الاثنين، أغسطس 20

نفسك اسلامية ثم تنافقين انك صناعة حزبك جبهة التخريب الوطني نورالدين بوكعباش

الحكم صدر في محكمة خاصة أنشئت لإصدار حكم واحد نافذ غير قابل للاستئناف
القصة الكاملة لحادثة إعدام العقيد شعباني
في الجزء الثاني والأخير من شهادة عبد الرحمن شعباني أخ العقيد محمد شعباني يتطرق إلى حادثة إعدام شقيقه وعلاقته برجال السلطة آنذاك، وكيف خطط بن بلة لعزله كقائد لمنطقة الصحراء، وكيف اكتشف شعباني الخديعة، ماذا فعل في مؤتمر جبهة التحرير سنة 1964, ووقوفه إلى جانب خليفة عبد الحميد بن باديس على رأس جمعية العلماء السيد البشير الإبراهيمي، كما يتطرق عبد الرحمن بالتفصيل للعلاقة غير الودية التي كانت تربط أخاه بالعقيد احمد بن الشريف والتي تعدت حدود المعقول··أشياء كثيرة تحدث عنها عبد الرحمن من شأنها إعادة فتح النقاش حول مرحلة ما بعد الاستقلال ··
بقلم عبد الرحمان شعباني *
'' الجــريمة من وجـهة نظـر الجـاني ''
بالرغم من ثبوت إعدام شعباني إلا أن الجناة ما فتئوا يختلقون الأعذار لمراوغة التاريخ، ومن أشهر هذه المراوغات ما قدمه بن بلة وبومدين من تصريحات حول أسباب تمرد شعباني، وقد تكفل الكثير من الرجال لدحض هذه المغالطات منهم العقيد زبيري كما سنرى ·
تصريحات بن بلة :
أ: ( أرجع فيها أسباب ذلك إلى أكذوبة محاولة فصل الصحراء، كما جاء في تصريحه الذي أدلى به إلى الصحفي المصري لطفي الخولي في شهر ديسمبر 1964 بالقاهرة حيث قال: > إذا كان الحكم بالإعدام على شعباني ونفذ فيه الحكم رميا بالرصاص (بساعتين فقط بعد أن صدر الحكم) فذلك يعني أننا نمتلك الدليل على أن هذا الأخير كان يخطط لفصل الصحراء عن بقية الجزائر بمساعدة فرنسا <· ب: (وكان صرح بنفس الأكاذيب، عندما وصف العقيد شعباني في خطابه ليوم عيد الاستقلال (05/1946/07) بأنه رجعي ومتشبث بأخلاق البشاغة بن قانة، وإنه ملك الكثبان الصحراوية، وليعلم القارىء فإن بن بلة عند ما زار بيت الله الحرام قام بزيارة عائلة آل سعود ليطلب منهم الاعتذار عن شتمهم والاستخفاف بعمائمهم · ج: (وفي 20 أوت 1964 عندما توجه فتحي الديب رجل الاستخبارات المصرية إلى الجزائر بناء على تكليف للوساطة بين بن بلة وخيذر(06)، لإطلاعه عن فحوى المحادثات التي أجراها مع خيذر، ولما طلب هذا الأخير منه العفو لصالح المعارضين المسجونين وكان رده كما ينقله الديب (7) أما بالنسبة لرجاء خيذر بشأن شعباني وزملائه، فأورد أنه سوف يحاكمهم خلال الأسبوع القادم، وإذا حكم عليهم سيقوم بإعدامهم، خاصة بعد حصوله على المستندات التي تدينهم بمحاولة قلب نظام الحكم، موضحا أن خيذر نفسه، الذي يدعي بعدم وجود علاقة له بالتآمر والمؤامرات، أحد هؤلاء المتآمرين · واستطرد الأخ أحمد ليطلعني على أسماء التشكيل الوزاري الذي كانوا يزمعون إعلانه بعد تنفيذهم لحركة إنقلابهم، وكانت: (08 ) فرحات عباس: رئيسا للجمهورية خيذر محمد: رئيسا للوزراء محمد بوضياف: وزيرا للداخلية حسين آيت أحمد: وزيرا للخارجية محمد شعباني: وزيرا للحربية عمر ارزقان: وزيرا للعمل توفيق المدني: وزيرا للحبوس أحمد فرنسيس: وزيرا للمالية وللعلم فإن عبد الناصر كان له الثقل الكبير في حصول الجريمة، التي اقترفت مع سبق الإصرار في حق العقيد شعباني، فبن بلة لا يمكنه أن يتخذ مثل هذا القرار دون الرجوع إلى سيده بمصر، الذي عرف بدوره بأستاذيته في التصفيات الجسدية لمعارضيه (09) وهو الذي صرح إلى تلفزيون مصر في عام 2006 أن أمنيته أن يدفن في القاهرة، وكيف لا؟ وقد تمنى أن يصبح العلم الجزائري مجرد نجم يضاف على علم الجمهورية العربية المتحدة · ولا عجب أن يكون فتحي الديب على علم بحكم الإعدام في حق شعباني، منذ يوم 20 / 08 / 1964 أي قبل أن تنعقد المحكمة ببضعة أيام 0 2 / 09 / 1964 كما كان مصدقا لبن بلة، فعندما عرض تقريره عن المهمة لرئيسه عبد الناصر قال له: >من البديهي أن خيذر يتعاون مع المعارضة التي أعطاها جزءا من الأموال··· وكان هدفه من وراء مطالبتنا بالتوسط بينه وبين بن بلة هو الظفر بتعاطفنا من أجل تسوية قضية الأموال ومن أجل إنقاذ شعباني المتواطيء معه في الانقلاب المبرمج<؟ ! أما ما صرح به بومدين (رئيس مجلس الثورة) حول هذه القضية في حواره مع لطفي الخولي فقد تنصل من المسؤولية >فجاء فيه<: بن بلة هو الذي دفع الأخ شعباني إلى هذه الغاية المأساوية، إلى الموت فخلال سنة كاملة بذل بن بلة كل ما بوسعه من أجل تأزيم العلاقات بين قيادة الأركان وشعباني قائد الناحية الرابعة (الصحراء)، ثم عين بن بلة بعد ذلك العقداء شعباني، الزبيري وأنا شخصيا أعضاء في المكتب السياسي، وهم كلهم مسؤولون عن قيادة الجيش (ما يشبه قيادة جماعية على رأس الجيش)، ثم يضيف بومدين قائلا: >وبموجب هذا القرار كان بن بلة يريد وضع حد لوجود شعباني كقائد ناحية على الصحراء وتعيين شخص آخر بدله، إلا أن شعباني كشف خديعة بن بلة ورفض الالتحاق بالمكتب السياسي<، (راجع لطفي الخولي) عن الثورة في الثورة وبالثورة، صفحة 80 إلى .82 فكما يلاحظ فإن بومدين أراد أن يبعد الأضواء عنه كأنه لم يكن الصانع الفعال في الساحة السياسية والعسكرية للجزائر وللرد على هذه المغالطات فإن تصريح الطاهر الزبيري قائد الولاية الأولى (الأوراس) يمكنه أن يلقي الأضواء على أسباب الجريمة، فقد جاء في تصريحه في جريدة >لوسوار دالجري < (gérielLe Soir d'a) 13/1990/10 إن شعباني الذي كان يتوفر على ثقافة واسعة، كان يرفض أن يرى ضباطا من الجيش الفرنسي يتقلدون مناصب مسؤولية أخرى غير المسؤوليات التقنية، وكان ذلك أحد الأسباب التي جعلته يختلف مع بومدين· والواقع أن شعباني عندما تناول الكلمة بمؤتمر جبهة التحرير في أفريل ,1964 طالب بإلزامية تطهير الجيش من العناصر المندسة المعروفة بولائها لفرنسا الاستعمارية؟ ! علاوة على رفضه حل جمعية العلماء، ووضع رئيسها الشيخ البشير الإبراهيمي تحت الإقامة الجبرية، ولا ننسى أن شعباني كان من طلاب جمعية العلماء بقسنطينة قبل أن يلتحق بالثورة إثر النداء الذي وجهته جبهة التحرير الى الطلبة يوم 19 ماري 1956 وإمعانا في أعماله >الشنيعة< جعل بن بلة من وزارة الأوقاف مجرد هيئة خاضعة لآوامره، حيث كانت أشبه ما تكون بهيئة دينية في خدمة السلطة، ولم يمنعه إنشاء هذا الهيكل الديني، من الذهاب إلى موسكو وتسلم جائزة لـنين (هذه ميدالية مخصصة لعظماء الشيوعية)، ومن اختيار بدلة ماوتسي تونغ (برقبتها الغريبة) لباسا مفضلا له، كما أعطى إسم شي غيفارا لأحد الشوارع الكبرى بالجزائر العاصمة، أما إسم الشهيد العربي التبسي فقد أعطي لإحدى الأزقة الصغيرة ببلكور؟ ! هكذا فعل بن الشريف بشعباني ومن جهة أخرى فيمكننا معرفة الأسباب الحقيقة للحكم على العقيد شعباني من خلال سلوك العقيد بن شريف مع شعباني منذ بداية اعتقاله، فمثلما جاء على لسان شعباني قبل ساعتين فقط من الوقوف أمام قتلته، والتي أسر بها إلى أحد الرفقاء وهو الرائد خير الدين، وهذا بالسجن العسكري بسيدي الهواري، كان فحواها: >عندما أوقف العقيد شعباني حوّل من بوسعادة إلى الجلفة على متن سيارة من نوع لاندروفر وهو مكبل اليدين وملقى على بطنه (أشبه ما يكون بكيس)، في حين كان إبن خادم فرنسا يتقدم القافلة العسكرية في سيارة من نوع S بالاص واضعا كلبيه من نوع الكلاب الألمانية بالمقاعد الخلفية للسيارة، هي ذات الطريقة التي كان يعامل بها الأسياد الكولون المواطنين الجزائريين (الأنديجان )!
وكما يقال تزول الجبال ولا تزول الطبائع، لما وصل إلى الجلفة وهو لا يزال مكبل اليدين، طلب شعباني أن يأتوه بفنجان قهوة، فكلف أحمد ابن الشريف جنديا بتلبية هذا الطلب وأمره بسكب القهوة على وجه العقيد شعباني، وأن يقول له بأن هذه هدية من عسكري سابق في الجيش! فهل هكذا يتصرف أحد نبلاء >الجواد<؟ وللعلم أيضا لم يغادر ال عقيد بن الشريف مدينة وهران إلا بعد أن تأكد، بنفسه، بأن شعباني قد لفظ أنفاسه الأخيرة، وهو الذي لم يبلغ سوى 30 سنة من العمر في صبيحة ذلك اليوم الموافق لـ 3 سبتمبر ,1964 وهو سلوك غير غريب عن العقيد فنحن نعلم أنه >حضر< في تونس عملية إعدام عقداء النمامشة العموري، نواورة وعواشرية، وقد رأى ـ على الأقل ـ كيف مات العقيد السعيد عبيد بمكتبه أثناء أحداث العفرون (تمرد الطاهر الزبيري) وكان معه حينها سليمان هوفمان؟ ! وبتاريخ 04 / 09 / 1960 نشرت جريدة الشعب في صفحتها الأولى المرسوم المتعلق بالعفو على السيد زنادي الذي اغتال محمد خميستي وزير الخارجية، وجاء في نفس الصفحة الإعلان عن إعدام العقيد شعباني؟ ! وكان الطاهر زبيري الوحيد الذي احتج على المصير الذي حدد لشعباني، لكن بومدين طلب منه ألا يفعل أي شيء من شأنه تغيير رأي بن بلة ومنح العفو عنه · أما فيما يخص المحكمة العسكرية التي كان مقرها السجن العسكري بوهران، فما كان يجهله العقيد هو أن هذه المحكمة، أنشئت خصيصا لإصدار حكم واحد فقط، حـكم غير قـابل للاستئناف ونــافذ في الحين، ونظن أن هذه المحاكمة تجد مرجعيتها في المرسوم (26 / 09 / 1842) الذي أنشأ المحكمة العسكرية، تعتبر أحد الفظائع القانونية، التي كانت تطبق في المناطق العسكرية، وهكذا فإن التاريخ يعيد نفسه، ولكن بشكل مأساوي · ولكن هل يعقل أن يفتخر العقيد بالحديث عن هذه المحكمة، التي عين بومدين أعضاءها وهم: >أنتم يا ابن الشريف، الشاذلي بن جديد، بن سالم عبد الرحمان وهو رجل أمي، ودراية قابض بحافلة نقل كانت تربط بين سوق أهراس وعنابة، أما رئيس المحكمة، أي زرطال فلم يكن له حق الكلمة، كانت هذه هي المحكمة >الحقيقية<، بدون محام ولا شهود، وكانت تتكون من أعضاء يخضعون لأوامر تملى عليهم، فقد كان حكم صادر في حق من كان عضوا في المكتب السياسي، وهذه العضوية بحد ذاتها لا تسمح بمحاكمته من طرف محكمة عرفية، كما أن هذه العضوية لا تنزع إلا من طرف المؤتمر · إن خروقات بن بلة للقوانين الاساسية للحزب و للدولة كانت فضيعة، إلا إنه هو من صادق على الدستور في قاعة سينما >LEMPIRE< في غياب البرلمانيين، وفي غياب فرحات عباس رئيس البرلمان · ألا تعلم انه عندما تم القبض عليه يوم 20 أكتوبر ,1960 قد سلم نفسه بلا قتال من خلال وضع لباسه (····) على فوهة البندقية في شكل راية بيضاء، ومع ذلك نحن نعتقد أن ذلك شكلا من أشكال الدعاية الرامية إلى تثبيط عزيمة المقاتلين الثوار · ليعلم سيد ابن الشريف، أن ابن بلة قال للتي ستصبح زوجة له فيما بعد في اليوم الذي أوقف فيه من قبل جماعة 19 جوان ,1965 وهو يكابد وحدانيته، أن صورة العقيد شعباني ما فتئت تلازمه، فهذا الأخير تعرض على الأقل لوخزة ضمير أشبه ما تكون بندم قابيل الذي ظل يلازمه إلى غاية قبره جراء الجرم الذي اقترفه في حق شقيقه هابيل · وأعلمكم أن حسين ساسي رفيق درب شعباني، لم يفرج عنه بسبب صغر سنه، كما صرحتم، حيث حوّل من السجن العسكري بوهران إلى سجن الكدية بقسنطينة، مثل جغابة، الطاهر لعجال، السعيد عبادو بصفتهم نوابا في أول مجلس وطني شعبي، وبالطبع ذلك كله بعد اغتيال شعباني · لم يفرج عن رفقاء شعباني إلا بعد انقلاب 19 جوان ,1965 بما في ذلك حسين الساسي، الذي كان مندوب الولاية السادسة في مؤتمر طرابلس، حيث لم يكن يفصل بينه وبين بومدين، الذي كان جالسا إلى جنب بن بلة، إلا مقعدا واحدا فقط، وعليه فقيمة الرجال لا تحسب بعدد السنوات (أنظر صيف الفتنة لـ >علي هارون، الصفحة 14 ، 15، 16 )!
ألا تعلمون ما قاله فرحات عباس عن هذا المؤتمر، الذي أثنيتم عليه، وأنت تبكي أمام جنود الولاية الرابعة بعد أن فكوا قيودك وطردوك من ولايتهم، حيث قال فرحات عباس >لقد تحدثنا كثيرا عن مؤتمر طرابلس وقد كنت من المشاركين فيه، والحقيقة أن هذا المؤتمر كان مجرد مؤتمر لتصفية الحسابات في أقبح صورها الاختتام< كما صرح فرحات عباس· وحتى ينعقد المجلس فإن العقداء الثلاث وباسم الحكومة المؤقتة، استدعوا مرؤوسيهم، بما فيهم بقية العقداء، ودام المجلس قرابة 04 أشهر، مع توقف أحيانا لمدة 20 يوما (وانعقدت تحالفات وإخفاقات أثناء ذلك) تلاه اجتماع المجلس الوطني للثورة الجزائرية ودام الاجتماع كله لمدة فاقت 4 أشهر · وذلك لتعيين حكومة مؤقتة متفق عليها يرأسها فرحات عباس (الأقل انتظار في هذه الظروف)، لم يتضمن جدول الأعمال هذا المؤتمر مشكلة الولاية السادسة، ولم تكن الولاية السادسة ممثلة في هذا المجلس، كما دلت عليه وثيقة الحضور، ومن دون أي تعليق· والكل يعرف الأسباب: مجلس ولائي جديد لم يصادق عليه بعد، لكن سيصادق عليه فيما بعد · تدخل العقداء وشهادة بن بلة القرار الوحيد الذي صدر عن الحكومة المؤقتة المتعلق بالتقسيم الإداري هو ضم الجزائر العاصمة إلى الولاية الرابعة وهذا بتاريخ ,12 / 06 / 1961 ولتمكين القراء أو الباحثين في تاريخ الثورة من استفسارات، فهذا الموضوع يعد فيما يلي: العقداء العشرة الذين حضروا المؤتمر المنعقد في الفترة الممتدة من 16/12/1959 إلى غاية 18/01/1960 وهم : - كريم بلقاسم، عبد الحفيظ بوصوف، عبد الله بن طبال ممثلو الحكومة المؤقتة ولكن في حالة صراع (محمدي السعيد) قيادة العمليات العسكرية شرقا (بومدين) قيادة العمليات العسكرية غربا، ( لخضر عبيدي) الولاية الأولى، (علي كافي) الولاية الثانية، (يازروان السعيد(الولاية الثالثة)، دهيلس سليمان (الولاية الرابعة)، العقيد لطفي بن علي دغين (الولاية الخامسة )· أدى هذا التدخل المكثف للعقداء في أمور السياسة إلى انعقاد مؤتمر وطني للثورة الجزائرية متكونا من العسكر، مما دفع بالرئيس بن خدة بالقول إلى اعتبار تعيين أعضاء المجلس الوطني للثورة من طرف العسكر لوحده بمثابة انقلاب· وفي هذه الظروف يحتاج الإنقلابيون إلى دعم وليس الإقدام على ذلك ضمن الانقسامات كما يظن ابن شريف · بعد إطلاع العقيد لطفي على الانقسامات الخطيرة بين العقداء التاريخيين الثلاثة إبان صائفة 1959 من أجل المناصب (مناصبهم ومناصب مناصريهم) اقترب من فرحات وأخبره بمخاوفه فقال (10 ): > جزائرنا في خطر ستضيع بين أيادي العقداء، لنقولها الأميين، فقد لاحظت عند أغلبيتهم تصرفات بطرق فاشية، يتمنون كلهم أن يكونوا سلاطين يتمتعون بحكم مطلق· فوراء،خصوماته، كما يضيف، أرى خطرا كبيرا يتربص بالجزائر المستقلة، فهو لا يتوفرون على أبجديات الديمقراطية، ولا الحرية ولا المساواة بين المواطنين· فهم يحتفظون بالقيادة التي يمارسونها، والشغف بالسلطة والشمولية ، فكيف ستصبح بين أيديهم ؟· فعليك أن تفعل شيئا قبل فوات الأوان، شعبنا مهدد< (10) كان العقيد لطفي متخوفا على الجزائر المستقلة، ولذلك تمنى الشهادة في الجبال قبل الاستقلال، ولأنه كان صادقا في طلبه فقد نال العقيد لطفي الشهادة يوم 30/03/1960 بنواح بشار وهذا شهرين بعد مؤتمر طرابلس الأول · وقد أدلى شهيد آخر بنفس التصريح إلى العقيد بيجار Bigeard ساعات قبل مقتله، ألا وهو العربي بن مهيدي، حيث قال: >حينما نصبح أحرارا ستحدث أشياء فضيعة، سننسى آلام شعبنا من أجل المناصب، سيحدث صراع من أجل السلطة، وبالرغم من أننا في أوج الحرب فالبعض يفكر في ذلك··· نعم أتمنى الموت في ساحة الوغى قبل النهاية< ولعل ابن مهيدي تذكر الاعتداء الذي تعرض له من طرف بن بلة بالقاهرة عام ,1956 لأنه ذكر بن بلة الذي اتصل بعبد الناصر بمفرده، بمبدأ العمل الجماعي الذي خرقه · إن الانجذاب المطلق نحو السلطة هو الذي حدد خيارات قادتنا، الذي كانوا محاطين بالمتزلفين، الذين هم مستعدون لخدمة أنفسهم· ويعتبر ابن شريف مثالا صارخا لهؤلاء المتزلفين، حيث أفرط في استغلال منصبه بعد ترقيته كقائد أول لسلك الدرك، وكانت ممارساته في غاية العنجهية حيث لم يتحرج في استخدام أي وسيلة لتحقيق أغراضه · وقد كان هناك العديد من الذين ساروا على دربه إبّان الحكم المزودج لبن بلة وبومدين، حيث اقترنت عبادة الأشخاص والمغامرة بالديكتارتورية والشمولية · وفي الختام نذكر بما قاله بن خدة (11) من أنه بعد حصول البلاد على استقلالها تم وضع وثائق الأرشيف التابعة لجبهة التحرير الوطني في شاحنة وسلمت هذه الوثائق لقيادة الأركان لتحويلها إلى الجزائر، لكنها لم تصل أبدا إلى وجهتها، ووجد الجزء الأكبر منها في الأرشيف بفرنسا · ويقول بعض >المتحاملين< أن هذا الأرشيف يتضمن وثائق تسيء لبعض العائلات والأسماء المعروفة بولائها لفرنسا الاستعمارية، وهي تحتل مسؤوليات سامية داخل المؤسسات الأكثر حساسية في الدولة الجزائرية الناشئة · ومن بين هذه الوثائق نذكر البرقية التي أرسلها العقيد شعباني إلى الحكومة المؤقتة والى قيادة الأركان هذا هو مضمونها:> منذ الإعلان عن الاستقلال شرعت عناصر مسؤولة تقول أنها موكلة من قبل الحكومة المؤقتة في خلع مناضلين من مناصبهم، وهم مناضلون ساهموا في الكفاح الثوري وتعويضهم بأشخاص آخرين كانوا اعداء للشعب·· قف·· وهذا يجري في بعض المدن لبعض الولايات··قف·· يجب علينا لفت انتباهكم إلى الخطورة الملحة لهذا السلوك، الذي لا يثير سوى غضب السكان···قف·· وإذا ما تواصل هذا الأمر··قف·· نخشى فقدان ثقة الشعب··قف·· مما يعني فقدان تأييده في الاستفتاء القادم··قف·· أخويا··قف < تاريخ وساعة الإرسال: 19 أفريل 1962 على (545 · 483 ، Nr) 50 · 12Z تاريخ وساعة استلام البرقية 24 : أفريل 1962 على الساعة 0023 التوقيع: كاتب الشفرة مدني تأشيرة رئيس مركزالتنظيم بتونس ترى لماذا وجدت هذه البرقية ضمن وثائق الأرشيف الفرنسي، فهل هذا يعني أن جيش الحدود كان مخترقا بشكل واسع جدا؟ ! الهوامش 6 يذكر فتحي الديب في مذكراته أنه تلقى تعليمات يوم 16 أوت 1964 للاتصال بالسيد خيذر· وبالفعل تم هذا اللقاء بتاريخ 18 أوت 1964 بمدينة >لوزان< بسويسرا، وبعد أن ندد خيذر بالصحافة المصرية، وبالذات جريدة الأهرام، التي نشرت وأعادت نشر لمدة ثلاث أيام متتالية خبر سرقة الأموال التابعة للثورة الجزائرية، محملة إياه مسؤولية ذلك، وقد اشتكى السيد خيذر لفتحي الذيب (وهذا دائما حسب رواية فتحي الديب) وصف لمعارضي بن بلة بالإسفاف، خلال خطاب له بتاريخ ,23 / 07 / 64 بمناسبة ذكرى خلع الملك فاروق من عرشه يوم 23 يوليو 1952 من طرف العسكر · ومن جهته، أوضح خيذر أن: >اتحاد المعارضة< كان ينوي تسخير جزء من الأموال ووضعها تحت تصرف المعارضين من أجل الاطاحة ببن بلة· وقد سبق له أن رفض المساهمة التي اقترحها عليه الحسن الثاني من أجل مقاومة بن بلة، لأن هذا يعني خيانة الشعب الجزائري بالتعاون مع عدوه· وطلب خيذر من فتحي الذيب تبليغ بن بلة بالإفراج عن القادة المسجونين الثلاثة: شعباني، خبزي وعبد الرحمان فارس (رئيس اللجنة المؤقتة للدولة الجزائرية) فتحي الذيب، عبد الناصر وثورة الجزائر، القاهرة، دار المستقبل العربي 1984 ، .624 7 - نفس المرجع، نفس الصفحة · 8 - نفس المرجع، ص .625 9 - ويمكن الرجوع إلى تصريحات زوجة الجنرال عامر المساعد الأيمن لعبد الناصر، فيما يخص اغتيال زوجها من قبل مصالح المخابرات المصرية للاحتفاظ بالسرية حول أسباب هزيمة حرب 1967 10) 283 - 282 / ,p263 - 264 Ben Khada (11,Ferhat Abbas يي


محاولة اغتيال الأمير الجهوي للجيش الإسلامي للإنقاذ سابقاً
كرطالي من الجبل إلى الأربعاء إلى مستشفى زميرلي
في حدود الساعة السادسة و40 دقيقة من صباح يوم الثلاثاء 14 أوت انفجرت سيارة الأمير الجهوي للمنطقة الغربية للجيش الإسلامي للإنقاذ المحل مصطفى كرطالي بمنطقة الأربعاء بالبليدة··الأمير نجا من الموت وبُترت ساقه ··
روبورتاج: وزنة حسام
> المحقق< كانت حاضرة في الدقائق الأولى التي تلت الحادث في المستشفى وببيت كرطالي وبحيه ·· الشيخ مصطفى كرطالي، هكذا يعرفه أبناء >الأربعاء< بولاية البليدة، هذا الشخص الذي احتضنت فيلاته بشارع الاستقلال وبالتحديد بحي>الإخوة كرطالي< بالأربعاء اجتماعات هامة لأمراء ما كان يعرف بتنظيم >الأئياس< الذي دخل الهدنة مع السلطة منذ عام,1997 اجتماعات هامة بعد الهدنة والمصالحة جمعت مزراق وبن عائشة والدكتور إلياس وغيرهم من العناصر الفاعلة في التنظيم سرا وعلنا لتباحث الوضع السياسي وكيفية عودة هؤلاء إلى الواجهة السياسية من جديد بعد أن أقصتهم منها السلطة · تعرض مصطفى كرطالي لمحاولة اغتيال نجا منها بأعجوبة، هذا الذي اعتاد أن يؤدي صلاة الفجر بمسجد أبوحمزة بالأربعاء ذهب كعادته يوم الثلاثاء (14أوت2007) لتأدية صلاة الفجر على متن سيارة من نوع كليو كلاسيك مرقمة سنة 2005 ، زرقاء اللون، والتي ركنها مصطفى بالقرب من المسجد المتواجد على مستوى مفترق الطرق المؤدي إلى كل من بوقرة البليدة وبودواو ومفتاح والجزائر والحراش، إذ تمكن أحدهم من التسلل إلى سيارة كرطالي مستغلا فترة أدائه لصلاة الفجر، وثبّت تحت مقعدها الأمامي قنبلة مستهدفة السائق أي مصطفى كرطالي، العملية تمت بتنظيم وإحكام شديدين، إذ بعد خروج الأمير السابق لمنطقة الأربعاء من سيارته تنقل كما جرت العادة إلى حي 20 أوت لشراء الخبز من المخبرة التي وجدناها مغلقة الأبواب، عندما تنقلنا إلى مكان الحادث··المواطنون الذين تمكنا من محادثتهم أكدوا أن الانفجار وقع على الساعة الخامسة والربع صباحا، لما كان الناس نياما آنذاك، وتحاشى الجميع الخوض في التفاصيل حتى أن صاحب المخبزة لم نجد له أثرا · بمستشفى زميرلي تمكنا من التقاء بعض أفراد عائلة كرطالي من بينهم أحمد أحد أبناء كرطالي ومحمد ابن أخيه، الابن أكد أن الوالد متعب جدا وأن حادثة اختفاء ابنه البكر من مواليد 1974 منذ عام 1994 أنهكت صحته كثيرا، وحادثة اليوم قد أدت إلى بتر رجله اليمنى بعد أن نجا من موت أكيد··مستشفى سليم زميرلي اكتظ في بضع لحظات بأمراء >الأئياس< وبأهل مصطفى كرطالي وأصدقائه ورفاقه في التنظيم سابقا، الجميع جاء لتفقد كرطالي من بينهم علي بلحاج، بوخمخم، الياس، فيما علمنا ان مداني مزراق متواجد في جيجل لذلك تأخر عن الزيارة، كما علمنا من ابن أخ كرطالي ـ بعد أن امتنع والده الذي بدا عليه الارهاق الشديد بسبب مرض القلب الذي يعاني منه الإدلاء بأي تصريح ـ >أن مصطفى كرطالي قد نقل الى مستشفى سليم زميرلي على الساعة السادسة صباحا وبقي ينزف دما لمدة ساعة وربع بسبب غياب الأطباء ·
رغم صراعنا مع المسؤولين وإصرارنا على الدخول لم نتمكن من ذلك في بداية الأمر إذ طلب منا ترخيص من وزارة الصحة وهي إجراءات بيروقراطية غالبا ما تلجأ إليها المستشفيات التابعة لعمار تو بحجة التستر عن ما بالداخل، فانتظرنا ساعة الزيارة للدخول متسللين مع بعض من أفراد العائلة وتمكنا من رؤية مصطفى كرطالي الذي كان قد استيقظ للتو من مفعول المخدر بعد خضوعه لعملية جراحية انتهت ببتر رجله اليمنى· ومع ذلك بدا مبتسما وان صعب عليه النطق، والظاهر أن القنبلة لم تمس أي جزء آخر من جسمه إلا رجله اليمنى وحتى أن وجهه لم تكن عليه أية خدوش· سألنا مصطفى عن صحته فأجاب بإيماءات وكأنه أراد أن يقول أنه بخير ثم نطق بصعوبة >كثّر خيركم··كثّر خيركم <· تركنا مصطفى بالمستشفى وتنقلنا إلى بيته بالأربعاء، كان مكتظا بالأصدقاء والجيران ونساء العائلة اللواتي جئن لتفقد الزوجة والأبناء والاطمئنان على مصطفى كرطالي وزوجته، التي عادت للتو من المستشفى وأكدت أن زوجها لم يتلق أي رسالة تهديد أو إنذار من أي جهة كانت، بينما أكد صهره أن العملية تستهدف زعزعة الاستقرار وخلق البلبلة فقط · خارج المنزل التقينا ببعض الفضوليين الذين اخبرونا أن سيارة كرطالي زُرعت بها قنبلة من الأسفل ويبدو أنها فُجرت بواسطة جهاز تحكم عن بعد، بعد أن اقتربت سيارة مصطفى من ممهل، وهذا خوفا من أن تحتك القنبلة مع الممهل وتفشل عملية تفجيرها، في حين قال أحدهم نقلاً عن شاهد عيان أن مصطفى بقي محافظاً على وعيه بعد الانفجار وطلب من أحد المارة أن يساعده على الخروج من السيارة وتلفظ بالشهادتين قبل أن يغيب عن الوعي ويستيقظ بدون ساقه اليمنى المحقق" تتحصل على أول رسالة بعث بها لعائلته بعد تبرئته أحمد بلباشا لم يرفض ترحيله للجزائر ولم يكن فاراً من الجيش في رسالته الأولى التي بعث بها إلى عائلته مباشرة بعد أن تمت تبرئته من قبل اللجنة العسكرية الأمريكية، بدا أحمد بلباشا الجزائري المعتقل في معسكر غوانتنامو في حالة نفسية مضطربة لم تعهدها عائلته من قبل، مقارنة مع ما كانت تتضمنه الرسائل التي كان يرسلها منذ أن أعتقل سنة 2001· >المحقق< اطلعت على رسالة أحمد بلباشا بعد أن رفض شقيقه نشرها كاملة · رتيبة بوعدمة أثارت قضية الجزائري أحمد بلباشا المولود في 13 من نوفمبر1969 بشارع صديق بن عزيز بالعاصمة ضجة كبيرة مباشرة بعد أن أسقطته وزارة الخارجية البريطانية من قائمة الذين تدافع عنهم، وتعتزم ترحيلهم من أراضيها بسبب عدم امتلاكهم حق اللجوء، وشهدت قضيته منعرجا آخر بعد أن أبلغ محاميه >زكريا كتزلنسون< العائلة بأنه رفض ترحيله إلى الجزائر ضمن سبعة جزائريين تمت تبرئتهم من قبل إدارة بوش، خوفا من تعرضه لسوء المعاملة · لم يهضم محمد شقيق أحمد بلباشا، في لقاء مع >المحقق<، مسألة رفض أخيه ترحيله إلى الجزائر، وحاول فك رموز الرسالة التي كتبها أحمد في سجن غوانتنامو بتاريخ 15 ماي الماضي، حيث أكد أن أخاه يعاني ضغطا من أطراف معينة، أو يتواجد تحت وطأة التعذيب، فالرسالة التي وصلت العائلة يوم السبت الماضي، أي ثلاثة أشهر بعد كتابتها، تبين أن أحمد لا يتواجد في حالة صحية جيدة، حيث من بين العبارات التي تبين ذلك قوله >··لم تعد تهمني مسألة ترحيلي، ولم يعد يهمني إن بقيت هنا بغوانتنامو أو أرحل إلى ألبانيا، أو أعود إلى بريطانيا بعد أن رفضت الجزائر استقبـــــالي··< الفقـــــرة الأخـــيرة، يقــــول شقيق بلباشــا، توضـح أن المحــامي زكريــا كتزلونسون يكون قد أخبره أن الجزائر ترفض استقباله، الأمر الذي جعله يشعر بإحباط شديد لم تعهده العائلة من قبل، ومعروف عن أحمد بلباشا، حسب شقيقه، أن معنوياته كانت دائماً مرتفعة مثلما كان يحث عائلته على الصبر ويدعو الله الفرج العاجل وليس الآجل، وكان يحلم بالعودة إلى أحضان عائلته التي فارقها منذ أكثر من تسع سنوات · بلباشا أدى الخدمة الوطنية كاملة ولم يهرب من الجيش الرسالة الأخيرة، يقول محمد، تؤكد أن شقيقه أحمد لم يرفض أبدا مسألة ترحيله إلى الجزائر خوفا من سوء المعاملة، كما صرح به زكريا كتزلنسون، ونقلته العديد من وسائل الإعلام المحلية والدولية، وذهب إلى حد التشكيك في مصداقية المحامي ذي الأصل اليهودي، وقال >لقد اختارته الحكومة الأمريكية فماذا يمكن أن ننتظر منه؟<، وأوضح محمد أن المحامي زكريا يكون قد أخبر أخاه حسب الرسالة ذاتها أن الجزائر ترفض استقباله، بعد أن رفضت هذه الأخيرة طلب زكريا ومجموعة من المحامين الأمريكيين زيارة الجزائر في 16 أفريل الماضي، قصد ملاقاة المسؤولين الجزائريين ومحاولة إقناعهم ببراءة بلباشا والسماع لانشغالات العائلة، ومحاولة معرفة أسباب رفض استقبال أحمد، وأوضح محمد أن مسألة رفض المسؤولين الجزائريين زيارة المحامين الجزائر شكلت لديهم صورة سوداوية حول الأوضاع الأمنية في الجزائر، وكيفية تعاملها مع المرحلين الجزائريين من معسكر كوبا، لكن >أن يرفض أخي العودة فهذا غير صحيح< يقول شقيق بلباشا · وعن مسألة رفضه العودة باعتباره فار من الجيش الجزائري، حسب تصريحات زكريا كاتزنلسون، الذي قال >إن موكله هرب من بلاده في تسعينيات القرن الماضي<، نفى شقيق بلباشا أن يكون أحمد قد فر من الخدمة الوطنية التي قضاها كاملة غير منقوصة، وأوضح أن أخاه سافر بطريقة شرعية إلى بريطانيا مثله مثل الكثير من الجزائريين الذين فضلوا البحث عن العيش الأفضل بسبب الأزمة الأمنية التي شهدتها البلاد وليس له أية مشاكل مع الجيش الجزائري، و>لو كان كذلك لتم القبض عليه ولم يسمح له بالسفر< يقول محمد، الذي كشف أنه فعلاً ثمة شخص آخر جزائري الأصل رفض ترحيله للجزائر، حسب ما كشفت عنه ممثلة الصليب الأحمر في الجزائر للعائلة، ولم يتمكن من معرفة اسم الجزائري الذي رفض العودة إلى بلده الأصلي لكنه أوضح أن الأمر لا يتعلق بشقيقه · حياة أحمد ·· من الجـزائر إلى غـوانتنــامو وصل أحمد بلباشا إلى بريطانيا عام 1999 كلاجئ اقتصادي بحثا عن حياة أفضل، حسب رواية أخيه، وكان يعمل قبل ذلك محاسبا مساعدا في سوناطراك، كما عمل في مجمع صيدال واشتغل في ورشة تنظيف ملابس في المملكة المتحدة، ثم نادل في فندق حيث خدم >جون برسكونت< نائب رئيس الوزراء البريطاني أثناء مؤتمر حزب العمال بمدينة >بورتسموث< حيث يقيم أحمد، وترك >برسكون< رسالة لأحمد مرفوقة بإكرامية يشكره فيها عن تفانيه في العمل · واعتقل أحمد بلباشا من طرف الأمن الباكستاني، الذي باعه حسب شقيقه محمد بثمن بخس للقوات الأمريكية بعد اجتياحها لأفغانستان نهاية ,2001 أي بعد أحداث 11 من سبتمبر، وقال محمد >إن أخي سافر إلى باكستان من أجل دراسة علوم الفقه والشريعة هناك، وليست له أية علاقة بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، ووجه البنتاغون تهماً لأحمد بلباشا كالتدريب على السلاح بأفغانستان، واعترف أنه التقى زعيم القاعدة أسامة بن لادن مرتين، لكن أخاه أشار إلى أنه >اضطر تحت طائلة التعذيب إلى قول ذلك <· وعلمت عائلة بلباشا المتكونة من 13 فردا بخبر تواجد ابنها بمعسكر غوانتنامو في 03 جوان ,2002 بعد أن وصلت رسالة منه تسلمتها العائلة عن طريق الصليب الأحمر بسويسرا، ثم الجزائر عن طريق مكتب الهلال الأحمر، وقد أوكلت له الإدارة الأمريكية محاميا بعد فضيحة سجن أبو غريب بالعراق، حيث خُيّر بين استلام رسائل العائلة أو قبول محـامٍ أمريكي للتكفل بقضيته فكان الاختيار الصعب ··· بلباشا لم يلتق بن لادن في مارس من العام الجاري وبعد قرار الإدارة الأمريكية بغلق معتقل العار، مثُل أحمد بلباشا أمام اللجان العسكرية التي نصبت بقرار من بوش لمحاكمة معتقلي غوانتنامو، وخلصت إلى تبرئة بلباشا من التهم المنسوبة إليه، وحسب الحكم النهائي الذي تحصلت >المحقق< على نسخة منه فإن بلباشا لم يعد يهدد الأمن القومي ولا يشكل أي خطر على الولايات المتحدة وحلفائها، كما أنه لم يعد يصنف ضمن >الأعداء المحاربين< لأمريكا، وحسب ما وصل إليه التحقيق الأمريكي فإن بلباشا ليست له أية صلة بـِ ''بن لادن ''· زنزانته والعذاب النفسي ·· ويقبع أحمد بلباشا حاليا في المبنى الجديد بغوانتنامو المعسكر رقم ,6 وزنزانته مصنوعة من الفولاذ الصلب، لا يمكنه القيام فيها إلا بثلاث خطوات في كل اتجاه، لا تدخلها الشمس مطلقا، لكنها منارة بضوء مشع 24 ساعة على 24 ساعة، ولا يستطيع أحمد المعتقل، حسب الحكم النهائي، ممارسة أي نشاط بزنزانته ما عدا قراءة كتاب واحد في الأسبوع وكتابة 4 بطاقات ورسالتين بصفحة واحدة كلاهما في الشهر، ومكنته سلطات السجن من الحصول على نسخة من القرآن، وغير مسموح له بأي اتصال مع البشر ويستفيد من ساعتين استراحة في اليوم · ويحاكم وفق المادة 87 مكرر وفي نفس السياق، لم يستبعد المحامي أمين سيدهم الذي أوكلته عائلة بلباشا للدفاع عن ابنها في حالة ترحيله إلى الجزائر محاكمة العدالة الجزائرية لأحمد بلباشا وفق المادة 87 مكرر التي تنص على معاقبة كل الأشخاص الناشطين ضمن جماعة إرهابية أجنبية، سواء تمس الأمن الداخلي أو مصلحة بلدان أخرى، وعن مسألة تبرئته من قبل لجنة المراجعة الأمريكية العسكرية، قال المحامي إن المسألة لا تتعلق بالجزائر وإنما بدولة أجنبية، وتساءل المحامي عن الجهة التي ستحقق في ملف أحمد بلباشا بعد ترحيله من غوانتنامو، وكان وزير العدل قد أكد في وقت سابق أنه ستتم دراسة ملفات المرحلين والإقرار بمحاكمتهم أو الإفراج عنهم · وعن مسألة ترحيله لم يستبعد المحامي سيدهم ترحيل بلباشا ليؤكد بدوره أنه لم يعارض مسألة ترحيله إلى الجزائر من هو مصطفى كرطالي؟ ولد مصطفى كرطالي أمير >كتيبة الرحمن< في 27 أفريل 1946 في منطقة الأربعاء· متزوج وأب لسبعة أبناء، أكبرهم في تعداد المفقودين منذ سنة ,1996 انتخب كرطالي على رأس بلدية الأربعاء في إطار القائمة الانتخابية للجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة سنة .1990 وتولى رئاسة البلدية إلى غاية اعتقاله في 7 فيفري ,1992 وقرر بعد إطلاق سراحه في ماي من ذات السنة الالتحاق بالجماعات المسلحة · يُعد كرطالي من أبرز >المرجعيات الإسلامية< في المنطقة· وقائد العمليات الإرهابية في >الجماعة الإسلامية المسلحةءةا< منذ 1994 قبل أن يقرر الانسحاب منه ليلتحق بـ>الأئياس< في ديسمبر ,1995 وتوقف عن العمل المسلح وفق الاتفاق المبرم بين السلطات الجزائرية والجيش الإسلامي للإنقاذ في سبتمبر 1999 بعد الاستفتاء الشعبي على قانون الوئام المدني الذي نص على وقف المتابعات القضائية ضد عناصر الجماعات الإرهابية المسلحة الذين يتوقفون عن العمل المسلح وضمان عودتهم إلى عائلاتهم وإدماجهم في المجتمع · وروى كرطالي في وقت سابق قصة انسحابه من الجيا >أخذت القرار ردًا على موجة الانشقاقات والتصفيات التي مست قيادات الإنقاذ، وأذكر أنه عندما قتل الشيخ محمد السعيد، قال

ثلاثاء خاص في الأربعاء
تداعيات صراع السلفيـين و>الجـيا < ما حدث في مدينة الأربعاء الثلاثاء الماضي يوحي بأن الصراع الذي كان بين خوارج الجيا والقابلين بفكرة وضع السلاح بالهدنة أولا، هو صراع يتجاوز حدود تصفية إرهابيين تائبين من الصفوف الدنيا مثلما حدث أكثر من مرة، إلى قيادات من >الأئياس< الداعم للمصالحة الوطنية، ومصطفى كرطالي يمثل رمزا لهذا التنظيم المحل وسط البلاد · هذه الملاحظة على بساطتها تأخذ جذورها من تاريخ الجماعات المسلحة والإسلام السياسي منذ انفجار الأزمة الأمنية والخلافات الدموية التي ميزت مسارها، خصوصا بين فلول الإرهاب بوسط البلاد حيث بلغ التقاتل بين >الأئياس< و>الجيا<ئذروته في المناطق الممتدة من عين الدفلى إلى بومرداس، وراحت ضحيته قيادات بارزة في >الجزأرة< و>الأئياس< مثل عبد الرزاق رجام ومحمد السعيد سنة ,1995 زيادة على تصفية العديد من العناصر في >الجيا< و >الأئياس< بسبب حرب الإمارة التي اندلعت عاما قبل ذلك، وأخذت في طريقها تغذي فتاوى جديدة تبيح من جانب >الجيا< دم كل من لم يكن معها وعلى رأسها عناصر >الأئياس< وكان رأس كرطالي مطلوبا في ذلك الوقت و بالتحديد بين 1995( تاريخ انسحابه من >الجيا<) وتاريخ التزام الهدنة قبل التصريح بها رسميا سنة .1999 وبالعودة للتقارير الصحفية المنشورة أواسط التسعينيات يلاحظ بأن أكثر المناطق التي شهدت الصراع الدموي بين >الجيا< و>الأئياس< في وسط البلاد كانت بين البليدة والزبربر في أعالي الأخضرية بولاية البويرة، بينما كانت بومرداس قاعدة خلفية لعناصر حسان حطاب الذي سيستقيل هو الآخر عن >الجيا< و يخلق تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وهو التنظيم الذي لم يكن على وفاق مع غريمه >الأئياس< لأسباب تتعلق بالتفاسير الدينية والجهادية التي يسوقها كل طرف لتبرير ما قام به، وهي أصل الخلافات الدموية بين التنظيمات الإرهابية من منظور أن الخلفيات الدينية (الفتاوى خصوصا) هي حصان طروادة في البحث عن >الشرعية الدينية< للأعمال الإرهابية التي استوطنت الجهات الأربع من البلاد· محاولة اغتيال كرطالي لديها في هذا الماضي مبررات كافية لتظهر وكأنها تصفية بخلفية جهادية في انتظار تبنيها، هذا إن لم تكن هذه المحاولة للتصفية رسالة مشفرة تستهدف ميثاق السلم والمصالحة، الباقي كيوم الولادة: طفل يحبو· والسؤال السابق لأوانه في مثل هذه الحوادث هو: من المستفيد من اغتيال كرطالي أو غيره من رموز >الأئياس< سابقا أو أي عنصر آخر وضع السلاح سواء في زمن الهدنة أو الوئام المدني أو في إطار السلم والمصالحة الوطنية؟··الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة على هذا السؤال أو على الأقل تضيف قراءات جديدة لسلوك يؤرق قيادات >الأئياس< هذه الأيام هشام رمزي


البرنامج النووي الجزائري'' بين الطموح والشكوك
البحث عن مصدر للطاقة في مواجهة المخـاوف من استخـدام عسكري
أصبحت الطاقة النووية محط اهتمام عدد كبير من الدول في العالم من بينها الجزائر، التي عبّرت عن رغبتها في استغلال هذه الطاقة لأغراض سلمية، لكن كلما دار الحديث عن البرنامج النووي الجزائري تصاعدت حدة الشكوك والضغوط التي تتعرّض لها الجزائر، لذلك فإنّها تجد نفسها حاليا في منتصف الطريق بين عروض تتهاطل عليها من دول تمتلك التكنولوجيا النووية لتطوير برنامجها السلمي من جهة، ودول تتربص بها وتشن حملات عليها بحجة سعيها لامتلاك السلاح النووي ·
مروان حرب
تعمل الحكومة في الجزائر على تحضير مشروع قانون حول استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية، في إطار النظرة المستقبلية لمصادر الطاقة التي ستعوّض البترول الذي من المتوقع أن ينضب بعد 23 سنة والغاز الطبيعي بعد 50 سنة إذا استمرت الجزائر بنفس معدلات الإنتاج التي تعمل بها حاليا، ويأتي هذا في الوقت الذي أعلنت فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية في نوفمبر 2006 أن أربع دول من الشرق الأوسط أبدت اهتمامها بإطلاق برامج نووية هي الجزائر، المغرب، مصر والسعودية ·
برنامج نووي جزائري سلمي بمساعدة أجنبية
تملك الجزائر حاليا مفاعلين نوويين، الأول يقع في منطقة درارية واسمه >نور< وتبلغ طاقته 3 ميغاواط ويستعمل لتدريب الطلاب، وكانت الجزائر قد اشترته في سنة 1989 من شركة >أنفاب< الأرجنتينية الحكومية المتخصّصة في بناء المفاعلات النووية، أمّا المفاعل الثاني >السلام< فيقع في منطقة عين وسارة بولاية الجلفة وتبلغ قدرته 15 ميغاواط وتم تشييده بناء على اتفاق مع الصين تم توقيعه سنة 1983 يتضمن ثلاث مراحل لإنجاز البرنامج النووي الجزائري، وتم افتتاح مفاعل >السلام< في ديسمبر 1993 وهو يعمل بالماء الثقيل ويعتبر الجزء الأول من الاتفاق، أما الجزئين الثاني والثالث فيتمثلان في بناء مخبر للخلايا الساخنة يتم فيه تفكيك الوقود النووي المستخلص من مفاعل >السلام<، والجزء الثالث والنهائي من البرنامج هو بناء معمل لإنتاج النظائر المشعة قادر على فصل البلوتونيوم من الوقود النووي · تعتبر الصين المزوّد الرئيسي للجزائر بالتكنولوجيا النووية، كما توجد علاقات تعاون مع الأرجنتين وروسيا، وتقوم الجزائر حاليا بالتحضير لبناء مفاعلين جديدين لإنتاج الكهرباء وتحلية مياه البحر باستخدام الطاقة النووية، كما أنها تعمل على تطوير أبحاث في قطاعات المياه والفلاحة والصحة وتحلية مياه البحر في إطار الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وتعتبر الجزائر من بين أكبر المدافعين عن حق دول العالم الثالث في استعمال الطاقة النووية لأغراض سلمية، إلى جانب التزامها بمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية التي وقعت عليها في سنة ,1995 وخضوعها بشكل دوري لعمليات تفتيش من طرف الوكالة الدولية للطاقة الذرية وذلك منذ سنة ,1992 وفي هذا الصدد فإن إيران كانت دائما ومازالت تطلب دعم الجزائر من أجل إقناع المجتمع الدولي بحقها في امتلاك برنامج نووي، إضافة إلى ذلك فإن الجزائر تبحث حاليا عن مصادر مختلفة للطاقة المتجدّدة حتى تعوض بها البترول والغاز · الجزائر بين مثلث نووي منذ سنة 2006 بدأت الجزائر في تلقي عروض من دول مختلفة لمساعدتها في تنفيذ برنامجها النووي، ففي نوفمبر 2006 قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أنّ بلاده مستعدة لوضع خبراتها في مجال الطاقة النووية تحت تصرف الجزائر، وجاءت هذه الدعوة في سياق التعاون النووي بين البلدين حيث أشار التقرير التفصيلي الذي أعدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في سنة 2004 عن البرنامج النووي الإيراني إلى أنه كانت هناك علاقات تعاون سرية بين البلدين في المجال النووي خلال فترة حكم الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني، وأن الجزائر كانت من بين الدول التي ساهمت في البرنامج النووي الإيراني، وفي ماي 2007 أعلن شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم خلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية أنه سيتم توقيع بروتوكول تعاون بين البلدين في مجال الطاقة النووية المدنية في جوان ,2007 أمّا العرض الفرنسي فقد جاء في شهر جويلية الماضي خلال الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للجزائر، حيث تركّزت المحادثات التي أجراها مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بشكل أساسي حول عقود بيع الغاز الجزائري إلى فرنسا، وكان المقترح الفرنسي أن يتمّ توقيع عقود جديدة مقابل قيام فرنسا بتقديم المساعدة للجزائر في تنفيذ البرنامج النووي المدني خاصة في مجال إنتاج الكهرباء، وإذا كان العرض الإيراني يمكن اعتباره استمرارا للعلاقات بين البلدين في المجال النووي، فإن المساعدة التي عرضها ساركوزي على الجزائر يعتبرها البعض محاولة لاختراق المحور الروسي الجزائري الإيراني الذي بدأ يتشكل حول الغاز الطبيعي، فإن آخرين يرون فيها محاولة غربية لخلق توازن من خلال إقامة برنامج نووي في دولة سنية لمواجهة البرنامج النووي الإيراني الشيعي · صقور أمريكا تلعب على وتر التهديد خلال السنوات الأخيرة كان مصدر الضغوط التي تعرضت لها الجزائر فيما يتعلق ببرنامجها النووي من أربع دول رئيسية هي الولايات المتحدة الأمريكية، إسرائيل، إسبانيا والمغرب، ففيما يتعلق بالضغوط الأمريكية فإن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن أصدر في جوان 1998 وثيقة قال فيها أن الجيش الجزائري يملك وسائل لإطلاق السلاح النووي، كما أن معهد العلوم والأمن الدولي يصنف الجزائر في خانة الدول التي >تحوم حولها الشكوك دون أن يتم تحديد برامج لإنتاج الأسلحة النووية<، وزادت حدة الموقف الأمريكي في أفريل 2003 بسبب الاستقبال الحافل الذي حظي به الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك خلال زيارته للجزائر في مارس من العام نفسه، حيث أن هذا الاستقبال لم يحظ بقبول أوساط نافذة في الإدارة الأمريكية بسبب موقف شيراك الرافض لشن الحرب على العراق، لذلك بدأ عدد من المسؤولين في إثارة مخاوف من امتلاك الجزائر لمفاعلين نوويين خاصة مفاعل >السلام< القادر على إنتاج البلوتونيوم الذي يستخدم في صناعة القنبلة النووية، ونقلت هذه الحملة إلى وسائل الإعلام حيث نشرت مجلة "THE WEEKLY TANAO" المقرّبة من الجمهوريين المحافظين مقالا لهنري سوكولسكي مدير مركز سياسات عدم انتشار الأسلحة، تضمن مخاوف من البرنامج النووي الجزائري وتساؤلات حول موقف الجزائر إذا تمكنت من امتلاك السلاح النووي، ورغم هذه الحملة التي كانت موجهة ضد الجزائر إلا أن حدّة الموقف الأمريكي شهدت نوعا من التراجع حيث أن بيتر رودمان مساعد وزير الدفاع الأمريكي أكد في نوفمبر 2006 خلال زيارته للجزائر على رأس وفد عسكري رفيع المستوى أن الإدارة الأمريكية ليست لديها أية مخاوف من البرنامج النووي الجزائري · إسرائيل وإسبانيا تطلقان أكذوبة السلاح النووي الجزائري من جهتها فإن صحيفة >هآرتس< الإسرائيلية نشرت تقريرا قبل سقوط نظام صدام حسين في العراق يزعم أن الجزائر على وشك إنتاج قنبلة نووية بمساعدة خبرة عراقية، وأن قمرا صناعيا أمريكيا للتجسس التقط في التسعينات صورا لمفاعل >السلام< أظهرت وجود مدخنتين كبيرتين قد تكونان لمصنع إنتاج أسلحة نووية، وأضاف التقرير استنادا إلى معلومات قدمتها أجهزة استخبارات غربية إلى أنه في التسعينات من القرن الماضي قام العراق بإرسال عدد من العلماء وكميات غير معروفة من اليورانيوم إلى الجزائر، وأنه من المحتمل أن يكون نظام صدام حسين يعمل على تطوير سلاحه النووي في منشآت الجزائر · أما إسبانيا فقد أثارت المخاوف من البرنامج النووي الجزائري في تقرير سري للمخابرات الإسبانية صدر في جويلية 1998 وتسرّب إلى صحيفة >البايس< التي نشرته في شهر أوت من العام نفسه، وجاء في التقرير أنه رغم توقيع الجزائر على اتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية وخضوعها لتفتيش دوري من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلا أنها تستمر في تنفيذ برنامج يفوق احتياجاتها المدنية، وقدّر هذا التقرير أنه مع حلول سنة 2000 فإن الجزائر ستكون في وضعية تقنية تسمح لها بالمضي قدما في إنتاج أسلحة نووية إذا قرّرت السلطات ذلك، وأضاف التقرير أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية اكتشفت خلال إحدى عمليات التفتيش 3 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب وبعض الليترات من الماء الثقيل وقطعا من اليورانيوم الطبيعي لم يتم التصريح بها لدى الوكالة، وأن فرق التفتيش لا يمكنها أن تضمن تماما عدم استخدام القدرات النووية الجزائرية لإنتاج الأسلحة النووية، وأوضح التقرير أن مفاعل >السلام< له قدرة على إنتاج أكثر من 3 كيلوغرام من البلوتونيوم سنويا، وأنّ غرامات قليلة منه يمكن تحويلها إلى أغراض عسكرية دون أن يتم اكتشافها من طرف فرق التفتيش، وفي النهاية أشار التقرير إلى أن الجزائر أصبحت الآن قادرة على تنفيذ برنامج نووي عسكري بعد اكتشاف اليورانيوم في منطقة الهفار، في حين أن المخاوف المغربية من البرنامج النووي الجزائري قد عبر عنها مسؤول مغربي في أوت 2006 عندما قال >إن البرنامج النووي الجزائري حتى وإن كان مدنيا فإنه يثير مخاوف البعض فيما يتعلق باستقرار المنطقة، وأنه يجب على الجزائر الإسراع في التوقيع على البروتوكول الإضافي لمعاهدة الحد من الانتشار النووي الذي يتيح إجراء تفتيش مفاجئ لمنشآت الجزائر النووية من طرف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتتركز المخاوف المغربية على أساس أن قيام الجزائر بتنفيذ برنامج نووي لأغراض عسكرية سيرجح كفة موقفها الذي يدعم إقامة دولة الصحراء الغربية

أسرار
سيف الإسلام الخليفة الوحيد للقذافي
كشفت مصادر متطابقة أن أجهزة الأمن الليبية تقوم منذ أيام بحملة اعتقالات واسعة في صفوف المواطنين، بينهم ضباط وموظفين وطلبة وأكاديميين ·
وقالت المصادر أن هذه الخطوة جزء من خطة تهيئة الأجواء لتسلم سيف الإسلام نجل قائد الثورة الليبي موقع المسؤولية الفعلية في ليبيا، في ضوء الحالة الصحية المتراجعة لمعمر القذافي· وذكرت المصادر ذاتها أن سيف الإسلام القذافي بدأ بتسليم رجاله مواقع هامة في الدولة ·
وأشارت المصادر أن الإدارة الأمريكية ودولا أوروبية تبارك وتدعم تسلم سيف الإسلام السلطة الفعلية في ليبيا، وأن هذه الدول ترى فيه حليفا أمنيا قويا لها في المنطقة، وأضافت المصادر أن نجل الزعيم القذافي سيقوم قريبا بجولة في عدد من الدول العربية لتحسين صورة ليبيا، وربط علاقات وصلات مع أنظمة الحكم فيها، استعدادا للتطورات المرتقبة والمتوقعة في ليبيا، خصوصا بعد ما آلت إليه قضية الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني الذي صرح مؤخرا أنه سيعمل على فضح النظام الليبي ·
بوناطيرو كان فاشلاً في الدراسة !
قالت مصادر مطلعة ان الدكتور في علم الفلك لوط بوناطيرو كان فاشلاً في دراسته قبل أن ينتقل لفرنسا بمساعدة والده الذي كان يشغل منصب محافظ أمن بلدية باب الوادي ويعود منها بشهادة دكتوراه ·
وقالت نفس المصادر أن بوناطيرو الذي كان يملك سيارة من نوع فيات 128 خضراء اللون سنوات الثمانينات كان يدرس في جامعة الجزائر قبل ان تطرده عمادة الجامعة، نظراً لضعف تحصيله العلمي، فتم تحويله لجامعة وهران حيث تحصل على شهادة في الفيزياء ·
وتضيف ذات المصادر أن بوناطيرو كان شديد التأثر بالفكر الإخواني وكان على صلة بهم أيام الجامعة قبل أن ينقلب عليهم · إسرائيــل متــردّدة في اقتحـام مكـان إخـفاء الجـندي الأسير
كشفت مصادر مطلعة أن إسرائيل تخطط للقيام بعملية عسكرية مباغتة لاستعادة الجندي الأسير شلعيط المحتجز لدى حركة حماس، وقالت المصادر أن الحركة تخشى أن تقوم تل أبيب بمثل هذه العملية، وأشارت المصادر إلى أن القيادة الإسرائيلية باتت تدرك مكان احتجاز الجندي الأسير بنسبة 90 بالمائة، إلا أن المستوى السياسي وتحديدا إيهود أولمرت رئيس الوزراء متردد في الموافقة على طلب الأجهزة العسكرية والأمنية باقتحام الموقع، خاصة وان رئيس الوزراء الإسرائيلي أصبح أكثر حذرا في اتخاذ قراراته العسكرية منذ الحرب على لبنان· وأكدت المصادر ذاتها أن إيهود باراك وزير الدفاع ومعه بعض الضباط الكبار في رئاسة هيئة الأركان يدعمون فكرة القيام بعملية عسكرية واقتحام الموقع الذي يرون أن الجندي الإسرائيلي يتواجد فيه، وأن هذه المجموعة بزعامة باراك تواصل العمل من مكان احتجاز الأسير الإسرائيلي وإتمام الاستعدادات العسكرية لتفادي الوقوع في أخطاء، من خلال توفير الظروف الممكنة لنجاح العملية، لكن إيهود أولمرت ورئيس الأركان غابي اشكنازي يرفضان حتى الآن إعطاء الموافقة لتنفيذ عملية إنقاذ الجندي، وهما يخشيان قتله أثناء الهجوم ·
ما الذي يحدث في التلفزيون··؟
للمرة الثالثة وفي ظرف ما يزيد عن الشهر بقليل، تثار أحاديث طويلة عن مقدمة النشرة الثقافية رميلة فرات، حول إيقافها عن العمل ثم العودة إليه مجددا، وكان آخر قرار بتوقيفها عن العمل صادرا عن نائب المدير العام للتلفزيون حفيظ دراجي بينما كان المدير حمراوي حبيب شوقي في >مهمة< بالخارج · الصحفية متهمة بتجاوز تعليمات المشرفين عليها في التحرير في النشرة الثقافية وارتكاب >مجازر لغوية في حق لغة الضاد< على حد تعبير بعض الزملاء في التلفزيون، وكانت سببا في إثارة كلام كثير في أروقة التلفزيون في المدة الأخيرة خاصة مع تكرار توقيفها عن العمل، وما يزيد في الإثارة أنها تعود في كل مرة إلى العمل وسط استفهامات عريضة تظهر على وجوه زملائها في العمل · صورة عاشور سرّبها محاميه المغربي أوضحت مصادر مؤكدة أن الصورة الوحيدة لعاشور عبد الرحمن العقل المدبر لفضيحة 3200 مليار سنتيم من صناديق الـ ئ (ءخ)سرّبها محاميه المغربي المدعو المالكي، لذلك تم الاستغناء عن خدماته في حين أُبقي على المحاميين طبيخ وزيان، ومنذ انفجار فضيحة 3200 مليار لم تصدر أي صورة لعاشور غير تلك التي يظهر فيها ثخين · من جهة أخرى علمت >المحقق< من مصادر موثوقة أن عاشور كان على علاقة وطيدة بجهات فاعلة في المملكة المغربية وتم إلقاء القبض عليه في شارع أرستقراطي يلتقي فيه عادة صفوة القوم !· أحزاب جديدة في فلسطـين بتمويل أجنبي تسعى بعض الدول والجهات العربية والأجنبية إلى إصدار مطبوعات وصحف داخل الساحة الفلسطينية، وإنشاء مؤسسات إعلامية ومراكز بحثية بتمويل غير فلسطيني، بشكل يخدم مصالح وسياسات هذه الدول والجهات · وذكرت تقارير إعلامية أن هناك صحيفة يومية تجري الاستعدادات لإصدارها في الساحة الفلسطينية، وصحيفة أخرى، تكون ترجمة وطبعة فلسطينية لصحيفة دولية، وفي الوقت ذاته، تتم اجتماعات واتصالات مكثفة لإنشاء أحزاب جديدة بتمويل أجنبي، يشرف عليها سياسيون وحزبيون بعضهم ترك التيار الذي انتظم فيه سنوات طويلة · وكشفت التقارير أن الإدارة الأمريكية عبر العديد من مؤسساتها وأجهزتها التي تحمل أسماء للدعم والتعاون، تقوم باستقطاب بعض القيادات من خلال دعمها ماليا وتدريبا لإنشاء مؤسسات تحت أسماء مختلفة، لدعم التوجهات الأمريكية، وضرب وحدة الساحة الفلسطينية· وتشرف البعثات الدبلوماسية الأمريكية والأوروبية في إسرائيل ورام الله وفي القدس المحتلة على هذه الخطة المبرمجة والمدروسة · وعد بلخادم قالت مصادر مسؤولة أن رئيس الحكومة والأمين العام لجبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم يدرس هذه الأيام الطريقة المثلى التي تُمكنه من بعث النقاش من جديد حول تعديل الدستور، إذ أوضحت هذه المصادر أن رئيس الحكومة يشعر بالحرج لكونه تعهد أمام المناضلين والصحفيين بأن تعديل الدستور سيكون قبل نهاية سنة 2007 ، ولم يبق عن التاريخ سوى أربعة أشهر، ولا يُمكن تنظيم هذا الاستفتاء قبل جانفي 2008 لأن موعد المحليات سيكون في نوفمبر القادم · للإشارة فإنها ليست المرّة الأولى التي يُعلن فيها رئيس الحكومة عن تعديل الدستور لكن النقاش لا يزال متواصلاً للسنة الثانية على التوالي ! كتاب حول >توظيف < ضباط فرنسا للعائلة الثورية يعكف أحمد لخضر بن سعيد حاليا على تأليف كتاب حول الأسرة الثورية في البلاد، ويركز فيه على قضايا الساعة والتي تثير جدلا كبيرا كلما أثيرت، ومنها قضية المجاهدين الحقيقيين والأرقام المضافة للمنتسبين للثورة زورا زيادة على وثائق تحتوي على كيفية >توظيف ضباط فرنسا للعائلة الثورية< في البلاد بدءًا من ثمانينيات القرن الماضي، ومسألة اللجوء إلى الوجوه الثورية لإدارة البلاد بعد اندلاع الأزمة وأشياء أخرى من قبيل ربط مسار هذه العائلة الثورية بالمسار السياسي في البلاد، واللجوء إليها للحصول على الشرعية المفقودة زمن المجلس الانتقالي، وفصل عن دور هذه العائلة في المقاومة ومكافحة الإرهاب في عز الأزمة · الكتاب في اللمسات الأخيرة قبل الطبع وقد جمع فيه بن سعيد وثائق مهمة ونادرة حول الفترة التي يتناولها وكذا وثائق متعلقة بتاريخ الثورة ستنشر في دفات الكتاب المنتظر قريبا · فلة تدخل الجزائر متنكرة شوهدت الفنانة الجزائرية فلّة عبابسة وهي تدخل الجزائر على متن الطائرة ليلة 13 أوت الماضي رفقة وفد من الموسيقيين، وأسّرت فلة لمن رافقوها في الطائرة أنها ستتزوج بعد 15 يوماً من ابن الموسيقار العراقي منير البشير · فلة التي أُسقط اسمها من احتفالية افتتاح الجزائر عاصمة للثقافة العربية تعيش هذه الأيام لحظات صعبة جراء توالي السقطات، فبعد حادثة طردها من فندق الجزائر (سان جورج سابقا) وإطلاع الرأي العام على محتوى شريط يُصور إحدى الحفلات التي نظمها عاشور عبد الرحمن على شرفها · الذين رافقوا فلة في الطائرة استاءوا كثيرا لتغيير لهجتها حتى وهي تتكلم مع بني جلدتها كما لم يفهموا لماذا بقيت مرتدية نظاراتها الشمسية في عزّ الليل، إذ تساءلوا إن كانت موضة جديدة أم بدعة اختلقتها فلّة، أو حيلة للتخفي عن الأنظار · حـميد عبـد القـادر لـِ "أوراق " أنا كاتب بربري ولا أتصور نفسي غير ذلك يتحدث الروائي حميد عبد القادر في هذا الحوار عن تجربته في الكتابة الأدبية والتاريخية، معتبرا أن الكتابة الأدبية تهتم بالذاكرة في حين تعتمد الكتابة التاريخية على الوثيقة، ويعرج على روايته مرايا الخوف الصادرة مؤخرا التي حملت شيئا من حميد عبد القادر وشيئا من غبار الأزمة الأمنية التي عصفت بالجزائر ·· حاوره: عبد الرزاق بوكبة نشأتَ في وسط عائلي مفرنس، وكان محيطك الثقافي في البداية كذلك، لكنك اخترت العربية عندما انخرطت في الكتابة، ولا زلت · كتاباتي الأولى كانت بالفرنسية إلى غاية الثانوية، هناك تحولات تحصل في حياتنا بسبب أمور بسيطة جدا، فقد اكتشف أستاذي الفلسطينى ضعفي الشديد في اللغة العربية، فأعطاني رواية الفضيلة للمنفلوطي وطلب مني تقديم تلخيص لها بعد العطلة، صدّقني لما قرأت هذه الرواية اكتشفت أن سحر العربية، مرتبط بسحر المكان الذي وقعت فيه··· جزر السيشل بل جزيرة موريس ·· نعم جزيرة موريس··· لكن لا بد من الإشارة إلى بقاء تأثيرات الفرنسية خاصة أني كنت مكثرا من قراءة الرواية البوليسية بها، لقد كنت أتسابق في ذلك مع كثير من الأصدقاء أما في الجامعة، قسم العلوم السياسية، فقد كنا ندرس أكثر بالعربية والإنجليزية، واكتشفت بعد دخولي إلى عالم الصحافة سنة 1990 أن الفضاء الإعلامي المفرنس لا يهتم كثيرا بالثقافة، فانسحبت وذهبت إلى جريدة معربة، وفتحت نقاشات في الحداثة، رغم أن الوسط المعرب في غالبيته كان إسلاميا يومها · كيف استقبل وسطك المفرنس هذا التحول؟ العائلة كانت تقدّس أمرين: الثورة واللغة الفرنسية، وكان والدي حنينيا، لذلك فقد كان حساسا جدا لأمور التاريخ · هل هذا ما جعلك تنخرط بالموازاة مع الكتابة الأدبية في الاهتمام بالبحث في تاريخ الثورة؟ دعني أوضح نقطة مهمة: أنا لما أكتب الرواية أهتم بالذاكرة، وحين أبحث في التاريخ، أعتمد على الوثيقة، فالتاريخ علم، بينما العمل الروائي مجرد تذكرات، إعادة استثمار للمرويات البطولية، فقد سمعت الكثير منها وأنا صغير فكتبت عن الثورة من زاوية الذاكرة · ما رأيك فيما ذهب إليه أحد الكتاب الشباب من أنه لم يعش الثورة وبالتالي فهو ليس ملزما أو مؤهلا للكتابة عنها؟ أنا من مواليد ,1967 وبالتالي لم أعايش الثورة كأحداث، لكنني عشتها كأحاديث، ففي السبعينيات، أينما ولّيت وجهك تجد الناس يتحدثون عن الثورة، ويروون بطولاتها، فمثلا أذكر أنني تعرفت وأنا في الخامسة عشر من عمري على ما وقع في أكفادو في إطار ما أصبح يسمى بلا بلويت، اغتيال المثقفين من طرف العقيد عميروش في الولاية الثالثة ما بين عامي 56 و57 عبر ما كان يحكيه حلاق كنت أحلق عنده، وبالتالي ظلت مثل هذه الحوادث راسخة في ذهني··· ثم لا أنسى حكايات جدتي المتعلقة بعائلتي التي نزحت من أعالي الصومام إلى أزفّون فإلى العاصمة، إذن هذا الارتباط بذاكرة العائلة هو الذي جعلني أهتم بالتاريخ · هل تعتقد ككاتب من الجيل الجديد أن تاريخ الثورة استثمر إبداعيا كما يجب؟ لست أدري إن كنت توافقني على حقيقة صارخة، وهي أن غالبية الجيل الجديد منفصلة عن الذاكرة، وهذا نتاج المدرسة الجزائرية التي أوجدت جيوشا من الناس لا يعرفون تاريخهم ولا يلتفتون إلى رموزهم وإلى اللحظات المؤسسة للدولة الجزائرية · رغم أن الشرعية التاريخية ظلت ولا زالت هي الخلفية المحركة للدولة الوطنية؟ ·· الشرعية التاريخية كما طُبقت أو فُهِمت عندنا روّجت لنظرة رسمية للتاريخ، والمشكل أن الجيل الجديد يرفض إلى حدِّ التهكم هذه النظرة دون أن يجتهد في اكتساب نظرة مغايرة، فأصبح جيلا لقيطا على مستوى الذاكرة، يقرأ إدوارد سعيد ولا يعرف شيئا عن مصطفى الأشرف، يقدس بيروت والقاهرة ودمشق ويمقت المدن الجزائرية التي شكلت وعيه رغم اختلالاتها، وهذا النكران للذات أدّى إلى تشتت ذاكراتي · ماذا تعني بالنظرة المغايرة للتاريخ التي على الجيل الجديد أن يكتسبها؟ أعتقد صراحة لا انبطاح فيها أن خطاب الرئيس بوتفليقة الذي ألقاه في قسنطينة شهورا فقط بعد انتخابه في عهدته الأولى، حرّرني كثيرا من عقدة التاريخ وجعلني أذهب بعيدا في تقديم قراءة مغايرة للتاريخ تقوم على النقد لا على التقديس فأنا ممن يؤمنون بالثورة، لكن من حقي أن أنتقد نقائصها وسلبيات بعض رجالاتها · لكن التاريخ الوطني ليس هو الثورة فقط، فواسيني الأعرج مثلا، كتب عن الأمير عبد القادر، اللحظة المؤسسة الأولى في تاريخنا المعاصر ·· أنا روائي، و سبق لي أن قلت لك إنني أكتب التاريخ من منطلق الذاكرة القريبة مني، لا أكتب إلا ما سمعته من مرويات من أناس قريبين مني، وبالتالي أنا أمجّد ذكرى بشر لا يلتفت إليهم التاريخ العام: أمي، أبي، جدتي، جدي، جيراني ·· هل أستطيع أن أفهم أن هوسك بمنطلق الذاكرة هذا هو الذي جعلك تشتغل على لحظة العنف التي عاشتها الجزائر؟ حينما تكتب عن لحظة العنف، فأنت تحاول أن تتجاوزها، تتخلص منها، لأنك ترفضها أصلا كهاجس يكمن فيك، وأنا من الذين يعتقدون أن الكتابة تداوي الجراح وتخلّص النفس البشرية من الخوف ومختلف المكبوتات · لكن ألا تلاحظ أن الذاكرة هنا تختلف عنها فيما يتعلّق بالثورة من حيث الزمن على الأقل؟ طبعا··· فأنا أكتب عن العنف الذي حصل أمام عيني من منطلق الاستبعاد، وأكتب عن الثورة التي لم أعشها من منطلق الاستحضار · إلى أيِّ حدٍّ يتوفر الحياد فيما تستبعد وفيما تستحضر؟ لا مجال للحديث عن الحياد في الكتابة · لماذا؟ لأني، وأنا أكتب، أكون ذاتيا جدّا، أنظر إلى المجتمع من خلال ما عشته أنا شخصيا، كما يقول غوستاف فلوبير: مدام بوفاري هي أنا، أو كما قال نجيب محفوظ: إن كمال عبد الجواد هو نجيب محفوظ، أليس من حق زينو بطل روايتي >مرايا الخوف< أن تكون فيه أشياء من حميد عبد القادر؟ لم أفهم··· مرّةً تقول إن الرواية هي كتابة الذاكرة، ذات الأبعاد العامة، ومرّةً تقول إنه من حقك أن تكون ذاتيا في الكتابة ! لا تناقض في رؤيتي، فالذاكرة هي ذاتية المجتمع، ولحظاته الحميمية وإخفاقاته، بؤسه وشقاؤه كما هي لحظات مجده، الذاكرة هي كل هذا، وأنا جزء من هذه الذاكرة · كنت سببا في تفجير النقاش الذي دار حول الكتابة الروائية الشبابية التسعينية، والتي تناولت لحظة العنف، حيث دافعت عنها باستماتة، فيما وصفها آخرون ومنهم الطاهر وطار بالأدب الاستعجالي · خلافي مع وطار خلاف إيديولوجي، وأنا لا أنكر كونه روائيا كبيرا يحسن الصنعة الروائية · كيف؟ هو جعل من الإسلاميين أبطالا، وأنا أرفض ذلك، لكنه لم يكن كذلك قبل >الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي<، بمعنى أنه كان من نفس عائلتك الإيديولوجية ·· لقد تغيّر كثيرا، بحيث أصبح يرى أن تمجيد البطل الإسلامي من بين مهام الكتابة المنسجمة مع معطيات المجتمع · هذه رؤية على كل حال ·· أنا أرى غير ذلك تماما، لكني ألتقي معه في فكرة ضرورة المصالحة بين مختلف أطياف المجتمع الجزائري، وروايتي مرايا الخوف، تنتهي بهذه المصالحة لكن ليس على حساب طرف دون الآخر · لكنك فعلت العكس في روايتك الأولى >الانزلاق< التي صدرت في .19 98 لقد كتبتها في غمرة الأحداث، وأردتها أن تؤدي مهمة نضالية كان على المثقف أن يؤديَها يومها، في حين أن مرايا الخوف كُتِبت خارج ذلك السياق ألا ترى بهذا أنك كنت استعجاليا فعلا وأن وطار كان محقا حين سمّاك كبير الاستعجاليين؟ أعتقد أن وطار يملك نظرة عميقة وصائبة وجمالية للرواية، وله الحق في أن يسمي ما كتبناه أدبا استعجاليا، فهو الروائي الأول ومن حقّه أن يقول ما يريد · ترفض الشرعية التاريخية في السياسة، وتقبلها في الأدب؟ هو يقول ما يريد، وأنا أكتب ما أريد، ويبقى القارئ الفاصل بيننا، ودعني أشير هنا إلى أن روايات وطار راجت لأن النقد سايرها، فواسيني مثلا كتب عنه كتابا كاملا، بينما بقي جيلنا محروما من النقد · ولماذا لم يوجِد جيلكم نقادَه، مثلما أوجدوا هم نقادهم؟ هذا راجع إلى الأزمات الثقافية المختلفة التي تعيشها الجزائر، فالجيل الجديد مصاب كما قلت لك سابقا بمرض فقدان الذاكرة، وغير مرتبط بالعلامات المحلية، إنه مصاب بغرور المعرفة، إنه يقرأ هابرماس، ودريدا وبارت، لكنه لا يوظف هذه القراءات لتحليل النص الأدبي الجزائري الجديد كأنك من بين من تقصد بشير مفتي؟ لا··· أنا أتحدث عن النقاد والباحثين · مثلا؟ هم جيدون على كل حال، ولهم قراءات ثرية، مثل وحيد بن بوعزيز، وعبد القادر بودومة، لكنني أسألهم عن وظيفية ما يكتبون في المقابل ألا ترى أن بعض الروائيين من الجيل الجديد بقدر ما يكتبون بعمق، بقدر ما هم زاهدون في تقديم أنفسهم؟ لأنهم متعالون عن واقعهم، الشيء الذي أوقعهم في حالة انفصام عن الحقل الثقافي بصفة عامة، وبالتالي في حالة من العزلة التي قد تذهب بمشاريعهم الإبداعية، وأذكر هنا على سبيل المثال ياسمينة صالح، التي تكتب رواية جيدة لكنها غائبة عن المشهد · تتحدث عن الجيل الجديد وكأنك لست منه · أعتبر نفسي مخضرما، أميل إلى الجيل السابق من حيث الارتباط بالواقعية كما كتبها وطار وبن هدوقة وبقطاش، وأميل إلى الجيل الجديد من حيث تناول بعض الجوانب الذاتية··· أنا أقف في الوسط يبدوا أنك أصبحت مسالما ولم تعد تريد إطلاق النار على أحد كما هو معروف عنك كما تعلم فقد ترأست القسم الثقافي لجريدة الخبر من ماي 92 إلى غاية جوان ,2006 وخلال هذه المرحلة اتهمت بكثير من التهم، منها كوني فرانكوفونيا مدسوسا في الوسط المعرب، ومنها كوني إقصائيا، ومنها كوني من أتباع حزب فرنسا وأن والدي كان من الحركى، وكل هذه التهم قابلتها بصبر وأناة، وحين تتاح لي الفرصة سأرد عليها ألا ترى هذا الحوار فرصة للرد؟ والدي >يتنهد بعمق ويضغط على نقاله< كاد يصفى من طرف منظمة الجيش الفرنسي السرية الإرهابية، أما الإقصاء فأنا كنت أنفذ تعليمات رئيس التحرير · هناك تهمة أخرى هي كونك كاتبا >بربريست < نعم أنا كاتب بربري، وليس بربريست، أي أنني لست من أتباع الأكاديمية البربرية في باريس، ولا أساوي شيئا بدون البعد البربري للجزائر · آخر كتاب أدبي جزائري، قرأته ولم يعجبك؟ رفض أن يجيب في البداية مبديا امتعاضا من السؤال، وفجأة التفت إليَّ قائلا: كثير من الكتابات بالفرنسية رديئة مثلا؟ عبد الرحمن زقاد في مجموعته القصصية: الريح في المتحف الصحفي السعيد جاب الخير : اتهموني بالشيعي والشيوعي ويا ليتني كنت صوفيا أحب أن أختلي بنفسي حتى لا أرى ولا أحاور سوى الـ>هو < أجاب الصحفي السعيد جاب الخير الكثير على الكثير من علامات الاستفهام التي طُرحت بشأنه لاسيما في مجال التصوّف وإصداره للفتاوى رغم أنه ليس أهلا لها، كما تطرق لمشواره الإذاعي المليء بالتصرفات التمردية والتي أدت لتوقيف بعض حصصه··في هذا الحوار يتكلم السعيد عن تجربته في الخليج وفي الجزائر وغيرها من الأحداث التي طبعت مساره المهني ·· حاوره: ياسين بن لمنور أنت في الجزائر لقضاء عطلتك أم ثمة شيء آخر؟ جئت لقضاء العطلة، ومن الطبيعي أن ترافقها أشياء أخرى كما قلت ومن بينها رؤية زملائي وأصدقائي إضافة إلى المشاركة في الملتقى الدولي حول التصوف الذي يعقد في الجزائر مطلع سبتمبر المقبل · كيف كانت تجربتك في يومية >دار الخليج< الإماراتية؟ لم أجد أي مشكل في الاندماج مع أجواء جريدة >الخليج< التي تعتبر الجريدة رقم واحد في المنطقة، كما أنها تملك رصيدا كبيرا من التجربة المهنية بالنظر إلى الأسماء الكبيرة التي مرت منها، من جانب آخر وجدت أن الخليجيين عموما والإماراتيين على وجه الخصوص لديهم انطباع جيد حول الكفاءة المهنية للإطارات المغاربية وعلى الخصوص الجزائرية سواء في مجال الإعلام أو غيره · ما الفرق بين صحافة بلدهم وصحافة بلدنا؟ الصحافة الإماراتية والخليجية بشكل عام، أكثر حرصا في جانب الأداء المهني، وأنا هنا لا أتحدث عن المضمون بقدر ما أتحدث عن الشكل، أما في جانب المضمون فمن الطبيعي أن تختلف وتتفاوت هوامش الحرية من بلد إلى آخر بحكم اختلاف الأنظمة السياسية والمصالح العليا لكل دولة· ولا يخفى عليك في هذا السياق أن الإمارات العربية المتحدة دولة فتية وما تزال بحاجة إلى قدر غير قليل من التشجيع والدعم المعنوي للحالة المحلية في مختلف القطاعات، وما يحرك هذه الحالة الداخلية من إطارات وكفاءات· فالإمارات توجد الآن في حالة طفرة تنموية لافتة للانتباه وجديرة بالقراءة والدرس العميقين، ومعلوم أن مثل هذه الأوضاع لا تتحمل النقد وقد لا يكون النقد في مصلحة الطفرة التنموية الحاصلة هناك في جميع المجالات· ومن جانب آخر ألاحظ محدودية العناوين اليومية والأسبوعية الموجودة هناك بالمقارنة مع ما هو موجود هنا، هذا في الجانب الكمي ويبقى النقاش حول المضمون والنوعية، على أساس أن الصحافة هناك لا توظف غالبا سوى المحترفين على خلاف ما هو موجود عندنا · وهل أنت محترف؟ أتمنى ذلك يعني أنك استطعت التأقلم مع صحافة بلدهم بما أنك جئتهم بعد الخبرة التي اكتسبتها في صحافة بلدنا؟ لم يصادفني أي مشكل في التأقلم مع المشهد الإماراتي وصحافته، فقد تعرفت بسرعة إلى أهم الوجوه التي تحرك المشهد الثقافي هناك· أما في الجانب الإعلامي فإن الإماراتيين يستحسنون اللغة المغاربية أو المفردة المغاربية في الإعلام المكتوب· وهنا أذكر أن العديد من المثقفين والمسؤولين من المواطنين الإماراتيين والوافدين العرب وحتى المصححين في جريدة >الخليج< كلهم يشهدون على جمالية اللغة الإعلامية المغاربية· غير أن ثمة بعض الأساليب الإعلامية تستعمل عندنا بشكل عادي ويرفضونها هناك لأسباب تقنية لغوية ويكثر ذلك في المفردات النقدية، وهذا لا يعني أنها خاطئة بالضرورة، فقد يكون الصواب من الجهتين ويكون للمشارقة اختيارات أسلوبية ولغوية لا يحبذها الذوق المغاربي أو العكس·هامش الحرية في الكتابة متوفر؟ أتصور أنني أجبت على هذا السؤال ولكن أعود وأقول، إن مسألة هامش الحرية تبقى نسبية وينبغي أن تدرس بالنظر إلى الحالة الداخلية لكل دولة· وإذا كان ذلك واضحا فمن الطبيعي أن تتفاوت الحرية من بلد إلى آخر، وقد يكون هامش الحرية بسيطا ولكنه فاعل في المستوى الواقعي، وقد يكون الهامش واسعا كما يرى البعض عندنا ولكنه لا فاعلية له في المستوى الواقعي· أنا أقول : أعطني هامشا حقيقيا وفاعلا من الحرية حتى ولو كان ضيقا ولا تعطني هامشا واسعا من الحرية المزيفة التي تشبه شيكا يحمل مبلغا ضخما من المال لكنه من غير رصيد · ما هي خطوطهم الحمراء التي لا يمكن تجاوزها مهما بلغت درجة التفاوض؟ من المعلوم أن لكل دولة ولكل مؤسسة مصالحها، والخطوط الحمراء والخضراء والصفراء في كل بلد، ترسم على أساس المصالح العليا· ومن الطبيعي أن تضع دولة الإمارات خطوطا حمراء على كل ما من شأنه أن يؤثر سلبا على مسيرة البناء والتنمية المتحركة هناك· وعلى هذا توجد خطوط حمراء هناك كما توجد أيضا في الجزائر وفرنسا وأمريكا أيضا، ولا ينبغي أن نخدع أنفسنا بحكاية الحريات المطلقة أو الحريات التي لا تحرسها خطوط حمراء، لأن مثل هذه الحريات لا وجود لها فى عالم البشر كيف انتقلت إلى يومية الخليج··من كان الواسطة؟ تلقيت اتصالا هاتفيا من رئيس القسم الثقافي بالجريدة عياش يحياوي يعرض علي الالتحاق بهم· وكان الذي اقترحني له وأعطاه رقم هاتفي الزميل رابح هوادف الشهير بكامل الشيرازي مراسل >الخليج< من الجزائر· وأعرف أن آخرين رشحوا للمنصب نفسه من المغرب ومصر لكن الجريدة اختارتني دونهم · ولماذا تمت تنحيتك من رئاسة القسم الثقافي ومن القسم ككل في الشروق؟ هذه قصة طويلة أفضل التطرق إليها باختصار لأن المجال لا يسمح بأكثر من ذلك· فبقدوم الزميل أنيس رحماني إلى إدارة تحرير >الشروق اليومي< حصلت تغييرات على الطاقم الداخلي· كان مدير التحرير الجديد يملك رؤية أخرى للجريدة وهذا من حقه· وكما نقول في جريدة >الخليج< : نحن كمحررين رجال تنفيذ، على الإدارة أن تخطط وعلينا أن ننفذ، إلا فيما يصطدم بمفرداتنا المبدئية· ولا أتصور بأن تنحيتي عن القسم الثقافي ونقلي إلى قسم التحقيقات داخلة في الأمور التي تصطدم مع المبادئ· ويفترض أن المحرر الصحفي صاحب الكفاءة الحقيقية لا يزعجه الانتقال من قسم إلى قسم ولا من جريدة إلى جريدة، لأن ذلك جزءا من طبيعة عمله، إلا إذا كان يستغل موقعه لأهداف غير مهنية وهذا أمر آخر، كما أنني لست نادما على أي تجربة حلوة أو مرة خضتها في مسـاري الإعلامي، لأن التجــارب كلهـا مفيدة وبها نكبر وننضج · قبلها أيضا استقلت من الفجر مرتين ما السبب؟ علاقتي بجريدة >الفجر< من نوع حميمي خاص، لأنها الجريدة التي بدأت معها مساري الإعلامي الاحترافي، وقبلها كنت متأرجحا بين التعليم والكتابة الصحفية· وقد كنت ضمن فريق التحرير الأول الذي أسس لانطلاقة >الفجر< ومن بينهم المرحوم سقية زايدي الذي كنت وما أزال وسأبقى أحترمه لما له من الكفاءة المهنية والموسوعية المعرفية والخصال الإنسانية· لقد كانت تجربتي في >الفجر< ثرية إلى أبعد الحدود· ومع ذلك أقول من الطبيعي جدا في المجال الإعلامي أن تحدث بعض الاهتزازات التي قد تدفع شخصا أو آخر إلى ترك موقعه والبحث عن مواقع أخرى وهذه طبيعة الإعلام عندنا بحكم ما يتجاذبه من مراكز القوى· ورغم استقالتي مرتين من >الفجر< لأسباب مهنية بحتة لا علاقة لها بأي تشنج شخصي، فإن حالي مع هذه الجريدة كحال الشاعر الذي >حنينه دوما لأول منزل< أو كالآخر الذي قال : قلب فؤادك كيف شئت من الهوى ما الحب إلا للحبيب الأول · ما هي الصحف التي عملت بها؟ تعاونت مع >الخبر< أيام الراحل عمر ورتيلان، وتعاونت مع >المسار المغاربي< التي كان يرأس تحريرها الزميل أحميدة عياشي، ومع >الحدث< الأسبوعية· وشغلت منصب محرر في القسم الثقافي لجريدة >الفجر< منذ انطلاقتها ثم رئيس القسم الثقافي بها أيضا قبل أن أنتقل إلى جريدة >الجزائر نيوز< كمحرر في القسم الثقافي ثم كرئيس للقسم، ومنها انتقلت إلى >الشروق اليومي< مع فريقها الجديد بعد المحاكمة الشهيرة، حيث شغلت منصب رئيس القسم الثقافي ثم محرر في قسم التحقيقات· ومن ثمة انتقلت إلى >الخليج< في الإمارات منذ جانفي 2007 · هل مازلت تعشق الصوفية بعد هجرتك؟ التصوف بالنسبة لي مجال للكتابة والبحث العلمي، وهو بالمناسبة امتداد لتخصصي الجامعي في الفلسفة وأصول الدين، وذلك حتى قبل أن أحترف الإعلام· وما أزال أبحث في هذا الجانب الذي أعتبره من أكبر الروافد الثقافية في الجزائر وفي العالمين العربي والإسلامي· والجزائر تملك تراثا لا يقدر بثمن في هذا المجال، تراث ما يزال بحاجة إلى البحث والدرس العميق· وفي الإمارات أنجزت دراسة عبارة عن مقاربة نقدية بين التصوف والإبداع ستصدر عن قريب في القاهرة وإن شاء الله أيضا في الجزائر أيضا إذا تم الاتفاق مع الناشر الجزائري · لكن الكثير يعاب عليك أنك صوفي أكثر من الصوفية؟ أنا باحث فحسب في مجال التصوف والطرق الصوفية ولا أدعي شرف التصوف أو الانتساب إلى الصوفية لأنهم أعلى شأنا مني· فالبحث العلمي شيء والانتساب إلى الصوفية شيء آخر تماما، والانتساب أيضا درجات· ومع ذلك أتمنى أحظى بشرف قبولي في الحرم الصوفي · لكن في الإمارات لا مكان لصوفيتك؟ على العكس من ذلك لأن الإمارات زاخرة بالتراث الصوفي، وقد لاحظت أن هذا التراث موظف بشكل جيد وبالغ الروعة في المسرح الإماراتي· وأتصور أن الكاتب إسماعيل عبد الله هو أفضل من وظف التصوف في المسرح وقد كانت لي معه جلسات عديدة وحوارات ممتعة في هذا المجال· وأريد أن أنبه هنا إلى وجود العديد من الطرق الصوفية في الإمارات وأن الإماراتيين يعتزون كثيرا بتراثهم · ولا تنكر انك شيعي أيضا؟ أنا منفتح على جميع التصورات الدينية والفلسفية والتيارات الفكرية، لأن ذلك داخل في مجال اهتماماتي العلمية بحكم تخصصي في الشريعة وأصول الدين، غير أنني شخصيا لا أؤمن بالمذاهب كهوية للإنسان المسلم مع احترامي لها جميعا· وأتصور أن اسم المسلمين يكفينا ويغنينا عن جميع >الكليشيهات< المذهبية التي تعمل الدوائر الغربية على استغلالها ضدنا في إطار لعبة الهويات القاتلة ما يسمى أمريكيا بالفوضى الخلاقة· وأتصور أيضا أن التعصب المذهبي والأحكام المسبقة البعيدة عن الدرس العلمي، هي التي تقف من وراء جميع أشكال العنف التي تعصف اليوم بالعرب والمسلمين، علما أن تصدير الأحكام المسبقة على الآخر هي أيضا نوع من العنف الذي يرفضه المتحضرون في العالم وهذه ظاهرة ما نزال عاجزين عن التخلص منها لأسباب معروفة، وأضيف لك >كليشي< آخر كنت أتهم به أيام الجامعة وهو أنني شيوعي · لديك ليسانس في الشريعة الإسلامية وماجيستير في علوم الفقه لكنك لا تؤدي فرضية الصلاة لماذا؟ هل أنا بحاجة لأعلن أمام الملأ أنني أصلي حتى يصدقوني؟ وهل الصلاة علاقة مع الله أم مع الناس؟ إذا كانت الصلاة علاقة مع الله تعالى فما أهمية أن يسمع بها الناس أو لا يسمعون ؟ وإذا كان المطلوب أن يعرف الآخرون أننا نصلي فما قيمة صلاتنا من الأصل؟ كان العديد من القرشيين مسلمين في مكة بعد الهجرة وقبل الفتح وكانوا يصلون ولم يكن يراهم أحد ولا يعرفهم أحد في مكة ولا في المدينة، بل إن أهل المدينة كانوا يعتبرونهم مشركين، وأهل مكة المشركون أيضا كانوا يعتبرونهم منهم· أتصور أن الصلاة شأن شخصي جدا وحميمي بين الإنسان وربه ولا أحد له الحق أن يتدخل في هذا الجانب· من جانب آخر وقبل أن نصلي لله، ينبغي أن نعرفه ونحبه بل ونعشقه لأن الحب هو أساس كل عبادة بل إن الحب هو العبادة، ولا معنى للصلاة إذا لم نكن نعرف الله تعالى ونحبه حد العشق والهيام · دراستك الجامعية دامت طويلا، لماذا؟ كنت طالبا فاشلا؟ (حوالي سبع سنوات ) المسألة لم تكن فشلا بقدر ما كانت ضعفا في آليات التوجيه داخل المنظومة التربوية، لأنني كنت أرغب في دراسة العلوم الإنسانية، لكن الوزارة آنذاك أصدرت مرسوما يمنع حملة البكالوريا العلمية من أمثالي أن يدرسوا العلوم الإنسانية، وهذا سبب لي ترحالا طويلا وتغييرا مستمرا بين الشُعب قبل أن أحط الرحال في كلية الشريعة وأصول الدين · لم تكن دراستك للعلوم الشرعية إلا خاتمة لمشوار جامعي طويل ومع ذلك تقدم نفسك وكأن العلوم الشرعية اختصاصك الأول و دائما تقول >أنا فقيه<··؟ اهتمامي بالعلوم الدينية نابع من مطالعاتي المكثفة منذ الصغر ودراستي في المسجد وعلى بعض الفقهاء ومن بينهم الشيخ عيسى طالب رحمه الله بمدينة بوفاريك، لكن ذلك كله كان قبل التحاقي بكلية الشريعة بعد أن ضاقت بي السبل الجامعية كما شرحت· والواقع أنني لم آخذ من الكلية سوى الشهادة باستثناء بعض الأساتذة الذين أفادوني كثيرا وأعتز بالتلمذة لهم ومن بينهم الدكاترة الهاشمي التيجاني ومحمد بن بريكة وعبد الرزاق قسوم ومحمد الأمين بلغيث وأحمد موساوي وعذرا لمن سقط سهوا · مقالك حول الحجاب الذي ساهمت به في ملف >المحقق< أيام قبل سفرك للخليج أثار ضجة في وسط السلفيين واتهموك بالجاهل؟ قضية الحجاب أوضحت رأيي فيها وأتصور أنها أعطيت أكثر بكثير مما تستحق· أما السلفيون وأنا أفضل أن أسميهم الوهابيين لأن >السلفيين< تشمل جميع الفقهاء والعلماء والصوفية من جميع المذاهب· الوهابيون مع الأسف يدورون في فلك المذهب الحنبلي الذي يلوون عنقه ليا ويفهمونه كما يحلو لهم، وتصورهم الديني مغرق في القشرية والانغلاق، حتى ابن تيمية وابن القيم اللذين يدعي الوهابيون الانتساب إليهما، هما في الواقع براء منهم كما يظهر من البحث العميق، والناس أعداء ما جهلوا · وهل تتمسك دائما بنفس الكلام الذي قلته بأن تغطية المرأة لشعرها ليس فرضاً؟ طبعا لأن ما قلته ليس اجتهادا شخصيا مني بقدر ما هو نقل أمين لكلام القاضي عياض وهو من الأسماء الكبيرة والمحورية التي يدور عليها الفقه في المذهب المالكي· وكلامه موجود في تفسير >التحرير والتنوير< للعلامة التونسي محمد الطاهر بن عاشور وهو متوفر لمن شاء أن يطلع عليه· فالقاضي عياض يعتبر أن شعر المرأة من جملة الزينة التي يحل إظهارها وكشفها مثل الخاتم والعقد تماما· غير أننا مع الأسف تشربنا النظرة الأحادية للدين وأصبحنا نتبرم بالرأي المخالف لمجرد أنه لا يتماشى مع بعض الاتجاهات القشرية المتشددة والتي تدعي زورا الانتساب إلى السلف · كنت تقرأ الكف للصحفيين، هل أنت >شواف<؟ هذه مجرد وسيلة لتزجية الوقت، أحب أن أمارسها مع زملائي وأصدقائي ليس أكثر· ولو كنت >شوافا< كما تقول لأصبحت ضمن قائمة مليارديرات الجزائر · كانت لك حصة إذاعية فيها شيء من التمرد قبل أن تُوقف بقرار إداري؟ أنتجت وقدمت للإذاعة الوطنية القناة الأولى ثمانية برامج ثقافية واثنين منها في المجال الفني وآخرها >فواصل< الذي يهتم بالإصدارات وشؤون الكتب· وأتصور أنك تتحدث عن برنامج >معجبون< الذي كان يستضيف الفنانين ويمارس معهم دور محامي الشيطان· هذا البرنامج لم يتم توقيفه بل تم تعويضي بمنشط آخر لأسباب تتعلق ببرنامجي الشخصي الذي كان موزعا بين الصحافة المكتوبة والإذاعة، فضلا عن البرامج الإذاعية الأخرى التي كنت أقدمها· وأذكر أنني التمست من إدارة الإنتاج أن تعوضني بمنشط آخر وهكذا كان · لكن هناك حصة كنت تُعدها أوقفها قسم البرمجة لأسباب تمردية؟ البرنامج الذي تم توقيفه حقيقة فهو >كرونيكا< وذلك بسبب مهاجمتي لمؤسسة الأزهر، وهو أمر تقبلته بكل روح رياضية · تسببت في أزمة خلال شهر رمضان المنصرم على قناة البهجة حينما أفتيت بأن الغناء حلال، ووصل الأمر بأن اتصل بعض >الإخوة< وشتموك على الهواء وهدد بعضهم باستباحة دمك ونزل مدير الإذاعة نفسه ليوقف حصتك، كيف كانت المغامرة؟ أنا لم أفت وإنما استضافتني >البهجة< في برنامج >ريحة الياسمين<، حيث قدمت خلاصة للبحث الذي قدمته للملتقى الدولي حول التصوف الذي عقد في مدينة مستغانم، وكانت الدراسة بعنوان >جدل السماع بين الصوفية والفقهاء< وانتهيت فيها إلى أن الصوفية ومعهم كثير من الفقهاء وخصوصا في الجزائر والمغرب العربي، لا يقولون بتحريم الغناء، أما المستمعون فقد ناقشوني لكنهم لم يشتموني ولم يستبيحوا دمي ولم ينزل المدير كما قلت، كما أنه لم يتم توقيف الحصة بل تواصلت حتى انتهاء وقتها · > الإخوة< وشتموك على الهواء وهدد بعضهم باستباحة دمك ونزل مدير الإذاعة نفسه ليوقف حصتك، كيف كانت المغامرة؟ أنا لم أفت وإنما استضافتني >البهجة< في برنامج >ريحة الياسمين<، حيث قدمت خلاصة للبحث الذي قدمته للملتقى الدولي حول التصوف الذي عقد في مدينة مستغانم، وكانت الدراسة بعنوان >جدل السماع بين الصوفية والفقهاء< وانتهيت فيها إلى أن الصوفية ومعهم كثير من الفقهاء وخصوصا في الجزائر والمغرب العربي، لا يقولون بتحريم الغناء، أما المستمعون فقد ناقشوني لكنهم لم يشتموني ولم يستبيحوا دمي ولم ينزل المدير كما قلت، كما أنه لم يتم توقيف الحصة بل تواصلت حتى انتهاء وقتها · لديك مشروع كتاب، حدثنا عن مضمونه؟ أنجزت دراسة ستصدر لي قريبا في القاهرة كما قلت حول علاقة التصوف بالإبداع، وهو عبارة عن مقاربة نقدية تستند إلى المنجز الصوفي مع المقارنة بالمنجز الشعري الحديث · دائما ما كنت تقول >عندما تأتي العطلة ، آخذ عطلتي من كل شيء ··حتى من زوجتي؟< هل هنالك عاقل يأخذ عطلته من عائلته؟ أحيانا أحب أن أختلي بنفسي حتى لا أرى ولا أحاور سوى الـ>هو< بمعناه الصوفي أو الذات التي بداخلي· أما ما تسميه >العقل< فعندما تقرأ دراستي التي تصدر قريبا ستعرف أنه حالة نسبية جدا، وأنه ليس بين ما يسمى >العقل< وبين الجنون أو >العقل الآخر< سوى خيط رفيع، هذا طبعا إذا اتفقنا على تعريف مشترك للعقل · يعرف عنك أنك كتوم جدّا وبخيل جدّا، ما السبب؟ الصمت من طبيعتي، أما البخل فأتصور أنه أمر نسبي وأترك الحكم في ذلك للآخرين · بين الإذاعة والصحافة المكتوبة، أين يجد جاب الخير نفسه أكثر؟ الصحافة المكتوبة مغامرة جميلة لكن الميكروفون أكثر متعة وسحرا · كم تبلغ من العمر؟ أنا في الأربعين · وهل أنت متزوج؟ وكم لك من الأولاد؟ متزوج ولي بنت · بعد سنة من العمل في بلاد >البترودولار< هل أصبحت غنياً؟ من الصعب جدا أن تغتني في بلد ترتفع فيه تكاليف المعيشة باستمرار، ولكن لنقل إنني مع بعض التقشف أتمكن من توفير مبلغ محترم يوفي بحاجيات أسرتي ويساعدني في أشياء أخرى · وأنت في الخليج هل تطالع الصحافة الجزائرية؟ أقرأ يوميا الصحافة الجزا ئرية باللغتين و اتابع ايضا بعض الأسبوعيات ما علاقتك بوزيرة الثقافة خليدة تومى ؟ علاقتى بها لا تتعدى الإعلامى بالمسؤول السياسى ميديا دمج قناتي "LBC" وروتـانا أعلن في الأسبوع الماضي في بيان صادر عن شركة المملكة القابضة التي يرأسها رجل الأعمال السعودي الوليد بن طلال ويمتلك 5,93 في المائة منها، دمج قناة "LBC" الفضائية التي انطلقت عام 1996 والتي اشترى ابن طلال حصة 49 في المائة منها عام ,2003 وقناة >روتانا< التي يملكها أيضا· وجاء في البيان أنه >في الوقت الذي ستبقى فيه الشبكتان مستقلتين تنظيمياً ومالياً فإنهما ستشكلان معاً منصة موحدة لقنوات تلفزيونية من شأنها أن تزود المشاهدين بخيارات أوسع وتنوع أغنى وجودة أعلى<، كما أشار البيان إلى أن رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة الإرسال اللبنانية (ال·بي·سي) بيار الظاهر سيتولى إدارة كافة قنوات >روتانا< إلى جانب قناة >ال بي سي<، وتشمل بقية القنوات التي سيشرف عليها الظاهر: روتانا كليب، وروتانا موسيقى، روتانا خليجية، روتانا طرب، روتانا سينما، روتانا زمان، كما أكد البيان بأن الكيانين سيبقيان مستقلين، موضحا أن قرار الاندماج >لن يؤثر على هوية قناة ال·بي·سي ولا محتواها<، مضيفا أن الأمر أقرب إلى كونه >اندماجا في الموارد<، ومن المنتظر أن يترتب عن الوضع الجديد تنسيقا بين قنوات الشبكة، بحيث لا يتم تضارب برنامجين كبيرين على قناتين مختلفتين على سبيل المثال، وهي مسألة سيتولاها الظاهر لكونه مشرفا على القنوات كافة · نورالدين قلالة رئيساً للقسم الدولي في صحيفة >العرب < وصل الصحفيون الجزائريون إلى قطر، منتصف الأسبوع الماضي، وتم إسناد المهام لكل صحفي، إذ نُصب العربي محمودي كمحرّر في الرياضة الدولية وبوطالب شبوب وإسماعيل طلاي في الصفحات المتخصصة وسليمان حاج إبراهيم في قسم الصفحات المحلية والحواس وتقية وبوعلام غمراسة في القسم السياسي بينما نُصب نورالدين قلالة رئيساً للقسم الدولي، هذا الأخير كان نائبا لرئيس تحرير الشروق اليومي ورئيس القسم الدولي في يومية >الخبر <. > الدولي ـ فوت< أسبوعية رياضية جــديدة صدر الأسبوع الماضي العدد الأول من الأسبوعية الرياضية >الدولي ـ فوت< وهي ملحق تابع لأسبوعية الشباك، وجاء العدد الأول متنوعا، إذ شمل الكثير من النجوم العالميين، فضلا عن أخبار نواديهم وسوق التنقلات الدولية· وتهتم الأسبوعية الجديدة بكل صغيرة وكبيرة في عالم كرة القدم الدولية والبطولات المحترفة، كالبطولة الإيطالية والإسبانية وغيرها من البطولات الأوروبية ذات الصيت · وتُعد >الدولي- فوت< الأسبوعية الجزائرية الوحيدة التي تهتم بهذا الجانب، وفي اتصال مع المدير العام مسؤول النشر للجريدة ياسين معلومي، أكد هذا الأخير أن >الدولي- فوت< جاءت لتغطية فراغ عدم الاهتمام بالأحداث الدولية، خاصة أن المادة الإعلامية التي تعالجها >الدولي- فوت< محل تتبع الجمهور الرياضي في الجزائر، وهو إنجاز يُضاف لإنجازات الشباك كـ>الفوروم< الذي تحول من محلي إلى دولي وتهتم بأخبارها كبريات الوكالات العالمية كوكالة >رويترز <· بغالي وإيوانوغان نائبان لرئيس تحرير >الخبر < عُيّن محمد بغالي نائبا أول لرئيس تحرير يومية >الخبر<، كما عُيّن محمد إيوانوغان نائباً ثانيا، وتم تعويض بغالي في منصبه كرئيس للقسم الثقافي بالصحفي سعيد حمودي، في حين خلف إيوانوغان في أسبوعية >الخبر-حوادث< الصحفي كريم كالي · وكانت يومية >الخبر< قد أجرت تغييرات على إدارة تحريرها بعد استقالة رئيس تحريرها السيد عثمان سناجقي · من هي قناة >سي·أن·بي·سي< ؟ تتألف >سي·أ ن· بي· سي< من مجموعة من القنوات تحت مظلة شبكة >أن·بي·سي يونيفيرسال<، وهي تتخصص في الأنباء المالية وتقدم تغطية حية لحركة الأسواق العالمية، ودشنت قناة >سي·أن·بي·سي< في فورت لي، نيو جيرسي، في 17 أفريل .1989 وعام 1991 دمجت في >فاينانشيال نيوز نتويرك<· وفي التسعينات اتسعت شبكتها حتى أنها في 1998 اشترت >يوروبيان بيزنيس نيوز< (ئي بي ان) التي تتخذ من العاصمة البريطانية مقرا لها· واليوم تقدم >سي·أن·بي·سي< برامجها الإخبارية المالية من الرابعة صباحا حتى الثامنة مساء بتوقيت أمريكا الشرقي، وتركز على البرامج الوثائقية والمناقشات والتحليلات الحية والنشرات الإخبارية في فترتي الصباح والمساء · الكاريكاتوري أيوب يعود إلى الجزائر عاد الكاريكاتوري عبد القادر عبدو إلى أرض الوطن قادما من الكويت أين يشتغل في صحيفة >الجريدة< الكويتية، ومن المنتظر أن يلتحق أيوب من جديد بـ>الجريدة< بعد إنهاء بعض الترتيبات في الجزائر، وعبر أيوب عن صعوبة فهم نكتة الخليج مقارنة بالنكتة الجزائرية التي يبني عليها رسوماته وبها صنع لنفسه اسماً في عالم الصحافة، لكنه أوضح بأنه في طريقه لفهم كل مكونات المجتمع الكويتي خاصة وان بعض رسوماته حملت نكتا كويتية أضحكت الكثير من القراء · قنـاة>براس·تي·في< الإيـرانية تخـتار الجـزائر لفتـح مكتـب مغــاربي ستفتح قناة >براس تي·في< الإيرانية الحديثة النشأة مكتبا تنسيقيا مغاربيا لها، واختارت أن يكون مقره بالجزائر، وجــاءت هذه الخطوة بعد إعـلان القنـــاة الإخــــبارية النـــاطقة باللغة الإنجليزية إطــــلاق برامجـــها على القمر الصناعي >HOTBIRD< في الثاني من جويلية الماضي، كما سيتم التقاطها على ثلاثة عشر قمرا صناعيا، ويعمل بالقناة عدّة مراسلين من جنسيات مختلفة بما في ذلك مراسلون من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة · مجلة نصف شهرية تعتني بصحتكم مجانا صدر العدد الاول من مجلة ''MIEUX CONSOMMER" النصــف شهرية في شهر جويلية المنصرم، وتناولت المجلة مواضيع ثرية تهتم بصحة المستهلك الجزائري بالدرجة الاولى، إذ تركز المجلة في مواضيعها على أهمية النظافة الغذائية والمخاطر التي قد تخلفها قلة النظافة على صحة المستهلك، خصوصا في فصل الصيف· كما تتضمن المجلة مجموعة من الملفات الاقتصادية ذات الصلة بالحياة الاستهلاكية للمواطن بما في ذلك ملف استيراد الحليب في الجزائر والندرة التي تعرفها هذه المادة الحيوية في السوق الوطنية هذه الأيام بالإضافة إلى تحقيق مفصل يتصدر الصفحات الأولى، يتناول بالدقة عملية تحلية مياه البحر التي انطلقت فيها السلطات الجزائرية بعنوان >البحر للشرب<· المجلة التي يمكن للمستهلك الجزائري اقتناءها مجانا كل نصف شهر تتضمن مجموعة من التوضيحات الهامة حول القيمة الغذائية لقائمة من المواد الغذائية التي يتداول عليها المستهلك الجزائري· كما تقدم مجموعة من الحوارات مع اطباء ومختصين في المجال لتوجيه المواطن الجزائري نحو ثقافة استهلاكية سليمة، كما حرص الطاقم الصحفي على تنبيه المواطن الجزائري الى مسألة حقوقه الاستهلاكية، هذا الدور الذي كان من المفروض ان تلعبه جمعيات حماية المستهلك في الجزائر لكنها شبه غائبة في الميدان حسب المجلة التى عنونت الموضوع بـ>جمعيات حماية المستهلك تخضع لقانون الغاب في الجزائر<· المجلة تمنح ايضا فرصة الاشتراك من خلال قسيمة موجهة للقراء كما لا تخلو صفحاتها ايضا من الجانب الترفيهي الذي فضله طاقم التحرير خفيفا توافقا مع فصل الصيف، اذ تناولت موضوع الجزائريين والعطلة، لكن المجلة يغلب عليها النصح والتوجيه والتحسيس من اجل ضمان صحة جيدة وتوازن غذائي للمستهلك الجزائري تجنبه الاضطرابات الصحية والمشاكل الهضمية التي قد لا تحمد عقباها· فالمزيد من النجاح والتألق للمجلة وللطاقم الصحفي المشرف عليها ·

ليست هناك تعليقات: