الثلاثاء، مارس 19

الاخبار العاجلة لدخول لاول مرة مسيرة عمالية قادمة من عين اسمارة الى وسط مدينة قسنطينة ويدكر ان مسيرة عمال عين اسمارة اختفت عن الانظار ليسيطر الاطباء والطلبة على مسار حجة الوداع السياسية ويدكر ان مسيرات قسنطينة اصبحت توصف بعبارة حج قسنطينة حيث بعد طواف الافاضة بين شوارع عبان وسانجان ترمي الجمرات في مثلث الشيطان في نخرج سانجان لتغادر الوفود بعد اداء وتلاوة الادعية بزوال النظام وسقوط اعمدة رئاسة الجمهورية واعلان دولة جزائرية جديدة بزعامة وقيادة الهواتف النقالة ويدكر ان مسيري مسيرات الغضب الجزئاري اقترحوا ثمثيلهم السياسي عبر الهواتف النقالة الدكية والاسباب مجهولة

اخر خبر
الاخبار العاجلة لاكتشاف سكان قسنطينة الحاصلين على السكن  المجاني في ولاية الدقسي بقسنطينة ان السكن ليس حلما ويدكر ان والي قسنطينة لاحظ  عدم اهتمام اصحاب المساكن بسكناتهم   والاسباب مجهولة
اخر خبر
الاخبار العاجلة لدخول لاول مرة مسيرة عمالية قادمة من عين اسمارة  الى وسط مدينة  قسنطينة ويدكر ان مسيرة عمال  عين اسمارة اختفت عن الانظار  ليسيطر  الاطباء والطلبة على  مسار حجة  الوداع  السياسية ويدكر ان مسيرات  قسنطينة اصبحت توصف بعبارة  حج قسنطينة حيث  بعد طواف الافاضة بين شوارع عبان وسانجان ترمي الجمرات في  مثلث الشيطان  في نخرج سانجان   لتغادر الوفود بعد  اداء وتلاوة  الادعية بزوال  النظام وسقوط اعمدة  رئاسة  الجمهورية واعلان  دولة جزائرية جديدة بزعامة وقيادة الهواتف  النقالة ويدكر ان  مسيري مسيرات الغضب الجزئاري اقترحوا ثمثيلهم السياسي عبر الهواتف النقالة  الدكية   والاسباب  مجهولة
اخر خبر
الاخبار العاجلة لخروج صحافيات  التلفزيون  الجزائري غاضبات في ساحة الشهداء بعد اقالة   بسعة  من رئاسة الجمهورية ويدكر ان   صحافيات  التلفزيون الجزائري فتحن بوابة  التلفزيون ورفضن الخرج الى الشارع   وللاشارة  فان   التلفزيون الجزائري يعيش حصارا اعلاميا بسبب  مسيرات الغضب  الجزائري     ومن ابرز الشعارات التلفزيون  حرية ديمقراطية والاسباب مجهولة
اخر خبر
الاخبار العاجلة لتفضيل ادباء وشعراء قسنطينة الصمت  السياسي    في انتظار    اعلان  حكومة الشعب الجزائري لدخول مراحل الولاءالسياسي وللاشارة فان ادباء قسنطينة   يكرهون السياسة ويعشقون المدائح والاسباب  مجهولة
 اخر  خبر
الاخبار العاجلة لعرض  شخصيات جزائرية مكروهة من طرف الشعب الجزائري مساكنهم واملاكهم في المزاد العلني  والاسباب  مجهولة


مسؤولون ورجال أعمال يسارعون لتصفية أملاكهم

أخبار الوطن
18 مارس 2019 () - سمية يوسفي
92292 قراءة
+ -
عرض الوزير الأول المستقيل، أحمد أويحيى، فيلته المتواجدة بأعالي حيدرة قرب مقر الأفالان للبيع، في الوقت الذي سارع رجال الأعمال والمال المحسوبون على النظام، الأيام الأخيرة، إلى عرض ممتلكاتهم العقارية للبيع، بعد أن تعذر عليهم التصرف في ممتلكاتهم العينية من شركات وأصول منقولة تخضع لإجراءات إدارية معقدة ومطولة.
 أكدت مصادر موثوقة لـ”الخبر” أن الوزير الأول السابق، المستقيل بعد اندلاع الحراك الشعبي، يكون من المبادرين إلى بيع عقاراته في الجزائر بعد أن عرض فيلته المتموقعة في حي راق بحيدرة للبيع بسعر سيكون أضعاف أضعاف ما دفعه للخزينة العمومية عندما تنازلت له مديرية أملاك الدولة عن هذه الفيلا بسعر رمزي، وهو ما اعترف به أحمد أويحيى شخصيا في ندوة صحفية نشطها سنة 2004، في سياق التحضير للانتخابات الرئاسية التي كللت آنذاك بتمديد العهدة الثانية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
وقالت المصادر ذاتها إن سعر فيلا أويحيى الفخمة المعروضة للبيع لا يقل عن 50 مليار سنتيم، بحكم موقعها الاستراتيجي بأعالي العاصمة قريبا من مقر الأفالان، حيث كانت هذه الأخيرة مقرا لسفارة يوغوسلافيا سابقا.
وتأتي هذه التحركات لتؤكد مخاوف مسؤولين في السلطة ورجال الأعمال والمال من ارتدادات الحراك الشعبي المطالب برحيل النظام ورجالاته جميعا، لاسيما بعد رفض الشعب لتمديد العهدة الرابعة للرئيس المنتهية ولايته، عبد العزيز بوتفليقة، وتعيين وزير الداخلية السابق في حكومة أحمد أويحيى، نور الدين بدوي، كوزير أول سيشرف على المرحلة الانتقالية المقبلة. وارتبطت في السنوات الأخيرة أسماء مجموعة من رجال الأعمال بشكل واضح بمحيط الرئاسة، وفي مقدمتهم رئيس منتدى رؤساء المؤسسات، على حداد، الذي يحرص في كل المناسبات على الظهور بجنب شقيق الرئيس ومستشاره الخاص، سعيد بوتفليقة، كعلامة على الصداقة القوية التي تجمعهما. وتحول علي حداد، بفعل هذه الظروف، إلى أحد أكبر النافذين في البلاد، بتسييره لمنتدى يوظف أكثر من 40 مليار دولار في الاقتصاد الوطني، بحكم العدد الكبير للشركات الخاصة والعمومية الذي تجاوز الألف شركة أجبرت على الالتحاق بالمنتدى بتعليمات فوقية ودفع مبالغ اشتراكات سنوية معتبرة، استغل الجزء الكبير منها في تمويل الحملات الانتخابية للعهدات الأربع لبوتفليقة.
وكشفت المصادر ذاتها عن حيازة علي حداد لوحده أكثر من 30 شركة اقتصادية وتجارية وحتى إعلامية تنشط في جميع المجالات أهمها الطاقة، بعد أن نجح في امتلاك 17 بالمائة من أسهم شركة “فرتيال” المختصة في صناعة الأسمدة، ليطمح بعد ذلك في الاستحواذ على نصيب أسهم الإسبان في هذه الشركة الممتلكة بالأغلبية من طرف سوناطراك. حداد الحاضر أيضا بقوة والفائز الأكبر بصفقات قطاع الأشغال العمومية كان يترأس قائمة رجال المال المطالبين بفتح الاستثمار في القطاعات الاستراتيجية كالنقل الجوي والبحري، للرفع من عدد شركاته التي سيعجز حاليا عن تصفيتها بعد محاصرته من الحراك الشعبي.
وسبق للمعارضة أن اتهمت رجال الأعمال والمال بالتغلغل في مفاصل الدولة وتأثيرهم على القرارات الاقتصادية والسياسية المتخذة من طرف المسؤولين والوزراء المشرفين على مختلف القطاعات، ما سمح لهم بالاستحواذ على عدد كبير من الشركات العمومية في إطار الخوصصة المعلن عنها من طرف الحكومات المتعاقبة، التي تغير عنوانها بعد ذلك دون المساس بمضمونها، لتركز خطابات المسؤولين على تشجيع الشراكة بين القطاع العام والخاص، بفتح رأسمال الشركات العمومية للخواص.
كما سمحت الامتيازات والإعفاءات الجبائية الممنوحة لعدد محدود من رجال الأعمال المقربين من المسؤولين في السلطة بتحقيق أرباح معتبرة، بعد إصدار قوانين مالية خيطت على مقاس مصالحهم، جعلتهم ينجحون في إنشاء عدد هائل من المؤسسات في العديد من القطاعات، وبالأخص في صناعة السيارات وتسويقها، بعد أن أعلن أويحيى عن قائمة مفتوحة لأربعين متعاملا اقتصاديا من أصحاب المال، رخص لهم بفتح مصانع لتركيب السيارات في الجزائر، قرار أخفق في تقليص فاتورة الاستيراد بعد أن سجلت واردات هياكل السيارات ارتفاعا قياسيا بأكثر من ثلاثة ملايير دولار سنويا.
ويبقى السؤال مطروحا إن كان رجالات النظام من المصنفين في قائمة المغضوب عليهم من الشعب الجزائري سينجحون في تجاوز سحابة الحراك الشعبي والإفلات من مقصلة الحساب قبل العقاب؟
































































ڤايد صالح: مارس يحمل للجزائريين رائحة الإخلاص

أخبار الوطن
19 مارس 2019 () - خ.د
11163 قراءة
+ -
 قال الفريق أحمد ڤايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الشعبي الوطني،اليوم الثلاثاء ،في الناحية العسكرية الثالثة ببشار،أن  شهر مارس يحمل للجزائريين رائحة العمل المخلص لله وللوطن،هو شهر الشهداء، شهر تجلت فيه الأعمال ذات المقاصد النبيلة والنيات الصافية، شهر عبر خلاله الشعب الجزائري عن مكنونه ومخزونه من كنوز الصدق في العمل والإخلاص لله والوطن، فعظم عدد الشهداء فيه بسم الله ومن أجل الوطن، وعظم إصرار المجاهدين بل وجعلوا من أنفسهم في هذا الشهر المنعرج والمحطة، مشاريع شهادة أو مشاريع نصر مبين، فاستجاب الله تعالى لذوي النوايا الحسنة، فمنهم من نال شرف الشهادة ومنهم من نال شرف النصر، فاستحق بذلك هذا الشهر المبارك بأن يكنى بشهر الشهداء وبشهر تحقيق النصر على الاستعمار الفرنسي". 






إلى الشرطة والعدالة والجمارك؟!

نقطة نظام
19 مارس 2019 () - سعد بوعقبة
9214 قراءة
+ -
شيء جميل أن تنضم قطاعات من الشرطة إلى الحراك الشعبي.!
والأجمل منه انضمام القضاة النزهاء إلى هذه الثورة الهادئة للشباب والشعب... والرائع أيضا أن يقوم رجال الجمارك بالانضمام إلى الحراك.!
العاجل اليوم أن لا تنضم قطاعات الشرطة والديوانة والعدالة إلى الحراك فرادى وفي المظاهرات الشعبية، بل العاجل هو أن تقوم الشرطة والديوانة بواسطة تواجدها على الحدود البرية والبحرية والجوية بتشديد الرقابة على تحرك الأشخاص والأموال... لأن قطعان السراق تحاول هذه الأيام الهروب وتهريب الأموال بطرق غير شرعية عبر المطارات والموانئ والحدود... وحتى عبر القاعات الشرفية للمطار، وعلى أفراد الشرطة والديوانة أن ينضموا إلى الحراك ويعبروا عن موقفهم مع الشعب جماعات وفرادى إذا اقتضى الأمر... وأن لا يتركوا هؤلاء يفرون إلى الخارج بالأموال. وعلى العدالة إذا أراد أعضاؤها الانضمام إلى الحراك أن يسهروا على منع هؤلاء من مغادرة التراب الوطني هم وأموالهم.. وعلى الموثقين الذين هم الجزء الهام من العدالة أن لا يجروا العقود وتمكين السراق من بيع ممتلكاتهم والفرار إلى الخارج... فالحالة اليوم تشبه حالة 19 مارس 1962 عند إعلان وقف القتال... وشروع الكولون في بيع ممتلكاتهم للجزائريين... التاريخ اليوم يعيد نفسه، فالكولون الجدد الذين أوصلوا البلاد بالفساد إلى هذا الوضع، يقومون اليوم ببيع ممتلكاتهم التي نهبوها من الشعب والفرار إلى الخارج؟!
على أجهزة الأمن والديوانة في المطارات والموانئ أن ينضموا إلى الحراك الشعبي بطريقة خاصة، وهي تشديد الرقابة على عائلات رموز الفساد المتواجدين في محيط الرئاسة والحكومة وفي مؤسسات البرلمان وفي الشركات الكبرى وهم معروفون بالأسماء... وعلى الشرطة والديوانة وفي مرحلة لاحقة العدالة أن يقوم أعضاء هذه الأسلاك بعمل خاص في التعامل مع هؤلاء... لأن العاجل هو أن لا تمكن هؤلاء من مغادرة البلاد بأموالهم سالمين غانمين!
هذا هو الانضمام إلى الحراك بصورة فعالة من طرف الشرطة والديوانة والعدالة... أما الانضمام إلى الحراك بالمظاهرات أمر جيد، لكنه لن تكون له الآثار المهمة مثل هذا الذي تقترحه المهمة النبيلة لهؤلاء في دعم الحراك بصون أموال الشعب ومحاربة المفسدين.
bouakba2009@yahoo.fr

الشاعرة والروائية ربيعة جلطي للنصر

كتابة الذات هي أكبر مُمارسة للحرية
في هذا الحوار، تتحدث الشاعرة والروائية ربيعة جلطي، عن الكتابة والرواية والشّعر. كما تخوض في أسئلة الكاتبة بين أنا الذات والأنا الأخرى. الأسئلة التي تؤرقها أكثر وتحتل الحيز الأكبر من مساحة إبداعاتها وانشغالاتها، وأسئلتها الإنسانية والكونية والحياتية. ومن جهة أخرى، تتناول سياقات خطاب المرأة الّذي ظل في الكِتابات الأدبية محل تأويلات ومساءلات وحتى محاكمات أخلاقيةـ إذ أنّ كِتابات المرأة تُقرأ غالبًا بعكس ما يتضمنه محتوى النص، وتُحاكم أخلاقيًا. الشاعرة التي ولجت عالم الرواية منذ العام 2010، لم تغفل الشّعر، إذ تحدثت عنه وعن عوالمه، وأفردت له بعض الحيز في هذا الحوار.
حاورتها/ نــــوّارة لــحــرش
هل تشبه الكاتبة كتاباتها؟ هل تقولها هذه الكتابات وترسمها وتزرعها وتنثـرها في النصوص والمتون، وهل الكاتبة تكتب ذاتها الأعمق، وانشغالاتها وأسئلتها الإنسانية والكونية والحياتية، وما هي أسئلة الكاتبة فيك راهنا والتي تؤرقك أكثـر وتحتل الحيز الأكبر من مساحة إبداعاتك؟
ربيعة جلطي: الكتابة الناجحة هي كالمرآة التي تُرى فيها جميع الوجوه على اختلاف تقاطيعها وملامحها وكلّ وجه يستطيع أن يتعرف على ذاته وخصوصيته، على ابتسامته وحزنه. الكتابة الناجحة الصادقة هي القادرة على صناعة وهم الأنا القارئة كشريك في الكتابة. في ظل مجتمع عربي ومغاربي لا يزال يُثمن ويعيش على حزمة من قيم الذكورية الفروسية التي تنتمي إلى الأزمنة المنقرضة حضاريًا. تجد الروائية كثيرا من الصعوبة في كتابة ذاتها بكلّ شفافية. فإذا كانت حرية الفرد الذكر مُلغاة أو مغيبة في ثقافة الكومونيتاريزم (الجمعانية الهيمنية) التي نبدع في ظلها فما بالك بالمرأة المبدعة. ولكن الروائية التي تدرك مسؤولية الكتابة تاريخيًا وجماليًا وسياسيًا عليها ألا ترضخ لمثل هذه القيم التي تنتمي إلى سُلم ثقافة العبودية. فإذا كانت المرأة العربية الكاتبة قد حققت صوتها الأدبي في مُنتصف القرن الماضي في شكله السياسي والاجتماعي الخارجي بكثير من الجُرأة الملفوفة في الخوف والتردّد فكاتبة اليوم عليها أن تسعى لتحقيق ذاتها بكلّ ما في هذه الذات من جروح وطموح.
المثقف العربي لم يتخلص من عقدة الذكورة ويسعى غالبًا إلى «تعرية» الحياة الشخصية للكاتبة
فلا إبداع بدون ذات شفافة من خلالها تتم عملية صناعة صورة للعالم. لقد ظلت مسألة كتابة الرواية السيروية قضية تحدٍ وحرية، فقبل نصف قرن كان الأدباء الرجال العرب، وفي مجتمع منحاز للذكورة ثقافة وأيديولوجية، يتحرجون من كتابة ذواتهم لأنّهم كانوا يعتبرون ذلك مسّا اجتماعيًا وأخلاقيًا بقبيلتهم التي تعيش وتعشش في رؤوسهم. إنّ الكاتب العربي امرأة كانت أو رجلاً يكتب في مجتمع يشبه المخفر الأخلاقي والسياسي، وربّما تكون قيم القبيلة الاجتماعية والرمزية هي أكثر وأقوى المؤسسات الأيديولوجية الحاضرة والمهيمنة والتي لا تزال حتى الآن تُؤثر وبقوة على مخيال المبدع العربي.
وهل تتشابه/تتماس أسئلة البدايات الأولى بأسئلة الآن والراهن التي تدرجت ربّما على النضوج أكثـر. هل هي أسئلتها الذاتية بكلّ تفرعات همومها وأحلامها أم أسئلة الإنسان بكلّ مشاغله وإشكالاته؟
ربيعة جلطي: كتابة الذات هي أكبر مُمارسة للحرية وهي في الوقت نفسه أكبر رسالة عن الحرية تكتبها الروائية إلى قرائها. وهي في الوقت نفسه تمرين لذات القارئ العربيّ على طقوس الحُرية ودخول المعاصرة بكلّ تعقيداتها. لا أستطيع أن أتعالى كريشة في الجو أترنح، أنا مشدودة إلى الكتابة عن الإنسان الّذي أقاسمه هذا العصر، عصر المكائد، وإلاّ سأشعر بالخيانة. سأخون عصري. أنا أعيش في هذا العالم أحاول أن أظل جلية البصر والبصيرة لا يفوتني ما أحياه وما يحياه الناس حولي، أنا لا أحب الأبراج العالية، علمني أبي المُثقف الرزين التواضع والإحساس بالآخر، أنا أحس بالناس بأفراحهم فأفرح لهم ومعهم، وجروحهم تؤلمني كثيرا وأعرف أوجاع البلد مثل جرح غائر في الكف أراه كلّ يوم مفتوحة العينين والعقل. ما أكتبه ليس مذكرات شخصية ولا يوميات، إنّه تأمُّل في حياتي وحياة الذين اشتركت معهم والذين لا نزال نتشارك في قيم الاتفاق وقيم الاختلاف. ورواية «الذروة» مثلا، نص في زيارة للطفولة والمراهقة والنضج، زيارة بصيغة الجمع، بكلّ ما في هذه المراحل من عذوبة ومرارة وتطلع، زيارة بدون نوستالجيا ولا وقوف على الأطلال. فـــ»الذروة» أردتها رواية المرأة المُقاومة في وجه الضحالة التي تحاول أن تسحبها إلى الحضيض، حضيض سياسي وأخلاقي. ربّما هذا ما حقق الاقتراب لها من القارئ وتورطه في عوالمها منذ صدورها.
ظل خطاب المرأة في الكِتابات الأدبية، محل تأويلات ومساءلات وحتى محاكمات أخلاقية، فمعظم ما تكتبه المرأة يتعرض للتأويل والزج به في محاكمات أخلاقية من طرف الرجل. الرجل الكاتب، الرجل الناقد، الرجل الإعلامي. يعني لم تتوقف مثل هذه المحاكمات عند القارئ العادي الّذي يظل سقفه الفني والمعرفي والنقدي أسير حيز معين ومحدود؟. ما الّذي يمكنك قوله بشأن هذه الإشكالية القديمة المتجدّدة؟
ربيعة جلطي: في هذا العالم العربيّ المُصاب بكلّ الأمراض الدينية والدموية والدنيوية، صعب ومُوجع أن يكون الإنسان امرأة وكاتبة في الوقت نفسه، كيف التملص من تاريخ طويل من الكتمان والصمت ولوحة مُبهمة لشهرزاد وحدها تحكي وسط رؤوس كثيرة مقطوعة حول مضجع شهريار، بل وفي وقتنا هذا بالذات، كيف تتحدى المرأة أسوار الكراهيات المجتمعية الذكورية كي تكون كاتبة مبدعة، بمعنى كي تكون إنسانة متميزة، والنساء يُسقن صامتات ملفوفات في أكفانهن معصوبات العينين والعقل والإرادة، محاطات بالشك والريبة في وجودهن وعقولهن وما يخبئن بين تكورات أجسادهن، الشك والريبة في خروجهن ودخولهن في حركاتهن وسكناتهن في صمتهن وكلامهن وكتاباتهن التي عادة ما تغني أناشيد الحرية والكرامة؟
وقد كتبتُ ما يشير إلى ذلك في كتابي «النبيّة» قائلة: «النقاد العرب يستقبلون ما تكتبه النساء مثلما كان يستقبل الجاهلي خبر ولادة أنثى». أقر أنّ هناك بعض الاستثناءات التي تؤكد القاعدة التي تقول إنّ المشكلة تكمن في الجذور، فالمثقف العربي لم يحاول أن يتخلص من عقدة إيديولوجيا الذكورة التي تمنحه «وهم الهيمنة» الكاذبة، وتخول له سلطة القول الفصل في ما تكتبه امرأة أنثى، سلطة «الحكم بالإعدام الأدبي». قد تكون المبدعة خجولة ولكنّها تفوقه تعليمًا وثقافة وذوقا ومعرفة ولباقة وسفرا وقراءة، وأعرَف منه باللغات وتاريخ الأقوام وأسرار اللون والموسيقى وألصق منه بالحياة وأفهم منه لها، ولكن إرث سلطته الذكورية وحس الاستبداد الّذي يتنامى عنده كشعيرات ذقنه تجعله يتبختر مستعرضًا ملاكماته الكلامية برعونة وعجرفة. (يحدث عندنا: تروي الكاتبة، وتقسم إنّها ليست سيرتها الذاتية، يتغامز الناس، ولا يصدقها أحد. يروي الكاتب، ويقسم إنّها سيرته الذاتية، يتغامز الناس، ولا يصدقه أحد.!) من كِتاب «النبيّة»/ بيروت ص 222.
ما جاء في كتاب «النبية»، يؤكد من جهة أخرى ما طرحناه في السؤال السابق، وهو أنّ كِتابات المرأة تُقرأ غالبًا بعكس ما يتضمنه محتوى النص، وتُحاكم أخلاقيًا
ربيعة جلطي: صحيح. تصبح بعض الإقترابات النقدية ذات العقلية الذكورية مِمَا تكتبه الأديبة حيلة للفرجة، فالحديث عن المرأة الكاتبة في أغلب الأحيان يتمحور حول «تعرية» حياتها الشخصية وهي لعمري طريقة وحيلة لئيمة لجلب الشهرة لــــ»الناقد»، قرأتُ لأحدهم وبالصدفة، وهو نكرة، مقالا على الإنترنيت أخرج صاحبه في ظرف استثنائي من عداد المجهولين، لم يركز فيه على النصوص بل على أسماء الكاتبات، فعهّرهن، وكفّرهن، وحمّقهن، وجرّدهن من كلّ إنسانيتهن. هذا الشخص لوى عنق الكلمات والجمل والمرفوعات والمجرورات والمنصوبات على الاختصاص، وساق الكل لمحكمته الأخلاقية واستغله بمثابة دليل إثبات جريمة الكاتبة في الخيانة والكفر والفسق والخروج عن الملة. إنّها وصفة سهلة في تحقيق الشهرة الزائفة والزائلة. إنّ القراءة التأويلية الملساء المسطحة لكلّ ما تخطه الكاتبات العربيات اللواتي بدأنّ فعلا يدهشن القارئ، تروم تحقير قدراتها وتتفيهها وحصرها في رائحة الطبخ والوطء والطبل والثرثرة.
من محور ثان فإنّ التأويل القسري لما تكتبه الأديبة العربية والمغاربية وجعله يدخل ضمن الاعترافات أو السيرة الذاتية لهو رفض ضمني من لدن المصابين بمرض أيديولوجيا الذكوروية لقدرة المرأة على الكتابة وخلق عالم متخيل، وعلى هندسة أماكنه، والتحكم في مسارات حياة شخوصه. سيرضي الغرور الذكوري الّذي يربط ما تكتبه المرأة بتفاصيل حياتها، ستبيت هي نفسها داخل الحكاية إنّها الشخصية المَحكية داخل الرواية أو داخل القصيدة وليست الخالقة للحكاية، وتتشابه في ذلك مع  كاتبات أخريات دون بصمة تفرد الأمر الّذي يكرس فكرة إنّ الإبداع ذكوري محض.
وإذا حدث وتجلى العمل الإبداعي لامرأة في أجمل حالاته، فإنّ الشك والريبة التي تحيط بها العقلية الذكورية المرأة وعقلها وذكاءها وقدراتها على الإبداع ستجد تفسيرا عاجلا لمثل هذا التفوق والتميز الإبداعي، سيبحثون عن ذكر جبار حولها زوجا أو أخا أو أبا أو عشيقا أو صديقا، ويلصقون له التهمة اللذيذة، تهمة الكتابة لها، والتاريخ الثقافي والأدبي العربي الذكوري مليء بهذه الأمثلة ولعلي أذكر هنا بحكاية قصيدة جميلة للشاعرة ولادة بنت المستكفي التي كانت على كلّ لسان في قرطبة، وحين استكثر النقاد الذكوريون عليها هذا الإنجاز الإبداعي نسبوها إلى الشاعر ابن زيدون، إنّه العالم العربيّ المريض بكلّ الأمراض الدموية والدينية مستمر من تلك الأيّام إلى هذه.
على ذكرك للشّعر، وأنت الشاعرة قبل ولوجك عالم الرواية. هل عبر الشّعر عن مآزق الفرد والحياة والإنسانية في الوطن العربي كما يجب؟، هل لهذا الشّعر دور حقيقي في الحياة، أم هو تغريد بنبرات خافتة وخارج السرب العام لهذه الحياة والإنشغالات.
ربيعة جلطي: الشّعر ديوان العرب، لعلها أكبر كذبة معرفية قالها العرب عن ثقافتهم ثمّ صدقوها مع الأسف وظلوا يتوارثونها جيلا ثقافيًا بعد جيل. أعتقد أنّ الشّعر ديوان الإنسان أينما كان وبمختلف اللغات وجميع الأقوام والثقافات. الشّعر في مفهومي الخاص واحد من عناصر تعريف الإنسان بغض النظر عن عرقه أو لغته أو دينه. لا شك في أنّ العرب وضعوا الثقافة الشّعرية والشّعر فوق كثير من تجليات المعرفة الأخرى. فقد أحبوا به وحاربوا به وقرأوه على موتاهم قبل أن يقرؤوا عليهم النصوص الدينية وعلى رأسها القرآن الكريم. إلاّ أنّ الشاعر العربي يبدو لي كما الشّعر تمامًا، يكبر دائما في جدلية علاقته مع السلطات الدينية أو السياسية، إن بشكل مباشر أو غير مباشر، فالسلطان من يحدّد اتجاه الشّعر بالرفض أو القبول. أكثر من 60 بالمائة من شعرنا مدح و20 بالمائة هجاء وما بقي موزع بين الوصف والبيانية. في اعتقادي أنّ الشّعر العربي الحقيقي بنسبة قليلة جدا يتجلى، وذلك خلال جميع حقبه المتواترة، في شِعر التصوّف وشِعر الخمريات، ففي هذين الفضائين استطاع الشّعر العربي أن يحلق وأن يحقق الشّعرية بمفهومها الفلسفي. ويمكن أن نذكر هنا بشار بن برد والحلاج والسهروردي وابن عربي في «الأشواق». وهذا ما يجعل الشّعر العربي شِعرا.
«الشعر ديوان العرب» أكبر كذبة معرفية قالها العرب وصدقوها
قال لي ذات مرّة الشاعر الجزائري البروفيسور جمال الدين بن الشيخ الذي اشتغل كثيرا على بشار بن برد، إنّه حين ترجم بعض أشعار هذا الأخير إلى الفرنسية وقرأه الفرنسيون تساءلوا قائلين: أهذا شاعر معاصر؟ إنّ حداثتكم الشّعرية تشبه وتتلاقي مع الحداثات الشّعرية العالمية. إنّ قصائد الخمريات والتصوّف، وأعتقد جازمة أنّ بينهما كثيرا من نقاط الالتقاط، استطاعت أن تنقذ الشّعر العربي الكلاسيكي من الموت بانغماس الأولى أي الخمريات في شِعرية اليومي بكلّ قوته وتجلياته ومفاجآته، بينما تعمقت الثانية في الروحي بكلّ اختراقاته ووجودياته. وإنّي على يقين أنّ يد الشِّعر التصوفي البيضاء أنقذت الشّعرية العربية حتى الآن، ومنها خرج الشعراء العرب المعاصرون والحداثيون: أدونيس ودرويش وسعدي يوسف وأمل دنقل وصلاح عبد الصبور...
هل يملك الشّعر مهمة؟ وهل أكثـر مهماته جمالية وفنية ولغوية؟
ربيعة جلطي: هل يملك الشّعر مهمة؟ دون شك للشّعر فعلٌ نخبوي من خلال تفكيك اللّغة التي يُــكتب بها. فالثورة التي تنتظر من الشّعر أولا هي تثويره للغة وثورته عليها، وإنّي لا أرى مُجددا للغة سوى الشّعر. فالشّعر، كما يقول روني شار: هو التقاء كلمات لم يكن من المتوقع لقاؤهما، وفي كيمياء اللقاء هذا تصنع الدهشة التي تحيلنا على المجتمع والذات في وجوديتهما. لا شك أنّنا نلمس تراجع وجود الشّعر بمفهومه الكلاسيكي تراجعا عالميا، إلاّ أنّه يتأكد من خلال أشكال أخرى من الوجود الجمالي والمعرفي، كالموسيقى والغناء والمسرح التجريبي والدعاية والموضة وغيرها. لا شك أيضا أنّ الشعراء الاستفزازيين الذين يعكرون النظام العام قل عددهم، لهذا فالشّعر الجديد يحتاج كذلك إلى شاعر جديد بسلوك اجتماعي ومعرفي وجمالي جديد. على الشّعر أن يخلق نماذجه من زمانه الجمالي كي يُدهش ويخلق الانتباه الثقافي والجمالي.
إنّ وسائل الإعلام استثمرت حتى الآن في صورة المغني والممثل السينمائي والرياضي ولكنّها لم تستغل بعد صورة الشاعر. أنا متأكدة أنّ الزمن القادم سيتم فيه الاستثمار في صورة الشاعر وفي النص الشّعري وسيكون دون شك إقلاع جديد للشّعر على الأقل على مستوى الاستقبال والقراءة بكلّ أشكالها المرئية والورقية والافتراضية. ولأنّ الشّعر ديوان الإنسان وملتحم بمصيره فيبدو أنّه تجاوز النقش على الحجر أو التمدّد على الرقعة أو الورق في تطوره وسيصل مع العصر الحديث لا محالة إلى التشكل على الصفحات الضوئية وغيرها من وسائل التوصيل الحديثة الأخرى.
ن/ل

مساندة ماكرون لبوتفليقة ليست بالمجان!

مال و أعمال
18 مارس 2019 () - سمية يوسفي
27871 قراءة
+ -
لا تزال فرنسا تتحكم في تموين الجزائر بالمنتجات الاستراتيجية التي تصنف في خانة أولويات احتياجات الجزائريين من قمح ودواء وبودرة حليب وحتى الغازوال، والتي تسعى باريس للحفاظ عليها، فالجزائر تبقى تمثل نحو 50 في المائة من صادرات القمح للخارج خارج نطاق الاتحاد الأوروبي، كما تعد الجزائر ضمن أهم 10 زبائن للمخابر الفرنسية منذ أكثر من 10 سنوات.
 تشير الأرقام الرسمية التي تحصلت عليها ”الخبر”، إلى ارتفاع قيمة مشتريات الجزائر من القمح خلال السنوات الأخيرة، حيث بلغت ذروتها سنة 2015 بما يعادل 927 مليون دولار، وبلغت 663 مليون أورو سنة 2017 مقابل 738 مليون أورو سنة 2016. وتكذب هذه الأرقام الخطابات المتوالية للمسؤولين في الحكومات المتعاقبة، حيث تباهى العديد منهم بتحسن المحصول الوطني من إنتاج القمح اللين الذي تجاوز الموسم الماضي، استنادا لأرقام وزير الفلاحة السابق بوعزقي، الـ 60 مليون قنطار، قال عنها إنها ستساهم في تحقيق الأمن الغذائي للجزائريين، ويلاحظ أيضا أن الميزان التجاري يسجل عجزا لغير صالح الجزائر في مبادلاته مع فرنسا على وجه العموم سنويا.

