ليلة رأس السنة العربية توافق منتصف فصل الشتاء
الأحد, 12 يناير 2014
عدد القراءات: 213
تقييم المستخدمين: / 1
سيئجيد 
سكان جنوب ولاية قسنطينة يحيون "حازوزة" في نهاية موسم الحرث و البذر

تحل ليلة "حازوزة" التي توافق ما يسمى برأس السنة العربية ومنتصف الشتاء بعد مرور 45 يوما من  الفاتح من شهر ديسمبر،لأن الفصول مرتبطة ببعضها وتخضع لتقويم و حسابات ترتبط بموسم الفلاحة وزراعة الأرض، يقول عمي السعيد شعبي،مشيرا أن "حازوزة" مناسبة كانت الأسر تحييها في منطقة جنوب ولاية قسنطينة بالخصوص بتلالها الخصبة في عين عبيد،أين لا يزال  كبار السن،
يسترجعون تلك الذكريات لملء فراغ يومهم،وهم يحنون إلى تلك الأيام الخوالي عندما  كان لكل موسم طقوسه،التي تميزه عن مظاهر احتفال المستعمر الفرنسي ،وتسمى مجازا رأس السنة العربية للتميز  والمحافظة على الشخصية الوطنية ،بكافة أبعادها على الرغم من تفشي الأمية بينهم.
عمي السعيد شعبي،المعروف باطلاعه على عادات وتقاليد المنطقة و محافظته على ذاكرتها التراثية، على غرار  مجموعة من أقرانه المتقاعدين،استغرب عندما بدأ الحديث منذ أيام عن رأس السنة الميلادية و اهتم الناس بذلك على المستوى الإعلامي والشعبي،دون الحديث عن العادات التي حافظ من خلالها  الأسلاف على هويتهم،خلال الحقبة الاستعمارية الطويلة  الحالكة ،وما يصاحب ذلك من مواسم كان الناس يجاهرون بها،ويحتفون بمظاهرها،وكأنهم يقولون للمستعمر الغاصب بأن جذوة أصول الشعب لم تخمد،حتى عندما غطتها طبقة من الجهل والأمية،والفقر،والاستعباد.
قال محدثنا :" قديما كان سكان المنطقة يحتفلون بحازوزة التي سميت كذلك لأنها الليلة التي تحوز أي تفصل  بين الأعوام،وتبشر بالعام الجديد،ويكون إحياؤها في الليلة الـ 45 بعد حلول  موسم الشتاء،الذي يكون حسب ذات التقويم،ابتداء من أول ديسمبر،و يتم الاحتفال بها على مدار يومين،وتوافق عادة انتهاء موسم حملة الحرث والبذر بصفة نهائية".
عمي السعيد أوضح بأن الاحتفال يبدأ صباح اليوم الأول باستخراج جرة السمن المقطر و المعتق بطعم العرعار الذي تم تخزينه خلال فصل الربيع تحت الأرض.و يكون ذلك اليوم مناسبة للفرح و السرور فيفطر الناس أغنياؤهم وفقراؤهم ب"العصيدة" التي تحضر بدقيق القمح "السميد" ويغمرها السمن "الدهان" و  يتصدق الميسورون منهم على المعوزين حتى يعم الاحتفال.
يكون عشاء تلك الليلة عبارة أيضا عن مزيج من دقيق القمح و السمن يضاف إليهما العسل،لكن في شكل :"غرايف" أو "قرصة" على أن يكون عشاء يوم حازوزة ثريدا "تريدة "أو "شواط" حسب التسمية السائدة بالمنطقة يطهى على الطاجين ويفتت ويسقى بمرق دجاج "عرب" ،الممزوج بـ"الفرماس" .بعضهم يفضل ذبح الماعز بدل الدجاج.
في حين  يحضر آخرون  طبقا تقليديا يسمى بـ"الدشيشة" وكل هذه الأطعمة مقاومة للبرد ،حيث يعالج مثلا الزكام بمرق الدجاج الحار بفلفل"قلب السردوك" وتوابل كثيرة. عمي السعيد أضاف بأن الفرحة تتضاعف عندما يحل وافدون جدد على حظيرة الأبقار بميلاد العجول.
وفي السهرة يتناول المواطنون القمح والحمص المحمصين المملحين، ويتبادلون مختلف الحكايات و الأحاجي على رأسها"بقرة اليتامى" والغول مكحل عينه" و كذا فك الألغاز التي لا يزال عمي السعيد يحفظ منها الكثير، مشيرا إلى أن ذلك  يوافق الليالي البيض من كل شهر التي تبدأ أيام  13 و14و15 من كل شهر قمري،مؤكدا  بأن هذا التقويم ليس مسيحيا يحدد بداية العام في أول جانفي ولا الأمازيغي الذي يحدد بداية السنة في  12 جانفي "يناير"،بل يقول بأنه التقويم العربي المرتبط بالفلاحة.
من مظاهر الاحتفال بهذا اليوم تغيير "مناصب الكانون"أي الأحجار الثلاثة لموقد الحطب التي يوضع عادة فوقها القدر. كما تغمر الحفرة التي تحتها  بتراب أبيض جديد، على أمل أن تكون السنة فيها خير كثير،كنوع من التفاؤل.و يحرص المحتفلون على بلوغ درجة الشبع من الطعام في هذه المناسبة و يرددون المثل الشعبي القائل:"اللي  ما شبعش في حازوزة ما يزيدش يشبع طول العام".لأن حصة الفرد من الطعام تزيد و تتنوع على اختلاف أنواعه.
في حين يسود العوز والفقر طوال السنة عند عموم الشعب في تلك الحقب البعيدة. وحدها الأعياد و المناسبات  المرتبطة بالمواسم وهي  معدودة، توفر الشبع للجزائريين ،مما جعلها أياما مشهودة،يحتفي وينتظر قدومها ويؤرخ بها.
ص.رضوان



لجمعيات نددت بعد إلغاء الاحتفال ببلدية مشونش ببسكرة

دعوة إلى ترسيم يناير عطلة وطنية مدفوعة الأجر

رضوان عثماني

ندّدت الجمعيات الناشطة والمهتمون بالتراث الأمازيغي على مستوى ولاية برج بوعريريج، بقرار إلغاء احتفالية الديوان المحلي لولاية بسكرة ببلدية مشونش برأس السنة الأمازيغية 2964.

احتضن المركب الثقافي عائشة حداد بعاصمة الولاية، المناسبة الثقافية التي نشطتها ثلاث جمعيات، يتعلق الأمر بكل من جمعية أزال الثقافية الاجتماعية
وجمعية اثران نجعافرة وجمعية قاسي أوضيف الله ، حيث عــرفــــــت حضـــــــور عديد الشخصيات، على غرار بلقاسم عمروش النائب الممثل للجالية في أوروبا وأمريكا، بالإضافة إلى مواطنين من مختلف بلديات عاصمة البيبان.
وتخلل الحفل تنشيط محاضرة حول يناير والتاريخ والتقويم الأمازيغي القديم من طرف الدكتور سعيد خليل الذي يعتبر من المناضلين من أجل الثقافة الأمازيغية وأحد صناع الربيع الأمازيغي في أفريل 1980 وكذا من مــــؤسســــي الحركة الثقافية الأمازيغية والتي كانت متبوعة بنقاش واسع من طرف أبنـــــاء المنطقـــــة وأعضـــــــــاء الجمعيات المذكورة.
وندد الحضور بالتصرّف الذي قام به ديوان السياحة لولاية بسكرة، الذي اعتبر تضييقا على الحريات الفردية والجماعية، بعد أن أصدر قرار إلغاء احتفالية يناير ببلدية مشونش، التي كانت ستحتضن إحياء التظاهرة تنشطها جمعيات محلية مهتمة بالتراث الأمازيغي، إلا أن السلطات منعتها من ذلك بحجة احتمال حدوث انفلات جراء الحضور المكثف المرتقب من طرف عدة جمعيات.
وطالب المهتمون بالموروث الثقافي الأمازيغي، ترسيم أول يناير عطلة وطنية يحتفل به في جميع ولايات الجمهورية، تكون مدفوعة الأجر على غرار رأس السنة الهجرية والميلادية.
الجدير بالذكر، أن بهو المركب الثقافي عائشة حداد عرف تنظيم عدة معارض تبرز الموروث الثقافي على غرار النحاس والألبسة والأواني التقليدية والكتاب الأمازيغي.


عقب فتنة غرداية : تعليمـــات للولاة بالحـــذر في معالجـــة القضايا ”القبلية”

أدت ”فتنة” غرداية، إلى إصدار تعليمات غاية في الوضوح تتعلق بالتعامل مع القضايا ذات الطابع العروشي والقبلي، وفي هذا السياق، تلقت مصالح الإدارة المحلية في ولايات الوطن تعليمات
المشاهدات : 543
0
2
آخر تحديث : 21:35 | 2014-01-12
الكاتب : عبد السلام بارودي
أدت ”فتنة” غرداية، إلى إصدار تعليمات غاية في الوضوح تتعلق بالتعامل مع القضايا ذات الطابع العروشي والقبلي، وفي هذا السياق، تلقت مصالح الإدارة المحلية في ولايات الوطن تعليمات تطلب من الولاة والمدراء عدم الغوص في حلول ”منحازة” أو الفصل الفوري في القضايا ذات الحساسية العروشية. وجاءت هذه التعليمات في أعقاب الأحداث التي عاشتها عدة ولايات من الوطن، مثل غرداية والجلفة وتلمسان وسوق أهراس وخنشلة.. وهي من الولايات التي عاشت صراعا قبليا أو مذهبيا كاد أن يفجّر بقايا السلم الاجتماعي، فيما كلف الخزينة العمومية متاعب مالية وخسائر فادحة، كما أنهك قوات الأمن بمختلف أسلاكها، وهي القوات التي تعاملت بحذر مع الكثير من الأحداث، وألحت التعليمات الصادرة عن الحكومة على ضرورة إخطار السلطات العليا بشكل عاجل للتحرك في الوقت المناسب، حيث يستشف من بعض الأحداث، أن السلطات المحلية لم تقم بالإجراءات الصحيحة لمحاصرة امتدادات الفتن والمواجهات التي تطورت إلى انزلاقات صعُب بعد ذلك على الحكومة تطويقها.
وعرفت عدة ولايات مواجهات بين فريقين من المواطنين ظل العامل العروشي والقبلي القاسم المشترك فيها، وأشار مصدر حسن الاطلاع لـ«البلاد” إلى أن الولاة مطالبين بضرورة الحذر في التعامل مع القضايا التي يشتم منها رائحة الخلفيات العروشية، كما شرعت الإدارة المحلية ودواوين عدد من الولاة الذين عرفت مناطقهم أحداثا مماثلة في تحيين قائمة الأعيان التي تعتمدها الإدارة المحلية في التعامل مع المجتمع المدني، وأفادت مصادرنا أن أحداث غرداية وقبلها احتجاجات البطالين وسكان الجنوب أعطت انطباعا بأن الإدارة تتعامل مع أسماء لا وجود لثقلها في الشارع، وأن من تسميهم الأعيان وتتعامل معهم في مختلف المناسبات على أنهم يمثلون أطياف المجتمع، هم في الحقيقة أشخاص لا علاقة لهم بالشارع وبالمواطن البسيط، حيث عجزوا عن التحكم في كافة الأحداث التي عرفتها ولاياتهم، كما هو الشأن في عدة ولايات من الجنوب الجزائري ومن الشرق.
وأعدت الولايات المعنية بهذه الأحداث تقارير مفصلة تشير إلى أن الخلافات لازالت قائمة فيها، ويتعلق الأمر بولايات الجلفة وخنشلة وتلمسان على وجه الخصوص، حيث أصبحت النزعة القبلية تتحكم في الحراك الدائر هنالك، ناهيك عن أحداث غرداية وباقي ولايات الجنوب التي تتشكل في الغالب من تراكمات لم تعمد السلطات العليا إلى حلها بالشكل المطلوب.
ونشير إلى أن تلك الخلافات غالبا ما تُحلّ بشكل مؤقت لا يتجه صوب المشاكل الحقيقية أو الأسباب ذات الصلة المباشرة بالخلافات التي تتجدد بشكل دائم، دون أن تفلح السلطات في وضع نهاية لها، الأمر الذي زاد من تعقيدات هذه النزاعات التي تورط فيها العديد من ممثلي الدولة، مما يؤدي إلى تأجيجها واتساع نطاق خطورتها.


قسنطينة تحتــــفي بيناير بألـــوان الأمن الوطني

تحولت، أمس، الشوارع والساحات الرئيسة بوسط مدينة قسنطينة، إلى مكان للاحتفالات التي انطلقت زوالا بمشاركة فرق فلكلورية جابت مختلف الأرجاء، إحياء لرأس السنة الأمازيغية أو ما يعرف بـيناير. في وقت منع فيه منح الترخيص لمثل هذه النشاطات بولايات أخرى، على غرار ما حصل بالجنوب. غير أن الملاحظ هو الانتشار المعتبر لأعوان الأمن الذين رافقوا موكب الفرق الفلكلورية، كما شكلوا طوقا حولها، في محاولة لتنظيم تنقلها ومنع أيّ انزلاق قد يسجل بسبب التهافت الشعبي الكبير والإقبال الهائل الذي استقطبته العروض، هذه الأخيرة التي لاقت استحسان القسنطينيين، بالرغم من أن جلهم كان يجهل سببها لجهله المسبق بالمناسبة.

يقاطعون الدراسة بسبب يناير

قرّر تلاميذ مختلف مدارس بجاية مقاطعة الدراسة، أمس، والسبب ليس غياب التدفئة أو الوجبات الباردة أو تدنّي مستوى الأساتذة، إنما هو رغبتهم في مواصلة الاحتفالات بالسنة الأمازيغية الجديدة يناير ، إلى غاية نهايتها. ولم يأبه التلاميذ ولا حتى أولياؤهم بتحذيرات مديرية التربية ووعيدها بمعاقبة المتغيّبين.