الثلاثاء، فبراير 18

الاخبار العاجلة لاستدعاء السلطة الجزائرية حراس الامن الرئاسي لرؤساء الجزائر لاجراء امتحان اختيار الرئيس الجزائري الاحتياطي لزعيم التاريخي عبد العزيز البوتفليقة وابواب رئاسة الجمهورية تعيش طوابير طويلة لحراس الامن الرئاسي بحثا عن وظيفة رئيس الجمهورية الجزائرية المستقيلة شعبيا والاسباب مجهولة











http://www.entv.dz/tvar/video/index.php?t=JT20H_17-02-2014

حمروش، توفيق وبوتفليقة PDF طباعة إرسال إلى صديق
الاثنين, 17 فبراير 2014 17:55

انفض الجمع في ساعة متأخرة، كان الدا محند يشعر بالتعب فهو لم يتعود بحكم تقدمه في السن على السهر، جلس إلى جنب الصحفية المخضرمة في السيارة التي كانت تبدو في غاية النشاط والقدرة الرهيبة على مواصلة السهر.. رجاها الدا محند أن تتوقف قليلا عن التدخين،
لكنها وكأنها لم تسمعه، أشعلت سيجارة أخرى.. قالت معلقة على حديث السهرة، “هل تظن أن حمروش سيلعب هذه المرة دورا مهما في الرئاسيات المقبلة” ؟! أجاب الدا محند.. “إن حمروش ذئب سياسي ليس من السهل أن يخسر كل شيء وهو في خريف العمر... حقا إنه حذر فوق اللازم، لكنه أدرك أن الظروف الحالية قد تصب لصالحه لأن يكون رجل إجماع فوق النزاعات والصراعات.. هذه المرة صمته الطويل والثقيل قد خدمه في نهاية المطاف...” قالت زينة “ وهل صحيح أن علاقته بالعسكر قد شابها الانفراج؟” فرد الدا محند.. “يا زينة أنت على علم بأشياء أكثر مني، لكنك لم تستطيعي التخلص من عادتك السيئة كإعلامية” ثم قهقهت قهقهة طويلة.. إلا أن زينة صارحته أن لديها بعض المعلومات من آيت أحمد نفسه لكنها تبقى حذرة وشكاكة، لأن في نظرها أهل السلطة ليسوا أهلا للثقة، وأضافت “يمكن أن يكشفوا لك أهل السلطة عن ندمهم تجاهك عندما يكونون في لحظة ضعف، لكن بمجرد أن يميل ميزان القوة لصالحهم يتنصلون من وعودهم، وأنت تعرف ذلك جيدا يا الدا محند..” قال الدا محند “هذا صحيح يا زينة، لكن هذه المرة الأوضاع جد مختلفة.. في السلطة سواء المدنية أوالعسكرية، لا يوجد شخص أو زمرة تمتلك لوحدها القوة.. إنهم في مستوى متقارب.. كل واحد منهم يعاني من الضعف.. وكل انفجار بينهم يكون بمثابة النهاية الجماعية للسلطة وللنظام يا زينة.. لذا، بوتفليقة في حاجة إلى العسكر وإلى آيت أحمد وإلى حمروش وإلى كل الآخرين، لأنه يدرك أنه لا يستطيع أن يكون كما حلم منذ مدة أن يكون اللاعب الأساسي الوحيد، ولا القيصر الجديد.. لقد خانته صحته، وخانه بعض المحسوبين عليه ممن كانت لديه فيهم ثقة كبيرة، بدءا من زرهوني وانتهاء بشكيب خليل.. وتوفيق أيضا لم يعد يتمتع بذات القوة التي كان يحظى بها سابقا عندما كان محاطا بالجنرال العربي بلخير، واسماعيل، والعماري.. وغلطته الكبرى أنه وضع ثقة مفرطة في نفسه وفي تلك الآليات التي مكنته من أن يصبح رجل الظل القوي.. تلك الآليات تتآكل، والوضع العام لم يعد كما كان.. لقد أخطأ توفيق خطأ قاتلا عندما أرخى الحبل لبوتفليقة وجعله يبعد كل رجاله الأقوياء والأوفياء.. ورهانه على عامل الزمن، لعب ضده مثلما لعب ضد بوتفليقة..” تجرأت زينة لتقول للدا محند “وهل صحيح، أنك من جعلت آيت أحمد يغير من سياسته تجاه توفيق” تنهد الدا محند، “لست وحدي، أنا فقط استشرت في هذا الشأن، وأنت تدركين ذلك جيدا يا زينة.. أنت تعرفين أن آيت أحمد أيضا كان ضحية الزمن، مثله مثل توفيق وبوتفليقة، إذن لا جدوى من اتباع طريق لا يؤدي إلا إلى الانسداد والانهيار... حق الجيل الجديد عليهم كبير، لأن يقدم كل واحد منهم تنازلات للآخر، ليس من أجل السلطة، بل من أجل الجزائر..” ران صمت وجيز عندما اقتربت السيارة من حاجز للشرطة، ثم قالت زينة “لكن كيف تفسر تجنب ونحن على مائدة العشاء الدخول في لب الأزمة السياسية مباشرة ؟« قيل أنه التقى توفيق، لكن ذلك غير مؤكد...” قال الدا محندا، “بل التقى الرجلان منذ أيام، ولا أحد يعرف ما جرى بينهما، لكن على كل حال أن هذا اللقاء هو استمرار للقاء الذي جمع حمروش مع حاشية الرئيس” قاطعته زينة “لكن مبادرة حاشية مع حمروش كانت مجرد مناورة لوضعه إلى جانبهم ضد العسكر.. أجاب الدا محند “أعرف أن آيت أحمد أخبرك بكل تفاصيل الخطة.. لكن أعتقد أن حاشية الرئيس كانت تناور من وراء ذلك اللقاء، فالاتصال بين بوتفليقة وحمروش يعود إلى وقت طويل... ولقد ظل الجنرال العربي بلخير رحمه الله راعيا لهذا الاتصال... لكن ما إن مات بلخير، وقبل ذلك، ساءت علاقته مع الرئيس فتعرض الاتصال إلى بعض الانقطاع... حمروش لا يريد بعد كل هذا العمر أن يكون رجل زمرة أو جناح، إنما يريد أن يكون رجل التوافق بين العسكر وبوتفليقة..”

توقفت السيارة أمام منزل الدا حسين في دالي ابراهيم، طبعت زينة قبلة على جبين الدا الحسين، ثم واصلت السير نحو منزلها في درارية..
قصة خيالية سياسية بقلم: احميدة عياشي
زيارة سلال إلى ميلة تؤجل ليوم السبت المقبل PDF طباعة إرسال إلى صديق
الأربعاء, 12 فبراير 2014 19:15
تم تأجيل زيارة العمل التي كان من المقرر أن يقوم بها الوزير الأول عبد المالك سلال اليوم الخميس إلى ولاية ميلة الى يوم السبت المقبل إثر تحطم طائرة عسكرية أول أمس الثلاثاء بأم البواقي، حسب ما أفاد به مصدر من ديوان الوزير الأول أمس الأربعاء. وتندرج زيارة سلال إلى هذه الولاية في إطار تطبيق برنامج رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وسيتم خلالها تفقد مدى تجسيد وتقدم برنامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية بها حسب ما أوضحه أمس الثلاثاء بيان لديوان الوزير الأول. وسيترأس الوزير الأول الذي سيكون مرفوقا خلال هذه الزيارة بوفد وزاري هام اجتماع عمل موسعا لمنتخبي وممثلي المجتمع المدني. وقد أعرب الوزير الأول عبد المالك سلال في برقية تعزية عن تعاطفه مع عائلات ضحايا حادث تحطم الطائرة العسكرية التي كانت قادمة من تمنراست باتجاه قسنطينة. وجاء في البرقية “على إثر الفاجعة التي ألمت بجميع الجزائريين بسبب الحادث المأساوي لتحطم الطائرة الذي أودى بحياة عدد كبير من المواطنين فإن الوزير الأول يعرب عن تعازيه الخالصة لعائلات الضحايا، معبرا لهم عن تعاطفه العميق معهم”.
بمنطقة جبلية بأم البواقي.. مصرع أكثر من مائة شخص في حادث سقوط طائرة عسكرية بشرق البلاد PDF طباعة إرسال إلى صديق
الثلاثاء, 11 فبراير 2014 15:13
لقي ما لا يقل عن مائة شخص، أمس، مصرعهم جراء سقوط طائرة عسكرية بشرق البلاد. وحسب مصدر عليم، فإن هذه الكارثة وقعت بمنطقة جبلية قد تعقد عملية الإنقاذ في حال وجود ركاب على قيد الحياة.
أكد مصدر مطلع لـ "الجزائر نيوز"، أن الطائرة العسكرية من نوع "هيركيل" التي تحطمت، أمس بين ولايتي قسنطينة وأم البواقي، كانت تقل 99 شخصا بين عسكريين وعائلات عسكريين، إلى جانب طاقم الطائرة، وكانت متجهة من مدينة

تمنراست نحو ولاية قسنطينة، فيما توقفت بولاية ورقلة. وقد وقعت هذه الكارثة، صباح أمس حيث انقطع الاتصال بالطائرة ولم تعد مصلحة الإشارات السلكية واللاسلكية بالمطار العسكري لقسنطينة قادرة على رصد إشارتها، وذلك بمنطقة سيدي قاسي بجبال فرطاس بولاية أم البواقي.
عشرات القتلى في سقوط طائرة عسكرية بأم البواقي.. الفاجعـــــــة.. PDF طباعة إرسال إلى صديق
الثلاثاء, 11 فبراير 2014 19:44
لقي أكثر من 71 شخصا مصرعهم فيما نجا راكب واحد، أمس، من أصل 77 راكبا، جراء حادث تحطم طائرة للنقل العسكري من نوع “هيركيل سي 130”، بمنطقة جبل فرطاس بأعالي عين كرشة بولاية أم البواقي، قادمة من مطار تمنراست.
أكدت آخر حصيلة رسمية - إلى غاية كتابة هذه الأسطر- حسب تصريحات، العقيد لحمادي بوقرن مسؤول الاتصال بالناحية العسكرية الخامسة لـ “واج”، نجاة شخص واحد والعثور على 52 جثة، من بين 77 شخصا (بينهم طاقم الطائرة) من عسكريين وأسر عسكريين، كانوا على متن المركبة العسكرية “هيركيل سي 130”، التي سقطت بمنطقة جبل فرطاس بأعالي عين كرشة بولاية أم البواقي، في رحلة جوية قادمة من ولاية تمنراست نحو ولاية قسنطينة، مرورا بولاية ورقلة.
فيما ذكرت مصادر أخرى أن عدد الضحايا فاق 71 شخصا بينهم أربع إناث وقد وقعت هذه الكارثة الجوية، صباح أمس، حيث انقطع الاتصال بالطائرة ولم تعد مصلحة الإشارات السلكية واللاسلكية بالمطار العسكري لقسنطينة قادرة على رصد إشارتها عند بلوغها أعالي عين كرشة بجبال فرطاس بولاية أم البواقي، حيث تم إعلان حالة الطوارئ بمستشفى قسنطينة، بعدما أسرعت وحدات الإنقاذ التابعة للجيش الوطني الشعبي والحماية المدنية إلى عين المكان لتقديم الإسعافات الأولية. كما “تم تشكيل لجنة تحقيق وإيفادها إلى المنطقة قصد تحديد الأسباب التي كانت وراء هذا السقوط”، حسب ما جاء في بيان لوزارة الدفاع، ويرجح -حسب ذات المصدر- أن تكون أسباب هذا الحادث الظروف الجوية الصعبة جدا والبرق وتساقط الثلوج التي تعرفها المنطقة، خصوصا وأنها تميزت بالرياح القوية في الأيام الأخيرة، وكانت نشرية جوية خاصة، أول أمس، أكدت الأمر.
وذكرت مصادر من الناحية العسكرية الخامسة لـ “واج”، أنه فور الإعلان عن الحادث، تم تشكيل خلية أزمة يترأسها قائد الإقليم الجوي للناحية العكسرية الخامسة، العميد سعيد معمري، وأن نائب وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، سيتنقلان إلى ولاية أم البواقي للمعاينة والوقوف على الحادث، فيما ما تزال -إلى غاية كتابة هذه الأسطر- عملية البحث متواصلة للعثور عن ناجين أو جثث باقي الركاب.
يذكر أن خبير في العتاد العسكري الجوي، كان قد أكد لـ “الجزائر نيوز”، أمس، أن طائرة Hecrule التي تحطمت في الحادث، فيها نوعين Hercule c120 وHercule c130، والثانية أكثر استيعابا، وهي تعرف في العالم العربي باسم “هرقل”، وتعد عالميا من أحسن طائرات النقل العسكري الضخمة، القادرة على حمل 90 مظليا بعتادهم، وحسبه، هذا يعادل نقل 130 راكب أو وزن يصل قرابة 18 طنا.
زهور شنوف
مولود حمروش لـ”الخبر”
سأترشح ما لم يقدم النظام مرشحه
الثلاثاء 18 فيفري 2014 الجزائر: شريف رزقي





