الحيوانات بأحكم عمل وأبدع صناعة لم يغيرها تقادم الزمان ولها أسواق ومسجد جامع ومرساها مأمون له عين عذبة يقصد إليها أصحاب السفن من إفريقية والأندلس وغيرهما"
ياقوت الحمـــوي
معجم البلدان
اصل تسمية الجزائر
الْجَزَائِر يرجع أصل التسمية إلى القرن السادس عشر، حين أصبحت مدينةعاصمةالدولة السياسية الجديدة التي شكلها الأتراك الجزائريون، و الجزائر جمع لجزيرة، وقد كانت أربع جزر مشرفة على ميناء الجزائر (الجزائر العاصمة) القديم، استولى علىأكبرهاالمسماة بجزيرة الصخرة الإسبان سنة 1509 م وأقاموا عليها حسن البينون Penon وجهزوه بالمدافع فأصبحت القصبة نواة مدينة الجزائر تحت رحمتهم فاستنجد أهل المدينةبالإخوة بربروس .واستطاع خير الدين مع الجزائريين ودعم من الدولة العثمانية من طردالإسبان . فقام بجلب الحجارة الضخمة من راس تمنفوست المقابل لخليج الجزائر ردم بهالفواصل بين الجزر مشكلا بدلك الأميرالية ( مقر قيادة القوات البحرية حاليا ، واتخدمن المدينة عاصمة وواضعا بذلك أسس الدولة الجزائرية الحديثة بحدودها الترابيةالحالية تقريبا.
**المدية**
اختلفت تسميات المدية نظرا لتناوب حضارات وشعوب مختلفة عليها، فهناك من يؤكد أن اسمها يأتي من لمدونة، و آخرون يقولون أن أصل تسميتها يعود إلى الفترة الرومانية حين كانت تسمى لامبديا نسبة إلى ملكة رومانية. يروى أيضا أن كلمة المدية بربرية تعني العلو أو الأرض المرتفعة. و حسب الشيخ سيدي أحمد بن يوسف فهي المهدية أي البلدة العتيقة أو القديمة.
مستغانم
ذكرت مستغانم في كتاب تاريخ ابن خلدون تحت عنوان " الخبر عن انتزاء الزعيم ابن مكن ببلد مستغانم" حيث قال: "......كان يغمراسن بن زيان كثيراً ما يستعمل قرابته في الممالك ويوليهم على العمالات وكان قد استوحش من يحيى بن مكن وابنه الزعيم وغربهما إلى الأندلس فأجازا من هنالك إلى يعقوب بن عبد الحق سنة ثمانين ولقياه بطنجة في إحدى حركات جهاده.وزحف يعقوب بن عبد الحق الى تلمسان عامئذ وهما في جملته فأدركتهما النعرة عنى قومهما وآثرا مفارقة السلطان إليهم فأذن لهما في الانطلاق ولحقا بيغمراسن بن زيان.حتى إذا كانت الواقعة عليه بخرزوزة سنة ثمانين كما قدمناه وزحف بعدها إلى بلاد مغراوة وتجافى له ثابت بن منديل عن مليانة وانكفأ راجعاً الى تلمسان استعمل على ثغر مستغانم الزعيم بن يحيى بن مكن.فلما وصل إلىتلمسان انتقض عليه ودعا إلى الخلاف ومالأ عدوه من مغراوة على المظاهرة عليه فصمد إليه يغمراسن وأحجره بها حتى لاذ منه بالسلم على الإجازة فعقد له وأجازه....." و هذا ما يدلّ على عراقة بلد مستغانم، كما أشار اليها ابن خلدون.شعار المدينة
المواقع التاريخية
قصر الباي محمد الكبير موقع ما قبل التاريخ أولاد بوغالم حي الدرب
دار القايد و دار القاضي مسجد بدر (الكنيسة قديما) موقع برج محال (مستغانم)
طاحونة خروبة المسجد الكبير (مستغانم) cap ivi بن عبد المالك رمضان
حي طبانة (المدينة القديمة) مغرة الزيتون بن عبد المالك رمضان حي تجديت (مستغانم) وادي اليهود و وادي قرقرا (ب ع رمضان) الأبواب الأربعة (مستغانم) وادي مصطفى سيدي علي أسوار المدينة (مستغانم) مسجد سيدي يحيى
مستغانم : أصلها مشتى غانم أي مكان قضاء فصل الشتاء لهذا الجد وأحفاده
،ويختلف في أصل و معنى هذا الإسم ،لكن المستغانميين يفضلون إرجاعه إلى التسمية العربية "مسك الغنائم"
سر تسمية مدينة ادرار***
تعتبر كلمة أدرار من الكلمات الكثيرة الاستعمال فيالقاموس الامازيغي لدى السكان الأوائل للمنطقة لأنها وحسب كثير من المراجع تصحيف لكلمة أدغاغ التي ترادف في العربية الحجر أو الحجارة ثم ما لبثت الكلمة وبمرور الزمن أن تحولت إلى اللفظ المستعمل حاليا .ولعل أدرار هي اللفظ الفرنسي المناسب لنطق اللفظ الأمزيغي الأول ومما يؤكد هذا التحريف اللفظي وجود قرية أدغا المتاخمة لمدينة [أدرار] و هي من القرى القديمة بالولاية
ولاية سوق أهراس
تقع في الشرق الجزائري، و يحدها من الشرق الحدود التونسية و من الشمال ولاية الطارف و من الشمال الغربي ولاية قالمة ، من الجنوب الغربي ولاية أم البواقي ، و من الجنوب الشرقي ولاية تبسة.
أسمها الذي يعني سوق الأسد يأتي من اللغة الأصلية الأمازيغية الشاوية أهراس الذي يعني أسد.
تيسمسيلت:
تيسم : غروب و سيلت : الشمس ، بمعنى غروب الشمس، أو هنا تغرب الشمس المصطلح يرجع إلى اللهجة المستعملة من طرف سكان المنطقة قديما (الأمازيغ) و منذ ذلك العهد تداولت التسمسية على المنطقة بتيسمسيلت و للمتأمل متعة في ظاهرة غروب الشمس حقا
معنى كلمة تلمسان:
يتألف اسمها من كلمتين بربريتين هما "تلم " ومعناها تجمع و"ان" ومعناها "اثنان " أما جورج مارصي فيعتقد ان اسم تلمسان (من البربرية تلا ومسان ، ومعنى كلمة تال عنده المنبع وامسان والذي يعني الجاف لتصبح كلمة تلمسان " المنبع الجاف" . ومنها من يرى على أنها تحريف صيغة الجمعوهو تلمسان تلمسينبكسر وسكون فكسر ومفرده تلماس ومعناه جيب ماء أو منبع فيكون اسم تلمسان بمعنى مدينة الينابيع, , وما درج بكونها كلمة عربية مركبة من كلمتين تلم –تجمع- وإنسان لتصبح تلمسان ."مجمع الناس" .ولم تحمل دائما تلمسان هذا الاسم بل كانت تسمى بوماريا واغادير.
بشار
معنى الاسم : كثير البشرى، طلق الوجه، بشوش، قال الزجاج: معنى يُبْشِّرك: يَسُرُّك ويُفْرحُك. وأصل ذلك أن بشرة الإنسان تنبسط عن السرور، ومن هذا قولهم: (فلان يلقاني ببشر: أي بوجه منبسط. والبشار: كثير البشرى المبادر بنقل الأخبار السارّة الحسنة، وحتى السيئة وإن كانت ترتبط عند الناس بالأولى و في محكم التنزيل عدد من الآيات الدالة على التبشير منها قوله تعالى: { إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً } و - { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرةٌ } و - { يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى} و - { يَابُشْرَى هَذَا غُلامٌ } و - { وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشّرَاتٍ} والمقصود بالمبشرات: الرياح التي تبشر بالغيث) و - { وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرآ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ } . و- اسم نهر بالبصرة، له ذكر في بعض الآثار.
***ولاية قالمة***
مدينة قالمة مدينة عريقة وقديمة جدا سميت بهذا الاسم نسبة إلى قبيلة
كانت تعيش في المنطقة قديما
تقع الولاية بشمال شرق البلاد وسط سلسلة جبلية ضخمة خضراء ،
وأهم هذه الجبال ( جبل ماونة - جبل دباغ - جبل بني صالح - جبل هوارة ..).
تملك الولاية مؤهلات سياحية كبيرة تحتاج إلى العناية والتطوير .
كما تعتبر قالمة منطقة إستراتيجية بوجودها على ضفاف وادي سيبوس الخصبة،
أين تمر المجاري المائية دون انقطاع وخلال كل الفصول . وقد أهدت قالمة للثورة
وللوطن أبطال أمثال سويداني بوجمعة، وهواري بومدين الخ
وهناك أسطورة قديمة تقول إن الاسم القديم لمدينة قالمة مؤلف من كلمتين
"القى ـ الما" أي "وجد الماء"، وتعود قصة هذه الأسطورة التي يراها بعض
المؤرخين خيالية، إلى قافلة من عربان الصحراء يروى أنهم حلوا لأول مرة
بالمنطقة، وقبل وصولهم، أرسلوا فارسا يبحث عن مكان ملائم به الماء، كي تحط
القافلة الرحال به، وعاد الفارس بالبشرى إلى رفاقه وهو يُردد »القيت الما..
القيت الما..« فأخذ مرافقوه يرددون بفرح" »القى الما«، ويقال بأنه مع
الوقت، التأمت الكلمتان فأصبحتا اسما واحدا هو »قالمة«
*ولاية بجاية***
bougie: الشمعة
كبقية مدن المتوسط حكمها الرومان بعد تغلبهم على قرطاجة ثم اتخذها الوندال عاصمة لهم في القرن الخامس الميلادي. تعاقب على حكمها البربر وسلالات المسلمين الحاكمة كالأمويين والعباسيين ثم العثمانيين. أصبحت عاصمة للحماديين، واحتلها الإسبان ثم استعمرها الفرنسيون إلى الاستقلال. من أبرز معالمها الجامع الذي بني في القرن السادس عشر وقلعة بناها الإسبان عام 1545 م. اقترن اسمها بصناعة الشموع إذ كانت تصدر مادتها الخام ولذلك أخذت الشموع اسمها بالفرنسية (Bougie) وكذلك شموع الاحتراق «بوجيات» المستخدمة في محركات السيارات.
أصل تسمية بسكرة ''فيسيرا''
هي تسمية رومانية غير أن هناك من يرى أن تسمية ''فيسيرا'' عربية وقع فيها دمج لاسمي قريتين قديمتين في المنطقة وهما ''سبة'' و''كرة''. وهناك من يرى أن التسمية قريبة من السكر نظرا لحلاوة تمور المنطقة. ومهما يكن من خلاف في التسمية فالأمر المؤكد هو عراقة هذه المدينة. حيث أن وجود مدينة بسكرة يعود إلى العهد الروماني حيث ذكر المؤرخ الإغريقي بلين ''فيسيرا'' في كتاباته كيفية انضمامها إلى حكم الإمبراطور أغسطس ما بين سنتي 19و 30 قبل الميلاد. وقد أكد المؤرخون وجودها أيضا في القرن الرابع للميلاد خلال سرد سير بعض القادة العظماء أمثال القائد عقبة بن نافع الفهري وأبي المهاجر دينار وموسى بن نصير. وقد خضعت في تلك الفترة لحكم خلفاء بني أمية ثم أصبحت في حكم الاغالبة ثم حكم الدولة الفاطمية ثم حكم الموحدين إلى أن استحوذ عليها الحفصيون الذي ارتكزوا في تونس. وفي القرن السادس عشر للميلاد أخذها الأتراك من أيدي الحفصيين وبقيت تحت الحكم العثماني مثل سائر المدن الجزائرية ما يربو عن ثلاثة قرون. وفي 4 مارس 1844 م احتل الفرنسيون بسكرة وبقيت البلاد تحت الاحتلال الفرنسي إلى غاية .1962
تمنراست
.تقع في اقصا الجنوب الشرقي الجزائري وهي اكبر ولاية من حيث المساحة بالجزائر. واسمها الحقيقي تمنغست .وهي كلمة بالتارقية تطلق على نوع من الخنافس يوجد بالاهقار ويسما محليا باسم تمنغست
سكيكدةهو روسيكادا
روسيكاد تسمية فينيقية متكونة من كلمتين روس وتعني رأس واكاد تنطق أوكاد و تعني المنارة و معناها الكامل رأس المنارة
في مرحلة الفتح الإسلامي انطلاقا من القرن السابع و وصول المسلمينإلى منطقة المغرب تعربت المنطقة، وكانت اللغة العربية سهلة التعلم لأن أهلالمنطقة تعودوا على استعمال اللغة اليونية (القرطاجية) مع اللغة البربريةو اللاتينية.
و الإسم الحالي لروسيكاد يستمد أصوله من العربية. حيث تحول من حيث النطقإلى sucaïcada أو Ras skikda أي راس سكيكدة لتحديد النقطة الأكثر علوا شرقالمدينة، و لقد تعرض لها بالذكر الكثير من المؤرخين كالبكري و الإدريسي.
تسمية برج بوعريريج تعود لـ خير الدين و بابا عروج ..
حيث أن الجنود كانوا يضعون ريشة فوق الخوذ لتظهر من أعلى البرج ..(برج بابا عروج )... ثم أصبحت برج بوعريريج
و أصل تسمية البيبان حيث هذه الكلمة تطلق على سلسلة الجبال الواقعة بينونوغة و بابور و التي تتميز بممر استراتيجي للطرق التاريخية هذا الممريربط بين الشرق و الغرب و الجنوب و الشمال .
و ترجمت هذه الكلمة من اللغة التركية Demir - Cour و التي تعني باب الحديد، و تميزت منطقة البيبان أثناء فترة الحكم العثماني للجزائر بامتدادهاالاستراتيجي في إمارة بني عباس و بالأخص مشيخة مجانة حيث التزم الأتراكبدفع إتاوات حق المرور عبر هذا الممر مع تنكيس أعلامهم و إخفاء أسلحتهمبموجب إتفاقية ثنائية بين المقرانيين و الأتراك ...
ولاية الجلفة : أصل التسمية
يقال قديما أن هناك رجلين مارين بمنطقة الجلفة وجلسا ليستريحا من التعب وكانا يحملان معهما( دلاعة ) وبعد الانتهاء من الأكل والاستراحة أكملا سفرهماو بعد قطع مسافة ،تفقدا السكين فقال أحدهما للآخر أين السكين فقال تركناه في الجلفة ويقصدان بها قشرة الدلاعة (البطيخ) والله أعلم
سطيف
و الملقبة بسطيف العالي كانت تسمى قديما ستيفيس اي مطمورة الرومان لانها غنية بالينابيع المعدنية التي يقصدها للان الالاف للاستجمام و التداوي بمياهها المنعشة .تقع في جبال الاطلس التلي الجزائري _شمال شرق الجزائر_ ان شاء الله تعجبكم. معنى كلمة سطيف التربة السوداء و هي تسمية رومانية.
أصل تسمية وادي سوف
:من محمدخريف ميلودي
وادي سوف مركبة من كلمتين "وادي" و"سوف"، ويعطي هذا الاسم عدة دلالات تتوافق مع طبيعة المنطقة وخصائصها الاجتماعية والتاريخية.
- ومعناه وادي الماء الذي كان يجري قديما في شمال شرق سوف، وهو نهر صحراوي قديم غطي مجراه الآن بالرمال، وقد ذكر العوامر أن قبيلة "طرود" العربية لما قدمت للمنطقة في حدود 690هـ/ 1292م أطلقوا عليه اسم الوادي، والذي استمر في الجريان حتى القرن 8هـ/ 14م.
- وقيل أن قبيلة طرود لما دخلت هذه الأرض وشاهدت كيف تسوق الرياح التراب في هذه المنطقة،قالوا: إن تراب هذا المحل كالوادي في الجريان لا ينقطع.
- كما أن أهل الوادي يتميزون بالنشاط والحيوية، وتتسم حياتهم بالتنقل للتجارة في سفر دائم، فشبهوا بجريان الماء في محله الذي يدعى الوادي.
- يربط بعض الباحثين بين سوف وقبيلة مسوفة التارقية البربرية، وما ذكره ابن خلدون، يفيد أن هذه القبيلة مرت بهذه الأرض وفعلت فيها شيئا، فسميت بها، وتوجد الآن بعض المواقع القريبة من بلاد التوارق تحمل اسم سوف أو أسوف و"وادي أسوف" تقع جنوب عين صالح.
- وتنسب إلى كلمة "السيوف" وأصلها كلمة سيف أي "السيف القاطع" وأطلقت على الكثبان الرملية ذات القمم الحادة الشبيهة بالسيف.
- لها دلالة جغرافية لارتباطها ببعض الخصائص الطبيعية للمنطقة، ففي اللغة العربية نجد كلمة "السوفة والسائفة" وهي الأرض بين الرمل والجلد، وعندما تثير الريح الرمل تدعى "المسفسفة" وهذا ما جعل أهل سوف يطلقون على الرمل "السافي".
- وقيل نسبة إلى "الصوف" لأن أهلها منذ القدم كانوا يلبسون الصوف، وقد كانت مستقرا للعبّاد من أهل التصوف يقصدونها لهدوئها، إضافة إلى أنها كانت موطنا لرجل صاحب علم وحكمة يدعى "ذا السوف" فنسبت إليه.
وأول من ذكره بهذا الجمع "وادي سوف" هو الرحالة الأغواطي في حدود 1829، وانتشر على يد الفرنسيين بعد دخولهم للمنطقة.
كانت تيارت في القديم مسماة باللغة البربرية "تيهرت" اي اللبؤة وكان لها عدة تسميات ه.تاهرت، ا.تأقدمت، ن.تاغزوت، ي.تنقارتيا... كانت مدينة تيارت مقرا للرستميين وهم سلالة من الأباضيين حكموا الجزائر بين عامي 776-908 م. الرستميون: سلالة من الإباضيين حكمت في الجزائر بين 776-908 م.المقر: تاهرت/تيهرت (اليوم: تيارت).مؤسس السلالة، عبد الرحمن بن رستم (ذو أصول فارسية) كان منذ 758 م واليا على القيروان. فر بعد عودة ولاة العباسيين إليها إلى تاهرت، تمت مبايعته إماما على الجماعة (776-784 م). أتم الرستميون السيطرة على مناطق وسط الجزائر أثناء عهد ابنه عبد الوهاب (784-823 م) ثم أقام علاقات مع الأمويين حكام الأندلس. الشيء الذي مكنه من إقامة علاقات جيدة (تجارية) مع الأندلس.توطدت الدولة وساد الاستقرار في عهد أبو سعيد الافلح (823-868 م) ثم أبو حاتم ويسف (868-894 م) من بعده. أصبحت تاهرت عاصمة الاباضيين الثقافية والفكرية في الشمال الإفريقي. سنة 908 م قام الداعية الشيعي أبو عيبد الله الشيعي صاحب الفاطميين بالقضاء على دولتهم. تحول بقايا الإباضيين نحو الجنوب الجزائري، واستقروا في منطقة وادي ميزاب، من أهم مدنهم اليوم غرداية
ولاية سيدي بلعباس
مدينة سيدي بلعباس التي سميت بهذا الاسم نسبة إلى الولي الصالح سيدي بلعباس السبتي الذي يروى عنه أنه من نسب شريف
وقد تلقى علومه في مدينة سبتة المغربية، ثم انتقل إى تلمسان ودرس بمدرستها وأصبح النقطة التي يتوافد إليها كل عالم وطالب علم
لاسيما وأنه كان يتسم بذكاء خارق للعادة ، وكان له الفضل في توحيد قبائل بني عامر . ولما وصل إلى مشارف وادي مكرة
الذي يتوسط المدينة، استقرّ بجواره بالضفة اليسرى
وهنا تابع عمله في توحيد قبائل بني عامر، وفي تدريس القرآن وأصول الدين والإحسان إلى المساكين، وقد توفي سنة 1771م.وشاء القدر أن تصدر الحكومة الفرنسية مرسوما بتاريخ 05-01- 1849م بإنشاء مدينة تحوي 2000 إلى 3000 ساكن تسمى بسيدي بلعباس,
ملاحظة: مازالت لحدّ الآن قبّة واقفة اليوم بالضفة اليسرى لوادي مكرة ولست أدري إن كانت هذه القبة هي المكان الذي استقر به أنذاك، أم هي ضريحه - الله أعلم
/سعيدة
مدينة سعيدة تقع في الشمال الغربي للجزائر يحدها شمالا ولاية معسكر، ولاية سيدي بلعباس غربا، وولاية تيارت شرقا، ومن الجنوب ولايتي النعامة والبيض.
وكان اسمها السابق مدينة العقبان.سماها الامير عبد القادر بسعيدة نسبة إلى امرأة صالحة اسمها "لالة سعيدة".
تشتهر المدينة سعيدة بحماماتها المعدنية :
حمام ربي
حمامسيدي عيسى
حمام عين السخونة
كما أنها تشتهر بمائها المعدني الصالح للشرب والذي يعرف بماء سعيدة والذي حاز على الشهرة الوطنية والخارجية.
ولاية الشلف
مرت على ولاية الشلف التي تستمد اسمها من اسم عاصمة الولاية عدة تسميات منها:
* كاستليوم تانجتانيوم: ومعناها القلعة الطنجية لأن الشلف في ذلك العهد قد تكون تابعة لموريطانيا الطنجية.
* الأصنام: أطلق عليها هذا الاسم من قبل العرب الفاتحين لما رأو البناءات الرومانية والأعمدة الكبيرة في المدينة فقيل إنها بلاد الاصنام
* أورليان فيل: وتعني بالعربية مدينة الدوق أورليان وهو ملك فرنسي سماها بهذا الاسم الماريشال بيجو.
* الشلف: سميت نسبة لواد الشلف المار في ترابها وقيل بأن الواد هو من إستمد اسمه منها وأن الكلمة مشتقة من كلمة شليفان أو شيليماث من الفينيقية ومعناها
اله فينيقي مختص بالخصوبة والخيرات مع العلم
أن واد الشلف من أكبر وأخصب أنهار شمال افريقيا.
دخلت منطقة جيجل التاريخ من أبوابه العريضة نتيجة إحتكاكها بمختلف الحضارات، فحسب قول العلامة الكبير إبن خلدون في كتابه الخاص بتاريخ البربر ''إن منطقة جيجل تسكنها قبيلة تسمى كتامة''.
تشير أغلب المصادر التاريخية إلى أن مدينة جيجل ذات نشأة فنيقية و تعتبر من بين المواقع التي أسسها الفنيقيون في الحوض الغربي للمتوسط في القرن العاشر قبل الميلاد. غير أنه يلاحظ إختلاف في المصادر حول أصل التسمية التي عرفت بها، فإيجلجيلي ''igilgili'' إن كانت فينقية الأصل معناها شاطئ الدوامة، و إن كانت بربرية فمعناها من ربوة إلى ربوة. غير أن هذه التسمية طرأت عليها تغييرات كثيرة عبر التاريخ. فمن إيجلجيلي إلى جيجل الحالية أشارت المصادر إلى مجموعة من التسميات ك: إتلتيلي، زيزري، جيجل، خيخل ….إلخ. و من آثار العقد الفينقي مجموعة كبيرة من القبور محفورة في الصخر كثير منها إندثر الآن. و لا يزال موقع الرابطة غرب مدينة جيجل يحتفظ بأكبر مجموعة. أما أقدم تاريخ للقبور فيرجع إلى القرن السابع قبل الميلاد. لأحد الأنماط يدعى القبر الممثل للهيكل الأسناني و هو على شكل مومياء عثر عليه بجبل سيدي أحمد بن أمقران.
وهران
وهران كلمة أمازيغية معناها الأسدان (المفرد وهرا والمثنى وهران)، و ما زال الأسدان شعار المدينة
حتى اليوم، وهناك تمثالان للأسدين أمام مقر بلدية وهران اليوم. وهناك أسطورة شعبية تقول
إنه في القرن التاسع قبل الميلاد كان يمكن رؤية أسود في المنطقة، وإن آخر أسدين قُتلا
في جبل قرب وهران يسمى جبل الأسود.
غليزان:
اختلف الباحثون حول معنى اسم غليزان كما اختلفوا في رسم هذا الاسم الذي كتب على عدة أوجه ومنها: (إغيل – إزان), (إغيل – يزان), (إيغيليزان), (غيليزان), و(غليزان). وقد استقرت كتابة الاسم على الرسم التالي: (غليزان) مع نطقها بكسر حرف الغين. وفي كتاب(بغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد), تحدث يحيى بن خلدون عن غليزان التي استقر بها بوزيان القبي لمحاربة جيش أبي حمو موسى الثاني الذي كان متواجدا بمدينة البطحاء(المطمر حاليا) وقد كتب اسم المدينة كالآتي: "إغيل – يزان". ففي وصفه للأحداث التاريخية التي جرت في القرن الرابع عشر ميلادي, يذكر يحيى بن خلدون المدينة في الفقرة الآتية :"ثم خرج أعلى الله أمره بركابه العلي يوم الاثنين الحادي عشر منه فجد السير لحرب الأعداء بعد أن استوزر الشيخ أبا موسى عمران بن فارس بن حريز اللؤلؤي فلقيته الجيوش دوين البطحاء فثناها ونزل البطحاء وقد طانبها لإغيل – يزان العدو...." ([4]) والمعلوم أن اسم غليزان أمازيغي وهو مركب من (إغيل) و(إزان) ومعناه الربوة المحترقة.
الاغواط
لقبت المدينة والمنطقة ككل بعدة ألقاب منها:
عاصمة السهوب وهو اللقب الرسمي بالإضافة إلى بوابة الصحراء،
لغواط المعلوم وملتقى الجبال والوديان.... و تتخذ المدينة من الفنك شعارًا
لها لتواجده بالمنطقة بشكل ملحوظ وهو شعار الدولة
ولاية غرداية، التسمية أمازيغية وعممت لتشمل جميع قرى الوادي
والأصل إطلاقها على مدينة "تغردايت"
فقط. على من أراد أن يتحقق من تطابق هذه التسمية مع موقع
المدينة أن يقف أعلى قصر مليكة العليا
"آت مليشت" وقت جريان الوادي.
توجد تسميات متدولة عند عامة الشعب لـ"تغردايت" وهي :قرداية، غرداية، غارداية، غارضية.
تيبازة مدينة جزائرية تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط في تيبازة وتبعد عن مدينة الجزائر ب 75 كم غربا.أسسها الفينيقيون كإحدى مستعمراتهم التجارية العديدة حيث كانت لها مكانة مرموقة.
* معنى تيبازة في اللغة الفينيقية (الممر) لأنها كانت معبرا وممرا للناس بين مدينتي إيكوزيم (شرشال) وإيول (الجزائر). ثم أصبحت تعرف بقرطاجية. وقد اكتشف بتيباسا مستعمرة فينيقية تعود للقرن الـ 5 ق.م. وعندما جاء الرومان حولوها إلى مستعمرة تتبع لاتيوم، ثم تحولت إلى مستعمرة تتبع روما في عهد الإمبراطور كلاوديوس
تندوف
اختلف المؤرخون في تحديد أصل تسمية واحد لتندوف، إذ وردت روايات مختلفة حوله، أرجعها البكري في كتاب المسالك والممالك إلى تندفوست نسبة إلى الآبار التي حفرها المسافرون غير أنها سرعان ما تختفي بسبب زحف الرمال أو تندثر لأنها هشة، في نفس السياق تحدث الدكتور إبراهيم حركات عن كونها ملتقى القبائل الصحراوية التي حفرت بها أبارا عديدة غير أنها تنهار لقرب بعضها من بعض أو لفيضانها.
- وهناك من يرجع أصلها إلى اجتماع كلمتين بربريتين هما "تن" العين و"دوف" الغزارة ليكون معناها كاملا العين الغزيرة المياه.
أصل تسمية بومرداس
سميت ولاية بومرداس نسبة إلى الولي الصالح سيدي علي بن علي بن أحمد البومرداسي الذي اسس زاويتين احداها تسمى الزاوية السفلانية وتقع فوق البحر والثانية تسمى الزاوية الفقانية تقع في حي أولاد بومرداس
تحوي هذه الولاية على بعض الأثار الفينيقية والرومانية ولا ننسى طبعاً الأثار الإسلامية، كما تعرضت بعض مدن هذه الولاية لزلزال 2003 الذي ضرب الجزائر.
***المسيلة***
وجدت تعريفين حبيت ننقلهم للاثنين
الاول
سست مدينة المسيلة سنة 315 هـ الموافق لسنة 927 م من طرف أبو القاسم محمد بن عبيد الله وأطلق عليها اسم المحمدية ، كما عرفت باسم زابي وهناك من ربط تسمية المسيلة بقبيلة ماسيليا التي توسع نفوذها حتى شمل ما يعرف قديما بإقليم نوميديا وبزوال هذه القبيلة بقي اسم المدينة بالمسيلة ، كما تدعى بالحضنة وهناك من يرى أن أصل تسمية المسيلة سواء كانت أطلقت من طرف العرب أو البربر يعود إلى أن المدينة على شكل حوض منبسط ذو مجاري مائية ولا ننسى أن موقع المسيلة في حد ذاته يعرف بحوض الحضنة.
الثاني
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أهلاااااااااااااااااااااا بكمــ
كثيراا ما نسمع الكلمه ولكنا لا نعرف فحواها ولا من أين بدأت وانطلقت
هذه التساؤلات يجيب عنها أستاذ التاريخ بجامعة محمد بوضياف
الدكتور : كمال بيرم
المسيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــله
تنسب المسيله عادة إلى كلمة المسيل أو مدينة المياه السائله وهذه التسميه مرتبطه بوفرة وتعدد المجاري المائيه التي تتمتع بها المنطقه منذ فترات قديمه من التاريخ والتي تعبر عن وجودها بقايا الآثار الرومانيه القديمه المجسده في السدود وقنوات المياه والأحواض المخصصه للسقي الموضوعه على الأوديه والسواقي كوادي القصب ووادي لقمان ووادي اللحم وسلمان.
وإذا كان تاريخ تأسيس المدينه الجديده المسيله يرجعه كثير من المؤرخين إلى سنة 315هـ/927م عندما رسم معالمها الأمير الفاطمي أبو القاسم وخطط عمرانها علي ابن حمدون فإنما قامت في منطقة كانت تخفي آثارها وجود حضارات متقدمه شهدتها المنطقه قبل وخلال الإحتلال الروماني
كما أن المنطقه لم تكن في حالة فراغ حيث كانت تقطنها قبائل بنو كملان ورنداح وصدراته ومزاته وهي قبائل بربريه قبل أن يخرجهم أبا القاسم الفاطمي إلى فحص القيروان وقبل أن تأخذ المدن طابعها المدني الواسع على النحو الذي بنيت عليه المحمديه .
و السؤال الذي غفل عنه الكثير من الكتاب والمؤرخين :
هو كيف اختفى اسم المحمديه العربي ليعود إسم المسيله كإسم أصلي ودائم لها ,وهو عودة للإسم البربري الأول المستمد من كلمة ( تامسيلت ) أو المسله بالبربريه لأنه ليس كاف العداء المذهبي للشيعه الفاطميين أن تتحول بسرعه إلى إسم المسيله خصوصا وأن هذا الإسم ذكر كثيرا في كتابات المؤرخين العرب من المذهب الشيعي مثل ابن حوقل في كتاب صورة الأرض والمقريزي في كتاب اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمه الفاطميين الخلفاء أو من الذهب السني مثل البكري في كتابه المسالك والممالك وابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ وابن عذارى المراكشي في كتابه البيان المغرب وغيرهم ممن ذكروا المدينه باسم المسيله حيث كتبت بفتح الميم وكسر السين والياء الساكنه واللام بفتحه والهاء الساكنه عند كل من ياقوت الحموي والبكري والقلقشندي وابن خلكان وغيرهم لذلك من الأرجح أن الكلمه بربريه وإن ارتبط بالمسيل المائي العربي الكلمه , بدليل زوال الإسم الجديد -المحمديه - ووجود إسم المسيله في الكتابات المعاصره لقيام المحمديه الفاطميه عند حتى المؤرخين والجغرافيين الفاطميين .
على فكرة انا اصلي من المسيلة
*أم البواقي****
تسمى ولاية أم البواقي بولاية جبل سيدي ارغيس الذي يحيط ببلدية أم البواقي الشيئ الذي يعطيها منظراً طبيعياً رائعا ، كما تعتبر ولاية أم البواقي الولاية النموذجية في الجزائر حيث أن كل الطرق والبنايات موضوعة بشكل لايمكن القول عنه إلا بأنه رائع.
مدينة خنشلة
تتموقع ولاية خنشلة في قلب الاوراس، وتتميّز بتضاريسها الوعرة وبغزارة ثلوجها شتاء ،والمناظر الخلّابة ربيعا وصيفا.يمتاز شعبها بالكرم والجودوالإيباء والأنفة. ويقطنها [الشاويّة] وهم ذوو أصول أمازيغيّة نوميديّة. خـنشـلة قـبل الاحتلال الـرّومـانـي : وجــدت بالـموقــع الذي تحتـلّه حـاليـا خــنشـلة مدينـة عـرفـت فـي العــصـور القديمـة باسم " مـاســكـولا " « MASCULA » وهـذا مـا يـفيـدنـا بـه دليـل رحـلة أنطـونـينـوس أوغوســطوس "itinerarium antonini augusti " وكـتابـات رجـال الكـنيسـة أمـثال اوبـطـاتـوس الميـلي والأسقف أوغوسـطـينـوس وتأكّـده نـقـيشـة عـثـر عـلـيها فـي النّـصف الـثّانـي من القـرن المـاضـي يـتـجّـلى مـن خـلالـها أن مـاسـكولا كـانت فـي القـرن الـرّابـع تـابـعـة لـمقـاطـعـة نـومـيـديّـة القـسـنـطـينـيّة "Provinciae Numidiae Constantinae ". كـما عـرفـت المديـنة ابتداء مـن الـرّبـع الأخـيـر للـقرن الـسادس باسم مـاسـكولا تيـبـريـا "Mascula Tiberia" هـذا اللّقـب الذي حـصلت عـلـيه مـابيـن سـنة 578 و 582 عـنـدمـا أعـيـد بـنـاء أسوارها خـلال الـثّـورة الّتي تـزعـّمـها الـموريـون بـقيـادة : نلـكهم قـاسمول "Gasmul
ومـمّا تـجـدر الإشـارة إليـه أن التّـاريـخ القـديم لـخـنـشـلة " Mascula" ولاسـيما الفـتـرة الـسابـقة للاحتلال الـرّومـانـي لا يـزال مـجـهولًا ،إلّا أنّ بعض الحوارات التي أجريت مع الدّكتور يحيا بوعزيز يؤكّد أنّ في تلك الفترة كانت خنشلة من أقوى الولايات النّوميدية حيث كانت تضمّ رجالا كبارا يوصفون آنذاك بالنّبلاء وهم عليّة القوم :أمراء جيوش وملّاك اقطاعيّين وهذا ما تدلّ عليه بعض النّقوش الحجريّة المكتشفة أخيرا حتّى أنّه في وقت من الأوقات كان يُخشى منها أن تنفصل لتكون دولة مستقلّة, كما أنّ أمراءها المعرفون في المنطقة بالرّيغة righat وهم أصلا منحدرون من قبائل الزناتة فكّروا عدّة مرّات بالخروج على مملكة النّوميديّين وكانت لهم مناوشات معها, إلّا أنّ حكمة بعض الأعيان حالت دون الإنقسام لأن ثلث جيش نوميديا كان من قبائل الشاويّة المتعدّدة, ولا تزال سيرة الإنتماءالى الجيش أساسيّة ومقدّسة في أبنائهم إلى اليوم, وعلى سبيل الذكر يذكر بعض علماء التاريخ أنّ مملكة واد ريغ المقامة في ورقلة في العصور السّابقة ماهي إلّا محاولة لبعض الأمراء الرّيغة في إنشاء مملكة مستقلة تجمعهم كعرق واحد ولكن للأسف لم تعمر طويلا ،والقليل من الأمراءالباقون توجّهوا إلى مدينة مزلوق (قرب مدينة سطيف حاليا وأسّسوا مدينة كبيرة ولكن تحت السّلطة النّوميديّة دائما ولم يشقّوا عصى الطّاعة, ثمّ اّتّجهوا جنوبا إلى قصر الأبطال من نفس الولاية فيما هربا أبناء الملك واهله إلى راس الوادي 30كلم من قصر الابطال ولم يذكر التّاريخ عن هذه العائلات إلا القليل في بعض الكتب التّركية والفرنسيّة, وذُكرت منها بعض الألقاب مثل لقب : رزايميّة والّذي في الأصل هو ريزاميه rizamihe ولقب : درمان اودجغمان وهو في الأصل دورغومان dorgouman ،ومنها أيضا عائلة الأمراء المنقرضة والتي كانت تفرّ بجلدها من بلد إلى بلد, والّتي كان منها أمراء الجيوش.وأقسم الشّاوية بأن ينصّبوا قائدها ملكاعليهم إن أسّسوا مملكة، قائد هذه العائلة هو المسمّى فريدهان ألقاتهن al-leggathhen vridhanne ,وتلقّب هذه العائلة حاليًّا ب "لقاط" وهم ينتشرون بين سطيف وبرج بوعريريج أين انتهى فرار الأجداد بهم،-كما أنّ فرنسا إبّان سنوات تدميرها للجزائر. كان للجنرال سالان وهو أحد الانقلابيّين منجّم, يرافقه دوما كما هو حال السياسيّين، حذّره هذا الأخير بأنّ مجد نوميديا سيعود على يد ابن لفريدهان يسمّى باسم كاسمه, ولقب كلقبه, يضمّ كل شمال إفريقا بالقوّة, ملكه يدوم أربعين عاما, يُخضع فيها البحر الأبيض بأكمله. يظهر حين يكثر الدّم في الهضاب العليا، صفته كجدّه عصبي, يتعصّب لرأيه ويميل للمواجهة مع الخصوم, وفيّ لبلده وفاء منقطع النّظير, يدعمه جنرال مثلك يتهم بقتل النّاس وحكم البلاد من وراء السّتار يتقابلان لقدر معلوم, لأنّ بداية تمرّسهما في السياسة تكون من الشّرق من مملكة السّنوسيّين, سيكون له بمثابة الأب ويمكّنه ويعينه على الحكم، يرعاه كولد له ويترك البلاد بين يديه قبل أن يموت. سالان حينما سمع هذا الكلام قال ليتني كنت أنا هو - اقرؤوا مذكرات ابنت سالان-.ومع هذه الأطروحة أو الفرضيّة الّتي تتكلّم عن عودة الأمير القيصر البربري والّتي نتمنّا أن تكون صحيحة ونتمسك بها كأمل إلا أنّنا في حقيقة الواقع سرعان ما نصطدم بفراغ كبير في المادّة التّاريخيّة حول الفترة الفاصلة بين العصور القديمة وبداية الاحتلال الرّوماني، هذا الفراغ الّذي يعود إلى عدم اهتمام الكتّاب القدامى والباحثين بـهذه الـمرحـلة الـتّاريـخـيّـة الهـامّـة مـن تـاريـخـنا الـوطــني المعـروفـة بـعهـد الممـالـك المـسـتـقـلّـة حـيـن كـانت السـّيادة الـنّومـيديـة واللّـوريـة قـد فـرضـت تـواجـدهـا عـلى الـسّاحـة الدّولـيّة، بـحـيـث أنّ الكـتّاب القـدامى الّذيـن كـتـبوا عـن بـلاد المـغـرب القـديـم مـثل الباحـثـين
اهتمّوا بالدّرجـة الأولـى بالأحـداث الّتي لـها عـلاقـة بالتـّاريـخ الـرّومـانـي.هـذا وارتكب الباحـثـون الّذيـن قـامـوا بالتّقنـينات فـي القـرن المـاضـي سـواء عـمدا (ربما خوفا من أن تشيع الأسطورة فتحيا فينا النخوة النوميدية)أو بـدون قصد، وكلاهما جـريـمة فـي حـقّ الـتّاريـخ المحـلّي ،وذلك بإهـمالـهم لـكلّ مـا هـو غـير رومـانـي، مـمّا جـعـل البـقايا الأثـريـّة الدّالـة عـلى وجـود حـضارة محـلـيّة بالكـثـير مـن المـواقــع الأثـريّـة عـرضـة للنّهب والضّـياع.وتـسـبّب فـي وجـود هذه الحـلقـة المـفرغـة التي تـعانـي مـنها، وكـانت خـنشـلة مـثـلـها مـثل الكـثـير من المدن الجـزائـريّـة انتقلت مـباشـرة مـن العـصور الحجـريّـة إلـى العـهد الـرومـانـي، وهـذا يتــنـافـى تـماما مـع المنـطق الـتّاريـخي الـقائـم عـلى التّـواصـل الحـضاري للـشـّعوب.
البويرة :
تقع البويرة أو كما تسمى ثوبيرتس, قبلة عشاق الرياضة الجبلية ووجهة السياح من كل أنحاء العالم,عند سفح جرجرة من جهة منحدرها الجنوبي , حيث شيدت على هضبة صغيرة على علو 525 متر. و هي تحتل موقعا استراتجيا هاما حيث تقع في المنطقة الشمالية الوسطى للبلاد على بعد حوالي 120 كلم جنوب شرق العاصمة .إذ تعتبر همزة وصل بين الشرق و الغرب و بين الهضاب العليا و العاصمة. يحدها من الشمال ولايتي بومرداس و تيزي وزو و من الجنوب و الجنوب الغربي ولايتي المسيلة و المدية و من الشرق و الجنوب الشرقي ولايتي بجاية و برج بوعريريج و من الغرب ولايتي البليدة و المدية.
سميت البويرة قديما ب" حمزة " نسبة إلى مؤسسها حمزة , و هو حماد بن بولوغين مؤسس قلعة بن حماد (على بعد 20 كلم من المسيلة).حيث يذكر ابن خلدون أن معظم سكان قلعة بني حماد تعود لأصل حمزة و قد أتى بهم حماد ابن بولوغين مؤسس هذه القلعة إلى هذا المكان رفقة سكان آخرين من منطقتي المسيلة و الأوراس للمشاركة في تشيدها سنة 1007 . كما أضاف ابن خلدون أن ضيعة حمزة كانت آهلة بالسكان في القرن العاشر نظرا للسوق القديم الذي قام بتأسيسه حمزة. و قد عرف هذا السوق حركة شديدة في ذلك الوقت , إذ كان مكتظا و نشيطا جدا أنذاك, و لكثرة المترددين عليه فقد تم إنشاء فندفا بقرب السوق الذي تعايش السكان من القرب منه و هكذا تشكلت البنايات الأولى للمدينة.
و قد ربط ابن خلدون أصل السكان في البويرة بالكتامة, وهي تمثل فرعين من القبيلة الكبيرة لبربر صنهاجة والتي سكنت الواد الجنوبي لجرجرة, البيبان و البابور إلى غاية جيجل والجنوب حتى أبواب سطيف. و يبدو أن التسمية الأمازيغية " ثوبيرتس" هي الأقدم و تتناسب مع الكلمة الأمازيغية "فور" والتي تعني ارض بور وهذا ما يبين الأهمية التي يوليها الأمازيغيين للأرض . أما التسمية الحالية " البويرة " فهي تعتبر شكل فرنسي لأصل التسمية " ثوبيرتس"
أصــل تسمية تبســـة
رجع إسم تبسة الى الأصل البربري الأول الذي أطلق عليها سكانها الأصليون و الذي يعتقد حسب الترجمة اللوبية القديمة بأنها تعني اللبؤة -أنثى الأسد - و لما دخلها الإغريق شبهوها بمدينة تيبس الفرعونية لكثرة خيراتها و المعروفة اليوم بطابة و بعد دخول الرومان سموها بتيفست لسهولة نطقها و مع الفتح الإسلامي تم تعريبها فأصبحت تبسة -بفتح التاء وكسر الباء و فتح السين.
ولاية غرداية، التسمية أمازيغية وعممت لتشمل جميع قرى الوادي
والأصل إطلاقها على مدينة "تغردايت"
فقط. على من أراد أن يتحقق من تطابق هذه التسمية مع موقع
المدينة أن يقف أعلى قصر مليكة العليا
"آت مليشت" وقت جريان الوادي.
توجد تسميات متدولة عند عامة الشعب لـ"تغردايت" وهي :قرداية، غرداية، غارداية، غارضية.
ولكن المعروف لدينا والاغلب هي غار داية
هدا نسبة للملكة التي تقطن الغار وتسمى بداية
ولا اظن ان التسمية امازيغية بل اظن ان هناك تحريف ومحرفوها يريدون ان ينسبو الى الاباضية والله اعلم
بارك الله فيك اختي على الموضوع الجميل والمفيد
http://bu.umc.edu.dz/theses/histoire/AMAA2466.pdf
الاثنين, 11 أغسطس 2014
عدد القراءات: 480
...http://failzoom.com/dldJd1lSdnZWVHM0
http://www.hukam.net/family.php?fam=83
http://www.hukam.net/family.php?fam=82
http://nawaret.com/%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A7%D8%AA/%D8%B4%D9%83%D8%A7%D9%88%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%85%D9%86-%D8%B9%D8%B0%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%B2%D9%88%D8%AC%D8%A7%D8%AA%D9%87%D9%85-%D8%AA%D8%AD?WPACFallback=1&WPACRandom=1411317518997
http://ar.cyclopaedia.net/wiki/%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%AF_%D8%A8%D8%A7%D9%8A_%28%D9%82%D8%B3%D9%86%D8%B7%D9%8A%D9%86%D8%A9%29
http://bu.umc.edu.dz/theses/histoire/AMAA3193.pdf
http://vb.n4hr.com/189783.html
http://vb.n4hr.com/199925.html
http://bu.umc.edu.dz/theses/arabe/ABOU1952.pdf
https://sites.google.com/site/socioalger1/drasat-aslamyte/draste-aslamyte-llzwaj-alrfy/alzwaj-alrfy
http://www.alseyassi-dz.com/ara/sejut.php?ID=14153
القسنطينيون يستحسنون تهيئة المدينة العتيقة
الاخبار العاجلة لمطالبة وزيرة الثقافة من مسيري قسنطينة اهمال المشاريع الثقافية الكبري والاهتمام بثقافة عمارات المدينة الجديدة من توفير قاعات سينما وقاعات الكينغ فو والتسلية العاطفية يدكر ان قسنطينة لاتملك قاعةسينما ولابيت للدعارة ولامراكز للتسلية الجنسية والاسباب مجهولة
اخر خبر
الاخبار العاجلة لاكتشاف الصحافية حياة بوزيدي في حصة منتدي الاداعة ظاهرة غياب الطلبة وغياب الاساتدة وغياب البرامج التربوية الجامعية في حصة منتدي الاداعة ومدير الجامعة الاسلامية يؤكد ان وزيرة التعليم بن غبريط اصدرت قرارات تاريخية بطرد الاساتدة وشر البلية مايبكي
اخر خبر
الاخبار العاجلة لاختلاط شخصية حياة بوزيدي على ضيوف منتدي الاداعة بين وصف سيدة وانسة واستادة يدكر ان الصحافية حياة بوزيدي من اقدم صحافيات قسنطينة ومن اصغر صحافيات اداعة قسنطينة سنا والاسباب مجهولة
اخر خبر
الاخبار العاجلة لمطالبة الصحافية حياة باضافة ساعة ثالثة لحصة منتدي الاداعة حتي تشبع رغبات الصحافيين الجزائريين بقسنطينة والاسباب مجهولة
اخر خبر
الاخبار العاجلة لاكتشاف سكان قسنطينة انتدخل وزيرة الثقافة في بلدة الخروب كشف ان وزيرة الثقافة رفضت فكرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية شكلا ومضمونا لكن السؤال لمادا ترمممدينة قسنطينة اداكانت تظاهرة قسنطينة سوف تلغي في الاسابيع القادمة والاسباب مجهولة
اخر خبر
الاخبار العاجلة لاكتشاف الصحافية حياة بوزيدي في حصة منتدي الاداعة ان مراسل صحيفة المساء بقسنطينة يقدم نفسه كطالب جامعي فهل سوف تكشف الايام ظاهرة الصحافيين المزييفين في الجزائر والاسباب مجهولة
اخر خبر
الاخبار العاجلة لمطالبة وزيرة الثقافة من مسيري قسنطينة اهمال المشاريع الثقافية الكبري والاهتمام بثقافة عمارات المدينة الجديدة من توفير قاعات سينما وقاعات الكينغ فو والتسلية العاطفية يدكر ان قسنطينة لاتملك قاعةسينما ولابيت للدعارة ولامراكز للتسلية الجنسية والاسباب مجهولة
http://www.fespress.net/news1246.html
نساء مغربيات متزوجات يروين كيف خانوا أزواجهم
فاس بريس
مسرح
الواقعة كان في المقاعد الخلفية لسيارة أجرة. عاريان متجردان من ملابسهما
وقد انغمسا في شوط جنسي ساخن. بهذه العبارات، لخص ضابط شرطة منظر «سليمة»،
وهي مستسلمة لأحضان عشيقها، داخل سيارة أجرة بأحد الأماكن الموحشة. تجلس
وحيدة وقد لفت شعرها الأشقر بمنديل زاهي اللون، غارقة في تفكير عميق، بين
الفينة والأخرى، تتمتم بآيات قرآنية، بعد لحظات وجدت نفسها في مواجهة قاضى
الجلسة، بينما شريكها المفترض في جرم الخيانة الزوجية، أخذ مكانه واجم
الوجه بين بقية المتهمين، يحاول أن يتابع بكل تركيز كل تفاصيل الجلسة.
أزواج في قفص الاتهام!
كان
المشهد قاسيا على نفسية «ابتسام» الزوجة المخلصة، وهي تضبط الزوج
“المثالي” على فراش الزوجية، عاريا في غرفة النوم ومنهمكا في ممارسة الجنس
بطريقة شاذة على شابة تصغره بسنوات عدة.
كان
زوج «ابتسام» رجلا كتوما، وشديد الإرتباط بعمله كمطور برامج بشركة
ألمانية. تجربة جعلتها تطلق العنان لطاقة الغضب الكامنة والرغبة الجامحة في
الانتقام عبر تجارب جنسية مع شريك ثالث، بسبب ما اعتبرته خيانة ثابتة في
حقها من قبل زوجها.
«فكرت
في طلب الطلاق، لأن ما ارتكبه أعتبره جريمة خيانة لا تغتفر، وفكرت مرارا
في الأمر لكن ما العمل؟». تتساءل «ابتسام» بعد أن أنهكت بسبب سعيها
المتواصل في سبيل تحقيق هدفها في إذلال الزوج وإطفاء نار غضبها المستعر
الذي خلفه جرح الخيانة الزوجية.
«هناك
العديد من الحالات المتعلقة بنساء يشتكين من أزواجهن بسبب ممارسة الجنس مع
شريكات أخريات، الفعل هو مجرم بقوة العرف والقانون والدين ولكن هناك موانع
تجعل الزوجة عاجزة عن تأمين حياتها جنسيا مع شريك ثبت تورطه في جريمة
خيانة زوجية»، تصرح «ابتسام» التي أصبحت حياتها الزوجية عبارة عن يوميات
بئيسة من المناقشات والمناوشات الحادة، قبل أن تجد ضالتها في أحضان «زوج
ثاني»! لم يكن إلا زميلها في العمل الذي سبق له أن تقدم لخطبتها في السابق.
البحث
عن تعويض الفراغ العاطفي والجمود في العلاقات الزوجية، يدفع في أحايين
كثيرة بالمرأة إلى محاولة إشباع رغبات كيانها كأنثى، من أجل وضع مستقر
عاطفيا، وتأمين الإحساس الذاتي بالمتعة أو تحقيق النشوة الجنسية، ولو بعيدا
عن أحضان الشريك الشرعي. بعض الحالات تكون أسبابها نتيجة إكراهات صحية
عضوية لها علاقة بعوامل وظيفية، تتعلق بالقذف السريع، أو عدم استطاعة
الشريك مجاراة الإيقاع، أو العجز عن تحقيق الاستهامات والتخيلات الخاصة
بأوضاع معينة أو شاذة قد لا يتقبلها الشريك، أو عدم القدرة على بلوغ كل
المرغوب فيه في العلاقات الواقعية بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون حياة جنسية
طبيعية في إطار الزوجية، لتنخرط الزوجة في مرحلة الشريك البديل. كما يمكن
أن تتعدد مسببات الظاهرة بسبب اعتقادات وقناعات شخصية عن كون الاكتفاء
بشريك واحد يتعارض مع الطبيعة البشرية، وأن العيش في ظل علاقة زوجية فاشلة
يعيق تقدم ونمو الشخص، ويؤثر على طريقة تفكيره وعيشه.
رحلة البحث عن المتعة البديلة!
جرت
العادة أن الرجال هم من يبذلون الجهد والمال للظفر بعلاقة حميمية مع امرأة
ما، لكن الأمر يختلف عندما يتعلق الأمر بامرأة تبحث عن إشباع نزواتها
الجنسية بعيدا عن خيبات تأمين حقها الشرعي بسبب عجز الزوج.
لم
يكن «سمير» يظن أن الرغبة في استطلاع عالم الجنس، ستجعل من علاقته الجنسية
الأولى بابا فريدا إلى استكشاف واقتحام دعارة من نوع خاص. دعارة
“الميمات”! عالم مغيب بعيدا عن سوق الدعارة التقليدية. عالم يتحول فيه
الرجل إلى عبد، دوره توظيف عضوه الذكري لإرواء نهم جنسي لم يعد يرضى أن
يبقى حبيس الأفرشة الوتيرة الباردة. عالم تصبح فيه الذكورة وسيلة لجني دخل
مادي محترم، بعدما عجزت السواعد المفتولة عن إيجاد موطىء قدم لها في سوق
الشغل.
رجال
في مقتبل العمر، وجدوا أنفسهم فاعلين في تجارة تخضع بدورها لقانون الطلب
والعرض. من بين هؤلاء «سمير». شاب قادته نزوة طائشة إلى اقتحام عالم
الميمات. “أتذكر أن أول مرة تلقيت فيها عرضا بممارسة الجنس مقابل المال،
كانت عبر وسيط في شبكة دعارة”، يقول قبل أن يسترسل موضحا “كل ما كان يهمني
المال والمتعة.. تجربتي الأولى كانت مع امرأة ناضجة من الطبقة الراقية”، ثم
استطرد معلنا “وجدت نفسي طرفا في علاقة زوجية.. أقوم بما لا يقوم به الزوج”.
غير
بعيد عن الشريط الساحلي بمدينة الدارالبيضاء.. امرأة خمسينية ذات شعر أشقر
ساحر، تتحرك بكل ثقة ببذلتها الرياضية. أصبحت هذه السيدة منذ أسابيع مثار
العديد من الشائعات بالمنطقة. «ما ف راسك ما يتعاود.. هاذيك راها شبعانة
فلوس.. عزيز عليها الدراري الزوينين.. قالوا لي راها كتهلى فيهم، غير تسنى
شوية وغادي تبان ليك طيحات شي فيكتيم»، يقول أحد باعة السجائر بالمنطقة.
بينما البعض الآخر يرى أن الشقراء الخمسينية المعروفة بأناقتها المفرطة
وسيطة في شبكة للدعارة الراقية.
تضاربت
الأقاويل حول سر تلك المرأة النشيطة، لكن الرواية التي يطرحها «با
عبدالسلام» (68 سنة) حارس سيارات، تميل إلى عكس جزء من الحقيقة.. “هذيك
آولدي راها كتجي من شحال هاذي.. سيدة لاباس عليها، وهانتا كتشوف راه
الشيفور هو لي كيوصلها.. مزوجة بشي تاجر مشهور.. واحد للمرة حصلها مع
جاردينيي.. وكل مرة مقلبة في فراش رجل .. الله يهدينا حتى يدينا”، يختتم
«با عبدالسلام» كلامه، مفضلا الابتعاد واللحاق بسرعة بسيارة أحدهم من أجل
تأمين قوته اليومي.
بمعرفة الزوج!
مثلما
يحدث عند فجر كل يوم أيقظه صوت المنبه الصاخب، تمطى قليلا قبل أن يرفع
جسده الدافىء بتثاقل ويدلف إلى الحمام المجاور لغرفة النوم، بعد لحظات باشر
برنامجه اليومي. دخل المطبخ ليعد الشاي بانتظار عودة زوجته التي تشتغل
كمرافقة بأحد العلب الليلية. بكل بساطة الأمر يتعلق برجل حسب شهادات بعض
معارفه، تزوج من عاملة جنس، احتفظت بعد الزواج بنفس المهنة، وبموافقة تامة
ومباركة من شريكها. تتناسل العديد من الحكايات عن رجال فضلوا تحدي قيود
المجتمع، واختزال المرأة كأصل تجاري يغنمون من وراذه المال الوفير، وحياة
الترف، حتى لو أدت به التجربة إلى التجرد من “رجولته”، وتخويل حق ممارسة
“فحولته” لفائدة رجل آخر.
«هاذ
الشي بحال إلا كيعاود ليك هو براسو.. السيد كان خدام شيفور طاكسي.. وخدام
مزيان غير مع الخليجيين.. واحد المرة عجباتو واحد خيتي كان كيوصلها ديما
للوطيل.. بقى معاها بالخاطر حتى وافقت تزوج بيه.. وبقات خدامة على راسها
وعليه.. هو كيهمو غير لفلوس والسلام»، يحكي أحد معارف الزوجين. حكايات
متعددة يروي تفاصيلها الغرائبية بعض الأشخاص الذين عاينوا الحدث عن قرب.
نساء متزوجات يعترفن بممارستهن للدعارة في وضح النهار، بملء إرادتهن،
وبترخيص من “أزواجهن”. ممارسات هجينة قد تصل إلى حد استغلال بيت الزوجية
كملاذ لإحياء الليالي الحمراء، بمباركة من الزوج الذي يعرض زوجته كسلعة
لذوي المال والنفوذ، في ليلة حمراء يتجرد فيها الكل من القيود الأخلاقية.
في
الكثير من الأحيان، تكشف مداهمات مصالح الشرطة القضائية للشقق المفروشة
وسط مدينة الدارالبيضاء عن شبكات دعارة تديرها متزوجات بشراكة مع أزواجهن،
بل تكشف بعض المحاضر أن الزوجة شاركت في تنشيط الليالي الحمراء لفائدة
زبناء من جنسيات مختلفة، وبتوافق مع زوجها الوسيط الذي لا يهمه إلا
ماسيجنيه من أموال.
يحكي
أحد ضباط الشرطة القضائية، أن إحدى السيدات تقدمت في وقت سابق بشكاية في
حق زوجين اكترت لهما شقة سكنية في ملكيتها، قبل أن تفاجأ بتحويل الزوجين
للشقة إلى إقامة مفروشة تكترى كل ليلة بمقابل مالي يتعدى 1000 درهم لليلة
الواحدة، وذكر المصدر ذاته، أن الزوجة هي التي كانت تقيم لوحدها في الشقة،
وتستقطب زبائن من طينة خاصة. قبل أن يتبين لمالكة الشقة، بعد الشكايات التي
توصلت بها من ساكني العمارة، أن شقتها تحولت إلى محل للدعارة، يسيره زوج
وزوجته.
سكرتيرة وشريكة في الفراش!
الشريك
الثالث ليس دائما مشجب رمزي تعلق عليه العلاقات الجنسية الفاشلة مع
الشريك. نماذج كثيرة يكون فيها الدافع الأساس نحو تغيير اتجاه بوصلة الحياة
الجنسية الطبيعة، عوامل اجتماعية ومادية خالصة، تختزل في الرغبة النفسية
في الترقي السريع في سلم المستوى المعيشي، بسبب عدم قدرة الزوج على تأمين
حاجيات شريكته الشرعية، لمحدودية موارده المادية.
هناك
أشخاص يمثل لهم الماضي اتجاها إيجابيا، وبخاصة إذا كان الشريك السابق على
مرحلة الزوجية، قد ساعدهم على الشعور بالأمن والأمان، وضمن لهم إشباع
نزواتهم المختلفة. هذه الطينة من الأشخاص تبقى علاقات الماضي ترخي بظلالها
على علاقاتهم الآنية، خاصة إذا ارتبطوا بشركاء “على قد حالهم”.
«كوثر»
(37 سنة) خبرتها الماضية تحولت من أداة تثبيط إلى وسيلة استثارة، خاصة
بعدما خبت جذوة حبها لشريكها الشرعي، بسبب مشاكل مالية لها علاقة بتدبير
مصاريف المعيشة واقتناء مسكن لائق.
تشتغل
«كوثر» سكرتيرة بشركة خاصة منذ 15 سنة. كانت قبل زواجها على علاقة خاصة مع
مدير الشركة الذي كان يخصص لها منحة شهرية خاصة، تجعل راتبها يوازي الأجر
الذي يتقاضاه أطر الشركة. الآن تبدو حياتها بطيئة وكئيبة بعدما أصبحت تعيش
رهينة لتجارب وخبرات الماضي القريب. رغبتها في تبييض العلاقة المحظورة إلى
رابطة شرعية، اصطدمت برفض مطلق من طرف عشيقها مدير الشركة. لتبادر هربا من
شبح العنوسة إلى الارتباط برجل يكن لها مشاعر صادقة، لكن عيبه كان هو “قلة
الشي”، كما تحكي «كوثر» لصديقتها التي تنقل عنها هذه الشهادة.
“ماكان
عندي خيار.. أنا موالفة واحد نيفو .. وباغيا نعيش كيفما كنت كنحلم.. ولكن
الحياة صعيبة، وخاصني ديما نبان قدام صحاباتي بنفس المظهر”، تبوح «كوثر»
التي لم تستطع التخلص من شريك العلاقة السابقة، لتجد نفسها رهينة شريكين..
أحدهما شريك رسمي والآخر شريك ثالث تمثل بالنسبة له سكرتيرة في العمل
وعشيقة في الفراش.
الحكم على سليمة
بعد
مرافعات الدفاع، جاء حكم الهيئة التي قضت بإدانتة «سليمة» رفقة عشيقها، بـ
4 أشهر حبسا نافذا وغرامة مالية نافذة قدرها ألفي درهم لكل منهما،
وأدائهما تعويضا مدنيا قدره مليون سنتيم، لفائدة الزوج، بعد مؤخذاتهما بتهم
الفساد والخيانة الزوجية. حكم جاء حتى بعد كشفها أمام هيئة المحكمة للسر
الذي جعلها تدخل في علاقات جنسية غير شرعية مع طليقها السابق. “راجلي ماشي
راجل.. آش غادي ندير، وهو زيدون عارف كل شي وعارفني مع من كنمشي..
نقلا عن الأحداث المغربية
مسرح
الواقعة كان في المقاعد الخلفية لسيارة أجرة. عاريان متجردان من ملابسهما
وقد انغمسا في شوط جنسي ساخن. بهذه العبارات، لخص ضابط شرطة منظر «سليمة»،
وهي مستسلمة لأحضان عشيقها، داخل سيارة أجرة بأحد الأماكن الموحشة. تجلس
وحيدة وقد لفت شعرها الأشقر بمنديل زاهي اللون، غارقة في تفكير عميق، بين
الفينة والأخرى، تتمتم بآيات قرآنية، بعد لحظات وجدت نفسها في مواجهة قاضى
الجلسة، بينما شريكها المفترض في جرم الخيانة الزوجية، أخذ مكانه واجم
الوجه بين بقية المتهمين، يحاول أن يتابع بكل تركيز كل تفاصيل الجلسة.
أزواج في قفص الاتهام!
كان
المشهد قاسيا على نفسية «ابتسام» الزوجة المخلصة، وهي تضبط الزوج
“المثالي” على فراش الزوجية، عاريا في غرفة النوم ومنهمكا في ممارسة الجنس
بطريقة شاذة على شابة تصغره بسنوات عدة.
كان
زوج «ابتسام» رجلا كتوما، وشديد الإرتباط بعمله كمطور برامج بشركة
ألمانية. تجربة جعلتها تطلق العنان لطاقة الغضب الكامنة والرغبة الجامحة في
الانتقام عبر تجارب جنسية مع شريك ثالث، بسبب ما اعتبرته خيانة ثابتة في
حقها من قبل زوجها.
«فكرت
في طلب الطلاق، لأن ما ارتكبه أعتبره جريمة خيانة لا تغتفر، وفكرت مرارا
في الأمر لكن ما العمل؟». تتساءل «ابتسام» بعد أن أنهكت بسبب سعيها
المتواصل في سبيل تحقيق هدفها في إذلال الزوج وإطفاء نار غضبها المستعر
الذي خلفه جرح الخيانة الزوجية.
«هناك
العديد من الحالات المتعلقة بنساء يشتكين من أزواجهن بسبب ممارسة الجنس مع
شريكات أخريات، الفعل هو مجرم بقوة العرف والقانون والدين ولكن هناك موانع
تجعل الزوجة عاجزة عن تأمين حياتها جنسيا مع شريك ثبت تورطه في جريمة
خيانة زوجية»، تصرح «ابتسام» التي أصبحت حياتها الزوجية عبارة عن يوميات
بئيسة من المناقشات والمناوشات الحادة، قبل أن تجد ضالتها في أحضان «زوج
ثاني»! لم يكن إلا زميلها في العمل الذي سبق له أن تقدم لخطبتها في السابق.
البحث
عن تعويض الفراغ العاطفي والجمود في العلاقات الزوجية، يدفع في أحايين
كثيرة بالمرأة إلى محاولة إشباع رغبات كيانها كأنثى، من أجل وضع مستقر
عاطفيا، وتأمين الإحساس الذاتي بالمتعة أو تحقيق النشوة الجنسية، ولو بعيدا
عن أحضان الشريك الشرعي. بعض الحالات تكون أسبابها نتيجة إكراهات صحية
عضوية لها علاقة بعوامل وظيفية، تتعلق بالقذف السريع، أو عدم استطاعة
الشريك مجاراة الإيقاع، أو العجز عن تحقيق الاستهامات والتخيلات الخاصة
بأوضاع معينة أو شاذة قد لا يتقبلها الشريك، أو عدم القدرة على بلوغ كل
المرغوب فيه في العلاقات الواقعية بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون حياة جنسية
طبيعية في إطار الزوجية، لتنخرط الزوجة في مرحلة الشريك البديل. كما يمكن
أن تتعدد مسببات الظاهرة بسبب اعتقادات وقناعات شخصية عن كون الاكتفاء
بشريك واحد يتعارض مع الطبيعة البشرية، وأن العيش في ظل علاقة زوجية فاشلة
يعيق تقدم ونمو الشخص، ويؤثر على طريقة تفكيره وعيشه.
رحلة البحث عن المتعة البديلة!
جرت
العادة أن الرجال هم من يبذلون الجهد والمال للظفر بعلاقة حميمية مع امرأة
ما، لكن الأمر يختلف عندما يتعلق الأمر بامرأة تبحث عن إشباع نزواتها
الجنسية بعيدا عن خيبات تأمين حقها الشرعي بسبب عجز الزوج.
لم
يكن «سمير» يظن أن الرغبة في استطلاع عالم الجنس، ستجعل من علاقته الجنسية
الأولى بابا فريدا إلى استكشاف واقتحام دعارة من نوع خاص. دعارة
“الميمات”! عالم مغيب بعيدا عن سوق الدعارة التقليدية. عالم يتحول فيه
الرجل إلى عبد، دوره توظيف عضوه الذكري لإرواء نهم جنسي لم يعد يرضى أن
يبقى حبيس الأفرشة الوتيرة الباردة. عالم تصبح فيه الذكورة وسيلة لجني دخل
مادي محترم، بعدما عجزت السواعد المفتولة عن إيجاد موطىء قدم لها في سوق
الشغل.
رجال
في مقتبل العمر، وجدوا أنفسهم فاعلين في تجارة تخضع بدورها لقانون الطلب
والعرض. من بين هؤلاء «سمير». شاب قادته نزوة طائشة إلى اقتحام عالم
الميمات. “أتذكر أن أول مرة تلقيت فيها عرضا بممارسة الجنس مقابل المال،
كانت عبر وسيط في شبكة دعارة”، يقول قبل أن يسترسل موضحا “كل ما كان يهمني
المال والمتعة.. تجربتي الأولى كانت مع امرأة ناضجة من الطبقة الراقية”، ثم
استطرد معلنا “وجدت نفسي طرفا في علاقة زوجية.. أقوم بما لا يقوم به الزوج”.
غير
بعيد عن الشريط الساحلي بمدينة الدارالبيضاء.. امرأة خمسينية ذات شعر أشقر
ساحر، تتحرك بكل ثقة ببذلتها الرياضية. أصبحت هذه السيدة منذ أسابيع مثار
العديد من الشائعات بالمنطقة. «ما ف راسك ما يتعاود.. هاذيك راها شبعانة
فلوس.. عزيز عليها الدراري الزوينين.. قالوا لي راها كتهلى فيهم، غير تسنى
شوية وغادي تبان ليك طيحات شي فيكتيم»، يقول أحد باعة السجائر بالمنطقة.
بينما البعض الآخر يرى أن الشقراء الخمسينية المعروفة بأناقتها المفرطة
وسيطة في شبكة للدعارة الراقية.
تضاربت
الأقاويل حول سر تلك المرأة النشيطة، لكن الرواية التي يطرحها «با
عبدالسلام» (68 سنة) حارس سيارات، تميل إلى عكس جزء من الحقيقة.. “هذيك
آولدي راها كتجي من شحال هاذي.. سيدة لاباس عليها، وهانتا كتشوف راه
الشيفور هو لي كيوصلها.. مزوجة بشي تاجر مشهور.. واحد للمرة حصلها مع
جاردينيي.. وكل مرة مقلبة في فراش رجل .. الله يهدينا حتى يدينا”، يختتم
«با عبدالسلام» كلامه، مفضلا الابتعاد واللحاق بسرعة بسيارة أحدهم من أجل
تأمين قوته اليومي.
بمعرفة الزوج!
مثلما
يحدث عند فجر كل يوم أيقظه صوت المنبه الصاخب، تمطى قليلا قبل أن يرفع
جسده الدافىء بتثاقل ويدلف إلى الحمام المجاور لغرفة النوم، بعد لحظات باشر
برنامجه اليومي. دخل المطبخ ليعد الشاي بانتظار عودة زوجته التي تشتغل
كمرافقة بأحد العلب الليلية. بكل بساطة الأمر يتعلق برجل حسب شهادات بعض
معارفه، تزوج من عاملة جنس، احتفظت بعد الزواج بنفس المهنة، وبموافقة تامة
ومباركة من شريكها. تتناسل العديد من الحكايات عن رجال فضلوا تحدي قيود
المجتمع، واختزال المرأة كأصل تجاري يغنمون من وراذه المال الوفير، وحياة
الترف، حتى لو أدت به التجربة إلى التجرد من “رجولته”، وتخويل حق ممارسة
“فحولته” لفائدة رجل آخر.
«هاذ
الشي بحال إلا كيعاود ليك هو براسو.. السيد كان خدام شيفور طاكسي.. وخدام
مزيان غير مع الخليجيين.. واحد المرة عجباتو واحد خيتي كان كيوصلها ديما
للوطيل.. بقى معاها بالخاطر حتى وافقت تزوج بيه.. وبقات خدامة على راسها
وعليه.. هو كيهمو غير لفلوس والسلام»، يحكي أحد معارف الزوجين. حكايات
متعددة يروي تفاصيلها الغرائبية بعض الأشخاص الذين عاينوا الحدث عن قرب.
نساء متزوجات يعترفن بممارستهن للدعارة في وضح النهار، بملء إرادتهن،
وبترخيص من “أزواجهن”. ممارسات هجينة قد تصل إلى حد استغلال بيت الزوجية
كملاذ لإحياء الليالي الحمراء، بمباركة من الزوج الذي يعرض زوجته كسلعة
لذوي المال والنفوذ، في ليلة حمراء يتجرد فيها الكل من القيود الأخلاقية.
في
الكثير من الأحيان، تكشف مداهمات مصالح الشرطة القضائية للشقق المفروشة
وسط مدينة الدارالبيضاء عن شبكات دعارة تديرها متزوجات بشراكة مع أزواجهن،
بل تكشف بعض المحاضر أن الزوجة شاركت في تنشيط الليالي الحمراء لفائدة
زبناء من جنسيات مختلفة، وبتوافق مع زوجها الوسيط الذي لا يهمه إلا
ماسيجنيه من أموال.
يحكي
أحد ضباط الشرطة القضائية، أن إحدى السيدات تقدمت في وقت سابق بشكاية في
حق زوجين اكترت لهما شقة سكنية في ملكيتها، قبل أن تفاجأ بتحويل الزوجين
للشقة إلى إقامة مفروشة تكترى كل ليلة بمقابل مالي يتعدى 1000 درهم لليلة
الواحدة، وذكر المصدر ذاته، أن الزوجة هي التي كانت تقيم لوحدها في الشقة،
وتستقطب زبائن من طينة خاصة. قبل أن يتبين لمالكة الشقة، بعد الشكايات التي
توصلت بها من ساكني العمارة، أن شقتها تحولت إلى محل للدعارة، يسيره زوج
وزوجته.
سكرتيرة وشريكة في الفراش!
الشريك
الثالث ليس دائما مشجب رمزي تعلق عليه العلاقات الجنسية الفاشلة مع
الشريك. نماذج كثيرة يكون فيها الدافع الأساس نحو تغيير اتجاه بوصلة الحياة
الجنسية الطبيعة، عوامل اجتماعية ومادية خالصة، تختزل في الرغبة النفسية
في الترقي السريع في سلم المستوى المعيشي، بسبب عدم قدرة الزوج على تأمين
حاجيات شريكته الشرعية، لمحدودية موارده المادية.
هناك
أشخاص يمثل لهم الماضي اتجاها إيجابيا، وبخاصة إذا كان الشريك السابق على
مرحلة الزوجية، قد ساعدهم على الشعور بالأمن والأمان، وضمن لهم إشباع
نزواتهم المختلفة. هذه الطينة من الأشخاص تبقى علاقات الماضي ترخي بظلالها
على علاقاتهم الآنية، خاصة إذا ارتبطوا بشركاء “على قد حالهم”.
«كوثر»
(37 سنة) خبرتها الماضية تحولت من أداة تثبيط إلى وسيلة استثارة، خاصة
بعدما خبت جذوة حبها لشريكها الشرعي، بسبب مشاكل مالية لها علاقة بتدبير
مصاريف المعيشة واقتناء مسكن لائق.
تشتغل
«كوثر» سكرتيرة بشركة خاصة منذ 15 سنة. كانت قبل زواجها على علاقة خاصة مع
مدير الشركة الذي كان يخصص لها منحة شهرية خاصة، تجعل راتبها يوازي الأجر
الذي يتقاضاه أطر الشركة. الآن تبدو حياتها بطيئة وكئيبة بعدما أصبحت تعيش
رهينة لتجارب وخبرات الماضي القريب. رغبتها في تبييض العلاقة المحظورة إلى
رابطة شرعية، اصطدمت برفض مطلق من طرف عشيقها مدير الشركة. لتبادر هربا من
شبح العنوسة إلى الارتباط برجل يكن لها مشاعر صادقة، لكن عيبه كان هو “قلة
الشي”، كما تحكي «كوثر» لصديقتها التي تنقل عنها هذه الشهادة.
“ماكان
عندي خيار.. أنا موالفة واحد نيفو .. وباغيا نعيش كيفما كنت كنحلم.. ولكن
الحياة صعيبة، وخاصني ديما نبان قدام صحاباتي بنفس المظهر”، تبوح «كوثر»
التي لم تستطع التخلص من شريك العلاقة السابقة، لتجد نفسها رهينة شريكين..
أحدهما شريك رسمي والآخر شريك ثالث تمثل بالنسبة له سكرتيرة في العمل
وعشيقة في الفراش.
الحكم على سليمة
بعد
مرافعات الدفاع، جاء حكم الهيئة التي قضت بإدانتة «سليمة» رفقة عشيقها، بـ
4 أشهر حبسا نافذا وغرامة مالية نافذة قدرها ألفي درهم لكل منهما،
وأدائهما تعويضا مدنيا قدره مليون سنتيم، لفائدة الزوج، بعد مؤخذاتهما بتهم
الفساد والخيانة الزوجية. حكم جاء حتى بعد كشفها أمام هيئة المحكمة للسر
الذي جعلها تدخل في علاقات جنسية غير شرعية مع طليقها السابق. “راجلي ماشي
راجل.. آش غادي ندير، وهو زيدون عارف كل شي وعارفني مع من كنمشي..
