بيوت الدعارة .. مصدر كسب مربح واستنزاف لطاقات الشباب

العراق/مدينة الديوانية/علي الناشي
أدمن الشاب (محمد.ح) ارتياد بيوت الدعارة وقضاء الليالي فيها بعد أن دله عليها صديق له، فوجد فيها ما جعله يصف نفسه بـ”الملك”، مستغنياً بارتيادها عن الزواج وتكوين أسرة برغم عمره الذي بلغ (31 سنة).
لم يعد محمد يحسب عدد مرات زيارته لمنزل احدى القوادات كما كان يفعل في السابق، إذ بات الأمر طقس شبه يومي، ولا يتردد في إهدار مبلغ الـ35 أو 40 ألف الذي يجنيه بعد عناء يوم كامل من العمل في سيارة الأجرة خاصته.
فيما ينعم صديق (محمد.ح) الذي رفض ذكر اسمه، بامتيازات الزبائن القدماء إذ قد يعفى بعض الأحيان من دفع المبالغ المترتبة على المتعة التي يحصل عليها مقابل جذبه أكبر عدد ممكن من الشباب.
إن أكثر بائعات الهوى لا يسعين وراء حاجتهن الجنسية بل وراء أموال الزبائن لذلك لا فرق لديهن بين الرجال إذ ينظرن إلى العملاء على أنهم “محفظة نقود” فقط، ويفضلن الرجال الذين يصرفون ببذخ ولا يبالون بالأسعار، كما تقول القوادة (و.ه).
وتتابع، يعمل تحت يدي اليوم أكثر من 20 شابة استقطبت الجديدات منهن عبر زبائني الرجال إذ يجلبوهن إلى منزلي للمرة الأولى وأنا انسق معهن بأسلوبي الخاص ليصبحن عاهرات تحت تصرفي.
وتضيف أن سعر المتعة يتوقف على عدة عوامل منها عمر العاهرة والوقت الذي يمضيه الزبون معها، لكنه لا يقل عن 50 ألف دينار مقابل “الدخلة” الواحدة، أما سعر الليلة فلا يقل عن 150 ألف دينار.
وتؤكد القوادة أن ما يدفع النساء إلى العمل في هذا هو المجال الحاجة المادية وضعف القدرة الجنسية لبعض أزواجهن.
ولا تستطيع (و.ه) نسيان العنف الذي يتعامل به بعض الشباب مع عاهراتها، اللاتي تصر على تسميتهن “بناتي”، بعد أن يمارسون الجنس معهن، ففي يوم من الأيام “توحش” احد الزبائن على احدى عاهراتها وضربها لأنه كان مخموراً ولا يعي ما يفعل فتسبب لها بجروح بالغة في الوجه والظهر نقلت على أثرها إلى المستشفى.
وتستذكر القوادة، بدايتها في العمل بهذا المجال الذي دخلته وعمرها لم يتجاوز 13 عاماً، وكيف تقلب بها الحال حتى سئمت بيع نفسها للرجال وأصبحت قوادة في عمر 32 عاماً، لتجد أخيراً “الراحة” التي كانت تتمناها.
وتصف مدة عملها البالغة 19 عاماً بـ”المفيدة”، إذ مكنتها من الحصول على زبائن ثابتين لا يتخلفون عن مواعيدهم وكرماء معها ومع “بناتها”، كما مكنها عملها في الشارع لمدة طويلة من التعرف على شباب يوفرون لها مستلزمات الليالي الحمراء من المشروبات الكحولية وغيرها مقابل حصولهم على متعة مجانية.
وتشكو القوادة، تعامل أهالي الإحياء السكنية معها وطردها باستمرار من منطقة إلى أخرى، وكذلك المشكلات الكثيرة التي يواجهنها عاهراتها مع الشرطة، وكان اخرها إلقاء القبض على أحداهن وأسمتها “فرح” وهي متلبسة مع شاب في احد البيوت لكنها ادعت أنه “حبيبها” وهي تمضي الآن عقوبة في السجن مقدارها 3 اشهر.
وفيما تعرب (و.ه) عن قلقها لانتشار ظاهرة حب البنات لبعضهن، إذ بات هذا الأمر في تفاقم مستمر وأصبح يؤثر على عملها وعمل عاهراتها، كشفت عن ظهور أسلوب جديد للمتعة بين النساء يسمى “حفلات أعياد الميلاد”، وتمارس فيه علاقات جنسية نسائية جماعية تصفها بـ”غير الطبيعية”.
وتذكر أنها نظمت في يوم من الأيام احدى هذه الحفلات وكانت “مختلفة” لأنها شهدت تشارك خمس نساء بينهن شقيقتان لفراش واحد، وبحسب وصفها كانت المتعة “مضاعفة”.
أما المومس (وسن.ح) التي أتعبها الذهاب والمجيء في الشوارع لمدة (22 عاماً) بحثاً عن زبون مهما كان عمره، فتقول : لم أحض بفرصة العمل في بيت دعارة في أيام شبابي بعد أن طلقني زوجي ففضلت العمل منفردة وكان الأجر مرتفعاً.
وتستدرك لكن ما أن نال مني التقدم بالسن حتى بدأ عدد زبائني يقل وصرت أنا من ابحث عن الزبون لا العكس.
وتتابع المومس أن الأجر الذي أتقاضاه اليوم مقابل ممارسة الجنس مرة واحدة يتراوح بين 15 و30 ألف دينار، وقد يتكرر  الأمر مرتين في اليوم كحد أقصى.
فيما اكتفت ابتسام الغرابي مديرة دائرة الحماية الاجتماعية للمرأة في الديوانية بعبارة “لا توجد” عند سؤالها عن المشاريع التي قدمتها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية للنساء المطلقات والأرامل ممن يعملن في أماكن مريبة وغير شريفة.
وتقول الغرابي إن دائرة المرأة تقدم لفئتي الأرامل والمطلقات منح شهرية قدرها 100 ألف دينار شهرياً فقط وهي غير كافية مقارنة بالوضع الاقتصادي الراهن.
وتتابع أن دائرة المرأة لم تجر أية إحصائية على عدد الأرامل والمطلقات اللاتي يعملن في الأماكن المشبوهة.