أولا: سامحكم الله
ثانيا : أنا في انتظار الأدلّة لنشرها
بعض الإخوة القرّاء وجهوا لي انتقادات لاذعة بسبب "ربع كلمة " قلتها أمس في هذا الركن عن بهاء الدين طليبة ، ومفادها أن " ألاّ نتهم إلّا بأدلّة " وهذا هو دور الصحافة الحقيقي أو أن " لا نتهّم " أبدا ، أما الرأي فهو حرّ مهما كان نوعه ، مع أو ضدّ ( لأن الإعجاب بمبادرة طليبة رأي وليس حكم أو تقييم ) ، لكن الإخوة القرّاء ، بدلا من يعلقوّا على ما كتبته بحرّية وهذا حقهم ، راحوا يوّجهون لي سيلا من الشتائم والسباب فوصفني البعض بالإعلامي الفاسد ووصفني البعض الأخر بالإعلامي الشيّات ، أما بعضهم الأخر فكان " أكثر فهما ووعيا ووطنية ونزاهة ومهنية واحترافية " فوّجه لي سيلا من السباب والشتائم أتعفف من إعادة نقلها في هذا الركن .
وما يثير الحسرة والحزن كذلك أن بعض القراء لا يريدون أفكارا أو وجهات نظر يناقشونها ، بل يريدون أن تفكر مثلهم فيعطسون إذا قلت الحمد لله ، أو تقول أنت الحمد لله فيعطسون هم ، أمّا إذا طرحت فكرة أو وجهة نظر لا تأتي على هواهم فإن لا يكفيهم عدم تفهّم رأيك أو موقفك ، وهذا شيء عادي ، أو يعبّرون عن عدم موافقتهم عليه أو انتقاده بأدب واحترام ، وهذا أيضا شيء عادي ، ثم يتركونك وشأنك ويذهبون هم إلى شؤونهم ، لا ، ليس هذا ما يقومون به ، بل يجعلونك شيطانا رجيما تجب محاربتك وشتمك واتهامك وتوجيه السباب والشتائم لك ، في حين نحن في أمّس الحاجة لمناقشة بعضنا البعض بالحجة والكلمة الطيبة ، بعيدا عن الاتهامات المجانية والمواقف الراديكالية ،و لهذا السبب، وحتى يطمّئّن البعض من الإخوة القراء ، أجدد طرح فكرتي عن بهاء الدين طليبة وعن غيره في السلطة والمعارضة وفي كل القطاعات ، وهي أن لا نتهّم إلّا بأدّلة ، وهذا مبدأ معروف في الصحافة وغير الصحافة ينص عليه القانون وتنص عليه الأخلاق ، وإذا لم نفعل ذلك ونلتزم به لأصبحنا في غابة نعيش فيها مثل الوحوش المفترسة..
والآن ، وحتى يتم إدراك رسالتي جيّدا ، أوجه للإخوة القراء الذين شتموني ووصفوني بالإعلامي الفاسد والإعلامي الشيّات ، أوّجه لهم الدعوة لتقديم ما لديهم من أدلّة عن فساد أي مسؤول كان ، وأنا ألتزم الآن بنشرها كاملة بدون نقصان أو زيادة ، سواء تعلق الأمر ببهاء الدين طليبة أو بغيره من المسؤولين في السلطة أو من رموز المعارضة ، أفعل هذا حتى يتأكدون بأنهم على خطأ ،على خطأ ، على خطأ .. .
إنّني في انتظار الأدلة على أحرّ من الجمر ، مع إحساس عميق بداخلي بأنني سأتلقى المزيد من السباب والشتائم ، لأن هدف بعض الإخوة القرّاء الذين يشتمون ويسبّون ، حسب ما أحس واشعر وأرى ، ليس تطوير الأداء الإعلامي واحترام القانون مثلما تفعل الصحافة في المشرق والمغرب والسند والهند ، إنما الهدف ، هدف البعض وليس الكل على كل حال ، هو بقاء الوضع على ما هو عليه .. نشتم ونسبّ ونقدح ونبتعد عن العقل والمنطق والحق ونقترب أكثر فأكثر من الهاوية ، لأن هذا فقط ، للأسف الشديد ، ما نحن فالحون فيه....
ورغم كل شيء ، أوّجه تحياتي واحترامي الصادق إلى كل القراء بدون استثناء رغم قساوة البعض منهم ، لكن علّي أن أشير إلى احترامي وتفهمي لانتقادات الزميل والصديق والأخ ياسين بلمنور ، لأنه إعلامي جيّد ومبدع وموضوعي وناجح ، وأنا عملت معه وأعرفه ، بل هو، والحق يقال ، أكثر من ذلك .. صحافي متخلق ومحترم يعرف كيف ينتقد ويعلّق ويعبر عن اختلافه واستنكاره وحتى استهجانه ، بسبلسة ولطف واحترام وأدب ، ويشهد على ذلك قوله وفعله في الماضي والحاضر ،وليس قوله فقط دون فعله مثلما هو حال الكثيرين منّا في هذا الزمان ..