روائية مبدعة، لاقت رواياتها نجاحا خارج الجزائر، وتعرضت للتجاهل والتهميش داخله، هي الكاتبة "ليلى بيران" التي ناشدت وزير الثقافة "عز الدين ميهوبي" عبر بيان لها نشرته وسائل الإعلام مؤخرا أن يحل مشكلة كتّاب السيناريو في الجزائر ، عن طريق اتاحة فرصة لهم بتقديم أعمالهم بأنفسهم في الوزارة ، ليس عن طريق مؤسسات الإنتاج . وتؤكد أنّ عدم وجود كتاب للسيناريو في الجزائر هو أكذوبة لا أساس لها من الصحة .
حديثينا عن ليلى بيران كيف اكتشفت نفسها في هذا المجال؟
بدأت الكتابة منذ الصغر كان الأدب أحد اهتماماتي التي احتضنتها، عبر المطالعة أو محاولاتي الكتابية في صنوف الأدب المختلفة والسيناريو خلال مرحلتي الدراسية ،مما مكنني من التعمق في مختلف الموضوعات والمجالات خاصة ما هو تاريخي أو علمي، فافتتنت بسحر شخصيات المخترعين والمكتشفين في كل المجالات العلمية، و من ثم بدأت رحلتي في هذا المجال.
كم من اصدار في حوزتك؟
اصدرت 4 روايات الاولى و الثانية في لبنان و مصر ،اول رواية لي "مساج الى صديقتي" صدرت سنة 2006 بلبنان لتليها سنة 2012 مجموعة قصصية “معادلة الحياة" و هي امتداد لكل ما يحيط المرأة العربية من عادات وتقاليد وذهنيات يمكن أن يمتد تأثيرها إلى الذات و الخيلة ايضا، من ثم سلسلة للأطفال تحكي “قصص مريم” بعنوان “"حتى لا يصبح جسمي عجينا" عن دار نشر جزائرية
بعدها رنيم" رواية مكتوبة على بحر الثورة الجزائرية ومجاهديها ومناضليها وبحر معاناة العائلات والشعب الجزائري عموما.
تعتبر رنيم واحدة من اهم أعمالك على مستوى الصياغة والسرد حديثينا عنها؟
اعتبرها الطفل المدلل لا نني اعطيتها او منحتها كل الاهتمام و عملت جاهدا حتى تنشر في الجزائر و ما زلت اعمل على ذلك فمؤخرا قمت بجولة ب "رنيم " مع وزارة الشباب و الرياضة و هذا سمح لي بان اعرفها للقارئ.
لماذا لم تصدر حتى الان في الجزائر؟
نعم يوجد اشكال طرحت روايتي على وزارة الثقافة سنة 2012 و تلقيت الموافقة لاكن لم يحدث شيء و لم اتلقى رد حتى الان فالموضوع متوقف عند وزير الثقافة ، اقترح علي من طرف دار نشر "الكوكب لعلوم "ان ينشر لي رواية "رنيم" بالجزائر و انا اعمل على ذلك
ماذا تحضرين للقارئ في مجال الرواية؟
انتهيت من كتابة رواية بعنوان "ساعة كتاب"، وأحضر لسلسلة علمية تاريخية للأطفال، كما لدي رواية أخرى أتمنى إصدارها قريبا بعنوان "لا قيمة للحياة بدون عشق".
حدّثينا عن بداياتك مع كتابة السيناريو؟
في الحقيقة تجربتي مع كتابة السيناريوهات بدأت منذ سنين، لكن للأسف لم أدخل بعد مجال السينما، لديّ العديد من السيناريوهات سواء لأفلام قصيرة أو طويلة، لذلك توجهت باقتراحي إلى وزير الثقافة من أجل النظر في أعمال كتّاب السيناريو المهمشين والمغمورين. فالأمر حسب رأيي متعلق بالواسطة أو يمكننا القول أنّ الاهتمام منصب على الكتاب المشهورين والأعمال المعروفة فقط، في حين نجد هناك أعمالا من كتاب مبتدئين تتميز بالعمق والإبداع، لكنهم فقط ينتظرون فرصة لأخذ إبداعاتهم على محمل الجد.
بناء على قولك، فإنّ كتاب السيناريو للسينما الجزائرية يعانون من التهميش؟
المشكلة هو أنّ كاتب السيناريو في الجزائر، لا يستطيع الاتصال بوزارة الثقافة وتقديم أعماله، لمن يلجأ إذن !!! وكيف لإبداعاته أن ترى النور وتخرج من حيزه الشخصي لنجدها أفلاما سينمائية تفيد وتمتع المشاهد الجزائري، وتسهم في تطور السينما الجزائرية.
ففي ذات الموضوع، نجد أنّ كاتب السيناريو هو نفسه المنتج، فهذا الأخير عادة يتجه لإنتاج أعماله وحده ويندر أن نجد في الجزائر أ بحث عن كتاب سيناريوهات لأفلام، وهنا يكمن المشكل مع الأسف.
وهنا أعبر عن استغرابي لمّا أقرأ أو أتابع حوار لشخصية سينمائية جزائرية، مخرج كان أو منتج يكررون عبارة "هناك أزمة سيناريو في الجزائر" وهم أساسا لا يهتمون لكتاب السيناريو المغمورين. ففي الجزائر لتكون كاتب سيناريو يجب أن تكون منتجا، وهذا غير منطقي، فأنا ليس لدي الوقت للكتابة والإنتاج معا. فالمشكلة حسب رأيي أنّ كل منتج يريد أن يكون هو كاتب السيناريو.
وأنا من هذا المنبر تضيف محدثتنا، أفنّد الأكذوبة القائلة بأنّ هناك أزمة سيناريو" وأنّ المخرج قد اضطر الى كتابة السيناريو لأنه لا يوجد من يقوم بهذه المهمة، وأنادي بفتح الباب أمام كتّاب السيناريو لوضع أعمالهم أمام الوزارة.
قلت أنّ لكي العديد من السيناريوهات الجاهزة لكن لم تجدي من يتيح لكي فرصة تقديمها وتجسيدها على هيئة أفلام؟
نعم هو كذلك، منذ سنين وأنا أحضر سيناريوهات ولازلت على تلك الحال دون استجابة من المختصين والمسؤولين، ومنذ فترة قمت بفيلم قصير مدتّه ثلاث دقائق في تندوف، وكنت أتمنى المشاركة به في مهرجانات للفيلم القصير لكن لم أوفق لأنني لم أجد من يقوم لي بالتركيب.
في الأخير، ما هو انشغال الروائية "ليلى بيران" ؟
أتمنى أن يفك قيد سلسلتي "ساعة كتاب" وأن يتكرم علينا وزير الثقافة بالموافقة على اقتراحي بالنسبة للسيناريو.