فاتورة الدواء، هي الأخرى، توجه أغلب نفقاتها إلى المخابر وشركات صناعة الأدوية الفرنسية، حيث نجحت في تصدير ما قيمته 536 مليون دولار من الأدوية سنة 2015، و 497 مليون دولار في 2016 و369 مليون دولار في 2017. الغازوال هو الآخر، لا يزال ضمن قائمة المواد الاستراتيجية التي تستوردها الجزائر من فرنسا، رغم تغني الرئيس المدير العام لسوناطراك، عبد المومن ولد قدور، بنجاعة قراره المتعلق بشراء المصفاة الإيطالية ”أوغستا”، بغرض الامتناع مستقبلا من استيراد مشتقات النفط التي كانت تشكل عبئا ثقيلا على ميزانية الدولة. وتشير الأرقام إلى استمرار ارتفاع واردات الجزائر من الغازوال الفرنسي، حيث اقتنت ما قيمته 70 مليون دولار سنة 2015، انتقلت إلى 69 مليون دولار في 2016، لتسجل ارتفاعا قياسيا سنة 2017 بما يعادل 320 مليون دولار.
فرنسا تمون الجزائر أيضا بمادة أساسية تتمثل في الحليب وبودرته ، حيث انتقلت فاتورة استيرادها من فرنسا من 54 مليون دولار في 2015 الى 44 مليون دولار (2016)، ثم الى 114 مليون دولار في 2017.

واستنادا إلى نفس الارقام، سجل حجم استثمارات فرنسا في الجزائر ارتفاعا من سنة إلى أخرى، ليتجاوز ما يعادل المليارين والنصف دولار خلال الأربع سنوات الأخيرة، وهو ما يظهر استحواذها على خمس الاستثمارات الأجنبية في الجزائر، بمعدل 19 بالمائة، دون احتساب ما تذره استثمارات القطاع الطاقوي من أرباح طائلة على الخزينة الفرنسية واستفادة المجموعات الفرنسية من مزايا خاصة، في وقت ضربت بعض الشركات الفرنسية الجزائر من الظهر في فترات أزمة، على غرار ما قامت به غاز فرنسا بخصوص المطالبة بإعادة التفاوض بشأن أسعار الغاز ومقاضاة فرع نفس الشركة ”إيديسون” لسوناطراك التي دفعت تعويضا بقيمة 300 مليون أورو، ثم جاءت الدعوى التي رفعتها ”توتال” أيضا التي انتهت بعدها باتفاق بالتراضي.

هذه الأرقام جعلت فرنسا تتموقع بقوة في الأسواق الوطنية، كما أنها تفسر انزعاجها الذي أعربت عنه مرارا، بعد تقهقر حصتها في الجزائر خلال السنوات الأخيرة، نتيجة استحواذ الشركات الصينية على نصيب منها. وهذه العوامل جعلت الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون يتحدى إرادة الشعب الجزائري في تغيير النظام، ويعلن عن مساندته الرسمية لتمديد العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة، بعد أن بارك القرارات الأخيرة للرئاسة.

في نفس السياق

تعليق الخارجية الصينية على الأوضاع في الجزائر
موسكو تحذر من التدخل الخارجي في الجزائر
مباشر: أهم أحداث اليوم
السلطة تستثمر في "التخويف" لإجهاض مسيرة الجزائريين
0
الله يرحم الشهداء
تعقيب
حميد
جريدة الخبر اشبهها بشخص متزن وطني بعيد عن التهويل حكيم في طرحه للمواضيع صادق في حبه للوطن لا يبحث عن شهرة مزيفة و لا عن احداث مكيفة بل يساهم في بناء وطن غال عزيز على قلوبنا دونما مزايدات فلكم كل التقدير و الاحترام اسرة الخبر .







مسؤولون ورجال أعمال يسارعون لتصفية أملاكهم

أخبار الوطن
18 مارس 2019 () - سمية يوسفي
91657 قراءة
+ -
عرض الوزير الأول المستقيل، أحمد أويحيى، فيلته المتواجدة بأعالي حيدرة قرب مقر الأفالان للبيع، في الوقت الذي سارع رجال الأعمال والمال المحسوبون على النظام، الأيام الأخيرة، إلى عرض ممتلكاتهم العقارية للبيع، بعد أن تعذر عليهم التصرف في ممتلكاتهم العينية من شركات وأصول منقولة تخضع لإجراءات إدارية معقدة ومطولة.
 أكدت مصادر موثوقة لـ”الخبر” أن الوزير الأول السابق، المستقيل بعد اندلاع الحراك الشعبي، يكون من المبادرين إلى بيع عقاراته في الجزائر بعد أن عرض فيلته المتموقعة في حي راق بحيدرة للبيع بسعر سيكون أضعاف أضعاف ما دفعه للخزينة العمومية عندما تنازلت له مديرية أملاك الدولة عن هذه الفيلا بسعر رمزي، وهو ما اعترف به أحمد أويحيى شخصيا في ندوة صحفية نشطها سنة 2004، في سياق التحضير للانتخابات الرئاسية التي كللت آنذاك بتمديد العهدة الثانية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
وقالت المصادر ذاتها إن سعر فيلا أويحيى الفخمة المعروضة للبيع لا يقل عن 50 مليار سنتيم، بحكم موقعها الاستراتيجي بأعالي العاصمة قريبا من مقر الأفالان، حيث كانت هذه الأخيرة مقرا لسفارة يوغوسلافيا سابقا.
وتأتي هذه التحركات لتؤكد مخاوف مسؤولين في السلطة ورجال الأعمال والمال من ارتدادات الحراك الشعبي المطالب برحيل النظام ورجالاته جميعا، لاسيما بعد رفض الشعب لتمديد العهدة الرابعة للرئيس المنتهية ولايته، عبد العزيز بوتفليقة، وتعيين وزير الداخلية السابق في حكومة أحمد أويحيى، نور الدين بدوي، كوزير أول سيشرف على المرحلة الانتقالية المقبلة. وارتبطت في السنوات الأخيرة أسماء مجموعة من رجال الأعمال بشكل واضح بمحيط الرئاسة، وفي مقدمتهم رئيس منتدى رؤساء المؤسسات، على حداد، الذي يحرص في كل المناسبات على الظهور بجنب شقيق الرئيس ومستشاره الخاص، سعيد بوتفليقة، كعلامة على الصداقة القوية التي تجمعهما. وتحول علي حداد، بفعل هذه الظروف، إلى أحد أكبر النافذين في البلاد، بتسييره لمنتدى يوظف أكثر من 40 مليار دولار في الاقتصاد الوطني، بحكم العدد الكبير للشركات الخاصة والعمومية الذي تجاوز الألف شركة أجبرت على الالتحاق بالمنتدى بتعليمات فوقية ودفع مبالغ اشتراكات سنوية معتبرة، استغل الجزء الكبير منها في تمويل الحملات الانتخابية للعهدات الأربع لبوتفليقة.
وكشفت المصادر ذاتها عن حيازة علي حداد لوحده أكثر من 30 شركة اقتصادية وتجارية وحتى إعلامية تنشط في جميع المجالات أهمها الطاقة، بعد أن نجح في امتلاك 17 بالمائة من أسهم شركة “فرتيال” المختصة في صناعة الأسمدة، ليطمح بعد ذلك في الاستحواذ على نصيب أسهم الإسبان في هذه الشركة الممتلكة بالأغلبية من طرف سوناطراك. حداد الحاضر أيضا بقوة والفائز الأكبر بصفقات قطاع الأشغال العمومية كان يترأس قائمة رجال المال المطالبين بفتح الاستثمار في القطاعات الاستراتيجية كالنقل الجوي والبحري، للرفع من عدد شركاته التي سيعجز حاليا عن تصفيتها بعد محاصرته من الحراك الشعبي.
وسبق للمعارضة أن اتهمت رجال الأعمال والمال بالتغلغل في مفاصل الدولة وتأثيرهم على القرارات الاقتصادية والسياسية المتخذة من طرف المسؤولين والوزراء المشرفين على مختلف القطاعات، ما سمح لهم بالاستحواذ على عدد كبير من الشركات العمومية في إطار الخوصصة المعلن عنها من طرف الحكومات المتعاقبة، التي تغير عنوانها بعد ذلك دون المساس بمضمونها، لتركز خطابات المسؤولين على تشجيع الشراكة بين القطاع العام والخاص، بفتح رأسمال الشركات العمومية للخواص.
كما سمحت الامتيازات والإعفاءات الجبائية الممنوحة لعدد محدود من رجال الأعمال المقربين من المسؤولين في السلطة بتحقيق أرباح معتبرة، بعد إصدار قوانين مالية خيطت على مقاس مصالحهم، جعلتهم ينجحون في إنشاء عدد هائل من المؤسسات في العديد من القطاعات، وبالأخص في صناعة السيارات وتسويقها، بعد أن أعلن أويحيى عن قائمة مفتوحة لأربعين متعاملا اقتصاديا من أصحاب المال، رخص لهم بفتح مصانع لتركيب السيارات في الجزائر، قرار أخفق في تقليص فاتورة الاستيراد بعد أن سجلت واردات هياكل السيارات ارتفاعا قياسيا بأكثر من ثلاثة ملايير دولار سنويا.
ويبقى السؤال مطروحا إن كان رجالات النظام من المصنفين في قائمة المغضوب عليهم من الشعب الجزائري سينجحون في تجاوز سحابة الحراك الشعبي والإفلات من مقصلة الحساب قبل العقاب؟
قسنطينة اليوم
#قسنطينة
هل تعلم ان هذه الأنفاق الضخمة تحت مدينة قسنطينة ...تحت أرضها ممرات و أنفاق مجهولة ومهجورة منها نوميدية ومنها رومانية و عثمانية.
الصورة تحت الحي المسمى "طريق جديدة"


Achraf Miez
مدينة فريدة من نوعها يمكنها أن تصبح وجهة سياحية عالمية تحتاج الى إلتفاتة جدية و ليس بريكولاج بمهندسين جزائريين باش يكتسبو الخبرة يا ربي يحكمو فيها 20 سنة و ليس شناوة يجو يلبزو و يروحو
أولا تنظيف واد الرمال و جعل مياهه نقية
إزالة الفضلات المتراكمة على
حواف الواد
إعادة بناء السويقة باللمسة و المعمار القديم مع انقاذ ما يمكنه انقاضه
ترميم البنايات المطلة على جسر ملاح سليمان و طلائها بلون واحد
اعادة تهيئة الأرصفة و الطرق
القضاء على البنايات العشوائية
تغيير مكان تلك الثكنة العسكرية ولما لا تحويلها لفندق تاريخي و تحويل ذلك السطح الى مقاهي و مطاعم فاخرة مطلة من على ذلك الجبل
اعادة بناء درب السياح
فتح المغارات المبنية تحت المدينة و التي تعود الى العهد النوميدي و العثماني و تهيئتها لاستقبال السياح
تدعيم الصناعات التقليدية و النحاسية و كل ما يشبه ذلك من أكلات و ملابس تقليدية و تشييد متاحف تعرف بثقافة المدينة و تاريخها
Gérer
Wafa Abbaz
Wafa Abbaz
خلال حفريات أجريت في قسنطينة اكدت وجود مدينة اثرية بكاملها تحت المدينة القديمة الحالية بها كل الفترات المحلية لسكان الاصليين لشمال إفريقيا و البونييين أي تمازج بين المحليين و الفينقيين الوافدين من الشرق و الدين اسسوا مدينة قرطاجة في تونس و النوميديين في الشرق الي كانت عاصمتها سيرتا او كيرتا و الرومان الوندال و البيزنطينيين مرورا بالدويلات الإسلامية و الخلافة العتمانية و الاستعمال الفرنسي هدا الزخم الحضاري المتعاقب على قسنطينة مخلفا ارث لا يستهان به
لكن عند مراسلتنا لمديرية الثقافة لولاية قسنطينة تحججوا ب نقص المادي و البشري البشري كائن خير ربي المادي مكانش سارقينوا و ادا كان باينة رايحين يشطحو بيه و يغنيو في حفلات لا فائدة منها
من هدا المنبر ادعوا السلطات المعنية و خاصة مديرية الثقافة الالتفات بمؤهلات المدينة و تنشيط المجال السياحي و الثقافي لها ليس من حفلات مالك حداد و الخليفة بل اعادة برمجة حفريات اترية للمواقع الهامة اعادة تاهيل للمواقع الاثرية و تنشيط الجانب السياحي و التعريف بمكتسبات المدينة
Gérer
Med Cherif Smk
Med Cherif Smk
توجد كنوز لا تعد ولا تصحى في قسنطينة.كما توجد مدينة كاملة تحت المدينة يعتقد أن تكون نوميدية او رومانية. و توجد وديان تحت المدينة فيها أسماك مضيئة نادرة يقال انها لا توجد إلا في قسنطينة و في لبنان.


تعيش ظروفا صعبة في علي منجلي بقسنطينة

تحوّلت فرحة الاستفادة من سكن اجتماعي بغرفة واحدة بعلي منجلي في قسنطينة، إلى مأساة مع  مرور السنوات ، بعد أن وجدت عائلات متعددة الأفراد نفسها داخل « أقفاص» لا تسمح بحد أدنى من شروط العيش ولا حتى بالتنفس ،  الوضع الذي أفرز حالات اجتماعية صعبة أصحابها في مأزق، كونهم استنفدوا حقهم في السكن الإجتماعي، حينما كانوا يشكلون عائلات صغيرة عام 2001 ، وهم اليوم غير قادرين على التسجيل في صيغ أخرى ، بسبب حالة الفقر التي يعيشونها.
تحقيق: حاتم بن كحول
 النصر وقفت على ظروف عيش جد قاسية   بالوحدة الجوارية 8 بالمجمع السكني 4 بعلي منجلي، أين تقع السكنات الاجتماعية ذات الغرفة الواحدة ، والتي رحل إليها  عرسان جدد   من الأكواخ القصديرية بحي نيويورك عام 2001،  أصبحوا اليوم يشكلون عائلات متعددة الأفراد.
    عند وصولنا بالقرب من مدخل البنايات التي ظهرت على عدد منها تشققات،  شاهدنا عددا كبيرا من الأطفال الصغار يلعبون وسط الأوساخ ومياه الصرف الصحي المنتشرة في المساحات المحاذية لها . حيث توجد حوالي 14 عمارة في كل واحدة منها 5 شقق ذات غرفة واحدة ،   ما يعادل   70 شقة أو بالأحرى «استوديو»  .
  قصدنا أول عمارة ،  وكان مدخلها غارقا في مياه الصرف الصحي، مع انتشار الروائح الكريهة، صعدنا إلى الطابق الأول   أين وجدنا بأن هناك  5 شقق في الطابق الواحد ،   وهو ما يفسر وجود الشقق ذات الغرفة الواحدة ، والتي تقع وسط  كل رواق ، طرقنا بابا بدا  متآكلا  ويسهل على أي شخص فتحه بمجرد دفعه بشيء من القوة، ، ولكن لم يفتح لنا أحد .
مطبخ يتحوّل إلى غرفة وحمام للطهي
واصلنا الصعود إلى الطابق الثاني ، أين لاحظنا أن عددا  كبيرا  من الزرابي لا تزال موضوعة  على الحاجز الحديدي للسلم،  رغم أننا كنا في منتصف اليوم تقريبا ، هذه المرة فتح لنا  صاحب الشقة ، و مباشرة بعد ولوجنا  إلى داخل المنزل ، تفاجأنا أن مسافة الرواق لا تتجاوز مترين، كما تجمع حولنا 4 أولاد إضافة إلى رب البيت ، والذي قال إنه سعيد  وحزين  في نفس الوقت ، سعيد لأننا سننقل معاناته عبر وسائل الإعلام لأول مرة، وحزين للظروف الصعبة التي يعيشها داخل هذا «القفص»، ولم يكن يصعب علينا أخذ نظرة شاملة عن كل زوايا المنزل في ظرف 10 ثواني نظرا لضيقه، حيث لم تكن مساحته تزيد عن 25 مترا مربعا، و أول ما شد انتباهنا تلك  الملابس المعلقة على مستوى إطارات الأبواب ،  حيث أكد لنا  الأب أنه اضطر للقيام ببعض التغييرات على الشقة ، ليس من أجل كسب الجمالية ، وإنما من أجل ربح مساحة إضافية، حيث اضطر لتحويل الحمام إلى مطبخ، فيما تم تخصيص المطبخ إلى غرفة صغيرة.
غرفة واحدة لكل الاستعمالات
الملاحظ أن مساحة المطبخ ضيقة جدا، وقد اكتفت العائلة بوضع جهاز الطبخ إضافة إلى «طابونة» ، وخزانة صغيرة معلقة   لتفادي احتلال الأواني لحيز من المكان  ، وقد اكتشفنا  على أن ما اعتقدنا أنه  مطبخ هو هو في الحقيقة عبارة عن حمام ، وذلك من خلال وجود قدر يحتوي على ماء ساخن،  قبل أن يؤكد لنا رب العائلة ذلك ، أما الغرفة المقابلة وهي الغرفة الوحيدة ، فكانت متعددة الخدمات ، حيث وضع بها   تلفاز و مكيف وثلاجة و  مدفأة ، إضافة إلى أفرشة مرمية   أرضا ، إضافة إلى سريرين وخزانة بها كتب و كراريس مدرسية ،  أما الغرفة الثانية فلا تتعدى مساحتها مترين ، وهي في الأصل مطبخ ، فقد وضع بها سرير صغير به عدد كبير من الأفرشة، وتقابله خزانة قديمة بها ملابس كل أفراد العائلة ، فيما لا يتوفر المكان على شرفات باستثناء نافذتين صغيرتين ،  وأدى ضيق المساحة إلى  وضع المدفأة بالقرب من مكان نوم الأطفال،  وهو ما يشكل تهديدا على حياتهم.
  عادل الذي يقطن  الشقة منذ 2001، عاد بالذاكرة لتلك الفترة   التي تزوج  فيها حديثا وكان يبلغ حينها 23 سنة،  قال إنه كان سعيدا ، جراء استفادته من سكن اجتماعي ، ليقطن  في شقة مستقلة مع زوجته  ، ولكنه لم يكن يتوقع أن تتحول تلك الفرحة في يوم من الأيام إلى حسرة  ، حيث حدثنا أنه وبعد مرور السنوات بدأ ينجب الأطفال، ليصل العدد إلى أربعة،  3 بنات في سن  11 و12  و18 سنة ، وابن عمره 16 سنة،  مشيرا أنه أصبح يعيش  ظروفا صعبة بسبب ضيق مسكنه.
يزوج ابنته في سن مبكرة لإخراجها من « الضيق»
 و أكد محدثنا  أنه سيضطر لتزويج ابنته في سن مبكرة، حيث قبل بأول عرض زواج وصله من أحد معارفه، وذلك بسبب الظروف التي تعيشها العائلة، وأضاف أنه بدأ يفكر في مكان إقامة الزفاف لأن منزله الضيق لا يمكن أن يستقبل الضيوف  ، وسيتحتم عليه كراء قاعة حفلات، رغم أن دخله الشهري محدود بحكم  أنه يعمل بناء عبر فترات متقطعة،  وأحيانا يدخل في  بطالة لعدة أشهر، وخاصة في فصل الشتاء.
وحول ما إذا طالب بتغيير مسكنه مقابل بيت واسع يكفيه وبقية أفراد عائلته، أكد المعني أنه وجه شكوى  إلى رئيس دائرة الخروب ، وتم تحويله إلى دائرة قسنطينة، ثم مديرية ديوان التسيير العقاري، والتي بدورها أكدت له أنه مستفيد ولا يمكن منحه مسكنا آخرا، وأضاف أنه يناشد والي قسنطينة من أجل التدخل لإيجاد حل لهذه القضية.
صالون وأثاث .. حلم الكثيرين
كما أكدت زوجة المتحدث أنها ملت من هذه الظروف التي جعلتها تتعرض لمرض نفسي، وأضافت أنها لم تسعد في حياتها، حيث حرمت من كل ما تتمناه أي امرأة، من أثاث منزلي وصالون تفتخر به أمام ضيوفها، حيث أصبحت تحرج كثيرا عند زيارة  الأقارب  لها ، كما تضطر للطبخ في ظروف صعبة ، وأنها لا تملك آلة غسيل، لعدم توفر المساحة ، فيما أوضحت أنها تضطر أيضا لتسخين المياه كلما أراد فرد من العائلة الاستحمام، لعدم وجود سخان للماء، خاصة وأن المنزل لا يحتوي على شرفة.
أما عند قدوم أحد الضيوف للمبيت عندهم، فأكدت أن أحد  الزوجين   يضطر لترك المنزل والمبيت عند أهله ، مضيفة أن أفراد عائلتها وعائلة زوجها أصبحوا لا يزورنهما لتفادي إحراجهما .
  بعمارة مجاورة، دخلنا شقة أخرى  بدا  الوضع  بها مختلفا وأكثر سوء  ،  لعدم قيام صاحبها بأي تغيير على مستوى الشقة،  حيث اكتفى بغرفة واحدة مع الحفاظ على المطبخ والحمام، فيما قسمت الغرفة الوحيدة إلى نصفين عن طريق جدار خشبي، النصف الأول خاص بالأبناء والثاني بالزوجين، وتحدثنا مع جمال صاحب البيت وأب لـ3 أبناء   مراهقين  أكبرهم بنت تبلغ من العمر 18 سنة ،  وهي مقبلة على اجتياز شهادة البكالوريا ،  بدا  المسكن  في حالة فوضى كبيرة،  وكانت الأفرشة ملقاة على الأرض ، حتى أنه لم يعد هناك أثر  لبلاط الأرضية، فيما كادت أن تخلو الغرفة من الأثاث.
وقال  جمال ، أن  أبناءه أصبحوا يعيشون معظم أوقاتهم في الشارع ،  لعدم توفر وسائل الراحة في البيت ، مما يجعلهم عرضة للآفات الاجتماعية، على غرار أبناء جل أصحاب السكنات الضيقة، وأضاف أن ابنته التي ستجتاز شهادة البكالوريا تضطر للمبيت في بيت جدها عندما يقترب موعد الامتحانات ، من أجل الدراسة ، لأنها لا تستطيع مراجعة دروسها في ظروف مشابهة، مضيفا أن أولاده رسبوا عدة مرات، كما هو الحال مع بقية أولاد الجيران نظرا للظروف التي يعيشونها .
عائلات تحدد النسل لمحدودية المساحة
 مواطن آخر قال إنه  اكتفى بإنجاب طفل  واحد فقط ، يبلغ حاليا 15 سنة ، مضيفا أنه يفضل عدم إنجاب الأطفال لأن مسكنه غير مناسب، وأوضح أن العديد من الجيران القاطنين في منازل تتوفر على غرفة واحدة قاموا بنفس الأمر بسبب السكن، فيما أخبرنا ساكن آخر وجدناه جالسا بقرب العمارة ،  أنه انفصل عن زوجته بسبب كثرة تذمرها من ضيق المسكن،  حيث يعيش 6 أفراد في غرفة واحدة ،  مشيرا أن امكانياته لم تسمح بإجراء تعديلات على الشقة.
وقال لنا جل القاطنين في هذه السكنات الضيقة  إنهم يعانون من أزمة مالية بسبب المدخول المتواضع لبعضهم وبسبب البطالة للبعض الآخر، وهو ما جعلهم لا يسددون ثمن الكراء  ، حيث أكد أحدهم أن ديوان الترقية يطالبه بدفع ما قيمته 21 مليون سنتيم، دفعة واحدة ، كما أضاف آخر أنه ملزم بدفع 12 مليون سنتيم، وهو لا يملك هذا المبلغ، وآخر  وصلت  ديونه    24 مليونا وهو مطالب بتسديدها على دفعتين، رغم أنه بطال.
 فيما قال البعض أنهم رفضوا تسديد قيمة الكراء لأن الديوان لا يقوم بعمليات الترميم و الصيانة،  و  جل السكنات مهملة وتعرضت للتآكل  وظهرت تشققات داخل الغرف و العمارات .
ديوان الترقية والتسيير العقاري
  «تغيير السكنات  من صلاحية الولاية»
أكدت المكلفة بالإعلام على مستوى مديرية ديوان الترقية والتسيير العقاري بقسنطينة، أن إجراء تحويل من سكنات ذات الغرفة الواحدة إلى أخرى أوسع ، ليس من صلاحيات  الديوان، الذي  يتحرك وفق طلب من  السلطات من خلال مراسلته عبر رئيس الدائرة، مضيفة أن أصحاب تلك السكنات يمكن لهم المقايضة ، فيما بينهم على أن يتم الاتفاق المادي بين المعنيين.
 وعن اقتحام بعض المساكن في الوحدتين الجواريتين 5 و7،    ردت المتحدثة  أن ذلك غير قانوني وسيخضع الفاعلين  للمساءلة القانونية ، على أن تكون التسوية  مقتصرة على المصالح الولائية .
أما بخصوص امتناع العديد من المستأجرين عن  دفع مستحقات  الكراء ، فقد أوضحت ذات المصدر  أنه تم  تكثيف عمليات التحسيس من أجل حث المستأجر على دفع ما عليه اتجاه  الديوان،  متطرقة إلى وجود     تسهيلات في السداد، مؤكدة أنه و بعد توجيه اعذارين  يتم اللجوء إلى القضاء للفصل.    ح/ب


الروائي رشيد بوجدرة للنصر

 تفرّغتُ للكتابة وعشتُ حياة كريمة من كتبي
مازال رشيد بوجدرة  يكتبُ  ويشاغبُ   ويركضُ ويسهر ويقرأ بلا نظارات ويسافر من قارّة إلى أخرى كبطله القديم الذي يرسل البطاقات من مختلف مدن العالم، لم تنل السنوات من حيويّته، لم تثقل خطواته ولم يتعب.  على باب الثمانين، مازال آخر الآباء المؤسسين للأدب الجزائري في حيويّة الشباب، لا يغادر زمنه الداخلي ولا يشيخ.
حاوره: سليم بوفنداسة
يؤكد رشيد بوجدرة، في هذا الحوار، أنه لن يتخلى عن عفويته وصراحته التي جلبت له الكثير من «العداوات»، كما يصرّ على مجابهة من يصفهم بزناة التاريخ، محتفظا بحقه كمثقّف في «المداخلة الاجتماعية» خارج الإبداع. كما يتحدث عن جوانب من حياته، هو الذي عاش في الكتابة.
كيف ينظر رشيد بوجدرة إلى مسيرته الروائية من علوّ ثمانين سنة؟ هل ثمة ما يزعجك؟ هل أنت نادم على أمر ما، هل أنت راضٍ؟
لم أتغيّر ولم أنزعج ولم أندم على أمر ما، في مسيرتي من علوّ 80 سنة. لكنّني لست راض على ما أبدعته في هذه الفترة الطّويلة. لم أتغير لأنّني مازلت مسكونا بطفولتي التي لم أخرج بعد منها، وهي منبع إبداعاتي.
هل مازلت تذهب إلى الرواية بنفس الشّغف القديم، شغف الإنكار و الرعن...أم أن الشغف يتغيّر بمرور السنوات؟
 نعم مازلت أذهب إلى الرواية والشعر والكتب الهجائيّة (نصوص) وكتابة السيناريو كذلك. إذن، الشغف لم يتغير بمرور السنين. وعوّض شغف السّبعينات (الإنكار، الرعن والحلزون العنيد) شغف أقوى في العشرين سنة الأخيرة، أي سنوات (معركة الزقاق وفوضى الأشياء وليليات امرأة آرق وغيرها من الروايات التي أظّن، أنها فاقت الإنكار والرعن، مثلاً، ولا ننسى رواية ألف وعام من الحنين وهي قراءة حديثة في رواية «ألف ليلة وليلة» وقد اعتبرها أنا شخصيا كالرواية –النموذج- بالنسبّة لأعمالي الأخرى.
مازال الجرح العائلي يغذي رواياتك، ألم تشف بعد هذه الرحلة الطويلة من العلاج بالكتابة؟
أجل ! لازال هذا الجرح العائلي مفتوحاً على مصراعيه وهو أساسيّ بالنسبة لإبداعي، خاصة وأنا اتفق مع التيار الحداثي الذي يركز على «الجرح الرّمزي» الذي ينعش كل مبدع وفي كل مجالات الإبداع من سينما وتشكيلي ومسرح، إلى آخره. لا إبداع ممكن بدون هذا الجرح وأكبر المبدعين في العالم، يعترفون بهذا الطابع.
لم أتغيّر ولم أندم على أمر ما
وقد كتب العالم النفساني الكبير Bruno Bettelheim وهو أمريكي الأصل وكان اختصاصيا في الأمراض العقلية عند الأطفال، في كتاب أصدره تحت عنوان «الجروح الرّمزيّة»: «إن الإبداع يتغذى من جروح المبدع التي تصيبه في سنّ الطفولة، وهي عبارة عن صدمة !». فالكتابة إذن تجعل الكاتب «يتنّفس» فقط. فهي لا تشفيه ولا تداويه. فقط تساعده على الحياة وتبعده عن الانتحار.
في جلساتك الخاصة تتحدثّ عن الأب بنوع من الإعجاب، فهو العصامي الناجح الذي كوّن ثروة من العدم، وهو الوطني الغيور على بلاده، عكس الإدانة الشديدة التي تتضمنها الروايات؟، هل تغيّرت نظرتك إلى الأب مع الزمن؟
صحيح أن أبي كان رجلاً ذكياً ومثقّفاً عصاميّاً، ووطنياً غيوراً وكان –كذلك- إقطاعياً متعصباً وإنسانا أنانياً ورجعياً متطرفاً خاصة بالنسبة للطبقة العاملة التي كانت في خدمته، وبالنسبة لزوجاته الكثيرات وقد عاملهن بالعنف والكراهية والاحتقار.
لذا فنظرتي لم تتغيّر وأصبح أبي نموذج الرجل الجزائري الحامل ذهنية رجعيّة ومتحجّرة، مثلما نراه اليوم من خلال تصرفات بعض الرجال مع النساء في بلادنا، على وجه العموم. وما يبهرني في شخصيّة الأب في رواياتي (وهو من الشخوص الأساسية) هو هذا الإنشطار. فهو كذا وكذلك !.
فنظرتي إلى الأب، إذن، لم تتغير البتّة !
 تكتب بالفرنسية وبالعربية، بصراحة في أي اللغتين ترتاح؟
أرتاح للغة الضاد ! لأنها لغة بحر وقد استفادت هذه اللغة (لغة الأمومة على كل حال !) من كل اللّغات الأخرى، (العبريّة واليونانية والمصرية القديمة والأمازيغية والفارسية والتركية) وأدخلتها في قاموسها بدون عقدة وبدون حرج. و هو ما لم تفعله اللغات الأخرى والغربية منها، خاصة الفرنسية –مثلا- لم تغتنم اللغة العربيّة عندما كانت فرنسا من أكبر الدول الاستعمارية، سابقا.
زد على ذلك، أننّي أفضّل اللّغة العربية على اللّغة الفرنسية التي أحترمها وأستمتع بها ومنها، لأننّي عندما أستعمل لغة الضاد، أشحنّها باللغة الشعبية وبالدارجة وحتى باللّغة السوقيّة، الشيء الذي لا يمكنني القيام به عندما أستعمل الفرنسية لأنني أجهل تماما الدارجة الفرنسية (L’argot).
- ترجمتَ أغلب رواياتك من الفرنسية إلى العربية والعكس، كيف تعيش الترجمة ككاتب، هل يتعلّق الأمر بإعادة كتابة أم أنك تُخلص للنصّ الأول؟
أنا لا أترجم ولكن أعيد الكتابة، خاصّة وأن المترجمين معروفون «بالخيّانة»، فما بالك عندما يكون الكاتب هو الذي يترجم نفسه. «فخيانة الكاتب» معترف بها ومقبولة وهناك بعض الكتّاب العالميين  أمثال Tolstoï وBeckett، الذين دافعوا عن حقهم في «الخيانة» لأن النصّ نصهم وهم أدرى بكيفيّة ترجمته بتحسين الكتابة وإضافة بعض العوامل وحذف بعض المقاطع وإدخال المزيد من الدّقة في بنية العمل الإبداعي، الروائي عندما يترجم نفسه يحاول  تصحيح وتجميل النصّ الأصلي مثلا، عندما ترجمت روايتي الثانية «L’insolation» تحت عنوان :»الرّعن»، بدأت في تثخين النص بدءًا بالعنوان نفسه. لأن كلمة «الرّعن» كلمة قديمة و جاحظية المنبع و لها وقع أكبر من كلمة «L’insolation» الفرنسية. وكما قلت آنفا استعملت في هذه الرواية اللّغة السوقية ووضعتها في فم الأطفال أثناء حفل الختان ولم يكن ذلك مجانا. الأطفال في هذه الرواية يستعملون ألفاظاً فاحشةً لأنّهم يعيشون حالة خوف شديد. وجاءت هذه اللقطات بليدة باللغة الفرنسية، لذا كان علي أن أخون النص الأصلي وأن أزيد في الطين بلة واللغة العربية فصيحة من هذا المجال وكذلك لغة الفاحشة.
أرتاح في العربيّة أكثر لأنها واسعة ولأنها لغة الأمومة
 أنت من الكتاب القلائل في الجزائر الذين تفرغوا للكتابة، ونجوا من إكراهات الوظيفة، هل يستطيع الكاتب في بلد كبلادنا العيش من الكتابة؟
 نعم تفرغت للكاتبة منذ سنة 1972، سنتان بعد صدور روايتي الأولى (الإنكار) سنة 1970. وأعترف أنني عشتُ عيْشاً كريماً وقد بيعت كتبي بالملايين، كما أنها ترجمت إلى 49 لغة أجنبية.
وزد على ذلك، أننّي أصبحت كاتب سيناريو منذ سنة 1974، عندما وضعت سيناريو «سنوات الجمر» للأخضر حمينة، كما اشتغلت في هذا المجال مع أحمد راشدي وفاروق بلوفة وغيرهم من المخرجين الجزائريين. كذلك، أنجزت عدة سيناريوهات مع مخرجين أجانب (إيطاليا، بلجيكا وفرنسا).
وخلاصة القول  أننّي الكاتب الجزائري الوحيد والفريد من نوعه الذي عاش مدة 45 سنة بمؤلفاته. وذلك يدل على المقروئية الضخمة التي ساعدتني على التفرغ للكتابة وللكتابة فقط.
 جرّت عليك العفوية في الحديث و إعلان المواقف الكثير من المشاكل، ألم تتعلّم الحيلة بعد؟
 العفوية فضيلة ! وعكس العفوية: النفاق والكذب. أنا لا أنافق ولا أكذب. صحيح أننّي أعلنت مرارا عن مواقفي رغم أنها جرت علي الكثير من المشاكل، ومازلت على هذه السيرة وسأواصل، لأنني لا أتاجر بالمواقف لأنّ ضميري يمنعني عن ذلك. ومن خلال هذه الصراحة، فأنا أقوم بدوري كمثقف، يستعمل المداخلة الإجتماعية لأن أدبي ليس بالأدب الملتزم على عكس ما كان يدافع عنه J.Paul Sartre. وذلك لأنني مهووس بالحداثة الإبداعية وأرفض أن تكون الرواية –مثلا- مجرد منشور سياسي، بل بالعكس !.
 البعض يتهمونك بالصداميّة، خصوصا بعد إعلان مواقفك من بعض الكتاب: صنصال، داود، باشي...هل من الضروريّ أن يهاجم الكاتبُ أو يدافع؟
 لا، لا يتهمونني بالصدامية وإنما يخافون من صراحتي. وقد أصبحت الصراحة في بعض الأوساط المثقفة  ضرباً من العنف والغيرة وقد ألصق البعض هذه الصفة بكل ما أقول. إن المحيط العام عند هذه الفئة وخاصّة عند البعض منها وهم أقلية «ساحقة» ولها نفوذ كبير في نفس الأوساط. وأنا لم أنتقد هؤلاء الكتاب في كتاب «زناة التاريخ» من منظور إبداعاتهم وإنما من منظور التاريخ الجزائري الذي عاثوا فيه فسادًا وحرفوه، فأصبحت أعمالهم مجرّد دعاية سياسية لصالح «الآخر»، وذلك لأن هذا القوم مصابٌ «بكراهية الذات» وقد أعلن على هذا المرض العضال Frantz Fanon سنة 1958 في كتابه «المعذبون في الأرض». وقد تنبأ هذا العالم الفذ لهذه الظاهرة المرضيّة عقوداً قبل أن تتفشى في المجتمع، ذلك أن مجتمعنا يعيش الآن أزمة كبيرة، بعد خمسين عاما تقريبا بعد الاستقلال. لم أصدم أحداً ولم أنتقد أي رواية أو عمل قدمه أمثال بوعلام صنصال وكمال داود وسليم باشى ووسيلة طمزالي وغيرهم من الزناة الذين حرفوا التاريخ وزوروه لكسب رضا المستعمر القديم (أي فرنسا) وقد سمى Frantz Fanon هذه العاهة «بعقدة المستعمر»، أرفض أن يكذب بوعلام صنصال كذبا مبرحا في رواية «قرية الألماني» حيث وصف جيش التحرير بالجيش النازي ! وأرفض تشبيهه لحادثة نيس بعملية «ميلك بار»، أرفض أن يشتم كمال داود الفلسطينيين أثناء حرب غزة ويصرح للصحافة الفرنسية أن قصف غزة وأموات غزة واغتيال أكثر من 600 طفل غزوي، لا يهمه البتة. كما أرفض أن يذهب صنصال إلى إسرائيل ويضع «الكيبا» على رأسه ويبكي أمام جدار النحيب في القدس.
أعيد كتابة رواياتي خلال الترجمة
إذن، أنا لم أنتقد الأعمال وإنما تصرفات هؤلاء الأشخاص ومواقفهم السياسية بالنسبة لقضايا مقدسة. أما بالنسبة لسليم باشي، وهو الآن موظف سامي في الدولة الفرنسية ويشغل منصب مدير المراكز الثقافية الفرنسية الموزعة في العالم بأسره. بعد أن تحصل على الجنسية الفرنسية ويقول و»يبرّح» إن الجزائر دولة شمولية وكليانيّة (Totalitaire) وهذا غير صحيح. و من حقي أن أشهّر بهؤلاء الأشخاص وقد قضيت حياتي وأنا في المعارضة، إذ انخرطت في الحزب الشيوعي الجزائري منذ 1962، سنة الاستقلال بعدما التحقت في سن 17 سنة بالمقاومة الوطنية وبجيش التحرير. و بقيت إلى الآن أدافع عن مواقفي واعترف بشيوعيتي وبمبادئ العدالة الاجتماعية وأناضل ضد الرأسمالية المتطرفة وضد العولمة وضد الإمبريالية التي هدمت العراق وسوريا وليبيا، إلخ.
وقد نال كتاب «زناة التاريخ» نجاحا كبيرا وحصل على مبيعات هائلة لأنه أعطى للأغلبية الصامتة صوتاً. ذلك أن الوطنية في بلادنا لازالت قوية وأساسية. وقد أسميتُ هذا الكتاب بالهجاء ! متذكرًا الفرزدق وأبي تمام وVoltaire وZola الذين اتخذوا مواقف مشرّفة بالنسبة لبعض القضايا الحساسة.
المبدع هو كذلك مواطن يهتم بوطنه ومجتمعه وقد كتبت أنا أكثر من 50 مصنفا، انتقدت فيها المجتمع الجزائري المتحجر وقد وصفت التاريخ الوطني وتاريخ ثورة حرب التحرير، من منظور نقدي ونزيه تطغى عليه النزاهة وحب الوطن وحب هذا الشعب الجزائري العظيم ! من كتب مصنّف Fis De La Haine أثناء العشرية السوداء؟ من كتب رواية «شجر الصبار» حول موضوع اغتيال عبان رمضان؟ من كتب «معركة الزقاق»؟ ومن كتب «فوضى الأشياء»، وهي تعالج ثورة أكتوبر 1988. أنا الذي كتب كل هذه الروايات وهي تضرب في الصميم كل الإنحرافات السياسية التي عرفتها بلادنا. عندما أصدرت «حقد الفيس» (Fis De La Haine) كنت مهددا بالموت من طرف الظلاميين آنذاك، أي سنة 1994 في أوج الإرهاب. من هو الكاتب الذي فعل مثلي آنذاك؟ لا أحد لمن ينادي.
لم أنتقد أعمال «زناة التاريخ» ولكن  تصرّفاتهم و مواقفهم السيّاسيّة
وفي آخر المطاف فإنه من الضروري ومن الواجب أن يهاجم الكاتب ما يراه ظلما وأن يدافع على ما يراه حقا. والآن أريد أن أضيف  اسم أمين الزاوي إلى قائمة «زناة التاريخ» لأنه هاجمني في استجواب صدر في جريدة Le Soir D’algerie بتاريخ 19 فيفري 2019. وقال أقوالا كاذبة واتهمني بالغيرة وصرح –علنا- أنه يوافق كمال داود و بوعلام صنصال وغيرهم.
وفي الحقيقة اسمه الحاج أمين الزاوي، وذلك أنه قبل دعوة رسمية للحجّ مجّاناً، وجهت لثلاثين مثقّفا، قبل 27 منهم ، ورفض هذه «الهدية» ، كل من المرحوم الطاهر وطار والممثلة الكبيرة بيونة وأنا، يفسّر أمين الزاوي «غيرتي» بعدم تحصلي على جوائز غربية ولا عربية وهذا كذب مباح، ولا بأس أن أذكره ببعض الجوائز التي حصلتُ عليها، ففي فرنسا حصلتُ على جائزة  les enfant terribles  سنة1970   وتسلمت الجائزة من يدي الشاعر الكبير جون كوكتو ، ثم تحصلت سنة 1979 عند صدور «ألف وعام من الحنين» على القلم الذهبي لأحسن رواية في السنة، وتحصلت على جائزة الرواية الأكثر شعبية في فرنسا عن رواية «شجر الصبار» في 2010 ، وحصلت على أكبر جائزة تمنح لكاتب أجنبي في إيطاليا سنة 1986 وتحصلت على جوائز في روسيا وألمانيا وبيروت ونيجيريا (الجائزة القارية لأكبر كاتب إفريقي) وأخيرا صدر في روسيا كتاب تحت عنوان: «عبقرية رشيد بوجدرة في الأدب المعاصر» وبهذه المناسب سأزور روسيا في جولة تدوم شهرين وتشمل 12 مدينة (بداية من يوم أمس الإثنين)
فضلا عن الجوائز التي فازت بها أفلام وضعت لها السيناريو، كالسعفة الذهبية لفيلم وقائع سنوات الجمر (كان 1975)، جائزة الدب الذهبي في موسكو لفيلم «علي في بلاد السراب» لأحمد راشدي سنة 1988 والتانيت الذهبي لفيلم «نهلة» لفاروق بلوفة. ردي بالنسبة لهذا التهجم أن أمين الزاوي، يسعى منذ زمن طويل إلى الحصول على منصب وزير. إذ لم يشف من خيبته عندما طٌرد من المكتبة الوطنية. وبموقفه هذا يريد أمين الزاوي أن يدخل في عصابة زناة التاريخ لسبب واحد: الانتهازية ولسبب آخر: إصابته بعقدة المستعمر وكراهية الذات. فهو يجري وراء الكرسي وأنا –بالعكس- رفضت الكراسي والوزارات منذ عهدة الشاذلي بن جديد الذي عرض علي وزارة الثقافة ورفضت وفي عهدة اليامين زروال الذي عرض وزارة الثقافة كذلك، ورفضت.
أما بالنسبة لأعماله فبدون تعليق..
 أين يكتب رشيد بوجدرة عادةً ومتى؟
أكتب في بيتي، أي في مكتبي. وأكتب بسرعة فائقة، أي بين أسبوع (الروايات القصيرة: الحلزون العنيد، تيميمون، ليليات إمرأة آرق، مثلا) وأسبوعين للروايات متوسطة الحجم ( الإنكار، الرعن، فندق سان جورج، شجر الصبار، ضربة جزاء، مثلا) وشهر للروايات الضخمة:( ألف وعام من الحنين، معركة الزقاق، فوضى الأشياء، المرث، مثلا) لكنني أحمل مشروع كل رواية فترة طويلة وذلك مدة سنوات (من سنة إلى خمس سنوات) ثم عندما تنتظم الرواية، أكتبها بسرعة فأنزوي في بيتي وأكتب طيلة اليوم، أي من الساعة الخامسة صباحاً إلى الساعة العاشرة ليلاً، دون أي انقطاع.
عشتُ طيلة حياتي معارضاً  ورفضتُ المناصب التي عرضت عليّ
  عشت مترحلاً بين عدّة أمكنة، من عين البيضاء إلى قسنطينة، ثم تونس قبل أن تجوب العالم، ما هي أمكنتك المفضّلة والحميمة، قسنطينة مثلاً حاضرة في نصوصك، لكنها قسنطينة القديمة، قسنطينة شجرة التوت والعمّة الغاضبة التي تطارد الأطفال، الصوّر القديمة لا زالت تسكنك واستعصت عن التحديث؟
هذا صحيح، أنا وصفت مدينة قسنطينة في كل كتبي وصحيح كذلك أنني وصفتها كما أتذكرها عندما كنت أقطن فيها في حي سيدي مبروك. و لعلّ سبب هذا هو انبهاري بالمدينة التي عرفتها وأنا طفل ثم وأنا مراهق. كلّ أعمالي تستند على الذاكرة وخاصة الذاكرة التي لازالت تسكنني وهي ذاكرة الطفولة والمراهقة. وإلى الآن أنا أحبذ المدينة القديمة  على المدينة الحديثة لأنها جميلة ولها مراجع هندسية لا تعادل المدينة الجديدة. خاصّة وأن الأحياء التي كنت أتجول فيها انهارت «ورابت». فأين القصبة التي عرفتها وأنا صبي؟ وأين رحبة الصوف؟ وأين رحبة الجمال؟ وأين؟ وأين؟ ولعل كل هذا راجع إلى الحنين. فأنا إنسان مسكون بالحنين وأرى في هذه الظاهرة منبعا كبيرًا للكتابة. صحيح أن المدينة تغيّرت وتحسنت في السنوات الأخيرة وعلى الكتّاب الشباب أن يعرّفوا بهذه الهندسة الجديدة.
 الكثير من القراء لا يعرفون أن جذورك تمتد إلى ولاية جيجل، وبالضبط إلى دوار بوطناش قرب الشقفة؟
صحيح ! وبالفعل فإن أصولي من جهة الأب ومن جهة الأم كذلك تمتدّ إلى ولاية جيجل وبالضبط إلى دوار «بوطناش» قرب الشقفة حيث لا تزال عائلة بوجدرة تقطن وأغلبيتها من الفلاحين الذين يفلحون الأرض ويعتنون بحقول الزيتون والتين والخضروات والعنب، إلخ... لكننّي لم أقض الكثير من الوقت في هذه المنطقة التي أزورها من حين إلى آخر.
- «ميشال» رفيقة دربك، احتملتك طيلة العمر وآمنت بتجربتك الأدبية وأحبّت الجزائر ودافعت عنها، كيف تنظر إلى هذه الرفقة؟ وهل حقا أنك زوج «صالح»؟
حقيقة «ميشال» زوجتي ورفيقة دربي الاجتماعي والأدبي والسياسي كذلك. وقد حمتني ودافعت عن غريزة الكتابة فيّ وشجعتني على التفرغ لها، لأنها كانت متيقنة أنني كنت موهوباً وقادراً على تقديم عمل هام في مجال الرواية. وقد أحبّت الجزائر، أيضاً، حيث التحقت بالمقاومة الوطنية وهي لم تبلغ بعد 14 سنة.
زوجتي حمتني وشجعتني على التفرّغ للكتابة
أنظر إلى هذه الرفقة بنوع من الحنان والحنين «والخيبة» كما يقول المصريون. هل أنا زوج صالح؟ لا يمكنني الرد على هذا السؤال، لكنني أعترف أن زوجتي رافقتني مدة 55 سنة بدون تقصير وبدون شك. وقد وصفتها منذ الرواية الأولى حتى الرواية الأخيرة.
 بوجدرة الكاتب يخفي الفنان التشكيلي ولا يسمح له بالظهور، هل تستطيع الألوان قول ما لا تقوله الكتابة، ولماذا تخفي لوحاتك؟
بالنسبة لهذه القضية، فأنا متردد. أرسم عند المحن (وخاصة محنة العشرية السوداء !) ولم أرد ورفضت عرض أعمالي لأنني متيقن أن الإبداع واحد وفريد من نوعه. فلا يمكن للمبدع أن يبدع في مجال الكتابة والفن التشكيلي. لذا أنا أوظف كثيرا الفن التشكيلي في روايتي وخاصة في الرواية الأخيرة «السلب» التي نشرت  هذه الأيام في دار الساقي ببيروت وسوف تصل إلى الجزائر عما قريب. ذلك أن الشخص الأساسي في هذه الرواية هو الرسام العالمي Albert Marquet الذي أتى إلى الجزائر سنة 1927 وتزوج من جزائرية  وقضى حياته في بلادنا حتى وافته المنية سنة 1947. وبقيت زوجته في الجزائر وعاشت فيها حتى وافتها المنية سنة 1971. وقبل وفاتها قدمت للدولة الجزائرية إرث زوجها من لوحات ومنزل وورشة، لكن هذا الإرث استحوذ عليه موظف مرتشي... وهذا موضوع رواية «السلب» !

الروائي رشيد بوجدرة للنصر

 تفرّغتُ للكتابة وعشتُ حياة كريمة من كتبي
مازال رشيد بوجدرة  يكتبُ  ويشاغبُ   ويركضُ ويسهر ويقرأ بلا نظارات ويسافر من قارّة إلى أخرى كبطله القديم الذي يرسل البطاقات من مختلف مدن العالم، لم تنل السنوات من حيويّته، لم تثقل خطواته ولم يتعب.  على باب الثمانين، مازال آخر الآباء المؤسسين للأدب الجزائري في حيويّة الشباب، لا يغادر زمنه الداخلي ولا يشيخ.
حاوره: سليم بوفنداسة
يؤكد رشيد بوجدرة، في هذا الحوار، أنه لن يتخلى عن عفويته وصراحته التي جلبت له الكثير من «العداوات»، كما يصرّ على مجابهة من يصفهم بزناة التاريخ، محتفظا بحقه كمثقّف في «المداخلة الاجتماعية» خارج الإبداع. كما يتحدث عن جوانب من حياته، هو الذي عاش في الكتابة.
كيف ينظر رشيد بوجدرة إلى مسيرته الروائية من علوّ ثمانين سنة؟ هل ثمة ما يزعجك؟ هل أنت نادم على أمر ما، هل أنت راضٍ؟
لم أتغيّر ولم أنزعج ولم أندم على أمر ما، في مسيرتي من علوّ 80 سنة. لكنّني لست راض على ما أبدعته في هذه الفترة الطّويلة. لم أتغير لأنّني مازلت مسكونا بطفولتي التي لم أخرج بعد منها، وهي منبع إبداعاتي.
هل مازلت تذهب إلى الرواية بنفس الشّغف القديم، شغف الإنكار و الرعن...أم أن الشغف يتغيّر بمرور السنوات؟
 نعم مازلت أذهب إلى الرواية والشعر والكتب الهجائيّة (نصوص) وكتابة السيناريو كذلك. إذن، الشغف لم يتغير بمرور السنين. وعوّض شغف السّبعينات (الإنكار، الرعن والحلزون العنيد) شغف أقوى في العشرين سنة الأخيرة، أي سنوات (معركة الزقاق وفوضى الأشياء وليليات امرأة آرق وغيرها من الروايات التي أظّن، أنها فاقت الإنكار والرعن، مثلاً، ولا ننسى رواية ألف وعام من الحنين وهي قراءة حديثة في رواية «ألف ليلة وليلة» وقد اعتبرها أنا شخصيا كالرواية –النموذج- بالنسبّة لأعمالي الأخرى.
مازال الجرح العائلي يغذي رواياتك، ألم تشف بعد هذه الرحلة الطويلة من العلاج بالكتابة؟
أجل ! لازال هذا الجرح العائلي مفتوحاً على مصراعيه وهو أساسيّ بالنسبة لإبداعي، خاصة وأنا اتفق مع التيار الحداثي الذي يركز على «الجرح الرّمزي» الذي ينعش كل مبدع وفي كل مجالات الإبداع من سينما وتشكيلي ومسرح، إلى آخره. لا إبداع ممكن بدون هذا الجرح وأكبر المبدعين في العالم، يعترفون بهذا الطابع.
لم أتغيّر ولم أندم على أمر ما
وقد كتب العالم النفساني الكبير Bruno Bettelheim وهو أمريكي الأصل وكان اختصاصيا في الأمراض العقلية عند الأطفال، في كتاب أصدره تحت عنوان «الجروح الرّمزيّة»: «إن الإبداع يتغذى من جروح المبدع التي تصيبه في سنّ الطفولة، وهي عبارة عن صدمة !». فالكتابة إذن تجعل الكاتب «يتنّفس» فقط. فهي لا تشفيه ولا تداويه. فقط تساعده على الحياة وتبعده عن الانتحار.
في جلساتك الخاصة تتحدثّ عن الأب بنوع من الإعجاب، فهو العصامي الناجح الذي كوّن ثروة من العدم، وهو الوطني الغيور على بلاده، عكس الإدانة الشديدة التي تتضمنها الروايات؟، هل تغيّرت نظرتك إلى الأب مع الزمن؟
صحيح أن أبي كان رجلاً ذكياً ومثقّفاً عصاميّاً، ووطنياً غيوراً وكان –كذلك- إقطاعياً متعصباً وإنسانا أنانياً ورجعياً متطرفاً خاصة بالنسبة للطبقة العاملة التي كانت في خدمته، وبالنسبة لزوجاته الكثيرات وقد عاملهن بالعنف والكراهية والاحتقار.
لذا فنظرتي لم تتغيّر وأصبح أبي نموذج الرجل الجزائري الحامل ذهنية رجعيّة ومتحجّرة، مثلما نراه اليوم من خلال تصرفات بعض الرجال مع النساء في بلادنا، على وجه العموم. وما يبهرني في شخصيّة الأب في رواياتي (وهو من الشخوص الأساسية) هو هذا الإنشطار. فهو كذا وكذلك !.
فنظرتي إلى الأب، إذن، لم تتغير البتّة !
 تكتب بالفرنسية وبالعربية، بصراحة في أي اللغتين ترتاح؟
أرتاح للغة الضاد ! لأنها لغة بحر وقد استفادت هذه اللغة (لغة الأمومة على كل حال !) من كل اللّغات الأخرى، (العبريّة واليونانية والمصرية القديمة والأمازيغية والفارسية والتركية) وأدخلتها في قاموسها بدون عقدة وبدون حرج. و هو ما لم تفعله اللغات الأخرى والغربية منها، خاصة الفرنسية –مثلا- لم تغتنم اللغة العربيّة عندما كانت فرنسا من أكبر الدول الاستعمارية، سابقا.
زد على ذلك، أننّي أفضّل اللّغة العربية على اللّغة الفرنسية التي أحترمها وأستمتع بها ومنها، لأننّي عندما أستعمل لغة الضاد، أشحنّها باللغة الشعبية وبالدارجة وحتى باللّغة السوقيّة، الشيء الذي لا يمكنني القيام به عندما أستعمل الفرنسية لأنني أجهل تماما الدارجة الفرنسية (L’argot).
- ترجمتَ أغلب رواياتك من الفرنسية إلى العربية والعكس، كيف تعيش الترجمة ككاتب، هل يتعلّق الأمر بإعادة كتابة أم أنك تُخلص للنصّ الأول؟
أنا لا أترجم ولكن أعيد الكتابة، خاصّة وأن المترجمين معروفون «بالخيّانة»، فما بالك عندما يكون الكاتب هو الذي يترجم نفسه. «فخيانة الكاتب» معترف بها ومقبولة وهناك بعض الكتّاب العالميين  أمثال Tolstoï وBeckett، الذين دافعوا عن حقهم في «الخيانة» لأن النصّ نصهم وهم أدرى بكيفيّة ترجمته بتحسين الكتابة وإضافة بعض العوامل وحذف بعض المقاطع وإدخال المزيد من الدّقة في بنية العمل الإبداعي، الروائي عندما يترجم نفسه يحاول  تصحيح وتجميل النصّ الأصلي مثلا، عندما ترجمت روايتي الثانية «L’insolation» تحت عنوان :»الرّعن»، بدأت في تثخين النص بدءًا بالعنوان نفسه. لأن كلمة «الرّعن» كلمة قديمة و جاحظية المنبع و لها وقع أكبر من كلمة «L’insolation» الفرنسية. وكما قلت آنفا استعملت في هذه الرواية اللّغة السوقية ووضعتها في فم الأطفال أثناء حفل الختان ولم يكن ذلك مجانا. الأطفال في هذه الرواية يستعملون ألفاظاً فاحشةً لأنّهم يعيشون حالة خوف شديد. وجاءت هذه اللقطات بليدة باللغة الفرنسية، لذا كان علي أن أخون النص الأصلي وأن أزيد في الطين بلة واللغة العربية فصيحة من هذا المجال وكذلك لغة الفاحشة.
أرتاح في العربيّة أكثر لأنها واسعة ولأنها لغة الأمومة
 أنت من الكتاب القلائل في الجزائر الذين تفرغوا للكتابة، ونجوا من إكراهات الوظيفة، هل يستطيع الكاتب في بلد كبلادنا العيش من الكتابة؟
 نعم تفرغت للكاتبة منذ سنة 1972، سنتان بعد صدور روايتي الأولى (الإنكار) سنة 1970. وأعترف أنني عشتُ عيْشاً كريماً وقد بيعت كتبي بالملايين، كما أنها ترجمت إلى 49 لغة أجنبية.
وزد على ذلك، أننّي أصبحت كاتب سيناريو منذ سنة 1974، عندما وضعت سيناريو «سنوات الجمر» للأخضر حمينة، كما اشتغلت في هذا المجال مع أحمد راشدي وفاروق بلوفة وغيرهم من المخرجين الجزائريين. كذلك، أنجزت عدة سيناريوهات مع مخرجين أجانب (إيطاليا، بلجيكا وفرنسا).
وخلاصة القول  أننّي الكاتب الجزائري الوحيد والفريد من نوعه الذي عاش مدة 45 سنة بمؤلفاته. وذلك يدل على المقروئية الضخمة التي ساعدتني على التفرغ للكتابة وللكتابة فقط.
 جرّت عليك العفوية في الحديث و إعلان المواقف الكثير من المشاكل، ألم تتعلّم الحيلة بعد؟
 العفوية فضيلة ! وعكس العفوية: النفاق والكذب. أنا لا أنافق ولا أكذب. صحيح أننّي أعلنت مرارا عن مواقفي رغم أنها جرت علي الكثير من المشاكل، ومازلت على هذه السيرة وسأواصل، لأنني لا أتاجر بالمواقف لأنّ ضميري يمنعني عن ذلك. ومن خلال هذه الصراحة، فأنا أقوم بدوري كمثقف، يستعمل المداخلة الإجتماعية لأن أدبي ليس بالأدب الملتزم على عكس ما كان يدافع عنه J.Paul Sartre. وذلك لأنني مهووس بالحداثة الإبداعية وأرفض أن تكون الرواية –مثلا- مجرد منشور سياسي، بل بالعكس !.
 البعض يتهمونك بالصداميّة، خصوصا بعد إعلان مواقفك من بعض الكتاب: صنصال، داود، باشي...هل من الضروريّ أن يهاجم الكاتبُ أو يدافع؟
 لا، لا يتهمونني بالصدامية وإنما يخافون من صراحتي. وقد أصبحت الصراحة في بعض الأوساط المثقفة  ضرباً من العنف والغيرة وقد ألصق البعض هذه الصفة بكل ما أقول. إن المحيط العام عند هذه الفئة وخاصّة عند البعض منها وهم أقلية «ساحقة» ولها نفوذ كبير في نفس الأوساط. وأنا لم أنتقد هؤلاء الكتاب في كتاب «زناة التاريخ» من منظور إبداعاتهم وإنما من منظور التاريخ الجزائري الذي عاثوا فيه فسادًا وحرفوه، فأصبحت أعمالهم مجرّد دعاية سياسية لصالح «الآخر»، وذلك لأن هذا القوم مصابٌ «بكراهية الذات» وقد أعلن على هذا المرض العضال Frantz Fanon سنة 1958 في كتابه «المعذبون في الأرض». وقد تنبأ هذا العالم الفذ لهذه الظاهرة المرضيّة عقوداً قبل أن تتفشى في المجتمع، ذلك أن مجتمعنا يعيش الآن أزمة كبيرة، بعد خمسين عاما تقريبا بعد الاستقلال. لم أصدم أحداً ولم أنتقد أي رواية أو عمل قدمه أمثال بوعلام صنصال وكمال داود وسليم باشى ووسيلة طمزالي وغيرهم من الزناة الذين حرفوا التاريخ وزوروه لكسب رضا المستعمر القديم (أي فرنسا) وقد سمى Frantz Fanon هذه العاهة «بعقدة المستعمر»، أرفض أن يكذب بوعلام صنصال كذبا مبرحا في رواية «قرية الألماني» حيث وصف جيش التحرير بالجيش النازي ! وأرفض تشبيهه لحادثة نيس بعملية «ميلك بار»، أرفض أن يشتم كمال داود الفلسطينيين أثناء حرب غزة ويصرح للصحافة الفرنسية أن قصف غزة وأموات غزة واغتيال أكثر من 600 طفل غزوي، لا يهمه البتة. كما أرفض أن يذهب صنصال إلى إسرائيل ويضع «الكيبا» على رأسه ويبكي أمام جدار النحيب في القدس.
أعيد كتابة رواياتي خلال الترجمة
إذن، أنا لم أنتقد الأعمال وإنما تصرفات هؤلاء الأشخاص ومواقفهم السياسية بالنسبة لقضايا مقدسة. أما بالنسبة لسليم باشي، وهو الآن موظف سامي في الدولة الفرنسية ويشغل منصب مدير المراكز الثقافية الفرنسية الموزعة في العالم بأسره. بعد أن تحصل على الجنسية الفرنسية ويقول و»يبرّح» إن الجزائر دولة شمولية وكليانيّة (Totalitaire) وهذا غير صحيح. و من حقي أن أشهّر بهؤلاء الأشخاص وقد قضيت حياتي وأنا في المعارضة، إذ انخرطت في الحزب الشيوعي الجزائري منذ 1962، سنة الاستقلال بعدما التحقت في سن 17 سنة بالمقاومة الوطنية وبجيش التحرير. و بقيت إلى الآن أدافع عن مواقفي واعترف بشيوعيتي وبمبادئ العدالة الاجتماعية وأناضل ضد الرأسمالية المتطرفة وضد العولمة وضد الإمبريالية التي هدمت العراق وسوريا وليبيا، إلخ.
وقد نال كتاب «زناة التاريخ» نجاحا كبيرا وحصل على مبيعات هائلة لأنه أعطى للأغلبية الصامتة صوتاً. ذلك أن الوطنية في بلادنا لازالت قوية وأساسية. وقد أسميتُ هذا الكتاب بالهجاء ! متذكرًا الفرزدق وأبي تمام وVoltaire وZola الذين اتخذوا مواقف مشرّفة بالنسبة لبعض القضايا الحساسة.
المبدع هو كذلك مواطن يهتم بوطنه ومجتمعه وقد كتبت أنا أكثر من 50 مصنفا، انتقدت فيها المجتمع الجزائري المتحجر وقد وصفت التاريخ الوطني وتاريخ ثورة حرب التحرير، من منظور نقدي ونزيه تطغى عليه النزاهة وحب الوطن وحب هذا الشعب الجزائري العظيم ! من كتب مصنّف Fis De La Haine أثناء العشرية السوداء؟ من كتب رواية «شجر الصبار» حول موضوع اغتيال عبان رمضان؟ من كتب «معركة الزقاق»؟ ومن كتب «فوضى الأشياء»، وهي تعالج ثورة أكتوبر 1988. أنا الذي كتب كل هذه الروايات وهي تضرب في الصميم كل الإنحرافات السياسية التي عرفتها بلادنا. عندما أصدرت «حقد الفيس» (Fis De La Haine) كنت مهددا بالموت من طرف الظلاميين آنذاك، أي سنة 1994 في أوج الإرهاب. من هو الكاتب الذي فعل مثلي آنذاك؟ لا أحد لمن ينادي.
لم أنتقد أعمال «زناة التاريخ» ولكن  تصرّفاتهم و مواقفهم السيّاسيّة
وفي آخر المطاف فإنه من الضروري ومن الواجب أن يهاجم الكاتب ما يراه ظلما وأن يدافع على ما يراه حقا. والآن أريد أن أضيف  اسم أمين الزاوي إلى قائمة «زناة التاريخ» لأنه هاجمني في استجواب صدر في جريدة Le Soir D’algerie بتاريخ 19 فيفري 2019. وقال أقوالا كاذبة واتهمني بالغيرة وصرح –علنا- أنه يوافق كمال داود و بوعلام صنصال وغيرهم.
وفي الحقيقة اسمه الحاج أمين الزاوي، وذلك أنه قبل دعوة رسمية للحجّ مجّاناً، وجهت لثلاثين مثقّفا، قبل 27 منهم ، ورفض هذه «الهدية» ، كل من المرحوم الطاهر وطار والممثلة الكبيرة بيونة وأنا، يفسّر أمين الزاوي «غيرتي» بعدم تحصلي على جوائز غربية ولا عربية وهذا كذب مباح، ولا بأس أن أذكره ببعض الجوائز التي حصلتُ عليها، ففي فرنسا حصلتُ على جائزة  les enfant terribles  سنة1970   وتسلمت الجائزة من يدي الشاعر الكبير جون كوكتو ، ثم تحصلت سنة 1979 عند صدور «ألف وعام من الحنين» على القلم الذهبي لأحسن رواية في السنة، وتحصلت على جائزة الرواية الأكثر شعبية في فرنسا عن رواية «شجر الصبار» في 2010 ، وحصلت على أكبر جائزة تمنح لكاتب أجنبي في إيطاليا سنة 1986 وتحصلت على جوائز في روسيا وألمانيا وبيروت ونيجيريا (الجائزة القارية لأكبر كاتب إفريقي) وأخيرا صدر في روسيا كتاب تحت عنوان: «عبقرية رشيد بوجدرة في الأدب المعاصر» وبهذه المناسب سأزور روسيا في جولة تدوم شهرين وتشمل 12 مدينة (بداية من يوم أمس الإثنين)
فضلا عن الجوائز التي فازت بها أفلام وضعت لها السيناريو، كالسعفة الذهبية لفيلم وقائع سنوات الجمر (كان 1975)، جائزة الدب الذهبي في موسكو لفيلم «علي في بلاد السراب» لأحمد راشدي سنة 1988 والتانيت الذهبي لفيلم «نهلة» لفاروق بلوفة. ردي بالنسبة لهذا التهجم أن أمين الزاوي، يسعى منذ زمن طويل إلى الحصول على منصب وزير. إذ لم يشف من خيبته عندما طٌرد من المكتبة الوطنية. وبموقفه هذا يريد أمين الزاوي أن يدخل في عصابة زناة التاريخ لسبب واحد: الانتهازية ولسبب آخر: إصابته بعقدة المستعمر وكراهية الذات. فهو يجري وراء الكرسي وأنا –بالعكس- رفضت الكراسي والوزارات منذ عهدة الشاذلي بن جديد الذي عرض علي وزارة الثقافة ورفضت وفي عهدة اليامين زروال الذي عرض وزارة الثقافة كذلك، ورفضت.
أما بالنسبة لأعماله فبدون تعليق..
 أين يكتب رشيد بوجدرة عادةً ومتى؟
أكتب في بيتي، أي في مكتبي. وأكتب بسرعة فائقة، أي بين أسبوع (الروايات القصيرة: الحلزون العنيد، تيميمون، ليليات إمرأة آرق، مثلا) وأسبوعين للروايات متوسطة الحجم ( الإنكار، الرعن، فندق سان جورج، شجر الصبار، ضربة جزاء، مثلا) وشهر للروايات الضخمة:( ألف وعام من الحنين، معركة الزقاق، فوضى الأشياء، المرث، مثلا) لكنني أحمل مشروع كل رواية فترة طويلة وذلك مدة سنوات (من سنة إلى خمس سنوات) ثم عندما تنتظم الرواية، أكتبها بسرعة فأنزوي في بيتي وأكتب طيلة اليوم، أي من الساعة الخامسة صباحاً إلى الساعة العاشرة ليلاً، دون أي انقطاع.
عشتُ طيلة حياتي معارضاً  ورفضتُ المناصب التي عرضت عليّ
  عشت مترحلاً بين عدّة أمكنة، من عين البيضاء إلى قسنطينة، ثم تونس قبل أن تجوب العالم، ما هي أمكنتك المفضّلة والحميمة، قسنطينة مثلاً حاضرة في نصوصك، لكنها قسنطينة القديمة، قسنطينة شجرة التوت والعمّة الغاضبة التي تطارد الأطفال، الصوّر القديمة لا زالت تسكنك واستعصت عن التحديث؟
هذا صحيح، أنا وصفت مدينة قسنطينة في كل كتبي وصحيح كذلك أنني وصفتها كما أتذكرها عندما كنت أقطن فيها في حي سيدي مبروك. و لعلّ سبب هذا هو انبهاري بالمدينة التي عرفتها وأنا طفل ثم وأنا مراهق. كلّ أعمالي تستند على الذاكرة وخاصة الذاكرة التي لازالت تسكنني وهي ذاكرة الطفولة والمراهقة. وإلى الآن أنا أحبذ المدينة القديمة  على المدينة الحديثة لأنها جميلة ولها مراجع هندسية لا تعادل المدينة الجديدة. خاصّة وأن الأحياء التي كنت أتجول فيها انهارت «ورابت». فأين القصبة التي عرفتها وأنا صبي؟ وأين رحبة الصوف؟ وأين رحبة الجمال؟ وأين؟ وأين؟ ولعل كل هذا راجع إلى الحنين. فأنا إنسان مسكون بالحنين وأرى في هذه الظاهرة منبعا كبيرًا للكتابة. صحيح أن المدينة تغيّرت وتحسنت في السنوات الأخيرة وعلى الكتّاب الشباب أن يعرّفوا بهذه الهندسة الجديدة.
 الكثير من القراء لا يعرفون أن جذورك تمتد إلى ولاية جيجل، وبالضبط إلى دوار بوطناش قرب الشقفة؟
صحيح ! وبالفعل فإن أصولي من جهة الأب ومن جهة الأم كذلك تمتدّ إلى ولاية جيجل وبالضبط إلى دوار «بوطناش» قرب الشقفة حيث لا تزال عائلة بوجدرة تقطن وأغلبيتها من الفلاحين الذين يفلحون الأرض ويعتنون بحقول الزيتون والتين والخضروات والعنب، إلخ... لكننّي لم أقض الكثير من الوقت في هذه المنطقة التي أزورها من حين إلى آخر.
- «ميشال» رفيقة دربك، احتملتك طيلة العمر وآمنت بتجربتك الأدبية وأحبّت الجزائر ودافعت عنها، كيف تنظر إلى هذه الرفقة؟ وهل حقا أنك زوج «صالح»؟
حقيقة «ميشال» زوجتي ورفيقة دربي الاجتماعي والأدبي والسياسي كذلك. وقد حمتني ودافعت عن غريزة الكتابة فيّ وشجعتني على التفرغ لها، لأنها كانت متيقنة أنني كنت موهوباً وقادراً على تقديم عمل هام في مجال الرواية. وقد أحبّت الجزائر، أيضاً، حيث التحقت بالمقاومة الوطنية وهي لم تبلغ بعد 14 سنة.
زوجتي حمتني وشجعتني على التفرّغ للكتابة
أنظر إلى هذه الرفقة بنوع من الحنان والحنين «والخيبة» كما يقول المصريون. هل أنا زوج صالح؟ لا يمكنني الرد على هذا السؤال، لكنني أعترف أن زوجتي رافقتني مدة 55 سنة بدون تقصير وبدون شك. وقد وصفتها منذ الرواية الأولى حتى الرواية الأخيرة.
 بوجدرة الكاتب يخفي الفنان التشكيلي ولا يسمح له بالظهور، هل تستطيع الألوان قول ما لا تقوله الكتابة، ولماذا تخفي لوحاتك؟
بالنسبة لهذه القضية، فأنا متردد. أرسم عند المحن (وخاصة محنة العشرية السوداء !) ولم أرد ورفضت عرض أعمالي لأنني متيقن أن الإبداع واحد وفريد من نوعه. فلا يمكن للمبدع أن يبدع في مجال الكتابة والفن التشكيلي. لذا أنا أوظف كثيرا الفن التشكيلي في روايتي وخاصة في الرواية الأخيرة «السلب» التي نشرت  هذه الأيام في دار الساقي ببيروت وسوف تصل إلى الجزائر عما قريب. ذلك أن الشخص الأساسي في هذه الرواية هو الرسام العالمي Albert Marquet الذي أتى إلى الجزائر سنة 1927 وتزوج من جزائرية  وقضى حياته في بلادنا حتى وافته المنية سنة 1947. وبقيت زوجته في الجزائر وعاشت فيها حتى وافتها المنية سنة 1971. وقبل وفاتها قدمت للدولة الجزائرية إرث زوجها من لوحات ومنزل وورشة، لكن هذا الإرث استحوذ عليه موظف مرتشي... وهذا موضوع رواية «السلب» !

مباشر: أهم أحداث اليوم

أخبار الوطن
19 مارس 2019 () - الخبر
الصورة: حمزة كالي "الخبر"
56730 قراءة
+ -
17:18  شهدت شوارع ميلة اليوم مسيرة حاشدة للأطباء العموميين و الخواص و الشبه الطبيين، و الصيادلة و البياطرة، الذين خرجوا بقوى لدعم الحراك الشعبي و مساندة الشعب في انتفاضته السلمية للمطالبة بالتغيير.
المسيرة شارك فيها العنصر النسوي بقوة و ازين شوارع ميلة باللون الأبيض لون مآزر الأطباء كما رفع المتظاهرون لافتات و شعارات معبرة عن التغيير، على غرار "الجزائر حرة ديمقراطية" "لا للتمديد" وشعارات أخرى ألفها الشارع الجزائري.
و قد جاب المتظاهرون من الأطباء شوارع مدينة ميلة على مسافة قاربت 5 كيلومتر انطلاق من ساحة عين الصياح و التجمع أمام مقر الولاية ثم العوجة من جديد لنقطة الانطلاقة قبل إنهاء المسيرة، التي مرت في هدوء تام و تحت تغطية إمنية اخترافية.
16:58 تأكد بشكل رسمي تأجيل دورة المجلس الشعبي الولائي لولاية الجلفة التي كان  من المفروض ان تبدأ أشغالها بعد غد الخميس إلى أجل غير مسمى  وحسب المعلومات التي تحصلت عليها الخبر أون لاين  فان قرار التأجيل جاء بسبب تخوف السلطات الولائية خاصة والي الجلفة ورئيس المجلس الشعبي الولائي من أن يلقى انعقاد الدورة احتجاجات من طرف المواطنين والذين سبق وان صرحوا للخبر بأنهم يرفضون انعقاد الدورة لان هناك أمورا اكبر واهم من القضايا  التي سيتم مناقشتها وان الموقف يحتم على كل المنتخبين ضرورة الخروج إلى الشارع والالتحاق بالحراك في اقرب وقت مضيفين ان المنتخبين أمام فرصة  تاريخية قد لا تتكرر
16:30 تعليق الخارجية الصينية على الأوضاع في الجزائر === هنا
16:00 خمسة أحزاب تطلق مبادرة "التكتل من أجل الجمهورية الجديدة"   
أطلقت خمسة أحزاب سياسية، اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة مبادرة أسمتها "التكتل من أجل الجمهورية الجديدة" تؤكد من خلالها تمسكها  بضرورة "استمرار المسار الانتخابي وتدعو إلى حل البرلمان بغرفتيه واستخلافه بمجلس تأسيسي".
وفي ندوة صحفية، أعلن ممثلو كل من الحزب الوطني الجزائري، الحزب الوطني الحر، جبهة الحكم الراشد، جبهة النضال الوطني وحركة الانفتاح عن ميلاد "التكتل من أجل الجمهورية الجديدة" وهي مبادرة تقترح من خلالها "احترام إرادة الشعب الذي طالب خلال المسيرات السلمية باحترام الدستور والتمسك باستمرار المسار الانتخابي".
كما اقترحت الأحزاب الخمسة، من خلال هذه المبادرة، "حل البرلمان بغرفتيه وتعويضه بمجلس تأسيسي يشرف على تسيير الفترة الانتقالية وتوكل له مهمة صياغة الدستور الجديد، إعداد قانون الانتخابات وقانون المفوضية العليا لتنظيم ومراقبة الانتخابات".
وثمنت الأحزاب في السياق نفسه المسيرات السلمية الشعبية التي تشهدها البلاد منذ الـ22 فبراير، مشيدين بـ"الوعي السياسي الذي أثبته الشعب الجزائري".
وأكدوا بالمناسبة "دعمهم للإرادة الشعبية الطامحة للتغيير بما يحفظ المصلحة العليا للبلاد ورفضهم لمحاولات التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي للبلاد مهما كانت الظروف والمبررات".
15:33 خرج صباح اليوم الأطباء ومنتسبو الشبه الطبي في مسيرة حاشدة انطلاقا من مقر المركز الاستشفائي الجامعي "الدكتور عبد القادر حساني" بسيدي بلعباس صوب ساحة "أول نوفمبر" بوسط المدينة حيث رفعوا شعارات رافضة لتمديد عهدة الرئيس.
والتحق بساحة الحراك أساتذة التعليم العالي ومحامين وفنانين إضافة إلى مهندسين معماريين وغيرهم  للتعبير عن رغبتهم في إحداث التغيير ما عجل بتحول الساحة العمومية إلى "فسيفساء" ضمت جل التخصصات والأطياف خاصة بعد أن تشكلت هناك تجمعات أشبه بورشات عملت من خلالها بعض الوجوه المعروفة على التعبير عما يجول بخاطرها على غرار ما كان مع الفنان المسرحي المعروف عبد القادر جريو الذي سرعان مع اهتزت له الساحة بعد استلامه للميكروفون.
وكانت عقارب الساعة تشير إلى حدود الساعة منتصف النهار إلا 20 دقيقة حينما أسدل الستار عن التجمع ، قبل أن يلجأ شباب من مختلف الأعمار والتخصصات إلى تنظيم حلقة فسح من خلالها المجال أمام الكل للتعبير عما يجول في خاطره حول تواصل الحراك الشعبي.
وكان في تلك الأثناء العشرات من المنتسبين إلى قطاع "بريد الجزائر"  - غير بعيد عن ساحة أول نوفمبر - بصدد تنظيم وقفة للتعبير علنا عن دعمهم اللامشروط للحراك الشعبي أمام بوابة المقر المركزي للبريد بسيدي بلعباس.


15:17 خرج اليوم العشرات من الأطباء العموميين والخواص وأعوان شبه الطبي بمدينة معسكر في مسيرة حاشدة وسلمية جابت مختلف شوارع المدينة للمطالبة برحيل النظام وزمرته مرددين شعارات كلها ضد الرئيس المنتهية عهدته على غرار "جزائر حرة ديمقراطية" " لا للتمديد ولا للتلميع ..ولا للتأجيل نريد التغيير"، " الصحة لا تريد بوتفليقة والسعيد"، " أفالان ديڤاج"، "مكانش الخامسة يا بوتفليقة"، " نعم للجمهورية ولا للمملكة " وبعدها تجمع المحتجون في ساحة الأمير عبد القادر وسط حضور مكثف لعناصر أعوان الأمن الذين أطروا المسيرة السلمية.

14:54 أعلن منتدى رؤساء المؤسسات عن عقد اجتماع للمجلس التنفيذي نهاية هذا الشهر، هذا الاجتماع من المرجح أن يدعو لعقد جمعية عامة استثنائية يتم بموجبها الإطاحة برئيس المنتدى، علي حداد.
جرى اليوم اجتماع بمقر المنتدى بحضور رئيسه وهو الاجتماع الذي قرر الذهاب إلى لقاء آخر للمجلس التنفيذي نهاية الشهر.


14:40 نظم اليوم عدد من القضاة و أمناء الضبط وعشرات المحامين بولاية سعيدة وقفة احتجاجية أمام مجلس قضاء سعيدة، أعربوا فيها عن موقفهم ومساندتهم اللامشروطة للحراك الشعبي وأنهم ضد التمديد و تكريس دولة الحق والقانون حسب تصريحاتهم وهذا بالموازاة مع عيد النصر، حيث ردد المحامون القضاة هتافات"لا لخرق الدستور" و"نعم لعدالة مستقلة" " لا لتمديد نعم لتغيير".
من جهة أخرى خرج الأطباء والممرضين المنتسبين للصحة الجوارية في مسيرة وتوقفت أمام مقر ولاية سعيدة ثم أمام مستشفى أحمد مدغري رافضين التمديد والحالة التي وصل إليها قطاع الصحة. كما تجمهر المواطنون بساحة الأمير عبد القادر بوسط مدينة سعيدة مرددين نفس الشعارات الرافضة لتمديد والتدخل الأجنبي والمراوغة في ظل المطالب الواضحة لجزائريين .


13:32 نظم عمال القطاع الصحي بولاية تيسمسيلت المنضوين تحت لواء النقابة الوطنية للشبه الطبي مسيرة سلمية دعما للحراك الشعبي، انطلقت المسيرة صباح اليوم، من أمام المؤسسة الاستشفائية لتيسمسيلت، واتجهت صوب الشوارع الرئيسية للمدينة ثم عادت أدراجها ردد فيها المحتجون شعارات مناهضة للنظام ورفعوا شعارات عدة منها " سنسير.. سنسير حتى يحدث التغيير" و"لا للتمديد ولا للتأجيل" وغيرها.


13:18 عاشت مدينة ڨالمة ، اليوم ، مسيرات حاشدة لمختلف أسلاك الصحة من أطباء وشبه طبيين وإداريين وعمال مهنيين ، وقطاع الصيادلة والطلبة الجامعيين ومواطنين، رفضا لتمديد عهدة الرئيس بوتفليقة المنتهية ولايته، واستمرار الوجوه القديمة للنظام ، ممثلة في شخص بدوي ولعمامرة ، حسبما حملته هتافات ولافتات المشاركين في المسيرة ، التي تزامنت مع عيد النصر.
  وقد انطلقت أولى المسيرات من أمام مقر مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات للولاية ، حيث انطلق الأطباء بوقفة أمام مقر المديرية ، أنشدوا خلالها النشيد الوطني الجزائري ، ثم ردّدوا عدّة شعارات على غرار" أطباء ڤالمة غاضبون ، للتمديد رافضون"، "لا لعهدة بالوكالة ، الجزاير فيها رجالة"، "بركات بركات،،عندنا مؤسسات، بركات بركات عندنا كفاءات".
وبالمكان نفسه، وصلت مسيرة حاشدة لطلبة جامعة 08 ماي 1945 ، التي نظمت تزامنا مع عيد النصر، لتشتدّ الحشود أكثر في مسيرات للطلبة والمواطنين والأطباء والصيادلة والعمال المهنيين لقطاع الصحة.


14:09 خرج اليوم  الأطباء وشبه الطبيين  العاملين بمختلف  القطاعات الصحية  والمصحات والصيادلة الخواص في مسيرة حاشدة ، انطلقت من أمام  مديرية الصحة  لولاية سكيكدة ، وجابت  حي الإخوة عباشي، وشارع بشير بوقدوم  وشارع ديدوش مراد وصولا إلى ساحة أول نوفمبر 1954 .
 ممارسو الصحة رفعوا خلال المسيرة جملة من الشعارات المناهضة  لتمديد العهدة الرابعة  والمطالبة  بإسقاط النظام ولا لتجديد نفسه من جديد، ونعم لتأسيس الجمهورية الثانية ، وتسليم المشعل للشباب ،الذي يستطيع بناء جزائر حرة مستقلة في إطار مبادئ ديننا الحنيف وبيان نوفمبر 1954 ،وأن الشعب الجزائري وفي لعهد الشهداء .


13:59 دعا رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إلى مقاطعة مباراة المنتخب الوطني المرتقبة أمام نظيره الغامبي على ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة الجمعة القادم.
وتداول رواد "الفايسبوك "،حملة تحت وسم " #خليه_فارغ "، وتتزامن المباراة مع حراك جديد يوم الجمعة.
يذكر أن الداربي العاصمي بين مولودية الجزائر واتحاد العاصمة سبقته حملة مشابهة لقيت تجاوبا كبيرا من طرف الجماهير العاصمية.


13:50 التقت مسيرات الأطباء بالأساتذة الجامعيين أمام مقر ولاية وهران، قادمتين من شرق ووسط المدينة. بينما خرج المحامون للمرة الثانية إلى ساحة المجلس القضائي الجديد. وعبروا هم بدورهم عن رفضهم للمساس بقوانين الجمهورية.
وقد جرت مسيرتا السلك الطبي التي شارك فيها ثلاثة أجيال من الأطباء، من المتقاعدين إلى الكهول والشباب، ومشى معهم الصيادلة والنفسانيون، وجراحو الأسنان، الذين يشتغلون في القطاعين العمومي والخاص بالإضافة إلى شبه الطبيين. واستجابوا كلهم إلى نداء عمادة الأطباء التي تقدم رئيسها في منظمة وهران الدكتور محمد بشير بقادة الموكب. بينما التقى الأساتذة الجامعيون في جامعة العلوم والتكنولوجيا محمد بوضياف ومشوا راجلين إلى غاية مقر ولاية وهران.


13:35 رد رئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس ،عن رسالة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ،عبر صفحته في الفايسبوك وقال إن رسالة بوتفليقة يائسة و ميؤوسة، و ستكون هذه جديرة كل الجدارة بالمكانة الدنيئة التي سيخصها بها التاريخ لانفرادها بأعلى مستويات الاستذلال و الازدراء في حق الشعب الجزائري
 وأضاف :"إن رسالة 18 مارس تجاوزت كل حدود الاستفزاز والتحدي، وقال بن فليس:" فبعد أن داس الدستور والقوانين وبعد أن أخضع كل مؤسسات الجمهورية لنفس الإهانة هاهو النظام السياسي القائم والقوى غير الدستورية التي صنعت منه رهينة لها يقف في وجه أقوى منه وهو الشعب الجزائري و يتجرأ على محاولة إركاعه وإخضاع سيادته و إرادته إلى ذات التصرف المهين و المشين".

وأضاف بن فليس قائلا: " إن القوى غير الدستورية مصرة على تنفيذ مشروعها اليائس وهي تنسب إلى رئيس غائب الرسالة الأخيرة التي ضمَّنتها إرادة في المضي قدما في محاولة فرض خريطة طريق مشبوهة ومرفوضة ومنبوذة وهي خريطة الطريق التي لا يصدقها أحد و لا يؤمن بها أحد و لا يرى فيها أحد المخرج الآمن من أزمة النظام القائم و الأداة الكفيلة بفك الانسداد المتولد عنها".

13:30 خرج اليوم جمع من الأطباء الخواص والأخصائيين العاملين بعاصمة ولاية المدية في مسيرة سلمية داعمة للحراك الشعبي،انطلاقا من مدخل مستشفى محمد بوضياف، نحو مقر الولاية. المحتجون هتفوا للتغيير ضد التمديد والتجديد بعبارات " جزائر حرة ديمقراطية..الطبيب يريد تغيير النظام".


13:25 خرج أساتذة جامعة طاهري محمد ببشار متوجهين إلى مقر الولاية، وعابرين الشوارع الحيوية في البلدية، رافعين شعارات رافضة للتمديد، ومتبرئة من كل جهة تشارك في الندوة التي دعت لها السلطة.
وبشعارات مكتوبة وأخرى رددها المشاركون في المسيرة حملت عبارات "احترموا إرادة الشعب" ، "لا ندوة لا تمثيل إلا بعد الرحيل" و " لا لفبركة الممثلين" وغيرها من التعابير التي حملها الأساتذة الذين قرّروا تأسيس لجنة خاصة لتسيير الحراك وأطلق عليها اسم "خلية تنسيق حراك أساتذة جامعة بشار".


13:20 خرج اليوم، ببسكرة المئات من المعلمين والأساتذة إلى الشارع و نظموا مسيرة سلمية شاركهم فيها التلاميذ من أجل مساندة الحراك الشعبي الرافض للتمديد و من أجل رحيل النظام الحالي.
الأساتذة الذين قاطعوا مقاعد الدراسة تجمعوا أمام مديرية التربية رافعين مختلف الشعارات الرافضة للتأجيل والتمديد، ثم ساروا في مسيرة جابت أكبر محاور المدينة منها المرور عبر نفق الألف سكن و طريق الزعاطشة وشارع الأمير عبد القادر و وصولا إلى ساحة الحرية حيث هتفوا بمختلف الهتافات التي تدين النظام ومطالبين برحيل الوجوه الحالية وخصوا بالذكر وزير التربية نورية بن غبريت. و في كلمته قال البرلماني مسعود عمراوي " لا للخامسة ، لا للتمديد ، لا لتوريث الحكم ، نعم لجزائر ديمقراطية عصرية متحضرة ."



13:14 خرج اليوم بالجلفة الأطباء والصيادلة من القطاعين العمومي والخاص وكذا مستخدمي القطاع الصحي من إداريين وعمال في وقفة أمام  مديرية الصحة رفضا للتمديد رافعين شعارات " نحن مع الحراك " الرحيل ..الرحيل .. وأكد الأطباء والصيادلة أنهم مع الإرادة الشعبية التي طالبت ولا تزال تطالب برحيل السلطة.  


12:57 اعتبر وزير الإعلام والدبلوماسي سابقا، عبد العزيز رحابي، أن تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف،اليوم الثلاثاء، أمر غير ودي وغير مقبول.
وقال رحابي على حسابه في تويتر ،"روسيا بلد صديق وحليف، ولا يجب أن تتدخل في شؤوننا الوطنية، بتأييد خطة بوتفليقة لضرب استقرار الجزائر ".

12:50 نظم اليوم مجموعة من الأطباء وقفة احتجاجية أمام مديرية الصحة والسكان لولاية تيبازة بعنوان " ترحلو يعني ترحلو" مطالبين برحيل النظام، ورفعوا لافتات دونوا عليها شعارات رافضة لتمديد بوتفليقة لعهدته الرئاسية .
وندد الأطباء في الوقفة الاحتجاجية بـ" المافيا" مرددين عبارات " المافيا ديڤاج " و " سيستام ديڤاج "، كما رفعوا يافطات كبيرة كتبوا عليها " احترام إرادة الشعب" "مرحلة انتقالية سلمية وديمقراطية" ولا فتات أخرى من جملة ما دون عليها " احترام الدستور ..لا لحكم الجماعة " و" حرروا الجزائر"،"نعم لدولة الحق والقانون" و" الطبيب ما يمل ما يحمل الذل".
من جهتهم ، نظم محامو منظمة البليدة وقفة احتجاجية أمام مجلس قضاء تيبازة  بمناسبة عيد النصر، طالبوا فيها النظام بالاستجابة لمطالب الشعب واحترام الدستور والرحيل. كما رفع المحامون المشاركون في الوقفة شعارات " لا لخرق الدستور " ،"نعم لاستقلالية القضاء و" لا لمصادرة إرادة الشعب".


12:35 الأطباء والطلبة يحتشدون بساحة البريد المركزي.


12:13 نفى الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي والوزير الأول السابق، أحمد أويحيى، مغادرة الجزائر ولا حتى التفكير في الاستقرار بالخارج، كما نفى بيع فيلته الفخمة، وجاء هذا ردا على مقال صادر اليوم في "الخبر" تحدث عن أنباء بيع الفيلا الفخمة في حيدرة.
وقال البيان الصادر عن التجمع الوطني الديمقراطي، اليوم الثلاثاء، أن "أحمد أويحيى، الذي فضل سنة 1993 ترك منصبه كسفير ليلتحق بأرض الوطن لخدمة الجزائر، وعدم مغادرته لها طوال سنوات المأساة الوطنية، ليس بالشخص الذي يفكر اليوم في هجرة بلده الذي لا بديل عنه". 

12:03 نظم صباح اليوم عمال وطلبة مركز التكوين المهني والتمهين عزوزي عبد القادر في آفلو بالأغواط مسيرة ووقفة دعم للحراك الشعبي، حيث رفعوا شعارات تطالب بالتغيير و ترفض تمديد العهدة الرابعة وتدعو إلى رص الصفوف بين كل الجزائريين  ونبذ كل عوامل الفرقة في هذا الحراك لتحقيق المطالب المرفوعة . 


11:56 خرج صباح اليوم الثلاثاء إلى الشارع عشرات العمال لمؤسسة سونلغاز ووحداتها البلدية بالوادي وكذا منتسبي السلك الطبي والصيدلاني من القطاعين العام والخاص في وقفة سلمية للتظاهر ضد تمديد عهدة الرئيس بوتفليقة وتضامنا مع الحراك الشعبي.
وقد تجمع هؤلاء في ساحة الشهيد حمه لخضر بوسط المدينة للتعبير عن مطالبهم المتمثلة في التغيير الجذري لنظام الحكم ورفض تمديد عهدة الرئيس. وقبل الوقفة، قام عمال مؤسسة سونلغاز بمسيرة سلمية من مقر المديرية المركزية وإلى غاية ساحة الشهيد حمه لخضر وهم يحملون لافتات ويرددون عدة شعارات منها " يسقط النظام الفاسد" و "لا للتمديد" و" يا واشنطن يا باريس أحنا نعين الرئيس" و" لا رئيس بالوكالة الجزائر فيها الرجالة" وغيرها. كما التحق منتسبو السلك الطبي من صيادلة وأطباء عامين وخواص بالحراك الشعبي حيث توافدوا من كل أنحاء الولاية إلى ساحة الشهيد حمه لخضر. وقد صدحت أصوات هؤلاء بالعديد من الشعارات ضد التمديد ونظام الحكم الحالي منها " لا لحكم العصابات" و " العصابة ترحل" و "لا تأجيل لا تمديد نريد التجديد" و "لا للفاسدين" وغيرها.



11:52 نظم، اليوم، عمال وموظفو قطاع الصحة في تيارت، مسيرة سلمية حاشدة، تعبيرا عن رفضهم لتمديد عهدة الرئيس ومحاولة الالتفاف على مطالب الحراك الشعبي. انطلقت المسيرة من المؤسسة الاستشفائية لأمراض العيون و الحنجرة مرورا بمبنى الولاية أين توقفت لمدة قصيرة قبل أن تتوجه إلى نفق "الريجينة" نحو مقر المديرية الولاية للصحة والسكان رافعين شعارات مناوئة للسلطة.

11:40 أعلنت  اللجنة الوطنية لنقابة الجمارك المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للعمال الجزائريين، انضمامها للحراك الشعبي.
وقالت اللجنة في بيان لها،أمس الإثنين ، "أن اللجنة الوطنية لنقابة الجمارك تساند وتؤيد التغيير السلمي البناء والتغيير إلى الأحسن لمصلحة وأمن شعبها ، إذ نذكر نحن كعمال وعاملات إدارة الجمارك أننا أبناء الشعب ونزكي المطلب الشعبي".

11:34 مرور الطلبة بنفق موريس أودان


11:28 نظم صباح اليوم المئات من أعوان الإدارة المحلية بولاية البويرة مسيرتهم السلمية التي انطلقت من ساحة الوئام من أمام دار الثقافة مرورا بالعديد من الشوارع الرئيسية لبلدية البويرة وصولا إلى مقر الولاية  للتنديد بالتمديد المطالبة بضرورة الاستماع لقرار الشعب من أجل جزائر جديدة.
وقد شل أعوان الإدارة المحلية أغلب مقرات البلديات على غرار بلدية مشدالة والبويرة وأحنيف وحيزر والأصنام وبشلول ودخلوا في إضراب عن العمل دعما للحراك الشعبي المتواصل للأسبوع الرابع على التوالي.
ونظم أصحاب الجبة السوداء بمجلس قضاء البويرة وقفة احتجاجية للمطالبة باحترام قرار الشعب وعدم التصرف في سيادته حاملين شعارات" الدفاع حريص على الدفاع على الدستور"
من جهة أخرى عاد كل من عمال الوكالات التجارية على غرار عمال سونلغاز ومصالح الضرائب و بريد الجزائر بولاية البويرة إلى تنظيم وقفات احتجاجية أمام مقرات عملهم مع خروجهم في مسيرات سلمية تدعيما للحراك الشعبي، كما التحق بهم موظفو مديرية النشاط الاجتماعي وعمال جامعة البويرة من خلال مسيرات جابت مختلف شوارع مدينة البويرة.


11:16 نظم محامون بولاية المدية وقفة احتجاجية سلمية اليوم الأربعاء أمام مجلس قضاء المدية وتطالب المحتجون السلطات باحترام الحراك الشعبي.


11:03 الأطباء يلتحقون بالطلبة المعتصمين بساحة البريد المركزي.


11:02 مسيرة حاشدة لعمال قطاع الصحة من موظفين وعمال وأطباء العاملين في القطاعين العام والخاص بشوارع مدينة تيزي وزو للتعبير عن وقوف السلك الطبي إلى جانب الشعب. وردد آلاف المشاركين في المسيرة شعارات ورفعوا لافتات تندد بتمديد عهدة بوتفليقة مرددين الصحة لا تريد بوتفليقة والسعيد.


10:56 عبر رجل الأعمال ومالك مجمع "سفيتال"، يسعد ربراب،عبر صفحته في الفايسبوك، دعمه للحراك الشعبي .
وقال ربراب "لا شيء ولا أحد يستطيع إيقاف شعب أراد حريته"ويقارن الفيديو الذي نشره رجل الأعمال بين مظاهرات 1962 ومظاهرات الحراك الشعبي.


10:45 انطلقت مسيرة أساتذة وطلبة جامعات وهران منذ قليل من جامعة العلوم والتكنولوجيا محمد بوضياف.


10:40 انطلاق مسيرة الأطباء من المستشفى الجامعي مصطفى باشا في ساحة أول ماي باتجاه ساحة البريد المركزي مرورا بشارع حسيبة بن بوعلي.


10:32 تجمع للطلبة بالبريد المركزي، الفيديو >> من هنا

موسكو تحذر من التدخل الخارجي في الجزائر>> من هنا


10:12 يتجمع في هذه الأثناء عدد معتبر من الأطباء وأعضاء السلك الطبي بساحة أول ماي بالعاصمة للتعبير عن رفضهم لفكرة التمديد.


تابعوا معنا أهم أحداث اليوم

في نفس السياق

تعليق الخارجية الصينية على الأوضاع في الجزائر
موسكو تحذر من التدخل الخارجي في الجزائر
مساندة ماكرون لبوتفليقة ليست بالمجان!
السلطة تستثمر في "التخويف" لإجهاض مسيرة الجزائريين
كلمات دلالية:

الباحث والمترجم جمال بلقاسم في حوار حول الدّراسات الثقافية


نحتاج كجزائريين إلى الانفتاح أكثر على أنواعٍ معرفية جديدة يتداولها العالم من حولنا
في هذا الحوار، يتحدث الباحث والمُترجم الجزائري جمال بلقاسم، عن الدّراسات الثقافية وواقع أحوالها في الجزائر والعالم العربيّ، وعن مختلف التخصصات الأخرى التي تحيط بحقلها وتساهم فيها وتستفيد منها. كما يتحدث عن الرهان داخل الدّراسات الثقافية، وعن إشكالات إرثها النظري. وفي ذات السياق يتحدث عن القواسم المُشتركة بين النقد الثقافي والدّراسات الثقافية؟ وعن أهم العراقيل التي تُواجه حقل الدّراسات الثقافية، وغيرها من أمور وشؤون هذا الحقل المعرفيّ المتشعب والمتعدّد في تخصصاته وإسهاماته.
حاورته/ نــوّارة لــحـــرش
جمال بلقاسم، للتذكير، باحث ومترجم جزائري، أستاذ مساعد "أ" بكلية الآداب واللغات، قسم اللّغة العربية وآدابها، جامعة جيجل. نشر/وينشر العديد من المقالات في مجلات وطنية محكمة. من مؤلفاته: "مباحث في اللسانيات العربيّة". كما صدر له "معجم الدّراسات الثقافية" ترجمة من الإنجليزية إلى العربية عن دار رؤية المصرية 2018. وعن نفس الدار، سيصدر له عن قريب، كتاب بعنوان "الأممية الهرمينوطيقية: من هيدغر إلى ماركس للفيلسوف الإيطالي جياني فاتيمو" ترجمة من الإنجليزية إلى العربية.
من المعروف أنّ الدّراسات الثقافية تختلف عن التخصصات الأخرى كالأنثـروبولوجيا الثقافية مثلا، لكنّها تحيط بهذا المجال وتساهم فيه بشكل لافت. ما رأيك؟
جمال بلقاسم: هناك فرق بين دراسة الثقافة (study of culture) كالأنثروبولوجيا مثلا، والدراسات الثقافية (cultural studies) التي نشأت مؤسساتيًا وسـمت نفسها بهذا الاسم. أمّا مسألة الاستفادة فهي مُتعلقة بالحقل الّذي يحاول دائما أن يستفيد من تخصصات أخرى ليصوغ في النهاية معرفته الخاصة به. ريموند وليامز مثلا استخدم الفهم الأنثروبولوجي للثقافة الّذي ساد في القرن التاسع عشر والمُرتبط بمالينوفسكي ورادكليف براون لتحديد الثقافة "كطريقة شاملة ومُمَيِّزة للحياة البشرية". بالتالي أصبحنا من داخل الدراسات الثقافية نرى أنّ المعاني والمُمارسات المرتبطة بالنساء والرجال العموميين هي ما يُشكل الثقافة. وضمن هذا السياق، اُعتبرت الثقافة نسيجًا من النصوص والمُمارسات والمعاني المولدة من طرف أي واحد منا كتوجيه لحياتنا. وكانت الآثار المُترتبة على تطبيق الفهم الأنثروبولوجي للثقافة على الثقافات الغربية الصناعية الحديثة هو القول أنّنا جميعًا مثقفون. ونعلم جميعا "كيفية المُضي قدمًا" داخل حياتنا. أضف إلى أنّه  ضمن سياق الحداثة، قدم التعريف الأنثروبولوجي للثقافة إطارا نقديًا وديمقراطيًا، لأنّ فهم الثقافة كطريقة شاملة للحياة ينطوي على انشقاق عن مفهوم الثقافة بمفهومها الغربي (ثقافة مُتعالية). كما تُمكِّن هذه الحجة من إضفاء شرعية على دراسة الثقافة الشعبية ووضع أسئلة الديمقراطية الثقافية في الواجهة.
الدّراسات الثقافية نوعٌ من المعرفة حول الواقع أو العالم عمومًا
الدراسات الثقافية استفادت أيضا من الاثنوغرافيا، التي هي مقاربةٌ تجريبية ونظرية موروثة عن الأنثروبولوجيا، فكانت الدراسات الثقافية الاثنوغرافية مُتمركزة حول الاكتشاف الكيفي للقيم الثقافية والمعاني وعوالم الحياة بغرض إعطاء "صوت" للشعوب التي كانت تقليديًا دون تمثيل داخل الكتابات الأكاديمية الغربية. عموما يمكن القول أنّ سقوط الميتافيزيقا، أو الفلسفة الغربية أو المُنعطف المُعاصر الّذي حدث في المعرفة كان بسبب عوامل عِدة منها صعود الأنثروبولوجيا الثقافية: فحين بدأت الأنثروبولوجيا الثقافية تتشكل كحقل معرفي تمّ تقويض مقولة التقدم الخطي للإنسانية الّذي يُوجهه الرجل الأكثر تحضرا (الغربي)، وسمحت لباقي التأويلات أن تتقدم وتأخذ نصيبها في تخويل وجهات نظر أخرى. وأعتقد أنّ العمل داخل حقل الدراسات الثقافية يسير إبستيمولوجيا وفق هذا البراديغم (Paradigme).
في سياق الاستفادات دائما، هل يمكن الحديث عن دراسات ثقافية يتكئ عليها النقد الأدبي/والنقد الثقافي؟
جمال بلقاسم:الطبيعة الهرمينوطيقية للعِلم، كما يرى طوماس كوهن، هي ما يحفزنا دائما على الانتقال من براديكم إلى آخر. أيّة نظرية (كنظرية الأدب مثلا) لا يمكنها أن تكون مطّردة، بل تمر بتحوّلات تحدث عبر مراحل مختلفة. هنا يمكننا أن نطرح سؤالاً استهلاليًا يتعلق بتصدّع الدراسات الأدبية، وتأزّم انجازاتها النقدية، التي ظلّت لوقت طويل توفّر نماذج منهجيّة، ومشكلات وحلول للجماعة الأدبية. ظهور الدراسات الثقافية (التي تُسمى في الوطن العربي بالنقد الثقافي أحيانا) جعل نظرية الأدب جاهزة لحلول أحجية جديدة. بالعودة إلى الحدسيات الهرمينوطيقية الكوهينية التي أشرنا إليها سابقا "فإنّ المعرفة العلمية لا تتغير من خلال المواجهة مع الوقائع الصلبة، بل من خلال العِداء الاجتماعي بين التأويلات المتبارية، المُرتبطة بالجماعات العلمية". هذا العِداء الاجتماعي أو حروب النظرية يُعلق عليه مايكل باين Michael Payne قائلا: "التحولات الرئيسية التي مسّت الدراسات الأدبية، والتي غالبًا ما تمّ مقارنتها بالتحولات المنهجية داخل العلوم، تبلورت بشكل واضح خلال الثلاثين سنة الأخيرة، هذه التحوّلات ضمنت توسعة السَنَن الأدبي، لا ليشمل الروايات والأشعار والمسرحيات التي أنتجها كتّاب كان عرقهم أو جندرهم أو قوميتهم سببًا في تهميش أعمالهم، بل ليضمّ كذلك أعمالا لفلاسفة أو مؤرخين أو محللين نفسانيين أو أنثروبولوجيين ومفكرين دينيين واجتماعيين كانوا يدرسون من قبل النقّاد سابقا كخلفيات معرفيّة (...) كثير من النقاد ومدرّسي الأدب يرون أنّ التطورات الحاصلة مؤخرا داخل نظرية الأدب تعد هامّة وخطيرة"..
 تجاوز الحدود التقليدية بين السياسي والجمالي والاقتصادي كان مضمّنا في أطر نظرية ومنهجية يقودها ما أسماه هبرماس "الاكتراث المعرفي بالانعتاق" من القيود السياسية والإرغامات والحُجب الإيديولوجية المُتأصلة في المواقف النصوصية. لا وجود لنصوص سنيّة مُتعالية داخل الدراسات الثقافية مادامت جميع النصوص تُقرأ بمعرفة واحدة. كِلْنَر يرى في اعتماد الدراسات الثقافية على مجموعة واسعة من الحقول المُتباينة فيما بينها مُحاولة تنظيرية للتعقيد والتناقضات المُتعلقة بآثار مختلفة مُتعلقة بأشكالنا الحياتية كالإعلام والثقافة والتواصل، كما استكشف أنّ الحقل يسعى لإبراز وظيفة الهيمنة المُختزنة في تلك الأشكال. لا وجود لمعرفة مُغلقة، كما يرى هال، المسألة مُرتبطة بموقعية الخطابات والنظريات التي لا تنتهي. والرهان داخل الدراسات الثقافية بدأ عندما أولى ممارسو الحقل أهمية بالغة لهذه الفكرة.
الرهان داخل الدّراسات الثقافية، يفتح أيضا الكثير من الأسئلة الهامة والمُربكة في هذا الحقل. كيف تقرأ إشكالات الإرث النظري للدّراسات الثقافية؟
جمال بلقاسم:أسئلة الحقل الهامة تتحدّد من خلال هذه الخطاطة: العمل خارج حدود النص وداخله وضدّه ومعه، ثمّ محاولة تطوير الظّرف المضمّن فيه. هذه هي البيداغوجيا التي أعلن عنها ستيوارت هال عندما سأل عن الإرث النظري للدراسات الثقافية. بيداغوجيا تحاول أن تتقاسم فكرة ما تسمّيه أنجيلا ماكروبي "لا يقينية المعنى" التي تميز الخطابات والنصوص. أيُّ انتهاك للنصوص لا يتم عبر إنشاء هوامش خارج النصوص بل عبر اختراقها من الداخل.
النقد الّذي تُمارسه الدّراسات الثقافية هو نوعٌ من النقد الثقافي
ما الّذي نقاومه بالضبط، وأين يقيم؟. الثقافة تعمل دائما من خلال نصّانياتها، كما يقول هال، وهذه الميزة النصوصية للثقافة تجعل منها "منطقة انزياحية" باستمرار. إلى أين تنزاح الدلالة؟. السلطة تؤمّن دائما عبور الدلالة نحو الأسطورة. والأسطورة هنا بالمعنى الّذي استعمله رولان بارط تعني داخل الدراسات الثقافية الإيديولوجيا. الهيمنة والسّلطة تأسْطران نفسيهما باستمرار داخل تلك المنطقة المُسمّاة "الثقافة". وتتهرّبان وتتملّصان من أي محاولة لربطهما ببنيات أخرى. لذلك يذكّرنا هال بأنّ "الأثر الناجم عن تداخل النصوص فيما بينها، والبصمات التي تدلّ على أنّ النّص مصدر للسلطة، وبقع الظّل التي تتخلّل النصّانية كأمكنة للتمثيل والمقاومة، كلّها أشياء يجب أن لا تُمحى من الدّراسات الثقافية". في إشارة منه إلى أنّ إعادة ترسيم حدود النّظرية كان من خلال التفكير في مسائل الثّقافة عبر استعارات كاللّغة والنّصانية والمُمارسات الخطابيّة.
ينبغي أن تُرفع راية الدّراسات الأدبيّة في المزيد من الأقاليم والأراضي الأخرى. عبارة نادى بها ستانلي فيش(S. Fish)  من داخل الدّراسات الثقافيّة حينما قال: "بإمكانك أن تقدم قراءة أدبيّة لكلّ شيء، ولكن بغض النّظر عن ما ستفعله فإنّ ذلك سيظلّ مجرّد قراءة أدبيّة. قراءة تتساءل أدبيّا فقط، حول الشكل والمحتوى والأسلوب... لتتحصّل في النهاية على إجابات أدبيّة. من الغريب أنّ الكثير من النّاس يعتقدون اليوم أنّ توسيع نطاق تقنيّات التحليل الأدبي إلى التصريحات الحكوميّة والبلاغات الدبلوماسية، أو إلى الإعلانات سيورّط النقد في ما هو سياسي. إلاّ أنّ الأمر في النهاية ما هو سِوى مجرّد توسعة لنطاق نشاط المؤسّسة [النقد الأدبي]، ينبغي أن تُرفع راية الدّراسات الأدبيّة في المزيد من الأقاليم والأراضي الأخرى".
هل يمكن القول أنّ الدّراسات الثقافية تُمارس حقا التحليل النقدي الكافي للمشهد الثقافي كما يجب؟
جمال بلقاسم: الدّراسات الثقافية نوعٌ من المعرفة حول الواقع أو العالم عمومًا، والمعرفة بالنسبة لهذا الحقل ليست مسألة اكتشافٍ لما هو صحيح أو خاطئ، بل هي اكتشافٌ لعميلة إنشاء تأويلات مُختلفة حول هذا العالم. تأويلات يتم اعتمادها لجعلها عالمًا صحيحًا ومليئا بأكبر قدر من الصواب السياسي مثلا. عملية النقد تبدأ من هنا، من فكرة اعتماد تأويلات دون أخرى، لأنّ ما نعرفه عن العالم هو نتيجة لتلك التأويلات التي صنعت حقائق أصبحنا نعتمدها ونعتقد بأنّها الوحيدة المُناسبة لنا. المعرفة ليست مرآة للواقع بل هي بشكل طبيعي محصورة في الثقافة. ولا وجود لموقع أرخميدي يمكن للمرء من خلاله أن يتحقق من أي مُطابقة مزعومة بين ما نقوله أو ما نُحلله أو ما نـنقده والعالم الّذي نقف بإزائه. هذا سيسمح لنا بأن لا نتمسك بأوصافنا (تحليلنا) للعالم ورؤيتها كأوصاف صحيحة أو خاطئة داخل معنى المُطابقة للواقع. بل إنّ كلمة الحقيقة من الأفضل أن نفهمها كاستحسان اجتماعي بدلاً من كونها صورة دقيقة للواقع. بمعنى أن نعطي الأسباب التي تـبرر مقولاتنا وأفعالنا ضمن سياق القواعد التأسيسية المشكلة بين الذوات، مع مراعاة ما يُؤسس الأشكال المشروعة للتفكير. ليست هناك مفردات نهائية في تحليلنا للواقع قد تكون صحيحة ضمن معنى التصور الدقيق لعالم مستقل يُدعى الواقع. بل إنّ مُفرداتنا نهائية فقط لأنّها حاليًا دون طعن. 
أمّا فكرة الكفاية، والمعرفة التي تحيط بالواقع برمته، فهي معرفة منبوذة داخل الدراسات الثقافية. لأنّ الحقل معرفيًا يقف ضدّ كلّ أشكال التفكير الأصولية والتمثيلية والميتافيزيقية (كالتنوير والفلسفة الغربيين) التي تدعي كلّ منهما بأنّها تمتلك مفتاح الباب الخلفي للعالم.
ما هو واقع وحال الدّراسات الثقافية في الجزائر والعالم العربي؟
جمال بلقاسم: لستُ متابعًا جيدا لِمَا يحدث في البيئة العربيّة بخصوص هذا الحقل، ولكنّني على يقين أنّنا في الجامعة الجزائرية أصبحنا نعي أهمية هذا الحقل. ولكن الأمر يحتاج إلى إنشاء أقسام مُتخصصة في الحقل من طرف الوزارة، أو الهيئات المخولة لذلك. لأنّ مضامين الدراسات الثقافية مُوزعة على كمٍ هائل من المناهج الكيفية والكمية على السواء. وطالب الدراسات الثقافية يحتاج الإحاطة بمعارف من الاقتصاد والسياسة وعِلم الاجتماع والنفس والأنثروبولوجيا والفلسفة... وهذه الموسوعية التي تُميز الحقل تحتاج إلى برامترات مؤسساتية من أجل تطوير وجهات نظر أخرى تليق بِمَا نرغب ونأمل فيه. وما نريد أن نـُــساهم فيه كتحليلٍ لوضعنا الراهن.
ما هي القواسم المُشتركة بين النقد الثقافي والدّراسات الثقافية؟
جمال بلقاسم: النقد الّذي تُمارسه الدراسات الثقافية هو نوعٌ من النقد الثقافي. والاضطراب الحاصل في استخدام المصطلحين من حين لآخر، هو مجرّد ارتباك حاصل في البيئة النقدية العربية، ربّما بسبب التلقي أو ربّما بسبب نوع من الفنتازيا المُرتبطة بعملية الفهم. عمومًا في البيئة الأنجلوسكسونية لا نعثر على مثل هذا التمييز، فلو سألتِ أي مُتخصص في الدراسات الثقافية سيجيبكِ بأنّ نقدهُ هو نقدٌ ثقافي.
ما هي أهم العراقيل التي تُواجه حقل الدّراسات الثقافية؟
جمال بلقاسم:السؤال يبدو مُتخصصا جدا ولكن يمكن أن نلمح بإجابة قد تظهر مشكلا عالميًا تُعاني منه الدراسات الثقافية. واحد من أهم من استفادت منه الدراسات الثقافية وهو اليهودي الجزائري جاك دريدا -حتى أنّ الحقل كان يُسمى الدراسات الثقافية التفكيكية لشدة ولعه بهذا الفيلسوف- هُوجِم من قِبل بعض الفلاسفة بقيادة جون سيرل وباري سميث عام 1992 حين حاولوا أن يُقنعوا جامعة كمبريدج أن تتراجع عن قرارها في تكريم دريدا، في رسالتهم التي نشرتها مجلة "تايمز" صرّح سميث وآخرون أنّ مزاعم هذا الفيلسوف مزاعم "خاطئة ومُبتذلة" وأنّ "أعماله ليست في حجم هذه الدرجة الفخرية". هؤلاء الأساتذة أظهروا أنّهم لا يهتمون بكتابات دريدا، وقدموا مِثالا واضحًا على ما يمكن أن نُسميه تاريخ "المُنتصرين" بتعبير فاتيمو، أي التاريخ الّذي يرغب في تجنب مواقع وتقاليد وهوامش فلسفية مُختلفة عنه، يمكنها أن تهدد الاعتراف بالماركة الميتافيزيقية التي صمموها. لهذا يرى دريدا أنّ الفلسفة التحليلية لها "مقاربة إمبريالية" تهتم بتأسيس ثقافة حضارة عالمية وضعية وسكونية حيث "لن يكون بإمكان أي عمل نظري أو أدبي أو فلسفي أن تكون له شرعية ما لم يمر على الولايات المتحدة الأمريكية". أريد أن أقول أنّ أكبر  تحدٍ يُواجهه أيّ مشروع فكريّ هو أن لا يتسبب في تصديع الحُلم الميتافيزيقي الإمبريالي الّذي يسعى إلى عالم أخلاقي مُحايد وخالٍ من الحرية، مليئا بالسلطة والهيمنة. لذلك كانت فلسفة التفكيك الحاضرة بقوة داخل الدراسات الثقافية فلسفة ذات معنى غير انتهاكي: "ليست امتلاكًا للسلطة، أو أي شكلٍ من أشكال الهيمنة". بعبارة أخرى: "إنّها طريقة لتذكير الآخرين وتذكير نفسي بمحدودية السلطة والهيمنة"، كما يقول دريدا. هذه إجابة عمومية قد يستطيع القارئ أن يستفيد منها.
ما هو مستوى أو سقف التلقي الجزائري والعربي لحقل الدّراسات الثقافية؟
جمال بلقاسم: كما قلتُ لكِ سابقا نحن نحتاج إلى المزيد من الترجمات والانهماك في نشاط كتابي يجعلنا ننخرط بفاعلية في الحقل. نحتاج كجزائريين إلى الانفتاح أكثر على أنواعٍ معرفية جديدة يتداولها العالم من حولنا وهو ما يحتم علينا وضع برامترات أخرى مُتعلقة باكتساب لُغات أخرى. وفتح مراكز بحثيّة وتنويع السياقات ومقولات الفهم. لأنّ مسألة الفهم مسألة حضارية بامتياز. وأجدني أثق كثيرا في قدرات أساتذتنا وباحثينا وطلبتنا ومن يشرفون على إدارة المسألة التعليمية والبيداغوجية في الجزائر على تحقيق هذا الحلم.                                                   
ن/ل





المثقـف و السيـاسـة .. الـواقـع و المطلــوب

يظل التساؤل عن دور المثقف قائمًا، إنّه التساؤل الّذي يتكرر بمناسبة وبغير مناسبة. وفي كلّ المجتمعات والجغرافيات، عن ماهية المُثقف ومستحق هذه الصفة وعن طبيعة الدور الّذي يمكن أن يضطلع به اجتماعيًا وسياسيًا. فهل المثقف ابن الراهن والمستقبل ملزمٌ بأخذ مواقف سياسية؟ وهل له الأدوات السياسية/والمعرفية التي تمكنه من إبداء الرأي أو بناء مواقف موضوعية في قضايا راهنية ومحورية ومستقبلية؟ وهل عليه أن يكون معنيًا بالسياسة أو منتميًا لها ومنخرطا فيها، أيضا ما الحدود بين السياسة والثقافة؟ وهل أنّ الخوض فيها ودخولها يُبعد المثقف عن مجاله الحيويّ والمحوريّ (الفكر والكتابة والإبداع والاستشراف المجتمعي/والحياتي. الفكري/والتنويري. الثقافي/والسياسي)؟. من جهة أخرى هل من الضروري دائما أن يخوض في كلّ أمور وشؤون الحياة السياسية وألا يبقى على هامشها. وكيف؟
إستطلاع/ نوّارة لحـــرش
هذه أسئلة «كراس الثقافة» في ملف عدد اليوم، حول «المثقف والسياسة» مع مجموعة من الأكاديميين المختصين في العلوم السياسية. وفيه نقرأ مقاربات وآراء مختلفة ومتفاوتة في التصورات ووجهات النظر.
زكرياء بوروني/ أستاذ العلوم السياسية -جامعة الصالح بوبنيدر- قسنطينة 3
المُثقف ابن بيئته يتأثر بها في كلّ الأحوال
يطرح الحديث عن المُثقف ودوره الاجتماعي والسياسي نفسه وبقوة في المجتمعات المعاصرة، ولاسيما في المجتمعات المُتأخرة عن ركب البلدان المُتقدمة حضاريًا، والتي يستمر بحثها في شتى المناحي عن عوامل الإقلاع واللحاق بنماذج الرقي في المدنية والاجتماع والاقتصاد والسياسة والثقافة أيضا، لكن مثل هذا الخوض يفتح بالتأكيد في كلّ مرّة مجال التساؤل عن ماهية المُثقف ومستحق هذه الصفة وعن طبيعة الدور الّذي يمكن أن يضطلع به اجتماعيًا وسياسيًا.
فالمثقف هو من حاز رصيدا من المعرفة تلقاه من التعليم والتكوين أو استغل تجاربه المُكتسبة وموهبته ليسهم في مجال من مجالات العِلم والفكر والأدب والفن، حتى تضيق دائرة المثقفين عن من ينتسب إليها زيفًا وتنطعًا من غير رصيد من المعرفة أو المنتوج الثقافي القيم في تقدير أهل كلّ اختصاص، ويتمايز من المثقفين المُلتزم منهم الّذي يحمل هموم شعبه وبلده ويكون ناقدا ومُصحِحًا ومُصلِحًا، وبين من يكون همه الأكبر من وراء عمله وإبداعه التكسب وتحصيل العائد المادي. والمُثقف هو فرد من المجتمع وابن بيئته يتأثر بها في كلّ الأحوال، وأكثر ما يتأثر به السياسة ونظام الحُكم في نوعية حياته والمجال المُتاح أمامه للتعبير والإبداع.
والسياسة بِمَا هي استغلال سلطة الدولة الفوقية في إدارة شؤون المجتمع هي المحدّدة لصلاحه وفساده من كافة النواحي، ولذلك كان من المنطقي أن يُفكر الكثيرون أنّها المدخل لتغيير أحوال المجتمع، وأنّه يقع على عاتق المثقفين جانبٌ كبير من المسؤولية في هذا الشأن فهم يمثلون الصفوة التي عليها التصدر وقيادة العوام في مواجهة مشاكل أوطانهم ودرء المفاسد والأخطار عنها، وينبري المثقف بذلك للمشاركة في السياسة لئلا يغترب عن واقعه المعيش وينعزل عنه، فيتصل بمخيلته بجانب الفن والجمال المادي وحسب أو يرتبط بفكره بالفلسفات والأفكار والنظريات التي قُدمت في مجتمعات أخرى لها خلفياتها وظروفها وأحوالها، فيخلو إنتاجه من الغائية والرسائل المستبطنة والظاهرة أو يكون فكريًا ومعرفيًا مجرّد ناقل ومستنسخ دون تدقيق وتحقق في صلاحية المنقول ومواءمته للبيئة المحلية وطبيعة النتائج التي يُحدثها فيها، ومهما كان فالمثقف بسلبيته وانزوائه أو إيجابيته وانخراطه مُشاركٌ في السياسة وكلا الحالتين تمثلان موقفًا له فيها بإدراك ودونه، مع أنّ الابتعاد أحيانًا يكون بالكراهة وطلبا للسلامة خوفًا من انتقام الساسة أو نتاجًا لتضييقهم لفضاء الحرية وتعتيمهم على الرأي المُخالف، كما أنّ إبداء الموقف يكون تملقاً تارة وطمعًا في إغداق المزايا لا وحيًا من الضمير وتعبيرا عن القناعة.
والانخراط في السياسة والمشاركة فيها لا تعني وفقط امتهانها عبر النضال في الأحزاب ودخول الانتخابات وعضوية المجالس التمثيلية إلى تقلد غيرها من المناصب السياسية، فذلك من باب فرض الكفاية الّذي يحمل صفة الوجوب فقط إذا اعتقد المثقف أنّه لا يصلح دونه، وهو ما يصرفه عما هو هاوٍ له وشغوف به إلى تكاليف وأعباء تدبير ورعاية شؤون الرعية، والتي قد يكون ذا رأي فيها غير مستطيع للتفرغ والسهر عليها ولا ملم بأسرار السياسة ومكامن المعرفة والفن للعمل بها، وإلاّ فالسياسة تكون أيضا بإظهار المواقف في شكل رسائل تضفى عليها اللمسة الفنية والحبكة الأدبية أو تستند إلى المعرفة العلمية وتبزغ عن الفكر المستنير، وكذلك يكون إسهام شريحة المثقفين من المجتمع في نشر الوعي بين العامة وقيادتهم حين يستجدي الأمر ذلك. صوب الأفضل والأصلح، ويكونون متصلين اتصالا وجدانيا بأبناء وطنهم حاملين لهمومهم وتطلعاتهم غير منفصلين عنهم، وهم يعولون عليهم من حيث يشعرون أو لا يشعرون على أنّهم الأعرف والأجدر ليكونوا قدوتهم بالتوجيه والإرشاد أو قادتهم إلى صلاح حالهم، ويظهر المثقفون بذلك انتماءهم وعرفانهم وردهم لجميل الوطن عليهم لا ينكصون عن عهده ولا يستدبرون عن نداء واجبه، وغير ذلك ضرب من الأنانية والإخلال بالواجب الأخلاقي تجاه أمتهم.
ولا يجد المثقفون ممن تجلى نبوغهم وظهر تفوقهم في مجالهم حجة لهم حاضرا ومستقبلا أمام الأجيال، إذا ما أبدوا لا مبالاة إزاء أحداث وأوضاع، أو سكوت عن حق أو نصرة لباطل، فالثقافة بقدر ما هي وسام شرف يحمله أصحابها هي مسؤولية إزاء الوطن والأمة بل والبشرية بقدر ما أمكن لكلّ مثقف أن يكون تأثيره ويبلغ مداه.
لطفي دهينة/ أستاذ وباحث في العلوم السياسية -جامعة الصالح بوبنيدر- قسنطينة 03
الأصل في المثقف هو الارتكاز على مقومات فكرية وقيم إنسانية رفيعة
إنّ الأصل في المثقف هو الارتكاز على مقومات فكرية راقية وقيم إنسانية رفيعة، للمساهمة في بناء مشروع حضاري متكامل، وبالتالي فإنّ وظيفته هي حمل قيم الخير والعدل والحرية وغيرها من القيم الإنسانية، والدفاع عنها وكسر القيود الفكرية التي تُكبل العقل والفكر وتعيقه عن التحرّر والتفكير، ولعل من أهم وظائفه هي التعرض لواقعه المعيش بالنقد والتمحيص والمعالجة وليس الانزواء بعيدا والاكتفاء بدور المُتفرج ثمّ التعليق على الأحداث بصوت خافت.
لكن الملاحظ اليوم أنّ هناك انفصام بين المثقف وواقعه بصفة عامة وبينه وبين العمل السياسي بصفة خاصة، بسبب تراجع دوره نتيجة الانزواء في برجه العاجي والنظرة الاستعلائية التي ينظر بها إلى الواقع الموبوء -حسب تقديره- والّذي يكون كاللوثة التي تلطخ طهره المزعوم إذا ما اقترب منها أو لامسها فيبقى بعيدا وهو يُوهم نفسه أنّه سيكون له دور ما في بيئة أفضل وأنظف.
أو ربّما مرد هذا الانفصام هو السلبية التي يفرضها بعض المثقفين على أنفسهم خوفًا من النقد أو عدم الرضا عن الواقع السياسي المأزوم والمُميع في نظرهم واليأس من إمكانية التأثير والتغيير، أو بسبب حالة التهميش والمُحاصرة التي تفرض عليهم من محيطهم الخارجي خوفا من آرائهم أو نتيجة لعدم انحيازهم إلى توجهات معينة عادة ما تكون موالية للسلطة الحاكمة.
ولعل من الأشياء التي زادت الطين بلة، وجود حالة من التوجس وعدم الثقة في المثقف عمومًا نتيجة انحياز البعض مِمن يحسبون على المثقفين والمفكرين إلى الأنظمة السياسية بحثًا عن المصالح الشخصية الضيقة وطمعًا في المكاسب المادية الزائلة على حساب المبادئ والقيم التي طالما تغنوا بها وجعلوها شعارات رنانة لخطبهم وكتاباتهم، وهذا ما ساهم في إبعاد المثقف عن بيئته ومجتمعه وأصبح هذا الأخير لا يشعر بالحراك الثقافي حتى إذا وجد ولا يحس أنّه يمثله ويعبر عن تطلعاته واهتماماته.
المطلوب من المثقف اليوم أن ينزل من برجه العاجي ويخرج من عزلته الاختيارية أو الإجبارية ويمارس دوره المنوط به بواسطة قلمه ولسانه ويطوع أفكاره وكلماته حتى تخدم قضيته التي يعتقد بها ومبادئه التي يؤمن بها، خاصة في ظل اتساع المساحات المتاحة وتطور الأدوات الممكنة بفضل الإعلام الجديد العابر لحدود الزمان والمكان والّذي يستطيع من خلاله الوصول إلى عموم الجماهير بسهولة ويسر دون انتظار صكوك الغفران وآيات الرضا ممن يملكون زمام وسائل الإعلام التقليدي، إنّ المطلوب من المثقف اليوم أن يكون سياسيا وليس بالضرورة متحزبا، فإن لم يشتغل المثقف بالسياسة فمن يشتغل بها، لا جرم أنّ الساحة ستخلو للفارغين والانتهازيين وأصحاب المصالح ممن يساهمون في تمييعها وإفراغها من محتواها ونشر القيم السيئة والأفكار الموبوءة عن العملية السياسية برمتها.
لابدّ على المثقف أن يشتغل بالسياسة مُمارسة وتنظيرا ونقدا وتوجيها، ينير الرأي العام بأفكاره ويقدم الحلول ويتبنى المواقف ويوجه النقد للممارسات الخاطئة في محاولة لتصويب الممارسة السياسية، عليه أن يلعب الدور المنوط به وهو مدرك أنّ الأمر ليس هينًا وقد يدفع في سبيله أثمانًا باهظة وقد يعاني من التضييق والمساومة والإيذاء الشيء الكثير فيصبر ويواصل طريقه، وهذا ديدن المثقفين وأصحاب الرأي والرسالة النبيلة أن يكونوا شموعا تحترق لتضيء دروب السائرين.
درويش جمال/ أستاذ العلوم السياسية -جامعة بومرداس
عصرنا هو عصر المُثقف المُتخصص
يعتبر موضوع المُثقف والسياسة من المواضيع التي أثارت وتثير الجدل، وسننطلق في معالجتنا لهذا الموضوع من فرضية مفادها أنّه كلما ظهر فشل السياسي في أداء دوره اتجاه المجتمع، زادت الحاجة إلى التزام المثقف بأخذ مواقف سياسية باعتبار أنّه يحتل مكانة مرموقة لدى المجتمع، كما أنّه يشكل حلقة وصل بينه وبين السلطة في غالب الأحيان، وعليه فالسؤال المطروح: هل المثقف ملزم بتبني مواقف سياسية أم لا؟
وللإجابة على هذا السؤال وجب التمييز بين نوعين من المثقفين بحسب تصنيف «ميشال فوكو» وهما: المثقف الكوني (العالمي) والمثقف الخاص (المتخصص)، فإذا كان الأوّل مطالب بتبني مواقف سياسية يتفاعل من خلالها مع ما يحدث في المجتمع الّذي يعيش فيه، ويُوضح وجهة نظره حول مختلف القضايا السياسية الراهنة، فإنّ الثاني مطالب بأخذ مواقف سياسية يسعى من خلالها لبناء الرأي العام خاصة إذا لاحظ بأنّ هناك أزمة بنيوية تعكر السير الحسن للدولة والمجتمع.
من خلال هذا نقول بأنّه لا يفترض بالمثقف أن يخوض في السياسة إلاّ إذا كانت هذه الأخيرة ضمن مجال اهتمامه نظرا لأهمية دوره، ولا يشترط فيه أن يكون مُمارسًا لها أو مُنخرطا في حزب سياسي، بل أنّ موقعه ومكانته كمثقف تفرض عليه ذلك، خاصة إذا لاحظ بأنّ السياسي قد فشل في أداء مهمته، على اعتبار أنّه منارة للمجتمع يُحلل ويشرح الظاهرة السياسية بكلّ موضوعية بما يمكن الأفراد من تحديد مواقفهم واختياراتهم من مختلف القضايا السياسية المحورية السائدة في المجتمع، على أساس أنّ المثقف يمتلك الأدوات المعرفية التي تمكنه من بناء مواقف موضوعية تكون بمثابة إطار عام للحراك الفكري المجتمعي، وكلما زادت المواضيع السياسية المطروحة تعقيدا ودقة، زادت الحاجة إلى المثقف الخاص (المتخصص) الّذي يعتبر المجال السياسي مجال اهتمامه الرئيسي إن لم نقل الوحيد.
وفي ظل التطور الكبير لتكنولوجيات الإعلام والاتصال في الوقت الحاضر، بدأ المثقف بصفة عامة يفقد بعضا من قيمته المجتمعية خاصة إن لم يكن مُواكبا لذلك التطور، لأنّ المجتمع ليس بالقاصر تمامًا عن فهم ما يدور حوله من قضايا سياسية، وهو ما يجعل مهمة المثقف في هذا المجال صعبة جدا لأنّه سيتحول من مواجهة العقل الفردي للأشخاص، إلى مواجهة ما سماه «يورغن هابرماس» بالعقل التواصلي للمجتمع، الّذي اشترط في تكوينه حدا أدنى من المعرفة المنتشرة بين أفراد المجتمع، وهو بالضبط ما توفره تكنولوجيات الإعلام والاتصال.
هذا الواقع الجديد أفرز لنا نوعين من المثقفين في علاقتهم بالسياسة: المثقف الملاحظ والمُحلل، والمثقف المنخرط والناشط في مجال السياسة، ففي حين يكون الأوّل مصدرا للأفكار والآراء والمواقف المجتمعية من القضايا السياسية، يكون الثاني مصدرا للأفعال والتفاعل، ويحتاج كلاهما إلى الإبداع في هذا الباب، فالمساهمة في بناء العقل التواصلي المجتمعي تحتاج إلى إمكانيات معرفية وفكرية كبيرة، يجب توفرها في المثقف المُهتم بالحياة السياسية في بلاده، كما أنّ بلورة أفعال ومواقف أفراد المجتمع لا تقل أهمية عن بناء عقله التواصلي، لهذا وجب على المثقفين أن يُحددوا مجال مساهمتهم في الحياة السياسية سواء بالتأطير الفكري، أو التوجيه العملي لأفراد المجتمع.
إنّ العصر الّذي نعيش فيه حاليًا هو عصر المُثقف المُتخصص، لهذا فإنّه يجب على كلّ مثقف تحديد مجال مساهمته في تطوير مجتمعه، لأنّ السياسة تعتبر عائقا كبيرا أمام إبداع المثقف الكوني (العام) بحيث تنقص من مردوديته الإبداعية في مجال تخصصه الأصلي، لكن بالنسبة للمثقف المُتخصص، تعتبر السياسة محفزا لعملية الإبداع وعاملا فعالاً لجعل المثقف يساهم بكلّ فعالية في الحياة السياسية في بلاده من خلال المشاركة في التحليل والشرح واقتراح الحلول للمشاكل والقضايا السياسية المصيرية والمحورية التي تواجه الدولة والمجتمع على حد السواء.
وفي الأخير نقول أنّه ليس بالضرورة أن يكون كلّ مثقف مُمارسًا للسياسة أو مُهتمًا بها، فلكلِ اختصاصه، وأنّ من ينخرط في السياسة عليه الالتزام بالموضوعية قدر الإمكان لأنّ دوره لا يقتصر على إبداء رأي أو موقف من مسألة معينة، بل يتعداه إلى عملية بناء العقل التواصلي المجتمعي وتكوين الرأي العام، فإذا كان الرجل السياسي غير مطالب بأن يكون أخلاقيًا مثلما يرى «مكيافيلي»، فإنّ المثقف المُهتم بالسياسة لابدّ له من التزام أخلاقي اتجاه المجتمع الّذي يتفاعل معه بالتزامه بالموضوعية قدر الإمكان.
حرز الله محمّد لخضر/ أستاذ وباحث بقسم العلوم السياسية -جامعة بسكرة
المثقف وهندسة الوعي السياسي: سؤال الفاعلية والعدمية
لا يمتري أهل البصائر والنّهى في أنّ منشأ المعراج الحضاري والارتقاء الفكري نحو مدارج التمكين والتكوين، ينبثق من قَدحِ الفكر وشرارة الوعي، اللذين ينفخان روحَ الإرادة والفاعلية في النفوس الخاملة لتنطلق ببصيرتها نحو البناء والازدهار.
ولطالما اعتُبرت السياسة في المخيال المجتمعي العربيّ رديفًا للكذب والنفاق والرداءة والخداع، غير أنّ هذا المفهوم يعتبر مغايرا تمامًا للمفهوم المعياري لعِلم السياسة عند أهل الدراية والّذي يعني: فن التدبير والإبداع في سياسة المجتمعات وصناعة التغيير والمفاضلة بين البدائل ووضع البرامج التنموية وإدارة الأزمات ورسم العلاقات الخارجية. ولا شك أنّ السياسة بهذا المفهوم لا يمكن أن يَتَسَنّمَ ذِرْوَتَهَا سوى الراسخون في أصول المعرفة السياسية والإمبريقية، ولعل التحوير الّذي طال مفهومها من حيث المعنى والأداء هو الّذي رسم ملمحًا سلبيًا تُجاه الوعي والثقافة السياسية بمجتمعاتنا.
ولا يخفى على أيّ متابع للحياة السياسية العربية ما يعانيه من ضحالة في المشهد السياسي على مستوى النُظم وآليات الحُكم ومناخ الحياة السياسية عامة، وما يعانيه من جمود وتكلس للعقل والإرادة، وسط أَتُون الاستبداد والتسلط وغياب الفاعلية والحركية التنموية، التي تتفاوت حدّتها نسبيًا من قُطرٍ لآخر.
وهذا ما يجعلنا نتساءل: أيّ دور للمثقف -في غمرة هذه التحديات- في تشكيل الوعي المجتمعي والارتقاء بالفكر السياسي العربي؟ وما الّذي يقف عائقًا في وجهه لقيادة قاطرة التغيير وإنتاج الأفكار المثيرة وهندسة العقول المستنيرة؟
لقد شكل دور المُثقف عبر الأحقاب الزمنية دورا مركزيا في رسم المعالم الكبرى للتحولات الإصلاحية الرائدة، من خلال المبادرات الفاعلة في الهندسة الفكرية والجودة المعرفية، والتي تسهم في تنشئة النفوس وإحياء الضمائر واستفاقة العقول، فهو الفهيم الحَصِيف الّذي يقدم البدائل والرؤى التنموية والحلول الواقعية الناجعة، وهو المستشرف لِمَا وراء حجاب الزمن من مآلات وأطروحات، وهو مصدرٌ للوعي والقيم الحضارية.
ولعلنا في هذا السياق نستحضر عبقرية جزائرية فذة أسهمت بأفكارها الفعّالة في هندسة منظور حضاري بنائي، ومأسسة وعي سياسي متميز للمجتمعات العربية المنعتقة من الاستدمار، فالمفكر «مالك بن نبي» رحمه الله، مثّل دور المثقف الّذي استطاع اسْتِكْنَاه الجذور العميقة للأزمة الحضارية والسياسية، غير مكتفٍ بالوقوف على أطلال المشكلة الحضارية أو شُطآنها فحسب؛ بل أوغل في البحث عن مسبباتها الخفية، فأبدعت قريحته أفكارا تحديثية ونحتت مصطلحات تجديدية في هندسة الوعي السياسي من قبيل: القابلية للاستعمار، الفعالية الفكرية، العقل التطبيقي، الأفكار القاتلة والميتة، الأفكار الموضوعة والمصنوعة، الأفكار المخذولة، البناء والتكديس، الاغتراب الزماني والمكاني، النزعة الذرية، الإمكان الحضاري والإرادة الحضارية..الخ.
إنّ حركية المثقف في مجتمع المعرفة تتطلب منه أن يكون حاضر البديهة برأيه، ومُسهِمًا في تشكيل الرأي العام بفكره، ومؤطرا للوعي برصانة طرحه، ولا يعقل أبدا أن يظل على هامش الحياة السياسية، أو يركن إلى الفتور والخمول، أو ينهزم أمام جحافل الإحباط والرداءة، فيتخلف حين يُطلَب للمُبَادَأَة، ويتولى عندما يُفْتَقرُ للمبادرة، وحينها سيتطفل الأصاغر وتعطى القوس لغير باريها ويسند الأمر لغير ذويه، وما ثمّة حينئذ سوى الركود والتخلف والانحسار.
إنّ المفكرين هم معالم الوعي ومنائر الرشاد الذين يأخذون بأيدي الشعوب إلى طريق السداد، ولنا أن نذكر في هذا الصدد الدور البارز لكبار مهندسي الوعي العالمي من أمثال: مارتن لوثر كينغ ونيلسون مانديلا وغاندي ورواد الفكر الإصلاحي العربي كجمال الدين الأفغاني والكواكبي ومحمّد عبدة وشكيب أرسلان والعقاد ومفكري جمعية العلماء بالجزائر وغيرهم مِمَن تركوا بصمته الإصلاحية وأحدث تحولا في المعمار الفكري للمجتمعات.
فالنُخب العلمية إذا لم تتقدم وتضطلع بمسؤولية تأطير الوعي السياسي ونقد الأوضاع بعين البصيرة والحكمة، وبناء الوعي المجتمعي وترقية مستوى التفكير، فإنّ سلبيتها وعدميتها تلك قد تنتج مناخًا موبوءًا، وسيشغل موقعها الاستراتيجي الشاغر زُمَرِ المتسلقين المنتفعين الذين لا همّ لهم سوى تعظيم المصالح الشخصية وتضييع الموارد الوطنية، ولا عزاء للوطن بعدئذ إذا انطفأت منائره. وتبقى مسؤولية المثقف من أجلِّ المسؤوليات الحضارية.
عبد الحميد فرج/ أستاذ العلوم السياسية –جامعة حمة لخضر- الوادي
على المثقفين رفع الوعي والارتقاء بالعمل السياسي
ألم يتساءل المثقف وغيره، لِما هذا العزوف عن ممارسة السياسة وتركها لمن ليسوا أهلاً لها، لماذا لا يتصدر المشهد السياسي المثقفون والدكاترة وأساتذة الجامعات، لماذا لا نرى رؤساء أحزاب يحملون شهادات علمية ولهم من الباع الثقافي ما يتيح لهم الرقي بالمشهد السياسي، إلى أي مدى تبقى القيادات السياسية تتهاوى في النزول إلى مستوى الفهم البسيط للمواطن للحياة السياسية والفكر والوعي السياسي، لماذا لا تتحول المعادلة صعودا، بأن تعمل تلك القيادات على الرفع من مستوى المشهد السياسي إلى مصاف المعايير السياسية العالمية: فكرا وفهمًا وممارسة.. وهذا لا يتأتى إلاّ بدخول المثقفين إلى معترك الحياة السياسية، ليس بإبداء رأيهم فقط، بل بالممارسة واقتحام هذا المجال عمليًا، أم أنّ المثقف يريد أن يتم استدعاؤه للعمل السياسي ووضع المناصب السياسية له على طبق من ذهب؟
على المثقفين رفع الوعي والارتقاء بالعمل السياسي ولو بوضع مبادئ ورسم صورة نمطية في المخيال الشعبي أنّ الساحة السياسية يجب أن يقودها المثقفون وأصحاب الرأي مِمن يملكون رؤى وأفكار سياسية عالية المستوى، فالسياسة هي صراع مستمر حول الوعي المجتمعي والوصول بها إلى أرقى الدرجات أو النزول بها إلى أدنى المستويات، وهذا الصراع اليوم متوقف تمامًا، أو لنقل المباراة متوقفة بانسحاب الفريق الثاني الّذي يمثله المثقفون، الذين تركوا الساحة السياسية لغيرهم وأصبح من لا مستوى له يطمح أن يدخل هذا الملعب ويكون له منصب فيه، لا يهم أي منصب (ولو جامع للكُرات) المهم أن يكون داخل الملعب وحقله، ذلك لأنّ الملعب فارغ.
لذا يجب على المثقفين أن لا يبقوا مكتوفي الأيدي، أو أن يقتصر دورهم فقط في النقد وإبداء الامتعاض، إنّما من الواجب الانتقال إلى الممارسة الفعلية للسياسة وأن يقتحموا عالم السياسية من أوسع أبوابه ولو من باب نشر الوعي وقطع الطريق على عديمي المستوى لولوج هذه الساحة.



الحــراك الفيسبـــــوكـــي


أسماء كثيرة من الكُتاب والمثقفين والفنانين، انخرطت في الحِراك الشعبي ونزلت إلى الشارع، وصدحت مع الجماهير بالشِعارات والاحتجاجات. وأخرى انخرطت في التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، أو ما يمكن أن نسيمه بــ»الحراك الفيسبوكي» بالتوازي مع الحراك الشعبيّ، وهذا من خلال منشورات يومية على صفحاتها، منشورات يمكن القول أنّها مفتوحة لمواكبة وتحليل الوضع، وأخرى تحاول التنظير له بما تيسر من أدوات وأفكار ووجهات نظر فردية خاصة، كما تحاول استشرافه واستشراف إفرازاته وتمخضاته المستقبلية. يمكن القول أنّ المنشورات الفيسبوكية عبارة عن ورشات مفتوحة تواكب كلّ التطورات، وتُعلق عليها وتنتقدها أو تصنع تصورات بديلة أو حلولا وفق قناعات أصحابها.
نــوّارة لــحـــرش
«كراس الثقافة»، رصد جانبا من منشورات بعض المثقفين والكُتاب التي امتلأت بها صفحاتهم. نقرأ مثلا، منشور الأستاذ الدكتور محمّد نور الدين جباب: «المثقف يضع خبرته تحت تصرف الشعب وليس ممارسة الوصاية عليه»Haut du formulaire. وفي منشور آخر يكتب: «اليوم نحن مطالبون أن نحمي بلدنا ونلتف حولها لكي يأتي المولود بهي الطلعة أصيلا نابعا من رحم الشعب الجزائري، ذلك يتطلب منا فورا ودون إطالة ودون مماحكة ترك جابنا كلّ الخلافات الفكرية والأيديولوجية والسياسية السابقة. بعبارة أوضح، من الخطأ القاتل أن نجعل الخلافات السابقة تستغرقنا وتتحكم في هذه اللحظة التاريخية، يجب ألا نحدّد مواقفنا الراهنة انطلاقا من خلافاتنا السابقة».
من جهته صاحب رواية «الأعظم» الروائي إبراهيم سعدي، كتب عدة منشورات على جداره، عن الحراك الشعبي، من بينها ما جاء باقتضاب: «تبدأ نذور إخفاق الحراك تلوح في الأفق عندما تطفو الخلافات الإيديولوجية والهوياتية واللغوية إلى السطح من جديد على حساب العامل المشترك. حينها يبدأ الخطاب العنيف، ثمّ العنف، فالقضاء على الحراك». أمّا  صاحب «اللعنة عليكم جميعا»، الكاتب والناقد الدكتور السعيد بوطاجين، فآخر ما نشره على صفحته على الفيسبوك، كان عن ظاهرة الإقصاء التي بدأت تنتشر لدى فئات واسعة من المثقفين والإعلاميين والسياسيين، قائلا في هذا المنحى: «أعتبر إقصاء أيّ طرف، مهما كان، خطوة كبيرة نحو فشل الحراك. الجزائر للجميع، ومن حقّ الجميع المطالبة بنظام أقلّ فسادا».
كما نقرأ للكاتب والسياسي عبد العزيز غرمول، عن ما سماه “النخبة المُطّلقة العالقة”، إذ قال بصريح العبارة: “دعوني أتحدث بصراحة عنكم وعن تلك المسماة –نخب- بصيغة الجمع. من أنتم الذين تتحدثون عن –النخبة-؟ ومن هي النخبة التي تتحدثون عنها؟ خلال العشرين سنة الماضية تعرضت النخبة بالمعنى الأكاديمي للكلمة لانتقادات عنيفة من طرف -غير النخبة- ودعّم النظام ذلك عبر وسائل إعلامه؟. بعضكم لا يعترفون بوجودها أصلا، وآخرون يُدينونها؟ وآخرون ينتظرون منها فِعلا وحضورا وقيادة للحِراك وهي في الصف الخلفي للحِراك؟ يا رجال هذا البلد دعونا نتحاور حول هذا الموضوع!
من هي نخبتكم؟ أجيبوني وسأقول لكم ماذا تستطيع تلك المُسماة نخبة أن تفعل؟، إنّهم مثل ذلك الدكتور في الفلسفة الذي يواجه حالة مواطن يموت بأزمة قلبية، وهو يتحدث معه مثل أستاذ الفلسفة بأنّ الموت مصير كلّ كائن. وأنّ الطب في مواجهة الحياة والحداثة؟». وختم غرمول منشوره ببعض الاستياء: «أنا مستاء من هذا الإهمال والاحتقار الّذي يواجه النخبة رغم أنّها عملت خلال العشرين سنة الماضية على إيقاظكم وتوعيتكم بما يحدث في هذا البلد! وإذا كُنتُم اليوم في الشارع فذلك بفضل عملها الطويل والصبور. إنّ طلّقتم النخبة فلا تدعوها عالقة، لأنّ لها حقوقا وواجبات».
واسيني الأعرج، هو أيضا من الكُتاب الذين التحقوا بالحِراك الشعبي، وشارك في مسيرات في الجزائر العاصمة وباريس، وكتب منشورات بهذا الشأن في صفحته وفي مقالاته وبعض حواراته التي أجريت معه تزامنا مع الأوضاع التي تعيشها الجزائر. ومما جاء في بعض كلامه، نقرأ ما يلي: «عبّرَ الحراك الشعبي العظيم والسلمي عن جزائر حية متضامنة لا تريد حربًا أهلية أخرى، وأتى بثماره عقب تعهد الرئيس بأنّه لن يترشح لفترة خامسة والتفكير في تشكيل حكومة جديدة وهذه خطوة مهمة للأمام». كما أشار إلى أهمية أن تكون حكومة الإنقاذ الوطني من «التكنوقراط» وأن تلعب دورها كاملا، وأن تكون تعبيرا صحيحًا عن الشعب، وعن رغبات هذا الشعب، لأنّها إذا فشلت في ذلك سينتهي أمر الصمت وسيعود الشعب للشارع، وهو أمر في غاية الخطورة، يجب أن ينتبه له الساسة. وعلينا الآن التفكير في الطبقة السياسية القادمة التي يجب أن تكون من الشباب الذكي التكنوقراط التي تستطيع أن تذهب بالبلد بعيدا، وأن تقدم نموذجا للتغيير السلمي، مع الحذر من أي مغامرات».
من جهته أعرب أمين الزاوي عن مساندته للحراك الشعبي، وقد انخرط في مسيراته، وكتب عنه في صفحته ومقالاته الأخيرة، وأكثر ما نادى به، هو الابتعاد عن خطاب الكراهية، قائلا في هذا السياق: «من حق الأجيال الجديدة أن تقود وأن تقول كلمتها في تسيير شأن بلدها. نحن أمام جيل الذكاء الصناعي والعلاقات المعقدة والرؤى الفلسفية الجديدة وتصورات الحياة بمفهوم مختلف، فليترك المجال لعبقريتهم التي لا تختلف عن عبقريات الكثيرين من قادة العالم الشباب اليوم في أوروبا وأمريكا.. لقد دخلنا -عصر شرعية الذكاء- و-شرعية القدرة- على حسن تدبير الشأن العام. لكلّ زمن رجاله ولكلّ عصر عبقريته، وهو ما يُطالب به الجيل الجديد الّذي لم يعرف سوى الخُطب العنترية أو التخويفية الغريبة عن الواقع. هي مطالب مشروعة، لكن بعيدا عن خُطب الكراهية والتفكير المتطرف».
الباحثة الأكاديمية الدكتورة آمنة بلعلى، تناولت في منشور لها ، حالة الإقصاء التي بدأت تبرز بشكل لافت، ومن ضمن ما جاء في منشورها، قولها: «أعتقد أنّ رفع شعارات إقصائية من قبِيل (يروحوا كلهم) هي من صنع أعداء الحراك، الذين يريدون أن يجرّدوا الحراك الشعبي من مصداقيته، ويدفعون الشعب إلى التشكيك في كلّ شيء وفي كلّ الناس، ليكون مبرّرا للقول (إنّهم مجرّد أطفال لا يعرفون السياسة) أو أنّ عواطف معيّنة تحركهم، وأنّهم لا يمكن أن يتفقوا حتّى على ممثليهم، الأمر الّذي يُدخل الشعب في هيص بيص، ويصطدم الحراك بالجدار. هناك شرفاء ساهموا في هذا الحراك الشعبي، من داخل المعارضة وفي المجلس الوطني، وفي النظام ذاته بطريقة أو بأخرى، ودليل ذلك تلك المساندات والخروج إلى الشارع مع الشعب، والذي فُسِّرَ على أنّه ركوب للموجة، فلننتبه من الوقوع في مناورات تدفع بالشعب إلى الفراغ، لا مجال لتدبير الحراك إلاّ بترك لغة الإقصاء بالجملة، ينبغي أن ننتقل إلى مرحلة الحوار الهادئ، وعدم تصديق الإشاعات إلاّ بعد التأكد من مصدرها».
الروائي بشير مفتي، يرى أنّ على المثقف أن يسعى لإسماع صوته. وهذا ما عبّرَ عنه في منشور من منشوراته الأخيرة: «أعرف أنّ صوت المثقف اليوم ضعيف جداً بالمقارنة مع نجوم الإعلام المزيف وخطباء اليوتوب والذين يحاولون بطرقهم توجيه الشعب الجزائري ليس بالضرورة إلى مصلحته، لهذا على صوت المثقف صوت العقل والحكمة والضمير أن يرتفع هو الآخر في هذه المرحلة التاريخية الهامة كي لا يكون غائبا ومهمشا كما حدث له دائما وكما دُفع سابقا من طرف جهات عديدة كي يظل صامتا ومهمشاً ولا يؤثر في مسار الأحداث والتاريخ». أمّا الروائية أحلام مستغانمي، فقد فتحت صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي لمواكبة الحراك، من خلال منشورات وتغريدات، ونشر بعض صور وفيديوهات المسيرات الشعبية مُرفقة أحيانا بتعليقاتها التي تُفصح وتعرب فيها عن دعمها ومساندتها للحراك الشعبي ومطالبه. ومن بين ما قالته في هذا الشأن: «نحن أمام أهم مفترق تاريخيّ منذ استقلال الجزائر. ثمّة خطر محدّق بنا لا يمكن أن نتفاداه، إلاّ بوعيّ جماعيّ بما يُخطط لنا، وبحسّ وطنيّ يقينا فتنة سيكون فيها دمارنا، وهو مطلب أعدائنا وأقصى أمانيهم. نحن شعب عاطفيّ يقوده قلبه، لكن، علينا ألا ندع العاطفة تحكمنا، والإحباط يُشعلنا، ولتكن يقظتنا دائمة، وغيرتنا على الجزائر حاضرة، وحرصنا على منشآتها، دَين في أعناقنا تُجاه من استشهدوا من أجلها».

هامش

تعيشُ الدولة الوطنيّة إحدى أصعب لحظات تاريخها، لحظة قد تنسفُ ما تم بناؤه، ما لم يُسمع صوت العقل في الوقت المناسب، أي قبل الانفلات الكبير الذي يكفّ فيه النّاس عن الاستماع.
لقد ولّد تراكم الإخفاقات الغضب الشعبي الذي دعا «النظام» إلى الرحيل، وهو مطلب مشروع، يحتاج تحقيقه إلى مراعاة عدم الإضرار بالدولة وترتيب تحوّل ديمقراطي دون إراقةِ دماء،  و لا يحتاج الجزائريون في ذلك إلى من يذكّرهم بالحرب الأهليّة، ولا بتجارب الربيع العربي المجهضة ولا إلى من يحذّرهم من خطر، لأن النّخب السياسيّة الحاكمة كثيراً ما استخدمت ذلك في أدبياتها لتبرير ممارساتها  أو لتقديم نفسها كبديلٍ للخراب، في إنكارٍ للواقع تحوّل مع مرور الوقت إلى فخّ .
«الأنانيات» ذاتها قد تنبتُ في مواقع أخرى، إذ لا يكفي «الظهور» في مظاهرةٍ لإثبات جدارةٍ أو محوِ تاريخٍ أو منح «حقّ حصري» للذات في رسم المستقبل، وإصدار الفتاوى على مدار الساعة، لأن الأمر يتعلّق بكل بساطة بإعادة إنتاج للاستبداد.
كما أن اكتشاف الحقّ والباطل لا يتمّ بعد التقاعد، أو بعد نهاية الخدمة، والتظاهر، وحتى وإن كان سلوكاً محموداً، فإنه لا يخفّف الموازين ولا يمسح السّجلات.
وربّما أحال الخطاب العنيف الذي يظهر على مواقع التواصل الاجتماعي وحملات التخوين، بالمناسبة، إلى «سكاكين» قديمة استخدمت خلال ثورة التحرير، ولم تُستخدم في كل مرّة على الوجه الصّحيح، واستخدمت في سنوات الأزمة الدمويّة ضدّ المختلفين عن الطرفين المتناحرين، ومن فضائل الوسائط الالكترونيّة أنّها تتيح فرص «الطّعن الافتراضي» الذي يوفّر على حملة السكاكين مشقّة المرور إلى الطّعن الحقيقي.
هذه الأحقاد الصغيرة التي تُزهر، تبطل مقولات عن الازدهار المفاجئ لثقافةِ العيْشِ المشترك في مجتمعٍ يمرّ بحالة سلامٍ هشّ، لذلك نحتاج إلى إخفاءِ السكاكين وتصفيّة الأحقاد، و نقل «حالات التحضّر» التي ظهرت في المظاهرات إلى حياتنا اليوميّة و إدامتها، إذ لا يعقل- مثلا- أن نحترم المرأة في المسيرة ونسيء لها بعد ذلك.
والحاصل أنّ الحركات الشعبيّة تُتيح للأمم لحظات «جنون جماعي» تمكّن من التخلّص من المكبوتات والمخاوف، وتتيح فرص التقدّم إلى الأمام إذا تمّ تصريف الجنون عوض السقوط فيه.

رواية حطب سراييفو لسعيد خطيبي

مســرحُ الأهـــوال بين الجــزائــر والبوسنة
يرسّخُ سعيد خطيبي بـ "حطب سراييفو" قدمه على أرضِ الرّواية، وقد اختار في مُنجزه الثالث مسرحين يعرفهما جيّداً، ليسرد حكايتين عن الحربِ والحبِّ والهويات المعذّبة بإنتماء مشكوكٍ فيه: جزائر العشريّة الحمراء وسلوفينيا التي تحتضن أحلام المعذبين بحرب البوسنة، ولا بأس أن يرتجل الرّاوي قصّة حبّ غير مكتملة بين «سليم» الصحفي الجزائري الذي رحل بعد غلق جريدته، استجابة لدعوة عمّ سنكتشف في نهاية المطاف أنه أكثر من ذلك، و«إيفانا» الهاربة من البوسنة بحثاً عن مكان لكتابة مسرحيّة تنمو في خيالها، وسيستدعي الكاتبُ «الصّدفة» لتضع شخصيّتيه في لعبة مرايا بديعة، يتوليان فيها سرد آثار الحرب العبثيّة على الإنسان، التي كان الكاتبُ ذاته شاهداً عليها، مرّة هنا وقد عاش الأهوال كما عاشها بطله ، ومرّة هناك في سلوفينيا التي استقرّ فيها بعد أن تجوّل في البلقان، ودوّن ما دوّن وقد عاشر البشر وعاين الأثر، وقد نلمس خطّ سيرةٍ خفيّة تمتدّ من بوسعادة إلى سلوفينيا.
عرض: سليم بوفنداسة
عاش سليم «كأيّ نكرة»، يأكل ويشرب ويعمل ويزحف على جسد مليكة النّحيف، قبل أن يباغته عرض «سي أحمد» بزيارة سلوفينيا، فيصيبه صداع  ويقرّر مغادرة حياة لا مسرّات فيها، شقّة يغفل عن تنظيفها لأسبوعين فتغزوها الخنافس ، مقهى شعبي يرتاده مشجّعون، حبّ غير واضح الملامح مع حبيبة غير واضحة ، ذاكرة بدأت تخون. وموت ترد أخباره  ويُنتظر في أي لحظة.
أما إيفانا فقد حملتها يد خفيّة إلى حيث تريد لتنجو من حربٍ ذهبت بعقل أختها المغتصبة، تبدأ سردها بخوفٍ من حملٍ سيدخلها دائرة الحيوان، ويعطّل مشروعها في إتمام المسرحيّة التي تباطأت في إتمامها، هي التي جعلت من هذه المسرحيّة حلما، ربما أخرجها من الكابوس الذي تعيشه  بعد وفاة الأب بشظايا قذيفة واستسلام أمها للصّمت وهجرة أخيها الوحيد إلى سلوفينيا . لذلك فضّلت كتابتها بالانجليزية، بمساعدة صديقها الانتهازي بوريس الصحفي والكاتب المعروف في المدينة الذي يصحّح أخطاءها مقابل لقاء أو لقائين في الأسبوع، في انتظار عرضها في مدينة تحترم موهبتها، لتعوّض خسارة الحرب التي عصفت بسنوات دراستها في أكاديمية الفنون، ويصير في إمكانها آنذاك أن تتبجّح بالقول أن سراييفو التي أنجبت امير كوستريتسا  أنجبت إيفانا بوليتش ، أيضا.
 ومع انجلاء كابوس الحمل تخمّرت فكرة الهجرة.
يتحرّك الرّاوي والرّاوية في زمنين ومسرحين: البوسنة وسلوفينيا، والجزائر وسلوفينيا. يدفعهما «الفقدان» إلى البحث عن أمل، فحين بدأ أب سليم «يغيب»، تجلى العمّ البعيد، ويمثّل الأب والعم جيل ثورة التحرير، حيث حمل الأب اسم عمار بذل إبراهيم حين التحق بالثورة، وقد ألقي عليه القبض وسجن تاركا زوجته وحيدة، وبعد الاستقلال عمل في الشرطة واكتسب لقب الحاج، ثم ترك بوسعادة وانتقل للعيش  والعمل في المدينة التي «تحايلت على مُدنٍ أخرى وفرضت نفسها عاصمةً للبلد».
أما «العمّ» سي أحمد الذي يصغر الأب بسبع سنوات، فقد هاجر إلى يوغوسلافيا، قبل ربع قرن، وأصبح يقيم في الدولة الصغيرة الناشئة سلوفينيا بعد انقسام البلد، وقد التحق بدوره بالثورة، قبل أن يشتغل في مصنع للدّباغة بعد الاستقلال، ثم افتتح مصنعاً صغيراً للأحذية، ليصير اسمه أحمد السبابطي. و كانت حياته عاصفةً، حيث تزوّج ابنة شهيد، انتحرت دون أن تنجب له أبناء، في نفس السنة التي ولد فيها سليم، سافر سي أحمد إلى يوغسلافيا  مستفيداً من تكوين مهني، وهناك عرف «نادا» التي ستصير زوجته وشريكته في مصنع أحذيّة، ويذكر سليم أنه كان يجود عليه بالهدايا والملابس في زياراته، إلى درجة أنّ اهتمامه الزائد به، سيضايقه فيما بعد، لكن زيارته ستخفت خصوصاً وأنه صار أبا لابنين في غربته.
أما «إيفانا» فلا تذكر من الأب إلا عدوانيّته، ومعاناة الأم معه، ثم شبهة خيّانة خلال الحرب، أما صديقها بوريس فيسلبها المال والجسد، مقابل خدمات قليلة، وفي فضائيها ستصير نادلة مؤقتة، لكنّها ستفاجأ بحبٍّ قديم في عالمها الجديد، في وقت يبدأ بينها وبين سليم ما يشبه الحبّ.
ترتفع كاميرا الكاتب لتقدم مشاهد تخدم الحكاية، بل «تؤرّخ» لوقائع وأحداث، كالمجازر الدمويّة التي عاشتها الجزائر في تسعينيات القرن الماضي، واغتيال المثقّفين الذين يذكر البطل تواريخ مقتلهم وقد بدأ ينسى بقيّة الأشياء، فيما يشبه  صدمة تلازمه، اختفاء الصفحة الثقافية في الجريدة، وانتقال سليم وصديقه فتحي الذي يقاسمه لوعة الأدب أيضا، إلى السيّاسة، وفق ما اقتضته الحال، الحياة السريّة لصحفيين يغيّرون الأمكنة لتجنب ملاقاة الموت. العاصمة من الداخل: حي الرمان الذي عاش فيه سليم  في شقة أجّرها بسعرٍ معقولٍ دون أن يدخل أية اصلاحات عليها، فحقّ لصديقته مليكة أن تطلق عليها اسم «بيت الجرذان»، في الحيّ ذاته  يتعايش الجزائريون القادمون من مختلف أنحاء البلاد ويعيشون حياةً بسيطةً لا ترف فيها، حيّ لم ير فيه الرّاوي عاشقين يتمشيان و يتبادلان نظرات حميمة، ولم يسمع فيه  عن زيجات حصلت عن حبّ، الجميع يعرف الجميع في الحي «كأنهم سقطوا من رحم واحد» وسيكون هو الاستثناء لأنه استطاع اخفاء هويّته، حيث تنكّر في هيئة مترجمٍ يشتغل في مؤسسة خاصّة دون أن يغادره التوجّس من نظرة الجيران له كأعزبٍ وحيدٍ، مصمّم على عدم الزواج حتى يغادر هذا البلد ويجد امرأة على قدر من الجمال و الثقافة لا تهمّه جنسيتها ولا دينها.
و سيتم استدعاء كتّاب أيضا، المغتالون منهم والهاربون جنوبا، في صورة «مراد بورغدة»، الروائي الذي يشبه إلى حدّ كبير رشيد بوجدرة.
سيحقّق الراوي في المجازر، لكنه سيصبح عاطلا بعد توقيف الجريدة عن الصدور لنشرها حوارا مع معارضٍ سيّاسي يقيم في لندن.
تصبح الهجرة خيارا وحيدا لسليم وإيفانا، هو الذي تمزق حربٌ عبثيّة بلاده وهي التي بدأ قرن بحرب مجنونة اندلعت في بلادها وانتهى بحربٍ أخرى، وكأن «وجود البوسنيين في التاريخ جعل منهم ضحايا».
في ليوبليانا ستطارد إيفانا حياتُها السابقة، وستدفع العزلة سليم إلى استعادة حياته وقد بلغه توغل والده في الزهايمر واقترابه من النهاية،  هو الذي بات يعاني من اضطرابات نفسية  حتى صار يشعر  أنه كهل في نهاية العشرينيات، كعمّه الذي يستقوي على الحياة بالحبوب المضادّة للاكتئاب، حيث يشعر برجفات بردٍ مفاجئةٍ منذ زار قرية «سيدي لبقع» لينقل وقائع مذبحة من المذابح التي ارتكبت على أرض الجزائر في تلك الحرب المشؤومة، وفي صباحات عزلته كان يتخيّل أحداثاً وقعت في الجزائر في غيابه وفاتته متابعتها فيتوهّم أشلاء مرميّة في الطرقات ويحيك سيناريوهات سوداء.
في مقهى العمّ ستعمل إيفانا نادلةً وقد رأت عرّافة في طالعها تفاحةً مقضومةً وفأسا وسهما يتجه نحو الأعلى، ما يعني أنّ مشكلة في انتظارها وأنها ستتخذ قراراً هاماً وأنها ستعيش حدثاً سعيداً، وهناك سينمو الذي لا يسمىّ بينها وبين سليم الذي سيستدرجها إلى الأدب وتستدرجه إلى الموسيقى، هي التي كانت تستدعيه في استيهاماتها، رغم أنه لم يكن من النوع «المحمود» من الرّجال لديها، فهي تميل إلى الأشداء ذوي البنية القوية، والصوت المجلجل، لكنها لا تمانع في تجريب حظها معه.
لكن العرّافة ذاتها سترى سكينا في فنجان سليم، وستصدق النبوءة حين يستدعينا الكاتبُ إلى مسرح أهوالٍ، في نهاية المطاف، ليصفي في جنون مُخرجٍ الأمور كلّها، مستعينا بالإدهاش لإعفائنا من السؤال.
تتشاجر إيفانا مع «سي أحمد» صاحب المقهى بسبب دين قديم لحبيبها السابق «غوران» الذي عاد إلى حياتها ، ثم تشرع   في كتابة مسرحية مستوحاة من فيلم «هيروشيما، حبي» تروي فيها قصة لقاء بين شابة بوسنية وشاب جزائري يأتي إلى سراييفو لإجراء استطلاعٍ حول المدينة، بُعيد الحرب، فتنشأ علاقة حبّ بينهما. يُحدّثها عن حربه الأهلية وتحدّثه عن حربها أيضاً. نعم هذه هي المسرحية التي انتظرتها: شابان يلتقيان في مقهى شبه فارغ ويتبادلان الأدوار في الكلام وفي الاستماع.
تثير إيفانا غضب سي أحمد الذي يلاحقها إلى الفندق لمعاقبتها وخلال العراك سيتلقى طعنة قاتلة من غوران.
 وسيكتشف سليم أن سي أحمد هو والده الحقيقي، وربما استدرجه إلى سلوفينيا ليعوّض أبوّة خانها، سيكتشف أن أمّه الحقيقية ماتت أو بالأحرى قُتلت (قتلها الأب) وأنه عاش حياة مزوّرة بهوية ليست هويته، وكان عقاب الأب مقتلة شنيعة في أرض بعيدة والعيش لفترة قصيرة قرب ابن لا يبادله مشاعر الابن.
عاد سليم إلى الجزائر، عودة لا تشبه عودة «مصطفى سعيد»، لأنه سيؤسّس جريدةً مع صديقه فتحي وأهم من ذلك سيشرع في كتابة نصّ حميم.
سينشر سليم في جريدته سلسلة تحت عنوان «الناجون من الطوفان... بين الجزائر والبلقان» يمزج فيها بين سيرته وسيرة إيفانا، وستعرض إيفانا مسرحيتها مضيفةً اسم سليم إلى الأفيش كأمانة منها على مساعدته لها.
وربما استعاض راويا الحطب بالكتابة عن حياةٍ لم تمض على الوجه الصحيح، وربما عالجا جراحهما بالكتابة ذاتها التي ثبتُ في انطولوجيات العذاب أنها أحسن طريقة للعلاج.
وبعد
صاغ سعيد خطيبي عالمين متوازيين في رواية واحدة، مقدماً مصائر معذّبة بحربين عبثيتين، لكنّه في الوقت ذاته عقد مقارنات ذكية، غير مرئيّة بين المصائر الجمعيّة في دولتين كبيرتين ربطتهما علاقة صداقة وجمعتهما إيديولوجية في مرحلة تاريخية، قبل أن ينزلا إلى الجحيم.
 وحتى وإن كان الكاتب قد حافظ على شخصياته الأثيرة (المثقفة) التي ظهرت منذ روايته الأولى «كتاب الخطايا»، إلا أنه أثبت قدراته على تنويع الموضوعات وامتلاك التكنيك والنّفس السردي الذي يمكّنه من العبث بأناقة على مسرح الرواية.






تعليق الخارجية الصينية على الأوضاع في الجزائر

أخبار الوطن
19 مارس 2019 () - إ.ب
4704 قراءة
+ -
عبرت الصين على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصيني "قنغ شوانغ" خلال مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء عن ثقتها في أن الجزائريين يتمتعون بالحكمة والقدرة في البحث عن الطريق التنموي الذي يتفق مع الظروف الوطنية الجزائرية، مشيرا إلى أنها تتطلع إلى دفع العملية السياسية في داخل الجزائر بصفة سلسة ومستقرة.
وقال "قنغ" حسب ما نقلت إذاعة الصين الدولية خلال تعليقه على إعلان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بعدم مشاركته في الاستحقاقات الرئاسية المقبلة، وما تشهده الجزائر من مظاهرات واسعة النطاق ضد استمرار حكم الرئيس بوتفليقة، قال إن الصين قد لاحظت تخلي الرئيس بوتفليقة عن المشاركة في انتخابات المقبلة وفتحه لحوار وطني شامل لتعزيز العملية السياسية، مضيفا أن الجزائر دولة لها تأثيرات في إفريقيا والعالم العربي، ويرتبط استقرارها بالمصالح الأساسية للشعب الجزائري والسلام والأمن في المناطق المحيطة، مشيرا إلى أن بلاده تلتزم دائما بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، معبرا عن ثقة الصين في أن لدى الشعب الجزائري حكمة وقدرة ليبحث عن الطريق التنموي الذي يواكب الظروف الوطنية الجزائرية.

في نفس السياق

موسكو تحذر من التدخل الخارجي في الجزائر
مباشر: أهم أحداث اليوم
مساندة ماكرون لبوتفليقة ليست بالمجان!
السلطة تستثمر في "التخويف" لإجهاض مسيرة الجزائر

مسؤولون ورجال أعمال يسارعون لتصفية أملاكهم

أخبار الوطن
18 مارس 2019 () - سمية يوسفي
90514 قراءة
+ -
عرض الوزير الأول المستقيل، أحمد أويحيى، فيلته المتواجدة بأعالي حيدرة قرب مقر الأفالان للبيع، في الوقت الذي سارع رجال الأعمال والمال المحسوبون على النظام، الأيام الأخيرة، إلى عرض ممتلكاتهم العقارية للبيع، بعد أن تعذر عليهم التصرف في ممتلكاتهم العينية من شركات وأصول منقولة تخضع لإجراءات إدارية معقدة ومطولة.
 أكدت مصادر موثوقة لـ”الخبر” أن الوزير الأول السابق، المستقيل بعد اندلاع الحراك الشعبي، يكون من المبادرين إلى بيع عقاراته في الجزائر بعد أن عرض فيلته المتموقعة في حي راق بحيدرة للبيع بسعر سيكون أضعاف أضعاف ما دفعه للخزينة العمومية عندما تنازلت له مديرية أملاك الدولة عن هذه الفيلا بسعر رمزي، وهو ما اعترف به أحمد أويحيى شخصيا في ندوة صحفية نشطها سنة 2004، في سياق التحضير للانتخابات الرئاسية التي كللت آنذاك بتمديد العهدة الثانية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
وقالت المصادر ذاتها إن سعر فيلا أويحيى الفخمة المعروضة للبيع لا يقل عن 50 مليار سنتيم، بحكم موقعها الاستراتيجي بأعالي العاصمة قريبا من مقر الأفالان، حيث كانت هذه الأخيرة مقرا لسفارة يوغوسلافيا سابقا.
وتأتي هذه التحركات لتؤكد مخاوف مسؤولين في السلطة ورجال الأعمال والمال من ارتدادات الحراك الشعبي المطالب برحيل النظام ورجالاته جميعا، لاسيما بعد رفض الشعب لتمديد العهدة الرابعة للرئيس المنتهية ولايته، عبد العزيز بوتفليقة، وتعيين وزير الداخلية السابق في حكومة أحمد أويحيى، نور الدين بدوي، كوزير أول سيشرف على المرحلة الانتقالية المقبلة. وارتبطت في السنوات الأخيرة أسماء مجموعة من رجال الأعمال بشكل واضح بمحيط الرئاسة، وفي مقدمتهم رئيس منتدى رؤساء المؤسسات، على حداد، الذي يحرص في كل المناسبات على الظهور بجنب شقيق الرئيس ومستشاره الخاص، سعيد بوتفليقة، كعلامة على الصداقة القوية التي تجمعهما. وتحول علي حداد، بفعل هذه الظروف، إلى أحد أكبر النافذين في البلاد، بتسييره لمنتدى يوظف أكثر من 40 مليار دولار في الاقتصاد الوطني، بحكم العدد الكبير للشركات الخاصة والعمومية الذي تجاوز الألف شركة أجبرت على الالتحاق بالمنتدى بتعليمات فوقية ودفع مبالغ اشتراكات سنوية معتبرة، استغل الجزء الكبير منها في تمويل الحملات الانتخابية للعهدات الأربع لبوتفليقة.
وكشفت المصادر ذاتها عن حيازة علي حداد لوحده أكثر من 30 شركة اقتصادية وتجارية وحتى إعلامية تنشط في جميع المجالات أهمها الطاقة، بعد أن نجح في امتلاك 17 بالمائة من أسهم شركة “فرتيال” المختصة في صناعة الأسمدة، ليطمح بعد ذلك في الاستحواذ على نصيب أسهم الإسبان في هذه الشركة الممتلكة بالأغلبية من طرف سوناطراك. حداد الحاضر أيضا بقوة والفائز الأكبر بصفقات قطاع الأشغال العمومية كان يترأس قائمة رجال المال المطالبين بفتح الاستثمار في القطاعات الاستراتيجية كالنقل الجوي والبحري، للرفع من عدد شركاته التي سيعجز حاليا عن تصفيتها بعد محاصرته من الحراك الشعبي.
وسبق للمعارضة أن اتهمت رجال الأعمال والمال بالتغلغل في مفاصل الدولة وتأثيرهم على القرارات الاقتصادية والسياسية المتخذة من طرف المسؤولين والوزراء المشرفين على مختلف القطاعات، ما سمح لهم بالاستحواذ على عدد كبير من الشركات العمومية في إطار الخوصصة المعلن عنها من طرف الحكومات المتعاقبة، التي تغير عنوانها بعد ذلك دون المساس بمضمونها، لتركز خطابات المسؤولين على تشجيع الشراكة بين القطاع العام والخاص، بفتح رأسمال الشركات العمومية للخواص.
كما سمحت الامتيازات والإعفاءات الجبائية الممنوحة لعدد محدود من رجال الأعمال المقربين من المسؤولين في السلطة بتحقيق أرباح معتبرة، بعد إصدار قوانين مالية خيطت على مقاس مصالحهم، جعلتهم ينجحون في إنشاء عدد هائل من المؤسسات في العديد من القطاعات، وبالأخص في صناعة السيارات وتسويقها، بعد أن أعلن أويحيى عن قائمة مفتوحة لأربعين متعاملا اقتصاديا من أصحاب المال، رخص لهم بفتح مصانع لتركيب السيارات في الجزائر، قرار أخفق في تقليص فاتورة الاستيراد بعد أن سجلت واردات هياكل السيارات ارتفاعا قياسيا بأكثر من ثلاثة ملايير دولار سنويا.
ويبقى السؤال مطروحا إن كان رجالات النظام من المصنفين في قائمة المغضوب عليهم من الشعب الجزائري سينجحون في تجاوز سحابة الحراك الشعبي والإفلات من مقصلة الحساب قبل العقاب؟





المثقّف و الشارع

أثار الحِراك الشّعبي الّذي تعيشه الجزائر منذ 22 فبراير 2019. الكثير من الأسئلة حول مكانة ومكان ودور المثقف في الحياة السياسية، وحول التحاقه مؤخرا بالشارع والمسيرات. فالمثقف الّذي كان يكتفي بالكتابة والتنظير من وراء مكتبه أو من وراء شاشة الحاسوب. وأحيانا من وراء ميكروفونات الإذاعات أو استوديوهات التلفزيونات، فجأة انخرط وانغمس واندمج في الشارع. ترك أريكته ومكتبه ونزل إلى الشارع. يمشي جنبًا إلى جنب مع الجماهير من مختلف الشرائح والفئات. المثقف ابن كتاباته ومقالاته وتنظيراته، وجد نفسه ابن الشارع، رفيق وزميل الجماهير، يُساهم في الحِراك بالمسيرات والوقفات.
استطلاع/ نوّارة لحـــرش
حول هذا الشأن "المثقف والشارع"، كان هذا الملف في عدد اليوم من "كراس الثقافة"، مع مجموعة من الأكاديميين والمثقفين، الذين تناولوا المسألة من جوانب مختلفة لكن وِفقَ سياقها الحالي/سياق الشارع والحراك الشعبيّ.
عبد القادر رابحي/ شاعر وناقد وباحث أكاديمي –جامعة سعيدة
المثقف المُتعالي انخرط في الشارع من أجل إنقاذ نفسه
ما اصطلح على تسميته بالشارع، وهو في حقيقة الأمر ليس غير المجتمع في حالته الواقعية التي تستمد وجودها من المعيش اليوميّ والمُكابدة الحياتية، كان إلى وقتٍ قريب جدا مَحلّ سخرية واستهزاء من طرف ما اصطلح على تسميتهم بالمثقفين، إذا ما اعتبرنا بأنّ المثقف هو من يُنتج خطابات ثقافية وإبداعية ويكون له رأي في قضايا المجتمع الّذي ينتمي إليه.
هذه السخرية والاستهزاء بالمجتمع وبطبقاته الدنيا، ليست جديدة كما أنّها ليست وليدة صدفة وليست نتيجة خطأ في التحليل الّذي باغتته أمور هامة لم تكن مَحلّ توقف منطقي عند المثقفين. إنّها حقيقة تاريخية طالما وظفها المُثقف الجزائري النخبوي وهو يحدد علاقته بما اعتبره دائما طبقات شعبية بسيطة تُعرقل مهمته الأساسية في نشر الوعي والوصول إلى مبتغاه الإيديولوجي في تحقيق مجتمع كما تريده له الأفكار التي يؤمن بها مهما كانت التوجهات التي تحملها هذه الأفكار.
لقد كوّن المثقف النخبوي الجزائري -من غير التعميم ومع احترام الحالات الصادقة وهي موجودة- خلال تتبعه المُتعالي لحِراك مجتمعه عبر التاريخ المُعاصر سِجلا حافلا من المقولات التي أصبحت معالم تضيء غوامض خِطابه الفكري والإبداعي المليء بالمفارقات والانزلاقات والتصورات التي أثبت التاريخ خطأها، والتي تُؤكد أنّه، وفي حالة لحظات تسارع عجلة التاريخ، أنّ النُخب المُثقفة في واد والمجتمع الّذي يدّعون الانتماء إليه في واد آخر.
تُثبت الكتابات الافتراضية على وسائل التواصل الاجتماعي حاليًا أنّ هذا الشارع كان، إلى وقتٍ قريب، يُوصف بأقذع الأوصاف من طرف نُخب مُثقفة مُتعالية تعودت على إعطاء الدروس من منصات فوقية تنظر إلى المجتمع وكأنّه أداة مُعرقلة لطموحات المثقفين الحالمين التي بلغت ذروتها في تحقيق الريع المادي والمعنوي من خلال الاستيلاء على واجهة المشهد والانفراد به لمدة أكثر من ثلاثين سنة، وهي مدة لا يصدقها العقل، ولم تلعب حتى في السينما كما يُقال، ولم تُتح حتى للمثقفين الكبار في أُمم تحترم الفعل الثقافي الواعي وما يجب أن يكون عليه من تداول، ورغم ذلك، فإنّها تُعامل المجتمع بمنطق "الكولون" الاستعماري، من خلال وصفه بـ"الغاشي" و"القطيع" و"الوانتوتريست" والشعب الجاهل الّذي لا يحترم النظافة ويفضل ضجيج الملاعب على قراءة كتبهم، ويُقاطع دور السينما، وما إلى ذلك من التفوهات التي تنم عن منطق مُتأزم في فهم جدلية المجتمع، وصَمَمٌ في التعامل مع حركيته التي هي حركية طبيعية تستندُ إلى التعاطي المصلحي الرزين مع التقلبات التاريخية والاجتماعية، وتُحقق بممكناتها المحدودة التوازنات الهشّة التي تحفظ بقاءها وسيرورتها.
المشكل الكبير، أنّه وفي لحظات التسارع التاريخي، نجد السيناريوهات التي قدمتها النُخب المُتعلمة والمُثقفة في مراحل تاريخية سابقة من أجل إنقاذ نفسها من أحكام التاريخ القاسية، هي نفسها التي تقدمها النُخب المُثقفة الحالية وهي ترى فاعلية الحِراك الّذي تعاملت معه بالأمس فقط بمنطق العزوف والتردّد والريبة والشك، يُقدم درسًا مُناقضًا تمامًا لِمَا ادعاه ولا يزال يدعيه الكثير منهم. غير أنّ التحوّل الكافكوي للعديد من المثقفين النخبويين قد بلغ أشده وهو ينتقل من حال إلى حال في أقل من سرعة البرق وبأقصر الطرق. هذا ما أصبح يُسمى بـ"الركمجة" التي نحتها الشارع من جملة (ركوب الموجة) للتعبير عن انزعاجه الشديد ممن كانوا ولا يزالون يعيّرونه بأقذع الأوصاف. ربّما ينسى المثقفون النخبويون أنّ عصر الثورة الرقمية لا يتيح إمكانية التستر على هذا النوع من التحوّل كما كان مُمكنًا سابقا بما مارسه الكثير من المثقفين النخبويين السابقين من تزييف للتاريخ وتزييف للوعي وما وفره من سلطة معنوية ادعى فيها المثقفون النخبويون أنّهم هُم من خططوا لبناء القُبة السّماوية، وأنّ الشارع وأبناءه البسطاء كانوا مجرّد بنائين ومساعدي بنائين في مقاولاتهم التي تعمل بالمناولة.
أحمد دلباني/ كاتب ومفكر –جامعة بسكرة
المثقفَ المسكونَ بالنرجسيَّة وجد نفسه مدعوّا إلى إعادة ترميم الجسور المنسوفة
يحسنُ بنا عند الحديث عن النخبة وعلاقتها بالشارع أو الحياة العامة أن نزيل، أولا، لُبسًا شائعًا في أدبياتنا يتمثل في الخلط بين مفهومي الكاتب والمُثقف. إذ ينبغي أن نتفادى المُطابقة بين الإبداع والمشاركة الفاعلة في الحياة العامة. فنقول في كلمةٍ: إن كانت قضية المُبدع - كاتبا كان أو فنانا- هي العمل الفنيّ، فإنَّ قضية المُثقف هي الإنسان. يُعرَفُ المُبدع بأعماله الإبداعية–الفنية بينما يتميَّز المُثقف بمدى نجاعة تدخله في الشأن العام مُدافعا عن قيم الحرية والعدالة والحقيقة المتخلصة من تأثيرات السلطة. وبغرض التوضيح أكثر لا أجدُ أفضل من ذلك التمييز الشهير الّذي أقامه سارتر بين رجل التقنية والمُثقف عندما أورد مثال عُلماء الذرة. فهؤلاء العلماء حتى لحظة صنع القنبلة النووية في مُختبرهم لم يكونوا إلاّ رجال تقنية وموظفين. ولكنّهم لحظة تفطنهم إلى خطورة استخدام إنجازهم العلميّ على الحياة البشرية وإمكان تهديده للسلام العالمي وتحريرهم عريضة ينبّهون فيها إلى مخاطر العصر النووي وقيامهم بمسيرةٍ للضغط على السلطات وتنبيه الرأي العام فهنا تحولوا مباشرة إلى مثقفين. موقفُ المثقف انخراط وتدخل في الحياة العامة باسم القيم. ولعل اعتبار الكثير من المؤرخين والمفكرين رسالة إميل زولا الشهيرة "إنّي أتهم" سنة 1898 إعلانا مشهديا عن ميلاد المُثقف له ما يُبرّره. فزولا الروائي المُبدع تحول إلى مثقف عندما تدخل في الشأن العام مُدافعًا عن الضابط دريفوس المُتهم ظلمًا، بدوافع عنصريةٍ، بالتعاون مع العدو الألماني.
يُشاعُ، عادةً، عن النخبة عندنا تعاليها وانفصالها عن الواقع وغرقها في عوالم التنظير والتفكير الّذي يعيشُ عزلته الطوعية عن عالم الناس ونبض الشارع. كأنَّ التفكيرَ كان يتطلبُ كلّ تلك النزعة الأرستقراطية التي تجعل المُشتغل بالفكر يرتدي الرودنجوت ولا يلامسُ الأشياءَ إلاّ بقفازات النظرية التي تتأففُ من مراجعة نفسها أمام هيولى الواقع وتعقيده. ولكنّني أعتقدُ أنَّ هذا الأمرَ ليس شيئا يستأثرُ به مفكرونا ومثقفونا وإنّما هو ظاهرة تكادُ تكونُ عامة اعتبارًا من أنَّ الفكرَ –خصوصا في أشكاله الإيديولوجية المُغلقة– لا يستطيعُ أن يتنازل بسهولةٍ عن مُسبَّقاته ومنطلقاته حتى إن أثبتت التجربة بُطلانها أو فشلها. وربّما لم ينتبه الكثيرون إلى ضرورة أن يظل التفكيرُ مُنفتحًا على مُفاجآت ومآزق التاريخ إلاّ قبل عشرياتٍ يوم تفككت منظوماتُ الفكر الأحاديّ الشموليّ كاشفة، بذلك، عن عُنفها البنيويّ إزاءَ الآخر المُختلف وأمام فسيفساء العالم العصيّ على القولبة داخل خطاطات النظرية الخلاصية التي انتظرت، طويلا، تلك "الصباحات التي تغني" ولم تُنتج إلاّ الغولاغ؛ أو عندما تمَّ دك حصون العقل الإمبريالي وفضحُ مركزيته وعنصريته. ومن حسن الحظ أنَّ هذا الأمرَ كان في أساس تدشين عهد الفكر النقديّ/التفكيكيّ الّذي حمل على عاتقه مراجعة عنجهية الموروث الفكري والفلسفيّ الّذي مارس استبعادًا ونبذا وحجبا للحقيقة انتصارًا لإرادة القوة والهيمنة لا غير.
لقد نبَّهنا منذ مُدَّةٍ -ونحنُ نتأمّل في دلالات ومآل الانتفاضات العربية التي تمَّ تعميدها باسم "الربيع العربيّ"- إلى أنَّ تلك الأحداثَ المفاجئة لم يتوقعها أحدٌ من المُثقفين ولم يُسهموا فيها ولم يكتبوا بياناتها. كأنَّ النخبة كانت مصابة بـ"مرض التوحد". كان الحدثُ الكبيرُ مُربكا وكاشفا عن تراجع دور المُثقفين وتحليلاتهم المُستهلكة التي ارتطمت بصخرة الواقع غير المعروف جيّدًا والمحجوب تحت سُمك النظريات والمقاربات المتراكمة والمُنتهية الصَّلاحية. لقد لاحظنا أنَّ أهمَّ شيءٍ كشف عنه الحِراك العربيّ، حينها، هو الطابع العولميّ على اعتبار أنَّ الحدثَ كان وليدَ وسائط الاتصال الجديدة والتنظيم التلقائيّ للمنتفضين وهو ما جعل التاريخ يتحرَّرُ من مركزية المؤلف والقائد والزعيم والإيديولوجية التحريضيَّة. لقد رأينا في ذلك طبعة عربية ممَّا سمَّاه الناقدُ الفرنسيّ رولان بارت "موت المؤلف". لقد تحرَّر التاريخ، بمعنى ما، من مفاهيم النخبة والطليعة وشهدَ تراجع أدوار المؤلف التقليديّ: بطلا كان أو قائدًا أو مُثقفا أو نبيا يكرز بالخلاص التاريخيّ من الاستلاب والاغتراب. ولكن ألم نشهد تكرارَ الأمر نفسه في الجزائر اليوم مع هذا الحِراك العظيم أيضا وبذات الأساليب؟ هذا ما يجعلنا نطرحُ مشكلة علاقة المُثقف بالشارع والحياة أو بالواقع المُتحرّك عمومًا. فمن المعروف أنَّ المثقفَ المسكونَ بالنرجسيَّة والتعالي والانغلاق داخل أسوار اهتماماته الخاصة يجدُ نفسه اليوم مدعوّا إلى إعادة ترميم الجسور المنسوفة بينه وبين عالم الناس كي يُحسنَ تمثيلهم والحديثَ باسمهم دون وصايةٍ. لقد تزعزعت صورة النخبة التقليدية التي كانت تقدّمُ نفسها بوصفها تمثل صوتَ "من لا صوت لهم" أو باعتبارها حاملة لمشاريع خلاصيَّة. فالمثقفُ يدرك اليوم أنّه بعيدٌ كل البُعد عن تمثيل ذلك الدَّور وأنَّ عليه أن يُراجعَ علاقته بالمجتمع والواقع من خلال تجاوز التحنط داخل مقولاته وأطره النظرية التي لم يُسهم، بكل تأكيد، في إنتاجها. على المثقف الجزائريّ -البعيد عن إنتاج المعرفة والاستشراف- أن يتحلى بفضائل الإصغاء الجيّد إلى دبيب الواقع المتفجر بمعزل عن الشعارات الصاخبة المُستهلكة كي يُحسنَ احتضان لحظة الولادات الجديدة وإدراك فرادتها. إنَّ الأحداثَ العظيمة المُفاجئة كانت دوما مناسباتٍ للمثقفين كي يُعيدوا ترتيبَ علاقتهم بالواقع ومراجعة مواقفهم ونظرياتهم ومقارباتهم. فقد دفعت ثورة الطلاب الفرنسية ذات أيار/ماي 1968 بكلّ النُخب إلى تجديد خِطابها وإعادة التفكير في الحدث ودلالاته التي رمت في الظل ببعض الفلسفات النظرية السَّائدة ومواقفها من التغير وحركية التاريخ. نتذكرُ، مثلا، كيف واجه بعضُ الطلبة المنتفضين أستاذهم البنيويَّ جاك لاكان بمقولة لوسيان غولدمان الشهيرة: "إنَّ البنيات لا تنزل إلى الشارع" وهو ما كان فاتحة لإعلان إفلاس البنيوية وانسحابها التدريجيّ من المشهد الثقافيّ والسياسيّ لكونها فلسفة تلغي التاريخ والإنسان الفاعل ولا يُمكنها استيعاب لحظة الثورة. إنَّ الحدثَ العظيمَ يجتاحنا وهذا ما يجبُ أن يكونَ مناسبة لإعادة التفكير في التعاطي مع الشارع والشعب وحيوية المجتمع الناهض الحالم بعالم خال من الأبوية الفجة والوصاية والانسداد. علينا التفكير الجديّ في ممكنات جديدةٍ للعمل والمبادرة والتعبير عن جنون التطلعات وشاعريتها بمعزل عن مركزية الذات التقليديَّة المفكرة التي سقط خطابها.
محمّد بن ساعو/باحث أكاديمي- جامعة سطيف2
الحِراك جعل المثقف بحاجة إلى إعادة قراءة مجتمعه
انطلاقا من أنّ المُثقف فاعل يتجاوب مع قضايا مجتمعه، في محاولته لتجسيد جملة الأفكار والقيم التي يشتغل عليها بترجمتها على أرض الواقع، والتي تتشكل أساسًا من حاجة المحيط الّذي يعيش فيه، فإنّه يفترض منه أن يقف في قلب الحياة مُمارسًا للنضال ليس كتابةً وتنظيرا فقط، وإنّما فِعلا كذلك، إذ لا يمكن لفكرة أن تتجسد دون مُرافقتها، تمامًا مثل العلوم التجريبية حيث يتنقل الباحث رفقة فرضياته ومعطياته من مرحلة لأخرى إلى غاية الوصول إلى النتيجة المُنتظرة. وإذا كان الكثير يذهبون إلى نفي هذه العلاقة في مدخلات ومخرجات الثقافة فيما يتعلق بواقع الناس، لأنّ المُثقف –حسبهم- يقبع بعيدا عَما يعيشه المجتمع وما يطرحه من قضايا ترتبط بواقعه واهتماماته، فاعتكافه في برج بين كومة كُتبه ونظرياته المثالية، يُعمّق انفصاله عن الحياة العامة ويقطع صلته بهموم محيطه، وبذلك فهو لا يسهم في التأسيس للوعي بالحرية والنضال من أجلها؛ غير أنّ الحقيقة التي نتجاهلها هي أنّ المثقف باختلاف مستويات حضوره في المشهد الجزائريّ وبغض النظر عن موقعه من الفئات الشعبية، فإنّه يسهم في صناعة الوعي الّذي جسّدته المظاهرات الأخيرة، وهي حقيقة لا يمكن القفز عليها، لأنّ عيّنات مُهمة من المثقفين وفي قطاعات مختلفة كانت طيلة سنوات تواجه السلطة بُطرق متعدّدة كالإضرابات والاعتصامات والاحتجاجات وحتى مغادرة الوطن، وهي كلها أشكال نضالية تنعكس بطريقة معينة على توجهات المجتمع وسلوكه المستقبلي، رغم أن الإعلام –المُوجّه- حاول أن يُقدّم صورة مشوهة ومختزلة عن هذه الآليات التي يجسّدها المُثقف.
لا ننكر أنّ المثقف الجزائريّ النزيه كان لعقود طويلة غائبًا –أو مُغيّبًا بالأحرى- عن الشأن السياسيّ، والأمر يرجع لأسباب كثيرة لا يتّسع المجال لسردها، ولا بدّ أنّ نتيجة هذه العلاقة الباردة بين الطرفين انعكست حاليًا على الحِراك الّذي يعرفه الشارع، بحيث أنّنا نتحسس وجود أزمة اقتراح عميقة لتأطير –وليس لتمثيل- الحِراك. وبمعنى آخر أنّ المُثقف الّذي جعلته الظروف الحالية يتصالح مع الشارع وجد نفسه وكأنّه بحاجة إلى إعادة قراءة مجتمعه من جديد وفهمه، لقد وجد نفسه أمام مظاهر جديدة وسلوكيات غير تلك التي كان ينمّط بها كتاباته وأحاديثه، فلنقل أنّه تفاجأ، لكن هذا لا ينفي أنّه ساهم في هندسة المشاهد التي قدّمها الجزائريون في الساحات والفضاءات العامة لأنّ هذا المستوى من الوعي لا يمكن أن يكون وليد الصدفة.
على ضفة أخرى هناك من يعتبر المظاهرات والوقفات السلمية التي تبنّت مطالب شجاعة بمثابة نهر "الغانج" الّذي يحج إليه بعض المثقفين لغسل خطاياهم وذنوبهم التي اقترفوها في فترات معينة بابتعادهم عن اهتمامات المجتمع وعدم تبنيهم لقضاياه أو الوقوف في الصف الآخر، كما يعتقد آخرون أنّها فرصة لبعضهم من أجل الحصول على مكاسب معينة في الفترة المُقبلة، وبالتالي فإنّ تحركاتهم من أجل التموقع أو إعادة التموقع. لكن بغض النظر عن خلفيات هذا الزحف نحو الشارع، فهي فرصة تاريخية لاستعادة العلاقة بين المثقف والمجتمع، فلا شارع دون قوة اقتراح من المثقفين، ولا مثقفين دون روح شعبية تتجسد في كتاباتهم وتطلعاتهم، وبهذا يتحقق عبرهما المعنى الحقيقي للنضال المؤسس على رؤية.
يبدو أنّ ما تشهده الساحة الجزائرية مؤخرا أفرز تقسيما جديدا للمثقف، يرتبطُ أساسا بمدى تجاوب المثقف مع صوت الشعب، لقد اختفت أقلام معينة وفضّلت الاحتجاب عن الأنظار، في حين سعت بعض الأسماء –على قلتها- إلى كسر الحِراك بطريقة غير مباشرة وبحجج تدل على أنّ أصحابها فشلوا في استيعاب التحولات التي شهدها المجتمع الجزائريّ والتي أفرزت هذه الحركة داخل التاريخ، فضلا عن المثقف المُتجاوب الّذي أشرنا إليه سابقا.
لقد جسّد نزول المثقف إلى الشارع ومقاسمة المتظاهرين للطقوس التي صنعوها فضيلة  ستسهم لا محالة في تصحيح العلاقة وتصويب المسار، لأنّ تماهي صوت المثقف مع الشارع شكّل ثورة راقية ليس على نظام سياسي أو ممارسات بعينها، بل على حواجز متوهمة وصور نمطية أخذها كلّ طرف عن الآخر، وهي رسالة قوية لعديد الأطراف. لقد كان لحضور المثقف في الشارع ومرافقة الشباب بصمة خاصةّ، وبذلك أصبح الشارع فضاءً للالتقاء والنضال المُشترك، وسيكون حتمًا مُلهِمًا للمثقفين والكتّاب في تدوين نصوص جديدة بروح متجدّدة، تؤرخ للتجربة وترافقها بتمهيد طريقها وترميم عيوبها واستشراف مستقبلها، كما سيفتح الشارع زوايا جديدة من النضال المستقبلي بغض النظر عن مآلاته التي نأمّل أن تكون عهدا جديدا.
ميلود حكيم/شاعر ومترجم
الشّارع يسبق دائما المثقف
الحديث عن عودة المُثقّف إلى الشارع فيه بعض الالتباس، ذلك لأنّ عودته ليست عودة الفِعل، ولكنّها عودة الذوبان فيما تجاوزه، والبحث عن موقع داخل الهدير الجارف. أي رفع المجهولية التي كان فيها إلى أقصاها، لأنّ المثقف غائب عن المشهد العام منذ زمان طويل، وليس المجال هنا لتحليل أسباب هذا الغياب ونتائجه. بل إنّ بعض المثقفين لم يكونوا أبدا في صفّ الشعب، واتهموه بشتى التُهم، وهُم اليوم يسيرون معه لأخذ السيلفيات كي يحاسِبوا بها ذات يوم، أو يجعلوا منها شهادة تبرئة للذّمّة. إنّ المثقف في الجزائر مُغَيَّبٌ بإرادته أو من دونها، على الأقل منذ الاستقلال، بسبب مُمارسات سلطة أبدعت في تحييده، من منطلق الخوف منه، وتشويه صورته وتخوينه، واحتكرت مجال الثقافة لتسمح ببروز المُثقّف المُوظّف الّذي لا يمكنه أن يكون مُثقفا نقديًا. إنّ ما يحدث الآن هو فرصة تاريخية للمثقف كي يعيش تجربة تطهير وغسل لِمَا تراكم عليه وعلى خِطابه من تشوّهات ومسوخ وغموض، وضعه باستمرار بعيدا عن الأسئلة التي تعتمل في المجتمع، وعن الرهانات التي تنتظر الفهم والتحليل والاقتراح، في محيط لا يكفّ عن التغيّر والتحوّل. إنّ ما نلاحظه في المجال الثقافي عندنا هو فرديات ثقافية لم تتشكل أبدا في نسيج كفيل أن يجعل منها قوة اقتراح وتحويل، لأنّ المؤسسات التي يُفْتَرض فيها احتضان هذا العمل مُفكَّكَةٌ أو لم توجد (الجامعة، مراكز البحث، المخابر، المجتمع المدني المنظم، الفضاءات الثقافية التي تكون خارج سلطة الدولة....). ومن أعطاب المُثقف أنّه انفصل شيئا فشيئا عن مجتمعه، وبقي مُنكفئا في زاوية بعيدة، يعيش الرغبة في الخلاص الفرديّ، والمجد النرجسيّ، من خلال إبقاء الوضع الثقافي في الجزائر مُرتبطا بجدلية المركز والأطراف أو المحيط، لأنّ ما يهُم هذا المُثقف هو أن يُقْرَأ في المركز الغربي (الفرنسي خاصة) أو المشرقي ليُعَاد تصديره إلى الجزائر مُشَوَّهًا أو أجنبياً، حتى أنّ الكثير من هؤلاء إمّا تغَرّبّوا أو تشرّقوا لإرضاء قارئ المركز. ولم يسعوا مثلما فعل المثقفون في بلدان كثيرة إلى الثورة على المركز والتحوّل إلى مركز أنفسهم وثقافتهم.
إنّ ما هو موجود في المجال الثقافيّ الجزائريّ "هو نُتَفٌ أو سديم ضبابيٌّ، يتكوّن من مجموعة من الأفراد، بدون أي نسيج فكريّ وثقافيّ يربط فيما بينهم" كما قال مرّة الراحل عبد القادر جغلول. لهذا نعود دائمًا في الجزائر إلى السؤال عن غياب أنتلجانسيا، إذ ما هو موجود هُم مثقفون مُعلّقون في الفراغ، لا يمنحون فكرا راسخًا في تربتهم الأولى، ولا يُقدمون الاستشراف الّذي يسمح لمجتمعاتهم بجعلهم منارات تضيء لهم الطريق الطويل إلى الحداثة. إنّ المنعطفات الكبرى في الجزائر بعد الاستقلال، كانت دائما مُحَرَّكة بالمطلب السياسيّ الاجتماعيّ، والإخفاقات التي تبعتها كانت نتيجة لعدم القدرة على قراءتها وتحليلها ووضعها في أفق التحولات. المطلوب الآن ليس فقط النزول إلى الشارع، والسير مع الجموع، لكن طرح البدائل، وإعادة بناء النسيج الثقافي، في ضوء حركية التاريخ، وتجديد الخِطاب الثقافي والإبداعي، والثورة على كلّ أنواع الرقابة، وتحرير الكِتابة من القيود الوهمية، والترسبات المرضية للأنوات المُضخمة، ولفانطاسمات الخصاء والسادومازوشية. يجب الخروج من الرعاية الخانقة للدولة للفعل الثقافي واستعادة الفضاءات الثقافية لتُمارس فيها الثقافة الجديدة، التي تنتصر لقيم المواطنة، والحرية والاختلاف، ضدّ كلّ الولاءات المقيتة لكلّ أنواع السلطة. هنا لا بدّ للمثقف النقديّ الّذي ينصت للمجتمع ويفهم حركاته أن يظهر ليصوغ التحولات، ويستشرف الآتي.
ما نجده للأسف هو أنّ الشّارع يسبق دائما المثقف الّذي يلحق به لاهثا، في الوقت بدل الضائع، لا لينخرط في الحركية، بل ليبرّر فقط أنّه موجود، ويُدافع عن نفسه من تهمة الانعزال والاغتراب عن هذا الشعب. ما يجب تفكيكه أيضا، بما أنّ الثقافة هي تفكير الجسد الاجتماعي، هو تلك الأعطاب التي شوّهت صورة المثقف، الّذي لم تعد تهمه سوى نرجسيته، واستسلامه لآلة الإشهار والشهرة بأيّ ثمن. هنا لا بدّ من شجاعة رهيبة لنقد الذات، وإعادة بناء تاريخنا الثقافي بطريقة مختلفة، من خلال طرح الأسئلة المسكوت عنها واللامفكر فيها، بدءا مِمَا حدث منذ الاستقلال حتى الآن، ومن علاقة الثقافة الشعبية بالثقافة العالمة، وكذا علاقة الثقافة بالسلطة التي احتكرت كلّ الفضاءات التي يُفترض أن تكون مجالا لبروز الأفكار والتصورات والمشاريع. على المثقف أن يستعيد الفضاء العام الّذي صُودر منه ليمنحه الحياة والأمل. وعليه أن يُجدّد خِطابه وحضوره، وأن لا يخون الشعب مرّة أخرى لأي سبب، وأن يبقى وفيًا للمستقبل ولِمَا يبقى. لأنّ ما يبقى يُؤسسه الشهود غير المزيفين. على الشارع الجديد أن يُنتج أدبه وفكره وحداثته الجديدة بأنفاس الحرية والاختلاف المتنور.
عابد لزرق/ باحث أكاديمي وأستاذ بجامعة مستغانم 
الحراك كان صادمًا ومُفاجئا للمثقف
لنعترف أنّنا في سياقنا المحلّي قد فشلنا في نقل الثقافة من الجامعات والصالونات والملتقيات الثقافية والأدبية المُغلقة إلى الفضاء الخارجي، ومهما تكن أسباب هذه الظاهرة وعواملُها فهو حُكم لا يجب أن نجد حرجًا في إقراره. ظلّت الثقافة نُخبويةً ونسقيةَ التفكير والمُمارسة، واستمرّ المثقّف لفترة طويلة مُنعزلا وبعيدا عن الترويج لأفكاره وتوجيه رأي الشارع وعن المشاركة بشكل فاعل ومُباشر في التحدّيات السياسية والاجتماعية التي شهدتها الجزائر المُعاصرة، وغلبت عليه الأنانية المُفرطة وتقديس الذات. عندما كان الشارع في حاجة إلى أصوات نُخَبه ومثقفيه وجدهم معزولين أو منعزلين، مغيّبين أو غائبين، وهامشيين في نقاشاتهم وخطاباتهم. الفعل الثقافي بقيّ مُحافظا على مسافة بعيدة وثابتة وعلى خطٍّ متوازٍ مع خطّ الجماهير، ما أحدث شرخًا كبيرا بين الثقافة وبين الشارع والمجتمع الّذي يحتاج إلى مثقّفين ملتزمين نحوه لا من يسلكون سلوك الدعوة والوعظ والكلام من عَلٍ دون التحام مباشر بقضاياه ومشاكله ورهاناته.
هذا الأمر لم يكن محصورا على الفضاء المحلّي فقط، بل هي حالة ثقافية عامّة تنسحب على المثقّف العربي من المحيط إلى الخليج. وليس من الضروري هنا عقد المقارنات بين المثقّف والمفكّر العربي وبين نظيره الغربي الذي أدّى دوره المُواكِب لكثير من التحوّلات الكبرى التي شهدتها المجتمعات الغربية، ولسنا في حاجة أيضا إلى الاستدلال بالعديد من الأسماء لفتح مجالٍ لهذه المقارنة. اليوم يشهد الشارع حراكا واسعًا وتحوّلا غير مسبوق وجد المثقّفُ نفسه معه مُنجرفا داخل هذا التيّار الجمعي الواعي والسلميّ. عندما تحرّك الشارع تحرّك معه المثقّفُ وانتقل من حالة الكمون إلى لحظة الفعالية الاجتماعية، وهذا قَلْبٌ واضح لموازين المعادلة، لأنّ الثقافة وعالم الأفكار لم يؤثّرا سابقا في الشارع، بل كان هذا الأخير من حرّكهما، وتحرّكت كذلك الجامعة التي ظلّت نسقا منغلقا متعاليا ومترفّعا على محيطه الخارجي. لقد حرّر الشارع المثقّف ونزع من قلبه الشعور بالتوجّس والتقاعس والخوف، ودفع عنه حالة الكمون والترقّب والجمود التي كانت ملازمة له من قبل، بل يمكن الجزم بأنّ حراك الشارع كان صادمًا ومُفاجئا لكثير من النُّخب التي لم تتوقّع أبدا حدوثه ولم تستقرئ مؤشّراته وأعراضه القبلية. ومهما يكن الأمر فهذا الدور الجديد الّذي اضّطلع به المثقّف هو دور عضويّ وفاعل واجتماعي.
في الشارع يحدث التقاء أفكار مختلفة وازدواج بين ثقافتين؛ بين ثقافة نخبوية وأخرى جماهيرية. الشارع يبدع اليوم شِعاراته ويصنع معجمه اللغويّ الخاص الّذي هو في أغلبه ساخر من الراهن السياسي عبر جُملٍ قصيرة مُكثَّفة ومُركَّزة الدلالة تحمل نقدا للسلطة سواء كانت لغتُها مُباشرة أو مُوحية، وبالتالي فهو يُبدع جُمله الشّعرية ويُؤسّس لثقافته الشعبية الناقِدة، وقد اضطّر المُثقف إلى تبنّي هذه الشِعارات وتملّك هذه اللّغة بحبّ واقتناع واضح، ففي الشارع تلتقي كلّ التركيبات والحساسيات المدنية، وتنصهر جميع الفروقات الطبقية والاستقطابات الأيديولوجية ضمن مشهد مُركَّب، بِنيويّ، ومُترابطٍ لا يُفسَح فيه المجالُ للغة التنظير والتحليل التي لم تكن سابقًا في مستوى تطلّعات هذه الجماهير، الأمر الّذي لم يجد معه المُثقّف بُدّا إلاّ المشاركة ضمن هذا المشهد وترك الفعل الثقافي والتحليل النقديّ، الّذي لا تستغني عنه الأمّة في مختلف أحوالها، إلى فضاءات أخرى أنسب له.
عبد الحميد ختالة/ ناقد وباحث أكاديمي -جامعة خنشلة
اندماجه في الشارع يدفع للتساؤل: هل يُحسب له أم يُحسب عليه؟
من المؤكد أنّ الّذي استدعى مناقشة هذه الفكرة هو ما يعيشه الشارع الجزائري من غضب شعبي كبير تمظهرَ في هذه المسيرات الاحتجاجية، وهنا يُطرح السؤال بشدة باحثًا عن دور المثقف في خضم هذا الحِراك الشعبي؟ بمعنى هل تخلّي المُثقف الجزائريّ عن مكانه المعهود خلف مكتبه واندماجه في الشارع ضمن الأمواج البشرية لكلّ أطياف المجتمع هل يُحسب له أم يُحسب عليه؟ وهل شعارات المطالبة بالتغيير هي من الأسباب المُنتجة للحِراك الشعبيّ أم هي نتاجه؟
لعلّ أكبر ما يستدعي إضاءته في هذا السياق هو معنى التغيير في حدّ ذاته، فالتغيير ليس التبديل من أجل خلخلة الثابت فحسب، فالأكيد أنّ كلّ حضارة تؤمن بمبدأ الثابت والمتحوّل كما أشار إلى ذلك أدونيس، إلاّ أنّ التغيير الّذي لا يستند إلى مبرّر عقلي حكيم، فهو مجرّد فوضى تغيب معها الحياة ويتعملق الفساد ويتمظهر معها الخزي في المجتمع، ومن هنا فإنّي أرى أنّ دور المُثقف يجب أن ينطلق من فهم أصوات الشارع وتحليلها من أجل إنتاج أفكار تتجاوز مستوى الشِعار لترقى إلى أن تُصبح مبادئ لا يمكن الاستغناء عنها.
ولذا فأوّل ما يتوجب على المُثقف أن يكون دوره في المجتمع خالصًا من شوائب التشرذم والتحزب دون إلغاءٍ لانتمائه الإنساني الشامل، فمواقف المُثقف قابلة للانسجام فقط مع خط العقل الّذي يُؤمن بالاختلاف والتنوع، مع مراعاة المُشترك البشري فهو يرسّخ التفكير العالم حيث نقطة تلاقي العقل وتلاقح الأفكار، والمقصود هنا هو أنّه على المثقف الجزائري أن يستثمر في هذا التلاحم بين كلّ فئات المجتمع من أجل خلق إطار منهجي يعمل على تقريب الرؤى المختلفة والابتعاد عن كلّ ما يغذي فكرة الإقصاء، التي قد تنسف كلّ المكاسب المُحققة.
الحق، أنّ القيم الأخلاقية في أيّ مجتمع لا تتشكّل من العدم بل هي نِتاج مجموعة من المعطيات والمؤشرات، لعلّ أهمها الموروث الثقافيّ الّذي شكلته أجيالٌ مُتعاقبة، بالإضافة إلى الزخم الدينيّ الّذي يعتبر وعيًا قبليًا لا تستغني عنه البشرية بغض النظر عن حقائقه اليقينية، بل باعتباره أفكارا وأراءً واعتقادات اختيارية، وهنا بالذات يتموضع دور المُثقف من أجل إرساء مرجعية سليمة وصلبة لها القدرة على ضبط بوصلة الحِراك الشعبيّ من أن لا يأخذ مآلات غير محمودة، ولهذا يكون الحِرص على حمل العلم الوطنيّ دون غيره من الرايات من أجل المُحافظة على فكرة الانتماء وتوحيد المرجعية.
إنّ المثقف اليوم ليس هو الذّي جمع الكثير من المعلومات والعديد من اللغات والمناهج والأساليب الحديثة، بل المُثقف من اكتسب القدرة على استثمار ما تعلّمه من أجل بناء فكر يُنظم حياة الإنسانية، ويرفع عنها ما تعانيه من حيف وظلم من خلال معالجة القضايا الفكرية الحاسمة التي تعدّ سببًا رئيسًا في ما تعيشه من تأزم حضاري في واقع اليوم. ففي البدء يتشكل الوعي بالظاهرة لدى المُثقف العضوي ثمّ تتراكم المعرفة لتصنع موقفه الداعم لأيّ توجه، لأنّ أي أمر لا مرجعية له لا يُعوّل عليه.
فدور المُثقف الحقيقي اليوم هو في صناعة الوعي لدى العامة سواء داخل الحِراك الشعبي أو خارجه، وهو القادر على تقويم القيم ومعالجتها، وإنشاء قيم جديدة تسيّر حياة الإنسان وتمتلك قوة حجاجية مقنعة وطاقة استدلالية تجعل العقل يُذعن لها.

Le nouveau single de Gnawa Diffusion : Roho (Partez) !

19 mars 2019 à 17 h 53 min
1
Le groupe Gnawa Diffusion vient de lancer sur la plateforme Youtube, un single, cinglant, intitulé Roho( Partez), à l’endroit du pouvoir gérontologique algérien se fossilisant  face à un peuple, une jeunesse, revendiquant la liberté, la dignité et le changement radical.
Sur un rythme electro-gnawi-berouali, le  leader  de GnawaDiffusion, l Amazigh Kateb, le fils de son père-l’immenseécrivain et dramaturge Kateb Yacine l’auteur de Nedjmaassène des paroles contestataires de Roho, au vitriol, pamphlétaires :
« Roho roho bslama/ partez, bye bye/ prenez avec vous la couronne, le burnous et le turban/ vous avec vous  sidkoum(votre patron) de courte de taille/ détalez avant que le tarif n’augmente/ il n’y a ni calife ni califat/ ô ceux qui manquent de foi et d’hygiène/ nous avons  été patients et vous nous avez traités de froussards/ roho roho(partez), ça y est l’histoire s’est achevée/ nous nous sommes tus 20 ans, c’est top… ».
Hier après-midi Kateb Amazigh avait posté ceci : «  Azul, salam international, voici « Roho », le dernier (nouveau) de Gnawa Diffusion. Les   paroles sont sous la vidéo sur la page youtube . Bonne écoute et un maximum de partage svp! Une belle journée révolutionnaire à toutes et à tous! vive l’Algérie. Roho ! ».

Roho/ Ganwa Diffusion sur Youtube

هامش

تعيشُ الدولة الوطنيّة إحدى أصعب لحظات تاريخها، لحظة قد تنسفُ ما تم بناؤه، ما لم يُسمع صوت العقل في الوقت المناسب، أي قبل الانفلات الكبير الذي يكفّ فيه النّاس عن الاستماع.
لقد ولّد تراكم الإخفاقات الغضب الشعبي الذي دعا «النظام» إلى الرحيل، وهو مطلب مشروع، يحتاج تحقيقه إلى مراعاة عدم الإضرار بالدولة وترتيب تحوّل ديمقراطي دون إراقةِ دماء،  و لا يحتاج الجزائريون في ذلك إلى من يذكّرهم بالحرب الأهليّة، ولا بتجارب الربيع العربي المجهضة ولا إلى من يحذّرهم من خطر، لأن النّخب السياسيّة الحاكمة كثيراً ما استخدمت ذلك في أدبياتها لتبرير ممارساتها  أو لتقديم نفسها كبديلٍ للخراب، في إنكارٍ للواقع تحوّل مع مرور الوقت إلى فخّ .
«الأنانيات» ذاتها قد تنبتُ في مواقع أخرى، إذ لا يكفي «الظهور» في مظاهرةٍ لإثبات جدارةٍ أو محوِ تاريخٍ أو منح «حقّ حصري» للذات في رسم المستقبل، وإصدار الفتاوى على مدار الساعة، لأن الأمر يتعلّق بكل بساطة بإعادة إنتاج للاستبداد.
كما أن اكتشاف الحقّ والباطل لا يتمّ بعد التقاعد، أو بعد نهاية الخدمة، والتظاهر، وحتى وإن كان سلوكاً محموداً، فإنه لا يخفّف الموازين ولا يمسح السّجلات.
وربّما أحال الخطاب العنيف الذي يظهر على مواقع التواصل الاجتماعي وحملات التخوين، بالمناسبة، إلى «سكاكين» قديمة استخدمت خلال ثورة التحرير، ولم تُستخدم في كل مرّة على الوجه الصّحيح، واستخدمت في سنوات الأزمة الدمويّة ضدّ المختلفين عن الطرفين المتناحرين، ومن فضائل الوسائط الالكترونيّة أنّها تتيح فرص «الطّعن الافتراضي» الذي يوفّر على حملة السكاكين مشقّة المرور إلى الطّعن الحقيقي.
هذه الأحقاد الصغيرة التي تُزهر، تبطل مقولات عن الازدهار المفاجئ لثقافةِ العيْشِ المشترك في مجتمعٍ يمرّ بحالة سلامٍ هشّ، لذلك نحتاج إلى إخفاءِ السكاكين وتصفيّة الأحقاد، و نقل «حالات التحضّر» التي ظهرت في المظاهرات إلى حياتنا اليوميّة و إدامتها، إذ لا يعقل- مثلا- أن نحترم المرأة في المسيرة ونسيء لها بعد ذلك.
والحاصل أنّ الحركات الشعبيّة تُتيح للأمم لحظات «جنون جماعي» تمكّن من التخلّص من المكبوتات والمخاوف، وتتيح فرص التقدّم إلى الأمام إذا تمّ تصريف الجنون عوض السقوط فيه.





" لله ما أعطى ولله ما أخذ "
الأستاذ الفاضل أستاذ وعالم الإجتماع البروفيسور والأديب "حسان الجيلاني " في ذمة الله..
« إنا لله وإنا إليه راجعون »
#دعوة_عيد_النصر
والي الولاية يرسل دعوة لرئيس المجلس الشعبي الولاءي بمناسبة توزيع 4254 سكن بمختلف الصيغ

  • Celia Ben
المسيرات رجعو الشعب الجزائري متحضر في كلش تحبس غير عند الأطباء كمية الحقد و الكره اتجاه الطبيب ما لقيتلها حتى تفسير بالرغم من انو ملي بدينا نقراو و الاساتذة تاعنا يوصونا على المريض لازم تراعيوه لازم تستأذنو منو قبل ما تقيسوه لازم طمنوه مبعد يجي ليك اخوك الجزائري يقولك الطبة خامجين اي و الله اللي جامي كره يكره هكذا ربي يعطينا الصبر برك
2
·  Khwila Moon Moon
Khwila Moon Moon
انتم اكبر الفاسدين تسرقو دواء لانيستيزي دخلو بالمعريفة طبيب يدخل على 9 يخرج على 10 خليتو زاوالي يرخس مهنة نبيلة قالك نبيلة الله يرحمها كي تروح للمستشفى لازمك تحكم روحك باه مترتكبش جريمة قتل
#قسنطينة الان
مسيرة سلمية لأطباء المستشفى الجامعي
6 h ·
#قسنطينة الان من مسيرة الأطباء 👏👏
ترحلو يعني ترحلو
👊


#قسنطينة
بداية تجمع طلبة قسنطينة في جامعة منتوري لبدأ المسيرة بعد قليل
👏


#قسنطينة.
قسنطينة اليوم على موعد مع التاريخ
مسيرة كبيرة ستضم: الأطباءالعامين، الأطباء الأخصائيين، الأطباء المقيمين،الصيادلة،تقنيي الصحة، الطواقم شبه طبية، الأساتذة الإستشفائيين الجامعيين،الطلبة الجامعيين، الأساتذة الجامعيين...و كل مواطن حر و وطني
ترحلو يعني ترحلو
👊
Haut du formulaire

2 sur 89
Bas du formulaire
https://scontent-mrs1-1.xx.fbcdn.net/v/t1.0-1/p50x50/15590194_1202653699818401_4076764804174932551_n.jpg?_nc_cat=1&_nc_ht=scontent-mrs1-1.xx&oh=c6aeabdcb8f512b24c761bbe546ff079&oe=5D1595BE

23 h ·
#ﻣﻴﺮﻛﻞ ﺗﺮﻓﺾ ﻃﻠﺐ ﻟﻌﻤﺎﻣﺮﺓ ﻟﻠﻘﺎﺀ ﺑﻬﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻻﻳﺤﻖ ﻟﻸﻟﻤﺎﻥ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ #ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ_ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺨﺺ #اﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻭ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﻠﻔﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﻟﺘﺤﺎﺩﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺻﻼﺣﻴﺎﺕ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻷﻭﻝ ﺃﻭ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﺑﻞ ﻣﻦ ﺻﻼﺣﻴﺎﺕ #ﺭﺋﻴﺲ_ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻮﻓﺪ ﺍﻟﻤﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﻃﺮﻓﻪ ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻏﺎﺋﺐ ﻭ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺮﺋﻴﺲ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﺴﻮﻑ ﻧﻨﺘﻈﺮ ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻭﻧﺠﺪﺩ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭﻛﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﻛﻼﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻣﺎﺯﻟﺖ ﻣﺴﺘﺸﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺳﻨﺔ 2021 ﻭﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﻋﻘﺪ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ .
#مصدر
germany news paper
#منقول

  • AyMen Zaidi
لعمامرة يا لعميرة ريحة الرجال مفيكش توصل فينا للبخص... تروح لدزاير الراس يطير -_-
·  Lamine Harbouche
العصابة تنتقل إلى الخطة الثانية
سياسة فرق تسد بدأت الان في الفايسبوك
الجهوية والفتنة هي من جعلت هذا النظام يدوس علينا كل هاته المدة ، جماعة الخير ردو بالكم وماتمشوش معاهم في خط لازم نكونو يد وحدة للوصول إلى بر الأمان #كلنا_جزائريون_48ولاية

#الجزائر_تجمعنا
🇩🇿
#


  • Lamine Harbouche
    Lamine Harbouche
    العصابة تنتقل إلى الخطة الثانية
    سياسة فرق تسد بدأت الان في الفايسبوك
    الجهوية والفتنة هي من جعلت هذا النظام يدوس علينا كل هاته المدة ، جماعة الخير ردو بالكم وماتمشوش معاهم في خط لازم نكونو يد وحدة للوصول إلى بر الأمان #كلنا_جزائريون_48ولاية

    #الجزائر_تجمعنا🇩🇿
    #joujou

 

ليست هناك تعليقات: