نقرأ كثيرا أن الإسلام منع العبودية بينما نقرأ أيضاً أن الاسلام حلل ملك اليمين و بيع البشر بعد إغتنامهم .. و لا تناقض ّ!
نسمع دوماً أن الغرب الغى الرق و حاربه بينما نسمع أيضاً أن الغرب استعبد كل شعوب الارض ووجد البخار فعفى عن قوة العضلات .. و لا تناقض !
لكن هناك تناقض واحد يجمع الاثنين معا في وعاء محكم ..
فأما الاسلام اليوم فموجود في مصر و يزداد حجمه و لونه بنفس قدر إزدياد تجارة النساء بما لا يخالف شرع الله !
و أيضاً الغرب الغى الرق منذ قرنين و بعضنا الغاه منذ أربعة عقود لكن مازال الرق موجود و لكن تحاربه الدولة و لا يدافع عنه القساوسة !
هي قصة سمعتها و لم أصدق محتواها ثم أعدت السؤال و سألت آخرين ثم تأكدت ، كأنها صاعقة ضربتني حين أيقنت أن هذا حقيقي و موجود..
إنها دعارة تجارة بالبشر لكن محللة مقبولة دينياً لا عيب فيها و لا مانع تطورت عن تلك الحالة التي رصدتها كاميرا إيناس الدغيدي في لحم رخيص الى مرحلة جديدة أسوأ بمراحل لأن لحم رخيص طرح بيع النساء و اليوم هناك بيع إعتيادي مكرر و مألوف !
إنها لحوم مصرية طازجة للبيع و صناعة عاهرات برخصة شرعية !
كانت أمسية جميلة قضيتها مع صديق من السنبلاوين و صديقتين قاهريتين أعرف إحداهما و الأخرى أقابلها للمرة الاولى ، كلمات في بشار و اوباما و الاستبن..إحم أقصد فخامة الرئيس مرسي ثم انتقلنا للسؤتال عن بعضنا للتعارف اكثر فبدأت الصديقة الجديدة تحكي ثم القت طرف خيط لمأساة كبرى ، قالت أن سن الزواج ارتفع لكن الخادمة بالبيت عندهم تزوجت كثيراً و كل بنات منطقتها ، طلبنا منها الشرح لتروي الحديث المروع..
*منطقة عرب جهينة بالقليوبية ، هذه المنطقة بها قاعدة حياتية كالماء و الطعام هي أن خلفة البنت فرح و خلفة الولد شؤم مخالفين بذلك القاعدة الأساسية بالشرق -و الغرب- في تفضيل الذكور لأن البنت باب رزق فالبنت حين تصل لسن 14 تبدأ في الطرح للزواج من أثرياء الخليج و غير الخليج ، تتزوج مثلا ثلاث مرات بالعام لتصل الى سن ال 21 بخلفية 20 زوج -!!- ثم تتزوج الزواج الاخير و لله الحمد ، البنت هناك تعمل خادة في فترات العدة (إن إهتموا أصلا بها) و بعدها تسافر للزواج في رحلتي الشتاء و الصيف التناسليتين ، البنت هناك جسد يطرحه الاب للبيع بما لا يخالف شرع الله فهو زواج و طلاق و لا مشكلة في ذلك كما يرونه فهي لا تزني -!!- البنت هناك جسدها يختبر 20 رجلا و لا داع للسؤال عن الاثار النفسية لهذا فهي أكبر من أن توصف ، المضحك أن البنات يرون هذا شئ عادي و لا مشكلة فيه (مما يؤكد أن كل شئ بالتعود سواء الجنس او الدين أو حتى نمط حياة) ، إنبهرنا و لم نصدق فوراً ثم سألت بعض الرفاق القدامي من القليوبية فضحكوا على من يسمي نفسه باحث و سياسي و لا يعرف تجارة اللحم الحلال !!
*سألت شيوخ بلدتي فقالوا هذا حرام و هي تجارة و حين قلت فلتمنعها الدولة قالوا لا فهي لا تخالف الشريعة -!!- سألت عن التناقض فقالوا الاجراءات شرعية و الزواج بولي الامر لكن الامر كله مكروة ، طب مكروة و لا حرام فارتبك من ارتبك و قال مكروة من قال و صمت من صمت ، لاحقا قرأت رفض السلفيين وجود مادة من الاتجار بالنساء بالدستور و فهمت السبب فهم كأي مريض نفقسي يريد فتيات صغيرات و طبعاً الدستور يمنع الاتجار و هذا يخالف شريعة الجزيرة العربية التي تسمح بالزواج من الاطفال و ترفض أي بحث علمي ينفي القصة الدينية التي تروج لهذا ، بكل بساطة الدستور ممنوع من مخالفة شرع الله الذي لا يمنع كما يرونه في انتهاك الاطفال و تحويل فتيات الى عاهرات برخصة شرعية ، الذي يبكيك أن الفتيات كما أسلفت بتن يرونه شئ عادي و لا مشكلة فيه و زوجها الاخير في سلسلة الرجال لا يهمه لأن أخته مثل زوجته أيضاً تتزوج أكثر من دستة و كله لا يخالف شرع الله.
*هل البنات بهذه المنطقة و غيرها يختلفن عن الجارية بالصورة الموجودة بالمقال؟
في الماضي و لأن الاسلام لم يمنع تجارة الرقيق و باتت تجارة مزدهرة بعهد الراشدين و الامويين و العباسيين و العثمانيين كان من الطبيعي وجود بشر للبيع..
في الماضي و لأن عورة الجارية كعورة الرجل كانت الجارية تعرى بالاسواق بما لا يخالف شرع الله و يأتي المشتري ليعاين الجسد ثم يشتري بما لا يخالف شرع الله و حين ينتهي ربما يهديها لصديق له هدية مردودة لاحقا بإنسان جديد و كله لا يخالف شرع الله..
أما اليوم فتجارة البشر المحللة بشريعة الجزيرة العربية العصرية ترتدي ثوب الزواج ، طبعا القانون يمنع زواج اقل من 18 سنة فلا مانع من الغاء القانون ، الدستور يريد الكفار كتابة ما يمنع شرع الله فيه فلنوقف تلك المواد لنستمتع المتعة الشرعية باللحم الوارد من مصر لعله يطفئ نار كراهية علقة الموت التي قام بها ابراهيم بن محمد علي ضدهم ، تجارة البشر دعارة رسمية بما لا يخالف شرع الجزيرة الوهابية و من يعترض فهو يعترض على الله..
إنها تجارة..و دعارة.