نقلا عن الأحداث المغربية
http://majles.alukah.net/t65423/
البِغاءُ والبِغاءُ الْمُقَدَّسُ
أولاً- البغاء
البغاء: ممارسةُ المرأة الزنا لقاءَ أجر، لحاجة. فإن خلا من الأجر والحاجة فهو الزنا. وكان البغاءُ موجوداً عند معظم الشعوب القديمة والمتحضرة، حتى أن بعض الدول كانت تنظم شؤون البغايا، وتضع لهن التشريعات. وكان البغاء منتشراً بين اليهود منذ عهود قديمة،كما يوحي به هذا النص: «لا تدنسْ ابنتَك بتعريضها للزنى» [سِفر اللاويين 19/29]
وقد عرِف العربُ في جاهليتهم إلى جانب الزواج الشرعي، الذي كانوا يسمونه زواجَ البعولة؛ أنواعاً من الأنكحة الباطلة أو الزنا، منها البغاء، ففي الحديث الذي أخرجه البخاري عن عائشة – رضي الله عنها – عن أنواع النكاح، في الجاهلية، أنها قالت:«إِنَّ النِّكَاحَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَانَ عَلَى أَرْبَعَةِ أَنْحَاءٍ...وَنِكَاحُ الرَّابِعِ: يَجْتَمِعُ النَّاسُ الْكَثِيرُ، فَيَدْخُلُونَ عَلَى الْمَرْأَةِ، لا تَمْتَنِعُ مِمَّنْ جَاءَهَا، وَهُنَّ الْبَغَايَا، كُنَّ يَنْصِبْنَ عَلَى أَبْوَابِهِنَّ رَايَاتٍ، تَكُونُ عَلَمًا، فَمَنْ أَرَادَهُنَّ دَخَلَ عَلَيْهِنَّ».
وظل البغاءُ عند مشركي العرب حتى بعد ظهور الإسلام، كان لعبد بن أبي بن سلول (زعيم المنافقين) إماءٌ، كان يكرههن على البغاء؛ طلباً لخراجهن، فأنزل الله تعالى: {وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} [النور: 33].وكانت تقام للبغايا بيوتاتٌ تُدْعى (المواخير) تشرَب فيها الخمورُ وتمارَس فيها الزنا.
يقول علي عبد الواحد وافي: كان كثير من سراة اليونان في العصور القديمة يستخدمون إماءهم في البغاء؛ للانتفاع بأجورهن، بل إن بعض حكوماتهم أخذ ينافس الأفراد في هذه التجارة، فقد نظم صولون نفسه – وهو كبير مشرع أثينا وحاكمُها – شؤون البغاء الرسمي، وانشأ منازل خاصة للبغايا، واشترى عدداً كبيراً من الإماء، وفرَّقهن على هذه المنازل، لتنتفع الدولة بأجورهن. كذلك كان البغاء منتشراً انتشاراً كبيراً في معظم المدن الرومانية.
وكان كثير من اليابانيين يخصصون بناتهم للبغاء؛ للانتفاع بأجورهن، فيُلْحِقوهنّ بمنزل من منازل الفسوق، وما كان يجوز للبنت أن تعصي أباها، ولا أن تعترض على أمره. ويضاف إلى هؤلاء طائفة أخرى كبيرة العدد – في اليابان – تتألف من اللائي يسلكن هذا الطريق، بمحض اختيارهن.
وقد جرت عادة بعض الأزواج في الصين أن يقدموا زوجاتهم للبغاء؛ للانتفاع بأجورهن.
وكان كثير من الدول المتحضرة في أوربة وأمريكة وغيرهما تقر البغاء الرسمي، وتسن له اللوائح والقوانين، وتنتفع حكوماتها بما تجبيه من المومسات من رسوم وضرائب، ولا يزال هذا النظام معمولاً به في بعض هذه الأمم ف الوقت الحاضر.. كذلك انتشر نظام البغاء الرسمي في كثير من الدول العربية والإسلامية بعدما دخلتْ تحت نير المستعمر الأوربي.
واصطلح الباحثون على تسمية هذا النوع من البغاء بالبغاء المدني، تمييزاً له عن البغاء الديني.
ثانياً- البغاء المقدس
بجانب البغاء المدني كان يوجد نوعٌ آخر من البغاء، يطلق عليه اسم البغاءُ الديني أوالبغاء المقدس؛ لأنه كان يُعدُّ شعيرةً من شعائر الدين، أو وسيلةً لإرضاء الآلهة والتقرب إليهم. وقد عثر الباحثون على عدة مظاهر لهذا النظام عند كثير من الشعوب.
نقل (علي وافي) عن (ريد = Read) قوله: إن كثيراً من زنوج أفريقية ينظرون إلى البغاء أحياناً على أنه عمل من أعمال البر الديني، حتى إن الموسرات من النساء ليشترين – وهن في مرض موتهن – إماءً يوصين بأن يخصصنَ للبغاء، ويتخذن من ذلك وسيلةً للتقرب إلى الله، وخَتْمِ حياتهن بصالح الأعمال. كما تفعل الموسرات من نساء إنجلترة، إذ يوصين قبل وفاتهن بجزء من ثرواتهن لعمل خيري عام.
قال: وذكر (إليس = Ellis) في اثناء حديثه عن أهل ساحل العبيد بأفريقية أنه كان يوجد في كل مدينة من مدنهم مؤسسة، تقدم إليها الفتيات الجميلات من سن العاشرة إلى الثانية عشرة، ويقضي هؤلاء الفتيات بهذه المؤسسات ثلاث سنين، يتعلمن في أثنائها الرقص الديني، وترتيل الأوراد المقدسة، في صوت غتائي شجي، فإذا انتهت مدة تعلمهن تخصصن للبغاء المقدس، فيصبحن من الناحية النظرية وقفاً على رجال الدين، وإن كن في الواقع لا يمتنعن عمن يريدهن من غيرهم. وينظر الناس إليهن في هذه البلاد على أنهن زوجات للألهة، ويُعتقد أن ما يأتينه من أعمال ليس إلا ضرباً من ضروب العبادة التي يُتقرَّب بها إلى الله زلفى، ويُستدَرُّ بها عطف السماء؛ ولذلك كان يٌنظَر إلى من يأتين به من الأولاد على أنهم أولاد الله.
وقال وافي: وروى (إليس) كذلك عن أهل ساحل الذهب بأفريقية أن راهباتهم وقسيساتهم كان يحرم عليهن الزواج، ولكن كنَّ يزاولن نوعاً من البغاء المقدس، يشبعن عن طريقه رغباتهن مع من يشأنَ من الرجال، فإذا راق في أعين إحداهن رجلٌ ما دعته إلى منزلها، وأنهتْ إليه أن (الإله) الذي أوقفت حياتها على عبادته قد أوحى إليها أن تتخذه عشيقاً لها، فيغتبط الرجل أنْ وقع عليه هذا الاختيار، ويظل حبيساً لديها، يحقق لها رغباته، حتى تملّه، فتستبدل به رجلاً آخر، تعيد معه القصة نفسها، وهكذا دواليك. وقد تجمع الواحدة منهن أكثر من رجل واحد في منزلها، بل قد يصل عشاقها إلى ستة رجال أو نحو ذلك، وتسير البغيُّ من هؤلاء في الحفلات المقدسة، يحيط بها عشاقها كما تحيط الحاشية بملكة أو أميرة. فحياتهن حياة فسق وفجور بالغين. وقد ينحدر بعضهن في هذه الوهدة إلى مستوى حيواني وضيع، وخاصة عندما يهيِّجها الرقص الديني، الذي تزاوله من حين لآخر.
(وقال وافي): ومن أشهر أنواع البغاءِ المقدس ما كان يجري عليه العمل في (بابل) في معبد الإلهة ميليتَّا = زهرة (وهي في شخصيتها ووظائفها وأساطيرهاتماثل الإلهة أفروديت عند اليونان والإلهة فينوس عند الرومان والإلهة عشتروت عندالفينيقيين) وقد أفاض المؤرخ اليوناني هيرودوت في وصف هذا النظام، فذكر أن كلبنت تولد في هذه البلاد كان يجب عليها مرة في حياتها أن تذهب إلى معبد الإلهةميليتا حيث تقدم نفسها لرجل أجنبي عن البلاد، فكانت تجلس في ساحة المعبد حتى يمربها أجنبي، ويضع على ركبتها قطعة فضية من النقد، داعياً في أثناء ذلك (أن تباركهاالإلهة ميليتا وتشملها برعايتها) ثم يصحب الفتاةَ بعيداً عن الساحة المقدسة ليقضيمعها إربته... وكان يُنْظَر إلى هذه الاتصالات على أنها ضربٌ من العبادة الدينية، أو نوعٌ من القربان، تقدمه الفتياتُ لإلهتهن ميليتا وكان يُعْتَقَد أن هذا الضرب من العبادة، أو القربان من أحب العبادات والقرابين إلى الإلهة، وأنه مصدرُ خير وبركة للفتاة.
(وقال وافي): ولهذا التقليد البابلي أشباهٌ ونظائرُ في كثيرمن بلاد اليونان في عصورها القديمةوخاصة في بعض مناطق في جزيرة قبرص، وبيبلوس،وقورنثة، وأثينة، ففي قبرص كان يجب على العذارى أن يذهبن إلى ساحل البحر في أيام معلوماتليقدمن بكارتهن قربانا للإلهة أفروديت. وفي معبد الإلهة أفروديت بقورنثة كانيوجد عدد كبير من النسوة، يزاولن البغاء المقدس. وتروي الأساطير اليونانية أنبعض مدن اليونان كانت إذا اشتبكت في حرب ينذر أهلها للإلهة أفروديت أن يخصصوابناتهم للبغاء المقدس في معابدها، إذا أمدتهم بعون منها فخرجوا منتصرين على أعدائهم.
وجرت عادة سُراة اليونان في مملكة أثينا وغيرها أن يخصصوا بعض إمائهم للبغاء فيمعبد من معابد الإلهة أفروديت، على أن يخصص دخلهن من هذه المهنة لصندوق المعبدنفسه. وقد انتشرت هذه الطقوس في مخلتف بلاد اليونان... وقد أطرى هذه الأعمال كبيرُ مؤرخيهم سترابون وعدَّهامشروعات وطنية جليلة؛ لأنها على حد قوله: تجذب الأجانب للبلاد (أي: السواح)، فينفقون فيهاأموالهم، فتنتعش بذلك اقتصادياتها، ويعمها الرخاء، ويزداد دخلهاالقومي.
وعند قدماء الأرمن كانت الفتيات يزاولنَ كذلك البغاءَ المقدس بالطريقة نفسها التي كانت تسير عليها البابلياتُ، أو بطريقة قريبة منها، فقد روى سترابون أن كل أسرة أرمنية، حتى الأسرات الأرستقراطية الراقية كانت تبعث ببناتها إلى المعابد؛ ليزاولن البغاء المقدس، فترة معينة في حياتهن.
(وقال وافي): ويظهر أن المرأة التي كانت تُعد في نظر قدماء المصريين زوجة للإله في طيبة، كانت تمارس كذلك الغاء المقدس في المعابد، فقد روى المؤرخ سترابون أنها (كانت تتصل بمن تشاء من الرجال، حتى يتخلص جسمها من أدرانه، وتصل إلى أقصى درجات الطهر، وجينئذ تَهَب نفسها لرجل واحد).
(وقال وافي): وفي كثير من معابد الهند، في العصور القديمة، كانت تقطن طائة من الراقصات، يزاولن البغاء المقدس. وكنَّ موضع إجلال ديني، فكانت مرتبتهن تأتي بعد مرتبة السدنة، ومقدمي الضحايا للمعبد... وقد ظلت هذه التقاليد سائدة في في مناطق من بلاد الهند إلى عهد قريب، ففي القرن التاسع عشر نفسه كان لا يزال يوجد في كثير من معابد الهند عدد كبير من البغايا، يزاولن مهنتهن لصالح المعابد نفسها، ويخصصن لها دخلهن من هذه المهنة، وكان هؤلاء النسوة موضع تقدير وإجلال لخاصة القوم وعامتهم، بل كن وحدهن اللائي يسمح لهن بالتعلم في الهند.([1])
وعند قدماء الكنعانيين (سكان فلسطين ولبنان قديما) كانت توجد طائفة من النسوة، وقفنَ أنفسَهن على خدمة المعبَد، ووهبنَ جسومَهنَّ للبغاء المقدَّس، «وأقام إسرائيل في شِطّيم [اسم مكان في موآب، شرق البحر الميت] وابتدأ الشعب يزنون مع بنات موآب. فدعَوْنَ الشعبَ إلى ذبائح آلهتهن، فأكل الشعبُ، وسجدوا لآلهتهن» [سفرالعدد 25/1-2]
ويقول وِلْ ديورانت في سياق حديثه عن العهر المقدس: «لكنَّ عاهراتٍ من أصناف مختلفة كنَّ يسكنَّ في أرباض الهيكل (حول المعبد) ويمارسنَ حرفتَهنَّ فيها، ومنهن مَنْ كنَّ يجمعنَ من عملهنَّ الأموال الطائلة، وكانت عاهراتُ الهياكل كثيراتٌ في غربي آسية. تجدهن عند بني إسرائيل، وفي فريجية [منطقة في آسية] وفينيقية، وسورية، وغيرها من الأقطار... وظلت الدعارة المقدسة عادة متبعة في بلاد بابل حتى ألغاها قسطنطين حوالي عام 325 ق.م».([2])
ويقول غوستاف لوبون: «إن النظام اليهودي بأسره ليس إلا وجهاً بسيطاً للنظام الكلداني [في بلاد بابل، حيث سباهم بختنصر]... لمْ يجاوز اليهود أطوارَ الحضارة السفلى... فلم يقتبسوا من تلك الأمم العليا سوى أخس ما في حضارتها، أي لم يقتبسوا غير عيوبها، وعاداتها الضارية، ودعارتها وخرافاتها... كان اليهود يحملون نساءهم على البغاء المقدس، في المشارف».([3]) أي: على الجبال والتلال.
كانت عادةُ البغاء المقدس منتشرةً بين اليهوديات، المتزوجات والبنات على حد سواء، ولِمَ لا، ما دام ذلك قربة إلى الله تعالى؟! وهذا ما صرح به هوشع على لسان الرب: «لأن روح الزنى قد أضلهم [يقصد: شعب إسرائيل] فزنوا من تحت إلههم. يذبحون على رؤوس الجبال، ويبخِّرون على التلال، تحت البلُّوط واللّبْنَى والْبُطم؛ لأن ظلها حسن. لذلك تزني بناتُكم، وتفسُق كنَّاتُكم (زوجة الابن). لا أعاقب بناتِكم لأنهن يزنين، ولا كنَّاتكم لأنهن يفسُقن. لأنهم يعتزلون مع الزانيات، ويذبحون مع الناذراتِ الزنى. وشعبٌ لا يَعقِل يُصْرَع» [سِفر هوشع 4/12- 14]
فالزنا بحد ذاته – حسب هوشع - ليس خطيئة تحاسب عليها المرأة، بل هي قربة (بغاء مقدس) ولكن الخطأ في أسلوب الممارسة، فعلى البغيِّ أن تمارس شهوتها في صمت، بعيداً عن الأضواء، أما أن تتخذَ سَمْتَ ومظهرَ (الناذراتِ الزنا)، وتخلعَ عِذار الحياء، وتعتزلَ مع الزانيات، وتشتهرَ بتلك الآفة؛ فحينئذ يكون الفسادُ بلغ نهايتَه، ويكون الدمارُ المحتم، (وشعبٌ لا يَعقِل يُصْرَع).
يؤكد هذا ما ألمح إليه القرآن الكريم في قصة مريم الصِّدِّيقة، نذرتها أمُّها للعبادة وخدمة بيت المقدس، وكان من أمرها ما قصه القرآن الكريم، فلما وضعت وليدها عيسى – عليهما السلام – وحملتْه على يديها، وأتتْ به قومها (بني إسرائيل) اتهموها بهذا النوع من البغاء، تعريضاً، قالوا: {قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} [مريم]
ويخاطب الربُّ أورشليمَ قائلاً: «ازدريتِ أقداسي، ونجَّسْتِ سُبُوتي... في وسطِكِ عمِلوا رذيلةً. فيكِ كَشفَ الإنسانُ عورةَ أبيه، فيكِ أذلّوا المتنَجِّسةَ بطمثها. إنسانٌ فعلَ الرجسَ بامرأة قريبه، إنسانٌ نجَّسَ كنَّته برذيلة، إنسانٌ أذلَّ فيكِ أختَه بنتَ أبيه» [حزقيال: 22/ 8- 11] اللواط بالأب، والزنا بالحائض، وبامرأة القريب، وبالكنّة، وبالأخت. وماذا بعد؟ وما جديدُ عاهرات ومِثْلِيِّيْ أوربة وأمريكة؟ وما مصدرُ الدعواتِ المطالِبَةِ برفع حاجزِ زواج المحارم هناك أو هنالك، إن لم يكن هذا الكتاب؟
لقد عرف العرب أنواعاً من الزنا، ولكنهم لم يعرفوا البغاء المقدس، حتى البغايا ما كان يذهب إليهنَّ إلا سفلةُ الناس، ولا يذهبون إلا في الظلام، يجرَّون أطراف مآزرهم وراءهم؛ لتطمس آثارَ أقدامهم على الرمال، لذلك أطلق على البغايا اسم الْمُظْلِمات وفي ذلك تقول العوراء بنت سبيع في رثاء([4]) :
أبكِي لِعَبْدِ اللهِ إذْ *** حُشَّتْ قُبَيْلَ الصُّبْحِ نَارُهْ
طَيَّانَ طَاوى الْكَشْحِ لا *** يُرْخَى لِمُظْلِمةِ إزَارُهْ
ورغم انتشارِ نورِ الإسلام، وأنوارِ سورة النور؛ لا زال البغاءُ المقدس موجوداً اليوم، تشرِّعُه وتمارسُه بعضُ الطوائف، وراثةً عن اليهود وغيرهم، ولكن تحت أسماءَ وعناوينَ أخرى.
ففاحشة الزنا تمارس على ثلاثة مستويات: (الأول) الزنا، وسببه ضعف النفس والوازع الديني، والمذنِبُ موضع مغفرة الله إن تاب. (والثاني) البغاء، وهو انحرافٌ عن الفطرة السوية، وحِرفةٌ قذرة، تُسبب الإفساد. (والثالث) البغاء المقدس، وهو الأسوأ؛ ففيه - إضافة إلى ما سبق - إضفاءٌ للقداسة على أداء اللذة الجنسية بطريقة غير مشروعة، وفي مكان يُفْتَرَضُ فيه أن يكون مقدساً، بعيداً عن هذه القاذورات.
ثالثاً- دافع الجنس وظيفته وضبطه
دافع الجنس دافع فطري في كيان الإنسان، وهو مما أقره الإسلام، قال الله تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ... ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا...} [آل عمران: 14]
وهذا الدافع له هدفان: قريب وبعيد، أما القريب فهو الاستمتاع الحسي، وهو - في الوقت نفسه - وسيلةُ إلى الهدف البعيد، المقصودِ أصلاً من هذه الشهوة أو الدافع. وأما الهدف البعيد فهو التناسل؛ لحفظ النوع، واستمرار بقائه، أخرج أبو داود والنسائي عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ – رَضِيَ الله عَنْهُ - أَنَّ النَّبِيّ - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: «تَزَوَّجُوا الْوَلُودَ الْوَدُودَ؛ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الْأُمَمَ».
يقول الغزالي في بيان الغاية من دافع الجنس: «إن شهوة الجماع خُلقت لتكون باعثة للإنسان على الجماع، وهو سبب بقاء النوع الإنساني، فيُطلَب النكاحُ للولد، والتحصن، لا للعب والتمتع».([5])
فالمؤمن الحق لا يكون هدفه من الجنس الاستمتاع الحسي فقط، بل يجب عليه أن يجعل هذا الهدف وسيلة إلى هدفين أسميين، هما التناسل لبقاء النوع، وتحصين النفس ضد الانحرافات الجنسية؛ لأن الوقوف عند الاستمتاع الحسي عبث لا يليق بالعاقل.
وقد عدَّ الإسلام الزواج الرابطة الجنسية الوحيدة المشروعة، التي تحقق أهداف الاتصال الجنسي اللائق بالإنسان، لذلك حض عليه، لأنه بالزواج تتحقق الرغبة في الإنجاب، خاصة عند الأم. وبالزواج تتحق السكينة والطمأنية النفسية. وبه تتحصن النفس ضد الانحرافات والاتصالات الجنسية الشاذة،. وبه يتكون المحضن المناسب لتربية الأولادجسمياً، ونفسياً، وعقلياً، وروحياً.
ولا يتحقق شيء من هذه الأهداف عن طريق الاتصالات الجنسية الشاذة كاللواط، أو السحاق، أو الزنا، أو البغاء، أو البغاء المقدس، لذلك حرمها الإسلام، وقرر العقوبات المناسبة على مرتكبيها؛ لما لها من أضرار على الفرد وفطرته، وعلى الأسرة، وعلى المجتمع.
كذلك حرم الإسلام الرهبانية، لمافيها من مناقضة للفطرة الإنسانية؛ حيث يحصل بسببها العنت والمشقة؛ لقوة دافع الجنس وشدة التوتر الناشئ عن عدم إشباعه. ولما يترتب عليها من انقراض النسل وخراب العالم.{وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا} [الحديد: 27] فالله تعالى لم يفرضها عليهم، لكنهم هم فرضوها على أنفسهم طلباً لرضوان الله تعالى، فما رعوها حق رعايتها، ولم يفوا بمستحقاتها. وهي أيضاً أمر مخالف لسنة الأنبياء {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً} [الرعد: 38]
إن تلك الممارسات الجنسية الشاذة لا تحقق أي هدف من الأهداف التي خلقت الشهوة الجنسية من أجله، فلا نسل، ولا سكن، ولا سكينة، بل هي انحراف باللذة عن مسارها، ووسيلة إلى الفساد والإفساد في الأرض، كنشر الإيدز وغيره من الأمراض الجنسية، إضافة إلى ما فيه من اختلاط الأنساب، وضياع الحقوق {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً} [الإسراء: 32].
********************
الاثنين 16/شوال/1431هـ = 4/10/2010م
أبو الخلود
الهوامش
([1]) انظر للوافي: قصة الزواج والعزوبة في العالم (ص 65- 72) أو غرائب النظم والعادات والتقاليد (ص 256- 263).
([2]) قصة الحضارة- الجزء الثاني من المجلد الأول (2/230).
([3]) اليهود في تاريخ الحضارات الأولى (ص 30، 31، 32).
([4]) ديوان الحماسة لأبي تمام وشروحه. قال المرزوقي: (2/1106) (حُشَّت نارُه): ضَمَّ ما تفرق من الحطب إليها، وأُوقدت، وإنما تريد نار الضيافة. وقال الأعلم الشنْتمري (1/532): (الطيان): الضامر البطن جوعاً. (والطاوي): الضامر البطن خلقة. أي: كان مهفهفاً، قليل اللحم. (والكشح) الجنْب والخِصْر. [والعرب ترى من السيادة ألا يشبع الرجل]. (والمُظلمة): الْخَصْلة القبيحة، أي: لا يرخي إزاره لفاحشة. وقال أبو العلاء المعري (1/668): (ومُظلمة): امرأة أظلم عليها الليل. وكانوا إذا قضوا حوائجهم من الفواحش عفُّوا آثارهم بالأُزر لئلا تُقْتَصَّ.
([5])مدارج القدس في معارج معرفة النفس (ص 72)
مئات من مراكز «الرذيلة» في الإمارات عنوانها «بيوت التدليك والمساج»
قيام السلطات الإماراتية بحملات مداهمة لعدد من بيوت المساج والتدليك بإحدى مدن الإمارات لمخالفتها شروط مزاولة المهنة أثار نوعا من الاستهزاء والاستهجان.
وكأن «حاميها لا يعرف حراميها»، فكل من يعيش في الإمارات سواء كان من أهلها أو من المقيمين على أرضها أو القاصدين لها لأغراض سياحية أو تجارية أو غير ذلك يعرف أنها الأولى في مراكز المساج والتدليك في الوطن العربي، وباتت تنافس محلات البقالة الموجودة في كل شارع من شوارع «دبي» و«أبوظبي» على وجه التحديد بشكل معلن وملفت للنظر وبعكس الإمارات الأخرى المستترة بعناوين مخالفة لم يتم ممارسته.
الشرطة التي تحمي الدعارة في «دبي» وأكثر من 50% من بيوت المساج والتدليك على مستوى الدولة، وجهت صفعة ناعمة لإحدى شبكات الدعارة المنافسة لها والتي تعمل في «دبي» لصالح حكام إمارة «رأس الخيمة» بعدما زاد نشاطها بشكل سلبي على المصالح المشتركة بينها وبين الشبكات التابعة لحكام «دبي».
إحدى الوكالات السياحية الوهمية المسجلة في إمارة «رأس الخيمة» اعتبرتها «دبي» نوعا من تجاوز حكام «رأس الخيمة» للخطوط الحمراء بينهما ومحاولة لقضم جزء من كعكة الدعارة بين الإماراتين فوجهت لها صفعة لردعها وإنذار خفي لـ«أبوظبي» من منازعتها في حصتها الدعارية المقننة سياحيا من خلال أكثر من 500 فندق في المدينة تضم أكثر من 400 محل للمساج تديره روسيات وغربيات ومصريات، فضلا عن المرخص تجاريا من قبل دائرة التنمية الاقتصادية بـ«دبي» والذي توضحه الإحصائية المرفقة.
المراقبون لهذه البيوت يعتبرون الحملة ما هي إلا نوعا من دغدغة «دبي» للمنظمات الحقوقية الدولية والتي تضع «دبي» في مراتب متقدمة في الاتجار بالبشر بعد صدور تقرير أمريكي جديد يتهم الإمارات بالاتجار بالبشر وبعد تفعيل دعوى قضائية مقامة الآن ضد حاكم «دبي» أمام محكمة فدرالية في «كنتاكي» تتهمه بالاتجار بالأطفال.
وتزامن ذلك مع ما تناولته وسائل الإعلام الغربية والمحلية مؤخرا من فضيحة اغتصاب طفل فرنسي من قبل أربعة إماراتيين أحدهم مصاب، وتستر شرطة «دبي» على المجرمين لانتسابهم لعوائل مقربة من حاكم «دبي».
قصة مراكز المساج في الإمارات طويلة وارتبطت بالطفرة العمرانية التي شهدتها البلاد في العقد الماضي وبات وجود ناد صحي في كل فندق أمرا عاديا، بل إن هذا النشاط ازدهر في العاصمة نفسها وهي التي ظلت متحفظة علي انفتاح «دبي» لسنوات، وإذا كانت الدوائر الرسمية لا تصرح بعدد هذه المراكز بالإمارات فإن ما يؤكده الواقع أنها باتت منتشرة بشكل كبير فإلي جانب المصرح له بالنشاط في الفنادق والمنتجعات، هناك في أحياء «دبي» الشعبية في «البراحة» و«نايف» و«القصيص» و«النهدة» و«الممزر» و«الجميرا» و«الكرامة» بدبي وفي «النخيل» برأس الخيمة وغيرها من الأماكن التي تعج بالأسيويين تنتشر هذه المراكز التي باتت عنوانا لتسهيل الرذيلة لراغبي المتعة الحرام من الوافدين الأسيويين وبعض العرب فضلا عن شباب المدارس الثانوية.
السلطات المختصة الإماراتية من جهتها تخفي الأعداد الحقيقية لبيوت المساج وتمنع وسائل الإعلام في التحدث عن الظاهرة وتكتفي بنشر خبر صحفي للأجهزة الأمنية والصحية للتنويه على يقظتها وحرصها على الصالح العام بقيامها بمداهمات هنا وهناك لعدد محدود من هذه البيوت.
في محاولاتنا الدؤوبة لتقصي أبعاد هذه البيوت دققنا بالنظر في دليل الاتصالات الهاتفي وجدنا أن هناك نحو 722 مركزا مشبوها بالإمارات يتخذ عناوين «التدليك والمساج والصحة والجمال والرشاقة» ستارا لممارسة البغاء والرذيلة تحت عين «ولي الأمر» الجهات المرخصة.
يقول «راشد سالم» من «دبي»: في صيف عام 2005 قرر مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية في «رأس الخيمة» إغلاق المراكز الصحية بالإمارة، و بعد أقل من أسبوعين صدر قرار حاكم الإمارة بالاستغناء عن خدمات المسئول ليكتشف بعدها أن هذه المراكز المشبوهة المنتشرة في الإمارة الفقيرة مملوكة بشكل غير مباشر لمسئول كبير، وأن كل العاملين بها علي كفالته بشكل شخص.
ولم يستطع المسئول، الذي ترك البلاد بعد ذلك وبحث عن فرصة عمل بالخارج، الإفصاح عن سبب إقالته، وأسر لمقربين أن السبب هو خلاف شخصي علي طريقة إدارة الدائرة مع الحاكم الجديد الذي جاء علي جثة شقيقه الذي ظل وليا للعهد ونائبا للحاكم علي مدي عقود.
«محسن السكري» قاتل الفنانة اللبنانية «سوزان تميم» في «دبي» صيف عام 2008 ارتكب جريمته بعد ساعات قضاها مع ساقطة التقطها من النادي الصحي الملحق بالفندق الذي نزل به قبل ارتكاب الجريمة.
لا تحتاج النوادي الصحية في الإمارات لكثير من المال أو الجهد، كل المطلوب هو رخصة مزاولة النشاط، شريطة أن يكون المالك أو «الكفيل» موظف نافذ في وظيفة حساسة أو مسؤول قريب من صناع القرار، فضلا عن عدد من الفتيات الأسيويات الفقيرات اللائي يرضين بالعمل في هذه المهنة المشبوهة ليبدأ بعدها المشروع الذي يدر الآلاف شهريا.
تقول «م.س» ربة منزل في «رأس الخيمة» أنها سمعت بقصة المراكز الصحية أول مرة من صديقتها التي أبلغتها أن ابنها يذهب لهذه المراكز مرة كل أسبوع مع أصدقاءه الطلاب في المرحلة الثانوية، وأن ما يحدث في هذه المراكز بات حديث الطلاب في المدارس وتضيف «م.س» أن صديقتها أبلغتها أن كثير من الجرائم ترتكب في هذه المراكز بل أنها باتت ملتقى المنحرفين من الشباب لممارسة الأعمال المنافية بعيدا عن رقابة الأهل.
ويقول «راشد» البالغ من العمر 17 عاما من سكان «رأس الخيمة» أن بالإمارة عددا من الأماكن التي تجذب المنحرفين ففنادق الدرجة الثالثة مكان مفضل للعشرات من طلاب المرحلة الثانوية مقابل مبالغ تبدأ من 50 درهم وتصل إلي 500 درهم حيث توفر هذه الفنادق الرخيصة الفرصة لراغبي المتعة الحرام مقابل تأجير الغرف لساعات محددة.
ويضيف «راشد» أن موضة المراكز الصحية أصبحت قديمة بعد أن بزغ نجم الفنادق الشعبية وما تقدمه من خدمات يقبل عليها طلاب المرحلة الثانوية وبعض طلاب الإعدادي، ويقول أن كل هذه الأنشطة المشبوهة تتم تحت أعين أجهزة الأمن المشغولة طوال الوقت بمراقبة «الفيسبوك» و«تويتر» ومحاربة الإصلاحيين واستضافات المثليين والفاسدين على أراضيها والترويج للمغنيات المثيرات للجنس والجدال مما ساهم بشكل كبير في ضياع آلاف من الشباب وانصرافهم إلي هذه الأماكن التي باتت متاحة للجميع في ظل تراجع دور المسجد والمدرسة فضلا عن البيت، بعد انشغال الأبوين بالبيزنس ورحلات الشتاء والصيف إلي شرق أسيا.
ويؤكد «عصام» مدرس التاريخ الذي عمل في التدريس بالإمارة منذ أكثر من 20 عاما أن طلابه لا يخفون ارتكابهم مثل هذه الجرائم بل أنهم يتباهون فيما بينهم وأثناء اليوم الدراسي بالذهاب للمراكز الصحية وفنادق الدرجة الثالثة التي يتزايد عددها باستمرار، يقول «عصام» اكتشفت ذلك بعد أن لاحظت أن طلابي في الصف الثاني الثانوي ينام غالبيتهم أثناء الحصة، ولأن العلاقة بيني وبينهم بها قدر من الصداقة سألت عن السبب فقال أحدهم أننا نذهب علي فترات لهذه المراكز والفنادق، وأكد أن نصف عدد الطلاب بالفصل يلتقون هناك في الليالي التي يتفقون علي الذهاب فيها، وأضاف أن الأهل علي علم بهذه الأماكن ولا يعترضون علي انصراف الطلاب إليها.
«أم سعود» من جهتها وقفت أمام قاضي الجنايات تدافع عن ابنها البالغ من العمر 17 عاما، والذي تورط في قضية إتجار بالمواد المخدرة كشفت للمحكمة في مارس/آذار الماضي أن ابنها بدأ مرحلة الضياع من خلال التردد علي هذه المراكز، وأن احتياجه للمال أوقعه في شباك الضياع بعد أن التقطته عصابة ترويج المواد المخدرة, وقالت الأم أن ابنها ضحية لهذه المراكز التي تسببت في ضياع العشرات وأضافت، لدي الكثير الذي يكشف سبب ضياع مستقبل ابني لكنني لا أستطيع البوح به فقد عشنا سنوات عمرنا دون أن نسمع عن مثل هذه الجرائم التي لم تكن تخطر علي عقل أحد، لكن ما شهدته البلاد من انفتاح خلال السنوات الماضية بات يهدد العديد من الأسر.
لم تعد خطورة هذه البيوت المستترة وراء الدعارة حكرا على مقاراتها فحسب بل تجاوزتها بوسائل دعايتها والترويج لخدماتها المتنقلة للمنازل والبيوت، وراحت بعض الأسر توظف خادماتها في هذه المهنة بمبررات إنسانية واهية ومؤخرا أعلن في «الرياض» كذلك عن حملات مرتقبة لإغلاق 90% من مراكز المساج، واكتظت وسائل التواصل الاجتماعي «تويتر» بتحذيرات تحمل عنوان «احذروا فتيات المساج والتدليك» وسردا لقصص مؤلمة ومخزية للعفة والطهارة بعدما انتشرت في المجتمع مؤسسات ترعى الرذيلة وتحميها وتقننها بصورة غير مسبوقة.
http://nahyanbastards.wordpress.com/
http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=572284
تحريض القصر على الفسق و الدعارة
مقدمــة
إن انتشار ظاهرة تجارة الجنس في صورها العديدة لدرجة أهدرت قيمة الإنسان جعلنا نغوص في دوامة القضايا المصيرية للمجتمع خاصة بعدما أصبحت طفولتنا محطة لترســب كل الأمراض النفسية و الآفات الاجتماعية ذلك إن جريمة المواقعة والعلاقات الجنسية غـير المشروعة محرمة وممنوعة بقوانين وضعية ليس في حد ذاتها وإنما لأخطارها الصحية والأمراض الناتجة عنــــها (الزهري . السيدا ) هذا في حق البالغ فما بالك في حق شريحة حساسة من المجتمع وهـي القصر الذين لا يملكون مقاومة الإغراءات والتهديدات لإجبارهم وتحريضهم على الفسق وفساد الأخلاق .
ولعل موقف الدين كان أكثر صرامة فالإسلام جاء بقواعد لتنظيم الحياة الإنسانية ومحاربة ظاهرتي الفسق والدعارة مصداقا لقوله تعالى : ( ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردنا تحصنا لتبتغوا عرض الحيواة الدنيا ) كما حذر وتوعد المحرضين على هذه الآفة في قوله : ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين امنوا لهم عذاب اليم في الدنيا و الآخرة والهق يعلم وانتم لا تعلمون ...) سورة النور 19
والإسلام بتحريمه العلاقات الجنسية غير المشروعة ووضعه القصاص لم يتعامل فقط معها كجريمة وقعت ويعاقب مرتكبها وإنما أوضح السبل وبين الطريق لمنعها بالأصل وبتر الداء من جذوره ونص في هذا الإطار على وجوب التقيد بسنة الأنبياء و الرسل وجعل الله عز و جل الزواج من نعمه على عباده حيث قال : ( و خلقنا لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعلنا بينكم مودة و رحمة ) .
وينصب الإسلام إلى أبعد من ذلك في اتقاء الظاهرة و الوقاية منها حين ينص على ضرورة اختيار و انتقاء الأصل الطيب و النسب الحسن و يأمر بالتفريق بين الأبناء في المضاجع ليصد الباب أمام المنافذ التي تؤدي إلى إثارة الأبناء جنسيا و التقيد بستر العورات و غض الأبصار ليسد باب المؤثرات القوية التي تنتهي بالتفكير و التفكير تتبعه حركة و الفعل و هذا ما جاء في قوله تعالى
قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم و يحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير
بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن و يحفظن فروجهن و لا يبدين
زينتهن إلا ما ظهر منها و ليضربن بخمورهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا
لبعولتهن ) سورة النور" 30-31 " .
1
فمن هذا الجانب اتصلت الشريعة الإسلامية بالضمير الإنساني و كانت أحكامها متجاوبة معه هذا الاتصال يجعل المؤمن يحس بأنه في رقابة مستمرة و ما خفي على أعين الناس فلا يخفى على الله مما يجعل الأفراد في وقاية نفسية من الجرائم خشية الله بحكم أنه مطلع على أفعالنا .
أما المشرع الجزائري فقد خصص لجرائم الاعتداء على العرض القسم السادس و السابع من الفصل الثاني من قانون العقوبات الجزائري تحت عنوان الجنايات و الجنح ضد الأسرة و الآداب العامة و تضمن القسم السابع موضوع تحريض القصر على الفسق و الدعارة من خلال المواد من 342 إلى غاية 349 و من التساؤلات التي تشغلنا في هذا الإطار مايلي :
ما مدى حرية الفرد في سلوكياته ؟ و ما هي طرق اجتناب الأفعال المخلة بالآداب العامة ؟ و كيف يكون الاجتناب ؟ هل يكون بالنقاش العلمي الموضوعي أم يكون بالتجاهل والتستر على الجرائم المرتكبة يوميا ؟ ما هو موقف القانون و ما المقصود بتحريض القصر على الفسق و الدعارة ؟ما هو مفهوم الآفتين حسب التشريع الجزائري؟
- ومن ثم يمكننا الوقوف على ما هو المظهر العقابي في قانون العقوبات الجزائري في قسمه الخاص بجرائم تحريض القصر على ممارسة الفسق والدعارة . وتشكل مجمل هذه التساؤلات محاور دراستنا في هذا البحث التي قسمناها إلى فصلين تعرضنا في :
الفصل الأول :
- ماهية جريمة تحريض القصر على الدعارة والفسق .
أما الفصل الثاني فتعرضنا فيه إلى :
- المظهر العقابي في قانون العقوبات الجزائري لجرائم تحريض القصر على ممارسة الدعارة والفسق .
- على أنه قبل ذلك رأينا من الضروري التعرض في المبحث التمهيدي إلى مقدمة عامة حول مشكلتي الدعارة و الفسق عبر مختلف العصور .
2
المبحث التمهيدي : مقدمة عامة حول مشكلتي الفسق والدعارة عبر مختلف العصور :
من أشد الآفات الاجتماعية خطورة وفتكا في كيان المجتمع البشري آفتا الدعارة والفسق ،ولقد ظهرت هذه الآفتين وتفشت في كل بقعة من بقاع العالم القديم والحديث وكافحته الديانات والتشريعات الوضعية والجمعيات الخيرية والإصلاحية وسنت من اجل محاربتها والحد من انتشارهما العلني أو السري قوانين صارمة .وبالرغم من كل ذلك فقد تواجدت هذه الرذائل ومارستها الشعوب على اختلاف أجناسها ومذاهبها، وكانت تزداد انتشارا وتخف أحيانا تبعا للأزمنة والأمكنة كظهور الإسلام الذي حاربها وعمل على علاجها وتظم العلاقات الجنسية بين الأفراد .
المطلب الأول : لمحة تاريخية لمشكلتي الفسق والدعارة:
وهذا نتطرق إلى معرفة ما مرت به أفتى الفسق و الدعارة وما نشأ عنهما من آثار .
الفرع الأول : مشكلتي الفسق و الدعارة في العصور القديمة :
ينفرد البغاء من بين الانحرافات كلها، بأن نظرة المجتمع إليه قد تختلف حسب الأزمنة والأمكنة فبينما نجد القتل والجرح والسرقة جرائم و أفعال محرمة في كل زمان ومكان، باستثناء حالات نادرة، كالقتل في بعض العصور اليونانية القديمة، نجد أن البغاء يتجاوز ذلك من نواح كثيرة، فقد كان في العصور القديمة وفي بعض القبائل البدائية عملا ينطوي على قيم دينية .
وقد انتشر البغاء بشكل لافت في أوروبا في العصور الوسطى وكانت بيوت الدعارة مصدر دخل كبير للحكومات المحلية ولما أخذت الأمراض الزهرية تنتشر كداء وبائي في القرن السادس عشر، بدأت الجهود الجدية في ضبط البغاء .1 فأغلقت بيوت الدعارة في غرب أوروبا ووسطها، فيما بين 1530 و1565 وشددت العقوبة على ممارسة هذه المهنة، وعندما ثبت إخفاق الإجراءات التي كانت متخذة في سبيل القضاء عليها وعلى الأمراض الزهرية الناجمة عنها بدأت مدن كثيرة في تنظيم البغاء، فكانت مدينة برلين مثلا تحتم الفحص الطبي للبغايا مرة كل أسبوعين وهذا ابتداء
1-الدكتورة سامية حسن الساعاتي، الجريمة والمجتمع ،بحوث في علم الاجتماع الجنائي، دار النهضة العربية للطباعة، بيروت، الطبعة 02، 1983، صفحة 171 .
3
من عام 1700، بينما بدأت في باريس في تسجيل البغايا سنة 1875، أما إنجلترا فقد نص قانونها الخاص الصادر سنة 1864 على منع انتشار الأمراض المعدية باللمس وعلى الفحص الطبي الدوري للبغايا اللواتي يقمن في المناطق العسكرية والبحرية . وكذلك نص على حجز المصابات بهذه الأمراض ولكن هذا القانون لم يعمر طويلا، تم إلغاؤه في سنة 1886 وفي سنة 1898 حرم قانون التشرد على الرجال أن يعيشوا على الكسب من الدعارة، وفي أواخر القرن 19 بذلت جهود كبيرة لضبط التجارة الدولية في النساء لأغراض البغاء وبدأ التعاون وتبادل المعلومات عن أولئك الذين يستغلون قوا دين النساء لأغراض غير خلقية .
ويحدثنا التاريخ أن الناس في مصر في عهد الفاطميين، كانوا يخرجون في الأعياد لقضاء شهواتهم الجنسية في أحضان العاهرات، أما في عهد المماليك فيبدوا أن البغاء كان منتشرا إلى درجة جعلت الحاكم يعترف به ويفرض الضرائب على البيوت التي يمارس فيها .
وقد استمر الحال على هذا المنوال حتى جاء الظاهر بيبرس فحارب البغاء وألغى المكوس المفروضة. لكن ذلك لم يدم طويلا، فلقد لاقت الدعارة سوقا رائجة بعد الفتح العثماني بمصر ففرضوا عليها المكوس ووضعوا نظاما خاصا لجبايتها .
وبدخول الفرنسيين مصر سنة 1798 نشطت حركة الدعارة نشاطا ملحوظا وأقام الفرنسيون مساكن خاصة لممارستها، وبدؤوا يستقدمون عاهرات أوروبيات فانتشرت بيوت الدعارة في القاهرة لاستقبال الجنود.1
والذي يمكن أن نستخلصه من هذا العرض التاريخي المقتضب أن البغاء كان مباحا أو بمعنى آخر لم يكن مشكلة في بعض العصور وفي بعض المجتمعات، حتى ظهرت أخطاره الصحية تهدد المجتمع .
1-الدكتورة سامية حسن الساعاتي ، المرجع السابق ، صفحة 173 .
4
فانزعاج الدولة المختلفة لم يكن من ظاهرة البغاء، فهو لم يكن بالنسبة لها مشكلة في حد ذاته بل إن انزعاجها كان من الأمراض الناتجة عنه.1
وترتبط بمشكلة البغاء أيضا تجارة الرقيق الأبيض وإكراه الفتيات على البغاء وخاصة القاصرات اللاتي كن هدفا لاستغلال شائن، يزيده شناعة وقوعه من فئة قوية قادرة على أخرى مستضعفة لا حول لها ولا قوة . ولا يمكن أن يكون لها إرادة في اختبار ممارسة البغاء كمهنة للكسب .2 وقد بدأ التفكير في تصحيح هذه الأوضاع وحماية القاصرات والبالغات من الاستغلال والإكراه، عندما نشطت الحركة الإنسانية أيان القرن 19 وهي حركة غيرت النظرة إلى انحرافات القصر تغييرا جوهريا . وكانت تهدف إلى رعايتهم وحمايتهم وإعفائهم من المسؤولية الكاملة، وإصلاحهم بشتى الطرق لا بتجريمهم وعقابهم على انحرافات كانوا يدفعون إليها دفعا لحاجتهم إلى الحماية والرعاية .وقد تأكد هذا الاتجاه في عصرنا الحديث وظهر بشكل لافت في الجهود الدولية التي تبذل لمحاربة تجارة الرقيق الأبيض وحماية القاصرات من الاستغلال .
وعلى الرغم من ذلك فإن استغلال القاصرات ودفعهن إلى ممارسة الدعارة ظاهرة عادت إلى الظهور في كل الدول المتقدمة والمختلفة على السواء بحيث صارت محط أنظار الباحثين والمهتمين .
الفرع الثاني : الإسلام والبغاء
جاء الإسلام بقواعد لتنظيم الحياة الإنسانية ومن بين صور هذا التنظيم محاربة ظاهرتي الفسق و الدعارة وتنظيم الحياة الإنسانية .
البند الأول : تنظيم الإسلام للعلاقة الجنسية
الإسلام هو دين الفطرة الذي ارتضاه الله عز وجل لعباده. وقد تضمن الأسس الصحيحة للحياة كما أوضح طريق سلوك كل إنسان . ومن الأمور التي اهتم بها هذا الدين، تنظيمه للعلاقات الجنسية بين الذكر و الأنثى، فقد حدد لها الضوابط ووضع لها الأصول وبين ما يصح منها وما لا يصح وأشار إلى ما هو حرام وما هو حلال .
1-2 دكتورة سامية حسن الساعاتي، المرجع السابق، صفحة 174
5
وقد أباح الله تعالى للبشر علاقة جنسية واحدة وهي الزواج وجعل من هذا الأخير أساس تحقيق مقاصد وأهداف الإنسان الكثيرة من بينها إشباع الغريزة والرغبة الجنسية لدى الجنسين مع، حتى لا يشيع الفساد والفحشاء في الأرض . فالزواج سنة الأنبياء والرسل من عهد آدم عليه السلام وجعل الله عز وجل الزواج من نعمه على عباده لقوله تعالى :"يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء"1 ومن آياته للناس "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها" 2
يقر الإسلام على أن أساس الزواج مودة ورحمة متبادلتين بين الزوجين، ومن ثمراته تكوين أسرة وبناء مجتمع مستقر و بالتالي تربية على حسن الخلق وامتداد واستمرار الجنس البشري على الأرض إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها . فرعاية النسل وحفظ الأنساب و المحافظة على كيان الأسرة يكون خير خلف لخير سلف، فإذا ما شاع الفسق وانتشرت الدعارة ضاع النسل وكان في هذه لآفات اعتداء على حد من حدود الله تعالى وعلى النظام الاجتماعي .
إن الإسلام قد جاء بقواعد منظمة لسلوك الفرد والجماعة وجاء بأسس صارمة لمكافحة جميع أنواع الرذائل، هكذا نجده قد نص على عقوبات ووضع الحدود، من هذا القبيل وعلى رأسها تجارة الجسد أو الدعارة، والغاية من هذا التحريم هو أن هذه الأفعال تشكل جريمة في حق الفرد والأسرة والأبناء والمجتمع. قال تعالى: " ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا". 3
البند الثاني: علاج الإسلام لافتي الدعارة والفسق
إن الله تعالى بتحريمه الزنا ووضعه القصاص له لم يتعامل فقط مع الزنا كجريمة وقعت ويعاقب مرتكبها وانما أوضح السبيل وبين الطريق لمنعها بالأصل وبتر الداء من جذوره في حين
1- سورة النساء، الآية(01)
2- سورة الروم، الآية (21)
3- سورة الإسراء(32)
6
يقول الرسول الله صلى الله عليه وسلم "تخيروا لنطفكم فان العرق دساس"، فهذا الأمر واضح للمسلمين لاختيار وانتقاء الأصل الطيب والنسب الحسن اتقاء السوء والفحشاء وحتى يكون يتبعهم الأبناء في الخلق، فعندما يأمرنا الدين الحنيف بالتفريق بين الأبناء في المضاجع عند بلوغ العاشرة، فهنا الإسلام يوصد الباب أما المنافذ التي تؤدي إلى إثارة الأبناء جنسيا في السن التي تبدأ فيها الغريزة الجنسية في النمو والنشاط.
وحين يأمرنا الله عز وجل بالحجاب وستر العورات وغض البصر للرجال والنساء معا فإنه يمنعنا من فتح باب المؤثرات القوية التي تنتهي دائما بالتفكير والتفكير يتبعه الحركة والعمل. هذا ما جاء في قوله تعالى. " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن" 1
وقال تعالى: " والذين هم لفروجهن حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون » 2
فالله سبحانه وتعالى يوجهنا إلى الطريق السليم حتى لا نقع في الخطيئة ومن هنا لا يجب على الإنسان أن يصل إلى مرحلة الصراع بين الغريزة الجنسية التي تدفعها الشهوة إلى المحرمات والتي يسببها النظر إلى العورات وبين عقيدته وإيمانه، فهي الوقاية خير من العلاج.
البند الثالث: العقوبة في الإسلام والضمير الإنساني:
إن الإسلام يمقت الآفتين، وهذا لأن الشريعة الإسلامية تتصل قوانينها بقانون السلوك الإنساني العام فأحكامها تتفق مع قانون الأخلاق والفضيلة وهي تعاقب كل من ارتكب رذيلة من الرذائل وعقابها قسمان: عقاب دنيوي وعقاب أخروي.
إن ما يمكن أن يجري عليه الإثبات من الأعمال الظاهرة غير تجسس وكشف أمره، فيعاقب عليه الشرع في الدنيا، فلكل مرتكب خطيئة مأخوذة بما ارتطب لا محالة ويعاقب على ما ارتكب من خطيئة ثم خطيئة ثم أمره إلى الله يوم القيامة.
1- سورة النور، الآية(من 30 إلى 31)
2- سورة المؤمنون، الآية(5 إلى 7)
7
وهناك ما لا يمكن أن تجري فيه البيانات وليس ظاهرا ولا مكشوفا، فمن لم يأخذ بجريمته في الدنيا لأنه استطاع النجاة من العقاب فان العقاب لاحق به أمام الله سبحانه وتعالى يوم القيامة.
فالله تعالى مطلع على عباده، سرهم وجهرهم، خافيتهم وعلانيتهم وهو سبحانه"يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور".1 فعلى الإنسان أن يذكر ربه في كل تصرفاته حتى حينما يفكر عليه أن يتيقن تمام اليقين أن الله مطلع على أفكاره وعالم بأسراره ومحيط بما هو أخفى من الأسرار في فكر الإنسان.
جاء في قوله تعالى: " الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين". 2
ومن هذا الجانب اتصلت الشريعة الإسلامية بالضمير الإنساني وكانت أحكامها متجاوبة معه، فهذا الاتصال يجعل المؤمن يحس بأنه في رقابة مستمرة ومهما خفي عن أعين الناس فلا يخفى عن الله تعالى، وهذا الاتصال يجعل الأفراد في وقاية نفسية من الجرائم فيقلل من وقعها لخشية من الله والإحساس أن الله تعالى دائما خبير بما يعملون وعليه. فخشية الله تعالى أكثر من خشية الناس وأن الضمير الديني يجعل المسلم مطمئنا راضيا بقضاء الله وقدره.3
إن شريعة الله تعالى لا تتجه إلى الأعراف لتحميها بل تتجه إليها لتصليحها وتقويمها أو تهذيبها وليس فيها ملك يحميه الملك إن ارتكب ظلما أو من تحميه الأوضاع إن ارتكب إثما بل الجميع أمام الله تعالى سواء لأنه هو الحاكم فيها وهو خير الحاكمين وهو القاهر فوق عباده، فلا عزة إلا إذا كانت منه سبحانه ولا فاضل ولا مفضول عند ارتكاب الآثام إنما الفضل في التحلي بالفضائل والأخلاق ومقدار الأخذ بها.4
ونظرا لأن الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي قبل التكليف والإلزام فهو المسؤول عن كل ما ينتج عنه من تصرفات كلما ينتج عنه من تصرفات تخالف أحكام الشريعة المقدسة مصدقا
1- سورة غافر، الآية(19)
2- سورة النور، الآية(02)
3- 4- الغمام محمد أبو زهرة، الجريمة والعقوبة في الفقه الإسلامي، دار الفكر العربي، القاهرة ، ص 93
8
لقوله تعالى " أنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا" 1
واعتبار الإنسان مخلوق ضعيف وجد من يضله عن الطريق ويريه الشر خيرا والخير شرا، فالشيطان هو الذي يزين لكل فرد ما تهوى نفسه ويميل إليه هواه من حب للجنس وتطلع إلى الجاه وحب الاستبداد وميلاً إلى الطغيان والفساد. فالشيطان يفسد بين المؤمنين بكلمة خشنة قاسية والفساد الذي انتشر في العالم فهو من إيحاء الشيطان ووساوسه . أخبرنا به الله قبل أن يقع وينتشر ويستفحل كما حصل في هذا العصر. 2
قال تعالى: " يا بني آدم لا يفتنكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوأتهما" 3
على الرغم من أن البغاء موضع استنكار من الناحية الاجتماعية وعلى الرغم من أنه وصمة في جبين من يمارسه فان الواقع يبت انتشاره في جميع المجتمعات المتحضرة منها والمختلفة، وسواء كان البغاء يمارس بصورة سرية أو بصورة علنية فان وجوده يدل على وجود طلب عليه قائم بالفعل، بل متزايد في كثير من المناطق وفي كثير من الأحيان، من قبل فئات كثيرة من الرجال الذين يبحثون عن ممارسات له بشتى الطرق وينفقون في سبيل ذلك الأموال الكثيرة بشكل يجعل سوق البغاء رائحة دائمة ومغرية للكسب السريع دون بذل مشقة كبرى. ومن ثم نجد ألوانا مختلفة من أساليب التفنن في مراوغة القانون والإفلات من قبضته، الأمر الذي يجعل رجال القانون دائبين في تغييره، لسد الثغرات التي يستطيع المستفيدون من البغاء أن ينفذوا منها الوقوع تحت طائلة القانون.
1. سورة الأحزاب، الآية(72)
2. الدكتور عفيف عبد الفتاح طيارة، مع الأنبياء في الفران الكريم، قصص ودروس وعبر، دار الكتب القانونية، الطبعة 11، 1982، صفحة 19
3. سورة الأعراف، الآية (27)
9
المطلب الثاني: مفهوم البغاء
للوقوف على معنى البغاء، نجد أنفسنا مضطرين إلى التقديم له بهذا الكلام.
الفرع الأول: التعريف العام للبغاء
ليس من اليسير تعريف البغاء تعريفا جامعا وذلك لاعتبارات اجتماعية مخلفة تتعلق أساسا بالمخادعة والمعاشرة الزوجية الغير المشروعة، والشائع تعريف البغاء بأنه ذلك الفعل الذي تقدم فيه الأنثى نفسها للاتصال الجنسي مع الذكور بدون تمييز وبصد الحصول على المال. وظاهر من هذا التعريف أن هناك شرطين أساسيين لتحديد ممارسة البغاء، هذان الشرطان هما عدم التمييز في علاقة الأنثى بالذكر ، الذين يمارسون الاتصال الجنسي بها، وقصد الفائدة المادية من ذلك.
وقد يضاف إلى هذين الشرطين شرط ثالث وهو الاعتياد على فعل الفحشاء ومن أشهر ما عرف به البغاء هو ذلك التعريف الذي وضعه" أبرا هام فلكسر" في دراسته الشاملة للبغاء في أوروبا قبل الحرب العالمية الأولى، فهو يعرف البغاء بأنه " الاتصال الجنسي المرسوم بالمقايضة وعدم التمييز وعدم التجاوب الانفعالي" . وتتفق " جلادس ميري هول" إلي حد كبير مع هافلك الس في تعريف البغي، فهو يعرفها بأنها " أي شخص يجعل مهمة له إشباع شهوات أشخاص مختلفين من الجنس الآخر أو من الجنس نفسه". وتقيم هي دراستها للبغاء على أساس أنه " علاقات جنسية مختلطة مأجورة أو غير مأجورة " وبذلك وسعت نطاق تعريفها للبغايا، بحيث شمل من أسمتهن "الهاويات" اللواتي هن على استعداد لتكوين علاقات جنسية مختلفة نضير هدايا أو ملذات أو حتى الحصول على أي فائدة مادية.
والعنصر المشترك بين كل هذه التعريفات للبغايا والبغي وبين غيرها من التعاريف أيضا هو أن العلاقات الجنسية يجب أن يكون تبادلها في سبيل الحصول على مغنم أو ربح وأن تكون مجردة من التخصيص أو التمييز. 1
1- الدكتورة سامية حسن الساعاتي، المرجع السابق صفحة ،169-176-177
10
ويحصلوا على مبتغاهم عن طريق المعاشرة المختلطة، وفي بعض الأحيان، يكون الحافز إلى مثل هذا السلوك اقتصاديا في أساسه ومن ثم نجد أن الشباب في سن الزواج إما أن يتزوجوا متأخرين جدا أو لا يتزوجون إطلاقا، ومن هنا نجد أن الرجال الذين تبعدهم مقتضيات عملهم أو خدمتهم العسكرية عن زوجاتهم يلجئون إلى البغايا القريبات المنال والمستعدات لإشباع الطلب الناشئ عن فترات الغياب الطويلة.1 وبهذا يؤدي هذا إلى البديل في حياة الشخص.
الفرع الثاني: أسباب أو دوافع ممارسة البغاء
لا يحدث البغاء من غير أسباب، فهو محدد بأسباب ولا يتم إلا بها. ويمكن ذكرها كما يلي:
البند الأول: البغاء والفقر
تنشأ الحاجة الى المال دائما مع العوز، الذي قد تبلغ قسوته درجة تعرض الأنثى أو الأسرة بأكملها من للحرمان الثقيل وما يصاحبه من هوان أليم.
وليس هناك مجال للشك في أن الغالبية العظمى من البغايا يجلبن من الأوساط المحرومة التي يسودها الفقر والمستويات الاقتصادية المنخفضة، فحسب الإحصائيات التي أجريت في السنوات ما بين 1954 الى غاية سنة 1958 فإن فئة البغايا الحقيقية كانت تحتل المركز الثاني من حيث الترتيب الحجمي بعد فئة خادمات المنازل والطاهيات .
وهذه هي الحال أيضا فيما يتعلق بأولئك اللواتي يمارسن عادة أعمالا منخفضة الأجور في الدول الأجنبية مثل خادمات المطاعم وفتيات المصاعد وفتيات الحانات وعلى ذلك فليس من الخطأ أن يقال أن أعمال النساء المنخفضة هي أعظم مصدر لتوريد البغايا، لأن الشابات يستطعن بسهولة أن يكسبن عن طريق الاتجار بأجسادهن أكثر مما يستطعن كسبه عن طريق العمل في المحلات والمصانع أو في الخدمة في المنازل . وقد قالت بغي ذات مرة لأحد الباحثين الاجتماعية :
لقد ظللت أعمل في المصنع خمس سنوات فبل أن أدرك أني كنت أمتلك ثروة طوال الوقت .
إلا أنه يجب أن يلاحظ أن الفقر نسبي بمعنى أن أولئك اللاتي يتقاضين أجورا منخفضة، قد يشعرن بالحرمان لو عجزن عن ارتداء ملابس فاخرة وملابس داخلية غالية، أو عن استخدام وسائل التجميل الحديثة الغالية الثمن أو الاستمتاع بوسائل لهو معينة.1 1- الدكتورة سامية حسن الساعاتي، المرجع السابق صفحة 179 – 180 .
11
البند الثاني : البغاء والنمو الاقتصادي
المقصود بالنمو الاقتصادي هو عملية زيادة الدخل بطرق وأساليب ترفع مستوى الإنتاج في المجالات الزراعية والصناعية والتجارية وغيرها وسعيا إلى تحقيق هذه النتيجة يجري تقديم خدمات مختلفة اجتماعية وثقافية وصحية وترفيهية ....الخ . بقصد زيادة الكفاءة الإنتاجية البشرية وعلى ذلك فإن هناك في الدول السريعة النمو زيادة ملحوظة في الدخل مع توفر فرص كثيرة للعمل ليس للرجال فقط وإنما للنساء اللاتي تحقق لهن خلال فترة قصيرة قدر كبير من المساواة بالرجال فيما يتعلق بالتعليم وكسب الرزق عن طريق العمل في مختلف الميادين والتمتع بقدر كبير من الحرية .
والتصنيع عامل رئيسي في التنمية الاقتصادية السريعة حيث يؤدي التصنيع بالتعاون مع عوامل أخرى كامنة في عملية التغيير السريع إلى انتشار النمط الحضري للمجتمع . إن النمو السريع للمدن يزيد من مشكلاتها الاجتماعية وحدتها ومن العرض والطلب في سوق المتعة الجنسية يضاف إلى ذلك أن لا مركزية الصناعة وتوزيع المنشآت في البلاد الأصغر حجما والمناطق الريفية للتخفيف من وطأة الازدحام والنتائج الملازمة له في المناطق الحضرية المفرطة النمو قد أدت بدورها إلى ظهور البغاء وطلب المتعة الجنسية في مناطق كان مجهولا فيها نسبيا أو تماما من قبل .
فالمدن التي أنشأت اصطناعيا بسكانها الذين يتألقون في أغلبهم من الذكور والأجور المنخفضة وندرة الأعمال المتاحة للنساء والافتقار إلى وسائل التسلية وقضاء وقت الفراغ بالإضافة إلى القهر الاجتماعي والسياسي، الذي لا يستطيع الإفريقي منه فرارا في اتحاد جنوب إفريقيا اليوم، كل هذه العوامل قد تضافرت لتنتج مجتمعا لا يزيد فيه البغاء عن مجرد مظهر واحد من المظاهر العديدة التي تصور الأمراض والفوضى الاجتماعية العميقة الجذور التي تميز جنوب إفريقيا في عصرنا هذا .
1- الدكتورة سامية حسن الساعاتي، المرجع السابق صفحة 183 – 181 .
12
وليس يخفى أن تأخير الزواج من الظواهر التي تميز النمو الاقتصادي السريع إذ يؤجل كل من الذكور والإناث زواجهم بالضرورة، لأنهم ينفقون سنين شبابهم المبكرة في التدريب على الوظائف والمهن التي تضمن لهم الأشغال بها، حياة طيبة .
وهذا العامل بالإضافة إلى العوامل الأخرى مثل استقلال النساء اقتصاديا وحرية اختلاط الجنسين وفكرة 'الكبت الجنسي" والاهتمام الشديد بالخبرة الجنسية، كل هذا يفسر وجود العلاقات الجنسية المؤقتة والمتعددة التي تنتشر بين الجنسين على النطاق واسع .1
1- الدكتورة سامية حسن الساعاتي، المرجع السابق صفحة 183 – 181 .
13
الفصل الأول: ماهية جريمة تحريض القصر على ممارسة الفسق والدعارة:
نعني بجرائم التحريض على الفسق والدعارة تلك التصرفات والأفعال والأقوال التي يقوم بها شخص ما وتلك الوسائل التي يستعملها مع شخص آخر ذكرا أو أنثى بقصد التأثير عليه واقتناع من أجل دفعه إلى تعاطي الدعارة وممارسة أعمال الفسق وإفساد الأخلاق .ولقد ورد النص على هذه الجرائم في الفقرة 01 من المادة 342 قانون العقوبات والفقرة الأولى من المادة 343 وفي المادة 347 من نفس القانون.
المبحث الأول:الأساس القانوني لمفاهيم الفسق و الدعارة:
عن الحديث عن الأساس القانوني لمفاهيم الفسق والدعارة يقتضي منا الحديث ولو بإنجاز عن مبدأ أساسي وهام جدا ولا بد على أي دولة من رعايته وتحقيقه والذي هو العدالة التي هي بدورها مركز الثقل الذي يحكم جميع المجتمعات ، فهي القطب الذي يدور حوله العالم السياسي وهي المبدأ والقاعدة في كل المبادرات ، فلا توجد علاقة ما بين الأفراد إلا وتحصل بموجب القانون والذي يكون وفق العدالة.
فالعدالة ليست من عمل القانون بل العكس من ذلك أن القانون هو مجرد تصريح وتطبيق للعدل في كل الظروف التي يكون فيها الأفراد في علاقة ذات مصالح فإذا كانت فكرة العدل التي بنيناها ناقصة أو خاطئة فبالضروري تكون جميع تشريعاتنا فاشلة وبالتالي يتولد عن ذلك ألم اجتماعي بسبب عدم تحقيقنا للعدالة. 1
المطلب الأول: مفهوم الآفتين ومدى ارتباطهما بفكرة الآداب العامة:
إن فكرة الآداب العامة شأنها شأن النظام العام، تعتبر من الأفكار المرنة والتي لا يمكن وضع لها تعريف جامع ومانع كون أن هذه الفكرة تختلف من دولة إلى أخرى كما أنها تختلف بداخل الدولة من منطقة إلى أخرى وهي تتغير من مرحلة إلى أخرى، فالسلوكيات والمظاهر التي تعتبر من قبيل الأفعال المباحة في فرنسا أو إيطاليا لا تعتبر مخالفة للآداب العامة في هذه الدول ولكنها تعتبر مخالفة للآداب في الجزائر أو سوريا، كون أن هذه الفكرة تتحكم فيها عدة عوامل وضوابط حضارية وبيئية ودينية خاصة بكل بلد وبكل نظام قانوني.
1- الدكتور عبد العزيز سعد، الجرائم الأخلاقية في قانون العقوبات الجزائري، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع 1 ، الجزائر، طبعة 1982، صفحة09
14
الفرع الأول:تعريف الفسق
ébauche
الفسق هو كل سلوك جنسي يخالف الآداب العامة سواء كان هذا السلوك متمثلا في المواقعة الجنسية الكاملة أو الناقضة التي تتفق مع الطبيعة أو السلوك الشاذ الذي يخرج عن العادي والمألوف.
فلفظ فسق لفظ عام يتسع لكل الأعمال الشهوانية أو المخالفة للآداب.
ففسق المرأة يستطيل إلى الانهماك في اللذة غير المشروعة بتكرار الاتصال الجنسي غير المشروع، سواء كانت متزوجة أو لا، و يدخل في ذلك المساس بعرضها من رجل أو امرأة أخرى.
أما فسق الرجل، فيشمل مواقعة النساء واللواط مع الرجال، بل إفساد الأخلاق كإرسال الرجل ابنته أو زوجه لمخالطة الرجال ولو لم يصل الأمر إلى حد الاتصال الجنسي، وبصفة عامة، فان لفظ فسق أعم وأشمل من لفظ البغاء، إذ يتسع الأول لكل أعمال الفحشاء والأعمال المخالفة للآداب الجنسية بينما يقصر الثاني على حالات خاصة من حالات الفسق والتي تصطحب بشروط معنية.1
الفرع الثاني : مفهوم الدعارة
لم يضع المشرع الجزائري تعريفا للدعارة والبغاء رغم أننا نجدهما مذكوران في عنوان تحريض القصر على الفسق والدعارة والذي تضمه المواد المتسلسلة من 324 إلى 349 من قانون العقوبات. لم يشترط أي شرط في تعريف الدعارة كما أنه لم ينسبها إلى المرأة دون الرجل وترك أمر كل هذا للقواعد العامة للعرف والى الفقهاء وأحكام المحاكم.
لهذا ارتأينا في هذا النوع إلى تعريف للدعارة كما حددته اللغة وكما هو في القوانين الوضعية المختلفة والأسباب التي أدت إلى انتشارها، وفي الأخير نعرض الفرق بينها وبين الفسق.
البند الأول:تعريف الدعارة
أولا في اللغة:
هو الاتصال الجنسي غير المشروع، يقال بغت المرأة تبغي فهي البغي.
وجاء في أقرب الموارد: بغت الأمة أي زنت، وبغت الأمة مباغاة وبغاء مثل بغاء مثل بغت والبغي الأمة أو الحرة الفاجرة، جميعها بغايا.
1- الدكتور عبد الحكيم فوده، الجرائم الجنسية في ضوء الفقه وقضاء النقض، مكتبة ومطبعة الإشعاع للطباعة والنشر والتوزيع، 1997، صفحة 14،13
15
والعاهرة هي الفسق والفجور، فالمرأة عاهر أو عاهرة والرجل الذي يفسق بمها عاهر كذلك.
وجاء في أقرب الموارد:عهرا – يفتح العين وتسكين الهاء أو بكسر العين وتسكين الهاء أو بفتح العين والهاء – وعاهرة أداؤها للفجور فهو عاهر.
والفجر أو الفجور هو الفسق أو الفسوق، فالرجل فاجر أو فاسق والمرأة فاجرة أو فاسقة.
يقال فجر الرجل فجرا وفجورا: انبعث في المعاصي وزناً وفسق، وفاجر المرأة مفاجرة وفجارا.
هذه المعاني التي وضعتها اللغة لألفاظ مختلفة تكاد تتقارب حتى ليشعر الإنسان بأن اللفظ الواحد منها قد يغني عن بقية الألفاظ.
وقد سلكت القوانين الوضعية مسلكا يقارب مسلك اللغة، فلم تحد هذه القوانين في مراحلها المختلفة حدودا لهذه الألفاظ يتميز بها البعض عن البعض الآخر، لذلك كان لزاما علينا أن نحاول إيجاد مثل هذا التمييز، حتى يكون لكل لفظ معناه حين نذكره مستندين في ذلك إلى اللغة ذاتها والى قصد القانون.
ثانيا: في القوانين الوضعية
رغم مرور القرون الطويلة على التعريف الروماني للدعارة، فقد ظلت عناصره كلها أو بعضها أساسا لتعريف البغاء في معظم التشريعات الحديثة وتكاد تنقسم هذه التشريعات بصدد تعريف الدعارة ألي أربعة أنواع رئيسية وهي:
• وجود الدعارة يستلزم تحقيق شهوة للغير مقابل أجرة.ففي قانون أستراليا، يعرفه بأنه العمل أو التجارة التي تتخذها المرأة في تسخير نفسها للرجال قصد الكسب.
وفي القانون اللبناني يعرف بأنه مهنة المرأة التي يشتهر عنها تقديم جسدها لقاء المال سواء كان ذلك سرا أو علنا.
وبناء على هذه التعاريف التي تجعل من الفعل الجنسي دعارة إذا وقع على وجه من الوجوه ومقابل الأجر تكون الدعارة هي الصورة التي تخرج فيها الغريزة عن هدفها الأصيل وهو حفظ النوع والنفس وصرفها إلى غرض آخر فتتعرض الحياة للتفكك والانحلال إرضاء لغريزة الجنس.
يستلزم منها وجود العمومية أي عدم التميز لتعريف الدعارة، ويقصد بالعمومية أن يقدم الشخص نفسه لإرضاء شهوات الناس عموما، أي دون أن يقصر ذلك على أشخاص معنيين.
فاللوائح المحلية في إندونيسيا تعرف مرتكب الدعارة بأنه كل شخص ذكر أو أم أنثى، يباشر الزنا أو الأفعال الفاضحة مع عموم الناس.
16
ويقصد بعمومية المرأة أو ارتكابها الفحشاء مع عموم الناس قابلتها تقديم نفسها لكل طالب أو لكل قادم. ويقصد بعبارة عدم التميز أن المرأة تعتبر بغيا إذا سعت لإرضاء شهواتها الجنسية مع كل من هيأته الظروف لها دون أن يستند اختيارها له إلى أي عاطفة سواء استغلت أو لم تستغل سلوكها في الحصول على أجر منه.
• من القوانين التي تجمع بين شطري الأجر وعدم التميز لتعريف الدعارة، كالبغي طبقا لحكم مشهور للقضاء على الإنجليزي هي المرأة التي تعرض نفسها لعموم الناس ابتغاء الفسق نظير أجر.
وطبقا للقانون البيبريا يعرفه أنه فسق المرأة مع عموم الناس بقصد الكسب.1
• من القوانين التي تعرف الداعرة دون اشتراط الأجر أو العمومية:
في دومينيكا عرفته بأنه فعل المرأة التي تتخذ نفسها بطريقة ظاهرة مباشرة الفحشاء بدافع المصلحة أو بدافع فساد الأخلاق.
وطبقا للتعريف الروماني للبغاء لم يكن ينسب البغاء إلا للمرأة، وقد استمر هذا المعنى سائدا حتى بداية القرن العشرين حيث بدأ البغاء ينسب إلى الذكر كما ينسب إلى الأنثى. ومعظم التشريعات ولا سيما الحديثة منها ينسب الدعارة إلى الجنسين معا مثل قوانين ولاية أوهايو وباكستان واليونان وهولندا وبلجيكا...........
ونحن نرى بأن تعرف الدعارة إلى أنها استخدام الجسم إرضاء لشهوات الغير مباشرة نظير أجر أو بغير أجر.2
البند الثاني: الفرق بين الدعارة والفسق
إن الدعارة طبقا للقضاء الفرنسي هي استخدام الجسم في إرضاء شهوات الناس الجنسية بقصد الحصول على أجر، فإذا انعدم هذا القصد فلا يكون الفعل دعارة، إنما يكون فسق.
1 - 2 الدكتور عبد الحكم فوده، المرجع السابق، صفحة 17،16
17
يقول غارسون: ان القانون لم يعرف كلمة الفسق ويرى أنها تتسع لكل الأعمال الشهوانية المخالفة للاداب.
ويرى الفقه اليوناني أن الفسق La debauche هو كل وسائل الاستمتاع الجنسي في غير المتزوجين. أما محكمة النقض الاتحادية السويسرية فترى أن الفسق ليس هو فقط المواقعة الجنسية بين المتزوجين أو الاتصال الجنسي المخالف للطبيعة ولكنه أيضا كل فعل يتعدى حدود الاداب الجنسية.
وتقول محكمة النقض المصرية أن مدلول كلمتي الفجور والفسق ليس قاصرا على اللذة الجسمانية بل يشتمل أيضا افساد الأخلاق بأي طريقة كانت كارسال والد ابنته للرقص في المحلات والملاهي أو لمجالسة الرجال والتحدث اليهم في محل معد للدعارة أو غير ذلك من طرق افساد الأخلاق.1
الفرع الثالث: ارتباط الافتين بالاداب العامة
إن فكرة الآداب العامة تمثل مجموع الأسس الأخلاقية والدينية والاجتماعية والأعراف والتقاليد المستقرة في مفهوم الجماعة والتي يرى الناس أنها واجبة الاتباع في علاقاتهم، ولا يمكن الخروج عنها ومخالفتها بالاتفاق الخاص، لذلك قيل أن العنصر المعنوي لفكرة النظام العام وقوامه الرئيسي هو المحافظة على الآداب والأخلاق العامة والتقاليد والعادات المرعية. وعلى هذا المنوال سار التشريع الجزائري من خلال جعله لفكرة الآداب العامة والأخلاق العامة لعنصر معنوي من عناصر النظام العام.2 ويترتب عن ذلك تدخل السلطات في الحد والتقييد من ممارسة الحريات وحقوق المواطن بالقدر اللازم فقط للمحافظة على الآداب العامة.
لقد تدخل المشرع بتجريم الأفعال الماسة بالآداب والأخلاق، وهذا بنص قانوني يفرض عقابا معينا على من يأتي فعلا ماديا محددا، وهذا التدخل يمكن تبريره بمعيار الرغبة في تهذيب الشخص بإلزامه باحترام شكل معين للكرامة أو المحافظة على الأخلاق.3
1 لدكتور محمد رشا متولي،جرائم الاعتداء على العرض في قانون العقوبات الجزائري والمقارن، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، طبعة2، 1989 ،ص 200
2 لدكتور عبد الحكم فودة، المرجع السابق، صفحة 401
3 الدكتور أحمد أمين، شرح قانون العقوبات الأهلي، القسم الخاص، دار النهضة العربية، سنة 1923 صفحة 436،435
18
إن فكرة الآداب العامة تمثل الحضارة التي توصلت إليها الدولة، أما الفكرة الجنائية للآداب العامة في قانون العقوبات فهي على ارتباط وطيد بأحكام وأسس الشريعة الإسلامية السمحاء ومن هنا نجد المشرع الجزائري سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، يعتمد أساس فيما يخص الجرائم الأخلاقية على ما يعد من المبادئ الأساسية التي جاء بها الإسلام. وهكذا نجده قد اعتبر الزنا من الطرفين جريمة يعاقب عليها القانون بالاستناد إلى الدين الإسلامي الذي اعتبرها من الكبائر.1
لقد شدد المشرع الجزائري العقوبة وذلك من دون الوقوع في الخطأ احتواء القاعدة الأدبية للقانون الجنائي. انه مدرك تماما للتعلق والاحترام الذي يوليه مجتمعنا للقيم الأدبية الجنسية، وربما هذا هو السبب الدافع للتعديلات التشريعية التي أحدثها المشرع في هذا المجال والتي كانت أكثر شدة وصرامة. فتجسيد شدة العقوبة في القانون الجنائي يتجلى في رفع سن القصور الجنائي إلى (16) ستة عشر سنة بموجب تعديل سنة 1975 بخصوص جرائم الفعل المخل بالحياء في المواد 334و 335 فقرة 02 وكذا هتك العرض بموجب نص المادة 342 فقرة 01 من قانون العقوبات وبالتالي وجدنا أن جل التعديلات قد عمدت إلى تشديد العقوبة ورفع مبلغ الغرامة.
وهكذا وجدنا أن المشرع الجزائري قد أعطى لفكرة الآداب العامة في الجانب الجزائي ميزة التشديد وتغليط العقوبات، الكل من أجل ضمان توازن واستقرار المجتمع من حيث الأخلاق وكذلك الآداب ولم لا تحقيق الانضباط السلوكي في مجال العلاقات الجنسية.2
المطلب الثاني: الفسق و الدعارة ما بين التجريم والإباحة
إذا كان التشريع الجنائي لم يعتمد إلى تجريم أفعال الفسق و الدعارة ، فان ذلك يرجع إلى عدة عوامل ومقاييس تأثر بها المشرع الجزائري وهذا بالنظر إلى التحولات الحضارية التي يشهدها المجتمع الجزائري، ومنها كذلك تأثر قانون العقوبات الجزائري وفي كثير من الأحيان بأحكام الشريعة الإسلامية، إلا أن ذلك لا يظهر بخصوص تعامله مع الدعارة والفسق. فإذا انعقد الإجماع على أن الدعارة والفسق يشكلان آفات اجتماعية خطيرة فهي من
1 نص المادة 339 قانون رقم 82-04 المؤرخ في 13/02/1982، والمتضمن تعديل قانون العقوبات الجزائري.
2-Mr CHOUKI Kalafat, rapport sur le thème de recherche : la protection pénale de la famille contre les atteintes à la moralité sexuelle, décembre 1989 Université ABOU BAKR BELKAID Tlemcen
19
جهة تؤدي إلى انتشار الأمراض الزهرية وقد تؤدي كذلك إلى ارتفاع نسبة الاعتداءات الجنسية وتعمل على إفساد الأخلاق لدى الشباب، ومن الناحية الأدبية، فهي مرفوضة من قبل المجتمع إلا أن التحليل الدقيق والمعمق يؤدي إلى القول بأن هذا الإجماع لا يحمل إلا نتائج نسبية، ففي الولايات المتحدة نجد أن الدعارة خاضعة لقوانين صارمة ومانعة لمثل هذه الحرفة ووجد كذلك ارتفاع متزايد في نسبة انتشار الأمراض الزهرية بينما في المكسيك وجد أن هذا المرض يقل عما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية والسبب هو شرعية الدعارة.
الفرع الأول: موقف المشرع الجزائري من مفاهيم الفسق و الدعارة
أن الأمر الذي يثير دهشة رجل القانون وبالخصوص المختصين في القانون الجنائي هو أن الجزائر تعتبر من الدول القليلة في العالم الإسلامي التي تعترف بالدعارة في بعض الولايات ولا تعترف بها في ولايات أخرى وتجعلها بطريقة غير مباشرة من الحريات الفردية لدى المجتمع الجزائري. وهكذا وجدنا الدعارة في ولاية وهران، سيدي بلعباس منظمة بموجب قوانين محلية تنظيمية ووجدناها في ولايات أخرى كتلمسان و بجاية وحتى في بعض القرى في القبائل.
وهذا الاختلاف هو الذي يطرح أكثر من سؤال على الطريقة والسياسة الجنائية التي اعتمد عليها التشريع الجنائي الجزائري. ومن جهة أخرى وبالرجوع إلى قانون العقوبات الجزائري نجده لم يجرم الدعارة ولا الفسق ولكنه حاول تضييق الخناق عليهما من خلال تجريمه للإغراء العلني بموجب نص المادة 347 من قانون العقوبات الجزائري، وهو النص الذي يثير جدالا قانونيا حساسا من حيث حماية الحريات الفردية من جهة ثانية الدفاع عن المصالح الجماعية للمجتمع من خلال ضرورة حماية الحريات الجماعية.1
1 الدكتور عبد العزيز سعد، المرجع السابق صفحة 12
20
الفرع الثاني: موقف القضاء الجزائري من مفاهيم الفسق و الدعارة
إن القضاء الذي يقع على عاتقه مسؤولية تطبيق القاعدة القانونية لم يكن بوسعه التعرض إلى الدعارة واعطائها تعريفا جامعا كون أن هذه الأخيرة غير مجرمة بموجب قانون العقوبات، ولكن هذا لم يمنع القضاء من التعرض لها وهذا بطريقة غير مباشرة من أجل الوصول إلى إضفاء الصبغة الإجرامية على بعض السلوكيات التي طالما عدها القضاء من قبيل الأفعال المخالفة للآداب العامة. ومن هنا لعب القضاء الجزائري دورا كبيرا في مجال الجرائم الأخلاقية وشهد مواقف مختلفة ما بين مواقف شجاعة وأخرى سلبية، الكل من أجل الوقوف على واجب الوصول إلى حقيقة نية المشرع الجزائري في تجريمه لبعض السلوكات جنسية أخرى.
ومن هنا كانت مواقف القضاء الجزائري بشأن جرائم الإغراء وجرائم إنشاء محلات الدعارة وجرائم الفعل بالحياء هي السند والنموذج الذي من خلاله يمكن الوقوف على الدور الذي يقوم به القضاء في مجال الحد من آفة الفسق و آفة الدعارة.ووجدنا من الناحية العملية أن قضاة الموضوع يركزون على عنصر الرضا والسن والاعتياد والعلنية من أجل إعطاء السلوك الطابع الإجرامي الذي هو منصوص عليه في قانون العقوبات الجزائري، وعليه فإننا وجدنا أن القضاء الجزائري استقر على أن ممارسة علاقات جنسية من قبل أشخاص لهم الأهلية الكاملة، ومتى كانت هذه العلاقة قد تمت برضا الطرفين وبدون استعمال العنف1 فإنها لا تشكل أية جريمة من منظور قانون العقوبات الجزائري، وعليه فان القضاء الجزائري قد وقف على إرادة المشرع بشأن حرية ممارسة العلاقات الجنسية. ولكن عند وقوع هذه الأفعال علنية أو ارتكابها ضد قصر أو باستعمال العنف والتهديد، هذا يصبح تطبيق القاعدة القانونية أمرا واجبا وحتميا وهذا لحماية أدب الشارع والمجتمع من الوقوع في الفساد والخراب الخلقي. هكذا وجدنا عدة قرارات صادرة على أعلى هيئة قضائية في البلاد تحث وتلزم ضرورة ذكر
1- غرفة الجنح والمخالفات، قرار رقم 127512، الصادر بتاريخ 25/02/1975 م ق، العدد 1 لسنة 1998 صفحة 215.
21
جميع العناصر القانونية والمادية التي تشكل أركان الجرائم الأخلاقية من أجل تمكين هذه الجهة من ممارسة رقابتها على مشروعية القرارات.
إذا نجد أن القضاء الجزائري استقر على أن القرارات التي لا تكون مسببة بما فيه الكفاية، فإنها تكون مشوبة بالقصور في التسبب وانعدام الأساس القانوني.
جنحة الإغراء أولا تشير إلى وقوع الاتصال الجنسي ما بين طرفي الدعوى وينتج عن هذه العلاقة مولد، فان هذا السلوك يدل على رضا الطرفين وبالتالي انتفاء جنحة الإغراء المعاقب عليها بموجب نص المادة 347 من قانون العقوبات الجزائري. هكذا أكد القضاء الجزائري بخصوص جريمة الإغراء، وأن هذه الجريمة لا يمكن أن تتجسد في حالة عدم وجود الأركان الموضوعية القصدية المنصوص عليها والمستخلصة من سلوك المتهم والتي تكون نتيجتها الفسق المرتكب علنا أو في مكان علني بصورة مخلة بالحياء العام وبالتالي، فإن إدانة متهم بجنحة الإغراء على أركان ذاتية يعتبر مجحفا بحقوقه كون أن نص المادة 347 من قانون العقوبات الجزائري تفترض :
- دعوى مرسلة لأي شخص بقصد ممارسة علاقات جنسية غير شرعية
- دعوى الإشارة أو الأقوال أو بأية وسيلة أخرى
- العلنية
- أن يرتكب الإغراء بقصد التحريض على الفسق
فعبر هذه الجريمة لا ينوي القانون حماية الأشخاص، بل خاصة حماية أدب الشارع والأماكن العمومية بمعنى أنه يجب اعتبار الإغراء كفعل أو تصرف لا لبس فيه مرتكب علنا أو في مكان مفتوح للجمهور كفيل بالمساس بالحياء العام.1
1- القرار رقم 127412 السابق الإشارة إليه، صفحة 215
22
المبحث الثاني: ماهية التحريض على ممارسة الفسق و الدعارة
إذا كان المشرع الجزائري لم يستعمل مصطلح أو عبارة التحريض في نص المادة 343 من قانون العقوبات الجزائري كما فعل في نص المادة 342 من نفس القانون على أنه أوردها في عنوان القسم السابع الخاص بهذه المجموعة من الجرائم، بل أورد بدلا منها عبارات المساعدة، المحاولة أو الإغراء مما يجعلها نعتقد بأن هذه العبارات ليست إلا صور التحريض ذاته، وبالتالي فان أي شخص يسهل ويشجع على ممارسة الدعارة أو يستعمل دعارة الغير يعتبر تحريضا على ممارستها ويعرض نفسه إلى العقوبات المقررة في نفس المادة 343 من قانون العقوبات الجزائري.
المطلب الأول : مفهوم التحريض على الدعارة
ومن أجل معرفة خصوصيات هذه الجريمة من جميع النواحي، خصصنا هذا المطلب والذي يحتوي على تعريف التحريض وصوره وأخيرا قيام التحريض.
الفرع الأول: تعريف التحريض على الفسق و الدعارة
يقصد بالتحريض على الفسق والدعارة دفع المجني عليه إلى ارتكاب الرذيلة لدى الغير أي الداعرة والتي لم تكن موجودة لديه قبل التحريض، والأصل أن التحريض كوسيلة للمساهمة التبعية لا يعاقب القانون عليها إلا إذا أفضى إلى وقوع الجريمة أي أن القانون لا يعاقب عليه لذاته و إنما يعاقب عليه بالنظر إلى تأثيره المفضي إلى وقوع الجريمة، ولكن القانون اعتبر التحريض جريمة قائمة بذاتها في جريمة التحريض على الدعارة وذلك بغض النظر عن تحقيق النتيجة أو عدم تحقيقها وهي ممارسة الدعارة. ذلك أن ممارسة هذه الحرفة ليست سوى نتيجة لهذه الجريمة وليست عنصرا فيها ولا يقوم التحريض إلا في حق من يحرض غيره على ممارسة الدعارة مع الناس، ولذلك فانه لا يقع من الأنثى التي تقدم نفسها للغير و إنما تقع ممن يحرض غيره على ذلك أو يسهل لها ذلك الفعل، ونظرا لأن التحريض على الدعارة يتجرد في أغلب حالاته من مظهر تلمسه الحواس، لذلك فانه يجوز إثباته بكافة طرق الإثبات ويجوز الاستناد إلى وقائع لاحقة على الجريمة لاستخلاص الدليل عليه ومناط ذلك أن تكون أدلة الإثبات
أن تكون أدلة الإثبات منصبة على واقعة التحريض ذاتها وأن يكون الدليل المستخلص منها
ائغا لا يتنافى مع العقل أو القانون. ويعتبر تقدير قيام التحريض على الدعارة من المسائل الموضوعية التي يترك تقديرها لقاضي الموضوع، وتطبيقا لذلك، فقد قضى بأنه لما كان
23
القانون لم يبين ما هو المراد من كلمة التحريض، فان تقدير قيام التحريض أو عدم قيامه في الظروف التي وقع فيها يعد مسألة تتعلق بالوقائع تفصل فيها محكمة الموضوع بغير معقب، ويكفي أن يثبت الحكم تحقق التحريض ولا عليه أن يبين الأركان المكونة له.1
الفرع الثاني: الفرق بين التحريض والتحرش الجنسي وعدم الربط بينهما
سبق أن انتهينا إلى أن التحريض على الفجور أو الدعارة يقصد به التأثير في نفس المجني عليه وصولا إلى إقناعه بارتكاب الدعارة أو الفجور وذلك باستعمال كافة الطرق من تحقيق وقوع هذه الجريمة لا لغرض المحرض بل لغرض غيره. ومن هنا فان التحرش الجنسي، وهو أن الجاني يقوم بالفعل لنفسه ولإشباع رغباته.
وبعد اتصالنا بمصالح الشرطة وجدنا لديهم قضية أخذت على أساس أنها تحريض على الفسق و الدعارة ، وبعد التكييف ثبت عكس ذلك.
فقد جاء في القضية :
) أن الفتاة التي لم تبلغ من العمر 17 سنة تم هتك عرضها من طرف حمى أمها والذي قام بفض بكارتها، وذلك نشأ عن علاقة غرامية، ونتج عن هذه العلاقة طفل حيث قامت الفتاة بإنجابه في بيت عجوز أمها وبعد ولادة الطفل قتل عمدا وهذا بعد وضعه في كيس بلاستيكي. (
كيفت القضية على أنها جريمة تحريض قاصرة على الفسق، ومن ثم جاء ما يلي: « يكفي لرد هذا التكييف واثبات عدم وجود هذه الجريمة في القضية المطروحة أمامنا أن نستدل باجتهاد المحكمة العليا في الملفان:
1- جنائي 27/10/1987 ملف رقم 43267
2- جنائي 15/05/1990 ملف رقم 450
فمن هنا يشترط أن يقوم المحرض بالفعل لغيره لا لنفسه، ومادام الجاني في قضية الحال قام بالفعل لنفسه لإشباع رغباته وهذا لأنه بالممارسة الجنسية على الضحية ولم يقدمها لشخص آخر،
1- الدكتور أحمد فتحي سرور، الوسيط في قانون العقوبات، القسم الخاص، دار النهضة العربية، القاهرة، طبعة05، 199، ص 532.
24
حيث أن الضحية كانت راضية بممارسة العلاقة الجنسية وعمرها يفوق 16 سنة من العمر، فهي في هذه الحالة قاصرة مميزة. فحتى على فرض ثبوت الأفعال بالكيفية المشار إليها، فإنها لا تكفي لقيام الجريمة المنصوص عليها في المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري.
وفي اجتهاد آخر في : جنائي 02/02/1982 رقم 72، قالت: مادام الضحية أقامت مع الجاني علاقة جنسية برضاها فان أركان الجريمة المنصوص عليها في المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري التي تشترط أن يكون الجاني قد حرضها للفسق مع الأسر لم تتوفر في الدعوى الراهنة.
نعتقد أن الاجتهاديين يطبقان تماما على قضية أمن ولاية غليزان والشيء المؤسف أن التحريض على الفسق يكون لفائدة الغير لا للذات أمر معروف حتى لدى العامة وعليه فالوقوع في الخطأ من طرف ضابط الشرطة القضائية يعتبر أمرا غير مقبول تماما.
وحسب الإحصائيات التي قامت بها فرقة حماية الطفولة لأمن ولاية تلمسان لسنة 2005، فان الإحصائيات كانت تتمثل في حالتين(02) من الذكور وحالتين(02) من الإناث، وهذا لحد الساعة.1
الفرع الثالث: صور التحريض على الفسق و الدعارة
ملاحظ : في قانون العقوبات الجزائري أن المشرع الجزائري لم يحدد لنا الوسائل التي يقع بها التحريض على الدعارة، ولذلك فقد يقع بالقول أو بالفعل.
البند الأول: التحريض بالقول
إن التحريض على الدعارة بالقول قد يكون بالقول الذي يتضمن إغراء بهدية أو وعد أو وعيد أو مخادعة من أجل حمل المجني عليه على ممارسة الدعارة ويمكن أن يكون القول مجردا أو مصحوبا بإغراء، فالقول هو وسيلة من وسائل التأثير على الإرادة بحيث يدفع المجني عليه إلى الاتجاه إلى ممارسة الدعارة و وهنا تجب الإشارة إلى أنه لا يجب أن يكتفي قاضي
1- دراسة ميدانية، فرقة حماية الطفولة بتاريخ 28/03/2005 على الساعة 10:50 صباحا، مع السيد مفتش الشرطة لأمن تلمسان .
25
الموضوع بسلوك الجاني عند تقدير توفر الركن المادي للتحريض، بل يقدر أيضا حالة المجني عليه وقت التحريض ومدى تأثير ذلك عليه، وما إذا كان ذكرا أو أنثى، صغيرا أو متقدما في السن، دون اشتراط تحقق نتيجة بالفعل من جراء التحريض، فالتأثيم على النشاط مجردا عن نتيجة ولكن يشترط أن يكون القول كافيا لإنتاج أثره في نفس المجني عليه ولذلك فإنه لا يعتبر تحريضا مجرد العرض أو النصح السيئ أو القدوة السيئة.1
البند الثاني: التحريض بالفعل
قد يكون التحريض على الدعارة بالفعل بأن تصدر من الجاني إشارات تحمل معنى التحريض كالإشارة على مسكن للدعارة اشتهر عنه ذلك أو الإشارة بكلتا اليدين بما يعني المصاحبة، فلا يشترط أن يكون الفعل مصاحبا للقول بأن الفعل في ذاته كاف لقيام التحريض إذ لا يتعين في كل الأحوال أن تمتزج الأفعال المادية للمساهمة الجنائية بالنصائح أو التحريض أو الموعظة غير الأخلاقية. فالقانون الذي لا يعاقب إلا على التعدي على الآداب لا يريد التأثيم إلا على الأفعال المادية لوساطة الفحشاء والذي من نتائجه تلويث الشخص نفسه.2
المطلب الثاني: أركان التحريض على الفسق و الدعارة
عن القوانين القديمة كانت تعاقب على وساطة الفحشاء والذي كان يعرف بأنه المساعدة أو التشجيع على الفسق أو الفساد من خلال استغلال نساء أو فتيات داعرات من خلال أجرة أو غيرها من المنافع أو من خلال جلبهن على أماكن الفسق أو الدعارة.
ولكن بعض التطور الذي شهدته التشريعات الجنائية الحديثة أصبحت جريمة تحريض القصر على الفسق أو الفساد الأخلاق مستقلة عما يعرف بالقوادة أو التحريض على الدعارة ثلاثة ولا بد من الإشارة إلى أن المشرع الجزائري قد ميز ما بين القصر الذين لا يتجاوز سنهم 16 سنة والقصر ما بين 16 و19 سنة. وعليه وبصفة عامة يمكن القول أن الأركان الأساسية المكونة لهذه الجريمة هي :
- فعل مادي يتمثل في التحريض أو تشجيع أو تسهيل فساد الأخلاق أو الفسق.
- عنصر السن
- الركن المعنوي للجريمة.
1-2 الدكتور عبد الحكم فودة، المرجع السابق172
26
الفرع الأول: الركن المادي
ويتضمن هذا الفرع ركنان يحتويان على الحيثيات المادية للجريمة.
البند الأول: الركن المادي للجريمة من حيث الأشخاص
عن أولئك الذين يتخذون من تحريض القصر على الفسق كحرفة وذلك من أجل إشباع شهوات الغير مقابل حصولهم على منافع، فانهم يقعون تحت طائلة العقوبات المقررة في نص المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري. ولكن الأشخاص الذين يحرضون قصرا على الفسق أو الفساد من أجل إشباع شهواتهم الشخصية أي الذين يتصرفون كمفسدين وليس كوسطاء للفسق أو الفساد، فهل يقعون تحت طائلة نص المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري؟
عن القضاء الجزائري ذهب إلى ما اشترطته المحكمة العليا في العديد من قراراتها 1 من أجل تطبيق مقتضيات نص المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري أن يقوم المحرض بالفعل لغيره لا لنفسه. وهكذا فان الذي يعمد على تحريض قصر على الفسق أو فساد الأخلاق من أجل إشباع شهواته الشخصية لا يطبق عليه نص المادة المذكورة.
وعليه فإنه بخصوص هذا الموقف، نجد أنه يثير عدة مشاكل من الناحية العملية كون أن الجاني الذي يرتكب الجنحة المنصوص عليها في المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري يمكنه أن يحرض القصر على الفسق إما لإشباع شهوات الغير مقابل حصوله على منافع، و أما من أجل إشباع شهواته الشخصية والتي قد لا تصل إلى حد المواقعة الجنسية، وهو ما يشكل في حد ذاته تحريضا على الفسق أو الفساد. ذلك أن العبرة ليست بما ينوي الجاني الحصول عليه، و إنما العبرة هي في ضرورة توفير الحماية الجنائية الكاملة للقاصر.
فالقضاء الجزائري يكون قد وقع في لبس من خلال الأخذ بعين الاعتبار الهدف الذي ينشده الجاني من مثل هذه الجرائم كون أن إشباع شهوات الغير عن طريق الوساطة أو إشباع الشهوات الشخصية ما بين الفاسق والقاصر، لا يعدوا أن يكون مانعا من أجل تطبيق مقتضيات نص المادة 342 من قانون العقوبات الجزائرية. فالهدف من تحريم هذه الأفعال ليس هو قمع الفسق أو الفساد في حد ذاته، و إنما هو القصر من الوقوع في الرذيلة وهذا قبل أن يقع القصر في قفص احتراف الدعارة أي أن المشرع الجزائري الذي خصص لهذه الأفعال نصا قانونيا محددا
1- ملف رقم 43167 بتاريخ 27/01/1987والملف رقم 450 بتاريخ 15/05/1990 عن غ.ج.م.م.ع
27
بموجب المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري يكون قد فرق ما بين هذه الأفعال وجريمة الوساطة في الدعارة التي يكون فيها الضحية قصرا من خلال اختبار سن الضحية كظرف مشدد، وهذا بموجب نص المادة 344 من قانون العقوبات الجزائري فقرة01.
البند الثاني: الركن المادي للجريمة من حيث الأفعال
عن نص المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري يميز ما بين ثلاثة أفعال مختلفة وهي التحريض والتشجيع وكذلك تسهيل الفسق أو فساد الأخلاق. وهذه الأفعال كلها معاقب عليها بموجب نص المادة المذكورة ولا يهم بعد ذلك أن تقع هذه الأفعال مجتمعة أو لا، ذلك أن كل فعل منها يعتبر مجرما المهم أن يكون الجاني قام بتحريض قصر على الفسق أو فساد الأخلاق وهذا كله بغض النظر على الوسيلة التي يستعملها المحرض لتمهيد طريق الضحية إلى فعل التحريض على الفسق وتزين الفعل له.
غير أن المشرع الجزائري لم يحدد لنا الطرق التي بواسطتها يمكننا الوقوف على فعل التحريض أو التشجيع أو التسهيل على الفسق أو فساد الأخلاق. ذلك أن الوقوف على توفر فعل من هذه الأفعال يبقى من اختصاص القضاء وبالخصوص قضاة الموضوع، ذلك أن فعل التحريض يتجرد في أغلب حالاته من مظهر تلمسه الحواس.1 لذلك فانه يجوز إثباته بكافة طرق الإثبات ويجوز الاستناد إلى وقائع لاحقة على الجريمة لاستخلاص الدليل عليه، ومناط ذلك أن تكون أدلة الإثبات منصبة على واقعة التحريض ذاتها وأن يكون الدليل المستخلص منها محكمة الموضوع بغير معقب. ويكفي أن يثبت الحكم تحقق التحريض ولا عليه أن يبين الأركان المكونة له.
من هنا كان من الضروري الإشارة إلى الفرق ما بين الأفعال التي يكون الغرض منها التحريض أو التشجيع أو التسهيل على فساد الأخلاق، والأفعال التي الواردة في نص المادة 343 الفقرة 05 من قانون العقوبات الجزائري التي تتضمن استخدام أو استدراج أو إعالة أشخاص بقصد ارتكاب الدعارة أو الفسق. ففعل التشجيع مثلا يمكن أن يقع من خلال إعطاء القصر الهدايا أو الوعود أو بالتأثير عليهم بسبب ضعفهم أو بالأحرى ضعف مقاومتهم أو بأي سبب آخر من الأسباب المادية أو النفسية ومن هنا فالمنطق يقتضي أن الجاني الذي يستخدم أو يستدرج
1- عبد العزيز سعد، المرجع السابق، ص 84
28
أو يعيل قصرا على ارتكاب وممارسة الفسق والدعارة يكون قد ساهم بطريقة غير مباشرة على إفساد أخلاقهم ودفعهم إلى الفسق كون أن المشرع لم يشترط أن تكون فكرة الفسق والفساد موجودة ومتوفرة لدى القاصر قبل تحريضه عليها. وهكذا إذاً نقول أن المادة 344 الفقرة 01 من قانون العقوبات الجزائري والمادة 342 من قانون العقوبات الجزائري كلاهما يثيران عدة تناقضات وملابسات من الناحية العملية، فالقضاء في هذه الحالة يجد نفسه أمام وضعين مختلفين من الناحية القانونية ومتشابهين من الناحية العملية. 1
الفرع الثاني: الركن المعنوي
إن القصد الجنائي الذي يتطلب وجوده في هذا النوع من الجرائم هو علم الجاني بأنه وسيط في فساد وفسق القصر، أي أن يكون المتهم يعلم تماما أن ما يقوم به فيه تحريض للقصر على الفسق أو تشجيع عليه أو تسهيل له. فمن اعتاد على نقل قصر في سيارته وهو يعلم انهم ذاهبون لممارسة الفسق أو الفساد أو يضع تحت تصرفهم مكانا لممارسة أفعال لا أخلاقية، يكون قد شجعهم وساعدهم إلى الوصول إلى الهدف المنشود. وسواء وقع هذا الفعل أي الفسق أو الفساد بعد ذلك أو لم يقع أي أن النتيجة هي الوقوع في الفسق غير مشترطة لتوقيع العقوبة على الجاني، وان علم الجاني بالقانون فهو مفترض ويجب أن تتجه إرادة الجاني صوب ارتكاب الفعل المكون للجريمة وأن تكون إرادته حرة وكاملة، ولا يهم بعد ذلك الباعث على ارتكاب هذه الجريمة كونه لا يعتبر من عناصر القصد الجنائي.
فالجاني الذي يدفع بأنه لم يكن يقصد سوى تحقيق أرباح من هذه الأفعال أو أنه قام بهذه الأفعال من أجل إشباع شهواته الشخصية لا يعدو أن يكون مانعا من تطبيق مقتضيات المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري ولكن المحكمة العليا ذهبت إلى اعتبار أن حقيقة جنحة تحريض قصر على الفسق يفترض أن يكون هناك باعث معين الذي هو تحريض أو إشباع عواطف الغير أي أن المحكمة تعتبر أن أشخاص الجريمة المعاقب عليها بموجب نص المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري هم ثلاثة : الوسيط، الصحية وأخيرا المستفيد من فسق وفساد القصر، حيث أن المحكمة العليا ذهبت إلى حد اعتبار أن إشباع المتهم لرغباته الغرامية مع القاصرة،
1- عبد العزيز سعد، المرجع السابق، ص 84
29
لا يستطيع أن يكون جنحة) المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري( لأن الفاعل المتهم ليس له هدف معين لتحريض عواطف الغير.1
الفرع الثالث:عنصر السن
إن نص المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري قد ميز ما بين فئتين:
البند الأول:القصر الذين يفوق سنهم 16 سنة ولم يكملوا 19 سنة
إن إدانة المتهم بجنحة تحريض قصر لم يكملوا 19 سنة ويفوق سنهم 16 سنة أو إدانته على أساس تشجيع أو تسهيل الفسق لهم أو فساد أخلاقهم دون ذكر توفر عنصر الاعتياد لدى المتهم يؤدي إلى جعل هذه الإدانة شرعية. ذلك أن الاعتياد هو عنصر أساسي في هذه الجريمة التي تقع ضد هذه الفئة من القصر، ويقصد بالاعتياد التكرار. ولكي يمكن إثباته يجب أن يثبت بصفة قاطعة أن الفاعل النهم قد مارس فعل التحريض أكثر من مرة واحدة، أي أن يكون قد باشر أعمال التحريض مرتين أو ثلاثة أو أكثر من شخص أو عدة أشخاص متعددين، لأن المشرع الجزائري في الحقيقة لا يعاقب فقط على الاعتياد على فعل التحريض أو التشجيع أو التسهيل وممارسته بصفة متكررة باعتبار أن ذلك ينبئ على المتهم صيانتها والحفاظ عليها. وليس شرطا لاثبات صفة الاعتياد أن يكون المتهم قد سبق أو وقف أمام المحكمة وتمت إدانته أو أن صحيفة سوابقه العدلية تشير إلى ذلك بان صفة الاعتياد يمكن إثباتها بجميع وسائل الإثبات.
بما في ذلك الاعتراف وشهادات الشهود،2 ولكن بالرجوع إلى ما استقر عليه القضاء الجزائري حيث أنه وصل الحد إلى درجة اعتبار أن رضا الضحية بممارسة علاقات جنسية مع الفاعل ومتى كانت هذه العلاقة هي من أجل إشباع الشهوات الشخصية للفاعل وكان عمر القاصر يزيد عن 16 سنة، فان ذلك لا يعدو أن يكون الجريمة المعاقب عليها بموجب المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري.
1- جنائي15 /05/1990، ملف رقم 450 ع.ج.م.م.غ.م
2- الدكتور عبد العزيز سعد، المرجع السابق،ص 85
30
البند الثاني: الذين لم يكملوا سن 16 سنة
إن نص المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري أشار إلى أن ارتكاب أفعال التحريض على الفسق أو فساد الأخلاق أو التشجيع على هذه الأفعال التي ترتكب بصفة عريضة بالنسبة للقصر لم يكملوا سن 16 سنة معاقب عليها وبالتالي نقول أنه بالنسبة لهذه الفئة من الضحايا لا يشترط المشرع لتوقيع العقوبة على الجاني عنصر الاعتياد، إذ أن مجرد ارتكاب فعل من الأفعال المشار إليها يفترض معه توقيع العقوبة المقررة بموجب نص المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري، فالمشرع الجزائري يرى أن التحريض الواقع بصفة عرضية ضد شخص قاصر يفوق عمره 16 سنة ويقل عن 19 سنة غير معاقب عليه نظرا لعدم خطورة الجاني المحرض.
ومن خلال الوقوف على هذه الفقرة يمكننا القياس على أن التحريض من أجل إشباع شهوات الغير والتحريض من أجل إشباع الشهوات الشخصية للجاني مثلا إذا كان الجاني قد حرض قاصرا لم يكمل سن 16 سنة ووصل الحد إلى المواقعة الجنسية الكاملة، فلا نكون بصدد المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري و إنما نكون بصدد جريمة أخرى وهي الاغتصاب المعاقب عليها بموجب نص المادة 336 الفقرة02 من قانون العقوبات الجزائري لأن المشرع جعل من صغر السن ما يكفي لعدم الاعتداء بالرضا الصادر من القصر بصورة مطلقة، وفي هذه الحالة لا تكون الضحية سوى قاصرة، أما إذا كان التحريض من أجل إشباع شهوات الغير، فهنا يصبح تطبيق نص المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري ساري المفعول كون أن أركان الجريمة متوفرة كلها. بالإضافة إلى هذه المقارنة البسيطة يمكننا الاستدلال بمقتضيات المادة 334 من قانون العقوبات الجزائري بخصوص هتك العرض والذي فيه اعتداء على حق الحرية الجنسية، فعلاً جنسيا. فالفعل المخل بالحياء على ذهن المجني عليه فكرة الاتصال الجنسي، وهو اتصال لا يرغب فيه، فعلى الرغم من رضاء المجني عليه بالفعل، فان هذا الرضاء ليست له قيمة قانونية كاملة بالنظر إلى صغر سن المجني عليه.
ففي جريمة هتك العرض، يعتبر صعر السن من الظروف العينية المشددة للجريمة ويتحقق إذا كان عمر من وقعت عليه جريمة هتك العرض بغير عنف لم يكمل ستة عشرة سنة ذكرا كان أو أنثى، إذ يجوز في هذه الحالة الوصول بمدة العقوبة إلى الحبس 10 سنوات، أما إذا وقعت
31
الجريمة بعنف على المجني عليه الذي لم يكمل سن 16 سنة ذكرا كان أو أنثى، فيجوز الوصول بمدة العقوبة إلى السجن لمدة 20 سنة.
ومن هنا نشير إلى أن القانون قد أعفى الجاني الذي يهتك عرض المجني عليه بلغ 16 سنة من عمره بغير عنف باعتبار أن من يبلغ 16 سنة ويقع عليه هتك عرض بغير عنف ويكون راضيا عن ذلك، فانه بعد أن يكون قد بلغ هذا العمر ويقبل ما يقع عليه من أفعال هتك عرض ، بهذه الصورة لا يجوز مسألة الجاني عن فعل ارتضاه المجني عليه، وهذا أمر غريب في القانون لأن المشرع بذلك يكون قد ائتمن الشخص على عرضه إذا بلغ 16 سنة كاملة، إذا كانت هذه الأفعال قد وقعت من قبل المحرض من أجل إشباع شهواته الشخصية، فلا مجال لتطبيق مقتضيات المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري وإنما إذا وقعت من أجل إشباع شهوات الغير، فعلى النيابة متابعة المحرض بتهمة تحريض قصر على الفسق وفساد في الأخلاق.1
المطلب الثالث: آثار الجريمة على القصر
إن السلطة التشريعية لا تجرم فعلا إلا لكونه أنتج آثارا وخيمة ومصرة بمصلحة المجتمع غير أنه في جرائم تحريض القصر على الفسق أو فساد الأخلاق، فالمعلوم أن الصحية الأولى هو ذلك القاصر الذي لا بد على الدولة أن توفر له الحماية القانونية اللازمة من أجل تكوين مجتمع صالح.
ومن هذا المنطلق نقول أن الصحية في هذا النوع من الجرائم هو ذلك القاصر الذي تتعرض لأضرار مادية أو معنوية تسبب فيها الجاني من خلال اقترافه لجرمه.
فالفسق أو فساد الأخلاق يشكل في حد ذاته ضررا كون أن أفراد المجتمع يعتبرونه كذلك وعليه، فعلى المشرع الاعتراف للقصر بأن لهم صفة الضحية في هذه الجرائم كون أن ملكة الإدراك لدى هذه الفئة من المجتمع غير مكتملة. وعليه فلا بد من التحدث إلى هذه الفئة وهذا من قبل الأشخاص المقربين إليها وهم الأولياء وبالخصوص بالنظر إلى طبيعة الجريمة المرتكبة حقهم وعليه، يمكن اعتبار، في هذه الحالة، أن أولياء القصر هم ضحايا في هذه الجرائم لكن هذا بصفة غير مباشرة.
1—الدكتور محمد رشا متولي، المرجع السابق ص 145
32
والرأي الذي استقر عليه في كون أن هذه الجريمة تشكل خطرا حقيقيا وحتميا على القصر، في كون أن هذا النوع من الجرائم تتولد عنه آفات اجتماعية خطيرة جدا لا يمكن التحكم فيها فيما بعد ولا السيطرة عليها، وكأن هذا النوع من الجرائم في غالبية الحالات يولد إقبال القصر على ظاهرة الإجرام على اختلاف أنواعه، وهو الأمر الذي تفطن له المشرع الفرنسي.
من خلال الإشارة إلى بعض الحالات التي يقصد من ورائها المحرض إلى دفع القاصر إلى ارتكاب جرائم أو حيازة مخدرات أو نقلها أو استهلاكها أو تحريضه إلى الفسق، كما أن هذا النوع من الجرائم كان في غالبية الحالات سببا في ارتكاب القصر لجرائم السرقة أو تعاطي المخدرات إلى أن ينتهي بهم الأمر إلى حد ممارسة واحتراف الدعارة. وتفيد غالبية الإحصائيات في العالم إلى أن إقبال القصر على الإجرام وهو ما يعرف بجنوح الأحداث الذي غالبا ما يكون مصدره هو تحريضهم على الفسق أو فساد الأخلاق، وعليه، فان القاصر قد أقرت له جميع التشريعات العالمية والمواثيق الدولية الحماية القانونية اللازمة، كونه يكون دائما في مركز الضعيف ويمكن بسهولة التحكم فيه واستغلاله لأغراض هي في الحقيقة غير إنسانية، لا يقبلها العقل ولا الخلق ولا ديننا الحنيف.1
1- الدكتور محمد عبد القادر قواسمية، جنوح الأحداث في التشريع الجزائري، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر 1992 ص 268
33
الفصل الثاني: المظهر العقابي لقانون العقوبات في جرائم تحريض القصر على الدعارة والفسق
إن الهدف الأساسي المنشود من قانون العقوبات، هو حماية المجتمع من الأفعال الإجرامية التي من شأنها زعزعة النظام الاجتماعي وتهديده، وللمحافظة على هذا النظام وصيانته من المخاطر لا يتحقق إلا من خلال حماية المصالح الأساسية للمجتمع. فحين يقع اعتداء على الحرية الجنسية، فهذا يفترض معه أن المجتمع قد تضرر وتزعزع من هذا الاعتداء وإن كان بصورة غير مباشرة وبالتالي يصبح هذا المجتمع مهدد في استقراره وكيانه، ذلك أن هذا الاعتداء يمس بشرفه، وأن شرف واعتبار وسمعة المجتمع تعتبر من قبيل المصالح الأساسية التي لا بد من توفير الحماية القانونية لها.
ومن هنا كانت التصرفات أو الأفعال أو الأقوال التي يقوم بها شخص ما أو الوسائل التي يستعملها هذا الأخير مع شخص آخر ذكرا أو أنثى، بقصد إقناعه أو التأثير عليه وذلك من أجل دفعه إلى ممارسة الفسق وفساد الأخلاق أو ممارسة الدعارة، وهذا من شأنه إفساد وزعزعة النظام الاجتماعي وذلك من حيث تنظيمه ومن حيث استقراره.1
ومن هنا سنخص بالحديث في الفصل عن جرائم تحريض القصر على الفسق في المبحث الأول، ثم نتناول دراسة الجرائم التحريض عن الدعارة) القوادة( في المبحث الثاني ومن ثم نحاول الوقوف على المظهر العقابي لكل منهما.
المبحث الأول: قانون العقوبات وجريمة تحريض القصر على الفسق
عن الحديث عن جرائم التحريض على الفسق في قانون العقوبات الجزائري يضع دائما الشخص الصحية في هذا النوع من الجرائم هم القصر، كما نصت عليه المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري، ذلك أن الشخص الكامل الأهلية يفترض فيه المشرع الجزائري أن يكون راشدا ليستطيع التمييز بين ما ينفعه أو ما يضره وبين ما هو قبيح أو مستحسن من المجتمع، ولم يعد من الممكن بعد ذلك التأثير عليه بسهولة أو تحريضه على الرذيلة و دفعه إليها وبالتالي يصبح قادرا على حماية نفسه بنفسه دونما الحاجة إلى حماية القانون له.
1- الدكتور عبد العزيز سعد، المرجع السابق، ص 94-99
34
المطلب الأول: الإطار القانوني لجرائم تحريض القصر على الفسق
والواقع أن التحريض لا يعاقب عليه القانون لذاته و إنما يعاقب عليه بالنظر إلى تأثيره المفضي إلى وقوع الجريمة، ولكن قانون العقوبات الجزائري اعتبر تحريض القصر على الفسق جريمة قائمة بذاتها ولذلك بغض النظر عن تحقق أو عدم تحقق المراد، فممارسة الفسق ليس سوى نتيجة لهذه الجريمة وليس عنصرا فيه.
وأما الفسق فهو كل سلوك جنسي مخالف للآداب العامة، ولقد عرفه الفقه اليوناني بأنه كل وسائل الاستمتاع الجنسي من غير زواج، أما محكمة النقض السويسرية فترى أن الفسق ليس هو فقط المواقعة الجنسية بين غير المتزوجين أو الاتصال الجنسي المخالف للطبيعة ولكنه أيضا كل فعل يتعدى حدود الآداب الجنسية ذلك أن هذه الكلمة ليست قاصرة على اللذة الجنسية بل تشتمل أيضا إفساد الأخلاق بأي طريقة كانت1 وكذلك الفسق يقصد به جميع التصرفات الخلقية والاجتماعية والدينية السائدة في أي مجتمع، والتي تكون بالضرورة مخالفة للآداب العامة. وقد نص المشرع الجزائري في المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري على تحريض القصر على الفسق على أنه مجرما، وعليه كان لا بد من الوقوف عند الإطار القانوني لهذه الجريمة وذلك من خلال الوقوف على عناصر الجريمة و صفة الجاني وكذا المجني عليه.
الفرع الأول :
*عناصر الجريمة :
لقيام هذه الجريمة أي جريمة تحريض القصر على الفسق و فساد الأخلاق لا بد من توفر العناصر التالية :
1- الفعل المادي : يشترط لإثبات جريمة التحريض على الفسق أن يقع من المتهم فعل مادي بالقول أو غيره و يتمثل في التحريض على أعمال الفسق أو تسهيل أو مساعدة أو إفساد الأخلاق وذلك بغض النظر عن الوسيلة المستعملة من طرف المحرض لتمهيد الطريقة للضحية وتزيين الفعل بالإغراء و الهدايا والوعود لإيقاعه في الجريمة
2- صغر سن المحرض : أن يكون الشخص الذي وقع عليه فعل التحريض لم يبلغ سن 18 لأن البالغ يفترض فيه حسب المشرع الجزائري أن يميز أفعاله ما ينفعه وما يضره و يصعب التأثير عليه بسهولة أو دفعه أو تحريضه على الرذيلة و فساد الأخلاق .
1- الدكتور كامل سعيد، شرح الأحكام العامة في قانون العقوبات الأردني والقانون المقارن ، الجزء الأول، دار الفكر للنشر والتوزيع الطبعة 02 1983 ، ص 405
35
3- الاعتياد على التحريض : أن يكون المتهم قد مارس فعل التحريض من قبل أكثر من مرة وهو ما ينبأ عن النية الإجرامية الخطيرة التي تؤثر على الأخلاق و المجتمع و تهدد الروابط الاجتماعية و الاعتياد يكون بوقوف الشخص أمام المحاكمة أكثر من مرة و تثبت إدانته و يمكن إثباتها بشتى الوسائل بما في ذلك الاعتراف أو بشهادة الشهود
4- القصد الجنائي : هو علم الجاني بأفعاله باعتياده المستمر على التحريض كأن ينقل فتاة متوجهة إلى صديقتها لممارسة الفسق أو يدفع لها أجرة ركوبها أو يضع تحت تصرفها مكاناً أو يساعدها ويشجعها بشتى الطرق للوصول إلى الهدف المنشود وهو الفسق و فساد الأخلاق .
الفرع الثاني: صفة الجاني
إن لكل فرد من أفراد المجتمع كامل السلطة والصلاحية والحرية في التصرف في جسده كما يتصرف بذكائه، وهو حر في أن يكون شريفا محترما فاسقا أو فاسدا من دون أن تتدخل الجماعة في هذه الحرية، ولكن وبمقابل ذلك ليس لأحد الحق في أن يأتي أفعالا يكون الهدف والغرض منها إشاعة الفساد بين أفراد المجتمع. ومن هنا حين يأتي الفاسق بتحريض الغير على القيام بأفعال مخلة ومنافية للآداب العامة في المجتمع، فان تدخل القاعدة الجنائية في هذه الحالة يصبح أمرا لازما وحتميا، يعلل في كون أن هذه الأفعال هي في الحقيقة عملية تصبح موجهة نحو المجتمع وبالتالي نتيجتها هي الأضرار بالجماعة.1 وعليه فان الجاني في هذا النوع من الجرائم له نية إجرامية خطيرة على المجتمع كما له إرادة وعزيمة كبيرة في الوصول إلى مبتغاة الإجرامي وهو إيقاع الغير في الفسق ومنه لابد من أجل حسن تطبيق القانون وتحقيق عدالة اجتماعية الوقوف على شخصية المجرم وهذا بالأخذ بعين الاعتبار أن الضحايا في هذه الجريمة المعاقب عليها بموجب نص المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري هم القصر ينبغي توفير الحماية الجنائية الكاملة والفعالة لهم.2 فمن خلال الرجوع إلى مقتضيات المادة 344 من قانون العقوبات الجزائري الفقرة الأولى والتي تنص على أن ارتكاب الجنحة المنصوص عليها في المادة 343 من قانون العقوبات الجزائري هم القصر ينبغي توفير
1 .الدكتور عبد العزيز سعد، المرجع السابق، صفحة 98
2.الدكتور محمد صبحي نجم، شرح قانون العقوبات الجزائري، القسم الخاص، ديوان المطبوعات الجامعية ، الجزائر، الطبعة 4 2003، ص 93
36
الحماية الجنائية الكاملة والفعالة لهم. فمن خلال الرجوع إلى مقتضيات المادة 344 من قانون العقوبات الجزائري الفقرة الأولى والتي تنص على أن ارتكاب الجنحة المنصوص عليها في المادة 343 من قانون العقوبات الجزائري ضد قاصر لم يكمل 19 سنة يعتبر كظرف مشدد للعقوبة والتي تكون من 5 سنوات وبغرامة مالية من 10.000 د.ج إلى 100.000 د.ج في حين أن ارتكاب الجنحة المعاقب عليها بموجب نص المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري قرر لها المشرع عقوبة الحبس الذي يتراوح ما بين سنتين(02) وخمس سنوات (05)وبغرامة مالية من 500 د.ج إلى 200.000 د.ج.
وفي نفس النص القانوني وفي فقرته الخامسة نجده قد ساوى ما بين البالغ والقاصر الذي يستخدم أو يستدرج أو يغوي على احتراف الدعارة وهكذا يثار أكثر من سؤال بخصوص شخصية المجرم حيث أن المنطلق القانوني يجعلنا نؤكد وبإصرار على أن الجاني الذي يحرض ويشجع القصر على الفسق أو فساد الأخلاق هو أكثر خطورة إجرامية من الجاني الذي يحرض ويشجع البالغين على الفسق وفساد الأخلاق أو الدعارة كما أن الفرق شاسع ما بين الجاني الذي يحرض قصرا على الفسق والجاني الذي يحرض قصرا على احتراف الدعارة، ذلك أن الفسق لا تكون نتيجته الحتمية هي المواقعة الجنسية الكاملة وعليه فان صفة الجاني في هذا النوع من الجرائم سنحللها بدقة من خلال دراستنا لأركان جريمة تحريض القصر على الفسق أو فساد الأخلاق.
الفرع الثالث: صفة المجني عليه
ليس للطفل أية أهلية بدنية وعقلية ومن ثم على أي مجتمع أن يضع في اعتباره إجراءات وقائية ورعاية خاصة بما في ذلك الحماية القانونية المناسبة لهذا الطفل وذلك قبل الولادة وبعدها وحتى بلوغه السن القانوني، وبهذا يكون المجتمع قد أرسى أول لبنة لحياة إنسانية وبذلك صيانة حقوقه الفردية وكرامته.1 ولما كان الفسق من الآفات الاجتماعية التي يرفضها وينبذها المجتمع ويعتبرها السوسة التي تنخر في جسده، فهذا يعتبر سببا كافيا يلزم المشرع بالتدخل وتنظيم العقوبة الجازرة ضد كل من تسول له نفسه تحريض أو تشجيع القصر على هذه الآفات. وبالفعل كان المشرع الجزائري بالمرصاد فأقر عقوبة الحبس ضد
1- الدكتور محمد عبد القادر قواسمية، المرجع السابق، ص 103-167
37
كل من يرتكب الأفعال المنصوص عليها في المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري.
إن الاتفاقيات الدولية لحقوق الطفل المصادق عليها من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة
بتاريخ 20/11/1989 قد تضمنتها المادة 19 حيث جاء فيها أنه يقع على عاتق الدول الموقعة واجب اتخاذ جميع التدابير الشرعية والاجتماعية والإدارية والتعليمية الملائمة للطفل من كافة أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو العقلية والإهمال أو المعاملة المنطوية على الإهمال وإساءة المعاملة أو الاستغلال بما في ذلك الجنسية، وقد أكدت الاتفاقية على أن تشمل هذه التدابير الوقائية حسب الاقتضاء الإجراءات الفعالة لوضع برامج اجتماعية من أجل توفير الدعم اللازم للطفل وقد أكدت المادة 34 من نفس الاتفاقية على ضرورة حماية الطفل من جميع أشكال الاستغلال والانتهاك الجنسي.1
من خلال هذه المواد وبالرجوع كذلك إلى نص المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري أن صفة المجني عبيه في الجرائم المنصوص عليها في المادة السابقة الذكر هم بالضرورة القصر أي فئة من المجتمع التي ليس لها الأهلية الكاملة التي تمكنها من التمييز بين الأفعال الدنيئة والأفعال الفاضحة، ومن ثم وجب تدخل المشرع الجنائي من أجل توفير الحماية القانونية لها.
المطلب الثاني: عدم مسؤولية القاصر في ارتكاب الجريمة
إن إطار ارتكاب الجريمة من قبل الطفل يتجاوز إطار القانون الجزائي لكون تصرفه يخضع للطبيب أكثر من خضوعه للقاضي، فهو فعل خطير بالنسبة للمجتمع، لأن جنوح القصر أو الأحداث يعد إجرام الغد ويتطلب ذلك تدخل المجتمع ليس من أجل العقاب بل من أجل العلاج، لأن الجريمة تعد رد فعل عن مرض أكثر عمقا ويجب علاجه للوقاية من العود.
فالجانح يكون مضطربا بسبب الصدمات المعنوية المؤثرة، فهو يتألم أو تألم سابقا من عوارض جسمية أو ذهنية لكزن تطور شخصيته وتكوينها أوقف من قبل نقص في الحنان أو رعاية الأولياء.فالطفل عاش في محيط فاسد وبالتالي يكون بدون جدوى ومن غير عدل نسبة الجريمة إليه بالرغم من ارتكابه لها بإرادته وفي حالة وعي، أي بصفة مقصودة.
المهم هو النظر إلى الضرر من جذوره والقضاء عليه بواسطة علاج ناجح. ولقد انتشرت هذه
1 . الدكتور محمد عبد القادر قواسمية، المرجع السابق، ص 103-167
38
الأفكار وتبناها القانون الذي يفترض في يومنا هذا عدم مسؤولية القصر أو الأحداث الذين يقل عمرهم عن 18 سنة 1
الفرع الأول: نشأة قرينة عدم المسؤولية
إن قانون العقوبات لعام 1810 يجهل هذه القرينة، إذا كان يحدد سن الرشد الجنائي ببلوغ 16 سنة، وهي السن التي يطبق ابتداء منها القانون على البالغين من الشباب، كما أوجب على قاضي البحث عما إذا كان الحدث الذي يقل سنه عن 16 سنة قد تصرف وهو مميز أم لا، و إذا كان أخذا في عين الاعتبار ومدركا لنتائج أفعاله أم لا.
فإذا تبين للقاضي ) وهو قاضي القانون العام المختص في محاكمة الأحداث( بأن الحدث مميز، فان العقوبة الموقعة على البالغين تخفض باللجوء إلى الظروف المختلفة نظرا لحداثة الفاعل عند ثبوت الإدانة ويقضي الحدث تلك العقوبة في المؤسسات العقابية الخاصة للبالغين وبالعكس من ذلك إذا ثبت للقاضي انعدام التمييز فإن التسريح هو الواجب التطبيق، لكن هذا لا يمنع من إرسال الحدث إلى مؤسسات تهذيبية أين يبقى لغاية بلوغه 20 عاما على الأكثر. ونظرا لكون المؤسسات المخصصة ناقصة، فان التوقيف ينفذ عموما في جناح لسجن عاد ولقد كان هذا منخفضا جدا. فالسجن كان يسبب أضرار للأحداث أكثر مما يسبب نفعا باختلاطهم بالبالغين. وفي القرن 19 تدخل المشرع جزئيا بواسطة قانون مؤرخ في 25/06/1824 بأن أنشأ امتيازا قضائيا وضع بفضله حدا لمثول الأحداث الجانحين. وفي سنة 1998 وسعت قائمة التدابير الممكنة اتخاذها في مواجهة الأحداث الجانحين. وفي سنة 1998 وسعت قائمة التدابير الممكنة اتخاذها في مواجهة الأحداث الجانحين كالتسليم للوالدين، أو التسليم لشخص يتكفل بهم على سبيل الشفقة والرأفة.
وفي 12/04/1906 صدر قانون رفع سن الحداثة الجنائية إلى 18 سنة وممدد إلى هذه السن إمكانية استبعاد التمييز. أن القانون الذي سن في 22/07/1912 خطا خطوة كبيرة حاسمة بأن ألغى مسألة التمييز في مواجهة الأحداث الذين يقل سنهم عن 13 سنة بأن افتراضهم غير مسؤولين إطلاقا، وهكذا صار مستحيلا توقيع العقوبة عليهم بينما أبقت مسألة التمييز بالنسبة
1.الأستاذ بن شيخة أحمد، مبادئ الجزائي العام، النظرية العامة للجريمة، العقوبات وتدابير الأمن، دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع، الجزائر، الطبعة 2-2002، ص 131
39
للأحداث الذين يتجاوز سنهم 13 سنة ويقل عن 18 سنة كما أسست محاكم خاصة للأطفال، وأنشأ نظام خاص بالحرية المراقبة.
لكن لم يظهر المشرع الحاسم إلا بعد صدور أمر 2 فبراير 1945 والذي يعد ميثاقا حديثا لقانون الأحداث الجانحين والمتمم من قبل بعض النصوص اللاحقة والذي مدد قرينة عدم المسؤولية إلى 18 سنة. 1
الفرع الثاني: طبيعة قرينة عدم المسؤولية
هي قرينة مطلقة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 13 سنة، ويبسط بالنسبة للأحداث من 13 إلى 18 سنة.
1-فهي مطلقة بالنسبة للأحداث أقل من 13 سنة، ولا يمكن إثبات عكس مدلولها من قبل أي شخص، وبالتالي لا يمكن توقيع عقوبة على الحدث حتى وان كان ميالا إلى الشر فالقانون لا يسمح إلا بتوقيع تدابير الحماية أو المساعدة أو المراقبة.
2- وهي بسيطة من جهة أخرى في مواجهة الأحداث من 13 إلى 18 سنة، إذ يمكن إثبات عكس مدلولها عندما تجعل الظروف والشخصية الحدث ذلك ضروريا في نظر القضاة، والعقوبة تخفف بواسطة الاستفادة من الظروف المخففة للأحداث.
الفرع الثالث: موقف المشرع الجزائري
أسوة بالمشرع الفرنسي القانون القديم أخذ المشرع الجزائري بقرينة عدم مسؤولية الحدث بنوعيها المطلقة والبسيطة:
البند الأول:هي قرينة مطلقة للأحداث:
الذين يقل عمرهم عن 13 سنة، ولا يمكن إثبات عكس مدلولها من قبل أي شخص نجد المادة 49/1 من قانون العقوبات تنص على ) لا توقع على القاصر الذي لم يبلغ 13 سنة إلا تدابير الحماية أو التربية، ولا يكون محلا إلا للتوبيخ في مواد المخالفات(.2
1- محمد عبد القادر قواسمية، المرجع السابق، ص 230
2. الأستاذ بن شيخ لحسن، المرجع السابق، ص 133
40
فلا يمكن تسليط عقوبة جنائية عليه لكون المشرع يفترض فيه عدم التمييز) قرينة عدم التمييز( ولا يمكن إثبات عكس مدلول ذلك الافتراض.
ولقد نصت المادة 444 من قانون العقوبات الجزائية على تدابير الحماية أو التربية كما يلي:
1- التسليم للوالدين أو الوصي أو لشخص جدير بالثقة.
2- تطبيق نظام الحرية المراقبة عليه
3- وضعه في مؤسسة أو منظمة عامة أو خاصة للتربية أو التكوين المهني مؤهلة لهذا الغرض.
4- وضعه في مؤسسة طبية، أو طبية تربوية مؤهلة لذلك.
5- وضعه في مصلحة عمومية مكلفة بالمساعدة
6- وضعه في مدرسة داخلية صالحة لإيواء الأحداث الناجحين في سن الدراسة غير أنه يجوز أن يتخذ في شأن الحدث الذي يتجاوز التاريخ الذي يبلغ فيه القاصر سن الرشد المدني، وهو 19 سنة.
البند الثاني:
هي قرينة بسيطة بالنسبة للأحداث من 13 إلى 18
إذ يمكن إثبات عكس مدلولها، فالحدث غير مسؤول في هذه السن إلا إذا أثبت القاضي عكس مدلول تلك القرينة، وبالتالي آنذاك باستطاعته تطبيق العقوبات المخففة على الحدث، وعليه نصت المادة 49/2 من قانون العقوبات على أنه: « يخضع القاصر الذي يبلغ من 13 إلى 18 سنة إما لتدابير الحماية أو التربية أو لعقوبات مخففة. »
ونصت المادة 445 من قانون الإجراءات الجزائية على أنه : « يجوز لجهة الحكم بصفة استثنائية للأحداث البالغين من العمر أكثر من 13 سنة أن تستبدل أو تستكمل التدابير المنصوص عليه في المادة 50 من قانون العقوبات، إذا ما رأت ذلك ضروريا نظرا لظروف أو لشخصية الحدث الجانح على أن يكون ذلك الحكم مسببا بصفة خصوصية بشأن هذه النقطة. »
فالمحكمة تطبق على الحدث البالغ من 13 إلى 18 سنة قرينة عدم المسؤولية بأن تجعله محلا لتدابير الحماية أو التربية المذكورة أعلاه، وان استطاعت المحكمة إثبات عكس مدلول تلك القرينة، فإنها تستبدل التدابير المنصوص عليها في المادة 444 إجراءات جزائية، بالعقوبات
المخففة المنصوص عليها في المادة 50 من قانون العقوبات) أي توقع العقوبات وحدها( أو
41
تستكمل التدابير الخاصة بالحماية بعقوبات مخففة) أي توقيع العقوبات وحدها( أو تستكمل التدابير الخاصة بالحماية بعقوبات مخففة ) أي توقيع العقوبات مع التدابير الخاصة بالحماية( ولا يكون توقيع العقوبات إلا استثنائيا، وعلى القاضي تسبيب حكمه بصفة خصوصية ولقد نصت المادة 50 من قانون العقوبات على العقوبات المخففة كما يلي:
- إذا كانت العقوبات المفروضة قانونا للجريمة فهي الإعدام أو السجن المؤبد فانه يحكم على الحدث بعقوبة الحبس من عشر إلى عشرين سنة.
- وإذا كانت العقوبة المفروضة قانونا للجريمة هي السجن المؤقت فإنه يحكم عليه بالحبس لمدة تساوي نصف المدة التي يتعين الحكم بها لو كان بالغا.
- أم في مواد المخالفات فقد نصت المادة 51 من قانون العقوبات بأنه بحكم على الحدث إما بالتوبيخ أو العقوبة الغرامة.
- و يستنبط من ذلك انه لا يمكن توقيع عقوبة السجن الجنائية أو الإعدام على الحدث المرتكب للجناية أو الجنحة، بل تطبق عليه فقط عقوبة الحبس فكل الجرائم التي يرتكبها الحدث تعتبر جنحا، وليست جنايات أما في مواد المخالفات فلا يعاقب إلا بالتوبيخ أو الغرامة المالية فقط.
مع الملاحظة بأن سن الرشد الجنائي يكون ببلوغ الحدث ثمانية عشر سنة، والعبرة بتحديد سن الرشد هو سن الجانح يوم ارتكاب الجريمة.1
المطلب الثالث: النظام القانوني لجريمة تحريض القصر على الفسق
إن جريمة تحريض القصر على الفسق الأخلاق قرر لها المشرع الجزائري عقوبة الحبس، ونجد لهذه الجريمة عقوبة واحدة دون الإشارة أو إرفاق العقوبة بظروف مشددة كون هذه الجريمة تقع إلا في صورة واحدة منصوص عليها في المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري، كما نجد أن هذه الجريمة تولد آثارا وخيمة على المجني عليه والذي هو قاصر ومحتاج إلى الحماية القانونية الكاملة من طرف المشرع، وعليه سنتناول الحديث عن عقوبة جريمة تحريض القصر على الفسق.
الفرع الأول: عقوبة جريمة تحريض القصر على الفسق
إن العقوبة التي قررها المشرع الجزائري في هذه الحالة هي الحبس من خمس سنوات إلى عشر سنوات وغرامة مالية من 500 د.ج إلى 25000 د.ج سواء كان التحريض واقعا على
1- بن شيخ لحسن، المرجع السابق، ص 136-135
42
القصر من 16 سنة إلى 19 سنة أو القصر أقل من 16 سنة. وهو الأمر الذي يجعلنا نقول أن المشرع الجزائري قد أشار فقط إلى جنحة بسيطة وهذا لا نجده لدى المشرع الفرنسي والذي اعتبر أنه إذا كان سن الضحية يقل عن 15 سنة. 1 فان ذلك يعتبر ظرفا مشددا لجريمة تحريض القصر على الفسق أو فساد الأخلاق .
ومن هنا نجد تباينا بين التشريع الفرنسي والتشريع الجزائري، عدا أن المشرع الجزائري اعتبر أن وقوع الأفعال ضد قصر لم يكملوا 16 سنة معاقب عليه بعقوبة الحبس حتى وان كانت الأفعال هذه أي التحريض أو التشجيع أو التسهيل على الفسق قد وقعت بصفة عرضية2
وفي حالة إدانة المتهم وتوقيع عليه العقوبة ينبغي على القاضي أن يحكم أيضا بغرامة مالية المنصوص عليها في المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري. ووجدنا أن مقدار الغرامة بالمقارنة مع الفانون الجنائي الفرنسي هي ضعيفة جدا لكون المشرع الفرنسي حددها 500.000 فرنك فرنسي في الجنحة البسيطة و700.000 )ف.ف( في حالة وقوع جنحة صد قاصر لم يبلغ سن 15 سنة.3
إن المشرع الجزائري اعتبر هذه الجريمة جنحة وان كان مقدار العقوبة فيها يتجاوز بكثير ما استقرت عليه العقوبات في الجنح، وبالإضافة إلى ذلك فان المشرع الجزائري نص صراحة على أن الشروع في ارتكاب هذه الجنحة معاقب عليه بموجب نص المادة 342، فقرة 02 من قانون العقوبات الجزائري. كما أننا نجد عقوبات أخرى تكميلية يمكن توقيعها على الجاني كالحرمان من حق أو أكثر الواردة في نفس المادة 14 من قانون العقوبات الجزائري والمتمثلة في الحقوق المدنية أو السياسية وغيرهما4 ولكن لمدة 05 سنوات.
1- نص المادة 227، فقرة 2، قانون العقوبات الفرنسي
2 الدكتور عبد العزيز سعد، المرجع السابق، ص 94
3 نص المادة 227، قانون العقوبات الفرنسي، السابق الذكر
4 نص المادة 08 من القانون رقم 82-04 المؤرخ في 13/02/1982 المعدلة في قانون العقوبات الجزائري لسنة 1966، كذلك نص المادة 349 من قانون العقوبات الجزائري
43
المبحث الثاني: قانون العقوبات وجرائم تحريض القصر على الدعارة:
عن مفهوم الفكرة التي يتضمنها القانون الوضعي الحديث تتمثل في اتخاذ وسائل قمعية ضد كل من تسول له نفسه على توسيع ونشر الدعارة، وذلك مقارنة مع ما تقتضيه التدابير الخاصة بالقصر وغيرهم من هذه الآفة، فمن جهة نجد أن قانون العقوبات لا يوقع أي عقوبة على الدعارة ومن جهة أخرى نجد أن القانون الجزائري يحارب بشدة وسطاء الفحشاء، لكن هذه السياسة لم تأت أكلها، لأن محاربتهم جد صعبة. ذلك أن الإيقاع بهم يقتضي متابعة وتعاون مع رجال الشرطة ويبدو هذا الأمر مستحيلا كون أن هذه الأخيرة تحت حماية وسيطرة وسيط الفحشاء وبالتالي فإنه من الصعب جدا على النيابة العامة إقامة الأدلة ضد أولئك الذين يشغلون دعارة الغير كون أن هذه العلاقة جد معقدة. فوسيط الفحشاء يحصل على السكوت من خلال تهديدها الذي قد يؤدي في كثير من الأحيان إلى القتل، غير أن عزيمة المشرع جاءت بالمرصاد كون أن الرهان ذو أهمية كبيرة جدا.1 وكل هذه الأسباب دعت المشرع الجزائري إلى التدخل من أجل كبح والحد من هذه الآفة التي هي أخطر وأبشع من الدعارة نفسها. وبالرجوع إلى نفس المادة 343 من قانون العقوبات الجزائري لم نجد عبارة التحريض كما فعل المشرع في نص المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري، وعلى الرغم من أن المشرع أوردها في عنوان القسم السابع الخاص بهذه المجموعة، بل أورد بدلا عنها عبارات) المساعدة أو المعاونة أو الحماية أو الإغراء( مما يجعلنا نعتقد بأن هذه العبارات ليست إلا صورا ومعان متميزة لأفعال متنوعة مستقلة عن بعضها البعض. ومن هنا نقول أن كل تصرف من شأنه التأثير على نفسية الشخص واقناعه على مباشرة الدعارة أو تسهيلها له أو دفعه لها، يعتبر إذن تحريضا على الدعارة.
1- الدكتور محمد رشا، المرجع السابق، ص 207
44
*المطلب الأول : الإطار القانوني لجريمة التحريض على الدعارة
*الفرع الأول :
تعريف التحريض على الدعارة : المقصود بالتحريض على الدعارة : المقصود بالتحريض على الدعارة هو كل ما من شأنه التأثير على نفسية المرأة و إقناعها أو تقوية عزيمتها و مباشرة فعل الدعارة أو تسهيله لها أو دفعها إليه أما بالمساعدة أو المعاونة أو الإغراء أو حمايتها للممارسة الدعارة بتهيئة الظروف المناسبة
* الفرع الثاني : أركان جريمة التحريض على الدعارة
البند الأول :
فعل التحريض: لقيام العنصر المادي لجريمة التحريض على الدعارة يجب أن يقع من المتهم احد الأفعال المنصوص عليها في قانون العقوبات وهي المساعدة أو المعاونة أو الحماية أو الإغراء غير أن القانون لا يهتم بوسائل المساعدة أو المعاونة ولا يكفيه الحماية أو الإغراء إذ اعتبر إن العنصر المادي للجريمة يتم بمجرد حصول أحد الأفعال التي ذكرها القانون على سبيل الحصر وترك لقاضي الموضوع حرية تقدير ما إذا كانت الوقائع المنسوب ارتكابها إلى المتهم يمكن وصفها بأفعال مساعدة أو معاونة أو إغراء أو حماية لها
البند الثاني :
تحقيق النتيجة :يجب أن يسفر فعل المساعدة أو المعاونة أو الإغراء على نتيجة مادية تتمثل في مباشرة الدعارة بصفة فعلية وحقيقية أي حصول نتيجة .
البند الثالث :
القصد الجنائي:وهو علم المتهم وإدراكه تماما انه يعاون أو يساعد امرأة على ممارسة الدعارة أو يقوم بحمايتها أو تقديمها إلى محل رسمي للدعارة بمحض إرادته والقصد الجنائي هنا قصد خاص ويتوفر بمجرد انصراف نية المتهم إلى تحقيق فعل الدعارة ارضاءا لشهوة الغير وإشباعا لرغبته الجنسية .
45
البند الرابع:
- العلاقة السببية : لتقوم جريمة التحريض على الدعارة في نطاق الصورالمشار اليها سابقا يجب أن يتوفر شرط قيام العلاقة السببية بين فعل المساعدة أو المعاونة أو الحماية أو الإغراء بين ممارسة الدعارة بمعنى أن يكون الفعل الذي قام به المتهم هو الذي أدى إلى حمل المرأة على ممارسة فعل الدعارة
*المطلب الثاني :النظام القانوني لجريمة التحريض على الدعارة
أكد المشرع الجزائري في نصوصه على محاربة وسطاء الفحشاء بشدة حيث توعدهم باتخاذ إجراءات قمعية ضد كل من تسول له نفسه نشر وتوسيع وتطوير هاته الظاهرة وذلك من خلال المواد من 342 إلى 349 ق .ع. ج واقر عقوبات أصلية وتبعية تكميلية
الفرع الأول: العقوبات المقررة
البند الأول :
العقوبات الأصلية : وهي العقوبات بصورها البسيطة والمشددة
أ- البسيطة :عقوبة الحبس من سنتين إلى 05 سنوات وغرامة من 500دج إلى 20000 دج بنص المواد 343و346و 348 ق.ع.ج
ب- المشددة: قسمها المشرع إلى ثلاث أقسام :
1. القسم الأول :- الضحية : إذا كان المجني عليه قاصر لم يكتمل 19 سنة تعدد الضحايا
2. القسم الثاني :- الجاني : شدد المشرع العقوبة على الجاني إذا وقع من احد الفئات المذكورة في المادة 343 الفقرة 4و5 الخاصة بتعدد الجناة –الفاعلين الشركاء وكذا الصفة بالانتماء إلى أصول المجني عليه –العلاقة الأسرية
3. القسم الثالث : الوسائل المستعملة
• ارتكاب جنحة في هذه الجريمة باستعمال العنف أو الإكراه أو اعتداء أو إساءة استعمال السلطة
• ارتكاب جنحة مع حمل السلاح – يكفي فقط سواء ظاهري او خفي
• التحريض على الدعارة خارج الحدود الجزائرية –شبكات دولية سرية
46
البند الثاني:
العقوبات التبعية:
بالرجوع لنص المادة 349 من قانون العقوبات الجزائري نجد المشرع الجزائري نص صراحة على : « لا يجوز في جميع الحالات المنصوص عليها في القسم الخاص بجرائم القصر على الدعارة والفسق حرمان الجناة من حق أو أكثر من الحقوق الواردة في المادة 9 مكرر 1 ق ع ج والتي هي بدورها تحلينا إلى مقتضيات نص المادة 08 ق ع ج وعليه فانه في حالة إدانة المتهم بجريمة تحريض على الدعارة يمكن للقاضي أن يحكم عليه أيضا بالحرمان من الحقوق الوطنية السياسية والمدنية كعزل المحكوم عليه وطرده من جميع الوظائف والمناصب السامية في الدولة أو كحرمانه من حق الانتخابات والترشيح وغيره من الواردة في المادة 08 ق ع ج.
البند الثالث :
العقوبات التكميلية : هي تلك العقوبات التي اقرها المشرع الجزائري في جرائم الاعتياد والسماح بممارسة الدعارة داخل المحلات الخاصة بالخمور والملاهي والفنادق المادة 346 ق.ع.ج
- عقوبة الغلق لمدة لا تقل عن سنة وسحب رخصة الاستغلال
أ- عقوبات تكميلية تتعلق بجميع جرائم التحريض على الدعارة
من بين العقوبات التكميلية التي يجوز الحكم بها المنع من الإقامة وهذا لمدة لا يقل عن سنة واحدة ولا تزيد عن خمس سنوات نص المادة 349 ق ع ج، إن هذه العقوبات دليل على وجود إرادة لدى المشرع الجزائري في عزل وسطاء الفحشاء عن المحيط الذين يعيشون فيه كون أن هذا المنع يعطي ضمانات من أجل إمكانية العودة لدى هؤلاء الجناة.
ب- عقوبات تكميلية تتعلق بجرائم الاعتياد والسماح بممارسة الدعارة داخل محلات عمومية
نص المشرع الجزائري على عقوبات تكميلية تخص جرائم الاعتياد على قبول ممارسة الدعارة في محلات مفتوحة للجمهور أو السماح بالبحث عن عملاء بغرض الدعارة وهي أفعال مجرمة بنص المادة 346 ق ع ج.
47
وتتمثل هذه العقوبات في :
1- سحب الرخصة التي كانت ممنوحة للمستغل
2- إغلاق المحل لمدة تقل عن سنة.
1. سحب الرخصة التي كانت ممنوحة للمستغل:
أوجب المشرع الجزائري للقاضي عند إدانة المتهم بالأفعال المعاقب عليها بموجب نص المادة 346 ق ع ج أن يحكم بعقوبة سحب الرخصة التي كانت ممنوحة للجاني وهذه العقوبة قابلة للتطبيق على مختلف الترخيصات التي تتعلق بالاستفادة من المحلات التي تباع فيها المشروبات الكحولية وكذلك تشمل على جميع المحلات المفتوحة للجمهور.
ونجد أن هذه العقوبات بحد ذاتها تؤدي بالضرورة إلى غلق المحل الذي يشغله الجاني ومن هنا نجد أن المشرع الجزائري قرر هذه العقوبة مهما كانت صفة الشخص المستفيد من هذه الرخصة، كونه أشار إلى عبارة مستغل، ولكن نجد أن هذه العقوبات تؤدي إلى عدة صعوبات من الناحية العملية ، فمثلا قد يقوم مالك الفندق بالاستعانة بشخص آخر غير مسير ويكون هذا الشخص لم يسبق له أن أدين بجرائم التحريض على الدعارة أو أنه يعمد إلى إيجار إحدى الغرف الموجودة بالفندق لأشخاص لا يحترفون الدعارة وبالتالي يصبح أمر طردهم من الغرف مستحيلا، وعليه إذا وجدنا المشرع قرر هذه العقوبة مهما كانت صفة المستغل وهو الأمر الذي لا نجد عند المشرع الفرنسي الذي تدارك هذا النقص وجعل هذه العقوبات غير ملتزم بها القاضي عند إدانة المتهم بالأفعال المعاقب عليها بموجب نص المادة 225/10 قانون العقوبات الفرنسي.
حيث أصبح للقاضي الجزائي في فرنسا الحرية المطلقة وبإمكانه تقرير العقوبات بكاملها كما أن المشرع الفرنسي احتفظ بالطابع العيني للعقوبات التي تطبق حتى في حالة ما إذا كان جائزا الترخيص أو المستغل غير مسبوق قضائيا بتهمة وساطة الفحشاء.1
1- الدكتور عبد العزيز سعد، المرجع السابق، ص 144
48
إغلاق المحل:
إن المشرع الجزائري أوجب للقاضي أيضا أن يحكم على الجاني الذي ثبت ضده الأفعال المعاقب عليها بموجب المادة 348 ق ع ج بغلق المحل الذي ارتكب فيه هذه الأفعال ونجد المشرع جعل الحد الأدنى لهذه العقوبة لا تقل عن سنة واحدة، فهي في حين جعل الحد الأقصى يرجع للسلطة التقديرية لقاضي، ومن هنا يطرح أكثر من سؤال بخصوص غلق المحل كون أن المشرع قرر عقوبتين تكميليتين إلزاميتين عند الحكم بالإدانة، فإذا كان سحب الرخصة لوحه فان هذا العقاب يسمح ويفتح المجال أمام الجناة من تغيير النشاط الذي كان يزاول بداخل هذا المحل، ومن هنا العقوبات التكميلية لها جانب سلبي وبالخصوص من الناحية الاقتصادية ومن ناحية مركز القانوني للأفراد، خاصة إذا كان الجاني مستأجر للمحل أو مسيرا لفندق وهو ملك للدولة إضافة على أن المشرع الجزائري لم يتناول ما إذا كان بالإمكان الحكم بعقوبة غلق المحل بصفة نهائية أم لا ؟
إن التشريع الفرنسي أعطى الحماية القانونية اللازمة لمالك المحل حسن النية الذي له حق فسخ عقد الإيجار بمجرد علمه بأن المحل هذا هو من قبيل المحلات التي تستغل لدعارة الغير أو بمجرد علمه بوجود متابعات قضائية ضد المستأجر بتهمة السماح بممارسة الدعارة داخل محله، وهكذا عمد المشرع الفرنسي على حماية المراكز القانونية للأفراد من خلال توفير حماية قانونية للمالك حسن النية، كما عمل على أن هذه العقوبة غير إلزامية بالنسبة للقاضي بل بإمكانه الحكم بإحداها وهو من شأنه أن يمنح الحرية للقاضي في تقدير الظروف كما أن المدة هي محددة وتنص على إمكانية الغلق بصفة نهائية للمحل.1
1- الدكتور عبد العزيز سعد، المرجع السابق، صفحة 144
49
خاتمة
إن جريمة تحريض القصر على الفسق و الدعارة من المواضيع الحساسة جدا لذا وجب التعامل معها بكل مرونة و شمولية و ما يلاحظ أن هذه الآفات خلقت مع الإنسان وترعرعت عبر مختلف مراحل الحياة بحيث امتدت أثارها إلى أطفال قصر ليس لهم ما يعنيهم على مقاومتها حتى أصبحوا بضاعة تباع و تشترى في حين كان يستوجب الاعتناء بهم لأنهم أمل المستقبل و قوام المجتمع و هذا يعكس الوعي الحضاري وسعة الإدراك و سعة الإدراك التربوي .
لكن بالنظر الواقع المعاش نرى أن المجتمعات المعاصرة لم تعد راكدة أو محافظة لأن روح العصر قد انبعثت ثائرة على كل ما هو تقليدي فهزت القيم والأخلاق بعنف و أصبحت جريمة تحريض القصر على الفسق و الدعارة محل صراع بين فئة قوية قادرة و أخرى مستضعفة لا حول لها و لا قوة و من كان ضحية فهم قصر أبرياء قصرت في حقهم أسرتهم من خلال الدور الهزيل للوالدين وسوء التنشئة الاجتماعية و عجز النظم التربوية و قذف المجتمع لهم بعدما أصبح خزاناً يعج بكل أصناف المنحرفين و الجانحين و الظاهرة في انتشار واسع يستدعي التدخل بسرعة للحد منها.
فأين دور الوالدين اللذان انغمسا في الحياة المادية و انعدم التواصل مع الأبناء مما فسح المجال لكل أشكال الانحراف و الانسياق وراء الرذيلة في حق أطفال قصر في عمر الزهور غير واعين بمخاطر و انعكاسات سلوكاتهم و أين دور المدرسة التي أصبحت تفتقر لبرامج التوعية ونظم التدريس.
وبعد
كل هذا نقول أن القضاء على هذه الظاهرة يبقى من الأمور الصعبة و لكن غير مستحيل إذا ما تكاثفت الجهود لأن محاربة جريمة تحريض القصر على الفسق و الدعارة و فساد الأخلاق لا تقع على عاتق مصالح الأمن فقط بل هي مهمة يشترك فيها الجميع بدأً من الأسرة ومروراً بالمدرسة ووصولا إلى المجتمع وما يمثله من مثل عليا و قيم وضوابط وعادات وتقاليد .
50
قائمة المراجع
I- المراجع باللغة العربية:
1- أحمد أمين، شرح قانون العقوبات، القسم الخاص، دار النهضة، القاهرة، سنة 1923
2- أحمد فتحي سرور، الوسيط في قانون العقوبات، القسم الخاص، دار النهضة العربية، القاهرة، الطبعة الخامسة، سنة 1999
3- الإمام أحمد أبو زهرة، الجريمة والعقوبة في الفقه الإسلامي، دار الفكر العربي، القاهرة، بدون سنة.
4- بن شيخ لحسن، مبادئ القانون الجزائري، النظرية العامة للجريمة، العقوبات وتدابير الأماكن، دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع، الجزائر، الطبعة الثانية لسنة 2000.
5- سامية حسن الساعاتي، الجريمة والمجتمع، بحوث في العلم الاجتماع الجنائي، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت، الطبعة الثانية، سنة 1983.
6- عبد الحكيم فودة، الجرائم الجنسية في ضوء الفقه وقضاء النقض، مكتبة الإشعاع للطباعة والنشر والتوزيع، سنة 1997.
7- عبد الحميد الشواربي، جريمة الزنا، جرائم الاغتصاب، هتك العرض، الفعل الفاضح، الدعارة، منشأ المعارف بالإسكندرية، بدون طبعة وبدون سنة.
8- عبد العزيز سعد، الجرائم الأخلاقية في قانون العقوبات الجزائري، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجرائم الطبعة 1982.
9- عبد العزيز سعد، الجرائم الواقعة على نظام الأسرة، الديوان الوطني للأشغال التربوية، الطبعة الثانية منفتحة ومزيد، سنة 2002.
10- عفيف عبد الفتاح طيارة، مع الأنبياء في القران الكريم، الجرائم، قصص ودروس وعبر، دار الكتب القانونية، الطبعة 11، سنة 1982.
11- على مانع، جنوح الأحداث في الجزائر، نتائج دراسة ميدانية، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر،الطبعة الثانية، سنة 1997.
12- فتوح عبد الله الشاذلي، شرح قانون العقوبات، القسم العام، أوليات القانون الجنائي والنظرية العامة للجريمة، المسؤولية والجزاء، دار المطبوعات الجامعية، الإسكندرية ،الطبعة الأولى والثانية، سنة 2003.
13- كامل سعيد، شرح الأحكام العامة في قانون العقوبات الأردني وقانون المارن، الجزء الأول، دار الفكر للنشر والتوزيع، الطبعة الثانية، سنة 1983.
14- مجدي محب حافظ، الجرائم المخلة بالآداب العامة، دار الفكر العربي، القاهرة، الطبعة الثانية، سنة 1997.
15- محمد رشا متولي، جرائم الاعتداء على العرض في قانون العقوبات الجزائري والمقارن، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر،الطبعة الثانية، سنة 1989.
16- شتا أبو سعد، الوجيز في قانون الطفل وجرائم الأحداث، دار الفكر الجامعي، الإسكندرية ، سنة 1997.
17- صبحي نجم، شرح قانون العقوبات الجزائري، القسم الخاص، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، الطبعة الرابعة ، سنة 2003.
18- عبد القادر قواسمية، جنوح الأحداث في التشريع الجزائري، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، سنة 1992.
19- توفيق المجالي، شرح قانون العقوبات، قسم عام، مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع، الكتاب الأول، سنة 1998.
II- المراجع باللغة الفرنسية:
Etude et article :
1.CHOUKRI KALFAT, rapport sur le thème de recherche « la protection pénale de la famille contre les atteintes à la moralité sexuelle « décembre 1998 », université de Tlemcen.
2. Arrêté du 05/01/1960 : réglementation de la prostitution dans le département de Tlemcen N° 381-01-59.
3. Recueil des actes administratifs wilaya de Tlemcen 03 mars 1978
4.Ordonnance N° 66-156 du 08/06/1966 portant code pénal INJORA 1975 N° 53
III- القوانين والمجلات
1- أمر رقم 66-156 المؤرخ في 18 صفر عام 1386 الموافق ل 08
2- يونيو سنة 1966 يتضمن قانون العقوبات الجزائري.
3- المجلة القضائية الصادرة عن المحكمة العليا، العدد واحد لسنة 1998.
4- المجلة القضائية الصادرة عن المحكمة العليا، العدد الرابع لسنة 1990.
إن انتشار ظاهرة تجارة الجنس في صورها العديدة لدرجة أهدرت قيمة الإنسان جعلنا نغوص في دوامة القضايا المصيرية للمجتمع خاصة بعدما أصبحت طفولتنا محطة لترســب كل الأمراض النفسية و الآفات الاجتماعية ذلك إن جريمة المواقعة والعلاقات الجنسية غـير المشروعة محرمة وممنوعة بقوانين وضعية ليس في حد ذاتها وإنما لأخطارها الصحية والأمراض الناتجة عنــــها (الزهري . السيدا ) هذا في حق البالغ فما بالك في حق شريحة حساسة من المجتمع وهـي القصر الذين لا يملكون مقاومة الإغراءات والتهديدات لإجبارهم وتحريضهم على الفسق وفساد الأخلاق .
ولعل موقف الدين كان أكثر صرامة فالإسلام جاء بقواعد لتنظيم الحياة الإنسانية ومحاربة ظاهرتي الفسق والدعارة مصداقا لقوله تعالى : ( ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردنا تحصنا لتبتغوا عرض الحيواة الدنيا ) كما حذر وتوعد المحرضين على هذه الآفة في قوله : ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين امنوا لهم عذاب اليم في الدنيا و الآخرة والهق يعلم وانتم لا تعلمون ...) سورة النور 19
والإسلام بتحريمه العلاقات الجنسية غير المشروعة ووضعه القصاص لم يتعامل فقط معها كجريمة وقعت ويعاقب مرتكبها وإنما أوضح السبل وبين الطريق لمنعها بالأصل وبتر الداء من جذوره ونص في هذا الإطار على وجوب التقيد بسنة الأنبياء و الرسل وجعل الله عز و جل الزواج من نعمه على عباده حيث قال : ( و خلقنا لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعلنا بينكم مودة و رحمة ) .
وينصب الإسلام إلى أبعد من ذلك في اتقاء الظاهرة و الوقاية منها حين ينص على ضرورة اختيار و انتقاء الأصل الطيب و النسب الحسن و يأمر بالتفريق بين الأبناء في المضاجع ليصد الباب أمام المنافذ التي تؤدي إلى إثارة الأبناء جنسيا و التقيد بستر العورات و غض الأبصار ليسد باب المؤثرات القوية التي تنتهي بالتفكير و التفكير تتبعه حركة و الفعل و هذا ما جاء في قوله تعالى
1
فمن هذا الجانب اتصلت الشريعة الإسلامية بالضمير الإنساني و كانت أحكامها متجاوبة معه هذا الاتصال يجعل المؤمن يحس بأنه في رقابة مستمرة و ما خفي على أعين الناس فلا يخفى على الله مما يجعل الأفراد في وقاية نفسية من الجرائم خشية الله بحكم أنه مطلع على أفعالنا .
أما المشرع الجزائري فقد خصص لجرائم الاعتداء على العرض القسم السادس و السابع من الفصل الثاني من قانون العقوبات الجزائري تحت عنوان الجنايات و الجنح ضد الأسرة و الآداب العامة و تضمن القسم السابع موضوع تحريض القصر على الفسق و الدعارة من خلال المواد من 342 إلى غاية 349 و من التساؤلات التي تشغلنا في هذا الإطار مايلي :
ما مدى حرية الفرد في سلوكياته ؟ و ما هي طرق اجتناب الأفعال المخلة بالآداب العامة ؟ و كيف يكون الاجتناب ؟ هل يكون بالنقاش العلمي الموضوعي أم يكون بالتجاهل والتستر على الجرائم المرتكبة يوميا ؟ ما هو موقف القانون و ما المقصود بتحريض القصر على الفسق و الدعارة ؟ما هو مفهوم الآفتين حسب التشريع الجزائري؟
- ومن ثم يمكننا الوقوف على ما هو المظهر العقابي في قانون العقوبات الجزائري في قسمه الخاص بجرائم تحريض القصر على ممارسة الفسق والدعارة . وتشكل مجمل هذه التساؤلات محاور دراستنا في هذا البحث التي قسمناها إلى فصلين تعرضنا في :
الفصل الأول :
- ماهية جريمة تحريض القصر على الدعارة والفسق .
أما الفصل الثاني فتعرضنا فيه إلى :
- المظهر العقابي في قانون العقوبات الجزائري لجرائم تحريض القصر على ممارسة الدعارة والفسق .
- على أنه قبل ذلك رأينا من الضروري التعرض في المبحث التمهيدي إلى مقدمة عامة حول مشكلتي الدعارة و الفسق عبر مختلف العصور .
2
المبحث التمهيدي : مقدمة عامة حول مشكلتي الفسق والدعارة عبر مختلف العصور :
من أشد الآفات الاجتماعية خطورة وفتكا في كيان المجتمع البشري آفتا الدعارة والفسق ،ولقد ظهرت هذه الآفتين وتفشت في كل بقعة من بقاع العالم القديم والحديث وكافحته الديانات والتشريعات الوضعية والجمعيات الخيرية والإصلاحية وسنت من اجل محاربتها والحد من انتشارهما العلني أو السري قوانين صارمة .وبالرغم من كل ذلك فقد تواجدت هذه الرذائل ومارستها الشعوب على اختلاف أجناسها ومذاهبها، وكانت تزداد انتشارا وتخف أحيانا تبعا للأزمنة والأمكنة كظهور الإسلام الذي حاربها وعمل على علاجها وتظم العلاقات الجنسية بين الأفراد .
المطلب الأول : لمحة تاريخية لمشكلتي الفسق والدعارة:
وهذا نتطرق إلى معرفة ما مرت به أفتى الفسق و الدعارة وما نشأ عنهما من آثار .
الفرع الأول : مشكلتي الفسق و الدعارة في العصور القديمة :
ينفرد البغاء من بين الانحرافات كلها، بأن نظرة المجتمع إليه قد تختلف حسب الأزمنة والأمكنة فبينما نجد القتل والجرح والسرقة جرائم و أفعال محرمة في كل زمان ومكان، باستثناء حالات نادرة، كالقتل في بعض العصور اليونانية القديمة، نجد أن البغاء يتجاوز ذلك من نواح كثيرة، فقد كان في العصور القديمة وفي بعض القبائل البدائية عملا ينطوي على قيم دينية .
وقد انتشر البغاء بشكل لافت في أوروبا في العصور الوسطى وكانت بيوت الدعارة مصدر دخل كبير للحكومات المحلية ولما أخذت الأمراض الزهرية تنتشر كداء وبائي في القرن السادس عشر، بدأت الجهود الجدية في ضبط البغاء .1 فأغلقت بيوت الدعارة في غرب أوروبا ووسطها، فيما بين 1530 و1565 وشددت العقوبة على ممارسة هذه المهنة، وعندما ثبت إخفاق الإجراءات التي كانت متخذة في سبيل القضاء عليها وعلى الأمراض الزهرية الناجمة عنها بدأت مدن كثيرة في تنظيم البغاء، فكانت مدينة برلين مثلا تحتم الفحص الطبي للبغايا مرة كل أسبوعين وهذا ابتداء
1-الدكتورة سامية حسن الساعاتي، الجريمة والمجتمع ،بحوث في علم الاجتماع الجنائي، دار النهضة العربية للطباعة، بيروت، الطبعة 02، 1983، صفحة 171 .
3
من عام 1700، بينما بدأت في باريس في تسجيل البغايا سنة 1875، أما إنجلترا فقد نص قانونها الخاص الصادر سنة 1864 على منع انتشار الأمراض المعدية باللمس وعلى الفحص الطبي الدوري للبغايا اللواتي يقمن في المناطق العسكرية والبحرية . وكذلك نص على حجز المصابات بهذه الأمراض ولكن هذا القانون لم يعمر طويلا، تم إلغاؤه في سنة 1886 وفي سنة 1898 حرم قانون التشرد على الرجال أن يعيشوا على الكسب من الدعارة، وفي أواخر القرن 19 بذلت جهود كبيرة لضبط التجارة الدولية في النساء لأغراض البغاء وبدأ التعاون وتبادل المعلومات عن أولئك الذين يستغلون قوا دين النساء لأغراض غير خلقية .
ويحدثنا التاريخ أن الناس في مصر في عهد الفاطميين، كانوا يخرجون في الأعياد لقضاء شهواتهم الجنسية في أحضان العاهرات، أما في عهد المماليك فيبدوا أن البغاء كان منتشرا إلى درجة جعلت الحاكم يعترف به ويفرض الضرائب على البيوت التي يمارس فيها .
وقد استمر الحال على هذا المنوال حتى جاء الظاهر بيبرس فحارب البغاء وألغى المكوس المفروضة. لكن ذلك لم يدم طويلا، فلقد لاقت الدعارة سوقا رائجة بعد الفتح العثماني بمصر ففرضوا عليها المكوس ووضعوا نظاما خاصا لجبايتها .
وبدخول الفرنسيين مصر سنة 1798 نشطت حركة الدعارة نشاطا ملحوظا وأقام الفرنسيون مساكن خاصة لممارستها، وبدؤوا يستقدمون عاهرات أوروبيات فانتشرت بيوت الدعارة في القاهرة لاستقبال الجنود.1
والذي يمكن أن نستخلصه من هذا العرض التاريخي المقتضب أن البغاء كان مباحا أو بمعنى آخر لم يكن مشكلة في بعض العصور وفي بعض المجتمعات، حتى ظهرت أخطاره الصحية تهدد المجتمع .
1-الدكتورة سامية حسن الساعاتي ، المرجع السابق ، صفحة 173 .
4
فانزعاج الدولة المختلفة لم يكن من ظاهرة البغاء، فهو لم يكن بالنسبة لها مشكلة في حد ذاته بل إن انزعاجها كان من الأمراض الناتجة عنه.1
وترتبط بمشكلة البغاء أيضا تجارة الرقيق الأبيض وإكراه الفتيات على البغاء وخاصة القاصرات اللاتي كن هدفا لاستغلال شائن، يزيده شناعة وقوعه من فئة قوية قادرة على أخرى مستضعفة لا حول لها ولا قوة . ولا يمكن أن يكون لها إرادة في اختبار ممارسة البغاء كمهنة للكسب .2 وقد بدأ التفكير في تصحيح هذه الأوضاع وحماية القاصرات والبالغات من الاستغلال والإكراه، عندما نشطت الحركة الإنسانية أيان القرن 19 وهي حركة غيرت النظرة إلى انحرافات القصر تغييرا جوهريا . وكانت تهدف إلى رعايتهم وحمايتهم وإعفائهم من المسؤولية الكاملة، وإصلاحهم بشتى الطرق لا بتجريمهم وعقابهم على انحرافات كانوا يدفعون إليها دفعا لحاجتهم إلى الحماية والرعاية .وقد تأكد هذا الاتجاه في عصرنا الحديث وظهر بشكل لافت في الجهود الدولية التي تبذل لمحاربة تجارة الرقيق الأبيض وحماية القاصرات من الاستغلال .
وعلى الرغم من ذلك فإن استغلال القاصرات ودفعهن إلى ممارسة الدعارة ظاهرة عادت إلى الظهور في كل الدول المتقدمة والمختلفة على السواء بحيث صارت محط أنظار الباحثين والمهتمين .
الفرع الثاني : الإسلام والبغاء
جاء الإسلام بقواعد لتنظيم الحياة الإنسانية ومن بين صور هذا التنظيم محاربة ظاهرتي الفسق و الدعارة وتنظيم الحياة الإنسانية .
البند الأول : تنظيم الإسلام للعلاقة الجنسية
الإسلام هو دين الفطرة الذي ارتضاه الله عز وجل لعباده. وقد تضمن الأسس الصحيحة للحياة كما أوضح طريق سلوك كل إنسان . ومن الأمور التي اهتم بها هذا الدين، تنظيمه للعلاقات الجنسية بين الذكر و الأنثى، فقد حدد لها الضوابط ووضع لها الأصول وبين ما يصح منها وما لا يصح وأشار إلى ما هو حرام وما هو حلال .
1-2 دكتورة سامية حسن الساعاتي، المرجع السابق، صفحة 174
5
وقد أباح الله تعالى للبشر علاقة جنسية واحدة وهي الزواج وجعل من هذا الأخير أساس تحقيق مقاصد وأهداف الإنسان الكثيرة من بينها إشباع الغريزة والرغبة الجنسية لدى الجنسين مع، حتى لا يشيع الفساد والفحشاء في الأرض . فالزواج سنة الأنبياء والرسل من عهد آدم عليه السلام وجعل الله عز وجل الزواج من نعمه على عباده لقوله تعالى :"يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء"1 ومن آياته للناس "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها" 2
يقر الإسلام على أن أساس الزواج مودة ورحمة متبادلتين بين الزوجين، ومن ثمراته تكوين أسرة وبناء مجتمع مستقر و بالتالي تربية على حسن الخلق وامتداد واستمرار الجنس البشري على الأرض إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها . فرعاية النسل وحفظ الأنساب و المحافظة على كيان الأسرة يكون خير خلف لخير سلف، فإذا ما شاع الفسق وانتشرت الدعارة ضاع النسل وكان في هذه لآفات اعتداء على حد من حدود الله تعالى وعلى النظام الاجتماعي .
إن الإسلام قد جاء بقواعد منظمة لسلوك الفرد والجماعة وجاء بأسس صارمة لمكافحة جميع أنواع الرذائل، هكذا نجده قد نص على عقوبات ووضع الحدود، من هذا القبيل وعلى رأسها تجارة الجسد أو الدعارة، والغاية من هذا التحريم هو أن هذه الأفعال تشكل جريمة في حق الفرد والأسرة والأبناء والمجتمع. قال تعالى: " ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا". 3
البند الثاني: علاج الإسلام لافتي الدعارة والفسق
إن الله تعالى بتحريمه الزنا ووضعه القصاص له لم يتعامل فقط مع الزنا كجريمة وقعت ويعاقب مرتكبها وانما أوضح السبيل وبين الطريق لمنعها بالأصل وبتر الداء من جذوره في حين
1- سورة النساء، الآية(01)
2- سورة الروم، الآية (21)
3- سورة الإسراء(32)
6
يقول الرسول الله صلى الله عليه وسلم "تخيروا لنطفكم فان العرق دساس"، فهذا الأمر واضح للمسلمين لاختيار وانتقاء الأصل الطيب والنسب الحسن اتقاء السوء والفحشاء وحتى يكون يتبعهم الأبناء في الخلق، فعندما يأمرنا الدين الحنيف بالتفريق بين الأبناء في المضاجع عند بلوغ العاشرة، فهنا الإسلام يوصد الباب أما المنافذ التي تؤدي إلى إثارة الأبناء جنسيا في السن التي تبدأ فيها الغريزة الجنسية في النمو والنشاط.
وحين يأمرنا الله عز وجل بالحجاب وستر العورات وغض البصر للرجال والنساء معا فإنه يمنعنا من فتح باب المؤثرات القوية التي تنتهي دائما بالتفكير والتفكير يتبعه الحركة والعمل. هذا ما جاء في قوله تعالى. " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن" 1
وقال تعالى: " والذين هم لفروجهن حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون » 2
فالله سبحانه وتعالى يوجهنا إلى الطريق السليم حتى لا نقع في الخطيئة ومن هنا لا يجب على الإنسان أن يصل إلى مرحلة الصراع بين الغريزة الجنسية التي تدفعها الشهوة إلى المحرمات والتي يسببها النظر إلى العورات وبين عقيدته وإيمانه، فهي الوقاية خير من العلاج.
البند الثالث: العقوبة في الإسلام والضمير الإنساني:
إن الإسلام يمقت الآفتين، وهذا لأن الشريعة الإسلامية تتصل قوانينها بقانون السلوك الإنساني العام فأحكامها تتفق مع قانون الأخلاق والفضيلة وهي تعاقب كل من ارتكب رذيلة من الرذائل وعقابها قسمان: عقاب دنيوي وعقاب أخروي.
إن ما يمكن أن يجري عليه الإثبات من الأعمال الظاهرة غير تجسس وكشف أمره، فيعاقب عليه الشرع في الدنيا، فلكل مرتكب خطيئة مأخوذة بما ارتطب لا محالة ويعاقب على ما ارتكب من خطيئة ثم خطيئة ثم أمره إلى الله يوم القيامة.
1- سورة النور، الآية(من 30 إلى 31)
2- سورة المؤمنون، الآية(5 إلى 7)
7
وهناك ما لا يمكن أن تجري فيه البيانات وليس ظاهرا ولا مكشوفا، فمن لم يأخذ بجريمته في الدنيا لأنه استطاع النجاة من العقاب فان العقاب لاحق به أمام الله سبحانه وتعالى يوم القيامة.
فالله تعالى مطلع على عباده، سرهم وجهرهم، خافيتهم وعلانيتهم وهو سبحانه"يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور".1 فعلى الإنسان أن يذكر ربه في كل تصرفاته حتى حينما يفكر عليه أن يتيقن تمام اليقين أن الله مطلع على أفكاره وعالم بأسراره ومحيط بما هو أخفى من الأسرار في فكر الإنسان.
جاء في قوله تعالى: " الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين". 2
ومن هذا الجانب اتصلت الشريعة الإسلامية بالضمير الإنساني وكانت أحكامها متجاوبة معه، فهذا الاتصال يجعل المؤمن يحس بأنه في رقابة مستمرة ومهما خفي عن أعين الناس فلا يخفى عن الله تعالى، وهذا الاتصال يجعل الأفراد في وقاية نفسية من الجرائم فيقلل من وقعها لخشية من الله والإحساس أن الله تعالى دائما خبير بما يعملون وعليه. فخشية الله تعالى أكثر من خشية الناس وأن الضمير الديني يجعل المسلم مطمئنا راضيا بقضاء الله وقدره.3
إن شريعة الله تعالى لا تتجه إلى الأعراف لتحميها بل تتجه إليها لتصليحها وتقويمها أو تهذيبها وليس فيها ملك يحميه الملك إن ارتكب ظلما أو من تحميه الأوضاع إن ارتكب إثما بل الجميع أمام الله تعالى سواء لأنه هو الحاكم فيها وهو خير الحاكمين وهو القاهر فوق عباده، فلا عزة إلا إذا كانت منه سبحانه ولا فاضل ولا مفضول عند ارتكاب الآثام إنما الفضل في التحلي بالفضائل والأخلاق ومقدار الأخذ بها.4
ونظرا لأن الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي قبل التكليف والإلزام فهو المسؤول عن كل ما ينتج عنه من تصرفات كلما ينتج عنه من تصرفات تخالف أحكام الشريعة المقدسة مصدقا
1- سورة غافر، الآية(19)
2- سورة النور، الآية(02)
3- 4- الغمام محمد أبو زهرة، الجريمة والعقوبة في الفقه الإسلامي، دار الفكر العربي، القاهرة ، ص 93
8
لقوله تعالى " أنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا" 1
واعتبار الإنسان مخلوق ضعيف وجد من يضله عن الطريق ويريه الشر خيرا والخير شرا، فالشيطان هو الذي يزين لكل فرد ما تهوى نفسه ويميل إليه هواه من حب للجنس وتطلع إلى الجاه وحب الاستبداد وميلاً إلى الطغيان والفساد. فالشيطان يفسد بين المؤمنين بكلمة خشنة قاسية والفساد الذي انتشر في العالم فهو من إيحاء الشيطان ووساوسه . أخبرنا به الله قبل أن يقع وينتشر ويستفحل كما حصل في هذا العصر. 2
قال تعالى: " يا بني آدم لا يفتنكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوأتهما" 3
على الرغم من أن البغاء موضع استنكار من الناحية الاجتماعية وعلى الرغم من أنه وصمة في جبين من يمارسه فان الواقع يبت انتشاره في جميع المجتمعات المتحضرة منها والمختلفة، وسواء كان البغاء يمارس بصورة سرية أو بصورة علنية فان وجوده يدل على وجود طلب عليه قائم بالفعل، بل متزايد في كثير من المناطق وفي كثير من الأحيان، من قبل فئات كثيرة من الرجال الذين يبحثون عن ممارسات له بشتى الطرق وينفقون في سبيل ذلك الأموال الكثيرة بشكل يجعل سوق البغاء رائحة دائمة ومغرية للكسب السريع دون بذل مشقة كبرى. ومن ثم نجد ألوانا مختلفة من أساليب التفنن في مراوغة القانون والإفلات من قبضته، الأمر الذي يجعل رجال القانون دائبين في تغييره، لسد الثغرات التي يستطيع المستفيدون من البغاء أن ينفذوا منها الوقوع تحت طائلة القانون.
1. سورة الأحزاب، الآية(72)
2. الدكتور عفيف عبد الفتاح طيارة، مع الأنبياء في الفران الكريم، قصص ودروس وعبر، دار الكتب القانونية، الطبعة 11، 1982، صفحة 19
3. سورة الأعراف، الآية (27)
9
المطلب الثاني: مفهوم البغاء
للوقوف على معنى البغاء، نجد أنفسنا مضطرين إلى التقديم له بهذا الكلام.
الفرع الأول: التعريف العام للبغاء
ليس من اليسير تعريف البغاء تعريفا جامعا وذلك لاعتبارات اجتماعية مخلفة تتعلق أساسا بالمخادعة والمعاشرة الزوجية الغير المشروعة، والشائع تعريف البغاء بأنه ذلك الفعل الذي تقدم فيه الأنثى نفسها للاتصال الجنسي مع الذكور بدون تمييز وبصد الحصول على المال. وظاهر من هذا التعريف أن هناك شرطين أساسيين لتحديد ممارسة البغاء، هذان الشرطان هما عدم التمييز في علاقة الأنثى بالذكر ، الذين يمارسون الاتصال الجنسي بها، وقصد الفائدة المادية من ذلك.
وقد يضاف إلى هذين الشرطين شرط ثالث وهو الاعتياد على فعل الفحشاء ومن أشهر ما عرف به البغاء هو ذلك التعريف الذي وضعه" أبرا هام فلكسر" في دراسته الشاملة للبغاء في أوروبا قبل الحرب العالمية الأولى، فهو يعرف البغاء بأنه " الاتصال الجنسي المرسوم بالمقايضة وعدم التمييز وعدم التجاوب الانفعالي" . وتتفق " جلادس ميري هول" إلي حد كبير مع هافلك الس في تعريف البغي، فهو يعرفها بأنها " أي شخص يجعل مهمة له إشباع شهوات أشخاص مختلفين من الجنس الآخر أو من الجنس نفسه". وتقيم هي دراستها للبغاء على أساس أنه " علاقات جنسية مختلطة مأجورة أو غير مأجورة " وبذلك وسعت نطاق تعريفها للبغايا، بحيث شمل من أسمتهن "الهاويات" اللواتي هن على استعداد لتكوين علاقات جنسية مختلفة نضير هدايا أو ملذات أو حتى الحصول على أي فائدة مادية.
والعنصر المشترك بين كل هذه التعريفات للبغايا والبغي وبين غيرها من التعاريف أيضا هو أن العلاقات الجنسية يجب أن يكون تبادلها في سبيل الحصول على مغنم أو ربح وأن تكون مجردة من التخصيص أو التمييز. 1
1- الدكتورة سامية حسن الساعاتي، المرجع السابق صفحة ،169-176-177
10
ويحصلوا على مبتغاهم عن طريق المعاشرة المختلطة، وفي بعض الأحيان، يكون الحافز إلى مثل هذا السلوك اقتصاديا في أساسه ومن ثم نجد أن الشباب في سن الزواج إما أن يتزوجوا متأخرين جدا أو لا يتزوجون إطلاقا، ومن هنا نجد أن الرجال الذين تبعدهم مقتضيات عملهم أو خدمتهم العسكرية عن زوجاتهم يلجئون إلى البغايا القريبات المنال والمستعدات لإشباع الطلب الناشئ عن فترات الغياب الطويلة.1 وبهذا يؤدي هذا إلى البديل في حياة الشخص.
الفرع الثاني: أسباب أو دوافع ممارسة البغاء
لا يحدث البغاء من غير أسباب، فهو محدد بأسباب ولا يتم إلا بها. ويمكن ذكرها كما يلي:
البند الأول: البغاء والفقر
تنشأ الحاجة الى المال دائما مع العوز، الذي قد تبلغ قسوته درجة تعرض الأنثى أو الأسرة بأكملها من للحرمان الثقيل وما يصاحبه من هوان أليم.
وليس هناك مجال للشك في أن الغالبية العظمى من البغايا يجلبن من الأوساط المحرومة التي يسودها الفقر والمستويات الاقتصادية المنخفضة، فحسب الإحصائيات التي أجريت في السنوات ما بين 1954 الى غاية سنة 1958 فإن فئة البغايا الحقيقية كانت تحتل المركز الثاني من حيث الترتيب الحجمي بعد فئة خادمات المنازل والطاهيات .
وهذه هي الحال أيضا فيما يتعلق بأولئك اللواتي يمارسن عادة أعمالا منخفضة الأجور في الدول الأجنبية مثل خادمات المطاعم وفتيات المصاعد وفتيات الحانات وعلى ذلك فليس من الخطأ أن يقال أن أعمال النساء المنخفضة هي أعظم مصدر لتوريد البغايا، لأن الشابات يستطعن بسهولة أن يكسبن عن طريق الاتجار بأجسادهن أكثر مما يستطعن كسبه عن طريق العمل في المحلات والمصانع أو في الخدمة في المنازل . وقد قالت بغي ذات مرة لأحد الباحثين الاجتماعية :
لقد ظللت أعمل في المصنع خمس سنوات فبل أن أدرك أني كنت أمتلك ثروة طوال الوقت .
إلا أنه يجب أن يلاحظ أن الفقر نسبي بمعنى أن أولئك اللاتي يتقاضين أجورا منخفضة، قد يشعرن بالحرمان لو عجزن عن ارتداء ملابس فاخرة وملابس داخلية غالية، أو عن استخدام وسائل التجميل الحديثة الغالية الثمن أو الاستمتاع بوسائل لهو معينة.1 1- الدكتورة سامية حسن الساعاتي، المرجع السابق صفحة 179 – 180 .
11
البند الثاني : البغاء والنمو الاقتصادي
المقصود بالنمو الاقتصادي هو عملية زيادة الدخل بطرق وأساليب ترفع مستوى الإنتاج في المجالات الزراعية والصناعية والتجارية وغيرها وسعيا إلى تحقيق هذه النتيجة يجري تقديم خدمات مختلفة اجتماعية وثقافية وصحية وترفيهية ....الخ . بقصد زيادة الكفاءة الإنتاجية البشرية وعلى ذلك فإن هناك في الدول السريعة النمو زيادة ملحوظة في الدخل مع توفر فرص كثيرة للعمل ليس للرجال فقط وإنما للنساء اللاتي تحقق لهن خلال فترة قصيرة قدر كبير من المساواة بالرجال فيما يتعلق بالتعليم وكسب الرزق عن طريق العمل في مختلف الميادين والتمتع بقدر كبير من الحرية .
والتصنيع عامل رئيسي في التنمية الاقتصادية السريعة حيث يؤدي التصنيع بالتعاون مع عوامل أخرى كامنة في عملية التغيير السريع إلى انتشار النمط الحضري للمجتمع . إن النمو السريع للمدن يزيد من مشكلاتها الاجتماعية وحدتها ومن العرض والطلب في سوق المتعة الجنسية يضاف إلى ذلك أن لا مركزية الصناعة وتوزيع المنشآت في البلاد الأصغر حجما والمناطق الريفية للتخفيف من وطأة الازدحام والنتائج الملازمة له في المناطق الحضرية المفرطة النمو قد أدت بدورها إلى ظهور البغاء وطلب المتعة الجنسية في مناطق كان مجهولا فيها نسبيا أو تماما من قبل .
فالمدن التي أنشأت اصطناعيا بسكانها الذين يتألقون في أغلبهم من الذكور والأجور المنخفضة وندرة الأعمال المتاحة للنساء والافتقار إلى وسائل التسلية وقضاء وقت الفراغ بالإضافة إلى القهر الاجتماعي والسياسي، الذي لا يستطيع الإفريقي منه فرارا في اتحاد جنوب إفريقيا اليوم، كل هذه العوامل قد تضافرت لتنتج مجتمعا لا يزيد فيه البغاء عن مجرد مظهر واحد من المظاهر العديدة التي تصور الأمراض والفوضى الاجتماعية العميقة الجذور التي تميز جنوب إفريقيا في عصرنا هذا .
1- الدكتورة سامية حسن الساعاتي، المرجع السابق صفحة 183 – 181 .
12
وليس يخفى أن تأخير الزواج من الظواهر التي تميز النمو الاقتصادي السريع إذ يؤجل كل من الذكور والإناث زواجهم بالضرورة، لأنهم ينفقون سنين شبابهم المبكرة في التدريب على الوظائف والمهن التي تضمن لهم الأشغال بها، حياة طيبة .
وهذا العامل بالإضافة إلى العوامل الأخرى مثل استقلال النساء اقتصاديا وحرية اختلاط الجنسين وفكرة 'الكبت الجنسي" والاهتمام الشديد بالخبرة الجنسية، كل هذا يفسر وجود العلاقات الجنسية المؤقتة والمتعددة التي تنتشر بين الجنسين على النطاق واسع .1
1- الدكتورة سامية حسن الساعاتي، المرجع السابق صفحة 183 – 181 .
13
الفصل الأول: ماهية جريمة تحريض القصر على ممارسة الفسق والدعارة:
نعني بجرائم التحريض على الفسق والدعارة تلك التصرفات والأفعال والأقوال التي يقوم بها شخص ما وتلك الوسائل التي يستعملها مع شخص آخر ذكرا أو أنثى بقصد التأثير عليه واقتناع من أجل دفعه إلى تعاطي الدعارة وممارسة أعمال الفسق وإفساد الأخلاق .ولقد ورد النص على هذه الجرائم في الفقرة 01 من المادة 342 قانون العقوبات والفقرة الأولى من المادة 343 وفي المادة 347 من نفس القانون.
المبحث الأول:الأساس القانوني لمفاهيم الفسق و الدعارة:
عن الحديث عن الأساس القانوني لمفاهيم الفسق والدعارة يقتضي منا الحديث ولو بإنجاز عن مبدأ أساسي وهام جدا ولا بد على أي دولة من رعايته وتحقيقه والذي هو العدالة التي هي بدورها مركز الثقل الذي يحكم جميع المجتمعات ، فهي القطب الذي يدور حوله العالم السياسي وهي المبدأ والقاعدة في كل المبادرات ، فلا توجد علاقة ما بين الأفراد إلا وتحصل بموجب القانون والذي يكون وفق العدالة.
فالعدالة ليست من عمل القانون بل العكس من ذلك أن القانون هو مجرد تصريح وتطبيق للعدل في كل الظروف التي يكون فيها الأفراد في علاقة ذات مصالح فإذا كانت فكرة العدل التي بنيناها ناقصة أو خاطئة فبالضروري تكون جميع تشريعاتنا فاشلة وبالتالي يتولد عن ذلك ألم اجتماعي بسبب عدم تحقيقنا للعدالة. 1
المطلب الأول: مفهوم الآفتين ومدى ارتباطهما بفكرة الآداب العامة:
إن فكرة الآداب العامة شأنها شأن النظام العام، تعتبر من الأفكار المرنة والتي لا يمكن وضع لها تعريف جامع ومانع كون أن هذه الفكرة تختلف من دولة إلى أخرى كما أنها تختلف بداخل الدولة من منطقة إلى أخرى وهي تتغير من مرحلة إلى أخرى، فالسلوكيات والمظاهر التي تعتبر من قبيل الأفعال المباحة في فرنسا أو إيطاليا لا تعتبر مخالفة للآداب العامة في هذه الدول ولكنها تعتبر مخالفة للآداب في الجزائر أو سوريا، كون أن هذه الفكرة تتحكم فيها عدة عوامل وضوابط حضارية وبيئية ودينية خاصة بكل بلد وبكل نظام قانوني.
1- الدكتور عبد العزيز سعد، الجرائم الأخلاقية في قانون العقوبات الجزائري، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع 1 ، الجزائر، طبعة 1982، صفحة09
14
الفرع الأول:تعريف الفسق
الفسق هو كل سلوك جنسي يخالف الآداب العامة سواء كان هذا السلوك متمثلا في المواقعة الجنسية الكاملة أو الناقضة التي تتفق مع الطبيعة أو السلوك الشاذ الذي يخرج عن العادي والمألوف.
فلفظ فسق لفظ عام يتسع لكل الأعمال الشهوانية أو المخالفة للآداب.
ففسق المرأة يستطيل إلى الانهماك في اللذة غير المشروعة بتكرار الاتصال الجنسي غير المشروع، سواء كانت متزوجة أو لا، و يدخل في ذلك المساس بعرضها من رجل أو امرأة أخرى.
أما فسق الرجل، فيشمل مواقعة النساء واللواط مع الرجال، بل إفساد الأخلاق كإرسال الرجل ابنته أو زوجه لمخالطة الرجال ولو لم يصل الأمر إلى حد الاتصال الجنسي، وبصفة عامة، فان لفظ فسق أعم وأشمل من لفظ البغاء، إذ يتسع الأول لكل أعمال الفحشاء والأعمال المخالفة للآداب الجنسية بينما يقصر الثاني على حالات خاصة من حالات الفسق والتي تصطحب بشروط معنية.1
الفرع الثاني : مفهوم الدعارة
لم يضع المشرع الجزائري تعريفا للدعارة والبغاء رغم أننا نجدهما مذكوران في عنوان تحريض القصر على الفسق والدعارة والذي تضمه المواد المتسلسلة من 324 إلى 349 من قانون العقوبات. لم يشترط أي شرط في تعريف الدعارة كما أنه لم ينسبها إلى المرأة دون الرجل وترك أمر كل هذا للقواعد العامة للعرف والى الفقهاء وأحكام المحاكم.
لهذا ارتأينا في هذا النوع إلى تعريف للدعارة كما حددته اللغة وكما هو في القوانين الوضعية المختلفة والأسباب التي أدت إلى انتشارها، وفي الأخير نعرض الفرق بينها وبين الفسق.
البند الأول:تعريف الدعارة
أولا في اللغة:
هو الاتصال الجنسي غير المشروع، يقال بغت المرأة تبغي فهي البغي.
وجاء في أقرب الموارد: بغت الأمة أي زنت، وبغت الأمة مباغاة وبغاء مثل بغاء مثل بغت والبغي الأمة أو الحرة الفاجرة، جميعها بغايا.
1- الدكتور عبد الحكيم فوده، الجرائم الجنسية في ضوء الفقه وقضاء النقض، مكتبة ومطبعة الإشعاع للطباعة والنشر والتوزيع، 1997، صفحة 14،13
15
والعاهرة هي الفسق والفجور، فالمرأة عاهر أو عاهرة والرجل الذي يفسق بمها عاهر كذلك.
وجاء في أقرب الموارد:عهرا – يفتح العين وتسكين الهاء أو بكسر العين وتسكين الهاء أو بفتح العين والهاء – وعاهرة أداؤها للفجور فهو عاهر.
والفجر أو الفجور هو الفسق أو الفسوق، فالرجل فاجر أو فاسق والمرأة فاجرة أو فاسقة.
يقال فجر الرجل فجرا وفجورا: انبعث في المعاصي وزناً وفسق، وفاجر المرأة مفاجرة وفجارا.
هذه المعاني التي وضعتها اللغة لألفاظ مختلفة تكاد تتقارب حتى ليشعر الإنسان بأن اللفظ الواحد منها قد يغني عن بقية الألفاظ.
وقد سلكت القوانين الوضعية مسلكا يقارب مسلك اللغة، فلم تحد هذه القوانين في مراحلها المختلفة حدودا لهذه الألفاظ يتميز بها البعض عن البعض الآخر، لذلك كان لزاما علينا أن نحاول إيجاد مثل هذا التمييز، حتى يكون لكل لفظ معناه حين نذكره مستندين في ذلك إلى اللغة ذاتها والى قصد القانون.
ثانيا: في القوانين الوضعية
رغم مرور القرون الطويلة على التعريف الروماني للدعارة، فقد ظلت عناصره كلها أو بعضها أساسا لتعريف البغاء في معظم التشريعات الحديثة وتكاد تنقسم هذه التشريعات بصدد تعريف الدعارة ألي أربعة أنواع رئيسية وهي:
• وجود الدعارة يستلزم تحقيق شهوة للغير مقابل أجرة.ففي قانون أستراليا، يعرفه بأنه العمل أو التجارة التي تتخذها المرأة في تسخير نفسها للرجال قصد الكسب.
وفي القانون اللبناني يعرف بأنه مهنة المرأة التي يشتهر عنها تقديم جسدها لقاء المال سواء كان ذلك سرا أو علنا.
وبناء على هذه التعاريف التي تجعل من الفعل الجنسي دعارة إذا وقع على وجه من الوجوه ومقابل الأجر تكون الدعارة هي الصورة التي تخرج فيها الغريزة عن هدفها الأصيل وهو حفظ النوع والنفس وصرفها إلى غرض آخر فتتعرض الحياة للتفكك والانحلال إرضاء لغريزة الجنس.
يستلزم منها وجود العمومية أي عدم التميز لتعريف الدعارة، ويقصد بالعمومية أن يقدم الشخص نفسه لإرضاء شهوات الناس عموما، أي دون أن يقصر ذلك على أشخاص معنيين.
فاللوائح المحلية في إندونيسيا تعرف مرتكب الدعارة بأنه كل شخص ذكر أو أم أنثى، يباشر الزنا أو الأفعال الفاضحة مع عموم الناس.
16
ويقصد بعمومية المرأة أو ارتكابها الفحشاء مع عموم الناس قابلتها تقديم نفسها لكل طالب أو لكل قادم. ويقصد بعبارة عدم التميز أن المرأة تعتبر بغيا إذا سعت لإرضاء شهواتها الجنسية مع كل من هيأته الظروف لها دون أن يستند اختيارها له إلى أي عاطفة سواء استغلت أو لم تستغل سلوكها في الحصول على أجر منه.
• من القوانين التي تجمع بين شطري الأجر وعدم التميز لتعريف الدعارة، كالبغي طبقا لحكم مشهور للقضاء على الإنجليزي هي المرأة التي تعرض نفسها لعموم الناس ابتغاء الفسق نظير أجر.
وطبقا للقانون البيبريا يعرفه أنه فسق المرأة مع عموم الناس بقصد الكسب.1
• من القوانين التي تعرف الداعرة دون اشتراط الأجر أو العمومية:
في دومينيكا عرفته بأنه فعل المرأة التي تتخذ نفسها بطريقة ظاهرة مباشرة الفحشاء بدافع المصلحة أو بدافع فساد الأخلاق.
وطبقا للتعريف الروماني للبغاء لم يكن ينسب البغاء إلا للمرأة، وقد استمر هذا المعنى سائدا حتى بداية القرن العشرين حيث بدأ البغاء ينسب إلى الذكر كما ينسب إلى الأنثى. ومعظم التشريعات ولا سيما الحديثة منها ينسب الدعارة إلى الجنسين معا مثل قوانين ولاية أوهايو وباكستان واليونان وهولندا وبلجيكا...........
ونحن نرى بأن تعرف الدعارة إلى أنها استخدام الجسم إرضاء لشهوات الغير مباشرة نظير أجر أو بغير أجر.2
البند الثاني: الفرق بين الدعارة والفسق
إن الدعارة طبقا للقضاء الفرنسي هي استخدام الجسم في إرضاء شهوات الناس الجنسية بقصد الحصول على أجر، فإذا انعدم هذا القصد فلا يكون الفعل دعارة، إنما يكون فسق.
1 - 2 الدكتور عبد الحكم فوده، المرجع السابق، صفحة 17،16
17
يقول غارسون: ان القانون لم يعرف كلمة الفسق ويرى أنها تتسع لكل الأعمال الشهوانية المخالفة للاداب.
ويرى الفقه اليوناني أن الفسق La debauche هو كل وسائل الاستمتاع الجنسي في غير المتزوجين. أما محكمة النقض الاتحادية السويسرية فترى أن الفسق ليس هو فقط المواقعة الجنسية بين المتزوجين أو الاتصال الجنسي المخالف للطبيعة ولكنه أيضا كل فعل يتعدى حدود الاداب الجنسية.
وتقول محكمة النقض المصرية أن مدلول كلمتي الفجور والفسق ليس قاصرا على اللذة الجسمانية بل يشتمل أيضا افساد الأخلاق بأي طريقة كانت كارسال والد ابنته للرقص في المحلات والملاهي أو لمجالسة الرجال والتحدث اليهم في محل معد للدعارة أو غير ذلك من طرق افساد الأخلاق.1
الفرع الثالث: ارتباط الافتين بالاداب العامة
إن فكرة الآداب العامة تمثل مجموع الأسس الأخلاقية والدينية والاجتماعية والأعراف والتقاليد المستقرة في مفهوم الجماعة والتي يرى الناس أنها واجبة الاتباع في علاقاتهم، ولا يمكن الخروج عنها ومخالفتها بالاتفاق الخاص، لذلك قيل أن العنصر المعنوي لفكرة النظام العام وقوامه الرئيسي هو المحافظة على الآداب والأخلاق العامة والتقاليد والعادات المرعية. وعلى هذا المنوال سار التشريع الجزائري من خلال جعله لفكرة الآداب العامة والأخلاق العامة لعنصر معنوي من عناصر النظام العام.2 ويترتب عن ذلك تدخل السلطات في الحد والتقييد من ممارسة الحريات وحقوق المواطن بالقدر اللازم فقط للمحافظة على الآداب العامة.
لقد تدخل المشرع بتجريم الأفعال الماسة بالآداب والأخلاق، وهذا بنص قانوني يفرض عقابا معينا على من يأتي فعلا ماديا محددا، وهذا التدخل يمكن تبريره بمعيار الرغبة في تهذيب الشخص بإلزامه باحترام شكل معين للكرامة أو المحافظة على الأخلاق.3
1 لدكتور محمد رشا متولي،جرائم الاعتداء على العرض في قانون العقوبات الجزائري والمقارن، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، طبعة2، 1989 ،ص 200
2 لدكتور عبد الحكم فودة، المرجع السابق، صفحة 401
3 الدكتور أحمد أمين، شرح قانون العقوبات الأهلي، القسم الخاص، دار النهضة العربية، سنة 1923 صفحة 436،435
18
إن فكرة الآداب العامة تمثل الحضارة التي توصلت إليها الدولة، أما الفكرة الجنائية للآداب العامة في قانون العقوبات فهي على ارتباط وطيد بأحكام وأسس الشريعة الإسلامية السمحاء ومن هنا نجد المشرع الجزائري سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، يعتمد أساس فيما يخص الجرائم الأخلاقية على ما يعد من المبادئ الأساسية التي جاء بها الإسلام. وهكذا نجده قد اعتبر الزنا من الطرفين جريمة يعاقب عليها القانون بالاستناد إلى الدين الإسلامي الذي اعتبرها من الكبائر.1
لقد شدد المشرع الجزائري العقوبة وذلك من دون الوقوع في الخطأ احتواء القاعدة الأدبية للقانون الجنائي. انه مدرك تماما للتعلق والاحترام الذي يوليه مجتمعنا للقيم الأدبية الجنسية، وربما هذا هو السبب الدافع للتعديلات التشريعية التي أحدثها المشرع في هذا المجال والتي كانت أكثر شدة وصرامة. فتجسيد شدة العقوبة في القانون الجنائي يتجلى في رفع سن القصور الجنائي إلى (16) ستة عشر سنة بموجب تعديل سنة 1975 بخصوص جرائم الفعل المخل بالحياء في المواد 334و 335 فقرة 02 وكذا هتك العرض بموجب نص المادة 342 فقرة 01 من قانون العقوبات وبالتالي وجدنا أن جل التعديلات قد عمدت إلى تشديد العقوبة ورفع مبلغ الغرامة.
وهكذا وجدنا أن المشرع الجزائري قد أعطى لفكرة الآداب العامة في الجانب الجزائي ميزة التشديد وتغليط العقوبات، الكل من أجل ضمان توازن واستقرار المجتمع من حيث الأخلاق وكذلك الآداب ولم لا تحقيق الانضباط السلوكي في مجال العلاقات الجنسية.2
المطلب الثاني: الفسق و الدعارة ما بين التجريم والإباحة
إذا كان التشريع الجنائي لم يعتمد إلى تجريم أفعال الفسق و الدعارة ، فان ذلك يرجع إلى عدة عوامل ومقاييس تأثر بها المشرع الجزائري وهذا بالنظر إلى التحولات الحضارية التي يشهدها المجتمع الجزائري، ومنها كذلك تأثر قانون العقوبات الجزائري وفي كثير من الأحيان بأحكام الشريعة الإسلامية، إلا أن ذلك لا يظهر بخصوص تعامله مع الدعارة والفسق. فإذا انعقد الإجماع على أن الدعارة والفسق يشكلان آفات اجتماعية خطيرة فهي من
1 نص المادة 339 قانون رقم 82-04 المؤرخ في 13/02/1982، والمتضمن تعديل قانون العقوبات الجزائري.
2-Mr CHOUKI Kalafat, rapport sur le thème de recherche : la protection pénale de la famille contre les atteintes à la moralité sexuelle, décembre 1989 Université ABOU BAKR BELKAID Tlemcen
19
جهة تؤدي إلى انتشار الأمراض الزهرية وقد تؤدي كذلك إلى ارتفاع نسبة الاعتداءات الجنسية وتعمل على إفساد الأخلاق لدى الشباب، ومن الناحية الأدبية، فهي مرفوضة من قبل المجتمع إلا أن التحليل الدقيق والمعمق يؤدي إلى القول بأن هذا الإجماع لا يحمل إلا نتائج نسبية، ففي الولايات المتحدة نجد أن الدعارة خاضعة لقوانين صارمة ومانعة لمثل هذه الحرفة ووجد كذلك ارتفاع متزايد في نسبة انتشار الأمراض الزهرية بينما في المكسيك وجد أن هذا المرض يقل عما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية والسبب هو شرعية الدعارة.
الفرع الأول: موقف المشرع الجزائري من مفاهيم الفسق و الدعارة
أن الأمر الذي يثير دهشة رجل القانون وبالخصوص المختصين في القانون الجنائي هو أن الجزائر تعتبر من الدول القليلة في العالم الإسلامي التي تعترف بالدعارة في بعض الولايات ولا تعترف بها في ولايات أخرى وتجعلها بطريقة غير مباشرة من الحريات الفردية لدى المجتمع الجزائري. وهكذا وجدنا الدعارة في ولاية وهران، سيدي بلعباس منظمة بموجب قوانين محلية تنظيمية ووجدناها في ولايات أخرى كتلمسان و بجاية وحتى في بعض القرى في القبائل.
وهذا الاختلاف هو الذي يطرح أكثر من سؤال على الطريقة والسياسة الجنائية التي اعتمد عليها التشريع الجنائي الجزائري. ومن جهة أخرى وبالرجوع إلى قانون العقوبات الجزائري نجده لم يجرم الدعارة ولا الفسق ولكنه حاول تضييق الخناق عليهما من خلال تجريمه للإغراء العلني بموجب نص المادة 347 من قانون العقوبات الجزائري، وهو النص الذي يثير جدالا قانونيا حساسا من حيث حماية الحريات الفردية من جهة ثانية الدفاع عن المصالح الجماعية للمجتمع من خلال ضرورة حماية الحريات الجماعية.1
1 الدكتور عبد العزيز سعد، المرجع السابق صفحة 12
20
الفرع الثاني: موقف القضاء الجزائري من مفاهيم الفسق و الدعارة
إن القضاء الذي يقع على عاتقه مسؤولية تطبيق القاعدة القانونية لم يكن بوسعه التعرض إلى الدعارة واعطائها تعريفا جامعا كون أن هذه الأخيرة غير مجرمة بموجب قانون العقوبات، ولكن هذا لم يمنع القضاء من التعرض لها وهذا بطريقة غير مباشرة من أجل الوصول إلى إضفاء الصبغة الإجرامية على بعض السلوكيات التي طالما عدها القضاء من قبيل الأفعال المخالفة للآداب العامة. ومن هنا لعب القضاء الجزائري دورا كبيرا في مجال الجرائم الأخلاقية وشهد مواقف مختلفة ما بين مواقف شجاعة وأخرى سلبية، الكل من أجل الوقوف على واجب الوصول إلى حقيقة نية المشرع الجزائري في تجريمه لبعض السلوكات جنسية أخرى.
ومن هنا كانت مواقف القضاء الجزائري بشأن جرائم الإغراء وجرائم إنشاء محلات الدعارة وجرائم الفعل بالحياء هي السند والنموذج الذي من خلاله يمكن الوقوف على الدور الذي يقوم به القضاء في مجال الحد من آفة الفسق و آفة الدعارة.ووجدنا من الناحية العملية أن قضاة الموضوع يركزون على عنصر الرضا والسن والاعتياد والعلنية من أجل إعطاء السلوك الطابع الإجرامي الذي هو منصوص عليه في قانون العقوبات الجزائري، وعليه فإننا وجدنا أن القضاء الجزائري استقر على أن ممارسة علاقات جنسية من قبل أشخاص لهم الأهلية الكاملة، ومتى كانت هذه العلاقة قد تمت برضا الطرفين وبدون استعمال العنف1 فإنها لا تشكل أية جريمة من منظور قانون العقوبات الجزائري، وعليه فان القضاء الجزائري قد وقف على إرادة المشرع بشأن حرية ممارسة العلاقات الجنسية. ولكن عند وقوع هذه الأفعال علنية أو ارتكابها ضد قصر أو باستعمال العنف والتهديد، هذا يصبح تطبيق القاعدة القانونية أمرا واجبا وحتميا وهذا لحماية أدب الشارع والمجتمع من الوقوع في الفساد والخراب الخلقي. هكذا وجدنا عدة قرارات صادرة على أعلى هيئة قضائية في البلاد تحث وتلزم ضرورة ذكر
1- غرفة الجنح والمخالفات، قرار رقم 127512، الصادر بتاريخ 25/02/1975 م ق، العدد 1 لسنة 1998 صفحة 215.
21
جميع العناصر القانونية والمادية التي تشكل أركان الجرائم الأخلاقية من أجل تمكين هذه الجهة من ممارسة رقابتها على مشروعية القرارات.
إذا نجد أن القضاء الجزائري استقر على أن القرارات التي لا تكون مسببة بما فيه الكفاية، فإنها تكون مشوبة بالقصور في التسبب وانعدام الأساس القانوني.
جنحة الإغراء أولا تشير إلى وقوع الاتصال الجنسي ما بين طرفي الدعوى وينتج عن هذه العلاقة مولد، فان هذا السلوك يدل على رضا الطرفين وبالتالي انتفاء جنحة الإغراء المعاقب عليها بموجب نص المادة 347 من قانون العقوبات الجزائري. هكذا أكد القضاء الجزائري بخصوص جريمة الإغراء، وأن هذه الجريمة لا يمكن أن تتجسد في حالة عدم وجود الأركان الموضوعية القصدية المنصوص عليها والمستخلصة من سلوك المتهم والتي تكون نتيجتها الفسق المرتكب علنا أو في مكان علني بصورة مخلة بالحياء العام وبالتالي، فإن إدانة متهم بجنحة الإغراء على أركان ذاتية يعتبر مجحفا بحقوقه كون أن نص المادة 347 من قانون العقوبات الجزائري تفترض :
- دعوى مرسلة لأي شخص بقصد ممارسة علاقات جنسية غير شرعية
- دعوى الإشارة أو الأقوال أو بأية وسيلة أخرى
- العلنية
- أن يرتكب الإغراء بقصد التحريض على الفسق
فعبر هذه الجريمة لا ينوي القانون حماية الأشخاص، بل خاصة حماية أدب الشارع والأماكن العمومية بمعنى أنه يجب اعتبار الإغراء كفعل أو تصرف لا لبس فيه مرتكب علنا أو في مكان مفتوح للجمهور كفيل بالمساس بالحياء العام.1
1- القرار رقم 127412 السابق الإشارة إليه، صفحة 215
22
المبحث الثاني: ماهية التحريض على ممارسة الفسق و الدعارة
إذا كان المشرع الجزائري لم يستعمل مصطلح أو عبارة التحريض في نص المادة 343 من قانون العقوبات الجزائري كما فعل في نص المادة 342 من نفس القانون على أنه أوردها في عنوان القسم السابع الخاص بهذه المجموعة من الجرائم، بل أورد بدلا منها عبارات المساعدة، المحاولة أو الإغراء مما يجعلها نعتقد بأن هذه العبارات ليست إلا صور التحريض ذاته، وبالتالي فان أي شخص يسهل ويشجع على ممارسة الدعارة أو يستعمل دعارة الغير يعتبر تحريضا على ممارستها ويعرض نفسه إلى العقوبات المقررة في نفس المادة 343 من قانون العقوبات الجزائري.
المطلب الأول : مفهوم التحريض على الدعارة
ومن أجل معرفة خصوصيات هذه الجريمة من جميع النواحي، خصصنا هذا المطلب والذي يحتوي على تعريف التحريض وصوره وأخيرا قيام التحريض.
الفرع الأول: تعريف التحريض على الفسق و الدعارة
يقصد بالتحريض على الفسق والدعارة دفع المجني عليه إلى ارتكاب الرذيلة لدى الغير أي الداعرة والتي لم تكن موجودة لديه قبل التحريض، والأصل أن التحريض كوسيلة للمساهمة التبعية لا يعاقب القانون عليها إلا إذا أفضى إلى وقوع الجريمة أي أن القانون لا يعاقب عليه لذاته و إنما يعاقب عليه بالنظر إلى تأثيره المفضي إلى وقوع الجريمة، ولكن القانون اعتبر التحريض جريمة قائمة بذاتها في جريمة التحريض على الدعارة وذلك بغض النظر عن تحقيق النتيجة أو عدم تحقيقها وهي ممارسة الدعارة. ذلك أن ممارسة هذه الحرفة ليست سوى نتيجة لهذه الجريمة وليست عنصرا فيها ولا يقوم التحريض إلا في حق من يحرض غيره على ممارسة الدعارة مع الناس، ولذلك فانه لا يقع من الأنثى التي تقدم نفسها للغير و إنما تقع ممن يحرض غيره على ذلك أو يسهل لها ذلك الفعل، ونظرا لأن التحريض على الدعارة يتجرد في أغلب حالاته من مظهر تلمسه الحواس، لذلك فانه يجوز إثباته بكافة طرق الإثبات ويجوز الاستناد إلى وقائع لاحقة على الجريمة لاستخلاص الدليل عليه ومناط ذلك أن تكون أدلة الإثبات
أن تكون أدلة الإثبات منصبة على واقعة التحريض ذاتها وأن يكون الدليل المستخلص منها
ائغا لا يتنافى مع العقل أو القانون. ويعتبر تقدير قيام التحريض على الدعارة من المسائل الموضوعية التي يترك تقديرها لقاضي الموضوع، وتطبيقا لذلك، فقد قضى بأنه لما كان
23
القانون لم يبين ما هو المراد من كلمة التحريض، فان تقدير قيام التحريض أو عدم قيامه في الظروف التي وقع فيها يعد مسألة تتعلق بالوقائع تفصل فيها محكمة الموضوع بغير معقب، ويكفي أن يثبت الحكم تحقق التحريض ولا عليه أن يبين الأركان المكونة له.1
الفرع الثاني: الفرق بين التحريض والتحرش الجنسي وعدم الربط بينهما
سبق أن انتهينا إلى أن التحريض على الفجور أو الدعارة يقصد به التأثير في نفس المجني عليه وصولا إلى إقناعه بارتكاب الدعارة أو الفجور وذلك باستعمال كافة الطرق من تحقيق وقوع هذه الجريمة لا لغرض المحرض بل لغرض غيره. ومن هنا فان التحرش الجنسي، وهو أن الجاني يقوم بالفعل لنفسه ولإشباع رغباته.
وبعد اتصالنا بمصالح الشرطة وجدنا لديهم قضية أخذت على أساس أنها تحريض على الفسق و الدعارة ، وبعد التكييف ثبت عكس ذلك.
فقد جاء في القضية :
) أن الفتاة التي لم تبلغ من العمر 17 سنة تم هتك عرضها من طرف حمى أمها والذي قام بفض بكارتها، وذلك نشأ عن علاقة غرامية، ونتج عن هذه العلاقة طفل حيث قامت الفتاة بإنجابه في بيت عجوز أمها وبعد ولادة الطفل قتل عمدا وهذا بعد وضعه في كيس بلاستيكي. (
كيفت القضية على أنها جريمة تحريض قاصرة على الفسق، ومن ثم جاء ما يلي: « يكفي لرد هذا التكييف واثبات عدم وجود هذه الجريمة في القضية المطروحة أمامنا أن نستدل باجتهاد المحكمة العليا في الملفان:
1- جنائي 27/10/1987 ملف رقم 43267
2- جنائي 15/05/1990 ملف رقم 450
فمن هنا يشترط أن يقوم المحرض بالفعل لغيره لا لنفسه، ومادام الجاني في قضية الحال قام بالفعل لنفسه لإشباع رغباته وهذا لأنه بالممارسة الجنسية على الضحية ولم يقدمها لشخص آخر،
1- الدكتور أحمد فتحي سرور، الوسيط في قانون العقوبات، القسم الخاص، دار النهضة العربية، القاهرة، طبعة05، 199، ص 532.
24
حيث أن الضحية كانت راضية بممارسة العلاقة الجنسية وعمرها يفوق 16 سنة من العمر، فهي في هذه الحالة قاصرة مميزة. فحتى على فرض ثبوت الأفعال بالكيفية المشار إليها، فإنها لا تكفي لقيام الجريمة المنصوص عليها في المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري.
وفي اجتهاد آخر في : جنائي 02/02/1982 رقم 72، قالت: مادام الضحية أقامت مع الجاني علاقة جنسية برضاها فان أركان الجريمة المنصوص عليها في المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري التي تشترط أن يكون الجاني قد حرضها للفسق مع الأسر لم تتوفر في الدعوى الراهنة.
نعتقد أن الاجتهاديين يطبقان تماما على قضية أمن ولاية غليزان والشيء المؤسف أن التحريض على الفسق يكون لفائدة الغير لا للذات أمر معروف حتى لدى العامة وعليه فالوقوع في الخطأ من طرف ضابط الشرطة القضائية يعتبر أمرا غير مقبول تماما.
وحسب الإحصائيات التي قامت بها فرقة حماية الطفولة لأمن ولاية تلمسان لسنة 2005، فان الإحصائيات كانت تتمثل في حالتين(02) من الذكور وحالتين(02) من الإناث، وهذا لحد الساعة.1
الفرع الثالث: صور التحريض على الفسق و الدعارة
ملاحظ : في قانون العقوبات الجزائري أن المشرع الجزائري لم يحدد لنا الوسائل التي يقع بها التحريض على الدعارة، ولذلك فقد يقع بالقول أو بالفعل.
البند الأول: التحريض بالقول
إن التحريض على الدعارة بالقول قد يكون بالقول الذي يتضمن إغراء بهدية أو وعد أو وعيد أو مخادعة من أجل حمل المجني عليه على ممارسة الدعارة ويمكن أن يكون القول مجردا أو مصحوبا بإغراء، فالقول هو وسيلة من وسائل التأثير على الإرادة بحيث يدفع المجني عليه إلى الاتجاه إلى ممارسة الدعارة و وهنا تجب الإشارة إلى أنه لا يجب أن يكتفي قاضي
1- دراسة ميدانية، فرقة حماية الطفولة بتاريخ 28/03/2005 على الساعة 10:50 صباحا، مع السيد مفتش الشرطة لأمن تلمسان .
25
الموضوع بسلوك الجاني عند تقدير توفر الركن المادي للتحريض، بل يقدر أيضا حالة المجني عليه وقت التحريض ومدى تأثير ذلك عليه، وما إذا كان ذكرا أو أنثى، صغيرا أو متقدما في السن، دون اشتراط تحقق نتيجة بالفعل من جراء التحريض، فالتأثيم على النشاط مجردا عن نتيجة ولكن يشترط أن يكون القول كافيا لإنتاج أثره في نفس المجني عليه ولذلك فإنه لا يعتبر تحريضا مجرد العرض أو النصح السيئ أو القدوة السيئة.1
البند الثاني: التحريض بالفعل
قد يكون التحريض على الدعارة بالفعل بأن تصدر من الجاني إشارات تحمل معنى التحريض كالإشارة على مسكن للدعارة اشتهر عنه ذلك أو الإشارة بكلتا اليدين بما يعني المصاحبة، فلا يشترط أن يكون الفعل مصاحبا للقول بأن الفعل في ذاته كاف لقيام التحريض إذ لا يتعين في كل الأحوال أن تمتزج الأفعال المادية للمساهمة الجنائية بالنصائح أو التحريض أو الموعظة غير الأخلاقية. فالقانون الذي لا يعاقب إلا على التعدي على الآداب لا يريد التأثيم إلا على الأفعال المادية لوساطة الفحشاء والذي من نتائجه تلويث الشخص نفسه.2
المطلب الثاني: أركان التحريض على الفسق و الدعارة
عن القوانين القديمة كانت تعاقب على وساطة الفحشاء والذي كان يعرف بأنه المساعدة أو التشجيع على الفسق أو الفساد من خلال استغلال نساء أو فتيات داعرات من خلال أجرة أو غيرها من المنافع أو من خلال جلبهن على أماكن الفسق أو الدعارة.
ولكن بعض التطور الذي شهدته التشريعات الجنائية الحديثة أصبحت جريمة تحريض القصر على الفسق أو الفساد الأخلاق مستقلة عما يعرف بالقوادة أو التحريض على الدعارة ثلاثة ولا بد من الإشارة إلى أن المشرع الجزائري قد ميز ما بين القصر الذين لا يتجاوز سنهم 16 سنة والقصر ما بين 16 و19 سنة. وعليه وبصفة عامة يمكن القول أن الأركان الأساسية المكونة لهذه الجريمة هي :
- فعل مادي يتمثل في التحريض أو تشجيع أو تسهيل فساد الأخلاق أو الفسق.
- عنصر السن
- الركن المعنوي للجريمة.
1-2 الدكتور عبد الحكم فودة، المرجع السابق172
26
الفرع الأول: الركن المادي
ويتضمن هذا الفرع ركنان يحتويان على الحيثيات المادية للجريمة.
البند الأول: الركن المادي للجريمة من حيث الأشخاص
عن أولئك الذين يتخذون من تحريض القصر على الفسق كحرفة وذلك من أجل إشباع شهوات الغير مقابل حصولهم على منافع، فانهم يقعون تحت طائلة العقوبات المقررة في نص المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري. ولكن الأشخاص الذين يحرضون قصرا على الفسق أو الفساد من أجل إشباع شهواتهم الشخصية أي الذين يتصرفون كمفسدين وليس كوسطاء للفسق أو الفساد، فهل يقعون تحت طائلة نص المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري؟
عن القضاء الجزائري ذهب إلى ما اشترطته المحكمة العليا في العديد من قراراتها 1 من أجل تطبيق مقتضيات نص المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري أن يقوم المحرض بالفعل لغيره لا لنفسه. وهكذا فان الذي يعمد على تحريض قصر على الفسق أو فساد الأخلاق من أجل إشباع شهواته الشخصية لا يطبق عليه نص المادة المذكورة.
وعليه فإنه بخصوص هذا الموقف، نجد أنه يثير عدة مشاكل من الناحية العملية كون أن الجاني الذي يرتكب الجنحة المنصوص عليها في المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري يمكنه أن يحرض القصر على الفسق إما لإشباع شهوات الغير مقابل حصوله على منافع، و أما من أجل إشباع شهواته الشخصية والتي قد لا تصل إلى حد المواقعة الجنسية، وهو ما يشكل في حد ذاته تحريضا على الفسق أو الفساد. ذلك أن العبرة ليست بما ينوي الجاني الحصول عليه، و إنما العبرة هي في ضرورة توفير الحماية الجنائية الكاملة للقاصر.
فالقضاء الجزائري يكون قد وقع في لبس من خلال الأخذ بعين الاعتبار الهدف الذي ينشده الجاني من مثل هذه الجرائم كون أن إشباع شهوات الغير عن طريق الوساطة أو إشباع الشهوات الشخصية ما بين الفاسق والقاصر، لا يعدوا أن يكون مانعا من أجل تطبيق مقتضيات نص المادة 342 من قانون العقوبات الجزائرية. فالهدف من تحريم هذه الأفعال ليس هو قمع الفسق أو الفساد في حد ذاته، و إنما هو القصر من الوقوع في الرذيلة وهذا قبل أن يقع القصر في قفص احتراف الدعارة أي أن المشرع الجزائري الذي خصص لهذه الأفعال نصا قانونيا محددا
1- ملف رقم 43167 بتاريخ 27/01/1987والملف رقم 450 بتاريخ 15/05/1990 عن غ.ج.م.م.ع
27
بموجب المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري يكون قد فرق ما بين هذه الأفعال وجريمة الوساطة في الدعارة التي يكون فيها الضحية قصرا من خلال اختبار سن الضحية كظرف مشدد، وهذا بموجب نص المادة 344 من قانون العقوبات الجزائري فقرة01.
البند الثاني: الركن المادي للجريمة من حيث الأفعال
عن نص المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري يميز ما بين ثلاثة أفعال مختلفة وهي التحريض والتشجيع وكذلك تسهيل الفسق أو فساد الأخلاق. وهذه الأفعال كلها معاقب عليها بموجب نص المادة المذكورة ولا يهم بعد ذلك أن تقع هذه الأفعال مجتمعة أو لا، ذلك أن كل فعل منها يعتبر مجرما المهم أن يكون الجاني قام بتحريض قصر على الفسق أو فساد الأخلاق وهذا كله بغض النظر على الوسيلة التي يستعملها المحرض لتمهيد طريق الضحية إلى فعل التحريض على الفسق وتزين الفعل له.
غير أن المشرع الجزائري لم يحدد لنا الطرق التي بواسطتها يمكننا الوقوف على فعل التحريض أو التشجيع أو التسهيل على الفسق أو فساد الأخلاق. ذلك أن الوقوف على توفر فعل من هذه الأفعال يبقى من اختصاص القضاء وبالخصوص قضاة الموضوع، ذلك أن فعل التحريض يتجرد في أغلب حالاته من مظهر تلمسه الحواس.1 لذلك فانه يجوز إثباته بكافة طرق الإثبات ويجوز الاستناد إلى وقائع لاحقة على الجريمة لاستخلاص الدليل عليه، ومناط ذلك أن تكون أدلة الإثبات منصبة على واقعة التحريض ذاتها وأن يكون الدليل المستخلص منها محكمة الموضوع بغير معقب. ويكفي أن يثبت الحكم تحقق التحريض ولا عليه أن يبين الأركان المكونة له.
من هنا كان من الضروري الإشارة إلى الفرق ما بين الأفعال التي يكون الغرض منها التحريض أو التشجيع أو التسهيل على فساد الأخلاق، والأفعال التي الواردة في نص المادة 343 الفقرة 05 من قانون العقوبات الجزائري التي تتضمن استخدام أو استدراج أو إعالة أشخاص بقصد ارتكاب الدعارة أو الفسق. ففعل التشجيع مثلا يمكن أن يقع من خلال إعطاء القصر الهدايا أو الوعود أو بالتأثير عليهم بسبب ضعفهم أو بالأحرى ضعف مقاومتهم أو بأي سبب آخر من الأسباب المادية أو النفسية ومن هنا فالمنطق يقتضي أن الجاني الذي يستخدم أو يستدرج
1- عبد العزيز سعد، المرجع السابق، ص 84
28
أو يعيل قصرا على ارتكاب وممارسة الفسق والدعارة يكون قد ساهم بطريقة غير مباشرة على إفساد أخلاقهم ودفعهم إلى الفسق كون أن المشرع لم يشترط أن تكون فكرة الفسق والفساد موجودة ومتوفرة لدى القاصر قبل تحريضه عليها. وهكذا إذاً نقول أن المادة 344 الفقرة 01 من قانون العقوبات الجزائري والمادة 342 من قانون العقوبات الجزائري كلاهما يثيران عدة تناقضات وملابسات من الناحية العملية، فالقضاء في هذه الحالة يجد نفسه أمام وضعين مختلفين من الناحية القانونية ومتشابهين من الناحية العملية. 1
الفرع الثاني: الركن المعنوي
إن القصد الجنائي الذي يتطلب وجوده في هذا النوع من الجرائم هو علم الجاني بأنه وسيط في فساد وفسق القصر، أي أن يكون المتهم يعلم تماما أن ما يقوم به فيه تحريض للقصر على الفسق أو تشجيع عليه أو تسهيل له. فمن اعتاد على نقل قصر في سيارته وهو يعلم انهم ذاهبون لممارسة الفسق أو الفساد أو يضع تحت تصرفهم مكانا لممارسة أفعال لا أخلاقية، يكون قد شجعهم وساعدهم إلى الوصول إلى الهدف المنشود. وسواء وقع هذا الفعل أي الفسق أو الفساد بعد ذلك أو لم يقع أي أن النتيجة هي الوقوع في الفسق غير مشترطة لتوقيع العقوبة على الجاني، وان علم الجاني بالقانون فهو مفترض ويجب أن تتجه إرادة الجاني صوب ارتكاب الفعل المكون للجريمة وأن تكون إرادته حرة وكاملة، ولا يهم بعد ذلك الباعث على ارتكاب هذه الجريمة كونه لا يعتبر من عناصر القصد الجنائي.
فالجاني الذي يدفع بأنه لم يكن يقصد سوى تحقيق أرباح من هذه الأفعال أو أنه قام بهذه الأفعال من أجل إشباع شهواته الشخصية لا يعدو أن يكون مانعا من تطبيق مقتضيات المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري ولكن المحكمة العليا ذهبت إلى اعتبار أن حقيقة جنحة تحريض قصر على الفسق يفترض أن يكون هناك باعث معين الذي هو تحريض أو إشباع عواطف الغير أي أن المحكمة تعتبر أن أشخاص الجريمة المعاقب عليها بموجب نص المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري هم ثلاثة : الوسيط، الصحية وأخيرا المستفيد من فسق وفساد القصر، حيث أن المحكمة العليا ذهبت إلى حد اعتبار أن إشباع المتهم لرغباته الغرامية مع القاصرة،
1- عبد العزيز سعد، المرجع السابق، ص 84
29
لا يستطيع أن يكون جنحة) المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري( لأن الفاعل المتهم ليس له هدف معين لتحريض عواطف الغير.1
الفرع الثالث:عنصر السن
إن نص المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري قد ميز ما بين فئتين:
البند الأول:القصر الذين يفوق سنهم 16 سنة ولم يكملوا 19 سنة
إن إدانة المتهم بجنحة تحريض قصر لم يكملوا 19 سنة ويفوق سنهم 16 سنة أو إدانته على أساس تشجيع أو تسهيل الفسق لهم أو فساد أخلاقهم دون ذكر توفر عنصر الاعتياد لدى المتهم يؤدي إلى جعل هذه الإدانة شرعية. ذلك أن الاعتياد هو عنصر أساسي في هذه الجريمة التي تقع ضد هذه الفئة من القصر، ويقصد بالاعتياد التكرار. ولكي يمكن إثباته يجب أن يثبت بصفة قاطعة أن الفاعل النهم قد مارس فعل التحريض أكثر من مرة واحدة، أي أن يكون قد باشر أعمال التحريض مرتين أو ثلاثة أو أكثر من شخص أو عدة أشخاص متعددين، لأن المشرع الجزائري في الحقيقة لا يعاقب فقط على الاعتياد على فعل التحريض أو التشجيع أو التسهيل وممارسته بصفة متكررة باعتبار أن ذلك ينبئ على المتهم صيانتها والحفاظ عليها. وليس شرطا لاثبات صفة الاعتياد أن يكون المتهم قد سبق أو وقف أمام المحكمة وتمت إدانته أو أن صحيفة سوابقه العدلية تشير إلى ذلك بان صفة الاعتياد يمكن إثباتها بجميع وسائل الإثبات.
بما في ذلك الاعتراف وشهادات الشهود،2 ولكن بالرجوع إلى ما استقر عليه القضاء الجزائري حيث أنه وصل الحد إلى درجة اعتبار أن رضا الضحية بممارسة علاقات جنسية مع الفاعل ومتى كانت هذه العلاقة هي من أجل إشباع الشهوات الشخصية للفاعل وكان عمر القاصر يزيد عن 16 سنة، فان ذلك لا يعدو أن يكون الجريمة المعاقب عليها بموجب المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري.
1- جنائي15 /05/1990، ملف رقم 450 ع.ج.م.م.غ.م
2- الدكتور عبد العزيز سعد، المرجع السابق،ص 85
30
البند الثاني: الذين لم يكملوا سن 16 سنة
إن نص المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري أشار إلى أن ارتكاب أفعال التحريض على الفسق أو فساد الأخلاق أو التشجيع على هذه الأفعال التي ترتكب بصفة عريضة بالنسبة للقصر لم يكملوا سن 16 سنة معاقب عليها وبالتالي نقول أنه بالنسبة لهذه الفئة من الضحايا لا يشترط المشرع لتوقيع العقوبة على الجاني عنصر الاعتياد، إذ أن مجرد ارتكاب فعل من الأفعال المشار إليها يفترض معه توقيع العقوبة المقررة بموجب نص المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري، فالمشرع الجزائري يرى أن التحريض الواقع بصفة عرضية ضد شخص قاصر يفوق عمره 16 سنة ويقل عن 19 سنة غير معاقب عليه نظرا لعدم خطورة الجاني المحرض.
ومن خلال الوقوف على هذه الفقرة يمكننا القياس على أن التحريض من أجل إشباع شهوات الغير والتحريض من أجل إشباع الشهوات الشخصية للجاني مثلا إذا كان الجاني قد حرض قاصرا لم يكمل سن 16 سنة ووصل الحد إلى المواقعة الجنسية الكاملة، فلا نكون بصدد المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري و إنما نكون بصدد جريمة أخرى وهي الاغتصاب المعاقب عليها بموجب نص المادة 336 الفقرة02 من قانون العقوبات الجزائري لأن المشرع جعل من صغر السن ما يكفي لعدم الاعتداء بالرضا الصادر من القصر بصورة مطلقة، وفي هذه الحالة لا تكون الضحية سوى قاصرة، أما إذا كان التحريض من أجل إشباع شهوات الغير، فهنا يصبح تطبيق نص المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري ساري المفعول كون أن أركان الجريمة متوفرة كلها. بالإضافة إلى هذه المقارنة البسيطة يمكننا الاستدلال بمقتضيات المادة 334 من قانون العقوبات الجزائري بخصوص هتك العرض والذي فيه اعتداء على حق الحرية الجنسية، فعلاً جنسيا. فالفعل المخل بالحياء على ذهن المجني عليه فكرة الاتصال الجنسي، وهو اتصال لا يرغب فيه، فعلى الرغم من رضاء المجني عليه بالفعل، فان هذا الرضاء ليست له قيمة قانونية كاملة بالنظر إلى صغر سن المجني عليه.
ففي جريمة هتك العرض، يعتبر صعر السن من الظروف العينية المشددة للجريمة ويتحقق إذا كان عمر من وقعت عليه جريمة هتك العرض بغير عنف لم يكمل ستة عشرة سنة ذكرا كان أو أنثى، إذ يجوز في هذه الحالة الوصول بمدة العقوبة إلى الحبس 10 سنوات، أما إذا وقعت
31
الجريمة بعنف على المجني عليه الذي لم يكمل سن 16 سنة ذكرا كان أو أنثى، فيجوز الوصول بمدة العقوبة إلى السجن لمدة 20 سنة.
ومن هنا نشير إلى أن القانون قد أعفى الجاني الذي يهتك عرض المجني عليه بلغ 16 سنة من عمره بغير عنف باعتبار أن من يبلغ 16 سنة ويقع عليه هتك عرض بغير عنف ويكون راضيا عن ذلك، فانه بعد أن يكون قد بلغ هذا العمر ويقبل ما يقع عليه من أفعال هتك عرض ، بهذه الصورة لا يجوز مسألة الجاني عن فعل ارتضاه المجني عليه، وهذا أمر غريب في القانون لأن المشرع بذلك يكون قد ائتمن الشخص على عرضه إذا بلغ 16 سنة كاملة، إذا كانت هذه الأفعال قد وقعت من قبل المحرض من أجل إشباع شهواته الشخصية، فلا مجال لتطبيق مقتضيات المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري وإنما إذا وقعت من أجل إشباع شهوات الغير، فعلى النيابة متابعة المحرض بتهمة تحريض قصر على الفسق وفساد في الأخلاق.1
المطلب الثالث: آثار الجريمة على القصر
إن السلطة التشريعية لا تجرم فعلا إلا لكونه أنتج آثارا وخيمة ومصرة بمصلحة المجتمع غير أنه في جرائم تحريض القصر على الفسق أو فساد الأخلاق، فالمعلوم أن الصحية الأولى هو ذلك القاصر الذي لا بد على الدولة أن توفر له الحماية القانونية اللازمة من أجل تكوين مجتمع صالح.
ومن هذا المنطلق نقول أن الصحية في هذا النوع من الجرائم هو ذلك القاصر الذي تتعرض لأضرار مادية أو معنوية تسبب فيها الجاني من خلال اقترافه لجرمه.
فالفسق أو فساد الأخلاق يشكل في حد ذاته ضررا كون أن أفراد المجتمع يعتبرونه كذلك وعليه، فعلى المشرع الاعتراف للقصر بأن لهم صفة الضحية في هذه الجرائم كون أن ملكة الإدراك لدى هذه الفئة من المجتمع غير مكتملة. وعليه فلا بد من التحدث إلى هذه الفئة وهذا من قبل الأشخاص المقربين إليها وهم الأولياء وبالخصوص بالنظر إلى طبيعة الجريمة المرتكبة حقهم وعليه، يمكن اعتبار، في هذه الحالة، أن أولياء القصر هم ضحايا في هذه الجرائم لكن هذا بصفة غير مباشرة.
1—الدكتور محمد رشا متولي، المرجع السابق ص 145
32
والرأي الذي استقر عليه في كون أن هذه الجريمة تشكل خطرا حقيقيا وحتميا على القصر، في كون أن هذا النوع من الجرائم تتولد عنه آفات اجتماعية خطيرة جدا لا يمكن التحكم فيها فيما بعد ولا السيطرة عليها، وكأن هذا النوع من الجرائم في غالبية الحالات يولد إقبال القصر على ظاهرة الإجرام على اختلاف أنواعه، وهو الأمر الذي تفطن له المشرع الفرنسي.
من خلال الإشارة إلى بعض الحالات التي يقصد من ورائها المحرض إلى دفع القاصر إلى ارتكاب جرائم أو حيازة مخدرات أو نقلها أو استهلاكها أو تحريضه إلى الفسق، كما أن هذا النوع من الجرائم كان في غالبية الحالات سببا في ارتكاب القصر لجرائم السرقة أو تعاطي المخدرات إلى أن ينتهي بهم الأمر إلى حد ممارسة واحتراف الدعارة. وتفيد غالبية الإحصائيات في العالم إلى أن إقبال القصر على الإجرام وهو ما يعرف بجنوح الأحداث الذي غالبا ما يكون مصدره هو تحريضهم على الفسق أو فساد الأخلاق، وعليه، فان القاصر قد أقرت له جميع التشريعات العالمية والمواثيق الدولية الحماية القانونية اللازمة، كونه يكون دائما في مركز الضعيف ويمكن بسهولة التحكم فيه واستغلاله لأغراض هي في الحقيقة غير إنسانية، لا يقبلها العقل ولا الخلق ولا ديننا الحنيف.1
1- الدكتور محمد عبد القادر قواسمية، جنوح الأحداث في التشريع الجزائري، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر 1992 ص 268
33
الفصل الثاني: المظهر العقابي لقانون العقوبات في جرائم تحريض القصر على الدعارة والفسق
إن الهدف الأساسي المنشود من قانون العقوبات، هو حماية المجتمع من الأفعال الإجرامية التي من شأنها زعزعة النظام الاجتماعي وتهديده، وللمحافظة على هذا النظام وصيانته من المخاطر لا يتحقق إلا من خلال حماية المصالح الأساسية للمجتمع. فحين يقع اعتداء على الحرية الجنسية، فهذا يفترض معه أن المجتمع قد تضرر وتزعزع من هذا الاعتداء وإن كان بصورة غير مباشرة وبالتالي يصبح هذا المجتمع مهدد في استقراره وكيانه، ذلك أن هذا الاعتداء يمس بشرفه، وأن شرف واعتبار وسمعة المجتمع تعتبر من قبيل المصالح الأساسية التي لا بد من توفير الحماية القانونية لها.
ومن هنا كانت التصرفات أو الأفعال أو الأقوال التي يقوم بها شخص ما أو الوسائل التي يستعملها هذا الأخير مع شخص آخر ذكرا أو أنثى، بقصد إقناعه أو التأثير عليه وذلك من أجل دفعه إلى ممارسة الفسق وفساد الأخلاق أو ممارسة الدعارة، وهذا من شأنه إفساد وزعزعة النظام الاجتماعي وذلك من حيث تنظيمه ومن حيث استقراره.1
ومن هنا سنخص بالحديث في الفصل عن جرائم تحريض القصر على الفسق في المبحث الأول، ثم نتناول دراسة الجرائم التحريض عن الدعارة) القوادة( في المبحث الثاني ومن ثم نحاول الوقوف على المظهر العقابي لكل منهما.
المبحث الأول: قانون العقوبات وجريمة تحريض القصر على الفسق
عن الحديث عن جرائم التحريض على الفسق في قانون العقوبات الجزائري يضع دائما الشخص الصحية في هذا النوع من الجرائم هم القصر، كما نصت عليه المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري، ذلك أن الشخص الكامل الأهلية يفترض فيه المشرع الجزائري أن يكون راشدا ليستطيع التمييز بين ما ينفعه أو ما يضره وبين ما هو قبيح أو مستحسن من المجتمع، ولم يعد من الممكن بعد ذلك التأثير عليه بسهولة أو تحريضه على الرذيلة و دفعه إليها وبالتالي يصبح قادرا على حماية نفسه بنفسه دونما الحاجة إلى حماية القانون له.
1- الدكتور عبد العزيز سعد، المرجع السابق، ص 94-99
34
المطلب الأول: الإطار القانوني لجرائم تحريض القصر على الفسق
والواقع أن التحريض لا يعاقب عليه القانون لذاته و إنما يعاقب عليه بالنظر إلى تأثيره المفضي إلى وقوع الجريمة، ولكن قانون العقوبات الجزائري اعتبر تحريض القصر على الفسق جريمة قائمة بذاتها ولذلك بغض النظر عن تحقق أو عدم تحقق المراد، فممارسة الفسق ليس سوى نتيجة لهذه الجريمة وليس عنصرا فيه.
وأما الفسق فهو كل سلوك جنسي مخالف للآداب العامة، ولقد عرفه الفقه اليوناني بأنه كل وسائل الاستمتاع الجنسي من غير زواج، أما محكمة النقض السويسرية فترى أن الفسق ليس هو فقط المواقعة الجنسية بين غير المتزوجين أو الاتصال الجنسي المخالف للطبيعة ولكنه أيضا كل فعل يتعدى حدود الآداب الجنسية ذلك أن هذه الكلمة ليست قاصرة على اللذة الجنسية بل تشتمل أيضا إفساد الأخلاق بأي طريقة كانت1 وكذلك الفسق يقصد به جميع التصرفات الخلقية والاجتماعية والدينية السائدة في أي مجتمع، والتي تكون بالضرورة مخالفة للآداب العامة. وقد نص المشرع الجزائري في المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري على تحريض القصر على الفسق على أنه مجرما، وعليه كان لا بد من الوقوف عند الإطار القانوني لهذه الجريمة وذلك من خلال الوقوف على عناصر الجريمة و صفة الجاني وكذا المجني عليه.
الفرع الأول :
*عناصر الجريمة :
لقيام هذه الجريمة أي جريمة تحريض القصر على الفسق و فساد الأخلاق لا بد من توفر العناصر التالية :
1- الفعل المادي : يشترط لإثبات جريمة التحريض على الفسق أن يقع من المتهم فعل مادي بالقول أو غيره و يتمثل في التحريض على أعمال الفسق أو تسهيل أو مساعدة أو إفساد الأخلاق وذلك بغض النظر عن الوسيلة المستعملة من طرف المحرض لتمهيد الطريقة للضحية وتزيين الفعل بالإغراء و الهدايا والوعود لإيقاعه في الجريمة
2- صغر سن المحرض : أن يكون الشخص الذي وقع عليه فعل التحريض لم يبلغ سن 18 لأن البالغ يفترض فيه حسب المشرع الجزائري أن يميز أفعاله ما ينفعه وما يضره و يصعب التأثير عليه بسهولة أو دفعه أو تحريضه على الرذيلة و فساد الأخلاق .
1- الدكتور كامل سعيد، شرح الأحكام العامة في قانون العقوبات الأردني والقانون المقارن ، الجزء الأول، دار الفكر للنشر والتوزيع الطبعة 02 1983 ، ص 405
35
3- الاعتياد على التحريض : أن يكون المتهم قد مارس فعل التحريض من قبل أكثر من مرة وهو ما ينبأ عن النية الإجرامية الخطيرة التي تؤثر على الأخلاق و المجتمع و تهدد الروابط الاجتماعية و الاعتياد يكون بوقوف الشخص أمام المحاكمة أكثر من مرة و تثبت إدانته و يمكن إثباتها بشتى الوسائل بما في ذلك الاعتراف أو بشهادة الشهود
4- القصد الجنائي : هو علم الجاني بأفعاله باعتياده المستمر على التحريض كأن ينقل فتاة متوجهة إلى صديقتها لممارسة الفسق أو يدفع لها أجرة ركوبها أو يضع تحت تصرفها مكاناً أو يساعدها ويشجعها بشتى الطرق للوصول إلى الهدف المنشود وهو الفسق و فساد الأخلاق .
الفرع الثاني: صفة الجاني
إن لكل فرد من أفراد المجتمع كامل السلطة والصلاحية والحرية في التصرف في جسده كما يتصرف بذكائه، وهو حر في أن يكون شريفا محترما فاسقا أو فاسدا من دون أن تتدخل الجماعة في هذه الحرية، ولكن وبمقابل ذلك ليس لأحد الحق في أن يأتي أفعالا يكون الهدف والغرض منها إشاعة الفساد بين أفراد المجتمع. ومن هنا حين يأتي الفاسق بتحريض الغير على القيام بأفعال مخلة ومنافية للآداب العامة في المجتمع، فان تدخل القاعدة الجنائية في هذه الحالة يصبح أمرا لازما وحتميا، يعلل في كون أن هذه الأفعال هي في الحقيقة عملية تصبح موجهة نحو المجتمع وبالتالي نتيجتها هي الأضرار بالجماعة.1 وعليه فان الجاني في هذا النوع من الجرائم له نية إجرامية خطيرة على المجتمع كما له إرادة وعزيمة كبيرة في الوصول إلى مبتغاة الإجرامي وهو إيقاع الغير في الفسق ومنه لابد من أجل حسن تطبيق القانون وتحقيق عدالة اجتماعية الوقوف على شخصية المجرم وهذا بالأخذ بعين الاعتبار أن الضحايا في هذه الجريمة المعاقب عليها بموجب نص المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري هم القصر ينبغي توفير الحماية الجنائية الكاملة والفعالة لهم.2 فمن خلال الرجوع إلى مقتضيات المادة 344 من قانون العقوبات الجزائري الفقرة الأولى والتي تنص على أن ارتكاب الجنحة المنصوص عليها في المادة 343 من قانون العقوبات الجزائري هم القصر ينبغي توفير
1 .الدكتور عبد العزيز سعد، المرجع السابق، صفحة 98
2.الدكتور محمد صبحي نجم، شرح قانون العقوبات الجزائري، القسم الخاص، ديوان المطبوعات الجامعية ، الجزائر، الطبعة 4 2003، ص 93
36
الحماية الجنائية الكاملة والفعالة لهم. فمن خلال الرجوع إلى مقتضيات المادة 344 من قانون العقوبات الجزائري الفقرة الأولى والتي تنص على أن ارتكاب الجنحة المنصوص عليها في المادة 343 من قانون العقوبات الجزائري ضد قاصر لم يكمل 19 سنة يعتبر كظرف مشدد للعقوبة والتي تكون من 5 سنوات وبغرامة مالية من 10.000 د.ج إلى 100.000 د.ج في حين أن ارتكاب الجنحة المعاقب عليها بموجب نص المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري قرر لها المشرع عقوبة الحبس الذي يتراوح ما بين سنتين(02) وخمس سنوات (05)وبغرامة مالية من 500 د.ج إلى 200.000 د.ج.
وفي نفس النص القانوني وفي فقرته الخامسة نجده قد ساوى ما بين البالغ والقاصر الذي يستخدم أو يستدرج أو يغوي على احتراف الدعارة وهكذا يثار أكثر من سؤال بخصوص شخصية المجرم حيث أن المنطلق القانوني يجعلنا نؤكد وبإصرار على أن الجاني الذي يحرض ويشجع القصر على الفسق أو فساد الأخلاق هو أكثر خطورة إجرامية من الجاني الذي يحرض ويشجع البالغين على الفسق وفساد الأخلاق أو الدعارة كما أن الفرق شاسع ما بين الجاني الذي يحرض قصرا على الفسق والجاني الذي يحرض قصرا على احتراف الدعارة، ذلك أن الفسق لا تكون نتيجته الحتمية هي المواقعة الجنسية الكاملة وعليه فان صفة الجاني في هذا النوع من الجرائم سنحللها بدقة من خلال دراستنا لأركان جريمة تحريض القصر على الفسق أو فساد الأخلاق.
الفرع الثالث: صفة المجني عليه
ليس للطفل أية أهلية بدنية وعقلية ومن ثم على أي مجتمع أن يضع في اعتباره إجراءات وقائية ورعاية خاصة بما في ذلك الحماية القانونية المناسبة لهذا الطفل وذلك قبل الولادة وبعدها وحتى بلوغه السن القانوني، وبهذا يكون المجتمع قد أرسى أول لبنة لحياة إنسانية وبذلك صيانة حقوقه الفردية وكرامته.1 ولما كان الفسق من الآفات الاجتماعية التي يرفضها وينبذها المجتمع ويعتبرها السوسة التي تنخر في جسده، فهذا يعتبر سببا كافيا يلزم المشرع بالتدخل وتنظيم العقوبة الجازرة ضد كل من تسول له نفسه تحريض أو تشجيع القصر على هذه الآفات. وبالفعل كان المشرع الجزائري بالمرصاد فأقر عقوبة الحبس ضد
1- الدكتور محمد عبد القادر قواسمية، المرجع السابق، ص 103-167
37
كل من يرتكب الأفعال المنصوص عليها في المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري.
إن الاتفاقيات الدولية لحقوق الطفل المصادق عليها من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة
بتاريخ 20/11/1989 قد تضمنتها المادة 19 حيث جاء فيها أنه يقع على عاتق الدول الموقعة واجب اتخاذ جميع التدابير الشرعية والاجتماعية والإدارية والتعليمية الملائمة للطفل من كافة أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو العقلية والإهمال أو المعاملة المنطوية على الإهمال وإساءة المعاملة أو الاستغلال بما في ذلك الجنسية، وقد أكدت الاتفاقية على أن تشمل هذه التدابير الوقائية حسب الاقتضاء الإجراءات الفعالة لوضع برامج اجتماعية من أجل توفير الدعم اللازم للطفل وقد أكدت المادة 34 من نفس الاتفاقية على ضرورة حماية الطفل من جميع أشكال الاستغلال والانتهاك الجنسي.1
من خلال هذه المواد وبالرجوع كذلك إلى نص المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري أن صفة المجني عبيه في الجرائم المنصوص عليها في المادة السابقة الذكر هم بالضرورة القصر أي فئة من المجتمع التي ليس لها الأهلية الكاملة التي تمكنها من التمييز بين الأفعال الدنيئة والأفعال الفاضحة، ومن ثم وجب تدخل المشرع الجنائي من أجل توفير الحماية القانونية لها.
المطلب الثاني: عدم مسؤولية القاصر في ارتكاب الجريمة
إن إطار ارتكاب الجريمة من قبل الطفل يتجاوز إطار القانون الجزائي لكون تصرفه يخضع للطبيب أكثر من خضوعه للقاضي، فهو فعل خطير بالنسبة للمجتمع، لأن جنوح القصر أو الأحداث يعد إجرام الغد ويتطلب ذلك تدخل المجتمع ليس من أجل العقاب بل من أجل العلاج، لأن الجريمة تعد رد فعل عن مرض أكثر عمقا ويجب علاجه للوقاية من العود.
فالجانح يكون مضطربا بسبب الصدمات المعنوية المؤثرة، فهو يتألم أو تألم سابقا من عوارض جسمية أو ذهنية لكزن تطور شخصيته وتكوينها أوقف من قبل نقص في الحنان أو رعاية الأولياء.فالطفل عاش في محيط فاسد وبالتالي يكون بدون جدوى ومن غير عدل نسبة الجريمة إليه بالرغم من ارتكابه لها بإرادته وفي حالة وعي، أي بصفة مقصودة.
المهم هو النظر إلى الضرر من جذوره والقضاء عليه بواسطة علاج ناجح. ولقد انتشرت هذه
1 . الدكتور محمد عبد القادر قواسمية، المرجع السابق، ص 103-167
38
الأفكار وتبناها القانون الذي يفترض في يومنا هذا عدم مسؤولية القصر أو الأحداث الذين يقل عمرهم عن 18 سنة 1
الفرع الأول: نشأة قرينة عدم المسؤولية
إن قانون العقوبات لعام 1810 يجهل هذه القرينة، إذا كان يحدد سن الرشد الجنائي ببلوغ 16 سنة، وهي السن التي يطبق ابتداء منها القانون على البالغين من الشباب، كما أوجب على قاضي البحث عما إذا كان الحدث الذي يقل سنه عن 16 سنة قد تصرف وهو مميز أم لا، و إذا كان أخذا في عين الاعتبار ومدركا لنتائج أفعاله أم لا.
فإذا تبين للقاضي ) وهو قاضي القانون العام المختص في محاكمة الأحداث( بأن الحدث مميز، فان العقوبة الموقعة على البالغين تخفض باللجوء إلى الظروف المختلفة نظرا لحداثة الفاعل عند ثبوت الإدانة ويقضي الحدث تلك العقوبة في المؤسسات العقابية الخاصة للبالغين وبالعكس من ذلك إذا ثبت للقاضي انعدام التمييز فإن التسريح هو الواجب التطبيق، لكن هذا لا يمنع من إرسال الحدث إلى مؤسسات تهذيبية أين يبقى لغاية بلوغه 20 عاما على الأكثر. ونظرا لكون المؤسسات المخصصة ناقصة، فان التوقيف ينفذ عموما في جناح لسجن عاد ولقد كان هذا منخفضا جدا. فالسجن كان يسبب أضرار للأحداث أكثر مما يسبب نفعا باختلاطهم بالبالغين. وفي القرن 19 تدخل المشرع جزئيا بواسطة قانون مؤرخ في 25/06/1824 بأن أنشأ امتيازا قضائيا وضع بفضله حدا لمثول الأحداث الجانحين. وفي سنة 1998 وسعت قائمة التدابير الممكنة اتخاذها في مواجهة الأحداث الجانحين. وفي سنة 1998 وسعت قائمة التدابير الممكنة اتخاذها في مواجهة الأحداث الجانحين كالتسليم للوالدين، أو التسليم لشخص يتكفل بهم على سبيل الشفقة والرأفة.
وفي 12/04/1906 صدر قانون رفع سن الحداثة الجنائية إلى 18 سنة وممدد إلى هذه السن إمكانية استبعاد التمييز. أن القانون الذي سن في 22/07/1912 خطا خطوة كبيرة حاسمة بأن ألغى مسألة التمييز في مواجهة الأحداث الذين يقل سنهم عن 13 سنة بأن افتراضهم غير مسؤولين إطلاقا، وهكذا صار مستحيلا توقيع العقوبة عليهم بينما أبقت مسألة التمييز بالنسبة
1.الأستاذ بن شيخة أحمد، مبادئ الجزائي العام، النظرية العامة للجريمة، العقوبات وتدابير الأمن، دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع، الجزائر، الطبعة 2-2002، ص 131
39
للأحداث الذين يتجاوز سنهم 13 سنة ويقل عن 18 سنة كما أسست محاكم خاصة للأطفال، وأنشأ نظام خاص بالحرية المراقبة.
لكن لم يظهر المشرع الحاسم إلا بعد صدور أمر 2 فبراير 1945 والذي يعد ميثاقا حديثا لقانون الأحداث الجانحين والمتمم من قبل بعض النصوص اللاحقة والذي مدد قرينة عدم المسؤولية إلى 18 سنة. 1
الفرع الثاني: طبيعة قرينة عدم المسؤولية
هي قرينة مطلقة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 13 سنة، ويبسط بالنسبة للأحداث من 13 إلى 18 سنة.
1-فهي مطلقة بالنسبة للأحداث أقل من 13 سنة، ولا يمكن إثبات عكس مدلولها من قبل أي شخص، وبالتالي لا يمكن توقيع عقوبة على الحدث حتى وان كان ميالا إلى الشر فالقانون لا يسمح إلا بتوقيع تدابير الحماية أو المساعدة أو المراقبة.
2- وهي بسيطة من جهة أخرى في مواجهة الأحداث من 13 إلى 18 سنة، إذ يمكن إثبات عكس مدلولها عندما تجعل الظروف والشخصية الحدث ذلك ضروريا في نظر القضاة، والعقوبة تخفف بواسطة الاستفادة من الظروف المخففة للأحداث.
الفرع الثالث: موقف المشرع الجزائري
أسوة بالمشرع الفرنسي القانون القديم أخذ المشرع الجزائري بقرينة عدم مسؤولية الحدث بنوعيها المطلقة والبسيطة:
البند الأول:هي قرينة مطلقة للأحداث:
الذين يقل عمرهم عن 13 سنة، ولا يمكن إثبات عكس مدلولها من قبل أي شخص نجد المادة 49/1 من قانون العقوبات تنص على ) لا توقع على القاصر الذي لم يبلغ 13 سنة إلا تدابير الحماية أو التربية، ولا يكون محلا إلا للتوبيخ في مواد المخالفات(.2
1- محمد عبد القادر قواسمية، المرجع السابق، ص 230
2. الأستاذ بن شيخ لحسن، المرجع السابق، ص 133
40
فلا يمكن تسليط عقوبة جنائية عليه لكون المشرع يفترض فيه عدم التمييز) قرينة عدم التمييز( ولا يمكن إثبات عكس مدلول ذلك الافتراض.
ولقد نصت المادة 444 من قانون العقوبات الجزائية على تدابير الحماية أو التربية كما يلي:
1- التسليم للوالدين أو الوصي أو لشخص جدير بالثقة.
2- تطبيق نظام الحرية المراقبة عليه
3- وضعه في مؤسسة أو منظمة عامة أو خاصة للتربية أو التكوين المهني مؤهلة لهذا الغرض.
4- وضعه في مؤسسة طبية، أو طبية تربوية مؤهلة لذلك.
5- وضعه في مصلحة عمومية مكلفة بالمساعدة
6- وضعه في مدرسة داخلية صالحة لإيواء الأحداث الناجحين في سن الدراسة غير أنه يجوز أن يتخذ في شأن الحدث الذي يتجاوز التاريخ الذي يبلغ فيه القاصر سن الرشد المدني، وهو 19 سنة.
البند الثاني:
هي قرينة بسيطة بالنسبة للأحداث من 13 إلى 18
إذ يمكن إثبات عكس مدلولها، فالحدث غير مسؤول في هذه السن إلا إذا أثبت القاضي عكس مدلول تلك القرينة، وبالتالي آنذاك باستطاعته تطبيق العقوبات المخففة على الحدث، وعليه نصت المادة 49/2 من قانون العقوبات على أنه: « يخضع القاصر الذي يبلغ من 13 إلى 18 سنة إما لتدابير الحماية أو التربية أو لعقوبات مخففة. »
ونصت المادة 445 من قانون الإجراءات الجزائية على أنه : « يجوز لجهة الحكم بصفة استثنائية للأحداث البالغين من العمر أكثر من 13 سنة أن تستبدل أو تستكمل التدابير المنصوص عليه في المادة 50 من قانون العقوبات، إذا ما رأت ذلك ضروريا نظرا لظروف أو لشخصية الحدث الجانح على أن يكون ذلك الحكم مسببا بصفة خصوصية بشأن هذه النقطة. »
فالمحكمة تطبق على الحدث البالغ من 13 إلى 18 سنة قرينة عدم المسؤولية بأن تجعله محلا لتدابير الحماية أو التربية المذكورة أعلاه، وان استطاعت المحكمة إثبات عكس مدلول تلك القرينة، فإنها تستبدل التدابير المنصوص عليها في المادة 444 إجراءات جزائية، بالعقوبات
المخففة المنصوص عليها في المادة 50 من قانون العقوبات) أي توقع العقوبات وحدها( أو
41
تستكمل التدابير الخاصة بالحماية بعقوبات مخففة) أي توقيع العقوبات وحدها( أو تستكمل التدابير الخاصة بالحماية بعقوبات مخففة ) أي توقيع العقوبات مع التدابير الخاصة بالحماية( ولا يكون توقيع العقوبات إلا استثنائيا، وعلى القاضي تسبيب حكمه بصفة خصوصية ولقد نصت المادة 50 من قانون العقوبات على العقوبات المخففة كما يلي:
- إذا كانت العقوبات المفروضة قانونا للجريمة فهي الإعدام أو السجن المؤبد فانه يحكم على الحدث بعقوبة الحبس من عشر إلى عشرين سنة.
- وإذا كانت العقوبة المفروضة قانونا للجريمة هي السجن المؤقت فإنه يحكم عليه بالحبس لمدة تساوي نصف المدة التي يتعين الحكم بها لو كان بالغا.
- أم في مواد المخالفات فقد نصت المادة 51 من قانون العقوبات بأنه بحكم على الحدث إما بالتوبيخ أو العقوبة الغرامة.
- و يستنبط من ذلك انه لا يمكن توقيع عقوبة السجن الجنائية أو الإعدام على الحدث المرتكب للجناية أو الجنحة، بل تطبق عليه فقط عقوبة الحبس فكل الجرائم التي يرتكبها الحدث تعتبر جنحا، وليست جنايات أما في مواد المخالفات فلا يعاقب إلا بالتوبيخ أو الغرامة المالية فقط.
مع الملاحظة بأن سن الرشد الجنائي يكون ببلوغ الحدث ثمانية عشر سنة، والعبرة بتحديد سن الرشد هو سن الجانح يوم ارتكاب الجريمة.1
المطلب الثالث: النظام القانوني لجريمة تحريض القصر على الفسق
إن جريمة تحريض القصر على الفسق الأخلاق قرر لها المشرع الجزائري عقوبة الحبس، ونجد لهذه الجريمة عقوبة واحدة دون الإشارة أو إرفاق العقوبة بظروف مشددة كون هذه الجريمة تقع إلا في صورة واحدة منصوص عليها في المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري، كما نجد أن هذه الجريمة تولد آثارا وخيمة على المجني عليه والذي هو قاصر ومحتاج إلى الحماية القانونية الكاملة من طرف المشرع، وعليه سنتناول الحديث عن عقوبة جريمة تحريض القصر على الفسق.
الفرع الأول: عقوبة جريمة تحريض القصر على الفسق
إن العقوبة التي قررها المشرع الجزائري في هذه الحالة هي الحبس من خمس سنوات إلى عشر سنوات وغرامة مالية من 500 د.ج إلى 25000 د.ج سواء كان التحريض واقعا على
1- بن شيخ لحسن، المرجع السابق، ص 136-135
42
القصر من 16 سنة إلى 19 سنة أو القصر أقل من 16 سنة. وهو الأمر الذي يجعلنا نقول أن المشرع الجزائري قد أشار فقط إلى جنحة بسيطة وهذا لا نجده لدى المشرع الفرنسي والذي اعتبر أنه إذا كان سن الضحية يقل عن 15 سنة. 1 فان ذلك يعتبر ظرفا مشددا لجريمة تحريض القصر على الفسق أو فساد الأخلاق .
ومن هنا نجد تباينا بين التشريع الفرنسي والتشريع الجزائري، عدا أن المشرع الجزائري اعتبر أن وقوع الأفعال ضد قصر لم يكملوا 16 سنة معاقب عليه بعقوبة الحبس حتى وان كانت الأفعال هذه أي التحريض أو التشجيع أو التسهيل على الفسق قد وقعت بصفة عرضية2
وفي حالة إدانة المتهم وتوقيع عليه العقوبة ينبغي على القاضي أن يحكم أيضا بغرامة مالية المنصوص عليها في المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري. ووجدنا أن مقدار الغرامة بالمقارنة مع الفانون الجنائي الفرنسي هي ضعيفة جدا لكون المشرع الفرنسي حددها 500.000 فرنك فرنسي في الجنحة البسيطة و700.000 )ف.ف( في حالة وقوع جنحة صد قاصر لم يبلغ سن 15 سنة.3
إن المشرع الجزائري اعتبر هذه الجريمة جنحة وان كان مقدار العقوبة فيها يتجاوز بكثير ما استقرت عليه العقوبات في الجنح، وبالإضافة إلى ذلك فان المشرع الجزائري نص صراحة على أن الشروع في ارتكاب هذه الجنحة معاقب عليه بموجب نص المادة 342، فقرة 02 من قانون العقوبات الجزائري. كما أننا نجد عقوبات أخرى تكميلية يمكن توقيعها على الجاني كالحرمان من حق أو أكثر الواردة في نفس المادة 14 من قانون العقوبات الجزائري والمتمثلة في الحقوق المدنية أو السياسية وغيرهما4 ولكن لمدة 05 سنوات.
1- نص المادة 227، فقرة 2، قانون العقوبات الفرنسي
2 الدكتور عبد العزيز سعد، المرجع السابق، ص 94
3 نص المادة 227، قانون العقوبات الفرنسي، السابق الذكر
4 نص المادة 08 من القانون رقم 82-04 المؤرخ في 13/02/1982 المعدلة في قانون العقوبات الجزائري لسنة 1966، كذلك نص المادة 349 من قانون العقوبات الجزائري
43
المبحث الثاني: قانون العقوبات وجرائم تحريض القصر على الدعارة:
عن مفهوم الفكرة التي يتضمنها القانون الوضعي الحديث تتمثل في اتخاذ وسائل قمعية ضد كل من تسول له نفسه على توسيع ونشر الدعارة، وذلك مقارنة مع ما تقتضيه التدابير الخاصة بالقصر وغيرهم من هذه الآفة، فمن جهة نجد أن قانون العقوبات لا يوقع أي عقوبة على الدعارة ومن جهة أخرى نجد أن القانون الجزائري يحارب بشدة وسطاء الفحشاء، لكن هذه السياسة لم تأت أكلها، لأن محاربتهم جد صعبة. ذلك أن الإيقاع بهم يقتضي متابعة وتعاون مع رجال الشرطة ويبدو هذا الأمر مستحيلا كون أن هذه الأخيرة تحت حماية وسيطرة وسيط الفحشاء وبالتالي فإنه من الصعب جدا على النيابة العامة إقامة الأدلة ضد أولئك الذين يشغلون دعارة الغير كون أن هذه العلاقة جد معقدة. فوسيط الفحشاء يحصل على السكوت من خلال تهديدها الذي قد يؤدي في كثير من الأحيان إلى القتل، غير أن عزيمة المشرع جاءت بالمرصاد كون أن الرهان ذو أهمية كبيرة جدا.1 وكل هذه الأسباب دعت المشرع الجزائري إلى التدخل من أجل كبح والحد من هذه الآفة التي هي أخطر وأبشع من الدعارة نفسها. وبالرجوع إلى نفس المادة 343 من قانون العقوبات الجزائري لم نجد عبارة التحريض كما فعل المشرع في نص المادة 342 من قانون العقوبات الجزائري، وعلى الرغم من أن المشرع أوردها في عنوان القسم السابع الخاص بهذه المجموعة، بل أورد بدلا عنها عبارات) المساعدة أو المعاونة أو الحماية أو الإغراء( مما يجعلنا نعتقد بأن هذه العبارات ليست إلا صورا ومعان متميزة لأفعال متنوعة مستقلة عن بعضها البعض. ومن هنا نقول أن كل تصرف من شأنه التأثير على نفسية الشخص واقناعه على مباشرة الدعارة أو تسهيلها له أو دفعه لها، يعتبر إذن تحريضا على الدعارة.
1- الدكتور محمد رشا، المرجع السابق، ص 207
44
*المطلب الأول : الإطار القانوني لجريمة التحريض على الدعارة
*الفرع الأول :
تعريف التحريض على الدعارة : المقصود بالتحريض على الدعارة : المقصود بالتحريض على الدعارة هو كل ما من شأنه التأثير على نفسية المرأة و إقناعها أو تقوية عزيمتها و مباشرة فعل الدعارة أو تسهيله لها أو دفعها إليه أما بالمساعدة أو المعاونة أو الإغراء أو حمايتها للممارسة الدعارة بتهيئة الظروف المناسبة
* الفرع الثاني : أركان جريمة التحريض على الدعارة
البند الأول :
فعل التحريض: لقيام العنصر المادي لجريمة التحريض على الدعارة يجب أن يقع من المتهم احد الأفعال المنصوص عليها في قانون العقوبات وهي المساعدة أو المعاونة أو الحماية أو الإغراء غير أن القانون لا يهتم بوسائل المساعدة أو المعاونة ولا يكفيه الحماية أو الإغراء إذ اعتبر إن العنصر المادي للجريمة يتم بمجرد حصول أحد الأفعال التي ذكرها القانون على سبيل الحصر وترك لقاضي الموضوع حرية تقدير ما إذا كانت الوقائع المنسوب ارتكابها إلى المتهم يمكن وصفها بأفعال مساعدة أو معاونة أو إغراء أو حماية لها
البند الثاني :
تحقيق النتيجة :يجب أن يسفر فعل المساعدة أو المعاونة أو الإغراء على نتيجة مادية تتمثل في مباشرة الدعارة بصفة فعلية وحقيقية أي حصول نتيجة .
البند الثالث :
القصد الجنائي:وهو علم المتهم وإدراكه تماما انه يعاون أو يساعد امرأة على ممارسة الدعارة أو يقوم بحمايتها أو تقديمها إلى محل رسمي للدعارة بمحض إرادته والقصد الجنائي هنا قصد خاص ويتوفر بمجرد انصراف نية المتهم إلى تحقيق فعل الدعارة ارضاءا لشهوة الغير وإشباعا لرغبته الجنسية .
45
البند الرابع:
- العلاقة السببية : لتقوم جريمة التحريض على الدعارة في نطاق الصورالمشار اليها سابقا يجب أن يتوفر شرط قيام العلاقة السببية بين فعل المساعدة أو المعاونة أو الحماية أو الإغراء بين ممارسة الدعارة بمعنى أن يكون الفعل الذي قام به المتهم هو الذي أدى إلى حمل المرأة على ممارسة فعل الدعارة
*المطلب الثاني :النظام القانوني لجريمة التحريض على الدعارة
أكد المشرع الجزائري في نصوصه على محاربة وسطاء الفحشاء بشدة حيث توعدهم باتخاذ إجراءات قمعية ضد كل من تسول له نفسه نشر وتوسيع وتطوير هاته الظاهرة وذلك من خلال المواد من 342 إلى 349 ق .ع. ج واقر عقوبات أصلية وتبعية تكميلية
الفرع الأول: العقوبات المقررة
البند الأول :
العقوبات الأصلية : وهي العقوبات بصورها البسيطة والمشددة
أ- البسيطة :عقوبة الحبس من سنتين إلى 05 سنوات وغرامة من 500دج إلى 20000 دج بنص المواد 343و346و 348 ق.ع.ج
ب- المشددة: قسمها المشرع إلى ثلاث أقسام :
1. القسم الأول :- الضحية : إذا كان المجني عليه قاصر لم يكتمل 19 سنة تعدد الضحايا
2. القسم الثاني :- الجاني : شدد المشرع العقوبة على الجاني إذا وقع من احد الفئات المذكورة في المادة 343 الفقرة 4و5 الخاصة بتعدد الجناة –الفاعلين الشركاء وكذا الصفة بالانتماء إلى أصول المجني عليه –العلاقة الأسرية
3. القسم الثالث : الوسائل المستعملة
• ارتكاب جنحة في هذه الجريمة باستعمال العنف أو الإكراه أو اعتداء أو إساءة استعمال السلطة
• ارتكاب جنحة مع حمل السلاح – يكفي فقط سواء ظاهري او خفي
• التحريض على الدعارة خارج الحدود الجزائرية –شبكات دولية سرية
46
البند الثاني:
العقوبات التبعية:
بالرجوع لنص المادة 349 من قانون العقوبات الجزائري نجد المشرع الجزائري نص صراحة على : « لا يجوز في جميع الحالات المنصوص عليها في القسم الخاص بجرائم القصر على الدعارة والفسق حرمان الجناة من حق أو أكثر من الحقوق الواردة في المادة 9 مكرر 1 ق ع ج والتي هي بدورها تحلينا إلى مقتضيات نص المادة 08 ق ع ج وعليه فانه في حالة إدانة المتهم بجريمة تحريض على الدعارة يمكن للقاضي أن يحكم عليه أيضا بالحرمان من الحقوق الوطنية السياسية والمدنية كعزل المحكوم عليه وطرده من جميع الوظائف والمناصب السامية في الدولة أو كحرمانه من حق الانتخابات والترشيح وغيره من الواردة في المادة 08 ق ع ج.
البند الثالث :
العقوبات التكميلية : هي تلك العقوبات التي اقرها المشرع الجزائري في جرائم الاعتياد والسماح بممارسة الدعارة داخل المحلات الخاصة بالخمور والملاهي والفنادق المادة 346 ق.ع.ج
- عقوبة الغلق لمدة لا تقل عن سنة وسحب رخصة الاستغلال
أ- عقوبات تكميلية تتعلق بجميع جرائم التحريض على الدعارة
من بين العقوبات التكميلية التي يجوز الحكم بها المنع من الإقامة وهذا لمدة لا يقل عن سنة واحدة ولا تزيد عن خمس سنوات نص المادة 349 ق ع ج، إن هذه العقوبات دليل على وجود إرادة لدى المشرع الجزائري في عزل وسطاء الفحشاء عن المحيط الذين يعيشون فيه كون أن هذا المنع يعطي ضمانات من أجل إمكانية العودة لدى هؤلاء الجناة.
ب- عقوبات تكميلية تتعلق بجرائم الاعتياد والسماح بممارسة الدعارة داخل محلات عمومية
نص المشرع الجزائري على عقوبات تكميلية تخص جرائم الاعتياد على قبول ممارسة الدعارة في محلات مفتوحة للجمهور أو السماح بالبحث عن عملاء بغرض الدعارة وهي أفعال مجرمة بنص المادة 346 ق ع ج.
47
وتتمثل هذه العقوبات في :
1- سحب الرخصة التي كانت ممنوحة للمستغل
2- إغلاق المحل لمدة تقل عن سنة.
1. سحب الرخصة التي كانت ممنوحة للمستغل:
أوجب المشرع الجزائري للقاضي عند إدانة المتهم بالأفعال المعاقب عليها بموجب نص المادة 346 ق ع ج أن يحكم بعقوبة سحب الرخصة التي كانت ممنوحة للجاني وهذه العقوبة قابلة للتطبيق على مختلف الترخيصات التي تتعلق بالاستفادة من المحلات التي تباع فيها المشروبات الكحولية وكذلك تشمل على جميع المحلات المفتوحة للجمهور.
ونجد أن هذه العقوبات بحد ذاتها تؤدي بالضرورة إلى غلق المحل الذي يشغله الجاني ومن هنا نجد أن المشرع الجزائري قرر هذه العقوبة مهما كانت صفة الشخص المستفيد من هذه الرخصة، كونه أشار إلى عبارة مستغل، ولكن نجد أن هذه العقوبات تؤدي إلى عدة صعوبات من الناحية العملية ، فمثلا قد يقوم مالك الفندق بالاستعانة بشخص آخر غير مسير ويكون هذا الشخص لم يسبق له أن أدين بجرائم التحريض على الدعارة أو أنه يعمد إلى إيجار إحدى الغرف الموجودة بالفندق لأشخاص لا يحترفون الدعارة وبالتالي يصبح أمر طردهم من الغرف مستحيلا، وعليه إذا وجدنا المشرع قرر هذه العقوبة مهما كانت صفة المستغل وهو الأمر الذي لا نجد عند المشرع الفرنسي الذي تدارك هذا النقص وجعل هذه العقوبات غير ملتزم بها القاضي عند إدانة المتهم بالأفعال المعاقب عليها بموجب نص المادة 225/10 قانون العقوبات الفرنسي.
حيث أصبح للقاضي الجزائي في فرنسا الحرية المطلقة وبإمكانه تقرير العقوبات بكاملها كما أن المشرع الفرنسي احتفظ بالطابع العيني للعقوبات التي تطبق حتى في حالة ما إذا كان جائزا الترخيص أو المستغل غير مسبوق قضائيا بتهمة وساطة الفحشاء.1
1- الدكتور عبد العزيز سعد، المرجع السابق، ص 144
48
إغلاق المحل:
إن المشرع الجزائري أوجب للقاضي أيضا أن يحكم على الجاني الذي ثبت ضده الأفعال المعاقب عليها بموجب المادة 348 ق ع ج بغلق المحل الذي ارتكب فيه هذه الأفعال ونجد المشرع جعل الحد الأدنى لهذه العقوبة لا تقل عن سنة واحدة، فهي في حين جعل الحد الأقصى يرجع للسلطة التقديرية لقاضي، ومن هنا يطرح أكثر من سؤال بخصوص غلق المحل كون أن المشرع قرر عقوبتين تكميليتين إلزاميتين عند الحكم بالإدانة، فإذا كان سحب الرخصة لوحه فان هذا العقاب يسمح ويفتح المجال أمام الجناة من تغيير النشاط الذي كان يزاول بداخل هذا المحل، ومن هنا العقوبات التكميلية لها جانب سلبي وبالخصوص من الناحية الاقتصادية ومن ناحية مركز القانوني للأفراد، خاصة إذا كان الجاني مستأجر للمحل أو مسيرا لفندق وهو ملك للدولة إضافة على أن المشرع الجزائري لم يتناول ما إذا كان بالإمكان الحكم بعقوبة غلق المحل بصفة نهائية أم لا ؟
إن التشريع الفرنسي أعطى الحماية القانونية اللازمة لمالك المحل حسن النية الذي له حق فسخ عقد الإيجار بمجرد علمه بأن المحل هذا هو من قبيل المحلات التي تستغل لدعارة الغير أو بمجرد علمه بوجود متابعات قضائية ضد المستأجر بتهمة السماح بممارسة الدعارة داخل محله، وهكذا عمد المشرع الفرنسي على حماية المراكز القانونية للأفراد من خلال توفير حماية قانونية للمالك حسن النية، كما عمل على أن هذه العقوبة غير إلزامية بالنسبة للقاضي بل بإمكانه الحكم بإحداها وهو من شأنه أن يمنح الحرية للقاضي في تقدير الظروف كما أن المدة هي محددة وتنص على إمكانية الغلق بصفة نهائية للمحل.1
1- الدكتور عبد العزيز سعد، المرجع السابق، صفحة 144
49
خاتمة
إن جريمة تحريض القصر على الفسق و الدعارة من المواضيع الحساسة جدا لذا وجب التعامل معها بكل مرونة و شمولية و ما يلاحظ أن هذه الآفات خلقت مع الإنسان وترعرعت عبر مختلف مراحل الحياة بحيث امتدت أثارها إلى أطفال قصر ليس لهم ما يعنيهم على مقاومتها حتى أصبحوا بضاعة تباع و تشترى في حين كان يستوجب الاعتناء بهم لأنهم أمل المستقبل و قوام المجتمع و هذا يعكس الوعي الحضاري وسعة الإدراك و سعة الإدراك التربوي .
لكن بالنظر الواقع المعاش نرى أن المجتمعات المعاصرة لم تعد راكدة أو محافظة لأن روح العصر قد انبعثت ثائرة على كل ما هو تقليدي فهزت القيم والأخلاق بعنف و أصبحت جريمة تحريض القصر على الفسق و الدعارة محل صراع بين فئة قوية قادرة و أخرى مستضعفة لا حول لها و لا قوة و من كان ضحية فهم قصر أبرياء قصرت في حقهم أسرتهم من خلال الدور الهزيل للوالدين وسوء التنشئة الاجتماعية و عجز النظم التربوية و قذف المجتمع لهم بعدما أصبح خزاناً يعج بكل أصناف المنحرفين و الجانحين و الظاهرة في انتشار واسع يستدعي التدخل بسرعة للحد منها.
فأين دور الوالدين اللذان انغمسا في الحياة المادية و انعدم التواصل مع الأبناء مما فسح المجال لكل أشكال الانحراف و الانسياق وراء الرذيلة في حق أطفال قصر في عمر الزهور غير واعين بمخاطر و انعكاسات سلوكاتهم و أين دور المدرسة التي أصبحت تفتقر لبرامج التوعية ونظم التدريس.
وبعد
كل هذا نقول أن القضاء على هذه الظاهرة يبقى من الأمور الصعبة و لكن غير مستحيل إذا ما تكاثفت الجهود لأن محاربة جريمة تحريض القصر على الفسق و الدعارة و فساد الأخلاق لا تقع على عاتق مصالح الأمن فقط بل هي مهمة يشترك فيها الجميع بدأً من الأسرة ومروراً بالمدرسة ووصولا إلى المجتمع وما يمثله من مثل عليا و قيم وضوابط وعادات وتقاليد .
50
قائمة المراجع
I- المراجع باللغة العربية:
1- أحمد أمين، شرح قانون العقوبات، القسم الخاص، دار النهضة، القاهرة، سنة 1923
2- أحمد فتحي سرور، الوسيط في قانون العقوبات، القسم الخاص، دار النهضة العربية، القاهرة، الطبعة الخامسة، سنة 1999
3- الإمام أحمد أبو زهرة، الجريمة والعقوبة في الفقه الإسلامي، دار الفكر العربي، القاهرة، بدون سنة.
4- بن شيخ لحسن، مبادئ القانون الجزائري، النظرية العامة للجريمة، العقوبات وتدابير الأماكن، دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع، الجزائر، الطبعة الثانية لسنة 2000.
5- سامية حسن الساعاتي، الجريمة والمجتمع، بحوث في العلم الاجتماع الجنائي، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت، الطبعة الثانية، سنة 1983.
6- عبد الحكيم فودة، الجرائم الجنسية في ضوء الفقه وقضاء النقض، مكتبة الإشعاع للطباعة والنشر والتوزيع، سنة 1997.
7- عبد الحميد الشواربي، جريمة الزنا، جرائم الاغتصاب، هتك العرض، الفعل الفاضح، الدعارة، منشأ المعارف بالإسكندرية، بدون طبعة وبدون سنة.
8- عبد العزيز سعد، الجرائم الأخلاقية في قانون العقوبات الجزائري، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجرائم الطبعة 1982.
9- عبد العزيز سعد، الجرائم الواقعة على نظام الأسرة، الديوان الوطني للأشغال التربوية، الطبعة الثانية منفتحة ومزيد، سنة 2002.
10- عفيف عبد الفتاح طيارة، مع الأنبياء في القران الكريم، الجرائم، قصص ودروس وعبر، دار الكتب القانونية، الطبعة 11، سنة 1982.
11- على مانع، جنوح الأحداث في الجزائر، نتائج دراسة ميدانية، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر،الطبعة الثانية، سنة 1997.
12- فتوح عبد الله الشاذلي، شرح قانون العقوبات، القسم العام، أوليات القانون الجنائي والنظرية العامة للجريمة، المسؤولية والجزاء، دار المطبوعات الجامعية، الإسكندرية ،الطبعة الأولى والثانية، سنة 2003.
13- كامل سعيد، شرح الأحكام العامة في قانون العقوبات الأردني وقانون المارن، الجزء الأول، دار الفكر للنشر والتوزيع، الطبعة الثانية، سنة 1983.
14- مجدي محب حافظ، الجرائم المخلة بالآداب العامة، دار الفكر العربي، القاهرة، الطبعة الثانية، سنة 1997.
15- محمد رشا متولي، جرائم الاعتداء على العرض في قانون العقوبات الجزائري والمقارن، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر،الطبعة الثانية، سنة 1989.
16- شتا أبو سعد، الوجيز في قانون الطفل وجرائم الأحداث، دار الفكر الجامعي، الإسكندرية ، سنة 1997.
17- صبحي نجم، شرح قانون العقوبات الجزائري، القسم الخاص، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، الطبعة الرابعة ، سنة 2003.
18- عبد القادر قواسمية، جنوح الأحداث في التشريع الجزائري، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، سنة 1992.
19- توفيق المجالي، شرح قانون العقوبات، قسم عام، مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع، الكتاب الأول، سنة 1998.
II- المراجع باللغة الفرنسية:
Etude et article :
1.CHOUKRI KALFAT, rapport sur le thème de recherche « la protection pénale de la famille contre les atteintes à la moralité sexuelle « décembre 1998 », université de Tlemcen.
2. Arrêté du 05/01/1960 : réglementation de la prostitution dans le département de Tlemcen N° 381-01-59.
3. Recueil des actes administratifs wilaya de Tlemcen 03 mars 1978
4.Ordonnance N° 66-156 du 08/06/1966 portant code pénal INJORA 1975 N° 53
III- القوانين والمجلات
1- أمر رقم 66-156 المؤرخ في 18 صفر عام 1386 الموافق ل 08
2- يونيو سنة 1966 يتضمن قانون العقوبات الجزائري.
3- المجلة القضائية الصادرة عن المحكمة العليا، العدد واحد لسنة 1998.
4- المجلة القضائية الصادرة عن المحكمة العليا، العدد الرابع لسنة 1990.
http://www.djazairess.com/echorouk/30070
حاملون للسيدا وشواذ جنسيا يديرون بيوت الدعارة
الشروق تخترق شبكات المتاجرة بالجنس في الجزائر
زين العابدين جبارة
نشر في الشروق اليومي يوم 14 - 12 - 2008
ما ستقرأونه في السطور القادمة.. ليس كلاما من نسج الخيال لملء صفحات الجرائد، فكل حرف موثق بالأشرطة والأدلة الدامغة.. وما الدافع من هذه المغامرة الصحفية التي كانت مقززة وخطيرة، في بعض الأحيان ليس التشهير أو الإساءة لمنطقة ما أو أشخاص بعينهم أو للسير على نهج الصحافة الصفراء.. وإنما لدق ناقوس الخطر بعد أن بلغ السيل الزبى ودعوة أصحاب القرار سواء كانوا على دراية أم لا وكل أفراد ومؤسسات المجتمع للتصدي للخطر الأكبر من الإرهاب..
لقنبلة الموقوتة التي يحترق فتيلها أكثر كلما أُسقط بفتاة أخرى في وحل الرذيلة.. "الشروق اليومي" اخترقت شبكات الدعارة في الجزائر وسجلت إعترافات باروناتها ونقلت شهادات فتيات وسيدات احترفن أقدم مهنة في تاريخ المرأة واتخذناها تجارة مربحة...
*
بداية التفكير في خوض مغامرة اختراق شبكات الدعارة، كانت بعد أن أثار تقرير لمصالح الدرك الوطني الكثير من علامات الإستفهام.. وكان التقرير يتعلق بمعالجة ثلاث قضايا دعارة وتفكيك شبكة عهر ومتاجرة بالنساء بمغنية المدينة الواقعة على الحدود الجزائرية المغربية وتبعد 63 كلم عن عاصمة ولاية تلمسان خلال السنة الجارية.. لنتساءل هل استفحلت ظاهرة الدعارة والعهر حتى تنتظم المتاجرات بشرفهن وأعراضهن في شبكات وتنظيمات..؟؟
*
*
"خيرة المروكية".. "أشهر من نار على علم" في عالم الدعارة
*
*
سؤال قادنا إلى مدينة مغنية الحدودية ولا نقصد الإساءة لهذه المدينة العريقة التي تزخر بالشرفاء والعائلات العفيفة و إنما التقارير الأمنية تشير إلى تحول شبكات التهريب إلى الدعارة إثر تشديد المراقبة الحدودية ما أدى إلى زيادة حدة الدعارة بالمنطقة وبعد اتصالات مكثفة مع مجموعة من أعيان المنطقة والعارفين بخباياها، تمكنا من ربط الإتصال بأحد الزبائن السابقين لهؤلاء العاهرات الذي ابدى استعدداه للتعاون معنا.. وبحذر كبير، التقينا بمن سيكون دليلنا في عالم شبكات الدعارة بفندق وسط مدينة مغنية.. استقبلنا بحفاوة، إلا أن الخوف والحذر بدا واضحا في ملامح وجهه لنحاول تبديد مخاوفه بدردشة خفيفة حول أوضاع مدينة مغنية قبل أن يطلب منا "يوسف"، وهو الإسم المستعار الذي اخترناه لمرافقنا بناء على طلب منه أن نشرح له كيف يمكنه مساعدتنا.. فأخبرناه "..بمجرد وصولنا إلى مغنية والتحدث حول شبكات الدعارة، كرر جميع من التقيناهم اسم "خيرة المروكية" المهربة السابقة والرقم واحد حاليا في عالم الدعارة.. فهل تعرفها وهل يمكنك ان توصلنا إليها..؟؟"، ليرد مبتسما "ومن لايعرف خيرة المروكية.. والوصول إليها سهل، ولكن من اجل أن تقضي ليلة مع إحدى عاهراتها وفقط.. أنتم يستحيل أن تصلوا إليها بهويتكم الحقيقية"، وبعد أخذ ورد لأكثر من ساعتين، قررنا أن ننتحل شخصية مبعوثين من هيأة رسمية من العاصمة قصد التقصي في الشكاوى التي رفعتها ضد اشخاص ذوي نفوذ.
*
*
رنات "نانسي عجرم" شفرتهم السرية.. جزائريون مغاربة صينيون زبائنها
*
*
ليتصل "يوسف" بخيرة المروكية هاتفيا وكانت أغنية الإنتظار بهاتفها أغنية لنانسي عجرم "يا واد يا ثقيل" لترد "آلو.. يوسف.. كي راك العزيز"، وبعد ان أخبرها بأمرنا وإمكانية زيارتها، رفضت وفضلت ان يكون عبر الهاتف وامام إلحاحنا قطعت الخط.. ليعرض علينا الإتصال هاتفيا بعاهرة اخرى تدعى "عواطف" وهي الأخرى رنة الإنتظار بهاتفها أغنية ل"نانسي عجرم"، إلا انها ردت عليه تخبره أنها مشغولة مع زبون، لنحاول الإتصال بثالثة تدعى "نجية" وهي الأخرى رنة الإنتظار بهاتفها أغنية لنانسي عجرم، وكأن أغاني هذه المطربة اللبنانية اصبحت شفرة سرية بهواتف العاهرات وعند رد "نجية" على "يوسف" اخبرته أنها سافرت لوهران من اجل إسعاد جماعة مغتربين جاءوا خصيصا من فرنسا من اجلها على حد تعبيرها...
*
*
وبعد هذه المحاولات الفاشلة، حاول يوسف أن يقنعنا باستحالة مقابلة المتاجرات بالنساء بقوله: "هذه المتاجرات الثلاث التي كنت أتعامل معهن، وكنا يدبرن لي فتيات لممارسة الجنس.. لأفضل لكم أن تلتقوا بالعاهرات البسيطات.. يمكنكم محاورتهن بسهولة، فهن منتشرات بالفنادق والطرقات ليلا.."، إلا أن إصرارنا عليه للقاء رؤوس الشبكات دفعه لمعاودة الاتصال ب"خيرة المروكية"، وأكدنا لها أننا هنا من اجلها وسنساعدها حتى نكشف المبتزين.. لتجهش "خيرة المروكية" بالبكاء وينقطع الخط.. نعاود الإتصال بها وتخبر يوسف بأنها موافقة، وتحدد الموعد عند الساعة العاشرة، وكانت الساعة تشير حينها إلى الثالثة والنصف زولا، متحججة أنها تقوم بتنظيف شامل للمنزل ولايمكنها استقبالنا الآن... الساعات مرت طويلة، قضيناها رفقة يوسف الذي حدثنا عن كيفية تحويل بارونات تهريب المازوت والكيف بالمنطقة إلى الدعارة في فنادق بنوها بأموال التهريب وجمعوا فيها نساء من مختلف مناطق الوطن ومن المغرب ليسعدوا جزائريين ومغاربة وحتى صينيين...
*
*
في بيت "خيرة المروكية".. شبان في المدخل وفتيات مستلقيات في صالون فاخر جدا
*
*
في سيارة أجرة انتقلنا في حدود التاسعة والنصف ليلا إلى منطقة تقع عند الحدود الغربية لمدينة مغنية، أين ارتجلنا من سيارة الأجرة وسط حي مظلم به عشر بنايات أو أقل تتوسطهن بناية من ثلاثة طوابق بدهان أحمر.. يتوقف أمامها مرافقنا ليخاطبنا "وصلنا.. هذه هي دار خيرة المروكية".. ثلاثة شبان يخرجون من المستودع اسفل البيت، يسلم عليهم "يوسف" الذي يعرفونه حسب طريقة حديثه معهم، ليفتحوا لنا الباب قائلين "هن في انتظاركم.. تفضلوا"، ولأن البيت ليس فيه رواق، دخلنا مباشرة إلى غرفة الجلوس، أين كانت شابتان مستلقيتين على أريكة فاخرة جدا، إحداهن بتبان ملتصق على جسدها وقميص يكشف اكثر مما يستر، أما الأخرى فكانت ترتدي لباس الراقصات المصريات في اللون الأبيض، وبمجرد دخولنا هربن إلى غرفة مجاورة، لتصرخ "سيدة" من المطبخ المجاور للصالون "البنات.. هذا الشاب انتاعي انا"، أي هذا الشاب من اجلي أنا، ليتدخل "يوسف" ويخبرها أنني مبعوث من العاصمة قصد مساعدتها لا غير، ليقدم لي يوسف السيدة بقوله "هذه مدام خيرة المروكية".. كانت بفستان نوم أسود، أشبه مايكون بلباس الراقصات المصريات.. وجهها مرسوم بكل أنواع الأصبغة، وشعر قصير بلون أصفر فاقع، وبشرة برونزية تميل للسواد.. تستقبلنا في قاعة الجلوس المؤثثة بأفخر قطع الأثاث والتحف.. ومظاهر الثراء لا تعكسها حيثيات فيلتها وحسب، وإنما حتى أطنان الذهب التي كانت تعلقها من أساور وعقود وكأنها محل مجوهرات متنقل...
*
*
بنات يهربن من بيوتهن ل"خيرة المروكية" قبل أن يسرقهن تجار آخرون
*
*
طلبنا من "خيرة" أن تروي لنا قصتها بالتفصيل، وكيف دخلت إلى هذا العالم.. فقالت "أنا كنت امرأة جزائرية عادية ولست مغربية كما يلقبونني.. أنا ولدت هنا وابنة شهيد.. ربما تقدمي في السن غيّر ملامحي.. فأنا كنت جميلة جدا.. كنت فاتنة الجمال.. تزوجت في سن ال15 بزوج لم يعمل يوما.. فطلبت منه أن يتركني أخرج للعمل فرفض.. طلبت الطلاق وعمري 36 سنة، لأني لم اتحمل مشهد أبنائي يموتون جوعا.. تطلقنا بالتراضي وترك لي البيت.. اتصلت بإخوتي السبعة في فرنسا حتى اذهب إليهم فرفضوا أن أجلب أبنائي معي.. عملت كمنظفة في مقهى ومطعم وفي البيوت لأطعم ابنائي، وكنت في كل مرة أتعرض للمساومات الجنسية من قبل أرباب العمل... وفي زوية تعلمت قواعد التهريب واشتغلت كمهربة ملابس على الحدود المغربية الجزائرية ونقلت المواد المهربة داخل ملابسي لبيعها في أسواق وهران.. ولكن بعد تشديد المراقبة على الحدود وكثر حجز المواد المهربة، مارست الدعارة من اجل أن اكبر أبنائي.. فالإبتزاز الجنسي يلاحقني أينما ذهبت، فلماذا أبيع نفسي دون مقابل.. وأبنائي يموتون جوعا".. ونفت أن تكون تتاجر بالبنات أو أنها تمارس الدعارة حاليا في بيتها، وعن البنات الأربع اللائي وجدهن في البيت بملابس فاضحة والشبان عند مدخل الفيلا، قالت "هذه ابنتي المتزوجة ولها ابن وتبلغ من العمر 28 سنة، وهذه أختها الصغرى 17 سنة، وهذه إبنة أختي 19 سنة، أما الشبان الثلاثة فهم أولادي.. وهذه "وردة" آويتها بعد ان هربت من بيتهم، لأن كبير مافيا النساء أراد ان يخطفها بعد أن رفضت الزواج منه.. يعرفه جميع سكان مغنية يتزوج النساء، ثم يطلقهن ويتاجر بهن في الدعارة"، وتتدخل "وردة" وهي تظهر آثار ضربات بالسكين على يدها وبعض مناطق جسدها: "تهجم علي أكثر من ثلاث مرات.. شوهني بسكينه، لأني رفضت الزواج منه.. تهجم على بيتنا وضرب والدتي بالمطرقة.. بلغت عنه الشرطة ولم يلق عليه القبض.. أنا منذ ثلاثة اشهر هاربة هنا".
*
*
شاذة جنسيا ومصابة بالسيدا.. تتاجر بالنساء وتروع السكان
*
*
وما إن تحدثت وردة.. علا صوت "خيرة" قائلة "المافيا في كل مكان.. أنا تهجمت عليا "قوين تخدم النسا" أي شاذة جنسيا أربع مرات في بيتي، فمنذ حوالي سبعة أشهر حاولت قتلي بالسيف هنا في بيتي وكانت ثملة، لهذا تغلبنا عليها أنا وأبنائي وربطناها وسلمناها للشرطة، وعندما وقفنا أمام وكيل الجمهورية اكتشفت انها مسبوقة قضائيا ب26 قضية في الدعارة والضرب والإعتداء وحيازة المخدرات، وقالت في التحقيق أنها تعمل عندي كعاهرة وشربت الخمر عندي.. كذبا وبهتانا.. وجهها مشوه بالكامل وتتاجر بالنساء هي ورفيقها وهي مصابة بالسيدا، وأخوها مات منذ أيام بالسيدا وهي الآن في حالة فرار من السجن.. جاءت منذ ثلاثة أشهر هي وثلاثة شباب وضربت إبني بالسكين في رأسه، وتقرير الطبيب الشرعي موجود.. هي متواطئة مع جهات نافذة.. أنا أعيش في كابوس، فبابي مغلقة ولا أنام بسببها.. اصبح الكل يعرفها وكل من رآها يهرب ويبلغ عنها.. أردتم كيف أعيش فاسمعوا إذن.. يتهجمون علي.. يهددوني بالقتل وآخرون يطلبون مني الرشوة ولا أحد يحميني.. ماذا فعلت؟؟.. اردت أن أكبر ابنائي حتى لايجوعوا.. 17 سنة لم أنم من اجل أبنائي.. وأنا اتحدى اليوم الجميع..أ تحدى هذه الشاذة المصابة بالسيدا والأمن والدولة والجميع من اجل أولادي.. أنا أفعل أكثر من العاهرات والمتاجرين بالبنات إن لم أجد بماذا اشتري الدواء لإبني وهو يموت أمامي... أنا لم أصبح أحس أني امرأة.. هموم الدنيا حولتني إلى رجل.. أحب أن اشرب.. أحب الذهاب إلى المخمرة.. أحب أن أعيش وانسى".
*
*
متسولات مساجد في النهار.. وعاهرات أرصفة في الليل
*
*
ثورة "خيرة المروكية" دفعتنا لمغادرة المكان، خاصة وأنها مصابة بمرض الصرع والقلب، لنتوجه لرصد شكل آخر من الدعارة.. عاهرات الأرصفة في ليل مغنية.. هنا بالعشرات في احياء شعبية معروفة عند العام والخاص.. وهن العاهرات الأقل ثمنا ويقصدهن ذوو الدخل المحدود.. الساعة تجاوزت منتصف الليلة وشابة في الثلاثينات عند مدخل احد فنادق مغنية.. شجار ومشادات كلامية بينها وبين احد أعوان الأمن بالفندق.. نقترب أكثر ليتضح الأمر أنها عاهرة رصيف تحاول ان تدخل للفندق لإصطياد زبون وقضاء ليلتها هناك.. إلا ان عون الفندق ينهرها بعبارات "مكانك في الشارع.. متسولة وعاهرة رصيف.. تبحثين عن شكارة درهم.. عندي بنات يكفونني والزبائن قلائل.. عندي من لا أستطيع دفع أجرتهن".. نقترب منها اكثر لتخبرنا انها كانت تعمل عنده واليوم طردها من الفندق واستبدلها بغيرها.. وعن كم كانت تتقاضى، قالت "كل ليلة وخيرها.. كنت أتقاسم معه 50 بالمائة من المبلغ.. فالغرفة بالإضافة للبنت قيمتها 9000 دج وأنا أربح 4500 دج.."، حفظنا ملامح الفتاة وترقبناها.. فبعد حوالي عشرين دقيقة مرت سيارة لتقلها.. عدنا في الغد لنفس المنطقة لنكتشف أن نفس الفتاة ترتدي "جلابة" متكئة على بوابة المسجد، تمد يدها للمارة.. إنها متسولة في النهار.. عاهرة في الليل.. ويخبرنا مرافقنا أن مثلها كثيرات.
*
*
"فنادق" للدعارة تجاور المقابر ومقامات الأولياء الصالحين!
*
*
والعجيب في أمر الفنادق المنتشرة في مغنية بصورة ملفتة للإنتباه والتي تعلو منها الموسيقى الصاخية وتملأ مداخلها فتيات من مختلف الأعمار بملابس تصف وتشف وتكشف.. أن أغلبها تجاور المساجد والمقابر وأضرحة الأولياء الصالحين.. وتبقى اسعار العاهرات في الفنادق هي الأغلى، إذ تترواح بين 9000 دج و15 ألف دينار في حين لا تتعدى قيمة ليلة واحدة مع العاهر في بيوت الدعارة 5000 دج في حين تأخذ عاهرات الأرصفة 1000 دج إلى 3000 دج .. كلما استطاعت أن توقف سيارة ومسامرة صاحبها لبعض الساعات أو اللحظات.
http://blog.amin.org/assi/2011/12/21/%D8%B9%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%B1%D9%82%D9%8A%D8%B9-%D8%BA%D8%B4%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%83%D8%A7%D8%B1%D8%A9/
عيادات ترقيع غشاء البكارة
تقرير سامح ابو وديع
في الإعلانات المنبثقة من غوغل لفت انتباهي إعلان غريب لعيادات تجرى عمليات جراحية لرتق غشاء البكارة وبسرية تامة .. تتبعت الإعلان فوصلت إلى موقع هذه العيادات على الشبكة العنكبوتية .. يحتوى الموقع على معلومات تثقفيه عن غشاء البكارة وعلى كليب عن ” معاملة فاقدة العذرية في بعض المجتمعات “.
الموقع باللغتين العربية والعبرية ويتوفر عليه رقم للاتصال السري.. ومن باب الفضول واستكمالاً لكتاباتي التي بدأتها بمقال ” غشاء البكارة وعفة المرأة ” قررت الاتصال على الرقم والاستفسار منهم عن عمل هذه العيادات وأماكن تواجدها..
رد علي شخص يتكلم العربية ولم استغرب ذلك لان المركز وبتوقعي خصص للتستر على الفتيات العربية اللواتي فقدان عذريتهن بالحرام.. بدأت بطرح أسئلتي الاعتيادية عليه والغريب انه أجابني وبكل صراحة ودون أي تحفظات ، تذكر .. كما هيئ لي عند اطلاعي على الإعلان.. لم يسألني أي أسئلة .. ويبدو أن هذه أيضا توصيات القائمين على هذه العيادات لبث الطمأنينة في نفوس من يفكرون بالتستر على أفعالهم .. تبين لي أن لهذه العيادات فرعين .. فرع في تل أبيب والأخر في بير السبع .. ، وأن القائمين عليها نخبة من امهر الأطباء في إسرائيل.. العمليات في اغلبها تستغرق من 45-60 دقيقة وبتخدير جزئي ” הרדמה מקומית ” هذا في حالة كون تمزق الغشاء جزئي وبالإمكان ترقيعه ، أم في حالة تمزقه بالكامل فالأمر يتطلب تخدير كلي הרדמה כללית والعملية تستغرق سبع ساعات ..
العمليات تتم بسرية كاملة ولا يستلزم الأمر أي وثائق أو مستلزمات سوى بعض عينات الدم في حالة التخدير الكامل،أما عن تكلفتها فهي المفاجأة ..!!
تكلفة العملية في حالة التخدير الجزئي 2500 شيقل وهو مبلغ لا يذكر في عالم العمليات الخارجية الخاصة أما تكلفة عملية التخدير الكامل فتكلف 7000 شيقل ” الفين دولار” لأنها تطلب طاقم من الأطباء والمساعدين وتستغرق وقتا أطول وهي أيضاً مبالغ رمزية قياساً لتكلفة العلاج في المستشفيات والعيادات الإسرائيلية ..
خلاصة الموضوع أن هذه العيادات مدعومة من جهات حكومية إسرائيلية .. مع أني مقتنع بأن عفة المرأة لا تقاس بوجود غشاء البكارة من عدمه كما أوضحت بمقالي السابق – غشاء البكارة وعفة المرأة – إلا أن وجود هذه العيادات وبهذه ألأسعار وبهذه الطريقة وبهذا الزمن سيدمر مجتمعنا وسيزيد من معدلات الانحراف والضياع لدى شبابنا ..
نسأل الله أن يلطف بنا وأن يحفظ شبابنا وبناتنا مقالات سابقة ذات صلة عشاء البكارة وعفة المرأة
تعليقات الاصدقاء على المقالة بموقع جيران
اضيف في 03 اكتوبر, 2010 01:00 م , من قبل jenen1988
من الأردن said:
موضوع ممتاز أخي سامح وأظن أن هذه الأمور
منتشرة وفي كل البلدان ولكن أظن أنها كانت سرية الآن انحدر العالم ومن
إحدى علامات يوم القيامة الفجور أعاذنا الله وأدعو لجميع بنات المسلمين
بالستر والعافية وأن يبعدهن عن طريق الحرام أظن أن هذا أيضا يترجم من
ناحية سياسية من وجهة نظري فهو استعمار ثقافي
على عقول الفتيات ويعود أيضا لبعدنا عن ديننا الحنيف وسنة نبينا
وآخر قولي لا إلاه إلا الله سبحانك انا كنا من الظالمين
تحياتي العطرة جنين
اضيف في 03 اكتوبر, 2010 06:13 م , من قبل astpraq
من فلسطين said:
السلام عليكم ورحمة الله
هو موضوع قيم ولكن للاسف الشديد في تواجد هيك عيادات وبذات بالمجتمعات
العربية المحافظة،في نهاية حديثي اقول هذه يكون سؤ تربية من الاسرة لانها
يجب غرس لقيم الدينية ولاجتماعية في عقول اطفالها حتى يشبو عليها
مشكور جاري على روعة انتقئك للمواضيع
اضيف في 03 اكتوبر, 2010 06:19 م , من قبل reemelbawady
من قطر said:
السلام عليكم
اخي الفاضل ابو وديع
ليس بوسعنا الا ان نقول حسبي الله ونتعم الوكيل فيهم ، بكل الوسائل والطرق هم يحاربوننا .. ويستعمرون حتي عفتنا وكر امتنا
ويبقي الموضوع اول واخير بيد المجتمعات والاسره التي لها الدور الاكبر في تنشئة الاولاد تنشئه صحيحه
دمت اخي بكل الود
ريم البوادي
اضيف في 03 اكتوبر, 2010 09:17 م , من قبل sky2018
من فلسطين said:
عيادات خطيره
وهي تمثل مدى الانحطاط الخلقي
الذي وصلت له البشريه
والخلافه الاسلاميه قادمه
بإذن الله تعالى
ولنعمل معا لسماء2018
اضيف في 03 اكتوبر, 2010 09:41 م , من قبل almonalisa
من لإمارات العربية المتحدة said:
الصراحة لا أعرف ما أقول في هذا الموضوع …سلمت يداك على هذا الطرح الراقي …
ولكن بخصوص مقالي الجريده أعلم أن الأغنيه لماجده الرومي ومن كلمات
الشاعر نزار قباني … ولكن بسبب عطل طرأ في النت لم أستطع تنزيل الأغنيه
والحين نزلتها … شكرا لمرورك والتعليق ….
\\
//
منى
اضيف في 03 اكتوبر, 2010 09:45 م , من قبل almonalisa
من لإمارات العربية المتحدة said:
تعقيب حتى في أمريكا والدول الغربيه المتحرره جدا باتوا يشجعون بناتهن على الحفاظ على عفتهن …
اضيف في 03 اكتوبر, 2010 10:17 م , من قبل Amaniooo
من المملكة العربية السعودية said:
اسرائيل عدو الله بلا كلام ، ولكن اذا كان
هذا تقييمك لعيادات ترقيع غشاء البكارة هناك ، فكيف تقيم وجودها في
البلدان الاسلامية والعربية ؟!!!! وهي بالفعل موجودة .
تحياتي
اضيف في 03 اكتوبر, 2010 11:43 م , من قبل noonahx02
من المملكة العربية السعودية said:
حسبي الله ونعم الوكيل .. اصبحت هذه الامور منتشرة في كل البلاد العربية … لا وازيدك من الشعر بيت .. الصينيين ما خلو شيء اخترعوا شيء اقل تكلفةً واسرع من العملية ودعاياته تملأ الانترنت يعني تساوت الشريفة والمستهترة بفضلهم .. مشكور ع الموضوع الحساس من الناحية الدينية والاجتماعية والاخلاقية .
اضيف في 04 اكتوبر, 2010 12:22 ص , من قبل noonahx02
من المملكة العربية السعودية said:
اعذراً اخي قد سبقتني في الحديث عما اخترعته الصين … لم يفتح معي رابط المقالة السابقة الا بعد التعليق ..
اضيف في 04 اكتوبر, 2010 12:35 ص , من قبل sr1980
من فلسطين said:
مساء الخير
سلمت يداك على هك موضوع جد مموضوع ممتاز
جاري العزيز يجب نشر هاض الموضوع باكثر من موقع او اي وسيله اعلانيه لزياده وهي الناس وخصوصا مجتمعنا العربي الذي يلتهي بعده اشياء
وهاي لعبه سياسيه تلعبها اسرائيل لتهي اي عربي عن وطنه تعطيه كل المسموع
وتفتح له بيوت الدعاره وتكون الترقيع للغشاء باموال بسيطه لكي ينسى ارضه
وطنه ولى القدره يديه ان ديدافع باي شي لانو بهذه السياسه قد لهته عن شي
اخر غير وطنه
وهاي ايضا لعبه سياسيه دوليه تلعبه دول الغرب للدول العربيه تقدم لهم
البرامج الترفهيه مثل ستار اكاديمي او اي شي هكذا يلتهي بالدنيا وملاهي
لدنيا ولى يكون فاضي ان يقدم اي وطنيه لاي دوله عربيه.
جد اشكر جدا على هك موضوع واقول لك تابع بنشر هاض الموضوع بعده وسائل
الاعلان لزياده الوعي بين الناس ورجوعهم لعقولهم ولدينهم لااننا بالفتره
الزمنيه القصيره تراجع كبير لدين الاسلامي زياده المشاكل وزياده الدعاره
بمحتمعنا
واخيرا الله يهدينا للطريق الصحيح ويهدينا للاسلام جميعا
امين يا رب العالمين
اضيف في 04 اكتوبر, 2010 02:39 ص , من قبل same82
من المغرب said:
السلام عليكم
اخي الفاضل
لا نستغرب من هذا فالحالة
اكتسحت كل بلدان العالم
حتى انهم تفننوا فيما يفعلون
موضوع قيم جدا سلمت يمناك
تقبل تحياتي
عــ الدين ــز…/
اضيف في 05 اكتوبر, 2010 04:29 م , من قبل exangel66
من مصر said:
شكرا لك على طرح هذا الموضوع الهام
وتوضيح كثير من الامور لنا
اضيف في 05 اكتوبر, 2010 07:31 م , من قبل turkii122
من الولايات المتحدة said:
يعطيك العافيه سامح
تركي الساير
اضيف في 05 اكتوبر, 2010 09:23 م , من قبل dodo555555
من مصر said:
لا اظن ان السلطات الاسرائيلية تدعم هذه العيادات من اجل عيون العربيات، وانما تدعمها لتشجع على الرذيلة
اضيف في 19 نوفمبر, 2010 09:37 م , من قبل www
من فلسطين said:
السلام عليكم ورحمة الله
الاحظ ان المتحدثين من الرجال وانا رجل
اتقو الله
قبل ان نحكم على خواتنا يجب ان نفهم ان وراء كل بنت فقدت عذريتها رجل، نعم رجل
هو ذالك الرجل يفعل ما يشاء يزني ويغتصب ولا دليل على ذلك اما البنت فقد فقدت عذريتها
اخواني استمعوا لمراكز الاغتصاب في كل البلدان اغتصاب من اب واخ وعم وقريب وكلهم متزوجون ومنهم يدعون انهم متدينون
اتقوا الله واعلموا ان الله يقبل التوبة ولسنا نحن من نقرر من المؤمن،
اعلموا ان هناك مجمع الفقه الاسلامي الذي يبت في مثل هذه الامور وقد تقرر
بنود معينة لاجراء مثل هذه العمليات للمغتصبات وحتى في حالات الزنى اذا
تمت التوبة
والسلام عليكم
اضيف في 26 نوفمبر, 2011 10:25 ص , من قبل صباح
من الجزائر said:
السلام عليكم اقسم بالله العلي العظيم انني صادقة في كل حرف اقوله و اكتبه انا فتاة من الشرق الجزائري فقدت عذرتي و بحثت عن حل فلم اجد خاصة بعد فضيحة ابنة عمي التي جربت عملية الترقيع كلفتها 20 مليون و فضيحة فقد كشف زوجها الخدعة و قام بفضحها امام كل الناس.ووصل الامر الى المحكمة .تبت الى الله كنت كل ليلة و كل صباح اصلي لله الى ان وجدت اعتراف فتاة استعادت عذريتها عن طريق الصحفي عبد الله فرحت اتصلت به فوجدته ملاك وعدني باحضار لي الدواء من السعودية و جربت الدواء و نجح معي فقد اكد سبعة اطباء شفائي الغريب ان و لا طبيب سالني فقد حصلت على غشاء طبيعي احباتي التي تكتب الان متزوجة و في بيتها و الحمد لله ازددت ايمانا لا تستطيع ان تتصور اي فتاة فرحتها و هي تنجوا من الفضيحة لن انسى فرحة امي و ابي و عائلتي بي اتصلت بالصحفي عبد الله و بكل الفتيات و بشرتهم بالخبر و عاهدت نفسي ان اساعد اي فتاة في دعائي و في صلاتي و باي شيء استطيع فعله تمنيت لو وصلت ابنة عمي للدواء قبل الفضيحة و لكن للاسف ذهبت الى المكان الخطا خاصة و انا الاطباء حاليا اصبحوا يستغلون الفتيات و يقومون بتهديهن و هناك من يقوم بتصوريهن كما حدث لفتاة اعرفها عن طريق الصحفي عبد الله طبيبة تهددها بالفيديو او 50 مليون انا اضم صوتي الى الملاك عبد الله هكذا ينادونه الناس و اقول للفتاة التي تفقد عذريتها او تشك انها فقدتها لا تفضحي نفسك جربي دواء الشيخ مسرور و انهي مشكلتك للابد و اول خطوة كما يطلب منا عبد الله دوما استخارة الله و التوبة و النية الخالصة لمن تريد ان تستر عرضها و عرض اسرتها رقم الصحفي 0661531657 sahafanet3@gmail.com متمنية لكل فتاة تقصد عبد الله الشفاء و الستر و الله انا قبل الشفاء نمت الصحفي عبد الله و كل واحدة تقابل عبد الله تعرف ان كلامي حقيقي السلام عليكم ارجوا من كل فتاة شفيت ان تنشر الخير هذه امانة عليكم
http://benbadis.org/vb/showthread.php?t=2101
haCked by ANWAR 1337
اين هي الحماية
سبب الاختراق لا يوجد سبب
contacted me on facebookfacebook = Anwar Nulle Day
“الفجر” تفتح الملف الممنوع
هكذا تشتري فاقدات العذرية بكارة جديدة
تتراوح أسعار خياطتها بين 40 ألف و70 ألف دينار جزائري
فتيات يشترين عذرية جديدة قبل يومين من عرسهن
تسقط الكثير من الفتيات ضحية شباب
همهم الوحيد إشباع رغباتهم الجنسية، حيث يعمل البعض منهم على إيقاع الفتاة
في الحبّ وإيهامها بالزواج؛ حتى تصبح فريسة له، وما زاد من الأمر خطورة هو
فعل العمل الشنيع عن طريق خطبة الفتاة وتأكيد العلاقة حتى تكون الجريمة
مشروعة، ولأن غشاء البكارة هو كل ما تملكه الفتاة لإثبات عفتها وشرفها، فهي
تعمل جاهدة وبشتى الطرق، من أجل المحافظة عليه إلى غاية يوم زفافها، إلا
أنه وفي بعض الأحيان تفقده نتيجة حركات رياضية وغير عادية، فتلجأ إلى
ترقيعها كمنفذ وحيد لها.
ارتأت “الفجر” أن تفتح هذا الملف على مصراعي جدل، من خلال استطلاع رأي الشارع الجزائري حول موضوع ترقيع غشاء البكارة عن طريق أخذ بعض العينات، ممن وقعن في فخ فقدان العذرية، نتيجة خطأ قد ارتكبته الفتاة مع خطيبها أو شخص عرفته قبل الزواج، آملة منه أن يقف معها وقفة رجل، أو تجد نفسها ضحية قدر محكوم لم تختره كزنا المحارم أو اعتداء جنسي أو تسليم في لحظة ضعف. وبالمقابل هناك وللأسف بعض الأشخاص من لا يتحملون مسؤولية خطئهم، فتجد الفتاة نفسها في دوامة، وفي رحلة البحث عن جهة ما مهما كانت صفتها لترقيع غشاء بكارتها حفاظا على شرف العائلة وهروبا من عادات وتقاليد مجتمع يؤكد على شرف البنت من خلال حفاظها على عذريتها، وبالتالي تلجأ الفتاة إلى إثبات عذريتها ولو بطريقة مزيفة تحت غطاء “غشاء البكارة الصيني”. وهو ما حدث مع حياة (23 سنة) وهي واحدة من الفتيات اللاتي فقدن عذريتهن قبل الزواج؛ والتي صارحتنا وقالت لنا بأن الدنيا اسودت في عينها، نتيجة خطأ ارتكبته مع “حبيبها” الذي وعدها بالزواج ولم يفعل، حيث تجرد من كامل مسؤولياته اتجاهها، بحجة أنه ليس هو المذنب، لتدخل بعدها في متاهة لا أول لها ولا آخر، حيث قصدت هذه الأخيرة إحدى صديقاتها وحكت لها قصتها، وكلفتها بمهمة البحث عن شخص يساعدها لتجنب الفضيحة بأي ثمن، لتبدأ سلسلة التحري والبحث عن مكان تجرى فيه عمليات ترقيع غشاء البكارة، بالاستعانة ببعض الفتيات، ممن كانت لهن سوابق في مثل هذا الأمر، وبالفعل تمكنت صديقة صباح، بعد مرور شهر، من العثور على طبيب يجري مثل هذه العمليات سرا، بوساطة ممرضة تشتغل بإحدى العيادات على مستوى العاصمة؛ دلتها على عنوانه، حيث طلب الطبيب منها مبلغ 40 ألف دينار لإجراء العملية، علما أن المعنية بالأمر ماكثة بالبيت وليس لديها عمل تسترزق منه، حينها قامت صديقتها بجمع مبلغ من المال بمساعدة بعض الصديقات، زيادة على بعض المجوهرات التي كانت تملكها، وفي الأخير تم جمع المبلغ كاملا و حجزت عند الطبيب سالف الذكر موعدا بأسبوع، حيث أجرى لها العملية في مدة استغرقت ثلاث ساعات كاملة.
صباح، فتاة أخرى وقفنا على حكايتها التي لم تختلف عن حكاية حياة، فقصتها تقشعر لها الأبدان، بعدما أفقدها حبيبها عذريتها وتخلى عنها عمدا انتقاما منها لأنها – حسبه - خانته في وقت مضى مع شخص آخر قائلا لها “هذا جزاؤك أيتها الخائنة، اليوم أعلمك كيف تخدعين الرجال”، لتسلك بعدها صباح نفس طريق حياة في رحلة البحث عن خيط بكارة جديدة.
قابلة تروي لـ”الفجر” حالات لفتيات فقدن عذريتهن
ومن أجل تقريب الموضوع أكثر التقينا بإحدى القابلات كانت تعمل في واحدة من العيادات بولاية تيبازة، حيث كشفت عن الإقبال الكبير للفتيات اللواتي فقدن عذريتهن، ويبحثن عن حل في إعادة ترقيع غشاء بكارتهن من خلال بعض العمليات التي تجرى على مستوى العيادة، قائلة “الفتيات على اختلاف أعمارهن تأتين من مختلف المناطق، من أجل إجراء العملية التي تدوم من خمس إلى سبع ساعات، وتختلف كل واحدة من حالة لأخرى”..
وأضافت المتحدثة بأنها شهدت على قيام عمليات ترقيع غشاء البكارة لعدة فتيات، ويتعلق الأمر مثلا؛ بفتاة قدمت من العاصمة وتبلغ من العمر 26 سنة، كانت على علاقة بشاب أوقعها في غرامه، وبعدها قام بسلبها أعز ما تملك، مشيرة بأن الفتاة لم تخبر عائلتها بالأمر لأنه لم يتحمل مسؤولية ما فعل، وحسب رواية هذه الفتاة بأنها حملت بجنين، ومن أجل التستر على الفضيحة قصدت العيادة المتواجدة بتيبازة، من أجل القيام بعملية الإجهاض وترقيع غشاء بكارتها التي كلفتها مبلغ 70ألف دينار جزائري.
حالة أخرى روت عنها القابلة، حول فتاة قاصر، لم يتعد سنها السادسة عشر، حيث تم اختطافها من قبل مجموعة من الشبان واعتدوا عليها جنسيا، وحسب المتحدثة فان الفتاة عثر عليها في حالة خطيرة وأدخلت على إثرها إلى غرفة العمليات في مستشفى القليعة، بعدها قصدت عيادتنا لترقيع غشاء بكارتها رفقة والدتها، حيث كلفتها العملية 50 ألف دينار.
وفي السياق ذاته؛ روت لنا القابلة عن تجربة إحدى الفتيات بعدما أقامت علاقة مع شاب عن طريق الخطأ، مضيفة أنها طلبت منه الزواج، إلا أن هذا الأخير رفض، وهو الأمر الذي أدى بها للانحراف، وبعد مدة تقدم لخطبتها شاب وطلب منها أن تثبت عذريتها، فلم يكن لها من حل آخر سوى ترقيع غشاء بكارتها فبعملية كلفها 60 أف دينار جزائري، وأجرتها يومين قبل الزواج ونصحتها الطبيبة بتجنب حمل الأشياء الثقيلة وتجنب صعود السلالم.
تجري العمليات بمعدل 10 مرات في اليوم بمنزلها
كانت وجهتنا هذه المرة إلى إحدى العيادات الخاصة بالعاصمة؛ بعد سماعنا أنها تقوم بإجراء عمليات ترقيع غشاء البكارة لفتيات فقدن عذريتهن سرا، دخلنا إلى العيادة بحجّة مراجعة طبية ، حيث قامت باستقبالنا ممرضة، تقربنا منها وحجزنا موعدا لرؤية الطبيبة وجلسنا ننتظر إلى أن يحين موعد الكشف، ثم اغتنما فرصة الانتظار وتحدثنا مع الممرضة بعد أن استدرجناها في الحديث في مختلف قضايا الساعة والمشاكل التي يتخبط فيها مجتمعنا العربي وبعض المواضيع الاجتماعية التي يعاني منها شبابنا وفتياتنا، وصولا إلى صلب موضوعنا وجوهر بحثنا وتحقيقنا، حيث سألنا الممرضة عن طبيب أو أخصائي في أمراض النساء يقوم بإجراء عمليات خياطة لغشاء البكارة لمن فقدن عذريتهن، فكان جوابها بعد صمت طويل وتفكير دام بضع ثواني، أخذت الحيطة والحذر وهي تخبرنا على أن الطبيبة التي تعمل عندها تقوم بإجراء مثل هذه العمليات في بيتها، حينها أخبرناها بأن صديقة لنا وقعت ضحية شخص تلاعب بعواطفها وأفقدها شرفها، حينها قدمت لنا رقم هاتفها لنعاود الاتصال بها والتفاهم في باقي التفاصيل.
وأوضحت الممرضة بأن العملية تجري في منزل الطبيبة التي تخصص غرفة من غرف شقتها للقيام بهذه العمليات، دون أن نعرف إن كانت هذه الغرفة معقمة أو تتوفر على شروط النظافة، بالإضافة إلى جهلنا للأشخاص الذين يساعدونها، وهل هي مضمونة أم لا وهل تعرض حياة الفتيات للخطر؟.
وبعد انقضاء فترة من الزمن اتصلنا بالممرضة لحجز موعد لنا بـ10 أيام قبل العرس المفترض، فتاريخ عملية الخياطة مرهون بموعد العرس، حسب ما أكدته لنا الممرضة، بالإضافة إلى تأكيدها لنا أن الخياطة وترقيع غشاء البكارة يكون على حسب عدد مرات العلاقة الجنسية، كما أنها قدمت لنا بعض النصائح لتضمن نجاح العملية، مؤكدة أن مدة عملية ترقيع غشاء البكارة لا تتجاوز 20 دقيقة على الأكثر، حيث تصبح الفتاة عذراء، مشيرة إلى عدم تعرض أي فتاة إلى مضاعفات سواء إصابتها بالحمى أو غير ذلك.
وفي نفس السياق؛ أكدت المتحدثة إلى إستعمال الطبيبة قطرة من الدم مجمدة تضاف إلى الغشاء عن طريق القيام بعملية الخياطة والتي تكون من خلال الحقنة، مضيفة أن الطبيبة تجري 10 عمليات للفتيات في اليوم عن طريق برنامج خاص.
وأضافت المتحدثة، أن ثمن العملية يقدر بـ 50 ألف دينار جزائري، بالإضافة إلى حق الممرضة بفضل مساعدتها للفتيات، مؤكدة أن العملية مضمونة 100 بالمائة، كما تطرقت الممرضة إلى أن “الخياطة عن طريق الليزر” ليست ناجحة ومضمونة مستدلة بقصة الفتاة التي فقدت عذريتها من مدينة قسنطينة قدمت إلى العيادة بعد ما أجرت عملية الخياطة عن طريق الليزر و تبين من خلال “ليكو غرافي” أنها غير عذراء، فقامت بإجراء عملية الخياطة عند الطبيبة في منزلها 5 أيام قبل عرسها، وعليه تمت العملية بنجاح وأصبحت عذراء.
للدين رأي في الموضوع
كان للإمام علي جمال الدين، أستاذ بجامعة الجزائر، رأي حول هذا الموضوع، حيث كشف على أن مايصطلح عليه الجميع بغشاء البكارة عند المرأة هو دليل على عفتها وطهارتها، مشيرا إلى أن العفة أو الشرف بالنسبة للمرأة يتمثل في أخلاقها، حيث تقع الكثير من الفتيات فيما حرمه الله ويفقدن أعز ما يملكن عندما تفقد المرأة عذريتها وتلجأ إلى أساليب تدليسية وتزويرية وغشية حتى تتسترن على هذه الجريمة، إن لم نقل أنها جريمة في حق اسم العائلة والأسرة والمجتمع والأخلاق والدين.
وأضاف ذات المتحدث، أن الفتاة التي تلجأ إلى عملية الترقيع حتى تظهر في مظهر لائق ليلة دخولها على زوجها التي ظنها في لحظة من اللحظات أنها صاحبة عفة، فهو محرم قانونيا وشرعا، بمعنى أن الكثير من الأطباء الذين يقومون بمثل هذه العمليات سرا فهو مخالف للقانون لأنهم يشاركون مع الآخرين في جريمة يعاقب عليها الشرع والقانون معا، لأن حفظ العرض يعتبر من الكليات الخمس التي أوجبها القرآن والسنة والكثير من اجتهادات الفقهاء في الإسلام ومن ذلك ماقاله الإمام إبراهيم اللقاني صاحب جوهرة التوحيد بقوله: “وحفظ نفس ثم مال ونسب ومثلها عقل وعرض قد وجب”، كما يعتبر الفقهاء أن الذي يموت وهو يدافع عن عرضه شهيد.
وفي سياق آخر يقول الإمام إنه لا يوجد أي مانع للفتاة التي فقدت عذريتها في عارض من العوارض الطبيعية كممارسة الرياضة مثلا أو حادث من الحوادث أن تقوم بهذه العملية.
من جهته قال الشيخ ملياني ، أستاذ الشريعة بأن الفتاة التي تقوم بأعمال مخلة بالحياء كممارسة الزنا والمحرمات وبعدما تقوم بترقيع غشاء بكارتها تجنبا للعار، فهذا يعتبر غشا، استنادا لقول الرسول (ص) “من غشنا فليس منا”، لأن مثل هذا الأمر يشجع على الحرام والخداع ويحث على الفاحشة.
أما عن الفتيات اللاتي تعرضن لحادثة من الحوادث كالرياضة أو السقوط وغير منها الأمور التي جعلتهن يفقدن عذريتهن دون إرادتهن، فمن الواجب عليهن مصارحة الزوج بذلك لأن قول الحقيقة تزيد من قيمتهن، خاصة لو كان هناك دليل يثبت صحة قولهن، مشيرا إلى أن الغش يعتب من المحرمات التي نهى ديننا الحنيف عنها.
ارتأت “الفجر” أن تفتح هذا الملف على مصراعي جدل، من خلال استطلاع رأي الشارع الجزائري حول موضوع ترقيع غشاء البكارة عن طريق أخذ بعض العينات، ممن وقعن في فخ فقدان العذرية، نتيجة خطأ قد ارتكبته الفتاة مع خطيبها أو شخص عرفته قبل الزواج، آملة منه أن يقف معها وقفة رجل، أو تجد نفسها ضحية قدر محكوم لم تختره كزنا المحارم أو اعتداء جنسي أو تسليم في لحظة ضعف. وبالمقابل هناك وللأسف بعض الأشخاص من لا يتحملون مسؤولية خطئهم، فتجد الفتاة نفسها في دوامة، وفي رحلة البحث عن جهة ما مهما كانت صفتها لترقيع غشاء بكارتها حفاظا على شرف العائلة وهروبا من عادات وتقاليد مجتمع يؤكد على شرف البنت من خلال حفاظها على عذريتها، وبالتالي تلجأ الفتاة إلى إثبات عذريتها ولو بطريقة مزيفة تحت غطاء “غشاء البكارة الصيني”. وهو ما حدث مع حياة (23 سنة) وهي واحدة من الفتيات اللاتي فقدن عذريتهن قبل الزواج؛ والتي صارحتنا وقالت لنا بأن الدنيا اسودت في عينها، نتيجة خطأ ارتكبته مع “حبيبها” الذي وعدها بالزواج ولم يفعل، حيث تجرد من كامل مسؤولياته اتجاهها، بحجة أنه ليس هو المذنب، لتدخل بعدها في متاهة لا أول لها ولا آخر، حيث قصدت هذه الأخيرة إحدى صديقاتها وحكت لها قصتها، وكلفتها بمهمة البحث عن شخص يساعدها لتجنب الفضيحة بأي ثمن، لتبدأ سلسلة التحري والبحث عن مكان تجرى فيه عمليات ترقيع غشاء البكارة، بالاستعانة ببعض الفتيات، ممن كانت لهن سوابق في مثل هذا الأمر، وبالفعل تمكنت صديقة صباح، بعد مرور شهر، من العثور على طبيب يجري مثل هذه العمليات سرا، بوساطة ممرضة تشتغل بإحدى العيادات على مستوى العاصمة؛ دلتها على عنوانه، حيث طلب الطبيب منها مبلغ 40 ألف دينار لإجراء العملية، علما أن المعنية بالأمر ماكثة بالبيت وليس لديها عمل تسترزق منه، حينها قامت صديقتها بجمع مبلغ من المال بمساعدة بعض الصديقات، زيادة على بعض المجوهرات التي كانت تملكها، وفي الأخير تم جمع المبلغ كاملا و حجزت عند الطبيب سالف الذكر موعدا بأسبوع، حيث أجرى لها العملية في مدة استغرقت ثلاث ساعات كاملة.
صباح، فتاة أخرى وقفنا على حكايتها التي لم تختلف عن حكاية حياة، فقصتها تقشعر لها الأبدان، بعدما أفقدها حبيبها عذريتها وتخلى عنها عمدا انتقاما منها لأنها – حسبه - خانته في وقت مضى مع شخص آخر قائلا لها “هذا جزاؤك أيتها الخائنة، اليوم أعلمك كيف تخدعين الرجال”، لتسلك بعدها صباح نفس طريق حياة في رحلة البحث عن خيط بكارة جديدة.
قابلة تروي لـ”الفجر” حالات لفتيات فقدن عذريتهن
ومن أجل تقريب الموضوع أكثر التقينا بإحدى القابلات كانت تعمل في واحدة من العيادات بولاية تيبازة، حيث كشفت عن الإقبال الكبير للفتيات اللواتي فقدن عذريتهن، ويبحثن عن حل في إعادة ترقيع غشاء بكارتهن من خلال بعض العمليات التي تجرى على مستوى العيادة، قائلة “الفتيات على اختلاف أعمارهن تأتين من مختلف المناطق، من أجل إجراء العملية التي تدوم من خمس إلى سبع ساعات، وتختلف كل واحدة من حالة لأخرى”..
وأضافت المتحدثة بأنها شهدت على قيام عمليات ترقيع غشاء البكارة لعدة فتيات، ويتعلق الأمر مثلا؛ بفتاة قدمت من العاصمة وتبلغ من العمر 26 سنة، كانت على علاقة بشاب أوقعها في غرامه، وبعدها قام بسلبها أعز ما تملك، مشيرة بأن الفتاة لم تخبر عائلتها بالأمر لأنه لم يتحمل مسؤولية ما فعل، وحسب رواية هذه الفتاة بأنها حملت بجنين، ومن أجل التستر على الفضيحة قصدت العيادة المتواجدة بتيبازة، من أجل القيام بعملية الإجهاض وترقيع غشاء بكارتها التي كلفتها مبلغ 70ألف دينار جزائري.
حالة أخرى روت عنها القابلة، حول فتاة قاصر، لم يتعد سنها السادسة عشر، حيث تم اختطافها من قبل مجموعة من الشبان واعتدوا عليها جنسيا، وحسب المتحدثة فان الفتاة عثر عليها في حالة خطيرة وأدخلت على إثرها إلى غرفة العمليات في مستشفى القليعة، بعدها قصدت عيادتنا لترقيع غشاء بكارتها رفقة والدتها، حيث كلفتها العملية 50 ألف دينار.
وفي السياق ذاته؛ روت لنا القابلة عن تجربة إحدى الفتيات بعدما أقامت علاقة مع شاب عن طريق الخطأ، مضيفة أنها طلبت منه الزواج، إلا أن هذا الأخير رفض، وهو الأمر الذي أدى بها للانحراف، وبعد مدة تقدم لخطبتها شاب وطلب منها أن تثبت عذريتها، فلم يكن لها من حل آخر سوى ترقيع غشاء بكارتها فبعملية كلفها 60 أف دينار جزائري، وأجرتها يومين قبل الزواج ونصحتها الطبيبة بتجنب حمل الأشياء الثقيلة وتجنب صعود السلالم.
تجري العمليات بمعدل 10 مرات في اليوم بمنزلها
كانت وجهتنا هذه المرة إلى إحدى العيادات الخاصة بالعاصمة؛ بعد سماعنا أنها تقوم بإجراء عمليات ترقيع غشاء البكارة لفتيات فقدن عذريتهن سرا، دخلنا إلى العيادة بحجّة مراجعة طبية ، حيث قامت باستقبالنا ممرضة، تقربنا منها وحجزنا موعدا لرؤية الطبيبة وجلسنا ننتظر إلى أن يحين موعد الكشف، ثم اغتنما فرصة الانتظار وتحدثنا مع الممرضة بعد أن استدرجناها في الحديث في مختلف قضايا الساعة والمشاكل التي يتخبط فيها مجتمعنا العربي وبعض المواضيع الاجتماعية التي يعاني منها شبابنا وفتياتنا، وصولا إلى صلب موضوعنا وجوهر بحثنا وتحقيقنا، حيث سألنا الممرضة عن طبيب أو أخصائي في أمراض النساء يقوم بإجراء عمليات خياطة لغشاء البكارة لمن فقدن عذريتهن، فكان جوابها بعد صمت طويل وتفكير دام بضع ثواني، أخذت الحيطة والحذر وهي تخبرنا على أن الطبيبة التي تعمل عندها تقوم بإجراء مثل هذه العمليات في بيتها، حينها أخبرناها بأن صديقة لنا وقعت ضحية شخص تلاعب بعواطفها وأفقدها شرفها، حينها قدمت لنا رقم هاتفها لنعاود الاتصال بها والتفاهم في باقي التفاصيل.
وأوضحت الممرضة بأن العملية تجري في منزل الطبيبة التي تخصص غرفة من غرف شقتها للقيام بهذه العمليات، دون أن نعرف إن كانت هذه الغرفة معقمة أو تتوفر على شروط النظافة، بالإضافة إلى جهلنا للأشخاص الذين يساعدونها، وهل هي مضمونة أم لا وهل تعرض حياة الفتيات للخطر؟.
وبعد انقضاء فترة من الزمن اتصلنا بالممرضة لحجز موعد لنا بـ10 أيام قبل العرس المفترض، فتاريخ عملية الخياطة مرهون بموعد العرس، حسب ما أكدته لنا الممرضة، بالإضافة إلى تأكيدها لنا أن الخياطة وترقيع غشاء البكارة يكون على حسب عدد مرات العلاقة الجنسية، كما أنها قدمت لنا بعض النصائح لتضمن نجاح العملية، مؤكدة أن مدة عملية ترقيع غشاء البكارة لا تتجاوز 20 دقيقة على الأكثر، حيث تصبح الفتاة عذراء، مشيرة إلى عدم تعرض أي فتاة إلى مضاعفات سواء إصابتها بالحمى أو غير ذلك.
وفي نفس السياق؛ أكدت المتحدثة إلى إستعمال الطبيبة قطرة من الدم مجمدة تضاف إلى الغشاء عن طريق القيام بعملية الخياطة والتي تكون من خلال الحقنة، مضيفة أن الطبيبة تجري 10 عمليات للفتيات في اليوم عن طريق برنامج خاص.
وأضافت المتحدثة، أن ثمن العملية يقدر بـ 50 ألف دينار جزائري، بالإضافة إلى حق الممرضة بفضل مساعدتها للفتيات، مؤكدة أن العملية مضمونة 100 بالمائة، كما تطرقت الممرضة إلى أن “الخياطة عن طريق الليزر” ليست ناجحة ومضمونة مستدلة بقصة الفتاة التي فقدت عذريتها من مدينة قسنطينة قدمت إلى العيادة بعد ما أجرت عملية الخياطة عن طريق الليزر و تبين من خلال “ليكو غرافي” أنها غير عذراء، فقامت بإجراء عملية الخياطة عند الطبيبة في منزلها 5 أيام قبل عرسها، وعليه تمت العملية بنجاح وأصبحت عذراء.
للدين رأي في الموضوع
كان للإمام علي جمال الدين، أستاذ بجامعة الجزائر، رأي حول هذا الموضوع، حيث كشف على أن مايصطلح عليه الجميع بغشاء البكارة عند المرأة هو دليل على عفتها وطهارتها، مشيرا إلى أن العفة أو الشرف بالنسبة للمرأة يتمثل في أخلاقها، حيث تقع الكثير من الفتيات فيما حرمه الله ويفقدن أعز ما يملكن عندما تفقد المرأة عذريتها وتلجأ إلى أساليب تدليسية وتزويرية وغشية حتى تتسترن على هذه الجريمة، إن لم نقل أنها جريمة في حق اسم العائلة والأسرة والمجتمع والأخلاق والدين.
وأضاف ذات المتحدث، أن الفتاة التي تلجأ إلى عملية الترقيع حتى تظهر في مظهر لائق ليلة دخولها على زوجها التي ظنها في لحظة من اللحظات أنها صاحبة عفة، فهو محرم قانونيا وشرعا، بمعنى أن الكثير من الأطباء الذين يقومون بمثل هذه العمليات سرا فهو مخالف للقانون لأنهم يشاركون مع الآخرين في جريمة يعاقب عليها الشرع والقانون معا، لأن حفظ العرض يعتبر من الكليات الخمس التي أوجبها القرآن والسنة والكثير من اجتهادات الفقهاء في الإسلام ومن ذلك ماقاله الإمام إبراهيم اللقاني صاحب جوهرة التوحيد بقوله: “وحفظ نفس ثم مال ونسب ومثلها عقل وعرض قد وجب”، كما يعتبر الفقهاء أن الذي يموت وهو يدافع عن عرضه شهيد.
وفي سياق آخر يقول الإمام إنه لا يوجد أي مانع للفتاة التي فقدت عذريتها في عارض من العوارض الطبيعية كممارسة الرياضة مثلا أو حادث من الحوادث أن تقوم بهذه العملية.
من جهته قال الشيخ ملياني ، أستاذ الشريعة بأن الفتاة التي تقوم بأعمال مخلة بالحياء كممارسة الزنا والمحرمات وبعدما تقوم بترقيع غشاء بكارتها تجنبا للعار، فهذا يعتبر غشا، استنادا لقول الرسول (ص) “من غشنا فليس منا”، لأن مثل هذا الأمر يشجع على الحرام والخداع ويحث على الفاحشة.
أما عن الفتيات اللاتي تعرضن لحادثة من الحوادث كالرياضة أو السقوط وغير منها الأمور التي جعلتهن يفقدن عذريتهن دون إرادتهن، فمن الواجب عليهن مصارحة الزوج بذلك لأن قول الحقيقة تزيد من قيمتهن، خاصة لو كان هناك دليل يثبت صحة قولهن، مشيرا إلى أن الغش يعتب من المحرمات التي نهى ديننا الحنيف عنها.
إيمان خ
التعليقات (7 تعليقات سابقة) :
hania : alger
باهية " تيزي وزو" استعدت عذريتي كرامة عائلتي ..
لم تنجرف وراء الشباب الطائشين .. و لم تضع لحادثتها المؤلمة نهاية .. و لم تتاثر باي فتاة تبيع جسدها من اجل فناء الدنيا .. منذ الحادث الذي تعرضت له .. ظلت باهية حزينة .. منطوية .. خائفة .. و لكن وسط هذه المشاعر كان هناك امل يسكن قلبها ... سنوات طويلة جدا مرت و هي تبحث عن حل لمشكلة لا يعترف باحداثها أي رجل مهما كانت ثقافته و مهما كانت مكانته ....
بملامحها الهادئة .. براءة وجهها .. و بعد ان اصبحت الفرحة تملا قلبها و اصبح وجهها يشع نورا و سعادة قالت " بعد بسم الله الرحمن الرحيم انا هانية من تيزي وزو .. كنت في 16 من عمري عندما تحولت من فتاة سعيدة بريئة الى فتاة تعيسة .. منهارة .. الشك يملا قلبها ..كنت بين الحين و الاخر ازور جدتي التي تسكن في قرية بعيدة عن مقر سكننا .. و حنى اصل اليها يجب ان اركب الحافلة .. و لاننا نسكن في دشرة .. مواعيد الحافلة يعرفه الجميع .. و بمجرد ما تنطلق الحافلة يصبح المكان مهجورا .. في احدى زياراتي المعتادة فاتتني الحافلة .. وجدت نفسي وحيدة في مكان مهجور .. و لان موعد الحافلة القادمة يستغرق وقتا طويلا قررت العودة .. فجات وجدت نفسي بين يد شاب متوحش يجرني الى الخلف و يضربني و يشدني من شعري كالمجنون .. صرخت ولا احد سمعني .. بكيت و توسلت لهذا الوحش فلم اجد منه الا الضرب و العنف ..اغتصبني بوحشية و كانه ينتقم مني ليتركني مرمية على الارض ... في تلك اللحظة شعرت انني ميتة .. ضاع شرفي و لم اعد فتاة .. عدت الى البيت و افكار كثيرة تغترق صدري .. الانتحار .. الهروب .. الزواج باي شخص مجنون .. مريض .. شيخ .. المهم يستر فضيحتي ..و لكن شيء بداخلي كان يقول لي " لا " " لا" "لا " منذ 2003 و انا اعيش في صراع .. في وحدة .. في تحدي .. ابحث عن حل .. كان الانترنت الوحيد الذي يعطيك الحل دون ان يكشفك .. قررت ان ابحث عن عمليات الترقيع .. وجدت الالاف من العيادات و المئات من الاعلانات داخل و خارج الجزائر.. لكن قصص فتيات اصبحن عذارى و تزوجن و اصبحن امهات بفضل الله ومساعدة الصحافي عبد الله عمر نجم 0661531657 جذبتني و اثرت في نفسي و تمنيت ان اكون واحدة من هن .... لكن البعض في الفترة الأخيرة قام بالتشكيك في دواء الشيخ مسرور و بدا البعض يكتب دون ادلة و لا براهين و لا صور حقيقية .. سالت نفسي .. لو كان الذين يقولون ان هذا العلاج غير ناجح لماذا لا يكشفون عن هويتهم ؟ و لماذا المقالات التي كتبها البعض لا تحمل أي دليل .. اتصلت بالصحافي عبد الله عمر نجم 0661531657
بعد ان قرات اعترافات بالصور و الشهادات لمئات من الفتيات استرجعن عذريتهن .. حدثني بادب و اخلاق و اعلمني انه صحافي و مصور حر و مستقل و اعطاني صفحتين الاولى بها اعماله و الثانية تحتوي على مواضيع العذرية .. قرات الاولى و انبهرت بها و كم شكرت الله على نعمة هذا الصحافي .. كنت افكر في مشكلة ثمن العلاج .. فوجدت السكرتيرة السيدة ماريا توضح لي الامر .. يمكن لاي واحدة الحصول على العلاج .. شرطه التوبة و العودة الى الله .. لم أشعر في حياتي بهذا الشعور من قبل، وكأنني استعدت عذريتي و كرامتي ..استعملت العلاج في المرة الاولى لكنه لم ينجح معي لانني لم اتقيد بشرط استعماله .. تواصلت مع اخوات شفين باذن الله من المرة الاولى و استفدت من نصائحهن و ارشاداتهن .. و عندما ذهبت الى الطبيبة مختصة .. بعد الفخص الدقيق قالت لي " انت عذراء " لم اصدق ما سمعته .. اعطتني الشهادة و قلبي يكاد يتوقف عن النبض ..تاكدت ان الدنيا بخير و الحمد لله اصبح الصحافي عبد الله اخي في الله نتواصل بين الحين و الاخر و اصبح لدي اخت " ماريا " و اخوات و انا شكر الله و اشكر الجميع على مساعدتهم لي .. اقسم بالله العلي العظيم .. اقسم بالله العلي العظيم .. اقسم بالله العلي العظيم ..انني صادقي في كل ما قلته و اسمح بنشر قصتي و صورتي و شهادة العذرية .. نصيحتي لكل فتاة تعرضت للاغتصاب و غدر بها شاب او تزوجت بالفاتحة او فقدت عذريتها لاي سبب .. اذا كنت تنويين التوبة الى الله و ترغبين في استرجاع عذريتك .. استخيري الله ثم توكلي على الله و اقول امام العالم كله علاج الشيخ مسرور ناجح ناجح ناجح و هو اول طبيب يساعد الفتيات على استرجاع عذريتهن بعيدا عن التجارة و الذين يقول العكس يظهرون انفسهم الحمد لله هناك ارشيف الصحافي عبد الله منذ 1999 "زروا هذه الصفحة للمزيد من المواضيع المهمة
altaibate.blogspot.com
لم تنجرف وراء الشباب الطائشين .. و لم تضع لحادثتها المؤلمة نهاية .. و لم تتاثر باي فتاة تبيع جسدها من اجل فناء الدنيا .. منذ الحادث الذي تعرضت له .. ظلت باهية حزينة .. منطوية .. خائفة .. و لكن وسط هذه المشاعر كان هناك امل يسكن قلبها ... سنوات طويلة جدا مرت و هي تبحث عن حل لمشكلة لا يعترف باحداثها أي رجل مهما كانت ثقافته و مهما كانت مكانته ....
بملامحها الهادئة .. براءة وجهها .. و بعد ان اصبحت الفرحة تملا قلبها و اصبح وجهها يشع نورا و سعادة قالت " بعد بسم الله الرحمن الرحيم انا هانية من تيزي وزو .. كنت في 16 من عمري عندما تحولت من فتاة سعيدة بريئة الى فتاة تعيسة .. منهارة .. الشك يملا قلبها ..كنت بين الحين و الاخر ازور جدتي التي تسكن في قرية بعيدة عن مقر سكننا .. و حنى اصل اليها يجب ان اركب الحافلة .. و لاننا نسكن في دشرة .. مواعيد الحافلة يعرفه الجميع .. و بمجرد ما تنطلق الحافلة يصبح المكان مهجورا .. في احدى زياراتي المعتادة فاتتني الحافلة .. وجدت نفسي وحيدة في مكان مهجور .. و لان موعد الحافلة القادمة يستغرق وقتا طويلا قررت العودة .. فجات وجدت نفسي بين يد شاب متوحش يجرني الى الخلف و يضربني و يشدني من شعري كالمجنون .. صرخت ولا احد سمعني .. بكيت و توسلت لهذا الوحش فلم اجد منه الا الضرب و العنف ..اغتصبني بوحشية و كانه ينتقم مني ليتركني مرمية على الارض ... في تلك اللحظة شعرت انني ميتة .. ضاع شرفي و لم اعد فتاة .. عدت الى البيت و افكار كثيرة تغترق صدري .. الانتحار .. الهروب .. الزواج باي شخص مجنون .. مريض .. شيخ .. المهم يستر فضيحتي ..و لكن شيء بداخلي كان يقول لي " لا " " لا" "لا " منذ 2003 و انا اعيش في صراع .. في وحدة .. في تحدي .. ابحث عن حل .. كان الانترنت الوحيد الذي يعطيك الحل دون ان يكشفك .. قررت ان ابحث عن عمليات الترقيع .. وجدت الالاف من العيادات و المئات من الاعلانات داخل و خارج الجزائر.. لكن قصص فتيات اصبحن عذارى و تزوجن و اصبحن امهات بفضل الله ومساعدة الصحافي عبد الله عمر نجم 0661531657 جذبتني و اثرت في نفسي و تمنيت ان اكون واحدة من هن .... لكن البعض في الفترة الأخيرة قام بالتشكيك في دواء الشيخ مسرور و بدا البعض يكتب دون ادلة و لا براهين و لا صور حقيقية .. سالت نفسي .. لو كان الذين يقولون ان هذا العلاج غير ناجح لماذا لا يكشفون عن هويتهم ؟ و لماذا المقالات التي كتبها البعض لا تحمل أي دليل .. اتصلت بالصحافي عبد الله عمر نجم 0661531657
بعد ان قرات اعترافات بالصور و الشهادات لمئات من الفتيات استرجعن عذريتهن .. حدثني بادب و اخلاق و اعلمني انه صحافي و مصور حر و مستقل و اعطاني صفحتين الاولى بها اعماله و الثانية تحتوي على مواضيع العذرية .. قرات الاولى و انبهرت بها و كم شكرت الله على نعمة هذا الصحافي .. كنت افكر في مشكلة ثمن العلاج .. فوجدت السكرتيرة السيدة ماريا توضح لي الامر .. يمكن لاي واحدة الحصول على العلاج .. شرطه التوبة و العودة الى الله .. لم أشعر في حياتي بهذا الشعور من قبل، وكأنني استعدت عذريتي و كرامتي ..استعملت العلاج في المرة الاولى لكنه لم ينجح معي لانني لم اتقيد بشرط استعماله .. تواصلت مع اخوات شفين باذن الله من المرة الاولى و استفدت من نصائحهن و ارشاداتهن .. و عندما ذهبت الى الطبيبة مختصة .. بعد الفخص الدقيق قالت لي " انت عذراء " لم اصدق ما سمعته .. اعطتني الشهادة و قلبي يكاد يتوقف عن النبض ..تاكدت ان الدنيا بخير و الحمد لله اصبح الصحافي عبد الله اخي في الله نتواصل بين الحين و الاخر و اصبح لدي اخت " ماريا " و اخوات و انا شكر الله و اشكر الجميع على مساعدتهم لي .. اقسم بالله العلي العظيم .. اقسم بالله العلي العظيم .. اقسم بالله العلي العظيم ..انني صادقي في كل ما قلته و اسمح بنشر قصتي و صورتي و شهادة العذرية .. نصيحتي لكل فتاة تعرضت للاغتصاب و غدر بها شاب او تزوجت بالفاتحة او فقدت عذريتها لاي سبب .. اذا كنت تنويين التوبة الى الله و ترغبين في استرجاع عذريتك .. استخيري الله ثم توكلي على الله و اقول امام العالم كله علاج الشيخ مسرور ناجح ناجح ناجح و هو اول طبيب يساعد الفتيات على استرجاع عذريتهن بعيدا عن التجارة و الذين يقول العكس يظهرون انفسهم الحمد لله هناك ارشيف الصحافي عبد الله منذ 1999 "زروا هذه الصفحة للمزيد من المواضيع المهمة
altaibate.blogspot.com
sissi : alger
j aimerai avoir une adresse d un gyneco ou autre qui fait
cet intervention pour ma copine quelle a subit un cas malheureusement
douleureux lah yastar
لا يوجد عبدالله هو نصاب ب مجموعة من الفتيات يبعث معهم العقاقير مثل الحنة الورقية مطحونة وياخد النقود
نصبتو عليا وربي فوق الجميع لمادا تنصبو على الفتيات الضعيفات انتم حثالة
نصبتو عليا وربي فوق الجميع لمادا تنصبو على الفتيات الضعيفات انتم حثالة
رشا : الجزائر
هيئة مكافحة الإشاعات تؤكد حقيقة الصحافي عبد الله عمر نجم .. وفي انتظار نشر صور المجرمين
أعلنت الهيئة العامة لحماية الصحفيين الدوليين استعدادها لنشر أسماء و صور و معلومات عن مروجي الإشاعات عبر الانترنيت التي تمس الشرفاء وبناء على ذلك تم إعداد خطة محكمة للبحث عنهم ووضع أماكن تجمعهم للرصد والمراقبة مع تطبيق نظام تحديد المواقع المستخدمة لتتبعهم و تسليم مجرمي الانترنيت حسب معاهدة "بودابست" التي تقضي بتسليم مجرمي الانترنيت و نشر صورهم و أسمائهم الحقيقية و أماكن تواجدهم .
بناء نيوز 23 أوت 2013-08-23
نقلته لكم بأمانة و إخلاص و سعادة أختكم في الله رشا بوخروبة
للتواصل مع الصحافي عبد الله عمر نجم ..إذا كن لديكم أي حلم..إذا كنت تحلم بالشهرة ..إذا كنت مصور فوتوغرافي أو تريد أن
تصبح صحفي محترف..لديكم أية مشكلة و تريدون حلا جذريا بشكل سري و امن اتصلوا بالصحافي عبد الله بشكل مباشر 0661531657 أو 00123661531657 أو عبر البريد الالكتروني التالي
netsahafa@yahoo.fr
تحذير .. الصحافي عبد الله عمر نجم يؤكد انه ليس لديه أي وكيل أو مندوب أو متحدث باسمه مهما كانت صفته و مكانته .. لا تثقوا في أي شخص .. امرأة أو رجل حتى لا تتعرضوا للاستغلال أو الابتزاز أو المساومة .. تأكدوا جيدا من هوية الأصدقاء و المعارف أو أصدقائه .. أحفظوا أسراركم و لا تبوحوا بسركم و لا ترووا مشاكلكم لأي كان خاصة للذين يعرضون عليكم خدماتهم و الذين يقولون لكم أنهم من طرف الصحفي عبد الله عمر نجم أو أنهم يعرفونه أو يعملون معه .. دونوا هذا الرقم جيدا و احملوه معكم 0661531657 الصحافي عبد الله عمر نجم دوما في خدمتكم و تلبية طلباتكم بطرق شرعية و قانونية و مدنية .. و يحل مشاكلكم بشكل امن و سري .
أعلنت الهيئة العامة لحماية الصحفيين الدوليين استعدادها لنشر أسماء و صور و معلومات عن مروجي الإشاعات عبر الانترنيت التي تمس الشرفاء وبناء على ذلك تم إعداد خطة محكمة للبحث عنهم ووضع أماكن تجمعهم للرصد والمراقبة مع تطبيق نظام تحديد المواقع المستخدمة لتتبعهم و تسليم مجرمي الانترنيت حسب معاهدة "بودابست" التي تقضي بتسليم مجرمي الانترنيت و نشر صورهم و أسمائهم الحقيقية و أماكن تواجدهم .
بناء نيوز 23 أوت 2013-08-23
نقلته لكم بأمانة و إخلاص و سعادة أختكم في الله رشا بوخروبة
للتواصل مع الصحافي عبد الله عمر نجم ..إذا كن لديكم أي حلم..إذا كنت تحلم بالشهرة ..إذا كنت مصور فوتوغرافي أو تريد أن
تصبح صحفي محترف..لديكم أية مشكلة و تريدون حلا جذريا بشكل سري و امن اتصلوا بالصحافي عبد الله بشكل مباشر 0661531657 أو 00123661531657 أو عبر البريد الالكتروني التالي
netsahafa@yahoo.fr
تحذير .. الصحافي عبد الله عمر نجم يؤكد انه ليس لديه أي وكيل أو مندوب أو متحدث باسمه مهما كانت صفته و مكانته .. لا تثقوا في أي شخص .. امرأة أو رجل حتى لا تتعرضوا للاستغلال أو الابتزاز أو المساومة .. تأكدوا جيدا من هوية الأصدقاء و المعارف أو أصدقائه .. أحفظوا أسراركم و لا تبوحوا بسركم و لا ترووا مشاكلكم لأي كان خاصة للذين يعرضون عليكم خدماتهم و الذين يقولون لكم أنهم من طرف الصحفي عبد الله عمر نجم أو أنهم يعرفونه أو يعملون معه .. دونوا هذا الرقم جيدا و احملوه معكم 0661531657 الصحافي عبد الله عمر نجم دوما في خدمتكم و تلبية طلباتكم بطرق شرعية و قانونية و مدنية .. و يحل مشاكلكم بشكل امن و سري .
اوبرا العرب : 123987
لهذا السبب يهاجم دواء العذرية لشيخ مسرور
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم .. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه. اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم و بارك على سيدنا محمد و على آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين انك حميد مجيد. أختي الغالية..السلام عليك. أولا عليك بما يلي..استحضار النية أي نية الشفاء ..التوبة من جميع المعاصي..الطهارة. المداومة على الأعمال الصالحة التي تقوي الإيمان. آياته. المداومة على قراءة القرآن الكريم وحفظ ما تيسر منه. وتدبر المداومة على العبادات التطوعية كالسنن الرواتب وقيام الليل وصلاة الضحى والوتر . بر الوالدين وصلة الأرحام حتى وان قطعوا. اختيار الصحبة الصالحة المعينة على الخير. شوال. صيام التطوع كصيام الأيام البيض والاثنين والخميس وأيام العشر وعاشوراء وست من استغلال الوقت فيما يفيد كطلب العلم الشرعي. والأمر بالمعروف و النهي عن المنكر. الإحسان إلى الناس. الصدقة. الصبر على البلاء. الوفاء بالعهد{وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً}. العفو و الصفح و الغفران لكل من ظلمك" فأعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير". بعد الدورة الشهرية مباشرة اطهر جسدي ثم أصلي لله بخشوع ركعتين بنية التوفيق والشفاء وندعو ونتضرع إليه ونسأله العون والمدد أقرا في كل ركعة الفاتحة "3 مرات " أية الكرسي" 3 مرات " قل هو الله احد " 3 مرات " قل أعوذ برب الفلق " 3 مرات " قل أعوذ برب الناس" 3 مرات " بعد السلام أقول " اقسم بالله العلي العظيم..اقسم بالله العلي العظيم..اقسم بالله العلي العظيم على أن أتوب إلى الله و لا أمارس أي عمل يغضب الله.. وأن أكون أمينة و حريصة على شروط استعمال دواء العذرية وأن أسعف الفقراء والمساكين..و أني إذا دخلت بيتا فلا تنظر عيناي ماذا يحصل فيه ولا ينطق لساني بالأسرار التي يأتمنونني عليها و استر عورات الناس .ولا استعمل أي شيء في إفساد الخصال الحميدة ولا أعطي اسما البتة و لا أدل عليه ولا أشهر به ولا أعطي نصيحة أو معلومة فيها ضرر على الرجال و النساء والأطفال والشيوخ و العجائز.وأن أكون حافظة المعروف حريصة على عهدي أمينة على يميني و الله شهيد على ما أقول ".
نقلته لكم بكل امانة الصحفية الواعدة"اوبرا العرب"
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم .. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه. اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم و بارك على سيدنا محمد و على آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين انك حميد مجيد. أختي الغالية..السلام عليك. أولا عليك بما يلي..استحضار النية أي نية الشفاء ..التوبة من جميع المعاصي..الطهارة. المداومة على الأعمال الصالحة التي تقوي الإيمان. آياته. المداومة على قراءة القرآن الكريم وحفظ ما تيسر منه. وتدبر المداومة على العبادات التطوعية كالسنن الرواتب وقيام الليل وصلاة الضحى والوتر . بر الوالدين وصلة الأرحام حتى وان قطعوا. اختيار الصحبة الصالحة المعينة على الخير. شوال. صيام التطوع كصيام الأيام البيض والاثنين والخميس وأيام العشر وعاشوراء وست من استغلال الوقت فيما يفيد كطلب العلم الشرعي. والأمر بالمعروف و النهي عن المنكر. الإحسان إلى الناس. الصدقة. الصبر على البلاء. الوفاء بالعهد{وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً}. العفو و الصفح و الغفران لكل من ظلمك" فأعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير". بعد الدورة الشهرية مباشرة اطهر جسدي ثم أصلي لله بخشوع ركعتين بنية التوفيق والشفاء وندعو ونتضرع إليه ونسأله العون والمدد أقرا في كل ركعة الفاتحة "3 مرات " أية الكرسي" 3 مرات " قل هو الله احد " 3 مرات " قل أعوذ برب الفلق " 3 مرات " قل أعوذ برب الناس" 3 مرات " بعد السلام أقول " اقسم بالله العلي العظيم..اقسم بالله العلي العظيم..اقسم بالله العلي العظيم على أن أتوب إلى الله و لا أمارس أي عمل يغضب الله.. وأن أكون أمينة و حريصة على شروط استعمال دواء العذرية وأن أسعف الفقراء والمساكين..و أني إذا دخلت بيتا فلا تنظر عيناي ماذا يحصل فيه ولا ينطق لساني بالأسرار التي يأتمنونني عليها و استر عورات الناس .ولا استعمل أي شيء في إفساد الخصال الحميدة ولا أعطي اسما البتة و لا أدل عليه ولا أشهر به ولا أعطي نصيحة أو معلومة فيها ضرر على الرجال و النساء والأطفال والشيوخ و العجائز.وأن أكون حافظة المعروف حريصة على عهدي أمينة على يميني و الله شهيد على ما أقول ".
نقلته لكم بكل امانة الصحفية الواعدة"اوبرا العرب"
http://elmouhami.weebly.com/uploads/5/3/5/2/5352585/memoire_1.pdf
http://metlili-chaamba.com/vb/showthread.php?t=49176
كل مدينة جزائرية اصل او حدث استخلصت منه تسميتها ..فما قصة تسمية كل مدينة
راح نحاول نضع سر تسمية كل مدينة وياريت كل واحد يقطن في مدينة من مدن الوطن الحبيب مايبخلش علينا
بالرد
نبدا على بركة الله
اصل تسمية الجزائر*
الجزائــــــــــر جمع جزيرة, اسم علم لمدينة على ضفة البحــــــر, بين افريقية و المغرب, بينها و بين بجاية أربعة أيام. كانت من خواص بلاد بني حماد بن زيري بن مناد الصنهاجي. و تعرف بجزائـــــــر بني مزغناي, و ربما قيل لها جزيرة بني مزغناي, و قال أبو عبيـــد البكري: " جزائر بني مزغناي مدينة جليلة قديمة البنيان فيها آثار للأول عجيبة وآزاج محكمة تدل على أنها كانت دار ملك لسالف الأمم وصحن الملعب الذي فيها قد فرش بحجارة ملونة صغار مثل الفسيفساء فيها صور الحيوانات بأحكم عمل وأبدع صناعة لم يغيرها تقادم الزمان ولها أسواق ومسجد جامع ومرساها مأمون له عين عذبة يقصد إليها أصحاب السفن من إفريقية والأندلس وغيرهما"
ياقوت الحمـــوي
معجم البلدان
اصل تسمية الجزائر
الْجَزَائِر يرجع أصل التسمية إلى القرن السادس عشر، حين أصبحت مدينةعاصمةالدولة السياسية الجديدة التي شكلها الأتراك الجزائريون، و الجزائر جمع لجزيرة، وقد كانت أربع جزر مشرفة على ميناء الجزائر (الجزائر العاصمة) القديم، استولى علىأكبرهاالمسماة بجزيرة الصخرة الإسبان سنة 1509 م وأقاموا عليها حسن البينون Penon وجهزوه بالمدافع فأصبحت القصبة نواة مدينة الجزائر تحت رحمتهم فاستنجد أهل المدينةبالإخوة بربروس .واستطاع خير الدين مع الجزائريين ودعم من الدولة العثمانية من طردالإسبان . فقام بجلب الحجارة الضخمة من راس تمنفوست المقابل لخليج الجزائر ردم بهالفواصل بين الجزر مشكلا بدلك الأميرالية ( مقر قيادة القوات البحرية حاليا ، واتخدمن المدينة عاصمة وواضعا بذلك أسس الدولة الجزائرية الحديثة بحدودها الترابيةالحالية تقريبا.
**المدية**
اختلفت تسميات المدية نظرا لتناوب حضارات وشعوب مختلفة عليها، فهناك من يؤكد أن اسمها يأتي من لمدونة، و آخرون يقولون أن أصل تسميتها يعود إلى الفترة الرومانية حين كانت تسمى لامبديا نسبة إلى ملكة رومانية. يروى أيضا أن كلمة المدية بربرية تعني العلو أو الأرض المرتفعة. و حسب الشيخ سيدي أحمد بن يوسف فهي المهدية أي البلدة العتيقة أو القديمة.
مستغانم
ذكرت مستغانم في كتاب تاريخ ابن خلدون تحت عنوان " الخبر عن انتزاء الزعيم ابن مكن ببلد مستغانم" حيث قال: "......كان يغمراسن بن زيان كثيراً ما يستعمل قرابته في الممالك ويوليهم على العمالات وكان قد استوحش من يحيى بن مكن وابنه الزعيم وغربهما إلى الأندلس فأجازا من هنالك إلى يعقوب بن عبد الحق سنة ثمانين ولقياه بطنجة في إحدى حركات جهاده.وزحف يعقوب بن عبد الحق الى تلمسان عامئذ وهما في جملته فأدركتهما النعرة عنى قومهما وآثرا مفارقة السلطان إليهم فأذن لهما في الانطلاق ولحقا بيغمراسن بن زيان.حتى إذا كانت الواقعة عليه بخرزوزة سنة ثمانين كما قدمناه وزحف بعدها إلى بلاد مغراوة وتجافى له ثابت بن منديل عن مليانة وانكفأ راجعاً الى تلمسان استعمل على ثغر مستغانم الزعيم بن يحيى بن مكن.فلما وصل إلىتلمسان انتقض عليه ودعا إلى الخلاف ومالأ عدوه من مغراوة على المظاهرة عليه فصمد إليه يغمراسن وأحجره بها حتى لاذ منه بالسلم على الإجازة فعقد له وأجازه....." و هذا ما يدلّ على عراقة بلد مستغانم، كما أشار اليها ابن خلدون.شعار المدينة
المواقع التاريخية
قصر الباي محمد الكبير موقع ما قبل التاريخ أولاد بوغالم حي الدرب
دار القايد و دار القاضي مسجد بدر (الكنيسة قديما) موقع برج محال (مستغانم)
طاحونة خروبة المسجد الكبير (مستغانم) cap ivi بن عبد المالك رمضان
حي طبانة (المدينة القديمة) مغرة الزيتون بن عبد المالك رمضان حي تجديت (مستغانم) وادي اليهود و وادي قرقرا (ب ع رمضان) الأبواب الأربعة (مستغانم) وادي مصطفى سيدي علي أسوار المدينة (مستغانم) مسجد سيدي يحيى
مستغانم : أصلها مشتى غانم أي مكان قضاء فصل الشتاء لهذا الجد وأحفاده
،ويختلف في أصل و معنى هذا الإسم ،لكن المستغانميين يفضلون إرجاعه إلى التسمية العربية "مسك الغنائم"
سر تسمية مدينة ادرار***
تعتبر كلمة أدرار من الكلمات الكثيرة الاستعمال فيالقاموس الامازيغي لدى السكان الأوائل للمنطقة لأنها وحسب كثير من المراجع تصحيف لكلمة أدغاغ التي ترادف في العربية الحجر أو الحجارة ثم ما لبثت الكلمة وبمرور الزمن أن تحولت إلى اللفظ المستعمل حاليا .ولعل أدرار هي اللفظ الفرنسي المناسب لنطق اللفظ الأمزيغي الأول ومما يؤكد هذا التحريف اللفظي وجود قرية أدغا المتاخمة لمدينة [أدرار] و هي من القرى القديمة بالولاية
ولاية سوق أهراس
تقع في الشرق الجزائري، و يحدها من الشرق الحدود التونسية و من الشمال ولاية الطارف و من الشمال الغربي ولاية قالمة ، من الجنوب الغربي ولاية أم البواقي ، و من الجنوب الشرقي ولاية تبسة.
أسمها الذي يعني سوق الأسد يأتي من اللغة الأصلية الأمازيغية الشاوية أهراس الذي يعني أسد.
تيسمسيلت:
تيسم : غروب و سيلت : الشمس ، بمعنى غروب الشمس، أو هنا تغرب الشمس المصطلح يرجع إلى اللهجة المستعملة من طرف سكان المنطقة قديما (الأمازيغ) و منذ ذلك العهد تداولت التسمسية على المنطقة بتيسمسيلت و للمتأمل متعة في ظاهرة غروب الشمس حقا
معنى كلمة تلمسان:
يتألف اسمها من كلمتين بربريتين هما "تلم " ومعناها تجمع و"ان" ومعناها "اثنان " أما جورج مارصي فيعتقد ان اسم تلمسان (من البربرية تلا ومسان ، ومعنى كلمة تال عنده المنبع وامسان والذي يعني الجاف لتصبح كلمة تلمسان " المنبع الجاف" . ومنها من يرى على أنها تحريف صيغة الجمعوهو تلمسان تلمسينبكسر وسكون فكسر ومفرده تلماس ومعناه جيب ماء أو منبع فيكون اسم تلمسان بمعنى مدينة الينابيع, , وما درج بكونها كلمة عربية مركبة من كلمتين تلم –تجمع- وإنسان لتصبح تلمسان ."مجمع الناس" .ولم تحمل دائما تلمسان هذا الاسم بل كانت تسمى بوماريا واغادير.
بشار
معنى الاسم : كثير البشرى، طلق الوجه، بشوش، قال الزجاج: معنى يُبْشِّرك: يَسُرُّك ويُفْرحُك. وأصل ذلك أن بشرة الإنسان تنبسط عن السرور، ومن هذا قولهم: (فلان يلقاني ببشر: أي بوجه منبسط. والبشار: كثير البشرى المبادر بنقل الأخبار السارّة الحسنة، وحتى السيئة وإن كانت ترتبط عند الناس بالأولى و في محكم التنزيل عدد من الآيات الدالة على التبشير منها قوله تعالى: { إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً } و - { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرةٌ } و - { يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى} و - { يَابُشْرَى هَذَا غُلامٌ } و - { وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشّرَاتٍ} والمقصود بالمبشرات: الرياح التي تبشر بالغيث) و - { وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرآ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ } . و- اسم نهر بالبصرة، له ذكر في بعض الآثار.
***ولاية قالمة***
مدينة قالمة مدينة عريقة وقديمة جدا سميت بهذا الاسم نسبة إلى قبيلة
كانت تعيش في المنطقة قديما
تقع الولاية بشمال شرق البلاد وسط سلسلة جبلية ضخمة خضراء ،
وأهم هذه الجبال ( جبل ماونة - جبل دباغ - جبل بني صالح - جبل هوارة ..).
تملك الولاية مؤهلات سياحية كبيرة تحتاج إلى العناية والتطوير .
كما تعتبر قالمة منطقة إستراتيجية بوجودها على ضفاف وادي سيبوس الخصبة،
أين تمر المجاري المائية دون انقطاع وخلال كل الفصول . وقد أهدت قالمة للثورة
وللوطن أبطال أمثال سويداني بوجمعة، وهواري بومدين الخ
وهناك أسطورة قديمة تقول إن الاسم القديم لمدينة قالمة مؤلف من كلمتين
"القى ـ الما" أي "وجد الماء"، وتعود قصة هذه الأسطورة التي يراها بعض
المؤرخين خيالية، إلى قافلة من عربان الصحراء يروى أنهم حلوا لأول مرة
بالمنطقة، وقبل وصولهم، أرسلوا فارسا يبحث عن مكان ملائم به الماء، كي تحط
القافلة الرحال به، وعاد الفارس بالبشرى إلى رفاقه وهو يُردد »القيت الما..
القيت الما..« فأخذ مرافقوه يرددون بفرح" »القى الما«، ويقال بأنه مع
الوقت، التأمت الكلمتان فأصبحتا اسما واحدا هو »قالمة«
*ولاية بجاية***
bougie: الشمعة
كبقية مدن المتوسط حكمها الرومان بعد تغلبهم على قرطاجة ثم اتخذها الوندال عاصمة لهم في القرن الخامس الميلادي. تعاقب على حكمها البربر وسلالات المسلمين الحاكمة كالأمويين والعباسيين ثم العثمانيين. أصبحت عاصمة للحماديين، واحتلها الإسبان ثم استعمرها الفرنسيون إلى الاستقلال. من أبرز معالمها الجامع الذي بني في القرن السادس عشر وقلعة بناها الإسبان عام 1545 م. اقترن اسمها بصناعة الشموع إذ كانت تصدر مادتها الخام ولذلك أخذت الشموع اسمها بالفرنسية (Bougie) وكذلك شموع الاحتراق «بوجيات» المستخدمة في محركات السيارات.
أصل تسمية بسكرة ''فيسيرا''
هي تسمية رومانية غير أن هناك من يرى أن تسمية ''فيسيرا'' عربية وقع فيها دمج لاسمي قريتين قديمتين في المنطقة وهما ''سبة'' و''كرة''. وهناك من يرى أن التسمية قريبة من السكر نظرا لحلاوة تمور المنطقة. ومهما يكن من خلاف في التسمية فالأمر المؤكد هو عراقة هذه المدينة. حيث أن وجود مدينة بسكرة يعود إلى العهد الروماني حيث ذكر المؤرخ الإغريقي بلين ''فيسيرا'' في كتاباته كيفية انضمامها إلى حكم الإمبراطور أغسطس ما بين سنتي 19و 30 قبل الميلاد. وقد أكد المؤرخون وجودها أيضا في القرن الرابع للميلاد خلال سرد سير بعض القادة العظماء أمثال القائد عقبة بن نافع الفهري وأبي المهاجر دينار وموسى بن نصير. وقد خضعت في تلك الفترة لحكم خلفاء بني أمية ثم أصبحت في حكم الاغالبة ثم حكم الدولة الفاطمية ثم حكم الموحدين إلى أن استحوذ عليها الحفصيون الذي ارتكزوا في تونس. وفي القرن السادس عشر للميلاد أخذها الأتراك من أيدي الحفصيين وبقيت تحت الحكم العثماني مثل سائر المدن الجزائرية ما يربو عن ثلاثة قرون. وفي 4 مارس 1844 م احتل الفرنسيون بسكرة وبقيت البلاد تحت الاحتلال الفرنسي إلى غاية .1962
تمنراست
.تقع في اقصا الجنوب الشرقي الجزائري وهي اكبر ولاية من حيث المساحة بالجزائر. واسمها الحقيقي تمنغست .وهي كلمة بالتارقية تطلق على نوع من الخنافس يوجد بالاهقار ويسما محليا باسم تمنغست
سكيكدةهو روسيكادا
روسيكاد تسمية فينيقية متكونة من كلمتين روس وتعني رأس واكاد تنطق أوكاد و تعني المنارة و معناها الكامل رأس المنارة
في مرحلة الفتح الإسلامي انطلاقا من القرن السابع و وصول المسلمينإلى منطقة المغرب تعربت المنطقة، وكانت اللغة العربية سهلة التعلم لأن أهلالمنطقة تعودوا على استعمال اللغة اليونية (القرطاجية) مع اللغة البربريةو اللاتينية.
و الإسم الحالي لروسيكاد يستمد أصوله من العربية. حيث تحول من حيث النطقإلى sucaïcada أو Ras skikda أي راس سكيكدة لتحديد النقطة الأكثر علوا شرقالمدينة، و لقد تعرض لها بالذكر الكثير من المؤرخين كالبكري و الإدريسي.
تسمية برج بوعريريج تعود لـ خير الدين و بابا عروج ..
حيث أن الجنود كانوا يضعون ريشة فوق الخوذ لتظهر من أعلى البرج ..(برج بابا عروج )... ثم أصبحت برج بوعريريج
و أصل تسمية البيبان حيث هذه الكلمة تطلق على سلسلة الجبال الواقعة بينونوغة و بابور و التي تتميز بممر استراتيجي للطرق التاريخية هذا الممريربط بين الشرق و الغرب و الجنوب و الشمال .
و ترجمت هذه الكلمة من اللغة التركية Demir - Cour و التي تعني باب الحديد، و تميزت منطقة البيبان أثناء فترة الحكم العثماني للجزائر بامتدادهاالاستراتيجي في إمارة بني عباس و بالأخص مشيخة مجانة حيث التزم الأتراكبدفع إتاوات حق المرور عبر هذا الممر مع تنكيس أعلامهم و إخفاء أسلحتهمبموجب إتفاقية ثنائية بين المقرانيين و الأتراك ...
ولاية الجلفة : أصل التسمية
يقال قديما أن هناك رجلين مارين بمنطقة الجلفة وجلسا ليستريحا من التعب وكانا يحملان معهما( دلاعة ) وبعد الانتهاء من الأكل والاستراحة أكملا سفرهماو بعد قطع مسافة ،تفقدا السكين فقال أحدهما للآخر أين السكين فقال تركناه في الجلفة ويقصدان بها قشرة الدلاعة (البطيخ) والله أعلم
سطيف
و الملقبة بسطيف العالي كانت تسمى قديما ستيفيس اي مطمورة الرومان لانها غنية بالينابيع المعدنية التي يقصدها للان الالاف للاستجمام و التداوي بمياهها المنعشة .تقع في جبال الاطلس التلي الجزائري _شمال شرق الجزائر_ ان شاء الله تعجبكم. معنى كلمة سطيف التربة السوداء و هي تسمية رومانية.
أصل تسمية وادي سوف
:من محمدخريف ميلودي
وادي سوف مركبة من كلمتين "وادي" و"سوف"، ويعطي هذا الاسم عدة دلالات تتوافق مع طبيعة المنطقة وخصائصها الاجتماعية والتاريخية.
- ومعناه وادي الماء الذي كان يجري قديما في شمال شرق سوف، وهو نهر صحراوي قديم غطي مجراه الآن بالرمال، وقد ذكر العوامر أن قبيلة "طرود" العربية لما قدمت للمنطقة في حدود 690هـ/ 1292م أطلقوا عليه اسم الوادي، والذي استمر في الجريان حتى القرن 8هـ/ 14م.
- وقيل أن قبيلة طرود لما دخلت هذه الأرض وشاهدت كيف تسوق الرياح التراب في هذه المنطقة،قالوا: إن تراب هذا المحل كالوادي في الجريان لا ينقطع.
- كما أن أهل الوادي يتميزون بالنشاط والحيوية، وتتسم حياتهم بالتنقل للتجارة في سفر دائم، فشبهوا بجريان الماء في محله الذي يدعى الوادي.
- يربط بعض الباحثين بين سوف وقبيلة مسوفة التارقية البربرية، وما ذكره ابن خلدون، يفيد أن هذه القبيلة مرت بهذه الأرض وفعلت فيها شيئا، فسميت بها، وتوجد الآن بعض المواقع القريبة من بلاد التوارق تحمل اسم سوف أو أسوف و"وادي أسوف" تقع جنوب عين صالح.
- وتنسب إلى كلمة "السيوف" وأصلها كلمة سيف أي "السيف القاطع" وأطلقت على الكثبان الرملية ذات القمم الحادة الشبيهة بالسيف.
- لها دلالة جغرافية لارتباطها ببعض الخصائص الطبيعية للمنطقة، ففي اللغة العربية نجد كلمة "السوفة والسائفة" وهي الأرض بين الرمل والجلد، وعندما تثير الريح الرمل تدعى "المسفسفة" وهذا ما جعل أهل سوف يطلقون على الرمل "السافي".
- وقيل نسبة إلى "الصوف" لأن أهلها منذ القدم كانوا يلبسون الصوف، وقد كانت مستقرا للعبّاد من أهل التصوف يقصدونها لهدوئها، إضافة إلى أنها كانت موطنا لرجل صاحب علم وحكمة يدعى "ذا السوف" فنسبت إليه.
وأول من ذكره بهذا الجمع "وادي سوف" هو الرحالة الأغواطي في حدود 1829، وانتشر على يد الفرنسيين بعد دخولهم للمنطقة.
كانت تيارت في القديم مسماة باللغة البربرية "تيهرت" اي اللبؤة وكان لها عدة تسميات ه.تاهرت، ا.تأقدمت، ن.تاغزوت، ي.تنقارتيا... كانت مدينة تيارت مقرا للرستميين وهم سلالة من الأباضيين حكموا الجزائر بين عامي 776-908 م. الرستميون: سلالة من الإباضيين حكمت في الجزائر بين 776-908 م.المقر: تاهرت/تيهرت (اليوم: تيارت).مؤسس السلالة، عبد الرحمن بن رستم (ذو أصول فارسية) كان منذ 758 م واليا على القيروان. فر بعد عودة ولاة العباسيين إليها إلى تاهرت، تمت مبايعته إماما على الجماعة (776-784 م). أتم الرستميون السيطرة على مناطق وسط الجزائر أثناء عهد ابنه عبد الوهاب (784-823 م) ثم أقام علاقات مع الأمويين حكام الأندلس. الشيء الذي مكنه من إقامة علاقات جيدة (تجارية) مع الأندلس.توطدت الدولة وساد الاستقرار في عهد أبو سعيد الافلح (823-868 م) ثم أبو حاتم ويسف (868-894 م) من بعده. أصبحت تاهرت عاصمة الاباضيين الثقافية والفكرية في الشمال الإفريقي. سنة 908 م قام الداعية الشيعي أبو عيبد الله الشيعي صاحب الفاطميين بالقضاء على دولتهم. تحول بقايا الإباضيين نحو الجنوب الجزائري، واستقروا في منطقة وادي ميزاب، من أهم مدنهم اليوم غرداية
ولاية سيدي بلعباس
مدينة سيدي بلعباس التي سميت بهذا الاسم نسبة إلى الولي الصالح سيدي بلعباس السبتي الذي يروى عنه أنه من نسب شريف
وقد تلقى علومه في مدينة سبتة المغربية، ثم انتقل إى تلمسان ودرس بمدرستها وأصبح النقطة التي يتوافد إليها كل عالم وطالب علم
لاسيما وأنه كان يتسم بذكاء خارق للعادة ، وكان له الفضل في توحيد قبائل بني عامر . ولما وصل إلى مشارف وادي مكرة
الذي يتوسط المدينة، استقرّ بجواره بالضفة اليسرى
وهنا تابع عمله في توحيد قبائل بني عامر، وفي تدريس القرآن وأصول الدين والإحسان إلى المساكين، وقد توفي سنة 1771م.وشاء القدر أن تصدر الحكومة الفرنسية مرسوما بتاريخ 05-01- 1849م بإنشاء مدينة تحوي 2000 إلى 3000 ساكن تسمى بسيدي بلعباس,
ملاحظة: مازالت لحدّ الآن قبّة واقفة اليوم بالضفة اليسرى لوادي مكرة ولست أدري إن كانت هذه القبة هي المكان الذي استقر به أنذاك، أم هي ضريحه - الله أعلم
/سعيدة
مدينة سعيدة تقع في الشمال الغربي للجزائر يحدها شمالا ولاية معسكر، ولاية سيدي بلعباس غربا، وولاية تيارت شرقا، ومن الجنوب ولايتي النعامة والبيض.
وكان اسمها السابق مدينة العقبان.سماها الامير عبد القادر بسعيدة نسبة إلى امرأة صالحة اسمها "لالة سعيدة".
تشتهر المدينة سعيدة بحماماتها المعدنية :
حمام ربي
حمامسيدي عيسى
حمام عين السخونة
كما أنها تشتهر بمائها المعدني الصالح للشرب والذي يعرف بماء سعيدة والذي حاز على الشهرة الوطنية والخارجية.
ولاية الشلف
مرت على ولاية الشلف التي تستمد اسمها من اسم عاصمة الولاية عدة تسميات منها:
* كاستليوم تانجتانيوم: ومعناها القلعة الطنجية لأن الشلف في ذلك العهد قد تكون تابعة لموريطانيا الطنجية.
* الأصنام: أطلق عليها هذا الاسم من قبل العرب الفاتحين لما رأو البناءات الرومانية والأعمدة الكبيرة في المدينة فقيل إنها بلاد الاصنام
* أورليان فيل: وتعني بالعربية مدينة الدوق أورليان وهو ملك فرنسي سماها بهذا الاسم الماريشال بيجو.
* الشلف: سميت نسبة لواد الشلف المار في ترابها وقيل بأن الواد هو من إستمد اسمه منها وأن الكلمة مشتقة من كلمة شليفان أو شيليماث من الفينيقية ومعناها
اله فينيقي مختص بالخصوبة والخيرات مع العلم
أن واد الشلف من أكبر وأخصب أنهار شمال افريقيا.
دخلت منطقة جيجل التاريخ من أبوابه العريضة نتيجة إحتكاكها بمختلف الحضارات، فحسب قول العلامة الكبير إبن خلدون في كتابه الخاص بتاريخ البربر ''إن منطقة جيجل تسكنها قبيلة تسمى كتامة''.
تشير أغلب المصادر التاريخية إلى أن مدينة جيجل ذات نشأة فنيقية و تعتبر من بين المواقع التي أسسها الفنيقيون في الحوض الغربي للمتوسط في القرن العاشر قبل الميلاد. غير أنه يلاحظ إختلاف في المصادر حول أصل التسمية التي عرفت بها، فإيجلجيلي ''igilgili'' إن كانت فينقية الأصل معناها شاطئ الدوامة، و إن كانت بربرية فمعناها من ربوة إلى ربوة. غير أن هذه التسمية طرأت عليها تغييرات كثيرة عبر التاريخ. فمن إيجلجيلي إلى جيجل الحالية أشارت المصادر إلى مجموعة من التسميات ك: إتلتيلي، زيزري، جيجل، خيخل ….إلخ. و من آثار العقد الفينقي مجموعة كبيرة من القبور محفورة في الصخر كثير منها إندثر الآن. و لا يزال موقع الرابطة غرب مدينة جيجل يحتفظ بأكبر مجموعة. أما أقدم تاريخ للقبور فيرجع إلى القرن السابع قبل الميلاد. لأحد الأنماط يدعى القبر الممثل للهيكل الأسناني و هو على شكل مومياء عثر عليه بجبل سيدي أحمد بن أمقران.
وهران
وهران كلمة أمازيغية معناها الأسدان (المفرد وهرا والمثنى وهران)، و ما زال الأسدان شعار المدينة
حتى اليوم، وهناك تمثالان للأسدين أمام مقر بلدية وهران اليوم. وهناك أسطورة شعبية تقول
إنه في القرن التاسع قبل الميلاد كان يمكن رؤية أسود في المنطقة، وإن آخر أسدين قُتلا
في جبل قرب وهران يسمى جبل الأسود.
غليزان:
اختلف الباحثون حول معنى اسم غليزان كما اختلفوا في رسم هذا الاسم الذي كتب على عدة أوجه ومنها: (إغيل – إزان), (إغيل – يزان), (إيغيليزان), (غيليزان), و(غليزان). وقد استقرت كتابة الاسم على الرسم التالي: (غليزان) مع نطقها بكسر حرف الغين. وفي كتاب(بغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد), تحدث يحيى بن خلدون عن غليزان التي استقر بها بوزيان القبي لمحاربة جيش أبي حمو موسى الثاني الذي كان متواجدا بمدينة البطحاء(المطمر حاليا) وقد كتب اسم المدينة كالآتي: "إغيل – يزان". ففي وصفه للأحداث التاريخية التي جرت في القرن الرابع عشر ميلادي, يذكر يحيى بن خلدون المدينة في الفقرة الآتية :"ثم خرج أعلى الله أمره بركابه العلي يوم الاثنين الحادي عشر منه فجد السير لحرب الأعداء بعد أن استوزر الشيخ أبا موسى عمران بن فارس بن حريز اللؤلؤي فلقيته الجيوش دوين البطحاء فثناها ونزل البطحاء وقد طانبها لإغيل – يزان العدو...." ([4]) والمعلوم أن اسم غليزان أمازيغي وهو مركب من (إغيل) و(إزان) ومعناه الربوة المحترقة.
الاغواط
لقبت المدينة والمنطقة ككل بعدة ألقاب منها:
عاصمة السهوب وهو اللقب الرسمي بالإضافة إلى بوابة الصحراء،
لغواط المعلوم وملتقى الجبال والوديان.... و تتخذ المدينة من الفنك شعارًا
لها لتواجده بالمنطقة بشكل ملحوظ وهو شعار الدولة
ولاية غرداية، التسمية أمازيغية وعممت لتشمل جميع قرى الوادي
والأصل إطلاقها على مدينة "تغردايت"
فقط. على من أراد أن يتحقق من تطابق هذه التسمية مع موقع
المدينة أن يقف أعلى قصر مليكة العليا
"آت مليشت" وقت جريان الوادي.
توجد تسميات متدولة عند عامة الشعب لـ"تغردايت" وهي :قرداية، غرداية، غارداية، غارضية.
تيبازة مدينة جزائرية تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط في تيبازة وتبعد عن مدينة الجزائر ب 75 كم غربا.أسسها الفينيقيون كإحدى مستعمراتهم التجارية العديدة حيث كانت لها مكانة مرموقة.
* معنى تيبازة في اللغة الفينيقية (الممر) لأنها كانت معبرا وممرا للناس بين مدينتي إيكوزيم (شرشال) وإيول (الجزائر). ثم أصبحت تعرف بقرطاجية. وقد اكتشف بتيباسا مستعمرة فينيقية تعود للقرن الـ 5 ق.م. وعندما جاء الرومان حولوها إلى مستعمرة تتبع لاتيوم، ثم تحولت إلى مستعمرة تتبع روما في عهد الإمبراطور كلاوديوس
تندوف
اختلف المؤرخون في تحديد أصل تسمية واحد لتندوف، إذ وردت روايات مختلفة حوله، أرجعها البكري في كتاب المسالك والممالك إلى تندفوست نسبة إلى الآبار التي حفرها المسافرون غير أنها سرعان ما تختفي بسبب زحف الرمال أو تندثر لأنها هشة، في نفس السياق تحدث الدكتور إبراهيم حركات عن كونها ملتقى القبائل الصحراوية التي حفرت بها أبارا عديدة غير أنها تنهار لقرب بعضها من بعض أو لفيضانها.
- وهناك من يرجع أصلها إلى اجتماع كلمتين بربريتين هما "تن" العين و"دوف" الغزارة ليكون معناها كاملا العين الغزيرة المياه.
أصل تسمية بومرداس
سميت ولاية بومرداس نسبة إلى الولي الصالح سيدي علي بن علي بن أحمد البومرداسي الذي اسس زاويتين احداها تسمى الزاوية السفلانية وتقع فوق البحر والثانية تسمى الزاوية الفقانية تقع في حي أولاد بومرداس
تحوي هذه الولاية على بعض الأثار الفينيقية والرومانية ولا ننسى طبعاً الأثار الإسلامية، كما تعرضت بعض مدن هذه الولاية لزلزال 2003 الذي ضرب الجزائر.
***المسيلة***
وجدت تعريفين حبيت ننقلهم للاثنين
الاول
سست مدينة المسيلة سنة 315 هـ الموافق لسنة 927 م من طرف أبو القاسم محمد بن عبيد الله وأطلق عليها اسم المحمدية ، كما عرفت باسم زابي وهناك من ربط تسمية المسيلة بقبيلة ماسيليا التي توسع نفوذها حتى شمل ما يعرف قديما بإقليم نوميديا وبزوال هذه القبيلة بقي اسم المدينة بالمسيلة ، كما تدعى بالحضنة وهناك من يرى أن أصل تسمية المسيلة سواء كانت أطلقت من طرف العرب أو البربر يعود إلى أن المدينة على شكل حوض منبسط ذو مجاري مائية ولا ننسى أن موقع المسيلة في حد ذاته يعرف بحوض الحضنة.
الثاني
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أهلاااااااااااااااااااااا بكمــ
كثيراا ما نسمع الكلمه ولكنا لا نعرف فحواها ولا من أين بدأت وانطلقت
هذه التساؤلات يجيب عنها أستاذ التاريخ بجامعة محمد بوضياف
الدكتور : كمال بيرم
المسيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــله
تنسب المسيله عادة إلى كلمة المسيل أو مدينة المياه السائله وهذه التسميه مرتبطه بوفرة وتعدد المجاري المائيه التي تتمتع بها المنطقه منذ فترات قديمه من التاريخ والتي تعبر عن وجودها بقايا الآثار الرومانيه القديمه المجسده في السدود وقنوات المياه والأحواض المخصصه للسقي الموضوعه على الأوديه والسواقي كوادي القصب ووادي لقمان ووادي اللحم وسلمان.
وإذا كان تاريخ تأسيس المدينه الجديده المسيله يرجعه كثير من المؤرخين إلى سنة 315هـ/927م عندما رسم معالمها الأمير الفاطمي أبو القاسم وخطط عمرانها علي ابن حمدون فإنما قامت في منطقة كانت تخفي آثارها وجود حضارات متقدمه شهدتها المنطقه قبل وخلال الإحتلال الروماني
كما أن المنطقه لم تكن في حالة فراغ حيث كانت تقطنها قبائل بنو كملان ورنداح وصدراته ومزاته وهي قبائل بربريه قبل أن يخرجهم أبا القاسم الفاطمي إلى فحص القيروان وقبل أن تأخذ المدن طابعها المدني الواسع على النحو الذي بنيت عليه المحمديه .
و السؤال الذي غفل عنه الكثير من الكتاب والمؤرخين :
هو كيف اختفى اسم المحمديه العربي ليعود إسم المسيله كإسم أصلي ودائم لها ,وهو عودة للإسم البربري الأول المستمد من كلمة ( تامسيلت ) أو المسله بالبربريه لأنه ليس كاف العداء المذهبي للشيعه الفاطميين أن تتحول بسرعه إلى إسم المسيله خصوصا وأن هذا الإسم ذكر كثيرا في كتابات المؤرخين العرب من المذهب الشيعي مثل ابن حوقل في كتاب صورة الأرض والمقريزي في كتاب اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمه الفاطميين الخلفاء أو من الذهب السني مثل البكري في كتابه المسالك والممالك وابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ وابن عذارى المراكشي في كتابه البيان المغرب وغيرهم ممن ذكروا المدينه باسم المسيله حيث كتبت بفتح الميم وكسر السين والياء الساكنه واللام بفتحه والهاء الساكنه عند كل من ياقوت الحموي والبكري والقلقشندي وابن خلكان وغيرهم لذلك من الأرجح أن الكلمه بربريه وإن ارتبط بالمسيل المائي العربي الكلمه , بدليل زوال الإسم الجديد -المحمديه - ووجود إسم المسيله في الكتابات المعاصره لقيام المحمديه الفاطميه عند حتى المؤرخين والجغرافيين الفاطميين .
على فكرة انا اصلي من المسيلة
*أم البواقي****
تسمى ولاية أم البواقي بولاية جبل سيدي ارغيس الذي يحيط ببلدية أم البواقي الشيئ الذي يعطيها منظراً طبيعياً رائعا ، كما تعتبر ولاية أم البواقي الولاية النموذجية في الجزائر حيث أن كل الطرق والبنايات موضوعة بشكل لايمكن القول عنه إلا بأنه رائع.
مدينة خنشلة
تتموقع ولاية خنشلة في قلب الاوراس، وتتميّز بتضاريسها الوعرة وبغزارة ثلوجها شتاء ،والمناظر الخلّابة ربيعا وصيفا.يمتاز شعبها بالكرم والجودوالإيباء والأنفة. ويقطنها [الشاويّة] وهم ذوو أصول أمازيغيّة نوميديّة. خـنشـلة قـبل الاحتلال الـرّومـانـي : وجــدت بالـموقــع الذي تحتـلّه حـاليـا خــنشـلة مدينـة عـرفـت فـي العــصـور القديمـة باسم " مـاســكـولا " « MASCULA » وهـذا مـا يـفيـدنـا بـه دليـل رحـلة أنطـونـينـوس أوغوســطوس "itinerarium antonini augusti " وكـتابـات رجـال الكـنيسـة أمـثال اوبـطـاتـوس الميـلي والأسقف أوغوسـطـينـوس وتأكّـده نـقـيشـة عـثـر عـلـيها فـي النّـصف الـثّانـي من القـرن المـاضـي يـتـجّـلى مـن خـلالـها أن مـاسـكولا كـانت فـي القـرن الـرّابـع تـابـعـة لـمقـاطـعـة نـومـيـديّـة القـسـنـطـينـيّة "Provinciae Numidiae Constantinae ". كـما عـرفـت المديـنة ابتداء مـن الـرّبـع الأخـيـر للـقرن الـسادس باسم مـاسـكولا تيـبـريـا "Mascula Tiberia" هـذا اللّقـب الذي حـصلت عـلـيه مـابيـن سـنة 578 و 582 عـنـدمـا أعـيـد بـنـاء أسوارها خـلال الـثّـورة الّتي تـزعـّمـها الـموريـون بـقيـادة : نلـكهم قـاسمول "Gasmul
ومـمّا تـجـدر الإشـارة إليـه أن التّـاريـخ القـديم لـخـنـشـلة " Mascula" ولاسـيما الفـتـرة الـسابـقة للاحتلال الـرّومـانـي لا يـزال مـجـهولًا ،إلّا أنّ بعض الحوارات التي أجريت مع الدّكتور يحيا بوعزيز يؤكّد أنّ في تلك الفترة كانت خنشلة من أقوى الولايات النّوميدية حيث كانت تضمّ رجالا كبارا يوصفون آنذاك بالنّبلاء وهم عليّة القوم :أمراء جيوش وملّاك اقطاعيّين وهذا ما تدلّ عليه بعض النّقوش الحجريّة المكتشفة أخيرا حتّى أنّه في وقت من الأوقات كان يُخشى منها أن تنفصل لتكون دولة مستقلّة, كما أنّ أمراءها المعرفون في المنطقة بالرّيغة righat وهم أصلا منحدرون من قبائل الزناتة فكّروا عدّة مرّات بالخروج على مملكة النّوميديّين وكانت لهم مناوشات معها, إلّا أنّ حكمة بعض الأعيان حالت دون الإنقسام لأن ثلث جيش نوميديا كان من قبائل الشاويّة المتعدّدة, ولا تزال سيرة الإنتماءالى الجيش أساسيّة ومقدّسة في أبنائهم إلى اليوم, وعلى سبيل الذكر يذكر بعض علماء التاريخ أنّ مملكة واد ريغ المقامة في ورقلة في العصور السّابقة ماهي إلّا محاولة لبعض الأمراء الرّيغة في إنشاء مملكة مستقلة تجمعهم كعرق واحد ولكن للأسف لم تعمر طويلا ،والقليل من الأمراءالباقون توجّهوا إلى مدينة مزلوق (قرب مدينة سطيف حاليا وأسّسوا مدينة كبيرة ولكن تحت السّلطة النّوميديّة دائما ولم يشقّوا عصى الطّاعة, ثمّ اّتّجهوا جنوبا إلى قصر الأبطال من نفس الولاية فيما هربا أبناء الملك واهله إلى راس الوادي 30كلم من قصر الابطال ولم يذكر التّاريخ عن هذه العائلات إلا القليل في بعض الكتب التّركية والفرنسيّة, وذُكرت منها بعض الألقاب مثل لقب : رزايميّة والّذي في الأصل هو ريزاميه rizamihe ولقب : درمان اودجغمان وهو في الأصل دورغومان dorgouman ،ومنها أيضا عائلة الأمراء المنقرضة والتي كانت تفرّ بجلدها من بلد إلى بلد, والّتي كان منها أمراء الجيوش.وأقسم الشّاوية بأن ينصّبوا قائدها ملكاعليهم إن أسّسوا مملكة، قائد هذه العائلة هو المسمّى فريدهان ألقاتهن al-leggathhen vridhanne ,وتلقّب هذه العائلة حاليًّا ب "لقاط" وهم ينتشرون بين سطيف وبرج بوعريريج أين انتهى فرار الأجداد بهم،-كما أنّ فرنسا إبّان سنوات تدميرها للجزائر. كان للجنرال سالان وهو أحد الانقلابيّين منجّم, يرافقه دوما كما هو حال السياسيّين، حذّره هذا الأخير بأنّ مجد نوميديا سيعود على يد ابن لفريدهان يسمّى باسم كاسمه, ولقب كلقبه, يضمّ كل شمال إفريقا بالقوّة, ملكه يدوم أربعين عاما, يُخضع فيها البحر الأبيض بأكمله. يظهر حين يكثر الدّم في الهضاب العليا، صفته كجدّه عصبي, يتعصّب لرأيه ويميل للمواجهة مع الخصوم, وفيّ لبلده وفاء منقطع النّظير, يدعمه جنرال مثلك يتهم بقتل النّاس وحكم البلاد من وراء السّتار يتقابلان لقدر معلوم, لأنّ بداية تمرّسهما في السياسة تكون من الشّرق من مملكة السّنوسيّين, سيكون له بمثابة الأب ويمكّنه ويعينه على الحكم، يرعاه كولد له ويترك البلاد بين يديه قبل أن يموت. سالان حينما سمع هذا الكلام قال ليتني كنت أنا هو - اقرؤوا مذكرات ابنت سالان-.ومع هذه الأطروحة أو الفرضيّة الّتي تتكلّم عن عودة الأمير القيصر البربري والّتي نتمنّا أن تكون صحيحة ونتمسك بها كأمل إلا أنّنا في حقيقة الواقع سرعان ما نصطدم بفراغ كبير في المادّة التّاريخيّة حول الفترة الفاصلة بين العصور القديمة وبداية الاحتلال الرّوماني، هذا الفراغ الّذي يعود إلى عدم اهتمام الكتّاب القدامى والباحثين بـهذه الـمرحـلة الـتّاريـخـيّـة الهـامّـة مـن تـاريـخـنا الـوطــني المعـروفـة بـعهـد الممـالـك المـسـتـقـلّـة حـيـن كـانت السـّيادة الـنّومـيديـة واللّـوريـة قـد فـرضـت تـواجـدهـا عـلى الـسّاحـة الدّولـيّة، بـحـيـث أنّ الكـتّاب القـدامى الّذيـن كـتـبوا عـن بـلاد المـغـرب القـديـم مـثل الباحـثـين
اهتمّوا بالدّرجـة الأولـى بالأحـداث الّتي لـها عـلاقـة بالتـّاريـخ الـرّومـانـي.هـذا وارتكب الباحـثـون الّذيـن قـامـوا بالتّقنـينات فـي القـرن المـاضـي سـواء عـمدا (ربما خوفا من أن تشيع الأسطورة فتحيا فينا النخوة النوميدية)أو بـدون قصد، وكلاهما جـريـمة فـي حـقّ الـتّاريـخ المحـلّي ،وذلك بإهـمالـهم لـكلّ مـا هـو غـير رومـانـي، مـمّا جـعـل البـقايا الأثـريـّة الدّالـة عـلى وجـود حـضارة محـلـيّة بالكـثـير مـن المـواقــع الأثـريّـة عـرضـة للنّهب والضّـياع.وتـسـبّب فـي وجـود هذه الحـلقـة المـفرغـة التي تـعانـي مـنها، وكـانت خـنشـلة مـثـلـها مـثل الكـثـير من المدن الجـزائـريّـة انتقلت مـباشـرة مـن العـصور الحجـريّـة إلـى العـهد الـرومـانـي، وهـذا يتــنـافـى تـماما مـع المنـطق الـتّاريـخي الـقائـم عـلى التّـواصـل الحـضاري للـشـّعوب.
البويرة :
تقع البويرة أو كما تسمى ثوبيرتس, قبلة عشاق الرياضة الجبلية ووجهة السياح من كل أنحاء العالم,عند سفح جرجرة من جهة منحدرها الجنوبي , حيث شيدت على هضبة صغيرة على علو 525 متر. و هي تحتل موقعا استراتجيا هاما حيث تقع في المنطقة الشمالية الوسطى للبلاد على بعد حوالي 120 كلم جنوب شرق العاصمة .إذ تعتبر همزة وصل بين الشرق و الغرب و بين الهضاب العليا و العاصمة. يحدها من الشمال ولايتي بومرداس و تيزي وزو و من الجنوب و الجنوب الغربي ولايتي المسيلة و المدية و من الشرق و الجنوب الشرقي ولايتي بجاية و برج بوعريريج و من الغرب ولايتي البليدة و المدية.
سميت البويرة قديما ب" حمزة " نسبة إلى مؤسسها حمزة , و هو حماد بن بولوغين مؤسس قلعة بن حماد (على بعد 20 كلم من المسيلة).حيث يذكر ابن خلدون أن معظم سكان قلعة بني حماد تعود لأصل حمزة و قد أتى بهم حماد ابن بولوغين مؤسس هذه القلعة إلى هذا المكان رفقة سكان آخرين من منطقتي المسيلة و الأوراس للمشاركة في تشيدها سنة 1007 . كما أضاف ابن خلدون أن ضيعة حمزة كانت آهلة بالسكان في القرن العاشر نظرا للسوق القديم الذي قام بتأسيسه حمزة. و قد عرف هذا السوق حركة شديدة في ذلك الوقت , إذ كان مكتظا و نشيطا جدا أنذاك, و لكثرة المترددين عليه فقد تم إنشاء فندفا بقرب السوق الذي تعايش السكان من القرب منه و هكذا تشكلت البنايات الأولى للمدينة.
و قد ربط ابن خلدون أصل السكان في البويرة بالكتامة, وهي تمثل فرعين من القبيلة الكبيرة لبربر صنهاجة والتي سكنت الواد الجنوبي لجرجرة, البيبان و البابور إلى غاية جيجل والجنوب حتى أبواب سطيف. و يبدو أن التسمية الأمازيغية " ثوبيرتس" هي الأقدم و تتناسب مع الكلمة الأمازيغية "فور" والتي تعني ارض بور وهذا ما يبين الأهمية التي يوليها الأمازيغيين للأرض . أما التسمية الحالية " البويرة " فهي تعتبر شكل فرنسي لأصل التسمية " ثوبيرتس"
أصــل تسمية تبســـة
رجع إسم تبسة الى الأصل البربري الأول الذي أطلق عليها سكانها الأصليون و الذي يعتقد حسب الترجمة اللوبية القديمة بأنها تعني اللبؤة -أنثى الأسد - و لما دخلها الإغريق شبهوها بمدينة تيبس الفرعونية لكثرة خيراتها و المعروفة اليوم بطابة و بعد دخول الرومان سموها بتيفست لسهولة نطقها و مع الفتح الإسلامي تم تعريبها فأصبحت تبسة -بفتح التاء وكسر الباء و فتح السين.
أصل تسمية ميلة
برزت ميلة في العهد النوميدي كإحدى أهم المدن التابعة لماسينيسا حيث تذكر المصادر أنها كانت إحدى المقاطعات تدعى ميلو نسبة إلى ملكة كانت تحكمها في العهد الروماني وفي عهد يوليوس قيصر ظهرت ميلاف كواحدة من المدن الأربع التي تشكل الكونفدرالية السيرتية تحت حكم ب.سيتيوس نيكرينوس وحملت لقب كولونيا وقد ذكرت في العديد من الناقشات الأثرية بعدة تسميات منها :Médius, Milo, Milah ou Mila Milev, Mulium, Molium, أما عن أصل التسمية فقد اختلفت الآراء والتأويلات، ولكن اتفق جل الباحثين على أن أصلها امازيغي ميلاف تعني الألف ساقية أو الأرض المسقية. وميلو تعني الضل في اللغة الامازيغية وميديوس تعني المكان الذي يتوسط عدة أمكنة وهو مشتق من موقعها الجغرافي حيث تتوسط أهم المدن القديمة يقول بلين ((كانت ميلاف أولا قلاعا حربية لحماية سيرتا ثم اخذ ت في التوسع إلى أن أصبحت في عهد الإمبراطور تراحان (98 ـ117م) شبيهة بسيرتا)).
في القرن الثالث الميلادي ظهر اسم ميلاف لأول مرة في كتابات القديس سيبيريان أثناء المجمع الكنسي الذي عقد بقرطاج في 1 سبتمبر سنة 256 م، وفي سنة(360 م)اشتهرت المدينة من خلال القديس أوبتا الذي كان حليفا للقديس أوغسطين ضد القديس دوناتوس أو المذهب الدوناتي المناهض للكنيسة الكاثوليكية، وتشيرا لمصادر عن مؤتمرين عقدا بميلاف الأول سنة(402 م) والثاني الذي ترأسه أوغسطين بنفسه عقد سنة(416 م) وقد بنيت بها واحدة من أقدم الكنائس في الجزائر.(02)
وبعد انحطاط الإمبراطورية الرومانية وانشقاقها زحف الو ندال إلى بلاد المغرب ومكثوا في الإقليم الشرقي حوالي قرن من الزمن ويحتمل ان ميلاف قد أخضعت سنة(445 م) من طرف القائد الوندالي بيليزار الذي جعلها مركزا لمراقبة باقي الأقاليم المجاورة.
استولى البيزنطيون على المدينة سنة(539ـ540 م) ونظرا لأهميتها الدينية والإستراتيجية جعلوا منها المدينة القلعة حيث قام القائد سولومون ببناء السور المحيط بالمدينة ودعمه بـ 14 برج للمراقبة وضم أهم معالم المدينة الرومانية.
أي ان القديس أو الراهب Ville évêché وقد كان للمدينة في العهد البيزنطي دور ديني بالغ الأهمية وهو السلطة الحاكمة في المدينة
واستمر ذلك حتى الفتح الإسلامي سنة(674 م) أي سنة(55 هـ) أين دخلها الصحابي الجليل أبو المهاجر دينار فاتحا مقيما بها أول مسجد بالجزائر الثاني في بلاد المغرب بعد مسجد عقبة بن نافع بالقيروان التونسية.على انقاد الكنيسة الرومانية فكانت تنطلق منها الفتوحات الإسلامية نحو باقي الأقاليم وعند فتحها أطلق عليها اسم ميلاح ليسهل نطقها واستمر الاسم متداولا إلى أن جاء الفرنسيين أين أصبحت ميلة الحالية اختصارا لنطقها في الفرنسية MILA-H-.
اهتم المؤرخون بتاريخ دخولها إلى حظيرة الإسلام والعروبة فقد خصها المؤرخ المصري أبو المحاسن الثغري بردي (874هـ/1469م) صاحب كتاب النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة حيث حدد فيه اسم القائد الذي فتحها وهو أبو المهاجر دينار (55هـ ـ62هـ/675ـ682م) وقد تقلد إدارة ولاية المغرب وقيادة الجيش فيه.بعد أن ابعد معاوية ابن أبي سفيان(41هــ ـ61هـ/661ـ681م) عقبة بن نافع الفهري عن أفريقية، وعزل معاوية ابن حديج السفوكي عن مصر وعين مكانه مسلمة ابن مخلد الأنصاري، ويقال أنه أول من جمعت له ولاية مصر والمغرب في ولاية واحدة، ومن ثم ولى له مولى يدعى أبو المهاجر الذي وصل إلى المغرب سنة (55هـ/675م) (01) وبعد وصوله قام بإنشاء قاعدة جديدة مرتبطة باسمه، كان مقرها وسط البربر الذين تعاونوا معه على وضع نواة معسكره الجديد. وقد أراد بهذه المبادرة أن يشاركه السكان المحليين في عمليات الفتح وهكذا يكسب نفوسهم وولاءهم إلى أن وصل إلى ميلة التي فتحها سنة (59هـ/679م) التي جعلها عاصمته ومقر قيادة الجيوش الفاتحة وقد أقام بها سنتين وسط أهل كتامة وقام بتشييد دار الإمارة ومسجدا للمسلمين ،إلى أن استشهد رفقة الصحابي عقبة ابن نافع في معركة تهوده الشهيرة.
لقد انتقل إلى ميلة في ذلك الوقت الدور الذي كانت تلعبه قسنطينة قبل الفتح وصارت في ظرف قصير مقرا إداريا وعسكريا له أهميته
لم تسلم المدينة مثلها كباقي الحواضر الإفريقية من التيارات الفكرية والمذهبية التي سادت المنطقة في القرن الثاني(2هـ) الثامن ميلادي(8م) على الرغم من أن المذهب السني بقي السائد فيها أما المذاهب الأخرى فوردت إليها عن طريق النازحين من المشارقة وخاصة منهم فرقتي الخوارج الصفرية والاباضية الذين استقلوا بالمغرب الأقصى والأوسط عن الخلافة الأموية بعد ثورة سنة(122هـ/739م) والتي على إثرها قام أمير أفريقية عبد الرحمان الفهري بمحاربتهم وعين على المناطق الحساسة قادة عسكريين من بينهم مصال ابن حماد الذي تمكن من إبعاد خطرهم إلى أن حكمها الاغالبة الذين افقدوا المدينة أهميتها السياسية وأصبحت في ظل حكمهم جزءا من إقليم الزاب.
وفي سنة(288هـ/900م) دخل أبو عبيد الله الشيعي بلاد كتامة وعرف من شيوخها أنها تستمتع باستقلالية في تسيير شؤونها وان صلتها بالسلطة في القيروان كانت ضعيفة خاصة سكان البداوي ،فشجعه ذلك على الاستقرار في أرض كتامة وانتشر نشاط هذا الداعية حتى في مدينة ميلة التي اقام بها فترة (*)مما جعل الحاكم الأغلبي موسى ابن العباس ابن عبد الصمد(261هــ ـ289هـ/876م ـ902م)يسعى إلى ملاحقته والقبض عليه، لكن أبا عبيد الله كان مدعوما بالقبائل الكتامية التي ساندته فقاتله وزحف إلى المدينة مستغلا قلة حاميتها التي كانت ضمن الجيش الفاتح لصقلية فدخلها بأمان وولى عليها أبو يوسف ماكنون ابن ضارة الاوجاني الايكجاني ،ثم عاد إلى قاعدته بتازروت (عين الملوك) ولما سمع زيادة الله الأغلبي جهز جيشا واتجه نحو تازروت فوجدها خالية فأمر بتهديمها وإحراقها.و واصل سيره نحو ايكجان أين حاصره الكتاميون وهزم الجيش الأغلبي وتوالت هزائم الاغالبة وانتصارات الفاطميين إلى أن دخل الداعية الشيعي القيروان واسقط الدولة الأغلبية سنة (298هـ/908م) (02) ومن ثم نخلص إلى القول أن ميلة كانت أول مدينة أغلبية تسقط في يد الفاطميين.ونقطة انطلاق وبداية حضارة امتد نفوذها إلى الشام ومصر وبسطت سيطرتها على البحر المتوسط والأقاليم المجاورة بعد تكوينها لأقوى أسطولين في تلك الفترة قوام الأسطول الواحد 260 سفينة تاركة.
البيـــض مدينة جزائرية تحيط بها الجبال من الجنوب والشمال والشمال
الشرقي عدد سكانها حوالي مأتى ألف ساكن تضم 22 بلدية و08 دوائر تمتاز
ببردها الشديد في الشتاء و حرها في الصيف تجمع بين كونها تطل على الصحراء
وكونها تعتبر من مناطق الهضاب العليا التى تتميز بجو بارد جدا تصل درجات
الدنيا إلى اقل من 9 درجات مؤية و تساقط كميات ثلوج تجعل من المنطقة تظهر
بمنظر خلاب تعتمد على الرعي و الزراعة و تزخر المنطقة بالاغنام و الماشية
ذات الجودة الرفيعة.
كان سكان المنطقة يطلقون عليه اسم "لودي البيض" تصغيرا لكلمة "واد
الأبيض" و المكان كان عبارة عن صبخة ملحية تنمو حوله أشجار القصب الكثيفة
و النباتات المالحة تجري به بعض ينابيع المياه، و بمرور الزمن اقتصرت
التسمية على البيض و هناك رواية أخرى تقول أن أصل التسمية مأخوذة من شهرة
المنطقة بالثلوج. و هناك من يرجع هذه التسمية لوجود تربة ذات لون أبيض
كانت تستعمل لغسل الألبسة البيضاء مثل (البرنوس) و يطلق على هذه التربة
تيزي وزو
اسم تيزي وزو مقسم إلى قسمين وهما = تيزي وهي الهضبة بالأمازيغية أما اززو فهو نبات ذو أزهار بلون أصفر
عنابة
تأسست بالأصل كمدينة فينيقية حيث أسست على يد الفينيقيين حوالي القرن ال12 ق.م تقريبا، وقد أسسها مستعمرون من مدينة صور اللبنانية، وعرفت باسم [[هيبون]] وكانت من مستعمراتهم الهامة وقد أعطت المدينة اسمها للخليج الذي كانت تقع عليه حيث عرف باسم(هيبونينسيس رجبان) وفي فترة لاحقة أسماها الرومان هيبو ريجيوس.
تحالفت هيبو مع قرطاج واتصلت بها بسهولة لقربها النسبي منها، وبذلك أصبحت من المدن البونيقية المهمة للغاية. وفي أثناء الحرب البونيقية الأولى (264 -241 ق.م) قام الملك (غايا) ملك قبيلة الماسيلي النوميدية باحتلال المدينة ولكن القرطاجيون استعادوها لاحقا.
و أصبحت المدينة من المقرات الرئيسية للملوك النوميديين وقد ُمنحت استقلالا بعد الحروب البونيقية (264-146ق.م)، ولذلك السبب أطلق الرومان عليها لقب "ريجيوس" والذي يعني "الملكي".
في القرون الثلاثة الأولى للميلاد كانت هيبو من أغنى مدن "أفريقيا الرومانية" وكان مينائها يعرف ب(الأفروديسيوم) نسبة للإلهة أفروديت (فينوس الرومانية) في البداية منحت هيبو حقوق المينيسيبيوم(حقوق جزئية في المواطنة الرومانية) ولكنها لاحقا منحت حقوق كولونيا (مستعمرة رومانية مع حقوق المواطنة الكاملة).
أصبحت هيبو ريجيوس مركزا للفكر المسيحي وقد عاش في المدينة واحدا من أعظم الشخصيات الدينية في العالم المسيحي ألا وهو القديس أوغسطين (354-430 م بطاغست سوق أهراس اليوم)، والذي كان أسقفا لها منذ عام 396، ويعتبر من رموز المدينة. نحن نعرف أسماء سبعة قديسيين مسيحيين من هيبو ريجوس القديمة ومنهم : (ثيوجينس) و(فيدينتيوس) الذين ماتا شهيدين حسب النصوص الكنسية، والقديس (ليونتيوس فاليريوس) الذي عين القديس أوغسطين، كما نجد الطبيب العظيم، بالإضافة إلى القديس اوغسطين نفسه الذي عرفت هيبو ريجوس في عهده وجود ثلاثة أديرة مسيحية في الأبرشية (الأسقفية) داخل الدير الأسقفي، كما عقدت في المدينة عهد أوغسطين ثلاث مجامع مسيحية في الأعوام(393 م، 395 م،426 م)
تعرضت هيبو لحصار الوندال الطويل الذي استمر أربعة عشر شهرا، وسقطت بيدهم عام 431 بقيادة ملكهم "جينسيرك"، وخلال تلك الفترة مات القديس أوغسطين. فقط الكاتدرائية و"مكتبة القديس اوغسطين" نجتا من الدمار العام الذي لحق بالمدينة. وبعد الوندال أصبحت هيبو ريجيوس من أملاك البيزنطيين في عام 533 زمن الإمبراطور جوستنيان، إلى أن جاء العرب المسلمون وفتحوها عام 697.
وقد سماها العرب "عنابة" نسبة لأشجار العناب. ويذكر ان "مسجد سيدي بو مروان" الذي يعود للقرن ال 11 م بني بأعمدة من الآثار الرومانية تعود لهيبو ريجيوس.
احتلها الفرنسيون لعدة أشهر عام 1830، عادوا إليها العام 1832. بنيت المدينة الجديدة منذ العام 1870
ولاية قسنطينة
أحد ولايات الجزائر. مدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري، و من كبريات مدن الجزائر مساحة و تعداد في السكان. تتميز المدينة القديمة بكونها مبنيت على صخرة الغرانيت القاسي، مما أعطاها منظرا فريدا يستحيل أن يوجد مثله عبر العالم في أي مدينة. للعبور من ضفة إلى أخرى شيد عبر العصور عدة جسور، فأصبح قسنطينة تضم اكثر من 8 جسور بعضها تحطم لإنعام الترميم، و بعضها مازال يصارع الزمن، و أسميت قسنطينة مدينة الجسور المعلقة. يمر وادي الرمال على مدينة قسنطينة القديمة و تعلوه الجسور على ارتفاعات تفوق 200 متر.
ولاية معسكر
انت قرية صغيرة, ونظرا لموقعها الإستراتيجي اتخذها الرومان مقراًًََََ لجنودهم وظلت ضمن خطوط الدفاع المعروفة باللميس، وأطلقوا عليها اسم كاسترانوفا أي "القلعة الجديدة"، وفي القرن 6 الهجري جعلها الموحدون قلعة عسكرية ثم صارت عاصمة الإقليم في عهد الباي مصطفى بوشلاغم، و استمرت مركزا لبايلك الغرب إلى سنة 1791 بعد تحرير وهران و المرسى الكبير من الاحتلال الإسباني.
وبعد استيلاء الفرنسيين على مدينة الجزائر سنة 1830 عرفت المدينة مرحلة جديدة في تاريخها بدخول أهلها في المقاومة بقيادة الشيخ محي الدين والد الأمير عبد القادر الجزائري، وبعد مبايعة هذا الأخير دخلها و نزل في دار الحكومة فأصبحت المدينة حاضرة لإمارته. وبقيت هكذا إلى أن استولى عليها كلوزيل في 6 ديسمبر 1835 وأحرقها ثم غادرها فرجع الأمير إليها واستأنف نضاله بها ،و بقيت العاصمة السياسية للإمارة حيث يقيم قنصل فرنسا, إلى أن ارتحل الأمير عنها نهائياًً.
ولاية البليدة
مدينة البليدة وهي تصغير لكلمة بلدة، أسسها الأندلسيون وهي إحدى مدن الجزائر يوجد بها جامعة سعد دحلب وتحتوي هذه الجامعة على أغلب التخصصات وموقع هذه الجامعة على طريق الصومعة، تحتوي هذه الجامعة على حوالي 42 الف طالب.و تمتد على مساحة تبلغ 180 هكتار.
و عطفا على ماسبق فمدينة البليدة مدينة سهلية مدينة الخضار والسهول المتنوعة و بها الكثير من الفواكه المختلفة الأنواع و لها جبل كبير يسمى الشريعة وهو كالردء لها من اي عدو قادم من الصحراء اما قبائلها و سكانها فأغلبهم اناس نزحوا من المدن المجاورة وخاصة قبيلة اولا د صالح وبني مسرا الأمازيغيتين اللتين كانتا ساكنة بالمدية و عقيب مجيء الاتراك و قبلهم سكنها الاندلسيون بدات تنتعش وتتحول إلى قرية كبيرة وبعدها سكنها المحتلون الفرنسوين واوطونها الاربيوزن من كل الاطياف إ‘لى ان أذن الله بطلوع فجر استقلال الجزائر فعادت لاهلها وزنعيب على مهندسي المد ينة والمخططين للسكن فيها انهم تركو الجبال وودهبوا إلى السهل الكبير سهل متيجة ووغيروا خضاره وجناته إلى مساكن وإلى فلل وبذلك حطمو الشجر ولم يبقو لتلك المدينة بهجتها الربيعية وظلالها الصيفية وثمارها اليانعة وهي اليوم مدينة يزحف عليها العمار ولم تبق كما كانت من قبل مدينة فلاحية زراعية وللمدينة آثار قديمة وبها مقابر للمسلمين وللنصارى البائدين واليهود الخائبين وأيضا اسم بليده هو من أسماء النساء التي تعيش جنوب العراق وخصوصا المناطق النائيه واهوار جنوب العراق ويحمل هذا الاسم أكثر من 20% من نساء سكان هذه الاهوار.
مسجد الكوثر، بالبليدة.
و البليدة معروفة بمدينة الورود لكثرة الورود والحدائق فيها وتمتلك العديد من الأماكن السياحية والمناطق الخلابة كقمة الشريعة التي تتميز بغابات الأرز والصنوبر والبلوط الجميلة وتكتسي الشريعة بالثلوج شتاءا فتصبح قبلة لجميع الناس وهواة التزحلق كما تعطينا منظرا رائعا لمدينة البليدة. أما المنطقة الثانية فهي شفة وهي محمية طبيعية يجتازها واد شفة وتتكاثر بها القردة من فصيلة الشامبانزي يقصدها الناس صيفا للاستمتاع بالمناظر الخلابة واللعب مع القردة الطليقة ومياه النهر الباردة. المنطقة الثالثة هي حمام ملوان وهي عبارة عن حمام كبير ومشهور به مياه معدنية دافئة طبيعية يقصده الناس للراحة وتتكون المنطقة من نهر يقصده الناس صيفا خاصة منطقة المقطع الأزرق. وسط المدينة له منظر بهيج بلحمام مع المحلات التجارية والأسواق ;التي توجد بكثرة والتي يقصدها الناس من جميع الولايات حتى من ولاية الجزائر. ويلفت نظرنا وجود المنازل القديمة المصنوعة من الطوب والطين والقرميد التي بقيت واقفة لتذكرنا بتاريخ البليدة. وبعض المباني التي تذكرنا بالحقبة الاستعمارية التي بناها الفرنسيون.
سوق عربي في مدينة البليدة الجزائرية.
و تزدهر البليدة بالصناعة التقليدية خاصة الطرز على القماش والملابس التقليدية وصناعة تقطير ماء الزهر الطبيعي ومربى البرتقال لكثرة تواجده في المنطقة حتى في وسط المدينة لما تدخلها في فصل الربيع تدغدغ أنفك رائحة زكية طيبة لزهر البرتقال تعبق أجواء البليدة كما نلاحظ انتشار أشجار الياسمين الأبيض المتدلية من أسوار الأبنية والمنازل ونباتات زهرية عطرة متنوعة خاصة الريحان ومشهورة بأكلاتها الشعبية الطيبة "كالحمامة" وهو عبارة عن كسكس مصنوع بعصير الأعشاب الطبية العطرة والمفيدة للصحة كالزعتر والحلحال....الخ و"بوبرايص" وهو عبارة عن نبتة تشبه البصل والثوم برية تنبت في المناطق الرطبة أمام الينابيع (و هذه النبتة موجودة أيضا في الصين ويستخدمونها في الأكل) وتشتهر البليدة بمساجدها العتيقة كمسجد العتيق وابن سعدون ومسجد الكوثر وتنتشر بها الكثير من الجمعيات الخيرية كجمعية كافل اليتيم وجمعية الفرقان وجمعية نسيمة لمكافحة السرطان ومشهورة بروادها الكبار من المجاهدين كبونعامة الجيلالي والحطاح محمد رحمهم الله وبفنانيها دحمان بن عاشور والشيخ المحفوظ ورابح درياسة والرسامة باية. وتشتهر أيضا بأبوابها القديمة المتعددة كباب الدزاير (الجزائر) وباب السبت وباب الزاوية وباب خويخة....
باتنة
ؤكد بعض المصادر أن منطقة باتنة كانت من المناطق المأهولة منذ أقدم العصور فهي كانت ضمن أهم مناطق المملكة النوميدية التي كانت عاصمتها سيرتا. وهناك الكثير من الآثار النوميدية التي تقع بالقرب منها كضريح ايمدغاسن مما يدل على أن إنسان المنطقة عرف تطورا حضاريا كبيرا وبعد أن استولى الرومان على نوميديا في القرن الأول الميلادي قام هؤلاء بإنشاء ولأغراض عسكرية وإستراتيجية عدة طرق ومسالك حربية كانت تربط بين سلسلة الحصون الدفاعية التي شيدوها للاحتماء بها حين يهاجمون من قبل الثوار من أبناء نوميديا، والمعروف أن هذه المسالك أو الطرق كانت في القرن الميلادي الأول تمر شمال جبال النمامشة وجبال الأوراس وجبال ونوغة.
ثم بعد ذلك أي في القرن الثاني الميلادي خصوصا في عهد الإمبراطورين الرومانيين تراجان وهادريان تقدمت خطوط الليمس الرومانية شيئا فشيئا وهذا ما أدى إلى ضرورة صيانة هذه المسالك وقد قام الأباطرة الرومان من بعدهم بتجديدها وتحسينها على مدى فترة ثلاثة قرون وكانت الفرق الرومانية تستعملها عند الحاجة لحماية حدود المستعمرة من هجمات قبائل الجيتول المتواجدة بالجنوب أو السكان الجبليين الذين ضلوا يهاجمون الحصون الرومانية فقد تعرضت مدينة تيمقاد للحرق والتخريب عدة مرات.ومن أهم هذه المسالك نذكر طريقا رئيسيا كان ينطلق من إقليم الجريد بالجنوب التونسي ويمر ببسكرة لينقسم بعد ذلك إلى فرعين احدهما يمر بالقنطرة وباتنة لينتهي في معسكر لمبازيس— تازولت —. حيث كانت ترابط الفرقة الرومانية الثالثة الشهيرة.
أما الطريق الثاني فكان يشق الحضنة لينتهي في – عوزية—سور الغزلان و شلالة العذاورة ، بعد أن يمر بطبنة ومقرة وقد ضلت هذه المسالك مستعملة لمدة طويلة حثي بعد الفترة الرومانية حيث داومت القوافل التجارية والعسكرية على عبورها.
فباتنة كانت في تلك الفترة منطقة واقعة ضمن المناطق المحروسة من طرف الفرقة الرومانية الثالثة المقيمة بحصن لمبازيس وقد انتشرت من حول لمبازيس عدة ضيعات كان يمتلكها جنود رومانيون جلهم تم تسريحهم من الخدمة وربما تحت تراب باتنة اليوم تقبع أثار لو اكتشفت فستساعدنا على معرفة المزيد عن تاريخ المكان الذي بنيت به. وكانت إقامة العسكريين القدامى والذين تم تسريحهم من الخدمة مألوفة في بدايات الاحتلال الروماني فقد ادخل أغسطس مثل هذه المستوطنات في مملكة يوبا الثاني الحليفة أما كلود فقد أقام لجنوده في ابيدوم نوفوم. ونيرفا في سطيف أما تراجان فقد أقام جنوده في تيمقاد..لكن وعلى ما يبدو كانت هناك ناحية مفضلة في هذا الشأن بصفة خاصة ففي عهد الانطونيين ََANTONINS.
وفي السهول التي تحيط بحصن لامبازيس من الشمال والشمال الغربي أقام عدد كبير من الجنود المسرحين في ديانا - زانة حاليا - ولاماسبا - مروانة وفي لامبيريدي وكذلك كازا CASAE المعذر حاليا وهناك آثار كثيرة لا تزال قائمة إلى يومنا هذا كدليل على تلك المكانة الخاصة التي كانت تحضي بها المنطقة حينها ومدي أهمية موقعها.
أما في الفترات اللاحقة فقد ضلت باتنة من أهم النقاط التي تمر بها القوافل التجارية القادمة من قسنطينة والمتجهة نحو أعماق إفريقيا وقد ذكر الأستاذ العربي الزبيري في كتابه(التجارة الخارجية للشرق الجزائري في الفترة ما بين 1830-1792) ما يلي (....فإن طريق قسنطينة يمر بعين مليلة وباتنة وبسكرة قبل أن يصل إلى محطة الفيض حيث تنقسم القافلة فيذهب الجزء الأول إلى غدامس ويسلك نفس طريقها إلى كانو. ويتجه الثاني إلى ورقلة عبر تماسين ثم ياخذ مسلكها إلى تمبكتوا أو كانو....)
وبعد أن تمكن الأتراك من بسط نفوذهم على الشرق الجزائري حاولوا أن يخضعوا منطقة الأوراس لسلطتهم إلا أنهم فشلوا وبقيت المنطقة محافظة على استقلالها الداخلي ورغم أن البايات الأتراك قاموا بشن عدة هجمات إلا أنهم لم يفلحوا في فرض سلطتهم على سكان الأوراس بالقوة لذلك نجدهم قد غيروا استراتيجيهم وقاموا بانتهاج سياسة المهادنة وعقد تحالفات مع بعض القبائل والعشائر الاوراسية ومنحوها امتيازات كبيرة وبذلك تمكنت سلطة البايلك من تحويل هذه القبائل إلى ما يعرف بقبائل المخزن ومع مرور الوقت أصبحت قبائل المخزن هذه قوة حربية هامة ساهمت في تطبيق سياسة بايات قسنطينة ومن أهم القبائل المخزنية التي اشتهرت بالمنطقة قبيلة الزمول التي اقتطعت الأراضي الصالحة للزراعة والرعي وتولت حراسة الممرات الجبلية بداية من عين مليلة إلى غاية القنطرة مرورا بباتنة وكذلك كتلة بلزمة برمتها والزمول عبارة عن خليط من العشائر وبعض الزنوج استقدموا إلى المنطقة من طرف الأتراك وكلمة الزمول مأخوذة من لفظ الزمالة والذي هو في أصله كلمة أو لفظ أمازيغي يعني معسكر أو جيش - تازمالت-ومنها زمالة الأمير عبد القادر وهذا التفسير وارد في القاموس العربي الأمازيغي للأستاذ محمد شفيق.
والى جانب هذه القبائل المخزنية أقام الأتراك عدة حاميات عسكرية بالمدن الرئيسية آنذاك مثل تبسة وبسكرة وكانت حامية بسكرة تتولي مراقبة الجهات الجبلية مثل مشونش منعة والخنقة والقنطرة. أما حامية تبسة فكانت تقوم بمراقبة تحركات النمامشة إلى جانب ما كانت تقوم به الحامية الرئيسية والمتمركزة بقسنطينة من خرجات منتظمة كانت تعرف عند الأهالي بمحلة الخريف والربيع. كما أن الأتراك لجئوا إلى استمالة مشيخات الأوراس التي كانت شبه مؤسسات حاكمة لها نفوذها وتأثيرها على الأهإلى بالجهة ومن ابرز تلك المشيخات نذكر مشيخة أولاد بن بوعزيز-.مشيخة أولاد بن بوضياف.وكذلك مشيخة أولاد عبدي وغيرها.
ضف إلى ذلك تلك الأحلاف القبلية التي كانت قائمة حينها كحلف قبيلتي الحراكتة وأولاد عبد النور وحي كشيدة وقد تولي قيادة مثل هذه الأحلاف بعض القادة من رجال البايلك مثلما هو الشأن بالنسبة لصالح باي الذي كان قد عين قائدا لحلف الحراكتة قبل أن يصبح بايا على قسنطينة. ولم يهمل الأتراك الزوايا المحلية نظرا لدورها الهام ومكانتها عند الأهإلى فشيوخ هذه الزوايا كانوا يقومون بعدة خدمات اجتماعية وثقافية كإقرار أحكام الشريعة وفض النزاعات والتوسط بين الأعراش المتخاصمة إلى جانب تعليم القرآن وهذا ما جعل حكام البايلك يمنحون امتيازات لشيوخ هذه الزوايا ويرسلون إليهم هدايا ومن الزوايا الشهيرة آنذاك نذكر زاوية بن عباس بمنعة وزاوية أولاد سيدي يحي بواد بني فضالة آخر شيوخها أثناء الحقبة العثمانية هو سيدي أحمد الزروق وزاوية سيدي أحمد بن بوزيد المعروفة بمولي القرقور بالقرب من سريانة آخر شيوخها قبل الاحتلال هو سيدي محمد بن سي بلقا سم كذلك زاوية بلقاضي التي يعود تأسيسها إلى أحد أبناء بلقاضي الشهير وتقع هذه الزاوية بناحية جرمة عرفت فيما بعد بزاوية بلحاج أخر شيوخها سي محمد بلقاضي ابن سيدي بلقا سم بلقاضي.
إلى جانب الزوايا كان هناك شبه نظام إداري أساسه ما يسمي بشيخ الخلعة حيث كان الشيخ يتسلم منصبه كقايد من طرف سلطة البايلك وفي مقابل هذه التولية يقد م مبلغا ماليا للبايلك وقد قدر في أواخر العهد العثماني بثلاثة آلاف بوجو ريال فضة وكان شيخ الخلعة يمارس صلاحياته بمساعدة قوة مسلحة تتكون في مجملها من فرسان مسلحين ببنادق وسيوف ويعرفون باسم المزارقية وتكمن مهمتهم أساسا في استخلاص الضرائب وفرض الغرامات إلى جانب مهمتهم الرئيسية والمتمثلة في تنفيذ أوامر البايلك.
عين الدفلى
ين الدفلى هي مدينة جزائرية تقع وسط شمال الجزائر وهي مدينة معروفة بطابعها الفلاحي أكثر من اي شيء اخر وكانت عين الدفلى في فترة الحكم الفرنسي تسمى ديبيري. تبعد مدينة عين الدفلى حوالي 138كيلومترا عن الجزائر العاصمة .بلدية العطاف دات البعد التاريخي الكبير والواسع فالعطاف كانت تسمى في العهد الروماني * تيقافا كاسترا * وهو حصن روماني موجود جنوب المدينة الحالية على بعد 02 كلم ثم تحول اسم المنطقة إلى سوق إبراهيمو باجة بعد الدخول الإسلامي ثم إلى العطاف بعد الزحف الهلالي وهي قبيلة عربية وظلت على هدا الاسم إلى يومنا هدا كما تزخر هاته البلية بعدة موارد سواء كانت صناعية أو طبيعية ولاية عين الدفلى هي ولاية مشهورة بطابعها الفلاحي تقع على بعد 150 كلم عن ولاية الجزائر ومعروفة بشعبها الطيب ونظافة شوارعها ومن أشهر مناطقها-العامرة-العطاف-ومسجد القبة الخضراء وتوجد بها سدود كثيرة
ورقلة
هي أحد أهم الولايات الجزائرية لانها مصدر الثروة للجزائر سميت نسبة لمدينة ورقلة والتي سكنت منذ فجر التاريخ والتي شكلت العاصمة الإقليمية للجنوب الشرقي منذ الفترة العثمانية. سميت ولاية الواحات إبان الاستقلال وضمت جميع مدن الجنوب الشرقي من الأغواط شمالا إلى تمنراست جنوبا لتكتفي بعد التقسيم الإداري لعام 1984 بثلاث مدن كبرى هي ورقلة عاصمة الولاية وحاسي مسعود القطب الصناعي وتقرت التي تعتبر قطبا هاما من أقطاب التجارة. تبعد عن العاصمة الجزائرية ب 820 كلم.
برزت ميلة في العهد النوميدي كإحدى أهم المدن التابعة لماسينيسا حيث تذكر المصادر أنها كانت إحدى المقاطعات تدعى ميلو نسبة إلى ملكة كانت تحكمها في العهد الروماني وفي عهد يوليوس قيصر ظهرت ميلاف كواحدة من المدن الأربع التي تشكل الكونفدرالية السيرتية تحت حكم ب.سيتيوس نيكرينوس وحملت لقب كولونيا وقد ذكرت في العديد من الناقشات الأثرية بعدة تسميات منها :Médius, Milo, Milah ou Mila Milev, Mulium, Molium, أما عن أصل التسمية فقد اختلفت الآراء والتأويلات، ولكن اتفق جل الباحثين على أن أصلها امازيغي ميلاف تعني الألف ساقية أو الأرض المسقية. وميلو تعني الضل في اللغة الامازيغية وميديوس تعني المكان الذي يتوسط عدة أمكنة وهو مشتق من موقعها الجغرافي حيث تتوسط أهم المدن القديمة يقول بلين ((كانت ميلاف أولا قلاعا حربية لحماية سيرتا ثم اخذ ت في التوسع إلى أن أصبحت في عهد الإمبراطور تراحان (98 ـ117م) شبيهة بسيرتا)).
في القرن الثالث الميلادي ظهر اسم ميلاف لأول مرة في كتابات القديس سيبيريان أثناء المجمع الكنسي الذي عقد بقرطاج في 1 سبتمبر سنة 256 م، وفي سنة(360 م)اشتهرت المدينة من خلال القديس أوبتا الذي كان حليفا للقديس أوغسطين ضد القديس دوناتوس أو المذهب الدوناتي المناهض للكنيسة الكاثوليكية، وتشيرا لمصادر عن مؤتمرين عقدا بميلاف الأول سنة(402 م) والثاني الذي ترأسه أوغسطين بنفسه عقد سنة(416 م) وقد بنيت بها واحدة من أقدم الكنائس في الجزائر.(02)
وبعد انحطاط الإمبراطورية الرومانية وانشقاقها زحف الو ندال إلى بلاد المغرب ومكثوا في الإقليم الشرقي حوالي قرن من الزمن ويحتمل ان ميلاف قد أخضعت سنة(445 م) من طرف القائد الوندالي بيليزار الذي جعلها مركزا لمراقبة باقي الأقاليم المجاورة.
استولى البيزنطيون على المدينة سنة(539ـ540 م) ونظرا لأهميتها الدينية والإستراتيجية جعلوا منها المدينة القلعة حيث قام القائد سولومون ببناء السور المحيط بالمدينة ودعمه بـ 14 برج للمراقبة وضم أهم معالم المدينة الرومانية.
أي ان القديس أو الراهب Ville évêché وقد كان للمدينة في العهد البيزنطي دور ديني بالغ الأهمية وهو السلطة الحاكمة في المدينة
واستمر ذلك حتى الفتح الإسلامي سنة(674 م) أي سنة(55 هـ) أين دخلها الصحابي الجليل أبو المهاجر دينار فاتحا مقيما بها أول مسجد بالجزائر الثاني في بلاد المغرب بعد مسجد عقبة بن نافع بالقيروان التونسية.على انقاد الكنيسة الرومانية فكانت تنطلق منها الفتوحات الإسلامية نحو باقي الأقاليم وعند فتحها أطلق عليها اسم ميلاح ليسهل نطقها واستمر الاسم متداولا إلى أن جاء الفرنسيين أين أصبحت ميلة الحالية اختصارا لنطقها في الفرنسية MILA-H-.
اهتم المؤرخون بتاريخ دخولها إلى حظيرة الإسلام والعروبة فقد خصها المؤرخ المصري أبو المحاسن الثغري بردي (874هـ/1469م) صاحب كتاب النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة حيث حدد فيه اسم القائد الذي فتحها وهو أبو المهاجر دينار (55هـ ـ62هـ/675ـ682م) وقد تقلد إدارة ولاية المغرب وقيادة الجيش فيه.بعد أن ابعد معاوية ابن أبي سفيان(41هــ ـ61هـ/661ـ681م) عقبة بن نافع الفهري عن أفريقية، وعزل معاوية ابن حديج السفوكي عن مصر وعين مكانه مسلمة ابن مخلد الأنصاري، ويقال أنه أول من جمعت له ولاية مصر والمغرب في ولاية واحدة، ومن ثم ولى له مولى يدعى أبو المهاجر الذي وصل إلى المغرب سنة (55هـ/675م) (01) وبعد وصوله قام بإنشاء قاعدة جديدة مرتبطة باسمه، كان مقرها وسط البربر الذين تعاونوا معه على وضع نواة معسكره الجديد. وقد أراد بهذه المبادرة أن يشاركه السكان المحليين في عمليات الفتح وهكذا يكسب نفوسهم وولاءهم إلى أن وصل إلى ميلة التي فتحها سنة (59هـ/679م) التي جعلها عاصمته ومقر قيادة الجيوش الفاتحة وقد أقام بها سنتين وسط أهل كتامة وقام بتشييد دار الإمارة ومسجدا للمسلمين ،إلى أن استشهد رفقة الصحابي عقبة ابن نافع في معركة تهوده الشهيرة.
لقد انتقل إلى ميلة في ذلك الوقت الدور الذي كانت تلعبه قسنطينة قبل الفتح وصارت في ظرف قصير مقرا إداريا وعسكريا له أهميته
لم تسلم المدينة مثلها كباقي الحواضر الإفريقية من التيارات الفكرية والمذهبية التي سادت المنطقة في القرن الثاني(2هـ) الثامن ميلادي(8م) على الرغم من أن المذهب السني بقي السائد فيها أما المذاهب الأخرى فوردت إليها عن طريق النازحين من المشارقة وخاصة منهم فرقتي الخوارج الصفرية والاباضية الذين استقلوا بالمغرب الأقصى والأوسط عن الخلافة الأموية بعد ثورة سنة(122هـ/739م) والتي على إثرها قام أمير أفريقية عبد الرحمان الفهري بمحاربتهم وعين على المناطق الحساسة قادة عسكريين من بينهم مصال ابن حماد الذي تمكن من إبعاد خطرهم إلى أن حكمها الاغالبة الذين افقدوا المدينة أهميتها السياسية وأصبحت في ظل حكمهم جزءا من إقليم الزاب.
وفي سنة(288هـ/900م) دخل أبو عبيد الله الشيعي بلاد كتامة وعرف من شيوخها أنها تستمتع باستقلالية في تسيير شؤونها وان صلتها بالسلطة في القيروان كانت ضعيفة خاصة سكان البداوي ،فشجعه ذلك على الاستقرار في أرض كتامة وانتشر نشاط هذا الداعية حتى في مدينة ميلة التي اقام بها فترة (*)مما جعل الحاكم الأغلبي موسى ابن العباس ابن عبد الصمد(261هــ ـ289هـ/876م ـ902م)يسعى إلى ملاحقته والقبض عليه، لكن أبا عبيد الله كان مدعوما بالقبائل الكتامية التي ساندته فقاتله وزحف إلى المدينة مستغلا قلة حاميتها التي كانت ضمن الجيش الفاتح لصقلية فدخلها بأمان وولى عليها أبو يوسف ماكنون ابن ضارة الاوجاني الايكجاني ،ثم عاد إلى قاعدته بتازروت (عين الملوك) ولما سمع زيادة الله الأغلبي جهز جيشا واتجه نحو تازروت فوجدها خالية فأمر بتهديمها وإحراقها.و واصل سيره نحو ايكجان أين حاصره الكتاميون وهزم الجيش الأغلبي وتوالت هزائم الاغالبة وانتصارات الفاطميين إلى أن دخل الداعية الشيعي القيروان واسقط الدولة الأغلبية سنة (298هـ/908م) (02) ومن ثم نخلص إلى القول أن ميلة كانت أول مدينة أغلبية تسقط في يد الفاطميين.ونقطة انطلاق وبداية حضارة امتد نفوذها إلى الشام ومصر وبسطت سيطرتها على البحر المتوسط والأقاليم المجاورة بعد تكوينها لأقوى أسطولين في تلك الفترة قوام الأسطول الواحد 260 سفينة تاركة.
البيـــض مدينة جزائرية تحيط بها الجبال من الجنوب والشمال والشمال
الشرقي عدد سكانها حوالي مأتى ألف ساكن تضم 22 بلدية و08 دوائر تمتاز
ببردها الشديد في الشتاء و حرها في الصيف تجمع بين كونها تطل على الصحراء
وكونها تعتبر من مناطق الهضاب العليا التى تتميز بجو بارد جدا تصل درجات
الدنيا إلى اقل من 9 درجات مؤية و تساقط كميات ثلوج تجعل من المنطقة تظهر
بمنظر خلاب تعتمد على الرعي و الزراعة و تزخر المنطقة بالاغنام و الماشية
ذات الجودة الرفيعة.
كان سكان المنطقة يطلقون عليه اسم "لودي البيض" تصغيرا لكلمة "واد
الأبيض" و المكان كان عبارة عن صبخة ملحية تنمو حوله أشجار القصب الكثيفة
و النباتات المالحة تجري به بعض ينابيع المياه، و بمرور الزمن اقتصرت
التسمية على البيض و هناك رواية أخرى تقول أن أصل التسمية مأخوذة من شهرة
المنطقة بالثلوج. و هناك من يرجع هذه التسمية لوجود تربة ذات لون أبيض
كانت تستعمل لغسل الألبسة البيضاء مثل (البرنوس) و يطلق على هذه التربة
تيزي وزو
اسم تيزي وزو مقسم إلى قسمين وهما = تيزي وهي الهضبة بالأمازيغية أما اززو فهو نبات ذو أزهار بلون أصفر
عنابة
تأسست بالأصل كمدينة فينيقية حيث أسست على يد الفينيقيين حوالي القرن ال12 ق.م تقريبا، وقد أسسها مستعمرون من مدينة صور اللبنانية، وعرفت باسم [[هيبون]] وكانت من مستعمراتهم الهامة وقد أعطت المدينة اسمها للخليج الذي كانت تقع عليه حيث عرف باسم(هيبونينسيس رجبان) وفي فترة لاحقة أسماها الرومان هيبو ريجيوس.
تحالفت هيبو مع قرطاج واتصلت بها بسهولة لقربها النسبي منها، وبذلك أصبحت من المدن البونيقية المهمة للغاية. وفي أثناء الحرب البونيقية الأولى (264 -241 ق.م) قام الملك (غايا) ملك قبيلة الماسيلي النوميدية باحتلال المدينة ولكن القرطاجيون استعادوها لاحقا.
و أصبحت المدينة من المقرات الرئيسية للملوك النوميديين وقد ُمنحت استقلالا بعد الحروب البونيقية (264-146ق.م)، ولذلك السبب أطلق الرومان عليها لقب "ريجيوس" والذي يعني "الملكي".
في القرون الثلاثة الأولى للميلاد كانت هيبو من أغنى مدن "أفريقيا الرومانية" وكان مينائها يعرف ب(الأفروديسيوم) نسبة للإلهة أفروديت (فينوس الرومانية) في البداية منحت هيبو حقوق المينيسيبيوم(حقوق جزئية في المواطنة الرومانية) ولكنها لاحقا منحت حقوق كولونيا (مستعمرة رومانية مع حقوق المواطنة الكاملة).
أصبحت هيبو ريجيوس مركزا للفكر المسيحي وقد عاش في المدينة واحدا من أعظم الشخصيات الدينية في العالم المسيحي ألا وهو القديس أوغسطين (354-430 م بطاغست سوق أهراس اليوم)، والذي كان أسقفا لها منذ عام 396، ويعتبر من رموز المدينة. نحن نعرف أسماء سبعة قديسيين مسيحيين من هيبو ريجوس القديمة ومنهم : (ثيوجينس) و(فيدينتيوس) الذين ماتا شهيدين حسب النصوص الكنسية، والقديس (ليونتيوس فاليريوس) الذي عين القديس أوغسطين، كما نجد الطبيب العظيم، بالإضافة إلى القديس اوغسطين نفسه الذي عرفت هيبو ريجوس في عهده وجود ثلاثة أديرة مسيحية في الأبرشية (الأسقفية) داخل الدير الأسقفي، كما عقدت في المدينة عهد أوغسطين ثلاث مجامع مسيحية في الأعوام(393 م، 395 م،426 م)
تعرضت هيبو لحصار الوندال الطويل الذي استمر أربعة عشر شهرا، وسقطت بيدهم عام 431 بقيادة ملكهم "جينسيرك"، وخلال تلك الفترة مات القديس أوغسطين. فقط الكاتدرائية و"مكتبة القديس اوغسطين" نجتا من الدمار العام الذي لحق بالمدينة. وبعد الوندال أصبحت هيبو ريجيوس من أملاك البيزنطيين في عام 533 زمن الإمبراطور جوستنيان، إلى أن جاء العرب المسلمون وفتحوها عام 697.
وقد سماها العرب "عنابة" نسبة لأشجار العناب. ويذكر ان "مسجد سيدي بو مروان" الذي يعود للقرن ال 11 م بني بأعمدة من الآثار الرومانية تعود لهيبو ريجيوس.
احتلها الفرنسيون لعدة أشهر عام 1830، عادوا إليها العام 1832. بنيت المدينة الجديدة منذ العام 1870
ولاية قسنطينة
أحد ولايات الجزائر. مدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري، و من كبريات مدن الجزائر مساحة و تعداد في السكان. تتميز المدينة القديمة بكونها مبنيت على صخرة الغرانيت القاسي، مما أعطاها منظرا فريدا يستحيل أن يوجد مثله عبر العالم في أي مدينة. للعبور من ضفة إلى أخرى شيد عبر العصور عدة جسور، فأصبح قسنطينة تضم اكثر من 8 جسور بعضها تحطم لإنعام الترميم، و بعضها مازال يصارع الزمن، و أسميت قسنطينة مدينة الجسور المعلقة. يمر وادي الرمال على مدينة قسنطينة القديمة و تعلوه الجسور على ارتفاعات تفوق 200 متر.
ولاية معسكر
انت قرية صغيرة, ونظرا لموقعها الإستراتيجي اتخذها الرومان مقراًًََََ لجنودهم وظلت ضمن خطوط الدفاع المعروفة باللميس، وأطلقوا عليها اسم كاسترانوفا أي "القلعة الجديدة"، وفي القرن 6 الهجري جعلها الموحدون قلعة عسكرية ثم صارت عاصمة الإقليم في عهد الباي مصطفى بوشلاغم، و استمرت مركزا لبايلك الغرب إلى سنة 1791 بعد تحرير وهران و المرسى الكبير من الاحتلال الإسباني.
وبعد استيلاء الفرنسيين على مدينة الجزائر سنة 1830 عرفت المدينة مرحلة جديدة في تاريخها بدخول أهلها في المقاومة بقيادة الشيخ محي الدين والد الأمير عبد القادر الجزائري، وبعد مبايعة هذا الأخير دخلها و نزل في دار الحكومة فأصبحت المدينة حاضرة لإمارته. وبقيت هكذا إلى أن استولى عليها كلوزيل في 6 ديسمبر 1835 وأحرقها ثم غادرها فرجع الأمير إليها واستأنف نضاله بها ،و بقيت العاصمة السياسية للإمارة حيث يقيم قنصل فرنسا, إلى أن ارتحل الأمير عنها نهائياًً.
ولاية البليدة
مدينة البليدة وهي تصغير لكلمة بلدة، أسسها الأندلسيون وهي إحدى مدن الجزائر يوجد بها جامعة سعد دحلب وتحتوي هذه الجامعة على أغلب التخصصات وموقع هذه الجامعة على طريق الصومعة، تحتوي هذه الجامعة على حوالي 42 الف طالب.و تمتد على مساحة تبلغ 180 هكتار.
و عطفا على ماسبق فمدينة البليدة مدينة سهلية مدينة الخضار والسهول المتنوعة و بها الكثير من الفواكه المختلفة الأنواع و لها جبل كبير يسمى الشريعة وهو كالردء لها من اي عدو قادم من الصحراء اما قبائلها و سكانها فأغلبهم اناس نزحوا من المدن المجاورة وخاصة قبيلة اولا د صالح وبني مسرا الأمازيغيتين اللتين كانتا ساكنة بالمدية و عقيب مجيء الاتراك و قبلهم سكنها الاندلسيون بدات تنتعش وتتحول إلى قرية كبيرة وبعدها سكنها المحتلون الفرنسوين واوطونها الاربيوزن من كل الاطياف إ‘لى ان أذن الله بطلوع فجر استقلال الجزائر فعادت لاهلها وزنعيب على مهندسي المد ينة والمخططين للسكن فيها انهم تركو الجبال وودهبوا إلى السهل الكبير سهل متيجة ووغيروا خضاره وجناته إلى مساكن وإلى فلل وبذلك حطمو الشجر ولم يبقو لتلك المدينة بهجتها الربيعية وظلالها الصيفية وثمارها اليانعة وهي اليوم مدينة يزحف عليها العمار ولم تبق كما كانت من قبل مدينة فلاحية زراعية وللمدينة آثار قديمة وبها مقابر للمسلمين وللنصارى البائدين واليهود الخائبين وأيضا اسم بليده هو من أسماء النساء التي تعيش جنوب العراق وخصوصا المناطق النائيه واهوار جنوب العراق ويحمل هذا الاسم أكثر من 20% من نساء سكان هذه الاهوار.
مسجد الكوثر، بالبليدة.
و البليدة معروفة بمدينة الورود لكثرة الورود والحدائق فيها وتمتلك العديد من الأماكن السياحية والمناطق الخلابة كقمة الشريعة التي تتميز بغابات الأرز والصنوبر والبلوط الجميلة وتكتسي الشريعة بالثلوج شتاءا فتصبح قبلة لجميع الناس وهواة التزحلق كما تعطينا منظرا رائعا لمدينة البليدة. أما المنطقة الثانية فهي شفة وهي محمية طبيعية يجتازها واد شفة وتتكاثر بها القردة من فصيلة الشامبانزي يقصدها الناس صيفا للاستمتاع بالمناظر الخلابة واللعب مع القردة الطليقة ومياه النهر الباردة. المنطقة الثالثة هي حمام ملوان وهي عبارة عن حمام كبير ومشهور به مياه معدنية دافئة طبيعية يقصده الناس للراحة وتتكون المنطقة من نهر يقصده الناس صيفا خاصة منطقة المقطع الأزرق. وسط المدينة له منظر بهيج بلحمام مع المحلات التجارية والأسواق ;التي توجد بكثرة والتي يقصدها الناس من جميع الولايات حتى من ولاية الجزائر. ويلفت نظرنا وجود المنازل القديمة المصنوعة من الطوب والطين والقرميد التي بقيت واقفة لتذكرنا بتاريخ البليدة. وبعض المباني التي تذكرنا بالحقبة الاستعمارية التي بناها الفرنسيون.
سوق عربي في مدينة البليدة الجزائرية.
و تزدهر البليدة بالصناعة التقليدية خاصة الطرز على القماش والملابس التقليدية وصناعة تقطير ماء الزهر الطبيعي ومربى البرتقال لكثرة تواجده في المنطقة حتى في وسط المدينة لما تدخلها في فصل الربيع تدغدغ أنفك رائحة زكية طيبة لزهر البرتقال تعبق أجواء البليدة كما نلاحظ انتشار أشجار الياسمين الأبيض المتدلية من أسوار الأبنية والمنازل ونباتات زهرية عطرة متنوعة خاصة الريحان ومشهورة بأكلاتها الشعبية الطيبة "كالحمامة" وهو عبارة عن كسكس مصنوع بعصير الأعشاب الطبية العطرة والمفيدة للصحة كالزعتر والحلحال....الخ و"بوبرايص" وهو عبارة عن نبتة تشبه البصل والثوم برية تنبت في المناطق الرطبة أمام الينابيع (و هذه النبتة موجودة أيضا في الصين ويستخدمونها في الأكل) وتشتهر البليدة بمساجدها العتيقة كمسجد العتيق وابن سعدون ومسجد الكوثر وتنتشر بها الكثير من الجمعيات الخيرية كجمعية كافل اليتيم وجمعية الفرقان وجمعية نسيمة لمكافحة السرطان ومشهورة بروادها الكبار من المجاهدين كبونعامة الجيلالي والحطاح محمد رحمهم الله وبفنانيها دحمان بن عاشور والشيخ المحفوظ ورابح درياسة والرسامة باية. وتشتهر أيضا بأبوابها القديمة المتعددة كباب الدزاير (الجزائر) وباب السبت وباب الزاوية وباب خويخة....
باتنة
ؤكد بعض المصادر أن منطقة باتنة كانت من المناطق المأهولة منذ أقدم العصور فهي كانت ضمن أهم مناطق المملكة النوميدية التي كانت عاصمتها سيرتا. وهناك الكثير من الآثار النوميدية التي تقع بالقرب منها كضريح ايمدغاسن مما يدل على أن إنسان المنطقة عرف تطورا حضاريا كبيرا وبعد أن استولى الرومان على نوميديا في القرن الأول الميلادي قام هؤلاء بإنشاء ولأغراض عسكرية وإستراتيجية عدة طرق ومسالك حربية كانت تربط بين سلسلة الحصون الدفاعية التي شيدوها للاحتماء بها حين يهاجمون من قبل الثوار من أبناء نوميديا، والمعروف أن هذه المسالك أو الطرق كانت في القرن الميلادي الأول تمر شمال جبال النمامشة وجبال الأوراس وجبال ونوغة.
ثم بعد ذلك أي في القرن الثاني الميلادي خصوصا في عهد الإمبراطورين الرومانيين تراجان وهادريان تقدمت خطوط الليمس الرومانية شيئا فشيئا وهذا ما أدى إلى ضرورة صيانة هذه المسالك وقد قام الأباطرة الرومان من بعدهم بتجديدها وتحسينها على مدى فترة ثلاثة قرون وكانت الفرق الرومانية تستعملها عند الحاجة لحماية حدود المستعمرة من هجمات قبائل الجيتول المتواجدة بالجنوب أو السكان الجبليين الذين ضلوا يهاجمون الحصون الرومانية فقد تعرضت مدينة تيمقاد للحرق والتخريب عدة مرات.ومن أهم هذه المسالك نذكر طريقا رئيسيا كان ينطلق من إقليم الجريد بالجنوب التونسي ويمر ببسكرة لينقسم بعد ذلك إلى فرعين احدهما يمر بالقنطرة وباتنة لينتهي في معسكر لمبازيس— تازولت —. حيث كانت ترابط الفرقة الرومانية الثالثة الشهيرة.
أما الطريق الثاني فكان يشق الحضنة لينتهي في – عوزية—سور الغزلان و شلالة العذاورة ، بعد أن يمر بطبنة ومقرة وقد ضلت هذه المسالك مستعملة لمدة طويلة حثي بعد الفترة الرومانية حيث داومت القوافل التجارية والعسكرية على عبورها.
فباتنة كانت في تلك الفترة منطقة واقعة ضمن المناطق المحروسة من طرف الفرقة الرومانية الثالثة المقيمة بحصن لمبازيس وقد انتشرت من حول لمبازيس عدة ضيعات كان يمتلكها جنود رومانيون جلهم تم تسريحهم من الخدمة وربما تحت تراب باتنة اليوم تقبع أثار لو اكتشفت فستساعدنا على معرفة المزيد عن تاريخ المكان الذي بنيت به. وكانت إقامة العسكريين القدامى والذين تم تسريحهم من الخدمة مألوفة في بدايات الاحتلال الروماني فقد ادخل أغسطس مثل هذه المستوطنات في مملكة يوبا الثاني الحليفة أما كلود فقد أقام لجنوده في ابيدوم نوفوم. ونيرفا في سطيف أما تراجان فقد أقام جنوده في تيمقاد..لكن وعلى ما يبدو كانت هناك ناحية مفضلة في هذا الشأن بصفة خاصة ففي عهد الانطونيين ََANTONINS.
وفي السهول التي تحيط بحصن لامبازيس من الشمال والشمال الغربي أقام عدد كبير من الجنود المسرحين في ديانا - زانة حاليا - ولاماسبا - مروانة وفي لامبيريدي وكذلك كازا CASAE المعذر حاليا وهناك آثار كثيرة لا تزال قائمة إلى يومنا هذا كدليل على تلك المكانة الخاصة التي كانت تحضي بها المنطقة حينها ومدي أهمية موقعها.
أما في الفترات اللاحقة فقد ضلت باتنة من أهم النقاط التي تمر بها القوافل التجارية القادمة من قسنطينة والمتجهة نحو أعماق إفريقيا وقد ذكر الأستاذ العربي الزبيري في كتابه(التجارة الخارجية للشرق الجزائري في الفترة ما بين 1830-1792) ما يلي (....فإن طريق قسنطينة يمر بعين مليلة وباتنة وبسكرة قبل أن يصل إلى محطة الفيض حيث تنقسم القافلة فيذهب الجزء الأول إلى غدامس ويسلك نفس طريقها إلى كانو. ويتجه الثاني إلى ورقلة عبر تماسين ثم ياخذ مسلكها إلى تمبكتوا أو كانو....)
وبعد أن تمكن الأتراك من بسط نفوذهم على الشرق الجزائري حاولوا أن يخضعوا منطقة الأوراس لسلطتهم إلا أنهم فشلوا وبقيت المنطقة محافظة على استقلالها الداخلي ورغم أن البايات الأتراك قاموا بشن عدة هجمات إلا أنهم لم يفلحوا في فرض سلطتهم على سكان الأوراس بالقوة لذلك نجدهم قد غيروا استراتيجيهم وقاموا بانتهاج سياسة المهادنة وعقد تحالفات مع بعض القبائل والعشائر الاوراسية ومنحوها امتيازات كبيرة وبذلك تمكنت سلطة البايلك من تحويل هذه القبائل إلى ما يعرف بقبائل المخزن ومع مرور الوقت أصبحت قبائل المخزن هذه قوة حربية هامة ساهمت في تطبيق سياسة بايات قسنطينة ومن أهم القبائل المخزنية التي اشتهرت بالمنطقة قبيلة الزمول التي اقتطعت الأراضي الصالحة للزراعة والرعي وتولت حراسة الممرات الجبلية بداية من عين مليلة إلى غاية القنطرة مرورا بباتنة وكذلك كتلة بلزمة برمتها والزمول عبارة عن خليط من العشائر وبعض الزنوج استقدموا إلى المنطقة من طرف الأتراك وكلمة الزمول مأخوذة من لفظ الزمالة والذي هو في أصله كلمة أو لفظ أمازيغي يعني معسكر أو جيش - تازمالت-ومنها زمالة الأمير عبد القادر وهذا التفسير وارد في القاموس العربي الأمازيغي للأستاذ محمد شفيق.
والى جانب هذه القبائل المخزنية أقام الأتراك عدة حاميات عسكرية بالمدن الرئيسية آنذاك مثل تبسة وبسكرة وكانت حامية بسكرة تتولي مراقبة الجهات الجبلية مثل مشونش منعة والخنقة والقنطرة. أما حامية تبسة فكانت تقوم بمراقبة تحركات النمامشة إلى جانب ما كانت تقوم به الحامية الرئيسية والمتمركزة بقسنطينة من خرجات منتظمة كانت تعرف عند الأهالي بمحلة الخريف والربيع. كما أن الأتراك لجئوا إلى استمالة مشيخات الأوراس التي كانت شبه مؤسسات حاكمة لها نفوذها وتأثيرها على الأهإلى بالجهة ومن ابرز تلك المشيخات نذكر مشيخة أولاد بن بوعزيز-.مشيخة أولاد بن بوضياف.وكذلك مشيخة أولاد عبدي وغيرها.
ضف إلى ذلك تلك الأحلاف القبلية التي كانت قائمة حينها كحلف قبيلتي الحراكتة وأولاد عبد النور وحي كشيدة وقد تولي قيادة مثل هذه الأحلاف بعض القادة من رجال البايلك مثلما هو الشأن بالنسبة لصالح باي الذي كان قد عين قائدا لحلف الحراكتة قبل أن يصبح بايا على قسنطينة. ولم يهمل الأتراك الزوايا المحلية نظرا لدورها الهام ومكانتها عند الأهإلى فشيوخ هذه الزوايا كانوا يقومون بعدة خدمات اجتماعية وثقافية كإقرار أحكام الشريعة وفض النزاعات والتوسط بين الأعراش المتخاصمة إلى جانب تعليم القرآن وهذا ما جعل حكام البايلك يمنحون امتيازات لشيوخ هذه الزوايا ويرسلون إليهم هدايا ومن الزوايا الشهيرة آنذاك نذكر زاوية بن عباس بمنعة وزاوية أولاد سيدي يحي بواد بني فضالة آخر شيوخها أثناء الحقبة العثمانية هو سيدي أحمد الزروق وزاوية سيدي أحمد بن بوزيد المعروفة بمولي القرقور بالقرب من سريانة آخر شيوخها قبل الاحتلال هو سيدي محمد بن سي بلقا سم كذلك زاوية بلقاضي التي يعود تأسيسها إلى أحد أبناء بلقاضي الشهير وتقع هذه الزاوية بناحية جرمة عرفت فيما بعد بزاوية بلحاج أخر شيوخها سي محمد بلقاضي ابن سيدي بلقا سم بلقاضي.
إلى جانب الزوايا كان هناك شبه نظام إداري أساسه ما يسمي بشيخ الخلعة حيث كان الشيخ يتسلم منصبه كقايد من طرف سلطة البايلك وفي مقابل هذه التولية يقد م مبلغا ماليا للبايلك وقد قدر في أواخر العهد العثماني بثلاثة آلاف بوجو ريال فضة وكان شيخ الخلعة يمارس صلاحياته بمساعدة قوة مسلحة تتكون في مجملها من فرسان مسلحين ببنادق وسيوف ويعرفون باسم المزارقية وتكمن مهمتهم أساسا في استخلاص الضرائب وفرض الغرامات إلى جانب مهمتهم الرئيسية والمتمثلة في تنفيذ أوامر البايلك.
عين الدفلى
ين الدفلى هي مدينة جزائرية تقع وسط شمال الجزائر وهي مدينة معروفة بطابعها الفلاحي أكثر من اي شيء اخر وكانت عين الدفلى في فترة الحكم الفرنسي تسمى ديبيري. تبعد مدينة عين الدفلى حوالي 138كيلومترا عن الجزائر العاصمة .بلدية العطاف دات البعد التاريخي الكبير والواسع فالعطاف كانت تسمى في العهد الروماني * تيقافا كاسترا * وهو حصن روماني موجود جنوب المدينة الحالية على بعد 02 كلم ثم تحول اسم المنطقة إلى سوق إبراهيمو باجة بعد الدخول الإسلامي ثم إلى العطاف بعد الزحف الهلالي وهي قبيلة عربية وظلت على هدا الاسم إلى يومنا هدا كما تزخر هاته البلية بعدة موارد سواء كانت صناعية أو طبيعية ولاية عين الدفلى هي ولاية مشهورة بطابعها الفلاحي تقع على بعد 150 كلم عن ولاية الجزائر ومعروفة بشعبها الطيب ونظافة شوارعها ومن أشهر مناطقها-العامرة-العطاف-ومسجد القبة الخضراء وتوجد بها سدود كثيرة
ورقلة
هي أحد أهم الولايات الجزائرية لانها مصدر الثروة للجزائر سميت نسبة لمدينة ورقلة والتي سكنت منذ فجر التاريخ والتي شكلت العاصمة الإقليمية للجنوب الشرقي منذ الفترة العثمانية. سميت ولاية الواحات إبان الاستقلال وضمت جميع مدن الجنوب الشرقي من الأغواط شمالا إلى تمنراست جنوبا لتكتفي بعد التقسيم الإداري لعام 1984 بثلاث مدن كبرى هي ورقلة عاصمة الولاية وحاسي مسعود القطب الصناعي وتقرت التي تعتبر قطبا هاما من أقطاب التجارة. تبعد عن العاصمة الجزائرية ب 820 كلم.
ولاية غرداية، التسمية أمازيغية وعممت لتشمل جميع قرى الوادي
والأصل إطلاقها على مدينة "تغردايت"
فقط. على من أراد أن يتحقق من تطابق هذه التسمية مع موقع
المدينة أن يقف أعلى قصر مليكة العليا
"آت مليشت" وقت جريان الوادي.
توجد تسميات متدولة عند عامة الشعب لـ"تغردايت" وهي :قرداية، غرداية، غارداية، غارضية.
ولكن المعروف لدينا والاغلب هي غار داية
هدا نسبة للملكة التي تقطن الغار وتسمى بداية
ولا اظن ان التسمية امازيغية بل اظن ان هناك تحريف ومحرفوها يريدون ان ينسبو الى الاباضية والله اعلم
بارك الله فيك اختي على الموضوع الجميل والمفيد
http://bu.umc.edu.dz/theses/histoire/AMAA2466.pdf
إعادة إحياء منتزه بايات قسنطينة بأولاد قاسم / عين مليلة |
|
|
عدد القراءات: 480
اقبــال كبيــر علــى مسبــح ومنتجــع ترفيــهي وحــديقــة للحيــوانــات
تحول مسبح و حديقة حيوانات بلدية
أولاد قاسم الواقعين على خط التماس بين ولايتي أم البواقي و قسنطينة ،
إلى قبلة مفضلة لشباب الولايتين ، ومن خارج الولايتين المذكورتين ، في
ظل انعدام المرافق من ذات النوع . هذا ما وقفنا عليه مؤخرا حينما عدنا إلى
المركب الذي زرناه نهاية الخريف الماضي . ووقفنا على الذي استأنس النعام ،
وابن الصحراء ، تحت أقدام جبل قريون، وعلى مرأى من جبل الفرطاس الذي تحول
إلى أشهر من نار على علم منذ سقوط الطائرة العسكرية فوق قمته الشتاء
الماضي.
لما زرناه السنة الماضية كانت أشغال انجاز مسبحين و قاعة للحفلات و 14 غرفة
استقبال ، تجري على قدم وساق حتى يكون المنتجع الترفيهي في الخدمة هذا
الموسم وهذا ما تحقق فعلا . يشهد المرفق إقبالا كبيرا ، على الرغم من وقوعه
في منطقة تعتبر نائية ببلدية لا يأبه أحد بوجودها أمام شهرة عين مليلة
المجاورة لها .
صاحب المنشأة السياحية عمد إلى فتح مدخلين ، الأول خاص بفئة الشباب الذين قدموا من مناطق مجاورة على رأسها عين مليلة ، أولاد رحمون ، الخروب ، وأبناء البلدية نفسها الذين وجدوا في المرفق مكانا يملأون فيه فراغ منطقة نائية وما يعطيهم الراحة والترفيه . المسبح تحول إلى وجهة رقم واحد لأبناء المنطقة . وقد خصص لهؤلاء خزائن خاصة للثياب ، إضافة إلى فتح مرش لاستعماله بعد فترة الاستحمام التي تدوم من التاسعة صباحا إلى غاية الخامسة مساء وهو ما يجعل الوافدين عليه ، يقضون يوما ممتعا في المرح والتسلية والسباحة. وراء نفس الجدار يوجد المسبح الخاص بالأطفال من كل الأعمار يرافقهم أولياؤهم وقد غص المسبح بهم مقارنة بالأول ، وهم بدورهم قدموا من عدة مناطق وبلديات مجاورة من الولايتين . أوضح لنا من رافقهم أن الزيارة الأولى يجب أن ترفقها أخرى بإلحاح من الأطفال الذين وجدوا مبتغاهم في حوض السباحة الذي بدأت شهرته تخترق جدار صمت سهل أولاد قاسم القريب من منبع الفزقية الذي كانت قسنطينة والخروب إلى وقت قريب تشرب منه ، وكان سابقا منتزها لبايات قسنطينة ، نظرا لظلاله الوارفة. مسير المرفق أوضح أن القاعة الكبيرة الخاصة بالأعراس والملحقة ب 14 غرفة خاصة بشخصين أو ثلاثة أشخاص ، مخصصة للعرسان وأصحاب الأفراح ، ممن يفضلون قضاء ليلة في مكان جد هادئ وسط الريف . ويأمل أن يطور المرفق ليفتح مستقبلا للفرق الرياضية ، خاصة وأن سباحا من عين مليلة منخرط في فريق اتحاد العاصمة قضى حوالي شهر في المرفق ، تحضيرا لمنافسات خاصة مع فريقه ... إضافة إلى فريق لرياضة ال"كينغ فو" كان قد أقام في باحة المسبح الصغير عروض نهاية الموسم الرياضي لمنتسبيه. موازاة مع ذلك يفتح الهيكل أبوابه مساء على الساعة الخامسة للعائلات المرفقة بأبنائها إلى آخر مغادر .. في هذه الفترة يمنع دخول الفرادى . وقد وقفنا على سيارات تحمل ترقيم عدة ولايات وأخرى ، ترقيما أوروبيا . تحدثنا إلى أفراد عائلتين من ولاية تيبازة ، كانتا بصدد الدخول ، حيث أوضح لنا أحدهم بأنه يعمل في شركة بعين مليلة و يقضي أمسيته بعد الدوام مع عائلته في ذات المكان في جو جد هادئ . أثناء عودتنا من أولاد قاسم ، مرورا بمنطقة القرزي ببلدية أولاد رحمون ولاية قسنطينة ، ونحن بصدد الحديث عن مسبح وحديقة حيوانات أولاد قاسم ، سمعنا عن مستثمر من المنطقة كان قد قدم ملفا بتاريخ31 ماي 2012 تحت رقم 407 إلى مديرية الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار لولاية قسنطينة ، من أجل انجاز مرفق مماثل للتسلية في ذات المنطقة ، دون أن يجد ردا منذ ذلك الحين على الرغم من وعود الوالي السابق ، والقائمين على ذات الشعبة بالولاية. و أوضح المستثمر بأنه قدم دراسة كاملة مصحوبة بأقراص مضغوطة وبكلفة تقدر ب 20 مليار سنتيم ، وهو لا يزال ينتظر الرد منذ ذلك الحين. المعني استظهر نسخة عن وصل استلام ملف المشروع السياحي الترفيهي الذي يمكن أن يكون متنفسا لأبناء الولاية الذين تفرقوا بين الولايات بعد أن تحولت عاصمة الشرق إلى بيئة طرد بدل الجذب. ص.رضوان |
...http://failzoom.com/dldJd1lSdnZWVHM0
http://www.hukam.net/family.php?fam=83
http://www.hukam.net/family.php?fam=82
صور حكام الأسرة |
أدرجنا في هذه الفقرة كل المواد المصورة التي يمكن أن تصف لنا هيئة حكام الأسرة أو السلالة، اقتصرنا على المواد التي يمكن أن ترتقي إلى قيمة تاريخية (وليس الصور أو الرسومات الخيالية)، يمكن العثور على هذه المواد على العملات و النقود القديمة، الزخارف على القصور، الكتب والمخطوطات المعاصرة لفترة الحاكم، و بعض اللوحات الشخصية أو الصور الشمسية بالنسبة للفترة الحديثة (بعد القرن الـ15 م). من أهم الشروط التي يجب أن تتوفر هذه المواد هي معاصرتها للشخص الذي تصوره لنا. |
تاريخ الشعارات و الرايات المستعملة أثناء عهد الأسرة |
أدرجنا في هذه الفقرة كل الأشياء التي اتخذتها الأسرة أو السلالة أو مجموعة من الحكام حتى تميز نفسها. الشعارات: وقد تتخذ على الأختام، الدروع، الألبسة، الأواني...وغيرها. الرايات: وتتخذ أثناء الحروب، و هي أهم مايمكن أن يميز السلالات عن بعضها. |
الأعلام و الرايات

http://nawaret.com/%D9%85%D9%86%D9%88%D8%B9%D8%A7%D8%AA/%D8%B4%D9%83%D8%A7%D9%88%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%85%D9%86-%D8%B9%D8%B0%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%B2%D9%88%D8%AC%D8%A7%D8%AA%D9%87%D9%85-%D8%AA%D8%AD?WPACFallback=1&WPACRandom=1411317518997
شكاوى الجزائريين من “عذرية زوجاتهم” تحقق أرقاما قياسية
كشفت تقارير صحفية أن شكاوى الأزواج
الجزائريين المطالبين بالطلاق بسبب الكذب بشأن عذرية الزوجات، بلغت أرقاما
قياسية في السنوات الأخيرة، فضلا عن تزايد حجم هذه القضايا في المحاكم
الجزائرية.
ونقلت صحيفة “الشروق” الجزائرية الخميس 14 يوليو/تموز 2011 عن مصادر مطلعة قولها إن تزايد هذا النوع من القضايا في المحاكم،
وارتفاع
معدل شكاوى الأزواج؛ دفع الجهات المعنية إلى فتح تحقيقات في مصدر العشرات
من شهادات إثبات العذرية، قدمتها فتيات، وشابات متزوجات حديثا، كن قد فقدن
عذريتهن من زمن بعيد.
وقالت مصادر أخرى: إن هناك العديد من
الفتيات المقبلات على الزواج ممن فقدن عذريتهن عن قصد أو عن غير قصد، تلجأن
إلى الأطباء بغرض الحصول على شهادة طبية، تفيد بإثبات العذرية، وذلك
للاستدلال بها للزوج، أثناء عقد القران، ولاستعمالها ضدّه فيما بعد، إذا
حاول رفع دعوى طلاق، بعد اكتشافه الأمر.
وأضافت أن هناك من الأطباء من يروّج لهذه
الشهادات، بمبالغ تتراوح ما بين مليون وخمسة ملايين سنتيم، بحسب الحالة،
وبحسب الطلب. وذكرت المصادر التي لم تكشف عنها الصحيفة أنّ هذا النوع من
القضايا في تزايد مخيف.
وتعليقا على هذا الأمر؛ قال علماء دين
بالجزائر إن أصل العلاقة الزوجية، الرضا، والرضا يأتي من الصراحة، والزواج
لا يمكن أن يُبنى من البداية على وثيقة مزورة أو على الكذب.
من جهة أخرى؛ تلجأ بعض الفتيات إلى وسائل
وطرق طبية قد تكون مضمونة حينا، وخطيرة أحيانا أخرى، من خلال اللجوء إلى
رتق غشاء البكارة في عيادات خاصّة تنشط في هذا المجال مع مجيء صيف كل عام،
بمبالغ تتراوح ما بين 10 آلاف دينار و30 ألف دينار سنتيم (الدولار يساوى 72
دينارا) وذلك لإيهام الزوج “ليلة الدخلة” بأنها عذراء.
في الوقت نفسه؛ تعمل مصالح الأمن بمختلف
الولايات الجزائرية على وضع حدّ لشبكات تزاول هذا النشاط تتكون من أطباء
وممرضين وقابلات وغيرهن، وتتخذ من عيادات خاصة واجهة لممارسة هذه الأنشطة
غير المشروعة.
مراد باي (قسنطينة)
مراد باي هو باي قسنطينة وحاكم بايلك الشرق ضمن أيالة الجزائر في العهد العثماني. إمتد حكمه بين سنتي 1622 و1647 ليخلفه فيما بعد فرحات باي.
هذا مقتطف من مقال مراد باي (قسنطينة) من موسوعة ويكيبيديا الحرة. هناك قائمة بالمؤلفين متاحة فى ويكيبيديا.
هذا مقتطف من مقال مراد باي (قسنطينة) من موسوعة ويكيبيديا الحرة. هناك قائمة بالمؤلفين متاحة فى ويكيبيديا.
http://ar.cyclopaedia.net/wiki/%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%AF_%D8%A8%D8%A7%D9%8A_%28%D9%82%D8%B3%D9%86%D8%B7%D9%8A%D9%86%D8%A9%29
http://bu.umc.edu.dz/theses/histoire/AMAA3193.pdf
http://vb.n4hr.com/189783.html
http://vb.n4hr.com/199925.html
http://bu.umc.edu.dz/theses/arabe/ABOU1952.pdf
لشروق ترافق الأمهات في رحلة البحث عن "كنة" مناسبة
زيجات ومنتديات للتعارف أثناء التراويح بمصليات النساء
إيمان عيلان
2012/07/23
(آخر تحديث: 2012/07/23 على 20:00)
تشهد مساجد
العاصمة اكتظاظا كبيرا نتيجة توافد جموع المصلين إلى بيوت الله لأداء صلاة
التراويح جماعة مع تلاوة قرآنية تدوم 30 يوما طوال شهر رمضان، الذي يحل
مرة كل سنة ليختتم فيها كتاب الله، وتجد النساء الفرصة لمرافقة أزواجهن
وأخواتهن إلى المساجد لمشاركتهم السنة لما لها من منزلة وثواب عند الله،
لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر
له ما تقدم من ذنبه".
وتفضل العديد من النساء أداء صلاة التراويح في المساجد، لاسيما أن كثيرًا منهن إذا بقين في بيوتهن لا يجدن الرغبة أو العزيمة التي تعينهن على أداء صلاة التراويح، منفردات بخلاف ذلك في المسجد والجماعة، إلا أن بعضهن قلبن الموازين حين حولن بيوت الله إلى مكان لإتمام زيجات والبحث عن أزواج لتكوين أسرة، فإن كان في وقت مضى حضور النساء إلى المسجد يقتصر على أمهات متقدمات في السن، أصبح اليوم يشمل محجبات في العقد الثاني من عمرهن، وجدن في تنظيم الحلقات الدينية وتنظيم صفوف المصلين وتدريس العجائز ملاذهن لاختصار الطريق والظفر بزوج المستقبل، ذلك استطلاع أجرته "الشروق" خلال حضورها لصلاة التراويح وسط مبررات لفتيات أثرن الانتباه بالأحاديث الجانبية والتمتمة عن إمكانية خطبتهن من المسجد وعقد قران يكون من منابر بيوت الله.
كانت الساعة تشير إلى التاسعة والربع ليلا في إحدى مساجد العاصمة، على يميننا تجلس عجوز في سن الستينيات متكئة على أحد الأعمدة بيدها "سبحة " تنتظر أن يقيم الإمام صلاة التراويح، وعلى يسارنا فتاة تبلغ من العمر 29 سنة رفقة صديقتها، دون قصد سمعنا حديثها الجانبي عن إحداهن تدعى "سامية" كانت مواضبة على حضور صلاة التراويح وأدائها وسط الجماعة كل سنة، وخفتها في تنظيم الحلقات وحسن السيرة والحديث مع المصليات بتوجيههن بأدب ولباقة، أتاح لها فرصة الظفر بعريس، بعد أن شاهدتها إحدى الأمهات وراقبت تصرفاتها، حيث أعجبت بها من حيث السلوك والأدب فقامت بخطبتها لابنها الذي أوكل لها مهمة البحث عن عروسه، فلا تجد الأم خيرا من بيت الله لإيجاد عروس لابنها مواظبة على الصلاة في المسجد، وملتزمة من حيث حسن الخلق والالتزام الديني لتردد الفتاة عبارة "والله غير سامية دارت لافار، راهي متزوجة وعندها طفل بصح والله مزدنا شفناها في صلاة التراويح، لترد الثانية مليح لعقوبة لينا يشوفوا فينا".
حلقات في المساجد للبحث واختيار العروس المناسبة
قبل أن يقيم الإمام صلاة التراويح تقربنا من إحدى الأمهات دون أن نكشف عن هويتنا، وفي دردشة قصيرة حاولنا معرفة رأيها في الموضوع فكان ردها "والله يا بنتي عندي وليدي حابني نخطبلوا بعد شهر رمضان، جيت نصلي ومنها نشوف كاش بنيتة مليحة نخطبها كونه يبحث عن ملتزمة دينيا لأنه خوانجي"، وأكدت الأم العجوز في حديثها لـ"الشروق" أنها تتردد يوميا على المسجد وتلاحظ بدقة الفتيات وتصرفاتهن خاصة المنقبات اللواتي يكشفن عن وجوههن أثناء الصلاة ويتعذر عليها تأمل وجوههن خارج المسجد، فهي تغتنم الفرصة لإيجاد أجملهن خلقا وخلقا.
قاضي التحقيق وسط حلقات النساء أثناء صلاة تراويح
وجدت بعض الأمهات المساجد ملاذهن الوحيد للإيجاد عروس تكون حسب تفكيرهن كاملة الأوصاف مع أن الكمال لله عز وجل، وانتشرت بينهن رحلة البحث عن عروس محجبة محتشمة تكون بمثابة "الكنة" المثالية لانتقائها من بيت الله، فالأحاديث الجانبية تملأ المساجد، حيث ما إن تلقي بنظرك إلا وتلمح النساء أفواجا وحلقات، حديثهن لا يخلو من السؤال والاستفسار عن من تكون فلانة؟ متزوجة أم عازبة؟ ابنة من؟ ماكثة في البيت أم تعمل؟ وأسئلة كثيرة تخال نفسك أمام قاضي للتحقيق في هوية أحدهم
وتفضل العديد من النساء أداء صلاة التراويح في المساجد، لاسيما أن كثيرًا منهن إذا بقين في بيوتهن لا يجدن الرغبة أو العزيمة التي تعينهن على أداء صلاة التراويح، منفردات بخلاف ذلك في المسجد والجماعة، إلا أن بعضهن قلبن الموازين حين حولن بيوت الله إلى مكان لإتمام زيجات والبحث عن أزواج لتكوين أسرة، فإن كان في وقت مضى حضور النساء إلى المسجد يقتصر على أمهات متقدمات في السن، أصبح اليوم يشمل محجبات في العقد الثاني من عمرهن، وجدن في تنظيم الحلقات الدينية وتنظيم صفوف المصلين وتدريس العجائز ملاذهن لاختصار الطريق والظفر بزوج المستقبل، ذلك استطلاع أجرته "الشروق" خلال حضورها لصلاة التراويح وسط مبررات لفتيات أثرن الانتباه بالأحاديث الجانبية والتمتمة عن إمكانية خطبتهن من المسجد وعقد قران يكون من منابر بيوت الله.
كانت الساعة تشير إلى التاسعة والربع ليلا في إحدى مساجد العاصمة، على يميننا تجلس عجوز في سن الستينيات متكئة على أحد الأعمدة بيدها "سبحة " تنتظر أن يقيم الإمام صلاة التراويح، وعلى يسارنا فتاة تبلغ من العمر 29 سنة رفقة صديقتها، دون قصد سمعنا حديثها الجانبي عن إحداهن تدعى "سامية" كانت مواضبة على حضور صلاة التراويح وأدائها وسط الجماعة كل سنة، وخفتها في تنظيم الحلقات وحسن السيرة والحديث مع المصليات بتوجيههن بأدب ولباقة، أتاح لها فرصة الظفر بعريس، بعد أن شاهدتها إحدى الأمهات وراقبت تصرفاتها، حيث أعجبت بها من حيث السلوك والأدب فقامت بخطبتها لابنها الذي أوكل لها مهمة البحث عن عروسه، فلا تجد الأم خيرا من بيت الله لإيجاد عروس لابنها مواظبة على الصلاة في المسجد، وملتزمة من حيث حسن الخلق والالتزام الديني لتردد الفتاة عبارة "والله غير سامية دارت لافار، راهي متزوجة وعندها طفل بصح والله مزدنا شفناها في صلاة التراويح، لترد الثانية مليح لعقوبة لينا يشوفوا فينا".
حلقات في المساجد للبحث واختيار العروس المناسبة
قبل أن يقيم الإمام صلاة التراويح تقربنا من إحدى الأمهات دون أن نكشف عن هويتنا، وفي دردشة قصيرة حاولنا معرفة رأيها في الموضوع فكان ردها "والله يا بنتي عندي وليدي حابني نخطبلوا بعد شهر رمضان، جيت نصلي ومنها نشوف كاش بنيتة مليحة نخطبها كونه يبحث عن ملتزمة دينيا لأنه خوانجي"، وأكدت الأم العجوز في حديثها لـ"الشروق" أنها تتردد يوميا على المسجد وتلاحظ بدقة الفتيات وتصرفاتهن خاصة المنقبات اللواتي يكشفن عن وجوههن أثناء الصلاة ويتعذر عليها تأمل وجوههن خارج المسجد، فهي تغتنم الفرصة لإيجاد أجملهن خلقا وخلقا.
قاضي التحقيق وسط حلقات النساء أثناء صلاة تراويح
وجدت بعض الأمهات المساجد ملاذهن الوحيد للإيجاد عروس تكون حسب تفكيرهن كاملة الأوصاف مع أن الكمال لله عز وجل، وانتشرت بينهن رحلة البحث عن عروس محجبة محتشمة تكون بمثابة "الكنة" المثالية لانتقائها من بيت الله، فالأحاديث الجانبية تملأ المساجد، حيث ما إن تلقي بنظرك إلا وتلمح النساء أفواجا وحلقات، حديثهن لا يخلو من السؤال والاستفسار عن من تكون فلانة؟ متزوجة أم عازبة؟ ابنة من؟ ماكثة في البيت أم تعمل؟ وأسئلة كثيرة تخال نفسك أمام قاضي للتحقيق في هوية أحدهم
https://sites.google.com/site/socioalger1/drasat-aslamyte/draste-aslamyte-llzwaj-alrfy/alzwaj-alrfy
لزواج العرفى السري
الزواج العرفيمقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
مما لا شك فيه أن الزواج العرفي قد انتشر في الأعوام الأخيرة وذلك بسبب تلاحق تشريعات الأحوال الشخصية وزيادة الالتزامات في الزواج الرسمي قد ادى إلى الهروب من الزواج الرسمي إلى الزواج العرفي. فإذا كان للزواج الشرعي صورة واحدة فإن الزواج غير الرسمي اتخذ صوراً تعددت وتنوعت وبات حصرها أمر بالغ الصعوبة. فتباينت صوره حسب الركن أو الشرط الذي افتقد. وسأحاول أن استعرض ما اعتقد أنها أهم صور الزواج غير الرسمي وهو الزواج العرفي. يكاد الزواج العرفي يستحوذ على فهم أغلب الناس على أنه هو فقط الزواج غير الرسمي إلا أن الزواج غير الرسمي له صور عديده منها زواج الهبة، الزواج المؤقت، زواج المحلل، زواج المتعة، زواج الشغار، وكنا سننجرف إلى هذا التيار لولا أننا تأكدنا أخيراً أن للزواج غير الرسمي صوراً أخرى وإن كانت أهمها هي صورة الزواج العرفي وهو الذي سأتطرق إليه في بحثي. وفي السطور التالية سأحاول ان استعرض أهم جوانب الزواج العرفي، وذلك من خلال التعريف بالزواج العرفي، السبب في تسميته، أشكاله، عوامل انتشاره، شروط انعقاده، الآثار المترتبة عليه، إثباته، حكمه، كيفية الحد منه، وأخيراً التوصيات..
يقول علماء
الشرع إن الزواج العرفي السليم من الناحية الشرعية والمتعارف عليه منذ عهد
الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة (رضوان الله عليهم أجمعين ) هو الذي
يتم بإيجاب وقبول من الطرفين – الزوج والزوجة – مع مباشرة الولي لعقد
الزواج – لمن تحت ولايته – مع حضور شاهدين عدل يوقعان على عقد الزواج، مع
إعلان وإشهار هذا الزواج وعلم الناس به، وإن كان يعاب عليه من الناحية
القانونية عدم توثيقه رسمياً، لأن مسألة التوثيق لم تكن معروفة أيام
الصحابة.
ولكن الزواج العرفي بصورته الشرعية التي ذكرها علماء الشرع نادر الحدوث في المجتمع المصري و المجتمعات الحالية، لأن الشائع أن يتم الزواج العرفي في السر بعيداً عن أعين الأسرة والمجتمع دون إعلانه وإشهاره وعدم حضور ولي الزوجة لمباشرة العقد لها. سبب تسمية هذا الزواج بالعرفي: إن تسمية هذاالزواجبالزواجالعرفي، يدل على أن هذا العقد اكتسب مسماه من كونه عرفاًاعتاد عليه أفراد المجتمع المسلم منذ عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وصحابتهالكرام، وما بعد ذلك من مراحل متعاقبة. "فلم يكن المسلمون في يوم من الأياميهتمون بتوثيقالزواج، ولم يكن ذلك يعني إليهم أي حرج، بل اطمأنت نفوسهمإليه. فصار عرفاً عُرف بالشرع وأقرهم عليه ولم يرده في أي وقت منالأوقات". وإن كان التوثيق مهما جدا في هذه الأيام لضمان الحقوق، ولماشاع بين الناس من فساد الأخلاق وخراب الذمم. أشكال الزواج العرفي: وقد ظهرت أشكال غريبة منالزواجالعرفي ظهرت مع اختلاف الأجيال أول اشكالالزواجالعرفي واشهرها ان يكتب الرجل ورقة وان تكتب الفتاةورقة اخرى ويتم تبادل الأوراق بينهم، ظهر بعد ذلكالزواجبشريط كاسيت فيسجل الشاب صوتة بأنه قبلالزواجمنها وتقوم الفتاة بنفس الشئ، وللأسف ظهر نوع غريبمنالزواجوهو ما عرف بالزواجبالدم بأن يخلط الشاب والفتاة دمهما سوياَ بالحقنوبمجرد حدوث الخلط اطلقوا على انفسهم أزواج ومارسوا حقوق الفراش...أعاذنا الله من هذا كله. عوامل انتشار الزواج العرفي: لعل السؤال الذي يدور بذهن الجميع عن ماهية الأسباب والعوامل والدوافع التي تدعو الرجل أو المرأة إلى الزواج عرفياً على الرغم من مخاطر ذلك الزواج. ولقد شرع الله سبحانه وتعالى الزواج بغية تحقيق عدة أغراض يعلمها سبحانه وتعالى وبغية المحافظة على النوع الإنساني من الانقراض ولسلامة المجتمع من الانحلال الخلقي ولتكوين الأسرة القوية والتعاون في تربية الأولاد وأيضاً لسلامة المجتمع من الأمراض بالإضافة إلى أهم الأغراض التي شرع من أجلها الزواج وهو السكن الروحي والنفسي للزوجين بالاضافة إلى تأجيج عاطفة الأبوة وعاطفة الأمومة وهما أرقى ما تسمو إليه العلاقات الزوجية الصالحة حيث حث الإسلام على الزواج لتحقيق الأغراض السامية ورغّب على قيام العلاقات الزوجية في المجتمعات بالصورة المثلى.. وفي هذا يقول سبحانه وتعالى في كتابه العزيز}فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَفَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً{كما قال سبحانه وتعالى:}وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ{ كما أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد شجع في الأحاديث الشريفة على الزواج .. فها هو صلوات الله عليه وسلامه يقول مخاطبا الشباب " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء كما قال " الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة " كما قال " أربع من سنن المرسلين الحناء والتعطر والسواك والنكاح " وأيضاً " تناكحوا تناسلوا تكثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة ". وهكذا نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأل جهداً في سبيل الترغيب في الزواج والحث عليه وذلك لأن الزواج هو اللبنة الأولى وهو الخلية الأولى في أي مجتمع فإذا صلحت الأسرة صلح بالتالي المجتمع وإذا صلح الفرد كان المجمةع أيضاً صالحاً وأثمرت في الأمة التي يقوم أساسها وهو الأسرة على دعائم صلبة وأركان قوية وأسس متينة من المحبة والتراحم والمودة. ومن ثم فإن القانون في حد ذاته وبنصوصه التي قيدت الزواج بأن يقف عقبة أمام إتمام حالات كثيرة من الزواج، وليس ذا فقط بل إن الزواج في الوقت الحالي به العديد من العقبات الأخرى التي لا تشجع الشباب على الاقدام عليه وتلك العقبات تشمل الغلاء في المهور والمبالغة في تكاليف الزواج وانتشار البطالة وغلاء المعيشة وعدم توافر المسكن الملائم، فإن هذه العقبات تجعلنا ندرك تماما أن الزواج يقف بمفرده وتقف أمامه جميع العقبات تحاول النيل منه لعدم قيامه أو عدم إتمامه، الأمر الذي جعل الشباب لا يقدمون على الزواج في الوقت الحاضرهوعدم توافر الإمكانيات المادية والنفسية والاجتماعية اللازمة له. وكل هذه العوامل التي تعتبر عقبات في سبيل الزواج هي نفسها العوامل الأساسية التي جعلت الشباب يهرب من الزواج الرسمي أو الزواج الموثق إلى ما سمي ( بالزواج العرفي ) الذي يتحلل فيه الزوج من الكثير من القيود وذلك في الوقت الذي يعصم فيه نفسه من الخطأ ويعصم نفسه من مباشرة علاقات غير مشروعة. والحقيقة فإن الإسلام دين الفطرة القويمة والرجل والمرأة قوام البناء الأسري السليم وليست المرأة سلعة يتاجر فيها أو أداة يستمتع بها استغلالاً لاحتياجها أو لوقوعها تحت ضغوط قاسية. ومن أهم أسباب انتشار ظاهرة الزواج العرفي:- · عدم التمسك بمبادئ وتعاليم وقيم الدين الإسلامي. · الجهل بأمور الدين. · عقوق الوالدين. · افتقار الأسرة إلى جو الحب والتفاهم بين أفرادها. · الخلافات الأسرية. · إعطاء الحرية الزائدة للأبناء (أي انعدام الرقابة). · الأفكار التحررية المستوردة الهدامة. · الافتقار إلى القدوة الحسنة. · سوء معاملة الأبناء في فترة المراهقة. · إختلاط الشباب والفتيات في الجامعة وبعض المدارس الثانوية. · التلفاز والعولمة والانفتاح على التخلف الغربي. · النفقات الباهظة للزواج. · العنوسة والعزوبة.
يذكر رجال الشرع أن الزواج
العرفي هو الذي يتم بسرية تامة بعيداً عن الأهل والأقارب و يفتقد لأركان
وشروط عقد الزواج الشرعي الصحيح وأن من أهم ما يفتقده هذا الزواج من أركان
وشروط الزواج الشرعي الصحيح ما يلي:
إن مواجهة الزواج العرفي يتحقق في تلك النصيحة التي قالت بها أم مسلمة إلى ابنتها في ليلة عرسها:أولاً: الولي يتفق جمهور الفقهاء على أن الولي للزوجة ركن من أركان عقد الزواج – ويقصد بالولي هنا والد الزوجة أو أحد عصبتها كأخوها أو عمها أو خالها– ولا يصح عندهم أن تزوج المرأة نفسها ولا غيرها ولا أن توكل غير وليها، فإن زوجت نفسها بدون ولي لن يصح عقد الزواج. - فمن القرآن الكريم: آيات قرآنية تؤكد على ضرورة مباشرة الولي لعقد الزواج لمن تحت ولايته، ومنها قوله تعالى: }فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ { أي تزوجهن بإذن أوليائهن. - ومن السنة النبوية: قول الرسول صلى الله عليه وسلم " لا نكاح إلا بولي ". وهذا الحديث صريح في أن الزواج لا يصح إلا بولي. ثانياً: شروط الزواج الشرعية من أهم ما يفتقده الزواج العرفي من شروط الزواج الشرعية ما يلي: 1. شرط الشهادة " الشود العدول ": لا يكاد الزواج العرفي يقوم على شهادة مستوفية لشروطها الشرعية وفقاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم " لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل " فمن شروط صحة عقد الزواج أن يكون الشهود عدولاً يشهدون عليه، وهم على بينة بحال المتعاقدين: الزوج وولي الزوجة، وأنهما يبغيان زوجاً تتحدد فيه الحقوق والواجبات ويرجى من وراءه تكوين أسرة وإنجاب أولاد. فالشهود العدول مفقودون في الزواج العرفي، ومن ثم فإن الشهادة على العقد العرفي تكون غير صحيحة وغير مستوفية لشروطها الشرعية، بل إنه في بعض الأحيان ينتفى تماماً شرط الشهادة في عقد الزواج العرفي حيث يتوقع الأخير في صورة إيجاب وقبول يتبادلانهما رجل وامرأة أو شاب وفتاة أو طالب وزميلته. 2. شرط الإعلان والإشهار: ندب الشارع إلى إعلان عقد الزواج بما يحقق الذيوع والشهرة، حتى يعلم الناس أن المرأة المعقود عليا صارت زوجة لمن عقد عليها فلا تلوكهما ألسنة الناس بالسوء، ويتم هذا الإعلان والإشهار لعقد الزواج حسب التقاليد والعادات المتعارف عليها كلك مجتمع إسلامي. أهمية الإعلان والإشهار لعقد الزواج : - ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن: " فصل بين الحلال والحرام الدف والصوت ". - وما أخرجه الترمذي وابن ماجد وغيرهما من حديث أم المؤمنين عائشة ( رضي الله عنها ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أعلنوا هذا النكاح واجعلوه في المساجد واضربوا عليه بالدف ". الآثار المترتبة على الزواج العرفي: · الآثار التي يرتبها الزواج العرفي بالنسبة للزوجة: أولا: الزواج العرفي في عرضة للإنكار ويؤدي إلى ضياع حقوق الزوجة الشرعية والقانونية. قد تظن الأنثى خطأ – عند زواجها عرفياً – أنها يمكنها إثبات الزوجية أمام المحكمة ليكون زواجاً رسمياً لو اقتضى الأمر ذلك، وغاب عنها أنها مهما حازن من وسائل الإثبات (كشهادة الشهود أو نسخة من العقد العرفي) وكثرت لديها القرائن مثل خطابات متبادلة بينها وبين زوجها وصور لهما معاً وعلم الجيران بأمرهذا الزواج، فقد غاب عنها أن كل ما سبق تندثر قيمته أمام حضور الزوج أمام هيئة المحكمة وإنكاره لهذا الزواج العرفي. فالمحكمة سترفض في هذه الحالة المظر في دعوى الزوجية شكلاً وموضوعاً لأن المحاكم لا تعترف بورقة الزواج العرفي إذا انكرها أحد الطرفين وذلك تطبيقاً للائحة ترتيب المحاكم الشرعية والإجراءات المتعلقة بها إلا إذا كانت ثابته بوثيقة زواج رسمية. هناك أضرار تقع على الزوجة في الزواج العرفي من حرص الزوج على أن تكون معه نسخة واحدة من العقد العرفي حتى لا يتعرض لمشاكل قانونية مستقبلاً مثل مطالبة الزوجة بالنفقة أو إثبات نسب إبنها منه وضياع كافة حقوق الزوجة الشرعية والقانونية فلا حق لها في المهر ولا النفقة ولا الإرث من زوجها. ثانياً: الزواج العرفي يفتح منافذ الظن السيء أو القذف بالزنا. لصفة السرية التي يتسم بها الزواج العرفي وعدم إعلانه وإشهاره وعلم الناس به، فإنه يترتب على ذلك قلق وإزعاج وإشاعات وسوء ظن حول العلاقة المشبوهة بين طرفين لا يعلم الناس حقيقة زواجهما العرفي فتنطلق ألسنة الناس بسهام السوء والشك في سلوكهما واتهامهما بالزنا. مثال: أحد رجال الأعمال تزوج من أرملة عرفياً وفي السر ودون علم أهلها وأسرتها، ومن دون أي توقع رأى الأخ أخته الأرملة بالصدفة تمشي مع رجال الأعمال، فتتبعها حتى دخلا شقة، وهناك اعتدى الأخ على أخته بالضرب وضرب رجل الأعمال بسكين لظنه بأن أخته على علاقة محرمة وغير شرعية به، ووصلت المسألة إلى قسم الشرطة فما كان من رجل الأعمال إلا أن أظهر عقد زواجه العرفي من هذه الأرملة. ثالثاً: الزواج العرفي وسيلة لابتزاز الزوجة لمساومتها على الطلاق. من آثار الزواج العرفي أن الزوجة لا تستطيع الطلاق رسمياً، فعندما تذهب المرأة إلى المحكمة لطلب الطلاق في حالة إنكار الزوج زواجه منها عرفياً فإن المحكمة تمتنع عن النظر في دعوى الطلاق، لأن المحاكم لا تعترف بورقة الزواج العرفي إذا أنكرها أحد الطرفين وفقاً للائحة ترتيب المحاكم الشرعية التي كانت تنص على أنه " لا تسمع عند إنكار الدعوى الزوجية أو الإقرار بها إلا إذا كانت ثابتة بوثيقة زواج رسمية " وترتيب على ذلك أن المتزوجة عرفياً لا تستطيع الطلاق رسمياً إلا من خلال قيام الزوج بكتابة ورقة عرفية لها بالطلاق. وكثيراً ما كانت تتعرض الزوجة بسبب ذلك للمساومة والتهديد والابتزاز حتى تطلق عرفياً وإلا تركها الزوج معلقة فلا هي زوجة ولا هي مطلقة يحق لها الزواج من رجل آخر. · آثار الزواج العرفي على المجتمع: أولاً: في الزواج العرفي ضياع للأنساب. من أخبث الآثار التي قد تنجم عن الزواج العرفي أن تنشأ عنه قضايا لإثبات النسب وأخرى لنفيه. إن الزواج العرفي يؤدي إلى ضياع الأنساب لأن الرجل بعد استمتاعه بمن تزوجها عرفياً يتركها بعد فترة ويهرب خاصة إذا علم أنها حامل، وهنا تلجأ الزوجة بعد الولادة إلى المحكمة لرفع دعوى إثبات نسب المولود لأبيه، وهي الحالة الوحيدة التي تقبل فيها المحكمة إلى النظر لدعاوي الزواج العرفي من أجل إثبات نسب الأبناء لآبائهم بهدف المحافظة على مستقبل هؤلاء الأطفال وخوفهم عليهم من الضياع. ثانياً: الزواج العرفي عقوق للوالدين، لما يمثله من إهدار لإرادتهماونكران لحقهما. ثالثاً: الزواج العرفي يؤدي إلى إشاعة الفاحشة في المجتمع. إن الشباب عندما يرى أن الزواج العرفي يتيح له الإرواء الغريزي للشهوة بسهولة ويسر دون أن يتحمل الشاب أي أعباء مالية أو معنوية، فإنه سيحجم عن التفكير في الزواج الشرعي الموثق نظراً لتكاليفه المرهقة التي لا يقدر عليها الشباب من شبكة ومهر وشقة الزوجية وأثاث الشقة وهو ما سيؤدي إلى إشاعة الفاحشة في المجتمع وتفشي الدعارة المقننة تحت مسمى الزواج العرفي. وهذا كله يؤدي بلا شك إلى وجود ملايين من الأطفال غير الشرعيين في المجتمع. رابعاً: الزواج العرفي والمحارم. قد ينتج عن الزواج العرفي أبناء وبنات وبمرور السنوات قد يلتقي الأبناء والبنات بإخوانهم وأخواتهم من الأب – في الزواج العرفي – بعد موته وهم لا يعلمون، لما يتسم به الزواج العرفي من سرية – وقد يتزوج بعضهم ببعض، ووهو تزاوج بين المحارم فهو منهي عنه لقوله تعالى:} فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ { خامساً: الزواج العرفي والتزوير. فمن بين الآثار الجانبية أيضاً للزواج العرفي تزوير وثائق هذا الزواج للهروب من العقوبة المقررة أو تهديد الفتيات، وأيضاً هناك مشكلة " الإجبار" على توقيع عقود الزواج العرفي. ومن أمثلة ذلك: شخص تقدم لفتاة للزواج منها عدة مرات ويرفضه أهل الأبنه بسبب سلوكياته وسمعته الغير طيبة وينتهي به الأمر إلى أنه عن طريق أخته يستدرج هذه الفتاة و من خلال مادة مخدرة تسبب النوم لفترة لا تقل عن 12 ساعة، يقوم بالاعتداء على الفتاة وعندما تفيق تكون قد وقعت على عقد زواج عرفي به، وعندما أدركت الفتاة ما جرى تقدمت للإبلاغ وجاءت المستندات للإدارة وتبين بالفعل أن توقيعات هذه الفتاة كانت تحت تأثير مادة أفقدتها السيطرة على الأداة الكاتبة، وظهرت الظواهر الكتابية واضحة تدل على أن الفتاة لم توقع وهي في وعيها أو بإرادة حرة، وإنما كانت في حالة بين النوم واليقظة. إثبات الزواج العرفي : تعد مشكلة إثبات العلاقة الزوجية في الزواج العرفي من أخطر المشاكل في العصر الحاضر بل من أدقها وأعمقها. والإثبات عموماً يكون بواحدة من أربعة وسائل – كما هو مقرر في الفقة الحنفي – وهي: البينة، الإنكار، الإقرار، النكول عن اليمين. وتعتبر البينة أقوى الحجج لأنها حجة متعدية والثابت بها ثابت على الكافة ولي على المدعى علي وحده بل يثبت علي وعلى من يتعدى الحكم إليه، وذلك على خلاف الإقرار الذي هو بمثابة حجة قاصرة على المقر وحده لا تتعداه إلى الغير. أما الإنكار فإن الحكم يختلف باختلاف المدة التي وقع فيها الزواج. أما في حالة الإقرار بها سواء في وثيقة رسمية أو أمام مجلس القضاء فلا يقضى بعدم السماع بل يجاب المدعي إلى طلباته بإثبات العلاقة الزوجية وذلك لتصادق الطرفين على العقد .. ونطاق المنع من السماع للدعاوي في حالة الإنكار يشمل: - دعوى إثبات العلاقة الزوجية من أحد الزوجين. - دعوى الإقرار بالعلاقة الزوجية من أحد الزوجين. - الدعاوي التي تنصب على حقوق تكون الزوجية سبباً مباشراً لها مثل دعاوي النفقة والطاعة. ولإثبات العلاقة الزوجية – في حالة الزواج العرفي – غير الإقرار. فإذا أنكر أحد الطرفين هذه العلاقة لم يكن في الإمكان نظر أمرها أمام القضاء. أما النكول عن اليمين فهي توجه في الزواج عند الصاحبين، يقول الإمام محمد أبو زهرة " إذا تداعى شخصان رجل وامرأة بشأن وجود الزواج فأدعى الرجل وجوده نسأل المرأة فإن أقرت قضي بالزواج وثبت بتصادقهما عليه وإن أنكرت كان على الزوج البينة ". لأن " البينة على من أدعى واليمين على من أنكر " فإن عجز عن البينة وجهت اليمين إلى المرأة، فإن حلفت رفضت دعوى الزوج، وهذا القضاء في الفقه الحنفي قضاء ترك لا يمنع المدعي من تجديد الدعوى إن وجد البينة. إذ القضاء بالحلف قضاء ترك على ما هو مقرراً في الفقه، وإن نكلت عن اليمين قضي عليها بالزواج لأن النكول إقرار على الفقه الحنفي. حكم الزواج العرفي: الحكم الشرعي في الزواج العرفي من ناحية مدى توافر أركان وشروط الزواج الشرعي فيه: يذكر رجال الشرع أن الزواج العرفي بصورته الشائعة في المجتمع، والذي يتم في سرية تامة بعيداً عن أعين الأهل والأقارب يفتقد لأركان وشروط عقد الزواج الشرعي الصحيح. ويترتب على افتقاده للشروط بطلانه وعدم صحته شرعاً، وإن من أهم ما يفتقد الزواج العرفي من أركان وشروط الزواج الشرعي الولي والشهود العدول والإعلان والإشهار. حكم الزواج العرفي من ناحية مقاصد الزواج الشرعية: شرع الله الزواج لتحقيق أهداف اجتماعية ومقاصد مثلى منها إقامة الحياة الآمنة المطمئنة بين الزوجين القائمة على السكينة والمودة والرحمة، وإقامة أسرة مترابطة متحابة يأنس فيها الزوج إلى زوجته ليجد عندها راحته وتجد هي عنده الحماية وصون الكرامة، ومن مقاصده أيضاً الذرية الصالحة مما يساعد على استمرار الحياة وإعمار الأرض والمحافظة على الأنساب، وليس في الزواج العرفي أياً من هذه المقاصد سوى إشباع الغريزة بطريقة حيوانية أشبه بالزنا والاغتصاب. فمن الظاهر جداً أن الزواج العرفي لا يؤدي إلى المحافظة على الأنساب بل على العكس إنه يضيعها. لأن الرجل عندما يعلم أن من تزوجها عرفياً ( سراً ) حامل يتركها هارباً بعد تمزيقه للعقد العرفي ويرفض الاعتراف بولده، وإذا أقامت الزوجة دعوى لإثبات نسب المولود لأبيه أقام هو الآخر دعوى لنفيه رغم علمه التام بحقيقة نسب المولود وأنه ابنه. فما أبعد الزواج العرفي عن اطمئنان النفوس ومقاصد الزواج الشرعي، وما أقربه من حيث مقاصده إلى نكاح المتعة وإن كان يحمل أسماً جديداً " الزواج العرفي " ولكن الهدف فيهما واحد وهو التمتع بالمرأة فترة من الوقت. ونكاح المتعة من الأنكحة الباطلة التي حرمها الإسلام إلى الأبد، فقد قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع " إن الله حرم المتعة فلا تقربوها ومن كان على شيء منها فليدعها ". من كل ما سبق يتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن الكلمة قد اجتمعت على بطلان هذا الفعل المسمى بعقد الزواج العرفي لمنافاته لكتاب الخالق وسنة رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) وعقل النابهين. الفصل الثالث: كيفية الحد من انتشار الزواج العرفي:ذهبت كثير من الآراء إلى أن انتشار ظاهرة الزواج العرفي في الآونة الأخيرة يجب أن يواجه بالكثير من الإجراءات ومنها تقوية الوازع الديني لدى الشباب وتنمية التربية الدينية في عقولهم وذلك لإضفاء السكينة والمودة بين الجميع..ولا شك في أن البت في أمر إعفائه أو الحد منه أو إطلاقه أو تقييده يعد من أعقد المشاكل وذلك لأن الزواج العرفي سيدخل الأفراد في علاقات غير مشروعة دائماً ولا يكون من سبيل أمام الأفراد سوى العلاقات غير الشرعية طالما لم يستطيعوا الإقدام على الزواج الرسمي، وذلك لأن المزيد من القيود على الزواج الرسمي لا شك أنها تساوي المزيد من حالات الزواج العرفي كما أن المزيد من القيود على الزواج العرفي سوف تؤكد المزيد من حالات الانحلال الخلقي ولذلك فما لا شك فيه أن الإبقاء على الزواج العرفي يكون أهون الضررين وأخف من إلغاؤه وذلك لأن الأضرار في حالة إلغاؤه تفوق كثيراً أضرار الإبقاء عليه. إن من أقصر الطرق لمعالجة ظاهرة الزواج العرفي هو معالجة الأسباب التي تؤدي إليها وتحليل عوامل انتشارها وهذه الأسباب والعوامل تشتمل على ما يلي: 1) التمسك بمبادئ وتعاليم وقيم الدين الإسلامي الحنيف. 2) طاعة الوالدين. 3) إشاعة جو الحب والتفاهم بين أفراد الأسرة. 4) حل الخلافات الأسرية أو عدم مناقشتها أمام الأبناء. 5) القدوة الحسنة. 6) حسن معاملة الأبناء في فترة المراهقة. 7) الصوم وخاصة صوم النافلة. 8) محاولة ملأ الفراغ بالعمل. 9) غض البصر عن المحرمات. 10) محاولة تيسير الزواج بكل السبل للراغبين فيه.
يا بنية أن الوصية لو كانت تترك
لفضل أدب أو لتقدم حسب لزوبت ذلك عنك ولأبعدته منك ولكنها تذكرة للعاقل
ومنبهة للغافل، أي بنية لو استغنت امرأة عن زوج بفضل مال أبيها لكنت أغنى
الناس عن ذلك ولكن للرجال خلقنا كما خلقوا لنا، بنية انك قد فارقت الحيح
الذي منه خرجت والعش الذي فيه درجت إلى وكر لم تعرفيه وقرين لم تألفيه اصبح
بملكه عليك مليكا فكوني له أمة يكن لك عبداً، واحفظي عني خصالاً عشرة يكن
لك كراً وذخراً.
الأولى والثانية: فالمحبة بالقناعة والمعاشرة بحسن السمع والطاعة فإن في القناعة راحة القلب وفي حسن المعاشرة مرضاة الرب. الثالثة والرابعة: فالمعاهدة لموضع عينيه والتفقد لموضع أنفه فلا تقع عيناه منك على قبيح ولا يشم منك إلا أطيب الريح، وأعلمي يا بنية أن الكحل أحسن الحسن الموجود والماء أطيب الطيب المفقود. الخامسة والسادسة: فالتعاهد لوقت طعامه والتفقد لحين منامه فإن حرارة الجوع ملهبة وتنغيص حالة مكربة. السابعة والثامنة: فالاحتفاظ ببيته وماله والرعاية لحشمه وعياله، فإن حفظ المال أصل التقدير والرعاية للحشم والعيال من حسن التدبير. التاسعة والعاشرة: فلا تفشين له سراً ولا تعصين له أمراً فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره وإن عصيت أمره أوغرت صدره. كما أننا نرى أن مواجهة الزواج العرفي يكون بالأخذ بوصية أب حكيم لابنته عند زفافها حيث قال لها: يا بنية قد كانت والدتك أحق بتأديبك مني لو كانت باقية، أم الآن فأنا أحق بتأديبك من غيري فأفهمي عني ما أقول: إنك خرجت من العش الذي فيه درجت إلى فراش لا تعرفيه وقرين لا تألفيه فكوني له أرضاً يكن لك سماء، وكوني له مهداً يكن لك عماداً، وكوني له امة يكن لك عبداً، ولا تلحقي به، ولا تباعدي عنه فينساك، وإن دنا منك فادني منه وإن نأى عنك فابعدي عنه، واحفظي أنفه وسمعه فلا يشم منك إلا طيباً ولا يسمع منك إلا حسناً ولا ينظر إلا جميلاً، وكوني معه كما كانت أمك ليلة إبتنائي بها. فإذا التزمت البنات بالنصيحتين السابقتين من الأم والأب فإنها سوف تسير في حق الله ولا ترتكب أية معصية على الإطلاق تجاه ربها أو تجاه زوجها وفي هذا مناجاة لها من كل شيء. وليس على الجميع بعد ذلك سوى تقوى الله سبحانه وتعالى لأنها هي طريق الخلاص وطريق السعادة، وصدق سبحانة وتعالى حيث يقول: }وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا(2) وَرْزُقْهُ مِنْحَيْثُ لا يَحْتَسِبُ{ [11]صدق الله العظيم.
الخاتمة..
الزواج الشرعي لم يسجل في الماضي ولكنة مكتمل الجوانبمن
شهود واشهار وكل ما فىالزواجمن شروط اما الأن اصبحالزواجالعرفى هو ما يتم
فى السر دائماَ وهو غير شرعي وليسللمرأة فيه أي حقوق عكسالزواجالشرعي.وإذا كنا قد علمنا الداء يكون من اليسير علينا وصف الدواء، وليس هناك من دواء لمرضنا غير الرجوع منيبين لمنهج الإسلام للوصول إلى قمة العفة والتسامي، وهذا المنهج يقوم على البنود الآتية: - صوم النافلة: يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة ( أي القدرة على تكاليف الزواج ) فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحضن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " أي علاج لدفع غوائل الشهوة. - التسامي وملأ الفراغ: فالشاب في حاجة لأن ينفس عن نفسه بجهد روحي كالمحافظة على الصلاة في أوقاتها، والمحافظة على تلاوة القرآن وذكر الله يومياً. أو بجهد عقلي كالقراءة والمداومة على حضور الندوات الدينية والثقافية. أو جهد جسدي كممارسة الأنشطة الرياضية. وصدق الشاعر إذ يقول: إن الفراغ والشباب والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة – غض البصر عن المحرمات: قوله تعالى الذي أورده على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم: " النظرة سهم من سهام إبليس من تركها من مخافتي أبدلته إيماناً يجد حلاوته في قلبه".
المصادر والمراجع..
عمران، د.فارس محمد، الزواج العرفي وصور أخرى للزواج غير الرسمي، الطبعة الاولى، مجموعة النيل العربية، 2001.الشريف،
د.حامد، الزواج العرفي من النواحي الشرعية والقانونية والاجتماعية، الطبعة
الثانية، المكتبة العالمية/أمام مجمع محاكم الاسكندرية. |
القسنطينيون يستحسنون تهيئة المدينة العتيقة
بعد عشرات السنين من الإنتظار
بعد صبر طويل، أبدى الباعة المتجولون المنتشرون حول
الزاوية التجانية بقسنطينة تحمسهم لإعادة تهيئة السويقة، التي انطلقت
بها الأعمال منذ أسابيع قليلة أمام حركة العمال القائمين على أشغال ترميم
سيرتا العتيقة. وأعرب الباعة
الذين أخذوا في التعود على حركة العمال المتواجدين بعين المكان عن
آمالهم في أن تصبح هذه الزاويا الأجمل في العالم، تشجيعا للمعماريين
الشباب المكلفين بترميم بعض مساجد وزوايا القطاع المحمي، وبين الدكاكين
الصغيرة للمدينة التي كثيرا ما تكتسح بضائعها الأرصفة ونشاط فرق ديوان
تسير واستغلال الأملاك الثقافي، وتعيش هذه المدينة التي تعرف تدهورا
في عمرانها حيوية ونشاط أعادا للسكان الثقة في أن يجسد مخطط انقاذ
الموقع بعد
عشرات السنين من الانتظار. وبعد أسبوع من بداية أشغال
الفرز، تمكّن العمال من إخراج زاوية سيدي امحمد لغراب، الواقعة في
الجانب السفلي من السويقة من بين المخلفات وذلك بعد فرز واسترجاع
المواد، كما أكده المهندس المعماري المكلّف بالموقع. من جهتها،
توجد دراسة إعادة ترميم الضريح حسب نموذجه الأصلي في طورالتحضير،
حيث خرج هذا الموقع، الذي يلتقي فيه العمال بالزوار، من دائرة
الخطر، حسبما أكده المهندس المسيّر للأشغال. كما استفاد قصر دار
الدايخة ، الذي يعد إقامة نجلة أحمد باي، آخر بايات قسنطينة
1826 الى 1837،
من أشغال استعجالية سمحت بعد شهر من انطلاقها بتأمين الجانب الظاهرمن هذه
التحفة المعمارية وذلك مباشرة بعد إخلائه من قاطنيه. وتبقى هذه البناية
المتضررة، والتي لم تكشف عن كل أسرارها، شامخة رغم سقوط احدى واجهاته
إثر انهيار منزل مجاور، فرغم تدهورها، مازالت الأطر التجميلية
المصنوعة من الخشب والديكورات التجميلية فائقة الدقة شاهدة على بريق
الماضي لهذا البيت الذي أصبح في حاجة لترميم حقيقي وعاجل، ويؤكد
أحد المقاولين المكلف بالأشغال، وتوجد العديد من الأماكن الأثرية من
بينها سوق العصر والشارع ودرب بن شيخ لفقون ومسجد الباي ومدرسة الشيخ عبد
الحميد بن باديس مسجلة في البرنامج الأول الذي يستثني بعض الأملاك
الخاصة. وفي هذا الشأن، يوضّح مدير ديوان تسيير واستغلال الأملاك
الثقافية، أن هذا البرنامج الأول، الذي يعتبر كتمهيد لتسريع وتيرة
تطبيق فعلي لمخطط الحفاظ
المصادق عليه من طرف المجلس الشعبي لولاية قسنطينة في نهاية 2012،
يبقى تطبيقه الفعلي مرهون بصدور قرار وزاري مشترك.
الحفاظ على المدينة العتيقة
ويرى مهندسون من ديوان تسيير واستغلال الأملاك الثقافية، أن تطبيق مخطط الحفاظ على المدينة العتيقة لقسنطينة، المستوحى من مخطط قصبة الجزائر العاصمة، يعد أقل إشكالا على عكس تطبيق برامج الترميم بالعاصمة، حيث إعادة إسكان سكان القصبة أضحى مسألة شائكة، اذ أنه تم تسجيل أغلب قاطني مدينة العتيقة بقسنطينة في برامج السكن للولاية، حسبما أكده أحدهم. وبالمقابل، يشكّل تأمين الموقع وماجاوره من أسواق تجارية وقلة المخططات والأرشيف صعوبات تعيق تطبيق هذا البرنامج، كما يتأسف جامعيون من قسنطينة من جهة أخرى من عدم اشراكهم في اعداد المخطط بالرغم من حضورهم جلسات العمل الأولية التي جمعتهم باطارات من وزارة الثقافة. وتظل شروط مساهمة الجامعيين مع المؤسسات المعنية بترميم التراث غير متطابقة، حسبما أكدوا، خصوصا وأن الواقع أثبت ميدانيا على ضرورة إشراك هذه النخبة التي تتشكّل في غالبيتها من مهندسين ومؤرخين وعلماء الآثار وفنانين، كانوا قد أعربوا عن تخوفاتهم من المصير الذي ستأول إليه المواقع الأثرية البونيقية والرومانية المدفونة تحت المدينة الحالية. هذه المخاوف ازدادت بعد أن أقر مخطط الخاص بالحفاظ على المدينة العتيقة لقسنطينة الذي جاء في إطار التحضيرات لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية في 2015، تحويل هذه المعالم الثقافية للمدينة العتيقة بعد ترميمها الى متاحف ومراكز للفنون والمهن.
الحفاظ على المدينة العتيقة
ويرى مهندسون من ديوان تسيير واستغلال الأملاك الثقافية، أن تطبيق مخطط الحفاظ على المدينة العتيقة لقسنطينة، المستوحى من مخطط قصبة الجزائر العاصمة، يعد أقل إشكالا على عكس تطبيق برامج الترميم بالعاصمة، حيث إعادة إسكان سكان القصبة أضحى مسألة شائكة، اذ أنه تم تسجيل أغلب قاطني مدينة العتيقة بقسنطينة في برامج السكن للولاية، حسبما أكده أحدهم. وبالمقابل، يشكّل تأمين الموقع وماجاوره من أسواق تجارية وقلة المخططات والأرشيف صعوبات تعيق تطبيق هذا البرنامج، كما يتأسف جامعيون من قسنطينة من جهة أخرى من عدم اشراكهم في اعداد المخطط بالرغم من حضورهم جلسات العمل الأولية التي جمعتهم باطارات من وزارة الثقافة. وتظل شروط مساهمة الجامعيين مع المؤسسات المعنية بترميم التراث غير متطابقة، حسبما أكدوا، خصوصا وأن الواقع أثبت ميدانيا على ضرورة إشراك هذه النخبة التي تتشكّل في غالبيتها من مهندسين ومؤرخين وعلماء الآثار وفنانين، كانوا قد أعربوا عن تخوفاتهم من المصير الذي ستأول إليه المواقع الأثرية البونيقية والرومانية المدفونة تحت المدينة الحالية. هذه المخاوف ازدادت بعد أن أقر مخطط الخاص بالحفاظ على المدينة العتيقة لقسنطينة الذي جاء في إطار التحضيرات لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية في 2015، تحويل هذه المعالم الثقافية للمدينة العتيقة بعد ترميمها الى متاحف ومراكز للفنون والمهن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق