البروفيسور رشيد تلمساني للنصر طباعة إرسال إلى صديق
السبت, 27 سبتمبر 2014
عدد القراءات: 98
تقييم المستخدمين: / 0
سيئجيد 
الغرب يريد استغلال حادثة غوردال ليقول للجزائريين أن "داعش" وصلت إليكم
لا وجود لداعش  في الجزائر ومكافحة الإرهاب لابد أن تكون شاملة امنيا واجتماعيا واقتصاديا
يؤكد الأستاذ الدكتور رشيد تلمساني أستاذ العلاقات الدولية والإستراتيجية بكلية العلوم السياسية بجامعة الجزائر أن القوى الغربية تريد من خلال حادثة خطف واغتيال الرعية الفرنسية هيرفي غوردال إيصال رسالة للجزائر مفادها أن “داعش” وصل إليكم، وما عليكم الآن سوى الانخراط معنا في التحالف العسكري لمحاربة هذا التنظيم، بينما الحقيقة أن “داعش” غير موجود عندنا في الجزائر، ويقول في حوار خص به النصر أن الوقت حان لاعتماد إستراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب داخليا وخارجيا، تشمل الشطر العسكري الأمني والشطر الاجتماعي الاقتصادي من خلال توفير جملة من الظروف الاجتماعية والاقتصادية للمواطن كي يشارك في هذا العلمية.
• النصر:كيف تقرأ حادثة خطف واغتيال الرعية الفرنسية هيرفي غوردال قبل أيام بمنطقة القبائل؟ وهل لها علاقة بما يجري في سوريا والعراق وباستراتجيات دول معينة؟
رشيد تلمساني: في بداية الأمر هذه جريمة شنيعة نكراء، والحقيقة أن الأمور صعبة نوعا ما لأننا لا نملك معطيات ومعلومات عنها، ووسائل الإعلام تتكلم في اعتقادي بدون بحث ميداني وبدون معلومات جديدة، صحيح هناك إستراتيجية أمريكية تعمل تحت غطاء مكافحة الإرهاب من أجل السيطرة على الموارد الطبيعية في العالم، والحقيقة أيضا أن الإرهاب موجود فعلا وذلك يشكل فرصة للولايات المتحدة الأمريكية وقوى غربية أخرى للسيطرة على الموارد الطبيعية.
•  هل تعتقد أن الحادثة ستؤثر على إستراتيجية الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب مستقبلا؟
*- لا اعتقد أن قتل الرهينة الفرنسية سيؤثر بشكل مباشر على إستراتيجية الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب، لكن في اعتقادي أن الحادث سيعطي نظرة جديدة في هذا المجال، لأنه لأول مرة يقع هذا النوع من الإرهاب في بلادنا، وقد وقع في منطقة القبائل الكبرى المعروفة بنضالها وكفاحها ضد المستعمر الفرنسي وبنضالها الديمقراطي، وذلك هو السؤال المطروح.
وفضلا عن هذا أرى شخصيا أن السياسة الأمنية والعسكرية في مكافحة الإرهاب لا تكفي لوحدها، لذلك لابد من إشراك المواطن في هذه العملية، ولكي يشارك المواطن في عملية مكافحة الإرهاب بكل فعالية لابد من توفير جملة من الشروط الاجتماعية والاقتصادية الخاصة به وتوفير ظروف خاصة له، والعلاقة بين الشيئين جدلية كما ترى.
•  وهل ستؤدي هذه الحادثة المؤلمة إلى المزيد من الضغوط الغربية على الجزائر؟
الجزائر واقعة الآن تحت الضغوط الأمريكية والفرنسية من أجل الانضمام للتحالف الدولي العسكري لمكافحة “داعش” والمشاركة في الحملة العسكرية ضد هذا التنظيم، لكن الجزائر لديها سياسة خارجية وسياسة جوار قائمة على مبادئ معروفة هي الحوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والقوى الغربية تعمل على جرها للحملة العسكرية الجارية اليوم ضد تنظيم “داعش”.
ورسالة ما حدث قبل أيام –أي اختطاف وقتل الرعية الفرنسية واضحة تماما ومفادها أن “داعش” وصل الآن إليكم( إلى الجزائر)  وما عليكم سوى الانضمام للتحالف العسكري الدولي الذي تشكل مؤخرا لمحاربته،  لكن الحقيقة أن”داعش” غير موجود في الجزائر.
•  في ظل هذا الخضم وهذه التعقيدات ما هي برأيك أفضل طريقة لمكافحة الإرهاب والتخلص من الضغوط الغربية في هذا المجال؟
الإشكال أن الوقت حان الآن كي تكون مكافحة الإرهاب جذرية في الجزائر وفي العالم بأسره، وذلك عبر شطرين، الشطر الأول وهو المكافحة الأمنية والعسكرية العادية والمباشرة، أما الشطر الثاني فيتمثل في تغيير الظروف الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين وبخاصة المقهورين منهم، لأنه يجب التنبيه إلى أن المكافحة الأمنية والعسكرية لوحدها تقودنا إلى فخ الوقوع تحت ضغط وسلطة القوى الغربية الكبرى التي تريد أن تكون مكافحة الإرهاب تحت قيادتها.
وفي هذا الجانب دائما يجب التنسيق بين البلدان المغاربية في مجال مكافحة الإرهاب، لأن الإرهابيين يتحركون بسرعة من بلد إلى أخر ومن مكان إلى آخر، ومهما كانت الخلافات السياسية والدبلوماسية بين حكومات الدول المغاربية يجب أن تكون مكافحة الإرهاب على المستوى المغاربي لأن الارهاب يتنقل بسرعة.
بالنسبة للجزائر هذه الأخيرة صرفت الملايير من الدولارات على شراء الأسلحة وفي نهاية المطاف لا يزال الإرهاب موجودا بدرجة أو بأخرى، وعليه أرى شخصيا انه يجب تقديم حصيلة  للسياسة الأمنية المتبعة في الجزائر في هذا الشأن.
حاوره: محمد عدنان