عرفانا لما قدّمته خلال مشوارها الفني طباعة إرسال إلى صديق
الأحد, 01 يونيو 2014
عدد القراءات: 204
تقييم المستخدمين: / 0
سيئجيد 
تيزي وزو تكرّم الممثلة القديرة فتيحة بربار
احتضنت قاعة المسرح الجهوي كاتب ياسين لمدينة تيزي وزو أمسية أمس الأوّل حفلا تكريميا أقيم على شرف الفنانة والممثلة القديرة فتيحة بربار، بحضور محبي هذه الممثلة وأصدقائها من الوسط الفني. ويأتي هذا التكريم الذي دأبت على تنظيمه مديرية الثقافة لولاية تيزي  وزو، تقديرا لما قدمته فتيحة بربار خلال مشوارها الفني الذي امتد لأكثر من  نصف قرن من الزمن قضته بين المسرح والسينما والتلفزيون و كذا عرفانا بتفانيها لخدمة الرصيد الثقافي الذي تزخر به الجزائر.
الجمهور الذي حضر حفل تكريم فتيحة بلال، الاسم الحقيقي للممثلة فتيحة بربار، عاد سنوات عدّة  للوراء مع أعمال فتيحة، رفقة  ثلة  ممن أرادوا  أن يصنعوا سينما جزائرية حتى في عز الثورة التحريرية و بعد الاستقلال  على مدار أزيد عن نصف قرن من عطائها الفني.حضر التكريم شخصيات فنية وثقافية من الذين رافقوا الفنانة  فتيحة  بربار  من بينهم الممثلتين بهية راشدي و  وهيبة زكّال، إلى جانب محمد عجايمي، و وجوه فنية أخرى معروفة أمثال رابية عبد الحميد وسيد علي بن سالم. استهل  الحفل بتقديم فيلم وثائقي حول مسيرة الممثلة فتيحة بربار،حيث  تم تسليط الضوء على أهم المحطات التي عاشتها منذ دخولها عالم الفن و التمثيل في سنة 1959. كما تناوب على ركح مسرح كاتب ياسين أصدقاء الممثلة الذين أدلوا بشهاداتهم الحية حول هذه الفنانة القديرة و تلقوا بعد ذلك هدايا رمزية من طرف إدارة المسرح.
أعربت فتيحة بربار للنّصر، عن امتنانها  لهذا التكريم، و مدى سعادتها  و  هي تتواجد بين أبناء  جرجرة كما ثمّنت المبادرة التي جاءت على شرفها من طرف مدير الثقافة لولاية تيزي وزو السيد الهادي ولد علي الذي أهدى  لها لوحة زيتية فيها صورتها التي أبدع في رسمها طلبة المدرسة  الجهوية   للفنون    الجميلة بعزازقة.
الممثلة فتيحة بربار كشفت في لقائها بالنصرعلى هامش حفل التكريم عن جديدها لشهر رمضان 2014  و يتمثل في مسلسل “كسكس بلادي”، مؤكّدة أنها ستبقى وفيّة للتّمثيل و لن تعتزل الفن إلى غاية آخر يوم في حياتها مادامت تتمتع بصحة جيّدة وهي دوما جاهزة للعمل، و تعتبر الفن الهواء الذي تتنفّسه ولا يمكنها الاستغناء عنه، وعادت إلى بداياتها الفنية التي قالت بأنها كانت في نهاية الخمسينات من القرن الماضي و لم تكن تتجاوز حينها سن ال 14 عاما عندما تمكّنت من إقناع عائلتها باقتحامها لهذه المهنة النبيلة التي اعتبرتها مثل المهن الأخرى.
تجدر الإشارة إلى أن الممثلة فتيحة بربار ولدت سنة 1945  في حي القصبة العتيق بالجزائر العاصمة، حيث كان الجزائريون يعيشون تحت وطأة الاستعمار الفرنسي الغاشم، بداياتها كانت مع الرقص والغناء في سنة 1959 إلى جانب كلثوم وفضيلة الدزيرية  رغم معارضة أهلها دخولها ميدان الفن الذي كان في ذلك الوقت ممنوعا حتى على الرجال، إلاّ أن  ذلك لم يكبح من عزيمتها في خوض المغامرة وقد التحقت بالمعهد البلدي لتدرس فن المسرح، بعد أن غادرت مقاعد الدراسة، وكانت في ذلك الوقت تدرس على غرار بقية الجزائريين في المدارس الفرنسية.
احتضنها مسرح محيي الدين بشطارزي، وهي طفلة رغم أن الجزائر كانت في ذلك الوقت تعيش تحت وطأة الاستعمار الفرنسي، حيث عانت وعلى غرار بقية شرائح المجتمع ويلات الاستعمار، إلا أن ذلك لم يمنعها من الكفاح من أجل إشباع طموحها الفني، حيث مثلت في أول الأعمال المسرحية التي شاركت فيها إلى جانب سيدة المسرح الجزائري الراحلة كلثوم كما وقفت مع عمالقة التمثيل في الجزائر عندما حسمت أمرها بالتوجه نحو التمثيل، و كوّنت ثنائيا رائعا مع الراحل رويشد، واشتهرت بأدوارها الهادفة التي تعالج فيها الواقع المعاش للمجتمع الجزائري.
سامية إخليف