الأربعاء، أغسطس 22

صحف تكدب وشعب يصفق

نوار الباهي قدوة الصحافيين المزيفين ولوى وفاة بوضياف مما منح مدرسة لقتل الصحافيين الجامعيين





الحكم صدر في محكمة خاصة أنشئت لإصدار حكم واحد نافذ غير قابل للاستئناف
القصة الكاملة لحادثة إعدام العقيد شعباني
في الجزء الثاني والأخير من شهادة عبد الرحمن شعباني أخ العقيد محمد شعباني يتطرق إلى حادثة إعدام شقيقه وعلاقته برجال السلطة آنذاك، وكيف خطط بن بلة لعزله كقائد لمنطقة الصحراء، وكيف اكتشف شعباني الخديعة، ماذا فعل في مؤتمر جبهة التحرير سنة 1964, ووقوفه إلى جانب خليفة عبد الحميد بن باديس على رأس جمعية العلماء السيد البشير الإبراهيمي، كما يتطرق عبد الرحمن بالتفصيل للعلاقة غير الودية التي كانت تربط أخاه بالعقيد احمد بن الشريف والتي تعدت حدود المعقول··أشياء كثيرة تحدث عنها عبد الرحمن من شأنها إعادة فتح النقاش حول مرحلة ما بعد الاستقلال ··
بقلم عبد الرحمان شعباني *
'' الجــريمة من وجـهة نظـر الجـاني ''
بالرغم من ثبوت إعدام شعباني إلا أن الجناة ما فتئوا يختلقون الأعذار لمراوغة التاريخ، ومن أشهر هذه المراوغات ما قدمه بن بلة وبومدين من تصريحات حول أسباب تمرد شعباني، وقد تكفل الكثير من الرجال لدحض هذه المغالطات منهم العقيد زبيري كما سنرى ·
تصريحات بن بلة :
أ: ( أرجع فيها أسباب ذلك إلى أكذوبة محاولة فصل الصحراء، كما جاء في تصريحه الذي أدلى به إلى الصحفي المصري لطفي الخولي في شهر ديسمبر 1964 بالقاهرة حيث قال: > إذا كان الحكم بالإعدام على شعباني ونفذ فيه الحكم رميا بالرصاص (بساعتين فقط بعد أن صدر الحكم) فذلك يعني أننا نمتلك الدليل على أن هذا الأخير كان يخطط لفصل الصحراء عن بقية الجزائر بمساعدة فرنسا <· ب: (وكان صرح بنفس الأكاذيب، عندما وصف العقيد شعباني في خطابه ليوم عيد الاستقلال (05/1946/07) بأنه رجعي ومتشبث بأخلاق البشاغة بن قانة، وإنه ملك الكثبان الصحراوية، وليعلم القارىء فإن بن بلة عند ما زار بيت الله الحرام قام بزيارة عائلة آل سعود ليطلب منهم الاعتذار عن شتمهم والاستخفاف بعمائمهم · ج: (وفي 20 أوت 1964 عندما توجه فتحي الديب رجل الاستخبارات المصرية إلى الجزائر بناء على تكليف للوساطة بين بن بلة وخيذر(06)، لإطلاعه عن فحوى المحادثات التي أجراها مع خيذر، ولما طلب هذا الأخير منه العفو لصالح المعارضين المسجونين وكان رده كما ينقله الديب (7) أما بالنسبة لرجاء خيذر بشأن شعباني وزملائه، فأورد أنه سوف يحاكمهم خلال الأسبوع القادم، وإذا حكم عليهم سيقوم بإعدامهم، خاصة بعد حصوله على المستندات التي تدينهم بمحاولة قلب نظام الحكم، موضحا أن خيذر نفسه، الذي يدعي بعدم وجود علاقة له بالتآمر والمؤامرات، أحد هؤلاء المتآمرين · واستطرد الأخ أحمد ليطلعني على أسماء التشكيل الوزاري الذي كانوا يزمعون إعلانه بعد تنفيذهم لحركة إنقلابهم، وكانت: (08 ) فرحات عباس: رئيسا للجمهورية خيذر محمد: رئيسا للوزراء محمد بوضياف: وزيرا للداخلية حسين آيت أحمد: وزيرا للخارجية محمد شعباني: وزيرا للحربية عمر ارزقان: وزيرا للعمل توفيق المدني: وزيرا للحبوس أحمد فرنسيس: وزيرا للمالية وللعلم فإن عبد الناصر كان له الثقل الكبير في حصول الجريمة، التي اقترفت مع سبق الإصرار في حق العقيد شعباني، فبن بلة لا يمكنه أن يتخذ مثل هذا القرار دون الرجوع إلى سيده بمصر، الذي عرف بدوره بأستاذيته في التصفيات الجسدية لمعارضيه (09) وهو الذي صرح إلى تلفزيون مصر في عام 2006 أن أمنيته أن يدفن في القاهرة، وكيف لا؟ وقد تمنى أن يصبح العلم الجزائري مجرد نجم يضاف على علم الجمهورية العربية المتحدة · ولا عجب أن يكون فتحي الديب على علم بحكم الإعدام في حق شعباني، منذ يوم 20 / 08 / 1964 أي قبل أن تنعقد المحكمة ببضعة أيام 0 2 / 09 / 1964 كما كان مصدقا لبن بلة، فعندما عرض تقريره عن المهمة لرئيسه عبد الناصر قال له: >من البديهي أن خيذر يتعاون مع المعارضة التي أعطاها جزءا من الأموال··· وكان هدفه من وراء مطالبتنا بالتوسط بينه وبين بن بلة هو الظفر بتعاطفنا من أجل تسوية قضية الأموال ومن أجل إنقاذ شعباني المتواطيء معه في الانقلاب المبرمج<؟ ! أما ما صرح به بومدين (رئيس مجلس الثورة) حول هذه القضية في حواره مع لطفي الخولي فقد تنصل من المسؤولية >فجاء فيه<: بن بلة هو الذي دفع الأخ شعباني إلى هذه الغاية المأساوية، إلى الموت فخلال سنة كاملة بذل بن بلة كل ما بوسعه من أجل تأزيم العلاقات بين قيادة الأركان وشعباني قائد الناحية الرابعة (الصحراء)، ثم عين بن بلة بعد ذلك العقداء شعباني، الزبيري وأنا شخصيا أعضاء في المكتب السياسي، وهم كلهم مسؤولون عن قيادة الجيش (ما يشبه قيادة جماعية على رأس الجيش)، ثم يضيف بومدين قائلا: >وبموجب هذا القرار كان بن بلة يريد وضع حد لوجود شعباني كقائد ناحية على الصحراء وتعيين شخص آخر بدله، إلا أن شعباني كشف خديعة بن بلة ورفض الالتحاق بالمكتب السياسي<، (راجع لطفي الخولي) عن الثورة في الثورة وبالثورة، صفحة 80 إلى .82 فكما يلاحظ فإن بومدين أراد أن يبعد الأضواء عنه كأنه لم يكن الصانع الفعال في الساحة السياسية والعسكرية للجزائر وللرد على هذه المغالطات فإن تصريح الطاهر الزبيري قائد الولاية الأولى (الأوراس) يمكنه أن يلقي الأضواء على أسباب الجريمة، فقد جاء في تصريحه في جريدة >لوسوار دالجري < (gérielLe Soir d'a) 13/1990/10 إن شعباني الذي كان يتوفر على ثقافة واسعة، كان يرفض أن يرى ضباطا من الجيش الفرنسي يتقلدون مناصب مسؤولية أخرى غير المسؤوليات التقنية، وكان ذلك أحد الأسباب التي جعلته يختلف مع بومدين· والواقع أن شعباني عندما تناول الكلمة بمؤتمر جبهة التحرير في أفريل ,1964 طالب بإلزامية تطهير الجيش من العناصر المندسة المعروفة بولائها لفرنسا الاستعمارية؟ ! علاوة على رفضه حل جمعية العلماء، ووضع رئيسها الشيخ البشير الإبراهيمي تحت الإقامة الجبرية، ولا ننسى أن شعباني كان من طلاب جمعية العلماء بقسنطينة قبل أن يلتحق بالثورة إثر النداء الذي وجهته جبهة التحرير الى الطلبة يوم 19 ماري 1956 وإمعانا في أعماله >الشنيعة< جعل بن بلة من وزارة الأوقاف مجرد هيئة خاضعة لآوامره، حيث كانت أشبه ما تكون بهيئة دينية في خدمة السلطة، ولم يمنعه إنشاء هذا الهيكل الديني، من الذهاب إلى موسكو وتسلم جائزة لـنين (هذه ميدالية مخصصة لعظماء الشيوعية)، ومن اختيار بدلة ماوتسي تونغ (برقبتها الغريبة) لباسا مفضلا له، كما أعطى إسم شي غيفارا لأحد الشوارع الكبرى بالجزائر العاصمة، أما إسم الشهيد العربي التبسي فقد أعطي لإحدى الأزقة الصغيرة ببلكور؟ ! هكذا فعل بن الشريف بشعباني ومن جهة أخرى فيمكننا معرفة الأسباب الحقيقة للحكم على العقيد شعباني من خلال سلوك العقيد بن شريف مع شعباني منذ بداية اعتقاله، فمثلما جاء على لسان شعباني قبل ساعتين فقط من الوقوف أمام قتلته، والتي أسر بها إلى أحد الرفقاء وهو الرائد خير الدين، وهذا بالسجن العسكري بسيدي الهواري، كان فحواها: >عندما أوقف العقيد شعباني حوّل من بوسعادة إلى الجلفة على متن سيارة من نوع لاندروفر وهو مكبل اليدين وملقى على بطنه (أشبه ما يكون بكيس)، في حين كان إبن خادم فرنسا يتقدم القافلة العسكرية في سيارة من نوع S بالاص واضعا كلبيه من نوع الكلاب الألمانية بالمقاعد الخلفية للسيارة، هي ذات الطريقة التي كان يعامل بها الأسياد الكولون المواطنين الجزائريين (الأنديجان )!
وكما يقال تزول الجبال ولا تزول الطبائع، لما وصل إلى الجلفة وهو لا يزال مكبل اليدين، طلب شعباني أن يأتوه بفنجان قهوة، فكلف أحمد ابن الشريف جنديا بتلبية هذا الطلب وأمره بسكب القهوة على وجه العقيد شعباني، وأن يقول له بأن هذه هدية من عسكري سابق في الجيش! فهل هكذا يتصرف أحد نبلاء >الجواد<؟ وللعلم أيضا لم يغادر ال عقيد بن الشريف مدينة وهران إلا بعد أن تأكد، بنفسه، بأن شعباني قد لفظ أنفاسه الأخيرة، وهو الذي لم يبلغ سوى 30 سنة من العمر في صبيحة ذلك اليوم الموافق لـ 3 سبتمبر ,1964 وهو سلوك غير غريب عن العقيد فنحن نعلم أنه >حضر< في تونس عملية إعدام عقداء النمامشة العموري، نواورة وعواشرية، وقد رأى ـ على الأقل ـ كيف مات العقيد السعيد عبيد بمكتبه أثناء أحداث العفرون (تمرد الطاهر الزبيري) وكان معه حينها سليمان هوفمان؟ ! وبتاريخ 04 / 09 / 1960 نشرت جريدة الشعب في صفحتها الأولى المرسوم المتعلق بالعفو على السيد زنادي الذي اغتال محمد خميستي وزير الخارجية، وجاء في نفس الصفحة الإعلان عن إعدام العقيد شعباني؟ ! وكان الطاهر زبيري الوحيد الذي احتج على المصير الذي حدد لشعباني، لكن بومدين طلب منه ألا يفعل أي شيء من شأنه تغيير رأي بن بلة ومنح العفو عنه · أما فيما يخص المحكمة العسكرية التي كان مقرها السجن العسكري بوهران، فما كان يجهله العقيد هو أن هذه المحكمة، أنشئت خصيصا لإصدار حكم واحد فقط، حـكم غير قـابل للاستئناف ونــافذ في الحين، ونظن أن هذه المحاكمة تجد مرجعيتها في المرسوم (26 / 09 / 1842) الذي أنشأ المحكمة العسكرية، تعتبر أحد الفظائع القانونية، التي كانت تطبق في المناطق العسكرية، وهكذا فإن التاريخ يعيد نفسه، ولكن بشكل مأساوي · ولكن هل يعقل أن يفتخر العقيد بالحديث عن هذه المحكمة، التي عين بومدين أعضاءها وهم: >أنتم يا ابن الشريف، الشاذلي بن جديد، بن سالم عبد الرحمان وهو رجل أمي، ودراية قابض بحافلة نقل كانت تربط بين سوق أهراس وعنابة، أما رئيس المحكمة، أي زرطال فلم يكن له حق الكلمة، كانت هذه هي المحكمة >الحقيقية<، بدون محام ولا شهود، وكانت تتكون من أعضاء يخضعون لأوامر تملى عليهم، فقد كان حكم صادر في حق من كان عضوا في المكتب السياسي، وهذه العضوية بحد ذاتها لا تسمح بمحاكمته من طرف محكمة عرفية، كما أن هذه العضوية لا تنزع إلا من طرف المؤتمر · إن خروقات بن بلة للقوانين الاساسية للحزب و للدولة كانت فضيعة، إلا إنه هو من صادق على الدستور في قاعة سينما >LEMPIRE< في غياب البرلمانيين، وفي غياب فرحات عباس رئيس البرلمان · ألا تعلم انه عندما تم القبض عليه يوم 20 أكتوبر ,1960 قد سلم نفسه بلا قتال من خلال وضع لباسه (····) على فوهة البندقية في شكل راية بيضاء، ومع ذلك نحن نعتقد أن ذلك شكلا من أشكال الدعاية الرامية إلى تثبيط عزيمة المقاتلين الثوار · ليعلم سيد ابن الشريف، أن ابن بلة قال للتي ستصبح زوجة له فيما بعد في اليوم الذي أوقف فيه من قبل جماعة 19 جوان ,1965 وهو يكابد وحدانيته، أن صورة العقيد شعباني ما فتئت تلازمه، فهذا الأخير تعرض على الأقل لوخزة ضمير أشبه ما تكون بندم قابيل الذي ظل يلازمه إلى غاية قبره جراء الجرم الذي اقترفه في حق شقيقه هابيل · وأعلمكم أن حسين ساسي رفيق درب شعباني، لم يفرج عنه بسبب صغر سنه، كما صرحتم، حيث حوّل من السجن العسكري بوهران إلى سجن الكدية بقسنطينة، مثل جغابة، الطاهر لعجال، السعيد عبادو بصفتهم نوابا في أول مجلس وطني شعبي، وبالطبع ذلك كله بعد اغتيال شعباني · لم يفرج عن رفقاء شعباني إلا بعد انقلاب 19 جوان ,1965 بما في ذلك حسين الساسي، الذي كان مندوب الولاية السادسة في مؤتمر طرابلس، حيث لم يكن يفصل بينه وبين بومدين، الذي كان جالسا إلى جنب بن بلة، إلا مقعدا واحدا فقط، وعليه فقيمة الرجال لا تحسب بعدد السنوات (أنظر صيف الفتنة لـ >علي هارون، الصفحة 14 ، 15، 16 )!
ألا تعلمون ما قاله فرحات عباس عن هذا المؤتمر، الذي أثنيتم عليه، وأنت تبكي أمام جنود الولاية الرابعة بعد أن فكوا قيودك وطردوك من ولايتهم، حيث قال فرحات عباس >لقد تحدثنا كثيرا عن مؤتمر طرابلس وقد كنت من المشاركين فيه، والحقيقة أن هذا المؤتمر كان مجرد مؤتمر لتصفية الحسابات في أقبح صورها الاختتام< كما صرح فرحات عباس· وحتى ينعقد المجلس فإن العقداء الثلاث وباسم الحكومة المؤقتة، استدعوا مرؤوسيهم، بما فيهم بقية العقداء، ودام المجلس قرابة 04 أشهر، مع توقف أحيانا لمدة 20 يوما (وانعقدت تحالفات وإخفاقات أثناء ذلك) تلاه اجتماع المجلس الوطني للثورة الجزائرية ودام الاجتماع كله لمدة فاقت 4 أشهر · وذلك لتعيين حكومة مؤقتة متفق عليها يرأسها فرحات عباس (الأقل انتظار في هذه الظروف)، لم يتضمن جدول الأعمال هذا المؤتمر مشكلة الولاية السادسة، ولم تكن الولاية السادسة ممثلة في هذا المجلس، كما دلت عليه وثيقة الحضور، ومن دون أي تعليق· والكل يعرف الأسباب: مجلس ولائي جديد لم يصادق عليه بعد، لكن سيصادق عليه فيما بعد · تدخل العقداء وشهادة بن بلة القرار الوحيد الذي صدر عن الحكومة المؤقتة المتعلق بالتقسيم الإداري هو ضم الجزائر العاصمة إلى الولاية الرابعة وهذا بتاريخ ,12 / 06 / 1961 ولتمكين القراء أو الباحثين في تاريخ الثورة من استفسارات، فهذا الموضوع يعد فيما يلي: العقداء العشرة الذين حضروا المؤتمر المنعقد في الفترة الممتدة من 16/12/1959 إلى غاية 18/01/1960 وهم : - كريم بلقاسم، عبد الحفيظ بوصوف، عبد الله بن طبال ممثلو الحكومة المؤقتة ولكن في حالة صراع (محمدي السعيد) قيادة العمليات العسكرية شرقا (بومدين) قيادة العمليات العسكرية غربا، ( لخضر عبيدي) الولاية الأولى، (علي كافي) الولاية الثانية، (يازروان السعيد(الولاية الثالثة)، دهيلس سليمان (الولاية الرابعة)، العقيد لطفي بن علي دغين (الولاية الخامسة )· أدى هذا التدخل المكثف للعقداء في أمور السياسة إلى انعقاد مؤتمر وطني للثورة الجزائرية متكونا من العسكر، مما دفع بالرئيس بن خدة بالقول إلى اعتبار تعيين أعضاء المجلس الوطني للثورة من طرف العسكر لوحده بمثابة انقلاب· وفي هذه الظروف يحتاج الإنقلابيون إلى دعم وليس الإقدام على ذلك ضمن الانقسامات كما يظن ابن شريف · بعد إطلاع العقيد لطفي على الانقسامات الخطيرة بين العقداء التاريخيين الثلاثة إبان صائفة 1959 من أجل المناصب (مناصبهم ومناصب مناصريهم) اقترب من فرحات وأخبره بمخاوفه فقال (10 ): > جزائرنا في خطر ستضيع بين أيادي العقداء، لنقولها الأميين، فقد لاحظت عند أغلبيتهم تصرفات بطرق فاشية، يتمنون كلهم أن يكونوا سلاطين يتمتعون بحكم مطلق· فوراء،خصوماته، كما يضيف، أرى خطرا كبيرا يتربص بالجزائر المستقلة، فهو لا يتوفرون على أبجديات الديمقراطية، ولا الحرية ولا المساواة بين المواطنين· فهم يحتفظون بالقيادة التي يمارسونها، والشغف بالسلطة والشمولية ، فكيف ستصبح بين أيديهم ؟· فعليك أن تفعل شيئا قبل فوات الأوان، شعبنا مهدد< (10) كان العقيد لطفي متخوفا على الجزائر المستقلة، ولذلك تمنى الشهادة في الجبال قبل الاستقلال، ولأنه كان صادقا في طلبه فقد نال العقيد لطفي الشهادة يوم 30/03/1960 بنواح بشار وهذا شهرين بعد مؤتمر طرابلس الأول · وقد أدلى شهيد آخر بنفس التصريح إلى العقيد بيجار Bigeard ساعات قبل مقتله، ألا وهو العربي بن مهيدي، حيث قال: >حينما نصبح أحرارا ستحدث أشياء فضيعة، سننسى آلام شعبنا من أجل المناصب، سيحدث صراع من أجل السلطة، وبالرغم من أننا في أوج الحرب فالبعض يفكر في ذلك··· نعم أتمنى الموت في ساحة الوغى قبل النهاية< ولعل ابن مهيدي تذكر الاعتداء الذي تعرض له من طرف بن بلة بالقاهرة عام ,1956 لأنه ذكر بن بلة الذي اتصل بعبد الناصر بمفرده، بمبدأ العمل الجماعي الذي خرقه · إن الانجذاب المطلق نحو السلطة هو الذي حدد خيارات قادتنا، الذي كانوا محاطين بالمتزلفين، الذين هم مستعدون لخدمة أنفسهم· ويعتبر ابن شريف مثالا صارخا لهؤلاء المتزلفين، حيث أفرط في استغلال منصبه بعد ترقيته كقائد أول لسلك الدرك، وكانت ممارساته في غاية العنجهية حيث لم يتحرج في استخدام أي وسيلة لتحقيق أغراضه · وقد كان هناك العديد من الذين ساروا على دربه إبّان الحكم المزودج لبن بلة وبومدين، حيث اقترنت عبادة الأشخاص والمغامرة بالديكتارتورية والشمولية · وفي الختام نذكر بما قاله بن خدة (11) من أنه بعد حصول البلاد على استقلالها تم وضع وثائق الأرشيف التابعة لجبهة التحرير الوطني في شاحنة وسلمت هذه الوثائق لقيادة الأركان لتحويلها إلى الجزائر، لكنها لم تصل أبدا إلى وجهتها، ووجد الجزء الأكبر منها في الأرشيف بفرنسا · ويقول بعض >المتحاملين< أن هذا الأرشيف يتضمن وثائق تسيء لبعض العائلات والأسماء المعروفة بولائها لفرنسا الاستعمارية، وهي تحتل مسؤوليات سامية داخل المؤسسات الأكثر حساسية في الدولة الجزائرية الناشئة · ومن بين هذه الوثائق نذكر البرقية التي أرسلها العقيد شعباني إلى الحكومة المؤقتة والى قيادة الأركان هذا هو مضمونها:> منذ الإعلان عن الاستقلال شرعت عناصر مسؤولة تقول أنها موكلة من قبل الحكومة المؤقتة في خلع مناضلين من مناصبهم، وهم مناضلون ساهموا في الكفاح الثوري وتعويضهم بأشخاص آخرين كانوا اعداء للشعب·· قف·· وهذا يجري في بعض المدن لبعض الولايات··قف·· يجب علينا لفت انتباهكم إلى الخطورة الملحة لهذا السلوك، الذي لا يثير سوى غضب السكان···قف·· وإذا ما تواصل هذا الأمر··قف·· نخشى فقدان ثقة الشعب··قف·· مما يعني فقدان تأييده في الاستفتاء القادم··قف·· أخويا··قف < تاريخ وساعة الإرسال: 19 أفريل 1962 على (545 · 483 ، Nr) 50 · 12Z تاريخ وساعة استلام البرقية 24 : أفريل 1962 على الساعة 0023 التوقيع: كاتب الشفرة مدني تأشيرة رئيس مركزالتنظيم بتونس ترى لماذا وجدت هذه البرقية ضمن وثائق الأرشيف الفرنسي، فهل هذا يعني أن جيش الحدود كان مخترقا بشكل واسع جدا؟ ! الهوامش 6 يذكر فتحي الديب في مذكراته أنه تلقى تعليمات يوم 16 أوت 1964 للاتصال بالسيد خيذر· وبالفعل تم هذا اللقاء بتاريخ 18 أوت 1964 بمدينة >لوزان< بسويسرا، وبعد أن ندد خيذر بالصحافة المصرية، وبالذات جريدة الأهرام، التي نشرت وأعادت نشر لمدة ثلاث أيام متتالية خبر سرقة الأموال التابعة للثورة الجزائرية، محملة إياه مسؤولية ذلك، وقد اشتكى السيد خيذر لفتحي الذيب (وهذا دائما حسب رواية فتحي الديب) وصف لمعارضي بن بلة بالإسفاف، خلال خطاب له بتاريخ ,23 / 07 / 64 بمناسبة ذكرى خلع الملك فاروق من عرشه يوم 23 يوليو 1952 من طرف العسكر · ومن جهته، أوضح خيذر أن: >اتحاد المعارضة< كان ينوي تسخير جزء من الأموال ووضعها تحت تصرف المعارضين من أجل الاطاحة ببن بلة· وقد سبق له أن رفض المساهمة التي اقترحها عليه الحسن الثاني من أجل مقاومة بن بلة، لأن هذا يعني خيانة الشعب الجزائري بالتعاون مع عدوه· وطلب خيذر من فتحي الذيب تبليغ بن بلة بالإفراج عن القادة المسجونين الثلاثة: شعباني، خبزي وعبد الرحمان فارس (رئيس اللجنة المؤقتة للدولة الجزائرية) فتحي الذيب، عبد الناصر وثورة الجزائر، القاهرة، دار المستقبل العربي 1984 ، .624 7 - نفس المرجع، نفس الصفحة · 8 - نفس المرجع، ص .625 9 - ويمكن الرجوع إلى تصريحات زوجة الجنرال عامر المساعد الأيمن لعبد الناصر، فيما يخص اغتيال زوجها من قبل مصالح المخابرات المصرية للاحتفاظ بالسرية حول أسباب هزيمة حرب 1967 10) 283 - 282 / ,p263 - 264 Ben Khada (11,Ferhat Abbas يي



''الخبر'' تتحصل على الملف الذي أطاح بوالي البليدة الجنرال شلوفي وبن شيكو وقصة 185 هكتار
هذه القضية كانت بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس فيما يعرف بفضائح والي البليدة السابق بتواطؤ مع رجل الأعمال عبد المجيد بن شيكو، الذي استفاد من انتفاء وجه الدعوى في قضية فضائح ولاية البليدة بسبب الوفاة· فوالي البليدة السابق، محمد بوريشة، تنازل عن أراض فلاحية واسعة لصاحب شركة ''سيفاكو'' الجزائر الكائن مقرها ببلدية حيدرة بالعاصمة، والتي يملك أغلب أسهمها عبد المجيد بن شيكو وعدد من الشركاء الفرنسيين والبلجيكيين إضافة إلى أبنائه· تعود أطوار هذه القضية، حسب الوثائق المتحصل عليها، إلى سنة 2000 عندما تقدم كل من عبد المجيد بن شيكو والجنرال المتقاعد مصطفى شلوفي وكذا عبد الكريم ماضوي بطلب لمصالح الفلاحة قصد تمكينهم من استغلال أراض تتربع على مساحة 185 هكتار بينها 44 هكتارا ببلدية الشبلي و145 ببلدية بوينان، وهو الطلب الذي تم إيداعه لدى مصالح الوزارة بتاريخ 10 جوان 2000، وحظي بموافقة من طرف مصالح وزارة الفلاحة حينها والتي راسلت بدورها الوالي السابق، محمد بوريشة، تطلب منه التنازل عن القطعة الأرضية لصالح الشركاء الثلاثة قصد تمكينهم من إنجاز مركز وطني لتربية الخيول والفروسية· ومباشرة بعد تلقي والي البليدة لمراسلة وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، وافق على الطلب والتنازل عن الأراضي الفلاحية لصالح الشركاء الثلاثة، كما وافق صندوق الاستثمار المحلي ''الكالبي'' في شهر جويلية 2000 على الطلب أيضا من خلال القرار رقم 34، بعد استيفاء الشركاء الثلاثة لبنود دفتر الشروط المحدد لهم· غير أن الذي حدث بعد ذلك هو أن عبد المجيد بن شيكو قدم القانون الأساسي للشركة التي يديرها والتي يقع مقرها بحيدرة ويتشكل أغلب الشركاء من أجانب بينهم ''شركة سيفادو'' البلجيكية، بلجيكيان وهما بوستون فيليب واندري أوجان، وشريك آخر فرنسي وهو بارسيو بريمو وهي الشركة التي أنشئت بتاريخ 6 ديسمبر .1999 وقد اكتشفت مصالح الأمن هذا الأمر، حيث اتصلت بالسيد ماضوي عبد الكريم الذي أكد لمصالح الأمن أن بن شيكو قام بمراوغتهم وقدم ملف الشركة التي يديرها من أجل الاستحواذ على الأراضي الفلاحية الموجهة لإنشاء مركز لتربية الخيول والفروسية، ما دفعه لمقابلة والي البليدة السابق، محمد بوريشة، وطلب منه إلغاء القرار الخاص بالتنازل عن القطعة الأرضية لفائدة شركة ''سيفادو''، أما بن شيكو فقد قام بتحرير عقد آخر تضمن أسماء الشركاء عبد الكريم ماضوي وعبد المجيد شلوفي وشريك آخر وأبناء بن شيكو وهما أمين ونسيمة· غير أن الذي حصل بعد ذلك أن بن شيكو لم يقدم العقد الجديد بل احتفظ بالعقد القديم للشركة التي يديرها والتي يشترك فيها مع عدد من الأجانب· وقد أصدر والي البليدة محمد بوريشة قرار تنازل آخر بتاريخ 28 أكتوبر 2004، يحتفظ بنفس الشركة ''سيفاكو '' كمالكة للأراضي الفلاحية· هذا الأمر اعتبره الجنرال مصطفى شلوفي والعقيد السابق بالجيش الوطني الشعبي عبد الكريم ماضوي بمثابة مساس بالسيادة الوطنية على أساس أنه لا يحق لأجانب امتلاك أراض فلاحية جزائرية، وهو ما دفعهم إلى إيداع شكوى لدى محكمة البليدة للمطالبة بإلغاء عقد التنازل، إلا أنه بعد ستة أشهر من التردد على أروقة المحكمة، فصلت هذه الأخيرة بعدم الاختصاص·أمام هذا الأمر لجأ الشريكان مصطفى شلوفي وعبد الكريم ماضوي إلى إيداع شكوى لدى مصالح الدرك الوطني بالبليدة، التي فتحت تحقيقا في القضية واكتشفت خيوط هذه الفضيحة وكيف أراد عبد المجيد بن شيكو الاستحواذ على أراضي الشبلي وبوينان وإشراك أجانب في ذلك، كل هذا وقع بأوامر من والي البليدة السابق، لتكون بذلك الانطلاقة في فتح ملف العقار بالبليدة· وقد أحيلت هذه القضية على المحكمة العليا للفصل فيها في إطار ما يعرف بفضائح الوالي السابق، وقد استمع المستشار المحقق للجنرال المتقاعد مصطفى شلوفي والعقيد المتقاعد عبد الكريم ماضوي، في حين استفاد بن شيكو من انتفاء وجه الدعوى بسبب الوفاة·

لعيايدة ينفي تعهده بإيصال ''خارطة صلح'' إلى الجبل ويكشف لـ''الخبر''''المغاربة طلبوا مني تجنيد عناصر من البوليزاريو في الجيا'' مستعد للتوسط لدى المسلحين لكن بشروط
قرر لعيايدة رفع الستار عن جزء من ملف تواجده بالمغرب، الذي يشاع أنه تنقل إليه في 1993 للقاء جزائريين أفغان، بعد فترة قصيرة من توليه قيادة الجماعة الإسلامية المسلحة، حيث ذكر في لقاء مقتضب مع ''الخبر'' في بيته ببراقي جنوبي العاصمة، أن السلطات المغربية ''سعت من أجل إقناعي بالبحث عن طلبة صحراويين يدرسون في جامعات الجزائر، وينتمون إلى التيار الإسلامي، بغرض تجنيدهم في الجماعة الإسلامية المسلحة· على أن أطلب من هؤلاء الصحراويين، بعد فترة، الانتقال إلى مدينة العيون''· وتابع ذات المصدر: ''وحسب المخطط الذي رسمه المغاربة، سيتعرض الصحراويون الملتحقون بالجيا للاعتقال في عاصمة الصحراء الغربية وتوجه لهم تهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية جزائرية· وطلبوا مني أن أعترف بذلك في وسائل الإعلام، ويصور الصحراويون وجبهة البوليزاريو على أنهم إرهابيون''· وأفاد لعيايدة، الذي يقول إنه خضع لـ''مساومات كثيرة في المغرب''، أنه رفض الانخراط في الخطة المغربية ''ولهذا السبب قرروا تسليمي إلى سلطات بلدي·· هذا فيض من قيض في فترة أربعة أشهر قضيتها في القصر الملكي المغربي· ولا أريد الإفشاء عن أشياء أخرى حتى لا يقال إنني أصب الزيت على النار، أو أنني ساهمت في زيادة حدة التوتر بين البلدين''· ووعد لعيايدة بالحديث عن تفاصيل تواجده بالمغرب ''لما تتهيأ الظروف''· يشار إلى أن وزير الدفاع السابق، اللواء خالد نزار، كتب في مذكراته أنه تنقل إلى المغرب بنفسه لتسلم أمير الجيا، فيما يذكر لعيايدة أن نزار أحيل على التقاعد في 25 جويلية ,1993 وأن ترحيله تم بعد أسبوع من ذلك أي في 02 أوت· ويقول إنه التقى نزار في الجزائر وليس في المغرب·وقد جرى اللقاء مع لعيايدة أصلا، للحديث عن دور مفترض له في مبادرة لعلاج الأزمة الأمنية اقترحها عضو في جمعية العلماء المسلمين، سماها ''خارطة صلح''· غير أن لعيايدة، الذي غادر السجن في إطار المصالحة، حرص على التأكيد بأنه لم يتعهد بالسعي لدى المسلحين لإقناعهم بقبولها· وقال في الموضوع: ''لا أملك ناطقا باسمي ولم يتصل بي أي شخص ليطلب مني ذلك''، في إشارة إلى تصريحات نقلتها ''الخبر'' السبت الماضي عن عضو بجمعية العلماء يدعى الشيخ عبد الفتاح، أعد ''خارطة صلح'' وقال إنه سلمها إلى لعيايدة وعلي بن حاج وإلى مصالح الأمن، وذكر أنه يدعو أمير الجيا السابق لإيصالها إلى الجماعات الإرهابية في الجبال·وأوضح عبد الحق لعيايدة أن عبد الفتاح الذي كان عضوا في الجيا، ''ترك وثيقة المبادرة عند شقيقي لكنه لم يستشرني في مضمونها وهي في الحقيقية كلام في كلام''· وسئل إن كان مستعدا للعب دور تجاه المسلحين لو طلب منه ذلك، فقال: ''مستعد لكن بشروط، أهمها أن يفوضني المسلحون بأنفسهم لأتحدث باسمهم، وثانيا أن تمنحني السلطات التفويض يسمح لي بالصعود إلى معاقلهم على ألا يتم ذلك قبل استشارة الشيخ علي بن حاج وبعض الذين يحبون الخير للبلاد''· وأكد أيضا أنه على استعداد لإيصال مبادرة من السلطات تندرج في نفس الإطار ''إن كانت لديها مبادرة''·ويعتقد لعيايدة أن لديه ''مكانة'' أو ما يشبه الحظوة لدى أفراد الجماعة السلفية، توفر له نجاح المهمة المفترضة·



المصدر :الجزائر: حميد يس2007-08-22

الصحفي السعيد جاب الخير :
اتهموني بالشيعي والشيوعي ويا ليتني كنت صوفيا
أحب أن أختلي بنفسي حتى لا أرى ولا أحاور سوى الـ>هو < أجاب الصحفي السعيد جاب الخير الكثير على الكثير من علامات الاستفهام التي طُرحت بشأنه لاسيما في مجال التصوّف وإصداره للفتاوى رغم أنه ليس أهلا لها، كما تطرق لمشواره الإذاعي المليء بالتصرفات التمردية والتي أدت لتوقيف بعض حصصه··في هذا الحوار يتكلم السعيد عن تجربته في الخليج وفي الجزائر وغيرها من الأحداث التي طبعت مساره المهني ·· حاوره: ياسين بن لمنور أنت في الجزائر لقضاء عطلتك أم ثمة شيء آخر؟ جئت لقضاء العطلة، ومن الطبيعي أن ترافقها أشياء أخرى كما قلت ومن بينها رؤية زملائي وأصدقائي إضافة إلى المشاركة في الملتقى الدولي حول التصوف الذي يعقد في الجزائر مطلع سبتمبر المقبل · كيف كانت تجربتك في يومية >دار الخليج< الإماراتية؟ لم أجد أي مشكل في الاندماج مع أجواء جريدة >الخليج< التي تعتبر الجريدة رقم واحد في المنطقة، كما أنها تملك رصيدا كبيرا من التجربة المهنية بالنظر إلى الأسماء الكبيرة التي مرت منها، من جانب آخر وجدت أن الخليجيين عموما والإماراتيين على وجه الخصوص لديهم انطباع جيد حول الكفاءة المهنية للإطارات المغاربية وعلى الخصوص الجزائرية سواء في مجال الإعلام أو غيره · ما الفرق بين صحافة بلدهم وصحافة بلدنا؟ الصحافة الإماراتية والخليجية بشكل عام، أكثر حرصا في جانب الأداء المهني، وأنا هنا لا أتحدث عن المضمون بقدر ما أتحدث عن الشكل، أما في جانب المضمون فمن الطبيعي أن تختلف وتتفاوت هوامش الحرية من بلد إلى آخر بحكم اختلاف الأنظمة السياسية والمصالح العليا لكل دولة· ولا يخفى عليك في هذا السياق أن الإمارات العربية المتحدة دولة فتية وما تزال بحاجة إلى قدر غير قليل من التشجيع والدعم المعنوي للحالة المحلية في مختلف القطاعات، وما يحرك هذه الحالة الداخلية من إطارات وكفاءات· فالإمارات توجد الآن في حالة طفرة تنموية لافتة للانتباه وجديرة بالقراءة والدرس العميقين، ومعلوم أن مثل هذه الأوضاع لا تتحمل النقد وقد لا يكون النقد في مصلحة الطفرة التنموية الحاصلة هناك في جميع المجالات· ومن جانب آخر ألاحظ محدودية العناوين اليومية والأسبوعية الموجودة هناك بالمقارنة مع ما هو موجود هنا، هذا في الجانب الكمي ويبقى النقاش حول المضمون والنوعية، على أساس أن الصحافة هناك لا توظف غالبا سوى المحترفين على خلاف ما هو موجود عندنا · وهل أنت محترف؟ أتمنى ذلك يعني أنك استطعت التأقلم مع صحافة بلدهم بما أنك جئتهم بعد الخبرة التي اكتسبتها في صحافة بلدنا؟ لم يصادفني أي مشكل في التأقلم مع المشهد الإماراتي وصحافته، فقد تعرفت بسرعة إلى أهم الوجوه التي تحرك المشهد الثقافي هناك· أما في الجانب الإعلامي فإن الإماراتيين يستحسنون اللغة المغاربية أو المفردة المغاربية في الإعلام المكتوب· وهنا أذكر أن العديد من المثقفين والمسؤولين من المواطنين الإماراتيين والوافدين العرب وحتى المصححين في جريدة >الخليج< كلهم يشهدون على جمالية اللغة الإعلامية المغاربية· غير أن ثمة بعض الأساليب الإعلامية تستعمل عندنا بشكل عادي ويرفضونها هناك لأسباب تقنية لغوية ويكثر ذلك في المفردات النقدية، وهذا لا يعني أنها خاطئة بالضرورة، فقد يكون الصواب من الجهتين ويكون للمشارقة اختيارات أسلوبية ولغوية لا يحبذها الذوق المغاربي أو العكس·هامش الحرية في الكتابة متوفر؟ أتصور أنني أجبت على هذا السؤال ولكن أعود وأقول، إن مسألة هامش الحرية تبقى نسبية وينبغي أن تدرس بالنظر إلى الحالة الداخلية لكل دولة· وإذا كان ذلك واضحا فمن الطبيعي أن تتفاوت الحرية من بلد إلى آخر، وقد يكون هامش الحرية بسيطا ولكنه فاعل في المستوى الواقعي، وقد يكون الهامش واسعا كما يرى البعض عندنا ولكنه لا فاعلية له في المستوى الواقعي· أنا أقول : أعطني هامشا حقيقيا وفاعلا من الحرية حتى ولو كان ضيقا ولا تعطني هامشا واسعا من الحرية المزيفة التي تشبه شيكا يحمل مبلغا ضخما من المال لكنه من غير رصيد · ما هي خطوطهم الحمراء التي لا يمكن تجاوزها مهما بلغت درجة التفاوض؟ من المعلوم أن لكل دولة ولكل مؤسسة مصالحها، والخطوط الحمراء والخضراء والصفراء في كل بلد، ترسم على أساس المصالح العليا· ومن الطبيعي أن تضع دولة الإمارات خطوطا حمراء على كل ما من شأنه أن يؤثر سلبا على مسيرة البناء والتنمية المتحركة هناك· وعلى هذا توجد خطوط حمراء هناك كما توجد أيضا في الجزائر وفرنسا وأمريكا أيضا، ولا ينبغي أن نخدع أنفسنا بحكاية الحريات المطلقة أو الحريات التي لا تحرسها خطوط حمراء، لأن مثل هذه الحريات لا وجود لها فى عالم البشر كيف انتقلت إلى يومية الخليج··من كان الواسطة؟ تلقيت اتصالا هاتفيا من رئيس القسم الثقافي بالجريدة عياش يحياوي يعرض علي الالتحاق بهم· وكان الذي اقترحني له وأعطاه رقم هاتفي الزميل رابح هوادف الشهير بكامل الشيرازي مراسل >الخليج< من الجزائر· وأعرف أن آخرين رشحوا للمنصب نفسه من المغرب ومصر لكن الجريدة اختارتني دونهم · ولماذا تمت تنحيتك من رئاسة القسم الثقافي ومن القسم ككل في الشروق؟ هذه قصة طويلة أفضل التطرق إليها باختصار لأن المجال لا يسمح بأكثر من ذلك· فبقدوم الزميل أنيس رحماني إلى إدارة تحرير >الشروق اليومي< حصلت تغييرات على الطاقم الداخلي· كان مدير التحرير الجديد يملك رؤية أخرى للجريدة وهذا من حقه· وكما نقول في جريدة >الخليج< : نحن كمحررين رجال تنفيذ، على الإدارة أن تخطط وعلينا أن ننفذ، إلا فيما يصطدم بمفرداتنا المبدئية· ولا أتصور بأن تنحيتي عن القسم الثقافي ونقلي إلى قسم التحقيقات داخلة في الأمور التي تصطدم مع المبادئ· ويفترض أن المحرر الصحفي صاحب الكفاءة الحقيقية لا يزعجه الانتقال من قسم إلى قسم ولا من جريدة إلى جريدة، لأن ذلك جزءا من طبيعة عمله، إلا إذا كان يستغل موقعه لأهداف غير مهنية وهذا أمر آخر، كما أنني لست نادما على أي تجربة حلوة أو مرة خضتها في مسـاري الإعلامي، لأن التجــارب كلهـا مفيدة وبها نكبر وننضج · قبلها أيضا استقلت من الفجر مرتين ما السبب؟ علاقتي بجريدة >الفجر< من نوع حميمي خاص، لأنها الجريدة التي بدأت معها مساري الإعلامي الاحترافي، وقبلها كنت متأرجحا بين التعليم والكتابة الصحفية· وقد كنت ضمن فريق التحرير الأول الذي أسس لانطلاقة >الفجر< ومن بينهم المرحوم سقية زايدي الذي كنت وما أزال وسأبقى أحترمه لما له من الكفاءة المهنية والموسوعية المعرفية والخصال الإنسانية· لقد كانت تجربتي في >الفجر< ثرية إلى أبعد الحدود· ومع ذلك أقول من الطبيعي جدا في المجال الإعلامي أن تحدث بعض الاهتزازات التي قد تدفع شخصا أو آخر إلى ترك موقعه والبحث عن مواقع أخرى وهذه طبيعة الإعلام عندنا بحكم ما يتجاذبه من مراكز القوى· ورغم استقالتي مرتين من >الفجر< لأسباب مهنية بحتة لا علاقة لها بأي تشنج شخصي، فإن حالي مع هذه الجريدة كحال الشاعر الذي >حنينه دوما لأول منزل< أو كالآخر الذي قال : قلب فؤادك كيف شئت من الهوى ما الحب إلا للحبيب الأول · ما هي الصحف التي عملت بها؟ تعاونت مع >الخبر< أيام الراحل عمر ورتيلان، وتعاونت مع >المسار المغاربي< التي كان يرأس تحريرها الزميل أحميدة عياشي، ومع >الحدث< الأسبوعية· وشغلت منصب محرر في القسم الثقافي لجريدة >الفجر< منذ انطلاقتها ثم رئيس القسم الثقافي بها أيضا قبل أن أنتقل إلى جريدة >الجزائر نيوز< كمحرر في القسم الثقافي ثم كرئيس للقسم، ومنها انتقلت إلى >الشروق اليومي< مع فريقها الجديد بعد المحاكمة الشهيرة، حيث شغلت منصب رئيس القسم الثقافي ثم محرر في قسم التحقيقات· ومن ثمة انتقلت إلى >الخليج< في الإمارات منذ جانفي 2007 · هل مازلت تعشق الصوفية بعد هجرتك؟ التصوف بالنسبة لي مجال للكتابة والبحث العلمي، وهو بالمناسبة امتداد لتخصصي الجامعي في الفلسفة وأصول الدين، وذلك حتى قبل أن أحترف الإعلام· وما أزال أبحث في هذا الجانب الذي أعتبره من أكبر الروافد الثقافية في الجزائر وفي العالمين العربي والإسلامي· والجزائر تملك تراثا لا يقدر بثمن في هذا المجال، تراث ما يزال بحاجة إلى البحث والدرس العميق· وفي الإمارات أنجزت دراسة عبارة عن مقاربة نقدية بين التصوف والإبداع ستصدر عن قريب في القاهرة وإن شاء الله أيضا في الجزائر أيضا إذا تم الاتفاق مع الناشر الجزائري · لكن الكثير يعاب عليك أنك صوفي أكثر من الصوفية؟ أنا باحث فحسب في مجال التصوف والطرق الصوفية ولا أدعي شرف التصوف أو الانتساب إلى الصوفية لأنهم أعلى شأنا مني· فالبحث العلمي شيء والانتساب إلى الصوفية شيء آخر تماما، والانتساب أيضا درجات· ومع ذلك أتمنى أحظى بشرف قبولي في الحرم الصوفي · لكن في الإمارات لا مكان لصوفيتك؟ على العكس من ذلك لأن الإمارات زاخرة بالتراث الصوفي، وقد لاحظت أن هذا التراث موظف بشكل جيد وبالغ الروعة في المسرح الإماراتي· وأتصور أن الكاتب إسماعيل عبد الله هو أفضل من وظف التصوف في المسرح وقد كانت لي معه جلسات عديدة وحوارات ممتعة في هذا المجال· وأريد أن أنبه هنا إلى وجود العديد من الطرق الصوفية في الإمارات وأن الإماراتيين يعتزون كثيرا بتراثهم · ولا تنكر انك شيعي أيضا؟ أنا منفتح على جميع التصورات الدينية والفلسفية والتيارات الفكرية، لأن ذلك داخل في مجال اهتماماتي العلمية بحكم تخصصي في الشريعة وأصول الدين، غير أنني شخصيا لا أؤمن بالمذاهب كهوية للإنسان المسلم مع احترامي لها جميعا· وأتصور أن اسم المسلمين يكفينا ويغنينا عن جميع >الكليشيهات< المذهبية التي تعمل الدوائر الغربية على استغلالها ضدنا في إطار لعبة الهويات القاتلة ما يسمى أمريكيا بالفوضى الخلاقة· وأتصور أيضا أن التعصب المذهبي والأحكام المسبقة البعيدة عن الدرس العلمي، هي التي تقف من وراء جميع أشكال العنف التي تعصف اليوم بالعرب والمسلمين، علما أن تصدير الأحكام المسبقة على الآخر هي أيضا نوع من العنف الذي يرفضه المتحضرون في العالم وهذه ظاهرة ما نزال عاجزين عن التخلص منها لأسباب معروفة، وأضيف لك >كليشي< آخر كنت أتهم به أيام الجامعة وهو أنني شيوعي · لديك ليسانس في الشريعة الإسلامية وماجيستير في علوم الفقه لكنك لا تؤدي فرضية الصلاة لماذا؟ هل أنا بحاجة لأعلن أمام الملأ أنني أصلي حتى يصدقوني؟ وهل الصلاة علاقة مع الله أم مع الناس؟ إذا كانت الصلاة علاقة مع الله تعالى فما أهمية أن يسمع بها الناس أو لا يسمعون ؟ وإذا كان المطلوب أن يعرف الآخرون أننا نصلي فما قيمة صلاتنا من الأصل؟ كان العديد من القرشيين مسلمين في مكة بعد الهجرة وقبل الفتح وكانوا يصلون ولم يكن يراهم أحد ولا يعرفهم أحد في مكة ولا في المدينة، بل إن أهل المدينة كانوا يعتبرونهم مشركين، وأهل مكة المشركون أيضا كانوا يعتبرونهم منهم· أتصور أن الصلاة شأن شخصي جدا وحميمي بين الإنسان وربه ولا أحد له الحق أن يتدخل في هذا الجانب· من جانب آخر وقبل أن نصلي لله، ينبغي أن نعرفه ونحبه بل ونعشقه لأن الحب هو أساس كل عبادة بل إن الحب هو العبادة، ولا معنى للصلاة إذا لم نكن نعرف الله تعالى ونحبه حد العشق والهيام · دراستك الجامعية دامت طويلا، لماذا؟ كنت طالبا فاشلا؟ (حوالي سبع سنوات ) المسألة لم تكن فشلا بقدر ما كانت ضعفا في آليات التوجيه داخل المنظومة التربوية، لأنني كنت أرغب في دراسة العلوم الإنسانية، لكن الوزارة آنذاك أصدرت مرسوما يمنع حملة البكالوريا العلمية من أمثالي أن يدرسوا العلوم الإنسانية، وهذا سبب لي ترحالا طويلا وتغييرا مستمرا بين الشُعب قبل أن أحط الرحال في كلية الشريعة وأصول الدين · لم تكن دراستك للعلوم الشرعية إلا خاتمة لمشوار جامعي طويل ومع ذلك تقدم نفسك وكأن العلوم الشرعية اختصاصك الأول و دائما تقول >أنا فقيه<··؟ اهتمامي بالعلوم الدينية نابع من مطالعاتي المكثفة منذ الصغر ودراستي في المسجد وعلى بعض الفقهاء ومن بينهم الشيخ عيسى طالب رحمه الله بمدينة بوفاريك، لكن ذلك كله كان قبل التحاقي بكلية الشريعة بعد أن ضاقت بي السبل الجامعية كما شرحت· والواقع أنني لم آخذ من الكلية سوى الشهادة باستثناء بعض الأساتذة الذين أفادوني كثيرا وأعتز بالتلمذة لهم ومن بينهم الدكاترة الهاشمي التيجاني ومحمد بن بريكة وعبد الرزاق قسوم ومحمد الأمين بلغيث وأحمد موساوي وعذرا لمن سقط سهوا · مقالك حول الحجاب الذي ساهمت به في ملف >المحقق< أيام قبل سفرك للخليج أثار ضجة في وسط السلفيين واتهموك بالجاهل؟ قضية الحجاب أوضحت رأيي فيها وأتصور أنها أعطيت أكثر بكثير مما تستحق· أما السلفيون وأنا أفضل أن أسميهم الوهابيين لأن >السلفيين< تشمل جميع الفقهاء والعلماء والصوفية من جميع المذاهب· الوهابيون مع الأسف يدورون في فلك المذهب الحنبلي الذي يلوون عنقه ليا ويفهمونه كما يحلو لهم، وتصورهم الديني مغرق في القشرية والانغلاق، حتى ابن تيمية وابن القيم اللذين يدعي الوهابيون الانتساب إليهما، هما في الواقع براء منهم كما يظهر من البحث العميق، والناس أعداء ما جهلوا · وهل تتمسك دائما بنفس الكلام الذي قلته بأن تغطية المرأة لشعرها ليس فرضاً؟ طبعا لأن ما قلته ليس اجتهادا شخصيا مني بقدر ما هو نقل أمين لكلام القاضي عياض وهو من الأسماء الكبيرة والمحورية التي يدور عليها الفقه في المذهب المالكي· وكلامه موجود في تفسير >التحرير والتنوير< للعلامة التونسي محمد الطاهر بن عاشور وهو متوفر لمن شاء أن يطلع عليه· فالقاضي عياض يعتبر أن شعر المرأة من جملة الزينة التي يحل إظهارها وكشفها مثل الخاتم والعقد تماما· غير أننا مع الأسف تشربنا النظرة الأحادية للدين وأصبحنا نتبرم بالرأي المخالف لمجرد أنه لا يتماشى مع بعض الاتجاهات القشرية المتشددة والتي تدعي زورا الانتساب إلى السلف · كنت تقرأ الكف للصحفيين، هل أنت >شواف<؟ هذه مجرد وسيلة لتزجية الوقت، أحب أن أمارسها مع زملائي وأصدقائي ليس أكثر· ولو كنت >شوافا< كما تقول لأصبحت ضمن قائمة مليارديرات الجزائر · كانت لك حصة إذاعية فيها شيء من التمرد قبل أن تُوقف بقرار إداري؟ أنتجت وقدمت للإذاعة الوطنية القناة الأولى ثمانية برامج ثقافية واثنين منها في المجال الفني وآخرها >فواصل< الذي يهتم بالإصدارات وشؤون الكتب· وأتصور أنك تتحدث عن برنامج >معجبون< الذي كان يستضيف الفنانين ويمارس معهم دور محامي الشيطان· هذا البرنامج لم يتم توقيفه بل تم تعويضي بمنشط آخر لأسباب تتعلق ببرنامجي الشخصي الذي كان موزعا بين الصحافة المكتوبة والإذاعة، فضلا عن البرامج الإذاعية الأخرى التي كنت أقدمها· وأذكر أنني التمست من إدارة الإنتاج أن تعوضني بمنشط آخر وهكذا كان · لكن هناك حصة كنت تُعدها أوقفها قسم البرمجة لأسباب تمردية؟ البرنامج الذي تم توقيفه حقيقة فهو >كرونيكا< وذلك بسبب مهاجمتي لمؤسسة الأزهر، وهو أمر تقبلته بكل روح رياضية · تسببت في أزمة خلال شهر رمضان المنصرم على قناة البهجة حينما أفتيت بأن الغناء حلال، ووصل الأمر بأن اتصل بعض >الإخوة< وشتموك على الهواء وهدد بعضهم باستباحة دمك ونزل مدير الإذاعة نفسه ليوقف حصتك، كيف كانت المغامرة؟ أنا لم أفت وإنما استضافتني >البهجة< في برنامج >ريحة الياسمين<، حيث قدمت خلاصة للبحث الذي قدمته للملتقى الدولي حول التصوف الذي عقد في مدينة مستغانم، وكانت الدراسة بعنوان >جدل السماع بين الصوفية والفقهاء< وانتهيت فيها إلى أن الصوفية ومعهم كثير من الفقهاء وخصوصا في الجزائر والمغرب العربي، لا يقولون بتحريم الغناء، أما المستمعون فقد ناقشوني لكنهم لم يشتموني ولم يستبيحوا دمي ولم ينزل المدير كما قلت، كما أنه لم يتم توقيف الحصة بل تواصلت حتى انتهاء وقتها · > الإخوة< وشتموك على الهواء وهدد بعضهم باستباحة دمك ونزل مدير الإذاعة نفسه ليوقف حصتك، كيف كانت المغامرة؟ أنا لم أفت وإنما استضافتني >البهجة< في برنامج >ريحة الياسمين<، حيث قدمت خلاصة للبحث الذي قدمته للملتقى الدولي حول التصوف الذي عقد في مدينة مستغانم، وكانت الدراسة بعنوان >جدل السماع بين الصوفية والفقهاء< وانتهيت فيها إلى أن الصوفية ومعهم كثير من الفقهاء وخصوصا في الجزائر والمغرب العربي، لا يقولون بتحريم الغناء، أما المستمعون فقد ناقشوني لكنهم لم يشتموني ولم يستبيحوا دمي ولم ينزل المدير كما قلت، كما أنه لم يتم توقيف الحصة بل تواصلت حتى انتهاء وقتها · لديك مشروع كتاب، حدثنا عن مضمونه؟ أنجزت دراسة ستصدر لي قريبا في القاهرة كما قلت حول علاقة التصوف بالإبداع، وهو عبارة عن مقاربة نقدية تستند إلى المنجز الصوفي مع المقارنة بالمنجز الشعري الحديث · دائما ما كنت تقول >عندما تأتي العطلة ، آخذ عطلتي من كل شيء ··حتى من زوجتي؟< هل هنالك عاقل يأخذ عطلته من عائلته؟ أحيانا أحب أن أختلي بنفسي حتى لا أرى ولا أحاور سوى الـ>هو< بمعناه الصوفي أو الذات التي بداخلي· أما ما تسميه >العقل< فعندما تقرأ دراستي التي تصدر قريبا ستعرف أنه حالة نسبية جدا، وأنه ليس بين ما يسمى >العقل< وبين الجنون أو >العقل الآخر< سوى خيط رفيع، هذا طبعا إذا اتفقنا على تعريف مشترك للعقل · يعرف عنك أنك كتوم جدّا وبخيل جدّا، ما السبب؟ الصمت من طبيعتي، أما البخل فأتصور أنه أمر نسبي وأترك الحكم في ذلك للآخرين · بين الإذاعة والصحافة المكتوبة، أين يجد جاب الخير نفسه أكثر؟ الصحافة المكتوبة مغامرة جميلة لكن الميكروفون أكثر متعة وسحرا · كم تبلغ من العمر؟ أنا في الأربعين · وهل أنت متزوج؟ وكم لك من الأولاد؟ متزوج ولي بنت · بعد سنة من العمل في بلاد >البترودولار< هل أصبحت غنياً؟ من الصعب جدا أن تغتني في بلد ترتفع فيه تكاليف المعيشة باستمرار، ولكن لنقل إنني مع بعض التقشف أتمكن من توفير مبلغ محترم يوفي بحاجيات أسرتي ويساعدني في أشياء أخرى · وأنت في الخليج هل تطالع الصحافة الجزائرية؟ أقرأ يوميا الصحافة الجزا ئرية باللغتين و اتابع ايضا بعض الأسبوعيات ما علاقتك بوزيرة الثقافة خليدة تومى ؟ علاقتى بها لا تتعدى الإعلامى بالمسؤول السياسى مدلسي يوضح: ابني تخلى عن الأرض التي استفاد منها في البليدة تبعا للمقال المنشور بجريدتكم الذي ورد فيه إسمي شخصيا بخصوص استفادة أحد أبنائي من قطعة أرض في منطقة صناعية بولاية البليدة، حيث تقدم أحد أبنائي كجزائري ورب عائلة منذ عام 2003 بطلب الاستفادة من قطعة أرض بصفة قانونية ونظامية إلى الهيئات المعنية مباشرة بالعقار الصناعي، وذلك بغية إقامة مشروع يتماشى مع تكوينه واختصاصه·وبعد عدة أشهر من المساعي، تم اتخاذ قرار بمنحه قطعة أرض في إطار الامتياز، وفي الواقع فإن قرار الاستفادة هذا لم يتم تطبيقه إطلاقا، لأنه تبين في حينه أن نفس القطعة كانت محل قرار منح لفائدة شخص آخر قبل عدة سنوات·وأمام هذه الوضعية التي تم رفعها عدة مرات إلى المصالح المعنية ولتعذر إيجاد حل لها، قرر ابني بصفة قانونية ورسمية التخلي عن هذه القطعة التي لم يمتلكها ولو ليوم واحد، حيث أن المصالح المختصة لولاية البليدة بإمكانها أن تؤكد هذه الحقائق وتؤكد كذلك أن هذه الاستفادة تمت بعد دفع مبلغ مالي قدره 350000 دينار جزائري يمثل مستحقات سنة كاملة برسم الامتياز·وفي الختام، فإن ''ابني قد تخلى نهائيا عن هذا المشروع ولم يسترجع بعد المبلغ المدفوع أعلاه لعدم رد مصالح أملاك الدولة على عريضته''· أما عن الوضعية القانونية لهذه القطعة الأرضية فهي الآن من صلاحيات المصالح المختصة بهذه القضية· مع تشكراتي المسبقة مراد
مدلسي

ليست هناك تعليقات: