لجنرال توفيق كان وراء “الربيع الامازيغي” 1980 وأحداث “العروش” سنة 2001
المحامي محسن عمارة لـ”الحوار”:
“من حق شكيب خليل مقاضاة الجنرال توفيق”
“الدياراس” وراء تحريك قضايا الخليفة والطريق السيار لضرب الرئيس
شرفي وزغماتي وسليني .. كانوا يأتمرون بأوامر “الدياراس” المحلة
شكيب خليل اُستهدف عندما مس بمصالح الجنرالات في القواعد النفطية
جنرالات كانوا يفتعلون مشاكل في القواعد النفطية من أجل الحصول على مشاريع لشركات حراستهم
الشركات الفرنسية هي من بدأت الحملة على شكيب خليل لأنها لم تتحصل على مشاريع
“الديراس” المحلة كانت تسعى لإقحام اسم سعيد بوتفليقة من أجل تنفيذ خطتها
فجر المحامي محسن عمارة عدة قنابل في لقائه مع “الحوار” حيث أكد الرجل أحقية وزير الطاقة الاسبق شكيب خليل في مقاضاة من شوه سمعته ووضعه في خانة الفسدة والخونة طيلة السنوات الماضية، وعلى رأسهم بطبيعة الحال -بحسب المحامي رئيس جهاز دائرة الامن والاستعلام الجنرال المعزول محمد مدين المدعو توفيق- كما شدد الرجل على ضرورة قيام خليل بهذه الخطوة لأن جهاز المخابرات المحل مؤخرا تعود على تلفيق القضايا لكل من يقف في طريقه على غرار شكيب خليل وبعض مقربي الرئيس بوتفليقة الذي كان مستهدفا من طرف الجهاز، على حد قول المتحدث.
ما تعليقكم على عودة شكيب خليل إلى الجزائر؟
عودة شكيب خليل معناه أن رئيس الجمهورية او السلطة والحكومة الجزائرية تركت العدالة تتخذ مجراها ولم تتدخل في عمل العدالة في قضية سونطراك، بعد ان تم افراغ كل هذه الملفات، لأن ما يوجد ضد شكيب خليل هو اتهامه فقط عبر الصحافة، ولا يوجد هناك ملف، فشكيب خليل ابدا لم يكن متهما في اي ملف، هذه الملفات التي افرغت من محتواها، فالرئيس لم يتدخل في اجراءات العدالة، منذ 3 سنوات والعدالة تقوم بعملها، وانتهت من الملفات، اي افرغت، اي بعدم وجود اي شيء ضد شكيب خليل، فالآن رئيس الجمهورية سيعمل بصلاحياته.
هل تعتقدون أن شكيب خليل مثلا سيقوم أو يستطيع رفع شكوى ضد من وصفوا بفبركة الملف ضده، أو ضد الجنرال توفيق أو “الدياراس” مثلا؟
أكيد، شكيب خليل سيستعمل كل حقوقه الدستورية ويطالب بحقه وإعادة الاعتبار.
هل سيحاكم الجنرال توفيق؟
نعم اكيد، اكيد، فمن غير المعقول أن يتم اخراج قضية ضد انسان.. فأين الاثباث. طبعا سيرفع دعوى قضائية ضد الجنرال توفيق، ضد كل من مس حقوقه الدستورية، ويرفع دعوى قضائية ضد الصحافة لتشويهها للجزائر في الحقل العالمي.
أين تقع مسؤولية وزير العدل السابق محمد شرفي، والنائب العام بلقاسم زغماتي، ومن أين كانوا يتحصلون على اوامر اصدار المذكرات؟
طبعا كذلك، فلو تكن الدولة منصفة، فأول من سيحاسب هو النائب العام، يحاسب على الاجراءات، وعلى تحريك دعوى عمومية على اسس تافهة، كيف يحكم على اناس لأكثر من 6 سنوات، وبعدها يظهر أن القضية بدون معنى او فارغة “فياسكو” فالمسألة كبيرة، فتابع المسؤولين لكن من غير سجنهم، وهنا يتحمل المسؤولية زغماتي والنائب العام لسيدي محمد.
كيف يحملون المسؤولية.. على سوء تسيير القضية أم كيف؟
طبعا، فغرفة الاتهام في قضية سونطراك كانت مشكلة على المقاس، يقومون بإعادة التكييف، وعندما يريدون أن يخرج الملف الى العلنية، اعادوه حسب خطة زغماتي وموهوبي.
لكن ما تم تداوله أن العدالة الإيطالية أدانت شكيب خليل على حسب الوثائق التي أرسلتها “الدياراس” من الجزائر؟
“الدياراس” لم يبعث شيئا، فالعدالة الايطالية لا تتحرك مثل “عدالة البراوطية تاعنا”، فالعدالة الايطالية لا تدخل اي شخص الى السجن، او على اساس تافه، مثلما حدث في هذه القضية، فيزعمون أنهم عثروا في غرفة بجاوي على عمولة او رشوة بمقدار 600 ألف اورو تقدم الى شكيب. فالصحافة الايطالية ابدا لم تكتب عن شكيب خليل، وشكيب خليل أبدا لم يتهم او يذكر في العدالة الايطالية، تم اتهامه هنا في الجزائر، مثلما قامت الصحافة هنا في الجزائر وجعلوه متهما.
فمن المفروض أن يبحثوا عن من أقحم شكيب خليل في مثل هذه الملفات اصلا، فلا بد أن نبحث ونثبت ونتحرى بطريقة علمية وقضائية محضة، لنصل من قام بتركيب هذا الملف ومن اقحم شكيب خليل، ثم لماذا تم اقحامه وما الغرض من ذلك، وما هي النية من وراء ذلك؟
انت تقصد الدياراس، بعد أن تم الحديث عن فبركتها لملف شكيب خليل؟
طبعا “الدياراس” وجماعة توفيق كانت وراء قضية سونطراك وشكيب خليل، وذلك عندما رؤوا أن مصالحهم مست، فقاموا باختلاق هذه العملية من اجل الحفاظ على مصالحهم. مثل الكثير من الجنرالات الذين وراءهم الدياراس كانوا في السابق يسرقون، وعندما جاء شكيب خليل نزع لهم بعض الصلاحيات مثل مؤسسات الحراسة التي كان يسيرها الجنرالات.
فكانوا يختلقون المشاكل على اساس أن جماعات ارهابية تستهدف المنطقة المعنية في الجنوب، من اجل تسليحهم وإعطاء مشاريع الحراسة لهؤلاء الجنرالات، هؤلاء الجنرالات الذين كانوا يملكون شركات امنية للحراسة.
نعود إلى وزير العدل السابق محمد شرفي.. هل يتحمل المسؤولية هو الآخر، وهل هو معني بالأمر؟
كيف غير معني، فهو من يتصل به كي يطبق الخطة، هو من اتصل بزغماتي من اجل ان يعلن عن مذكرة التوقيف، وهم كان هدفهم أن يتدخل رئيس الجمهورية شخصيا في مثل هذه العمليات، فكانوا يطلقون دعايات على أن شقيق الرئيس سعيد بوتفليقة هو من وراء كل هذا، ومن أجل فقط ان يحصلوا على دليل بأن الرئيس تدخل ويشعلوا النار فيه، لكن الرئيس كان ذكيا وحافظ على اصدقائه، ونفس الشيء وقع في قضية الخليفة والطريق السيار.
كيف؟
“الدياراس” كانوا وراء تحريك قضية الخليفة والطريق السيار، فشرفي كانت تسيره “الدياراس”، وكذلك زغماتي، وسيليني، كلهم كانوا يعملون بأوامر المخابرات.
هل من الممكن أن يصبح شكيب خليل وزيرا مثلا أو يتحصل على مناصب سامية؟
طبعا، لو يقرر الرئيس، لو يعيدوه وزيرا، فذلك هو رد الاعتبار، ومن أجل أن يصل الرئيس الى ذلك لا بد من آلة جيدة تعمل لذلك، لا سيما على مستوى الرأي العام، من أجل خلق حوار قانوني وإقناع الرأي العام بالحقيقة بعدما تم الكذب عليه وتشويه الصورة لديه، فلا بد من آلة جيدة كي يقتنع الناس بأن القضية مفبركة من طرف الدياراس من أجل المساس برجال الرئيس. وهناك عندما يعود شكيب خليل وزيرا للطاقة فانظر كيف ستصبح سونطراك، وكيف تسير، وكيف ستكون العلاقة مع الأوبيبي. فيجب أن نعرف أن من تدخل ايضا في الحملة ضد شكيب خليل هي الشركات المنافسة، فلماذا لم تظهر اي شركة فرنسية في قضايا الرشوة، لأنهم هم الراشون الكبار. فالشركات الفرنسية التي لم تربح مشاريع المناقصات ولم تتحصل على المشاريع الكبرى بدأت تستهدف شكيب خليل، فعندما توجه اتهاما وتقول هناك الراشي، فأين هو المرتشي اصلا، فاللعب كله هنا.
حاوره: عصام بوربيع
المحامي محسن عمارة يفجر قنابل عبر “الحوار”:
سجن الجنرال توفيق مسألة وقت
زياري صنيعة “الدياراس” استعملته لاختراق محيط الرئيس
“الدياراس” أطاحت بزرهوني وحاولت تشويه شقيق الرئيس
القصة الكاملة للغنوشي مع المخابرات الجزائرية
فجر المحامي محسن عمارة في حوار جريىء مطول مع “الحوار” العديد من القنابل والحقائق السياسية الخطيرة في الجزائر، بداية من خلفيات قضية سونطراك وشكيب خليل، والأبعاد التي تعود اليها هذه القضية التي كانت “الدياراس” المحلة والجنرال توفيق رقم 1 في فبركتها، معتبرا أن قضية شكيب خليل لا تتوقف عند ما يعرف بصراع الأجنحة، الذي -حسبه- ليس موجودا، وإنما في الاصل هو صراع قائم بين جماعة فرنسا وجماعة المجاهدين، والذي -حسبه- يعد صراعا قديما.
محسن عمارة، في هذا الحوار الذي سينشر على حلقات متسلسلة عبر صفحات “الحوار” يتهم “جهاز الاستعلامات والأمن” المحل، وعلى رأسه محمد مدين المعروف بـ” توفيق” بفبركة العديد من الملفات، من بينها قضية الخليفة، قضية عدل، قضية احداث القبائل، كما يتهم صراحة الدياراس بوقوفها وراء تحريك احتجاجات الشرطة.
العديد من الملفات سيطرحها محسن عمارة في قضية الخليفة التي يميط اللثام عنها وسبب خلق القضية اصلا، كما يتطرق الى قضية تنحية وزير الداخلية السابق القوي يزيد زرهوني من طرف جهاز الاستخبارات “الدياراس” “المحلة”، بعد الأثر الذي تركه في الشرطة، وكيف تم خلق فتنة بينه وبين علي تونسي.
كما يرد محسن عمارة، في الحوار الذي سينشر الايام المقبلة عبر “إذاعة الحوار” في تسجيل صوتي على رئيس المجلس الشعبي الوطني الاسبق عبد العزيز زياري والقيادي في الأفلان، عندما قال إنه يندهش عندما يسمع عن حديث البعض عن فبركة “الدياراس” لملفات عدة، حيث يؤكد محسن عمارة الذي كان هو الآخر ضابطا متقاعدا في جهاز الأمن العسكري أن عبد العزيز زياري صنيعة للمخابرات، أو “الدياراس”، والمخابرات استعملته لاختراق محيط رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، كون زياري يعرف جل اصدقاء الرئيس.
عمارة الذي يصر على وصول الجنرال توفيق الى المحكمة، يتطرق الى حقيقة عائلة الرئيس بوتفليقة التي قال إنه لحسن الحظ كان ممن قاموا في السابق بالتحقيق في عائلة بوتفليقة عندما كان يشتغل في الأمن، ويقول إن عائلة بوتفليقة طيبة، وأن السعيد بوتفليقة مخالف تماما لما يتم الترويج عنه من طرف الدياراس، على أساس أن كل شيء له من فيلات كذا وكذا… إلخ، وهو حسبه ما يدخل في خطة الدياراس.
ويقول محسن عمارة إن كل ما قيل من صفات موجودة في السعيد بوتفليقة هي غير موجودة، بل العكس، وعائلة بوتفليقة أرقى مما يتصور الجميع، وحتى -حسبه- اتهامات الجهوية التي وجهت الى بوتفليقة تدخل في اطار اللعبة “الدياراسية”، على حد تعبيره.
ملفات ثقيلة يفتحها المتحدث مع “الحوار”، بداية من الحركة البربرية في منطقة القبائل، وكيف تم ارسال عناصر من جهاز الأمن العسكري سابقا لاختراقها والتحكم فيها، لينتقل الى كيفية ظهور او خلق الاخوان في الجزائر سنوات السبعينات ومن وراءها، الى ازمة التسعينات، وحقيقة الصراع بين جماعة فرنسا والمجاهدين الوطنيين، وكيف استطاع الشاذلي بن جديد كبح جماح مجموعة فرنسا لمدة، لكن سرعان ما تغلبوا عليه، وبقوا يعملون في الخفاء.
يتطرق محسن عمارة الى كيف كانت المخابرات الجزائرية تستعمل راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة التونسية، من أجل احداث انقلاب للرئيس التونسي بورقيبة انذاك، حيث كان يقيم راشد الغنوشي هنا في الجزائر برعاية نواة من الأمن السعكري او المخابرات الجزائرية آنذاك ودون علم القيادة، وحيث كان يعمل لصالح جناح في المخابرات الجزائرية تابع لجناح توفيق دون علم قيادة الأمن العسكري آنذاك.
وكثيرة هي الملفات الساخنة التي فتحها المحامي محسن عمارة الضابط السابق في المخابرات عندما يقول إن التغييرات التي احدثها الرئيس بوتفليقة في جهاز المخابرات جاءت في مكانها، وفي صلب القضية بعد تغير الكثير من الاساليب، حيث -حسبه- أن المدير الحالي لجهاز الاستخبارات بشير طرطاق يعرفه رجل ميدان، ومن عناصر الأمن العسكري القدامي الذين يمتلكون خبرة كبيرة في الميدان.
وتحدث محسن عمارة عن الرئيس السابق اليمين زروال، الذي قال إنه من المستحيل أن يلبي دعوة المعارضة، لأن وجوه المعارضة -حسبه- في واد، واليمن زروال في علبة أخرى، لذا يؤكد محسن عمارة أن زروال لن يشارك مع المعارضة.
وعن مولود حمروش، يقول محسن عمارة إن حمروش فعلا يعرف العسكر، مثلما قال عنه خالد نزار.
وفي كلمتين، يختتم محسن عمارة الصراع الاخير بين الجنرالين بتشين وخالد نزار، ليقول إنه صراع بين المجاهدين وجماعة فرنسا.
عصام بوربيع
يتبع ..
المحامي عمارة محسن يواصل شهادته لـ”الحوار”:
الجنرال توفيق كان وراء “الربيع الامازيغي” 1980 وأحداث “العروش” سنة 2001
الصراع مع جماعة توفيق صراع مع حزب فرنسا
الديراس منعت تعيين زرهوني وزيرا للدفاع ومن هنا بدأ الصراع
ما حدث لـ”شكيب خليل” تكرار لسيناريو “مساعدية” لما صوروه مجرما
يواصل المحامي عمارة محسن تقديم شهادته عبر “الحوار” والتي يعود فيها الى خلفيات قضية سونطراك، وأسباب استهداف وزير الطاقة الأسبق شكيب خليل، الذي قال عنه إنه تم استهدافه وتشويه صورته من طرف مجموعة في النظام، مثلما تعرض رئيس مجلس الأمة السابق مساعدية عندما صورته جماعة فرنسا على أنه أكبر مجرم على وجه الأرض. ويعود بنا عمارة محسن الى خلفيات انطلاق ما يعرف بصراع الأجنحة، وكيف رفضت “الدياراس” تعيين بوتفليقة ليزيد زرهوني كوزير للدفاع، ليسلط الضوء على احداث العروش، وتطابقها مع احداث الربيع الأمازيغي وغيرها من الملفات..
بداية مع عودة شكيب خليل وزير الطاقة الأسبق إلى الجزائر، ما تعليقكم؟
■ عودة الوزير الأسبق شكيب خليل ستطرح من جديد القضية التي سال فيها الكثير من الحبر وحدث فيها الكثير من التحريك، عودة شكيب خليل ستطرح القضية من جديد على الساحة السياسية حول أنها كانت محركة.
هل تقصد رؤية جديدة للقضية؟
■ ليس رؤية جديدة فقط، وإنما دراسة جديدة، خاصة أن شكيب خليل الذي يحاولون عنوة أن يلصقوا التهمة به، بينما هو لا يوجد في الملف أصلا، فشكيب خليل لا يوجد اسمه لا كمتهم، ولا كضحية ولا كشاهد.
أنت تلوم من يتهم شكيب خليل، هل من تفصيل أكثر؟
■ طبعا هذا هو التحريك الذي أشير إليه.
تقصد تغليط الرأي العام في قضية سونطراك؟
■ ليس تغليطا، اقصد هذا التحريك الذي أوصل هذه القضية إلى الرأي العام بهذا الشكل، فما أعيبه على هذا الملف أولا، كيف لملف قضائي قبل أن يصل إلى القضاء هناك أشخاص هيئوا له وعملوا كي يصل بهذه الطريقة إلى الرأي العام التي كانوا يعدونها في خطتهم التي هي إخراج اسم شكيب في الملف. ولسوء الحظ لم يخرج، لسوء الحظ المتهمون كلهم لم تكن لهم أي علاقة بشكيب خليل، وشكيب لما كان وزيرا لهذا القطاع كان يسيره بطريقة تقنية محضة وعلمية ذات مستوى عالي، لأنه عندما تنظر إلى ملف سونطراك فستجد أن شكيب خليل يتكلم مع مرؤوسيه ويعطيهم الأوامر كتابيا.
قبل أن نغوص في قضية سونطراك، هلا أعطيتنا لمحة كيف بدأت وانطلقت الاتهامات في هذه القضية؟
■ أنا أعطيك تحليلي الخاص كمحام وكشخص عارف لخلفيات هذه القضية.
خاصة أنكم صرحتم سابقا أن اتهامات سونطراك مفبركة من طرف المخابرات؟
■ هذا ليس فيه ادنى شك، ملف سونطراك تم نسجه في مخابر “الدياراس” ومخابر الدعاية المعروفة عنها هذه السلوكيات، في عدة ملفات. وهنا أشير إلى عهد الأمين العام لجبهة التحرير في العاصمة السيد هشماوي، وكيف كان يتعرض إلى الضغط من مصالح الاستخبارات كلما أرادوا تعيين شخص ما على رأس شركة، فيقومون بإضرابات، مثلا في السونيتاكس، أو الأسانالبي ثم يذهبون إلى هشماوي الأمين العام للأفلام، كون الحزب هو من كان يسير، ويقولون له إذا أردت أن يتوقف الإضراب فعين الشخص الفلاني على رأس الشركة مثلا، هذه التلاعبات كانت لمصالح، ثم الآن تطورت فأصبحت تستعمل لمصالح أعلى، كانت في السابق على مدير وحدة، أو أمين عام قسمة أو مسؤول نقابي في شركة، والآن تطورت الأمور، والتحريك أصبح من اجل تعيين مديرين عامين لشركات أو وزراء أو حتى رؤساء.
الخلاصة هو أنك تريد القول إن شكيب خليل وزير الطاقة الأسبق الذي أصدرت ضده مذكرة توقيف دولية هو بريئ؟
■ طبعا بريئ، هناك مبدأ قانوني هو أن “كل متهم بريئ حتى تثبت إدانته”، هذا الإنسان لم يثبتوا إدانته ولا يملك ملفا، وهم يتكلمون عن براءته، فأنا جد حائر من هذه اللغة، وكيف تساير الأحداث. كيف لشخص لا يوجد له أي ملف، ولم يمر إلى العدالة، ولا سألته العدالة، فقط في الصحافة، يلقى كل هذا التحريك الإعلامي، يقولون شكيب خليل قام بكذا وكذا، لكن في الحقيقة لا يوجد شيء، نحن هنا يجب الكلام عن رد الاعتبار لهذا الإنسان، تم نتكلم عن انه بريئ، لما نطلق اسم البراءة فلا بد أن يكون هناك حكم ومحكمة نظرت في قضية ما وأصدرت براءة أو أدانت، ومن هناك نستطيع أن نتكلم عن هذا الشخص هل هو بريئ أو مدان، إن كان بريئا فبراءته يترتب عليها التعويض، أما إذا كان مدانا يقضي إدانته، ثم بعدها إذا أراد رد الاعتبار، فالقانون حدد كيف ذلك، ويعاد له الاعتبار ويصبح مثل المواطنين الآخرين، لكن ما يحز هنا كيف لمواطن جزائري تكالب عليه كل هؤلاء الناس من أجل جعله متهما عنوة.
وما السبب في استهداف شكيب خليل شخصيا وبهذا الشكل في رأيك؟
■ السبب.. هنا وصلنا الى بيت القصيد، لما نتكلم عن السبب نخرج من الملف القضائي، ونخرج الى الحقل السياسي.
السبب هو أن الصراعات التي يسمونه صراعات الأجنحة، فلا وجود لصراعات الأجنحة، خاصة بالنسبة للعارفين بالشأن الجزائري، وخاصة المخابرات كيف تعمل، والجيش كيف يسير، والحكومة بصفة عامة كيف يتصرف فسيعرفون انه لا يوجد هناك صراع أجنحة، هناك صراع طائفتين، صراع مجموعة حزب فرنسا، وصراع مجموعة المجاهدين، وهذا هو الصراع الأبدي، الذي يمشي في هذا الإطار، فنحن في 1962 لم نصفي الأمور،
دخلنا الجزائر الجديدة وما زالت ثلاث طوائف، الطائفة الأولى الجزائر جزائرية، والطائفة الثانية للجزائر فرنسية، والطائفة الثالثة طائفة بيني ووي ووي الذين كانوا يقولون إذا كان هؤلاء في السلطة فنحن معهم، وإن لم يكونوا فنحن لسنا معهم. وبقي هذا الصراع سائرا حتى ظهر إلى العامة في 1988، وبدأ يظهر في أحداث أكتوبر، من هناك بدأ الصراع بين الطائفتين، أي المواجهة اصبحت مباشرة.
كيف وما علاقة أحداث أكتوبر بهذا الصراع؟
■ أصبح الصراع مباشرة بين الطائفتين، بين حزب فرنسا وبين المجاهدين القدماء، أصبحت المواجهة مباشرة، بعدها تلك المواجهة خلقت تأثيرا على الانفتاح السياسي، وأجبروا الشاذلي على فتح التعددية السياسية بدستور 1989، هذه التعددية، فتركوا التعددية تأخذ مجراها، وعندما لم تكن في صالحهم، بدؤوا في تعطيل النظام، ثم وصلنا إلى أحداث العشرية السوداء، وهي التي لهم ضلع كبيرة فيها، هؤلاء مجموعة حزب فرنسا هم من خلقوا هذه القضية.
تقصد أن الأمور مترابطة مع بعضها؟
■ نعم، ثم بعدها نصل الى فترة احضار بوضياف المسكين، ثم الوصول الى المجلس الأعلى للدولة.
ومن تقصد بهده المجموعة؟
■ المجموعة معروفون، نقصد ضباط فرنسا، فلما نقول حزب فرنسا نقصد الضباط الذين كانوا في فرنسا، وقد كتب عليهم العديد من المؤرخين، الضباط الذين جاؤوا في عهدة معنية والتحقوا في 1956، وهذه القضية معروفة في التاريخ الجزائري.
إذن تريد أن تقول إن قضية سونطراك لها بعد تاريخي عالمي؟
■ الصراع الذي وقع كان بين قطبين، فهم في الأول كانوا عندهم من يضعونهم في الواجهة، فالأمر يشبه ما يقوم به الغرب عندما يبحث عن عدو، بعد ذهاب العدو السابق الذي كان الاتحاد السوفياتي. فنفس الشيء وقع لمساعدية، حيث أن هذه المجموعة سنة 1988 حاولت أن تصور مساعدية وكأنه أكبر مجرم فوق كوكب الأرض، والتاريخ يعيد نفسه. ثم بعدها مساعدية أصبح رئيس مجلس الأمة، ولما توفي ذهب بشرف الرئيس ودفن على أساس الرئيس. إذن المجموعة التي كانت “تخيط” التاريخ دائما يخرجها من الباب الضيق. وبعدها اصبحوا يبحثون عن مخرج، فأتوا ببوضياف الى غاية الوصول لاقتراح بوتفليقة، ففي الأول بوتفليقة لم يقبل وذهب لأن بوتفليقة ينتمي إلى المجموعة الثانية، ينتمي إلى مجموعة المجاهدين، وبوتفليقة في تلك الفترة كان دائما عند مساعدية، اذ يوم رفض العرض الذي قدموه له جماعة توفيق ونزار من أجل تولي مجلس الدولة رفض، وقال لهم أنا أمر بالانتخابات، ذهب إلى عند مساعدية، ومن عند مساعدية ذهب إلى المطار. لما عاود المجيء مرة أخرى بعد مجيء زروال قبل أخذ السلطة، لكن بشروط، قال لهم أنا لن أكون ربع رئيس.
وبعدها بدأت الأمور تسير، فبوتفليقة كان يعرف أن هذه المجموعة ليست متوغلة وعلى اسس صلبة في الجيش أو ليست متجدرة، حيث كان قد وجه لها الشاذلي ضربة سنة 1984 و1985 لما أعاد هيكلة الأمن العسكري.
فهناك هم عادوا إلى الخفاء، ورجعوا إلى العمق، ثم عاودوا الخروج و”كسلوا” الشاذلي، نزعوا الشاذلي، وبعدها ادخلوا الجزائر في دوامة العشرية السوداء، وبعدها كانوا يبحثون عن شخص كي يخلصهم، لأن وقتها المحكمة الدولية كانت تحوم فوق رؤوسهم، ثم بعدها قبلوا ببوتفليقة. فلما جاء بوتفليقة ما وعد به طبقه في الميدان، فقال لهم أعيد السلم وأعاده، قال أعيد موقع الجزائر في المستوى الدولي وأعادها، وقال أطبق المصالحة وقام بها، ثم بعدها رؤوا أن مصالحهم بدأت تمس، كان أول شيء وقع هو أن رفضوا لبوتفليقة قيامه بتعيين يزيد زرهوني وزيرا للدفاع، لأنه لو قبلوا بهذا لم تكن كل هذه الأمور لتحدث.
لماذا؟
■ لأن زرهوني كان واحدا من قدماء الأمن العسكري، من اكبر العارفين بهذه العلبة التي قال إنها تخرج الرؤساء، وأتذكر آنذاك ان تشكيل الحكومة تأخر لمدة 7 أشهر، ثم بعدها تم تعيين زرهوني وزيرا للداخلية، وهنا تكمن عبقرية بوتفليقة، فبوتفليقة من الوطنيين الذين يحبون الخير للبلاد لم يأت “كي يخليها أو ينهبها مثلما يسوقون هم”.
إذن هم من كانوا يسوقون؟
■ طبعا، مثلما يقال “يرى السفيه ما فيه” هؤلاء بدأت مناوراتهم عندما رؤوا أن بوتفليقة حقق وعوده، وهنا نقطة مهمة، يزيد زرهوني على مستوى الداخلية خلق قوة توازن بين قوى الشرطة والدياراس، أعطى الكثير من الإمكانات للشرطة، بمعنى أصبحت الشرطة تعمل، ففي الماضي كانت تعمل تحت قبعة المخابرات، فأخرجها وأعطاها بنية جيدة للشرطة، ولهذا بدأ الصراع، وهنا بدأ صراع الأجنحة مثلما يقولون. على وسائل المراقبة، على الكاميرات، دخلوا في صراع، حتى بدأ الضغط، فخلقوا له قضية العروش في 2001، ومن اجل مواجهة زرهوني خلقوا له قضية العروش، فقضية “العروش” هي نفس السيناريو الذي قاموا به في وقت الشاذلي أو ما يعرف بـ”الربيع الامازيغي”، نفس السيناريو ونفس التقنيات، نفس البهارات ونفس الأشخاص… في الربيع البربري يعينون محمد بورزام الذي كان عضوا في الاتحاد الوطني الشبيبة الجزائرية، عينوه أمينا عاما للأفلان في تيزي وزو، حيث كان يعرف الصراع صراع “البربيريست” هناك و”الباكسيست”، فعاش هذا الصراع العديد، وكان قبله جلولي الذي كان باكسيسيت، وبعدها خلقوا مشكلة الربيع الامازيغي، أين كان مولود معمري، كان على وشك إلقاء ندوة هناك.
وكان العديد ممن يعملون تحت جناح الأمن العسكري، وكان قبل ذلك ومنذ عهد بومدين مشكلة التعريب مطروحة، حيث تم انشاء جامعة تيزي وزو، وبعثوا لها الإطارات كلها من مجموعة المعربين، كانوا نخبة من الطلبة المعربين ارسلوهم في الأول وكان من بينهم بوشاشي، بوقادوم، ريموش الذين عادوا من انجلترا بعد أن ارسلهم بن يحيى هم من كانوا يسيرون الجامعة من مجموعة المعربين، وكان صراع جهوية. وبهذا تم نقل الصراع “المعربين -البربرية” نقل من جامعة الجزائر إلى جامعة تيزي وزو.
لماذا؟
■ هذه هي مناورة الأمن العسكري، هذه هي خططهم في السابق.
ومن كان وراء الأمن العسكري آنذاك؟
■ الجنرال توفيق، آنذاك كان مسؤولا عن الأمن الداخلي ببوزريعة بثكنة شقرون فريد. هذه الخلية تنشط منذ 75 حتى 80، وهذه الخلية هي من حركت كل هذه الفترة.
• حاوره /عصام بوربيع
يتبع…
المحامي محسن عمارة يواصل شهادته عبر “الحوار”:
كل التفاصيل عن سيليني وزغماتي و”سوناطراك2″ والعقيد فوزي
يواصل المحامي محسن عمارة، محامي المتهم الرئيسي في قضية سونطراك محمد مزيان ونجليه، تقديم شهاداته عبر “الحوار”، حيث يتعرض هذه المرة الى كيفية قيام جهاز الدياراس المحل باختلاق سونطراك 2 من اجل التغطية على سونطراك 1 بعد أن لم يتحصلوا على أدلة ويبثوها، كما يظهر كيف لجأت الدياراس الى الصحافة لخلق الإثارة في قضية سونطراك بعدم حصولها على ادلة واضحة.
ويروي محسن عمارة كيف كان يسيطر هذا الجهاز المحل على جميع مسؤولي مجلس قضاء العاصمة، بداية من النائب العام الى النقيب سيلني، الى آخر عنصر هناك، الذي قال إنهم كلهم يأتمرون بـ”الدياراس”، وكيف كان يعطي عناصر المخبارات التعليمات لموهوبي.
الأستاذ محسن عمارة، كنت صرحت سابقا أنك ستتطرق الى عدة ملفات تمت فبركتها من طرف “الدياراس”، قبل هذا لو نعود الى قضية سونطراك وشكيب خليل، ما قصة العدالة الايطالية؟
طبعا قضية العدالة الايطالية وشكيب خليل هي مناورة من طرف “الدياراس”، فما يعرف بملف سونطراك هو مناورة حقيقية لهذا الجهاز، حيث أن “الدياراس” ومن أجل التغطية على ما عرف بقضية سونطراك 1، خلقت قضية سونطراك 2 بعد عجزهم عن الحصول على أدلة او إثباث ادلة، فخلقوا سونطراك 2 من أجل الضغط، مثلما وقع مع المتهم الرئيسي محمد مزيان عندما مارسوا عليه الضغط كي يذكر شكيب خليل في التحقيق، ونفس الشيء وقع مع المتهمين الآخرين من أجل ذكر اسم شكيب خليل في التحقيق. ولما لم يجدوا في الملف أي شيء يدين، اتجهوا الى الصحافة وحاولوا استعمالها، وذلك عن طريق التحريك الاعلامي في الصحافة، والكل يعرف ذلك.
كيف؟
الصحافة، وبالضبط في جريدة “الوطن” تكتب في احدى صفحاتها الأولى بالبنط العريض، عنوان: كيف اغرقت سايبام اطارات سونطراك بـ 300 مليون دولار “تشيبا” أو رشوة. والغريب في الأمر أنه عندما تفتح الجريدة ترى أن المشروع الذين يتحدثون عنه والمتعلق بنظام المراقبة عن بعد.. تجد أن المشروع ذاته تم تقييمه بحوالي 680 مليون دولار، فكنت أفهم بهذا المنطق أن الكل يعمل بالرشوة، بما أن مبلغ الرشوة المدفوع هو نصف المشروع، وهذا غير منطقي، فالجميع سيعمل بالرشوة اذن، فهؤلاء الذين كانوا يحركون مثل هذه القضايا، يحالون فقط توريط شكيب خليل، من خلال استعمال الاثارة فقط، وعندما لم يجدوا ادلة راحوا يسعون الى ذلك من خلال الصحافة، فقضية سونطراك 2 اتت بها الصحافة، وبدؤوا يطلقون حكايات شكيب خليل وبجاوي، فلو تطلب منهم أن يأتوا بتلك الوثائق المنسوبة للصحافة الايطالية لترجمتها لعجزوا، لأن الصحافة هي من طرقت القضية على أساس انهم امسكوا شكيب خليل…
تقصد أن الصحافة أيضا كانت محركة من طرف الدياراس في قضية سونطراك؟
طبعا، فكانت هناك مصلحة خاصة تسير من طرف العقيد فوزي، وهنا سأوضح كيف قام بوتفليقة بتنحية العقيد فوزي.
كيف ذلك؟
سنعود الى هذه القضية فيما بعد، عندما لم يجدوا دلائل، وخاصة عندما دخلت انا في القضية، حيث كان في البداية متهمان، من بينهما رضا ابن مزيان، الذي تمرد على كل المحامين، حيث طلب من عائلته نزع المحامين وتكليف المحامي محسن عمارة، ثم بعدها امسكت أنا بالقضية واشترطت نزع كل المحامين، وتركت محاميا واحدا هو حسين شياظ، لأنه كان وسيطا لأبناء مزيان مع العائلة..
فعندما امسكت بالملف، سيليني وزغماتي امرا بضرورة ابعادي من الملف، ومباشرة اصدر سيليني قرار توقيف ضدي، وقمت بإلغائه في المحكمة العليا، وعندما كنت مريدا الدخول الى المحكمة، يأتي بلحاج بالشرطة ويقول لهم اخرجوا محسن عمارة حيث كنت ألبس جبة المحاماة..
ما سر استهدافك بالضبط من طرف سيليني، وكيف تم استغلال علاقاتك، وما علاقة الدياراس بهذا؟
علاقة الدياراس بهذا أن الدياراس كان يحرك الجميع، هو يحرك سيلني ويحرك مجلسه، يحرك البروكيرور، يحرك “البروكيرور العام”، فيكذب من يدعي أنه لم يكن يذهب الى عند “الدياراس”.
تقصد الدياراس المحلة التي كان على رأسها الجنرال توفيق؟
نعم اقصد الدياراس السابقة، تلك التي كان على رأسها الجنرال توفيق، الآن لم تعد بذلك الاسم، “الدياراس” كانت لها القدرة على تحريك الجميع، وعلى كل المستويات، ففي البلدية لديها عنصر، وفي الدوائر، في الوزارات، في المديريات العامة، فما بالك بالآخرين الذين يدخلونهم في الحلقة.
كما في المجلس القضائي من النقيب الى آخر عنصر هم تابعون لهم، حيث كان غالبا ما يأتي ضابطان من المخابرات يستقلبهما موهوبي، او يستقبلهما بولحية بلقاسم مسؤول الأمن هناك، ليصعدهما الى عند موهوبي، وهناك يقدمان له كل التعليمات، فهذه هي الحقيقة، فهم كانوا يعملون بهذه البساطة، وعندما امسكت بالقضية اصبحت ازعجهم.
لماذا؟
طبعا ازعجهم، فلما بدأنا في التحقيق، كان قاضي التحقيق قد اتصل بزوجتي ابني مزيان وطلب منهما احضار السيارتين واحدة بيام، وكذلك الوثائق بهدف تطبيق الحجز عليهما، وكنت ارافع هناك في احدى القضايا، اتصلت بي زوجة ابن مزيان، وأخبرتني بالأمر، فصعدت الى عند قاضي التحقيق وسألته: لماذا ارسلت لهم، فقال لي: لم أرد أن ارسل اليهم “الدياراس”، قلت له: لماذا “الدياراس”، ثم لماذا ليس الشرطة، فقال لي: لم ارد احراجهم “ما حبيتش نبهدلهم”. فقلت له: هل خفت عليهم، ولم تكفكم “البهدلة” التي جرت من خلال تداول عائلة مزيان يوميا في الجرائد. فقلت له: ليس لكم الحق في استدعائهم، وها هم ازواجهم في السجن اتصلوا بهم وارسلوا لهم أوامر الحجز، وقلت لهم ان السيارات عاطلة.. فقال لي قاضي التحقيق: هل تريدنا ان نطبق القانون، فخافوا بعدها، فلما دخلت أنا في القضية، اعطيت الملف اتجاها آخر، وكنت دائما اقول لموكلي: تكلموا أمام القاضي ولا تخافوا، حيث عندما كان يكلمهم عن الأموال، أقول لهم قولوا له أين الأموال، لا تسكتوا ودافعوا عن انفسكم، وقولوا له اين هي الاموال، فقد تركوهم ست سنوات في السجن.
الأموال؟ تقصد أنهم كانوا متهمين بالرشوة، وكذلك المتهمون الآخرين في سوناطراك؟
التهمة هنا عندي تكوين مجموعة اشرار، وقاضي التحقيق عندما جنحها ارسلها عند موهوبي الذي جعلها جناية، وكل ذلك من اجل ان يتركوا الملف في قبضتهم، لأنهم كانوا يدركون أنهم لو تركوا الملف يأخذ مساره الطبيعي فلن يكون ذلك في صالحهم، وأبقوا على المتهمين ست سنوات سجنا، وذلك من اجل ترك الملف “راقدين عليه”.
فالملف عندما ارسل الى غرفة الاتهام، تم تحويله الى جناية، ومن ثم تم تحويله الى المحكمة العليا.
• حاوره: عصام بوربيع
يتبع..
المحامي عمارة محسن لـ “الحوار”:
لو كان توفيق شخصا عظيما لخرج للدفاع عن نفسه
وجوه “مازافران” وأغلب الأحزاب الإسلامية صنيعة “الدياراس” أكل عليها الدهر وشرب
جماعة توفيق استنفدت كل “خراطيشها” وأوراقها
يواصل المحامي عمارة محسن في تسليط الضوء على كثير من الحقائق في الحقل السياسي الجزائري، ويكشف علاقة جهاز المخابرات السابق المحل “الدياراس” بالأحزاب ودوره في بعث اهم الوجوه السياسية في الساحة على غرار لويزة حنون، سعيد سعدي، مقري، موسى تواتي، رباعين وغزالي وغيرهم. كما يسلط الضوء على ما يعرف بوجوه المعارضة الآن او مزفران 2 الذي قال عنهم إن كل الوجوه هناك هي من صنيعة الجنرال توفيق مدير “الدياراس” السابق.
ويسرد محسن عمارة في هذه الحلقة اسرار استهداف رجل الأعمال علي حداد من طرف ذات الجهاز، كما يتطرق الى علاقة “الدياراس” المحلة بأغلب الأحزاب الاسلامية في الجزائر، معتبرا أن أغلب هذه الأحزاب هي من صنيعة “الدياراس” المحلة.
نبقى فيما يخص الصحافة والدياراس؟
“الدياراس” في عهد الجنرال توفيق استعملت الصحافة للإطاحة بكل المسؤولين وكل الأشخاص الذين كانوا يرون أنهم يهددون خطتهم أو تحركاهم، ومن خلال ايضا خلق ملفات لهم في تقاريرهم يقدمونها للرئيس. وهنا اتحدث عن الاشاعات التي كانت “الدياراس” وراء تحركيها، لاسيما فيما يتعلق بالاشاعات التي كانت تولد في كل مرة على أساس أن الرئيس مات، لا بد أن نفهم لماذا هاته الدعايات المغرضة التي كانت تروج بالضبط في اوقات حرجة وما هو هدفها، فكانوا يطلقون الدعايات بأن بوتفليقة مات، من أجل صد اطارات الرئيس.
كيف؟
يقومون بصد الاطارات ، فمثلا عندما يتصل بوتفليقة بإطار معين من أجل تعيينه كمدير شركة كبرى، وفي منصب سام عندما يسمع أن بوتفليقة مات، فإنه يتراجع. وبالتالي تهدده “الدياراس” بأنه لو قبل بالمهمة فسيتم معاقبته غدا بعد وفاة بوتفليقة. وإذا لاحظتم أن هذه الدعايات كانت تصدر فقط عندما يكون هناك تغيير حكومي مثلا، أو تغييرات في مناصب الدولة، وبالتالي يعملون على خلق تردد او خوف عند الاطارات التي استدعاها بوتفليقة أو ينوي استدعاءها، وبالتالي يترددون في الالتزام مع بوتفليقة. أما على الأقل فإنه يصبح يعمل تحت امرأة الداياراس، ولهذا بوتفليقة وجد فقط الاطارات الأوفياء للعمل معه. وطبعا هذه الدعايات كانت من اختصاص العقيد فوزي الذي كان يسير مصلحة من مهامها نشر الدعايات، فالخلاصة أن اشاعات الرئيس مات كانت تصدر فقط في أوقات معينة، في اوقات تكون البلاد “مهلهلة” وتصدر في اوقات معينة… هذه الاشاعات تصدر فقط عندما تكون هناك أزمة او هناك أزمة سياسية في الأفق من أجل مس أفراد معينين أو يسموا بالجيش.
لكن من يسمعك تتكلم عن “الدياراس” يفهم أنك تسعى إلى تشويهها؟
الجيش نحن من يعرفه، ومن يعرف الصحراء والعمل على الحدود وما هي حماية الحدود، لكن هؤلاء لا يعرفون الجيش الا في الصالونات والمقاهي والاتهامات الجاهزة وطول اللسان، وهذا الكلام قلته لهذه الجماعة عندما مات بومدين وفي 45 يوما التي امسك فيها بيطاط بزمام الأمور. فلو كان هذا “توفيق” يملك من ملامح العظماء والمجاهدين المخلصين والاطار النزيه العسكري الفذ مثلما يروجون له، لما قبل أو تحمل كل هذه الاهانات التي وجهت له، وظهر ليدافع عن نفسه، فكيف ضابط بهذه الشراسة يقزم ويوضع في هذا الموقف، هذا يدل على أن توفيق كان فقط ذلك “الفزاعة” مثل المجسم الوهمي الذي يستعمل لإخافة الفراخ في الحقول.
فهاته الخلية من المخابرات كانت دائما تستعمل أذنابها ، وخاصة ممن تملك عنهم ملفات، مثل بحبوح، أو تواتي، أو رباعين ، أو السعيد سعدي ولويزة حنون ، فكل هؤلاء يصبون عند الدياراس ، والدياراس لديها ملفات عليهم، لهذا فهم لا يخرجون عن الاطار المحدد لهم ، ويبقوا دائما في نفس الموقع ونفس الاتجاه.
ويبقى دائما في اذهانهم أن توفيق سوف يعود، وبأنه عبقري. وعلى اي حال جماعة توفيق استنفدت كل “خراطيشها” واستنفدت كل اوراقها.
اذن فكل هذه الأحزاب انشأتها “الدياراس” وكلها كانت تسيرها “الدياراس” والصحافة ايضا اغلبها كانت تخضع لأوامر وتقارير العقيد فوزي عبر الدياراس أيضا. وكذلك المنظمات الجماهيرية، والنقابية العمالية “ليجيتيا”، ومعروف في الساحة هناك رئيس حزب، معروف أنه موظف عند “الدياراس”، وشقيقه كان ضابطا هو الآخر في هذا الجهاز.
وما رأيك فيما يسمى بأحزاب المعارضة، أو ما يعرف بمجموعة “مزفران 2” الذين يعقدون غدا اجتماعا للتغيير في زرالدة؟
كل هؤلاء الذين هم موجودون في المعارضة وأذنابهم هم من صنيعة “الدياراس” بمن فيهم مقري، وأتحداه أن يواجهني، لأنني سأكشف كيف كان الأمن يسير الحركات الاسلامية، وأكشف كيف كانت تسير المخابرات في كل حركة حمس.
فالأحزاب الاسلامية كلها هي الأخرى من صنيعة المخابرات، والحركة الاسلامية في حد ذاتها هي من صنع “الدياراس”، وقبل ذلك الحركة الاسلامية في السنوات السابقة او منذ السبعينات كان خلفها الأمن العسكري. وآنذاك كان من أجل خلق التوازن في الحراك السياسي على مستوى المنظمات الجماهيرية، والجامعات الجزائرية، وكذلك الشركات الكبرى التي كان لها وزن اقتصادي.
وكيف تقصد كل الأحزاب الإسلامية؟
نعم، ابتداء من حركة حمس، والنهضة، والفيس، وذلك من اجل مراقبتهم واحتوائهم ايضا. فمن كان يمارس التزوير في الانتخابات، احيانا يقدمون نسبة للأفلان ونسبة اخرى للاسلاميين. فمن غير المعقول أن تحصد الأفلان الاغلبية، فهناك ستكشف الأمور، لذلك يعمدون الى احداث توازن في التزوير، فكيف تتخيل أن يفوز الأرسيدي في بريان أو في خنشلة مثلا.
اذن فمن أجل خلق التوازن يقومون بتقسيم الكوطات بين الأفلان والاسلاميين.
لكن هناك من يقول إن “الدياراس” وفي قضية شكيب خليل كانت انطلق تحقيقها من شيء ما، أي وفق لا دخان بلا نار، لهذا لم يتمكنوا من أن يمسوا مهري مثلا أو آيت أحمد اللذين لم يكونوا يملكون عنهما ملفات؟
هذا كلام خاطىء، ألم تروا كيف قامت “الدياراس” بإخراج مهري من الأفلان، وكيف استهدفوه بتلك الضربة بجماعة حمروش، وما عرف بالمؤامرة العلمية التي طبقتها “الدياراس”. أما آيت احمد فقد كان في المعارضة ولا يعترف بهم أصلا، وهو أول من كان طرح اشكالية حل الدياراس، ووجه طلباته الملحة بحل الشرطة السياسية، وهو يعيش في الخارج. لذلك الآن وعند حل الدياراس بدأت الأفافاس تقترب من السلطة أو من الرئاسة، ثم بعدها ارادوا تدوير الأفافاس وتوجيهه الى القضية البربرية، واللعب على الوتر البربري من خلال الترويج لاستهداف اطارات محسوبة على فئة معينة.
نحن مقبلون على اجتماع المعارضة، أو ما يعرف بمزفران 2، كيف تنظر إلى هذه المعارضة، وأهم وجوهها؟
لن يخرج شيء من مزفران، لأن الأشخاص الذين فيها هم غير مقبولين في الساحة السياسية، فهم يسعون من أجل احداث ولادة قيصرية من أجل الخروج بنتيجة يستعملونها كذريعة كي يدخلوا في الحراك السياسي لأنهم غير مقبولين.
لكن هناك وجوه معروفة؟ والمعارضة تراهن عليهم؟
عن أي وجوه؟ هل عن بن فليس، أو رحابي أو حمروش.. فكل هؤلاء أكل الدهر عليهم وشرب.
أيضا غزالي توجهه معروف، وكان دائما عضوا يعمل لصالح المخابرات ،ومعروفة انتماءاته، لذلك فالدياراس تستعمل كل من لها ملفات عنهم يهددونهم بها.
فهو كان يعمل مع لخديري المعروف الانتماء أيضا هو والعربي بلخير من جماعة فرنسا. وهكذا تعمل “الدياراس” مثلما تعمل مع بعض المحامين عندما تسعى إلى أن تجعل من المحامي مثلا بورايو كخبير كبير، فيما هو كان يعمل مع الأمن العسكري تابع لخلية هوفمان.
ونفس الشيء بالمقابل، فالجرائد التي كانت تعيش في عهد العقيد فوزي مسؤول الاعلام السابق في الدياراس رجل الأعمال ربراب بصدد شرائهم، وهو بصدد اعطائهم “السيروم”، وسترون ما الذي سيحدث لربراب.
وهنا اطرح السؤال عن الحراك كله الذي تم توجيهه ضد الأفسيو، لماذا هذا الاستهداف الممنهج للأفسيو، الذي يرأسه رجل الأعمال علي حداد، لأن الأفسيو أو منتدى رؤساء المؤسسات اصبح يجمع كل الاطارات التي تم تهميشها في السابق وأدخلوها السجن، ثم اصبحوا اليوم يشكلون قوة طرح اقتصادية، فلذلك اصبحت “جماعة الدياراس” تستهدف حداد بالدعايات المغرضة على أساس أنه صديق سعيد بوتفليقة واتهامات له بالسرقة، لذلك فنصف الاطارات التي هي الآن في الأفسيو همشتها “الدياراس” وأدخلتها في داومة المشاكل سابقا.
فهذا الفضاء الجديد في الأفسيو، والذين اغلب اطاراته كانت في المؤسسات الوطنية ودخلوا الى القطاع الخاص من خلال الأفسيو، فأصبحوا يشكلون خطرا على مصالح مجموعة فرنسا. فلماذا يهاجم حداد، ولماذا يهاجم الآن، فحداد كان منذ السابق في الحقل الاقتصادي، والآن بموقعه اصبح يهدد مصالحهم، وبدؤوا في تحريك راداراتهم، فهم يعرفون أن حداد يهدد مصالحهم، بعد أن اصبح يستثمر في افريقيا ومع الأمريكان. ومن هذا نستنتج المسارعة الفرنسية التي جاءت لتركيب مصنع رونو هنا في الجزائر، فلو لم يحضروه لكان الزمن سبقهم “لفاتهم القطار”، لذلك فقد اصبح يهدد مصالح مجموعة فرنسا، هؤلاء الصناعيين في الاقتصاد الفرنسي.
• حاوره: عصام بوربيع
“من حق شكيب خليل مقاضاة الجنرال توفيق”
“الدياراس” وراء تحريك قضايا الخليفة والطريق السيار لضرب الرئيس
شرفي وزغماتي وسليني .. كانوا يأتمرون بأوامر “الدياراس” المحلة
شكيب خليل اُستهدف عندما مس بمصالح الجنرالات في القواعد النفطية
جنرالات كانوا يفتعلون مشاكل في القواعد النفطية من أجل الحصول على مشاريع لشركات حراستهم
الشركات الفرنسية هي من بدأت الحملة على شكيب خليل لأنها لم تتحصل على مشاريع
“الديراس” المحلة كانت تسعى لإقحام اسم سعيد بوتفليقة من أجل تنفيذ خطتها
فجر المحامي محسن عمارة عدة قنابل في لقائه مع “الحوار” حيث أكد الرجل أحقية وزير الطاقة الاسبق شكيب خليل في مقاضاة من شوه سمعته ووضعه في خانة الفسدة والخونة طيلة السنوات الماضية، وعلى رأسهم بطبيعة الحال -بحسب المحامي رئيس جهاز دائرة الامن والاستعلام الجنرال المعزول محمد مدين المدعو توفيق- كما شدد الرجل على ضرورة قيام خليل بهذه الخطوة لأن جهاز المخابرات المحل مؤخرا تعود على تلفيق القضايا لكل من يقف في طريقه على غرار شكيب خليل وبعض مقربي الرئيس بوتفليقة الذي كان مستهدفا من طرف الجهاز، على حد قول المتحدث.
ما تعليقكم على عودة شكيب خليل إلى الجزائر؟
عودة شكيب خليل معناه أن رئيس الجمهورية او السلطة والحكومة الجزائرية تركت العدالة تتخذ مجراها ولم تتدخل في عمل العدالة في قضية سونطراك، بعد ان تم افراغ كل هذه الملفات، لأن ما يوجد ضد شكيب خليل هو اتهامه فقط عبر الصحافة، ولا يوجد هناك ملف، فشكيب خليل ابدا لم يكن متهما في اي ملف، هذه الملفات التي افرغت من محتواها، فالرئيس لم يتدخل في اجراءات العدالة، منذ 3 سنوات والعدالة تقوم بعملها، وانتهت من الملفات، اي افرغت، اي بعدم وجود اي شيء ضد شكيب خليل، فالآن رئيس الجمهورية سيعمل بصلاحياته.
هل تعتقدون أن شكيب خليل مثلا سيقوم أو يستطيع رفع شكوى ضد من وصفوا بفبركة الملف ضده، أو ضد الجنرال توفيق أو “الدياراس” مثلا؟
أكيد، شكيب خليل سيستعمل كل حقوقه الدستورية ويطالب بحقه وإعادة الاعتبار.
هل سيحاكم الجنرال توفيق؟
نعم اكيد، اكيد، فمن غير المعقول أن يتم اخراج قضية ضد انسان.. فأين الاثباث. طبعا سيرفع دعوى قضائية ضد الجنرال توفيق، ضد كل من مس حقوقه الدستورية، ويرفع دعوى قضائية ضد الصحافة لتشويهها للجزائر في الحقل العالمي.
أين تقع مسؤولية وزير العدل السابق محمد شرفي، والنائب العام بلقاسم زغماتي، ومن أين كانوا يتحصلون على اوامر اصدار المذكرات؟
طبعا كذلك، فلو تكن الدولة منصفة، فأول من سيحاسب هو النائب العام، يحاسب على الاجراءات، وعلى تحريك دعوى عمومية على اسس تافهة، كيف يحكم على اناس لأكثر من 6 سنوات، وبعدها يظهر أن القضية بدون معنى او فارغة “فياسكو” فالمسألة كبيرة، فتابع المسؤولين لكن من غير سجنهم، وهنا يتحمل المسؤولية زغماتي والنائب العام لسيدي محمد.
كيف يحملون المسؤولية.. على سوء تسيير القضية أم كيف؟
طبعا، فغرفة الاتهام في قضية سونطراك كانت مشكلة على المقاس، يقومون بإعادة التكييف، وعندما يريدون أن يخرج الملف الى العلنية، اعادوه حسب خطة زغماتي وموهوبي.
لكن ما تم تداوله أن العدالة الإيطالية أدانت شكيب خليل على حسب الوثائق التي أرسلتها “الدياراس” من الجزائر؟
“الدياراس” لم يبعث شيئا، فالعدالة الايطالية لا تتحرك مثل “عدالة البراوطية تاعنا”، فالعدالة الايطالية لا تدخل اي شخص الى السجن، او على اساس تافه، مثلما حدث في هذه القضية، فيزعمون أنهم عثروا في غرفة بجاوي على عمولة او رشوة بمقدار 600 ألف اورو تقدم الى شكيب. فالصحافة الايطالية ابدا لم تكتب عن شكيب خليل، وشكيب خليل أبدا لم يتهم او يذكر في العدالة الايطالية، تم اتهامه هنا في الجزائر، مثلما قامت الصحافة هنا في الجزائر وجعلوه متهما.
فمن المفروض أن يبحثوا عن من أقحم شكيب خليل في مثل هذه الملفات اصلا، فلا بد أن نبحث ونثبت ونتحرى بطريقة علمية وقضائية محضة، لنصل من قام بتركيب هذا الملف ومن اقحم شكيب خليل، ثم لماذا تم اقحامه وما الغرض من ذلك، وما هي النية من وراء ذلك؟
انت تقصد الدياراس، بعد أن تم الحديث عن فبركتها لملف شكيب خليل؟
طبعا “الدياراس” وجماعة توفيق كانت وراء قضية سونطراك وشكيب خليل، وذلك عندما رؤوا أن مصالحهم مست، فقاموا باختلاق هذه العملية من اجل الحفاظ على مصالحهم. مثل الكثير من الجنرالات الذين وراءهم الدياراس كانوا في السابق يسرقون، وعندما جاء شكيب خليل نزع لهم بعض الصلاحيات مثل مؤسسات الحراسة التي كان يسيرها الجنرالات.
فكانوا يختلقون المشاكل على اساس أن جماعات ارهابية تستهدف المنطقة المعنية في الجنوب، من اجل تسليحهم وإعطاء مشاريع الحراسة لهؤلاء الجنرالات، هؤلاء الجنرالات الذين كانوا يملكون شركات امنية للحراسة.
نعود إلى وزير العدل السابق محمد شرفي.. هل يتحمل المسؤولية هو الآخر، وهل هو معني بالأمر؟
كيف غير معني، فهو من يتصل به كي يطبق الخطة، هو من اتصل بزغماتي من اجل ان يعلن عن مذكرة التوقيف، وهم كان هدفهم أن يتدخل رئيس الجمهورية شخصيا في مثل هذه العمليات، فكانوا يطلقون دعايات على أن شقيق الرئيس سعيد بوتفليقة هو من وراء كل هذا، ومن أجل فقط ان يحصلوا على دليل بأن الرئيس تدخل ويشعلوا النار فيه، لكن الرئيس كان ذكيا وحافظ على اصدقائه، ونفس الشيء وقع في قضية الخليفة والطريق السيار.
كيف؟
“الدياراس” كانوا وراء تحريك قضية الخليفة والطريق السيار، فشرفي كانت تسيره “الدياراس”، وكذلك زغماتي، وسيليني، كلهم كانوا يعملون بأوامر المخابرات.
هل من الممكن أن يصبح شكيب خليل وزيرا مثلا أو يتحصل على مناصب سامية؟
طبعا، لو يقرر الرئيس، لو يعيدوه وزيرا، فذلك هو رد الاعتبار، ومن أجل أن يصل الرئيس الى ذلك لا بد من آلة جيدة تعمل لذلك، لا سيما على مستوى الرأي العام، من أجل خلق حوار قانوني وإقناع الرأي العام بالحقيقة بعدما تم الكذب عليه وتشويه الصورة لديه، فلا بد من آلة جيدة كي يقتنع الناس بأن القضية مفبركة من طرف الدياراس من أجل المساس برجال الرئيس. وهناك عندما يعود شكيب خليل وزيرا للطاقة فانظر كيف ستصبح سونطراك، وكيف تسير، وكيف ستكون العلاقة مع الأوبيبي. فيجب أن نعرف أن من تدخل ايضا في الحملة ضد شكيب خليل هي الشركات المنافسة، فلماذا لم تظهر اي شركة فرنسية في قضايا الرشوة، لأنهم هم الراشون الكبار. فالشركات الفرنسية التي لم تربح مشاريع المناقصات ولم تتحصل على المشاريع الكبرى بدأت تستهدف شكيب خليل، فعندما توجه اتهاما وتقول هناك الراشي، فأين هو المرتشي اصلا، فاللعب كله هنا.
حاوره: عصام بوربيع
المحامي محسن عمارة يفجر قنابل عبر “الحوار”:
سجن الجنرال توفيق مسألة وقت
زياري صنيعة “الدياراس” استعملته لاختراق محيط الرئيس
“الدياراس” أطاحت بزرهوني وحاولت تشويه شقيق الرئيس
القصة الكاملة للغنوشي مع المخابرات الجزائرية
فجر المحامي محسن عمارة في حوار جريىء مطول مع “الحوار” العديد من القنابل والحقائق السياسية الخطيرة في الجزائر، بداية من خلفيات قضية سونطراك وشكيب خليل، والأبعاد التي تعود اليها هذه القضية التي كانت “الدياراس” المحلة والجنرال توفيق رقم 1 في فبركتها، معتبرا أن قضية شكيب خليل لا تتوقف عند ما يعرف بصراع الأجنحة، الذي -حسبه- ليس موجودا، وإنما في الاصل هو صراع قائم بين جماعة فرنسا وجماعة المجاهدين، والذي -حسبه- يعد صراعا قديما.
محسن عمارة، في هذا الحوار الذي سينشر على حلقات متسلسلة عبر صفحات “الحوار” يتهم “جهاز الاستعلامات والأمن” المحل، وعلى رأسه محمد مدين المعروف بـ” توفيق” بفبركة العديد من الملفات، من بينها قضية الخليفة، قضية عدل، قضية احداث القبائل، كما يتهم صراحة الدياراس بوقوفها وراء تحريك احتجاجات الشرطة.
العديد من الملفات سيطرحها محسن عمارة في قضية الخليفة التي يميط اللثام عنها وسبب خلق القضية اصلا، كما يتطرق الى قضية تنحية وزير الداخلية السابق القوي يزيد زرهوني من طرف جهاز الاستخبارات “الدياراس” “المحلة”، بعد الأثر الذي تركه في الشرطة، وكيف تم خلق فتنة بينه وبين علي تونسي.
كما يرد محسن عمارة، في الحوار الذي سينشر الايام المقبلة عبر “إذاعة الحوار” في تسجيل صوتي على رئيس المجلس الشعبي الوطني الاسبق عبد العزيز زياري والقيادي في الأفلان، عندما قال إنه يندهش عندما يسمع عن حديث البعض عن فبركة “الدياراس” لملفات عدة، حيث يؤكد محسن عمارة الذي كان هو الآخر ضابطا متقاعدا في جهاز الأمن العسكري أن عبد العزيز زياري صنيعة للمخابرات، أو “الدياراس”، والمخابرات استعملته لاختراق محيط رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، كون زياري يعرف جل اصدقاء الرئيس.
عمارة الذي يصر على وصول الجنرال توفيق الى المحكمة، يتطرق الى حقيقة عائلة الرئيس بوتفليقة التي قال إنه لحسن الحظ كان ممن قاموا في السابق بالتحقيق في عائلة بوتفليقة عندما كان يشتغل في الأمن، ويقول إن عائلة بوتفليقة طيبة، وأن السعيد بوتفليقة مخالف تماما لما يتم الترويج عنه من طرف الدياراس، على أساس أن كل شيء له من فيلات كذا وكذا… إلخ، وهو حسبه ما يدخل في خطة الدياراس.
ويقول محسن عمارة إن كل ما قيل من صفات موجودة في السعيد بوتفليقة هي غير موجودة، بل العكس، وعائلة بوتفليقة أرقى مما يتصور الجميع، وحتى -حسبه- اتهامات الجهوية التي وجهت الى بوتفليقة تدخل في اطار اللعبة “الدياراسية”، على حد تعبيره.
ملفات ثقيلة يفتحها المتحدث مع “الحوار”، بداية من الحركة البربرية في منطقة القبائل، وكيف تم ارسال عناصر من جهاز الأمن العسكري سابقا لاختراقها والتحكم فيها، لينتقل الى كيفية ظهور او خلق الاخوان في الجزائر سنوات السبعينات ومن وراءها، الى ازمة التسعينات، وحقيقة الصراع بين جماعة فرنسا والمجاهدين الوطنيين، وكيف استطاع الشاذلي بن جديد كبح جماح مجموعة فرنسا لمدة، لكن سرعان ما تغلبوا عليه، وبقوا يعملون في الخفاء.
يتطرق محسن عمارة الى كيف كانت المخابرات الجزائرية تستعمل راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة التونسية، من أجل احداث انقلاب للرئيس التونسي بورقيبة انذاك، حيث كان يقيم راشد الغنوشي هنا في الجزائر برعاية نواة من الأمن السعكري او المخابرات الجزائرية آنذاك ودون علم القيادة، وحيث كان يعمل لصالح جناح في المخابرات الجزائرية تابع لجناح توفيق دون علم قيادة الأمن العسكري آنذاك.
وكثيرة هي الملفات الساخنة التي فتحها المحامي محسن عمارة الضابط السابق في المخابرات عندما يقول إن التغييرات التي احدثها الرئيس بوتفليقة في جهاز المخابرات جاءت في مكانها، وفي صلب القضية بعد تغير الكثير من الاساليب، حيث -حسبه- أن المدير الحالي لجهاز الاستخبارات بشير طرطاق يعرفه رجل ميدان، ومن عناصر الأمن العسكري القدامي الذين يمتلكون خبرة كبيرة في الميدان.
وتحدث محسن عمارة عن الرئيس السابق اليمين زروال، الذي قال إنه من المستحيل أن يلبي دعوة المعارضة، لأن وجوه المعارضة -حسبه- في واد، واليمن زروال في علبة أخرى، لذا يؤكد محسن عمارة أن زروال لن يشارك مع المعارضة.
وعن مولود حمروش، يقول محسن عمارة إن حمروش فعلا يعرف العسكر، مثلما قال عنه خالد نزار.
وفي كلمتين، يختتم محسن عمارة الصراع الاخير بين الجنرالين بتشين وخالد نزار، ليقول إنه صراع بين المجاهدين وجماعة فرنسا.
عصام بوربيع
يتبع ..
المحامي عمارة محسن يواصل شهادته لـ”الحوار”:
الجنرال توفيق كان وراء “الربيع الامازيغي” 1980 وأحداث “العروش” سنة 2001
الصراع مع جماعة توفيق صراع مع حزب فرنسا
الديراس منعت تعيين زرهوني وزيرا للدفاع ومن هنا بدأ الصراع
ما حدث لـ”شكيب خليل” تكرار لسيناريو “مساعدية” لما صوروه مجرما
يواصل المحامي عمارة محسن تقديم شهادته عبر “الحوار” والتي يعود فيها الى خلفيات قضية سونطراك، وأسباب استهداف وزير الطاقة الأسبق شكيب خليل، الذي قال عنه إنه تم استهدافه وتشويه صورته من طرف مجموعة في النظام، مثلما تعرض رئيس مجلس الأمة السابق مساعدية عندما صورته جماعة فرنسا على أنه أكبر مجرم على وجه الأرض. ويعود بنا عمارة محسن الى خلفيات انطلاق ما يعرف بصراع الأجنحة، وكيف رفضت “الدياراس” تعيين بوتفليقة ليزيد زرهوني كوزير للدفاع، ليسلط الضوء على احداث العروش، وتطابقها مع احداث الربيع الأمازيغي وغيرها من الملفات..
بداية مع عودة شكيب خليل وزير الطاقة الأسبق إلى الجزائر، ما تعليقكم؟
■ عودة الوزير الأسبق شكيب خليل ستطرح من جديد القضية التي سال فيها الكثير من الحبر وحدث فيها الكثير من التحريك، عودة شكيب خليل ستطرح القضية من جديد على الساحة السياسية حول أنها كانت محركة.
هل تقصد رؤية جديدة للقضية؟
■ ليس رؤية جديدة فقط، وإنما دراسة جديدة، خاصة أن شكيب خليل الذي يحاولون عنوة أن يلصقوا التهمة به، بينما هو لا يوجد في الملف أصلا، فشكيب خليل لا يوجد اسمه لا كمتهم، ولا كضحية ولا كشاهد.
أنت تلوم من يتهم شكيب خليل، هل من تفصيل أكثر؟
■ طبعا هذا هو التحريك الذي أشير إليه.
تقصد تغليط الرأي العام في قضية سونطراك؟
■ ليس تغليطا، اقصد هذا التحريك الذي أوصل هذه القضية إلى الرأي العام بهذا الشكل، فما أعيبه على هذا الملف أولا، كيف لملف قضائي قبل أن يصل إلى القضاء هناك أشخاص هيئوا له وعملوا كي يصل بهذه الطريقة إلى الرأي العام التي كانوا يعدونها في خطتهم التي هي إخراج اسم شكيب في الملف. ولسوء الحظ لم يخرج، لسوء الحظ المتهمون كلهم لم تكن لهم أي علاقة بشكيب خليل، وشكيب لما كان وزيرا لهذا القطاع كان يسيره بطريقة تقنية محضة وعلمية ذات مستوى عالي، لأنه عندما تنظر إلى ملف سونطراك فستجد أن شكيب خليل يتكلم مع مرؤوسيه ويعطيهم الأوامر كتابيا.
قبل أن نغوص في قضية سونطراك، هلا أعطيتنا لمحة كيف بدأت وانطلقت الاتهامات في هذه القضية؟
■ أنا أعطيك تحليلي الخاص كمحام وكشخص عارف لخلفيات هذه القضية.
خاصة أنكم صرحتم سابقا أن اتهامات سونطراك مفبركة من طرف المخابرات؟
■ هذا ليس فيه ادنى شك، ملف سونطراك تم نسجه في مخابر “الدياراس” ومخابر الدعاية المعروفة عنها هذه السلوكيات، في عدة ملفات. وهنا أشير إلى عهد الأمين العام لجبهة التحرير في العاصمة السيد هشماوي، وكيف كان يتعرض إلى الضغط من مصالح الاستخبارات كلما أرادوا تعيين شخص ما على رأس شركة، فيقومون بإضرابات، مثلا في السونيتاكس، أو الأسانالبي ثم يذهبون إلى هشماوي الأمين العام للأفلام، كون الحزب هو من كان يسير، ويقولون له إذا أردت أن يتوقف الإضراب فعين الشخص الفلاني على رأس الشركة مثلا، هذه التلاعبات كانت لمصالح، ثم الآن تطورت فأصبحت تستعمل لمصالح أعلى، كانت في السابق على مدير وحدة، أو أمين عام قسمة أو مسؤول نقابي في شركة، والآن تطورت الأمور، والتحريك أصبح من اجل تعيين مديرين عامين لشركات أو وزراء أو حتى رؤساء.
الخلاصة هو أنك تريد القول إن شكيب خليل وزير الطاقة الأسبق الذي أصدرت ضده مذكرة توقيف دولية هو بريئ؟
■ طبعا بريئ، هناك مبدأ قانوني هو أن “كل متهم بريئ حتى تثبت إدانته”، هذا الإنسان لم يثبتوا إدانته ولا يملك ملفا، وهم يتكلمون عن براءته، فأنا جد حائر من هذه اللغة، وكيف تساير الأحداث. كيف لشخص لا يوجد له أي ملف، ولم يمر إلى العدالة، ولا سألته العدالة، فقط في الصحافة، يلقى كل هذا التحريك الإعلامي، يقولون شكيب خليل قام بكذا وكذا، لكن في الحقيقة لا يوجد شيء، نحن هنا يجب الكلام عن رد الاعتبار لهذا الإنسان، تم نتكلم عن انه بريئ، لما نطلق اسم البراءة فلا بد أن يكون هناك حكم ومحكمة نظرت في قضية ما وأصدرت براءة أو أدانت، ومن هناك نستطيع أن نتكلم عن هذا الشخص هل هو بريئ أو مدان، إن كان بريئا فبراءته يترتب عليها التعويض، أما إذا كان مدانا يقضي إدانته، ثم بعدها إذا أراد رد الاعتبار، فالقانون حدد كيف ذلك، ويعاد له الاعتبار ويصبح مثل المواطنين الآخرين، لكن ما يحز هنا كيف لمواطن جزائري تكالب عليه كل هؤلاء الناس من أجل جعله متهما عنوة.
وما السبب في استهداف شكيب خليل شخصيا وبهذا الشكل في رأيك؟
■ السبب.. هنا وصلنا الى بيت القصيد، لما نتكلم عن السبب نخرج من الملف القضائي، ونخرج الى الحقل السياسي.
السبب هو أن الصراعات التي يسمونه صراعات الأجنحة، فلا وجود لصراعات الأجنحة، خاصة بالنسبة للعارفين بالشأن الجزائري، وخاصة المخابرات كيف تعمل، والجيش كيف يسير، والحكومة بصفة عامة كيف يتصرف فسيعرفون انه لا يوجد هناك صراع أجنحة، هناك صراع طائفتين، صراع مجموعة حزب فرنسا، وصراع مجموعة المجاهدين، وهذا هو الصراع الأبدي، الذي يمشي في هذا الإطار، فنحن في 1962 لم نصفي الأمور،
دخلنا الجزائر الجديدة وما زالت ثلاث طوائف، الطائفة الأولى الجزائر جزائرية، والطائفة الثانية للجزائر فرنسية، والطائفة الثالثة طائفة بيني ووي ووي الذين كانوا يقولون إذا كان هؤلاء في السلطة فنحن معهم، وإن لم يكونوا فنحن لسنا معهم. وبقي هذا الصراع سائرا حتى ظهر إلى العامة في 1988، وبدأ يظهر في أحداث أكتوبر، من هناك بدأ الصراع بين الطائفتين، أي المواجهة اصبحت مباشرة.
كيف وما علاقة أحداث أكتوبر بهذا الصراع؟
■ أصبح الصراع مباشرة بين الطائفتين، بين حزب فرنسا وبين المجاهدين القدماء، أصبحت المواجهة مباشرة، بعدها تلك المواجهة خلقت تأثيرا على الانفتاح السياسي، وأجبروا الشاذلي على فتح التعددية السياسية بدستور 1989، هذه التعددية، فتركوا التعددية تأخذ مجراها، وعندما لم تكن في صالحهم، بدؤوا في تعطيل النظام، ثم وصلنا إلى أحداث العشرية السوداء، وهي التي لهم ضلع كبيرة فيها، هؤلاء مجموعة حزب فرنسا هم من خلقوا هذه القضية.
تقصد أن الأمور مترابطة مع بعضها؟
■ نعم، ثم بعدها نصل الى فترة احضار بوضياف المسكين، ثم الوصول الى المجلس الأعلى للدولة.
ومن تقصد بهده المجموعة؟
■ المجموعة معروفون، نقصد ضباط فرنسا، فلما نقول حزب فرنسا نقصد الضباط الذين كانوا في فرنسا، وقد كتب عليهم العديد من المؤرخين، الضباط الذين جاؤوا في عهدة معنية والتحقوا في 1956، وهذه القضية معروفة في التاريخ الجزائري.
إذن تريد أن تقول إن قضية سونطراك لها بعد تاريخي عالمي؟
■ الصراع الذي وقع كان بين قطبين، فهم في الأول كانوا عندهم من يضعونهم في الواجهة، فالأمر يشبه ما يقوم به الغرب عندما يبحث عن عدو، بعد ذهاب العدو السابق الذي كان الاتحاد السوفياتي. فنفس الشيء وقع لمساعدية، حيث أن هذه المجموعة سنة 1988 حاولت أن تصور مساعدية وكأنه أكبر مجرم فوق كوكب الأرض، والتاريخ يعيد نفسه. ثم بعدها مساعدية أصبح رئيس مجلس الأمة، ولما توفي ذهب بشرف الرئيس ودفن على أساس الرئيس. إذن المجموعة التي كانت “تخيط” التاريخ دائما يخرجها من الباب الضيق. وبعدها اصبحوا يبحثون عن مخرج، فأتوا ببوضياف الى غاية الوصول لاقتراح بوتفليقة، ففي الأول بوتفليقة لم يقبل وذهب لأن بوتفليقة ينتمي إلى المجموعة الثانية، ينتمي إلى مجموعة المجاهدين، وبوتفليقة في تلك الفترة كان دائما عند مساعدية، اذ يوم رفض العرض الذي قدموه له جماعة توفيق ونزار من أجل تولي مجلس الدولة رفض، وقال لهم أنا أمر بالانتخابات، ذهب إلى عند مساعدية، ومن عند مساعدية ذهب إلى المطار. لما عاود المجيء مرة أخرى بعد مجيء زروال قبل أخذ السلطة، لكن بشروط، قال لهم أنا لن أكون ربع رئيس.
وبعدها بدأت الأمور تسير، فبوتفليقة كان يعرف أن هذه المجموعة ليست متوغلة وعلى اسس صلبة في الجيش أو ليست متجدرة، حيث كان قد وجه لها الشاذلي ضربة سنة 1984 و1985 لما أعاد هيكلة الأمن العسكري.
فهناك هم عادوا إلى الخفاء، ورجعوا إلى العمق، ثم عاودوا الخروج و”كسلوا” الشاذلي، نزعوا الشاذلي، وبعدها ادخلوا الجزائر في دوامة العشرية السوداء، وبعدها كانوا يبحثون عن شخص كي يخلصهم، لأن وقتها المحكمة الدولية كانت تحوم فوق رؤوسهم، ثم بعدها قبلوا ببوتفليقة. فلما جاء بوتفليقة ما وعد به طبقه في الميدان، فقال لهم أعيد السلم وأعاده، قال أعيد موقع الجزائر في المستوى الدولي وأعادها، وقال أطبق المصالحة وقام بها، ثم بعدها رؤوا أن مصالحهم بدأت تمس، كان أول شيء وقع هو أن رفضوا لبوتفليقة قيامه بتعيين يزيد زرهوني وزيرا للدفاع، لأنه لو قبلوا بهذا لم تكن كل هذه الأمور لتحدث.
لماذا؟
■ لأن زرهوني كان واحدا من قدماء الأمن العسكري، من اكبر العارفين بهذه العلبة التي قال إنها تخرج الرؤساء، وأتذكر آنذاك ان تشكيل الحكومة تأخر لمدة 7 أشهر، ثم بعدها تم تعيين زرهوني وزيرا للداخلية، وهنا تكمن عبقرية بوتفليقة، فبوتفليقة من الوطنيين الذين يحبون الخير للبلاد لم يأت “كي يخليها أو ينهبها مثلما يسوقون هم”.
إذن هم من كانوا يسوقون؟
■ طبعا، مثلما يقال “يرى السفيه ما فيه” هؤلاء بدأت مناوراتهم عندما رؤوا أن بوتفليقة حقق وعوده، وهنا نقطة مهمة، يزيد زرهوني على مستوى الداخلية خلق قوة توازن بين قوى الشرطة والدياراس، أعطى الكثير من الإمكانات للشرطة، بمعنى أصبحت الشرطة تعمل، ففي الماضي كانت تعمل تحت قبعة المخابرات، فأخرجها وأعطاها بنية جيدة للشرطة، ولهذا بدأ الصراع، وهنا بدأ صراع الأجنحة مثلما يقولون. على وسائل المراقبة، على الكاميرات، دخلوا في صراع، حتى بدأ الضغط، فخلقوا له قضية العروش في 2001، ومن اجل مواجهة زرهوني خلقوا له قضية العروش، فقضية “العروش” هي نفس السيناريو الذي قاموا به في وقت الشاذلي أو ما يعرف بـ”الربيع الامازيغي”، نفس السيناريو ونفس التقنيات، نفس البهارات ونفس الأشخاص… في الربيع البربري يعينون محمد بورزام الذي كان عضوا في الاتحاد الوطني الشبيبة الجزائرية، عينوه أمينا عاما للأفلان في تيزي وزو، حيث كان يعرف الصراع صراع “البربيريست” هناك و”الباكسيست”، فعاش هذا الصراع العديد، وكان قبله جلولي الذي كان باكسيسيت، وبعدها خلقوا مشكلة الربيع الامازيغي، أين كان مولود معمري، كان على وشك إلقاء ندوة هناك.
وكان العديد ممن يعملون تحت جناح الأمن العسكري، وكان قبل ذلك ومنذ عهد بومدين مشكلة التعريب مطروحة، حيث تم انشاء جامعة تيزي وزو، وبعثوا لها الإطارات كلها من مجموعة المعربين، كانوا نخبة من الطلبة المعربين ارسلوهم في الأول وكان من بينهم بوشاشي، بوقادوم، ريموش الذين عادوا من انجلترا بعد أن ارسلهم بن يحيى هم من كانوا يسيرون الجامعة من مجموعة المعربين، وكان صراع جهوية. وبهذا تم نقل الصراع “المعربين -البربرية” نقل من جامعة الجزائر إلى جامعة تيزي وزو.
لماذا؟
■ هذه هي مناورة الأمن العسكري، هذه هي خططهم في السابق.
ومن كان وراء الأمن العسكري آنذاك؟
■ الجنرال توفيق، آنذاك كان مسؤولا عن الأمن الداخلي ببوزريعة بثكنة شقرون فريد. هذه الخلية تنشط منذ 75 حتى 80، وهذه الخلية هي من حركت كل هذه الفترة.
• حاوره /عصام بوربيع
يتبع…
المحامي محسن عمارة يواصل شهادته عبر “الحوار”:
كل التفاصيل عن سيليني وزغماتي و”سوناطراك2″ والعقيد فوزي
يواصل المحامي محسن عمارة، محامي المتهم الرئيسي في قضية سونطراك محمد مزيان ونجليه، تقديم شهاداته عبر “الحوار”، حيث يتعرض هذه المرة الى كيفية قيام جهاز الدياراس المحل باختلاق سونطراك 2 من اجل التغطية على سونطراك 1 بعد أن لم يتحصلوا على أدلة ويبثوها، كما يظهر كيف لجأت الدياراس الى الصحافة لخلق الإثارة في قضية سونطراك بعدم حصولها على ادلة واضحة.
ويروي محسن عمارة كيف كان يسيطر هذا الجهاز المحل على جميع مسؤولي مجلس قضاء العاصمة، بداية من النائب العام الى النقيب سيلني، الى آخر عنصر هناك، الذي قال إنهم كلهم يأتمرون بـ”الدياراس”، وكيف كان يعطي عناصر المخبارات التعليمات لموهوبي.
الأستاذ محسن عمارة، كنت صرحت سابقا أنك ستتطرق الى عدة ملفات تمت فبركتها من طرف “الدياراس”، قبل هذا لو نعود الى قضية سونطراك وشكيب خليل، ما قصة العدالة الايطالية؟
طبعا قضية العدالة الايطالية وشكيب خليل هي مناورة من طرف “الدياراس”، فما يعرف بملف سونطراك هو مناورة حقيقية لهذا الجهاز، حيث أن “الدياراس” ومن أجل التغطية على ما عرف بقضية سونطراك 1، خلقت قضية سونطراك 2 بعد عجزهم عن الحصول على أدلة او إثباث ادلة، فخلقوا سونطراك 2 من أجل الضغط، مثلما وقع مع المتهم الرئيسي محمد مزيان عندما مارسوا عليه الضغط كي يذكر شكيب خليل في التحقيق، ونفس الشيء وقع مع المتهمين الآخرين من أجل ذكر اسم شكيب خليل في التحقيق. ولما لم يجدوا في الملف أي شيء يدين، اتجهوا الى الصحافة وحاولوا استعمالها، وذلك عن طريق التحريك الاعلامي في الصحافة، والكل يعرف ذلك.
كيف؟
الصحافة، وبالضبط في جريدة “الوطن” تكتب في احدى صفحاتها الأولى بالبنط العريض، عنوان: كيف اغرقت سايبام اطارات سونطراك بـ 300 مليون دولار “تشيبا” أو رشوة. والغريب في الأمر أنه عندما تفتح الجريدة ترى أن المشروع الذين يتحدثون عنه والمتعلق بنظام المراقبة عن بعد.. تجد أن المشروع ذاته تم تقييمه بحوالي 680 مليون دولار، فكنت أفهم بهذا المنطق أن الكل يعمل بالرشوة، بما أن مبلغ الرشوة المدفوع هو نصف المشروع، وهذا غير منطقي، فالجميع سيعمل بالرشوة اذن، فهؤلاء الذين كانوا يحركون مثل هذه القضايا، يحالون فقط توريط شكيب خليل، من خلال استعمال الاثارة فقط، وعندما لم يجدوا ادلة راحوا يسعون الى ذلك من خلال الصحافة، فقضية سونطراك 2 اتت بها الصحافة، وبدؤوا يطلقون حكايات شكيب خليل وبجاوي، فلو تطلب منهم أن يأتوا بتلك الوثائق المنسوبة للصحافة الايطالية لترجمتها لعجزوا، لأن الصحافة هي من طرقت القضية على أساس انهم امسكوا شكيب خليل…
تقصد أن الصحافة أيضا كانت محركة من طرف الدياراس في قضية سونطراك؟
طبعا، فكانت هناك مصلحة خاصة تسير من طرف العقيد فوزي، وهنا سأوضح كيف قام بوتفليقة بتنحية العقيد فوزي.
كيف ذلك؟
سنعود الى هذه القضية فيما بعد، عندما لم يجدوا دلائل، وخاصة عندما دخلت انا في القضية، حيث كان في البداية متهمان، من بينهما رضا ابن مزيان، الذي تمرد على كل المحامين، حيث طلب من عائلته نزع المحامين وتكليف المحامي محسن عمارة، ثم بعدها امسكت أنا بالقضية واشترطت نزع كل المحامين، وتركت محاميا واحدا هو حسين شياظ، لأنه كان وسيطا لأبناء مزيان مع العائلة..
فعندما امسكت بالملف، سيليني وزغماتي امرا بضرورة ابعادي من الملف، ومباشرة اصدر سيليني قرار توقيف ضدي، وقمت بإلغائه في المحكمة العليا، وعندما كنت مريدا الدخول الى المحكمة، يأتي بلحاج بالشرطة ويقول لهم اخرجوا محسن عمارة حيث كنت ألبس جبة المحاماة..
ما سر استهدافك بالضبط من طرف سيليني، وكيف تم استغلال علاقاتك، وما علاقة الدياراس بهذا؟
علاقة الدياراس بهذا أن الدياراس كان يحرك الجميع، هو يحرك سيلني ويحرك مجلسه، يحرك البروكيرور، يحرك “البروكيرور العام”، فيكذب من يدعي أنه لم يكن يذهب الى عند “الدياراس”.
تقصد الدياراس المحلة التي كان على رأسها الجنرال توفيق؟
نعم اقصد الدياراس السابقة، تلك التي كان على رأسها الجنرال توفيق، الآن لم تعد بذلك الاسم، “الدياراس” كانت لها القدرة على تحريك الجميع، وعلى كل المستويات، ففي البلدية لديها عنصر، وفي الدوائر، في الوزارات، في المديريات العامة، فما بالك بالآخرين الذين يدخلونهم في الحلقة.
كما في المجلس القضائي من النقيب الى آخر عنصر هم تابعون لهم، حيث كان غالبا ما يأتي ضابطان من المخابرات يستقلبهما موهوبي، او يستقبلهما بولحية بلقاسم مسؤول الأمن هناك، ليصعدهما الى عند موهوبي، وهناك يقدمان له كل التعليمات، فهذه هي الحقيقة، فهم كانوا يعملون بهذه البساطة، وعندما امسكت بالقضية اصبحت ازعجهم.
لماذا؟
طبعا ازعجهم، فلما بدأنا في التحقيق، كان قاضي التحقيق قد اتصل بزوجتي ابني مزيان وطلب منهما احضار السيارتين واحدة بيام، وكذلك الوثائق بهدف تطبيق الحجز عليهما، وكنت ارافع هناك في احدى القضايا، اتصلت بي زوجة ابن مزيان، وأخبرتني بالأمر، فصعدت الى عند قاضي التحقيق وسألته: لماذا ارسلت لهم، فقال لي: لم أرد أن ارسل اليهم “الدياراس”، قلت له: لماذا “الدياراس”، ثم لماذا ليس الشرطة، فقال لي: لم ارد احراجهم “ما حبيتش نبهدلهم”. فقلت له: هل خفت عليهم، ولم تكفكم “البهدلة” التي جرت من خلال تداول عائلة مزيان يوميا في الجرائد. فقلت له: ليس لكم الحق في استدعائهم، وها هم ازواجهم في السجن اتصلوا بهم وارسلوا لهم أوامر الحجز، وقلت لهم ان السيارات عاطلة.. فقال لي قاضي التحقيق: هل تريدنا ان نطبق القانون، فخافوا بعدها، فلما دخلت أنا في القضية، اعطيت الملف اتجاها آخر، وكنت دائما اقول لموكلي: تكلموا أمام القاضي ولا تخافوا، حيث عندما كان يكلمهم عن الأموال، أقول لهم قولوا له أين الأموال، لا تسكتوا ودافعوا عن انفسكم، وقولوا له اين هي الاموال، فقد تركوهم ست سنوات في السجن.
الأموال؟ تقصد أنهم كانوا متهمين بالرشوة، وكذلك المتهمون الآخرين في سوناطراك؟
التهمة هنا عندي تكوين مجموعة اشرار، وقاضي التحقيق عندما جنحها ارسلها عند موهوبي الذي جعلها جناية، وكل ذلك من اجل ان يتركوا الملف في قبضتهم، لأنهم كانوا يدركون أنهم لو تركوا الملف يأخذ مساره الطبيعي فلن يكون ذلك في صالحهم، وأبقوا على المتهمين ست سنوات سجنا، وذلك من اجل ترك الملف “راقدين عليه”.
فالملف عندما ارسل الى غرفة الاتهام، تم تحويله الى جناية، ومن ثم تم تحويله الى المحكمة العليا.
• حاوره: عصام بوربيع
يتبع..
المحامي عمارة محسن لـ “الحوار”:
لو كان توفيق شخصا عظيما لخرج للدفاع عن نفسه
وجوه “مازافران” وأغلب الأحزاب الإسلامية صنيعة “الدياراس” أكل عليها الدهر وشرب
جماعة توفيق استنفدت كل “خراطيشها” وأوراقها
يواصل المحامي عمارة محسن في تسليط الضوء على كثير من الحقائق في الحقل السياسي الجزائري، ويكشف علاقة جهاز المخابرات السابق المحل “الدياراس” بالأحزاب ودوره في بعث اهم الوجوه السياسية في الساحة على غرار لويزة حنون، سعيد سعدي، مقري، موسى تواتي، رباعين وغزالي وغيرهم. كما يسلط الضوء على ما يعرف بوجوه المعارضة الآن او مزفران 2 الذي قال عنهم إن كل الوجوه هناك هي من صنيعة الجنرال توفيق مدير “الدياراس” السابق.
ويسرد محسن عمارة في هذه الحلقة اسرار استهداف رجل الأعمال علي حداد من طرف ذات الجهاز، كما يتطرق الى علاقة “الدياراس” المحلة بأغلب الأحزاب الاسلامية في الجزائر، معتبرا أن أغلب هذه الأحزاب هي من صنيعة “الدياراس” المحلة.
نبقى فيما يخص الصحافة والدياراس؟
“الدياراس” في عهد الجنرال توفيق استعملت الصحافة للإطاحة بكل المسؤولين وكل الأشخاص الذين كانوا يرون أنهم يهددون خطتهم أو تحركاهم، ومن خلال ايضا خلق ملفات لهم في تقاريرهم يقدمونها للرئيس. وهنا اتحدث عن الاشاعات التي كانت “الدياراس” وراء تحركيها، لاسيما فيما يتعلق بالاشاعات التي كانت تولد في كل مرة على أساس أن الرئيس مات، لا بد أن نفهم لماذا هاته الدعايات المغرضة التي كانت تروج بالضبط في اوقات حرجة وما هو هدفها، فكانوا يطلقون الدعايات بأن بوتفليقة مات، من أجل صد اطارات الرئيس.
كيف؟
يقومون بصد الاطارات ، فمثلا عندما يتصل بوتفليقة بإطار معين من أجل تعيينه كمدير شركة كبرى، وفي منصب سام عندما يسمع أن بوتفليقة مات، فإنه يتراجع. وبالتالي تهدده “الدياراس” بأنه لو قبل بالمهمة فسيتم معاقبته غدا بعد وفاة بوتفليقة. وإذا لاحظتم أن هذه الدعايات كانت تصدر فقط عندما يكون هناك تغيير حكومي مثلا، أو تغييرات في مناصب الدولة، وبالتالي يعملون على خلق تردد او خوف عند الاطارات التي استدعاها بوتفليقة أو ينوي استدعاءها، وبالتالي يترددون في الالتزام مع بوتفليقة. أما على الأقل فإنه يصبح يعمل تحت امرأة الداياراس، ولهذا بوتفليقة وجد فقط الاطارات الأوفياء للعمل معه. وطبعا هذه الدعايات كانت من اختصاص العقيد فوزي الذي كان يسير مصلحة من مهامها نشر الدعايات، فالخلاصة أن اشاعات الرئيس مات كانت تصدر فقط في أوقات معينة، في اوقات تكون البلاد “مهلهلة” وتصدر في اوقات معينة… هذه الاشاعات تصدر فقط عندما تكون هناك أزمة او هناك أزمة سياسية في الأفق من أجل مس أفراد معينين أو يسموا بالجيش.
لكن من يسمعك تتكلم عن “الدياراس” يفهم أنك تسعى إلى تشويهها؟
الجيش نحن من يعرفه، ومن يعرف الصحراء والعمل على الحدود وما هي حماية الحدود، لكن هؤلاء لا يعرفون الجيش الا في الصالونات والمقاهي والاتهامات الجاهزة وطول اللسان، وهذا الكلام قلته لهذه الجماعة عندما مات بومدين وفي 45 يوما التي امسك فيها بيطاط بزمام الأمور. فلو كان هذا “توفيق” يملك من ملامح العظماء والمجاهدين المخلصين والاطار النزيه العسكري الفذ مثلما يروجون له، لما قبل أو تحمل كل هذه الاهانات التي وجهت له، وظهر ليدافع عن نفسه، فكيف ضابط بهذه الشراسة يقزم ويوضع في هذا الموقف، هذا يدل على أن توفيق كان فقط ذلك “الفزاعة” مثل المجسم الوهمي الذي يستعمل لإخافة الفراخ في الحقول.
فهاته الخلية من المخابرات كانت دائما تستعمل أذنابها ، وخاصة ممن تملك عنهم ملفات، مثل بحبوح، أو تواتي، أو رباعين ، أو السعيد سعدي ولويزة حنون ، فكل هؤلاء يصبون عند الدياراس ، والدياراس لديها ملفات عليهم، لهذا فهم لا يخرجون عن الاطار المحدد لهم ، ويبقوا دائما في نفس الموقع ونفس الاتجاه.
ويبقى دائما في اذهانهم أن توفيق سوف يعود، وبأنه عبقري. وعلى اي حال جماعة توفيق استنفدت كل “خراطيشها” واستنفدت كل اوراقها.
اذن فكل هذه الأحزاب انشأتها “الدياراس” وكلها كانت تسيرها “الدياراس” والصحافة ايضا اغلبها كانت تخضع لأوامر وتقارير العقيد فوزي عبر الدياراس أيضا. وكذلك المنظمات الجماهيرية، والنقابية العمالية “ليجيتيا”، ومعروف في الساحة هناك رئيس حزب، معروف أنه موظف عند “الدياراس”، وشقيقه كان ضابطا هو الآخر في هذا الجهاز.
وما رأيك فيما يسمى بأحزاب المعارضة، أو ما يعرف بمجموعة “مزفران 2” الذين يعقدون غدا اجتماعا للتغيير في زرالدة؟
كل هؤلاء الذين هم موجودون في المعارضة وأذنابهم هم من صنيعة “الدياراس” بمن فيهم مقري، وأتحداه أن يواجهني، لأنني سأكشف كيف كان الأمن يسير الحركات الاسلامية، وأكشف كيف كانت تسير المخابرات في كل حركة حمس.
فالأحزاب الاسلامية كلها هي الأخرى من صنيعة المخابرات، والحركة الاسلامية في حد ذاتها هي من صنع “الدياراس”، وقبل ذلك الحركة الاسلامية في السنوات السابقة او منذ السبعينات كان خلفها الأمن العسكري. وآنذاك كان من أجل خلق التوازن في الحراك السياسي على مستوى المنظمات الجماهيرية، والجامعات الجزائرية، وكذلك الشركات الكبرى التي كان لها وزن اقتصادي.
وكيف تقصد كل الأحزاب الإسلامية؟
نعم، ابتداء من حركة حمس، والنهضة، والفيس، وذلك من اجل مراقبتهم واحتوائهم ايضا. فمن كان يمارس التزوير في الانتخابات، احيانا يقدمون نسبة للأفلان ونسبة اخرى للاسلاميين. فمن غير المعقول أن تحصد الأفلان الاغلبية، فهناك ستكشف الأمور، لذلك يعمدون الى احداث توازن في التزوير، فكيف تتخيل أن يفوز الأرسيدي في بريان أو في خنشلة مثلا.
اذن فمن أجل خلق التوازن يقومون بتقسيم الكوطات بين الأفلان والاسلاميين.
لكن هناك من يقول إن “الدياراس” وفي قضية شكيب خليل كانت انطلق تحقيقها من شيء ما، أي وفق لا دخان بلا نار، لهذا لم يتمكنوا من أن يمسوا مهري مثلا أو آيت أحمد اللذين لم يكونوا يملكون عنهما ملفات؟
هذا كلام خاطىء، ألم تروا كيف قامت “الدياراس” بإخراج مهري من الأفلان، وكيف استهدفوه بتلك الضربة بجماعة حمروش، وما عرف بالمؤامرة العلمية التي طبقتها “الدياراس”. أما آيت احمد فقد كان في المعارضة ولا يعترف بهم أصلا، وهو أول من كان طرح اشكالية حل الدياراس، ووجه طلباته الملحة بحل الشرطة السياسية، وهو يعيش في الخارج. لذلك الآن وعند حل الدياراس بدأت الأفافاس تقترب من السلطة أو من الرئاسة، ثم بعدها ارادوا تدوير الأفافاس وتوجيهه الى القضية البربرية، واللعب على الوتر البربري من خلال الترويج لاستهداف اطارات محسوبة على فئة معينة.
نحن مقبلون على اجتماع المعارضة، أو ما يعرف بمزفران 2، كيف تنظر إلى هذه المعارضة، وأهم وجوهها؟
لن يخرج شيء من مزفران، لأن الأشخاص الذين فيها هم غير مقبولين في الساحة السياسية، فهم يسعون من أجل احداث ولادة قيصرية من أجل الخروج بنتيجة يستعملونها كذريعة كي يدخلوا في الحراك السياسي لأنهم غير مقبولين.
لكن هناك وجوه معروفة؟ والمعارضة تراهن عليهم؟
عن أي وجوه؟ هل عن بن فليس، أو رحابي أو حمروش.. فكل هؤلاء أكل الدهر عليهم وشرب.
أيضا غزالي توجهه معروف، وكان دائما عضوا يعمل لصالح المخابرات ،ومعروفة انتماءاته، لذلك فالدياراس تستعمل كل من لها ملفات عنهم يهددونهم بها.
فهو كان يعمل مع لخديري المعروف الانتماء أيضا هو والعربي بلخير من جماعة فرنسا. وهكذا تعمل “الدياراس” مثلما تعمل مع بعض المحامين عندما تسعى إلى أن تجعل من المحامي مثلا بورايو كخبير كبير، فيما هو كان يعمل مع الأمن العسكري تابع لخلية هوفمان.
ونفس الشيء بالمقابل، فالجرائد التي كانت تعيش في عهد العقيد فوزي مسؤول الاعلام السابق في الدياراس رجل الأعمال ربراب بصدد شرائهم، وهو بصدد اعطائهم “السيروم”، وسترون ما الذي سيحدث لربراب.
وهنا اطرح السؤال عن الحراك كله الذي تم توجيهه ضد الأفسيو، لماذا هذا الاستهداف الممنهج للأفسيو، الذي يرأسه رجل الأعمال علي حداد، لأن الأفسيو أو منتدى رؤساء المؤسسات اصبح يجمع كل الاطارات التي تم تهميشها في السابق وأدخلوها السجن، ثم اصبحوا اليوم يشكلون قوة طرح اقتصادية، فلذلك اصبحت “جماعة الدياراس” تستهدف حداد بالدعايات المغرضة على أساس أنه صديق سعيد بوتفليقة واتهامات له بالسرقة، لذلك فنصف الاطارات التي هي الآن في الأفسيو همشتها “الدياراس” وأدخلتها في داومة المشاكل سابقا.
فهذا الفضاء الجديد في الأفسيو، والذين اغلب اطاراته كانت في المؤسسات الوطنية ودخلوا الى القطاع الخاص من خلال الأفسيو، فأصبحوا يشكلون خطرا على مصالح مجموعة فرنسا. فلماذا يهاجم حداد، ولماذا يهاجم الآن، فحداد كان منذ السابق في الحقل الاقتصادي، والآن بموقعه اصبح يهدد مصالحهم، وبدؤوا في تحريك راداراتهم، فهم يعرفون أن حداد يهدد مصالحهم، بعد أن اصبح يستثمر في افريقيا ومع الأمريكان. ومن هذا نستنتج المسارعة الفرنسية التي جاءت لتركيب مصنع رونو هنا في الجزائر، فلو لم يحضروه لكان الزمن سبقهم “لفاتهم القطار”، لذلك فقد اصبح يهدد مصالح مجموعة فرنسا، هؤلاء الصناعيين في الاقتصاد الفرنسي.
• حاوره: عصام بوربيع
بعد سبع وثلاثون عاما من النضال، ماذا حقق أمازيغ الجزائر
متاح أيضاً في
English
27 تشرين الأول/أكتوبر 2017
"الربيع الأمازيغي" أو كما يطلق عليه باللغة الأمازيغية (فقسوت أمازيغ) هو
عنوان لمواجهات اندلعت بين قوات الأمن الجزائرية، وبين الطلبة ونشطاء
الحركة الأمازيغية بولاية تيزي وزوو.
وقد جاءت تلك الاحتجاجات على إثر منع السلطات الجزائرية في العاشر مارس/ أذار 1980 الروائي والأديب مولود معمري من إلقاء محاضرة في الشعر الأمازيغي القديم بجامعة حسناؤه في مدينة تيزي وزوو، حيث خرج العشرات في شوارع المدينة في مظاهرات منددة بالقرار، وجابت المسيرات شوارع المدينة، رفع خلالها المتظاهرون شعارات منددة بقرار المنع، وبالمطالبة باحترام الثقافة الأمازيغية، باعتبارها موروثا شعبيا.
وقد كان تعامل السلطات مع تلك الاحتجاجات قويا وحاسما، حيث قامت باعتقال العديد من المتظاهرين، كما قامت باقتحام حرم الجامعة لإجهاضها.
ولطالما عبّر هؤلاء الذين يشكلون جزءا هاما من النسيج الاجتماعي للجزائر، عن امتعاضهم من التهميش الذي يطال لغتهم وثقافتهم، خاصة بعد أن لجأت الحكومة الجزائرية إلى تبني سياسة التعريب، بعد استقلال الجزائر عن فرنسا في عام 1962. وكجزء من عملية التعريب هذه، عمدت الحكومة الجزائرية إلى تثبيط وقمع مختلف جوانب الهوية البربرية، بما في ذلك اللغة البربرية.
سياسة الإقصاء والتهميش دفعت ببعض الكتّاب والصحافيين والأكاديميين والمفكرين الأمازيغ إلى تأسيس جمعية ثقافية تحت اسم الأكاديمية البربرية عام 1966 والتي أطلق عليها التجمع الأمازيغي لاحقا. وكانت تلك الجمعية الثقافية معنية بالدرجة الأولى بتطوير وحماية التراث والفكر الأمازيغي، حيث ساهمت في فتح نقاشات عميقة حول الهوية واللغة الأمازيغية داخل وخارج الجزائر.
كما ساهمت في تحويل القضية الأمازيغية إلى قضية ذات بعد شعبي، بعد أن كانت قضية نخبوية بامتياز.
ساهم حراك الأمازيغ في كسر حاجز الخوف الذي كانت تمارسه السلطة آنذاك على الشعب وأدى بشكل غير مباشر إلى احتجاجات دموية غير عادية اندلعت في تشرين الأول / أكتوبر 1988، عندما طالب المتظاهرون بإصلاحات اقتصادية استجابة للازمة الاقتصادية المتزايدة.
وردا على الغضب الشعبي ضد الحملة القمعية التي شنتها الحكومة ضد المتظاهرين، الذين هم اغلبهم من الشباب، أعلن الرئيس الشاذلي بن جديد برنامجا للإصلاح السياسي، يسمح بالتعددية السياسية للمرة الأولى منذ عام 1962. ومع ذلك، استمر قمع الدولة للمجتمع الأمازيغي.
وفي عام 1990 شهدت منطقة القبائل أو الأمازيغ إضراب واسع حيث امتنع فيه السكان الأمازيغ عن إرسال أبنائهم للمدارس ما تسبب في إلغاء العام الدراسي، الأمر الذي أجبر السلطة على تلبية مطلب تدريس اللغة الأمازيغية في المدارس التي توجد بالمدن ذات الأغلبية الأمازيغية، ويعتبر هذا الإنجاز أول انتصار للحركة الأمازيغية بالجزائر.
لكن الحراك المطلبي لم يخمد، وعاد أكثر شراسة وقوة فيما سمي بــ "الربيع الأسود"، وهي مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوى الأمن استمرت لأشهر بمدينة تيزي وزوو، اصفرت عن مقتل 120 متظاهرا بعد مقتل أحد الطلاب المتظاهرين في افري/نيسان 2001 داخل مقر الدرك الوطني.
الأحداث السابقة كانت سببا في ظهور حركة العروش التي أجبرت السلطة على فتح حوار معها، من خلال طرح لائحة مطلبية سمت بـ "أرضية القصر " طالبت فيها الحركة بضرورة اعتبار اللغة الأمازيغية لغة وطنية، مع سحب قوات الدرك من منطقة القبائل، وانتهى الحوار بإصدار الرئيس بوتفليقة مرسوما رئاسيا في مارس/آذار 2003 يدرج اللغة الأمازيغية كلغة وطنية في الدستور. ورغم الإنجازات والمكاسب التي تحققت لأمازيغ الجزائر، إلا أن أهم إنجاز هو اعتماد لغتهم كلغة وطنية ورسمية ضمن آخر تعديل دستورى صادق عليه البرلمان الجزائري في 7 فيفري/فبراير 2016.
والآن وبعد مرور سبعة وثلاثون عاما من النضال والكفاح في سبيل المطالب الأمازيغية، يتساءل البعض هل قرار دسترة الأمازيغية يعتبر نقطة النهاية للحركة المطلبية؟، أم أن هذا القرار هو خطوة في الألف ميل؟
وكانت استجابة السلطة لمطالب الشارع الأمازيغي تتم دون عرضها على الاستفتاء الشعبي. ومع ذلك، فإن دمج اللغة الأمازيغية في نسيج المجتمع يتطلب آليات للتنفيذ من أجل إحداث تغيير حقيقي، ولم يتم إصدار مثل هذه الآليات أو القوانين بعد. على سبيل المثال، كانت السلطات قد وعدت سابقا بإنشاء أكاديمية متخصصة في اللغة البربرية - ولكن ذلك لم يحدث على ارض الواقع.
ولأن الثقافة الأمازيغية وهويتها غير مرتبطة فقط باللغة، بل مرتبطة بعادات وتقاليد وتراث مادي عريق، فإن مسألة الحفاظ على هذا الموروث وإيجاد آليات لاستغلاله والحفاظ عليه أمر في غاية الأهمية، لأنه يمنح للأمازيغ شعورا بانتمائهم، والحفاظ على هويتهم، وسيؤدى بالضرورة إلى تجنب المزيد من الاشتباكات.
كما يجب التذكير أن الأمازيغية ليست مقتصرة فقط في تراث ولغة منطقة القبائل الكبرى، وبشكل خاصة في مدينتي تيزي وزوو وبجاية، بل هناك أمازيغ في عمق الصحراء الجزائر يمثلون نسيجا أصيلا وعميقا في المجتمع الجزائري، يجب الالتفات إليهم والاهتمام بهم، وإبراز موروثهم الثقافي واللغوي الزاخر.
وقد جاءت تلك الاحتجاجات على إثر منع السلطات الجزائرية في العاشر مارس/ أذار 1980 الروائي والأديب مولود معمري من إلقاء محاضرة في الشعر الأمازيغي القديم بجامعة حسناؤه في مدينة تيزي وزوو، حيث خرج العشرات في شوارع المدينة في مظاهرات منددة بالقرار، وجابت المسيرات شوارع المدينة، رفع خلالها المتظاهرون شعارات منددة بقرار المنع، وبالمطالبة باحترام الثقافة الأمازيغية، باعتبارها موروثا شعبيا.
وقد كان تعامل السلطات مع تلك الاحتجاجات قويا وحاسما، حيث قامت باعتقال العديد من المتظاهرين، كما قامت باقتحام حرم الجامعة لإجهاضها.
ولطالما عبّر هؤلاء الذين يشكلون جزءا هاما من النسيج الاجتماعي للجزائر، عن امتعاضهم من التهميش الذي يطال لغتهم وثقافتهم، خاصة بعد أن لجأت الحكومة الجزائرية إلى تبني سياسة التعريب، بعد استقلال الجزائر عن فرنسا في عام 1962. وكجزء من عملية التعريب هذه، عمدت الحكومة الجزائرية إلى تثبيط وقمع مختلف جوانب الهوية البربرية، بما في ذلك اللغة البربرية.
سياسة الإقصاء والتهميش دفعت ببعض الكتّاب والصحافيين والأكاديميين والمفكرين الأمازيغ إلى تأسيس جمعية ثقافية تحت اسم الأكاديمية البربرية عام 1966 والتي أطلق عليها التجمع الأمازيغي لاحقا. وكانت تلك الجمعية الثقافية معنية بالدرجة الأولى بتطوير وحماية التراث والفكر الأمازيغي، حيث ساهمت في فتح نقاشات عميقة حول الهوية واللغة الأمازيغية داخل وخارج الجزائر.
كما ساهمت في تحويل القضية الأمازيغية إلى قضية ذات بعد شعبي، بعد أن كانت قضية نخبوية بامتياز.
ساهم حراك الأمازيغ في كسر حاجز الخوف الذي كانت تمارسه السلطة آنذاك على الشعب وأدى بشكل غير مباشر إلى احتجاجات دموية غير عادية اندلعت في تشرين الأول / أكتوبر 1988، عندما طالب المتظاهرون بإصلاحات اقتصادية استجابة للازمة الاقتصادية المتزايدة.
وردا على الغضب الشعبي ضد الحملة القمعية التي شنتها الحكومة ضد المتظاهرين، الذين هم اغلبهم من الشباب، أعلن الرئيس الشاذلي بن جديد برنامجا للإصلاح السياسي، يسمح بالتعددية السياسية للمرة الأولى منذ عام 1962. ومع ذلك، استمر قمع الدولة للمجتمع الأمازيغي.
وفي عام 1990 شهدت منطقة القبائل أو الأمازيغ إضراب واسع حيث امتنع فيه السكان الأمازيغ عن إرسال أبنائهم للمدارس ما تسبب في إلغاء العام الدراسي، الأمر الذي أجبر السلطة على تلبية مطلب تدريس اللغة الأمازيغية في المدارس التي توجد بالمدن ذات الأغلبية الأمازيغية، ويعتبر هذا الإنجاز أول انتصار للحركة الأمازيغية بالجزائر.
لكن الحراك المطلبي لم يخمد، وعاد أكثر شراسة وقوة فيما سمي بــ "الربيع الأسود"، وهي مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوى الأمن استمرت لأشهر بمدينة تيزي وزوو، اصفرت عن مقتل 120 متظاهرا بعد مقتل أحد الطلاب المتظاهرين في افري/نيسان 2001 داخل مقر الدرك الوطني.
الأحداث السابقة كانت سببا في ظهور حركة العروش التي أجبرت السلطة على فتح حوار معها، من خلال طرح لائحة مطلبية سمت بـ "أرضية القصر " طالبت فيها الحركة بضرورة اعتبار اللغة الأمازيغية لغة وطنية، مع سحب قوات الدرك من منطقة القبائل، وانتهى الحوار بإصدار الرئيس بوتفليقة مرسوما رئاسيا في مارس/آذار 2003 يدرج اللغة الأمازيغية كلغة وطنية في الدستور. ورغم الإنجازات والمكاسب التي تحققت لأمازيغ الجزائر، إلا أن أهم إنجاز هو اعتماد لغتهم كلغة وطنية ورسمية ضمن آخر تعديل دستورى صادق عليه البرلمان الجزائري في 7 فيفري/فبراير 2016.
والآن وبعد مرور سبعة وثلاثون عاما من النضال والكفاح في سبيل المطالب الأمازيغية، يتساءل البعض هل قرار دسترة الأمازيغية يعتبر نقطة النهاية للحركة المطلبية؟، أم أن هذا القرار هو خطوة في الألف ميل؟
وكانت استجابة السلطة لمطالب الشارع الأمازيغي تتم دون عرضها على الاستفتاء الشعبي. ومع ذلك، فإن دمج اللغة الأمازيغية في نسيج المجتمع يتطلب آليات للتنفيذ من أجل إحداث تغيير حقيقي، ولم يتم إصدار مثل هذه الآليات أو القوانين بعد. على سبيل المثال، كانت السلطات قد وعدت سابقا بإنشاء أكاديمية متخصصة في اللغة البربرية - ولكن ذلك لم يحدث على ارض الواقع.
ولأن الثقافة الأمازيغية وهويتها غير مرتبطة فقط باللغة، بل مرتبطة بعادات وتقاليد وتراث مادي عريق، فإن مسألة الحفاظ على هذا الموروث وإيجاد آليات لاستغلاله والحفاظ عليه أمر في غاية الأهمية، لأنه يمنح للأمازيغ شعورا بانتمائهم، والحفاظ على هويتهم، وسيؤدى بالضرورة إلى تجنب المزيد من الاشتباكات.
كما يجب التذكير أن الأمازيغية ليست مقتصرة فقط في تراث ولغة منطقة القبائل الكبرى، وبشكل خاصة في مدينتي تيزي وزوو وبجاية، بل هناك أمازيغ في عمق الصحراء الجزائر يمثلون نسيجا أصيلا وعميقا في المجتمع الجزائري، يجب الالتفات إليهم والاهتمام بهم، وإبراز موروثهم الثقافي واللغوي الزاخر.
قبائل وعروش ولاية النعامة الجزائرية – الحميان — Les Hameian – Tribus de Naama
المعلوم لدى سكان غرب الجزائر أن ولاية نعامة
هي ( بلاد قبائل الحميان) الهلالية وتنقسم إلى قبيلتين :
قبيلة الطرافي أو الحميان الشراقة وتنتشر في شمال ولاية البيض وشمال ولاية النعامة مركزها مدينة مشرية ، وقبيلة شافع الحميان الغرابة وتتنتشر في مدينة النعامة في وسط وغرب ولاية النعامة مركزهم مدينة عين الصفراء، كما توضحه الخريطة من الأرشيف الفرنسى
هي ( بلاد قبائل الحميان) الهلالية وتنقسم إلى قبيلتين :
قبيلة الطرافي أو الحميان الشراقة وتنتشر في شمال ولاية البيض وشمال ولاية النعامة مركزها مدينة مشرية ، وقبيلة شافع الحميان الغرابة وتتنتشر في مدينة النعامة في وسط وغرب ولاية النعامة مركزهم مدينة عين الصفراء، كما توضحه الخريطة من الأرشيف الفرنسى
الحميان — Les Hameian :
——————————-
الحميان هي قبائل عربية تعود في نسبها إلى :“” حميان بن عقبة بن يزيد بن عبس بن زغبة بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من صلب سيدنا إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام . “”كتب عنهم ابن خلدون : فقال
ودون ابن خلدون مشجرة نسبهم ، وذكر أن منهم في عصره عرش السندان و الرزاينة وأولاد زيان وذوي حسن وكلهم من الحميان ، و أقرب القبائل اليهم نسبا : هم قبائل الخشنة(بومرداس) بني موسى ( جنوب شرق العاصمة ) ، بني معافى (خنشلة) ، بني كرز أولاد لاحق ، أولاد بليل (البويرة) ، أولاد ماضي (المسيلة) …الخ كلهم من قبائل بنو يزيد بن عبس بن زغبة ، من العرب الهلالية العدنانية الابراهيمية.
يتواجد الحميان اليوم في مناطق متفرقة من الجزائر كما لهم فروع في المغرب الأقصى ( في ضواحي فاس ) وتتركز أكبر بطونها في الناحية الغربية للجزائر ، لعل أهمها وأكبرها تلك الموجودة في الجنوب الغربي (ولاية النعامة على وجه التحديد ) ، ومنهم عروش كثيرة في وهران ، منهم : دوار الجفافلة دوار العرابة دوار القرانين دوار الشهايرية دوار العيايدة ودوار الحواوة ويلقبون “” حميان الملح “” وهم أكبر عرش في بطيوى شرق وهران (ذكرهم المؤرخ الفرنسى كاريت استقرت هناك منذ أمد بعيد -عهد الزيانين -) وينتشر الحميان عموما في وهران في كل من مدن عين البيضاء ، بطيوى ، الكرمة ، بن فريحة ، وقديل ، ذكرهم صاحب كتاب ( القول الأوسط فيمن حل في المغرب الأوسط ) ولهم تواجد داخل ولاية بلعباس – خصوصا فرعهم المسمى “حميان تنيرة” مدينة تنيرة وعروش في دائرة راس الماء ومولاي سليسن ، كما يتواجدون في مناطق متفرقة من ولاية تلمسان وهناك شمالها وادي يطلق عليه ( وادي الحميان) دليل على تواجدهم القديم بتلك المنطقة …. كما أن هناك فرقة نواحي العاصمة مندمجة في أبناء عمومتهم من قبائل بني كرز و بني موسى ومرابعة والخشنة وكلها قبائل يزيدية تشترك مع الحميان في جدهم المشترك ( يزيد بن عبس بن زغبة ) , وفرقة (المقان الحميانية ) المُنضوية مع قبيلة فليتة الهلالية بغليزان ، وبني هاشم في شمال معسكر
.لكن أهم وأكبر قبائل الحميان في الغرب الجزائري هم قبيلتن :-الأولى معروفة بـ، قبيلة الطرافى ( الملقبون لدى العامة : حميان شراقة ) ، تمتد أراضيها داخل ولاية البيض خصوصا في شمالها الغربي وجنوب بلعباس والنعامة أهم مدنهم اليوم هي مدينة مشرية شمال ولاية النعامةوالثانية معروفة بـ، قبيلة الشافع ( حميان غرابة ) ، وتعتبر أراضيها الوسط الغربي لولاية النعامة وشمال ولاية بشار أهم مدنهم اليوم مدينة النعامة وعين الصفراء كما تتداخل أراضيهم من ناحية الجنوب مع حلفائهم التارخيين أولاد سيدي الشيخ ـ كما تتواجد معهم بطون أخرى من أولاد سدي المجذوب البوبكريون وفرق من قبيلة العمور التي حلت بينهم .
ـ وأشهر وأكبر فروع قبائل حميان اليوم هم :
.( هناك أكثر من 18 عرش من الحميان )
قبيلة حميّان الغرابة، وأهم فروع هذه القبيلة :
========================
1- حميّان شافع : وتتكون من : عكرمة غرابة (منهم الجفافلة) + البكاكرة + بني مطرف (أولاد خليف)+ أولاد منصورة + المغاولية – بني عقبة (الفراهدة وأولاد فارس وأولاد التومي) + أولاد رحال + والمقان + والسندان
2- حميّان الجنبة : ( غياترة أولاد مسعود – غياترة اولاد احمد) + المغاوثية + أولاد سرور + أولاد فارس + المقان – اولاد مبارك
و يتواجدون بالمشرية و عين الصفراء و الصفيصيفة و مغرار و تُيوت .
قبيلة حميّان الشراقة ( الطرافي ) و تتكوّن من :
=======================================
1 – أولاد زياد : ( أولاد زياد الشراقة -أولاد زياد الغرابة – أولاد معلّى )
2 – دراّقة : ( دراقة الشراقة – دراقة الغرابة – دراقة المخزن )
3 – عكرمة حميّان : الشراقة (اخوة الحميان لدى ابن خلدون )
4 – أولاد عبد الكريم .( الكرارمة )
5 – أولاد سرور .
6 – الرّزاينة : ( الشراقة + الغرابة ) اخوة السندان عند ابن خلدون و كلاهما من أقدم عروش الحميان يتواجد الرزاينة بأرض اليعقوبية (ولاية سعيدة اليوم) .
ولقبائل الحميان فروع في فاس بالمغرب الأقصى ، لمعلومات أكثر حول فروع الحميان في المغرب الأقصى : http://tribus-maroc.blogspot.com/2011/10/blog-post_7726.html
كما مازال لحد اليوم جزء من القبيلة الأم التاريخية ( الحميان) لم يهاجر مع الفروع التي هاجرت إلى الجزائر يسكن في ضواحي مدينة الطائف بمنطقة الحجاز بالسعودية ، وتسكن بالتحديد في منطقتهم الأصلية : في المنطقة المسماة “وادي مظللة ووادي كلاخ “التى تبعد عن مدينة الطائف ما يقارب 50 كلم
( لمعلومات اكثر حول الحميان في الجنوب الغربي الجزائري )
http://brahimsalami.blogspot.com/search/label/المشرية%20حكاية%20و%20تاريخ
في سنة 1915، انبهر الضابط العسكري السامي بالجيش الفرنسي أسندت له مهام مدنية وإدارية في منطقة مشرية (مركز قبيلة حميان الشراقة ) بنموذج حياة قبائل حميان العربية الزُغبية العدنانية ، فكتب عنهم وثيقة تاريخية واجتماعية تطرق فيها إلى جميع الأبعاد تقريبا ( بعدهم الحربي الذائِعُ الصِّيتِ – جانبهم الاجتماعي : تقاليدهم عاداتهم أشعارهم البدوية – وبعضا من مروياتهم ) . هذه الوثيقة تعتبر ذات أهمية كبيرة وقيمة عالية تم نشرها على 120 صفحة في المجلة الفصلية « شركة الجغرافيا والآثار ـ وهران[1] ». ورغم بعض التحفظات، تمثل هذه الوثيقة دراسة اجتماعية حقيقية ومهمة لقبائل الحميان التي تعتبر من أكبر القبائل الجزائرية – ( تشغل بطونها مناطق شاسعة في عدة ولايات غربية لعل أهمها بالترتيب – ولاية النعامة – البيض – وهران – بلعباس – تلمسان .. الخ ) .
نشر هذا المنشور فرنسى خلال سنوات 1915-1917 حول قبائل الحميان وأعراشها المتعددة خصوصا تلك الموجودة في ولاية النعامة ، تحت عنوان :
documents pour servir à l’histoire des hamyans et les région qu’ils occupents / capitain Noel
جاء في تلك الدراسة :
“” حميان! بالنسبة للذين أقاموا بالجنوب الوهراني في عصر البطولات، يرنّ هذا الاسم كنغمات حربية تفجر في نفسه تصور ركوب الخيل لجولات رائعة وإنجازات حربية زاهية!
مع ذلك، أثناء مسيرتنا المتواصلة نحو الجنوب، كنا نلتقي بهؤلاء الفرسان الأشداء، السرعاء، الأخفّاء، في حالة تأهب مستمر، مستعدين دائما للقتال، قادرين على بذل أي مجهود وقابلين لأي وفاء …رغم أنهم أقل تدين، فإن حميان يخشون شيوخ الطرق الصوفية؛ حيث أن هؤلاء البدو يمكن أن يتبعوا شيوخهم إلى سبل وخيمة على قضيتنا. ( شارك الحميان في معظم الثورات التي عرفتها المنطقة الغربية فقد كانوا حلفاء أولاد سيدي شيخ بامتياز في ثورتهم إلى اخر طلقة ) إنهم بدو كثيرو الترحال، دواويرهم تتنقل بدون توقف عبر السهوب الشاسعة أين نرغمهم على العيش لأسباب ضرورية رغم عدم توفر الماء وكذا الظروف القاسية للحياة التي يواجهونها.
الخط الضيق والوعر المتكون من جبل عنتر، المتواصل بجبلي بوخشبة وقطّار، هو وحده الذي يكسر من الجهة الشرقية ملل هذه المساحة المترامية الأطراف التي تظهر مجدبة وقاحلة، إلا أن ظروفا طبيعية مؤاتية جعلت الماشية تجد وسيلة العيش والتكاثر والفائدة.
الحميان مولعون بحب الغزو تماما كما يعشقون حرية الحركة من خلال البداوة والترحال.
الصحراء (ﭭرارة أو منطقة توات) موطنهم في الشتاء( كانوا ينتقلون من أقصى الغرب إلى حدود مدينة غرداية ) ، في الصيف ينتقلون إلى نواحي تلمسان وسبدو، في الربيع والخريف فقط يرجعون إلى بلدهم مجمع “المشرية”، متنقلين دون توقف بحثا عن الكلأ.
منذ زمن قريب فقط، كان سادة قومهم يقومون بتنقلاتهم على يقظة دائمة، عيونهم على الكمائن والبندقية على عرض السرج.
كانت الحراسة أحد واجباتهم وأعينهم معودة على تميّز الصديق من العدو في الأفق البعيد ، لأنهم كانت لهم على الدوام إما تصفية حسابات مع الجيران أو أخذ ثأر قديم أو القيام بانتقامات. الآن وقد أقمنا الأمن عبر جميع هذه المنطقة، تغير الحمياني فأصبح يسمن الماشية ويظهر بمظهر التاجر وبدأ يتعلم التجارة كاليهودي.
حان الوقت لكتابة تاريخه، وإلا فسوف يغرق في الرداءة التي تأتي بها الراحة وتحسين ظروف الحياة.لذلك قمنا بجمع الوثائق التي يمكن في يوم من الأيام أن تساعد من يعيش شاعرا أن يشعر بأنه عاشق للملاحم والذي يكون قد تعرف على هؤلاء الإقطاعيين ليمدح أعمالهم الباهرة.
ارتأينا أنه كان من المفيد أن نبحث عن الذين سبقوهم فوق هذه الأرض اليابسة من الهضاب العليا، ولكن ما استطعنا أن نجمعه في هذا الشأن ما كان سوى ما « قبل التاريخ ».
إن لهذه الأخبار فائدتها كما وجدناها، وعملنا كان سيظهر لنا ناقصا إن كنا لم نتطرق إليها».
[1] النقيب نوال/ رئيس مكتب شؤون الأهالي ـ المشرية / المجلة الفصلية / شركة الجغرافيا والآثار ـ وهران / الفصل اثالث لسنة 1915 /ص 121 /122.””
شاركت قبائل الحميان في جل الثورات التي شهدتها المنطقة الغربية للجزائر ، خصوصا ثورة أولاد سيدي الشيخ بحكم أنهم كانوا أتباعا للزاوية الشيخية ( كانوا يتدينون بالطريقة الشيخية الصوفية )
أما عن سبب هجرتهم من صحراء بنو يزيد ( الوسط الجزائري ) نحو الغرب ،
قال ابن خلدون : “فلما ملك يغمراسن بن زيان تلمسان ونواحيها ودخلت زناتة إلى التلول والأرياف، كثر عيث (قبائل) المعقل وفسادهم في وطنها فجاء يغمراسن ببني عامر ( من زغبة ) هؤلاء من مجالاتهم بصحراء بني يزيد( ولايات الوسط الجزائري حاليا )، وأنزلهم في جواره بصحراء تلمسان كيداً للمعقل، ومزاحمة لهم بأقيالهم فنزلوا هنالك. وتبعتهم حُمْيان من بطون بني يزيد بما كانوا بطوناً وناجعة، ولم يكونوا حلولا فصاروا في عداد بني عامر لهذا العهد.”
كما ذكر المؤرخ المغربي محمد ابو راس بن أحمد بن عبد القادر الناصري ،
وهو مؤلف لكتاب عن المرويات التاريخية حول أفريقيا الشمالية، المعلومات التالية:
“””إن الحميان هم فرع من بني يزيد بن عبس بن زغبة ، بلدان الحميان قبل الموحدين ، كانت هي بلاد بني الحسن ودهوس وحمزة وروافدها (ولاية البويرة وبومرداس اليوم ) . سوف نقوم بسرد سبب مجيء الحميان الى البلاد التي يشغلونها حاليا ( ولاية النعامة وجنوب تلمسان ومناطق من وهران وبلعباس والبيض ) . عندما أصبح يغموراسن بن زيان حاكم تلمسان، كانت قبائل بنو معقل جيرانه، فكانوا قد استوطنوا أراضي أنجاد(الموجودة بتلمسان ووجدة ) ، وقد كان للمعقل اضطرابات وقلاقل مع سلطان تلمسان . قام هذا الأخير (يغموراسن ) باستقدام قبائل بنو عامر من صحراء بنو يزيد ، وأقطعهم الأراضي التي بينه وبين بنو معقل . في الواقع، قبائل زغبة التي ينتمي اليها الحميان وبنو عامر كانوا في السابق يشغلون كل الصحراء الممتدة من مسيلة شرقا إلى جنوب تلمسان غربا ، عندما قام أمير تلمسان باستقدام بنو عامر للانضمام اليه ضد عرب المعقل كنوع من التحصين لتلمسان ، لعبت خلالها قبائل بنو عامر دور الدرع الحامي لتلمسان ضد أي هجوم ،فقامت قبيلة الحميان وهي فرع من بني يزيد بالانضمام الى بنو عامر في هجرتهم نحو الغرب ، واستقروا ما بين تلمسان والمعقل ، لصد الهجمات ضدها وحمايتها ضد أي عمل عدائي. ضلوا في تلك الأرض حتى يوم ملك أبو حمو ، في عام 760 ه حينما استولى على سيادة عياسة ، ملوك بني زيان ، حيث كان ابو العون قد أساء لهم وقام بتثبيتهم في اقليم تسالة ،كانت مراعي قبيلة الحميان تصل الى حدود جبل الهيدور المطل على وهران. ومن ذلك قام جزء من الحميان بالاستقرار نهائيا في هذه الأرض الجديدة(سهوب وهران )، خصوصا في منطقة الحفرة والمناطق المحيطة بها (مازالوا لحد اليوم في بطيوى بوهران )، ولكن بقية فروع الحميان ، التي لم تنضم الى بني عامر في هجرتهم الاولى نحو تلمسان ، قاموا بالتوجه نحو الصحراء واالاستقرار نهائيا ،فلم تتحرك حتى الآن من تلك المنطقة ( ولاية نعامة على وجه الخصوص وجنوب تلمسان والشمال الغربي للبيض ) . هذه هي قصة الحميان بنو عقبة بنو يزيد بن عبس بن زغبة . والتي أخذتها من أناس مؤتمنين جديرين بالثقة و أوصياء على تقاليد البلاد و التي أورثها الحميان للمجامد ، الموطنون في حداد ، أو لبني كرز ،ومن بني موسى، ومن مرابعة والخشنة ، والتى تعتبر كلها من بني يزيد (كل هذه القبائل الموطنة شرق وجنوب العاصمة في ولايات بومرداس وبويرة وبليدة والجزائر العاصمة -متيجة بصفة خاصة – هم في الأصل اخوة الحميان ) . العكارمة (نسبة لـ عكرمة بن عبس ) هم كذلك اخوة الحميان . رئاستهم كانت في أول الأمر لأولاد لاحق ثم تم تمريرها إلى أولاد معافى ، وسقطت أخيرا في يد أسرة سعد بن مالك، وهو سليل المهدي بن يزيد بن عبس بن زغبة .”””
وبالإضافة لقبائل الحميان الزُغبية العدنانية في ولاية النعامة ، فإن هذه الولاية تتواجد فيها فروع أخرى لقبائل العمور الهلالية ، وقبيلة أولاد سيدي الشيخ.
ـ قبائل العمور : هم من ولد عمرو بن عبد مناف بن هلال إخوة قرة بن عبد مناف،. تنتشر في الجهة الغربية الجنوبية للولاية، وتعمر خمس بلديات، وتضم العروش التالية :
——————————-
الحميان هي قبائل عربية تعود في نسبها إلى :“” حميان بن عقبة بن يزيد بن عبس بن زغبة بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من صلب سيدنا إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام . “”كتب عنهم ابن خلدون : فقال
ودون ابن خلدون مشجرة نسبهم ، وذكر أن منهم في عصره عرش السندان و الرزاينة وأولاد زيان وذوي حسن وكلهم من الحميان ، و أقرب القبائل اليهم نسبا : هم قبائل الخشنة(بومرداس) بني موسى ( جنوب شرق العاصمة ) ، بني معافى (خنشلة) ، بني كرز أولاد لاحق ، أولاد بليل (البويرة) ، أولاد ماضي (المسيلة) …الخ كلهم من قبائل بنو يزيد بن عبس بن زغبة ، من العرب الهلالية العدنانية الابراهيمية.
يتواجد الحميان اليوم في مناطق متفرقة من الجزائر كما لهم فروع في المغرب الأقصى ( في ضواحي فاس ) وتتركز أكبر بطونها في الناحية الغربية للجزائر ، لعل أهمها وأكبرها تلك الموجودة في الجنوب الغربي (ولاية النعامة على وجه التحديد ) ، ومنهم عروش كثيرة في وهران ، منهم : دوار الجفافلة دوار العرابة دوار القرانين دوار الشهايرية دوار العيايدة ودوار الحواوة ويلقبون “” حميان الملح “” وهم أكبر عرش في بطيوى شرق وهران (ذكرهم المؤرخ الفرنسى كاريت استقرت هناك منذ أمد بعيد -عهد الزيانين -) وينتشر الحميان عموما في وهران في كل من مدن عين البيضاء ، بطيوى ، الكرمة ، بن فريحة ، وقديل ، ذكرهم صاحب كتاب ( القول الأوسط فيمن حل في المغرب الأوسط ) ولهم تواجد داخل ولاية بلعباس – خصوصا فرعهم المسمى “حميان تنيرة” مدينة تنيرة وعروش في دائرة راس الماء ومولاي سليسن ، كما يتواجدون في مناطق متفرقة من ولاية تلمسان وهناك شمالها وادي يطلق عليه ( وادي الحميان) دليل على تواجدهم القديم بتلك المنطقة …. كما أن هناك فرقة نواحي العاصمة مندمجة في أبناء عمومتهم من قبائل بني كرز و بني موسى ومرابعة والخشنة وكلها قبائل يزيدية تشترك مع الحميان في جدهم المشترك ( يزيد بن عبس بن زغبة ) , وفرقة (المقان الحميانية ) المُنضوية مع قبيلة فليتة الهلالية بغليزان ، وبني هاشم في شمال معسكر
.لكن أهم وأكبر قبائل الحميان في الغرب الجزائري هم قبيلتن :-الأولى معروفة بـ، قبيلة الطرافى ( الملقبون لدى العامة : حميان شراقة ) ، تمتد أراضيها داخل ولاية البيض خصوصا في شمالها الغربي وجنوب بلعباس والنعامة أهم مدنهم اليوم هي مدينة مشرية شمال ولاية النعامةوالثانية معروفة بـ، قبيلة الشافع ( حميان غرابة ) ، وتعتبر أراضيها الوسط الغربي لولاية النعامة وشمال ولاية بشار أهم مدنهم اليوم مدينة النعامة وعين الصفراء كما تتداخل أراضيهم من ناحية الجنوب مع حلفائهم التارخيين أولاد سيدي الشيخ ـ كما تتواجد معهم بطون أخرى من أولاد سدي المجذوب البوبكريون وفرق من قبيلة العمور التي حلت بينهم .
ـ وأشهر وأكبر فروع قبائل حميان اليوم هم :
.( هناك أكثر من 18 عرش من الحميان )
قبيلة حميّان الغرابة، وأهم فروع هذه القبيلة :
========================
1- حميّان شافع : وتتكون من : عكرمة غرابة (منهم الجفافلة) + البكاكرة + بني مطرف (أولاد خليف)+ أولاد منصورة + المغاولية – بني عقبة (الفراهدة وأولاد فارس وأولاد التومي) + أولاد رحال + والمقان + والسندان
2- حميّان الجنبة : ( غياترة أولاد مسعود – غياترة اولاد احمد) + المغاوثية + أولاد سرور + أولاد فارس + المقان – اولاد مبارك
و يتواجدون بالمشرية و عين الصفراء و الصفيصيفة و مغرار و تُيوت .
قبيلة حميّان الشراقة ( الطرافي ) و تتكوّن من :
=======================================
1 – أولاد زياد : ( أولاد زياد الشراقة -أولاد زياد الغرابة – أولاد معلّى )
2 – دراّقة : ( دراقة الشراقة – دراقة الغرابة – دراقة المخزن )
3 – عكرمة حميّان : الشراقة (اخوة الحميان لدى ابن خلدون )
4 – أولاد عبد الكريم .( الكرارمة )
5 – أولاد سرور .
6 – الرّزاينة : ( الشراقة + الغرابة ) اخوة السندان عند ابن خلدون و كلاهما من أقدم عروش الحميان يتواجد الرزاينة بأرض اليعقوبية (ولاية سعيدة اليوم) .
ولقبائل الحميان فروع في فاس بالمغرب الأقصى ، لمعلومات أكثر حول فروع الحميان في المغرب الأقصى : http://tribus-maroc.blogspot.com/2011/10/blog-post_7726.html
كما مازال لحد اليوم جزء من القبيلة الأم التاريخية ( الحميان) لم يهاجر مع الفروع التي هاجرت إلى الجزائر يسكن في ضواحي مدينة الطائف بمنطقة الحجاز بالسعودية ، وتسكن بالتحديد في منطقتهم الأصلية : في المنطقة المسماة “وادي مظللة ووادي كلاخ “التى تبعد عن مدينة الطائف ما يقارب 50 كلم
( لمعلومات اكثر حول الحميان في الجنوب الغربي الجزائري )
http://brahimsalami.blogspot.com/search/label/المشرية%20حكاية%20و%20تاريخ
في سنة 1915، انبهر الضابط العسكري السامي بالجيش الفرنسي أسندت له مهام مدنية وإدارية في منطقة مشرية (مركز قبيلة حميان الشراقة ) بنموذج حياة قبائل حميان العربية الزُغبية العدنانية ، فكتب عنهم وثيقة تاريخية واجتماعية تطرق فيها إلى جميع الأبعاد تقريبا ( بعدهم الحربي الذائِعُ الصِّيتِ – جانبهم الاجتماعي : تقاليدهم عاداتهم أشعارهم البدوية – وبعضا من مروياتهم ) . هذه الوثيقة تعتبر ذات أهمية كبيرة وقيمة عالية تم نشرها على 120 صفحة في المجلة الفصلية « شركة الجغرافيا والآثار ـ وهران[1] ». ورغم بعض التحفظات، تمثل هذه الوثيقة دراسة اجتماعية حقيقية ومهمة لقبائل الحميان التي تعتبر من أكبر القبائل الجزائرية – ( تشغل بطونها مناطق شاسعة في عدة ولايات غربية لعل أهمها بالترتيب – ولاية النعامة – البيض – وهران – بلعباس – تلمسان .. الخ ) .
نشر هذا المنشور فرنسى خلال سنوات 1915-1917 حول قبائل الحميان وأعراشها المتعددة خصوصا تلك الموجودة في ولاية النعامة ، تحت عنوان :
documents pour servir à l’histoire des hamyans et les région qu’ils occupents / capitain Noel
جاء في تلك الدراسة :
“” حميان! بالنسبة للذين أقاموا بالجنوب الوهراني في عصر البطولات، يرنّ هذا الاسم كنغمات حربية تفجر في نفسه تصور ركوب الخيل لجولات رائعة وإنجازات حربية زاهية!
مع ذلك، أثناء مسيرتنا المتواصلة نحو الجنوب، كنا نلتقي بهؤلاء الفرسان الأشداء، السرعاء، الأخفّاء، في حالة تأهب مستمر، مستعدين دائما للقتال، قادرين على بذل أي مجهود وقابلين لأي وفاء …رغم أنهم أقل تدين، فإن حميان يخشون شيوخ الطرق الصوفية؛ حيث أن هؤلاء البدو يمكن أن يتبعوا شيوخهم إلى سبل وخيمة على قضيتنا. ( شارك الحميان في معظم الثورات التي عرفتها المنطقة الغربية فقد كانوا حلفاء أولاد سيدي شيخ بامتياز في ثورتهم إلى اخر طلقة ) إنهم بدو كثيرو الترحال، دواويرهم تتنقل بدون توقف عبر السهوب الشاسعة أين نرغمهم على العيش لأسباب ضرورية رغم عدم توفر الماء وكذا الظروف القاسية للحياة التي يواجهونها.
الخط الضيق والوعر المتكون من جبل عنتر، المتواصل بجبلي بوخشبة وقطّار، هو وحده الذي يكسر من الجهة الشرقية ملل هذه المساحة المترامية الأطراف التي تظهر مجدبة وقاحلة، إلا أن ظروفا طبيعية مؤاتية جعلت الماشية تجد وسيلة العيش والتكاثر والفائدة.
الحميان مولعون بحب الغزو تماما كما يعشقون حرية الحركة من خلال البداوة والترحال.
الصحراء (ﭭرارة أو منطقة توات) موطنهم في الشتاء( كانوا ينتقلون من أقصى الغرب إلى حدود مدينة غرداية ) ، في الصيف ينتقلون إلى نواحي تلمسان وسبدو، في الربيع والخريف فقط يرجعون إلى بلدهم مجمع “المشرية”، متنقلين دون توقف بحثا عن الكلأ.
منذ زمن قريب فقط، كان سادة قومهم يقومون بتنقلاتهم على يقظة دائمة، عيونهم على الكمائن والبندقية على عرض السرج.
كانت الحراسة أحد واجباتهم وأعينهم معودة على تميّز الصديق من العدو في الأفق البعيد ، لأنهم كانت لهم على الدوام إما تصفية حسابات مع الجيران أو أخذ ثأر قديم أو القيام بانتقامات. الآن وقد أقمنا الأمن عبر جميع هذه المنطقة، تغير الحمياني فأصبح يسمن الماشية ويظهر بمظهر التاجر وبدأ يتعلم التجارة كاليهودي.
حان الوقت لكتابة تاريخه، وإلا فسوف يغرق في الرداءة التي تأتي بها الراحة وتحسين ظروف الحياة.لذلك قمنا بجمع الوثائق التي يمكن في يوم من الأيام أن تساعد من يعيش شاعرا أن يشعر بأنه عاشق للملاحم والذي يكون قد تعرف على هؤلاء الإقطاعيين ليمدح أعمالهم الباهرة.
ارتأينا أنه كان من المفيد أن نبحث عن الذين سبقوهم فوق هذه الأرض اليابسة من الهضاب العليا، ولكن ما استطعنا أن نجمعه في هذا الشأن ما كان سوى ما « قبل التاريخ ».
إن لهذه الأخبار فائدتها كما وجدناها، وعملنا كان سيظهر لنا ناقصا إن كنا لم نتطرق إليها».
[1] النقيب نوال/ رئيس مكتب شؤون الأهالي ـ المشرية / المجلة الفصلية / شركة الجغرافيا والآثار ـ وهران / الفصل اثالث لسنة 1915 /ص 121 /122.””
شاركت قبائل الحميان في جل الثورات التي شهدتها المنطقة الغربية للجزائر ، خصوصا ثورة أولاد سيدي الشيخ بحكم أنهم كانوا أتباعا للزاوية الشيخية ( كانوا يتدينون بالطريقة الشيخية الصوفية )
الرجل العدناني الهلالي الحمياني بأعين فرنسية
” الرجل الحمياني هو النموذج الصحراوي: فارس ممتاز، لا يعرف العياء، مغامر، غازي، ذو دين بسيط لا يعدو أن يصل إلى الغلو أو التصلب في المذهب، قابل للأوامر بسهولة، إلا أنه لا يتحمل إلا بصعوبة السلطة الأجنبية ولا يقبل كزعماء إلا رجال قومه الذين كانوا قد اشتهروا بالشجاعة أو الجرأة إلى حد المخاطرة، وهم وحدهم الذين ينالون ثقته لأنهم عند الشدة كما في الرخاء يتقاسمون فعلا حياته ومغامراته وأخطاره “
شهادة الجنرال شانزي قائد مقاطعة تلمسان سنة 1870 ثم حاكما للجزائر سنة 1873
صورة تاريخية لفرسان الحميان في منطقة النعامة
” الرجل الحمياني هو النموذج الصحراوي: فارس ممتاز، لا يعرف العياء، مغامر، غازي، ذو دين بسيط لا يعدو أن يصل إلى الغلو أو التصلب في المذهب، قابل للأوامر بسهولة، إلا أنه لا يتحمل إلا بصعوبة السلطة الأجنبية ولا يقبل كزعماء إلا رجال قومه الذين كانوا قد اشتهروا بالشجاعة أو الجرأة إلى حد المخاطرة، وهم وحدهم الذين ينالون ثقته لأنهم عند الشدة كما في الرخاء يتقاسمون فعلا حياته ومغامراته وأخطاره “
شهادة الجنرال شانزي قائد مقاطعة تلمسان سنة 1870 ثم حاكما للجزائر سنة 1873
صورة تاريخية لفرسان الحميان في منطقة النعامة
أما عن سبب هجرتهم من صحراء بنو يزيد ( الوسط الجزائري ) نحو الغرب ،
قال ابن خلدون : “فلما ملك يغمراسن بن زيان تلمسان ونواحيها ودخلت زناتة إلى التلول والأرياف، كثر عيث (قبائل) المعقل وفسادهم في وطنها فجاء يغمراسن ببني عامر ( من زغبة ) هؤلاء من مجالاتهم بصحراء بني يزيد( ولايات الوسط الجزائري حاليا )، وأنزلهم في جواره بصحراء تلمسان كيداً للمعقل، ومزاحمة لهم بأقيالهم فنزلوا هنالك. وتبعتهم حُمْيان من بطون بني يزيد بما كانوا بطوناً وناجعة، ولم يكونوا حلولا فصاروا في عداد بني عامر لهذا العهد.”
كما ذكر المؤرخ المغربي محمد ابو راس بن أحمد بن عبد القادر الناصري ،
وهو مؤلف لكتاب عن المرويات التاريخية حول أفريقيا الشمالية، المعلومات التالية:
“””إن الحميان هم فرع من بني يزيد بن عبس بن زغبة ، بلدان الحميان قبل الموحدين ، كانت هي بلاد بني الحسن ودهوس وحمزة وروافدها (ولاية البويرة وبومرداس اليوم ) . سوف نقوم بسرد سبب مجيء الحميان الى البلاد التي يشغلونها حاليا ( ولاية النعامة وجنوب تلمسان ومناطق من وهران وبلعباس والبيض ) . عندما أصبح يغموراسن بن زيان حاكم تلمسان، كانت قبائل بنو معقل جيرانه، فكانوا قد استوطنوا أراضي أنجاد(الموجودة بتلمسان ووجدة ) ، وقد كان للمعقل اضطرابات وقلاقل مع سلطان تلمسان . قام هذا الأخير (يغموراسن ) باستقدام قبائل بنو عامر من صحراء بنو يزيد ، وأقطعهم الأراضي التي بينه وبين بنو معقل . في الواقع، قبائل زغبة التي ينتمي اليها الحميان وبنو عامر كانوا في السابق يشغلون كل الصحراء الممتدة من مسيلة شرقا إلى جنوب تلمسان غربا ، عندما قام أمير تلمسان باستقدام بنو عامر للانضمام اليه ضد عرب المعقل كنوع من التحصين لتلمسان ، لعبت خلالها قبائل بنو عامر دور الدرع الحامي لتلمسان ضد أي هجوم ،فقامت قبيلة الحميان وهي فرع من بني يزيد بالانضمام الى بنو عامر في هجرتهم نحو الغرب ، واستقروا ما بين تلمسان والمعقل ، لصد الهجمات ضدها وحمايتها ضد أي عمل عدائي. ضلوا في تلك الأرض حتى يوم ملك أبو حمو ، في عام 760 ه حينما استولى على سيادة عياسة ، ملوك بني زيان ، حيث كان ابو العون قد أساء لهم وقام بتثبيتهم في اقليم تسالة ،كانت مراعي قبيلة الحميان تصل الى حدود جبل الهيدور المطل على وهران. ومن ذلك قام جزء من الحميان بالاستقرار نهائيا في هذه الأرض الجديدة(سهوب وهران )، خصوصا في منطقة الحفرة والمناطق المحيطة بها (مازالوا لحد اليوم في بطيوى بوهران )، ولكن بقية فروع الحميان ، التي لم تنضم الى بني عامر في هجرتهم الاولى نحو تلمسان ، قاموا بالتوجه نحو الصحراء واالاستقرار نهائيا ،فلم تتحرك حتى الآن من تلك المنطقة ( ولاية نعامة على وجه الخصوص وجنوب تلمسان والشمال الغربي للبيض ) . هذه هي قصة الحميان بنو عقبة بنو يزيد بن عبس بن زغبة . والتي أخذتها من أناس مؤتمنين جديرين بالثقة و أوصياء على تقاليد البلاد و التي أورثها الحميان للمجامد ، الموطنون في حداد ، أو لبني كرز ،ومن بني موسى، ومن مرابعة والخشنة ، والتى تعتبر كلها من بني يزيد (كل هذه القبائل الموطنة شرق وجنوب العاصمة في ولايات بومرداس وبويرة وبليدة والجزائر العاصمة -متيجة بصفة خاصة – هم في الأصل اخوة الحميان ) . العكارمة (نسبة لـ عكرمة بن عبس ) هم كذلك اخوة الحميان . رئاستهم كانت في أول الأمر لأولاد لاحق ثم تم تمريرها إلى أولاد معافى ، وسقطت أخيرا في يد أسرة سعد بن مالك، وهو سليل المهدي بن يزيد بن عبس بن زغبة .”””
وبالإضافة لقبائل الحميان الزُغبية العدنانية في ولاية النعامة ، فإن هذه الولاية تتواجد فيها فروع أخرى لقبائل العمور الهلالية ، وقبيلة أولاد سيدي الشيخ.
ـ قبائل العمور : هم من ولد عمرو بن عبد مناف بن هلال إخوة قرة بن عبد مناف،. تنتشر في الجهة الغربية الجنوبية للولاية، وتعمر خمس بلديات، وتضم العروش التالية :
الشوارب، أولاد الشحمي، المرينات، أولاد عبد الله، أولاد قطيب، الصوالة
والمذابيح. وتعتبر مدينة العين الصفراء المدينة التجارية الرئيسية لإلتقاء
وتعامل هذه العروش مع بعضها البعض.
ـ قبيلة أولاد سيدي الشيخ، نسبة إلى سيدي الشيخ عبد القادر بن محمد بن سليمان بن أبي سماحه، من البوبكرية نسبة إلى الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وتمتد مضاربها في الحدود الجنوبية للولاية، في بلديات مغرار وتيوت وعسلة، وتضم أولاد سيدي التاج وأولاد سيدي أحمد المجدوب.
ـ قبيلة أولاد سيدي الشيخ، نسبة إلى سيدي الشيخ عبد القادر بن محمد بن سليمان بن أبي سماحه، من البوبكرية نسبة إلى الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وتمتد مضاربها في الحدود الجنوبية للولاية، في بلديات مغرار وتيوت وعسلة، وتضم أولاد سيدي التاج وأولاد سيدي أحمد المجدوب.
Mohammed Abou Ras ben Ahmed ben Abd el Kader
Ennassiri, auteur d’un ouvrage de récits historiques sur l’ Afrique
septentrionale, donne les renseignements suivants :
« Les Hamayyan sont une branche des Bani
Yazid, fils de Ab’s, fils de Zoghba. Les pays de Hmanza, les Dahous, le
pays des Bani Hacen, étaient leurs tributaires avant les Almohades. Nous
allons raconter la cause de la venue des Hamayyan dans la contrée
qu’ils occupent actuellement. Lorsque Yaghmoracen ben Ziane devint
souverain de Tlemcen, les Makil qui étaient ses voisins, puisqu’ils
occupaient le territoire d’Angad, remplissaient le pays de désordres et
de troubles. Ce prince fit alors venir les Bani Ameur du Sahara des Bani
Yazid, et les établit entre lui et les Makil. En effet, les Zoghba
s’étendaient auparavant dans le désert, depuis Mecila, à l’Est, jusqu’au
sud de Tlemcen, à l’ouest. Au moment où le roi de Tlemcen attirait
auprès de lui les Bani Ameur, la tribu des Hamayyan, branche des Bani
Yazid, se joignit à ces émigrants et s’installa entre les Makil et
Tlemcen, de manière à servir de bouclier à cette ville, de repousser les
attaques dirigées contre elle et de la protéger contre toute entreprise
hostile. Ils restèrent sur ce territoire jusqu’au jour où Abou Hammou
le jeune, en l’an 760 et quelques, s’empara de la souveraineté sur les
A’ïas, rois des Bani Ziane, que Abou l’Aâne avait déjà fort maltraités
et les établit à Tessala. Les terrains de parcours de cette tribu
arrivèrent jusqu’à Heidour, montagne d’Oran. Une portion des Hamayyan,
branche des Bani Yazid, se fixa sur ce nouveau territoire, à El Hofra et
dans les localités environnantes ; mais la plus grande partie qui, du
reste, ne s’était pas jointe aux Bani Ameur, lors de leur première
émigration, fut reléguée dans le désert, d’où elle n’a point bougé
jusqu’à présent. Telle est l’histoire des Hamayyan, fils de Oqba Ibn
A’bs Ibn Zoghba. Je tiens de personnes dignes de confiance, dépositaires
des traditions du pays, que les Hamayyan ont donné naissance aux
Majamed, établis à Haddad, aux Bani Korz, aux Bani Moussa, aux Merabaâ
et aux Khachena, qui sont tous originaires des Bani Yazid. Les I’krima,
fils d’A’bs, sont frères des Hamayyan. Le commandement appartint d’abord
aux Oulad Lahek, puis passa aux mains des Oulad Maâfa, et enfin échut à
la famille de Saâd Ibn Malek, descendant de Mahdi Ibn Yazid Ibn A’bs
Ibn Zoghba.
عروش القبائل» تهدد الدولة الحديثة في تونس !!
أحداث عنف ومواجهات دامية وحرق للمتلكات الخاصة والعامة، في منطقة بئر
الحفي من ولاية سيدي بوزيد، كشفت عن «الصورة القبلية» في تونس، ونفوذ
وتأثير «مؤسسات القبيلة» بعيدا عن «مؤسسات الدولة» .. وهو ما وصفته وسائل
الإعلام التونسية بـ « بروز لافت لعودة القبلية» .. وأن «العروشية» أي
عروش القبائل، هي الفتنة النائمة في تونس، وتهدد الدولة المدنية الحديثة !!
والقضية التي فتحت ملف « عروش القبائل» بدأت مساء أمس الجمعة، بواقعة «مشاكسة لفتاة» تحولت الى عنف بين «عرشين» تضرر منه عدد من رجال الأمن اضافة الى تسجيل حالة وفاة .. وحذر خبراء علم الاجتماع وسياسيون من إغفال القضية المحورية وهي تأثير ودور «القبيلة» في المجتمع .. ولا تختلف معظم التحليلات في كون «العروشية» أو القبلية تهديد حقيقي للدولة وللسلم الاجتماعية، بحسب تقرير صحيفة الشروق التونسية، وأن القضيىة تطال دولة الاستقلال والدولة الوطنية في مشروعها القائم على محاربة «ثقافة» العروشية.
ويرى الاستاذ المختص في العلوم الاجتماعية والانتروبولوجيا، الدكتور محمد نجيب بوطالب، في مجموعة من الأوراق البحثية بعنوان « الابعاد السياسية للظاهرة القبلية»، أن عودة ظاهرة القبلية لها أسبابا رئيسية تدور في فلك ضعف الاندماج لدى المجموعات البشرية في مناطق استقرارها سواء القديمة أو الجديدة، جراء التهميش الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، وتواتر مظاهر الحرمان ، والصورة تقريبا تتشكل باختلاف الحدة في عدد من جهات الجمهورية، وهي ظاهرة ضاربة في القدم تمتد الى الحاضر أيضا من خلال جملة من الشواهد، أهمها التشغيل وفق المحاصصة القبلية، كما يحدث في شركة فسفات مدينة قفصة، و دور مجالس التصرف في «الأراضي الاشتراكية» في كل من : مدنين، وقابس، وتطاوين، وسيدي بوزيد، وقبلي .. وهي أراضي القبائل ، ذات صفة عقارية عائمة أو غامضة، باعتبار أن أهاليها يعيشون عليها ويحاولون أن يستغلوها. ولكنها رغم ذلك غير موجودة لأنها غير مسجلة وغير قابلة للتسجيل في الدفاتر العقارية للبلاد التونسية.
ويؤكد تقرير الصحيفة التونسية، أن توثيق تاريخ القبائل والعروش في تونس، له حساسية مفرطة لا تزال آثارها متوارثة الى اليوم، وفي مجمل المراجع نجد ذكرا لأهم هذه القبائل والعروش وهي قبائل الهمامة، ورياح، وقبائل بني سُليم بن منصور، وجلاص، والصوابر من بطون بن مالك من بني سُليم بنواحي قابس، والكعــوب وهم بنوكعب بن أحمد بن ترجم بن حميد بن يحيى بن علاق بن عوف بن بهثة بن سُليم بن منصور، وأولاد عيار، و الحمارنة في قفصة، وأولاد دباب، والمثاليث في تطاوين، والعديد منها مدون في مؤلف كتاب المؤنس في أخبار إفريقية وتونس لابن ابي دينار.
وإذا كان الزعيم التونسي الراحل، الحبيب بورقيبة، حرص على اجتثاث العروشية والقبليات، وكانت مجمل خطبه مستفزة لها بوصفها «النعرة النوميدية» و «النعرات الشيطانية» وماتلاها من برامج أصابت القبليات في مقتل .. فمن الذي
أحيا «العروشية» بعد ذلك؟!
بحسب المتخصص في العلوم الاجتماعية والانتروبولوجيا «د. بوطالب» فان برامج التحديث وبناء الدولة الحديثة وماركزت عليه في بناء مجتمع جديد قامت على تركيز الهوية الوطنية الجديدة على انقاض المرتكزات التقليدية من عروش وقيادات وجهات وعائلات وأعيان، ولكن عملية التفكيك هذه لم تراع جوانب نفسية وثقافية، لأن تفكيك المرتكزات القبلية تم بواسطة جملة من الاجراءات التي اتخذتها الدولة على غرار اعادة التقسيم الاداري، والقضاء على نمط البداوة، واحلال نمط الفلاحة المستقرة، ونشر التعليم، وتشجيع نشاط المجتمع المدني والسياسي، غير أن هذا التوازن قد اختل بسبب بطء التحولات الاقتصادية والاجتماعية وتغيير مشاريع التنمية واعتمادها الطابع الفوقي بشكل غذى فيه التهميش الاجتماعي، مما دفع الفرد للإحتماء بسلطة الجماعات الأولية و«ابناء البلد»، وهو مايفسر تفجر الصراعات بين مجموعات قبلية في جهات محددة من الجمهورية قاسمها المشترك التهميش السياسي والاقتصادي والاجتماعي لعقود من الزمن.
ويرى الباحث التونسي، أنه منذ الثورة الأولى الى الأن برز عجز الدولة جليا في معالجة هذا التقسيم المجتمعي الخطير في مجمل الأحداث ذات الطابع القبلي، اذ واصلت الدولة انتهاج أسلوب مرتبك عبر الحوار مع ممثلين عن القبائل واذ يبدو ذلك محمودا حينها لنزع فتيل الاقتتال فانه يخفي في طياته اعترافا رسميا بوجود ممثلين للجماعات القبلية أي في تناقض صارخ مع مرتكزات الدولة الوطنية بل يدفع الى الخشية في كل مرة من أن يكون ذلك مقدمة لتنازلات أخرى من الدولة قد تتعاظم وطأتها بتركيز الحكم المحلي في تونس.
والقضية التي فتحت ملف « عروش القبائل» بدأت مساء أمس الجمعة، بواقعة «مشاكسة لفتاة» تحولت الى عنف بين «عرشين» تضرر منه عدد من رجال الأمن اضافة الى تسجيل حالة وفاة .. وحذر خبراء علم الاجتماع وسياسيون من إغفال القضية المحورية وهي تأثير ودور «القبيلة» في المجتمع .. ولا تختلف معظم التحليلات في كون «العروشية» أو القبلية تهديد حقيقي للدولة وللسلم الاجتماعية، بحسب تقرير صحيفة الشروق التونسية، وأن القضيىة تطال دولة الاستقلال والدولة الوطنية في مشروعها القائم على محاربة «ثقافة» العروشية.
ويرى الاستاذ المختص في العلوم الاجتماعية والانتروبولوجيا، الدكتور محمد نجيب بوطالب، في مجموعة من الأوراق البحثية بعنوان « الابعاد السياسية للظاهرة القبلية»، أن عودة ظاهرة القبلية لها أسبابا رئيسية تدور في فلك ضعف الاندماج لدى المجموعات البشرية في مناطق استقرارها سواء القديمة أو الجديدة، جراء التهميش الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، وتواتر مظاهر الحرمان ، والصورة تقريبا تتشكل باختلاف الحدة في عدد من جهات الجمهورية، وهي ظاهرة ضاربة في القدم تمتد الى الحاضر أيضا من خلال جملة من الشواهد، أهمها التشغيل وفق المحاصصة القبلية، كما يحدث في شركة فسفات مدينة قفصة، و دور مجالس التصرف في «الأراضي الاشتراكية» في كل من : مدنين، وقابس، وتطاوين، وسيدي بوزيد، وقبلي .. وهي أراضي القبائل ، ذات صفة عقارية عائمة أو غامضة، باعتبار أن أهاليها يعيشون عليها ويحاولون أن يستغلوها. ولكنها رغم ذلك غير موجودة لأنها غير مسجلة وغير قابلة للتسجيل في الدفاتر العقارية للبلاد التونسية.
ويؤكد تقرير الصحيفة التونسية، أن توثيق تاريخ القبائل والعروش في تونس، له حساسية مفرطة لا تزال آثارها متوارثة الى اليوم، وفي مجمل المراجع نجد ذكرا لأهم هذه القبائل والعروش وهي قبائل الهمامة، ورياح، وقبائل بني سُليم بن منصور، وجلاص، والصوابر من بطون بن مالك من بني سُليم بنواحي قابس، والكعــوب وهم بنوكعب بن أحمد بن ترجم بن حميد بن يحيى بن علاق بن عوف بن بهثة بن سُليم بن منصور، وأولاد عيار، و الحمارنة في قفصة، وأولاد دباب، والمثاليث في تطاوين، والعديد منها مدون في مؤلف كتاب المؤنس في أخبار إفريقية وتونس لابن ابي دينار.
وإذا كان الزعيم التونسي الراحل، الحبيب بورقيبة، حرص على اجتثاث العروشية والقبليات، وكانت مجمل خطبه مستفزة لها بوصفها «النعرة النوميدية» و «النعرات الشيطانية» وماتلاها من برامج أصابت القبليات في مقتل .. فمن الذي
أحيا «العروشية» بعد ذلك؟!
بحسب المتخصص في العلوم الاجتماعية والانتروبولوجيا «د. بوطالب» فان برامج التحديث وبناء الدولة الحديثة وماركزت عليه في بناء مجتمع جديد قامت على تركيز الهوية الوطنية الجديدة على انقاض المرتكزات التقليدية من عروش وقيادات وجهات وعائلات وأعيان، ولكن عملية التفكيك هذه لم تراع جوانب نفسية وثقافية، لأن تفكيك المرتكزات القبلية تم بواسطة جملة من الاجراءات التي اتخذتها الدولة على غرار اعادة التقسيم الاداري، والقضاء على نمط البداوة، واحلال نمط الفلاحة المستقرة، ونشر التعليم، وتشجيع نشاط المجتمع المدني والسياسي، غير أن هذا التوازن قد اختل بسبب بطء التحولات الاقتصادية والاجتماعية وتغيير مشاريع التنمية واعتمادها الطابع الفوقي بشكل غذى فيه التهميش الاجتماعي، مما دفع الفرد للإحتماء بسلطة الجماعات الأولية و«ابناء البلد»، وهو مايفسر تفجر الصراعات بين مجموعات قبلية في جهات محددة من الجمهورية قاسمها المشترك التهميش السياسي والاقتصادي والاجتماعي لعقود من الزمن.
ويرى الباحث التونسي، أنه منذ الثورة الأولى الى الأن برز عجز الدولة جليا في معالجة هذا التقسيم المجتمعي الخطير في مجمل الأحداث ذات الطابع القبلي، اذ واصلت الدولة انتهاج أسلوب مرتبك عبر الحوار مع ممثلين عن القبائل واذ يبدو ذلك محمودا حينها لنزع فتيل الاقتتال فانه يخفي في طياته اعترافا رسميا بوجود ممثلين للجماعات القبلية أي في تناقض صارخ مع مرتكزات الدولة الوطنية بل يدفع الى الخشية في كل مرة من أن يكون ذلك مقدمة لتنازلات أخرى من الدولة قد تتعاظم وطأتها بتركيز الحكم المحلي في تونس.
ضت استقبال السفير الفرنسي.. وهناك من عرض تسليح العروش للصعود إلى الجبال''
”استقبلت السفير البريطاني في منزلي سنة 2001 وعلي بن فليس اختار مندوبين طايوان وأرسلهم للتفاوض”
قال الناشط والقيادي في حركة المواطنة ”العروش”، علي غربي، إن هناك أوساطا خارجية كثيرة اتصل بهم بعد أحداث منطقة القبائل سنة 1002، ومنهم السفير البريطاني بالجزائر المدعو ”أند” والذي استقبله في منزله، مضيفا، أن السفير الفرنسي حاول عدة مرات تنظيم لقاء معنا لكنه لم يكن له ذلك.تحدّث علي غربي لأول مرة على تلفزيون ”النهار”، في حصة قضية نقاش حول الحركة وأحداث منطقة القبائل سنة 1002، والأحداث التي جاءت بعدها، كاشفا، أن هناك أوساطا خارجية اتصلوا به، منهم السفير البريطاني السيد ”أند”، والذي استقبله في بيته، كما ذكر أن السفير الفرنسي حاول عدة مرات الاتصال، واشترط منه القبول بنزول الخطوط الفرنسية في الدار البيضاء، ردا على القمع الاستعماري خلال فترة الاستعمار، مشيرا إلى أن المبادرة من قبله شخصيا.وذكر ضيف تلفزيون ”النهار”، أنه تمت استشارة رئيس المجلس الشعبي الوطني، بخصوص هذه اللقاءات مع المسؤولين الأجانب، بحكم أنه يمثل الشعب، وأجابهم بأنه لا حرج في ذلك.وفي سياق آخر، أكد المناضل علي غربي، أن حركة المواطنة لم تحقق أهدافها الكاملة وستظل تناضل من أجل حقوق المواطن، في حين لم يخف المتحدّث أن تكون هناك أيادٍ خفية وراء أحداث منطقة القبائل، وقال أيضا إنه خلال تلك الفترة جاء إليه أشخاص وعرضوا تقديم السلاح والصعود إلى الجبل، لكنه رفض ذلك باعتبار أن القضية ليست قضية سلاح بل تتعلّق بنضال وطني من أجل الأمازيغية وتبيان الحقيقة. وأضاف غربي، أن رئيس الحكومة في تلك الفترة، علي بن فليس، قام باختيار مندوبين ”طايوان” وأرسلهم للتفاوض، مشيرا إلى أنه بتاريخ 27 و28 سيبتمبر كان هناك مندوبون حضروا من أجل بطاقة، وحضّروا بآيت جنات، لقاءً بين الولايات، وبعد افتتاح الأشغال خرجوا مباشرة إلى قصر الحكومة، وكان من بينهم المدعو عليلوش، ونفى علي غربي كل الاتهامات الموجهة إليه والمتعلقة بعقد لقاء مع وزير الداخلية آنذاك نور الدين يزيد زرهوني، مؤكدا أنه لم يلتقه ولم يتكلم معه، كما أنهم -حسبه- لم يكونوا يبحثون على مناصب وزارية. أما بالنسبة لعلاقة الحركة بالأحزاب السياسية، فلم يخفِ القيادي، بأن الكثير من الأحزاب كانوا معهم، مثل الأفلان والأفافاس والأرسيدي، مضيفا أن نداء مقاطعة الانتخابات التشريعية سنة 2002، كان له صدى من قبل هذه الأخيرة
قال الناشط والقيادي في حركة المواطنة ”العروش”، علي غربي، إن هناك أوساطا خارجية كثيرة اتصل بهم بعد أحداث منطقة القبائل سنة 1002، ومنهم السفير البريطاني بالجزائر المدعو ”أند” والذي استقبله في منزله، مضيفا، أن السفير الفرنسي حاول عدة مرات تنظيم لقاء معنا لكنه لم يكن له ذلك.تحدّث علي غربي لأول مرة على تلفزيون ”النهار”، في حصة قضية نقاش حول الحركة وأحداث منطقة القبائل سنة 1002، والأحداث التي جاءت بعدها، كاشفا، أن هناك أوساطا خارجية اتصلوا به، منهم السفير البريطاني السيد ”أند”، والذي استقبله في بيته، كما ذكر أن السفير الفرنسي حاول عدة مرات الاتصال، واشترط منه القبول بنزول الخطوط الفرنسية في الدار البيضاء، ردا على القمع الاستعماري خلال فترة الاستعمار، مشيرا إلى أن المبادرة من قبله شخصيا.وذكر ضيف تلفزيون ”النهار”، أنه تمت استشارة رئيس المجلس الشعبي الوطني، بخصوص هذه اللقاءات مع المسؤولين الأجانب، بحكم أنه يمثل الشعب، وأجابهم بأنه لا حرج في ذلك.وفي سياق آخر، أكد المناضل علي غربي، أن حركة المواطنة لم تحقق أهدافها الكاملة وستظل تناضل من أجل حقوق المواطن، في حين لم يخف المتحدّث أن تكون هناك أيادٍ خفية وراء أحداث منطقة القبائل، وقال أيضا إنه خلال تلك الفترة جاء إليه أشخاص وعرضوا تقديم السلاح والصعود إلى الجبل، لكنه رفض ذلك باعتبار أن القضية ليست قضية سلاح بل تتعلّق بنضال وطني من أجل الأمازيغية وتبيان الحقيقة. وأضاف غربي، أن رئيس الحكومة في تلك الفترة، علي بن فليس، قام باختيار مندوبين ”طايوان” وأرسلهم للتفاوض، مشيرا إلى أنه بتاريخ 27 و28 سيبتمبر كان هناك مندوبون حضروا من أجل بطاقة، وحضّروا بآيت جنات، لقاءً بين الولايات، وبعد افتتاح الأشغال خرجوا مباشرة إلى قصر الحكومة، وكان من بينهم المدعو عليلوش، ونفى علي غربي كل الاتهامات الموجهة إليه والمتعلقة بعقد لقاء مع وزير الداخلية آنذاك نور الدين يزيد زرهوني، مؤكدا أنه لم يلتقه ولم يتكلم معه، كما أنهم -حسبه- لم يكونوا يبحثون على مناصب وزارية. أما بالنسبة لعلاقة الحركة بالأحزاب السياسية، فلم يخفِ القيادي، بأن الكثير من الأحزاب كانوا معهم، مثل الأفلان والأفافاس والأرسيدي، مضيفا أن نداء مقاطعة الانتخابات التشريعية سنة 2002، كان له صدى من قبل هذه الأخيرة
قوات الأمن تفرق تجمع حركة “العروش” أمام رئاسة الجمهورية
فرقت قوات مكافحة الشغب، التجمع الاحتجاجي الذي نظمته
أمس، حركة المواطنة للعروش، أمام مقر رئاسة الجمهورية، تنديدا بما أسمته
بـ”سياسة لا عقاب”، للمتسببين والمتورطين في أحداث الربيع الأسود بمنطقة
القبائل في 2001، وذلك بالتزامن مع الذكرى 31 لأحداث الربيع الامازيغي،
المصادف ليوم أمس، وتطبيقا للقرار الذي اتخذته الحركة في اجتماعها لما بين
الولايات، المنعقد في تيزي وزو يوم 15 أفريل الجاري. وقررت حركة المواطنة
للعروش، بعد منعها من تنظيم تجمعها أمام مقر رئاسة الجمهورية، اللجوء إلى
المؤسسات الدولية والاستعانة بها في مباشرة إجراءات محاكمة المتسببين في
انزلاقات أحداث القبائل 2001. وتسبب تدخل قوات الأمن في تفريق المحتجين
المنتمين إلى الحركة في جرح ثلاثة من أنصار الحركة، بينهم مصاب في حالة
خطيرة، حسب ما جاء في البيان الذي سلمه ممثلان عن الحركة، بلعيد عبريكا
وحميد فرحي، لـ”الفجر”، واللذين كشفا عن تنظيم وقفة احتجاجية أخرى يوم
السبت المقبل بولاية البويرة، وتجمع احتجاجي ثالث يوم 28 من الشهر الجاري
بولاية مستغانم، مساندة لإحدى المواطنات في قضيتها المتعلقة بطلب توظيف بعد
“أن أخذت أبعاد أخرى”. وشارك في تجمع رئاسة الجمهورية عائلات ضحايا الربيع
الأسود وممثلين عن الحركة، قدموا من بعض ولايات الأوراس، البويرة، تيزي
وزو، بومرداس، بجاية، وسطيف، ونددوا عبر ذات البيان بتدخل قوات الأمن لمنع
تجمعهم.
كريمة. ب
لجنرال توفيق كان وراء “الربيع الامازيغي” 1980 وأحداث “العروش” سنة 2001
المحامي محسن عمارة لـ”الحوار”:
“من حق شكيب خليل مقاضاة الجنرال توفيق”
“الدياراس” وراء تحريك قضايا الخليفة والطريق السيار لضرب الرئيس
شرفي وزغماتي وسليني .. كانوا يأتمرون بأوامر “الدياراس” المحلة
شكيب خليل اُستهدف عندما مس بمصالح الجنرالات في القواعد النفطية
جنرالات كانوا يفتعلون مشاكل في القواعد النفطية من أجل الحصول على مشاريع لشركات حراستهم
الشركات الفرنسية هي من بدأت الحملة على شكيب خليل لأنها لم تتحصل على مشاريع
“الديراس” المحلة كانت تسعى لإقحام اسم سعيد بوتفليقة من أجل تنفيذ خطتها
فجر المحامي محسن عمارة عدة قنابل في لقائه مع “الحوار” حيث أكد الرجل أحقية وزير الطاقة الاسبق شكيب خليل في مقاضاة من شوه سمعته ووضعه في خانة الفسدة والخونة طيلة السنوات الماضية، وعلى رأسهم بطبيعة الحال -بحسب المحامي رئيس جهاز دائرة الامن والاستعلام الجنرال المعزول محمد مدين المدعو توفيق- كما شدد الرجل على ضرورة قيام خليل بهذه الخطوة لأن جهاز المخابرات المحل مؤخرا تعود على تلفيق القضايا لكل من يقف في طريقه على غرار شكيب خليل وبعض مقربي الرئيس بوتفليقة الذي كان مستهدفا من طرف الجهاز، على حد قول المتحدث.
ما تعليقكم على عودة شكيب خليل إلى الجزائر؟
عودة شكيب خليل معناه أن رئيس الجمهورية او السلطة والحكومة الجزائرية تركت العدالة تتخذ مجراها ولم تتدخل في عمل العدالة في قضية سونطراك، بعد ان تم افراغ كل هذه الملفات، لأن ما يوجد ضد شكيب خليل هو اتهامه فقط عبر الصحافة، ولا يوجد هناك ملف، فشكيب خليل ابدا لم يكن متهما في اي ملف، هذه الملفات التي افرغت من محتواها، فالرئيس لم يتدخل في اجراءات العدالة، منذ 3 سنوات والعدالة تقوم بعملها، وانتهت من الملفات، اي افرغت، اي بعدم وجود اي شيء ضد شكيب خليل، فالآن رئيس الجمهورية سيعمل بصلاحياته.
هل تعتقدون أن شكيب خليل مثلا سيقوم أو يستطيع رفع شكوى ضد من وصفوا بفبركة الملف ضده، أو ضد الجنرال توفيق أو “الدياراس” مثلا؟
أكيد، شكيب خليل سيستعمل كل حقوقه الدستورية ويطالب بحقه وإعادة الاعتبار.
هل سيحاكم الجنرال توفيق؟
نعم اكيد، اكيد، فمن غير المعقول أن يتم اخراج قضية ضد انسان.. فأين الاثباث. طبعا سيرفع دعوى قضائية ضد الجنرال توفيق، ضد كل من مس حقوقه الدستورية، ويرفع دعوى قضائية ضد الصحافة لتشويهها للجزائر في الحقل العالمي.
أين تقع مسؤولية وزير العدل السابق محمد شرفي، والنائب العام بلقاسم زغماتي، ومن أين كانوا يتحصلون على اوامر اصدار المذكرات؟
طبعا كذلك، فلو تكن الدولة منصفة، فأول من سيحاسب هو النائب العام، يحاسب على الاجراءات، وعلى تحريك دعوى عمومية على اسس تافهة، كيف يحكم على اناس لأكثر من 6 سنوات، وبعدها يظهر أن القضية بدون معنى او فارغة “فياسكو” فالمسألة كبيرة، فتابع المسؤولين لكن من غير سجنهم، وهنا يتحمل المسؤولية زغماتي والنائب العام لسيدي محمد.
كيف يحملون المسؤولية.. على سوء تسيير القضية أم كيف؟
طبعا، فغرفة الاتهام في قضية سونطراك كانت مشكلة على المقاس، يقومون بإعادة التكييف، وعندما يريدون أن يخرج الملف الى العلنية، اعادوه حسب خطة زغماتي وموهوبي.
لكن ما تم تداوله أن العدالة الإيطالية أدانت شكيب خليل على حسب الوثائق التي أرسلتها “الدياراس” من الجزائر؟
“الدياراس” لم يبعث شيئا، فالعدالة الايطالية لا تتحرك مثل “عدالة البراوطية تاعنا”، فالعدالة الايطالية لا تدخل اي شخص الى السجن، او على اساس تافه، مثلما حدث في هذه القضية، فيزعمون أنهم عثروا في غرفة بجاوي على عمولة او رشوة بمقدار 600 ألف اورو تقدم الى شكيب. فالصحافة الايطالية ابدا لم تكتب عن شكيب خليل، وشكيب خليل أبدا لم يتهم او يذكر في العدالة الايطالية، تم اتهامه هنا في الجزائر، مثلما قامت الصحافة هنا في الجزائر وجعلوه متهما.
فمن المفروض أن يبحثوا عن من أقحم شكيب خليل في مثل هذه الملفات اصلا، فلا بد أن نبحث ونثبت ونتحرى بطريقة علمية وقضائية محضة، لنصل من قام بتركيب هذا الملف ومن اقحم شكيب خليل، ثم لماذا تم اقحامه وما الغرض من ذلك، وما هي النية من وراء ذلك؟
انت تقصد الدياراس، بعد أن تم الحديث عن فبركتها لملف شكيب خليل؟
طبعا “الدياراس” وجماعة توفيق كانت وراء قضية سونطراك وشكيب خليل، وذلك عندما رؤوا أن مصالحهم مست، فقاموا باختلاق هذه العملية من اجل الحفاظ على مصالحهم. مثل الكثير من الجنرالات الذين وراءهم الدياراس كانوا في السابق يسرقون، وعندما جاء شكيب خليل نزع لهم بعض الصلاحيات مثل مؤسسات الحراسة التي كان يسيرها الجنرالات.
فكانوا يختلقون المشاكل على اساس أن جماعات ارهابية تستهدف المنطقة المعنية في الجنوب، من اجل تسليحهم وإعطاء مشاريع الحراسة لهؤلاء الجنرالات، هؤلاء الجنرالات الذين كانوا يملكون شركات امنية للحراسة.
نعود إلى وزير العدل السابق محمد شرفي.. هل يتحمل المسؤولية هو الآخر، وهل هو معني بالأمر؟
كيف غير معني، فهو من يتصل به كي يطبق الخطة، هو من اتصل بزغماتي من اجل ان يعلن عن مذكرة التوقيف، وهم كان هدفهم أن يتدخل رئيس الجمهورية شخصيا في مثل هذه العمليات، فكانوا يطلقون دعايات على أن شقيق الرئيس سعيد بوتفليقة هو من وراء كل هذا، ومن أجل فقط ان يحصلوا على دليل بأن الرئيس تدخل ويشعلوا النار فيه، لكن الرئيس كان ذكيا وحافظ على اصدقائه، ونفس الشيء وقع في قضية الخليفة والطريق السيار.
كيف؟
“الدياراس” كانوا وراء تحريك قضية الخليفة والطريق السيار، فشرفي كانت تسيره “الدياراس”، وكذلك زغماتي، وسيليني، كلهم كانوا يعملون بأوامر المخابرات.
هل من الممكن أن يصبح شكيب خليل وزيرا مثلا أو يتحصل على مناصب سامية؟
طبعا، لو يقرر الرئيس، لو يعيدوه وزيرا، فذلك هو رد الاعتبار، ومن أجل أن يصل الرئيس الى ذلك لا بد من آلة جيدة تعمل لذلك، لا سيما على مستوى الرأي العام، من أجل خلق حوار قانوني وإقناع الرأي العام بالحقيقة بعدما تم الكذب عليه وتشويه الصورة لديه، فلا بد من آلة جيدة كي يقتنع الناس بأن القضية مفبركة من طرف الدياراس من أجل المساس برجال الرئيس. وهناك عندما يعود شكيب خليل وزيرا للطاقة فانظر كيف ستصبح سونطراك، وكيف تسير، وكيف ستكون العلاقة مع الأوبيبي. فيجب أن نعرف أن من تدخل ايضا في الحملة ضد شكيب خليل هي الشركات المنافسة، فلماذا لم تظهر اي شركة فرنسية في قضايا الرشوة، لأنهم هم الراشون الكبار. فالشركات الفرنسية التي لم تربح مشاريع المناقصات ولم تتحصل على المشاريع الكبرى بدأت تستهدف شكيب خليل، فعندما توجه اتهاما وتقول هناك الراشي، فأين هو المرتشي اصلا، فاللعب كله هنا.
حاوره: عصام بوربيع
المحامي محسن عمارة يفجر قنابل عبر “الحوار”:
سجن الجنرال توفيق مسألة وقت
زياري صنيعة “الدياراس” استعملته لاختراق محيط الرئيس
“الدياراس” أطاحت بزرهوني وحاولت تشويه شقيق الرئيس
القصة الكاملة للغنوشي مع المخابرات الجزائرية
فجر المحامي محسن عمارة في حوار جريىء مطول مع “الحوار” العديد من القنابل والحقائق السياسية الخطيرة في الجزائر، بداية من خلفيات قضية سونطراك وشكيب خليل، والأبعاد التي تعود اليها هذه القضية التي كانت “الدياراس” المحلة والجنرال توفيق رقم 1 في فبركتها، معتبرا أن قضية شكيب خليل لا تتوقف عند ما يعرف بصراع الأجنحة، الذي -حسبه- ليس موجودا، وإنما في الاصل هو صراع قائم بين جماعة فرنسا وجماعة المجاهدين، والذي -حسبه- يعد صراعا قديما.
محسن عمارة، في هذا الحوار الذي سينشر على حلقات متسلسلة عبر صفحات “الحوار” يتهم “جهاز الاستعلامات والأمن” المحل، وعلى رأسه محمد مدين المعروف بـ” توفيق” بفبركة العديد من الملفات، من بينها قضية الخليفة، قضية عدل، قضية احداث القبائل، كما يتهم صراحة الدياراس بوقوفها وراء تحريك احتجاجات الشرطة.
العديد من الملفات سيطرحها محسن عمارة في قضية الخليفة التي يميط اللثام عنها وسبب خلق القضية اصلا، كما يتطرق الى قضية تنحية وزير الداخلية السابق القوي يزيد زرهوني من طرف جهاز الاستخبارات “الدياراس” “المحلة”، بعد الأثر الذي تركه في الشرطة، وكيف تم خلق فتنة بينه وبين علي تونسي.
كما يرد محسن عمارة، في الحوار الذي سينشر الايام المقبلة عبر “إذاعة الحوار” في تسجيل صوتي على رئيس المجلس الشعبي الوطني الاسبق عبد العزيز زياري والقيادي في الأفلان، عندما قال إنه يندهش عندما يسمع عن حديث البعض عن فبركة “الدياراس” لملفات عدة، حيث يؤكد محسن عمارة الذي كان هو الآخر ضابطا متقاعدا في جهاز الأمن العسكري أن عبد العزيز زياري صنيعة للمخابرات، أو “الدياراس”، والمخابرات استعملته لاختراق محيط رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، كون زياري يعرف جل اصدقاء الرئيس.
عمارة الذي يصر على وصول الجنرال توفيق الى المحكمة، يتطرق الى حقيقة عائلة الرئيس بوتفليقة التي قال إنه لحسن الحظ كان ممن قاموا في السابق بالتحقيق في عائلة بوتفليقة عندما كان يشتغل في الأمن، ويقول إن عائلة بوتفليقة طيبة، وأن السعيد بوتفليقة مخالف تماما لما يتم الترويج عنه من طرف الدياراس، على أساس أن كل شيء له من فيلات كذا وكذا… إلخ، وهو حسبه ما يدخل في خطة الدياراس.
ويقول محسن عمارة إن كل ما قيل من صفات موجودة في السعيد بوتفليقة هي غير موجودة، بل العكس، وعائلة بوتفليقة أرقى مما يتصور الجميع، وحتى -حسبه- اتهامات الجهوية التي وجهت الى بوتفليقة تدخل في اطار اللعبة “الدياراسية”، على حد تعبيره.
ملفات ثقيلة يفتحها المتحدث مع “الحوار”، بداية من الحركة البربرية في منطقة القبائل، وكيف تم ارسال عناصر من جهاز الأمن العسكري سابقا لاختراقها والتحكم فيها، لينتقل الى كيفية ظهور او خلق الاخوان في الجزائر سنوات السبعينات ومن وراءها، الى ازمة التسعينات، وحقيقة الصراع بين جماعة فرنسا والمجاهدين الوطنيين، وكيف استطاع الشاذلي بن جديد كبح جماح مجموعة فرنسا لمدة، لكن سرعان ما تغلبوا عليه، وبقوا يعملون في الخفاء.
يتطرق محسن عمارة الى كيف كانت المخابرات الجزائرية تستعمل راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة التونسية، من أجل احداث انقلاب للرئيس التونسي بورقيبة انذاك، حيث كان يقيم راشد الغنوشي هنا في الجزائر برعاية نواة من الأمن السعكري او المخابرات الجزائرية آنذاك ودون علم القيادة، وحيث كان يعمل لصالح جناح في المخابرات الجزائرية تابع لجناح توفيق دون علم قيادة الأمن العسكري آنذاك.
وكثيرة هي الملفات الساخنة التي فتحها المحامي محسن عمارة الضابط السابق في المخابرات عندما يقول إن التغييرات التي احدثها الرئيس بوتفليقة في جهاز المخابرات جاءت في مكانها، وفي صلب القضية بعد تغير الكثير من الاساليب، حيث -حسبه- أن المدير الحالي لجهاز الاستخبارات بشير طرطاق يعرفه رجل ميدان، ومن عناصر الأمن العسكري القدامي الذين يمتلكون خبرة كبيرة في الميدان.
وتحدث محسن عمارة عن الرئيس السابق اليمين زروال، الذي قال إنه من المستحيل أن يلبي دعوة المعارضة، لأن وجوه المعارضة -حسبه- في واد، واليمن زروال في علبة أخرى، لذا يؤكد محسن عمارة أن زروال لن يشارك مع المعارضة.
وعن مولود حمروش، يقول محسن عمارة إن حمروش فعلا يعرف العسكر، مثلما قال عنه خالد نزار.
وفي كلمتين، يختتم محسن عمارة الصراع الاخير بين الجنرالين بتشين وخالد نزار، ليقول إنه صراع بين المجاهدين وجماعة فرنسا.
عصام بوربيع
يتبع ..
المحامي عمارة محسن يواصل شهادته لـ”الحوار”:
الجنرال توفيق كان وراء “الربيع الامازيغي” 1980 وأحداث “العروش” سنة 2001
الصراع مع جماعة توفيق صراع مع حزب فرنسا
الديراس منعت تعيين زرهوني وزيرا للدفاع ومن هنا بدأ الصراع
ما حدث لـ”شكيب خليل” تكرار لسيناريو “مساعدية” لما صوروه مجرما
يواصل المحامي عمارة محسن تقديم شهادته عبر “الحوار” والتي يعود فيها الى خلفيات قضية سونطراك، وأسباب استهداف وزير الطاقة الأسبق شكيب خليل، الذي قال عنه إنه تم استهدافه وتشويه صورته من طرف مجموعة في النظام، مثلما تعرض رئيس مجلس الأمة السابق مساعدية عندما صورته جماعة فرنسا على أنه أكبر مجرم على وجه الأرض. ويعود بنا عمارة محسن الى خلفيات انطلاق ما يعرف بصراع الأجنحة، وكيف رفضت “الدياراس” تعيين بوتفليقة ليزيد زرهوني كوزير للدفاع، ليسلط الضوء على احداث العروش، وتطابقها مع احداث الربيع الأمازيغي وغيرها من الملفات..
بداية مع عودة شكيب خليل وزير الطاقة الأسبق إلى الجزائر، ما تعليقكم؟
■ عودة الوزير الأسبق شكيب خليل ستطرح من جديد القضية التي سال فيها الكثير من الحبر وحدث فيها الكثير من التحريك، عودة شكيب خليل ستطرح القضية من جديد على الساحة السياسية حول أنها كانت محركة.
هل تقصد رؤية جديدة للقضية؟
■ ليس رؤية جديدة فقط، وإنما دراسة جديدة، خاصة أن شكيب خليل الذي يحاولون عنوة أن يلصقوا التهمة به، بينما هو لا يوجد في الملف أصلا، فشكيب خليل لا يوجد اسمه لا كمتهم، ولا كضحية ولا كشاهد.
أنت تلوم من يتهم شكيب خليل، هل من تفصيل أكثر؟
■ طبعا هذا هو التحريك الذي أشير إليه.
تقصد تغليط الرأي العام في قضية سونطراك؟
■ ليس تغليطا، اقصد هذا التحريك الذي أوصل هذه القضية إلى الرأي العام بهذا الشكل، فما أعيبه على هذا الملف أولا، كيف لملف قضائي قبل أن يصل إلى القضاء هناك أشخاص هيئوا له وعملوا كي يصل بهذه الطريقة إلى الرأي العام التي كانوا يعدونها في خطتهم التي هي إخراج اسم شكيب في الملف. ولسوء الحظ لم يخرج، لسوء الحظ المتهمون كلهم لم تكن لهم أي علاقة بشكيب خليل، وشكيب لما كان وزيرا لهذا القطاع كان يسيره بطريقة تقنية محضة وعلمية ذات مستوى عالي، لأنه عندما تنظر إلى ملف سونطراك فستجد أن شكيب خليل يتكلم مع مرؤوسيه ويعطيهم الأوامر كتابيا.
قبل أن نغوص في قضية سونطراك، هلا أعطيتنا لمحة كيف بدأت وانطلقت الاتهامات في هذه القضية؟
■ أنا أعطيك تحليلي الخاص كمحام وكشخص عارف لخلفيات هذه القضية.
خاصة أنكم صرحتم سابقا أن اتهامات سونطراك مفبركة من طرف المخابرات؟
■ هذا ليس فيه ادنى شك، ملف سونطراك تم نسجه في مخابر “الدياراس” ومخابر الدعاية المعروفة عنها هذه السلوكيات، في عدة ملفات. وهنا أشير إلى عهد الأمين العام لجبهة التحرير في العاصمة السيد هشماوي، وكيف كان يتعرض إلى الضغط من مصالح الاستخبارات كلما أرادوا تعيين شخص ما على رأس شركة، فيقومون بإضرابات، مثلا في السونيتاكس، أو الأسانالبي ثم يذهبون إلى هشماوي الأمين العام للأفلام، كون الحزب هو من كان يسير، ويقولون له إذا أردت أن يتوقف الإضراب فعين الشخص الفلاني على رأس الشركة مثلا، هذه التلاعبات كانت لمصالح، ثم الآن تطورت فأصبحت تستعمل لمصالح أعلى، كانت في السابق على مدير وحدة، أو أمين عام قسمة أو مسؤول نقابي في شركة، والآن تطورت الأمور، والتحريك أصبح من اجل تعيين مديرين عامين لشركات أو وزراء أو حتى رؤساء.
الخلاصة هو أنك تريد القول إن شكيب خليل وزير الطاقة الأسبق الذي أصدرت ضده مذكرة توقيف دولية هو بريئ؟
■ طبعا بريئ، هناك مبدأ قانوني هو أن “كل متهم بريئ حتى تثبت إدانته”، هذا الإنسان لم يثبتوا إدانته ولا يملك ملفا، وهم يتكلمون عن براءته، فأنا جد حائر من هذه اللغة، وكيف تساير الأحداث. كيف لشخص لا يوجد له أي ملف، ولم يمر إلى العدالة، ولا سألته العدالة، فقط في الصحافة، يلقى كل هذا التحريك الإعلامي، يقولون شكيب خليل قام بكذا وكذا، لكن في الحقيقة لا يوجد شيء، نحن هنا يجب الكلام عن رد الاعتبار لهذا الإنسان، تم نتكلم عن انه بريئ، لما نطلق اسم البراءة فلا بد أن يكون هناك حكم ومحكمة نظرت في قضية ما وأصدرت براءة أو أدانت، ومن هناك نستطيع أن نتكلم عن هذا الشخص هل هو بريئ أو مدان، إن كان بريئا فبراءته يترتب عليها التعويض، أما إذا كان مدانا يقضي إدانته، ثم بعدها إذا أراد رد الاعتبار، فالقانون حدد كيف ذلك، ويعاد له الاعتبار ويصبح مثل المواطنين الآخرين، لكن ما يحز هنا كيف لمواطن جزائري تكالب عليه كل هؤلاء الناس من أجل جعله متهما عنوة.
وما السبب في استهداف شكيب خليل شخصيا وبهذا الشكل في رأيك؟
■ السبب.. هنا وصلنا الى بيت القصيد، لما نتكلم عن السبب نخرج من الملف القضائي، ونخرج الى الحقل السياسي.
السبب هو أن الصراعات التي يسمونه صراعات الأجنحة، فلا وجود لصراعات الأجنحة، خاصة بالنسبة للعارفين بالشأن الجزائري، وخاصة المخابرات كيف تعمل، والجيش كيف يسير، والحكومة بصفة عامة كيف يتصرف فسيعرفون انه لا يوجد هناك صراع أجنحة، هناك صراع طائفتين، صراع مجموعة حزب فرنسا، وصراع مجموعة المجاهدين، وهذا هو الصراع الأبدي، الذي يمشي في هذا الإطار، فنحن في 1962 لم نصفي الأمور،
دخلنا الجزائر الجديدة وما زالت ثلاث طوائف، الطائفة الأولى الجزائر جزائرية، والطائفة الثانية للجزائر فرنسية، والطائفة الثالثة طائفة بيني ووي ووي الذين كانوا يقولون إذا كان هؤلاء في السلطة فنحن معهم، وإن لم يكونوا فنحن لسنا معهم. وبقي هذا الصراع سائرا حتى ظهر إلى العامة في 1988، وبدأ يظهر في أحداث أكتوبر، من هناك بدأ الصراع بين الطائفتين، أي المواجهة اصبحت مباشرة.
كيف وما علاقة أحداث أكتوبر بهذا الصراع؟
■ أصبح الصراع مباشرة بين الطائفتين، بين حزب فرنسا وبين المجاهدين القدماء، أصبحت المواجهة مباشرة، بعدها تلك المواجهة خلقت تأثيرا على الانفتاح السياسي، وأجبروا الشاذلي على فتح التعددية السياسية بدستور 1989، هذه التعددية، فتركوا التعددية تأخذ مجراها، وعندما لم تكن في صالحهم، بدؤوا في تعطيل النظام، ثم وصلنا إلى أحداث العشرية السوداء، وهي التي لهم ضلع كبيرة فيها، هؤلاء مجموعة حزب فرنسا هم من خلقوا هذه القضية.
تقصد أن الأمور مترابطة مع بعضها؟
■ نعم، ثم بعدها نصل الى فترة احضار بوضياف المسكين، ثم الوصول الى المجلس الأعلى للدولة.
ومن تقصد بهده المجموعة؟
■ المجموعة معروفون، نقصد ضباط فرنسا، فلما نقول حزب فرنسا نقصد الضباط الذين كانوا في فرنسا، وقد كتب عليهم العديد من المؤرخين، الضباط الذين جاؤوا في عهدة معنية والتحقوا في 1956، وهذه القضية معروفة في التاريخ الجزائري.
إذن تريد أن تقول إن قضية سونطراك لها بعد تاريخي عالمي؟
■ الصراع الذي وقع كان بين قطبين، فهم في الأول كانوا عندهم من يضعونهم في الواجهة، فالأمر يشبه ما يقوم به الغرب عندما يبحث عن عدو، بعد ذهاب العدو السابق الذي كان الاتحاد السوفياتي. فنفس الشيء وقع لمساعدية، حيث أن هذه المجموعة سنة 1988 حاولت أن تصور مساعدية وكأنه أكبر مجرم فوق كوكب الأرض، والتاريخ يعيد نفسه. ثم بعدها مساعدية أصبح رئيس مجلس الأمة، ولما توفي ذهب بشرف الرئيس ودفن على أساس الرئيس. إذن المجموعة التي كانت “تخيط” التاريخ دائما يخرجها من الباب الضيق. وبعدها اصبحوا يبحثون عن مخرج، فأتوا ببوضياف الى غاية الوصول لاقتراح بوتفليقة، ففي الأول بوتفليقة لم يقبل وذهب لأن بوتفليقة ينتمي إلى المجموعة الثانية، ينتمي إلى مجموعة المجاهدين، وبوتفليقة في تلك الفترة كان دائما عند مساعدية، اذ يوم رفض العرض الذي قدموه له جماعة توفيق ونزار من أجل تولي مجلس الدولة رفض، وقال لهم أنا أمر بالانتخابات، ذهب إلى عند مساعدية، ومن عند مساعدية ذهب إلى المطار. لما عاود المجيء مرة أخرى بعد مجيء زروال قبل أخذ السلطة، لكن بشروط، قال لهم أنا لن أكون ربع رئيس.
وبعدها بدأت الأمور تسير، فبوتفليقة كان يعرف أن هذه المجموعة ليست متوغلة وعلى اسس صلبة في الجيش أو ليست متجدرة، حيث كان قد وجه لها الشاذلي ضربة سنة 1984 و1985 لما أعاد هيكلة الأمن العسكري.
فهناك هم عادوا إلى الخفاء، ورجعوا إلى العمق، ثم عاودوا الخروج و”كسلوا” الشاذلي، نزعوا الشاذلي، وبعدها ادخلوا الجزائر في دوامة العشرية السوداء، وبعدها كانوا يبحثون عن شخص كي يخلصهم، لأن وقتها المحكمة الدولية كانت تحوم فوق رؤوسهم، ثم بعدها قبلوا ببوتفليقة. فلما جاء بوتفليقة ما وعد به طبقه في الميدان، فقال لهم أعيد السلم وأعاده، قال أعيد موقع الجزائر في المستوى الدولي وأعادها، وقال أطبق المصالحة وقام بها، ثم بعدها رؤوا أن مصالحهم بدأت تمس، كان أول شيء وقع هو أن رفضوا لبوتفليقة قيامه بتعيين يزيد زرهوني وزيرا للدفاع، لأنه لو قبلوا بهذا لم تكن كل هذه الأمور لتحدث.
لماذا؟
■ لأن زرهوني كان واحدا من قدماء الأمن العسكري، من اكبر العارفين بهذه العلبة التي قال إنها تخرج الرؤساء، وأتذكر آنذاك ان تشكيل الحكومة تأخر لمدة 7 أشهر، ثم بعدها تم تعيين زرهوني وزيرا للداخلية، وهنا تكمن عبقرية بوتفليقة، فبوتفليقة من الوطنيين الذين يحبون الخير للبلاد لم يأت “كي يخليها أو ينهبها مثلما يسوقون هم”.
إذن هم من كانوا يسوقون؟
■ طبعا، مثلما يقال “يرى السفيه ما فيه” هؤلاء بدأت مناوراتهم عندما رؤوا أن بوتفليقة حقق وعوده، وهنا نقطة مهمة، يزيد زرهوني على مستوى الداخلية خلق قوة توازن بين قوى الشرطة والدياراس، أعطى الكثير من الإمكانات للشرطة، بمعنى أصبحت الشرطة تعمل، ففي الماضي كانت تعمل تحت قبعة المخابرات، فأخرجها وأعطاها بنية جيدة للشرطة، ولهذا بدأ الصراع، وهنا بدأ صراع الأجنحة مثلما يقولون. على وسائل المراقبة، على الكاميرات، دخلوا في صراع، حتى بدأ الضغط، فخلقوا له قضية العروش في 2001، ومن اجل مواجهة زرهوني خلقوا له قضية العروش، فقضية “العروش” هي نفس السيناريو الذي قاموا به في وقت الشاذلي أو ما يعرف بـ”الربيع الامازيغي”، نفس السيناريو ونفس التقنيات، نفس البهارات ونفس الأشخاص… في الربيع البربري يعينون محمد بورزام الذي كان عضوا في الاتحاد الوطني الشبيبة الجزائرية، عينوه أمينا عاما للأفلان في تيزي وزو، حيث كان يعرف الصراع صراع “البربيريست” هناك و”الباكسيست”، فعاش هذا الصراع العديد، وكان قبله جلولي الذي كان باكسيسيت، وبعدها خلقوا مشكلة الربيع الامازيغي، أين كان مولود معمري، كان على وشك إلقاء ندوة هناك.
وكان العديد ممن يعملون تحت جناح الأمن العسكري، وكان قبل ذلك ومنذ عهد بومدين مشكلة التعريب مطروحة، حيث تم انشاء جامعة تيزي وزو، وبعثوا لها الإطارات كلها من مجموعة المعربين، كانوا نخبة من الطلبة المعربين ارسلوهم في الأول وكان من بينهم بوشاشي، بوقادوم، ريموش الذين عادوا من انجلترا بعد أن ارسلهم بن يحيى هم من كانوا يسيرون الجامعة من مجموعة المعربين، وكان صراع جهوية. وبهذا تم نقل الصراع “المعربين -البربرية” نقل من جامعة الجزائر إلى جامعة تيزي وزو.
لماذا؟
■ هذه هي مناورة الأمن العسكري، هذه هي خططهم في السابق.
ومن كان وراء الأمن العسكري آنذاك؟
■ الجنرال توفيق، آنذاك كان مسؤولا عن الأمن الداخلي ببوزريعة بثكنة شقرون فريد. هذه الخلية تنشط منذ 75 حتى 80، وهذه الخلية هي من حركت كل هذه الفترة.
• حاوره /عصام بوربيع
يتبع…
المحامي محسن عمارة يواصل شهادته عبر “الحوار”:
كل التفاصيل عن سيليني وزغماتي و”سوناطراك2″ والعقيد فوزي
يواصل المحامي محسن عمارة، محامي المتهم الرئيسي في قضية سونطراك محمد مزيان ونجليه، تقديم شهاداته عبر “الحوار”، حيث يتعرض هذه المرة الى كيفية قيام جهاز الدياراس المحل باختلاق سونطراك 2 من اجل التغطية على سونطراك 1 بعد أن لم يتحصلوا على أدلة ويبثوها، كما يظهر كيف لجأت الدياراس الى الصحافة لخلق الإثارة في قضية سونطراك بعدم حصولها على ادلة واضحة.
ويروي محسن عمارة كيف كان يسيطر هذا الجهاز المحل على جميع مسؤولي مجلس قضاء العاصمة، بداية من النائب العام الى النقيب سيلني، الى آخر عنصر هناك، الذي قال إنهم كلهم يأتمرون بـ”الدياراس”، وكيف كان يعطي عناصر المخبارات التعليمات لموهوبي.
الأستاذ محسن عمارة، كنت صرحت سابقا أنك ستتطرق الى عدة ملفات تمت فبركتها من طرف “الدياراس”، قبل هذا لو نعود الى قضية سونطراك وشكيب خليل، ما قصة العدالة الايطالية؟
طبعا قضية العدالة الايطالية وشكيب خليل هي مناورة من طرف “الدياراس”، فما يعرف بملف سونطراك هو مناورة حقيقية لهذا الجهاز، حيث أن “الدياراس” ومن أجل التغطية على ما عرف بقضية سونطراك 1، خلقت قضية سونطراك 2 بعد عجزهم عن الحصول على أدلة او إثباث ادلة، فخلقوا سونطراك 2 من أجل الضغط، مثلما وقع مع المتهم الرئيسي محمد مزيان عندما مارسوا عليه الضغط كي يذكر شكيب خليل في التحقيق، ونفس الشيء وقع مع المتهمين الآخرين من أجل ذكر اسم شكيب خليل في التحقيق. ولما لم يجدوا في الملف أي شيء يدين، اتجهوا الى الصحافة وحاولوا استعمالها، وذلك عن طريق التحريك الاعلامي في الصحافة، والكل يعرف ذلك.
كيف؟
الصحافة، وبالضبط في جريدة “الوطن” تكتب في احدى صفحاتها الأولى بالبنط العريض، عنوان: كيف اغرقت سايبام اطارات سونطراك بـ 300 مليون دولار “تشيبا” أو رشوة. والغريب في الأمر أنه عندما تفتح الجريدة ترى أن المشروع الذين يتحدثون عنه والمتعلق بنظام المراقبة عن بعد.. تجد أن المشروع ذاته تم تقييمه بحوالي 680 مليون دولار، فكنت أفهم بهذا المنطق أن الكل يعمل بالرشوة، بما أن مبلغ الرشوة المدفوع هو نصف المشروع، وهذا غير منطقي، فالجميع سيعمل بالرشوة اذن، فهؤلاء الذين كانوا يحركون مثل هذه القضايا، يحالون فقط توريط شكيب خليل، من خلال استعمال الاثارة فقط، وعندما لم يجدوا ادلة راحوا يسعون الى ذلك من خلال الصحافة، فقضية سونطراك 2 اتت بها الصحافة، وبدؤوا يطلقون حكايات شكيب خليل وبجاوي، فلو تطلب منهم أن يأتوا بتلك الوثائق المنسوبة للصحافة الايطالية لترجمتها لعجزوا، لأن الصحافة هي من طرقت القضية على أساس انهم امسكوا شكيب خليل…
تقصد أن الصحافة أيضا كانت محركة من طرف الدياراس في قضية سونطراك؟
طبعا، فكانت هناك مصلحة خاصة تسير من طرف العقيد فوزي، وهنا سأوضح كيف قام بوتفليقة بتنحية العقيد فوزي.
كيف ذلك؟
سنعود الى هذه القضية فيما بعد، عندما لم يجدوا دلائل، وخاصة عندما دخلت انا في القضية، حيث كان في البداية متهمان، من بينهما رضا ابن مزيان، الذي تمرد على كل المحامين، حيث طلب من عائلته نزع المحامين وتكليف المحامي محسن عمارة، ثم بعدها امسكت أنا بالقضية واشترطت نزع كل المحامين، وتركت محاميا واحدا هو حسين شياظ، لأنه كان وسيطا لأبناء مزيان مع العائلة..
فعندما امسكت بالملف، سيليني وزغماتي امرا بضرورة ابعادي من الملف، ومباشرة اصدر سيليني قرار توقيف ضدي، وقمت بإلغائه في المحكمة العليا، وعندما كنت مريدا الدخول الى المحكمة، يأتي بلحاج بالشرطة ويقول لهم اخرجوا محسن عمارة حيث كنت ألبس جبة المحاماة..
ما سر استهدافك بالضبط من طرف سيليني، وكيف تم استغلال علاقاتك، وما علاقة الدياراس بهذا؟
علاقة الدياراس بهذا أن الدياراس كان يحرك الجميع، هو يحرك سيلني ويحرك مجلسه، يحرك البروكيرور، يحرك “البروكيرور العام”، فيكذب من يدعي أنه لم يكن يذهب الى عند “الدياراس”.
تقصد الدياراس المحلة التي كان على رأسها الجنرال توفيق؟
نعم اقصد الدياراس السابقة، تلك التي كان على رأسها الجنرال توفيق، الآن لم تعد بذلك الاسم، “الدياراس” كانت لها القدرة على تحريك الجميع، وعلى كل المستويات، ففي البلدية لديها عنصر، وفي الدوائر، في الوزارات، في المديريات العامة، فما بالك بالآخرين الذين يدخلونهم في الحلقة.
كما في المجلس القضائي من النقيب الى آخر عنصر هم تابعون لهم، حيث كان غالبا ما يأتي ضابطان من المخابرات يستقلبهما موهوبي، او يستقبلهما بولحية بلقاسم مسؤول الأمن هناك، ليصعدهما الى عند موهوبي، وهناك يقدمان له كل التعليمات، فهذه هي الحقيقة، فهم كانوا يعملون بهذه البساطة، وعندما امسكت بالقضية اصبحت ازعجهم.
لماذا؟
طبعا ازعجهم، فلما بدأنا في التحقيق، كان قاضي التحقيق قد اتصل بزوجتي ابني مزيان وطلب منهما احضار السيارتين واحدة بيام، وكذلك الوثائق بهدف تطبيق الحجز عليهما، وكنت ارافع هناك في احدى القضايا، اتصلت بي زوجة ابن مزيان، وأخبرتني بالأمر، فصعدت الى عند قاضي التحقيق وسألته: لماذا ارسلت لهم، فقال لي: لم أرد أن ارسل اليهم “الدياراس”، قلت له: لماذا “الدياراس”، ثم لماذا ليس الشرطة، فقال لي: لم ارد احراجهم “ما حبيتش نبهدلهم”. فقلت له: هل خفت عليهم، ولم تكفكم “البهدلة” التي جرت من خلال تداول عائلة مزيان يوميا في الجرائد. فقلت له: ليس لكم الحق في استدعائهم، وها هم ازواجهم في السجن اتصلوا بهم وارسلوا لهم أوامر الحجز، وقلت لهم ان السيارات عاطلة.. فقال لي قاضي التحقيق: هل تريدنا ان نطبق القانون، فخافوا بعدها، فلما دخلت أنا في القضية، اعطيت الملف اتجاها آخر، وكنت دائما اقول لموكلي: تكلموا أمام القاضي ولا تخافوا، حيث عندما كان يكلمهم عن الأموال، أقول لهم قولوا له أين الأموال، لا تسكتوا ودافعوا عن انفسكم، وقولوا له اين هي الاموال، فقد تركوهم ست سنوات في السجن.
الأموال؟ تقصد أنهم كانوا متهمين بالرشوة، وكذلك المتهمون الآخرين في سوناطراك؟
التهمة هنا عندي تكوين مجموعة اشرار، وقاضي التحقيق عندما جنحها ارسلها عند موهوبي الذي جعلها جناية، وكل ذلك من اجل ان يتركوا الملف في قبضتهم، لأنهم كانوا يدركون أنهم لو تركوا الملف يأخذ مساره الطبيعي فلن يكون ذلك في صالحهم، وأبقوا على المتهمين ست سنوات سجنا، وذلك من اجل ترك الملف “راقدين عليه”.
فالملف عندما ارسل الى غرفة الاتهام، تم تحويله الى جناية، ومن ثم تم تحويله الى المحكمة العليا.
• حاوره: عصام بوربيع
يتبع..
المحامي عمارة محسن لـ “الحوار”:
لو كان توفيق شخصا عظيما لخرج للدفاع عن نفسه
وجوه “مازافران” وأغلب الأحزاب الإسلامية صنيعة “الدياراس” أكل عليها الدهر وشرب
جماعة توفيق استنفدت كل “خراطيشها” وأوراقها
يواصل المحامي عمارة محسن في تسليط الضوء على كثير من الحقائق في الحقل السياسي الجزائري، ويكشف علاقة جهاز المخابرات السابق المحل “الدياراس” بالأحزاب ودوره في بعث اهم الوجوه السياسية في الساحة على غرار لويزة حنون، سعيد سعدي، مقري، موسى تواتي، رباعين وغزالي وغيرهم. كما يسلط الضوء على ما يعرف بوجوه المعارضة الآن او مزفران 2 الذي قال عنهم إن كل الوجوه هناك هي من صنيعة الجنرال توفيق مدير “الدياراس” السابق.
ويسرد محسن عمارة في هذه الحلقة اسرار استهداف رجل الأعمال علي حداد من طرف ذات الجهاز، كما يتطرق الى علاقة “الدياراس” المحلة بأغلب الأحزاب الاسلامية في الجزائر، معتبرا أن أغلب هذه الأحزاب هي من صنيعة “الدياراس” المحلة.
نبقى فيما يخص الصحافة والدياراس؟
“الدياراس” في عهد الجنرال توفيق استعملت الصحافة للإطاحة بكل المسؤولين وكل الأشخاص الذين كانوا يرون أنهم يهددون خطتهم أو تحركاهم، ومن خلال ايضا خلق ملفات لهم في تقاريرهم يقدمونها للرئيس. وهنا اتحدث عن الاشاعات التي كانت “الدياراس” وراء تحركيها، لاسيما فيما يتعلق بالاشاعات التي كانت تولد في كل مرة على أساس أن الرئيس مات، لا بد أن نفهم لماذا هاته الدعايات المغرضة التي كانت تروج بالضبط في اوقات حرجة وما هو هدفها، فكانوا يطلقون الدعايات بأن بوتفليقة مات، من أجل صد اطارات الرئيس.
كيف؟
يقومون بصد الاطارات ، فمثلا عندما يتصل بوتفليقة بإطار معين من أجل تعيينه كمدير شركة كبرى، وفي منصب سام عندما يسمع أن بوتفليقة مات، فإنه يتراجع. وبالتالي تهدده “الدياراس” بأنه لو قبل بالمهمة فسيتم معاقبته غدا بعد وفاة بوتفليقة. وإذا لاحظتم أن هذه الدعايات كانت تصدر فقط عندما يكون هناك تغيير حكومي مثلا، أو تغييرات في مناصب الدولة، وبالتالي يعملون على خلق تردد او خوف عند الاطارات التي استدعاها بوتفليقة أو ينوي استدعاءها، وبالتالي يترددون في الالتزام مع بوتفليقة. أما على الأقل فإنه يصبح يعمل تحت امرأة الداياراس، ولهذا بوتفليقة وجد فقط الاطارات الأوفياء للعمل معه. وطبعا هذه الدعايات كانت من اختصاص العقيد فوزي الذي كان يسير مصلحة من مهامها نشر الدعايات، فالخلاصة أن اشاعات الرئيس مات كانت تصدر فقط في أوقات معينة، في اوقات تكون البلاد “مهلهلة” وتصدر في اوقات معينة… هذه الاشاعات تصدر فقط عندما تكون هناك أزمة او هناك أزمة سياسية في الأفق من أجل مس أفراد معينين أو يسموا بالجيش.
لكن من يسمعك تتكلم عن “الدياراس” يفهم أنك تسعى إلى تشويهها؟
الجيش نحن من يعرفه، ومن يعرف الصحراء والعمل على الحدود وما هي حماية الحدود، لكن هؤلاء لا يعرفون الجيش الا في الصالونات والمقاهي والاتهامات الجاهزة وطول اللسان، وهذا الكلام قلته لهذه الجماعة عندما مات بومدين وفي 45 يوما التي امسك فيها بيطاط بزمام الأمور. فلو كان هذا “توفيق” يملك من ملامح العظماء والمجاهدين المخلصين والاطار النزيه العسكري الفذ مثلما يروجون له، لما قبل أو تحمل كل هذه الاهانات التي وجهت له، وظهر ليدافع عن نفسه، فكيف ضابط بهذه الشراسة يقزم ويوضع في هذا الموقف، هذا يدل على أن توفيق كان فقط ذلك “الفزاعة” مثل المجسم الوهمي الذي يستعمل لإخافة الفراخ في الحقول.
فهاته الخلية من المخابرات كانت دائما تستعمل أذنابها ، وخاصة ممن تملك عنهم ملفات، مثل بحبوح، أو تواتي، أو رباعين ، أو السعيد سعدي ولويزة حنون ، فكل هؤلاء يصبون عند الدياراس ، والدياراس لديها ملفات عليهم، لهذا فهم لا يخرجون عن الاطار المحدد لهم ، ويبقوا دائما في نفس الموقع ونفس الاتجاه.
ويبقى دائما في اذهانهم أن توفيق سوف يعود، وبأنه عبقري. وعلى اي حال جماعة توفيق استنفدت كل “خراطيشها” واستنفدت كل اوراقها.
اذن فكل هذه الأحزاب انشأتها “الدياراس” وكلها كانت تسيرها “الدياراس” والصحافة ايضا اغلبها كانت تخضع لأوامر وتقارير العقيد فوزي عبر الدياراس أيضا. وكذلك المنظمات الجماهيرية، والنقابية العمالية “ليجيتيا”، ومعروف في الساحة هناك رئيس حزب، معروف أنه موظف عند “الدياراس”، وشقيقه كان ضابطا هو الآخر في هذا الجهاز.
وما رأيك فيما يسمى بأحزاب المعارضة، أو ما يعرف بمجموعة “مزفران 2” الذين يعقدون غدا اجتماعا للتغيير في زرالدة؟
كل هؤلاء الذين هم موجودون في المعارضة وأذنابهم هم من صنيعة “الدياراس” بمن فيهم مقري، وأتحداه أن يواجهني، لأنني سأكشف كيف كان الأمن يسير الحركات الاسلامية، وأكشف كيف كانت تسير المخابرات في كل حركة حمس.
فالأحزاب الاسلامية كلها هي الأخرى من صنيعة المخابرات، والحركة الاسلامية في حد ذاتها هي من صنع “الدياراس”، وقبل ذلك الحركة الاسلامية في السنوات السابقة او منذ السبعينات كان خلفها الأمن العسكري. وآنذاك كان من أجل خلق التوازن في الحراك السياسي على مستوى المنظمات الجماهيرية، والجامعات الجزائرية، وكذلك الشركات الكبرى التي كان لها وزن اقتصادي.
وكيف تقصد كل الأحزاب الإسلامية؟
نعم، ابتداء من حركة حمس، والنهضة، والفيس، وذلك من اجل مراقبتهم واحتوائهم ايضا. فمن كان يمارس التزوير في الانتخابات، احيانا يقدمون نسبة للأفلان ونسبة اخرى للاسلاميين. فمن غير المعقول أن تحصد الأفلان الاغلبية، فهناك ستكشف الأمور، لذلك يعمدون الى احداث توازن في التزوير، فكيف تتخيل أن يفوز الأرسيدي في بريان أو في خنشلة مثلا.
اذن فمن أجل خلق التوازن يقومون بتقسيم الكوطات بين الأفلان والاسلاميين.
لكن هناك من يقول إن “الدياراس” وفي قضية شكيب خليل كانت انطلق تحقيقها من شيء ما، أي وفق لا دخان بلا نار، لهذا لم يتمكنوا من أن يمسوا مهري مثلا أو آيت أحمد اللذين لم يكونوا يملكون عنهما ملفات؟
هذا كلام خاطىء، ألم تروا كيف قامت “الدياراس” بإخراج مهري من الأفلان، وكيف استهدفوه بتلك الضربة بجماعة حمروش، وما عرف بالمؤامرة العلمية التي طبقتها “الدياراس”. أما آيت احمد فقد كان في المعارضة ولا يعترف بهم أصلا، وهو أول من كان طرح اشكالية حل الدياراس، ووجه طلباته الملحة بحل الشرطة السياسية، وهو يعيش في الخارج. لذلك الآن وعند حل الدياراس بدأت الأفافاس تقترب من السلطة أو من الرئاسة، ثم بعدها ارادوا تدوير الأفافاس وتوجيهه الى القضية البربرية، واللعب على الوتر البربري من خلال الترويج لاستهداف اطارات محسوبة على فئة معينة.
نحن مقبلون على اجتماع المعارضة، أو ما يعرف بمزفران 2، كيف تنظر إلى هذه المعارضة، وأهم وجوهها؟
لن يخرج شيء من مزفران، لأن الأشخاص الذين فيها هم غير مقبولين في الساحة السياسية، فهم يسعون من أجل احداث ولادة قيصرية من أجل الخروج بنتيجة يستعملونها كذريعة كي يدخلوا في الحراك السياسي لأنهم غير مقبولين.
لكن هناك وجوه معروفة؟ والمعارضة تراهن عليهم؟
عن أي وجوه؟ هل عن بن فليس، أو رحابي أو حمروش.. فكل هؤلاء أكل الدهر عليهم وشرب.
أيضا غزالي توجهه معروف، وكان دائما عضوا يعمل لصالح المخابرات ،ومعروفة انتماءاته، لذلك فالدياراس تستعمل كل من لها ملفات عنهم يهددونهم بها.
فهو كان يعمل مع لخديري المعروف الانتماء أيضا هو والعربي بلخير من جماعة فرنسا. وهكذا تعمل “الدياراس” مثلما تعمل مع بعض المحامين عندما تسعى إلى أن تجعل من المحامي مثلا بورايو كخبير كبير، فيما هو كان يعمل مع الأمن العسكري تابع لخلية هوفمان.
ونفس الشيء بالمقابل، فالجرائد التي كانت تعيش في عهد العقيد فوزي مسؤول الاعلام السابق في الدياراس رجل الأعمال ربراب بصدد شرائهم، وهو بصدد اعطائهم “السيروم”، وسترون ما الذي سيحدث لربراب.
وهنا اطرح السؤال عن الحراك كله الذي تم توجيهه ضد الأفسيو، لماذا هذا الاستهداف الممنهج للأفسيو، الذي يرأسه رجل الأعمال علي حداد، لأن الأفسيو أو منتدى رؤساء المؤسسات اصبح يجمع كل الاطارات التي تم تهميشها في السابق وأدخلوها السجن، ثم اصبحوا اليوم يشكلون قوة طرح اقتصادية، فلذلك اصبحت “جماعة الدياراس” تستهدف حداد بالدعايات المغرضة على أساس أنه صديق سعيد بوتفليقة واتهامات له بالسرقة، لذلك فنصف الاطارات التي هي الآن في الأفسيو همشتها “الدياراس” وأدخلتها في داومة المشاكل سابقا.
فهذا الفضاء الجديد في الأفسيو، والذين اغلب اطاراته كانت في المؤسسات الوطنية ودخلوا الى القطاع الخاص من خلال الأفسيو، فأصبحوا يشكلون خطرا على مصالح مجموعة فرنسا. فلماذا يهاجم حداد، ولماذا يهاجم الآن، فحداد كان منذ السابق في الحقل الاقتصادي، والآن بموقعه اصبح يهدد مصالحهم، وبدؤوا في تحريك راداراتهم، فهم يعرفون أن حداد يهدد مصالحهم، بعد أن اصبح يستثمر في افريقيا ومع الأمريكان. ومن هذا نستنتج المسارعة الفرنسية التي جاءت لتركيب مصنع رونو هنا في الجزائر، فلو لم يحضروه لكان الزمن سبقهم “لفاتهم القطار”، لذلك فقد اصبح يهدد مصالح مجموعة فرنسا، هؤلاء الصناعيين في الاقتصاد الفرنسي.
• حاوره: عصام بوربيع
“من حق شكيب خليل مقاضاة الجنرال توفيق”
“الدياراس” وراء تحريك قضايا الخليفة والطريق السيار لضرب الرئيس
شرفي وزغماتي وسليني .. كانوا يأتمرون بأوامر “الدياراس” المحلة
شكيب خليل اُستهدف عندما مس بمصالح الجنرالات في القواعد النفطية
جنرالات كانوا يفتعلون مشاكل في القواعد النفطية من أجل الحصول على مشاريع لشركات حراستهم
الشركات الفرنسية هي من بدأت الحملة على شكيب خليل لأنها لم تتحصل على مشاريع
“الديراس” المحلة كانت تسعى لإقحام اسم سعيد بوتفليقة من أجل تنفيذ خطتها
فجر المحامي محسن عمارة عدة قنابل في لقائه مع “الحوار” حيث أكد الرجل أحقية وزير الطاقة الاسبق شكيب خليل في مقاضاة من شوه سمعته ووضعه في خانة الفسدة والخونة طيلة السنوات الماضية، وعلى رأسهم بطبيعة الحال -بحسب المحامي رئيس جهاز دائرة الامن والاستعلام الجنرال المعزول محمد مدين المدعو توفيق- كما شدد الرجل على ضرورة قيام خليل بهذه الخطوة لأن جهاز المخابرات المحل مؤخرا تعود على تلفيق القضايا لكل من يقف في طريقه على غرار شكيب خليل وبعض مقربي الرئيس بوتفليقة الذي كان مستهدفا من طرف الجهاز، على حد قول المتحدث.
ما تعليقكم على عودة شكيب خليل إلى الجزائر؟
عودة شكيب خليل معناه أن رئيس الجمهورية او السلطة والحكومة الجزائرية تركت العدالة تتخذ مجراها ولم تتدخل في عمل العدالة في قضية سونطراك، بعد ان تم افراغ كل هذه الملفات، لأن ما يوجد ضد شكيب خليل هو اتهامه فقط عبر الصحافة، ولا يوجد هناك ملف، فشكيب خليل ابدا لم يكن متهما في اي ملف، هذه الملفات التي افرغت من محتواها، فالرئيس لم يتدخل في اجراءات العدالة، منذ 3 سنوات والعدالة تقوم بعملها، وانتهت من الملفات، اي افرغت، اي بعدم وجود اي شيء ضد شكيب خليل، فالآن رئيس الجمهورية سيعمل بصلاحياته.
هل تعتقدون أن شكيب خليل مثلا سيقوم أو يستطيع رفع شكوى ضد من وصفوا بفبركة الملف ضده، أو ضد الجنرال توفيق أو “الدياراس” مثلا؟
أكيد، شكيب خليل سيستعمل كل حقوقه الدستورية ويطالب بحقه وإعادة الاعتبار.
هل سيحاكم الجنرال توفيق؟
نعم اكيد، اكيد، فمن غير المعقول أن يتم اخراج قضية ضد انسان.. فأين الاثباث. طبعا سيرفع دعوى قضائية ضد الجنرال توفيق، ضد كل من مس حقوقه الدستورية، ويرفع دعوى قضائية ضد الصحافة لتشويهها للجزائر في الحقل العالمي.
أين تقع مسؤولية وزير العدل السابق محمد شرفي، والنائب العام بلقاسم زغماتي، ومن أين كانوا يتحصلون على اوامر اصدار المذكرات؟
طبعا كذلك، فلو تكن الدولة منصفة، فأول من سيحاسب هو النائب العام، يحاسب على الاجراءات، وعلى تحريك دعوى عمومية على اسس تافهة، كيف يحكم على اناس لأكثر من 6 سنوات، وبعدها يظهر أن القضية بدون معنى او فارغة “فياسكو” فالمسألة كبيرة، فتابع المسؤولين لكن من غير سجنهم، وهنا يتحمل المسؤولية زغماتي والنائب العام لسيدي محمد.
كيف يحملون المسؤولية.. على سوء تسيير القضية أم كيف؟
طبعا، فغرفة الاتهام في قضية سونطراك كانت مشكلة على المقاس، يقومون بإعادة التكييف، وعندما يريدون أن يخرج الملف الى العلنية، اعادوه حسب خطة زغماتي وموهوبي.
لكن ما تم تداوله أن العدالة الإيطالية أدانت شكيب خليل على حسب الوثائق التي أرسلتها “الدياراس” من الجزائر؟
“الدياراس” لم يبعث شيئا، فالعدالة الايطالية لا تتحرك مثل “عدالة البراوطية تاعنا”، فالعدالة الايطالية لا تدخل اي شخص الى السجن، او على اساس تافه، مثلما حدث في هذه القضية، فيزعمون أنهم عثروا في غرفة بجاوي على عمولة او رشوة بمقدار 600 ألف اورو تقدم الى شكيب. فالصحافة الايطالية ابدا لم تكتب عن شكيب خليل، وشكيب خليل أبدا لم يتهم او يذكر في العدالة الايطالية، تم اتهامه هنا في الجزائر، مثلما قامت الصحافة هنا في الجزائر وجعلوه متهما.
فمن المفروض أن يبحثوا عن من أقحم شكيب خليل في مثل هذه الملفات اصلا، فلا بد أن نبحث ونثبت ونتحرى بطريقة علمية وقضائية محضة، لنصل من قام بتركيب هذا الملف ومن اقحم شكيب خليل، ثم لماذا تم اقحامه وما الغرض من ذلك، وما هي النية من وراء ذلك؟
انت تقصد الدياراس، بعد أن تم الحديث عن فبركتها لملف شكيب خليل؟
طبعا “الدياراس” وجماعة توفيق كانت وراء قضية سونطراك وشكيب خليل، وذلك عندما رؤوا أن مصالحهم مست، فقاموا باختلاق هذه العملية من اجل الحفاظ على مصالحهم. مثل الكثير من الجنرالات الذين وراءهم الدياراس كانوا في السابق يسرقون، وعندما جاء شكيب خليل نزع لهم بعض الصلاحيات مثل مؤسسات الحراسة التي كان يسيرها الجنرالات.
فكانوا يختلقون المشاكل على اساس أن جماعات ارهابية تستهدف المنطقة المعنية في الجنوب، من اجل تسليحهم وإعطاء مشاريع الحراسة لهؤلاء الجنرالات، هؤلاء الجنرالات الذين كانوا يملكون شركات امنية للحراسة.
نعود إلى وزير العدل السابق محمد شرفي.. هل يتحمل المسؤولية هو الآخر، وهل هو معني بالأمر؟
كيف غير معني، فهو من يتصل به كي يطبق الخطة، هو من اتصل بزغماتي من اجل ان يعلن عن مذكرة التوقيف، وهم كان هدفهم أن يتدخل رئيس الجمهورية شخصيا في مثل هذه العمليات، فكانوا يطلقون دعايات على أن شقيق الرئيس سعيد بوتفليقة هو من وراء كل هذا، ومن أجل فقط ان يحصلوا على دليل بأن الرئيس تدخل ويشعلوا النار فيه، لكن الرئيس كان ذكيا وحافظ على اصدقائه، ونفس الشيء وقع في قضية الخليفة والطريق السيار.
كيف؟
“الدياراس” كانوا وراء تحريك قضية الخليفة والطريق السيار، فشرفي كانت تسيره “الدياراس”، وكذلك زغماتي، وسيليني، كلهم كانوا يعملون بأوامر المخابرات.
هل من الممكن أن يصبح شكيب خليل وزيرا مثلا أو يتحصل على مناصب سامية؟
طبعا، لو يقرر الرئيس، لو يعيدوه وزيرا، فذلك هو رد الاعتبار، ومن أجل أن يصل الرئيس الى ذلك لا بد من آلة جيدة تعمل لذلك، لا سيما على مستوى الرأي العام، من أجل خلق حوار قانوني وإقناع الرأي العام بالحقيقة بعدما تم الكذب عليه وتشويه الصورة لديه، فلا بد من آلة جيدة كي يقتنع الناس بأن القضية مفبركة من طرف الدياراس من أجل المساس برجال الرئيس. وهناك عندما يعود شكيب خليل وزيرا للطاقة فانظر كيف ستصبح سونطراك، وكيف تسير، وكيف ستكون العلاقة مع الأوبيبي. فيجب أن نعرف أن من تدخل ايضا في الحملة ضد شكيب خليل هي الشركات المنافسة، فلماذا لم تظهر اي شركة فرنسية في قضايا الرشوة، لأنهم هم الراشون الكبار. فالشركات الفرنسية التي لم تربح مشاريع المناقصات ولم تتحصل على المشاريع الكبرى بدأت تستهدف شكيب خليل، فعندما توجه اتهاما وتقول هناك الراشي، فأين هو المرتشي اصلا، فاللعب كله هنا.
حاوره: عصام بوربيع
المحامي محسن عمارة يفجر قنابل عبر “الحوار”:
سجن الجنرال توفيق مسألة وقت
زياري صنيعة “الدياراس” استعملته لاختراق محيط الرئيس
“الدياراس” أطاحت بزرهوني وحاولت تشويه شقيق الرئيس
القصة الكاملة للغنوشي مع المخابرات الجزائرية
فجر المحامي محسن عمارة في حوار جريىء مطول مع “الحوار” العديد من القنابل والحقائق السياسية الخطيرة في الجزائر، بداية من خلفيات قضية سونطراك وشكيب خليل، والأبعاد التي تعود اليها هذه القضية التي كانت “الدياراس” المحلة والجنرال توفيق رقم 1 في فبركتها، معتبرا أن قضية شكيب خليل لا تتوقف عند ما يعرف بصراع الأجنحة، الذي -حسبه- ليس موجودا، وإنما في الاصل هو صراع قائم بين جماعة فرنسا وجماعة المجاهدين، والذي -حسبه- يعد صراعا قديما.
محسن عمارة، في هذا الحوار الذي سينشر على حلقات متسلسلة عبر صفحات “الحوار” يتهم “جهاز الاستعلامات والأمن” المحل، وعلى رأسه محمد مدين المعروف بـ” توفيق” بفبركة العديد من الملفات، من بينها قضية الخليفة، قضية عدل، قضية احداث القبائل، كما يتهم صراحة الدياراس بوقوفها وراء تحريك احتجاجات الشرطة.
العديد من الملفات سيطرحها محسن عمارة في قضية الخليفة التي يميط اللثام عنها وسبب خلق القضية اصلا، كما يتطرق الى قضية تنحية وزير الداخلية السابق القوي يزيد زرهوني من طرف جهاز الاستخبارات “الدياراس” “المحلة”، بعد الأثر الذي تركه في الشرطة، وكيف تم خلق فتنة بينه وبين علي تونسي.
كما يرد محسن عمارة، في الحوار الذي سينشر الايام المقبلة عبر “إذاعة الحوار” في تسجيل صوتي على رئيس المجلس الشعبي الوطني الاسبق عبد العزيز زياري والقيادي في الأفلان، عندما قال إنه يندهش عندما يسمع عن حديث البعض عن فبركة “الدياراس” لملفات عدة، حيث يؤكد محسن عمارة الذي كان هو الآخر ضابطا متقاعدا في جهاز الأمن العسكري أن عبد العزيز زياري صنيعة للمخابرات، أو “الدياراس”، والمخابرات استعملته لاختراق محيط رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، كون زياري يعرف جل اصدقاء الرئيس.
عمارة الذي يصر على وصول الجنرال توفيق الى المحكمة، يتطرق الى حقيقة عائلة الرئيس بوتفليقة التي قال إنه لحسن الحظ كان ممن قاموا في السابق بالتحقيق في عائلة بوتفليقة عندما كان يشتغل في الأمن، ويقول إن عائلة بوتفليقة طيبة، وأن السعيد بوتفليقة مخالف تماما لما يتم الترويج عنه من طرف الدياراس، على أساس أن كل شيء له من فيلات كذا وكذا… إلخ، وهو حسبه ما يدخل في خطة الدياراس.
ويقول محسن عمارة إن كل ما قيل من صفات موجودة في السعيد بوتفليقة هي غير موجودة، بل العكس، وعائلة بوتفليقة أرقى مما يتصور الجميع، وحتى -حسبه- اتهامات الجهوية التي وجهت الى بوتفليقة تدخل في اطار اللعبة “الدياراسية”، على حد تعبيره.
ملفات ثقيلة يفتحها المتحدث مع “الحوار”، بداية من الحركة البربرية في منطقة القبائل، وكيف تم ارسال عناصر من جهاز الأمن العسكري سابقا لاختراقها والتحكم فيها، لينتقل الى كيفية ظهور او خلق الاخوان في الجزائر سنوات السبعينات ومن وراءها، الى ازمة التسعينات، وحقيقة الصراع بين جماعة فرنسا والمجاهدين الوطنيين، وكيف استطاع الشاذلي بن جديد كبح جماح مجموعة فرنسا لمدة، لكن سرعان ما تغلبوا عليه، وبقوا يعملون في الخفاء.
يتطرق محسن عمارة الى كيف كانت المخابرات الجزائرية تستعمل راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة التونسية، من أجل احداث انقلاب للرئيس التونسي بورقيبة انذاك، حيث كان يقيم راشد الغنوشي هنا في الجزائر برعاية نواة من الأمن السعكري او المخابرات الجزائرية آنذاك ودون علم القيادة، وحيث كان يعمل لصالح جناح في المخابرات الجزائرية تابع لجناح توفيق دون علم قيادة الأمن العسكري آنذاك.
وكثيرة هي الملفات الساخنة التي فتحها المحامي محسن عمارة الضابط السابق في المخابرات عندما يقول إن التغييرات التي احدثها الرئيس بوتفليقة في جهاز المخابرات جاءت في مكانها، وفي صلب القضية بعد تغير الكثير من الاساليب، حيث -حسبه- أن المدير الحالي لجهاز الاستخبارات بشير طرطاق يعرفه رجل ميدان، ومن عناصر الأمن العسكري القدامي الذين يمتلكون خبرة كبيرة في الميدان.
وتحدث محسن عمارة عن الرئيس السابق اليمين زروال، الذي قال إنه من المستحيل أن يلبي دعوة المعارضة، لأن وجوه المعارضة -حسبه- في واد، واليمن زروال في علبة أخرى، لذا يؤكد محسن عمارة أن زروال لن يشارك مع المعارضة.
وعن مولود حمروش، يقول محسن عمارة إن حمروش فعلا يعرف العسكر، مثلما قال عنه خالد نزار.
وفي كلمتين، يختتم محسن عمارة الصراع الاخير بين الجنرالين بتشين وخالد نزار، ليقول إنه صراع بين المجاهدين وجماعة فرنسا.
عصام بوربيع
يتبع ..
المحامي عمارة محسن يواصل شهادته لـ”الحوار”:
الجنرال توفيق كان وراء “الربيع الامازيغي” 1980 وأحداث “العروش” سنة 2001
الصراع مع جماعة توفيق صراع مع حزب فرنسا
الديراس منعت تعيين زرهوني وزيرا للدفاع ومن هنا بدأ الصراع
ما حدث لـ”شكيب خليل” تكرار لسيناريو “مساعدية” لما صوروه مجرما
يواصل المحامي عمارة محسن تقديم شهادته عبر “الحوار” والتي يعود فيها الى خلفيات قضية سونطراك، وأسباب استهداف وزير الطاقة الأسبق شكيب خليل، الذي قال عنه إنه تم استهدافه وتشويه صورته من طرف مجموعة في النظام، مثلما تعرض رئيس مجلس الأمة السابق مساعدية عندما صورته جماعة فرنسا على أنه أكبر مجرم على وجه الأرض. ويعود بنا عمارة محسن الى خلفيات انطلاق ما يعرف بصراع الأجنحة، وكيف رفضت “الدياراس” تعيين بوتفليقة ليزيد زرهوني كوزير للدفاع، ليسلط الضوء على احداث العروش، وتطابقها مع احداث الربيع الأمازيغي وغيرها من الملفات..
بداية مع عودة شكيب خليل وزير الطاقة الأسبق إلى الجزائر، ما تعليقكم؟
■ عودة الوزير الأسبق شكيب خليل ستطرح من جديد القضية التي سال فيها الكثير من الحبر وحدث فيها الكثير من التحريك، عودة شكيب خليل ستطرح القضية من جديد على الساحة السياسية حول أنها كانت محركة.
هل تقصد رؤية جديدة للقضية؟
■ ليس رؤية جديدة فقط، وإنما دراسة جديدة، خاصة أن شكيب خليل الذي يحاولون عنوة أن يلصقوا التهمة به، بينما هو لا يوجد في الملف أصلا، فشكيب خليل لا يوجد اسمه لا كمتهم، ولا كضحية ولا كشاهد.
أنت تلوم من يتهم شكيب خليل، هل من تفصيل أكثر؟
■ طبعا هذا هو التحريك الذي أشير إليه.
تقصد تغليط الرأي العام في قضية سونطراك؟
■ ليس تغليطا، اقصد هذا التحريك الذي أوصل هذه القضية إلى الرأي العام بهذا الشكل، فما أعيبه على هذا الملف أولا، كيف لملف قضائي قبل أن يصل إلى القضاء هناك أشخاص هيئوا له وعملوا كي يصل بهذه الطريقة إلى الرأي العام التي كانوا يعدونها في خطتهم التي هي إخراج اسم شكيب في الملف. ولسوء الحظ لم يخرج، لسوء الحظ المتهمون كلهم لم تكن لهم أي علاقة بشكيب خليل، وشكيب لما كان وزيرا لهذا القطاع كان يسيره بطريقة تقنية محضة وعلمية ذات مستوى عالي، لأنه عندما تنظر إلى ملف سونطراك فستجد أن شكيب خليل يتكلم مع مرؤوسيه ويعطيهم الأوامر كتابيا.
قبل أن نغوص في قضية سونطراك، هلا أعطيتنا لمحة كيف بدأت وانطلقت الاتهامات في هذه القضية؟
■ أنا أعطيك تحليلي الخاص كمحام وكشخص عارف لخلفيات هذه القضية.
خاصة أنكم صرحتم سابقا أن اتهامات سونطراك مفبركة من طرف المخابرات؟
■ هذا ليس فيه ادنى شك، ملف سونطراك تم نسجه في مخابر “الدياراس” ومخابر الدعاية المعروفة عنها هذه السلوكيات، في عدة ملفات. وهنا أشير إلى عهد الأمين العام لجبهة التحرير في العاصمة السيد هشماوي، وكيف كان يتعرض إلى الضغط من مصالح الاستخبارات كلما أرادوا تعيين شخص ما على رأس شركة، فيقومون بإضرابات، مثلا في السونيتاكس، أو الأسانالبي ثم يذهبون إلى هشماوي الأمين العام للأفلام، كون الحزب هو من كان يسير، ويقولون له إذا أردت أن يتوقف الإضراب فعين الشخص الفلاني على رأس الشركة مثلا، هذه التلاعبات كانت لمصالح، ثم الآن تطورت فأصبحت تستعمل لمصالح أعلى، كانت في السابق على مدير وحدة، أو أمين عام قسمة أو مسؤول نقابي في شركة، والآن تطورت الأمور، والتحريك أصبح من اجل تعيين مديرين عامين لشركات أو وزراء أو حتى رؤساء.
الخلاصة هو أنك تريد القول إن شكيب خليل وزير الطاقة الأسبق الذي أصدرت ضده مذكرة توقيف دولية هو بريئ؟
■ طبعا بريئ، هناك مبدأ قانوني هو أن “كل متهم بريئ حتى تثبت إدانته”، هذا الإنسان لم يثبتوا إدانته ولا يملك ملفا، وهم يتكلمون عن براءته، فأنا جد حائر من هذه اللغة، وكيف تساير الأحداث. كيف لشخص لا يوجد له أي ملف، ولم يمر إلى العدالة، ولا سألته العدالة، فقط في الصحافة، يلقى كل هذا التحريك الإعلامي، يقولون شكيب خليل قام بكذا وكذا، لكن في الحقيقة لا يوجد شيء، نحن هنا يجب الكلام عن رد الاعتبار لهذا الإنسان، تم نتكلم عن انه بريئ، لما نطلق اسم البراءة فلا بد أن يكون هناك حكم ومحكمة نظرت في قضية ما وأصدرت براءة أو أدانت، ومن هناك نستطيع أن نتكلم عن هذا الشخص هل هو بريئ أو مدان، إن كان بريئا فبراءته يترتب عليها التعويض، أما إذا كان مدانا يقضي إدانته، ثم بعدها إذا أراد رد الاعتبار، فالقانون حدد كيف ذلك، ويعاد له الاعتبار ويصبح مثل المواطنين الآخرين، لكن ما يحز هنا كيف لمواطن جزائري تكالب عليه كل هؤلاء الناس من أجل جعله متهما عنوة.
وما السبب في استهداف شكيب خليل شخصيا وبهذا الشكل في رأيك؟
■ السبب.. هنا وصلنا الى بيت القصيد، لما نتكلم عن السبب نخرج من الملف القضائي، ونخرج الى الحقل السياسي.
السبب هو أن الصراعات التي يسمونه صراعات الأجنحة، فلا وجود لصراعات الأجنحة، خاصة بالنسبة للعارفين بالشأن الجزائري، وخاصة المخابرات كيف تعمل، والجيش كيف يسير، والحكومة بصفة عامة كيف يتصرف فسيعرفون انه لا يوجد هناك صراع أجنحة، هناك صراع طائفتين، صراع مجموعة حزب فرنسا، وصراع مجموعة المجاهدين، وهذا هو الصراع الأبدي، الذي يمشي في هذا الإطار، فنحن في 1962 لم نصفي الأمور،
دخلنا الجزائر الجديدة وما زالت ثلاث طوائف، الطائفة الأولى الجزائر جزائرية، والطائفة الثانية للجزائر فرنسية، والطائفة الثالثة طائفة بيني ووي ووي الذين كانوا يقولون إذا كان هؤلاء في السلطة فنحن معهم، وإن لم يكونوا فنحن لسنا معهم. وبقي هذا الصراع سائرا حتى ظهر إلى العامة في 1988، وبدأ يظهر في أحداث أكتوبر، من هناك بدأ الصراع بين الطائفتين، أي المواجهة اصبحت مباشرة.
كيف وما علاقة أحداث أكتوبر بهذا الصراع؟
■ أصبح الصراع مباشرة بين الطائفتين، بين حزب فرنسا وبين المجاهدين القدماء، أصبحت المواجهة مباشرة، بعدها تلك المواجهة خلقت تأثيرا على الانفتاح السياسي، وأجبروا الشاذلي على فتح التعددية السياسية بدستور 1989، هذه التعددية، فتركوا التعددية تأخذ مجراها، وعندما لم تكن في صالحهم، بدؤوا في تعطيل النظام، ثم وصلنا إلى أحداث العشرية السوداء، وهي التي لهم ضلع كبيرة فيها، هؤلاء مجموعة حزب فرنسا هم من خلقوا هذه القضية.
تقصد أن الأمور مترابطة مع بعضها؟
■ نعم، ثم بعدها نصل الى فترة احضار بوضياف المسكين، ثم الوصول الى المجلس الأعلى للدولة.
ومن تقصد بهده المجموعة؟
■ المجموعة معروفون، نقصد ضباط فرنسا، فلما نقول حزب فرنسا نقصد الضباط الذين كانوا في فرنسا، وقد كتب عليهم العديد من المؤرخين، الضباط الذين جاؤوا في عهدة معنية والتحقوا في 1956، وهذه القضية معروفة في التاريخ الجزائري.
إذن تريد أن تقول إن قضية سونطراك لها بعد تاريخي عالمي؟
■ الصراع الذي وقع كان بين قطبين، فهم في الأول كانوا عندهم من يضعونهم في الواجهة، فالأمر يشبه ما يقوم به الغرب عندما يبحث عن عدو، بعد ذهاب العدو السابق الذي كان الاتحاد السوفياتي. فنفس الشيء وقع لمساعدية، حيث أن هذه المجموعة سنة 1988 حاولت أن تصور مساعدية وكأنه أكبر مجرم فوق كوكب الأرض، والتاريخ يعيد نفسه. ثم بعدها مساعدية أصبح رئيس مجلس الأمة، ولما توفي ذهب بشرف الرئيس ودفن على أساس الرئيس. إذن المجموعة التي كانت “تخيط” التاريخ دائما يخرجها من الباب الضيق. وبعدها اصبحوا يبحثون عن مخرج، فأتوا ببوضياف الى غاية الوصول لاقتراح بوتفليقة، ففي الأول بوتفليقة لم يقبل وذهب لأن بوتفليقة ينتمي إلى المجموعة الثانية، ينتمي إلى مجموعة المجاهدين، وبوتفليقة في تلك الفترة كان دائما عند مساعدية، اذ يوم رفض العرض الذي قدموه له جماعة توفيق ونزار من أجل تولي مجلس الدولة رفض، وقال لهم أنا أمر بالانتخابات، ذهب إلى عند مساعدية، ومن عند مساعدية ذهب إلى المطار. لما عاود المجيء مرة أخرى بعد مجيء زروال قبل أخذ السلطة، لكن بشروط، قال لهم أنا لن أكون ربع رئيس.
وبعدها بدأت الأمور تسير، فبوتفليقة كان يعرف أن هذه المجموعة ليست متوغلة وعلى اسس صلبة في الجيش أو ليست متجدرة، حيث كان قد وجه لها الشاذلي ضربة سنة 1984 و1985 لما أعاد هيكلة الأمن العسكري.
فهناك هم عادوا إلى الخفاء، ورجعوا إلى العمق، ثم عاودوا الخروج و”كسلوا” الشاذلي، نزعوا الشاذلي، وبعدها ادخلوا الجزائر في دوامة العشرية السوداء، وبعدها كانوا يبحثون عن شخص كي يخلصهم، لأن وقتها المحكمة الدولية كانت تحوم فوق رؤوسهم، ثم بعدها قبلوا ببوتفليقة. فلما جاء بوتفليقة ما وعد به طبقه في الميدان، فقال لهم أعيد السلم وأعاده، قال أعيد موقع الجزائر في المستوى الدولي وأعادها، وقال أطبق المصالحة وقام بها، ثم بعدها رؤوا أن مصالحهم بدأت تمس، كان أول شيء وقع هو أن رفضوا لبوتفليقة قيامه بتعيين يزيد زرهوني وزيرا للدفاع، لأنه لو قبلوا بهذا لم تكن كل هذه الأمور لتحدث.
لماذا؟
■ لأن زرهوني كان واحدا من قدماء الأمن العسكري، من اكبر العارفين بهذه العلبة التي قال إنها تخرج الرؤساء، وأتذكر آنذاك ان تشكيل الحكومة تأخر لمدة 7 أشهر، ثم بعدها تم تعيين زرهوني وزيرا للداخلية، وهنا تكمن عبقرية بوتفليقة، فبوتفليقة من الوطنيين الذين يحبون الخير للبلاد لم يأت “كي يخليها أو ينهبها مثلما يسوقون هم”.
إذن هم من كانوا يسوقون؟
■ طبعا، مثلما يقال “يرى السفيه ما فيه” هؤلاء بدأت مناوراتهم عندما رؤوا أن بوتفليقة حقق وعوده، وهنا نقطة مهمة، يزيد زرهوني على مستوى الداخلية خلق قوة توازن بين قوى الشرطة والدياراس، أعطى الكثير من الإمكانات للشرطة، بمعنى أصبحت الشرطة تعمل، ففي الماضي كانت تعمل تحت قبعة المخابرات، فأخرجها وأعطاها بنية جيدة للشرطة، ولهذا بدأ الصراع، وهنا بدأ صراع الأجنحة مثلما يقولون. على وسائل المراقبة، على الكاميرات، دخلوا في صراع، حتى بدأ الضغط، فخلقوا له قضية العروش في 2001، ومن اجل مواجهة زرهوني خلقوا له قضية العروش، فقضية “العروش” هي نفس السيناريو الذي قاموا به في وقت الشاذلي أو ما يعرف بـ”الربيع الامازيغي”، نفس السيناريو ونفس التقنيات، نفس البهارات ونفس الأشخاص… في الربيع البربري يعينون محمد بورزام الذي كان عضوا في الاتحاد الوطني الشبيبة الجزائرية، عينوه أمينا عاما للأفلان في تيزي وزو، حيث كان يعرف الصراع صراع “البربيريست” هناك و”الباكسيست”، فعاش هذا الصراع العديد، وكان قبله جلولي الذي كان باكسيسيت، وبعدها خلقوا مشكلة الربيع الامازيغي، أين كان مولود معمري، كان على وشك إلقاء ندوة هناك.
وكان العديد ممن يعملون تحت جناح الأمن العسكري، وكان قبل ذلك ومنذ عهد بومدين مشكلة التعريب مطروحة، حيث تم انشاء جامعة تيزي وزو، وبعثوا لها الإطارات كلها من مجموعة المعربين، كانوا نخبة من الطلبة المعربين ارسلوهم في الأول وكان من بينهم بوشاشي، بوقادوم، ريموش الذين عادوا من انجلترا بعد أن ارسلهم بن يحيى هم من كانوا يسيرون الجامعة من مجموعة المعربين، وكان صراع جهوية. وبهذا تم نقل الصراع “المعربين -البربرية” نقل من جامعة الجزائر إلى جامعة تيزي وزو.
لماذا؟
■ هذه هي مناورة الأمن العسكري، هذه هي خططهم في السابق.
ومن كان وراء الأمن العسكري آنذاك؟
■ الجنرال توفيق، آنذاك كان مسؤولا عن الأمن الداخلي ببوزريعة بثكنة شقرون فريد. هذه الخلية تنشط منذ 75 حتى 80، وهذه الخلية هي من حركت كل هذه الفترة.
• حاوره /عصام بوربيع
يتبع…
المحامي محسن عمارة يواصل شهادته عبر “الحوار”:
كل التفاصيل عن سيليني وزغماتي و”سوناطراك2″ والعقيد فوزي
يواصل المحامي محسن عمارة، محامي المتهم الرئيسي في قضية سونطراك محمد مزيان ونجليه، تقديم شهاداته عبر “الحوار”، حيث يتعرض هذه المرة الى كيفية قيام جهاز الدياراس المحل باختلاق سونطراك 2 من اجل التغطية على سونطراك 1 بعد أن لم يتحصلوا على أدلة ويبثوها، كما يظهر كيف لجأت الدياراس الى الصحافة لخلق الإثارة في قضية سونطراك بعدم حصولها على ادلة واضحة.
ويروي محسن عمارة كيف كان يسيطر هذا الجهاز المحل على جميع مسؤولي مجلس قضاء العاصمة، بداية من النائب العام الى النقيب سيلني، الى آخر عنصر هناك، الذي قال إنهم كلهم يأتمرون بـ”الدياراس”، وكيف كان يعطي عناصر المخبارات التعليمات لموهوبي.
الأستاذ محسن عمارة، كنت صرحت سابقا أنك ستتطرق الى عدة ملفات تمت فبركتها من طرف “الدياراس”، قبل هذا لو نعود الى قضية سونطراك وشكيب خليل، ما قصة العدالة الايطالية؟
طبعا قضية العدالة الايطالية وشكيب خليل هي مناورة من طرف “الدياراس”، فما يعرف بملف سونطراك هو مناورة حقيقية لهذا الجهاز، حيث أن “الدياراس” ومن أجل التغطية على ما عرف بقضية سونطراك 1، خلقت قضية سونطراك 2 بعد عجزهم عن الحصول على أدلة او إثباث ادلة، فخلقوا سونطراك 2 من أجل الضغط، مثلما وقع مع المتهم الرئيسي محمد مزيان عندما مارسوا عليه الضغط كي يذكر شكيب خليل في التحقيق، ونفس الشيء وقع مع المتهمين الآخرين من أجل ذكر اسم شكيب خليل في التحقيق. ولما لم يجدوا في الملف أي شيء يدين، اتجهوا الى الصحافة وحاولوا استعمالها، وذلك عن طريق التحريك الاعلامي في الصحافة، والكل يعرف ذلك.
كيف؟
الصحافة، وبالضبط في جريدة “الوطن” تكتب في احدى صفحاتها الأولى بالبنط العريض، عنوان: كيف اغرقت سايبام اطارات سونطراك بـ 300 مليون دولار “تشيبا” أو رشوة. والغريب في الأمر أنه عندما تفتح الجريدة ترى أن المشروع الذين يتحدثون عنه والمتعلق بنظام المراقبة عن بعد.. تجد أن المشروع ذاته تم تقييمه بحوالي 680 مليون دولار، فكنت أفهم بهذا المنطق أن الكل يعمل بالرشوة، بما أن مبلغ الرشوة المدفوع هو نصف المشروع، وهذا غير منطقي، فالجميع سيعمل بالرشوة اذن، فهؤلاء الذين كانوا يحركون مثل هذه القضايا، يحالون فقط توريط شكيب خليل، من خلال استعمال الاثارة فقط، وعندما لم يجدوا ادلة راحوا يسعون الى ذلك من خلال الصحافة، فقضية سونطراك 2 اتت بها الصحافة، وبدؤوا يطلقون حكايات شكيب خليل وبجاوي، فلو تطلب منهم أن يأتوا بتلك الوثائق المنسوبة للصحافة الايطالية لترجمتها لعجزوا، لأن الصحافة هي من طرقت القضية على أساس انهم امسكوا شكيب خليل…
تقصد أن الصحافة أيضا كانت محركة من طرف الدياراس في قضية سونطراك؟
طبعا، فكانت هناك مصلحة خاصة تسير من طرف العقيد فوزي، وهنا سأوضح كيف قام بوتفليقة بتنحية العقيد فوزي.
كيف ذلك؟
سنعود الى هذه القضية فيما بعد، عندما لم يجدوا دلائل، وخاصة عندما دخلت انا في القضية، حيث كان في البداية متهمان، من بينهما رضا ابن مزيان، الذي تمرد على كل المحامين، حيث طلب من عائلته نزع المحامين وتكليف المحامي محسن عمارة، ثم بعدها امسكت أنا بالقضية واشترطت نزع كل المحامين، وتركت محاميا واحدا هو حسين شياظ، لأنه كان وسيطا لأبناء مزيان مع العائلة..
فعندما امسكت بالملف، سيليني وزغماتي امرا بضرورة ابعادي من الملف، ومباشرة اصدر سيليني قرار توقيف ضدي، وقمت بإلغائه في المحكمة العليا، وعندما كنت مريدا الدخول الى المحكمة، يأتي بلحاج بالشرطة ويقول لهم اخرجوا محسن عمارة حيث كنت ألبس جبة المحاماة..
ما سر استهدافك بالضبط من طرف سيليني، وكيف تم استغلال علاقاتك، وما علاقة الدياراس بهذا؟
علاقة الدياراس بهذا أن الدياراس كان يحرك الجميع، هو يحرك سيلني ويحرك مجلسه، يحرك البروكيرور، يحرك “البروكيرور العام”، فيكذب من يدعي أنه لم يكن يذهب الى عند “الدياراس”.
تقصد الدياراس المحلة التي كان على رأسها الجنرال توفيق؟
نعم اقصد الدياراس السابقة، تلك التي كان على رأسها الجنرال توفيق، الآن لم تعد بذلك الاسم، “الدياراس” كانت لها القدرة على تحريك الجميع، وعلى كل المستويات، ففي البلدية لديها عنصر، وفي الدوائر، في الوزارات، في المديريات العامة، فما بالك بالآخرين الذين يدخلونهم في الحلقة.
كما في المجلس القضائي من النقيب الى آخر عنصر هم تابعون لهم، حيث كان غالبا ما يأتي ضابطان من المخابرات يستقلبهما موهوبي، او يستقبلهما بولحية بلقاسم مسؤول الأمن هناك، ليصعدهما الى عند موهوبي، وهناك يقدمان له كل التعليمات، فهذه هي الحقيقة، فهم كانوا يعملون بهذه البساطة، وعندما امسكت بالقضية اصبحت ازعجهم.
لماذا؟
طبعا ازعجهم، فلما بدأنا في التحقيق، كان قاضي التحقيق قد اتصل بزوجتي ابني مزيان وطلب منهما احضار السيارتين واحدة بيام، وكذلك الوثائق بهدف تطبيق الحجز عليهما، وكنت ارافع هناك في احدى القضايا، اتصلت بي زوجة ابن مزيان، وأخبرتني بالأمر، فصعدت الى عند قاضي التحقيق وسألته: لماذا ارسلت لهم، فقال لي: لم أرد أن ارسل اليهم “الدياراس”، قلت له: لماذا “الدياراس”، ثم لماذا ليس الشرطة، فقال لي: لم ارد احراجهم “ما حبيتش نبهدلهم”. فقلت له: هل خفت عليهم، ولم تكفكم “البهدلة” التي جرت من خلال تداول عائلة مزيان يوميا في الجرائد. فقلت له: ليس لكم الحق في استدعائهم، وها هم ازواجهم في السجن اتصلوا بهم وارسلوا لهم أوامر الحجز، وقلت لهم ان السيارات عاطلة.. فقال لي قاضي التحقيق: هل تريدنا ان نطبق القانون، فخافوا بعدها، فلما دخلت أنا في القضية، اعطيت الملف اتجاها آخر، وكنت دائما اقول لموكلي: تكلموا أمام القاضي ولا تخافوا، حيث عندما كان يكلمهم عن الأموال، أقول لهم قولوا له أين الأموال، لا تسكتوا ودافعوا عن انفسكم، وقولوا له اين هي الاموال، فقد تركوهم ست سنوات في السجن.
الأموال؟ تقصد أنهم كانوا متهمين بالرشوة، وكذلك المتهمون الآخرين في سوناطراك؟
التهمة هنا عندي تكوين مجموعة اشرار، وقاضي التحقيق عندما جنحها ارسلها عند موهوبي الذي جعلها جناية، وكل ذلك من اجل ان يتركوا الملف في قبضتهم، لأنهم كانوا يدركون أنهم لو تركوا الملف يأخذ مساره الطبيعي فلن يكون ذلك في صالحهم، وأبقوا على المتهمين ست سنوات سجنا، وذلك من اجل ترك الملف “راقدين عليه”.
فالملف عندما ارسل الى غرفة الاتهام، تم تحويله الى جناية، ومن ثم تم تحويله الى المحكمة العليا.
• حاوره: عصام بوربيع
يتبع..
المحامي عمارة محسن لـ “الحوار”:
لو كان توفيق شخصا عظيما لخرج للدفاع عن نفسه
وجوه “مازافران” وأغلب الأحزاب الإسلامية صنيعة “الدياراس” أكل عليها الدهر وشرب
جماعة توفيق استنفدت كل “خراطيشها” وأوراقها
يواصل المحامي عمارة محسن في تسليط الضوء على كثير من الحقائق في الحقل السياسي الجزائري، ويكشف علاقة جهاز المخابرات السابق المحل “الدياراس” بالأحزاب ودوره في بعث اهم الوجوه السياسية في الساحة على غرار لويزة حنون، سعيد سعدي، مقري، موسى تواتي، رباعين وغزالي وغيرهم. كما يسلط الضوء على ما يعرف بوجوه المعارضة الآن او مزفران 2 الذي قال عنهم إن كل الوجوه هناك هي من صنيعة الجنرال توفيق مدير “الدياراس” السابق.
ويسرد محسن عمارة في هذه الحلقة اسرار استهداف رجل الأعمال علي حداد من طرف ذات الجهاز، كما يتطرق الى علاقة “الدياراس” المحلة بأغلب الأحزاب الاسلامية في الجزائر، معتبرا أن أغلب هذه الأحزاب هي من صنيعة “الدياراس” المحلة.
نبقى فيما يخص الصحافة والدياراس؟
“الدياراس” في عهد الجنرال توفيق استعملت الصحافة للإطاحة بكل المسؤولين وكل الأشخاص الذين كانوا يرون أنهم يهددون خطتهم أو تحركاهم، ومن خلال ايضا خلق ملفات لهم في تقاريرهم يقدمونها للرئيس. وهنا اتحدث عن الاشاعات التي كانت “الدياراس” وراء تحركيها، لاسيما فيما يتعلق بالاشاعات التي كانت تولد في كل مرة على أساس أن الرئيس مات، لا بد أن نفهم لماذا هاته الدعايات المغرضة التي كانت تروج بالضبط في اوقات حرجة وما هو هدفها، فكانوا يطلقون الدعايات بأن بوتفليقة مات، من أجل صد اطارات الرئيس.
كيف؟
يقومون بصد الاطارات ، فمثلا عندما يتصل بوتفليقة بإطار معين من أجل تعيينه كمدير شركة كبرى، وفي منصب سام عندما يسمع أن بوتفليقة مات، فإنه يتراجع. وبالتالي تهدده “الدياراس” بأنه لو قبل بالمهمة فسيتم معاقبته غدا بعد وفاة بوتفليقة. وإذا لاحظتم أن هذه الدعايات كانت تصدر فقط عندما يكون هناك تغيير حكومي مثلا، أو تغييرات في مناصب الدولة، وبالتالي يعملون على خلق تردد او خوف عند الاطارات التي استدعاها بوتفليقة أو ينوي استدعاءها، وبالتالي يترددون في الالتزام مع بوتفليقة. أما على الأقل فإنه يصبح يعمل تحت امرأة الداياراس، ولهذا بوتفليقة وجد فقط الاطارات الأوفياء للعمل معه. وطبعا هذه الدعايات كانت من اختصاص العقيد فوزي الذي كان يسير مصلحة من مهامها نشر الدعايات، فالخلاصة أن اشاعات الرئيس مات كانت تصدر فقط في أوقات معينة، في اوقات تكون البلاد “مهلهلة” وتصدر في اوقات معينة… هذه الاشاعات تصدر فقط عندما تكون هناك أزمة او هناك أزمة سياسية في الأفق من أجل مس أفراد معينين أو يسموا بالجيش.
لكن من يسمعك تتكلم عن “الدياراس” يفهم أنك تسعى إلى تشويهها؟
الجيش نحن من يعرفه، ومن يعرف الصحراء والعمل على الحدود وما هي حماية الحدود، لكن هؤلاء لا يعرفون الجيش الا في الصالونات والمقاهي والاتهامات الجاهزة وطول اللسان، وهذا الكلام قلته لهذه الجماعة عندما مات بومدين وفي 45 يوما التي امسك فيها بيطاط بزمام الأمور. فلو كان هذا “توفيق” يملك من ملامح العظماء والمجاهدين المخلصين والاطار النزيه العسكري الفذ مثلما يروجون له، لما قبل أو تحمل كل هذه الاهانات التي وجهت له، وظهر ليدافع عن نفسه، فكيف ضابط بهذه الشراسة يقزم ويوضع في هذا الموقف، هذا يدل على أن توفيق كان فقط ذلك “الفزاعة” مثل المجسم الوهمي الذي يستعمل لإخافة الفراخ في الحقول.
فهاته الخلية من المخابرات كانت دائما تستعمل أذنابها ، وخاصة ممن تملك عنهم ملفات، مثل بحبوح، أو تواتي، أو رباعين ، أو السعيد سعدي ولويزة حنون ، فكل هؤلاء يصبون عند الدياراس ، والدياراس لديها ملفات عليهم، لهذا فهم لا يخرجون عن الاطار المحدد لهم ، ويبقوا دائما في نفس الموقع ونفس الاتجاه.
ويبقى دائما في اذهانهم أن توفيق سوف يعود، وبأنه عبقري. وعلى اي حال جماعة توفيق استنفدت كل “خراطيشها” واستنفدت كل اوراقها.
اذن فكل هذه الأحزاب انشأتها “الدياراس” وكلها كانت تسيرها “الدياراس” والصحافة ايضا اغلبها كانت تخضع لأوامر وتقارير العقيد فوزي عبر الدياراس أيضا. وكذلك المنظمات الجماهيرية، والنقابية العمالية “ليجيتيا”، ومعروف في الساحة هناك رئيس حزب، معروف أنه موظف عند “الدياراس”، وشقيقه كان ضابطا هو الآخر في هذا الجهاز.
وما رأيك فيما يسمى بأحزاب المعارضة، أو ما يعرف بمجموعة “مزفران 2” الذين يعقدون غدا اجتماعا للتغيير في زرالدة؟
كل هؤلاء الذين هم موجودون في المعارضة وأذنابهم هم من صنيعة “الدياراس” بمن فيهم مقري، وأتحداه أن يواجهني، لأنني سأكشف كيف كان الأمن يسير الحركات الاسلامية، وأكشف كيف كانت تسير المخابرات في كل حركة حمس.
فالأحزاب الاسلامية كلها هي الأخرى من صنيعة المخابرات، والحركة الاسلامية في حد ذاتها هي من صنع “الدياراس”، وقبل ذلك الحركة الاسلامية في السنوات السابقة او منذ السبعينات كان خلفها الأمن العسكري. وآنذاك كان من أجل خلق التوازن في الحراك السياسي على مستوى المنظمات الجماهيرية، والجامعات الجزائرية، وكذلك الشركات الكبرى التي كان لها وزن اقتصادي.
وكيف تقصد كل الأحزاب الإسلامية؟
نعم، ابتداء من حركة حمس، والنهضة، والفيس، وذلك من اجل مراقبتهم واحتوائهم ايضا. فمن كان يمارس التزوير في الانتخابات، احيانا يقدمون نسبة للأفلان ونسبة اخرى للاسلاميين. فمن غير المعقول أن تحصد الأفلان الاغلبية، فهناك ستكشف الأمور، لذلك يعمدون الى احداث توازن في التزوير، فكيف تتخيل أن يفوز الأرسيدي في بريان أو في خنشلة مثلا.
اذن فمن أجل خلق التوازن يقومون بتقسيم الكوطات بين الأفلان والاسلاميين.
لكن هناك من يقول إن “الدياراس” وفي قضية شكيب خليل كانت انطلق تحقيقها من شيء ما، أي وفق لا دخان بلا نار، لهذا لم يتمكنوا من أن يمسوا مهري مثلا أو آيت أحمد اللذين لم يكونوا يملكون عنهما ملفات؟
هذا كلام خاطىء، ألم تروا كيف قامت “الدياراس” بإخراج مهري من الأفلان، وكيف استهدفوه بتلك الضربة بجماعة حمروش، وما عرف بالمؤامرة العلمية التي طبقتها “الدياراس”. أما آيت احمد فقد كان في المعارضة ولا يعترف بهم أصلا، وهو أول من كان طرح اشكالية حل الدياراس، ووجه طلباته الملحة بحل الشرطة السياسية، وهو يعيش في الخارج. لذلك الآن وعند حل الدياراس بدأت الأفافاس تقترب من السلطة أو من الرئاسة، ثم بعدها ارادوا تدوير الأفافاس وتوجيهه الى القضية البربرية، واللعب على الوتر البربري من خلال الترويج لاستهداف اطارات محسوبة على فئة معينة.
نحن مقبلون على اجتماع المعارضة، أو ما يعرف بمزفران 2، كيف تنظر إلى هذه المعارضة، وأهم وجوهها؟
لن يخرج شيء من مزفران، لأن الأشخاص الذين فيها هم غير مقبولين في الساحة السياسية، فهم يسعون من أجل احداث ولادة قيصرية من أجل الخروج بنتيجة يستعملونها كذريعة كي يدخلوا في الحراك السياسي لأنهم غير مقبولين.
لكن هناك وجوه معروفة؟ والمعارضة تراهن عليهم؟
عن أي وجوه؟ هل عن بن فليس، أو رحابي أو حمروش.. فكل هؤلاء أكل الدهر عليهم وشرب.
أيضا غزالي توجهه معروف، وكان دائما عضوا يعمل لصالح المخابرات ،ومعروفة انتماءاته، لذلك فالدياراس تستعمل كل من لها ملفات عنهم يهددونهم بها.
فهو كان يعمل مع لخديري المعروف الانتماء أيضا هو والعربي بلخير من جماعة فرنسا. وهكذا تعمل “الدياراس” مثلما تعمل مع بعض المحامين عندما تسعى إلى أن تجعل من المحامي مثلا بورايو كخبير كبير، فيما هو كان يعمل مع الأمن العسكري تابع لخلية هوفمان.
ونفس الشيء بالمقابل، فالجرائد التي كانت تعيش في عهد العقيد فوزي مسؤول الاعلام السابق في الدياراس رجل الأعمال ربراب بصدد شرائهم، وهو بصدد اعطائهم “السيروم”، وسترون ما الذي سيحدث لربراب.
وهنا اطرح السؤال عن الحراك كله الذي تم توجيهه ضد الأفسيو، لماذا هذا الاستهداف الممنهج للأفسيو، الذي يرأسه رجل الأعمال علي حداد، لأن الأفسيو أو منتدى رؤساء المؤسسات اصبح يجمع كل الاطارات التي تم تهميشها في السابق وأدخلوها السجن، ثم اصبحوا اليوم يشكلون قوة طرح اقتصادية، فلذلك اصبحت “جماعة الدياراس” تستهدف حداد بالدعايات المغرضة على أساس أنه صديق سعيد بوتفليقة واتهامات له بالسرقة، لذلك فنصف الاطارات التي هي الآن في الأفسيو همشتها “الدياراس” وأدخلتها في داومة المشاكل سابقا.
فهذا الفضاء الجديد في الأفسيو، والذين اغلب اطاراته كانت في المؤسسات الوطنية ودخلوا الى القطاع الخاص من خلال الأفسيو، فأصبحوا يشكلون خطرا على مصالح مجموعة فرنسا. فلماذا يهاجم حداد، ولماذا يهاجم الآن، فحداد كان منذ السابق في الحقل الاقتصادي، والآن بموقعه اصبح يهدد مصالحهم، وبدؤوا في تحريك راداراتهم، فهم يعرفون أن حداد يهدد مصالحهم، بعد أن اصبح يستثمر في افريقيا ومع الأمريكان. ومن هذا نستنتج المسارعة الفرنسية التي جاءت لتركيب مصنع رونو هنا في الجزائر، فلو لم يحضروه لكان الزمن سبقهم “لفاتهم القطار”، لذلك فقد اصبح يهدد مصالح مجموعة فرنسا، هؤلاء الصناعيين في الاقتصاد الفرنسي.
• حاوره: عصام بوربيع
هناك 4 تعليقات:
ترحلو يعني ترحلو
ترحلو يعني ترحلو
هده العبارة استعملها حزب التحرير ضد فرنسا والاقدام السوداء واليوم هده العبارة تستعمنل من طرف احفاد الحركي والاقدام السوداء ضد حزب جبهة التحرير الجزائري عجبا
اجل/ الفرنسي أدناه
فريدة بسعة استقالت من منصبها بالمرادية وفرت إلى بلجيكا مع ابنها.
فريدة بسعة التي تبلغ من العمر حوالي 60 عامًا كانت تعمل صحفية بالتلفزيون الجزائري قبل أن تطلب اللجوء السياسي في بلجيكا 1995/2000. حصلت على الجنسية البلجيكية قبل عودتها إلى الجزائر حيث شغلت منصب مديرة اتصال بوتفليقة. نصبت شقيقاتها وأشقائها في عدة وزرات و شركات خاصة. شقيقها جمال كان على رأس بنك الكناب و قام باختلاس أموال طائلة . أسست فريدة أكبر شركة عقارية تحمل اسمها "Bessa Promotion". و وضعت على رأسها الأخت البكر " نديرة". فريدة بسعة استقالت من منصبها بالمرادية وفرت مرة أخرى إلى بلجيكا مع ابنها و ربما العدالة البلجيكية ستحقق حول ممتلكاتها و ثروتها غير الشرعية.
La directrice de la Communication de Bouteflika a quitté la présidence et a fui en Belgique
Farida Bessa , aujourd’hui +/- 60 ans. ancienne employé à l'ENTV, st une ancienne réfugiée politique en Belgique 1995/2000. Elle obtenu la nationalité la nationalité belge avant de retourner en Algérie où elle a occupé notamment le poste de directrice de la communication à El Mouradia. Elle a installé son frère Djamel à la tête de la Banque CNEP et se sont mis a magouiller jusqu'à lancer plus grande agence immobilière qui porte leur nom "Bessa Promotion". Farida Bessa aurait démissionné de la présidente et s'est de nouveau réfugiée en Belgique. La justice belge va certainement enquêter sur ses biens mal-
#ألغت رئاسة الجمهورية تحت ضغط مسؤولين كبار في الدولة في اجتماع وقع الأحد الماضي كل صفة رسمية لشقيق ومستشار رئيس الجمهورية سعيد بوتفليقة ، وبالتالي فإن رجل الجزائر القوي و النافذ جدا بات خارج اطار العملية السياسية الجارية حاليا، على الاقل فان سعيد بوتفليقة بات الآن ممنوعا من حضور اجتماعات رسمية على أعلى مستوى كات يحضرها بصفته المستشار الخاص للرئيس ، وقال مصدر مطلع لموقع الجزائرية للأخبار، ان القرار اتخذ بعد اجتماع صاخب ضم عددا كبيرا من المسؤولين، تم فيه تحميل مستشار وشقيق الرئيس الجزء الأكبر من مسؤولية ما يجري حاليا، وهو ما دفع سعيد بوتفليقة لتقديم الاستقالة من منصبه الرسمي الوحيد الذي يشغله الآن وهو مستشار ويفسر هذا الإجراء ما جاء على لسان نائب وزير الدفاع الوطني الفريق أحمد قايد صالح أمس في تيندوف عندما أكد أن الجيش سيكون في صف الشعب وقال عبارة مثيرة للانتباه ” أجدّد اليوم ما تعهدت به أمام الله وأمام الشعب وأمام التاريخ، بأن الجيش الوطني الشعبي سيكون دوما، وفقا لمهامه، الحصن الحصين للشعب والوطن “، لكن بعيدا عن موقف الجيش الوطني الشعبي ومؤسساته الأمنية ، فإن حالة التذمر من شقيقي رئيس الجمهورية وتدخلاتهما في شؤون دستورية بعيدة كل البعد عن صفتهما باتت حديث العام والخارص في اروقة الحكومة والدولة ، منذ انفجار الحراك الشعبي قبل 26 يوما.
،
اكتب تعليقًا...
Youzarsif Madrid إلى #محبي_محمد_العربي_زيتوت
ساعتان ·
من بعض مطالب الشعب :
1_الزيادة في الاجور أدنى اجر 40000 دج
2- زيادة في منحة ذوي الاحتياجات الخاصة 15000 دج
3- توفير مناصب شغل لكل شاب جزائري و في حالة عدم وجود منصب شغل يعطى منحة البطالة ب 10000 دج و له حق في التأمين الصحي
4 _ اعادة تصنيف اصحاب الدراسات الجامعية التطبيقية deua الى الصنف 11
5_ تخفيض سعر السيارات الى النصف سعرها
6_ تطبيق حكم الاعدام
7_ تدعيم القدرة الشرائية
8 _ تخفيض من فاتورة الغاز و الكهرباء و الوقود
9- توفير مسكن عن طريق الكراء من 5000 دج حتى 15000 دج
10-انشاء وزارة العدالة مستقلة والقضاة منتخبين من الشعب
11- إعادة هيكلة من جديد التعليم والصحة والحلول موجودة
12- قطع الغاز على فرنسا والتوجه الي علاقات دولية أخرى
13- انشاء لجنة مراقبة الأسعار وقمع الغش وتوفير لهم كل الامتيازات
14- استقلال الإمام ورد حلقات العلم للمسجد وفرض دروس العقيدة في الابتدائي
15- القضاء على الفرنسية واستبدالها بالإنجليزية
16-تدعيم الفلاحة خاصة القمح 🌾 والحليب بتربية الابقار واللحم بتربية المواشي
17- تدعيم الشباب افتح مؤسسات مصغرة وحتى مؤسسات عائلية
18- تدعيم التصدير خاصة الصناعية بإنشاء مصانع التركيب والحد من الاستيراد خاصة الكماليات
19- سن التقاعد في كل مؤسسات الحكومية 60 سنة
20- تطوير شبكات النقل السكك الحديدية والميترو وإخراج المؤسسات من المدن الكبرى
21ولي عندو كاش مطلب يقدمه
إرسال تعليق