وجدناه هادئا كعادته.. استقبلنا بكثير من الحفاوة والبساطة التي عهدناه عليها. قلت له: أنت في ”فورمة” جيدة سيدي الرئيس، هذا شيء إيجابي.. هذه ”فورمة” تعني أنك ستخوض معركة الرئاسيات هذه المرة..
بقية المقال في النسخة الورقية
“عش النسر” PDF طباعة إرسال إلى صديق
الاثنين, 10 فبراير 2014 17:45
ما أصدق إمرأة تواعدني وهي على سرير النوم، أنظر إلى السماء فأرى النجوم تستقبل وعودها فرحة جزلة، تشهق بالرغبة أن أخلد إليها، لم يكن يفصل بيننا سوى تغطية هاتفية وحساب هاتفي مهدد بالإنتهاء وزربية بابارية (1) شاسعة في الفضاء، كانت شهية كفاكهة يخجل البرد من خدشها، فيظل عاريا وراء أقفال باب ونافذة، فرحت وحدي أتدفأ بها، أقترف في حقك ثمالة على قافية السمع، كيف سأحمل النوم كوردة تنزلق في أنفاسي؟ أصحو صباحا فيصحو صوتها النائم البارحة إلى جانبي معقودا بسرب حمام.
آه من صوتك، إذ جاء عذبا يستسمحني أن أبقى أيقونة تجوب المكان، أنا كالنسر أتعب من النظر عاليا إلى الغيم و ثياب الظلام، فأنت سيدتي لايروي ظمئي إليك بكوب كلام.
يدك تضغط على يدي فتموج عروقها بعروقي، كانت القبلة الأولى التي لم تحتفي بها شفاهنا، الحب العذري الأول بين جسدينا الحالمين بزهر الربيع وينابيع الحلم الطليق، والوقت يمر مبتسما لنا مختلسا النظر إلينا، تأسرني الحشمة بعطرها الباقي في أواصلك فتنزل نظراتي الأرض مسدلة لستار حب لا يهترىء.
قررت أن أجعلك تائهة في دمي، تصبين صافية نقية عند الدمع تخفقين الفرح، أرفع الراية البيضاء فلا تبصر سواك، أعجب بقوس قزح، فأتبناها مشلحا عليك أجلس في قاعة المحاضرات فلا أبصر غير ألوان أثوابك وزعت على الأجساد المتحركة، تخلعني وترتديني تائها كالطفل المفقود، يتبع همس أفلاكك فلا يقصد حديثي سواك، قررت أن أعتبرك”الصمت” إذ أن الآخرين سيعتبرونني ذاكرة، مرجعا لنصوصهم، حديثا يتكئ على عمقه الشامخ حديثهم أو ربما نسيانا، أوليس “مالك حداد” قدم باقة “صمت” لعروبته؟، و«فان غوغ” منح حسه السمعي لحبيبته بقطعه لأذنه.
أنا أحبك ولا أستعذب الكلام لسواك، أنا أرشيفك وخزانك وإن شئت لسانك، إخترتك مرآة أرتب أمامها هندام الإخضرار أكتب إليك رسائلا هاتفية بالفرنسية لأحسن مستواي، أو ليس التلميذ المجتهد يحب أستاذه، فها أنا ذا أختار حبك يرتب الزمن على أجنحة الفراش، لكنني لم أقلها لك بالفرنسية أبدا، أحلم أن أكتبها لك بالعربية “أحبك” أن توخزني أحرفها حرفا حرفا وأنا أنقر أحرفها حرفا حرفا.
بالعربية وحدها، يزداد بنكي بك ولا أحسب حسابا لضربها أو قسمتها أو طرحها، بل أرددها فيزداد القصيد اتساعا، أراجع دروس حبك عن ظهر قلب، بتعلم طفولي يتذكرك ولا ينساك بعبارات فرنسية تنجب لك مهدا لخطاك لم تسعها شفاه شهرزاد.
سمعت بدراسة علمية، مفادها أن أحرف اللغة العربية ترسل بذبذباتها لتجعل ناطقها محبا ومحبوبا، مفاجأتي المقبلة التي أؤجل رفع الستار عنها كضيف شرفي، يزرع الدهشة قبل رؤيته أن أكتب لك “أحبك” في أصغر رسالة هاتفية، فهل تقبلين ببساطي السحري الصغير أرسله إليك؟.
من غرفة شاسعة في فندق دخلتها ليلا، كان هاتفي النقال أيقونة الماضي أتأملها، هل يمكن أن يحدث ما يسمى بالمعجزة؟ أن يرن حاملا وسما لرقمك الذهبي، فيتوقف الزمن تنبض المسام العطشى بصوتك، مسافات السفر من وطن إلى آخر، تعيد ترتيب أزقة القلب وتفترشها بالشفافية وفصول الشوق، إعذريني حبيبتي إن خدشتك ذات يوم بنصوصي، فيحدث أحيانا أن يتلوث حبر قلمي وأن يصلب بصقيع ضباب المنفى في ساحتك.
خطر لي أن تقرأي لي مرتين، أن أنشر لك نصا تسكنينه وتتحركين فيه كـ«سندريلا” وأنثر لك الياسمين على مراجيح الأحرف الدافئة، أعجب بمن يختارون أسماء مستعارة كأنهم يعودون إلى الوراء: “لو تسنى لك اختيار إسمك ماذا كنت ستختار؟”، لعبة مسلية، وبعد سنين من الإبداع يطرح الصحفي سؤاله: “لماذا هذا الإسم؟”.
أعلنتك إسما لكل نصوصي، أنجبك دالية تحفها خيام اللقاء، فتلمعين أمامي مبهرة كما تشاء، يحدث أن تصيبني نوبة هذا العصر أن تحط عليك ملائكة شر الغياب فتختفين وراء حجارة النسيان أو تتلعثمين جرحا في كل الورود التي ستصادفني، فأمضي إليك أعتبرك الممات، أمسك بذراع القدر أن تصبحي عطرا للكون لا تغتسل منه السماء.
في الغد سأقف على المنبر، سأقدم مدينتي “ قسنطينة”، وحدها عمق أنهارها يختلسني من أنانيتي بك، أنا في بلد الفراعنة، بلد إستلهم منه الكاتب البرازيلي: “باولو كويلو” رائعته “الخيميائي”، لكنك أنت بلدي أفتش عن كنز البقاء في كحلك وجبينك المتعالي، أنبش في الورق الأبيض برفش الكلمات، لتجدينني أجدك في القلب،سأقول لهم:
ـ جئتكم من مدينة “عش النسر”
حين تنفخين أمل البقاء معا في لحظة ظل للمساء، تنام نصوصي بأمان في دفاترها تنتظر أخواتها مصلية على أعمدة الأيام، لو كانت النسور بلا عاطفة لما بنت أعشاشا ناطحة للقمم تنبض بالعشق المديد.
كان يجب أن أفتح باب الغرفة، أن أنزل المصعد، أن أستقل سيارة، أن أقف منبهرا أمام هرم “أبو الهول”، لكنني أمعنت النظر من شرفتي المطلة على نهر النيل، فوحده الماء الجارف قادر على الغطس في داخلي، يلتهمك ويعيدك إليَّ حين أصحو منه.
(1): زربية “بابار” زربية خنشلية من أشهر الزرابي عالميا وتعني “كهف الأسد”
ربيع شهر “جانفي” 2014
زينات الزهرة

الإدارة تعتبرهم أجانب بداية من اليوم
الشرطة لطرد الأساتذة المضربين
الاثنين 17 فيفري 2014 الجزائر: خالد بودية





قررّت وزارة التربية تحويل الأساتذة المضربين إلى مراكز الشرطة باعتبارهم أنهم “أجانب” عن قطاع التربية، بمجرد انتهاء المهلة الثانية، اليوم، التي منحت لهم للشروع في طردهم النهائي من مناصب عملهم. في المقابل، أطلقت الوزارة بين مسؤوليها المركزيين استشارة داخلية لطرح حلول من أجل الخروج من أزمة الإضراب.

سيعرف إضراب المدارس الذي تشنه ثلاث تنظيمات نقابية وهي “أنباف” و”كناباست” و«سناباست”، منذ 26 جانفي المنصرم، تحوّلا جذريا إمّا نحو التصعيد أو التهدئة، وذلك في أعقاب انتهاء صلاحية المهلة الثانية الممنوحة للأساتذة المضربين، اليوم، للشروع في فصلهم من مناصب عملهم، لكن الثابت أنّ كلا الطرفين سواء الوزارة أو النقابات متمسك بالقوانين لرفع “التحدّي”.
وعلمت “الخبر” من مصدر عليم، أن تعليمات وصلت إلى مديريات التربية خرج بها اجتماع عقد على مستوى الوزارة منذ يومين، تلزمهم بتطبيق الإجراءات القانونية في حق الأساتذة المضربين الذين بلغ عددهم ما يقارب 193 ألف أستاذ ومعلم معني بالطرد النهائي.
وأفاد المصدر أن التعليمات تنص على اعتبار الأساتذة المضربين بدء من اليوم (تاريخ انتهاء المهلة الثانية)، في موضع “الأجانب” عن قطاع التربية والمؤسسات التربوية التي يشتغلون فيها، مضيفا “في هذه الحالة يحق لمديري المؤسسات التربوية طلب تدخل قوات الأمن لتوقيفهم وتحويلهم إلى مراكز الشرطة، وهو ما ألزم به المعنيون لتطبيقه”. ويستند مديرو التربية في تطبيق هذا القرار، بناء على تعليمات من وزير القطاع الذي طلب من مديريه الولائيين التعامل مع الإضراب كـ«عصيان”، باعتبار وصفه لمطالب النقابات بأنها تجاوزت الخطوط الحمراء، مضيفا مصدر “الخبر” أن الوزارة عازمة على تطبيق القانون، في وقت رفضت فيه النقابات، حسبه، التعقل وتغليب مصلحة التلميذ.
 في المقابل، أطلق الوزير “استشارة داخلية” بين مسؤوليها المركزيين، لتقديم “حلول ميدانية” من أجل تجاوز أزمة الإضراب الذي يتجه نحو “الانسداد التّام”، فيما ستشكل لجنة خاصة تحت إشراف رئيس الديوان لاستخراج الحلول الممكنة.

”الخبر” تزور عائلة الناجي الوحيد من تحطم الطائرة العسكرية
الوالد: لم نصدق أن ابني جلول هو من نجا من الحادث الأليم بأم البواقي
الثلاثاء 18 فيفري 2014 الشلف: ع.دحماني




لم يركب الطائرة في حياته والمسعفون وجدوه واقفا من شدة الصدمة

”لم أصدق أن ابني جلول هو الناجي الوحيد من تحطم الطائرة العسكرية بأم البواقي”، عبارة رددها كثيرا السيد نمير عيسى والد العسكري الوحيد الذي كتبت له حياة ثانية، بعد أن كان في عداد ضحايا الطائرة التي تحطمت بجبل الفرطاس قبل دقائق من وصولها إلى مطار قسنطينة العسكري.

 بلغ عدد ضحايا الطائرة المنكوبة من ولاية الشلف 13 مجندا، تم دفن 10 منهم، بينما يبقى اثنان مازالا في عداد المفقودين، والناجي الوحيد هو جلول نمير البالغ من العمر 21 سنة. وقد قامت ”الخبر”، أمس، بزيارة إلى بيت عائلة الضحية المتواجد بمنطقة سيدي عيسى ببلدية تاوڤريت التي تبعد بنحو 55 كلم عن مقر ولاية الشلف.
وصلنا بعد نحو ساعتين من السير وسط طرق مهترئة إلى منطقة سيدي عيسى النائية التي تعاني من اهتراء الطرق والمسالك الترابية بها. ولحسن الحظ التقينا بأحد جيران العائلة المنكوبة، حيث دلّنا إلى البيت المتواضع لعائلة نمير، ووجدنا شقيق جلول الأوسط. ورغم أنه أبكم، إلا أنه رحّب بنا بطريقته وقادنا إلى المنزل، حيث وجدنا الوالد عيسى متكئا على الحائط قرب مدخل منزله وهو شارد الذهن رفقة ابن أخيه الذي يؤنسه في وحدته بعد هذه المصيبة التي حلت به، حيث بادرنا بالتحية ودعانا إلى دخول إلى منزله دون أن يسألنا عن هويتنا، حيث انزاح عنه الشعور بالوحدة وقد فرح أكثر عندما علم أننا من ”الخبر”، وكانت ملامح الحزن والدهشة مازالت مرسومة على محيا الرجل الذي نزل عليه خبر سقوط الطائرة كالصاعقة، لأنه كان يعلم أن فلذة كبده جلول كان من بين ركابها بعد أن أخبره قبل فترة قصيرة من موعد إقلاعها، لكن بعد يوم من الحادثة تناقلت وسائل الإعلام خبر نجاة أحد العسكريين، وكانت المفاجأة أن ابنه جلول هو من نجا بأعجوبة وقام بزيارته بعد اليوم الموالي بمستسشفى قسنطينة العسكري حيث يلقى الرعاية الطبية المكثفة. ويوجد جلول في غرفة الإنعاش وهو في غيبوبة، إلا أن قلبه ورئتاه يعملان بانتظام، مما بعث الأمل في نفوس أفراد عائلته المفجوعة، وأن يعيش في هذه الحياة مرة أخرى.
وكان جلول قد التحق في صائفة العام الماضي بصفوف الجيش الوطني الشعبي بعد أن توقف عن الدراسة في الطور الإكمالي، وكان يحلم بالتجنيد في صفوف الجيش منذ صغره، على غرار شقيقه الأكبر علي 28 سنة الذي يوجد في إحدى الثكنات بولاية ورڤلة، حيث زار في شهر ديسمبر الماضي العائلة قبل أن تحل هذه الفاجعة. ولم يسبق لجلول أن ركب الطائرة إلا هذه المرة عندما تم تحويله إلى إحدى الثكنات العسكرية بولاية جيجل، قبل أن تتوقف مسيرته في جبل الفرطاس بولاية أم البواقي.
ويروي شقيقه عبد القادر بلغة الإشارة أن جلول الذي زاره في المستشفى العسكري منذ يومين يتحسن حاله، وهو مصاب على مستوى الأطراف، خاصة الرجلين واليدين التي ضمدت بالجبس، كما توجد جروح بسيطة على مستوى الجهة اليسرى من الوجه ولفافة في أعلى رأسه وتلازمه حاليا والدته وشقيقه علي بالمستشفى، حيث مكنتهما القيادة العسكرية من الإقامة بالقرب من المستشفى للاطمئنان على الابن جلول الذي لم يفتح عينيه بعد، رغم أن وظائفه الحيوية تشتغل بصفة عادية.
ويروى أحد شهود العيان لوالد الناجي أن جلول عندما سقطت الطائرة عثر عليه بعيدا عن الحطام بعدة أمتار وهو واقفا على رجليه من شدة الصدمة، قبل أن يغمى عليه ويتم إسعافه من طرف فرق الإنقاذ التي سارعت إلى موقع الحادث حينها.
مذكرا الجيش بالتزاماته
حمروش يدعو إلى إجماع وطني لبناء وتطور البلاد
الاثنين 17 فيفري 2014 الخبر أونلاين





دعا رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش في بيان له اليوم إلى إجماع وطني يساهم في بناء وتطور الجزائر، مذكرا الجيش الوطني الشعبي بالتزاماتهفس مواصلة المسار الديمقراطي ومواصلة الإصلاحات مشيرا إلى أنه بفضل الجيش "تم استعادة هويتنا الجزائرية ومشروعنا الوطني". وأكد حمروش أن الجزائر تعيش في ظروف حساسة تساهم في تحديد مستقبلها القريب مشددا على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية والتناغم مع إقتراب  الانتخابات الرئاسية سواء ترشح الرئيس بوتفليقة إلى عهدة أخرى أم لا. وذلك بحماية مصالح البلد والمجتمع الواحد، وعلى الدولة حماية كل الحقوق وأن تضمن ممارسة كل الحريات." كل هذه الشروط وأخرى، يقول حمروش "يمكن جيشنا الوطني الشعبي من القيام بمهامه بكل يسر ونجاعة وتمكن مؤسساتنا الدستورية من الاضطلاع بمهامها ودورها في الوضوح".
عدد القراءات : 6813 | عدد قراءات اليوم : 1141
أنشر على
1 -
2014-02-17م على 13:51
هذا ليس ببيان و لكنه مجرّد نص انشائي لا يفيد في شيء و ليس له أي معنى...سكت دهرا لينطق في الأخير و لا يقول شيئا
2 - Aghiles
Algérie
2014-02-17م على 14:54
Porte toi candidat Mr. Hamrouche; t'es le seul capâble de réaliser ce consenus.
3 - دياب
2014-02-17م على 14:19
راك تاخرت يا صاحبى فى الظهور انا شخصيا لا ارى بديلا عنك قادرا على قيادة البلاد نحو الاجماع ولى ثقة فيك بانك ستكون ثانى رجل بعد الشادلى فى الجزائر يامن بالقيم التى يتحدث عنها قولا وفعلا اما الجيش فيجب عليه ان يبتعد عن السياسة وتوضح مهامه فى دستور الاجماع والاجماع بالمناسبة فى الجزائر ممكن جدا شرط ابعاد الفسدة والمخادعين وهم معروفون لدى غالبية الشعب
4 - abderrahim yahiaoui
2014-02-17م على 15:06
أتمنى ترسح القائد السابق للحكومةالسيد ملود حمروش




لهيئات المختصة تجري تحريات وتحاليل الحمض النووي لتحديد هويات أصحابها

التعرف على هوية على 25 جثة أخرى من ضحايا تحطم الطائرة العسكرية

نورالحياة. ك

تمكنت مصالح الأمن المختصة من التعرف على هوية على جثث 25 ضحية أخرى من ضحايا تحطم الطائرة العسكرية بأم البواقي، حيث حولت الجثث التي تم العثور عليها في جبل فرطاس بأم البواقي إلى مخابر الأمن لإخضاعها لتحليل الحمض النووي بغية التعرّف على هوية أصحابها.
وكانت الجهات الأمنية سلمت 52 ضحية من مجموع 77 ضحية لقوا حتفهم في حادث تحطم الطائرة العسكرية، الثلاثاء الماضي، في منطقة جبل فرطاس بأم البواقي، إلى عائلاتهم لمباشرة عمليات دفنهم، بعد أن تم تحديد هوياتهم. ولاتزال عمليات دفن وتشييع جنائز ضحايا الطائرة العسكرية متواصلة فـــي عديد المــدن، وسط حالة مـن الحزن والتضامن مع عائلات الضحايا. للإشارة، أقيمت، الجمعة الماضي، صلاة الغائب في كل مساجد الجزائر، ترحّما على ضحايا حادث تحطم الطائرة ولم تعلن الجهات المعنية حتى الآن عن أية نتائج تتعلق بالتحقيقات في الحادث أو بتحليل مضمون العلبة السوداء، لأن الأمر يتطلب وقتا، إلا أن الوزارة أكدت في بيان لها أن الحادث يمكن أن يكون قد نجم عن الظروف المناخية السيئة التي تميزت بهبوب رياح قوية وقت شروع الطائرة في الهبوط فوق أرضية مطار قسنطينة الذي كان محطتها. وكان الاتصال قد انقطع بين قائد الطائرة وبرج المراقبة قبل وصولها إلى مطار الهبوط بأقل من نصف ساعة، وتم فور ذلك إرسال ثلاث مروحيات للبحث في المنطقة، حيث تم تحديد مكان سقوطها.


فرنسيون يقاضون بلادهم على الخروج من الجزائر!

ن. فرحاني

قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية، إن عائلة فرنسية من الأقدام السوداء ، رفعت دعوى قضائية على الدولة الفرنسية، لدورها في ارتكاب جرائم ضد البشرية والترحيل القسري للفرنسيين من الجزائر وقت الاستقلال . وأضافت الصحيفة، تتهم العائلة الفرنسية في دعواها الحكومة الفرنسية وقتها برئاسة دوغول بالتورط في التغطية على تلك الجريمة، ما يجعل الدولة الفرنسية طرفاً في جريمة تطهير عرقي . وعليه تطالب العائلة الفرنسية بـ9 ملايين أورو (12.6 مليون دولار) تعويضاً عن الضّرر المادي والنفسي الذي تعرّضت له طيلة نصف قرن . من جهة أخرى، لم تكتف عائلة أسنار بذلك، إذ رفعت في جويلية 2013، دعوى أخرى، بعد زيارة فرنسوا هولاند للجزائر في ديسمبر2012، ضد الرئيس الفرنسي هولاند ونظيره عبد العزيز بوتفليقة وحسين آيت أحمد ورئيس مجلس النواب الفرنسي كلود برتولون وهارفي بورج، الإعلامي الفرنسي ورئيس المجلس الأعلى للاتصال السابق، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، والاشتراك في جرائم إبادة . في حين تورّط بورج وبارتولون في جريمة مباركة مقترفي جرائم ضد الإنسانية بعد إشادتهما بموريس أودان الشيوعي الفرنسي المناضل في صفوف حرب التحرير الجزائرية، والذي اغتيل في الجزائر قبل الاستقلال.




فيما أغلق محتجون مدينة خنشلة وطريق الوحدة الإفريقية
جرحى في مواجهات بين سكان عين المالحة بالعاصمة
الثلاثاء 18 فيفري 2014 elkhabar




عاشت أمس كل من المنيعة بغرداية ومدينة خنشلة وعين المالحة بالعاصمة حالة من الاضطراب بفعل الاحتجاجات، ففي المنيعة قطع محتجون طريق الوحدة الإفريقية مانعين الشاحنات من المرور، وفي خنشلة أغلق طالبو السكن كل المنافذ المؤدية إلى وسط المدينة، وفي عين المالحة بالعاصمة تجددت المواجهات بين سكان حيين استعملت فيها مختلف الأسلحة البيضاء.

باقي المقال في النسخة الورقية
فيما أغلق محتجون مدينة خنشلة وطريق الوحدة الإفريقية
جرحى في مواجهات بين سكان عين المالحة بالعاصمة


 
عاشت أمس كل من المنيعة بغرداية ومدينة خنشلة وعين المالحة بالعاصمة حالة من الاضطراب بفعل الاحتجاجات، ففي المنيعة قطع محتجون طريق الوحدة الإفريقية مانعين الشاحنات من المرور، وفي خنشلة أغلق طالبو السكن كل المنافذ المؤدية إلى وسط المدينة، وفي عين المالحة بالعاصمة تجددت المواجهات بين سكان حيين استعملت فيها مختلف الأسلحة البيضاء.
باقي المقال في النسخة الورقية
- See more at: http://www.elkhabar.com/ar/watan/386933.html#sthash.7bDYkcob.dpuf

جماعات الأقدام السوداء تعتبر خروجها من الجزائر “جريمة ضد الإنسانية”!

رفعت دعاوى تعويض ضد الدولة الفرنسية جراء “الترحيل القصري”
المشاهدات : 302
0
0
آخر تحديث : 18:22 | 2014-02-17
الكاتب : علي العڤون
جماعات الأقدام السوداء تعتبر النضال في سبيل الاستقلال "ارهاب" !
رغم مرور ما يفوق 52 سنة على خروج آخر المعمرين الفرنسيين وما يعرف بالأقدام السوداء من الجزائر، لا تزال هذه الجماعات تمارس ضغوطات واستفزازات حول هذه القضية، التي تدخل حتى في التشكيك في استقلال الجزائر لاعتبارها عمليات الترحيل التي قامت بها السلطات الاستعمارية، وإجلائهم من البلاد.
فقد نشرت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية قضية اعتبرتها الأولى من نوعها أمام القضاء الفرنسي، رفعها زوج فرنسي يحمل لقب “أسنار” كانوا من الأقدام السوداء الذين استوطنوا الجزائر خلال الحقبة الاستعمارية، اتهموا الدولة الفرنسية بممارسة “الترحيل القصري بحقهم” ، ووصل المبلغ الذي طالبت به هذه العائلة إلى 9 ملايين يورو كتعويض عن “الأضرار المادية والمعنوية التي تعرضوا لها بعد مغادرتهم الجزائر”.
أما الجانب الأكثر خطورة في قضية هذه العائلة، أن المحامي الذي وكلته استند في مرافعته على مادة من الوثيقة المؤسسة لمحكمة الجنايات الدولية، التي تقول “إن تهجير السكان بالقوة يعتبر جريمة ضد الإنسانية”، معتبرا أن هذه الحالة يدخل ضمنها ما يقارب المليون شخص من الأقدام السوداء الفرنسيين، وعشرات من الحركى الجزائريين، الذين كانوا متواطئين مع الاستعمار ضد ثورة الشعب الجزائري.
واتهم الأقدام السود الرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديغول أنه لم يراع “السكان الفرنسيين” وهو يوقع الاتفاق مع حزب جبهة التحرير الوطني ، التي وصل بهم الحد اعتبارها تصفية عرقية، حيث لم يكن أمامهم أن يختاروا بين “حمل حقائبهم للمغادرة، أو نعش الموتى”.
وكانت محكمة إدارية فرنسية رفضت الدعوى في شهر  جانفي الماضي التي رفعها الزوج “أسنار”، ولم يكن الرفض موضوع الدعوى، وإنما بعد أن ثبت أن القضاء الإداري ليس مختصا، والغريب في تبرير المحكمة الإدارية الفرنسية لرفضها القضية، هو اعتبارها أن ترحيل السكان في الماضي لم يكن يعتبر جريمة ضد الإنسانية، وكأنها اعتبرت مغادرة الأقدام السوداء من حيث المبدأ هو “عملية ترحيل” ، وليس هي جلاء مستوطنين بعد زوال الاحتلال و استقلال الجزائر.
وحسب المحامي جاك بيرناديت، فإن الدعوى ستتواصل أمام محكمة “بوردو” الإدارية، ولكنها بالمقابل سيتم تدويلها من خلال عرضها على الهيئات الدولية وخاصة لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.
وفي جانب آخر لهذه الهجمة الشرسة التي تقوم بها جماعات الأقدام السوداء التي تورطت في جرائم بعد وصول اتفاقيات ايفيان إلى اتفاق بين جبهة التحرير وفرنسا يفضي إلى استفتاء تقرير المصير في مارس 1962، حيث تشكلت منظمة الجيش السري الإرهابية من فلول هؤلاء المعمرين الذين رفضوا فكرة استقلال الجزائر، وعوض أن يكون هؤلاء هم من يتابع عن جرائمهم، أكدت الصحيفة أن جماعات منهم رفعت شكوى ضد كل من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والزعيم التاريخي حسين آيت أحمد تتهمهم فيها بـ«الضلوع في أعمال الإبادة الجماعية” و«تبرير  جرائم ضد الإنسانية”، وهذا نتيجة مشاركتهم في ثورة التحرير والدور الذي لعباه حينها.
بل ووصل اتهامات الأقدام السوداء إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الجمعية الوطنية الفرنسية كلود بارتولون بتهمة تبرير جرائم ضد الإنسانية، وهذا بعد زيارة الأول إلى الجزائر في شهر ديسمبر 2012 والثاني في مارس 2013، حيث أشادا بالمناضل الفرنسي في الثورة الجزائرية “موريس أودان”، ووقوفهما دقيقة صمت أمام مقام الشهيد احتراما لشهداء ثورة التحرير.
لكن كل هذه الشكاوى رفضها المدعي العام لباريس، وهو ما دفع بممثلي جماعات الأقدام السوداء إلى تقديم طعن في القرار.

فرنسيون يقاضون بلادهم على الخروج من الجزائر!

ن. فرحاني

قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية، إن عائلة فرنسية من الأقدام السوداء ، رفعت دعوى قضائية على الدولة الفرنسية، لدورها في ارتكاب جرائم ضد البشرية والترحيل القسري للفرنسيين من الجزائر وقت الاستقلال . وأضافت الصحيفة، تتهم العائلة الفرنسية في دعواها الحكومة الفرنسية وقتها برئاسة دوغول بالتورط في التغطية على تلك الجريمة، ما يجعل الدولة الفرنسية طرفاً في جريمة تطهير عرقي . وعليه تطالب العائلة الفرنسية بـ9 ملايين أورو (12.6 مليون دولار) تعويضاً عن الضّرر المادي والنفسي الذي تعرّضت له طيلة نصف قرن . من جهة أخرى، لم تكتف عائلة أسنار بذلك، إذ رفعت في جويلية 2013، دعوى أخرى، بعد زيارة فرنسوا هولاند للجزائر في ديسمبر2012، ضد الرئيس الفرنسي هولاند ونظيره عبد العزيز بوتفليقة وحسين آيت أحمد ورئيس مجلس النواب الفرنسي كلود برتولون وهارفي بورج، الإعلامي الفرنسي ورئيس المجلس الأعلى للاتصال السابق، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، والاشتراك في جرائم إبادة . في حين تورّط بورج وبارتولون في جريمة مباركة مقترفي جرائم ضد الإنسانية بعد إشادتهما بموريس أودان الشيوعي الفرنسي المناضل في صفوف حرب التحرير الجزائرية، والذي اغتيل في الجزائر قبل الاستقلال.
- - 

أسفرت عن جرح شخصين
توقيف 6 أشخاص في اشتباكات بين السكان بسكيكدة
الثلاثاء 18 فيفري 2014 سكيكدة: ع. مطاطلة
 أوقفت، أمس، مصالح الأمن بسكيكدة، 6 أشخاص في مشادات اندلعت بين سكان من عاصمة الولاية وقرية سطورة، أفضت إلى إصابة شخصين بجروح.

وحجزت ذات المصالح أسلحة بيضاء ووثائق مزورة داخل سيارة، على خلفية شجار عنيف وقع بين مجموعة من لاعبي كرة القدم بملعب سطورة وأحد المتنزهين حينما لمست الكرة سيارته، ليتطور النزاع بعد أن لقي الضحية تضامنا من طرف شباب المدينة الذين دخلوا في عراك واشتباكات وتراشق بالحجارة، وتوسعت إلى استعمال الهراوات والقضبان الحديدية، ما أدى إلى تحطيم عدد من السيارات التي كانت مركونة، إلى جانب إصابة شخصين بجروح بليغة استدعت تحويلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج.

جماعات الأقدام السوداء تعتبر خروجها من الجزائر “جريمة ضد الإنسانية”!

رفعت دعاوى تعويض ضد الدولة الفرنسية جراء “الترحيل القصري”
المشاهدات : 302
0
0
آخر تحديث : 18:22 | 2014-02-17
الكاتب : علي العڤون
جماعات الأقدام السوداء تعتبر النضال في سبيل الاستقلال "ارهاب" !
رغم مرور ما يفوق 52 سنة على خروج آخر المعمرين الفرنسيين وما يعرف بالأقدام السوداء من الجزائر، لا تزال هذه الجماعات تمارس ضغوطات واستفزازات حول هذه القضية، التي تدخل حتى في التشكيك في استقلال الجزائر لاعتبارها عمليات الترحيل التي قامت بها السلطات الاستعمارية، وإجلائهم من البلاد.
فقد نشرت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية قضية اعتبرتها الأولى من نوعها أمام القضاء الفرنسي، رفعها زوج فرنسي يحمل لقب “أسنار” كانوا من الأقدام السوداء الذين استوطنوا الجزائر خلال الحقبة الاستعمارية، اتهموا الدولة الفرنسية بممارسة “الترحيل القصري بحقهم” ، ووصل المبلغ الذي طالبت به هذه العائلة إلى 9 ملايين يورو كتعويض عن “الأضرار المادية والمعنوية التي تعرضوا لها بعد مغادرتهم الجزائر”.
أما الجانب الأكثر خطورة في قضية هذه العائلة، أن المحامي الذي وكلته استند في مرافعته على مادة من الوثيقة المؤسسة لمحكمة الجنايات الدولية، التي تقول “إن تهجير السكان بالقوة يعتبر جريمة ضد الإنسانية”، معتبرا أن هذه الحالة يدخل ضمنها ما يقارب المليون شخص من الأقدام السوداء الفرنسيين، وعشرات من الحركى الجزائريين، الذين كانوا متواطئين مع الاستعمار ضد ثورة الشعب الجزائري.
واتهم الأقدام السود الرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديغول أنه لم يراع “السكان الفرنسيين” وهو يوقع الاتفاق مع حزب جبهة التحرير الوطني ، التي وصل بهم الحد اعتبارها تصفية عرقية، حيث لم يكن أمامهم أن يختاروا بين “حمل حقائبهم للمغادرة، أو نعش الموتى”.
وكانت محكمة إدارية فرنسية رفضت الدعوى في شهر  جانفي الماضي التي رفعها الزوج “أسنار”، ولم يكن الرفض موضوع الدعوى، وإنما بعد أن ثبت أن القضاء الإداري ليس مختصا، والغريب في تبرير المحكمة الإدارية الفرنسية لرفضها القضية، هو اعتبارها أن ترحيل السكان في الماضي لم يكن يعتبر جريمة ضد الإنسانية، وكأنها اعتبرت مغادرة الأقدام السوداء من حيث المبدأ هو “عملية ترحيل” ، وليس هي جلاء مستوطنين بعد زوال الاحتلال و استقلال الجزائر.
وحسب المحامي جاك بيرناديت، فإن الدعوى ستتواصل أمام محكمة “بوردو” الإدارية، ولكنها بالمقابل سيتم تدويلها من خلال عرضها على الهيئات الدولية وخاصة لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.
وفي جانب آخر لهذه الهجمة الشرسة التي تقوم بها جماعات الأقدام السوداء التي تورطت في جرائم بعد وصول اتفاقيات ايفيان إلى اتفاق بين جبهة التحرير وفرنسا يفضي إلى استفتاء تقرير المصير في مارس 1962، حيث تشكلت منظمة الجيش السري الإرهابية من فلول هؤلاء المعمرين الذين رفضوا فكرة استقلال الجزائر، وعوض أن يكون هؤلاء هم من يتابع عن جرائمهم، أكدت الصحيفة أن جماعات منهم رفعت شكوى ضد كل من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والزعيم التاريخي حسين آيت أحمد تتهمهم فيها بـ«الضلوع في أعمال الإبادة الجماعية” و«تبرير  جرائم ضد الإنسانية”، وهذا نتيجة مشاركتهم في ثورة التحرير والدور الذي لعباه حينها.
بل ووصل اتهامات الأقدام السوداء إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الجمعية الوطنية الفرنسية كلود بارتولون بتهمة تبرير جرائم ضد الإنسانية، وهذا بعد زيارة الأول إلى الجزائر في شهر ديسمبر 2012 والثاني في مارس 2013، حيث أشادا بالمناضل الفرنسي في الثورة الجزائرية “موريس أودان”، ووقوفهما دقيقة صمت أمام مقام الشهيد احتراما لشهداء ثورة التحرير.
لكن كل هذه الشكاوى رفضها المدعي العام لباريس، وهو ما دفع بممثلي جماعات الأقدام السوداء إلى تقديم طعن في القرار.




طالبوا بإلغاء مشروع المفرغة العمومية

سكان حي بن سعيدان يشلون قطارات الضاحية الشرقية

حسيبة تيراش

جدد، أمس، سكان حي بن سعيدان ببلدية الرغاية حركتهم الاحتجاجية، وشل الحركة بالسكة الحديدية على مستوى النقطة الفاصلة بين بلدية الرغاية بالعاصمة وبلدية بودواد التابعة لولاية بومرداس، باستعمال المتاريس وتحويل مسار السكة.
وأقدم سكان حي بن سعيدان ، بحسب ما أكده شهود، مرة ثانية على تبني لغة الاحتجاج، بعدما رفضت الجهات المعنية تلبية مطالبهم المرفوعة، المتعلقة بضرورة إلغاء تجسيد مشروع المفرغة العمومية المبرمجة على مستوى حيهم، بالنظر إلى مختلف الأضرار والأخطار الناتجة عن إنشاء مثل هذا المرفق وسط تجمع سكني، على غرار انتشار الروائح الكريهة ومختلف الغازات السامة.
وقد تسبب تحويل مسار السكة الحديدية في النقطة المذكورة أعلاه إلى تعطيل وشل حركة السير نحو الولايات الشرقية على مستوى السكة الحديدية، ما نتج عنه تذمر العديد من المسافرين، الذين اضطروا إلى إلغاء رحلاتهم والتوجه نحو استعمال حافلات النقل الجماعي.
وسبق لرئيس تسويق المبيعات على مستوى الشركة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية، هشام برنان، أن أكد في اتصال هاتفي لـ وقت الجزائر أن الشركة تكبدت خسائر معتبرة اثر إقدام سكان بن سعيدان على قطع السكة في الشهر الماضي.
من جهته أنكر رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية الرغاية، فاضل عبد الصمد محمودي، في اتصال هاتفي مع وقت الجزائر أن يكون سكان حي بن سعيدان من أقدموا على غلق السكة الحديدية، وقال إن هؤلاء تمكنوا أخيرا من الاقتناع بأهمية انجاز مفرغة عمومية على مستوى حيهم، بعد المبررات المقنعة، التي قدمتها لهم مديرية البيئة لولاية الجزائر المتعلقة بتقنيات الردم المتطورة المعتمدة في انجاز هذه المفرغة، إلا انه نفى علمه بهوية المحتجين، واكتفى بالقول أنهم مجموعـــة من الغرباء أرادوا زرع البلبلة في البلديـــة.
وأكد المير، من جهة أخرى، أن حركة السير لم تتعطل إلا لساعات قليلة. مشيرا أن الشركة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية أوفدت تقنيين إلى عين المكان استطاعوا إصلاح الأعطاب، التي تسببت في تحريف مسار السكة عن مكانها الأصلي من بعض الشباب.
-  


قال إن المروجين للربيع العربي بالجزائر لن يتحقق مسعاهم.. سلال: المساس بمكاسب الجزائر خط أحمر PDF طباعة إرسال إلى صديق
السبت, 15 فبراير 2014 18:48
أكد الوزير الأول عبد المالك سلال، أمس، أن المروجين لما لا يسمى بالربيع العربي في الجزائر لن يتحقق مسعاهم في ذلك، خاصة ونحن مقبلون على انتخابات رئاسية، محذرا من مغبة التلاعب بمكاسب الجزائر التي قال إن المساس بها خط أحمر.
قال وزير الأول عبد المالك سلال، خلال الكلمة التي ألقاها إثر لقائه بالمجتمع المدني، إنه “لا يمكن التلاعب بمكاسب الجزائر أما من يروج لما يسمى بالربيع العربي فأيام الجزائر كلها ربيع المودة، المحبة، الأمن والاستقرار، العلم، المعرفة، البناء والازدهار، العدالة والمساواة” وجدد بذلك التذكير بما آلت إليه البلد في زمن الإرهاب وما عاناه سكان المنطقة من ويلات في تلك الحقبة.
ويعتبر في نظر الوزير الأول جاحد من لا يعترف بما أنجز خلال 15 سنة الماضية في إشارة منه إلى كل ما انجز خلال العهدات الثلاث لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، حيث قال الوزير الأول عبد المالك سلال “من غير المنطقي أن لا يعترف بما تم إنجازه في 15 سنة الماضية، هذه المكاسب لابد من الحفاظ عليها ولا بد أن لا نترك الفتنة تدخل في صفوفنا، نختلف سياسيا لكن لا نختلف في مصير البلاد ومن غير الممكن أن نعود إلى ما عشناه سابقا.”
وتحدث الوزير الأول، عبد المالك سلال، بلغة الواثق من استمرار العهدة الرابعة “الأيام القادمة ستكون محورية في مسيرة الجزائر لأنها ستمهد لاستكمال برنامج التنمية كما ستتواصل جهود الدولة للقضاء النهائي على أزمة السكن والشغل وتدعيم المكاسب الاجتماعية، ومن جهة أخرى سنقلص من تبعية الاقتصاد الوطني لقطاع المحروقات لأنها لن تبشر بالخير للجزائر، وسننجز تحولا نحو انجاز وخلق الثروة الوطنية ومناصب العمل المستدامة لفائدة الشباب وحاملي الشهادات الجامعية لاسيما أن الشبكة الجامعية تضم اليوم 92 مؤسسة جامعية”.
أما فيما يتعلق بمجال الحوكمة، فقد أكد الوزير الأول، عبد المالك سلال، محاربة البيروقراطية والفساد وتعميق مبادئ الديموقراطية والعدالة من خلال تكريس حرية التعبير وفتح المجال السمعي البصري. واعترف الوزير الأول بوجود نقائص بالرغم من الإجراءات المتخذة حيز التنفيذ تعمل الحكومة على تداركها حسب قوله، وتعتبر هذه بمثابة ورشة كبرى في مستوى تطلعات الشعب الذي دعاه الوزير الاول الى المشاركة في تجسيدها، مؤكدا أن نية الحكومة ورئيس الجمهورية واضحة وهي بناء دولة قوية.
وقد أمر الوزير الأول خلال زيارته التفقدية لولاية ميلة بتسريع وتيرة إنجاز ألفين مقعد بيداغوجي بالمركز الجامعي  من أصل 4 آلاف مقعد استفادت منها هذه الولاية أو تحويل الطلبة الى جامعة قسنطينة لتفادي مشكل الاكتظاظ الذي سيطرح في الدخول الجامعي المقبل.
إلى جانب ذلك، شكلت وحدة الاسترجاع والرسكلة وتحويل مادة البلاستيك ووضعها حيز الخدمة، والمركز الجامعي ميلة والقطب الحضري الجديد لقرارم قوقة ودشن الوزير الاول خلال هذه الزيارة المركب التاريخي والنصب التذكاري للراحل عبد الحفيظ بوصوف ومقبرة الشهداء.
مبعوثة “الجزائر نيوز” إلى ميلة: سارة. ب



توقيت بيانه كان بمثابة قنبلة.. حمروش يلتقي سرا بحاشية الرئيس ويتصالح مع العسكر PDF طباعة إرسال إلى صديق
الاثنين, 17 فبراير 2014 19:30
بعد الصمت الطويل والملتبس الذي لمع به مولود حمروش، رئيس الحكومة الأسبق في عهد الشاذلي بن جديد الذي استقال بشكل اضطراري عشية اندلاع الأزمة بين السلطة وجبهة الإنقاذ في بداية التسعينيات، فجر قنبلته في جو مليئ بالتوترات التي أفرزها صراع العصب داخل سرايا النظام، وجاءت هذه القنبلة في شكل بيان مفاجئ، مقتضب، ملغز ومتدثر بالإشارات المبطنة تجنبا لكل ما يمكنه من أن يؤجج الساحة، ويزيد الزيت على النار.. إلا أن هذا البيان الذي تحاشى أن يتخندق في معسكر على حساب آخر لم يمنح في نظر البعض ممن اتصلنا بهم إجابات واضحة بقدر ما أثار من تساؤلات لا تفصح بشكل دقيق عن خلفياتها ومناطق الظل التي تحركت في سياقها... هنا مقاربة لبنية البيان وما تضمنه من كودات في ظل سياق شديد التعقيد..
السؤال الذي نطرحه، ما هي الدوافع والحيثيات الدقيقة التي جعلت مولود حمروش يخرج عن صمته الطويل، الملتبس والحذر؟! في نوفمبر الماضي تم اتصال أول بمولود حمروش من قبل الممثلين الأقوياء لحاشية الرئيس بوتفليقة وكان هذا الاتصال بموافقة بوتفليقة، وفتح معه المجال لتناول عرض مغر، ويتمثل هذا العرض الذي أشرنا إليه في مقالات سابقة على أعمدة “الجزائرنيوز” ولم يتم تكذيبه من أي طرف أن يقبل مولود حمروش دور المدعم لعهدة رابعة للرئيس بوتفليقة وبالمقابل أن يحظى بمنصب نائب رئيس، طبعا كان هذا العرض بدعم وتأييد معنوي وسياسي سري من قبل الأفافاس، وربما لهذا السبب نأى حزب آيت أحمد بنفسه عن تلك المعركة التي أدى دور الناطق باسمها عمار سعداني ضد جهاز الاستخبارات، وطلب حمروش وقتها إعطاءه مهلة للتفكير والتشاور مع مقربيه.. إلا أن حمروش في نهاية المطاف كشف عن قلقه من هذه اللعبة غير المضمونة والتي قد تدفع به إلى التخندق إلى جانب عصبة ضد عصب أخرى.. ولذا رأى في العرض المقدم له من قبل حاشية الرئيس بوتفليقة أنه يخلو من ضمانة حقيقية وذلك دون أن يشكك في نيات أصحابه الذين وجدوا أنفسهم في مأزق حقيقي، خاصة أمام الحالة الصحية للرئيس بوتفليقة وافتقادهم إلى شخصية تتمتع بالصدقية وقدرتها على الذهاب بمشروعها إلى أقصى حد..
وانتهى تحفظ حمروش من العرض المقدم له بوضع شرط، كان من الصعب توفيره أولا بسبب الفترة القليلة المتبقية لموعد الانتخابات الرئاسية، وهو أن يكون نائبا للرئيس في حالة ماكانت إمكانية تعديل الدستور سابقة للرئاسيات، وبالتالي يكون نائب رئيس منتخب، لا معين، وهذا حفاظا على صدقيته ووزنه السياسي.. إلا أن استحالة ذلك، جعلت من هذا العرض يفقد نجاعته ومعناه...
رفض حمروش العرض أشاع الاطمئنان لدى قيادة الاستعلامات
اعتبر الرجل الأول في الاستعلامات رفقة نواته الصلبة، أن الرفض الدبلوماسي والشرط التعجيزي لحمروش لعرض حاشية الرئيس إشارة ايجابية لأن يفتح اتصالا بينهم وبين حمروش في اللحظات الحرجة التي قد يكون الوضع سيئا في ظل غياب مرشح الإجماع.. ومما شجع قيادة الاستعلامات على الاحتفاظ بهذا الأمل، أن حمروش أظهر لخصومه السابقين أنه غير مستعد للعودة إلى الساحة السياسية بعيدا عن توفر شروط اجماع بين العصب والأجهزة، وبرهن على ذلك عندما لم ينضم إلى مجموعة الجنرال المتقاعد رشيد بن يلس، وعلي يحيى عبد النور، والدكتور أحمد طالب الإبراهيمي الذين أصدروا بيانهم شديد اللهجة ضد حصيلة بوتفليقة، وكان امتناع حمروش عن الانضمام للثلاثي بردا وسلاما على رجل جهاز الاستخبارات الذي رأى بعين راضية موقف حمروش “المسؤول والشجاع” في ذات الوقت، كما أن هذا الموقف من قبل حمروش قوبل بارتياح من طرف حاشية الرئيس بوتفليقة، وهو بذلك، سجل هدفا مهما في ظل الضجيج السياسي الذي أثاره عمار سعداني بحواره ضد جهاز الاستخبارات ورجله العتيد الجنرال توفيق.
رسالة بوتفليقة واللقاء السري بين حمروش وتوفيق
كانت أحداث سقوط الطائرة الأليمة فرصة للقاء بين الرئيس بوتفليقة والجنرال توفيق الذي تعرض لقصف من أجل أن يقدم استقالته، إلا أنه رفض تقديم استقالته تحت الضغط وفي ظل ظروف متوترة قبل موعد الرئاسيات، وذلك ما أوحى أنه مستعد لمغادرة منصبه بعد موعد الرئاسيات وغلبة اتجاه الاستقرار، وكانت ثمرة هذا اللقاء بحسب مصادر حسنة الإطلاع، رسالة بوتفليقة الذي كان ممتعضا من التطورالمتدهور للأوضاع لتكون بمثابة الإشارة القوية لوضع حد لصراع العصب وبالتالي إلى التمهيد في تلطيف الأجواء بين العصب والأطراف المتصارعة داخل سرايا النظام.. وفي ظل الأجواء التي أعقبت لقاء رئيس الجمهورية بالجنرال توفيق الذي لم يتراجع عن موقفه للوقوف إلى جانب الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة لكن بضمانات لمواصلتها في ظل إشاعة الهدوء والاستقرار والأمن ومن عدم الدخول في أي منزلق ومغامرات غير محسوبة، يكون الجنرال توفيق قد التقى وبتشاور مع الرئيس بوتفليقة بمولود حمروش.. وبحسب مصادرنا التي تقول أنه لم يتسرب من اللقاء أي معلومات دقيقة إلا أن البيان الذي أذاعه مولود حمروش على الرأي العام يكون ثمرة لهذا اللقاء بين الرجلين...
بيان ودلالات سياسية
يكشف مولود حمروش في بيانه الذي نزل في قاعات التحريرعن عدة دلالات أو كودات سياسية دقيقة، وهي:
1ـ ترشح بوتفليقة من عدمه ليس هو الأساس
يعتبر حمروش أن ترشح بوتفليقة من عدمه إلى عهدة رابعة، ليس هو الأساس، وبالتالي لا يمكن أن تتحول العهدة الرابعة إلى مصدر حقيقي للصراع الجاري، وهذا يعني أن حمروش الذي عرض عليه منصب نائب رئيس من قبل حاشية الرئيس لا يتخندق بالضرورة ضد الرئيس التي لا تزال تحظى بدعم المؤسسة العسكرية، فالأمر يبقى متروكا لتقدير الرئيس بحكم وضعه الصحي، إلا أن الرهان الكبير يتعلق بتجاوز صراع العصب إلى التركيز على القضايا الرئيسية المتمثلة في الاضطلاع بتحقيق أوإنجاز المحطات الدقيقة التي ستتضح ملامحها عند المحطة الأولى والأساسية لرئاسيات 17 أفريل والتي ستكون القاعدة الرئيسية لتحقيق المرحلة الانتقالية.
2ـ ضرورة ايجاد توافق
العنصر الثاني في البيان يشدد على إعادة التوازن داخل النظام، ولذا سيطرة عصبة على حساب عصب أخرى من شأنه أن يؤدي إلى انهيار الدولة وإشاعة اللا أمن، وهنا يشير حمروش بوضوح إلى القضايا التي ظل مسكوتا عنها في ظل حقبة بوتفليقة، منها العمل على الاحتلال بالتوازن الجهوي، وسيطرة مجموعة مصالح على حساب أخرى خارج الدائرة الحاكمة والمهيمنة، ويعني ذلك بعبارة أخرى أن يعاد الاعتبار للسلطة المعارضة، وهي المعارضة على الصعيد السياسي، لكن أيضا أن يعاد الاعتبار للقوى الفاعلة داخل المجتمع المدني، وهذا ماتأخذه المعارضة على المحسوبين على بوتفليقة الذين أبعدوا كل خصومهم من دوائر صناعة القرار السياسي والاقتصادي...
3ـ الحفاظ على المؤسسة العسكرية لأن تكون خارج الصراع
يعتقد حمروش أنه كان ضحية رجال الساعة الأقوياء المقربين من المؤسسة العسكرية في بداية التسعينيات، وبسبب ذلك، اضطر للاستقالة وبالتالي تم إيقاف مسار الإصلاحات السياسية، وبالتالي تعطل مسار الإصلاحات الإقتصادية التي كانت تشكل العمود الفقري في مشروعه الإصلاحي.. ولذا فالدرس الذي يجب استخلاصه من الماضي، هو عدم الاستعمال الفئوي والعصبوي والسياسي للمؤسسة العسكرية باعتبارها صمام الأمان والوحدة الوطنية، وباعتبارها القوة الأكثر تنظيما وانضباطا.. لذا يرى حمروش أن القدرة على الحفاظ على الإنجازات وتوطيد المسار الديمقراطي لا يمكنه أن يكون خارج مشروع الدولة الوطنية والتي يشكل الجيش عمودها الفقري وهنا إحالة إلى ضرورة التواصل والاستمرار مع الإرث البومدييني لا القطيعة معه.. لأن بالحفاظ على منجز الدولة الوطنية نتجنب ما تعيشه اليوم بعض بلدان الربيع العربي، ليس فقط من صراعات بل من تعرض الدولة للتفكك، خاصة وأن بؤر الصراع من السهل تأجيجها أمام هذه الاختلالات التي راحت تمس عمق البناء الوطني، وذلك من خلال التهميش الجهوي، وخضوع السياسة للعصيبات العشائرية والمناطقية... ويشير حمروش كذلك في هذا البيان إلى ضرورة حماية المؤسسات الدستورية من كل تدخل غير شفاف وفي ذلك إشارة واضحة إلى فصل السياسي عن العسكري وكذلك إلى الفصل الدقيق بين السلطات.. لكن هل هذا البيان يشير إلى أن حمروش قد يكون من بين المتقدمين إلى الرئاسيات أم قد يكون الطير النادر الذي يمكن اللجوء إليه في ظل ظروف متفق عليها مسبقا بين كل اللاعبين الرئيسيين على مستوى القمة؟! ذلك ما سيظهر جليا خلال الفصل الثاني من اللعبة السياسية الجارية..
احميدة عياشي..

شخشوخة وسياسة.. PDF طباعة إرسال إلى صديق
الأحد, 16 فبراير 2014 19:20
كانت الساعة تشير إلى التاسعة مساء عندما وصلت الصحفية المخضرمة زينة رفقة رفيق آيت احمد منذ الستينات المدعو الدا محند استقبلهما حمروش بينما كان الجميع على مائدة العشاء.. لم تعد الصحفية المخضرمة محتفظة بذلك الجمال الذي كانت تتمتع به، لقد ظهرت علامات الزمن على وجهها بشكل واضح يشاع عنها أنها أصبحت منذ وقت ليس بالبعيد المقربة التي يضع فيها آيت احمد كل ثقته ويقال أيضا أنها كانت من بين الملهمات لمجموعة الإعلاميين والسياسيين الفرنسيين الذين ابتكروا أطروحة “من يقتل من في الجزائر؟..” ويشاع كذلك عنها أن علاقتها الأولى بهذه المجموعة تعود إلى تعرفها في بداية التسعينيات على السكرتير الأول في السفارة الفرنسية المدعو فرانسوا بورد ومن ثم انعقاد علاقة غرامية مع أحد مساعديه في العلاقة مع الإعلاميين والمثقفين الجزائريين برونو الذي سيصبح أحد الوجوه اللامعة والمؤثرة في أحد مراكز الدراسات الاستراتيجية في فرنسا.. ما أن دخلت زينة رفقة المدعو “الدا محند” الذي يحظى باحترام كبير من قبل الحاضرين، نظرا لماضيه النضالي ومواجهة بالسلاح سلطة احمد بن بلة حتى دب نشاط جديد وأخذ الحديث مجرى آخر بدأته الصحفية المخضرمة زينة عندما سألت الجنرال المتقاعد رشيد بن يلس عن إذا ما كان بوتفليقة لازال يتمتع بدعم الجنرال توفيق.. وهنا تدخل الدا محند ليقول عن الجنرال توفيق أن هذا الأخير اقترف خطأ فادحا عندما سعى إلى الفصل بين بوتفليقة وعصبته، قال “مستحيل أن يتخلى بوتفليقة عن من يثق فيهم” إلا أن حمروش سعى لأن يأخذ الحديث مجرى آخر فقال “المهم يا جماعة، أن المسألة هي ليست مسألة أفراد، لا هي مسألة سي توفيق، ولا السي بوتفليقة، المسألة هي أعمق من ذلك بكثير إنها مسألة نظام دخل في أزمة عميقة، وليس من السهل حلها من أي طرف كان لأن جذورها تمتد إلى سنوات طويلة.. والجماعة أخطأوا عندما ظنوا أنهم عن طريق تأجيل مشروع التغيير بإمكانهم تجنب التغيير الحتمي.. الأيام أثبتت أنهم كانوا على خطأ كبير..” راح الجنرال رشيد بن يلس وهو يتلذذ بطعم الشخشوخة يثني على الأكل، لكنه كان يبدو أنه متضايق من التحليل العام الذي كان يتجنب تحميل المسؤولية للأشخاص.. كان همه أن يحدد مسؤولية ما تعيشه الجزائر في أشخاص معينين ، قال أكيد أن النظام يعيش أزمة وهذا منذ عهد الشاذلي بن جديد.. في أحداث أكتوبر، أنا قلتها صراحة للشاذلي بن جديد، أن الشعب لا يريدنا وعلينا كلنا أن نرحل.. لكن في ذلك الوقت لم يؤخذ رأيي بعين الاعتبار لذا قررت الاستقالة، وحاولت أن أتحمل مسؤوليتي فيما بعد.. لكن للأسف الاخوة في الجيش أخفقوا في اغتنام الفرصة التي كانت بين أيديهم في التسعينيات عندما قدم سي ليامين زروال استقالته.. كان الوقت مناسبا ليساعدوا البلاد على تجاوز أزمتها وذلك من خلال الذهاب إلى انتخابات رئاسية حرة وشفافة، ويدعوا الشعب يختار للأسف للأسف أخفقوا في ذلك عندما ظنوا أنهم بلجوئهم إلى بوتفليقة سيجدون الرجل الذي يمكن أن يوظفوه ثم يحرقون أوراقه مثلما أحرقوا أوراق الآخرين.. تلك كانت خطيئتهم الأصلية.
استأذنت الصحفية المخضرمة لتناول سيجارة ودون أن تنتظر إذنا أشعلت سيجارة المارلبورو الأحمر، وراحت تقول.. “دعونا من الماضي، فالذي فات، فات.. فحسب معلوماتي أن الأمور ستعرف أشياء غير مسبوقة.. يقال أن سعداني قد كلف بتفجير قنبلة حقيقية.. قاطعها الجنرال بن يلس من؟! طبال المناعي أرأيتم إلى أين أوصلنا بوتفليقة ؟! أصبحنا نتحدث عن شخص فاسد، وطبال.. انه جاء ليعاقب الجزائر، لأنها لم تعطه الحكم في الثمانينات.. عندئذ حاول حمروش تلطيف الجو، لينقل الحديث عن المؤثرات الخارجية.. ودور دول مثل فرنسا، وأمريكا في التأثير على مجرى الأوضاع، وبالتالي تأطيرها بما يتماشى مع مصالحها.. ظل الكولونيل ناصر صامتا وهو ينهش اللحم وكأنه لا يتابع مجريات الحديث.. كان لا يشعر بالاطمئنان للصحفية المخضرمة التي خطفت قلب آيت احمد، وكانت في نظره تؤدي مهمة لجهات أجنبية، لكنه لم يكن يجرؤ على مواجهتها بذلك.. وبعد لحظات تقدم من الجنرال رشيد بن يلس وراح يهمس في أذنه دون أن تلتفت اليه الصحفية المخضرمة زينة..
قصة خيالية سياسية بقلم: احميدة عياشي
في منزل حمروش PDF طباعة إرسال إلى صديق
السبت, 15 فبراير 2014 19:44
الساعة الثامنة مساء، توقفت سيارة فخمة في أعالي العاصمة بالقرب من مسكن مولود حمروش، نزل منها شخصان ببدلتين كلاسيكيتين، الأول فارع القامة، قوي البنية وذو ملامح دقيقة يدعى الكولونيل ناصر، وهو في الحقيقة قد أحيل منذ وقت على التقاعد من طرف الجنرال توفيق عندما اكتشف أن له علاقات خفية ووطيدة مع آيت أحمد، إلا أن الكولونيل ناصر ظل مع ذلك يتمتع باحترام الجنرال توفيق وثقته نظرا لأنه قدم خدمات جليلة للاستعلامات عن خبايا حزب آيت أحمد، وكان قد لعب كذلك دور الوسيط بين جهاز الاستعلامات والضابط المنشق هشام عبود، عندما قبل هذا الأخير الصفقة التي عرضت عليه من طرف زملائه القدامى في جهاز الاستعلامات للإدلاء بشهادته حول الدبلوماسي المشتبه فيه من طرف الاستخبارات الفرنسية والعدالة الفرنسية على أن يكون هو المتورط في اغتيال المحامي مسيلي... وكان الضابط ناصر، هو من التقى بالضابط المنشق ليقنعه بالعودة من جديد إلى الجزائر متمتعا بالحماية والرعاية من طرف جهاز الاستعلامات، إلا أن الشيء الذي جعل الجنرال توفيق يحافظ على علاقته بالعقيد ناصر هو العلاقة التي ظلت تربطه بقوة برئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش.. بحيث كان هذا الضابط السامي بمثابة الوسيط بين الجنرال توفيق ومولود حمروش، وكان يرافق الكولونيل ناصر، الرجل القوي في الأفافاس بطاطاش، إلا أن هذا الأخير يعتقد في أعماقه أنه مجرد صورة لرجل قوي، فالرجل القوي يظل آيت أحمد وذلك برغم ادعائه أنه لم يعد المشرف المباشر على الأفافاس... دق الكولونيل على الجرس، وإذا بصوت أشج ينفذ من خلال الأنترفون، “أهلا، أهلا..” وما هي إلا لحظات وجيزة حتى كان حمروش وهو يرتدي لباسا رياضيا يفتح الباب السميك، ويرحب بضيفيه اللذين عزمهما على عشاء غير معتاد... دخل رجل الأفافاس والضابط السامي الصالون بحيث كان في انتظارهما الجنرال رشيد بن يلس الذي لم يكن تجمعه بحمروش أية ألفة أو محبة، لكن تطورات الوضع السياسي منذ مجيء بوتفليقة جعلتهما ينسجان علاقة بينهما قائمة على التقارب المتبادل باسم محاربة الخصم المشترك.. لكن حمروش كان يخفي مشاعره الحقيقية ولم يلفظ ولو مرة بكلمة جارحة أو في غير محلها تجاه بوتفليقة، ولم يكن على الأقل على المستوى المعلن يعتقد أن بوتفليقة يعد خصما حقيقيا، بل بالعكس عندما التقى حمروش ببوتفليقة أكثر من مرة ظل هذا الأخير يغريه لأن يكون في صفه ضد المخابرات ورجلها العتيد الذي كان لا يحتفظ بالمحبة لحمروش، ولا يثق فيه باعتباره رجل طموح وكاد أن يقضي في سنوات حكومته على هيبة ومكانة الاستخبارات.. جلس الثلاثة بينما راح حمروش قبل وقت العشاء يعرض عليهم تناول القهوة والحلويات، فقال الجنرال بن يلس.. لا، لا، الحلويات ممنوعة علي.. أنا أعاني من “مرض السكري” .. ثم أضاف و “من قلة السمع” وأشار إلى السماعة التي كانت مثبتة في أذنه اليمنى.. راح كل واحد منهم يعلق على الأحداث ومجرى التطورات، وعندئذ تدخل الضابط ناصر وهو يبتسم “الجماعة سيعيشون هذه الأيام أحلك لحظاتهم” وبالطبع كان يقصد بالجماعة، جهاز الاستخبارات إلا أن الجنرال رشيد بن يلس، قلل من شأن هذا القول وأبدى شكوكه في أن يعيشوا فعلا أحلك لحظاتهم، واستطرد قائلا “إن خطأهم، أنهم وضعوا ثقتهم كلها في بوتفليقة، وفي رأيي أنهم استصغروا الأمر لأن يأتي يوم ويجعله قوة محل تهديد.. إنهم لا يعرفون من هو بوتفليقة.. في رأيي ذلك خطأهم الكبير، وهم أعتقدوا عندما وقفوا إلى جنبه في العهدة الثانية، أنهم وضعوه في جيبهم وهم في ذلك كانوا على ضلال مبين.. لقدجرد توفيق والجماعة من رأسهم المدبرة، سي العربي بلخير رحمه الله، ثم من كل المجموعة التي كان يعتمد عليها توفيق، ليجد في حقيقة الأمر نفسه وحيدا... والآن، وبرغم مرض بوتفليقة فإن هذا الأخير ليس من السهل أن يدع توفيق يتعشى به... ليس من السهل ذلك...” وقاطعه الكولونيل ناصر.. “نحن يا سي رشيد في وضع آخر” وبوتفليقة هو في حاجة إلينا قبل توفيق.. هل تظن أنه أصبح يمتلك نفس القوة التي كان يتمتع بها ؟! هل تظن أن المقربين منه قادرون أن يحلوا محله ؟!” ظل بطاطاش صامتا وهو ينظر إلى وجه حمروش الذي كان من حين إلى آخر يعلق على وجهه ابتسامه عريضة، وكان يبدو وكأنه أصبح في وضعية حسنة لم يعرفها منذ سنوات.. كان يعبث بالسبحة الصغيرة التي كانت بيده اليمنى، ولقد كان يقول لمن يستغرب وهو يراه بالسبحة الصغيرة، إنني أريد أن أتغلب من خلال هذه العادة الجديدة على عادة التدخين.. إلا أن من كان يعرفه عن قرب، يقول أن حمروش أقسم أن يتوقف عن تناول السيكار حتى لا يظهر أنه يقلد توفيق المعروف، برجل السيكار..
قصة خيالية سياسية بقلم: احميدة عياشي
في بيان ذكّر فيه بدور الجيش وأهمية المؤسسات الدستورية.. مولود حمروش يخرج عن صمته ويحذر من حساسية المرحلة PDF طباعة إرسال إلى صديق
الاثنين, 17 فبراير 2014 19:28
خرج مولود حمروش، رئيس الحكومة الأسبق (سبتمبر 1989- جوان 1991)، أمس، عن صمته الطويل، محذرا من حساسية المرحلة السياسية ومدى تأثيرها الآني والمستقبلي على البلاد، منوّها في السياق ذاته، بالدور الذي لعبه الجيش الجزائري في مختلف المراحل، دون أن يغفل التذكير بـ “التعهد بمواصلة المسار الديمقراطي” و«استئناف الإصلاح”.
بعد الجلبة السياسية التي عرفتها الساحة الوطنية، في الأسابيع الأخيرة، ها هو رئيس حكومة الرئيس الشاذلي بن جديد (سبتمبر 1989- جوان 1991)، مولود حمروش، يخرج عن صمته، في بيان وجهه إلى الإعلام، أمس، ملتحقا بذلك بالشخصيات الوطنية “علي يحيى عبد النور، طالب الإبراهيمي ورشيد بن يلس”، الذين عبّروا عن رأيهم فيما يحدث مؤخرا على الساحة السياسية في بيان مشترك، الأسبوع الماضي، لكن رسالته لم تركز مثل الثلاثي الأخير على مسألة العهدة الرابعة كمحور أساسي للموقف، بقدر تحذيره من حساسية المرحلة وتداعياتها الفورية والمستقبلية، حيث يقول “تنتظر البلاد محطات دقيقة تحدد مآلها الآني وتحسم صيرورتها المستقبلية”. وحدّد مولود حمروش أولى هذه المحطات في الرئاسيات المقبلة “سواء ترشح لها الرئيس أم لم يترشح”.
ورأى مولود حمروش في رسالته، أنه من “الحكمة اليوم” التذكير بدور الجيش الوطني وبأن “استعادة هويتنا الجزائرية ومشروعنا الوطني قد وجدا في ثنايا جيش التحرير الوطني ثم في الجيش الوطني الشعبي، فرصة التبلور والتموطن والاحتماء”، وهي رسالة واضحة عن التصريحات السياسية التي طالت بعض أجهزة هذه المؤسسة واتهمتها بالفشل في أداء مهامها. وذكر حمروش في السياق ذاته وردا على الأخبار والتحاليل التي تحدثت عن وجود انقسامات في الجيش، بفضل “رجال استطاعوا تحقيق الإجماع وصياغة حلول توافقية”، وحسبه “في كل أزمة تمكن هؤلاء من حماية وحدة الصف والانضباط بتجاوزهم كل تقسيم ثقافي أو عشائري أو جهوي وقاية للهوية والمشروع الوطني”، مشيرا إلى الدور والمسؤوليات التي يجب أن تلتزم بها مؤسسة الجيش دون المساس بصلاحيات مؤسسات أخرى، حيث يرى أن “مكونات مجتمعنا لا يمكنها أن تتناغم اليوم مع ممارسة سلطات سيادية بدون سلطات مضادة. كما لا يمكنها أن تتلاءم وممارسة سلطات عمومية أو مهام غير عادية بدون تقويض قانوني وبدون رقابة”، مؤكدا أن هذه الشروط من شأنها أن “تمكّن جيشنا الوطني الشعبي من القيام بمهامه بكل يسر ونجاعة وتمكّن مؤسساتنا الدستورية من الاضطلاع بمهامها ودورها في الوضوح”.
واستغل رئيس الحكومة الأسبق رسالته للتذكير بـ “وعد بناء دولة عصرية لا تزول بزوال الرجال والحكومات ولا تتأثر بالأزمات”، وكذا بـ “التعهد بمواصلة المسار الديمقراطي” و”التصريحات التي تؤكد استئناف الإصلاح”، خصوصا أنه نوه في بداية البيان أن استقبال المحطات التي وصفها بـ “الدقيقة” لا يكون “في كنف الانسجام والطمأنينة والانضباط القانوني والهدوء الاجتماعي”، إلا إذا تم “الحفاظ على مصالح مختلف المجموعات والمناطق والأقليات وصيانتها”، وهذا حسبه لن يتم إلا إذا تولت الدولة “حماية كل الحقوق وأن تضمن ممارسة كل الحريات”.
زهور شنوف
نــدوة: “رئاسيات 2014 بين السياسي والعسكري”.. تحت المجهر PDF طباعة إرسال إلى صديق
الاثنين, 17 فبراير 2014 19:06
طرح “منتدى التغيير” اللقاء الشهري الذي تنظمه جبهة التغيير أمس بمقر الحزب، الإشكالية المتمحورة حول “العلاقة بين السياسي والعسكري في الجزائر”، وهذا منذ الإستقلال إلى غاية الإنتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها في 17 أفريل المقبل، حيث اعتبر عبد المجيد مناصرة رئيس جبهة التغيير الجيش في الجزائر هو من “حسم معركة الرئاسة سنة 1962”، ومقرا بخصوص الموضوع نفسه أنه “بعد ربع قرن من الممارسة التعددية من المفروض أن الجيش خرج من الساحة السياسية، لكن في نهاية المطاف لم يخرج القرار العسكري من جبهة السياسي”، في حين اعتبر العقيد المتقاعد الدكتور أحمد عظيمي في مداخلته أن “الجيش الجزائري هو الوحيد في إفريقيا والعالم العربي لم يتم توريثه من الإمبراطورية العثمانية كما هو حال جيش مصر، ولا من القوى الإستعمارية كما عرفته الجيوش الإفريقية”، معترفا في نفس السياق أنه “بعد أحداث أكتوبر 88 قررت القيادة العسكرية الجزائرية الإنسحاب من حزب جبهة التحرير الوطني، وهذا معناه انسحاب كامل من الحياة السياسية”، متسائلا في نفس الاتجاه “لماذا نلوم العسكري عندما يتدخل ولا نلوم ضعف النخب السياسية؟!”. في حين قدم الدكتور أحمد شوتري الأستاذ بكلية العلوم السياسية مقارنة بين الوضع الجزائري وباقي نماذج الجيوش في العالم العربي، مبينا في الأخير أن “التجربة الجزائرية تختلف عن كل تجارب الوطن العربي، لأن هناك تداخلا كبيرا بين السياسي والعسكري، فمن حكم الجزائر من أحمد بن بلة إلى اليوم كلهم عسكر، بمن فيهم بن بلة نفسه لأنه رجل ثوري عسكري، إذن لم يحكم الجزائر مدني واحد”.
قالــــوا
العقيد المتقاعد الدكتور أحمد عظيمي: “التدخل العسكري يتبع الفشل السياسي المدني”
الجيش الجزائري هو الوحيد في إفريقيا والعالم العربي الذي لم يتم توريثه من الإمبراطورية العثمانية كجيش مصر، أو من القوى الإستعمارية كما عرفته الجيوش الإفريقية، إنه الوحيد الذي خرج من صلب الشعب الجزائري من طرف سياسيين، ومجموعة 22 الذين فجروا الثورة كلهم مناضلون في الحركة الوطنية، أما بعد الإستقلال لم يكن هناك فرق في ذهن القيادة السياسية والعسكرية بين السياسي والعسكري، حتى الرئيس الراحل هواري بومدين لما طرحوا عليه مشكلة الراتب العسكري المنخفض أجابهم بـمقولته المشهورة “العسكري هو مناضل بالبدلة”، أي أنه امتداد لجبهة التحرير الوطني في ذهن بومدين، وكان آنذاك أعضاء في اللجنة المركزية للأفلان عسكريين، وبعد أحداث أكتوبر 88 قررت القيادة العسكرية الإنسحاب من جبهة التحرير الوطني وهذا معناه انسحاب كامل من الحياة السياسية، وللأسف جاءت مرحلة الإرهاب التي عطلت كل المسار الديموقراطي الذي كان يتجه إليه الجيش، وبعد 1999 أصبحت الجزائر جاهزة للدخول لمرحلة أخرى من خلال إرادة بناء دولة آمنة ومستقرة خاصة مع توفر الإمكانيات المالية جراء ارتفاع أسعار البترول. وفي ما يخص انتخابات 2004 كان رئيس الأركان الراحل محمد العماري قد أخذ موقفا داعما لعلي بن فليس في حين أن جهاز الأمن اختار عبد العزيز بوتفليقة، وبعدها استقال العماري وحدث ما حدث..، ثم لماذا نلوم العسكري عندما يتدخل ولا نلوم السياسي؟!، المشكلة في وجهة نظري تتمثل في ضعف الطبقة السياسية في الجزائر، لأن الجيش تدخل في 1962 و1992 لما فشلت الطبقة السياسية في إيجاد الحلول السياسية، دائما تدخل الجيش كان لضعف السياسيين المدنيين. وفي ما يخص الإنتخابات الرئاسية، أعتقد أنه إذا ترشح بوتفليقة سيكون رئيسا بتدخل من المؤسسة العسكرية أو بدون تدخلها، وكل ما أعرفه أن 90 بالمئة من الضباط الكبار لم يعودوا يريدون التدخل في اللعبة السياسية.
الدكتور أحمد شوتري، أستاذ بكلية العلوم السياسية: هناك تدخل كبير بين السياسي والعسكري
التجربة الجزائرية تختلف عن كل تجارب الوطن العربي، لأن هناك تداخلا كبيرا بين السياسي والعسكري، فمن حكم الجزائر من أحمد بن بلة إلى اليوم كلهم عسكر بما فيهم بن بلة نفسه هو رجل ثوري وعسكري، لم يحكم الجزائر مدني واحد، وجبهة التحرير هي الجناح المسلح لحزب الشعب. نتساءل لماذا الجناح السياسي ضعيف في الجزائر؟!، لأن النظام هو الذي أضعفه، فهو يرفض الديموقراطية، النظام في الجزائر لا يرغب في ديمقراطية حقيقية.
عبد المجيد مناصرة رئيس جبهة التغيير: “ماذا يعني لقاء “رفيقة” بـ “فريق” في وزارة الدفاع؟!”
ما لدينا موجود يعتبر تداخلا بين السياسي والعسكري، فالجيش هو الذي حسم معركة الرئاسة في 1962، وبعد ربع قرن من الدستور التعددي لم يخرج القرار العسكري عن السياسي، وكان الإخفاق الأول في 1991 وما وقع بعد هذا التاريخ من إرهاب بعد إلغاء المسار الإنتخابي، ومع مجيء عبد العزيز بوتفليقة المدني كان مأمولا منه تولي عملية تمدين الدولة، لكن بعد 15 سنة صار خطاب التمدين اليوم خطاب العهدة الرابعة، وما فتحه عمار سعداني بتصريحاته لم يكن ليغلقه بهذه الطريقة، النقاش لا بد أن يبقى مفتوحا، ومكانه الطبيعي هو الدستور وطبيعة النظام السياسي هي جوهر النقاش، نحن نعتبر أن الجيش يتدخل لوجود فراغ في منصب الرئيس ولا يمكن له أن يلغي الرئيس. في آخر إنتخابات تشريعية استخدم الجيش لتزويرها، واستفاد حزبا السلطة من هذه العملية، وهنا نعتبر هذا استخداما سيئا للجيش ضد الديموقراطية، ثم ماذا نريد من “الفريق” أن يقول لـ«الرفيقة” عندما يلتقيها بوزارة الدفاع “الجيش سيتدخل في الرئاسيات؟!”، نعم الجيش سيتدخل لكن ليس ضد العهدة الرابعة، وهو الذي يختار من يكون الرئيس إذا لم يترشح بوتفليقة، إذا نحن نرى أن دور الجيش يتعاظم لما يبتعد عن الحياة السياسية ولا ينحاز لحزب معين على حساب أحزاب أخرى.
الطاهر فريوي ضابط متقاعد: “تدخل العسكري ضروري أمام هذا الضعف السياسي”
سألت “الجزائر نيوز” الضابط المتقاعد طاهر فريوي حول الإشكالية المطروحة في الحياة السياسية الجزائرية المتمثلة في التداخل ما بين السياسي والعسكري خاصة قبل إنتخابات أفريل المقبل، فأجاب قائلا “الجيش هو مؤسسة سيادية لا يجب أن تهتم بما يقال عنها في الشارع، المشكلة المطروحة تتمثل في ضعف الطبقة السياسية الجزائرية التي تجري وراء العسكري من أجل استحقاقات سياسية، ماذا يمكن أن تفعل أمام سياسيين يريدون الرعاية العسكرية لهم؟!”.
إسلام كعبش
بابا بومدين ... PDF طباعة إرسال إلى صديق
الاثنين, 17 فبراير 2014 17:54
ضاقت بي الأرض فقررت أن أصعد للسماء، ومجرد أن وصلت إلى بابها الأول بدأت بالصراخ بابا بومدين ...بابا بومدين فجاءني رده دون إطالة نعم يا كحلوشة ماذا هناك؟
قلت باكية أنا بحاجة لك يا بابا بومدين والجزائر كلها بحاجة إلى عقلك.
ظهر من تحت برنوسه الابيض وصورته كما هي لم تتغير، صحيح أنا لم اعش في زمانه لكن عشقته وحفظت تقاسيم وجهه من الصور التي أراها في كل مكان أصيل وقال لي تركت رئيسك الحي في الأرض وتبحثين عن رئيس ميت في السماء؟
صرخت بحزن ...توحشناك وتوشحنا قبضتك الحديدية.
ضحك ضحكته الماكرة وقال ...قتلوني بكري يا كحلوشة.
قلت..والبلد كلها ماتت بعدك
قال ...وصلتني كل الأصداء وعيني لم تغمض يوما على ما يحصل ولكن في المدة الأخيرة بعد أن خماج اللعب وصار الداب راكب مولاه أنا أيضا تلفت لي.
قلت مندهشة...يعني أنت تعرف ما يفعل زبانية السياسة عندنا بالبلد ؟
قال بأسف نعم يا بنيتي أعرف وأنا حزين جدا ولكن كما تعرفين عودة الأموات إلى الأرض مستحيل.
بكيت وبكيت وبكيت وهممت بالنزول من السماء لأني فقدت الأمل في عودة بابا بومدين معي إلى البلاد ولكنه قاطعني قائلا ..على الرغم من كل ما يحدث خلو الوطن في قلوبكم ولا تيأسوا فإن الفرج قريب.
قلت متسائلة...من أين لك هذا التفاؤل يا بابا بومدين ؟
قال..لا يمكن أبدا أن يستبد الظلم مهما كان وحتما سيأتي الفرج ولكن شدو فالبلاد
قلت باكية..ماخلاناش بوتفليقة والتوفيق راهم خلطوها علينا.
قال ضاحكا...ما تخافيش يالكحلوشة قلت لك ستفرج
ودّعت بابا بومدين ولا أدري هل سيحدث كما قال أم أن الوضع سيتعفن أكثر وأكثر وأكثر.
توقيت بيانه كان بمثابة قنبلة.. حمروش يلتقي سرا بحاشية الرئيس ويتصالح مع العسكر PDF طباعة إرسال إلى صديق
الاثنين, 17 فبراير 2014 19:30
بعد الصمت الطويل والملتبس الذي لمع به مولود حمروش، رئيس الحكومة الأسبق في عهد الشاذلي بن جديد الذي استقال بشكل اضطراري عشية اندلاع الأزمة بين السلطة وجبهة الإنقاذ في بداية التسعينيات، فجر قنبلته في جو مليئ بالتوترات التي أفرزها صراع العصب داخل سرايا النظام، وجاءت هذه القنبلة في شكل بيان مفاجئ، مقتضب، ملغز ومتدثر بالإشارات المبطنة تجنبا لكل ما يمكنه من أن يؤجج الساحة، ويزيد الزيت على النار.. إلا أن هذا البيان الذي تحاشى أن يتخندق في معسكر على حساب آخر لم يمنح في نظر البعض ممن اتصلنا بهم إجابات واضحة بقدر ما أثار من تساؤلات لا تفصح بشكل دقيق عن خلفياتها ومناطق الظل التي تحركت في سياقها... هنا مقاربة لبنية البيان وما تضمنه من كودات في ظل سياق شديد التعقيد..
السؤال الذي نطرحه، ما هي الدوافع والحيثيات الدقيقة التي جعلت مولود حمروش يخرج عن صمته الطويل، الملتبس والحذر؟! في نوفمبر الماضي تم اتصال أول بمولود حمروش من قبل الممثلين الأقوياء لحاشية الرئيس بوتفليقة وكان هذا الاتصال بموافقة بوتفليقة، وفتح معه المجال لتناول عرض مغر، ويتمثل هذا العرض الذي أشرنا إليه في مقالات سابقة على أعمدة “الجزائرنيوز” ولم يتم تكذيبه من أي طرف أن يقبل مولود حمروش دور المدعم لعهدة رابعة للرئيس بوتفليقة وبالمقابل أن يحظى بمنصب نائب رئيس، طبعا كان هذا العرض بدعم وتأييد معنوي وسياسي سري من قبل الأفافاس، وربما لهذا السبب نأى حزب آيت أحمد بنفسه عن تلك المعركة التي أدى دور الناطق باسمها عمار سعداني ضد جهاز الاستخبارات، وطلب حمروش وقتها إعطاءه مهلة للتفكير والتشاور مع مقربيه.. إلا أن حمروش في نهاية المطاف كشف عن قلقه من هذه اللعبة غير المضمونة والتي قد تدفع به إلى التخندق إلى جانب عصبة ضد عصب أخرى.. ولذا رأى في العرض المقدم له من قبل حاشية الرئيس بوتفليقة أنه يخلو من ضمانة حقيقية وذلك دون أن يشكك في نيات أصحابه الذين وجدوا أنفسهم في مأزق حقيقي، خاصة أمام الحالة الصحية للرئيس بوتفليقة وافتقادهم إلى شخصية تتمتع بالصدقية وقدرتها على الذهاب بمشروعها إلى أقصى حد..
وانتهى تحفظ حمروش من العرض المقدم له بوضع شرط، كان من الصعب توفيره أولا بسبب الفترة القليلة المتبقية لموعد الانتخابات الرئاسية، وهو أن يكون نائبا للرئيس في حالة ماكانت إمكانية تعديل الدستور سابقة للرئاسيات، وبالتالي يكون نائب رئيس منتخب، لا معين، وهذا حفاظا على صدقيته ووزنه السياسي.. إلا أن استحالة ذلك، جعلت من هذا العرض يفقد نجاعته ومعناه...
رفض حمروش العرض أشاع الاطمئنان لدى قيادة الاستعلامات
اعتبر الرجل الأول في الاستعلامات رفقة نواته الصلبة، أن الرفض الدبلوماسي والشرط التعجيزي لحمروش لعرض حاشية الرئيس إشارة ايجابية لأن يفتح اتصالا بينهم وبين حمروش في اللحظات الحرجة التي قد يكون الوضع سيئا في ظل غياب مرشح الإجماع.. ومما شجع قيادة الاستعلامات على الاحتفاظ بهذا الأمل، أن حمروش أظهر لخصومه السابقين أنه غير مستعد للعودة إلى الساحة السياسية بعيدا عن توفر شروط اجماع بين العصب والأجهزة، وبرهن على ذلك عندما لم ينضم إلى مجموعة الجنرال المتقاعد رشيد بن يلس، وعلي يحيى عبد النور، والدكتور أحمد طالب الإبراهيمي الذين أصدروا بيانهم شديد اللهجة ضد حصيلة بوتفليقة، وكان امتناع حمروش عن الانضمام للثلاثي بردا وسلاما على رجل جهاز الاستخبارات الذي رأى بعين راضية موقف حمروش “المسؤول والشجاع” في ذات الوقت، كما أن هذا الموقف من قبل حمروش قوبل بارتياح من طرف حاشية الرئيس بوتفليقة، وهو بذلك، سجل هدفا مهما في ظل الضجيج السياسي الذي أثاره عمار سعداني بحواره ضد جهاز الاستخبارات ورجله العتيد الجنرال توفيق.
رسالة بوتفليقة واللقاء السري بين حمروش وتوفيق
كانت أحداث سقوط الطائرة الأليمة فرصة للقاء بين الرئيس بوتفليقة والجنرال توفيق الذي تعرض لقصف من أجل أن يقدم استقالته، إلا أنه رفض تقديم استقالته تحت الضغط وفي ظل ظروف متوترة قبل موعد الرئاسيات، وذلك ما أوحى أنه مستعد لمغادرة منصبه بعد موعد الرئاسيات وغلبة اتجاه الاستقرار، وكانت ثمرة هذا اللقاء بحسب مصادر حسنة الإطلاع، رسالة بوتفليقة الذي كان ممتعضا من التطورالمتدهور للأوضاع لتكون بمثابة الإشارة القوية لوضع حد لصراع العصب وبالتالي إلى التمهيد في تلطيف الأجواء بين العصب والأطراف المتصارعة داخل سرايا النظام.. وفي ظل الأجواء التي أعقبت لقاء رئيس الجمهورية بالجنرال توفيق الذي لم يتراجع عن موقفه للوقوف إلى جانب الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة لكن بضمانات لمواصلتها في ظل إشاعة الهدوء والاستقرار والأمن ومن عدم الدخول في أي منزلق ومغامرات غير محسوبة، يكون الجنرال توفيق قد التقى وبتشاور مع الرئيس بوتفليقة بمولود حمروش.. وبحسب مصادرنا التي تقول أنه لم يتسرب من اللقاء أي معلومات دقيقة إلا أن البيان الذي أذاعه مولود حمروش على الرأي العام يكون ثمرة لهذا اللقاء بين الرجلين...
بيان ودلالات سياسية
يكشف مولود حمروش في بيانه الذي نزل في قاعات التحريرعن عدة دلالات أو كودات سياسية دقيقة، وهي:
1ـ ترشح بوتفليقة من عدمه ليس هو الأساس
يعتبر حمروش أن ترشح بوتفليقة من عدمه إلى عهدة رابعة، ليس هو الأساس، وبالتالي لا يمكن أن تتحول العهدة الرابعة إلى مصدر حقيقي للصراع الجاري، وهذا يعني أن حمروش الذي عرض عليه منصب نائب رئيس من قبل حاشية الرئيس لا يتخندق بالضرورة ضد الرئيس التي لا تزال تحظى بدعم المؤسسة العسكرية، فالأمر يبقى متروكا لتقدير الرئيس بحكم وضعه الصحي، إلا أن الرهان الكبير يتعلق بتجاوز صراع العصب إلى التركيز على القضايا الرئيسية المتمثلة في الاضطلاع بتحقيق أوإنجاز المحطات الدقيقة التي ستتضح ملامحها عند المحطة الأولى والأساسية لرئاسيات 17 أفريل والتي ستكون القاعدة الرئيسية لتحقيق المرحلة الانتقالية.
2ـ ضرورة ايجاد توافق
العنصر الثاني في البيان يشدد على إعادة التوازن داخل النظام، ولذا سيطرة عصبة على حساب عصب أخرى من شأنه أن يؤدي إلى انهيار الدولة وإشاعة اللا أمن، وهنا يشير حمروش بوضوح إلى القضايا التي ظل مسكوتا عنها في ظل حقبة بوتفليقة، منها العمل على الاحتلال بالتوازن الجهوي، وسيطرة مجموعة مصالح على حساب أخرى خارج الدائرة الحاكمة والمهيمنة، ويعني ذلك بعبارة أخرى أن يعاد الاعتبار للسلطة المعارضة، وهي المعارضة على الصعيد السياسي، لكن أيضا أن يعاد الاعتبار للقوى الفاعلة داخل المجتمع المدني، وهذا ماتأخذه المعارضة على المحسوبين على بوتفليقة الذين أبعدوا كل خصومهم من دوائر صناعة القرار السياسي والاقتصادي...
3ـ الحفاظ على المؤسسة العسكرية لأن تكون خارج الصراع
يعتقد حمروش أنه كان ضحية رجال الساعة الأقوياء المقربين من المؤسسة العسكرية في بداية التسعينيات، وبسبب ذلك، اضطر للاستقالة وبالتالي تم إيقاف مسار الإصلاحات السياسية، وبالتالي تعطل مسار الإصلاحات الإقتصادية التي كانت تشكل العمود الفقري في مشروعه الإصلاحي.. ولذا فالدرس الذي يجب استخلاصه من الماضي، هو عدم الاستعمال الفئوي والعصبوي والسياسي للمؤسسة العسكرية باعتبارها صمام الأمان والوحدة الوطنية، وباعتبارها القوة الأكثر تنظيما وانضباطا.. لذا يرى حمروش أن القدرة على الحفاظ على الإنجازات وتوطيد المسار الديمقراطي لا يمكنه أن يكون خارج مشروع الدولة الوطنية والتي يشكل الجيش عمودها الفقري وهنا إحالة إلى ضرورة التواصل والاستمرار مع الإرث البومدييني لا القطيعة معه.. لأن بالحفاظ على منجز الدولة الوطنية نتجنب ما تعيشه اليوم بعض بلدان الربيع العربي، ليس فقط من صراعات بل من تعرض الدولة للتفكك، خاصة وأن بؤر الصراع من السهل تأجيجها أمام هذه الاختلالات التي راحت تمس عمق البناء الوطني، وذلك من خلال التهميش الجهوي، وخضوع السياسة للعصيبات العشائرية والمناطقية... ويشير حمروش كذلك في هذا البيان إلى ضرورة حماية المؤسسات الدستورية من كل تدخل غير شفاف وفي ذلك إشارة واضحة إلى فصل السياسي عن العسكري وكذلك إلى الفصل الدقيق بين السلطات.. لكن هل هذا البيان يشير إلى أن حمروش قد يكون من بين المتقدمين إلى الرئاسيات أم قد يكون الطير النادر الذي يمكن اللجوء إليه في ظل ظروف متفق عليها مسبقا بين كل اللاعبين الرئيسيين على مستوى القمة؟! ذلك ما سيظهر جليا خلال الفصل الثاني من اللعبة السياسية الجارية..
احميدة عياشي.


تجنّب الكشف عن نواياه الحقيقية بشأن الرئاسيات

حمــــــروش يخــــــــرج عـــن صمته

فاتح إسعادي

خرج رئيس الحكومة الأسبق، مولود حمروش، عن صمته، داعيا إلى توافق وطني من أجل إجراء رئاسيات في جو يسوده التوافق والانسجام، مشددا على ضرورة عدم تضييع الفرصة الحالية، لكنه تجنب الخوض صراحة في مسألة ترشحه للاستحقاق المقرر في 17 أفريل المقبل من عدمه.

أكد حمروش في بيان له، تلقت وقت الجزائر نسخة منه، أمس، أن الجزائر تنتظرها محطات دقيقة تحدّد آمالها وتحسم صيرورتها المستقبلية، بدءاً بالرئاسيات، سواء ترشح الرئيس بوتفليقة أم لم يترشح ووصولا إلى تقلد أجيال جديدة لمناصب المسؤولية .
وأشار رجل الإصلاحات، في رسالته، إلى أنه حتى تستقبل البلاد هذه المحطات في كنف الانسجام والطمأنينة والانضباط القانوني والهدوء الاجتماعي، من الضروري الحفاظ على مصالح مختلف المجموعات والمناطق والأقليات وصيانتها، كما ينبغي أن تتولّى الدولة حماية كل الحقوق وأن تضمن ممارسة كل الحريات، وهذه إجراءات من شأنها توفير قدرة أحسن على حفظ الأمن، وعلى تعزيز المنجزات وعلى تصحيح الاختلالات وعلى مجابهة النقائض .
وقال حمروش، من الحكمة اليوم التذكير بأن استعادة هويتنا الجزائرية ومشروعنا الوطني قد وجدا في ثنايا جيش التحرير الوطني ثم اليوم في الجيش الوطني الشعبي، فرصة التبلور والتموطن والاحتماء .
وبحسبه، فإن ذلك ما كان يتحقق لولا فضل رجال استطاعوا تحقيق الإجماع وصياغة حلول توافقية، ففي كل مرة وفي كل أزمة تمكن هؤلاء من حماية وحدة الصفّ والانضباط بتجاوزهم كل تقسيم ثقافي أو عشائري أو جهوي وقاية للهوية والمشروع الوطني .
وتساءل حمروش، هل من الضروري اليوم التذكير بوعد بناء دولة عصرية لاتزول بزوال الرجال والحكومات، ولا تتأثر بالأزمات؟ وهل لابد من التذكير كذلك بالتعهد بمواصلة المسار الديمقراطي والتذكير بالتصريحات التي تؤكد استئناف الإصلاح؟ .
وأكد المتحدث، أن مكوّنات مجتمعنا لا يمكنها أن تتناغم اليوم مع ممارسة سلطات سيادية بدون سلطة مضادة، كما لا يمكنها أن تتلاءم وممارسة سلطات عمومية أو مهامّ غير عادية بدون تفويض قانونه وبدون رقابة، إن هذا التناغم وهذا التلاؤم من صميم مصلحة الجزائر وأمنها ومن مصلحة كل الجزائريين وأمنهم ومن مصلحة كل مناطق البلاد وأمنها .
واعتبر حمروش، أن هذه شروط تمكّن جيشنا الوطني الشعبي من القيام بمهامّه بكل يسر ونجاعة وتمكّن مؤسساتنا الدستورية من الاضطلاع بمهامّها ودورها في الوضوح، وهي شروط تمكن شعبنا من مواصلة السير على طريق الإنصاف والرقي والتضامن، بين كل مكوّناته الاجتماعية وتمكّنه من إدراك كل المتطلبات ورفع كل التحديات الراهنة .
وبحسب ذات المتحدث، فإن هذه الشروط تجعل دولتنا محل ثقة ومصداقية وجدية لدى شركائها وجيرانها، قبل أن يختم كلامه لكل أزمة ضحاياها وفرصها، فلنستغل فرصها ولنتفادى ضحاياها .
لكن ذات المسؤول الحكومي السابق، رفض الخوض مباشرة في ملف الرئاسيات المقبلة، دون أن يشير إن كان سيدخل سباقها كفارس أم لا، خصوصا وأن حديثا يجري كالنار في الهشيم يلمح إلى إمكانية دخوله المعترك المقبل.
وتطرح خرجة حمروش في هذه الفترة بالضبط التي توشك فيها عملية سحب استمارات الترشح للرئاسيات المقبلة على الانتهاء، أكثر من علامة استفهام، خصوصا وأن آخر أجل للعملية، ينتهي رسميا في الثاني من مارس المقبل، كما تقدّم تفسيرا مقنعاً لتريّث حزب جبهة القوى الاشتراكية في الفصل في موقفه من الرئاسيات المقبلة، وقد تكون قيادة الحزب قد تلقّت معلومات مفادها ترشح وشيك لحمروش ومن ثمّة فهي تعتزم دعمه، نظرا للتقارب الحاصل بينهما، ولكونهما يتقاسمان نفس التطلعات والحلول للأزمة الجزائرية.
ولم يستبعد متابعون من أن تكون أطراف محسوبة على السلطة، تريد الدفع بحمروش إلى الواجهة كـ بالون اختبار ، وهو ما فعله بخرجته الأخيرة، بحثاً عن دعم له في الأوساط السياسية، وإيجاد صيغة مناسبة له، تمهيدا للدفع به إلى معترك الرئاسيات، في حال ما إذا تعذر ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة، خصوصا أمام ما تعتبره أطراف استحالة دخوله الاستحقاق المقبل، نظرا لعدم مقدرته على تحمّل أعباء الحكم طيلة 5 سنوات إضافية، نظرا لحالته الصحية التي لم تعد تسمح له بذلك.
ويعرف عن حمروش، البالغ من العمر 71 سنة، أنه رجل الإصلاحات السياسية والاقتصادية، حيت يشهد له أنه فتح المجال أمام كل القوى السياسية، مما سمح بظهور عدة أحزاب سياسية في البلاد، نهاية ثمانينيات ومطلع تسعينيات القرن الماضي، بالإضافة إلى إعطائه حريات التعبير مما سمح بظهور عدة صحف مستقلة.

.

تجنّب الكشف عن نواياه الحقيقية بشأن الرئاسيات

حمــــــروش يخــــــــرج عـــن صمته

فاتح إسعادي

خرج رئيس الحكومة الأسبق، مولود حمروش، عن صمته، داعيا إلى توافق وطني من أجل إجراء رئاسيات في جو يسوده التوافق والانسجام، مشددا على ضرورة عدم تضييع الفرصة الحالية، لكنه تجنب الخوض صراحة في مسألة ترشحه للاستحقاق المقرر في 17 أفريل المقبل من عدمه.

أكد حمروش في بيان له، تلقت وقت الجزائر نسخة منه، أمس، أن الجزائر تنتظرها محطات دقيقة تحدّد آمالها وتحسم صيرورتها المستقبلية، بدءاً بالرئاسيات، سواء ترشح الرئيس بوتفليقة أم لم يترشح ووصولا إلى تقلد أجيال جديدة لمناصب المسؤولية .
وأشار رجل الإصلاحات، في رسالته، إلى أنه حتى تستقبل البلاد هذه المحطات في كنف الانسجام والطمأنينة والانضباط القانوني والهدوء الاجتماعي، من الضروري الحفاظ على مصالح مختلف المجموعات والمناطق والأقليات وصيانتها، كما ينبغي أن تتولّى الدولة حماية كل الحقوق وأن تضمن ممارسة كل الحريات، وهذه إجراءات من شأنها توفير قدرة أحسن على حفظ الأمن، وعلى تعزيز المنجزات وعلى تصحيح الاختلالات وعلى مجابهة النقائض .
وقال حمروش، من الحكمة اليوم التذكير بأن استعادة هويتنا الجزائرية ومشروعنا الوطني قد وجدا في ثنايا جيش التحرير الوطني ثم اليوم في الجيش الوطني الشعبي، فرصة التبلور والتموطن والاحتماء .
وبحسبه، فإن ذلك ما كان يتحقق لولا فضل رجال استطاعوا تحقيق الإجماع وصياغة حلول توافقية، ففي كل مرة وفي كل أزمة تمكن هؤلاء من حماية وحدة الصفّ والانضباط بتجاوزهم كل تقسيم ثقافي أو عشائري أو جهوي وقاية للهوية والمشروع الوطني .
وتساءل حمروش، هل من الضروري اليوم التذكير بوعد بناء دولة عصرية لاتزول بزوال الرجال والحكومات، ولا تتأثر بالأزمات؟ وهل لابد من التذكير كذلك بالتعهد بمواصلة المسار الديمقراطي والتذكير بالتصريحات التي تؤكد استئناف الإصلاح؟ .
وأكد المتحدث، أن مكوّنات مجتمعنا لا يمكنها أن تتناغم اليوم مع ممارسة سلطات سيادية بدون سلطة مضادة، كما لا يمكنها أن تتلاءم وممارسة سلطات عمومية أو مهامّ غير عادية بدون تفويض قانونه وبدون رقابة، إن هذا التناغم وهذا التلاؤم من صميم مصلحة الجزائر وأمنها ومن مصلحة كل الجزائريين وأمنهم ومن مصلحة كل مناطق البلاد وأمنها .
واعتبر حمروش، أن هذه شروط تمكّن جيشنا الوطني الشعبي من القيام بمهامّه بكل يسر ونجاعة وتمكّن مؤسساتنا الدستورية من الاضطلاع بمهامّها ودورها في الوضوح، وهي شروط تمكن شعبنا من مواصلة السير على طريق الإنصاف والرقي والتضامن، بين كل مكوّناته الاجتماعية وتمكّنه من إدراك كل المتطلبات ورفع كل التحديات الراهنة .
وبحسب ذات المتحدث، فإن هذه الشروط تجعل دولتنا محل ثقة ومصداقية وجدية لدى شركائها وجيرانها، قبل أن يختم كلامه لكل أزمة ضحاياها وفرصها، فلنستغل فرصها ولنتفادى ضحاياها .
لكن ذات المسؤول الحكومي السابق، رفض الخوض مباشرة في ملف الرئاسيات المقبلة، دون أن يشير إن كان سيدخل سباقها كفارس أم لا، خصوصا وأن حديثا يجري كالنار في الهشيم يلمح إلى إمكانية دخوله المعترك المقبل.
وتطرح خرجة حمروش في هذه الفترة بالضبط التي توشك فيها عملية سحب استمارات الترشح للرئاسيات المقبلة على الانتهاء، أكثر من علامة استفهام، خصوصا وأن آخر أجل للعملية، ينتهي رسميا في الثاني من مارس المقبل، كما تقدّم تفسيرا مقنعاً لتريّث حزب جبهة القوى الاشتراكية في الفصل في موقفه من الرئاسيات المقبلة، وقد تكون قيادة الحزب قد تلقّت معلومات مفادها ترشح وشيك لحمروش ومن ثمّة فهي تعتزم دعمه، نظرا للتقارب الحاصل بينهما، ولكونهما يتقاسمان نفس التطلعات والحلول للأزمة الجزائرية.
ولم يستبعد متابعون من أن تكون أطراف محسوبة على السلطة، تريد الدفع بحمروش إلى الواجهة كـ بالون اختبار ، وهو ما فعله بخرجته الأخيرة، بحثاً عن دعم له في الأوساط السياسية، وإيجاد صيغة مناسبة له، تمهيدا للدفع به إلى معترك الرئاسيات، في حال ما إذا تعذر ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة، خصوصا أمام ما تعتبره أطراف استحالة دخوله الاستحقاق المقبل، نظرا لعدم مقدرته على تحمّل أعباء الحكم طيلة 5 سنوات إضافية، نظرا لحالته الصحية التي لم تعد تسمح له بذلك.
ويعرف عن حمروش، البالغ من العمر 71 سنة، أنه رجل الإصلاحات السياسية والاقتصادية، حيت يشهد له أنه فتح المجال أمام كل القوى السياسية، مما سمح بظهور عدة أحزاب سياسية في البلاد، نهاية ثمانينيات ومطلع تسعينيات القرن الماضي، بالإضافة إلى إعطائه حريات التعبير مما سمح بظهور عدة صحف مستقلة
.




ليست هناك تعليقات: